أثر تعزيز الهوية الوطنية وفقا لرؤية 2030 في تحقيق الأمن النفسي لطفل الروضة السعودي

نوع المستند : مقالات علمیة محکمة

المؤلفون

1 کلية الآداب- جامعة الطائف

2 کلية التربية - جامعة الطائف

المستخلص

هدفت الدراسة الحالية إلى التعرف على مدى تحقيق الأمن النفسي لدى طفل الروضة في المملکة العربية السعودية من خلال تعزيز الهوية الوطنية لديه، ولتحقيق هذا الهدف فقد تم إعداد برنامج يهتم بتعزيز المبادئ والقيم الوطنية لدى طفل الروضة، کما تم إعداد مقياس الأمن النفسي للطفل، وقد تم تطبيق الدراسة على عينة من أطفال الروضة بلغت 14 طفلا (7 ذکور، 7إناث) وقد دلت النتائج على أن تعزيز الهوية الوطنية لدى الطفل له دور إيجابي في تحقيق أمنه النفسي. حيث أسفرت النتائج عن وجود فروق دالة إحصائيا بين متوسط درجات الأطفال في المجموعة التجريبية على مقياس الأمن النفسي في جميع الأبعاد (التقبل، الطمأنينة، والانتماء).  

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية


مقدمة:

تعتبر السنوات الأولى في عمر الإنسان مرحلة من أهم مراحل حياته، وقد حازت هذه المرحلة على اهتمام العديد من العلماء والباحثين لما لها من أثر کبير على شخصيته وسلوکه. حيث نبهوا إلى ضرورة الاهتمام بالطفل في هذه المرحلة وبنموه السليم في کافة الجوانب، وفي ذلک يقول جون ديوي بأنه "إذا أردنا تهذيب المجتمع فلنهذب الطفل، ويکون هذا التهذيب في طفولته المبکرة" (مدانات، 2006).

ومن هذا المنطلق أصبح لرياض الأطفال أهمية کبيرة لما تقوم به من رعاية الأطفال وتحقيق التنشئة المتکاملة لهم في هذه المرحلة العمرية المهمة، فهي تمثل المؤسسة التربوية الأولى التي يلتحق بها الطفل، وفيها تتطور شخصيته وقدراته الجسمية والحرکية والفکرية والاجتماعية والروحية والصحية. (قيند، 2017).

بل أعتبر البعض بأن تقدم الدول والحضارات تقاس بمدى إعطائها الأهمية والأولوية للنظام التربوي والحرص على مواکبة مستجدات العصر وتطوراته، وبمدى اهتمامها بالطفولة وبالتعليم المبکر  (بدران وشبل، 2000)، کما أکدت الاتجاهات المعاصرة على أنه کلما ارتقى الانسان في سلم الحضارة کلما زادت حاجته للتربية، فعن طريقها يتم تنشئة وتوجيه الأفراد بما يتلاءم مع فلسفة الدولة التي ينتمون إليها ليؤدوا أدوارهم في خدمة بلدهم (العمايرة، 2000).

والمواطنة هي ترجمة لمصطلح Citizenship ويقصد به غرس السلوک الاجتماعي المرغوب حسب قيم المجتمع لإيجاد المواطن الصالح (الخوالدة والزعبي، 2014)، أي أن مفهوم المواطنة يرتبط بالمجتمع وأنظمته وأحکامه وآدابه وعاداته وتقاليده، بالتالي فإن هذا المفهوم يختلف من مجتمع إلى آخر، فالمواطنة تعتبر ذات صلة وثيقة بمفاهيم متعددة کالانتماء والشعور بالرضا والسعادة والرغبة في الدفاع عن الوطن والمشارکة في تنميته وازدهاره، أي أن المواطنة هدفها إکساب الأفراد الهوية الوطنية السائدة في المجتمع.

وترتکز المواطنة على عاملين أساسين هما: العلاقة بين الأفراد والدولة والعلاقة بين الأفراد وبعضهم البعض، وبالتالي فإنها تقوم على المساواة وتکافؤ الفرص والمشارکة في الحياة العامة والولاء للوطن، ويترتب على ذلک قيام المواطن بواجباته تجاه وطنه والدفاع عنه (الرشيدي، 2017).

ونظرا لأهمية المواطنة والهوية الوطنية في حياة المجتمعات، فقد تم الاتفاق على أن المؤسسة التربوية من أهم مؤسسات المجتمع التي تخلق قيم المواطنة والهوية الوطنية وتعززها وتحقق الأمن النفسي في نفوس الناشئة، وتتمثل أهمية ذلک بالنسبة للتلاميذ فيما يلي (حمدي، 2014):

-     تدعم الشعور بالوطنية.

-     المساهمة في الحفاظ على استقرار المجتمع.

-     تنمية مهارات اتخاذ القرار والحوار واحترام الحقوق والواجبات لدى الطلاب.

-     تنمية قيم الديمقراطية والمعارف المدنية. 

وقد أشار العيسري (2004) إلى مجموعة من النقاط الهامة التي ينبغي أن تتبعها المدارس لتعزيز القيم والواجبات الوطنية لدى التلاميذ منها:

-     تعريف التلاميذ على الوطن الصغير والکبير جغرافيا وتاريخيا، والترکيز على القيم الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والسياسية.

-     تعريف التلاميذ بحقوقهم وواجباتهم کمواطنين.

-     تنمية روح الاعتزاز بالوطن والعروبة والإسلام.

-     الرقي بمستويات التنمية الروحية والأخلاقية والاجتماعية والثقافية للتلاميذ.

-     بث روح التعاون والعمل الجماعي في نفوس التلاميذ.

-     تعزيز روح المساهمة الايجابية في الحياة العامة.

ووفقا لرؤية المملکة العربية السعودية 2030 فإن الله حبانا بالعديد من المقومات الجغرافية والحضارية والاجتماعية والاقتصادية والديموغرافية التي نعتز بها ونفخر بالإرث الثقافي والتاريخي السعودي والعربي والإسلامي، وندرک أهمية المحافظة عليه لتعزيز الوحدة الوطنية وترسيخ القيم العربية الاصيلة، وبالتالي فإن الرؤية تسعى للمحافظة على الهوية الوطنية وإبرازها والتعريف بها، ونقلها للأجيال القادمة وذلک بغرس المبادئ والقيم الوطنية والعناية بالتنشئة الاجتماعية، حيث اعتبرت أن الاساس الفعلي لهذه الرؤية يکمن في وجود أفراد ممثلين للهوية الوطنية، وقيمها الراسخة وفخورين بإرثهم الثقافي والتاريخي والعربي والاسلامي، وأهمية المحافظة عليه لتعزيز الوحدة الوطنية وترسيخ القيم الاسلامية العميقة     (رؤية المملکة 2030،2017).

ولعل أفضل ميدان تربوي لنقل مفاهيم الوطنية وأبعادها من انتماء ومحبة وتعاون هو مجال الطفولة بهدف إنشاء جيل للمستقبل واعي ومثقف مدرک للإرث الثقافي والحضاري في مجتمعة ويفخر ويعتز بوطنه ويشعر بالانتماء نحوه ويساهم في تقدمه.

وتأتي هذه الدراسة کمساهمة من الباحثين في تحقيق هذا الجانب من الرؤية من خلال إعداد برنامج متکامل يهتم بتعزيز الهوية الوطنية ونقل الإرث الثقافي والقيمي للطفل بما يعزز لديهم الشعور بالانتماء والاعتزاز.

ويُقصد بتعزيز الهوية الوطنية للطفل مجموعة من الإجراءات المنهجية لتعزيز الوعي بالرابطة الجمعية للمجتمع السعودي بما تحمله من مقومات دينية وثقافية، تميز هذا المجتمع وتساعد في الحفاظ على کيانه الأصيل وتحقق رؤيته المستقبلية لتحوله إلى سلوک جمعي ثقافي يعبر عن الولاء والانتماء لهذه الرابطة من قبل الطفل السعودي.

