نوع المستند : مقالات علمیة محکمة
المؤلفون
کلية التربية جامعة دمياط
المستخلص
الموضوعات الرئيسية
مقدمة:
للمناخ الأسرى أهمية بالغة فى أنه يأتى فى مقدمة عوامل البيئة الإجتماعية التى ينمو فى إطارها الفرد وتتشکل فيها الملامح الأولى لشخصية الفرد وسلوکه الروحى وهو المصدر الأساسى لإشباع حاجاته وإستثارة طاقاته وتنميتها من خلال التفاعل والتعايش مع الأسرة ودور الأسرة يستمر مع الفرد فى جميع مراحل عمره ويمتد أثره مدى الحياة ( فاروق جبريل،2014، ص4).
ويتأثر سلوک الفرد خلال مراحل حياته بخبرات طفولته المبکرة فالطفل الذى يبدأ حياته ککائن مشدود للأم يحاول فى الوقت نفسه توکيد ذاته ويبذل جهوده لإقامة وجوده ککائن مستقل منفصل عن أمه وقادر على إبداء رغباته الخاصة وعلى تأکيد مطالبه وإهتماماته ويتأکد مسعى الفرد نحو الإستقلالية بإشتداد قدراته على تحقيق مطالبه بنفسه وعلى وضع خططه الخاصة وعلى التمييز بين رغباته ورغبات الآخرين (على محمد، 2008، ص 95).
ويسهم توکيد الذات فى مراقبة الذات عن طريق زيادة الإتصال بين الأشخاص ويؤدى إلى ثقة الفرد فى ذاته ويمکنه من التعبير عن آرائه دون تردد أو خجل حيث تجعل الفرد أکثر قدرة على توظيف وإدراک سلوکه فى مواقف التفاعل المختلفة(رباب إبراهيم، 2006، ص71).
لذلک فالدراسة الحالية تحاول التعرف على المناخ الأسرى المدرک وعلاقته بتوکيد الذات لدى طلبة الجامعة.
مشکلة الدراسة:
مما سبق يتضح أن مشکلة الدراسة هى إنطلاق لما يواجه طلبة الجامعة من مشکلات داخل المناخ الأسرى الذى بدوره يؤثر على توکيد الذات لدى طلبة الجامعة.
والجو العائلى الذى تسوده روح المحبة والتفاهم والتعاون من جميع الأفراد يعطى الأبناء شعوراً بالإطمئنان والثقة بالنفس وتحميهم من القلق وأصبح من الحقائق المقررة أن علاقة الطفل بأمه فى السنوات الأولى إذا إستقرت على أسس وطيدة من الحنان والرعاية والإدراک لحاجاته وحسن التناول لهذه الحاجات مهدت له السبيل إلى الثقة بنفسه والتعرف على ذاته وتوکيدها وتحقيق الشعور بالإنتماء والطمأنينة (کلير فهيم،2010، ص103:61).
والدراسة الحالية تحاول الکشف على المناخ الأسرى وعلاقته بتوکيد الذات لدى الأبناء.
ويمکن صياغة مشکلة الدراسة فى عدد من التساؤلات کما يلى:
أهداف الدراسة:
أهمية الدراسة:
مفاهيم الدراسة:
1-المناخ الأسرى المدرک: (perceived familyclimate)
تعرفه الباحثة على أنه: الجو العام الذى يسود الأسرة نتيجة العلاقات والتفاعلات بين أعضاء الأسرة کما يدرکه فرد الأسرة، وهذا الجو العام يظهر من خلال:
2- توکيد الذات: (Self-assertion)
وتعرفه الباحثة الحالية على أنه: هو قدرة الفرد على الدفاع عن الحقوق العامة والخاصة وقدرة الفرد على التعبير عن المشاعر الإيجابية والسلبية بحرية وقدرة الفرد على مواجهة الآخرين وتقبل النقد من الآخرين وأن يکون لدى الفرد ثبات إنفعالى فى مواجهة المواقف الصعبة.
وتنقسم أبعاد توکيد الذات إلى:
إطار نظرى:
أولاً: المناخ الأسرى Family Climate
لقد أجمع العلماء أن الأسرة وحدة تقوم على الترابط ويشعر أفرادها بالإنتماء والإنجاز والإشباع والحماية والإحساس بالأمان مما يجعل روح التکافل والتعاون تسوء بينهم کذلک فإن هناک الروابط الخاصة بالعواطف والمشاعر الوجدانية وکذلک الترابط السکنى الذى يجمع أفراد الأسرة ويوحد شتاتهم وإليه يعودون ويجدون الراحة السکنية والدفءوالحنان ويتبادلون أحداث اليوم وآمال الغد وفيه يتصرفون بتلقائية ويشبعون حاجاتهم الأساسية التى لايمکن إشباعها فى أى موقع أخر (هناءأبو علم، 2012، ص 13).
وتمثل الأسرة الوحدة الإجتماعية الأساسية فى المجتمع وکلما کانت العلاقات الأسرية والتماسک الأسرى بين أعضاء الأسرة کبيراً کلما أدى ذلک إلى علاقات وروابط إجتماعية سليمة بين أفرادها فى تعاملهم داخل الأسرة وفى المجتمع الأکبر.
وإذا کانت الأسرة هى البنيان الأساسى للمجتمع بل هى مجتمع مصغر فى حد ذاته مستقل وفعال ومؤثر على المجتمع بقدر ما يتأثر به فإن الأسرة المتطرفة فى إستقلالها والتى ترفض التأثر بالمجتمع الذى توجد فيه تنتهى بالعزلة عن المجتمع وبالتالى تفقد فعاليتها الحقيقية بينما النقيض الآخر نجده فى الأسرة الشديدة والتوافق مع المجتمع والتى لا تعدو أن تکون مرآة لما يدور فيه هى الآخرى تفقد فعاليتها وإستقلالها على السواء.(داليا مؤمن،2004، ص6).
وتقوم الأسرة بتزويد الطفل بمختلف الخبرات أثناء سنوات تکوينه وهى تمثل أکبر قوة إجتماعية لها قوة التأثير وتنمية الشعور بالإلفة والمحبة والشعور بالإنتماء للأسرة والمجتمع الخارجى وإن عملية الإتصال داخل الأسرة تنشط إنتقال العادات والإتجاهات من الآباء إلى الأطفال وتؤثر تأثيراً دائماً وعميقاً فى تکوين شخصية الطفل (عمار الناعمة، 2004، ص13).
