الخصائص الموسيقية لأغاني العمل في أربيل

نوع المستند : مقالات علمیة محکمة

المؤلف

جمهورية العراق وزارة التربية المديرية العامة لتربية محافظة کرکوک المتوسطة الغربية للبنين

المستخلص

تتکون الرسالة الموسومة ( الخصائص الموسيقية لأغاني العمل في أربيل ) من فصلين
الفصل ألأول تناول فيه ألباحث مشکلة البحث حيث أن البحوث وألدراسات التي تناولت موضوع الأغنية الشعبية الکوردية وخاصة أغاني العمل لم يتطرق اليها الباحثون من النواحي الموسيقية ، وأن ضياع ونسيان القسم الأکبر من هذه الاغاني شکلا ومضمونا ، کان السبب في تحديد مشکلة البحث ، کما أوضح أهمية البحث بأعتباره من الدراسات الموسيقية في کوردستان العراق التي تلقي الضوء على أغاني العمل في أربيل أما هدف البحث فهو الکشف عن خصائص هذه الأغاني من النواحي اللحنية والايقاعية ووظيفتها الاجتماعية في اربيل ، وتقتصر حدود البحث على أغاني العمل من عام 1960– 1970, واخيراً أوضح الباحث المصطلحات الواردة في البحث .
الفصل الثاني يتکون من مبحثين: المبحث الأول يتکون من نبذة تآريخية عن تاريخ مدينة أربيل (هه ولير) والعادات والتقاليد والمعتقدات الشعبية الکوردية والآداب الشعبية الکوردية والشعر والغناء الکوردي والموسيقى والآلات الموسيقية الشعبية الکوردية. أما المبحث الثاني فيتناول النظرية الوظيفية والاجتماعية في الدراسات الفولکلورية و الوظيفة الاجتماعية لأغاني العمل الزراعية وانواعها في أربيل.
ومن ثم تليها عينة لأغنية العمل الزراعية ثم ملخص باللغة الانکليزية

الموضوعات الرئيسية


الفصــل الأول

  1. مشکلة البحث :-

 لکل مجتمع من المجتمعات موروثه الشعبي الذي يعتبر احد رکائزه الاجتماعية والذي يميزه عن غيره من الجماعات حتى في البلد الواحد ، إلا ان الوحدة النسبية للسلوک والانماط الفکرية التي تربط بين ارجاء البلد (اقليم کوردستان العراق) ساهمت في وجود نوع من التواصل الإنساني بين الافراد وبين الجماعات ذات السمات والخصائص المشترکة من خلال عملية الابداع وإعادة الإبداع التي يقوم بها الانسان معبراً به عن المجموعة المتجانسة التي يرتبط بها وعن سماتها الجماعية ، وهو ما يمکن ان نسميه الموروث الشعبي .

 إن الموسيقى أحد المحرکات الرئيسة السامية للبشر وهي الصدق والحقيقة التي توجد منذ بدء الخليقة ومن خلالها عرف العالم النظام وتحقق له التوازن وهذا النظام والتوازن بين سعي الانسان البدائي الى الوفاق مع الطبيعة وقواها الخارقة وسعيها الى استرضائها خشية شعوره بالعجز عن مقاومتها ، فکان الفن الذي يتميز بالحس الواقعي معبراً عن الاتجاه المتمثل بحل التناقض الحاصل بين الانسان والطبيعة .

وإن الموسيقى والغناء کجزء من الثقافة وعنصران من عناصره الروحية للمجتمع وهما أحد أوجه الحضارة الإنسانية وما تعتمد عليه الحضارة کمصلحة لحياة الجماعة ضمن ظروف تأريخية وجغرافية ومناخية وقيم وعادات وتقاليد وثيقة الصلة بالفن الموسيقي غناءاً کان أم عزفاً ام رقصاً ، وتختلف وظيفة الموسيقى والغناء في تلبية احتياجات الفرد أو الجماعة ضمن المجتمع اجتماعياً کما تفرضه حياة الناس في بقعة جغرافية معينة وتبعاً لهذا الدور الاجتماعي أو ذلک تتغير النصوص والألحان والإيقاعات وغير ذلک للصيغ والاشکال الفنية المختلفة والى جوار الجانب الجغرافي والمناخي کعامل مؤثر على الدور الاجتماعي للفنون الموسيقية هنالک أيضا العامل الاقتصادي والثقافي والجمالي والنفسي وأن جميع هذه العوامل تؤثر بالتداخل على طبيعة وظيفة الفن الموسيقي في الحياة ودوره الاجتماعي وتأثيره بشکل عام وبالتالي على تنوع بنية اللحن والإيقاع والعناصر الأخرى للموروث والتراث الموسيقي .

وتعتبر الأغنية الفولکلورية الکوردية من أغنى ميادين الفولکلور الکوردي ، من حيث کثرة مواده وانتشاره بسبب تداخله وترابطه بشتى المجالات الحياتية منها حياتها الاجتماعية والعادات والتقاليد والمناسبات والعمل والطقوس الدينية وغيرها وتعد أغاني العمل جزءاً مهما من أنواع الأغاني الفولکلورية الکوردية .

تناولت بعض البحوث والدراسات موضوع الأغنية الشعبية وخاصة أغاني العمل في مجالات مختلفة, ووصف الدراسات لنا وعلى الرغم من ذلک لم يتطرق إليها الباحثون من النواحي الموسيقية وهذا الامر يعد من الدواعي الاساسية التي شجعت الباحث الى ان يتناول هذا الجانب في بحثه لدراسة هذا الموضوع فضلا عن عدم وجود دراسة اکاديمية عن اغاني العمل وحددها الباحث بعنوان (( الخصائص الموسيقية لأغاني العمل في اربيل )) دراسة تحليلية .

  1. اهمية البحث:-

 کان لأغاني العمل حيز مهم في إقليم کوردستان - العراق وخصوصا في محافظة أربيل في القرن الماضي واصبح نادراً في هذا العصر الذي اتسم بالتغيرات الجديدة في کل شيء لذلک ينبغي علينا المحافظة على تراثنا الشعبي لذلک تکمن أهمية البحث في النقاط التالية :-

  1. توثيق نوع من الموروث الغنائي في الاغنية الفولکلورية الکوردية من الناحية الموسيقية وتحديد وظيفة هذه الاغاني في المجتمع الريفي الزراعي في أربيل .
  2. ان هذه الدراسة تلقي الضوء على الاغنية الشعبية في کوردستان وخصوصاً اغاني العمل في اربيل في محاولة لفهم أشکالها واساليبها .
  3. يمکن ان تفيد النتائج المختصين في الموسيقى بشکل عام والباحثين والدارسين في قسم الفنون الموسيقية في کلية الفنون الجميلة وطلبة الدراسات العليا بشکل خاص فضلاً عن المؤسسات الموسيقية والتراثية ذات العلاقة .
  4. إحياء هذا الجانب من التراث الکردي لأنه معرض للزوال والاندثار .
  5. يبرز هذا البحث أن لنا تراث أصيل يدل على عمق تراثنا الکوردي .
  6. هدف البحث :-

الکشف على أهم وأبرز الخصائص الإيقاعية واللحنية لبعض أغاني العمل في محافظة أربيل إقليم کوردستان- العراق .

  1. حدود البحث:-

أ‌-      الحد المکاني :

 انحصرت هذه الدراسة على محافظة أربيل إقليم کوردستان –العراق ،حيث تم اختيارها بصورة قصدية ،وفق عينات مختارة لأغاني العمل المنتشرة في بعض المناطق .

ب‌-    الحد الزماني :

 لا يمکن تحديد البعد الزمني وذلک لقدم الأغاني الفولکلورية وخاصة أغاني العمل حيث يرتبط هذا النوع من الغناء ببدايات حياة الانسان في هذه المنطقة وذلک لکون أغاني العمل هي من أقدم أنواع الفنون الغنائية في التاريخ الإنساني منها ما يعبر عن طقوس دينية لها علاقة مع مفهوم خصوبة الارض مثل أغاني العمل في الحضارة السومرية والحضارة الفرعونية ولکن يمکن أن نحدد الفترة الواقعة بين 1960-1970 (*) حيث کانت هذه الأغاني تؤدى مع ممارسة مختلف الأعمال في المنطقة .

  1. تحديد المصطلحات:-

سيتم تحديد المصطلحات التي وردت في عنوان البحث کالاتي:

  1. الخصائص Properties :

أ‌-      لغوياً

الخصائص :- جمع لکلمة خصيصة وکلمة اختصه افرده به غيره ([1]) ، (والخصيصة : الميزة (معجم المعاني ) شيء ينفرد به هذا الشيء) ، الخصيصة الصفة التي تميز الشيء وتحدده الخصائص وفي مختار الصحاح الخصيصة صفة بالشيء خصوصاً وخصوصية بضم الخاء وفتحها والفتح افصح واختصه بکذا خصه به والخاصة ضد العامة ([2]) .

ب‌-   فلسفياً

صفة لا تنفک عن الشيء وتتميز عن غيره ، ومن مجموع الخواص يتکون الکيف ([3]) .

  1. الموسيقية :

هي مرکب مواهب فطرية طبيعية تضمن امکانية تربية الذوق الموسيقى عند الانسان، وقدرته على الاستجابة الکاملة للموسيقى وتهيئته ليکون موسيقيا محترفاً([4])

  1. الاغاني:

جمع لکلمة (الاغنية) وکلمة اغنية هي ما يترنم به من الکلام الموزون وغيره، وما يترنم من الکلام الموزون الملحن([5]) والاغنية الشعبية هي تلک الاغنية التي ترتبط بمکان وبيئة وجماعة ما من البشر وتتناقل شفاهه من جيل الى اخر ،ان طبيعة الاغنية سواء الکلمات او اللحن تختلف باختلاف البيئة التي تخرج منها ([6]) .

  1. العمل :

هو الطاقة او الجهد الحرکي الذي يبذله الانسان من اجل تحصيل او انتاج ما يودي الى اشباع حاجة معينه محللة ([7]) وانه المجهود الارادي الواعي الذي يستهدف منه الانسان انتاج السلع والخدمات لإشباع حاجاته ([8]) ،وانه نوع من السلوک او النشاط الهادف او صرف الطاقة يسير وفق خطة منتظمة ، ويقتضي القيام بوظائف معينة لتحقيق غرض انتاجي معين([9])، ومن هذا التعريف يتضح لنا ان مجهود الحيوانات او مجهود الانسان بغير هدف لا يعتبر عملا ([10]).

  1. التعريف الاجرائي للباحث(لأغاني العمل) :

أغاني العمل من الأغاني الفولکلورية الکوردية الأصيلة ، تتضمن مواضيع تختص بالزراعة وکيفية المشارکة في عملية الحصاد وجمع المحاصيل الزراعية وأيضا عملية الصيد في المناطق الزراعية وحکايات شعبية وعاطفية تتميز بها أربيل في إقليم کوردستان- العراق .

6. التعريف الإجرائي للباحث (الموسيقى) :

هي لغة التعبير العالمية وهي جزء من حضارة البشر، لکنها لغة ليست منطوقة فقط وإنما منغمة أيضا... قد يظن البعض أنها اکثر من لغة لوجود الموسيقى الشرقية والغربية، وإنما هي لغة واحدة ويأتي الاختلاف فقط من اختلاف الشعوب واختلاف الآلات أيضاً.

 

  1. التعريف الإجرائي للباحث( أربيل ) :

أربيل ( هه ولير ) هي عاصمة اقليم کوردستان العراق ، تقع هذه المدينة في شمال جمهورية العراق وهي رابع اکبر مدينة في العراق بعد بغداد والبصرة والموصل ، ومعظم سکان مدينة اربيل من الاکراد بالإضافة الى اقليات اخرى کالترکمان والاشوريين .

الفصل الثاني

المبحث الأول

1- نبذة تاريخية عن تاريخ مدينة اربيل ((هه ولير))

 يعتبر البعض من العلماء أن مدينة أربيل وإقليم کوردستان کانتا مهداً للبشرية لأن کوردستان تحتضن أکبر دليل على وجود الانسان منذ القدم من خلال کهف شاندر القريب من أربيل والأثار التي وجدتها البعثة الامريکية في ذلک الکهف من بينها الهيکل العظمي لأنسان نيادرتال . (( وقد أکد اولئک العلماء أن تاريخ الحياة في ذلک الکهف يعود الى 60-65الف سنة قبل الميلاد)) ([11] ) . (( وتعتبر أربيل- هه ولير– من اقدم المدن التاريخية في العالم التي مازالت الحياة مستمرة فيها )) ([12]) (( واقدم مدينة في العالم بقيت حتى الان عامرة ما هولة )) ([13]) ((ويرجع بعض المؤرخين بناء المدينة الى (5000) خمسة الاف سنة قبل الميلاد)) ([14] ) ، ((والبعض الاخر يرجعونه الى (4000) اربعة الاف سنة)) ([15] ) . (( ولکن الانسکلوبيديا البريطانية تشير الى ان أجداد السومريين بنوا مدينة اربيل بحدود(6000) ستة الاف سنة قبل الميلاد )) ([16] ) .