وتعد التربية الوطنية عملية مخططة لاحترام نظام الحکم في المجتمع. فالعنصر الأساسي لتربية الانسان هي تلقينه المعايير والقيم من خلال التعليم وهو ما يحقق احترام أنظمة الحکم الاجتماعية فيحدث تکيف بين الفرد ومجتمعه وتوازن للبنية الاجتماعية. ومن الضروري أن تکون هناک برامج تربوية موجهة سواء في المدرسة أو الإعلام لترسيخ احترام الأنظمة الرئيسة بالمجتمع: منهج الخالق سبحانه وتعالى، ونظام الحکم في الدولة، ووصاية الأسرة على الفرد (السيف، 2018)، والتي تسعى جميعها لتدعيم حب الوطن والاعتزاز به وبتاريخه المجيد. ولن يتحقق الاستقرار في البناء الاجتماعي ولا الانتماء والوطنية إلا بتخطيط تربوي سليم يحقق للأفراد في المجتمع السعودي أمنهم النفسي. ولذا تعد عملية تعزيز الهوية الوطنية في المملکة العربية السعودية عملية معقدة ولها متطلبات محددة في برامجها الاعلامية والتربوية والتعليمية والاجتماعية لتعميق احترام أنظمة المجتمع الثلاثة ولأن الترکيز على جانب منها في برامج التربية الوطنية يضعف الجانب الآخر فيحدث عدم توازن بين تکيف الفرد والأنظمة الأخرى في المجتمع، مما يؤدي إلى تناقض سلوکيات الفرد ويفقده الأمن والطمأنينة النفسية ويضعف انتماءه وحبه وولاءه لوطنه.

إن تعزيز الهوية الوطنية يعتبر مطلب مهم وأساسي يحقق أمن واستقرار المجتمع والأفراد، وقد أجريت العديد من الدراسات والأبحاث التي اهتمت بتعزيز الهوية الوطنية لدى الأفراد بصفة عامة ولدى الطفل على وجه الخصوص، فقد وضع السبيعي (2019) تصوراً مقترحاً لتعزيز الشخصية الوطنية السعودية في ضوء رؤية المملکة العربية السعودية 2030، مستخدما المنهج الوصفي في بحثه الذي استند فيه على الأهداف الأساسية لتعزيز الشخصية الوطنية في رؤية 2030 ومنها تعزيز قيم التسامح والوسطية والاتقان والانضباط والعدالة والشفافية والعزيمة والمثابرة، وقد تم بناء هذا التصور وفقا لعدة محاور تمثلت في: التربية على المواطنة والانتماء، الاهتمام بالمحتوى التعليمي لتحقيق هذا التعزيز ومواجهة التحديات، متطلبات الحد من التأثيرات السلبية للعولمة الثقافية على الهوية والشخصية السعودية، ودور الإعلام الإسلامي في توجيه عناصر الشخصية.

أيضا أکدت نتائج دراسة العطار (2019) على أهمية تعزيز القيم الوطنية في مرحلة الطفولة فهي التي ستشکل شخصية المواطن الصالح القادر على النهوض بالوطن ونموه في جميع المجالات حيث هدفت الدراسة الکشف عن دور معلمة رياض الاطفال في تنمية قيم المواطنة لدى الأطفال السعوديين في مرحلة ما قبل المدرسة من خلال تهيئة البيئة المناسبة للتعلم وتوجيه الأطفال وإرشادهم في المواقف التعليمية المختلفة. واعتمدت الدراسة على المنهج الوصفي في الإجابة على أسئلة الدراسة. وأشارت النتائج إلى أن التنشئة الاجتماعية منذ الصغر هي الأساس في تفعيل المواطنة ولما لقيم المواطنة من أثر في تشکيل شخصية الطفل السعودي وحرص معلمة الروضة في تقوية المواطنة وتنمية قيمها بأسلوبها المتميز في التعامل مع أطفالها. 

ونظرا لأهمية تعزيز قيم المواطنة والهوية الوطنية لجميع فئات المجتمع فقد أعدت هنادي حسين (حسين، 2017) برنامجاً تعليمياً لتنمية بعض مفاهيم المواطنة والتعرف على دوره في تعزيز الأمن الفکري لدى تلاميذ من ذوي الإعاقة الفکرية، کما قامت بإعداد مقياسي الأمن الفکري ومفاهيم المواطنة لقياس أثر البرنامج المعد على هذين المتغيرين، وقد أسفرت النتائج عن فعالية البرنامج في تنمية بعض مفاهيم المواطنة، کما ظهر أثر إيجابي للبرنامج في تعزيز الأمن الفکري لدى عينة الدراسة.

ومن الفئات الهامة أيضا والتي ينبغي تنمية قيم المواطنة لديها لأنها مسئولة عن نقلها إلى الأجيال القادمة هم فئة المعلمين، فجاءت دراسة نصار والمحسن (2013) لتلقي الضوء على هذه الفئة من خلال إعداد تصور مقترح لتفعيل دور کليات التربية في تنمية قيم المواطنة لدى الطلاب المعلمين، فبناء على النتائج التي توصل إليها الباحثان من خلال استطلاع آراء أعضاء هيئة التدريس بکليات التربية في جامعة القصيم والتي تشير إلى ضرورة تفعيل الممارسات والأساليب والأنشطة التربوية لتنمية قيم المواطنة في إعداد المعلم، وعليه فقد تم وضع تصور مقترح قائم على أربع محاور: تطوير محتوى مقررات الإعداد، وتفعيل أداء أعضاء هيئة التدريس، وتفعيل أداء الإدارة الجامعية، وتفعيل الأنشطة الطلابية، بهدف تنمية قيم المواطنة لدى الطلاب المعلمين.

کما أن تعدد أساليب تعزيز الهوية الوطنية وعدم الاعتماد على الأسلوب النظري له دور کبير في تنمية مشاعر الوطنية والانتماء لدى الأفراد، فقد أعدت هند عبد القادر (عبد القادر، 2017) برنامجا قائما على استراتيجية لعب الأدوار يهدف إلى تنمية قيم المواطنة لدى تلاميذ المرحلة الابتدائية، ولقياس مدى فعالية البرنامج قامت الباحثة بإعداد مقياس المواطنة، وقد طبقت الباحثة أدوات الدراسة على عينة عشوائية مقدارها 90 طالبا (45 في المجموعة التجريبية، و45 في المجموعة الضابطة) من طلبة المرحلة الابتدائية، وقد دلت النتائج على أن استخدام لعب الدور من خلال المنهج التکاملي له أثر إيجابي في تنمية قيم المواطنة (التسامح- التعاون- المصلحة العامة- الولاء والانتماء) لدى تلاميذ المرحلة الابتدائية.

وفي إطار تعدد الأساليب في تعزيز الهوية الوطنية سعت دراسة صفاء محمد (محمد، 2015) إلى التعرف على فاعلية برنامج قائم على استخدام مراکز التعلم في تنمية الانتماء الوطني لدى أطفال الروضة، وتکونت عينة الدراسة من (65) طفلا وطفلة تم تقسيمهم عشوائيا على مجموعتين تجريبية وضابطة، طبقت عليهم الباحثة برنامج ومقياس الانتماء الوطني الذي قامت بإعدادهما، وقد أسفرت النتائج عن فعالية البرنامج في تنمية الانتماء الوطني لدى طفل الروضة.

کما وضعت سميرة الشهري (الشهري، 2012) تصوراً مقترحاً لتفعيل الشراکة بين مؤسسات المجتمع في تربية المواطنة للمرحلة الابتدائية بالمملکة العربية السعودية والتعرف على المفهوم المعاصر لتربية المواطنة ومعرفة الاتجاهات المعاصرة لدور مؤسسات المجتمع في تربية المواطنة واستخدمت المنهج الوصفي وأساليبه لتحقيق هذه الأهداف وتوصلت نتائج الدراسة الى أن هنالک فجوة بين أهداف تربية المواطنة وبين الواقع الفعلي لها بالمدرسة والمؤسسات المجتمعية، وأن تربية المواطنة الحقة هي أساس المعارف والمهارات والقيم للطفل السعودي ولابد من تدعيمها في سن صغير لترسيخها بعقل ووجدان الطفل، ومما لاشک فيه أن الأسرة دورها لا يقل عن دور المدرسة في تنمية المواطنة ويجب تقديمها في مرحلة مبکرة.

