قضايا التغير الاجتماعي وانعکاساتها على مسرح رشاد رشدي - دراسة تحليلية

نوع المستند : مقالات علمیة محکمة

المؤلف

مدرس الإعلام التربوي، شعبة (فنون المسرح) کلية التربية النوعية – جامعة الزقازيق

المستخلص

استهدفت الدراسة التعرف على قضايا التغير الاجتماعي في النصوص المسرحية ( أبناء فاوست، المجلس ، أکتوبر الحزين) التي کتبها رشاد رشدي في أوائل عقد الثمانينات، والظروف الاجتماعية والسياسية والثقافية وانعکاسها على الأسلوب الدرامي الذي تناوله الکاتب في تقديم مسرحياته من حيث الشکل والمضمون، اعتمدت الدراسة على المنهج الوصفي التحليلي النقدي الموضوعي بالإضافة إلى المنهج السوسيولوجي، وأداة تحليل المضمون لتحليل عينة من مسرحيات الفصل الواحد للکاتب المسرحي رشاد رشدي التي کتبت في أوائل عقد الثمانينات، بلغ قوامها ثلاث مسرحيات هي ( أبناء فاوست، المجلس، أکتوبر الحزين)، وتوصلت الدراسة الى عدة نتائج من أهمها :

استطاع رشاد رشدي من خلال ذکر بعض الأحداث التاريخية التي تثير نوعاً من الجدل، أن يترک مجالا للتأويل والتلميح من خلال الأسلوب الدرامي في عرض الحدث، فأصبح الحدث التاريخي غاية لترتيب الاحداث القادمة.
استطاع رشاد رشدي أن يعالج بعض قضايا عصره من خلال اللجوء تارة الى الزمن التاريخي باعتباره رمز حاول توظيفه في العديد من مسرحياته، وبذلک يصبح من الصعوبة الفصل بين الفکر المطروح في النص، واستخدام الرمز دون الاهتمام بعامل الزمن .
تأثر رشاد رشدي بالأدب العالمي في مسرحية أبناء فاوست حيث أتخذ من أسطورة فاوست عنواناً للمسرحية، وتأثر أيضا في مسرحية أکتوبر الحزين بالجوقة ودورها في الإنشاد الديني في المسرح اليوناني القديم، حيث يصف تلک الفترة العصيبة التي مرت بها مصر بعد اغتيال الرئيس الراحل محمد أنور السادات من خلال الکورس التي تقوم بالتعليق على شخصية الراوي .

الموضوعات الرئيسية


مقدمة الدراسة :

إن الحديث عن فن المسرح وقضايا المجتمع والعلاقة بينهما حديث ليس بالجديد، فقد ارتبط فن المسرح منذ بداياته ارتباطاً وثيقاً بالحياة الإنسانية، لما له من تأثير مباشر في بناء الإنسان، ووعيه بذاته وتجديد مفاهيمه ونظرته للحياة بما ينعکس على سلوکياته کفرد في إطار الجماعة التي هي محور وأساس التنمية الشاملة لأي مجتمع .

ويساهم الکاتب المسرحي بشکل أو بآخر في تشکيل مفاهيم الحاضر في ضوء انعکاسات الماضي، فهو ابن مجتمعه وثقافته، خاضع ومتبني للمفاهيم والعادات والتقاليد الاجتماعية، ومهما اتسعت قراءاته وتنوعت لا يمکن أن يعتمد عليها، ويهمل مصدر آخر أغنى وأخصب وأکثر تفرداً وإلحاحاً، نعنى به حياته الشخصية بکل أبعادها النفسية والوجدانية والاجتماعية ،وتأثره بالمحيط الثقافي والاجتماعي المحيط به.

 لذا تعتبر مسرحيات الکاتب المسرحي تعبيراً عن تجاربه الذاتية والعامة في محاولة لتکوين صورة شاملة عن الاوضاع الاجتماعية والسياسية السائدة في عصره آن ذاک، " فهو الضمير الواعي لمجتمعه، الذي لابد أن يبلور وجدانه، ويضع يده على نقاط الضعف والقوة، ويري ما لا يراه الأشخاص العاديون، فهو البؤرة التي تترکز فيها تجارب الحياة التي يعيشها ذلک المجتمع، وتتجمع فيها کل الخصائص والمميزات والتحولات والاتجاهات " .(نبيل راغب ، 1999 : 57-60 )

 "ويتعرض الکاتب المسرحي للعديد من القضايا الاجتماعية والسياسية والثقافية والاقتصادية، التي قد تکون موجودة فعلاً داخل المجتمع لمسها الکاتب وعايشها وحاول أن يبلورها في نصوصه المسرحية، حيث تعرض المجتمع المصري إلي العديد من التغيرات الاجتماعية والتحولات السياسية والاقتصادية والثقافية، التي ترتب عليها تغيرات اجتماعية وثقافية واسعة في القيم والأفکار، واتجاهات السلوک السائد في المجتمع ". (عائشة عسکر، 1999 :32)

 ويري رشاد رشدي " أن تراثنا الحضاري کعرب، هو ملمح من ملامح الشخصية العربية، لذا يمکن الاستفادة منه کثيراً في أن نعيد الماضي ونعکسه على الحاضر، أو بمعنى آخر نستفيد منه في سبيل إنارة الحاضر، ونطوعه حسب ظروف العصر الذي نعيش فيه ليصبح حياً، ومن هذه الزاوية يصبح التراث ثروة عظيمة ". (نبيل حجازي ، 1978 : 28)

 وليس هناک شک في أن المسرحيات التي کتبها رشاد رشدي کواحد من أبرز کتاب المسرح المصري، قد تأثرت بمشکلات المجتمع، وکيفية إدراکه لقضايا عصره، حيث استطاع رشاد رشدي من خلال تصويره للإنسان والأحداث المحيطة به، کشف النقاب عن المشکلات والقضايا الاجتماعية التي يواجها المجتمع في أوائل عقد الثمانينات، والتي تم رصدها من خلال الفترة التاريخية – أي الزمن الذي عبر به رشاد رشادي عن الأحداث الدرامية عند کتابة مسرحياته- وبذلک أستطاع رشاد رشدي أن يکسب مسرحه قوة التصوير والتعبير عن المواقف الإنسانية داخل المجتمع في إطار شبه کامل من خلال التعبير عن ذلک بفترات زمنية محددة أشار لها لکي يعبر بشکل مباشر أو غير مباشر عن حدث اجتماعي وسياسي مرتبط بذلک التاريخ في قالب درامي.

 وانطلاقا من ذلک تأتي هذه الدراسة للتعرف على قضايا التغير الاجتماعي والأوضاع الاجتماعية والسياسية والثقافية والاقتصادية والدينية السائدة في فترة السبعينات حتى أوائل الثمانينات ومدي انعکاسها على مسرح رشاد رشدي في النصوص المسرحية موضوع الدراسة .

مشکلة الدراسة وتساؤلاتها :

 لاحظت الباحثة أن عقد الثمانينات من القرن العشرين شهد العديد من التغيرات والتحولات والمنعطفات بالغة القوة والقسوة ،التي انتهت بالتحولات التي تعيشها البلاد العربية حتى الآن ، فأصبح المسرح صورة مصغرة للعالم العربي بکل منتقضاته، وکل ما يموج به من صراعاتوتحولات اجتماعية کبري على جميع المستويات المحلية والاقليمية والعربية والدولية، وبخاصة بعد عقد السبعينات ومرحلة الانفتاح الاقتصادي على الدول الغربية التي أدت الى حدوث تغيرات في البنية الجذرية للمجتمع المصري، ثم اتفاقية السلام المصري الاسرائيلي 1979م ، والاعتراف بالکيان الصهيوني في الوطن العربي، ثم توالت الاحداث بعد ذلک باستشهاد الرئيس الراحل محمد أنور السادات عام 1981، کل هذه التغيرات والتحولات دفعت الکاتب المسرحي الى البحث عن أصل الکيان الصهيوني في الوطن العربي، والرجوع بالأحداث الي عام 1948م، لتکون فلسطين هي نواة الخلاف والتغيرات التي حدثت على المجتمعات العربية عامة والمجتمع المصري خاصة.

وتشير نتائج بعض الدراسات کدراسة (رندا رزق ،2019)، ودراسة (أحمد بدران ،2019) ودراسة (زينب السيد ،2017)، ودراسة (عزيز عايض ،2017)، ودراسة (محمد عبد الحليم ، 2013)، ودراسة ( ياسر ابراهيم ،2008)، ودراسة (Sukhwant Hundal .B.A.,2002 (، إلى أهمية المسرح ودوره في رصد المتغيرات الاجتماعية والتعبير عن القضايا والمشکلات التي تواجه المجتمع، مثل قضية الاستعمار والتنمية والثورة ...وغيرها، ولجأ الکتاب المبدعين إلى سلک طرق مختلفة للتعبير عن قضايا المجتمع، فمنهم من لجأ للأدب العالمي والأساطير، ومنهم من لجأ إلى التراث لتعزيز الهوية، ومنهم من لجأ إلى الرمز، ومنهم من لجأ للتاريخ بأحداثه المسرحية التي تحمل صوراً فنية تمس الواقع وتخدم قضاياه ، ومنهم من لجأ للتجريب متأثر بحرکة الابداع السائدة في عصره.