 واقدم تسمية لأربيل ، يرجع الى سجلات من عائلة اور السومري (2114-2002) ق.م، وتسمى المدينة بـ ( ئوربلليوم Urbillm ) ويقول : (( من هذه القلعة والاراضي المثمرة من حولها کانت جزءاً من إمبراطورية عائلة أور الثالثة )) ([17] ) وفي فترة حکم السومريين لهذه المدينة کانوا يسمونه ( اوربل ) ، (( ولکن في فترة البابليين والاشوريين کانت لها عدة اسماء (اوربائيل ، اربل ، اربيلو ، اربا ، او اربائيلو ) وتعني الالهة الاربعة )) ([18] ) .

 وهنا يقول د. مولود ابراهيم حسين :

 (( ان اوربل اسم سومري ، وفي قاموس لغتهم (اور) تعني دولة ، مدينة ، معبد ، و (بل) اسم الهة الارض ، وکلها تعني (مدينة الهة الارض) )) ([19] ) . وبعد نزوح السومريين بأتجاه الجنوب (( قاموا بأنشاء مدن بأسم اور –اديرو–اورک ، وقد اقتبسوا اسماء هذه المدن من اوربل))([20] ) . وفي المخطوطات الفارسية القديمة ((جاء اسم مدينة اربيل بـ ( اربيرة )))([21] ).

 ومن خلال نتائج البحوث التي توصل اليها الباحث ( حوزنيموکرياني ) عند اصل کلمة هه ولير يقول : (( اصل کلمة هه ولير تأتي من کلمة ( هه ولير ) او ( خورلير ) بمعنى ( معبد الشمس ) وفي اللهجة الهورامية وهي لهجة کوردية قديمة يلفظون حرف ( هـ) مثل حرف (خ) )) ([22] ) . وهذه الفرضية تتفق مع مبادئ الديانة الزرادشتية وهي ديانة کوردية قديمة وذلک بسبب ان الديانة الزرادشتية تعتبر النار رمزا مقدسا . وقبلهم کانت هناک ديانات تقدس (الشمس) .

 ((وفي القرن الثاني قبل الميلاد کانوا يسمونها ،( حدياب )))([23] ) ، أي کانت امارة من امارات الدولة الفارسية ، (( بعد ان استطاع الفرس السيطرة على السلوقيين ، مثل امارات (رها، تدمر ، شنکار ، الحضر و حدياب ) وکانت اربيل من اهم مدن امارة حدياب ))([24] ) . وفي عام (226) م وقعت اربيل تحت السلطة الساسانية ، ايام حکم اردشير الساساني ، وفي عام 612م انسحب الساسانيون من منطقة المدائن واربيل ، خوفا من حملات الجيش الاسلامي ، عام (12هـ) (( وفي ايام الخليفة (عمر بن الخطاب ) وبأمرة ( عقبة بن فرقد ) وصل الجيش الاسلامي الى المنطقة ووقعت على اثره اربيل ونينوى واغلب المناطق المحيطة بهما تحت علم الدولة الاسلامية )) ([25] ).

 ومن الجدير بالإشارة ان کثيراً من الامم واللغات والديانات لا تتسلم السلطة وإنما أهلها هم الذين يستلمون السلطة في هذه المدينة ، ولکل منها تأريخها وعصرها الجلي ، وهذا دليل على اصالة وصمود وقدم هذا الشعب وهذه المدينة وهذا البلد ، وهذا سبب بقاء المدينة مأهولة حتى الان ، ومحافظة على اسمها مثلما کان . وبعد انتشار الدين الاسلامي في کوردستان کان الکتاب العرب يسمون المدينة بـ (أربيل) ولکن في اللغة الکوردية ، ومنذ قديم الزمان يسمونه ( هه ولير) ، واليوم هه ولير مدينة کبيرة ومشهورة وهي عاصمة کوردستان العراق .

2- العادات والتقاليد والمعتقدات الشعبية الکوردية

لجأ الانسان ومنذ القدم الى العديد من العادات والتقاليد وحافظ عليها کالأخلاق المقدسة مؤمنا بممارستها ، والمجتمع الکوردي ايضا لم يکن بعيدا عن هذا المجال منذ بداية التأريخ بل يملک قسطا منها ، التي بقيت حية جيلا بعد جيل مقلدينها ومعبرين عنها بأشکال متنوعة ، لکن هذه الامور تمارس بقلة وتعرضت للنسيان هذه الايام ، وان کانت متبقية فهي تمثل في إطار فولکلوري . فعلى اية حال فهي الى الان تمارس عند القرويين ويؤمنون بها کثيرا. فإذا حللنا العادات والتقاليد الشعبية علمياً وبحثنا فيها بشکل دقيق نجد فيها معاني وافکاراً قيمة . (( وتمثل العادات والتقاليد والمعتقدات الشعبة الکوردية جزءاً کبيراً من شخصية المجتمع الکوردي فهي تعبير عن روحه وصفاته بشکل واضح ، وکونت بدورها تراثا غنيا ، رغم ان الأکراد قد تأثروا وأثروا بالمجتمعات والاقوام المجاورة لهم )) ([26] ).

 (( وقد نشأت هذه العادات والتقاليد المجاورة لهم وأنتشرت بشکل کبير في کل العصور وترجع الى الديانات القديمة التي انتجت من التجارب والحوادث العديدة ))([27] ) ومن هنا علينا ان نشير الى ان ليس کل العادات والتقاليد الشعبية الکوردية مفيدة وملائمة في کل عصر ودور کما اشار اليه المؤلف (سمو) لأن هناک العديد منها فيها نوع من القهر بالنسبة لأفراد الشعب ومنها نابعة من معتقدات خرافية .

 ((وقد کان رأي العالم ( جورج سباين ) ينطبق على ان المجتمع الکوردي وتراثه التقليدي المحتفظ به في القرى والمدن ومنذ القدم ولحد الان ، فالکتل البشرية الساکنة في ارجاء کوردستان الواسعة بحدودها الطبيعية تشکل بمجموعها الشعب الکوردي وتتصف تلک المجموعات البشرية في وحداتها الاجتماعية المحلية مهما قرب بعضها او ابتعدت من حيث المسافة او الدائرة الميکانيکية ذاتها أي – الشعب الکوردي– في جميع ارجاء کوردستان له نفس المزايا والخصائص والعادات والتقاليد))([28] )

فعلى سبيل المثال العادات والتقاليد التي تمارس في الاعياد القومية والدينية متشابهة في اغلب ارجاء کوردستان ، فمن اعظم الاعياد القومية الکوردية هو عيد النوروز ، فمنذ القدم نوروز عند الکورد بمثابة رمز مألوف مرتبط بالشعب وارض کوردستان الذي دخل الى اعماق وعقول افراد الشعب وهو في اليوم الاول من شهر اذار في التقويم الکوردي واول يوم لفصل الربيع الذي هو فصل الولادة والانبعاث بعد انتهاء فصل الشتاء القاسي ، وکعادة شعبية عند کل الشعب الکوردي توقد النيران على قمم الجبال وداخل القرى والمدن .

 ومن العادات الشعبية الاخرى التي تمارس في کوردستان العراق العادات المتعلقة بدورة الحياة کالميلاد والحمل ووضع الوليد ، فأحدى العادات التي تمارس في الطقوس هي الايام الاولى في حياة الوليد على سبيل المثال (( وهي عمل (حتحتوکة) وهي عبارة عن شکل مصنوع من قطعة قماش مخيط على شکل کيس مثلث صغير ذي رائحة طيبة ويعلق بأمهاد الاطفال لأعتقاد الناس أن الطفل لا يصاب بأمراض بسبب شمه لهذه العطور السبعة لکي لا يصابون بأمراض وذلک يحدث نتيجة شمهم لروائح متنوعة ربما تؤثر على جهازهم التنفسي، فـــ(الحتحتوکة) تحتوي على مجموعة روائح من سبعة ورود تسمى بـــ (ميخه ک وکوله باخ وريحان وسميلورازيانه و نعناوورشکه ) فتجفف هذه الورود جيدا ومن ثم تطحن وتمزج مع بعضها ، وبعد ذلک توضع في کيس مصنوع من اقمشة ملونة ))([29] ) .

فالمعتقدات والعادات الشعبية بدورها تحدد مدى المستوى الثقافي للأفراد وتکون بمثابة تعبير عن المضامين الفکرية العميقة في الفکر الشعبي الاجتماعي الذي يعبر عن روح الشعب، ومن خلال ذلک يرى الباحث ان التراث الشعبي الکوردي تراث اصيل زاخر بالمواقف الانسانية النابعة من خلجات افراده.

(( وعندما نقوم بدراسة عن شعب ما ... لا يصح اغفال الجانب النفسي لهذا الشعب . فمن المؤکد ان لدى کل شعب (روحه الوطنية) ، أي مجموع الملامح التي تميزه عن الشعوب الاخرى او تقربه منها ومع ذلک ودون ان ننکر وجود (ملامح ثابتة) في خصال وطباع شعب ما ، والتي هي حصيلة ماضيه وظروف حياته الراهنة )) ([30] ) .

(( أما في الحياة الواقعية فقد ترکزت الافکار السحرية عن الموسيقى حول شفاء الجسد والروح ، فأناشيد التهليل والابتهاج کانت اصلا اغاني للتطبيب تحمل ملامح قوية من الطقوس الشامانية ( وهم سحرة اواسط اسيا ) وقد امتد اثر هذه الافکار الى عصر متأخر حتى ان اثينايوس النحوي الذي عاش في القرن الثاني قبل الميلاد ليؤکد لقرائه جادا ان وسيلة التخلص من نوبات مرض النسا ( عرق النسا ) هي عزف المزامير في مقام الفريجياني فوق الاجزاء المصابة . أما ارسطو فهو اقرب الى المنطق ، إذ يروي ان الاشخاص الذين يکونون في حالة انجذاب ديني او تهيج عصبي يمکن اعادتهم الى حالتهم الطبيعية بواسطة انغام تختار بعناية ، وهو في هذا يتفق مع نظريات الطب الحديثة ))([31] ) .

(( تلک المعتقدات هي ان تفسر لماذا ظهر المؤلف الموسيقي الکريتي ثاليتاس الى جانب ليکورج مشروع اسبرطة في القرن التاسع ، وهي التي تفسر کذلک لماذا نصح عراف دلف للأسبرطين في فترة القلق التي سادت حوالي سنة 650 ق . م . بأن يعينوا ( ترباندار ) الموسيقي لکي تهدئ الحانة المدينة ، فالشر والخير والنظام والفوضى کلها کانت تعتمد على الموسيقى في اعتقادهم )) ([32] ) .

(( وللوشم وظائف جمالية خصوصا بالنسبة للمرأة التي کانت تزين يدها او شفتها السفلى حتى الذقن او خديها ، فتزيدها هذه التزينات جاذبية اضافية ، وتحل تلک الرسوم بذلک، محل الشامات والحلي والاساور والخلاخل ، اما دلالات الوشم للرجل فکانت ذات معان مختلفة تماما . وقد يکون للوشم وظيفة سحرية او علاجية (کالشفاء من الامراض) . والظاهر ان الوشم امتزج مع اعادة التزين بالحنة ... فکانت يد العروس تزخرف بها عادة ايام الزفاف ، او ان الفتيات کن يتزين بها ايام الاعياد ، الا ان اثرها سريع الزوال ، ولا يدوم سوى ايام معدودات )) ([33] ). فرغبة التزين رغبة فطرية لدى الانسان خصوصا عند المرأة التي استنبطت خاماتها من بيئتها المحلية من خلال التجارب والخبرات المتوارثة المتناقلة .

 فمن خلال العادات والمعتقدات الشعبية الکوردية نتمکن ان نفهم جزءا من ماضي الشعب الکوردي بما تضمه من الافکار والثقافة الشعبية وثمارها الذهنية والروحية ، کذلک اصالتها وعمق امتداداتها التأريخية فهذه العادات والمعتقدات لها جذور اجتماعية واقتصادية وذات صلة وثيقة بالصراعات الجدلية مع البيئة المحلية النابعة منها سواء أکانت بيئة طبيعية او بيئة ثقافية ذات رؤى انسانية مختلفة .

 ان للأکراد جانبين يحيطان بحياتهم ، الجانب الاول هو المقومات الاجتماعية التي لا يمکن لأي عامل خارجي التأثير عليها ، اما الجانب الاخر والمتصل بتقديم الانسانية والحضارة من الناحية العلمية ، فهو ان الشعب الکوردي سباق لأقتباس الشيء النافع في مبادئ الحضارة من مختلف نواحيها ، وهکذا فان الشعب الکوردي ککل امة اخرى لها خصائص ومميزات يتفرد بها ، وخصائص ومظاهر اجتماعية اخرى تشترک في اصولها بالدرجة الاساس الشعوب المجاورة ومع المجتمعات الانسانية الاخرى . وکذلک کان للعامل الجغرافي اثر کبير من حيث انغلاقه وانفتاحه على العادات والمعتقدات الشعبية الکوردية، فأنغلاق بيئته الطبيعية في فترة من فترات حياته کان لها تأثير على ثبات افکاره ، والعکس صحيح .