والأسرة هى الوسط الإنسانى "الأول" الذى ينشأ فيه الطفل ويکتسب فى نطاقها أول أساليبه السلوکية التى تمکنه من إشباع حاجاته وتحقيق إمکانياته وتوافقه مع المجتمع وهى التى تشکل بنية الشخصية بشکل مباشر وغير مباشر:
(بشکل مباشر): عن طريق التربية المقصودة القائمة على تعليم الأبناء السلوک الإجتماعى وتکوين القيم والإتجاهات وتؤثر أيضاً الأسرة (بشکل غير مباشر): عن طريق المناخ الأسرى الذى يسوده الأسرة وألوان التفاعل بينهم وأيضاً السلوکيات التى يحاول الأطفال محاکاتها وتقليدها (فايزة عبد العال، 2012، ص 11).
مفهوم المناخ الأسرى
وتعرف عفاف الکومى(2002، ص26) المناخ الأسرى بأنه: هو عبارة عن شبکة العلاقات داخل
الأسرة والتفاعل داخل البيئة الأسرية وأدوار ومسئوليات أفراد الأسرة وأشکال الضبط التى تمارس وإشباع إحتياجات الأفراد الإنسانية وإتجاهات وأساليب المعاملة التى ينتهجها الآباء فى التنشئة والتماسک بين الأعضاء بصورة تتعدى العلاقات الجزئية.
کما تعرفه خلود حسين( 2004، ص55) على أنه: واقع فعلى ملموس يعيشه أفراد الأسرة من خلال التأثير والتأثر کما أنه يتحدد بعوامل التفاعل بين الأشخاص والذى يشبع الفرد فيه حاجاته وحاجات الآخرين من خلال إتاحة الفرص المناسبة للنمو الشخصى لأفراده وإستخدامه لأساليب الضبط السوية التى توفر لأفراده الفرص الملائمة لإکتساب القدرة على الإنضباط دون أن تحرمهم من تأکيد إستقلاليتهم والشعور بحريتهم.
خصائص المناخ الأسرى:
أشارت منى نافع( 2015، ص18) إلى خصائص المناخ الأسرى السوى وحددتها فى:
کما أشار فاروق مصطفى جبريل(2014، ص33) إلى خصائص المناخ الأسرى المدرک:
العوامل التى تؤثر على المناخ الأسرى:
فالوالدين يلعبان دورا أساسياً فى عملية نمو الطفل ، فنمو الطفل يتطلب توافر مناخ أسرى ملائم لإشباع الحاجات البيولوجية والنفسية للطفل (ثريا جبريل ،1993، ص203).
فعندما تتعارض سيطرة الأب مع سيطرة الأم يواجه الطفل صراعاً فى إختيار الدور الذى يقلده وقد ينحرف سلوکه إلى مسالک لا سوية. (فؤاد السيد و سعد عبد الرحمن، 1999، ص130).
وخير نموذج للعلاقات الوالدية الصالحة للمناخ الأسرى السوى هو الذى يشيع فى جو الأسرة نوعاً من التعامل بين سلوک الأب وسلوک الأم بحيث ينتهى إلى تدعيم المناخ الأسرى الديمقراطى المناسب لنمو أطفال الجيل المقبل. (مي الغرباوي, 1998، ص70).
توجد علاقة إرتباطية بين حجم الأسرة والتفاعل الأسرى فکلما زاد عدد الأبناء فى الأسرة کلما قل التفاعل الأسرى بين أفراد الأسرة وزادت الفجوة بين الآباء والأبناء والأخوة بعضهم البعض وقل تماسک الأسرة حيث تتسم الأسرة صغيرة الحجم بالجو الديمقراطى فيسود جو التعاون بين الآباء وأبنائهم وکذلک تقوم بمساندة أبنائها عاطفياً ولکن يعاب على هذه الأسرة أنه فى بعض الأحيان ربما يسود الأسرة الحماية الزائدة من قبل الوالدين لأبنائهم مما يؤدى إلى إفتقار الطفل قدرة الإعتماد على النفس (رمضان درويش،1998، ص17).
کما يؤکد کلاً من عبد المجيد منصور و زکريا الشربينى(2000، ص111) على أنه کلما زاد عدد أفراد الأسرة کلما زادت درجة تعقيد العلاقات الأسرية بل أدى ذلک إلى تفارق وعدم تقارب وخاصة عند إرتفاع عدد أفراد إلى تمانية أو أکثر فى العادة عندما يکون عدد الذکور أکبر من عدد الإناث فتکثر المشاکل وتتعقد العلاقات الأسرية بين الأبناء وبعضهم بعضاً وبينهم وبين شقيقاتهم الإناث.
وتعتبر العوامل الأسرية ومن بينها ترتيب الطفل بين أخوته فى الأسرة من العوامل الهامة التى تؤثر فى سلوک الفرد وفى تکوين شخصيته بصفة عامة وقد يکون شائعاً أن الأطفال فى الأسرة الواحدة يعيشون فى بيئة واحدة ولکن الأمر غير ذلک . فترتيب الطفل فى الأسرة يجعل لکل منهم بيئة سيکولوجية مختلفة عن بيئة الآخر وهذا التباين فى البيئات يأتى من أن التفاعل بين الوالدين وخاصة الأم وکل إبن من الأبناء يختلف حسب موقعه بالنسبة لکل من الوالدين من حيث کم ونوع التفاعلات التى يتعرض لها (فاروق جبريل، 1989، ص63).
تحسن الوضع الثقافى داخل الأسرة يؤدى إلى زيادة الوعى والإدراک بين أفراد الأسرة وتعامل الآباء مع آبنائهم بطريقة ديمقراطية حيث يتناقشون معهم فى الشئون الأسرية فيؤثر ذلک بشکل إيجابى على المناخ الأسرى (أمل دکاک وأحمد الأصفر، 1999، ص120).
وتلعب الضغوط الإقتصادية والإجتماعية دوراً هاماً فى إضطراب المناخ الأسرى حيث تتأثر العلاقات داخل الأسرة بالأوضاع الإقتصادية والإجتماعية وتعرقل هذه الأزمات الإنسجام الأسرى فتضطرب العلاقات الأسرية ويهتز تماسکها. (فيفيان إبراهيم،1998، ص26:25).
أما تحسن الأوضاع الإقتصادية والإجتماعية يساعد الوالدين على رعاية الأبناء صحياً ونفسياً وإجتماعياً ويعد ذلک من أهم شروط المناخ الأسرى الملائم لنمو هؤلاء الأبناء نمواً سليماً. (ريتشارد. س. لازورس، 1984، ص210).