ومع أن الکاتب رشاد رشدي يعد أحد رواد عصره في مجال الأدب المسرحي، وله العديد من المسرحيات التي ترجمت إلى لغات متعددة إلا أن الباحثة قد وجدت ندرة في الدراسات البحثية التي تناولت أعمال الکاتب رشاد رشدي بالدراسة والتحليل، ومن هذا المنطلق تأتي هذه الدراسة کمطلب ضروري لدراسة قضايا التغير الاجتماعي في مسرحيات الکاتب المسرحي رشاد رشدي، ويمکن تحديد مشکلة البحث في التساؤل الرئيس التالي :

◄    ما مدى انعکاس قضايا التغير الاجتماعي في مسرح رشاد رشدي ؟

 ويتفرع من هذا التساؤل الرئيس عدة تساؤلات فرعية تتمثل في :

◄    ما أهم قضايا التغير الاجتماعي التي عالجها رشاد رشدي في مسرحياته؟

◄    کيف أعاد رشاد رشدي بناء وتشکيل الأحداث بحيث يکشف من ورائها عن الواقع المعاصر الذي يعيشه الکاتب ؟

◄    کيف استطاع رشاد رشدي أن يوفق بين بين الأحداث التاريخية وبين الضروريات الفنية التي تقتضيها أعماله المسرحية ؟

◄    ما السمات العامة لأسلوب رشاد رشدي الذي استخدمه في معالجة مادته المسرحية ؟

أهمية الدراسة :

  • تأتي أهمية الدراسة من أهمية الموضوع الذي تتناوله الدراسة وهو قضايا التغير الاجتماعي في النصوص المسرحية موضوع الدراسة .
  • وجود ندرة في الدراسات التي تناولت هذا الموضوع .
  • قد تؤدي نتائج الدراسة الى إعادة النظر في توجيه کتاب المسرح الى الاهتمام بقضايا التغير الاجتماعي والاهتمام بقضايا المجتمع ومشکلاته .
  • قد تفيد نتائج الدراسة الباحثين في مجال الاعلام التربوي فيما تصل إليه من نتائج .

أهداف الدراسة :

  • التعرف على قضايا التغير الاجتماعي في النصوص المسرحية عينة الدراسة .
  • التعرف على المعالجة الدرامية لقضايا التغير الاجتماعي في أعمال رشاد رشدي المسرحية .
  • التعرف على الظروف الاجتماعية والسياسية والثقافية وانعکاسها على الأسلوب الدرامي الذي تناوله رشاد رشدي في تقديم مسرحياته من حيث الشکل والمضمون.
  • وضع مجموعة من المقترحات في إطار ما تصل إليه الدراسة من نتائج .

مصطلحات الدراسة :

 يمکن تناول تلک المصطلحات وفقا للتعريف الإجرائي على النحو التالي :

  • قضايا :

عرفت على أنها" تعبير يثير قدرا من الالتباس، فهو يشير في آن واحد الى تحديد جماعة ما لوضع قائم تعتبره الجماعة مشکلة تطلب حلا، واحتمل أن الحل المطروح للمشکلة يتضمن صراع تختلف حوله وجهات النظر و سيلقي معارضة من الجماعات الأخرى ، لذلک فإن ظهور القضايا يعتمد على الوقائع الموضوعية، وإدراک تلک الوقائع، والصراع حول حلها بصفة خاصة "(محمد محي الدين ، 1995 :160)

 وتعرفها الباحثة إجرائيا بأنها موضوع مثار يدور حوله جدل تجري مناقشته بين طرفين أو أکثر للوصول إلى مجموعة الآراء يتم من خلالها الاتفاق على رأي بشأن هذا الموضوع.

  • §   التغير الاجتماعي :

يقصد بالتغير الاجتماعي أنواع التطور التي تحدث تغيرا في النظام الاجتماعي، وتؤثر في بناء المجتمع ووظائفه، ويعرف باللغة الإنجليزية بمصطلح (Social Change)، وهو مفهوم مرتبطٌ بعلم الاجتماع، والذي يشير إلى التغير المستمر في المجتمع؛ بسبب تأثير مجموعة من العوامل الاجتماعية"( مجد خضر ، 2014 : URI: http:/mawdoo3.com)

 وتعرفه الباحثة إجرائياً بأنه ظاهرة اجتماعية تحتوي على مجموعة من التغيرات والتحولات المرتبطة بالقضايا الاجتماعية والسياسية والاقتصادية ذات تأثير مستمر تحدث داخل المجتمع، وتطرأ على بناءه الاجتماعي خلال عقد الثمانينات، التي تأثر بها الکاتب المسرحي رشاد رشدي في تقديم مسرحياته من حيث الشکل والمضمون.

حدود الدراسة:

أ‌-     الحد الموضوعي : دراسة قضايا التغير الاجتماعي في أعمال الکاتب المسرحي رشاد رشدي في أوائل عقد الثمانينات .

ب‌- الحد الزمني : زمن کتابة المسرحيات هو أول عقد الثمانينات (1983)، وبخاصة بعد استشهاد الرئيس الراحل محمد أنور السادات .

ت‌- الحد المکاني : النصوص المسرحية موضوع الدراسة، وهما: (أبناء فاوست، المجلس، أکتوبر الحزين ) .

الدراسات السابقة :

 من خلال الاطلاع على الدراسات العربية والاجنبية التي سبقت الدراسة الحالية في هذا المجال، والتي زودتها بمزيد من المعارف والنتائج، يتم عرض الدراسات والابحاث مرتبة ترتيباً تنازلياً من الأحداث إلى الأقدم على النحو التالي :

1)     دراسة رندا محمود رزق فاخر (2019) بعنوان : الدراما والتنوع والتنمية بين الاصول التنموية والأعراف الاجتماعية، هدفت الدراسة إلى رصد أثر المسرح في تحقيق التنمية المختلفة، وأثر ذلک على التغير الاجتماعي بالمجتمعات المختلفة، ورصد أثر التجارب والمبادرات الدولية ونظيرتها المحلية في تحفيز أفراد المجتمع على المشارکة في عملية تطوير مجتمعاتهم وانعکاسات ذلک على التغير الاجتماعي، بالإضافة رصد أهمية المسرح کمنصة تمکن جميع الأفراد من التعبير وتبادل الأفکار بغض النظر عن الخلفية أو الحالة التعليمية، واستخدمت الدراسة المنهج الوصفي التحليلي العينة عروض المسرح التنموي المحلي (منتدى المسرح – العروض الغير تشارکية - مسرح الشارع - فرق الهواة لمسرح المجتمع المحلي - مسرحية دفتر الأحوال الشخصية – مسرحية حقي برقبتي)، وقد توصلت الدراسة إلى دور وفاعلية المسرح في تحقيق التغير الاجتماعي علي کافة الأصعدة، وتأثير المسرح التنموي بصورة فعالة على التنمية السياسية والاجتماعية والثقافية، وقدرة المسرح في تحقيق التغير الاجتماعي في المناطق الريفية والمجتمعات البدائية ومناطق اللاجئين والأقليات، وحاجة المجتمع الضرورية إلى مسرح تنموي قادر على لمس کل أطر حياته اجتماعياً واقتصادياً وجمالياً وسياسياً .

2)    دراسة أحمد محمد أحمد بدران (2019 ) بعنوان: "القضايا السياسية في مسرحيات ابراهيم حسين ونجوجي واثيونجو"، هدفت الدراسة إلى التعرف على أهم التغيرات السياسية التي شهدها شرق أفريقيا إبان الاستعمار وبعد الاستقلال، مع توضيح العلاقات التي تربط بين هذه السياسات والأبعاد الاجتماعية والاقتصادية والثقافية من خلال رصدها لکل من الکاتبين ابراهيم حسين ونجوجي واثيونجو في کتابتهما المسرحية ، وإثبات أن السياسة تشکل ملمحاً أساسياً في الأدب الأفريقي قبل وبعد الاستقلال، والکشف عن الجوانب الفنية التي تشمل ( الشخصيات، التقنيات الدرامية، الاساليب اللغوية، الرموز )، واعتمدت الدراسة على المنهج النقدي الوصفي التحليلي والمنهج الاجتماعي في دراسة الأدب، وتمثلت عينة الدراسة في مسرحيتان کتبتا بالسواحيلية للمؤلف التنزاني ابراهيم حسين وهما (کينجيکتيلي ، الشياطين ) ومسرحيتان للمؤلف الکيني ونجوجي واثيونجو وهما (محاکمة ديدان کيماثي ، سأتزوج عندما أريد )، وتوصلت الدراسة إلى أهمية توظيف عنصر الأسطورة لمحاربة معضلة اجتماعية ألا وهي الاستعمار الألماني، فهي بمثابة دعوة من خلال إعادة النبوءة في مسرحية کينجيکتيلي علي يد ماجي في دعوة القبائل للاتحاد والثورة في سبيل الحصول على الحرية، وأن هناک علاقة بين آداب الشعوب المتخلفة فيما يتعلق بما تتشابه أو تختلف حول تلک الآداب من زوايا موضوعاتها وشخصياتها وتصنيفاتهم ومن زوايا الاسلوب اللغوي والبلاغي، ودور استخدام الرمز في عملية النقد والتحليلي للقضايا السياسية في المسرحيات موضوع الدراسة.