 (( فحسب الظروف التي عاشها الاکراد ، کانت هنالک امور کثيرة بعيده المنال حتى السنوات الاخيرة في الاستخدامات ، فقد کان من النادر ان تتواجد مستشفى او مکان للتداوي والعلاج يکون قريبا من القرى الکوردية ... فلهذا السبب لجأ الانسان الکوردي منذ القدم الى إکتشاف الادوية من خلال تجاربهم الحياتية اليومية من النباتات والعناصر الطبيعية فکانوا يستفيدون منها الى حد بعيد، خاصة لبعض الامراض والجروح والالام الفجائية ))([34] ). فمنذ الازمنة الغابرة وشعبنا الکوردي کأي شعب حي في هذا العالم کان يبحث عن وسيلة کي تمکنه من علاج جروحه وامراضه وتنجيه من الالام والموت .

 ((فبصدد هذا ودون شک تم اکتشاف حشائش ونباتات متنوعة في کوردستان تم استخدامها کدواء .. وعلى الرغم من انه قد يکون عملا بسيطا وسهلا من حيث المظهر لکن اذا تم البحث فيه خاصة عند المختصين والکيميائيين فيبدو مهما جدا في جوهرة ، فتتضح مهارة الانسان الکوردي من جانب الاستعمال ووسيلة الانتاج ))([35] ) .

 

أ- الأداب الشعبية الکوردية :

 في أي عصر وفي أي مرحلة من مراحل خصوصياتها ، (( فالتغير ونشوء المعيشة والحضارة الانسانية کافة متلازمان لمرحلتهما ، کما نعلم فأن الادب الحقيقي هو مرآة الايام والعصور ، وأدب الشعب الکوردي هو فلولکلوره ، فمن النادر ايجاد أدب التاريخ القديم ومدون في الحقيبة الثقافية للکورد . فالفولکلور هو المرآة التي نشاهد من خلالها طول قامة ماضينا بنوره وظلماته )) ([36] ) .

 وادب الشعب الکوردي هو تعبير عن انفعال عاطفي وفکري للشعب الکوردي واللغة الکوردية العامية هي لغة التعبير ، والاشخاص الذين ينطقون بها هم الذين لم يتعلموا ولم تصل اليهم الثقافة، والادب الشعبي الکوردي بدوره يعکس البيئة الاجتماعية والفکرية للشعب الکوردي الذي تناقلته الاجيال شفاهيا ويمثل خاصية العصر الذي عاشوا فيه ، فأدبه الشعبي يعبر عن صموده وآماله ، فهو وسيلة للتعبير عما يکمن بداخله، فهو سجل يومي لصفحات التأريخ وملتصق بهموم وافراح الشعب . ان ادبنا الفولکلوري وليد افکار ابائنا واجدادنا الذي يفوح برائحتهم ، فمن لا يهتم بأمته وتأريخه ، يکون مقصرا بالاهتمام بماضيه وبحاضره ومستقبله ، فهو بمثابة تعبير عن شعبنا الذي ابدعه وکذلک يعبر عن الاحداث التاريخية والوقائع الاجتماعية ، وهو اما
ان يکون ذا صيغ واقعية او يحول الوقائع الى رموز فيکون خطابا ذا دلالات ورموز ملائمة لظروفه التاريخية والاجتماعية . (( واذا أردنا ان نتکلم عن الادب الکوردي نستطيع ان نقول بان الادب الکوردي يمتلک مکانة بارزة لا تقل قيمتها عن قيمة اداب الشعوب الاخرى وانه يتقدم في مسيرته جنبا الى جنب معها متأثرا بها . فالادب الکوردي بکافة فروعه التي تضم الشعر الشعبي والحکاية والقصة والمسرح والنثر والنقد وغيرها کان في خدمة الامة الکوردية بشکل فاعل)) ([37] ) .

 يرى الباحث الادب الشعبي الکوردي دورا هاما في الحفاظ على انتماء افراد شعبنا لتاريخ امتهم ، فالعودة الى الماضي لا يعني السکن فيه والترکيز عليه ، ولکن الماضي بمثابة ذاکرة للعلاقة الفکرية بينه وبين الحاضر ، فبدراسة ادابنا الشعبية نتعرف على الحياة الذهنية والروحية لأسلافنـا ، فأن الماضـي ليـس شيئـا خياليـا ، فالاحـداث والملاحـم والحکايـات الشعبيـة والفــروع الاخرى من آدابنا الشعبية هي جزء لا يتجزأ من واقع حياة الشعب الکوردي وتاريخه فهو نابع من صميم الحياة اليومية لأفراده . (( فمنذ الازمنة الغابرة حين لم تظهر اجهزة الراديو والتلفزيون على وجه العالم کانت ليالي الشتاء الطويلة واوقات الفراغ في کوردستان کانت تقضي بفعاليات عديدة ومتنوعة ومشوقة فکانت تتضمن الالعاب الشعبية المتنوعة وسرد القصص والحکايات والحوادث المثيرة والاغاني الشعبية الجميلة )) ([38] ) . والمحتوى الفکري لمواضيعها کان حول التضحية وقصص البطولة والحب والکرم التي کانت بمثابة تعلم لدروس الحياة والتسلية ايضا ، أي ان للأداب الشعبية الکوردية وظائف عديدة أهمها الوظيفة الثقافية والقومية وهي نابعة عن وجدان شعبنا ، وبدوره يحافظ على التراث الشعبي وعلى مزاياه وامجاده في مراحل معينة .

 على مدى تاريخ الشعب الکوردي، فأن أي حادث سياسي او تاريخي مهم، او أي حادث اجتماعي متميز، أو أي قصص حب سواء کانت تراجيدية او کوميدية او احداث تجلب الانتباه في أي جزء من کوردستان،((فأن الراوي غير معروف وغير متعلم يقوم بالتعبير عنه وينظمه على شکل اوزان ومقاطع بلغة بسيطة وبليغة واصيلة وواضحة وبشکل ملخص،فيقوم بنسج هذه

الکلمات منتجا منسوج جميل خاص يسمى بـ ( البيت ) )) ([39] ) . فالادب الشعبي الکوردي يجمع من افواه الشعب جمعا ميدانيا في فترة معينة وبيئة معينة وبلهجته المتميزة دون التعرف على مؤلفه لکونه منصهر في شخصية الشعب مع مرور الزمن . والشعب الکوردي کباقي شعوب العالم يمتلک لغته الخاصة التي تعبر بها عن مشاعره واحساسه الا وهي اللغة الکوردية العامية البسيطة التي تنقسم الى عدة لهجات مختلفة کاللهجة السورانية والهورامية واللورية والبهدينانية... وغيرها، بذلک فان الادب الشعبي الکوردي يحمل طابع بيئة وملامحها وکذلک فأن لغته تتطور بتطور المجتمع وتتفاعل بتفاعله مع لغات الشعوب المجاورة له .

 (( ولکون الشعب الکوردي شعب قديم يتميز بطبيعة خلابة ويمتلک ماضيا زاخرا بالحوادث المتنوعة ، ذلک يجعله ان يمتلک ثروة ادبية عظيمة ، ومن الجدير بالافتخار بأن المستشرقين ومن بينهم الذين تعرفوا على الاکراد جمعوا ونشروا انماطا عديدة من الفولکلور الکوردي))([40]). ومن هؤلاء المستشرقين (مينورسکي) فبحوثه تعتبر ثروة مهمة للشعب الکوردي فقد کتب (( بأن الادب الشعبي للأکراد غني جدا ، حيث يتضمن حکايات وعادات وتقاليد قومية وکثيراً من الاغاني والبطولات على وجه الارض بطولة الدفاع عن (قلعة دم دم) التي تقع جنوب (ورمي) بالقرب من نهر رواندوز)) ([41] ) .

 کما کتب مستشرق اخر وهو (فاسيلي نيکيتين) (*) يقول (( بأن الادب الفولکلوري الکوردي بدون ادنى شک يعتبر من احد الاداب الفولکلورية الغنوية في العالم وسبب ذلک يعود الى ان کوردستان هي احدى الامهاد الاولى للحضارة الانسانية ، وکذلک وجود لهجات مختلفة في اللغة الکوردية ايضا ادت الى هذا الغنى والتوسع ، هذا بالرغم من طبيعة ارضها التي تمر بالاف من المناظر المتميزة في فصول السنة التي أثرت تأثيرا کبيرا على آدابه لکي تتوسع بهذا الشکل
والغنى ))([42] ) . فهي ذات سمة قومية متميزة وفريدة والآداب الشعبية الکوردية تختلط فيها التجارب فکلما تقدم الزمن ترکت اثارها عليه ، وتنوعت الوانها وعناوينها فأصبحت الداعمة الصادقة التي تفصح اصالة الشعب الکوردي في أي زمان ومکان وأصبحت الوعاء الذي يحتوي مکونات الوعي التاريخي للشعب من الفکر والعلم والفلسفة فالأدب الشعبي الکوردي يشکل بدوره عنوان بقاء الشعب في وجه التحديات ويساهم في تکوين بنية المجتمع والحفاظ على قيمته الفکرية التي هي جزء من التکوين الثقافي والتراثي والبيئي للشعب الکوردي في معظم الاحيان .

 (( ولتعدد الأديان وتنوعها من اسلامية ومسيحية والأيزيدية والکاکية واصل الحق والزرادشتية(*) فتنوع الادب الشعبي الکوردي وکان مرأة تعکس کافة وجوه تأريخ الشعب من الشؤون الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والنفسية والوطنية ، أي انه ناتج لجهود مخيلة الشعب لألاف السنين )) ([43] ) . والآداب الشعبية الکوردية تنقسم الى عدة انواع منها : (الامثال والحکاية والقصة الشعبية والسيرة الشعبية والحکايات الخرافية والشعر والغناء الشعبي) .

ب- الشعر والغناء الشعبي الکوردي :

إعتاد الانسان الکوردي منذ القدم ان يعبر عن احاسيسه واماله وافکاره عن طريق النغم والايقاع، لذلک نرى افراده يحفظون الکثير من الشعر الشعبي لأنه يخاطب احاسيسهم وهو محرک مهم لأثارة عواطفهم وطريقة تفکيرهم وکأنه يعبر عن کل واحد منهم . ((فأذا راجعنا تاريخ الامة الکوردية يتضح لنا بأنها من يوم احيائها ونشأتها کانت واقعة في احضان الاحداث والکوارث، ومما لاشک فيه ان البيئة هي اقوى واهم مؤثر على الانسان، فتلک المؤثرات إنعکست في احساس الامة وعواطفها ، ولکون الشاعر شخص ذو حس مرهف. فعليه يکون اکثر تأثيرا بها، فهي بدورها تحرک احاسيسه وتجعله يخرج ما هو کامن في خلجاته النفسية من الاحاسيس والعواطف ويعبر عنها))([44] ). فالشاعر الشعبي الکوردي عن طريق شعره يسجل الکثير من العادات والتقاليد والحياة الاجتماعية وجمال طبيعة کوردستان وغيرها وبذلک نرى بان الشعر الشعبي الکوردي استطاع ان يکون جزءا مهما من تاريخ هذا الشعب بالرغم مما طرأ عليه من تغيرات وتبدلات من حيث المظهر وترتيب المفردات ، ولکن مضامينه بقيت کما هي في اغلب الاحيان ، فهو يجري على السنة افراد الشعب الکوردي ويتناقل من جيل الى جيل ، فبمرور الزمن تنصهر شخصية الشاعر والمغني الشعبي داخل شخصية الشعب کونه يستخدم اللهجة الاکثر شيوعا في البيئة وذلک لسهولة حفظها وفهمها .

 (( فالشاعر في أي عصر واي زمان يعتبر مراسلا على الاخص الشاعر ذو الموقف النبيل فهو بدوره يکون مسؤولا اتجاه التاريخ وشعبه ... فالتوعية اتجاه الوطن والتوجيه نحو طريق النجاة هي بمثابة اقدس واجبات الشاعر )) ([45] ) . والشاعر الکوردي يکون في اغلب الاحيان شخصا بسيطا ، فهو يغني بعواطفه ، فيکون في اکثر الاوقات نابعاً من روح مستمعيه . کما کتب المستشرق (ابو فيان) (*) (( ان الروح الشاعرية تکمن في اعماق کل کوردي حتى عند الشيوخ الاميين ، فأنهم جميعا يمتلکون القدرة والموهبة في الغناء وهم يغنون ببساطة وهدوء، يغنون لوديانهم وجبالهم وشلالاتهم وانهارهم ودورهم واسلحتهم ، وهم يغنون لشجاعة وجمال بناتهم ونسائهم وکل ذلک في اعماق مشاعرهم وانفسهم . ان الشعر الشعبي الکوردي کباقي انماط التراث الشعبي مؤلفه مجهول ، وهو زاخر بالمفردات المتداولة يوميا ويدخل في تفاصيل الحياة البسيطة اليومية ، فيکون بمثابة سجل يومي لصفحات تاريخ الشعب الکوردي)) ([46] ) .

 ويرى الباحث ان للعادات وللتقاليد الشعبية اثراً بارزاً جدا في الشعر الشعبي الکوردي ، فمن هذه العادات عادة الرحلة من منطقة (کرميان) الى منطقة (کويستان) أي (المناطق الجبلية) حيث تقوم القبائل الرعوية في اربيل بهذه الرحلة ، فهذا التجوال کان يؤدي الى حدوث تغيرات کثيرة في حياتهم اليومية ، فمن المواضيع التي استلهمها الشاعر الشعبي هو فراق الحبيبين الذي اصبح بدوره مادة ومرجعا مهما له وانعکس في اشعاره بحيث ادى الى ظهور نمط خاص من الشعر الشعبي الا وهو شعر الراعي فعلى سبيل المثال :

(( شوانى هو شوانى

... آيها الراعي ...

