البنائية الشکلية المعاصرة لأعمال کاندنسکي وموندريان في مجال الطباعة والنسيج

نوع المستند : مقالات علمیة محکمة

المؤلفون

کلية التربية الاساسية الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب دولة الکويت

المستخلص

الملخص
يعتبر الفن الاداة التعبيرية التي يستخدمها الفنان للتعبير عن نفسه، ووسيلة من وسائل الاتصال مع العواطف والافکار لاستکشاف العناصر الشکلية في العمل الفني. واتجه فناني المدارس الفنية بتعابيرهم عبر تأثرهم بالمجتمع المحيط بهم بالتعبير عن احاسيسهم عن الفن الذي خضع لتأثير العلم والاکتشافات الجديدة والحديثة. ويلجأ معظم الفنانين الي التجريب في مجالات فنية منوعة غير المجال الدقيق. ومن هذه المجالات استخدام أعمال فنانين من المدارس الفنية في مجال الطباعة والنسيج. ومن هذه المدارس المدرسة التجريدية الهندسية والتي تميز بها الفنانين کاندينسکي وموندريان بأعمالهم الهندسية والتجريدية التي تتميز بانفعالات وعواطف داخلية برزت من خلال أعمالهم. فلجأ الباحثون في هذه الدراسة الي استخدام اسلوبي هذين الفنانين برؤي معاصرة علي سطح النسيج بحيث تفتح مجالاً خصباً للعمل الفني بالامتداد في مجال النسيج والازياء. وقد تم حصر المشکلة في محاولة البحث عن توليف مجالين مع بعض في تکوين اللوحة البنائية مستخدماً اعمال هذين الفنانين. وتهدف الدراسة الي الکشف عن حلول جديدة لتنظيم متغيرات مختلفة بين اللون، الملمس، الخط، سطح القماش، وتطوير التصميمات الطباعية بحيث تصلح لمجال الازياء. وترجع أهمية البحث باستخدام التفکير الابداعي والتفکير المتشعب علي وجه الخصوص في جميع مراحل العمل الفني لإبراز الرؤية المعاصرة للعمل الفني وإثراء مجال الطباعة والنسيج والازياء من خلال العلاقات المتغيرة والمتعددة والتي تتميز بالمرونة والطلاقة.
وقد حدد البحث علي الحفر البارز في طباعة اعمال الفنانين کاندينسکي و موندريان في تطبيق المرحلة الاولي و استخدام التفکير المتشعب في امتداد مراحل العمل الفني، و هي تجربة ذاتية للباحثين. وتم استخدام الوان طباعية ذو الوسيط المائي علي سطح القماش.
وقد استخدم الباحثين خلال الدراسة المنهج الوصفي التحليلي علي النحو الآتي:
 أولاً: الاطار النظري:

مفهوم المدرسة التجريدية الهندسية و البنائية
تحليل أساليب التعبير الفني لدي کاندينسکي و موندريان
فنون الطباعة و النسيج
السطح الطباعي علي القماش و استخداماته لدي بعض الفنانين المعاصرين
دور اللون و الخط و الملمس في إحداث الحرکة الإيحائية للتصميم الطباعي في تغيير مظهر السطح النسجي

ثانياً الاطار العملي:
تطبيق مداخل تجريبية بنائية للطباعة و النسيج في أعمال کاندينسکي و موندريان في رؤية معاصرة وذلک لتحقيق فرضيات البحث في تحقيق مجالات بنائية تشکيلية متنوعة تتسم بالطلاقة و المرونة من خلال متغيرات متعددة.

الموضوعات الرئيسية


المقدمة:

يعتبر الفن الأداة التعبيرية التي يستخدمها الفنان للتعبير عن نفسه ومحيطه الاجتماعي بأشکال مختلفة في قوالب صوتية، بصرية، وحرکية. وتعتبر هذه القوالب ماهي إلا ترجمة لأحاسيسه التي يستخدمها للتعبير عن احتياجاته لمتطلبات الحياة. وهي تنمي مهارته الابداعية والابتکارية والخيالية وذلک عن طريق إنتاجه لأعمال فنية تتسم بالتجديد، الابتکار، الخيال، التطوير، والامتداد المعرفي.(6-3-2015).

ومفهوم ترجمة الأحاسيس هي اللغة التي يستخدمها الفنان للتعبير عن مواقف أو صراعات أو حاجات نفسية أو اجتماعية...الخ يتطلب انعکاسها وتخيلها وتطبيقها علي سطح العمل الفني. وطالما أن الفن جزء من المجتمع، فهو يشکل مفهوم الانعکاس للوجود الاجتماعي والمظاهر الأخرى لحياة المجتمع الروحية مثل: العلم، التکنولوجيا، الايديولوجية السياسية (الاخلاقيات)، بالإضافة الي أن هذا الفن له ملامح تميزه عن کل أشکال الوعي الاجتماعي الأخرى. وعلاقة الأنسان بالواقع هو الموضوع المحدد للفن، أي أن هناک علاقة تأثير وتأثر بين هذين المفهومين. وأي علاقة يعبر عنها الفنان مع المجتمع فهي تصور الانعکاس في صورة فنية، وتمثل الاحساس بتأثيره وقياسه. ويقاس هذا الانعکاس بمهارة الفنان وخبرته ومعرفته بالحياة (8-23-2016) .

والتعبير وسيلة من وسائل التواصل مع العواطف والافکار. وهي وسيلة لاستکشاف العناصر الشکلية في العمل الفني. وتدخل العناصر الشکلية في العمل الفني کمصدر ملهم وتترجم في هيئة مجردة أو رمزية للتعبير عن الانفعالات لتحقيق رؤية العمل الفني. ويعتمد العمل الفني علي هذا الاحساس بالقدرة التعبيرية التي تسير في خطين متوازيين للفنان في تفاعله مع عناصره وخبرة المشاهد الإدراکية المتجاوبة مع أنواع التعبير الأخرى (6- 36- 2015).