3)    دراسة زينب أحمد السيد (2017) بعنوان : " قضايا التغير الاجتماعي وانعکاساتها على واقع مسرح الطفل في مصر"، هدفت هذه الدراسة إلى التعرف على قضايا التغير الاجتماعي في النصوص المسرحية التي تم عرضها على مسرح الطفل في فترة الثمانينات، والوقوف على دراسة طرق المعالجة الدرامية في النصوص المسرحية في تلک الفترة، واعتمدت الدراسة على المنهج التحليلي النقدي الموضوعي ، وأداة تحليل المضمون لتحليل عينة عمدية قوامها ثمانية نصوص تم عرضها على المسرح القومي المصري للطفل في فترة الثمانينات، وتوصلت الدراسة إلى أن السمة الغالبة على الإطار الزمني المزج بين القديم والحديث، ليجسد الأطفال ماضيهم العريق من خلال ربطه بواقعهم المعاش، واستلهم المؤلفون الإطار المکاني المعبر عن الواقع المعاش والقضية المثارة، وإلتزم المؤلفون إلى حد کبير ببنية الحکاية الشعبية الواردة في المأثور الشعبي، ولکن مع التعديل البسيط في المعالجة الدرامية، لتتوافق مع القضية المثارة، والواقع المعاش، وتوصيات السياسات الثقافية والدولية والمرحلة العمرية للطفل .

4)    دراسة عزيز عايض سعد السريحي ( 2017) بعنوان : "المؤثرات الغربية في المسرح العربي ( المسرح المصري ،السوري، الجزائري واليمني نموذجا)"، هدفت الدراسة إلى التعرف على نشأة المسرح العربي وتأثره بالمسرح الغربي في الفکر والشکل والتأليف وأثر ذلک على ذوق المتلقي، والتعرف على أثر الاستعمار في عدد من البلدان العربية، والتعرف على الاسباب المباشرة والغير مباشرة التي أدت إلى استمرار المسرح العربي في قوالب غربية، وکيفية تمکين المبدع العربي من مواجهة السلبيات لإيجاد مسرح عربي له خصوصياته ومميزاته، واعتمدت الدراسة على المنهج التحليلي، وشملت عينة الدراسة مجموعة من النصوص المسرحية العربية والاجنبية مثل ( الأعمال المسرحية الکاملة لأحمد شوقي وتوفيق الحکيم ونجيب حداد وصالح لمبارکية وصلاح عبد الصبور) بالإضافة الي مجموعة من الدراسات والکتب النقدية و المقالات النقدية في الصحف والمجلات مثل ( نهاد صليحة – محمد الفيل – نعيمة مراد –أحسن الاسمر)، وتوصلت الدراسة إلى تأثر المسرح العربي بالمدارس المسرحية في کتابة النصوص وشکل العرض المسرحي، واطلاع المسرحيون على التجارب العالمية، واستفادوا منها، مما أدى إلى ظهور عدد من المبدعين العرب في تأليف النصوص المسرحية التي تعالج الأوضاع الاجتماعية العربية، وظهر عدد من الاتجاهات المسرحية الغربية بعد الحرب العالمية الأولى والثانية التي أثرت في الکتاب المسرحيين العرب، واستطاعوا إنشاء نصوص مسرحية نابعة من تراثنا العربي أفادت تطور الحرکة المسرحية العربية، وتأثر مجموعة کبيرة من الدارسين العرب في الخارج بالمسرح الغربي تأثراً جزئياً استطاعوا من خلاله تطوير العروض المسرحية العربية .

5)    دراسة رابح ذياب ( 2016) بعنوان : "رؤية العالم في الخطاب السياسي السوري سعد الله ونوس نموذجا"، هدفت الدراسة إلى التعرف على المسرح العربي الحديث وتطوره من خلال ارتباطه بحرکة المجتمع التي أثرت على الانسان العربي، وحرکته في الوجود، والتعرف على الکاتب المسرحي سعد الله ونوس الذي آمن منذ ستينات القرن الماضي أن الخطاب المسرحي عنصر أساسي من عناصر التأسيس المعرفي، والتعرف على مسرح التسييس الذي أنشائه سعد الله ونوس نتيجة إلى تدهور الوضع السياسي العربي في تلک الفترة، اعتمدت الدراسة على المنهج التاريخي في معرفة علاقة العرب بفن المسرح وتطوره التاريخي في سوريا، والمنهج البنيوي التکويني في بقية أجزاء البحث، واعتمدت عينة الدارسة على خمسة عشر مسرحية ذات توجيه سياسي للکاتب سعد الله ونوس مع الترکيز على مسرحية الملک هو الملک باعتبارها قمة التسيس الذي نادى بيه الکاتب السوري سعد الله ونوس، وتوصلت الدراسة إلى أن المسرح ظاهرة اجتماعية تطلب الترکيز على القضايا الجوهرية المرتبطة بحرکة المجتمع حتي يأخذ المسرح دوره الحقيقي في المجتمع بعيداً عن الانحراف والتشويه، وأن المسرح عند سعد الله ونوس لا قيمة له إذ لم يتطرق إلى قضايا جوهرية من خلال حوار متعدد وشامل لاتخاذ موقف محدد من تلک القضية المطروحة، بهدف خلق وعي جماهيري عن طريق التعليم والتسيس والتحريض وتأسيس الکلمة والفعل، مستخدما ما أتيح من تقنيات مسرحية فنية حديثة في العالم، وتميز مسرح سعد الله ونوس بسمات وتفرد برؤى من خلال ديمقراطية الخطاب الثقافي، والجرأة على اختراق عوالم الظلم والاستبداد عبر الموقف السياسي الواعي، وتقوية العلاقة عبر المسرح والجمهور عن طريق إحياء التاريخ والتراث کشکل من اشکال التواصل بين الماضي والحاضر .

6)    دراسة محمد عبد الحليم سرور (2013) بعنوان :" المسرح التعليمي والتغيرات الاجتماعية ثورة 25 يناير 2011نموذجا "، هدفت الدراسة إلى التعرف على قدرة المسرح التعليمي في مواکبة ما طرأ على المجتمع المصري من تغيرات اجتماعية خلال ثورة 25يناير، والتعرف أيضاً على أساليب وإخراج عروض المسرح التعليمي، واعتمدت الدراسة على المنهج الاجتماعي التحليلي في تحليل عينة عمدية من الأنشطة المسرحية قوامها إحدى عشر عرضا مسرحيا، وتوصلت الدراسة إلى أن الثورة أفرزت مضامين جديدة فرضت على متخصصي المسرح من خلال لجوء البعض إلى کتابة نصوص تستلهم شعارات الثورة وأحداثها وتنقد سلبيات ما قبل الثورة، في حين لجأ البعض إلى إعداد نصوص کتبت لمسرح الکبار، وقاموا بمعالجتها وتضمينها روح الثورة وشعاراتها لتواکب التغيرات الاجتماعية والسياسية الطارئة على مجتمعنا بعد الثورة، وأعتمد أسلوب التمثيل في عروض المسرح التعليمي قبل ثور ة25 يناير على الأسلوب الواقعي القائم على التقمص الذي يخاطب العاطفة لا العقل، وبعد ثورة 25 يناير أعتمد على تقنيات التغريب وکسر الايهام من خلال التمثيل داخل التمثيل، لمخاطبة العقل لا العاطفة، وهو أمر فرضته الأوضاع السياسية والاجتماعية والثقافية عقب ثور ة25 يناير 2011م.

7)    دراسة أنوار محمد علي ( 2012) بعنوان : "دور التربية في التغير الاجتماعي "، هدفت هذه الدراسة إلى التعرف على مفهوم التغير الاجتماعي، وأهمية ودور التربية في التغير الاجتماعي، باعتبارها جانباً أساسياً لابد من تطويره لأحداث أي عملية تغير جدية، اعتمدت الدراسة على المنهج الوصفي التحليلي في الوصف والتفسير والتنبؤ بالظاهرة، وقد توصلت الدراسة إلى أن التربية هي التي تقود انطلاق المجتمع والتغير نحو العالمية لما تمثله من دور فعال في نشر الأفکار والمفاهيم والقيم والمبادئ، التي تکسب الفرد مهارات وقدرات وممارسات التکيف مع الواقع الاجتماعي، کما تقوم بترسيخ الأفکار والعمل التعاوني والمشارکة والقيم الجديدة واحترام ثقافات الغير وتنقية المجتمع ومن الأمراض الاجتماعية من الأمراض الاجتماعية، وبناء المجتمع على أسس عقلانية أي أنها الخطوة الأولى نحو التقدم .