شوانى ره نجه رو

... يالِتعاسة حَظِّکَ ...

بستيک مندال بووم ، مه يلم دابه تو

 ... کنتُ طفلاً صغيراً وأخترتُ الرَعْية ...

حه فت سال شوان بووم ، له لاىحه سه ن خان

... عملتُ راعياً لسبع سنوات لدى حسن خان ...

کاوريکىدا بيم به هه قى شوان )) ([47] ) .

... وأهداني خروفاً جزاءً لعملي ...

وللشعر الکوردي الوان متعددة دينية وشعبية ووطنية تعبر عن الوعي ازاء قضايا الوطن والشعب المصيرية والقضايا السياسية القومية . (( ومن المواضيع الاجتماعية ايضا لون اخر للشعر الکوردي الذي يحتوي على مختلف المناسبات العائلية من مراسيم الزواج والمأتم واغاني الاطفال وغيرها وهناک لون اخر وهو شعر الغزل وينقسم الى فروع وانواع لاتعد ولا تحصى منها: ملاحم شعرية ، حوار شعري بين الحبيبين، تراجيدية، الاوبريت الغنائي، الرقص والقصة مع الغناء يتناوب في غنائها عدة مغنيين شعبيين او کورس شعبي مع استعمال الآلات الموسيقية البسيطة )) ([48] ) . وهناک مواضيع اجتماعية تعبر عن المناسبات وهناک غناء مع الطقوس الدينية الخاصة (( ومع الفعاليات الزراعية التي هي احد اسباب تطور الغناء ، اصبحت اکثر انعکاسا في ظروف المجتمع الکوردي ، لذلک فأن العديد من المختصين في هذا المجال کان رأيهم بأن اقدم الاغاني هي اغنية الراعي لانهم يرون بأن الرعي اقدم من الزراعة )) ([49] ) .

 ان المرء يذهل کيف استطاع الاکراد ان يتناقلوا مقطوعاتهم الشعرية بهذه الدقة والجودة. زمن اغاني العمل هي :

(( هه ى نه رمه رنه رمه

... يا أيتها الملمس الناعم ...

هاوينان جه نده که رمه

... کم هي شدة الحرِّ في الصيف ...

زستانان شه خته و سه رمه

... والشتاءُ بارد وقارص ...

هاتم نه رمى رامووسم

... جئت لأٌقبلُّ الفتاة ذات الملمس الناعِمْ ...

کيزولى عه يب وشه رمه )) ([50] ) .

... فهل هذا هو عَمَلٌ معيبٌ ومخجلْ ؟ ...

ان العمل الشعبي والجماعي لا يوحد السواعد معها فحسب بل انه يعرض المواهب معا ايضا، فعلى سبيل المثال في عملية الحصاد تکون السواعد لها هدف واحد ، فالنفوس کلها معا تحتاج الى نوع من الأداب کالغناء لکي تکون وسيلة للتعبير عن احساسهم .... لأن مخيلة وموهبة الجماعة اکثر واوسع من مخيلة وموهبة الفرد الواحد ، (( فلا بد ان تکون هناک قوة لا شعورية طبيعية تخلق حفلا ارتجاليا وعفويا بين الاصوات المتفاوتة من حيث المضمون الذي ينظم وحده الموضوع ، ومن حيث الشکل تکرر عدة مفردات للحفاظ على الايقاع وانسجام اللحن مع اسلوب نوع العمل ففي نهاية الحصاد الناتج يکون المحصود والنص ، فالمحصود يکون نتاج الايدي المتحدة ، والنص نتاج المواهب المتحدة، فهذا قرار الطبيعة التي تقررها حسب سلطتها على إحيائها)) ([51] ) . وهکذا نرى بأن الشخص الموهوب يصهر شخصيته واسمه وعنوانه داخل تلک النشاطات الجماعية ، ولن يبقى له أي اثر وذلک بسبب انتقاله الى شخص اخر والى جماعة اخرى مع ظهور واخفاء الکثير من خصوصيته .

 فالأغنية الشعبية الکوردية (( هي الاغنية التي يغنيها الشعب ، لکن ليس بالضرورة ان يکون الشعب خالقها ، فمبدعها شخص مجهول غالبا لأسباب مختلفة ، استطاع بحسه المرهف ، ان يقيس النبض الشعبي لذا ذابت اغنيته في الفولکلور وکتب لها الخلود بعد ان حفظتها الذکريات من جيل الى جيل ... وتتکون الاغنية الشعبية من عنصرين هما النص الشعري واللحن الموسيقي على حد سواء وهي ترتبط بظروف الحياة التي يعيشها الانسان الکوردي ومعتقداته ، وتقوم بدور المساعد للناس في اوقات الضيق ، وهي وسيلة من وسائل المرح والبهجة التي تعينهم على انجاز اعمالهم الصعبة ، ويجدون فيها منفسا لعواطفهم ومشاعرهم )) ([52] ) .ويرى الباحث ان ظاهرة التقدم ادت الى ابعاد الانسان عن امور جميلة کانت تشغل باله في اوقات فراغه في الايام الماضية ، فکما للتکنولوجيا نواحي ايجابية وسلبية، فأن للتراث الشعبي نواحي ايجابية وسلبية ايضا . فالإنسان کان يعبر عن يومياته بطرق متنوعة ، وبعد تراکمها بمرور الزمن تحولت الى ثروة تراثية هائلة احبها الشعب .

 (( فالغناء الشعبي الکوردي يعرض لنا صورة لطبيعة وطننا ، رقرقة الماء وکثافة الغابات، وامطار الربيع ، والعيون ، والينابيع ، والجبال الشاهقة ، وانواع النباتات الطبيعية الاخرى ... أن الاغاني الشعبية الکوردية بسيطة تستمد مادتها من الکلام المتداول بين الناس اکثر من الناحية الجمالية والبلاغية فهي زاخرة بالتشبيهات الجميلة فنراها اکثر تنظيما من ادبنا الکلاسيکي في القرن التاسع عشر فهي تحتوي على تصوير القامة وتشبيهها بالناي والشجرة (جنار) واللبلاب وتشبيه الاسنان باللؤلؤ والشعر بظلام الليل والحواجب والرموش بالقوس والسهام))([53]) وتظهر عند الشعب الکوردي اغاني الدبکات بکثرة في اوقات الفرح، وجذور هذه الاغاني يرجع الى مصدر تاريخي قديم مرتبط بالمعيشة والبيئة والمعتقدات والعادات والتقاليد الشعبية ، ((فهنالک
 اغاني الدبکات التي لها ايقاع منسجم وهارموني مع الدبکة وهي منظمة على شکل الحان وفي بعض الاحيان تحتوي على صيحات کي تخلق جوا معينا للأشخاص المشارکين في الدبکة))([54]).

 أي ان الانسان الکوردي في اغانيه واشعاره الشعبية يعبر عن امنياته المنبعثة عن الحياة اليومية التي لا تختلف عن اماني الناس الذين يعيشون مرحلته الاجتماعية خصوصا في اغاني الدبکات التي تعتبر ارثا غنيا للشعب الکوردي.

 فالغناء والشعر الشعبي الکوردي عبارة عن (( خزين للأثار ومرکز لقاء العشاق وهو يحي اسماء القرى والمدن والاماکن الاخرى )) ([55] ) . فهنالک الکثير من الاغاني والاشعار الشعبية التي تذکر انواع الازياء الشعبية الکوردية.

 ومن الجدير بالذکر أن هنالک بعضا من الشعر والاغاني الشعبية له سمات خاصة تنشط في مناطق معينة من کوردستان ومنها (( حيران وهو اسم احد هذه الانماط الشعرية الشعبية التي الفت بلهجة کرمانج الجنوبية ، خصوصا السوراني في مناطق سهول اربيل وغرب کوية وخوشناوتي وتمتد حتى رواندوز الى ان تصل الى مهابات ، فهو منتشر بشکل واسع عند العشائر الذين يسکنون في السهول )) ([56] ) .

ج- الموسيقى والآلات الموسيقية الشعبية الکوردية :

عندما نريد التعرف على أي شعب من الشعوب علينا ان نستمع الى موسيقاهم واغانيهم ، ((لأن الموسيقى والغناء هما سجلان حيان لطاقات الانسان التعبيرية تلک التعابير التي يعجز الانسان ان يعبر عنها بلسانه او عن طريق حرکاته الرمزية ، وذلک فأن الموسيقى الشعبية الکوردية هي فن اصيل وهي ذلک التعبير الفطري الذي لجأ اليه الفنان الشعبي الکوردي لکي يعبر عّما يکمن بداخله من العواطف والاحاسيس المترسبة ))([57] ). ولا يستطيع أي احد ان ينکر تلک الحقيقة بأن الشعب
الکوردي منذ الازمنة القديمة کان يملک العديد من الادوات الموسيقية الاصيلة من (( ده هول (طبل) وزورنا (بوق) وقام بأستعمالهما ومن حقه ان تکون الالة الموسيقية الاصيلة )) ([58] ) .

 وقد کشف بعض الاثاريين القدماء ومنها قاموس الفن في ايران الحالية واراضي الشعوب المجاورة لها قد بينت ليومنا هذا بأن رابطة القرابة الفنية والقاموسية لکافة تلک المناطق متشابهة وتلک الآلات والمقامات الموسيقية التي کان لها دورها في جغرافية ايران القديمة في تلک الايام البعيدة مازالت متشابهة ، (( فشعوب تلک المنطقة والابعد منهم ايضا يستخدمونها الى الان ، فحتى تسمياتهم باقية کما کانت ، فمن تلک الالات مثل ( جه نکـ ( القيثارة) ، بلوير (ناي) دة هول (طبل) ، سوورناى (بوق) ، که ره ناى ، زه نکـ (زنج) ) ، والمقامات هي (راست ئه ده ، زهنکوله ) ره هاوى ، دوکا ، سيمکـ ، جوارکا ، بينجکا ، شه ش کا وغيرها ، مازالت اسماؤها کما هي في ابعد مدى من غرب الدول العربية کتونس والجزائر الى شرق بلاد الصين وهذه الحالة طبيعية طالما امتدت بها الحياة ، والتأثير تمثلان حرکة جدلية واسعة في تاريخ الفنون على اختلاف اصنافها ، فالموسيقى الشعبية الکوردية تعبير عن الاحاسيس المترسبة والمستنبطة من بيئتها الحياتية ومن الحضارات القديمة وحضارة الشعب الکوردي العريقة )) ([59] ) .

 فالحضارة والمراحل الموسيقية الايرانية القديمة ((اصبحت قاموسا مشترکا بين شعوب المنطقة واصبحت جزءا من قاموسهم ، فکل واحد منهم استنبط منه حصته . ففي الحقيقة ان ظاهرة تقسيم التراث المشترک بين شعوب المنطقة ، لا يشمل الناحية الموسيقية فقط بل من الممکن ان يشترک في امور اخرى کثيرة فمنها الملاحم والامثال والاساطير الشعبية ايضا )) ([60] ) .

 ويرى الباحث الابداعات الشعبية اغلبيتها کانت من خاصية المبدع الفرد فمع مرور الزمن انصهرت شخصيته داخل شخصية الشعب واندثرت فيها وذلک اصبحت خطابا تواصليا عبر الاجيال، ولذا فأن الکشف عن تاريخ الموسيقى الشعبية الکوردية هو بمثابة الکشف عن عدة نواحي لمراحل حياة الشعب الکوردي واثبات تراثه کي يدوم خطابه الفکري ويبني تاريخه الجدير عليه ليبقى صامدا بوجه اعدائه .

 (( وترتبط هذه الحقائق بالظروف ومستوى القدم وضغوط الامبراطوريات الکبيرة التي حولت ارضنا على الدوام الى ميدان معرکة واحدثوا عشرات بل مئات النکسات على شعبنا ، وداسوا علينا وخربوا علينا الامن والاستقرار ، فمع کل هذه الامور ظهر في شعبنا العشرات من الفنانين العباقرة فعلى سبيل المثال ( داسنى : هو عمر بن خضر زادة جمال الدين ابو سعيد الکوردي المغنى ، وأربلى : هو بدر الدين محمد علي بن احمد الاربلي وغيرهم ... فالمستشرق الروسي (ئوربيللي ) قد کتب بأن الکورد تأثروا تأثيرا واسعا جدا بمثقفين من الشرق فأفلت العديد من ابنائه بأسماء من (الفرس والترک والعرب والارمن ) بصفات الشاعر والموسيقى والمقاتل) التي تزين تاريخ العديد من الشعوب الاخرى )) ([61] ) .

 فالفرد الکوردي يتفاعل مع مقتضيات بيئته فو يحمل طابعها ويلتقط موضوعاته منها، وبمرور الزمن تنصهر شخصيته في شخصية الجماعة التي يعيش معها ، وبدوره يصبح احد عوامل نشأة الموروث الحضاري ، وبالرغم من کل ذلک فأن شخصية الجماعة هي التي تبقى مهيمنة على شخصية افراده وهي التي تحدد ملامح تاريخه .