واتجه فناني المدارس الفنية بتعابيرهم عبر تأثرهم بالمجتمع المحيط بهم بالتعبير عن أحاسيسهم والهجوم التشکيلي علي الفن الذي خضع لتأثير العلم والاکتشافات الجديدة والحديثة، وبدأ العلماء بالبحث مثلا في علاقة الضوء بالألوان والتکنولوجيا.... الخ حيث ظهرت امتدادات لهذه المدارس الفنية في الوقت المعاصر وظهرت محاولة المحافظة علي القيم الجمالية والصفات التشکيلية لهذه المدارس الفنية. وتطرقت الکثير من الدول في الوقت الحاضر الي إحياء هذه المدارس کمصدر ملهم ومحفز للطلبة وفي المناهج في تتبع خط التطوير والرؤى الجديدة المعاصرة في تنفيذها في شتي المجالات المختلفة في الحياة الاجتماعية (1- 50- 2006). وهنا برزت فکرة البحث في استخدام اعمال فنانين لأحد هذه المدارس وهي المدرسة التجريدية الهندسية للفنانين کاندينسکي وموندريان واستلهام اعمالهم في مجال النسيج والطباعة. حيث برزت واستخدمت هذه الاعمال في منتجات بعض دور الازياء والمارکات العالمية مما أعطي قيمة جمالية تعبيرية عالية لهذه الفنون وکيفية استخدامها وتوظيفها علي اسطح مختلفة في منتجاتها. ويتميز مجال الطباعة بتقنياتها وأسطحها وأفرعها علي توظيف تصميمات طباعية منوعة سواء کانت علي أسطح ورقية أو نسجيه قابلة للامتداد وتتميز بتنويعات لا نهائية لحلول منوعة، وتعمل علي فتح مسارات متعددة للتصميم عن طريق المزج بين التقنيات والاسطح والخامات. ويعتبر مجال النسيج جزء من الحياة الانسانية، حيث وظف واستخدم لصنع الملابس والمفروشات الناعمة ثم توسعت الي استخدامه في التجارة الدولية وامتداده للأثاث وغيرها. و تشمل فنون النسيج علي تقنيات مستخدمة من شغل الإبرة والغزل علي اللوحات وصناعة اللاسيه وأساليب النسيج والتقنيات الموظفة في هذا المجال (10- 15- 1993).

وجد الباحثون أن معظم الفنانين يلجؤون الي التجريب في مجالات فنية منوعة غير المجال الدقيق الذي يعمل به للتعبير عن مخرجات الفکرة وتنفيذها برؤي مختلفة عن الرؤى التي يشاهدها المشاهد وفتح مسارات فنية منوعة تواکب الحداثة والمعاصرة في نفس الوقت. وذلک عن طريق إضافة مواد أو خامات مختلفة علي السطح أو طبقات لونية فيجعل السطح ثرياً تشکيلياً من حيث الملامس، وعليه يتحقق مفهوم الغائر والبارز بالإضافة الي التأثيرات الأخرى الايهامية التي تبرز البعد الثاني والثالث عن طريق المزج بين ما ذکر سالفاً. وهنا يبرز مفهوم البنائية في الفن والذي يستند الي استخلاص المعاني وتفسير الاشکال والصور علي هيئة مستويات مختلفة، استناداً الي العلاقة الناشئة بين تلک الاشکال في اطار طراز فني. وترتبط المستويات ومعاني العناصر في العمل الفني بنظامه الذي يتشکل بواسطة الخيال الرمزي. وهذا الخيال يمثل علاقة تتبادل بين الاشکال والخطوط علي أساس أن التعبير هو أساس العمل الفني. فالعمل الفني يمثل تعبيراً رمزياً ويستند علي مبدأ اکتشاف القيم الجمالية بإستخدام طرق التحليل. وفي هذا البحث سيتم المزج بين أسلوب اعمال فناني المدرسة التجريدية بأعمال طباعية علي سطح القماش أولاً ثم تضاف الانسجة المنوعة وتقنيات الخيط والإبرة ثانياً لعمل معالجات علي سطح التصميم وذلک لإبراز الإمکانات التشکيلية للخامات والتقنيات عن طريق القطع والدمج وأنواع الغرز من خلال المتغيرات اللونية ومساراتها والعلاقات الملمسية لسطح النسيج. وينتج عنه تنوع لا نهائي لمتغيرات العلاقة بين اللون والملمس والسطح المطبوع عليه بحيث يصلح توظيفها کلوحات فنية او استخدام مفرداتها في مجال الازياء.

مشکلة البحث:

  1. هل سطح القماش الملمسي يؤثر علي الادراک الحسي للون عند توظيف عملية الطباعة و النسيج عليه
  2. هل يمکن لسطح القماش ومتغيرات الاقمشة والغرز الکشف عن حلول ومعالجات لرؤي جديدة لمتغيرات اللون والملمس في إبراز التصميمات في مجال الفن والازياء

أهداف البحث:

1. اعداد سطح قماش متغير يتحقق معه حلول تشکيلية منوعة في تصميمات مطبوعة

2. الکشف عن حلول جديدة لتنظيم متغيرات مختلفة بين اللون والملمس والخط والسطح المنفذ عليه

3. الاستفادة من الاسس الانشائية للتصميم لعمل تصميمات خطية وملمسيه جديدة تتسم بالدقة ومتغيرات لا نهائية علي سطح القماش

4. تطوير التصميمات الفنية الطباعية بحيث تصلح لمجال الازياء

5. الاستفادة من أعمال فنانين معاصرين کمنطلق لصناعة أعمال فنية حديثة

فروض البحث:

1. استخدام سطح القماش المتغير يحقق مجالات تشکيلية متنوعة تتسم بالطلاقة من خلال متغيرات اللون والملمس والخط في التصميمات الطباعية والنسجية