وقد رکزت دراسة عاشور وفلاتة (2009) على ثلاث أبعاد في إعدادها للبرنامج المقترح لتعزيز المواطنة لدى أطفال مرحلة الروضة في المملکة العربية السعودية وهي: الاجتماعي والأخلاقي والديني والتاريخي، وتم تطبيق البرنامج على عينة قوامها (1186) في 19 روضة بمکة المکرمة. واستخدم المنهج الوصفي التحليلي والمنهج الشبة تجريبي في دراسته، وقد تمثلت النتائج في وجود فروق دالة احصائيًا بين المجالات الثلاث للمواطنة (الاجتماعية والدينية والتاريخية)، مما يعني وجود أثراً إيجابياً للبرنامج المقترح لتعزيز المواطنة لدى أطفال مرحلة الروضة.

إن الاهتمام بالمواطنة وتعزيز الهوية الوطنية يجب أن يحوز على اهتمام أکبر من قبل المؤسسات التربوية ويجب أن تعد برامج متخصصة لتنمية الهوية الوطنية وقيم المواطنة لدى التلاميذ، ففي دراسة المعمري (2014) التي هدفت إلى معرفة واقع التربية والمواطنة في دول مجلس التعاون وتحدياتها من خلال التعرف على واقع تطبيق المواطنة في الأنظمة التربوية الخليجية وفهمها من قبل الطلبة والمعلمين، حيث تم اتباع المنهج الوصفي لمراجعة الأدبيات التربوية في مجال المواطنة بدول مجلس التعاون، توصل الباحث إلى أن المواطنة لا تعتبر هدفا أساسيا للأنظمة التربوية في دول مجلس التعاون بل هي مجرد مادة دراسية تقدم المعرفة النظرية ولا تساعد على تنمية مشاعر الانتماء والمشارکة والإنتاج.

ومما لا شک فيه أن تعزيز مبادئ وقيم الوطنية لدى الأفراد له دور کبير في إحساس الفرد بالأمن النفسي. الذي يتمثل في الثقة بالنفس وإقامة علاقات طيبة مع الآخرين والقدرة على العطاء الناتجة عن وجود جو نفسي وبيئة اجتماعية آمنة تسودها الثقة والشعور بالانتماء والرضا والسعادة.

والأمن النفسي يعتبر من المطالب الأساسية لأفراد المجتمع باختلاف فئاته، حيث أن کثيراً من الحاجات الأساسية ترتبط بمشاعر الأمن النفسي لدى الفرد إذ أن هذه الحاجات تکتسب أهميتها وتظهر عند تحقيق المطلب الأساسي والمتمثل في الصحة النفسية (ابريعم، 2019). فهو يعتبر رکيزة أساسية من رکائز الصحة النفسية، إذ يراها ماسلو من الحاجات والمتطلبات الأساسية في هرمه الشهير للحاجات الإنسانية، وعاملا هاما في تکوين الشخصية الناضجة المنتجة والمحققة لذاتها. واعتبرها عنصرا أساسيا في تحقيق رفاهية الأفراد.

والأمن النفسي هو حالة يشعر فيها الفرد بالاستقرار والسکينة والطمأنينة، وهو يشمل الجوانب الاجتماعية والوجدانية والعقلية، ويحرر الفرد من مشاعر التهديد والخوف ويصل به إلى حالة الاطمئنان على نفسه ومستقبله، والثقة بالآخرين ويعزز السلوکيات الإيجابية لديه (الحوال، 2018).

ويرتبط الأمن النفسي إيجابيا بصحة الفرد النفسية والبدنية، وعلاقاته الاجتماعية ومهاراته الحياتية، وبمدى قدرته على إشباع حاجاته والتوافق بکافة أشکاله، وعلى ثقته بنفسه وقدرته على تنظيم ذاته مع الانفتاح على الآخرين (عبد العال، 2011). کما أن توافق الفرد الاجتماعي في مراحل نموه المختلفة يتوقف على مدى شعوره بالأمن والطمأنينة في طفولته، إذ أن إحساس الطفل بالأمن والطمأنينة سيؤدي إلى نموه السوي والقدرة على تحقيق ذاته في المستقبل، کما يؤکد الباحثين في علم النفس الإکلينيکي أن العصابيين والجانحين يعانون من فقدان الشعور بالأمن (نعيسة، 2014). والأمن النفسي هو نتاج تفاعل الفرد مع بيئته الاجتماعية، فخبرات الفرد في بيئته والمواقف الاجتماعية التي مر بها الفرد لها دور کبير في الرفع أو الخفض من مستوى الشعور بالأمن النفسي لديه (عبد السلام، 1979). کما أن التنشئة الاجتماعية التي تساعد على إشباع الحاجات الاجتماعية للطفل لها دور کبير في تحقيق أمنه النفسي، فهي ترکز على تدريب الطفل ليتشرب قيم مجتمعه وعاداته وتقاليده وتعده ليکون شخص صالح في المجتمع يتحمل مسئولياته ويقوم بدوره کما يجب (الشريفين، 2014).

ووفقا لأبعاد الأمن النفسي الأحد عشر التي ذکرها ماسلو (عبد السلام، 1979) نجد أن هنالک عدة مؤشرات تتعلق ببيئة الفرد والمجتمع الذي يعيش فيه والتي لها دور کبير في تحقيق الأمن النفسي لدى الأفراد وهي کالتالي:

-     شعور الفرد بتقبل الآخرين ومحبتهم ومودتهم.

-     شعور الفرد بالانتماء والمکانة داخل الجماعة.

-     الشعور الإيجابي نحو بيئته وحياته فيها واعتبارها مکانا سارا دافئا.

-     شعوره بالرضا والسعادة.

-     تمرکز الفرد حول المجتمع والجماعة وإظهار اهتمامه بمن حوله وحسن تعامله معهم.

-     شعور الفرد بالثقة فيمن حوله، وقلة الکراهية والتسامح مع الغير.

ويرى کلا من زوتوفا وکارابيتيان (Zotova & Karapetyan, 2018) أن الحديث عن الأمن النفسي يشمل کلا من الظواهر النفسية والاجتماعية نظرا لأهميتها للفرد والمجتمع ککل، فالأمن النفسي للسکان يعتبر مؤشرا للأمن النفسي للمجتمع بأکمله.

وقد بينت عدة دراسات أن للمجتمع والبيئة الخارجية دور کبير في تدعيم الشعور بالأمن النفسي، فمن خلال الدراسة التي أجرتها منى الحوال (الحوال، 2018) على عينة من العاملين في جامعة الکويت والتي هدفت إلى الکشف عن العلاقة بين الأمن النفسي وزيادة الانتماء التنظيمي: الوجداني والمعياري والمستمر، باستخدام المنهج الوصفي والتحليلي، وقد أثبتت النتائج وجود علاقة إيجابية بين الأمن النفسي والانتماء التنظيمي داخل المؤسسة، کما أنه لتدعيم الأمن النفسي ينبغي تمکين العاملين من الاعتماد على أنفسهم في أداء العمل، وتخفيف القيود والاجراءات للتفکير المنطقي عند انجاز العمل واتاحة قدر من الحرية لاتخاذ القرارات بشکل منطقي، واتاحة الفرص لتطوير أدائهم بالتعلم والتنمية الذاتية والتخطيط لمستقبلهم، وتقديم الدعم المادي والنفسي لهم، وإشعارهم بالأمان الوظيفي. 

وقد دلت نتائج دراسة الحربي (Alharbi, 2017) أن استقرار وأمن المجتمع له دور کبير في الرفع من مستوى الأمن النفسي للأفراد، فقد هدفت دراسته إلى التعرف على درجة الأمن النفسي لدى الطلاب السوريين اللاجئين داخل وخارج المخيمات، وأسفرت نتائج الدراسة على وجود درجة منخفضة من الأمن النفسي للطلاب السوريين اللاجئين داخل المخيمات، في حين أن درجات اللاجئين خارج المخيمات في مستوى الأمن النفسي جاءت معتدلة.

وعن مدى الارتباط بين الوطن کمجتمع خارجي ينتمي إليه الفرد ومستوى الأمن النفسي والرضا تأتي دراسة منى أبو شنب (أبو شنب، 2015) التي طبقتها على عينة من طلاب الجامعة بلغت 252 طالبا وطالبة باستخدام مقاييس الانتماء الوطني والأمن النفسي والرضا عن المناخ الجامعي، وتوصلت الدراسة إلى أن الأمن النفسي يرتبط إيجابيا بالانتماء الوطني، کما دلت النتائج على إمکانية التنبؤ بالانتماء الوطني من خلال محورين من محاور الأمن النفسي هما: السکينة والاستقرار، والثقة بالعلاقات الإيجابية مع الآخرين.