أهمية المناخ الأسرى فى تشکيل سلوکيات الأبناء:
تعد الأسرة هى الوسط الإنسانى الأول الذى ينشأ فيه الطفل ويکتسب فى نطاقها أول أساليبه السلوکية التى تمکنه من إشباع حاجاته وتحقيق إمکاناته والتوافق مع المجتمع وتحتل الأسرة هذه المکانة المميزة بين مؤسسات التنشئة الإجتماعية ووکالاتها بإعتبارها نموذجاً للجماعة الأولى (أمانى عاصى،2011، ص42).
وأشار الباحثون إلى الأهمية الکبرى للأسرة بوصفها جماعة أولية لما لها من قدرة بحکم وظائفها المحددة مع الطفل على رسم کيفية تعاملها مع المواقف التى تواجهها أو بحکم وقوفها کإطار أساسى أو خلية أولية تتحدد فى رحابها شخصية الفرد المستقبلية (رجب محمد،1989، ص43).
وداخل الأسرة تحت ظل المناخ الأسرى يکتسب الطفل فکرة (الصواب، الخطأ)-(الخير، الشر) من خلال التوجيهات وأوامر ونواهى الوالدين کما أنه يتعلم منها الأساليب السلوکية التى عليه أن يتخذها کأساس فى سلوکه کما يعرف أيضاً ما عليه من واجبات وما له من حقوق ولايقتصر دور الأسرة على وظيفتها الإجتماعية السابقة بل بالإضافة لذلک تلعب دوراً فى التکوين النفسى السوى واللاسوى فالأسرة بما يحمله أعضاؤها من آراء وإتجاهات تدعم لدى الطفل الکثير من السمات والسلوکيات الإيجابية مثل (التعاون-الإيثار- الثقة بالنفس- الأمن- الطمأنينة) أوالسمات و السلوکيات السلبية مثل(العدوان– الانطواء) ويرجع هذا إلى إستقرار الأسرة أو عدم إستقرارها فالأسرة المستقرة تشبع حاجات الطفل من تقدير وإحترام وعطف مما يجلب إلى نفسه السعادة ويتسم سلوکه الإجتماعى بالإيجابية أما الأسرة غير المستقرة تکون مصدر إضطراب وإنحراف للطفل (سحر السيد ،2007، ص17).
وأکدت دراسة فورمان وفومان (forman&forman,1981) على أن هناک علاقة بين البيئة الأسرية التى يعيش فيها المراهق وسمات شخصية المراهقين حيث أکدت نتائج الدراسة على وجود علاقة بين الجو العام للأسرة والنظام الأسرى ففى الأسر التى يرتبط أفرادها ببعضهم ويکون لديهم إهتمام ومساندة نجد الأبناء يتصفون بالإنطلاق وحب الناس والإجتماعية وقوة الأنا وإنخفاض توترات الدوافع الفطرية ذلک بأن الأسرة تستطيع أن توفر لهم إشباع الإحتياجات الفطرية مما يقلل هذا التوتر ومن ثم يکون الفرد قادراً على تکوين علاقات مع الأفراد من خارج الأسرة إذ تقلل الصراعات الداخلية فى الأسرة من فرص التفاعل الجيد للفرد مع الأفراد من خارجها.
وتعد الأسرة أول محيط لتربية وبناء وتأمين إحتياجات الطفل ومسألة تربية الطفل فى البيت تکشف طابعاً أفضل وأکثر إنتظاماً وخاصة فيما يرتبط بمسألة المحبة والعدل والإنضباط التى تطبق بصورة متزامنة فى المحيط العائلى (على القائمى، 1995، ص51).
وتعمل الأسرة على مساعدة أفرادها على النمو جسمياً وعقلياً ووجدانياً وإجتماعياً بحيث يحققون ذواتهم کأعضاء متوافقين نفسياً کما يساعد المناخ الأسرى السوى على تحقيق الأهداف التالية:
کما أشارت دراسة أکريمان (Ackerman,et.al.,2013) إلى التعرف على تأثير المناخ الأسرى الإيجابى على المراهق ومدى مشارکته وتفاعله مع أسرته وتوصلت نتائج الدراسة إلى أن هناک علاقة بين توفير المناخ الأسرى الإيجابى والجيد للمراهق وتوفير حياة جديدة وإيجابية للشباب وأن هناک علاقة بين المناخ الأسرى السوى والغير سوى الذى يعيش فيه المراهق وعلاقاته الشخصية طوال حياته.
ويرى عزت الطويل(1995، ص263:261) أن الحاجات النفسية لا تشبع إلا فى إطار إجتماعى وأسرة الطفل هى البيئة الإجتماعية التى يمکنها أن تتيح للطفل فرصة لإشباع حاجته النفسية المختلفة ومن هذه الحاجات الحاجة إلى التقدير الإجتماعى وهى حاجة ضرورية لکل فرد ويتميز نجاح الفرد فيها وقبوله فى المجتمع بأن يتميز بالتقدير والإحترام من الآخرين ومن الحاجات النفسية أيضاً الحاجة إلى الإنتماء وتبدو هذه الحاجة من خلال أفراد الأسرة بوجه عام وعلاقة الطفل بأسرته بوجه خاص وإذا عملت الأسرة على إرضاء حاجة الفرد إلى الإنتماء وشعور الفرد بالإنتماء إلى جماعة معينة زاد ولاؤه وشعوره بأنه جزء منها.
وتعد الأسرة من أهم عوامل التنشئة الإجتماعية للطفل فهى الممثلة الأولى للثقافة وأقوى الجماعات تأثيراً فى سلوک الفرد وللأسرة وظيفة إجتماعية بالغة الأهمية فهى المدرسة الإجتماعية الأولى للطفل وهى العامل الأول فى صبغ سلوک الطفل صبغة إجتماعية وتشرف على النمو الإجتماعى للطفل وتکوين شخصيته وتوجيه سلوکه کما أنها المسئولة الأولى عن تنشئة الطفل إجتماعياً. (حامد زهران، 2005، ص223:222).
ويعتبر المناخ الأسرى من أهم العوامل المؤثرة على النمو النفسى والإجتماعى للفرد فالحياة الأسرية التى يتوفر فيها الحب والمودة والحرية والإستقرار النفسى والعلاقات المنسجمة بين الأبوين ضرورية للنمو السليم والمتکامل للفرد وعلى العکس من ذلک فإن عدم إنسجام الأبوين ينعکس سلبياً على الفرد مما يجعله يعانى من إضطرابات فى سلوکه. (حسين أحمد،1992، ص81).