2. امکانية تحقيق التواصل بين المحتوي التصميمي للطباعة وتقنيات النسيج من خلال المزج بيت التقنيات والاسطح والخامات بين هذين المجالين

أهمية البحث:

  1. يطرح البحث مدخلات فنية متعددة تحقق التنوع الابتکاري علي مستوي تقنيات الطباعة وتصميم العمل الفني ومجال النسيج ککل ويفتح آفاق جديدة لرصد أثر التنوع لهذه الخامة من خلال متغير اللون والملمس والسطح
  2. يهتم البحث باستخدام التفکير الابداعي، والتفکير المتشعب علي وجه الخصوص في جميع مراحل العمل الفني لإبراز مفهوم الحداثة المعاصرة
  3. إثراء المجالات التشکيلية في مجال الطباعة والنسيج والازياء من خلال توافر العلاقات المتغيرة المتعددة والمتجددة والتي تتميز بالطلاقة والمرونة والاصالة

حدود البحث:

  1. يقتصر البحث علي تقنية الحفر البارز في طباعة التصميم
  2. يقتصر البحث علي اعمال الفنانين کاندينسکي وموندريان في تطبيق المرحلة الاولي بتقنيات الطباعة (استنسل ومونوتيب) والمرحلة الثانية علي الاقمشة القطنية الملونة مع خيوط والوان بارزه لسطح القماش
  3. يقتصر البحث علي تجربة ذاتية للباحثون
  4. يقتصر البحث علي استخدام أحبار طباعية ذو الوسيط المائي لسطح القماش

مصطلحات:

-      الفن التجريدي الهندسي: هو اتجاه يقوم علي عدم الاهتمام بالنواحي الموضوعية والتأکيد أکثر علي العلاقات والأسلوب في العمل الفني. کما يترک کامل الحرية والمشاعر والعواطف والاحاسيس لتلعب دورها في العملية التعبيرية علي سطح العمل.

-      الشکل والارضية: هو حدود لشکل معين ما وله مضمون حسي خاص دال عليه يمکن التعرف عليه نتيجة خبرة سابقة وهو يتألف من مجموعة عناصر کالنقط والخطوط والمساحات التي تحدد في الحقل البصري بينما الارضية هي المسافة أو المنطقة التي ترتد خلف الاشکال أو تحيطها أو بالفراغ ولا يمکن عزلها ولها من المعاني والمضامين التي تبرز الشکل وتؤکد معناه ولا ينفصل عنه (1- 15- 2006).

-      الفن البنائي: يقوم في بناء علاقة داخلية ديناميکية بين الکتل والخطوط والفراغات، ويعتمد علي الترکيبات النابعة من الرغبات الوجدانية من خلال دراسة العمل الفني بنظامه الذي يتشکل بواسطة الخيال الرمزي. فهو ينتمي الي لغة الشکل في التعبير عن مفاهيمه الجمالية (8- 7- 2016).

-      التفکير الابداعي: هو قدرة عقلية مرکبة من عدد القدرات (الطلاقة، الاصالة، المرونة، التأليف) وتفسر فنياً عن طريق التکوين الذي يمر من العلاقات التنظيمية من المفردات التي تتشکل بعضها ببعض، وهو عبارة عن عناصر مرتبطة تتآلف، تتوالد، وتتشعب لتعبر عن الفکرة المراد تنفيذها (6- 7- 2015).

-      التفکير المتشعب: هي عملية معرفية تتيح العديد من الاستجابات لسؤال واحد، وتطرح عدداً من الافکار الغير مألوفة لمشکلة ما. وإنتاج العديد من الاستجابات يزيد من التوصل الي فکرة جديدة. فالتفکير المتشعب هي عملية تفتح خيال الفرد للفکرة المراد تنفيذها لحلول کثيرة يتم التوسع والامتداد بها عن طريق التحول، التغير، التبديل، والحذف والاضافة...الخ وتنتهي بصياغات جديدة تختلف عما کانت عليه في الخطوة الاولي (6- 7- 2015).

منهج البحث:

يتبع البحث المنهج الوصفي والتحليلي في الاطار النظري والمنهج التجريبي في التجربة الذاتية للباحثون من خلال الخطوات الآتية:

أولاً الإطار النظري:

  1. مفهوم المدرسة التجريدية الهندسية والبنائية
  2. تحليل أساليب التعبير الفني لدى کاندينسکي وموندريان
  3. فنون الطباعة والنسيج
  4. السطح الطباعي علي القماش واستخداماته لدي بعض الفنانين المعاصرين
  5. دور اللون والخط والملمس في احداث الحرکة الايحائية للتصميم الطباعي في تغيير مظهر السطح النسجي
  6. الاساليب الادائية المختلفة وطرق التعامل مع النسيج والخيوط والمعاجين علي السطح الطباعي النسجي
  7. مفهوم المدرسة التجريدية الهندسية و البنائية:

اهتمت المدرسة التجريدية برؤية من زاوية هندسية حيث تتحول المناظر الي مجرد مثلثات ومربعات ودوائر، ويظهر التکوين التجريدي کأنه مجرد قطع ايقاعية مترابطة ليست لها دلائل وإن کانت تحمل في طياتها معاني يحملها الفنان لتطبيقها في عمله الفني. ويتميز المذهب التجريدي بالبحث عن جوهر الأشياء والتعبير عنها في عناصر محوره تحمل المعني المراد ابرازه. وظهرت عدة أنماط للفن التجريدي والهندسي کالإشعاعية واللاموضوعية والبنائية الشکلية الجديدة وفن الخداع البصري. ويعبر الفنان عند استخدامه هذه المدرسة برسم أي عناصر يتخيلها من الواقع أو الخيال في شکل جديد قد يتشابه أو لا يتشابه مع الشکل الاصلي للعنصر نفسه. ومن خصائص هذه المدرسة أشکال لا تمثل الطبيعة، أعمال تقوم علي علاقات فنية في الخط، اللون، والمساحة، أعمال لها طبيعة موسيقية، توحي بالمعاني والاحاسيس الکثيرة ولها أثر مباشر في الفنون الأخرى خاصة في مجال طباعة الاقمشة، العمارة، الأثاث...الخ.