کما دلت نتائج العديد من الدراسات ارتباط الأمن النفسي بمتغيرات أخرى، منها دراسة الشرم (2019) التي هدفت إلى التعرف على علاقة ومستوى القلق والأمن النفسي لدى عينة من طلاب المرحلة المتوسطة في الأحياء المتضررة من الأمطار والسيول بمدينة جدة، وقد طبق الباحث على عينة الدراسة مقياسي القلق العام إعداد جمل الليل والطمأنينة النفسية إعداد الدليم والفتة، ومن أبرز ما توصلت إليه الدراسة وجود انخفاض في مستوى الأمن النفسي لدى أفراد العينة، ووجود علاقة سلبية بين القلق والأمن النفسي. مما يعني أن الظروف البيئية السيئة ونظرة الفرد لتلک الظروف وشعوره بالخطر والتهديد يؤثر على مستوى الشعور بالأمن النفسي لديه.

ودراسة الديار وسالم (Aldyar & Salem, 2015) التي أجراها على عينة من المراهقين بهدف التعرف على العلاقة بين هوية الأنا والأمن النفسي، والتي دلت نتائجها على الارتباط الإيجابي بينهما، کما کشفت عن وجود علاقة سلبية بين تشتت هوية الأنا من جهة والأمن النفسي من جهة أخرى. أي أن فقدان الهوية والاحساس بالضياع سيؤدي بالفرد إلى فقدانه لذاته وزعزعة أمنه النفسي.

ودراسة بو عافية ومأمون (2015) التي دلت على وجود علاقة عکسية بين مستوى الأمن النفسي وقلق المستقبل، حيث تم تطبيق الدراسة على عينة من الشباب العاطلين عن العمل بمدينة بورقلة في الجزائر باستخدام مقياسي الأمن النفسي لماسلو وقلق المستقبل إعداد زينب شقير. ويدل ذلک على أن وجود الفرد في بيئة آمنة يشعر فيها بالاطمئنان على حاضره ومستقبله سيساهم في الرفع من مستوى الأمن النفسي لديه.

وجاءت دراسة نعيسة (2014) التي هدفت إلى التعرف على مدى الشعور بالأمن النفسي للأطفال الأحداث المقيمين بدار الإصلاح في منطقة قدسيا بمحافظة دمشق، والتعرف على العلاقة بين الأمن النفسي للطفل والتوافق الاجتماعي کنوع من الکيان الاجتماعي للبيئة الاجتماعية المحيطة بالطفل وفقا للسکن والمستوى الدراسي. واعتمدت الدراسة على المنهج التحليلي الوصفي واستخدمت أداتين: مقياس الأمن النفسي ومقياس التوافق الاجتماعي، وشملت عينة الدراسة على (100) ذکر مقيم في معهد الإصلاح في قدسيا. وتوصلت الدراسة إلى وجود درجة متوسطة من الأمن النفسي لدى عينة الدراسة، ووجود علاقة ايجابية بين الأمن النفسي والتوافق الاجتماعي.

ودراسة درويش وشحاتة (2010) التي هدفت إلى معرفة مستوى الانتماء والأمن النفسي ومدى العلاقة بينهما ودور متغيرات الجنس والعمر على مستوى الانتماء والأمن النفسي لطلاب کلية التمريض. وطبقت الدراسة على 359 طالبا من طلاب کلية التمريض بجامعة المنيا ومن أبرز النتائج التي توصلت إليها الدراسة أن هنالک ترتيبًا للوزن النسبي في مستوى الأمن النفسي: الطمأنينة، التفاؤل، الثقة في العلاقات الاجتماعية. کما توصلت الدراسة إلى عدم اختلاف مستوى الأمن النفسي باختلاف الجنس والعمر الزمني للأفراد. 

ويلاحظ ندرة الدراسات التي اهتمت بإعداد برامج لتعزيز مستوى الأمن النفسي، فهنالک دراسة سلامة (2008) التي قام فيها بإعداد برنامج لتعزيز مستوى الأمن النفسي ومهارات التکيف النفسي باستخدام الإرشاد السلوکي المعرفي، وقد طبق الباحث دراسته على عينة من طلبة الجامعات الفلسطينية مستخدما مقياس ماسلو للأمن النفسي بهدف قياس مستوى الأمن النفسي لدى عينة الدراسة قبل وبعد تطبيق البرنامج، وقد دلت النتائج على فعالية استخدام الإرشاد السلوکي المعرفي في تعزيز الأمن النفسي، کما دلت على وجود فروق في مستوى الأمن النفسي بين الذکور والإناث لصالح الإناث.

وبما أن للبيئة الاجتماعية وإحساس الفرد بالتقبل والانتماء والاستقرار في المجتمع دور کبير في تحقيق النمو النفسي السليم للفرد، حيث أن الشخص الآمن نفسيا يشعر بالثقة والاطمئنان وتقل مشاعر الخوف والتهديد لديه (زهران، 2005) فقد رکزت الدراسة الحالية على تعزيز قيم المواطنة ومن ثم قياس أثر ذلک على الأمن النفسي للطفل السعودي وفقا لرؤية المملکة 2030.

مشکلة الدراسة:

تسعى المملکة إلى تحقيق رؤية جديدة تهدف إلى النمو والازدهار في کافة المجالات، هذه الرؤية تعتبر خارطة الطريق لأفراد المجتمع بحيث يوجه کل فرد جهوده في سبيل تحقيق أهدافها، ومن أبرز ما جاء في هذه الرؤية اهتمامها بتعزيز الشخصية الوطنية القائمة على القيم الإسلامية وتعزيز الخصائص الشخصية والنفسية لديه، ووقايته من المهددات الدينية والأمنية والثقافية والإعلامية وغرس المبادئ والقيم الوطنية والاهتمام باللغة العربية وتعزيز السلوکيات الإيجابية لديه.

وانطلاقًا من هذه الرؤية فقد سعى البحث الحالي إلى إعداد برنامج يختص بتعزيز القيم والمفاهيم الوطنية للمملکة العربية السعودية، بهدف تشکيل تلک الشخصية الوطنية التي تساهم في تنمية الوطن والرفعة بشأنه وتحقيق أهداف رؤية 2030.

ومن خلال الاطلاع على الأدبيات والدراسات المختلفة وُجد أنه على الرغم من أهمية مرحلة الطفولة في تحديد السمات الشخصية للفرد وسلوکه، والتي يکتسب خلالها معاييره واتجاهاته وقيمه وهويته بشکل عام، وارتباط المفاهيم الوطنية بمرحلة الطفولة وتشکيل هوية الطفل، إلا أنه يُلاحظ أن أغلب الدراسات التي عُملت في مجال الهوية الوطنية وُجهت لفئة المراهقين والشباب. ولهذا فقد تم اختيار مرحلة الطفولة لتعزيز تلک المفاهيم لدى الطفل، کما أن البرامج والأنشطة التعليمية التي تُقدم في رياض الأطفال تُعتبر غير کافية لتعزيز قيم المواطنة والانتماء لدى طفل الروضة، أضف إلى ذلک قلة الدراسات التي اهتمت بإعداد برامج لتعزيز مستوى الأمن النفسي لدى الأفراد بصفة عامة والأطفال على وجه الخصوص، ولذلک فقد رأى فريق البحث أنه ينبغي إعداد برنامج متکامل موجه لفئة الأطفال يختص بتحقيق هذا الهدف، ومعرفة مدى تأثيره على الأمن النفسي لديهم باعتباره عامل هام لتحقيق الصحة النفسية.