 (( وعلى الرغم من ابتعاد الاکراد عن التقدم والحضارة اثر قوة الظلم الواقع عليهم، فأنهم کانوا يمتلکون رأس مال کبيراً بصدد الموسيقى، وذلک يرجع الى تلک الفرص التأريخية المشرقة التي أرخي الامن والراحة جناحيها لفترة من الزمن على جزء من موطنهم،أو من خلال استغلال الفرص المنوحة من قبل الممالک الحاکمة ... ومن جهة أخرى وربما بسبب تلک الظروف القديمة فأن التراث الحضاري الکوردي لم يکن فيه شيئا مدونا، کي يکون خميرة ومصدرا ومادة للبحوث العلمية المتکاملة ، فلا بد للمختصين في هذا المجال ان يقوموا في المستقبل من المحاولات جدية بأعتمادهم على الالحان والاغاني القديمة الاصيلة)) ([62] ). فمن خلالها نتمکن ان نعرف النسيج الفکري للشعب الکوردي ، فهي تسجل التفاعلات الاجتماعية السياسية والمناسبات الطقوسية والاحداث ، فنقرأ من خلالها اسباب نشأتها ، لأنها نتاج عقل الانسان الکوردي المؤول الى دلالات صوتية.

 (( أما المقامات فهي مصدر مهم لتکوين وابداع العديد من الالحان الجميلة مثل (ئاى ئاى, خاوکه ر , که بر , قه تار , هورده , سه فه ر , خورشيد, تايهرى ,سه حه ر, نيوه شه وه, لاوزه, وغيرهم ))([63] ) . فلابد من وجود محرکات فکرية للفرد الکوردي وعدة مرجعيات الاستنباط وولاة الهامة ,فالموسيقى هي نتاج لتفاعل الافراد والبيئة المحيطة بيهم .

 (( وکانت الالحان العراقية بشکل عام والکوردية بشکل خاص تنتقل وتحفظ عن طريق الاستماع مع انه کان عند الاکراد طريقة لتدوين الالحان وهي عبارة عن مصطلح خاص يقوم على تسمية النغمات الصوتية بالحروف الابجدية واستخدموا الارقام للدلالة على النبضات الزمنية، وبذلک تکتمل مبدئيا عناصر الموسيقى من الوجهة العلمية . وقد اصيبت الامة الکوردية عبر التاريخ بنکبات متواصلة وحروب مدمرة ، وفتن داخلية ، الامر الذي کان له اکبر اثر في ضياع تلک الالحان الرائعة التي مر ذکرها في کثير من کتب الادب العربية او الکوردية )) ([64] ) .

 لقد احتلت الموسيقى الشعبية الکوردية مکانه تأريخية مهمة , وهي احدى الرکائز الثقافية الموسيقية التي تساهم بفاعلية لتحديد سمات ملامح موسيقى الشرق لکونها قد نسجت من وجدان الشعب الکوردي وعکست بدورها جزءا من اصالته وتأريخه وهمومه وواقعه الأجتماعي والفکري والثقافي وهي تمثل الرؤى الفکرية المتباينة للفرد الکوردي فکل هذه المظاهر والأشکال التعبيرية هي عبارة عن تجسيد للممارسات الحياتية بلتقائية وعفوية. لأن هنالک علاقة وثيقة بين الموسيقى وضروراتها الروحية الملازمة لحياة الانسان الکوردي .

 (( وعلى الرغم من انواع الغناء والموسيقى الکوردية هناک الموسيقى والأغاني القديمة التي نفذت بشکل جماعي و کانت في الزفة او اغاني الافراح کالدبکة او في الحزن کالجه مه ر ى وأغاني الحصاد وتهبيش البرغل وعجن الطين وعدة أعمال وحرف متنوعة اخرى فعلى الرغم من ايقاعها الموسيقى النشيط والقوي فأنها في نفس الوقت کانت حماسية وزاخرة بالتنوير والحرکة))([65] ) .

 (( وقد امتلک الاکراد اجود واقوى موسيقى اثرت على الشعوب المجاورة لهم وذلک في عصر الساسانيين أي قبل مجيء الاسلام )) ([66] ) . وان للمعتقدات الشعبية وبالاخص الدينية دورا بارزا في نشأة الموسيقى الشعبية الکوردية وهي احدى المرجعيات التي تستنبط منها الموسيقى الشعبية افکارها وموضوعاتها .

((فکوردستان کانت مرکز ظهور زرادشت والديانة الزرادشتية التي کانت تعبر عن عواطفه واماله الدينية بمجموعة اشعار ( کاتا ) التي ترتل برفقة الموسيقى ، ومن ثم ظهور ديانتين هما (الايزيدية واهل الحق ) في کوردستان نفسها ، فهاتان الديانتان ان لم تکونا وريثتي الديانة الزرادشتية فقد کانتا مثابة الجسر الفلسفي والفکري والقرابة بها ، فقد کانت تعبر عن مختلف العواطف والآمال والدينية ... برفقة الموسيقى ... فتلک الظروف کانت خاصة ونادرة فقلما کانت توجد امة على الارض توجد فيها هذه الحالة ، عندما کانت الموسيقى منتشرة عن طريق الدين وکانت تحترم کمادة وموضوع مقدس ووصولها الى الجمهور کجزء رئيسي في حياتهم )) ([67] ) .

 فذلک النوع من الموسيقى الشعبية الکوردية يکشف بدوره عن العقلية المنتشرة وسط المجتمع الکوردي وتشير الى عصر معين وذائقتهم الجمالية وهو ناتج لما تطلبه غاياتهم الفطرية لذلک فهو تعبير صادق نابع من نفوس الشعب الکوردي ، ومن ثقافتهم الشعبية ، ((وهکذا نرى ان الموسيقى الشعبية الکوردية تستمد قوتها من البيئات المختلفة کالدينية والاقتصادية والسياسية وغيرها . وان الآلات الموسيقية الاصلية التي کانت تستخدم حتى الوقت الحاضر کانت من منجزاتهم المحلية ، وهذا الرأي يوافقه ايضا (تومابوا) قائلا : ان الجزء الاکبر من الآلات الموسيقية المستخدمة عند الاکراد کانت تنجز محليا )) ([68] ) .

ومن الآلات الموسيقية الشعبية الاصيلة للشعب الکوردي الة (تنبوره أي طنبورة) ((کما ان نماذج منها تعرف باسم(السمسمية)واسعة الانتشار على النطاق الشعبي في اقاليم مختلفة من جمهورية مصر العربية. وما يعرف منها باسم (الطنبورة)نجده في جنوب السودان))([69]) . ومن الفنون الموسيقية المنهجية المبتکرة (التراث) والفنون الموسيقية الشعبية العفوية الفطرية (الموروث) .

(( ان الة الطنبورة هي من تلک الآلات التي تستخدم لعدة وظائف بوصفها الة مقدسة تستخدم في بعض من المناسبات الدينية .. فهنالک طريقتان لاستخدامها فأما ان يکون بصورة مباشرة امام جمهورها او يکون في حفل ديني مغلق يشارک فيه فقط رجال الدين )) ([70] ) .

المبحث الثاني

أولا_ النظرية الوظيفية والاجتماعية في الدراسات الفولکلورية

 عندما نتحدث الوظيفة في علم الفولکلور لدراسة عناصر التراث الشعبي (عناصرها المادية والروحية ) وخاصة الغناء الموسيقي والرقص ... الخ . لابد لنا ان نعرف دورها الاجتماعي ضمن اطارها الوظيفي (( والوظيفة في علم الاجتماع وعلم الانثروبولوجي نزعة او نظرة تنادي بضرورة دراسة الظواهر الإجتماعية والثقافية من حيث الوظيفة التي تؤديها))([71]).

 ويعتبر الباحث الالماني ((فرانز بواس ( * ) احد الرواد الاوائل للنزعة الوظيفية وفي الدراسات الفولکلورية والأنثروبولوجي)) ([72] ) حيث کانت له دراسات عديدة في هذا المجال ((اکد في دراساته العلاقة المباشرة بين الاسطورة وحياة الناس اليومية))([73] )((وربط الادب الشعبي والاسطورة والفلسفة والدين مع الحياة اليومية للشعوب المختلفة )) ([74] )، وعندما استقرت النظرية الوظيفية وترسخت کنزعة علمية اصبح مدلول النظرية يغطي في وقت واحد الروابط القائمة بين العناصر الثقافية وکذلک المساهمة التي يقدمها جزء من الثقافة الى تلک الثقافة ککل،((وبات مصطلح الفولکلور الوظيفي يعني دراسة الفولکلور طبقا لم علم الاجتماع والمنهج الوظيفي وذلک وفقا لتعريف الباحث هولتکرانس))([75] ) . ولکن اکثر تعريفات النظرية الوظيفية وضوحا الذي قدمها وليام
باسکوم ( * ) حيث ينظر باسکوم الى الفنون (الفنون القولية) وهو الاسم الذي يطلقه على التراث الشعبي، (( على انها التألف الخلاق لمجتمع يقوم بوظيفته وعلى انها عناصر ثقافية دينامية وليست استاتيکية، متکاملة وليست منعزلة ، ذات مرکزية وليست ثانوية )) ([76] ) ويحدد الباحث باسکوم ((ارکان الدراسة الوظيفية للفولکلور بثلاثة عناصر اساسية)) هي :

1- السياق الاجتماعي للفولکلور ( أي العناصر التراث الشعبي ) .

2- علاقة التراث الشعبي بالثقافة ، وهو ما يطلق عليه السياق الثقافي للفولکلور .

3- الادوار الوظيفية التي يلعبها التراث الشعبي )) ([77] ) .

 (( وهناک أيضا نظرة ( سوسيولوجية )( ** ) الى التراث الشعبي التي تحرص على القاء الضوء على بعض القضايا التي توضح بعض الجوانب )) ([78] ) ، واحدى هذه الجوانب هو ((الاسهام الذي قدمته کل جماعة من تلک الجماعات (او الفئات ) الى تراث الشعبي ، او بمعنى اخر توضيح الاصل الاجتماعي للتراث الشعبي ... الخ )) ([79] ) .

 إن الدراسة الفولکلورية في الاتجاه او المعيار الاجتماعي تفرق ((المعيار السوسيولوجي بين طبقات المجتمع الريفية وطبقاته الراقية او العليا التي تستبعد ثقافتها هنا عن مجال الدراسة کما تفرق بين المجتمعات المتحضرة ذات الخط التاريخي المعروف والمجتمعات غير المتحضرة))([80] ) وباحثو هذه الفئة من الدارسين الفولکلوريين يدخل کل ما ينتمي الى حياة الطبقات الريفية وثقافتها داخل المجتمعات التاريخية ، ضمن هذا الميدان ، والذي يتضمن (( مجموع حياة عامة الناس وثقافتهم بما في ذلک دراسة الثقافة التقليدية للفلاحين )) ([81] ) .

 وظهرت الاتجاهات في دعاة المعيار السوسيولوجي (( وکان الاتجاه الاول عزا اصول التراث الشعبي الى راق اعلى (Oberschicht) ( أي الطبقات العليا في المجتمع او الصفوة المثقفة ) ثم نزل منها الى راق أدنى (Unterschicht) هم الفلاحون )) ([82] ) الذي يمثلها هانز ناومان ووجد هذا الافتراض النظري من يعترض عليه فيقول (( ان الثقافة يمکن ان تنشأ في الراق الأدنى أي يمکن ان تکون من خلق الشعب وانها يمکن ان تنتشر من الشعب متخذة اتجاها رأسياً الى الراق الأعلى وأفقيا الى اجزاء اخرى للبلاد )) ([83] ) . والاتجاه الثاني ينادي (( الى الاقتصار على دراسة الفلاحين ، والنظر الى تراثهم نظرة تکاملية کحقيقة تآريخية واقعية )) ([84] ) . وهنا يعرف الباحث شفيتريخ (الراق الأدنى) أو ( الراق الأم ) فيقول (( انه ليس حالة ثقافة المجتمع ، ولا ذلک التراث الذي انفصل عن اصله ، او تحول الى شيء بدائي ، وإنما هو ذلک الشيء المرتبط بالأرض القريب من الطبيعة هو تراث الفلاحين)) ([85] ) .

ثانيا- الوظيفة الاجتماعية لأغاني العمل

 ان وظيفة اغاني العمل هي اعادة الوحدة بين الفرد والجماعة في العمل الجماعي والوحدة بين الالة المستخدمة في العمل و الجهد العضلي عبر الايقاع الحرکي لجسم الانسان وبالتالي تأثيره على ايقاع الأغنية وايقاع الأغنية يؤثر او ينظم الايقاع الحرکي لجسم الانسان (( يلاحظ التقارب الکبير الذي يصل حدود التطابق فيها بين ايقاع العنصر اللغوي وايقاعها الموسيقي وبين المسار اللحني لإلقاء مقاطع کلمات النص من قبل المؤدي او المؤدين ولحن طبقات اصوات المرددين ، کما نجد ان کلا هذين العنصرين أي اللغوي والموسيقي ، مکرسان في الواقع للتمازج مع العنصر الحرکي)) ([86] ).