 بينما نشأت البنائية في روسيا واعتمدت هذه الحرکة علي ابعاد الفن عن نقائه ومستعملاً في سبيل تحقيق أهداف المجتمع. وأثرت هذه الحرکة الفنون الجميلة والهندسة المعمارية....الخ، وبدأ فناني هذه الحرکة بالبحث عن أشکال جديدة لفن يسهم في تکوين ذاک المجتمع. وتعود البنائية في أصولها الي النزعتين التکعيبية والمستقبلية. وهي عملية بناء مستويات بحيث تجعل الضوء يعزز الشعور بصلابة البناء لا أن يضعفه، وابرز فناني هذه المدرسة فلاديمير تاتلين المصور الذي تأثر بأعمال بيکاسو الذي کان يصنع منحوتاته من صفائح المعدن والخشب والورق المقوي. وکانت اعمال تاتلين تمثل بنائيات تجريدية بحته، فتجمع فنانين آخرين مثل ماليفقتش من روسيا وکاندينسکي والاخوين بفسنر وغيرهم الي الفکر البنائي في الفن، وما لبث أن انتشر في أنحاء العالم (1- 17- 2006).

  1. تحليل أساليب التعبير الفني لدي کاندينسکي وموندريان:

بدأ موندريان من خلال بحثه عن الهيکل والإيقاع والتوازن بالخطوط الأفقية والعمودية بعدد محدود من الالوان وترتيبها علي سطح ثنائي الأبعاد والبحث عن العلاقات بين هذه العناصر. وهي شکل من أشکال التجريد الذي يعتمد علي شبکة من الخطوط السوداء الأفقية والعمودية باستخدام الالوان الأساسية.

يعتمد موندريان علي نقاء الالوان من خلال استخدام الأشکال والتکوينات الهندسية. ويري أن الاشکال البيضاء تعطي اللوحة ديناميکية وعمقاً أکبر، وهذه السمه أصبحت أکثر وضوحاً في لوحاته التي أنجزها في أخريات حياته. ويقول أن التجريد هو السبيل الوحيد للاقتراب من الحقيقة والعودة الي الاصول والبدايات وذلک لا يتحقق مالم يملک الرسام قدراً عالياً من الوعي والحدس اللذين يمکنانه من بلوغ أعلي درجات الإيقاع والتناغم (1- 45- 2006).

أما کاندينسکي فقد تأثر بالموسيقي، وربط الموسيقي والالوان کعلاقة بين حاسة السمع والرؤية. وأثرت الموسيقي عليه في رؤية الالوان المحببة لديه. واعتمد علي تبسيط الشيء والذي ظهر جلياً في تناوله للعناصر. وتميزت خطوط الطولانية العامودية التي تشابهت وخطوط أسطر النوت الموسيقية، وذلک لإيمانه العميق بتواصل الموسيقي مع الرسم. وهو يفسر هذا التواصل بأنه يحدث من خلال علاقة انجذاب ما بين المتلقي واللوحة بألوانها وتشکيلها الکلي. وعلقت في مخيلته أساطير حفظها منذ الصغر، شخوص، أناس مجرده من تعابيرها لتعبر عن ذاتها وقدراتها الاسطورية المذهلة. وقد ظهرت هذه الانفعالات في لوحاته في اللون والخط والشکل والملمس لخلق تجارب بصرية مصنوعة الإيقاع تؤدي الي استجابات عاطفية متنوعة (1- 47- 2006).

 

  1. فنون الطباعة و النسيج:

يعتبر النسيج جزءاً رئيسياً من الحياة الإنسانية منذ مهد الحضارة. وشهدت الطرق والمواد المستخدمة في صناعة النسيج توسعاً هائلاً. وتعتبر طباعة النسيج هي إحدى عمليات تطبيق بعض الالوان علي الاقمشة وفق تصميم ما وتستخدم أحدي طرق الطباعة مثل البصمة، الباتيک، الاستنسل، الطباعة البارزة، الشاشة الحريرية (السيلک سکرين) وغيرها لإبراز التصميم المراد تنفيذه (4- 16- 2017).

والنسيج کخامة لها مميزات تميزه بإمکانيات تشکيلية عديدة علي اختلاف أنواع الاقمشة. وتتميز الاقمشة بإمکانية التلوين والصباغة وأنواع الطباعة المختلفة، فکثرة الإمکانات الخاصة لخامة من الاقمشة تجعلها مثيراً لإبداع الفنان. ويعتبر النسيج بأنواعه وأشکاله لغة جمالية تختلف عن سواها من مفهومها المستقل للأشکال. وتعتبر عملية تحليل الاشکال في بقايا الاقمشة وإمکانية توظيفها عن طريق معالجات مساحات هندسية وعضوية والعلاقات فيما بينها للتوصل الي أشکال مبتکرة تساعد في دفع عجلة التطور الحالي لمجال النسيج وأنواعه، والذي يتيح العديد من الاتجاهات التصميمية للأقمشة والتي تتماشي مع الفکر المعاصر. ويتميز القماش بالثراء الملمسي واللوني نتيجة اختلاف عمليتي النسيج والطباعة، ثراء الشکل والقيمة، وطواعية التشکيل(9- 23- 2009).