بالتالي فإن مشکلة الدراسة تمحورت في الإجابة على السؤال الرئيس التالي:

ما أثر تعزيز الهوية الوطنية وفقًا لرؤية 2030 على الأمن النفسي لطفل الروضة السعودي؟

وللإجابة على السؤال السابق تم وضع الأسئلة الفرعية التالية:

-     هل توجد فروق دالة إحصائيا بين درجات أطفال المجموعة التجريبية في التطبيقين القبلي والبعدي على مقياس الأمن النفسي للطفل في بعد الطمأنينة؟

-     هل توجد فروق دالة إحصائيا بين درجات أطفال المجموعة التجريبية في التطبيقين القبلي والبعدي على مقياس الأمن النفسي للطفل في بعد التقبل؟

-     هل توجد فروق دالة إحصائيا بين درجات أطفال المجموعة التجريبية في التطبيقين القبلي والبعدي على مقياس الأمن النفسي للطفل في بعد الانتماء؟

أهداف الدراسة:

هدفت الدراسة الحالية إلى الکشف عن:

-     أثر تعزيز الهوية الوطنية وفقًا لرؤية 2030 على بعد الطمأنينة من الأمن النفسي لدى طفل الروضة السعودي.

-     أثر تعزيز الهوية الوطنية وفقًا لرؤية 2030 على بعد التقبل من الأمن النفسي لدى طفل الروضة السعودي.

-     أثر تعزيز الهوية الوطنية وفقًا لرؤية 2030 على بعد الانتماء من الأمن النفسي لدى طفل الروضة السعودي.

أهمية الدراسة:

تتمثل أهمية الدراسة في النقاط التالية:

-     استناد البرنامج المُعد في هذه الدراسة إلى رؤية المملکة 2030 في تعزيز الشخصية الوطنية لدى المواطن السعودي.

-     الاهتمام بتشکيل الهوية السليمة في مرحلة نمائية مبکرة ألا وهي مرحلة الطفولة التي تشکل الأساس للمراحل النمائية الأخرى.

-     إعداد برنامج متکامل يختص بتعزيز القيم والمفاهيم الوطنية لدى طفل الروضة.

-     إعداد مقياس يقيس مستوى الأمن النفسي بأبعاده الثلاثة لدى الطفل في مرحلة رياض الأطفال.

-     ربط قيم المواطنة والهوية الوطنية بالأمن النفسي والذي يعتبر عامل أساسي من عوامل الصحة النفسية للفرد، لما للمجتمع والبيئة ومشاعر الانتماء من دور هام في النمو النفسي السليم لدى الأفراد.

 

مصطلحات الدراسة:

-   تعزيز الهوية الوطنية:

تعرف الهُوية بأنها الصفات والسمات التي يتميز بها الفرد وتعبر عن شخصيته وانتمائه واعتزازه، فهي تعتبر الصورة التي تعکس معتقدات الفرد وعاداته وقيمه واتجاهاته وثقافته وحضارته وفکره.

والهُوية الوطنية هي مجموع القيم والعادات واللغة والدين والتاريخ والأشياء المادية المشترکة والتي تکون مصدراً للوفاق والتضامن الاجتماعي بين الأفراد.  تعريف اجرائي

وتعزيز الهُوية الوطنية لدى الطفل يتمثل في تنمية شعور الطفل بالتعلق نحو الرموز الثقافية الدالة على الهُوية الوطنية للمجتمع الذي ينتمي إليه، بحيث تصبح جزء من هُويته وشخصيته التي تشکل تفرُّده وتميُّزه عن باقي الأفراد في المجتمعات الأخرى.

-   رؤية2030: هي رؤية مستقبلية للملکة العربية السعودية هدفها أن تکون المملکة نموذجاً ناجحاً ورائداً في العالم على کافة الأصعدة، واعتمدت فيها على ثلاثة محاور وهي: المجتمع الحيوي، والاقتصاد المزدهر، والوطن الطموح. ويُمثل المحور الأول فيها أساساً لتحقيق الرؤية، ألا وهو المجتمع الحيوي القائم على المبادئ الإسلامية ومنهج الوسطية والاعتدال، والاعتزاز بالهوية الوطنية والفخر بالإرث الثقافي العريق (رؤية 2030).

-   الأمنالنفسي: هو شعور الفرد بالسلامة الداخلية والاطمئنان والسعادة والرضا عن حياته، وإدراکه بأنه محبوب من قبل الآخرين وله مکانة بينهم، وأن بيئته صديقة ودودة توفر له متطلباته واحتياجاته، ويشعر فيها بالسعادة والانتماء وندرة الشعور بالخطر والتهديد. تعريف اجرائي

حدود الدراسة:

انحصرت الدراسة الحالية في الحدود والمحددات التالية:

-     حدودبشريةومکانية: عينة من أطفال رياض الأطفال من عمر 3-6 سنوات، في إحدى رياض الأطفال في مدينة الطائف.

-     حدود زمانية: العام الدراسي: 1440/ 1441هـ

-     حدودموضوعية: قياس الأمن النفسي للطفل بالأبعاد الثلاثة (الطمأنينة، التقبل، الانتماء).

-     کما تحددت النتائج بالأداة التي اعتمدت، ومدى الصدق والثبات التي تمتعت بهما، وبالإجراءات التي تم اتباعها في تنفيذ وتطبيق هذه الدراسة.

إجراءات الدراسة:

منهج الدراسة:

اعتمدت الدراسة الحالية على المنهج التجريبي الذي يعتمد في تحقيق أهدافه على التجربة بالتحکم في الظاهرة المدروسة وإحداث تغييرات متعددة على متغيرات الدراسة، حيث تم استخدام تصميم المجموعة الواحدة، من خلال تطبيق أداة الدراسة على أطفال العينة ثم إخضاعهم للبرنامج التعليمي ثم إعادة تطبيق أداة الدراسة، وذلک للکشف عن أثر البرنامج في تحقيق الأهداف الموضوعة.

وبناء على أهداف الدراسة فإن متغيرات الدراسة هي کالتالي:

-     المتغير المستقل:برنامج تعزيز الهوية الوطنية.

-     المتغير التابع: الأمن النفسي للطفل وله ثلاثة أبعاد: (الطمأنينة- التقبل- الانتماء).

عينة الدراسة:

اشتملت عينة الدراسة الحالية على 14 طفلا تراوحت أعمارهم بين 3- 6 سنوات، بواقع سبعة أطفال ذکور وسبعة أطفال إناث، تم اختيارهم بالطريقة العشوائية.

مادة الدراسة:

       لتحقيق أهداف الدراسة تم استخدام المادة التالية:

البرنامج التعليمي لتعزيز الهوية الوطنية.

أعد البرنامج التعليمي المقترح لتحقيق أهداف الدراسة الحالية، وذلک بعد الرجوع إلى الأدب النظري والدراسات السابقة ذات الصلة، وقد تم بناء هذا البرنامج وفقاً لما يلي:

-     تحديد الهدف العام من البرنامج وهو: تعزيز الهوية الوطنية للطفل السعودي، والذي بدوره سيسهم في تنمية الأمن النفسي لديه، ولتحقيق ذلک تم تنفيذ مواقف تعليمية لتنمية وتعزيز لدى الطفل:

  • ·     الفخر والاعتزاز بالدين واللغة والوطن.
  • ·     التعرف على العادات والتقاليد في المملکة العربية السعودية.
  • ·     الاعتزاز بثقافة وتراث الوطن.
  • ·     التعرف على أهمية الوطن دينيا وتاريخيا وجغرافيا.
  • ·     فهم الأطفال لأهمية دورهم في تحقيق التقدم والنهضة لبلادهم.

-     في ضوء اهداف البرنامج تم تحديد مجموعة من المحاور التي رکز عليها البرنامج لتعزيز الهوية الوطنية لدى الطفل وهي: الدين- اللغة- الوطن- تاريخ المنطقة وجغرافيتها- العادات والتقاليد- الصناعات المختلفة.

-     تم تحديد جلسات البرنامج والأساليب التدريسية المتبعة، إذ تضمنت کل جلسة: حلقة تدريسية (لقاء) لعرض وشرح محتوى الجلسة، والأدوات اللازمة لکل جلسة. 

-     تم اختيار الاستراتيجيات الملائمة مع الأطفال والتي تخدم أهداف البرنامج وهي: القصة القصيرة، الألعاب الجماعية، لعب الدور، النمذجة، المناقشة الحرة، الصور والرسوم التوضيحية، الألعاب الحرکية، الاکتشاف، الأناشيد، القصة القصيرة، الفنون اليدوية.