 (( إن الإيقاع المنظم في احداث الأصوات أثناء العمل الفردي او الجماعي يساعد على انتظام وتنسيق حرکة العمل )) ([87] ) ، (( وإن الإيقاع هو العنصر الحي من عناصر الفن الموسيقي والتجسيد الخارجي للنبضات الباطنة للموسيقى ، وکأن الانسان قد ابتکر هذا العنصر الأکثر انسجاماً مع جميع الإيقاعات التي يحملها في جسمه والتي تنظم عملية استمرار الحياة )) ([88] ) کما يقول ول وايريل ديورانت ( لقد وجد الإنسان لذة الإيقاع منذ زمان بعيد ) ([89] ) ، والايقاع في اغاني العمل يخضع لحرکة العمل المنتظمة المتکررة ، أي بمثابة ( اتساق الحرکات ) کما بينه افلاطون ، في تعريف الايقاع بمفهومه الأشمل .

 وتهدف اغنية العمل الى (( تنسيق حرکة العمل وزيادة مقدرة العمال على بذل الجهد بتوقيع حرکتهم في انتظام يوحد هذه الحرکة ، فالعمل الجماعي وخاصة ما يتصف بانتظام ادائه )) ([90] ) ، واللحن في هذه الأغاني (( اکتسب من الخصائص الإيقاعية التي تحفز العمال على زيادة نشاطهم وتمکنهم من المحافظة على زمن الحرکة التي يؤدونها اثناء العمل)) ([91])، کما نراها في أغاني العمل الجماعية والفردية في اربيل کالحصاد ، وساوارکوتان ، ومه شکه ، وده ستار ، وشه نه با ، في إخضاع أغاني لحاجة نوعية العمل في الجهد العضلي ، ((فالحرکة الموقعة المنظمة التي تحتفظ بها الأغنية تسهم في ربط الفرد بالجماعة کلها ، ومن ثم فإن أي اضطراب في الغناء يترک أثراً سيئاً على الجماعة کلها ، وعلى العمل لأنه ينعکس عليه بالدرجة الاولى )) ([92] ) ، کما يقول ارون کوبلاند في مقارنته بين الايقاع واللحن (( اذا کان الايقاع متصلا في ذهننا بالحرکة الطبيعية فتصور اللحن عادة يصاحبه في الذهن فکرة تتصل بالشعور )) ([93] ) ، ومن هنا تأتي (( وظيفة اشباع الاحتياج النفسي المساعد على تحمل الصعاب وتحفيز الهمم ودفع الملل والانقباض النفسي )) ([94] ) ، کما يبين في کلمات اغاني العمل حيث فيها : الحب ، والسرد التآريخي ، والوصف والتضحية ... الخ . إذ ان الوسط الطبيعي الذي يعيش فيه الانسان والبيئة الاجتماعية التي يمارس فيها حياتية والنشاط اليومي کلها تؤثر في تکوينه الجمالي ، فالطبيعة تقدم العديد من الجوانب التي تثير البهجة والسرور([95] ) .

 والعنصر الصوتي هو الذي يحدد طبيعة انسيابية مقاطع النص وتباين تلک المقاطع ضمن اداء الحرکة التعبيرية ، (( فإنه يرتبط کذلک من زاوية استخراجه من الجهاز الصوتي الانساني بالجانب الفيزيائي من حيث قوانين حدوث الصوت وانتشاره وتغير لونه وقوته ومواقع النبر فيه وتداخل موجاته وانعکاساته وغير ذلک )) ([96] ) . کما نراها في نظرية هربرت سبنسر H.Spencer ، عالم الإجتماع ، حول جذور الموسيقى والغناء . فقد لاحظ سبسر (1885) : (( اننا عندما نشعر بالاثارة ترتفع الدرجة الصوتية لکلامنا ، وتصبح الفواصل او المسافات بين الکلام محددة المعالم ومنتظمة اکثر ، وتميل الکلمات الى ان تصبح اکثر امتدادا في دوامها الزمني ، وقد اعتقد سبنسر ان هذا التعديل للکلام في ضوء الاستشارة الانفعالية المرتفعة هو أساس الغناء )) ([97] ) وربما أساس الموسيقى ايضا بشکل عام (( من ابرز العوامل المؤثرة في تغيير انغام الحياة هو تکييفها لمتطلبات الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية ودوره في حياة الطفل والاسرة ومستوى ارتباطه بالتقاليد المعتقدات والعادات والاعراف واخيرا مستوى التقبل النفسي الجماعي )) ([98] ) ، وهذا ما يبين بوضوح في اغاني العمل الزراعية في اربيل ، بحث التقاليد ضمن قيم اجتماعية تفرض عليهم العمل الجماعي ومساعدة بعضهم بعضا في اعمالهم اليومية . والأصوات والالحان التي تخرج ضمن الکلمات يعکس الواقع الاجتماعي والاقتصادي للتعبير عن ما في داخلهم ، وواقع حياة الجماعة .

ومن هنا يمکننا القول أن (( الموسيقى في الطبيعة هي اصوات ضمن الزمن وفن الموسيقى هو انغام ضمن ايقاع بمفهومه الشامل )) ([99] ) .  

ثالثا- أغاني العمل الزراعية وأنواعها في أربيل

 أغنية العمل ، هي نوع من الاغاني التي تؤدي اثناء ومع العمل ، وليس لها علاقة بأي مناسبة اخرى ، وکل مجالات العمل في اربيل ، له اغنية خاصة به . أن الحان هذه الاغاني وايقاعاته ينسجم مع حرکة الأرجل والأيادي العاملة ، والهدف المنشود من هذه الأغاني وکذلک نوعية العمل هي للاستمرارية العمل والشد من أزرهم ، وکذلک نسيان الأنهماک في العمل . (( وهنالک من الفولکلوريين يعتبرون أغاني العمل هي أقدم کل أنواع الأغاني ، والبعض الأخر يعتبر الأغنية الدينية هي الأقدم من حيث التکوين )) ([100] ) . وفريق أخر من المختصين في مجال الفولکلور ، (( يعتبرون أغاني الراعي هي أقدم جذورا لأن حل تربية الاغنام والمواشي أقدم من عمل زراعي )) ([101] ) .

 ان اغاني العمل في اربيل قديمة وکثيرة من حيث اشکالها ، ولکن بسبب الحالة السياسية المتدهورة في المنطقة ، وعملية الترحيل القسري لأهالي القرى الى مناطق اخرى، ولأسباب اخرى اختفت اکثر الاغاني ، والباحث بذل کل ما بوسعه لکي يجمع ما هو ممکن ومفيد لدراسته في هذا المجال .

1- اغنية الحصاد ( دروينه )

 في بداية الشهر السادس من کل سنة يکون موعد الحصاد قد بدأ ،(( ويشمل حبوب الحنطة والشعيرة ، في اربيل والمساعدة في حصاد لأهالي القرى والاقرباء ينتقلون الى أراضيهم الزراعية ويشارکون أهاليهم حصاد اراضيهم ويعملون جميعا بشکل عمل جماعي ، ويحصدون حصص البيوت تلو الأخر .

 في هذه المناطق يسمون هذا العمل الجماعي : (زباره) وأدوات الحصاد هي ( داس ، قه يناغ) و (داس) يستعمل لعملية الحصاد ، و ( قه يناغ) نوعين ، الأولى يصنع من الجلد والثاني يصنع من النحاس ، للحفاظ على سلامة ايديهم اثناء العمل)) . (3)

 والرجال والنساء يعملون سويا ويتعبان سويا . في البداية ، الرجال يبدأون بالحصاد ، والنساء يجتمعون ( ورود الحنطة ) ويسمونه ( کيشه ) . والنساء الذين يعملون هذا العمل يسمونهم (کيشه کار) واثناء هذا العمل هناک مغني واحد والباقي يرددون بعده . وايقاع هذه الاغاني غير ثابتة في البداية سريعة ومع التعب يبطئ الايقاع .

2- أغنية التذرية ( شه نه با )

 عمل أخر في الأعمال التي ترافقها الأغاني اثناء العمل في اربيل والمناطق الاخرى في کوردستان تبدأ هذه الاعمال في فصل الصيف وبعد الانتهاء من موسم الحصاد وجمعه مباشرة .((هنا ينتظر اهل القرية الايام التي تهب فيها الرياح لکي يساعدهم الرياح في التفريق ما هو موجود ضمن (التبن والحبوب ) . الاشخاص الذين يقومون بهذا الجهد يصل عددهم عادة الى ( 3 – 4 ) من الرجال والأغاني التي ينشدونها تشبه أغاني الحصاد ولکن هنا يکون الإيقاع أبطأ ومثلما کان في الحصاد هنالک مؤدي منفرد يغني الأبيات الرئيسية والباقين من الحاضرين يريدون وراءه ما يسخر في نفوسهم من الشدة والقوة والحزم)). (1)

3- أغنية طحن الحنطة ( ساوار کوتان ) وطحن البرغل (دقه)

 في فصل الخريف وبعد غليان الحنطة الى ان يصل الى درجة عالية من الغليان ، بعد ذلک تجفف الحنطة البرغل بنشره امام الشمس .(( وبعد هذا يبدأون بدقة او طحنه . في البداية توضع الحنطة في حفرة خاصة او جدر کبير ، وبعد هذا يدقونه حتى تتجزء القشرة عن الحنطة ، ودائما هنالک اربعة اشخاص يقومون بهذا العمل ويقف رجلان مقابل الاخرين ويضرب الرجلين وتليهما الاخرين لکي لاتکن هنالک تصادم في المطرقان الخشبية ، ومن حرکة المطرقات يستنبطون ايقاع الاغنية والايقاع غير ثابت تتغير مع طاقة وقدرة وتحمل الرجال)) . (2)

4- اغنية مجرشة او مطحنة يدوية ( ده ستار )

 هذا العمل يتخصص بها النساء وتؤدي عادة داخل البيوت او الأماکن المخصصة لها . في بعض الأحيان هنالک امرأة واحدة تقوم بهذا العمل ولکن عادة تشارک اکثر من امرأة (ربما امرأتان ) أو أکثر وتتبادلن فيما بينهن الأدوار ، ((وتمسک کل واحدة منهن بمعصم (الدستار) ويدورونه في حرکة تتناسق مع حرکة الألحان والاغاني حتى لا يشعرن بالتعب وينسون جهدهم ينشدون ويغنون ، وفي بعض الاحيان يغنون تلک الأغاني التي غنوها مسبقا في عملية الحصاد)) . (1)

5- أغنية ممخضة ( مه شکه )

 ( مه شکه زه نين ) عمل أخر من الأعمال النسائية في اربيل والمناطق الأخرى هذا العمل تقع على عاتق امرأة واحدة او امرأتان احيانا اخرى ، وتقومان بهذا العمل على اکمل وجه .

 ((تصنع الة ( مه شکه ) من ثلاثة اخشاب متساوية وتربط بينها على شکل مثلث هرمي، وتثبت رأس الاخشاب على الأرض وتعلق فيها الة ( مه شکه ) وعادة تصنع ( مه شکه ) من جلد الحيوانات المنزلية ، وهنا تربط طرفاه ( أي الجلد ) بخشب خاص تسمى ( لؤله ب) وبواسطته تتمسک (مه شکه) وتبدو جاهزة للعمل .

 اثناء تأديتهم لهذا العمل تقوم النساء بأداء الاغاني ، هنالک أغاني خاصة بعملية ( مه شکه ) وتؤدي بعض الاغاني الاخرى التي لا علاقة لها بهذا العمل لتلطيف الجو وأشعار الحاضرين بجدية العمل الجماعي وقدسيته)) (2). [102]

 

أسم ألعينة

اسم المؤدي : خضر قادر رسول

 اللحن :

 

  تحليل اللحن:

  1. المسار النغمي :  
  2. المدى اللحني : خامسة تامة (5 ت)
  3. نغمة الإبتداء: g
  4. نغمة الإنتهاء : a
  5. النغمة المرکزية : a
  6. جنس مقام بيات على درجة (ِa)
  7.  الشکل Form : هو من نوع الشکل المقطعي (Str) AAAA (حسب النص)
  8. احصائية الأبعاد المستخدمة :

 

حجوم الابعاد

الأولى (أونيسون)

ثانية البيات

ثالثة الرست

الابعاد الصاعدة

17

16

7

1

الابعاد الهابطة

17

6

ــ

  1. الشکل الإيقاعي اللحني :

 

10. . الضرب الإيقاعي : مقسوم

 

نتائج البحث وتفسيرها

من خلال التحليل الموسيقي للعينة اتضح الاتي:

  1. النطاق الصوتي لا يتعدى مسافة الخامسة (5ت)
  2. الحرکة اللحنية صعودآ أو هبوطآ محصورة بين مسافة (2ک صاعدة او 2ک هابطة او 1تامة) مع ظهور مسافة ثلاث أرباع تون بحکم وجودها في المقام (مقام بياتي على (a))
  3. إستخدام النمط الإيقاعي الثابت يکرر ويشمل على (♩ , ♫ , ♬ , )

کل هذا يوضح بساطة ألحان الأغاني الشعبية حتى يتمکن العامة من أدائها.



*   وذلک لازدهار العراق في تلک الفترة من عام 1960-1970وحدوث الاصلاح الزراعي من زاخو الى الفاو  والاهتمام بالفنون کافة ومنها الفنون الشعبية

(1) ابن منظور ، لسان العرب ، ج8 ، الدار المصرية للتأليف والنشر ، ص290 .