تشمل فنون النسيج والصباغة والطباعة في إضافة اللون والنمط، التطريز وأنواع أخري من شغل الإبرة، النسيج اللوحي و الدانتيل، طرق البناء مثل الخياطة، والحياکة، والکروشيه، وکذلک الادوات المستخدمة (النول والحياکة والإبرة) وهي من المجالات التي تقوم علي الفن والعلم. ومجال يرتبط ويتأثر ويؤثر في العصر الذي نعيش فيه من تطور وتکنولوجيا وإمکانيات وتقنيات حديثة. وکلما زاد التطور في مجال طباعة المنسوجات کلما زاد ارتباطه بمدي استخدام التقنيات الحديثة في کل من مجال التصميم والتنفيذ (11- 17- 2011).

  1. 4 . السطح الطباعي علي القماش و استخداماته لدي بعض الفنانين المعاصرين:

سو براون Sue Brown (شکل 1) بدون عنوان. وهي من الفنانات التي تميزت بدراسة تجارب لمواضيع من الطبيعة وخاصة الطيور وطبقت علي الورق والنسيج. ويلاحظ في هذا العمل أن الفنانة لجأت الي إضافة ثلاثة أبعاد للتکوين بحيث بدأت في تطبيق الطباعة علي السطح أولاً بفرد الوان البنيات في خلفية اللوحة، ثم طباعة عنصر الطير. وذلک لإبراز موقعه في الطبيعة ثم إضافة قطع قماش العشوائية للتأکيد علي طبيعة وألوان التکوين. ثم إضافة بعضا من الغرز والخيوط کتأثير لسيقان النباتات مع بعض الإزرة (Bottoms) للتأکيد علي الجانب الملمسي للتکوين. لعبت الوان الطباعة والوان القماش دوراً مميزاً في إبراز فکرة الطبيعة حيث تم عملية التبادل بين الشکل والارضية بصورة متوازنة (13. www.sofst.org).

ميريان جوهانسن اليس Mariann Johansen-Ellis (شکل 2) بدون عنوان. کولاج ولاينو علي سطح القماش. تأثرت الفنانة ميريان بالطبيعة والشخوص ولعبت دوراً هاماً في إبراز التکوين. يتکون التکوين من خلفيات لنباتات منوعة من قطع قالب اللاينو المختلفة الاحجام والتي تم قطعها طولياً وطباعتها وذلک لطباعة الوان مختلفة في نفس الوقت علي سطح القماش. ويلاحظ استخدام اللون الأخضر والأصفر للتعبير عن الطبيعة ومفرداتها، وبروز وجه لشخص انثي في يسار أسفل اللوحة في جلسة تأمل مع عنصر الطير. شعور الراحة انعکس من تعابير الوجه ومفردات الطبيعة. برزت الغرز المتمثلة في عنصر الزهرة بجانب وحول عناصر الوجه بعناصر جمالية ساعدت في عملية التبادل بين الشکل والارضية ( 14. www.MariannJohansen-ellis.com).

ميشيل ساترلي Michelle Satterlee (شکل 3) شاطئ فنيس. فنانة وباحثة في تاريخ الفن وجمعت بين الفن والازياء. بحثت في هذين المجالين بأزياء تتطابق مع أعمال فنانين عالميين ومعاصرين ثم استلهمت من هذه الاعمال في تنفيذ فساتين نسائية. نري الاعمال المنفذة ترجع للفنان فان جوخ ونفذ في فستان نسائي ولم يفقد التصميم قيمته بل برز علي سطح القماش وازدانت التفاصيل عليه وطبع بألوان ودرجات اللون الازرق وسميت شاطئ فنيس. ونلاحظ عند تطبيق العمل يستخلص جزئية منه بحيث يتوافق مع موديل وشکل التصميم، ولکن نظرة مقربه تري اللوحة کما هي بغض النظر في الجزئية المطبقة(15.www.Boredpanda.com).

محمد قمبر (شکل 4) بدون عنوان. فنان کويتي معاصر يهتم بالألوان للتعبير عن مخزون أفکاره وانفعالاته نحو مواضيع رمزية والتي تتشکل عناصرها بانفعالات فياضة تبرزها علاقة الشکل مع الارضية. وتتميز اعماله الفنية المنفذة علي سطح الکانفس بعناصر الحياة کافه من جمال وسعادة وحزن. في هذا العمل نري هناک رسالة بصرية مؤثرة جداً تعبر عن الفرح والجمال حيث ترمز الاشکال اللونية کهيئة انفجار انفعالي يملأه الازهار في اتجاهات الي اعلي اللوحة وتتوالف مع عنصر المرأة التي تشکلت کعنصر الزهرة لتسير وتحلق في الفضاء الخارجي مع مجموعة من الطيور المتجهة في يمين التکوين. طبق هذا العمل في مجال الازياء النسائية في اختيار بعض أجزاء التکوين وأضاف لمسة جمالية علي القماش المنفذ عليه (16. www.instgram.com)

  1. دور اللون والخط والملمس في إحداث الحرکة الايحائية للتصميم الطباعي في تغيير مظهر السطح النسجي:

يعتبر اللون والخط والملمس من الأسس الانشائية للتصميم حيث تحدد العلاقة بين عناصر العمل الفني مع بعضها البعض، وتتأثر وفق أساليب منوعة: کالعلاقة البينية والتي تعتمد علي التراکب، التجاور، التماس، کذلک المتغيرات الفنية التي تعتمد علي التصغير والتکبير، والحذف والإضافة، والعزل. وتلعب هذه الأساليب علي السطح المنفذ عليه دوراً هاماً في بناء هذه الأسس لما تحمله من خصائص في إبراز التعبير الفني المراد تنفيذه. وتشغل الألوان الطباعية (معتمه أو شفافة) حيزاً هاماً في إحداث المتغيرات اللونية المتعددة من خلال مسارات متنوعة تحمل خصائص تعبيرية عند التنفيذ. ومثال المتغيرات کالتوافق والتباين، تأثيرات ملمسيه، شفافة أو معتمه أو صياغات لونية متداخله عند عملية التکرار. وتبرز هذه القيم اللونية من عملية تبادل ما بين الألوان والانسجة القطنية بأنواعها المشجرة والساده والمقلمة...الخ مع الارضية في إبراز العناصر اللونية والملامس. وتبرز اهمية الخطوط باستخدام الغرز والالوان البارزة وقصاصات الاقمشة في إبراز التأثيرات الملمسية (3- 13- 2005).