-     بعد ان تم تصميم البرنامج في صورته المبدئية عُرض على مجموعة من المحکمين المتخصصين في مجال علم النفس التربوي والطفولة المبکرة وتربية الطفل، وطلب منهم إبداء آرائهم حول البرنامج التعليمي وکفايته، ومدى ملاءمة مکوناته لطفل الروضة، والأهداف الخاصة بکل مکون، وقد تم إبداء بعض المقترحات والتعديلات البسيطة اللغوية والعلمية.

-     بعد إجراء التعديلات وفقا لآراء المحکمين تم إعداد الصورة النهائية لبرنامج تعزيز الهوية الوطنية لدى الطفل السعودي، حيث احتوى البرنامج على عشر جلسات تراوحت مدة کل جلسة بين 30- 45 دقيقة، تم خلالها تحديد مجموعة من الأهداف السلوکية التي تساعد على تحقيق الأهداف الرئيسة للبرنامج.

أداة الدراسة:

مقياس الأمن النفسي الوطني للطفل:

للإجابة على أسئلة الدراسة تم إعداد مقياس للأمن النفسي الوطني للطفل، وفيما يلي تفصيل لذلک:

الهدف من المقياس:

تم تصميم المقياس بهدف قياس مدى شعور الطفل بالأمن النفسي وهو داخل مجتمعه ووطنه، وبناء على ذلک فقد تم وضع بنود المقياس لقياس الأبعاد التالية:

-     مدى شعور الطفل بالطمأنينة داخل مجتمعه ووطنه.

-     مدى انتماء الطفل لمجتمعه ووطنه.

-     مدى تقبل الطفل لمجتمعه ووطنه.

تصميم المقياس:

-     تم الاطلاع على البحوث والدراسات السابقة التي عملت في مجال الأمن النفسي، وعلى بعض المقاييس التي استهدفت قياس مستوى الأمن النفسي، وعليه فقد تم تحديد ثلاثة أبعاد تقيس مستوى الأمن النفسي للطفل وهي: (الطمأنينة، والتقبل، والانتماء)، وقد تم صياغة العبارات التي تقيس کل بعد من هذه الأبعاد.

-     تم تحديد الصورة النهائية للمقياس بعد استبعاد بعض الفقرات وفقا لآراء المحکمين وهو عبارة عن 24 فقرة کالتالي:

  • البعدالأول(الطمأنينةالنفسية): ويتکون من 6 أسئلة أساسية وثلاث أسئلة فرعية لتحديد مستوى الطمأنينة النفسية لدى الطفل، والفقرات من (1- 6) تمثل هذا البعد من المقياس.
  • ·     البعدالثاني (التقبل): ويتکون من 8 أسئلة أساسية و6 أسئلة فرعية لتحديد مستوى شعور الطفل بالتقبل من الافراد المحيطين به، والفقرات من (7- 14) تمثل هذا البعد من المقياس.
  • ·     البعدالثالث (الانتماء): ويتکون من 9 أسئلة أساسية و4 أسئلة فرعية لتحديد مستوى شعور الطفل بالانتماء للمجتمع الذي يعيش فيه، والفقرات من (15- 24) تمثل هذا البعد من المقياس.

تقنين المقياس:

أولا: صدق المقياس:

للتأکد من صدق المقياس تم عرض بصورته الأولية على مجموعة من المحکمين من المتخصصين في علم النفس والطفولة المبکرة وتربية الطفل، وطلب منهم إبداء آرائهم من حيث مدى اتساق الفقرات وعلاقتها بموضوع الدراسة، ومدى وضوح الصياغة اللغوية، وتم الأخذ بملاحظاتهم التي تمثلت في تعديل صياغة بعض الفقرات، وحذف بعضها، وبهذا أصبح المقياس بصورته النهائية مکوناً من (24) فقرة، توزعت على أبعاد الأمن النفسي الثلاثة المستهدف تنميتها.

کما تم التحقق من صدق الاتساق الداخلي للمقياس بتطبيقه على عينة استطلاعية مکونة من (9) أطفال من أطفال الروضة بعمر 4-6 سنوات من خارج أفراد العينة، وتم حساب معامل ارتباط بيرسون بين کل فقرة من فقرات المقياس والدرجة الکلية، حيث أظهرت النتائج أن جميع الفقرات ترتبط بالدرجة الکلية ارتباطاً دال إحصائياً عند مستوى (α=0.05)، مما يدل على صدق الاتساق الداخلي لفقرات المقياس.

ثانيا: ثبات المقياس:

للتأکد من ثبات المقياس تم استخدام نتائج العينة الاستطلاعية، وذلک باستخدام معادلة کرونباخ ألفا، حيث بلغ معامل الثبات (0.82)، وهذا يدل على أن المقياس يمتع بدرجة عالية من الثبات.

إجراءات الدراسة:

بعد أن تم إعداد برنامج تعزيز الهوية الوطنية ومقياس الأمن النفسي الوطني للطفل، تم تنفيذ الجانب العملي للدراسة وفقا للخطوات التالية:

  1. تجهيز المکان الملائم والأدوات اللازمة لتنفيذ البرنامج.
  2. اختيار مجموعة من أطفال الروضة بطريقة عشوائية.
  3. تطبيق مقياس الأمن الوطني للطفل على أطفال المجموعة التجريبية تطبيقا قبليا والتعرف على مستوى الأمن النفسي لدى عينة الدراسة.
  4. تطبيق برنامج تعزيز الهوية الوطنية للطفل من قبل المعلمة المتعاونة.
  5. بعد الانتهاء من تطبيق البرنامج تم إعادة تطبيق مقياس الأمن النفسي الوطني للطفل على أطفال المجموعة التجريبية (التطبيق البعدي للمقياس).
  6. رصد درجات المجموعة التجريبية في أبعاد المقياس لکل من التطبيقين القبلي والبعدي وإجراء المعالجة الإحصائية للبيانات.
  7. الخروج بالنتائج وتفسيرها.

المعالجة الإحصائية:

للإجابة على أسئلة الدراسة الحالية، تم استخراج النتائج باستخدام أساليب المعالجة الإحصائية التالية:

-     المتوسطات والانحرافات المعيارية.

-     اختبار ويلکوکسون للعينات المترابطة.

عرض نتائج الدراسة ومناقشتها:

للإجابة عن أسئلة الدراسة تم ما يلي:

أولًا: النتائج المتعلقة بسؤال الدراسة الأول:

نص سؤال الدراسة الأول على: " هل توجد فروق دالة إحصائيا بين درجات أطفال المجموعة التجريبية في التطبيقين القبلي والبعدي على مقياس الأمن النفسي للطفل في بعد الطمأنينة؟".

وللإجابة على هذا السؤال تم حساب المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية لدرجات أطفال المجموعة التجريبية في التطبيقين القبلي والبعدي لفقرات بعد الطمأنينة من مقياس الأمن النفسي للأطفال، ثم حساب اختبار ويلکوکسون لعينتين مترابطتين، فکانت النتائج کما هي موضحة في الجدول (1).

الجدول (1)

 المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية، ونتائج اختبار ويلکوکسون لدرجات أطفال المجموعة التجريبية على التطبيقين القبلي والبعدي لمقياس الأمن النفسي في بعد الطمأنينة

التطبيق

المتوسط الحسابي

الانحراف المعياري

متوسط الرتب

قيمة Z

مستوى الدلالة

القبلي

17.07

2,84

السالبة

الموجبة

3,305

0,001

البعدي

22,14

1,46

0

7,50

يظهر من الجدول (1) وجود فرق ظاهري بين المتوسطين الحسابيين لدرجات أطفال المجموعة التجريبية في أدائهم على التطبيقين القبلي والبعدي لفقرات بعد الطمأنينة من مقياس الأمن النفسي، کما أظهر أيضاً أن هذا الفرق دال إحصائياً عند مستوى (α= 0,05)، حيث ارتبط قيمة Z باحتمال (0.001) وهو أقل من (0.05)، کما أن متوسط الرتب الموجبة أکبر من متوسط الرتب السالبة، وهذا يعنى تفوق أطفال المجموعة التجريبية في أدائهم على التطبيق البعدي بعد أن تم تعزيز هويتهم الوطنية.