8)    دراسة ابراهيم ياسين محمد (2010) بعنوان : "العلاقة بين المسرح والتحولات الفکرية والسياسية في السودان (1969- 1985)"، هدفت الدراسة إلى التعرف على دور المسرح في السودان ومساهمته في مناهضة الاستعمار، وتوحيد النسيج الاجتماعي لأبناء الوطن الواحد، ومعرفة تأثير التحولات الفکرية والسياسية على المسرح من خلال الاعتماد على المنهج التحليلي في استعراض الفترة الزمنية في السودان (1969- 1985)، وتوصلت الدراسة إلى دور المسرح في مناهضة الاستعمار من خلال تشکيل ذهن الجماهير، وايقاظ وعيهم تجاه القضايا السياسية، وأن المسرح حاضراً ومعبراً عن واقع الجمهور ومرضياً لتطلعاته في کشف تناقضات النظام السياسي والاجتماعي، ودور وأهمية المسرح في توجيه وإصلاح الواقع الاجتماعي عبر الخطاب المسرحي المباشر متأثراً بحرکة الابداع السائدة في تلک الفترة، وانعکاس الظروف السياسية بصورة إيجابية على حرکة المسرح، مما نتج عنه مسرح مؤسسي تحکمه آليات الابداع، وعطاء المبدعين من حيث البنية والنصوص والممثلين والجمهور .

9)    دراسة شرين طلعت عبد العظيم (2009) بعنوان: " دراسة بعض القضايا الاجتماعية في مسرحيات مختارة لبث هنلي "، هدفت الدراسة إلى التعرف على بعض القضايا الاجتماعية في بعض مسرحيات الختارة للکتابة بث هنلي، واعتمدت الدراسة على مسرحيات الآتية : (جرائم القلب 1982، هل أنا کئيبة 1982، حفل وداع 1983، مسابقة ملکة جمال الالعاب النارية 1985)، وتوصلت الدراسة إلى أن الکاتبة اعتمدت على الأسلوب الواقعي في کتابة المسرحيات في صورة حقائق واقعية، بالإضافة إلى استخدام الأسلوب التراجيکوميدي في التعبير عن الأفکار المؤلمة، وأن العلاقات الأسرية تؤثر على مستقبل الأبناء، حيث يؤدي فقدان الروابط الأسرية إلى حدوث بعض المشکلات منها العدوانية وانحراف السلوک وغيرها، وأشارت الدراسة إلى أن بطلات المسرحيات يعانين من العنف بأنواعه المعنوي والجنسي والبدني، وقد يستسلمن للعنف بالصمت أو الانتحار أو عدم رغبتهم في المقاومة والهجوم .

10) دراسة فاطمة مبروک مسعود اسماعيل (2009) بعنوان : "أبعاد المسئولية الاجتماعية في المسرح المصري "، هدفت هذه الدراسة إلى التعرف على الدور الذي يقوم به مسرح الدولة في توعية المجتمع نحو أخطر القضايا الاجتماعية والسياسية والفکرية أو الفلسفية التي يمر بها المجتمع متخذه من مسرح الدولة نموذجاً ميدانياً ( مسرح الغد – مسرح الطليعة – المسرح القومي ) للتعبير عن قضايا الانحراف والقهر والظلم والغربة والاغتراب وقضية تحقيق العدالة الاجتماعية، وتمثلت عينة الدراسة التحليلية في مجموعة من النصوص المسرحية التي قدمها مسرح الدولة في الفترة من عام (2000 -2007)، اعتمدت الدراسة على التحليل الکيفي للنصوص والعروض في فترة الدراسة، وتوصلت الدراسة إلى أن المسرح التجاري أزدهر في السبعينات والثمانينات حيث تحول المسرح القومي إلى مسرح کوميدي يحاول جذب الجمهور بأي طريقة دون النظر مسئوليته الاجتماعية نحو مجتمعة، وأن النکسة عکست نکسة اخرى في المسرح، أتضحت ملامحها في ازدهار المسرح التجاري، وظهور مسرحيات الدولة التي تعبر عن وجهة نظر السلطة، لذلک لم يقدم مسرح الدولة في تلک الفترة إلا عدد قليل من المسرحيات التي ناقشت الهزيمة، وعلاقة الشعب بالسلطة مثل مسرحية (عفاريت الجبانة ،انت الي قتلت الوحش)، وأن الرقيب المسرحي لم يتمتع عبر العصور المختلفة بأي قدر من الحرية على المصنف المراد إجازته بمعايير موضوعية، وأن حرية الرأي والتعبير مازالت تتم ممارستها في إطار نسبي للحرية، والرقابة الذاتية أو الاجتماعية والرقابة السياسية وجهان لعملة واحدة لا يمکن أن ينفصلا، ولا توجد معايير موضوعية يتم على أساسها إجازة النصوص المسرحية

11) دراسة أحمد نبيل (2008) بعنوان : " القضايا الاجتماعية في دراما المسرح الجامعي " دراسة تحليلية"، هدفت الدراسة إلى الکشف عن القضايا الاجتماعية في دراما المسرح الجامعي في بعض نماذج النصوص المسرحية المختارة، واستخدمت الدراسة المنهج التحليلي للنصوص المسرحية المختارة – عينة الدراسة – من نصوص المسرح الجامعي، وتوصلت الدراسة إلى مدى ارتباط المسرح الجامعي بقضايا المجتمع الآنية، فجاء الخطاب المسرحي منتقداً – بشدة- لبعض القضايا الاجتماعية، کسيطرة رأس المال، واستغلال النفوذ، والزيف الإعلامي، کما أرتبط الخطاب المسرحي بقضايا المجتمع العربي عامة، باعتباره الکيان الأکبر للأمة العربية، کما رکزت بعض عروض المسرح الجامعي على قضايا اجتماعية کالحرية والعدالة والاغتراب والانتماء وفقدان الهوية الثقافية، لکونها قضايا ملحة ومؤرقة للشباب .

12) دراسة ياسر مهدي ابراهيم علي عليوة (2008) بعنوان : "قضايا التحول الاجتماعي وأثارها الفنية على المسرح المصري المعاصر في المدة من (1970 حتى 2005) "، هدفت الدراسة إلى توضيح التحولات الاجتماعية في الربع الأخير من القرن العشرين، وأثرها الفني على المسرح المصري، والتعرف على الظروف الاجتماعية بعد ثورة يوليو 1952م مرور بنکسة 1967م، ثم حرب أکتوبر 1973م، ثم تناول الباحث الأثر الفني لهذا التحول في المجتمع المصري، وانعکاسه على المسرح والمسرح الشعري، اعتمدت الدراسة على عرض وتحليل مسرحية عنتر للکاتب المسرحي يسري الجندي، ومسرحية رجل القلعة لأبو العلا السلاموني، ومسرحية المقاول لعبد العزيز حمودة، ومسرحية الانتهازيون لا يدخلون الجنة لعبد الغفار مکاوي، وقد توصلت الدراسة إلى أن الکتاب المبدعين سلکوا طرقاً مختلفة للتعبير عن قضايا المجتمع فمنهم من ينظر الى التراث بصورة المقدرة، ومنهم من لجأ الى الرمز، ومنهم من لجأ للتاريخ بأحداثه المسرحية التي تحمل صورا فنية تمس الواقع وتخدم قضاياه، ومنهم من لجأ للتجريب، وأثر التحول الاجتماعي على البيئة الدرامية کالزمان والمکان والشخصيات والصراع لأعمال هؤلاء المبدعين المسرحية، مما جعلها تأخذ أشکالاً مختلفة عما کانت عليه في مراحلها السابقة أيام الستينات .

13) دراسة Sukhwant Hundal .B.A. (2002) بعنوان: "مسرح للتغيير الاجتماعي في ولاية البنجاب في الهند"، هدفت الدراسة إلى إبراز دور المسرح في عملية التغيير الاجتماعي في ولاية بنجاب الهندية، والتعرف على أهمية المسرح في عملية التغيير الاجتماعي، وتطرقت الدراسة في إطار التحليل المستخدم في البحث بالإجابة على عدة نقاط هي: تتبع مشکلات المجتمع في ضوء الظروف الاجتماعية والسياسية والثقافية والاقتصادية لولاية بنجاب، وتقديم تحليل تفصيلي عن الموضوعات المقدمة وممارسات المسرح المتبعة في البنجاب، والتعرف على الطرق والوسائل التي اتبعها المسرح من أجل التغيير الاجتماعي، وقد توصلت الدراسة إلى أهمية دور المسرح في عملية التغيير الاجتماعي في ولاية بنجاب من خلال توعية الناس بواقعهم، والکشف عن الطرق والوسائل العديدة لتغيير هذا الواقع، وقدرة المسرح على التعامل مع الصعوبات والمشاکل التي يواجها الناس المقهورون من خلال محاولة الکشف عن أسباب هذه المشاکل للمسؤولين، وأن المسرح أداة تعبئة مهمة وفعالة في عملية التغيير الاجتماعي في ولاية بنجاب، لأنها مکنت أفراد الجمهور وممارسي المسرح من مواجهة القهر والظلم، وتمکين جمهوره إلى أن يصل إلى ما ينبغي وأن يعيش على طول المدى سعيد .