(2) موقع المعاني http//www.almaany.com

(1) مذکور ابراهيم. المعجم الفلسفي ،الهيئة العامة لشؤون الاميرية، بلقاهرة،1983،ص79.

(2) د. حسام يعقوب اسحق، مجلة الاکاديمي(الموسيقيون-موسيقيتهم-وسمعهم الموسيقي) العدد56، بغداد2011

(3) المعجم الوسيط ،موقع المعاني في الانترنيت ، http://www.almaany.com

(4) موقع عالم الفنون الشعبية في الانترنيت

 http://www.kenanaonline.com/users/ahmedsalahkhab/posts/97490

(5) موقع ويکيبيديا الموسوعة الحرة في الانترنيت http:// www.arab-wikipedia.org

(6) موقع ويکيبيديا الموسوعة الحرة في الانترنيت، مصدر سابق

(7) موقع الموسوعة العربية في الانترنيت http://www.arab-ency.com

(8) موقع ويکيبيديا الموسوعة الحرة في الانترنيت، مصدر سابق.

([11]) الموقع الرسمي لمحافظة اربيل في الانترنيت،http:/www.hawlergov.org/ara/subject.aspx?ID=50

([12]) د. مولود ابراهيم حسن ، (هه ولير – اربيل ) ميزوو وناو ئيسکلوبيدياى هه ولير –جوکرافيا ، من مطبوعات

([13]) الموقع الرسمي لمحافظة اربيل في الانترنيت ، مصدر السابق .  

([14])هادي رشيد الجاوشلي ، تراث اربيل التاريخي مطبوعات الامانة العامة الادارة الثقافية والشباب، 1985 ،ص18

([15]) عبد الله محمد احمد حداد ، مدخل لدراسة تطور مدينة اربيل للفترة ( 1770 – 1820 ) ، مجلة کاروان  الاکاديمي ، اربيل ، 1997 ، ص107 .

([16]) د. مولود ابراهيم حسن ، مصدر سابق ، ص14 .

([17]) مه غديد حاجى ، له ئوربيللوم وئه ربيلو وه بو هه ولير ، مطبعة حاجي هاشم ، 2009 ، ص7 .

([18]) اربيل في اربعة اعوام (1964 – 1965 – 1966 –1967)،جمعها ونظمها جماعة من شباب اربيل ؟ ص19.

([19]) د. مولود ابراهيم حسن ، مصدر سابق ، ص14 .

([20]) الموقع الرسمي لمحافظة اربيل في الانترنيت ، مصدر سابق .

([21]) سيد عبد الرزاق حسني ، العراق قديما وحديثا ، مطبعة دار الکتب ، بيروت ، 1973 ، ص23 .

([22]) اربيل في اربعة اعوام ، مصدر سابق ، ص 8 .

([23]) هادي رشيد الجاوشلي ،مصدر سابق ، ص58 – 60 .

([24]) الموقع الرسمي لمحافظة اربيل في الانترنيت ، مصدر سابق .

([25]) المصدر السابق .

([26]) حسن محمد ئه مين . سه ليقه ي کورده وارى ، کومه له ى فه رهه نکى سويد ، کوردستان ، 1994 ، ل105

([27]) سمو ، ئيبراهيم ئحمه د . کاريکه رى که له بوورى کورد له شانوى کورديدا ، جابخانه ى خه بات ، دهوک ،  2001 ، ل18 .

([28]) الجاوشلى ، هادي رشيد . الحياة الاجتماعية في کوردستان ، مطبعة الجاحظ ، بغداد ، 1970 ، ص36 .

([29]) حمه على کيب عزيز . حه تحه توکه ، که له بوورى کورد ، زماره 15 ، کومه له ى فولکلور که له بووري  کورد ، سليمانى ، 2002 ، لا 92.

([30]) نکيتين ، باسالى . الکرد ، دراسة سوسيولوجية وتاريخية ، ترجمة نوري طالباني ، دار الساقي ، بيروت ،  2001 ، ص123 .

([31]) زاکس ، کورت ، تراث الموسيقى العالمية ، ترجمة سمعة الخولي ، دار النهضة العربية ، 1964 ، ص44

([32]) المصدر السابق ، ص44 .

([33]) کاکه يى ، هه رده ويل ، داب وئه ريتى کورده وارى که رميان ، جابخانه ى حوادب ، به غدا ، 1989 ، ل111

([34]) الجاوشلي ، هادي رشيد . الحياة الاجتماعية في کوردستان ، مصدر سابق ، ص38

([35]) المصدر السابق ، ص107 .

([36]) جاف ، حسن . جيروکى نوى کوردى ، جابخانه ى عه لا ، به غدا ، ل 55 .

([37]) نه به ز ته وفيق . هه نديک له يارى ره سه نه کانى کورده وارى جابخانه ى الحوادث ، به غدا ، 1983 ، ل 7

([38]) عزيز ابراهيم عمر. هه ندى داب ونه ريتي باوي کوردة واري ، زنجيرة ى 195 ، دة ز طاى رؤشنبيرى و بلاوکردنةوةکاني کوردي ، به غدا ، 1988 ، ل 176 .

([39]) شاميلوه عه ره ب ، قه لاى دمدم ، وه رکيران شوکور مسته فا ، جابخانه ى کورى زانيارى ، به غدا ، جابى
 دووه م ، 1984 ، 2004 ، ل 116 .

([40]) که لاري ، حسين . هوره ، که له بوري کورد ، زمار 18 ، کومه له ى که له بووروفولکلورى سليمانى ،  1004 ، ل 116 .

([41]) مينورسکى . کورد ، وه رکيرانمارفخه زنه دار ، حه مه سه عيد که ريم ، جابخانه ى زانکو ىسه لاحه دين  هه ولير ، 1982 ، ل 87 .

(*) نيکيتين : ولد في سوسنوفيتزي ببولونيا عام 1885 . وتوفي في حزيران 1960 . قنصل روسيا السابق في  ايران ، ع و الجمعية الاسيوية وجمعية علم الانسان في باريس ، والعضو الدائم في المؤسسة العالمية لعلم   السلالات البشرية ، والعضو المراسل لأکاديمية الدبلوماسية العالمية وله دراسات حول الاکراد

([42]) موکرى ، کامه ران . ئه ده بى فولکلولاى کورددى ، زانکوى سه لاحه دين ، هه ولير ، 1984 ، ل27 .

(*) الزرادشتية ديانة إيرانية ثانوية يعتقد معتنقوها بوجود إلهين رئيسيين أحدهما يمثل الخير والآخر يمثل الشر   إضافة إلى ذلک هناک عدة آلهة للخير في الديانة المجوسية وعددها إثنا عشر إله کذلک للشر عدة آلهة وهذه   الديانة لم تنقرض بل لا تزال موجودة بأقليات صغيرة .

([43])سابير ره حيم . به ندى بيشينان يان فه لسه فه و حيکمه تى کوردان, که له بورىکوردى,زمارة19,کومه له ى  فولکلورى که له بور, سليمانى,2005.ص24 .

([44]) شکريه ره سول . ئه ده بى کوردى و هونه ره کانى عه ره ب ، جابه مه نى خويندنى بالا ، هه ولير ،   1989 ، ل49 .

([45]) المصدر السابق ، ص49 .

(*) وهـو من المثقفيـن والکتـاب الأرمـن الذين کتبـوا عن تأريـخ ولغـة وتـراث الکورد وهـو الذى نشر في أواسط القرن التاسع عشر عدة مقالات تحت عنوان ( الکورد ) فى جريدة ( القفقاس ) عن تأريخ الکرد وثقافتهم وحياتهم الأجتماعية وفلکلورهم ووجه أبو فيان نداءا الى المستشرقين لدراسة أصل الکرد ولغتهم لأنهم أصحاب حضارة عريقة .

([46]) کامه ران موکرى . مصدر سابق ، ص37 .

([47]) شکرية رسول . مصدر سابق ، ص119 .

([48]) ويردي محمد توفيق . نماذج تراث الشعبي الکوردي ، مطبعة العزي الحديثة ، نجف ، 1975 ، ص125.

([49]) شکرية رسول ، عز الدين مصطفى . دراسة الادب الفولکلوري الکوردي ، ص59 .

([50]) شکرية رسول ، مصدر سابق ، ص129 .

([51]) محمد نزار ، فاکته رى کارکردن له ده وله مه ندبوونى کورانى فولکلورى کورديدا، که له بورى کورد،  زماره 14 ، کومه له ي که له بووروفولکلورى کورد ، سليمانى ، ل 72 .

([52]) الجزير علي . الادب الشفاهي الکوردي ، ص183 .

([53]) عيزه دين مسته فا ، شکريه رسول .ليکولينه وه ى ئه ده بي فولکلورى کوردى ، مصدر سابق ، ص89 .

([54]) جه ليل ، جه ميله . کورانى ميلليه کانى کوردى ، زماره 29 ، وه زارتى روشه نبيرى ، هه ولير ، 1998،  ل 12 .

([55]) عيزه دين مسته فا ، شکريه رسول . مصدر سابق ، ص89 .

([56]) دهش ته کى ، عومه ر شيخه . داستانوکورانى له فولکلورى کورديدا ، وه زاره تى روشه نبيرى ،  هه ولير ، 1998 ، ل 184 – ل 185 .

([57]) باقي، محه مه د حه مه . ميزووى موسيقاى کوردى ، وه زاره تى به روه رده ، هه ولير ، 2004،،ل68

([58]) المصدر السابق ، ص3 .

([59]) باقي، محه مه د حه مه . ميزووى موسيقاى کوردى ، هه مان سه رجاوه ى بيشوورل ، 32 .

([60]) المصدر السابق ، ص 28 .

([61]) ئه حمه د وريا . ئاميره کانى موسيقاى کوردى ، ئه مينداريه تى کشتى ولاوان ، هه ولير ، 1989 ، ل9

([62]) باقى ، محه مه د باقى . ميزووى موسيقاى کوردى ، سه رجاوه ى بيشوور ل21.

([63]) المصدر السابق ، ص39 .

([64]) محمود عجان : في التراث الموسيقي والشعري ، مطبعة وزارة الثقافة ، 2001 ، ص6 .

([65]) باقى ، محه مه د باقى . ميزووى موسيقاى کوردى ، وزاره تى به روه رده ، هه ولير ،2002 ، ل3 .

([66]) وريا ئه حمه د . ميزووى موسيقاى کوردى ، هه مان سه رجاوه ، ل12 .

([67]) باقى ، محه مه د حه مه . ميزووى موسيقاى کوردى ، مصدر سابق ، ص10.

 ([68]) وريا ئحمه د . ئاميره کانى موسيقاى کوردى ، مصدر سابق ، ص13 .

([69]) د. طارق حسون فريد. تاريخ الفنون الموسيقية منذ نشأتها الى نهاية القرن السادس عشر ، الجزء الاول ،  بغداد ، 1990، ص70.

 ([70]) ئازاد عه بدولواحيد ، جابخانه ى وه زاره تى به روه رده ، هه ولير ، 2006 ، ل50 – ل51 .

([71]) د. طارق حسون فريد ، موجز علم التراث الشعبي (الفولکلور ) ، وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ، جامعة بغداد ،بغداد ، 2001 ، ص89 .

(*) فرانز بواس (1858-1942) احد اعلام الانثروبولوجيا الثقافية ، الماني الاصل ، هاجر الى امريکا عام 1887 ، وکان له تأثيراً قوياً على دراسة الانثروبولوجيا في امريکا ، إذ کان من تلاميذه کروبر ، ولوي ، ورادين ، وهيرسکوفتيش ، وغيرهم من اعلام هذا العلم ، استطاع ان يحول اهتمامات الدارسين من الدوران حول النظريات والتأملات الجامع الميداني الدقيق وتصنيف المواد المجموعة ، ويعد کما أوضحنا احد الرواد الأوائل للنزعة الوظيفية ( د. محمد الجوهري ، علم الفولکلور ، دراسة في الانثروبولوجيا الثقافية ، سلسلة علم الاجتماع المعاصر، دار المعارف بمصر ، المطبعة الأولى ، القاهرة ، 1975 ، ص114

([72]) د. طارق حسون ، مصدر سابق ، ص89 .

([73]) د. محمد الجوهري ، مصدر سابق ، ص115 .

([74]) المصدر السابق ، ص115.

([75]) د طارق حسون فريد ، موجز علم التراث الشعبي ( الفولکلور ) ، مصدر سابق ، ص90 .

(*) وليام باسکوم ، (تلميذ ميلفيل هيرسکوفتس الذي کان بدوره تلميذاُ لبواس) هو عالم اثنولوجيا وفولکلور امريکي من مواليد 1912 ، متخصص في اثنولوجيا افريقيا ، وفيکرونيزيا ، ومزنوج العالم الجديد ، والهنود الحمر الذين يعيشون في سهول امريکا الشمالية ، ويعد من اعلام الدراسات الوظيفية في الفولکلور (د. دورسون ، نظريات الفولکلور المعاصرة ، ترجمة وتقديم ، د. حسن الشامي و د. محمد الجوهري ، السعودية ، 2007 ، ص79 ).

([76]) د. طارق حسون فريد ، مصدر سابق ، ص90 .

([77]) المصدر السابق ، ص90 .