  1. الأساليب الادائية المختلفة وطرق التعامل مع النسيج والخيوط وألوان القماش البارزة علي السطح الطباعي النسجي:

استخدم في هذا البحث تقنية الاستنسل لحفر خطوط الهيکل الخارجي لتکوين أعمال الفنانين کاندينسکي وموندريان. واستخدمت الاحبار الطباعية ذو الوسيط المائي لسطح النسيج وطبع علي سطح قماش قطني. وتتوفر هذه الاحبار علي هيئة عبوات 50 ملم حيث استخدمت مباشرة من غير إضافة ماء ومر العمل في مراحل:

-    طباعة التصميم علي سطح قماش قطني بتقنية الاستنسل ويترک حتي يجف

-    اضافة الملامس الايهامية باستخدام استنسل مفرغ فوق الهيکل الملون الاساسي لإبراز الجانب الملمسي

-    اختيار مجاميع قطنية من النسيج مع تغير الوانها وخطوطها واتجاهاتها وتقص بأشکال هندسية مختلفة بحيث تتماشي مع فکر وروح التصميم

-    تثبت هذه الاقمشة بقماش الفازلين ويراعي عند التثبيت عملية التراکب والتداخل والتلاصق بين الانسجة لابتکار اتجاه جديد ذو ايقاع جمالي في العمليات البنائية والتي تساعد في ابراز فکرة التصميم

-    تضاف الخيوط والالوان البارزة ذو السماکات المختلفة مکمله لقطع النسيج وذلک لإبراز دور الخط کقيمة جمالية وملمسيه في التصميم. وتطبق الغرز والالوان البارزة باتجاهات مختلفة ما بين التصميم والارضية مؤکدة علي العلاقة الاساسية للنظام البنائي الهندسي لتکوين السطح الطباعي النسجي.

ثانياً: الاطار العملي:

يتحدد الهدف العام للتجربة موضوع البحث في تطبيق مداخل تجريبية بنائية للطباعة والنسيج في أعمال کاندينسکي وموندريان في رؤية معاصرة.

خطوات التجربة:

  1. السطح الاساسي تقنية الاستنسل
  2. تحليل الطرق المستخدمة المختلفة للأنسجة لإبراز الملامس الحقيقية علي السطح الطباعي
  3. تحليل الطرق المستخدمة المختلفة للملامس الايهامية عن طريق الغرز، تأثيرات ملمسية بالاستنسل، الوان قماش بارزة ثلاثية الابعاد 3D

حدود التجربة:

  1. استخدام الهيکل الاساسي لأعمال الفنانين موندريان وکاندينسکي
  2. استخدام الوان طباعية للقماش
  3. استخدام اقمشة قطنية منوعة لإثراء السطح جمالياً
  4. تنفيذ معالجات لونية تحقق مجالات بنائية باستخدام الاسطح المتغيرة من خلال متغيرات العلاقة ما بين الشکل والارضية
  5. تنقسم اعمال التجربة الي اربعة أعمال ويحتوي کل عمل معالجات بالخطوات الآتية:

-     تفريغ الهيکل الاساسي للتصميم بتقنية الاستنسل

-     طباعة الهيکل الاساسي للنموذج بألوان مختلفة عن الالوان الاصلية علي سطح القماش

-     طباعة الملامس الايهامية فوق الالوان باستخدام مجموعة من الاستنسل المفرغ

-     اضافة الانسجة القطنية المنوعة: المشجرة، مقلمه، ساده، مخطط للتأکيد علي القيمة اللونية البنائية للألوان

-     اضافة الغرز والالوان البارزة للقماش لإبراز قيم الملامس الحقيقية

تحليل التجربة:

تکوين (1)

  1. (شکل 5 ) تخطيط خارجي للتکوين وتفريغه بتقنية الاستنسل.
  2. (شکل 6) استخدام الوان مغايرة للوحة الاصلية للفنان موندريان وهذه الالوان هي اللون الاخضر، البنفسجي، الاحمر، الابيض، الاسود وذلک لإبراز رؤية جديدة للمتغيرات اللونية علي سطح القماش.
  3. (شکل 7) طباعة الملامس الايهامية علي السطح للخطوة السابقة بتقنية الاستنسل. وتتميز هذه الملامس بعناصر عضوية تأخذ احجامها المختلفة وکثافتها اتجاهات مختلفة علي السطح الطباعي النسجي، في وضعية انتشار خطوطها ولکن بتدرج لوني يجمع بين الملامس الايهامية والهيکل الاساسي وطباعة الالوان باتجاه معاکس للألوان المنفذة وابرازها بطريقة تأثيرية. يلاحظ هنا الاتزان اللوني في الجمع ما بين هاتين المرحلتين، بحيث يؤکد علي بيان الهيکل الاساسي للتکوين.
  4. (شکل 8) وظفت الاقمشة القطنية ذات التدرج اللوني بتأثير تقنية الوان الباتيک بمجموعة دوائر في وسط التکوين واطرافه، وتم ربط هذه الدوائر بقصاصات أخرى مستطيلة أخذت مسار عضوي من أعلي اللوحة الى أسفلها في خط متوازي مع الاشکال العضوية الأخرى المفرغة بتقنية الاستنسل.
  5. (شکل 9) تم اضافة الغرز بين العناصر العضوية الملمسية الايهامية والتأثيرات الخطية لإعطاء الاحساس بالامتداد اللوني. وبعدها اضيفت الالوان البارزة علي القماش بنفس الالوان ولکن بطريقة الموجب والسالب اي عکس اتجاه اللون في العنصر نفسه وذلک للتأکيد علي القيم الخطية للتکوين وابراز الخطوط والاشکال جميعها في آن واحد. ثم أسلوب التنقيط في التقاء الخطوط والعناصر الصغيرة لإعطاء الاحساس بالعمق اللوني لهذه العناصر. حيث تتشابک العناصر بالخطوط والنقط بشکل تکراري وهنا يبرز مفهوم الملمس الايهامي والحقيقي.