14) دراسة محمود علي فهمي مصطفي ( 1998) بعنوان : "تأثير المتغيرات الاجتماعية للانفتاح على مسرح الفارس في الفترة من (1974-1994)" ، هدفت الدراسة الى توضيح مدى تأثير المسرح المصري بالمتغيرات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية التي مرت منذ بدايات القرن العشرين وانعکست تأثير الانفتاح الاقتصادي الذي أعقب انتصار اکتوبر 1973م على جميع جوانب الحياة في مصر، مما أثر على جميع أنوع الفنون والدراما وخاصة مسرح الدولة، وهدفت الدراسة إلى دراسة أحوال المجتمع السياسية والاقتصادية والاجتماعية من خلال تحليل مجموعة من النصوص المسرحية المختارة – عينة الدراسة – وهما مسرحية( السلطان الحائر لتوفيق الحکيم، الليلة نضحک لمخائيل رومان، شهر زاد لرشاد رشدي ، الفتى مهران لعبد الرحمن الشرقاوي، معسکر وحرميه لألفريد فرج)، وتوصلت الدراسة إلى أن الانفتاح أثر بالسلب على مسارح الدولة التي تأثرت بالقطاع الخاص، وتنازلت هذه المسارح عن دورها في التثقيف والتنوير والمتعة البريئة من خلال عروض ضعيفة، وانحسار النشاط المسرحي الجاد بعد الانفتاح عندما تسلل إلى مسرح الدولة الرسمي مؤلفون لا يرقون الى مستوى ذلک المسرح، حيث ضاعت الاستقلالية من المسرح وصار الهدف منه تحقيق الربح المادي فقط، على حساب الربح الثقافي والمعنوي فتضاءلت العوض وتضاؤل عددها .

15) دراسةRund Nicka-Kassem,Dorota (1992) بعنوان : "الدراما المصرية والتغير الاجتماعي "دراسة التطور المادي والفني في مسرحيات يوسف إدريس"، هدفت الدراسة إلى إبراز أعمال الکاتب يوسف ادريس في الفترة من (1972- 1991)، اعتمدت الدراسة على تحليل ثماني مسرحيات مختارة للکاتب يوسف ادريس في ضوء الحقائق الاجتماعية والسياسية والمادية والثقافية والعربية، وتوصلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج من أهمها : ساهمت کتابات يوسف ادريس المسرحية في تعميق جذور الهوية العربية والبحث عنها، جسد أفکاره وقضاياه من خلال المشارکة الجماعية بين المؤدي والمتلقي والعودة إلى اشکال الفرجة الجماعية الشعبية، عکست مسرحياته ووثقت عصر ما بعد الثورة المصرية (1952م)، ودعت للتغير والاصلاح .

16) دراسة فاطمة يوسف (1991) بعنوان: "المسرح والتغير الاجتماعي في الفترة من ( 1952- 1970)"، هدفت الدراسة إلى محاولة وضع توازن نقدي بين تحليل المضمون السيوسيولوجي، ونقد الشکل بالمنهج التحليلي، والتعرف على مراحل تطوير المسرح المصري في أعقاب ثورة يوليو 1952م، ثم مرحلة التحول الاشتراکي والاسقاط التراثي هرباً من المواجهة المباشرة مع السلطة، ثم نماذج المسرحيات التي کتبت في أعقاب نکسة 1967م، اعتمدت الدراسة على المنهج التحليلي بالإضافة للمنهج التاريخي والسوسيولوجي، اعتمدت عينة الدراسة على نماذج مختارة من المسرح المصري في أعقاب ثورة 1952م، ونکسة 1967م، وصولا لعام 1970م، وقد توصلت الدراسة إلى أن المسرح في الفترة ما بين (1952- 1970 ) کان ظاهرة سوسيولوجية أکثر من کونه ظاهرة درامية فنية خالصة، وأن المحاولات الجادة التي سعت إلى تجديد الشکل الفني وامتداده لعناصر مستمدة من التراث الشعبي المصري، لم تؤثر تأثيراً فعالاً في فحوى المضامين الاجتماعية، التي تناولتها المسرحيات المتتابعة في هذه الفترة الحافة بالتطورات والتحولات الاجتماعية الجذرية التي تکاد تکون من النقيض إلى النقيض .

17) دراسة Morrison Joy Florence (1991) بعنوان : "الاتصال والتغيير الاجتماعي دراسة حالة لمسرح المنتدى في بورکينا فاسو "، هدفت الدراسة إلى تقييم مسرح المنتدى کوسيلة اتصال، واستقصاؤه کشکل ثقافي مناسب لنقل المعلومات الصحية والقضايا الاجتماعية بين الناس الريفيين في بورکينا فاسو، اعتمدت الدراسة على المقابلات الشخصية للجمهور وملاحظات المشارکين في العروض المسرحية، التي تناولت قضايا تنويرية عن تنظيم الاسرة في العروض المسرحية المقدمة عام 1989م، وتوصلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج من أهمها : أن مسرح المنتدى يعد من أبرز الوسائل التفاعلية التي تساهم في تشجيع مشارکة الجمهور، وتستخدمه الحکومة کأداة اتصال في خلق الوعي المتزايد بالقضايا الاجتماعية بالدولة، باعتباره وسيلة للتعبير الثقافي الجيد، وتدعيم التطور الاجتماعي ومشروعاته، للإفادة من البرامج الاجتماعية للناس الريفيين بشکل مقبول ثقافي ومکمل لحملات وسائل الاعلام.

18) دراسة کمال الدين حسين (1985) بعنوان : " المسرح والتغير الاجتماعي في مصر العلاقة الجدلية بين المسرح والمجتمع في الفترة من( 1952 -1970) دراسة تطبيقية على أعمال نعمان عاشور ونجيب سرور "، هدفت الدراسة إلى التعرف على أشکال العمل المسرحي في مصر الذي أتخد طرقاً وأشکالاً مختلفة خلال العصور التاريخية والاجتماعية القديمة والحديثة، وشرح وتحليل ظواهر التأثير والتأثر المتبادلة بين العمل المسرحي بمختلف أشکاله وطرقه المصرية وبين التغيرات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية التي طرأت على نظام الحکم، وإبراز دور المسرح في تزکية مشاعر الأفراد والتعبير عن القيم الاجتماعية والاخلاقية سواء بکشف سلبياتها أو بالدعوة إلى اصلاح المجتمع، وتوصلت الدراسة إلى ارتباط الفن المسرحي في مصر منذ ظهوره بمشکلات وقضايا المجتمع، ووجود رابط قوي بين المسرح والمجتمع من خلال دراسة السياق الاجتماعي للمسرح، وأنماط العلاقة والبنى الاجتماعية السائدة فيه، ثم محاولة ربط هذا بالتطورات والتغيرات المجتمعية باللحظة التاريخية التي ظهرت فيها، وعلاقة کل ذلک بذات المبدع وتفاعله مع مجتمعه واللحظة التاريخية التي يظهر فيها انتاجه الأدبي والفني، استطاعت الثورة أن توقظ في المثقفين إحساسهم بقوميتهم ووعيهم وتعطيهم الفرصة للحرية، واستفاد المسرح کثيراً من الانفتاح الثقافي الذي صنعته الثورة .

التعليق على الدراسات السابقة :

 من خلال الاطلاع على الدراسات العربية والاجنبية السابقة استطاعت الدراسة الحالية الخروج بعدة نتائج تتمثل في :

أ‌-  الموضوع : حيث أنصب اهتمام القائمين بالدراسات العربية في تناول موضوعات مثل : رصد دور المسرح في تحقيق التنمية المختلفة وأثر ذلک على التغير الاجتماعي بالمجتمعات المختلفة، التعرف على أهم التغيرات السياسية التي شهده شرق أفريقيا إبان الاستعمار وبعد الاستقلال، نشأة المسرح العربي وتأثره بالمسرح الغربي في الفکر والشکل والتأليف ومدي أثر ذلک على ذوق المتلقي، والتعرف على أثر الاستعمار في عدد من البلدان العربية، ومعرفة قضايا التغير الاجتماعي في النصوص المسرحية التي تم عرضها على مسرح الطفل في فترة الثمانينات، دراسة التغير الاجتماعي في صعيد مصر ومفهومه من خلال عدد من الروايات الجنوبية، قدرة المسرح التعليمي في مواکبة ما طرأ على المجتمع المصري من تغيرات اجتماعية خلال ثورة 25يناير، معرفة أهمية ودور التربية في التغير الاجتماعي، في حين تنوع القائمين بالدراسات الاجنبية الى إبراز دور المسرح في عملية التغيير الاجتماعي في ولاية بنجاب الهندية، وأهمية المسرح في عملية التغيير الاجتماعي، ودور الدراما المصرية في التعبير عن التغير الاجتماعي من خلال دراسة التطور المادي والفني في مسرحيات يوسف إدريس، وتقييم مسرح المنتدى کوسيلة اتصال، واستقصاؤه کشکل ثقافي مناسب لنقل المعلومات الصحية والقضايا الاجتماعية بين الناس الريفيين في بورکينا فاسو.