(**) علم الاجتماع علم يبحث في السلوک الاجتماعي لبني البشر الذين تربط بينهم علاقات اجتماعية وهو العلم الذي يبحث في شکل العلاقات الاجتماعية ، انواعها ، تطورها والظواهر الاجتماعية http://ar.wikipedia.org

([78]) د. محمد الجوهري ، مصدر سابق ، ص278 .

([79]) المصدر السابق ، ص90 .

([80]) المصدر السابق ، ص36 .

([81]) المصدر السابق ، ص36 .

([82]) د. دورسون ، نظريات الفولکلور المعاصرة ، ترجمة وتقديم ، د. حسن الشامي و د. محمد الجوهري ، السعودية ، 2007 ، ص64 – 65 .

([83]) د. طارق حسون فريد ، مصدر سابق ، ص37 .

([84]) المصدر السابق ، ص37 .

([85]) المصدر السابق ، ص38 .

([86]) د. طارق حسون فريد ، العلاقة بين الکلمة واللحن في بعض صيغ التراث والموروث الموسيقي العراقي ، مصدر سابق ، ص108 .

([87]) عبد الأمير جعفر ، الأغنية الفولکلورية في العراق ، مجلة التراث الشعبي ، دار الحرية للطباعة ، بغداد ، 1974 ، ص62 .

([88]) د. طارق حسون فريد ، تأثير تطور النسيج الموسيقي على تحديد القيمة المطلقة المصطلحات الأداء ، مجلة الاکاديمي عدد 15 ، بغداد ، 1996 ، ص6 – 7 .

([89]) ويل وايريل ديورانت ، قصة الحضارة ، ترجمة د. ذکي نجيب محمود ، المجلد الأول ، دار نشر نوبليس ، بيروت ، 2008 ، ص197 .

([90]) د. احمد مرسي ، الاغنية الشعبية ، المکتبة الثقافية ، العدد 254 ، الهيئة المصرية العامة للتأليف والنشر ، القاهرة ، 1970 ، ص78 .

([91]) المصدر السابق ، ص79 .

([92]) المصدر السابق ، ص79 .

([93]) د. طارق حسون فريد ، ألحان الطبيعة وانغام الحياة ، مجلة الأکاديمي ، عدد31 ، بغداد ، 2001، ص31 .

([94]) د. طارق حسون فريد ، العلاقة بين الکلمة واللحن في بعض صيغ التراث موروث الموسيقي العراقي ، مصدر سابق ، ص106

([95]) د. ابوطالب محمد سعيد ، علم النفس الفني ، جامعة بغداد ، کلية الفنون الجميلة ، مطبعة التعليم العالي بالموصل ، بغداد ، 1990 ، ص259 .

([96]) د. طارق حسون فريد ، العلاقة بين الکلمة واللحن في بعض صيغ التراث موروث الموسيقي العراقي ، مصدر سابق ، ص110 .

([97]) جلين ويلسون ، سيکولوجية فنون الأداب ، ترجمة ، د. شاکر عبد الحميد ، سلسلة عالم المعرفة ، 258 ، الکويت ، 2000 ، ص273 .

([98]) د. طارق حسون فريد ، الحان وانغام الحياة ، مصدر سابق ، ص29 .

([99]) د. غزوان الزرکلي ، الصوت والزمن رحلة عبر فن النغم ، ص12 .

([100]) د. عزه دين مسته فا ره سول ، ئه ده بى فولکلورى کورديى ، بغداد ، 1970 ، ص59 .

([101]) المصدر السابق ، ص59 .

(3) المصدر السابق ، ص59 .

(1) المصدر السابق ، ص59 .

(2) المصدر السابق ، ص59 .

  1. مصادر اللغة العربية

    1. ابن منظور ، لسان العرب ، ج8 ، الدار المصرية للتأليف والنشر ، ص290 .
    2. الجاوشلى ، هادي رشيد . الحياة الاجتماعية في کوردستان ، مطبعة الجاحظ ، بغداد ، 1970 ، ص36 .
    3. الجزير علي . الادب الشفاهي الکوردي ، ص183.
    4. جلين ويلسون ، سيکولوجية فنون الأداب ، ترجمة ، د. شاکر عبد الحميد ، سلسلة عالم المعرفة ، 258 ، الکويت ، 2000 ، ص273 .
    5. د. ابوطالب محمد سعيد ، علم النفس الفني ، جامعة بغداد ، کلية الفنون الجميلة ، مطبعة التعليم العالي بالموصل ، بغداد ، 1990 ، ص259
    6. د. احمد مرسي ، الاغنية الشعبية ، المکتبة الثقافية ، العدد 254 ، الهيئة المصرية العامة للتأليف والنشر ، القاهرة ، 1970 ، ص78 .
    7. د. حسام يعقوب اسحق، مجلة الاکاديمي(الموسيقيون-موسيقيتهم-وسمعهم الموسيقي) العدد56، بغداد2011
    8. د. دورسون ، نظريات الفولکلور المعاصرة ، ترجمة وتقديم ، د. حسن الشامي و د. محمد الجوهري ، السعودية ، 2007 ، ص64 – 65 .
    9. د. طارق حسون فريد ، ألحان الطبيعة وانغام الحياة ، مجلة الأکاديمي ، عدد31 ، بغداد ، 2001، ص31
    10. د. طارق حسون فريد ، تأثير تطور النسيج الموسيقي على تحديد القيمة المطلقة المصطلحات الأداء ، مجلة
    11. الاکاديمي عدد 15 ، بغداد ، 1996 ، ص6 – 7 .
    12. د. طارق حسون فريد ،تاريخ الفنون الموسيقية منذ نشاتها الى نهاية القرن السادس عشر,الجزء الاول,بغداد،1990،ص70.
    13. د. طارق حسون فريد ، موجز علم التراث الشعبي (الفولکلور ) ، وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ، جامعة بغداد ،بغداد ، 2001 ، ص89 .
    14. د. غزوان الزرکلي ، الصوت والزمن رحلة عبر فن النغم ، ص12
    15. د. محمد الجوهري ، علم الفولکلور ، دراسة في الانثروبولوجيا الثقافية ، سلسلة علم الاجتماع المعاصر، دار المعارف بمصر ، المطبعة الأولى ، القاهرة ، 1975 ، ص114
    16. زاکس ، کورت ، تراث الموسيقى العالمية ، ترجمة سمعة الخولي ، دار النهضة العربية ، 1964 ، ص44
    17. سيد عبد الرزاق حسني ، العراق قديما وحديثا ، مطبعة دار الکتب ، بيروت ، 1973 ، ص23
    18. عبد الأمير جعفر ، الأغنية الفولکلورية في العراق ، مجلة التراث الشعبي ، دار الحرية للطباعة ، بغداد ، 1974 ، ص62 .
    19. عبد الله محمد احمد حداد ، مدخل لدراسة تطور مدينة اربيل للفترة ( 1770 – 1820 ) ، مجلة کاروان ، اربيل ، 1997 ، ص107 .
    20. محمود عجان : في التراث الموسيقي والشعري ، مطبعة وزارة الثقافة ، 2001 ، ص6 .
    21. مذکور ابراهيم. المعجم الفلسفي ،الهيئة العامة لشؤون الاميرية،بلقاهرة،1983،ص79.
    22. هادي رشيد الجاوشلي ، تراث اربيل التاريخي مطبوعات الامانة العامة الادارة الثقافية والشباب، 1985 ،ص18.
    23. ويل وايريل ديورانت ، قصة الحضارة ، ترجمة د. ذکي نجيب محمود ، المجلد الأول ، دار نشر نوبليس ، بيروت ، 2008 ، ص197 .

    مصادر اللغة الکوردية

    1. اربيل في اربعة اعوام (1964 – 1965 – 1966 –1967)، جمعها ونظمها جماعة من شباب اربيل,ص19.
    2. باقى ، محه مه د باقى . ميزووى موسيقاى کوردى ، سه رجاوه ى بيشوور ل21.
    3. باقى ، محه مه د باقى . ميزووى موسيقاى کوردى ، وزاره تى به روه رده ، هه ولير ،2002 ، ل3 .
    4. باقي، محه مه د حه مه . ميزووى موسيقاى کوردى ، هه مان سه رجاوه ى بيشوورل ، 32 .
    5. باقي، محه مه د حه مه . ميزووى موسيقاى کوردى ، وه زاره تى به روه رده ، هه ولير ، 2004،،ل68.
    6. جاف ، حسن . جيروکى نوى کوردى ، جابخانه ى عه لا ، به غدا ، ل 55 .
    7. جه ليل ، جه ميله . کورانى ميلليه کانى کوردى ، زماره 29 ، وه زارتى روشه نبيرى ، هه ولير ، 1998 ، ل 12 .
    8. حسن محمد ئه مين . سه ليقه ي کورده وارى ، کومه له ى فه رهه نکى سويد ، کوردستان ، 1994 ، ل105.
    9. حمه على کيب عزيز . حه تحه توکه ، که له بوورى کورد ، زماره 15 ، کومه له ى فولکلور که له بووري کورد ، سليمانى ، 2002 ، لا 92.
    10.  د. عزه دين مسته فا ره سول ، ئه ده بى فولکلورى کورديى ، بغداد ، 1970 ، ص59 .
    11. د. مولود ابراهيم حسن ، (هه ولير – اربيل ) ميزوو وناو ئيسکلوبيدياى هه ولير –جوکرافيا ، من مطبوعات مؤسسة بدرخان ، اربيل 2009 ، ص12 .
    12. دهش ته کى ، عومه ر شيخه . داستانوکورانى له فولکلورى کورديدا ، وه زاره تى روشه نبيرى ، هه ولير ، 1998 ، ل 184 – ل 185 .
    13. سابير ره حيم . به ندى بيشينان يان فه لسه فه و حيکمه تى کوردان, که له بورىکوردى,زمارة19,کومه له ى فولکلورى که له بور, سليمانى,2005.ص24
    14. سمو ، ئيبراهيم ئحمه د . کاريکه رى که له بوورى کورد له شانوى کورديدا ، جابخانه ى خه بات ، دهوک ، 2001 ، ل18 .
    15. شاميلوه عه ره ب ، قه لاى دمدم ، وه رکيران شوکور مسته فا ، جابخانه ى کورى زانيارى ، به غدا ، جابى دووه م ، 1984 ، 2004 ، ل 116 .
    16. شکريه ره سول . ئه ده بى کوردى و هونه ره کانى عه ره ب ، جابه مه نى خويندنى بالا ، هه ولير ، 1989 ، ل49 .
    17. عزيز ابراهيم عمر. هه ندى داب ونه ريتي باوي کوردة واري ، زنجيرة ى 195 ، دة ز طاى رؤشنبيرى و بلاوکردنةوةکاني کوردي ، به غدا ، 1988 ، ل 176 .
    18. کاکه يى ، هه رده ويل ، داب وئه ريتى کورده وارى که رميان ، جابخانه ى حوادب ، به غدا ، 1989 ، ل111.
    19. که لاري ، حسين . هوره ، که له بوري کورد ، زمار 18 ، کومه له ى که له بووروفولکلورى سليمانى ، 2004 ، ل 116 .
    20. محمد نزار ، فاکته رى کارکردن له ده وله مه ندبوونى کورانى فولکلورى کورديدا، که له بورى کورد، زماره 14 ، کومه له ي که له بووروفولکلورى کورد ، سليمانى ، ل 72 .
    21. مه غديد حاجى ، له ئوربيللوم وئه ربيلو وه بو هه ولير ، مطبعة حاجي هاشم ، 2009 ، ص7
    22. موکرى ، کامه ران . ئه ده بى فولکلولاى کورددى ، زانکوى سه لاحه دين ، هه ولير ، 1984 ، ل27 .
    23. مينورسکى . کورد ، وه رکيرانمارفخه زنه دار ، حه مه سه عيد که ريم ، جابخانه ى زانکو ىسه لاحه دين هه ولير ، 1982 ، ل 87 .
    24. نکيتين ، باسالى . الکرد ، دراسة سوسيولوجية وتاريخية ، ترجمة نوري طالباني ، دار الساقي ، بيروت ، 2001 ، ص123 .
    25. نه به ز ته وفيق . هه نديک له يارى ره سه نه کانى کورده وارى جابخانه ى الحوادث ، به غدا ، 1983 ، ل 7.
    26. ئازاد عه بدولواحيد ، جابخانه ى وه زاره تى به روه رده ، هه ولير ، 2006 ، ل50 – ل51 .
    27. ئه حمه د وريا . ئاميره کانى موسيقاى کوردى ، ئه مينداريه تى کشتى ولاوان ، هه ولير ، 1989 ، ل9 .
    28. وريا ئه حمه د . ميزووى موسيقاى کوردى ، هه مان سه رجاوه ، ل12 .

    مواقع الانترنت

    1. موقع المعاني

    http//www.almaany.com

    1. المعجم الوسيط ،موقع المعاني في الانترنيت

    http://www.almaany.com

    1. موقع عالم الفنون الشعبية في الانترنيت

     http://www.kenanaonline.com/users/ahmedsalahkhab/posts/97490

    1. موقع ويکيبيديا الموسوعة الحرة في الانترنيت

    http:// www.arab-wikipedia.org

    1. موقع الموسوعة العربية في الانترنيت

     http://www.arab-ency.com

    1. الموقع الرسمي لمحافظة اربيل في الانترنيت

     http:/www.hawlergov.org/ara/subject.aspx?ID=50