ثانيا: النتائج المتعلقة بسؤال الدراسة الثاني:

نص سؤال الدراسة الثاني على: " هل توجد فروق دالة إحصائيا بين درجات أطفال المجموعة التجريبية في التطبيقين القبلي والبعدي على مقياس الأمن النفسي للطفل في بعد التقبل؟"

وللإجابة على هذا السؤال تم حساب المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية لدرجات أطفال المجموعة التجريبية في التطبيقين القبلي والبعدي لفقرات بعد التقبل من مقياس الأمن النفسي للأطفال، ثم حساب اختبار ويلکوکسون لعينتين مترابطتين، فکانت النتائج کما هي موضحة في الجدول (2).

الجدول (2)

 المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية، ونتائج اختبار ويلکوکسون لدرجات أطفال المجموعة التجريبية على التطبيقين القبلي والبعدي لمقياس الأمن النفسي في بعد التقبل

التطبيق

المتوسط الحسابي

الانحراف المعياري

متوسط الرتب

قيمة Z

مستوى الدلالة

القبلي

24.50

4,84

السالبة

الموجبة

3,186

0,001

البعدي

34,79

3,49

0

7,00

يظهر من الجدول (2) وجود فرق ظاهري بين المتوسطين الحسابيين لدرجات أطفال المجموعة التجريبية في أدائهم على التطبيقين القبلي والبعدي لفقرات بعد التقبل من مقياس الأمن النفسي، کما أظهر أيضاً أن هذا الفرق دال إحصائياً عند مستوى (α= 0,05)، حيث ارتبطت قيمة Z باحتمال (0.001) وهو أقل من (0.05)، کما أن متوسط الرتب الموجبة أکبر من متوسط الرتب السالبة، وهذا يعنى تفوق أطفال المجموعة التجريبية في أدائهم على التطبيق البعدي بعد أن تم تعزيز هويتهم الوطنية.

ثالثا: النتائج المتعلقة بسؤال الدراسة الثالث:

نص سؤال الدراسة الثالث على: " هل توجد فروق دالة إحصائيا بين درجات أطفال المجموعة التجريبية في التطبيقين القبلي والبعدي على مقياس الأمن النفسي للطفل في بعد الانتماء؟"

وللإجابة على هذا السؤال تم حساب المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية لدرجات أطفال المجموعة التجريبية في التطبيقين القبلي والبعدي لفقرات بعد الانتماء من مقياس الأمن النفسي للأطفال، ثم حساب اختبار ويلکوکسون لعينتين مترابطتين، فکانت النتائج کما هي موضحة في الجدول (3).

الجدول (3)

المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية، ونتائج اختبار ويلکوکسون لدرجات أطفال المجموعة التجريبية على التطبيقين القبلي والبعدي لمقياس الأمن النفسي في بعد الانتماء

التطبيق

المتوسط الحسابي

الانحراف المعياري

متوسط الرتب

قيمة Z

مستوى الدلالة

القبلي

23.93

4,16

السالبة

الموجبة

3.305

0,001

البعدي

31,64

1,08

0

7,50

 يظهر من الجدول (3) وجود فرق ظاهري بين المتوسطين الحسابيين لدرجات أطفال المجموعة التجريبية في أدائهم على التطبيقين القبلي والبعدي لفقرات بعد الانتماء من مقياس الأمن النفسي، کما أظهر أيضاً أن هذا الفرق دال إحصائياً عند مستوى (α= 0,05)، حيث ارتبطت قيمة z باحتمال مقداره (0,001) وهو أقل من (0.05)، کما أن متوسط الرتب الموجبة أکبر من متوسط الرتب السالبة، وهذا يعنى تفوق أطفال المجموعة التجريبية في أدائهم على التطبيق البعدي بعد أن تم تعزيز هويتهم الوطنية.

تفسير النتائج

من العرض السابق لنتائج الدراسة التي تم الإجابة فيها على أسئلة الدراسة الموضوعة اتضح تحسن درجات أفراد المجموعة التجريبية في التطبيق البعدي مقارنة بدرجاتهم في التطبيق القبلي على مقياس الأمن النفسي بأبعاده الثلاث (الطمأنينة- التقبل- الانتماء)، وتشير هذه النتائج إلى أن برنامج تعزيز الهوية الوطنية المستخدم في الدراسة الحالية ساهم في زيادة مستوى الأمن النفسي لدى أطفال المجموعة التجريبية.

ويمکن تفسير هذا التحسن في الأداء في ضوء طبيعة البرنامج وما احتواه من معارف وأنشطة وألعاب حرکية تعليمية تتناسب مع طبيعة المرحلة النمائية للطفل والتي ساهمت في التعلم الإيجابي النشط واکتساب أنماط سلوکية جديدة هدفت إلى تعزيز مشاعر الولاء والحب والانتماء للوطن.

کما يمکن أن تعزى نتائج الدراسة أيضا إلى ترکيز البرنامج على مجموعة من المحاور کالأهمية الدينية للملکة العربية السعودية بالنسبة للعالم الإسلامي، والموقع الجغرافي المتميز والحضارات التاريخية الموجودة في المملکة، وقد تم تقديم هذه المعلومات بطريقة مبسطة تتناسب مع المستوى الإدراکي للأطفال، مما عزز لديهم مشاعر الفخر والاعتزاز بالوطن.

کما أن اهتمام البرنامج بتوعية الأطفال إلى أهمية دورهم في المحافظة على الوطن وتنميته واحتواءه على أنشطة متعددة تحقق هذا الهدف، ساهم في تحسن مستوى أمن الأطفال النفسي من خلال الرفع من مستوى الفعالية الذاتية وحثهم على تحقيق ذاتهم ليکونوا أفرادا منتجين ولهم دور إيجابي في هذا الوطن.

وتتفق نتائج الدراسة الحالية مع دراسة کلا من العطار (2019) ومحمد (2015) التي دلت على أهمية تعزيز قيم المواطنة في مرحلة الطفولة لما لها من أثر في تشکيل شخصية الطفل السعودي وإعداد المواطن الصالح القادر على النهوض بالوطن ونموه في جميع المجالات، کما اتفقت مع دراسة عبد القادر (2017) التي دلت على فعالية استخدام استراتيجيات أخرى غير التعليم التقليدي لتعزيز الهوية الوطنية لدى الافراد، کما اتفقت مع دراسة عاشور وفلاتة (2009) التي دلت على الأثر الإيجابي لبرنامجهم الذي رکزوا فيه على ثلاثة ابعاد لتعزيز الهوية الوطنية وهي: البعد الاجتماعي والديني والتاريخي.

کما اتفقت نتائج الدراسة الحالية مع نتائج الدراسات الارتباطية التي عُملت في مجال الأمن النفسي، منها دراسة الحوال (2018) وأبو شنب (2015) ودرويش وشحاتة (2010) التي کشفت عن العلاقة الإيجابية بين الأمن النفسي وزيادة الانتماء، ومع دراسة الحربي (2017) التي دلت على ان الشعور بالأمن النفسي يرتبط بمدى أمن واستقرار البيئة الخارجية التي يعيش فيها، ودراسة الديار وسالم (2015) التي أوضحت وجود علاقة إيجابية بين هوية الفرد وأمنه النفسي، ودراسة نعيسة (2014) التي دلت على العلاقة الإيجابية بين الأمن النفسي والتوافق الاجتماعي، في حين أن دراسة کلا من الديار وسالم (2015) وبو عافية ومأمون (2015) قد أشارتا إلى وجود علاقة عکسية بين القلق والأمن النفسي.

التوصيات والمقترحات:

بناء على ما توصلت إليه الدراسة الحالية من نتائج، يقدم فريق البحث التوصيات التالية:

-    توعية المعلمين بأهمية دورهم في تعزيز قيم المواطنة والهوية الوطنية لدى الأطفال.

-    التنوع في أساليب تعزيز قيم المواطنة والابتعاد عن التعلم التقليدي المعتمد على الکتاب المدرسي.

-    عقد دورات تدريبية للمعلمين لتدريبهم على أساليب استخدام التعلم النشط عوضا عن التلقين التقليدي.

-    تنفيذ البرنامج الحالي الذي يختص بتعزيز الهوية الوطنية على شريحة أکبر من الأطفال في مرحلة الروضة والمدارس الابتدائية.