ب‌- من حيث النتائج :

رکزت الدراسات العربية والأجنبية السابقة على دراسة النصوص المسرحية بشکل عام، وعلاقتها بقضايا التغير الاجتماعي وعوامله، ودور وفاعلية المسرح في تحقيق التغير الاجتماعي علي کافة الأصعدة، وأن هناک علاقة بين آداب الشعوب المتخلفة فيما يتعلق بما تتشابه أو تختلف حول تلک الآداب من زوايا موضوعاتها وشخصياتها وتصنيفاتهم، ومن زوايا الاسلوب اللغوي والبلاغي، ودور استخدام الرمز في عملية النقد والتحليل للقضايا السياسية في المسرحيات، وانعکاس الظروف السياسية بصورة إيجابية على حرکة المسرح امما نتج عنه مسرح مؤسسي تحکمه آليات الابداع وعطاء المبدعين من حيث البنية والنصوص والممثلين والجمهور، في حين لم تتعرض دراسة واحدة لاستضاح العلاقة بين مسرح رشاد رشدي وقضايا التغير الاجتماعي، ومدى ربط مسرح رشاد رشدي بالمتغيرات الاجتماعية التي فرضت على الساحة طوال فترة الثمانينات .

ج- موقع الدراسة الحالية من الدراسات والبحوث السابقة :

لم تکتف الدراسة بإبراز قضايا التغير الاجتماعي في المجتمع المصري في فترة السبعينات حتى أوائل عقد الثمانينات، بل اهتمت باستيضاح العلاقة بين هذه القضايا وانعکاساتها على مسرح رشاد رشدي في تلک الفترة، وذلک من خلال الکشف عن معالجة النصوص المسرحية لهذه القضايا وانعکاساتها على مضمون وبنية المسرحيات الداخلية ( موضوع الدراسة).

د- أوجه الاستفادة من الدراسات السابقة :

-     تحديد مشکلة الدراسة وبلورتها ووضع التساؤلات الخاصة بها .

-     الاهتداء إلى المراجع البحثية والاستعانة بها في کتابة الجزء النظري، وتحديد المصطلحات الخاصة بالدراسة وتحديد عناصر التحليل .

-     تحديد مجال الدراسة من خلال الترکيز على قضايا التغير الاجتماعي وانعکاساتها على مسرح رشاد رشدي .

-     الوقوف على أهم قضايا التغير الاجتماعي التي برزت في مسرح رشاد رشدي

 

الإطار النظري للدراسة :

المبحث الأول : ماهية التغير الاجتماعي

أولا - مفهوم التغير الاجتماعي

 " هناک نوعاً من الغموض والتداخل حول وضع تعريف محدد لمفهوم التغير الاجتماعي، لأن هذا المفهوم يعد ظاهرة واسعة سواء إن کانت هذه الظاهرة اجتماعية أم تاريخية فمن الصعب وضع تعريف محدد لمفهوم التغير الاجتماعي لأن کل شيء بحياتنا کما نعلم عرضه للتغير المستمر على الدوام" (کوخ الهمزاني ،2019 : (http://egtlab.com/vb/showthread.php?t .

1-            مفهوم التغير الاجتماعي في اللغة :

 التغير في اللغة العربية کما جاء في لسان العرب " تغير الشيء عن حاله: تحول، وغَيَّرَهُ : حولَّـه وبدَّله، کأنه جعله غير ما کان ، وغِيَر الدهر : أحواله المتغيرة .." ( جمال الدين ابن منظور ،2005 :40)، وفي التنزيل العزيز: (ذلک بأن الله لم يک مغيراً نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وأن الله سميع عليم ).(الأنفال / الآية: 53) .

 وبذلک يشير مفهوم التغير في اللغة العربية الى معنى التحول والبدل، فتغير الشي هو تحول هذا الشيء الى غيره، کما انها تعني الأشياء على اختلافها " ( فادية عمر، 2004 :10)، وحينما تضاف کلمة الاجتماعي تعني کل ما يتعلق بالمجتمع فيصبح التغير الاجتماعي هو التغير الذي يحدث داخل المجتمع أو يطرأ على البناء الاجتماعي خلال فترة زمنية محددة ،لأن المجتمع في حالة دائمة من الحرکة والتطور المستمر شأنه في ذلک شأن الکائنات الحية تماما " ( محمد عمر ، 1996: 52)

 ومفهوم التغير في اللغة الإنجليزية (Chang ( يعني الاختلاف في أي شيء يمکن ملاحظته خلال فترة زمنية محددة " ( رحالي حجيلة ، 2010 : 7)، وعند إضافة کلمة المجتمع لمفهوم التغير يصبح التغير الاجتماعي ( Social Chang) "هو التغير الذي يحدث داخل المجتمع أو التحول الذي يطرأ على أحد جوانبه خلال فترة زمنية محددة ، وليس کل تغير يطرأ على المجتمع هو تغير اجتماعي يطرأ على بناء المجتمع، ويعرف إميل دور کايم ( Emile Durkheim) التغير الاجتماعي بأنه " کل تغير يشير الى التحولات التي تفرض على الأفراد " ( Alexis tremoulinas ,2006:7))

ب – المفهوم الاصطلاحي للتغير الاجتماعي :

 يعد مصطلح التغير مصطلحاً حديثاً نسبياً بوصفة دراسة علمية، ولکنه قديم من حيث الاهتمام به، وملاحظته حيث يرى لندبرج أن " التغير ظاهرة اجتماعية تحدث في کل مکان وزمان ( عبد العزيز جابر ، 2011 :23)، في حين يرى صموئيل کيونج" أن التغير في حد ذاته ظاهرة طبيعية تخضع لها ظواهر الکون وشؤون الحياة بالإجمال ، وهو من أکثر مظاهر الحياة الاجتماعية وضوحا ، فالتغيير يشمل البيئة الخارجية والداخلية على السواء " ( عزت السيد ، 2011 : 504).

 بينما يري جي روشي ( Guy Rocher) التغير" بأنه کل تحول في البناء الاجتماعي يلاحظ في الزمن ولا يکون مؤقتا أو سريع الزوال له تأثير على البناء أو وظائف المنظمات الاجتماعية لمجتمع ما فيغير مسار حياتها " ( Genevieve Mounier,2018 : 1)، ويعرفه أحمد زکي بدوي " بأنه کل تحول يقع في التنظيم الاجتماعي سواء في بنائه أو في وظائفه خلال فترة زمنية معينة " ( أحمد زکي ، 1982 :382)، بينما يعرفه البعض على أنه "عملية اضطرارية ومستمرة للتحول أو التعديلات التي تطرأ على أنساق العلاقات الاجتماعية " ( السيد عبد العاطي ، بدون تاريخ : 83) "، وعرفه آخرون " بأنه أي اختلاف يطرأ على النظام الاجتماعي فيؤدي الى اختلاف في نظام الحياة التي اعتاد الناس عليها أو حتى في طرق تفکيرهم طالما أن هذا الاختلاف تکراري ومحدد بفترات زمنية "( 760; 1985 , Daniel Chariot)

 في حين يري روجرز (Rogers) " أن التغير الاجتماعي يشير الى العملية التي يتم من خلالها تعديلات في بناء ووظيفة النسق الاجتماعي بالإضافة الى العنصر الوظيفي أو السلوک الفعلي للفرد في مکانة معينة، لذا فالتغير من وجهة نظر روجرز عملية وليس حالة ولکونه عملية ليس له بداية أو نهاية فهو مستمر عبر الزمن " (مصلح الصالح ، 2002 :51)، ويعرفه آخرون على أنه "عملية اجتماعية عن طريقها تتغير أنظمة المجتمع الاجتماعية کالنظام السياسي والاقتصادي والعائلي ....الخ، وذلک خلال فترة زمنية محددة ، لما تتيحه من عوامل ثقافية واقتصادية وسياسية يتدخل بعضها ببعض، ويؤثر بعضها في الآخر " ( لطفة الطبال ، 2012 : 407).

وفي ضوء ما سبق يتضح أن التغير قد يکون في الأفکار أو الآراء أو التنظيم الاجتماعي أو نظم الحياة الاجتماعية أو السياسية أو الاقتصادية، ليس له بداية أو نهاية محددة، لأن التغير يحدث بصورة تراکمية، وتختلف عوامله باختلاف ظروف المجتمعات، ومن ثم فإن دراسة التحولات والتغيرات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية التي مر بها المجتمع المصري خلال فترة زمنية معينة - عقد الثمانينات – ومعرفة تأثيرها المباشر أو الغير مباشر في البنية الأساسية للمجتمع، وما تحتاج إليه من تغيير لمواکبة التغيرات الطارئة والمتلاحقة على المجتمع المصري في واقع الأمر يعني البحث فيما قد يطرأ على الظروف المحيطة بالتغير الاجتماعي، بهدف الترکيز على التغيرات في المضمون التي تشتمل على إعادة الهيکلة أو التطورات النوعية في الظواهر الاجتماعية، وليس مجرد التغيرات الشکلية.

ثانياً- خصائص التغير الاجتماعي

 من خلال التعريفات السابقة لمفهوم ومصطلح التغير الاجتماعي نستخلص مجموعة من الخصائص والسمات وهي کالآتي :

◄   التغير ظاهرة عامة تشمل کل المجتمعات .

◄   التغير ظاهرة مستمرة عبر الزمن.

◄   يحدث التغير الاجتماعي نتيجة الى عوامل داخلية أو خارجية.