وإهتمت الدراسات الأسرية بتناول تأثير العلاقات الأسرية الدافئة الصحية على نمو شخصية الأبناء فى مظاهرها العقلية والإجتماعية والإنفعالية واللغوية والجسمية وتأثير الخبرات المبکرة على سلامة الشخصية والتمتع بالصحة النفسية وتأثير الأساليب والممارسات الوالدية والمستوى الإجتماعى والإقتصادى والثقافى على الأبناء وإمکاناتهم العقلية والنفسية وعلاقاتهم الإجتماعية, کما تناولت العلاقة بين التفاعل والعلاقات الأسرية وبين ما يصاب به الأبناء من إنحرافات وإضطرابات سلوکية (أحمد الکندى، 1992، ص18).
کما يعد الجو العاطفى للأسرة من أهم العوامل التى تفعل فعلها فى تکوين شخصية الأبناء وأساليب تکيفهم وإن الوظيفة الأساسية للأسرة هى توفير الأمن والطمأنينة للطفل ورعايته فى جومن الحنان والمحبة إذ يعتبر ذلک من الشروط الأساسية التى يحتاج إليها الطفل کى يتمتع بشخصية متوازنة قادرة على الإنتاج والعطاء فمن حق الطفل أن يکبر فى جو من المحبة وفى أسرة يحکم علاقاتها التفاهم والثقة حيث للأبوين دور هام فى تهيئة الجو النفسى العام للأسرة والذى يتأثر به الأبناء يتضح ذلک من خلال التأثير المتبادل فى إطار التفاعل الإجتماعى بين الآباء والأبناء حيث يتعلمون من خلال هذا التفاعل سلوکيات تستجلب إستحسانها وسلوکيات آخرى تستجلب نفورهما ونظراً لإحتياج الطفل ليکون مقبولاً من الأبوين فإنه عادة ما يعدل من سلوکه إبتغاء الحصول على ردود الأفال الإيجابية وتحاشى ردود الأفعال السلبية (عمار الناعمة، 2004، ص23:19).
وقد هدفت دراسة کاربينتير (Carpentier,et.al.,2014) إلى معرفة العلاقة النسبية بين المناخ الأسرى ومدى التحکم والسيطرة لدى الشباب.
کما تؤکد شيماء عبد الحافظ (2015، ص30) على دور المناخ الأسرى فى تشکيل سلوک الفرد فالأسرة التى تتقبل أبنائها وتسمح لهم بالتعبير عن مشاعرهم وآرائهم وتشجع أبنائها على الإستقلالية فى سلوکهم وتنمى القيم الدينية وتهتم بتوجيههم نحو التحصيل والإنجاز فإنها توسع مدارک أبنائها وتزيد خبراتهم وهو ما يساعد الأفراد على نمو نفسى سليم ويمنحهم الصفات الإيجابية لتشکيل شخصية الفرد فى المستقبل وتکوين الإتجاهات الإجتماعية لديه وتتضمن الأفکار والعادات التى تثبت صلاحيتها لتشکيل أفراد المجتمع وفق التقاليد السائدة ومعايير الأخلاق والقيم المرغوبة وتکوين الإتجاهات والإستقلال الشخصى وتکوين مفهوم الذات وإکتساب الإتجاه السليم وتلعب دوراً أساسياً فى تکوين الشخصية الإجتماعية للفرد فهى عملية تفاعل إجتماعى لتشکيل شخصية الفرد فى المستقبل.
وترى الباحثة أن الأسرة هى المجتمع الإنسانى الأول الذى يمارس فيه الفرد أولى علاقاته الإنسانية فهى المسئولة عن إکسابه أنماط السلوک الإجتماعى کما أن الکثير من مظاهر التوافق أو سوء التوافق ترجع إلى نوع العلاقات الإنسانية فى الأسرة کما تسهم بالقدر الأکبر فى الإشراف على نمو الفرد وتکوين شخصيته وعاداته وتقاليده وتوجيه سلوکه, ومن هنا هدفت الدراسة الحالية إلى التعرف على تأثير المناخ الأسرى على التحکم فى الأنا وتوکيد الذات لدى الأبناء.
ثانياً: توکيد الذات Self-assertion
يعتبر توکيد الذات خاصية إنسانية أساسية يحتاج إليها الإنسان فى العديد من مواقف الحياة لأنه يعنى تسهيل متابعة الأهداف والإبداع کما يعنى الأداء الناجح والإفتقار للقدر اللازم من توکيد الذات يعرض الإنسان للفشل فى تحقيق وجوده وإمکاناته کما يعرضه للفشل فى درء الخطر المهدد لبقائه وحياته بإعتبار أن إثبات الذات وتأکيدها هو إستجابة طبيعية إنسانية وجودية وکلما کان مجال حرکة الإنسان مر بها قليل من الصعاب والعقبات کلما کان تأکيد الذات إنطلاقاً من مشاعر الثقة والکفاءة وفى هذه الحالة ترى الإنسان أقل شعوراً بالتهديد ومن ثم أقل عدوانية فى إستجاباته وردود أفعاله. (سعد المغربى,1987، ص28).
وقد تعددت التعريفات التى عرفت التوکيد إلا أنه يعتبر تعريف (طريف شوقى) للسلوک التوکيدى يعتبر أشملها حيث أنه أعتبره السلوک الذى يساعد صاحبه على مواجهة الآخرين والدفاع عن الحقوق الخاصة والإقدام الإجتماعى وتوجيه النقد والمساومة والدفاع عن الحقوق العامة وإبداء الإعجاب وعدم التورط خجلاً والقدرة على الإختلاف والإعتراف بحدود الذات والإستقلال بالرأى وضبط النفس (طريف شوقى، 1998، ص 74).
ويعتبر توکيد الذات أسلوباً من أساليب السلوک الشخصى والتواصل والذى يعبر عن الأمور التى تهم الفرد ويحترم فى الوقت ذاته الأمور التى تهم الآخرين والأشخاص المؤکدون لديهم إحساس قوى بتقييم ذواتهم والذى يسمح لهم بحماية حقوقهم ويتواصلون مع الآخرين بصدق ووضوح وعندما يشعرون بالإزعاج يواجهون مصادر إزعاجهم بطرق فعالة وهم يظهرون أنفسهم أمام الآخرين ويتحملون مسئولية قراراتهم ويعترفون بأخطائهم وهم يحسبون بحذر للمخاطر والمجازفات التى يقدمون عليها((Phillips,2002,pp.3.