تکوين (2):

  1. (شکل 10) تخطيط خارجي للتکوين وتفريغه بتقنية الاستنسل.
  2. (شکل 11) استخدام الوان مغايرة للوحة الاصلية للفنان موندريان في التنفيذ وهذه الالوان هي اللون الوردي، الکحلي، الابيض، والازرق الفاتح وذلک لإبراز متغيرات لونية جديدة للعمل الفني.
  3. (شکل 12) طباعة الملامس الايهامية علي السطح بتقنية الاستنسل، وهي عبارة عن مجموعة نقاط ودوائر بأحجام مختلفة تکبر وتصغر وتتجه في ايقاع جمالي في أنحاء العمل الفني. وتتغير الالوان والاحجام وفق عناصر التکوين الاصلي لربط الشکل الاساسي مع الملامس الايهامية.
  4. (شکل 13) وظفت أقمشة قطنية حيث تأخذ النقط والمقلم والتدريج اللوني جزءاً أساسياً في عملية الترکيب والبناء. حيث وزعت بشکل متراکب جمالياً باتجاهات مختلفة للخطوط والنقط مما ساعد علي إبراز هذه المجاميع اللونية في الأساس الهندسي للتکوين. وبرز هنا تباين خطي ولوني علي السطح مع التصميم وعليه برزت تأثيرات الثقوب اللونية للأقمشة بشکل بارز جداً وتآلفت هذه الثقوب مع الملامس الايهامية.
  5. (شکل 14) تم اضافة بعض الغرز والالوان البارزة باللون الاحمر امتداد لبعض المجاميع اللونية بخطوط مستقيمة ومتقطعة. نظراً لوجود کمية کبيرة من التحليل وقوة الالوان الفاقعة في الاقمشة اللونية المنوعة علي سطح العمل أدي الي انحسار استخدام الالوان البارزة والغرز. وبرز جماليات البناء والتراکب ما بين الشکل والارضية وما بين الملامس الإيهامية والحقيقية، وهي عملية تبادل ايقاع جمالي ما بين المجاميع اللونية للأنسجة القطنية والعناصر الطباعية الايهامية للسطح الاساسي.

تکوين (3):

  1. (شکل 15) تخطيط خارجي للتکوين وتفريغه بتقنية الاستنسل.
  2. (شکل 16) استخدام الوان مغايرة للعمل الاصلي للفنان کاندنسکي وهذه الالوان هي اللون البرتقالي، البنفسجي، الاخضر الغامق، الکحلي، والابيض علي سطح القماش وذلک للحصول علي رؤية جديدة للتکوين.
  3. (شکل 17) طبعت الملامس الايهامية بطابع عضوي باللون البرتقالي والاخضر الغامق. وتمثلت الخطوط العضوية علي شکل اغصان الشجر. وهذا التأثير أضاف مفهوم الامتداد الخطي الذي ينبثق ما بين زوايا العناصر الرئيسية في التکوين والاحساس بالانتشار في الفضاء الخارجي.
  4. (شکل 18) وظفت أقمشة قطنية ملونه فاقعه تأخذ الخطوط المستقيمة شکلاً لها. وتراکبت هذه الخطوط الملونة ما بين تدريج البرتقالي والاخضر والازرق وأخذت مرکز التکوين انطلاقة لها واتجهت في زوايا التکوين بطريقة غير منتظمة في ايقاع جمالي هندسي منکسر ولکن هذا الانکسار سار بطريقة ايقاعية متناسقة مع عناصر الارضية ممثلة علاقة بنائية وتشکيلية يتماشى مع الفکر الهندسي للتکوين.
  5. (شکل 19) تم اضافة اللون الابيض البارز للملامس الايهامية العضوية في خلفية التکوين مما برز علاقة خطية تشکيلية للعناصر الطبيعية في الطبيعة. وأدي الي بروز مفهوم التوازن للعلاقات العشوائية للخطوط ونظم العلاقات المنظمة للخطوط علي سطح العمل موزعه ما بين توظيف الاقمشة وطباعة الخطوط والعناصر.

تکوين (4):