◄   يحدث التغير تجديدات في حياة الأفراد .

◄   قد يکون التغير مخطط له أو غير مخطط له أي تغير تلقائي .

وفي ضوء ما سبق يتضح أن التغير سمة ملازمة للحياة الإنسانية ومصاحبة للبشرية منذ فجر نشأتها، إذ شهدت المجتمعات الإنسانية بمرور الزمن العديد من التغيرات والتحديات والتطورات المستمرة والمتلاحقة في النواحي الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، وتباينت ثقافة المجتمعات ومفاهيمها وقوانينها التي تنظم التعاملات بين أفرادها.

ثالثاً - مکونات التغير

يؤکد علماء الاجتماع أن التغير يحدث بصورة تراکمية، ومن الصعب ملاحظته في ومضات سريعة، لأن التغير نسبي الحدوث وتتفق "زينب أحمد سقيره" ( 2017 : 38) مع "حامد زهران" ( 1984 : 217) في تحديد مکونات التغير کالتالي :

‌أ-       نوع التغير : أي الظواهر التي تتعرض للتغير .

‌ب-   مستوى التغير : أي الموضوع الذي يحدث فيه التغير .

‌ج-    زمن التغير : أي المدى الزمني الذي يحدث فيه التغير .

‌د-       وجهة التغير :أي المسلک الذي يسير فيه التغير .

‌ه-   حجم التغير : أي مقدار التغير .

‌و-     معدل التغير : أي درجة السرعة والبطء في حدوث التغير.

رابعاً - أنماط التغير الاجتماعي

 توجد مجموعة من الأنماط التي توضح طبيعة التغير الاجتماعي وصلته بالتحولات العديدة التي تحدث في مختلف أنماط الحياة الانسانية، وعند دراسة التغير الاجتماعي في مجتمع ما لا يجوز أن ندرسه خلال فترة زمنية قصيرة نسبيا، وإنما يکون المدى الزمني متضمنا لعدة أجيال حتى يمکن الوقوف على أنماطه ونتائجه بصورة ملموسة "( سناء الخولي ، 2000 :244) .

وحدد أرخا أرئيل (Archana Aryal and Others) أربعة أنماط للتغيير الاجتماعي بدرجات متفاوتة Archana Aryal and Others, 2012 :41-44)) وهى کالتالي:

‌أ-     التغيير السلوکي: من خلال تبادل الحوار والآراء وتقبل الآخر ، وتوعية الأفراد بحقوقهم وواجباتهم.

‌ب-   التغيير البنائي: أي تداول السلطة المحلية وإشراک فئات المجتمع فيها، والالتزام بالقواعد والسلوک المنصوص عليهما.

‌ج-   والتغير في العلاقات: من خلال العمل التعاوني وتفعيل دور المجتمع المدني، والأحزاب السياسية.

‌د-     التغيير الثقافي: ويقصد به التغلب على التمييز على أساس الجنس أو الطائفة أو الدين أو المکان، ويساعد التغيير الثقافي على تحقيق بناء السلام بين أفراد المجتمع .

 

خامساً - مصادر التغير الاجتماعي

هناک مصدرين للتغير هما:

أ‌-    المصدر الداخلي:" ويکون قائما في داخل النسق الاجتماعي وإطاره المجتمع نفسه نتيجة لتفاعلات تتم داخل المجتمع ".( محمد الدقس ،2005 :11).

ب‌-    المصدر الخارجي: "الذي يأتي من خارج المجتمع نتيجة اتصال المجتمع بغيره من المجتمعات الأخرى" ( أحمد الخشاب ، 1971 :7) .

سادساً - عوامل التغير الاجتماعي

 هناک عدة عوامل تساعد في حدوث التغير الاجتماعي، ولا يمکن ارجاع هذه العوامل إلى عامل واحد فقط، لأن التغير الاجتماعي هو ظاهر اجتماعية، وقد اتفق کلاً من أحمد رأفت (1983 : 130) ، (71 :1991 ، James Curran and Michael Gurevitich) ، عادل الهواري ( 1993 : 54)، سيف الاسلام علي ( 1988 :18)، سناء الخولي ( 2000 :244-249 )، يوسف صالح ( 2006 :10)، زينب أحمد ( 2017 : 33-34 ) على عدة عوامل هي :

1- العوامل البيئية : حيث توجد علاقة بين الانسان والبيئة أي المکان الذي يقطن فيه الإنسان، فإذا کان الانسان يؤثر في البيئة المحيطة من حوله، فإنها أيضا تؤثر عليه وتضفي عليه طابعها، مثال: الموقع، والمناخ، ومستوى المعيشة في المجتمع... وغيرها.

2- عوامل أيدولوجية : وهي الآراء والأفکار والمعتقدات السائدة ، التي تعد قوة فکرية قاهرة تعمل على تطوير النماذج الاجتماعية الواقعية وفقاً لسياسة متکاملة تتخذ أساليباً وأشکالاً هادفة ، تنعکس آثارها على البيئة والعلاقات الاجتماعية والتنشئة الاجتماعية فهي محرکا لکثير من التغيرات الاجتماعية .

3- عوامل سياسية: ويؤدي العامل السياسي دوراً هاماً في التغير الاجتماعي، لأن العملية هنا تتعلق بالسلطة السياسية العليا، وما لها من تأثير عن طريق التخطيط المباشر لأحداث التغير المطلوب.

4- عامل الاتصال الحضاري والثقافي بين المجتمعات: حيث يؤثر التواصل بين المجتمعات في نقل الثقافة والحضارة ، لأن المجتمعات التي على اتصال دائم مع مجتمعات آخري تميل الي التغير السريع.

5- الاتصال الجماهيري : ويعد من أکثر مؤسسات المجتمع تأثيراً على تغير المجتمع وتنميته، حيث يقوم بدمج مختلف عناصر النسق الاجتماعي، وترسيخ القيم وتشکيل اتجاهاته ومعتقداته، فهو يسهم في وحدة النظام الاجتماعي وتکامله عن طريق الابقاء على الروابط بالأجماع حول هذه القيم .

6- العامل السکاني : وهو يتمثل في نوعية السکان، وترکيبتهم، وأجناسهم، "ويؤدي التغير في الترکيب السکاني في المجتمع في بعض الأحيان الى حدوث التغيرات الاجتماعية، نتيجة الى زيادة المواليد أو نقصها أو نتيجة الي الهجرة الداخلية والخارجية، ومشاکلها في انتقال الفرد من مجتمعه إلى مجتمع آخر، أو بسبب الاحتلال ، وقد ينتج عن ذلک تفکک في العلاقات الاجتماعية، وتظهر بعض المشکلات المتعلقة بالإسکان والصحة والجريمة ... الى غير ذلک.

7- عوامل دينية : يعد الدين من أکبر العوامل التي تؤثر في تحديد الأشکال المختلفة للمجتمع، حيث يحمل أيديولوجيته الخاصة وأخلاقه التي تنعکس على مختلف جوانب الحياة ويکون له تأثير على الأفراد ومعتقداتهم وأفکارهم ومفاهيمهم، وحثهم على التغيير.

8- عامل العلم والتقدم والتکنولوجيا : وهو من أهم عوامل التغير فالمجتمعات البشرية تتغير إذا ما ظهرت اکتشافات أو حدثت مخترعات، لذا يعد عامل التکنولوجيا أحد العوامل الهامة التي تستحث تغير في الجانب المادي من ثقافة المجتمع، وبذلک تؤثر في عملية التغير الاجتماعي .

 وفي ضوء ما سبق يتضح أن موضوع التغير الاجتماعي من المواضيع المهمة في حياة المجتمعات التي تعيش جميعها ظاهرة التغير المتأصلة في حياتها، والاهتمام بهذه الظاهرة فتح آفاق أمام علماء الاجتماع لرصد حرکة التغير الاجتماعي وتنظيمها بشکال علمي، للوصول إلى طبيعة العلاقات الانسانية والمبادئ التي تسير عليها المجتمعات في نشأتها ونموها وانحلالها، وقد شکل البحث في مختلف التغيرات الاجتماعية التي حلت بالمجتمع المصري في عقد الثمانيات منبع بروز وتطور الفکر السوسيولوجي، مما ساعد المسرح على ظهور وإنتاج تصورات ومقاربات عديدة لتلک الفترة، تسعى کلها إلى فهم وتفسير حقيقة التغير الاجتماعي، وتختلف عوامل التغير الاجتماعي باختلاف الظروف والمجتمعات.

المبحث الثاني : ( قضايا التغير الاجتماعي في مسرح رشاد رشدي ).

أولا - نًبذة عن حياة المؤلف المسرحي رشاد رشدي :

أ‌- نشأته :

 "ولد رشاد رشدي بمدينة القاهرة عام 1912م، والتحق بمدرسة شبرا الابتدائية ثم مدرسة الأمير فاروق الثانوية ، وتخرج من قسم اللغة الانجليزية بکلية الآداب – جامعة فؤاد الأول ( جامعة القاهرة حاليا)عام 1935م، وعمل مدرسا للغة الانجليزية في المدارس الثانوية، وفي أواخر الأربعينات سافر في بعثة إلى جامعة ليدز بإنجلترا للحصول على درجة الدکتوراه في الأدب الإنجليزي، وکان موضوع رسالته أدب الرحلات الذي سجله الرحالة الإنجليز الى الشرق عامة ومصر خاصة" ( نبيل راغب , 1993 :3-4) .