وکلما کان الشخص توکيدياً کلما إتسم بالإتزان الإنفعالى لأن توکيد الذات يعتبر مظهراً خارجياً لإتزان إنفعالى أعمق حيث أن الشخص التوکيدى يستطيع التعبير عن مشاعره وإنفعالاته أيا کان نوعها سلبية أو إيجابية بصورة متزنة وثابتة إذ ثمة علاقة متبادلة بين توکيد الذات والإتزان الإنفعالى فالفرد الذى يتمتع بالإتزان الإنفعالى يمکنه التعبير عن مشاعره وآراءه بصراحة وتلقائية وثقة بالنفس وتوافق مع الذات ومع البيئة الإجتماعية التى يعيش فيها ويمکن ضبط إنفعالاته فى مواقف التفاعل الإجتماعى . أما الشخص غير التوکيدى فهو قلق مهموم متقلب الوجدان وکثيراً ما يکون مکتئباً ويستجيب إنفعالياً إزاء المواقف والأشخاص بطريقة مفرطة وغير هادئة. (طه عبد العظيم، 2006، ص 32).
مفهوم توکيد الذات:
ويعرفه حسام عبد العزيز(2001، ص 8) على أنه: يتيح للفرد التعبير عن الذات بشکل واضح وصريح ويحافظ فيه على حقوقه ومصالحه ويعبر بحرية عن أفکاره ومشاعره هو لکن بمراعاة الإلتزام بالقيم والمعايير الإجتماعية بحيث لا يکون هناک إضرار بالآخرين وإنتهاک لحقوقهم.
کما أوضح منتصر محمد(2001، ص5) أن السلوک الذى يساعد صاحبه فى التعبير عن مشاعره وإنفعالاته بتلقائية دون قلق ويحافظ على حقوقه دون المساس بحقوق الآخرين ودون السماح للآخرين بإستغلال حقوقه هو سلوک للفرد المؤکد لذاته.
ويشير على محمد(2008، ص 98) إلى أن توکيد الذات يتمثل فى: حرية التعبير الإنفعالى وحرية الفعل سواء کان ذلک فى الإتجاه الإيجابى أى فى إتجاه التعبير عن الأفعال والتعبيرات الإنفعالية الإيجابية الدالة على (الإستحسان-التقبل-حب الإستطلاع-الإهتمام-الحب-الود-المشارکة-الصدق-الإعجاب أو فى الإتجاه السلبى أى فى إتجاه التعبير عن الأفعال والتعبيرات الإنفعالية السلبية الدالة على ( الرفض-عدم التقبل-الغضب-الألم-الحزن-الشک-الأسى) ولذلک فهو مصطلح قريب من مصطلح الحرية الإنفعالية.
کما يعرف لى ((Lee,2009,pp.151 توکيد الذات على أنه: رغبة الفرد فى تطوير وإظهار القيم والمعتقدات الشخصية والتصورات وأن يعيش الفرد بصدق ووضوح بدون إخفاء الذکاء وقناعاته القيمة.
خصائص توکيد الذات:
حدد طارق شاهين (2018، ص24) خصائص توکيد الذات فى الآتى:
يشتمل على أنواع من المهارات المختلفة فيستخدمها الفرد حسب درجة إتقانه لهذه المهارات فقد يکون الفرد مؤکداً لذاته فى طلب خدمة لکنه لا يستطيع منع الآخرين من إستغلاله ويستطيع تقديم نقداً للآخرين لکن لا يتمکن من تکوين علاقات إجتماعية جيدة.
فمن أهم خصائص توکيد الذات مراعاة الجانب الإجتماعى فالشخص المؤکد لذاته لايتعدى على حقوق غيره لأنه يعلم أن لحريته حدوداً تنتهى عند حرية الآخرين فيدافع الشخص عن حقوقه الخاصة دون المساس بحقوق الآخرين.
يختلف السلوک التوکيدى بإختلاف الموقف حسب الزمان والمکان والأشخاص وملابسات الموقف ذاته فإذا کان الواحد منا يقف فى طابور السينما فدخل أمامه رجل فسوف تختلف المعاملة فى المواقف حسب عمر الشخص ونوعه (ذکر-أنثى) (کبير- صغير ) يعرفه أو لايعرفه وحسب الموقف يکون التصرف.
توکيد الذات مهارة سلوکية متعلمة يمکن أن يتعلمها الإنسان خلال مراحل حياته خصوصاً فى مرحلة الطفولة حيث أن التوکيدية سلوک يکتسب فهو قابل للتعلم إما بطريقة نظامية بواسطة برامج التدريب التوکيدى التى تعنى بتنمية مهاراته الفرعية أو بطريقة ذاتية حيث يرتقى من خلال الخبرات الإجتماعية التى يکتسبها الفرد عبر تاريخه فضلاً عن محاولاته التعرض للخبرات التى تساعده على تحسين مستوى التوکيدية.
يشتمل توکيد الذات على عناصر لفظية وغير لفظية فعندما يتکلم الإنسان قد يستخدم يديه لشرح وتدعيم ما يقوله کما يدخل فى ذلک حرکة الجسم وتعبيرات الوجه والإيماءات وحرکة العين وکلما توفرت لدى الفرد المهارات التوکيدية يحسن إستخدام هذه العناصر.
معوقات توکيد الذات
حددت سمر رفة(2015، ص60) معوقات توکيد الذات فى الآتى:
7. بعض الأفراد قد يتبنون بعض المعتقدات أو المسلمات الغير منطقية التى تحتوى على أفکار تتمثل فى تقديم مبررات للآخرين حول أسباب سلوکياتهم ومن غير اللائق الإعتذار عن طلبات الآخرين غير المعقولة وأن يکون محبوباً من الجميع.
10. کما حدد عبد الکاظم يوسف(2018، ص72) معوقات توکيد الذات فى:
11. مجاملة الآخرين والإستجابة لرغباتهم والسعى لإرضائهم ولو على حساب الشخص نفسه ووقته وماله.
12. الإکثار من الموافقة الظاهرية من خلال قول نعم, حاضر وتقديم مشاعر الآخرين على مشاعره وحقوقه وکثرة.
13. الإعتذار للآخرين عن أمور لا تدعو للإعتذار وضعف القدرة على التعبير عن المشاعر والانفعالات والرغبات.
14. ضعف القدرة على إظهار وجهات نظر تخالف وجهات نظر الآخرين ورغباتهم وضعف الحزم فى إتخاذ القرارات والمضى فيها وتحمل تبعاتها وضعف التواصل البصرى بدرجة کبيرة.