-    إجراء دراسات أخرى تتناول أثر تعزيز الهوية الوطنية على متغيرات أخرى کالأمن الفکري، ودافعية الانجاز، والثقة بالنفس وغيرها. 

يتقدم أعضاء المجموعة البحثية بالشکر الجزيل إلى جامعة الطائف، ممثلة بعمادة البحث العلمي على تمويل هذه الدراسة. رقم المشروع البحثي (6134- 440- 1)

المراجع:
-    ابريعم، سامية خالد (2019). سيکولوجيةالأمنالنفسي، دار التعليم الجامعي، الإسکندرية.
-    بدارن، شبل (2000 ). الاتجاهاتالحديثةفيتربيةالطفلماقبلالمدرسة. دار المصریة اللبنانیة، القاهرة، مصر.
-    حسين، هنادي (2017). برنامج تعليمي لتنمية بعض مفاهيم المواطنة ودورها في تعزيز الأمن الفکري لدى التلاميذ من ذوي الإعاقة الفکرية، المجلةالتربويةالدوليةالمتخصصة،دار سمات للدراسات والأبحاث، 6 (12)، 1- 13.
-    حمدي، عبد الرحمن الصديق (2014). دور التربية في تعزيز الوحدة الوطنية، مجلةجامعةغربکردفانللعلوموالانسانيات، ع8، 81- 104.
-    الحوال، سعاد فهد (2018). علاقة الأمن النفسي بالانتماء التنظيمي: دراسة ميدانية على العاملين بجامعة الکويت، فکروإبداع،رابطةالأدبالحديث، مج 123، 239- 276.
-    الخوالدة، محمد عبد الله والزعبي؛ ريم تيسير (2014). التربيةالوطنيةالمواطنةوالانتماء. دار الخليج، عمَّان، الأردن.
-    درويش، زينب؛ شحاته، سامية (2010). الانتماء والأمن النفسي لدى الطلاب: دراسة تحليلية، الأعمالالکاملةللمؤتمرالاقليميالثانيعلمالنفس. رابطةالاخصائيينالنفسيينالمصرية، نوفمبر- ديسمبر، 135-170.
-    الرشيدي، نمر فهد (2017). المواطنة، مجلةالرواق،المرکز الجامعي أحمد زبانة غليزان، ع8، 218- 226.
-    زهران، حامد (2005). الصحةالنفسيةوالعلاجالنفسي، ط 4، عالم الکتب، القاهرة.
-    السبيعي، علي بن مثيب (2019). تصور مقترح لتعزيز الشخصية الوطنية السعودية في ضوء رؤية المملکة العربية السعودية 2030، مجلةکليةالتربية،جامعة کفر الشيخ، 19 (4)، 81- 158.
-    سلامة، کمال عبد الحافظ (2008). فاعليةبرنامجإرشاديجمعيسلوکي- معرفيفيتعزيزالأمنالنفسيومهاراتالتکيفالنفسيلدىطلبةالجامعاتالفلسطينية،رسالة دکتوراه غير منشورة، جامعة عمان العربية، الأردن.
-    الشرم، عاطف علي (2019). القلق والأمن النفسي لدى عينة من طلاب المرحلة المتوسطة الدارسين في الأحياء المتضررة من الأمطار والسيول بمحافظة جدة، المجلةالدوليةللعلومالتربويةوالنفسية، المؤسسة العربية للبحث العلمي والتنمية البشرية، 3 (22)، 181- 218.
-    الشريفين، عماد عبد الله (2014). آليات تأهيل الأسرة لتحقيق الأمن النفسي والفکري لدى الأبناء، المجلةالعربيةللدراساتالأمنية،جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، 30 (60)، 87- 131.
-    أبو شنب، منى عبد الرزاق (2015). الأمن النفسي والرضا عن المناخ الجامعي کمتغيرين منبئين بالانتماء الوطني لدى طلاب کلية الاقتصاد المنزلي بجامعة المنوفية، دراساتعربيةفيالتربيةوعلمالنفس،رابطة التربويين العرب، ع60، 131- 200.
-    الشهري، سميرة (2012). تصورمقترحلتفعيلالشراکةبينمؤسساتالمجتمعفيتربيةالمواطنةللمرحلةالابتدائيةبالمملکةالعربيةالسعوديةمنمنظورإسلامي، رسالة دکتوراه غير منشورة، جامعة الامام محمد بن سعود، الرياض.
-    عاشور، وفاء (2009). فعاليةبرنامجمقترحلتعزيزالمواطنةلدىأطفالمرحلةالروضةفيالمملکةالعربيةالسعودية. رسالة دکتوراه غير منشورة، جامعة أم القرى، مکة المکرمة.
-    بو عافية، نبيلة؛ مأمون، عبد الکريم (2015). الأمن النفسي وعلاقته بقلق المستقبل لدى الشباب في الجزائر: دراسة ميدانية بمدينة بورقلة، مجلةجيلالعلومالإنسانيةوالاجتماعية، مرکز جيل البحث العلمي، 2 (11)، 91- 106. 
-    عبد السلام، فاروق سيد (1979). القيم وعلاقتها بالأمن النفسي، مجلةکليةالتربية، جامعةالملکعبدالعزيز، 4 (4)، 120- 136.
-    عبد العال، السيد محمد (2011). الأمن النفسي: المؤثرات والمؤشرات، مجلةالتربية،جامعةالأزهر، ع 145، ج1، 289- 302.
-    عبد القادر، هند عبد العزيز (2017). فاعلية برنامج قائم على استراتيجية لعب الأدوار في تنمية قيم المواطنة لدى تلاميذ الحلقة الأولى من التعليم الأساسي، مجلةالجمعيةالتربويةللدراساتالاجتماعية، ع87، 217- 243.
-    العمايرة، محمد (2000). أصولالتربية. مکتبة الانجلو المصرية، القاهرة، مصر.
-    العيسري، عامر محمد (2004). المواطنة والتربية الوطنية في الأسرة والمدرسة، رسالةالتربية، وزارةالتربيةوالتعليم،سلطنةعمان، ع4، 60-64.
-    قيند، اصال (2017). تقييم برامج رياض الأطفال الأردنية الخاصة في ضوء المعايير العالمية، رسالة ماجستير غير منشورة، کلية العلوم التربوية والنفسية، جامعة عمَّان العربية، الأردن.
-    محمد، صفاء احمد (2015). فاعلية برنامج قائم على استخدام مراکز التعلم في تنمية الانتماء الوطني لطفل الروضة، مجلةالعلومالتربويةوالنفسية، 16 (4)، 51- 78.
-    مدانات، أوجيني. الطفولة. دار مجدلاوي، عمّان.
-    المعمري، سيف ناصر (2014). التربية من أجل المواطنة في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي: الواقع والتحديات،مرکزالاماراتللدراساتوالبحوثالاستراتيجية، 2 (7)، 38- 61.
-    المملکة العربية السعودية، رؤية2030، استعادة من https://vision2030.gov.sa/.
-    نصار، علي عبد الرؤوف؛ المحسن، محسن عبد الرحمن (2013). تصور مقترح لتفعيل قيم المواطنة لدى الطلاب المعلمين بکلية التربية في جامعة القصيم في ضوء التحديات المعاصرة، مجلةالعلومالتربويةوالنفسية، جامعةالقصيم، 7 (1)، 67- 207.
-    نعيسة، رغداء (2014). مستوى الشعور بالأمن النفسي وعلاقته بالتوافق الاجتماعي دراسة ميدانية على عينة من الأحداث المقيمين في دار خالد بن الوليد للإصلاح في منطقة قدسيا بمحافظة دمشق، مجلةجامعةدمشق، 30 (2)، 81- 125.
-    Al Diyar, Abu Mosaad; Salem, Ashraf Atta M. S (2015). Disparity of Ego-Identity Components in Relation to Psychological Security of Adolescents, International Education Studies, 8 (8), 57-66.
-    ALharbi, Bassam H (2017). Psychological Security and Self-Efficacy among Syrian Refugee Students inside and outside the Camps, M.Journal of International Education Research, 13 (2), 59-68.
-    Zotova, Olga Yu; Karapetyan, Larisa V (2018). Psychological security as the foundation of personal psychological wellbeing (analytical review), Psychology in Russia, Moscow, 11 (2), 100-113.