  1. (شکل 20) تخطيط خارجي للتکوين وتفريغه بتقنية الاستنسل.
  2. (شکل 21) استخدام الوان مغايرة للعمل الاصلي للفنان کاندنسکي وهذه الالوان هي اللون الاسود، البرتقالي، الوردي، الازرق الفاتح، والاخضر الفاتح علي سطح القماش وذلک للتأکيد علي دور اللون کجانب جمالي في ابراز التکوين وتفاعله مع العناصر الأخرى.
  3. (شکل 22) طبعت الملامس الايهامية بتقنية الاستنسل فوق العناصر الهندسية باللون الازرق الفاتح وفي الارضية بتأثير الخطوط العضوية المنکسرة وأدي الي إبراز جانب سلبي وايجابي للعناصر اللونية. بينما طبعت ملامس أخري إيهاميه نقطية تأخذ الدوائر شکلاً لها فوق العناصر الهندسية. وطبعت هذه الدوائر بأحجام مختلفة وتراکبت مع بعضها فوق التکوين الاساسي مشکلاً ايقاع جمالي يدور حول التکوين وتنتشر خطوطه النقطية في الفضاء.
  4. (شکل 23) تم اضافة الاشرطة الملونة بالأزرق الفاتح، البرتقالي، الاخضر، والوردي الفاتح علي هيئة دوائر ومستطيلات فوق العمل مشکلة نظم ايقاعية خطية جمالية تتآلف مع التکوين الاساسي. تم اضافة عنصر الشبک القماشي باللون البرتقالي والازرق في بعض أجزاء التکوين ممثلة بالملامس الحقيقية التي أدت الي بروز بعض هذه المواد اعلي قليلاً بمفهوم السطح البارز وابراز مفهوم الشفافية عن طريق ذوبان اللون مع العناصر المستخدمة.
  5. (شکل 24) تم اضافة الملمس البارز لألوان القماش باللون الازرق، الاخضر، البرتقالي، الوردي، والاحمر للتأکيد علي تداخل اللون والملمس والتأثير والسماکة علي رؤي جديدة للتکوين. تنوعت هذه الالوان ما بين خطوط مستقيمة، عضوية، نقطية تتسم بالنعومة، أو الصلابة، أو اللامعة حيث تداخلت وامتزجت مع التأثيرات الأخرى في اتجاهات جمالية متنوعة من عمق التکوين وانتشرت في الفضاء الخارجي. وهي تنتشر أخذت هذه الخطوط الجمالية مفهوم البارز والغائر خطاً لها في سيرها في عملية الصعود والنزول علي الأسطح البنائية. فعملية الترکيب والبناء والشفافية تنتج عنها حلولاً غير منتهيه لمفردات تشکيلية لونية تتسم بالأبعاد وتغيير المدرکات اللونية للسطح الطباعي النسجي.

      

شکل 1                                                   شکل 2

 

 

 

 

        

شکل 3                                                   شکل4

           

 شکل5                                                   شکل6

         

شکل7                                                    شکل 8

 

 

 

 

شکل 9

         

شکل 10                                                             شکل 11

 

 

 

             

شکل 12            شکل 13

 

شکل 14

         

شکل 15                شکل 16

         

شکل17             شکل 18

 

شکل 19

 

 

 

 

               

شکل 20                شکل 21

             

شکل 22             شکل 23

 

شکل 24

 

النتائج:

من فروض البحث المقترحة والأهداف المحددة في البحث توصل الباحثون الي النتائج الآتية:

  1. بروز مفهوم التواصل بين المحتوي البنائي للتصميم والتقنيات والاسطح، وسهولة تدفق افکار بنائية من خلال عمليات التغيير، والتبديل، والاضافة، والتراکب، والشفافية بين الالوان، والاقمشة والتقنيات، والاسطح المستخدمة.
  2. سهولة التوليف الفني لمختلف طرق الدمج ما بين التقنيات الطباعية والاسس الانشائية للتصميم علي الاسطح النسجية والتي تعطي حلولاً متعددة لمشاکل التکوين.
  3. مرونة وامکانية خلق علاقات ديناميکية واسعة بين عناصر التصميم والاشکال والارضيات والتي تؤکد مفهوم المرونة والطلاقة عند بناء الاسطح المتغيرة.
  4. هناک طلاقة في التعبير من خلال حرکة العلاقات الخطية والشکلية واللونية في ابراز تصميمات متجددة يتحقق معها جماليات الايقاع في التفريعات والتشکيلات البنائية للسطح الطباعي النسجي.
  5. برز مفهوم التفکير المتشعب بامتداد لانهائي في التکوين من خلال حلول ابتکارية تتسم بالطلاقة والمرونة بغير حدود.
  6. امکانية تطبيق هذه النوعية من التکوينات وامتدادها في مجالات النسيج الأخرى کالأزياء والمارکات العالمية.
  1. المراجع:

    1. أحمد، دينا (2006) فلسفة التجريدية التعبيرية في تصوير الفن الحديث والتقنية الابتکارية في تصميم طباعة المعلقات النسجية. رسالة دکتوراه غير منشورة-کلية الفنون التطبيقية- مصر.
    2. حسان، رحاب (2014) فن تصميم الازياء: دراسات علمية ورؤى فنية مبتکرة. دار العلوم للنشر- مصر.
    3. شوقي، اسماعيل (2005) التصميم: عناصره وأسسه في الفن التشکيلي. مطبعة زهراء الشرق- القاهرة.
    4. فؤاد، هند (2017) فکر وفن النسيج اليدوي الحديث. دار الکتاب الحديث- مصر.
    5. فؤاد، هند (2017) شکل ومضمون النسيج القباطي. مکتبة الانجلو المصرية- مصر.
    6. محمد، فريدة (2015) تأکيد الدلالات التعبيرية المتنوعة في العمل الفني الطباعي من خلال عمليات التفکير المتشعب لاثراء السطح الطباعي جماليا وتعبيريا. مجلة بحوث التربية النوعية- جامعة المنصورة. عدد 40.
    7. محمد، فريدة (2012) المعلجات الفنية للسطح الطباعي الورقي ودورها في تعلم الطباعة اليدوية. مجلة مستقبل التربية العربية، المجلد الخامس عشر، العدد56.
    8. محمد، فريدة (2016) دور التصميم الطباعي في احداث الخداع البصري في مجال الطباعة اليدوية- مجلة بحوث في التربية النوعية- جامعة القاهرة- العدد الرابع والعشرون.
    9. هاشم، اشرف (2009) علم النسيج: دراسات في اسس وتطبيقات علم النسيج- دار العلوم للنشر- مصر.
    10. نصر، انصاف و الزعبي، کوثر (1993) دراسات في النسيج. دار الفکر العربي- مصر.
      1. Wisbrun, Laurie (2011) The Complete Guide to Designing and Printing Textile. A&C Puplisher LTD.
      2. Holmes, Val (2012) Print with Collage and Stitch. N.Y, Interweave Press
      3. www.sofst.org
      4. www.mariannjohansen-ellis.com
      5. www.boredpanda.com
      6. https://www.instagram.com/p/BNj8RPbA93o/?igshid=14tqa4b362900