تأثير المناخ الأسرى على توکيد الذات لدى الأبناء:
تعتبر الأسرة هى الوحدة الأساسية والأولى فى الحياة الاجتماعية والنواة الأولى للمجتمع وهى القائمة على إشباع العلاقات الانسانية ومنها يکتسب الفرد المعايير الاجتماعية والقيم و الثقافة ومن ثم لا يستطيع أن يبتعد عن أسرته التى نشأ وتربى فيها وبالتالى تلعب الخبرات الأولى التى يتلقاها الطفل فى الأسرة دوراً هاماً فى تشکيل شخصيته فى جميع المجالات الحياتية فهى تؤثرعلى سلوکياته وعلى نمو الذات لديه (جواد خليل،2006، ص11).
ويکتسب الفرد عن طريق علاقاته بأبويه مشاعر الأمن والتقدير والحب والانتماء وهذه المشاعر هى التى تساعده على تکوين علاقات مع الأشخاص المحيطين به وتساعد الفرد على توکيد ذاته کما أن أى خلل وأى نقص فى العاطفة أو تلقى الفرد معاملة سيئة أو غير طبيعية من قبل الوالدين هذا کله يؤدى إلى خلل واضح فى شخصية الفرد مما يؤدى إلى ضعف توکيد ذاته حيث يحاول التعويض عن هذا الحرمان وعدم التقدير وما يترتب عليهما من شعور بالنقص بإسقاطه على الآخرين (ماجد الزيود,2006، ص52).
وتبدأ الذات بالتکون لدى الفرد منذ اللحظة الأولى فى حياته، وهناک الکثير من العقبات التى يواجهها الفرد فى طريقه لتوکيد ذاته فمثلاً قد يتولد لدى الفرد شعور بالثقة أو بعدمها تجاه الآخرين ويرجع ذلک لطبيعة إشباع الأسرة لحاجاته هل کانت بشکل صحيح أو غير صحيح فقد يکون لطبيعة تعامل الأسرة دور فى نجاح الفرد أو فشله بالاعتماد على نفسه والاستقلال عن الآخرين وتوکيد ذاته حيث يستمر نمو وتطور الذات لدى الفرد خلال مراحل نموه المختلفة مثل مرحلة المراهقة والتى فى نهايتها يحدث تعديل فيها للذات نتيجة لدعم الوالدين لقدرات وإستعدادات الفرد حتى فى مرحلة الشباب وما يمر به الفرد من صراعات لتحقيق الذات أو عدمه فنجد أن للوالدين دور فعال فى تنمية وتوکيد الفرد لذاته (مهند عبد العلى،2003، ص32).
ويرى إبراهيم عليان (1992، ص106) أن" يؤثر الوالدان فى أبنائهم " تلک الجملة البسيطة تبدو کأحد الحقائق التى لا جدال فيها ولکن بمجرد البحث فى علاقة الوالدين بالأبناء فنجد أن للوالدين تأثير على الأبناء فى مجالات النمو وتکوين شخصية الأبناء حيث يؤثر الوالدين على سلوک الأبناء ونموهم العقلى والانفعالى کما يؤثر فى الأداء الوظيفى لشخصية الأبناء وبالتالى يؤثر على توکيد الذات لدى الأبناء.
وترى الباحثة أن للأسرة تأثير عميق فى سلوکيات الأبناء وإتجاهاتهم وتوکيد ذواتهم، فقد يکون تأثير الوالدين على الأبناء تأثير إيجابى نتيجة لمناخ أسرى سوى يتميز بالتماسک والحب والأمان والثبات يساهم فى إشباع الحاجات النفسية والبيولوجية ويساهم فى بناء شخصية الأبناء بشکل يساعدهم على توکيد الذات لديهم وقد يکون تأثير الوالدين على الأبناء تأثير سلبى نتيجة لمناخ أسرى غير سوى يتميز بالحرمان العاطفى والنزاعات والصراعات داخل الأسرة التى تؤثر على نمو شخصية الأبناء بشکل سلبى وبالتالى ضعف نمو توکيد الذات لديهم, ومن هنا إهتمت الدراسة الحالية بالتعرف على تأثير المناخ الأسرى على توکيد الذات لدى طلبة الجامعة.
دراسات السابقة:
دراسات تناولت المناخ الأسرى وعلاقته بتوکيد الذات
1-دراسة سوجيمورا (Sugimura,et.al.,2009)
هدفت الدراسة للتعرف على الطرق التى يتعامل بها المراهقين اليابانين مع آبائهم وأمهاتهم وتوکيد الذات عند حدوث إختلافات بينهم فى الرأى وتکونت عينة الدراسة: من 1029 مراهق تتراوح أعمارهم من 12 إلى 25 سنة وتم إستخدام إختبار توکيد الذات وتوصلت نتائج الدراسة إلى أن الرغبة فى توکيد الذات لدى المراهقين هى شىء مشترک لدى جميع الأسر وأکدت الدراسة على أن التحاور مع الآباء وتقبل آرائهم يزيد کلما تقدم المراهق فى السن وتختلف تصرفات المراهقين أيضاً تبعاً لإختلاف حالاتهم وأوضاعهم.
2- دراسة ممدوح أحمد(2012)
هدفت الدراسة إلى الکشف عن أشکال العنف الأسرى الموجه ضد المرأة من الأزواج سواء کان بدنياً أو لفظياً أو عدائياً وفحص العلاقة بين هذه الأشکال من العنف وبين توکيد الذات فى العلاقات الزوجية لدى الأزواج وتکونت الدراسة من 330 من الأزواج وتم إستخدام مقاييس الدراسة وهى: (مقياس أشکال العنف الأسرى – مقياس مهارات توکيد الذات فى العلاقات الزوجية ) وتوصلت نتائج الدراسة إلى أن هناک علاقة إرتباطية سلبية بين إرتفاع الدرجات على توکيد الذات (کإبداء الإعجاب – ضبط النفس- المصارحة- الإعتذار العلنى- الدفاع عن الحقوق الخاصة) لدى الأزواج والعنف الأسرى الموجه ضد زوجاتهم کذلک أشارت إلى أن الدرجة المنخفضة فى توکيد الذات لدى الرجال ترتبط إيجابياً بالعنف الأسرى، کما أن هناک علاقة إرتباطية موجبة بين مهارات التوکيد السلبية (کتوجيه النقد وإظهار الغضب- فرط العقاب) وبين العنف الأسرى الموجه ضد المرأة.
3- دراسة محمد العمر (2013)
هدفت الدراسة إلى الکشف عن العلاقة بين القبول / الرفض الوالدى وتوکيد الذات وأبعاده الفرعية وتکونت عينة الدراسة من 328 من التلاميذ فى مدينة إدلب وتم إستخدام الأدوات: مقياس توکيد الذات ( إعداد الباحث ) وأسفرت نتائج الدراسة على أنه توجد علاقة إرتباطية سالبة بين الرفض الوالدى المدرک من قبل الأبناء لکل من الأب والأم وتوکيد الذات لدى أفراد عينة البحث.
4-دراسة سمر رفة (2015)
هدفت الدراسة إلى التعرف على العلاقة بين مهارات توکيد الذات وبين أساليب التنشئة الوالدية والتعرف على إمکانية التنبؤ بمهارات توکيد الذات من خلال أساليب التنشئة وتکونت عينة الدراسة من 250 طالبة من طالبات جامعة أم القرى وتم إستخدام الأدوات: مقياس أساليب المعاملة الوالدية کما يدرکها الأبناء ترجمة وتعريب (عبد الرحمن والمغربى , 1989), مقياس توکيد الذات إعداد غريب (1995) وتوصلت نتائج الدراسة إلى: أنه لا توجد علاقة ذات دلالة إحصائية بين مهارات توکيد الذات وأساليب التنشئة الوالدية من حيث الدرجة الکلية للقيمة الإرتباطية لکلا الوالدين بينما توجد علاقة إرتباطية عکسية ذات دلالة إحصائية بين بعض أبعاد أساليب التنشئة الوالدية المتبعة من قبل الأب مه مهارات توکيد الذات وهذه الأبعاد(التعاطف الوالدى , التوجيه للأفضل ,التشجيع)
ولا توجد فروق ذات دلالة إحصائية فى مهارات توکيد الذات لدى طالبات جامعة أم القرى تبعاً لإختلاف التخصص الدراسى ولا توجد فروق ذات دلالة إحصائية فى مهارات توکيد الذات لدى طالبات جامعة أم القرى تبعاً لإختلاف المستوى الإقتصادى ولاتوجد فروق ذات دلالة إحصائية فى أساليب التنشئة الوالدية المتبعة من قبل الوالدين کما يدرکها الأبناء ترجع إلى الإختلاف فى مجال التخصص الدراسى (علمى-أدبى).
5- دراسة محمد العلمى(2015)
هدفت الدراسة إلى الکشف عن العلاقة بين المناخ الأسرى والسلوک التوکيدى لدى عينة من تلاميذ السنة الرابعة وتکونت عينة الدراسة من (53) تلميذاً من المراهقين لدى تلاميذ السنة الرابعة وتم إستخدام أدوات الدراسة: إستمارة السلوک التوکيدى (فرحات أحمد, 2012) ومقياس المناخ الأسرى(عفراء خليل, 2006) وتوصلت نتائج الدراسة إلى وجود علاقة إرتباطية بين المناخ الأسرى والسلوک التوکيدى للمراهق وعدم وجود فروق بين الجنسيين فى مستوى السلوک التوکيدى.
6- دراسة ريهام أبو فايد (2017)
هدفت الدراسة للتعرف على العلاقة بين المناخ الأسرى وتوکيد الذات والتعرف على العلاقة بين المناخ الأسرى وبعض المتغيرات ( مدة مرض الزوج-عمر الزوجة-الوضع الإقتصادى- عدد الأبناء) لدى زوجات مرضى الفصام العقلى وتکونت عينة الدراسة من (117) زوجة وتم إستخدام مقياس المناخ الأسرى – مقياس توکيد الذات وأسفرت نتائج الدراسة على وجود علاقة موجبة دالة إحصائياً عند مستوى ,01 بين مقياس توکيد الذات ومقياس المناخ الأسرى بجميع أبعاده ودرجته الکلية لدى زوجات مرضى الفصام العقلى أى أن وجود مناخ أسرى جيد يؤدى إلى زيادة توکيد الذات لدى زوجات مرضى الفصام العقلى.
تعليق على الدراسات السابقة:
1-الدراسات السابقة التى تناولت المناخ الأسرى وعلاقته بتوکيد الذات إستخدمت العديد من المتغيرات التى تتمثل فى (القبول/الرفض الوالدى- - السلوک التوکيدى –– أساليب التنشئة الوالدية – مهارات التوکيدية- العنف الأسرى- توکيد الذات- طرق تعامل المراهقين مع آبائهم وأمهاتهم -المناخ الأسرى) مثل دراسة کلاُ من: (ممدوح أحمد،2012)، (ريهام أبو فايد،2017)، (محمد العلمى، 2015)،(محمد العمر ،2013)، (سمر رفة،2015)، (Sugimura,et.al.,2009)
2-معظم الدراسات السابقة أجريت على (مرحلة الطفولة – المرحلة الإبتدائية – المرحلة الإعدادية) بينما الدراسة الحالية أجريت على طلبة الجامعة.
3-تختلف الدراسة الحالية عن الدراسات السابقة فى أنها تناولت المناخ الأسرى کنتاج لتفاعل عمليات أسرية متعددة فى علاقتها بتوکيد الذات لدى طلبة الجامعة.
منهج الدراسة وإجراءاتها:
أولاً: منهج الداسة
للإجابة عن تساؤلات الدراسة، وإختبار صدق فروضها، ومن ثم معرفة طبيعة علاقة المناخ الأسرى بالتحکم فى الأنا وتوکيد الذات لدى عينة الدراسة، تم إستخدام المنهج الوصفى.
ثانياً: الإجراءات
1-مجتمع وعينة الدراسة:
تکونت عينة الدراسة من 400 طالب وطالبة من طلبة الفرقة الثالثة بکلية التربية – جامعة دمياط ، وتم تقسيم العينة إلى (314 ذکور،86 إناث) کما تم تقسيم العينة إلى (224علمى،176أدبى) من العام الدراسى (2018-2019).
2-أدوات الدراسة:
1-مقياس المناخ الأسرى (إعداد/ الباحثة)
2-مقياس توکيد الذات(إعداد/ الباحثة)
*لمزيد من المعلومات يرجى الرجوع إلى الرسالة.
نتائج الدراسة:
المتغير |
الابعاد |
الذکور(ن=314 ) |
الإناث (ن=86) |
قيمة (ت) |
مستوى الدلالة |
||
المناخ الأسرى المدرک
|
م |
ع |
م |
ع |
|||
التفاعلات الاسرية |
52.79 |
7.53 |
48.20 |
4.67 |
5.36 |
0.01 |
|
التماسک الاسري |
54.33 |
7.92 |
47.10 |
5.62 |
7.93 |
0.01 |
|
الضبط الاسري |
54.61 |
8.05 |
47.15 |
4.78 |
8.20 |
0.01 |
|
اهتمام الاسرة |
52.59 |
7.05 |
48.24 |
4.35 |
5.43 |
0.01 |
|
الاهتمام بالحياة |
55.12 |
7.71 |
47.74 |
4.61 |
8.45 |
0.01 |
|
تنظيم الحياة الاسرية |
53.31 |
7.66 |
48.19 |
4.40 |
5.92 |
0.01 |
|
الدرجة الکلية |
322.81 |
39.46 |
286.44 |
22.88 |
8.17 |
0.01 |
المتغير |
الابعاد |
العلمي (ن=224) |
الادبي (ن=176) |
قيمة (ت) |
مستوى الدلالة |
مربع إيتا η2 |
||
م |
ع |
م |
ع |
|||||
المناخ الأسرى المدرک
|
التفاعلات الاسرية |
50.59 |
6.91 |
53.35 |
7.41 |
3.82 |
0.01 |
0.035 |
التماسک الاسري |
51.26 |
8.28 |
54.71 |
7.35 |
4.34 |
0.01 |
0.045 |
|
الضبط الاسري |
51.66 |
7.89 |
54.73 |
7.99 |
3.84 |
0.01 |
0.035 |
|
اهتمام الاسرة |
51.08 |
6.32 |
52.39 |
7.33 |
1.91 |
غير دال |
|
|
الاهتمام بالحياة |
52.33 |
7.62 |
55.06 |
7.71 |
3.54 |
0.01 |
0.030 |
|
تنظيم الحياة الاسرية |
51.16 |
7.29 |
53.55 |
7.32 |
3.23 |
0.01 |
0.025 |
|
الدرجة الکلية |
308.07 |
38.46 |
323.80 |
39.05 |
4.03 |
0.01 |
0.039 |
أ- عينة الذکور:
المتغير |
الأبعاد |
المناخ الاسري المدرک |
||||||
التفاعلات الاسرية |
التماسک الاسري |
الضبط الاسري |
اهتمام الاسرة |
الاهتمام بالحياة |
تنظيم الحياة الاسرية |
الدرجة الکلية |
||
توکيد الذات |
الدفاع عن الحقوق |
0.770** |
0.726** |
0.679** |
0.763** |
0.776** |
0.639** |
0.761** |
التعبير عن المشاعر |
0.755** |
0.713** |
0.671** |
0.740** |
0.759** |
0.623** |
0.656** |
|
القدرة على المواجهة |
0.719** |
0.702** |
0.620** |
0.684** |
0.720** |
0.668** |
0.622** |
|
القدرة على القيادة |
0.799** |
0.739** |
0.718** |
0.795** |
0.804** |
0.753** |
0.657** |
|
القدرة على الغضب |
0.878** |
0.743** |
0.695** |
0.772** |
0.790** |
0.692** |
0.789** |
|
القدرة على تقبل النقد |
0.698** |
0.836** |
0.753** |
0.698** |
0.631** |
0.660** |
0.701** |
|
الدرجة الکلية |
0.643** |
0.726** |
0.658** |
0.635** |
0.556** |
0.663** |
0.753** |
ب- عينة الإناث:
المتغير |
الأبعاد |
المناخ الاسري المدرک |
||||||
التفاعلات الاسرية |
التماسک الاسري |
الضبط الاسري |
اهتمام الاسرة |
الاهتمام بالحياة |
تنظيم الحياة الاسرية |
الدرجة الکلية |
||
توکيد الذات |
الدفاع عن الحقوق |
0.378** |
0.362** |
0.227** |
0.373** |
0.257** |
0.321** |
0.419** |
التعبير عن المشاعر |
0.393** |
0.278** |
0.419** |
0.391** |
0.406** |
0.313** |
0.404** |
|
القدرة على المواجهة |
0.297** |
0.310** |
0.404** |
0.347** |
0.400** |
0.350** |
0.313** |
|
القدرة على القيادة |
0.382** |
0.298** |
0.294** |
0.299** |
0.334** |
0.387** |
0.350** |
|
القدرة على الغضب |
0.239** |
0.367** |
0.441** |
0.383** |
0.449** |
0.447** |
0.387** |
|
القدرة على تقبل النقد |
0.362** |
0.447** |
0.401** |
0.330** |
0.370** |
0.313** |
0.447** |
|
الدرجة الکلية |
0.278** |
0.378** |
0.362** |
0.313** |
0.360** |
0.350** |
0.378** |
نتائج تحليل تباين الانحدار المتعدد لمتغير المناخ الاسري المدرک لدى عينة الذکور على توکيد الذات
مصدر التباين |
مجموع المربعات |
درجات الحرية |
متوسط المربعات |
قيمة (ف) |
متوسط الدلالة |
معامل التحديد R2 |
الانحدار |
14713.22 |
1 |
14713.22 |
21.36
|
0.01 |
0.064 |
الباقي |
214827.80 |
312 |
688.55 |
|||
المجموع الکلي |
229541.03 |
313 |
|
نتائج تحليل الانحدار المتعدد لمتغير المناخ الاسري المدرک على توکيد الذات
المتغيرات المستقلة |
معامل الانحدار B |
الخطأ المعياري |
قيمة بيتا β |
قيمة ت |
مستوى الدلالة |
الثابت |
208.58 |
10.27 |
- |
20.29 |
0.01 |
التماسک الاسري |
0.865 |
0.187 |
0.253 |
4.62 |
0.01 |
نتائج تحليل تباين الانحدار المتعدد لمتغير المناخ الاسري المدرک لدى عينة الاناث على توکيد الذات
مصدر التباين |
مجموع المربعات |
درجات الحرية |
متوسط المربعات |
قيمة (ف) |
متوسط الدلالة |
معامل التحديد R2 |
الانحدار |
236.04 |
2 |
118.02 |
6.785 |
0.01
|
0.141 |
الباقي |
1443.67 |
83 |
17.39 |
|||
المجموع الکلي |
1679.72 |
85 |
|
نتائج تحليل الانحدار المتعدد لمتغير المناخ الاسري المدرک على توکيد الذات
المتغيرات المستقلة |
معامل الانحدار B |
الخطأ المعياري |
قيمة بيتا β |
قيمة ت |
مستوى الدلالة |
الثابت |
23.55 |
6.17 |
- |
3.81 |
0.01 |
الضبط الاسري |
0.570 |
0.156 |
0.48 |
3.65 |
0.01 |
الاستقلال |
0.277 |
0.139 |
0.26 |
1.99 |
0.05 |
المراجع
أولاً: المراجع العربية:
ثانياً: المراجع الاجنبية