وفي أعقاب ثورة يوليو / 1952م عاد إلى مصر ليعمل في قسم اللغة الانجليزية بکلية الآداب جامعة القاهرة، ثم تولى رئاسة القسم في منتصف الخمسينات، وقد استمر عهده ما يقرب من عشرين عام، ثم عين عام 1975م رئيس المعهد العالي للفنون المسرحية، ورئيس أکاديمية الفنون، کما عمل رئيساً لمسرح توفيق الحکيم.

ب‌-           أهم أعماله:

 بدأ رشاد رشدي حياته الأدبية بکتابة القصة القصيرة والترجمة لقصص تشيکوف، وإليه يرجع الفضل في نشر أدب أنطوان تشيکوف، أما بالنسبة لعمله بالصحافة فقد کان رئيسا لتحرير مجلة المسرح من عام 1960 إلى 1966م، ثم انتقل إلى مجلة الجديد في عام 1973م، وظل بها حتى وفاته، وعمل مستشاراً للرئيس الراحل محمد أنور السادات للأدب، حبه للمسرح والصحافة أثر وغلب على أدبه وظهر ذلک منذ أول کتابته المسرحية الفراشة والتي بعدها صار المسرح له کما يقول "حبي الأول ولا يسعدني شيء مثل کتابته “ومن اقواله أيضا "لقد مررت في حياتي المتجددة الأطراف بتجارب کثيرة ولکن إذا سألني سائل ماذا خرجت أو سوف أخرج في هذه الحياة فسوف يکون جوابي حب الله وحب الجمال في کل ما صنعه الله وصنعه الإنسان" ( نادية البنهاوى، 1994 :9)

 کتب بعض القصص والدراسات إلا أن کتابته المسرحية فاقت کل مؤلفاته وکان من أهم مسرحياته : الفراشة (1960) ، لعبة الحب (1960) خيال الظل (1965) بلدي يا بلدي (1968) نور الظلام(1968) محاکمة عم أحمد الفلاح (1974) رحلة البحث عن الله (1975)عيون بهية (1976) ، وکانت مسرحياته الثلاث آخر أعماله التي کتبها في أوائل عقد الثمانينات وهي (أبناء فاوست، المجلس، أکتوبر الحزين ).

ج- مسرح رشاد رشدي :

 " لم يکن رشاد رشدي مجرد أستاذ جامعي أو کاتب مسرحي أو صحفي قدير أو کاتب قصة قصيرة أو ناقد کبير سواء على مستوى التنظير أو التقويم ،بل کانت کل هذه الجوانب العلمية والابداعية تشکل فيما بينها منظومة متکاملة العناصر أو بوتقة تنصهر فيها کل إنجازاته ، بحيث جعلت منه ظاهرة تفرض ظلها على الحياة الجامعية والثقافية والأدبية والمسرحية والنقدية في مصر والعالم العربي ابتداء من منتصف الخمسينات وحتى مطلع الثمانينات، أي حتى رحيله في فبراير عام 1983 " (نبيل راغب ، 1993 :3 ).

 " وکان رشاد رشدي دائما يقول : بأن المسرح هو أکثر الفنون الأدبية ترکيزا ، فالکاتب المسرحي محدود بفترة زمنية محددة عليه أن يقول کل ما يريده خلالها ،وليس الکاتب کالروائي الذي ليس عليه أي قيد ، فروايته يمکن أن تستغرق مجلد أو مجلدات ،وحتى الشعر الذي هو أيضا فن مرکز لکن لا تحده الفترة الزمنية التي يستغرقها عرض المسرحية ،وهناک من القصائد ما يستغرق ساعات طوال بينما على المسرحية أن تبدأ وتنتهي خلال ساعتين أو ثلاثة على الأکثر " ( محمد سلماوي ، 1985 : 11).

 وجاء رشاد رشدي ليسبح وحده ضد التيار، ويتحدى الاتجاه السائد في جرأة واصرار وثقة ودراية يحسد عليها ،وعندما لم يجد جدوى من استقطاب أحد من قدامي النقاد إلى اتجاهه الموضوعي التحليلي التقويمي، قرر بريادة قل أن تجد نظير لها، تربية ( الکادرات) الجديدة التي ستحمل على عاتقها في المستقبل تحويل النقد الأدبي إلى علم منهجي تحليلي بکل ما تحمله الکلمة من معان" (نبيل راغب ، 1993 :10).

 ويري رشاد رشدي " بأن الفن هو الذي يصنع الموضوع ،والفن موهبة وثقافة ..ثقافة فنية ..فإذا توافرت هذه الثقافة توفر النقد الموضوعي الذي لا يقوم على مجرد الآراء والانطباعات الشخصية ،بل على أسس من التحليل والمقارنة ، وهذه الثقافة أيضا يمکن أن تساهم في إدراکنا للأشکال المختلفة للفنون المسرحية ، وفي وضوح رؤيانا لأهدافنا الفنية وزيادة وعينا بما نفعل وما ينبغي أن نفعل " ( رشاد رشدي، 1998 :16) .

ثانيا : قضايا التغير الاجتماعي المثارة في مسرح رشاد رشدي :

 يؤدي المسرح دوراً هام بالنسبة للمجتمعات المختلفة ولا سيما المجتمع العربي من بينها، وما له من دور فعال في معالجة قضاياه المختلفة محاولاً إيجاد حلول تهدف لتخليص المجتمع مما يعانيه من ظروف صعبة، قد تمر به عند تعرضه لها نتيجة لواقع غير مستقر في ظل تقلب موازين القوى المختلفة، وهذه الظروف لا تقتصر عند جانب معين، بل تمتد لمختلف الأصعدة کالصعيد الاجتماعي والسياسي والاقتصادي وحتى الفکري، ويخضع النص المسرحي بشکل أو بأخر لبنية المجتمع الفکرية والايدلوجية والاقتصادية ، " لذا فالعمليات الأدبية هي عمليات اجتماعية في مفهومها ووسيلتها، أو في موضوعها أوفي جوهرها الذي عبارة عن محاولة يبذلها الأفراد المتميزين، وذوي القدرات الخاصة من أجل فهم عالمهم الاجتماعي " ( کمال الدين حسين ،1992 :27 ).

ويعتمد الأسلوب الدرامي على طبيعة ورؤية الکاتب المسرحي للوقع الذي يعيش فيه، وکيفية إدراکه لقضايا ومشکلات عصره ، ويختلف الأسلوب الدرامي من عصر الى آخر، وبذلک " يمکن القول بأن الکاتب المسرحي يمکنه التنبؤ بالأحداث القادمة التي سوف تحدث في المستقبل، باعتباره مؤمن بقضايا مجتمع، ولا يستطيع أن يمارس کتاباته بمعزل عن الواقع الاجتماعي الذي يعيش فيه، لذا کان من الطبيعي أن يتأثر المسرح ويتفاعل مع الحرکة الاجتماعية والسياسية بل ويؤثر فيه أيضا " ( سيد علي ، 2013 :105)

"وتميزت فترة السبعينات بحدة التفاوت الاجتماعي نتيجة لتبني مصر سياسة الانفتاح الاقتصادي عام 1974واختلفت الظاهرة الدرامية في السبعينات عن الظاهرة الدرامية في الستينات من حيث التوجهات السياسية فجيل الستينات اهتم بنقد النظام ومواکبة تجربته الاشتراکية بينما کتاب السبعينات جاءت کتابتهم من الخارج التي احتوت على إسقاطات سياسية جادة نابعة من نظرة الفنان من الخارج وبهذا لم يواجهوا انتقاضا عنيفا مباشر للنظام ، وحلت تجار مسرحية جديدة محل الدراما الواقعية واقتربت من المسرح التعبيري "( أحمد صقر ، 2011: m.ahewar.org)

 " بالإضافة الي التغير الجذري بسبب التهديدات الصهيونية للکثير من مناطق البلاد العربية ،والتغير النوعي في الدور العربي المصري تجاه الصراع الإسرائيلي ، حيث اتجهت التحولات والتغيرات التي بدأت تظهر على ساحة العلاقات العربية نحو الوفاق والتضامن والوحدة العربية للقضاء على الضغوط الدولية الجديدة وخاصة في عقد الثمانينات بعد ظهور سطوة الهيمنة الامريکية " ( عادل حسين ، 1991 :10-11) .

" وکان رشاد رشدي له رؤيته الخاصة في المسرح الغربي الذي قد تأثر به فهو من أکثر الکتاب أعجاباً بمسرح شکسبير وتشيکوف ، وکانت رؤيته الدرامية متصلة برؤيته للحياة، فهو يهتم في مسرحياته بالصراع الداخلي عند الشخصيات، وعلي ذلک يعتبر المفارقة الأساسية التي يقوم عليها الصراع في مسرحه وهي المفارقة بين الحلم والواقع، فهو لا يري الدراما في عقدة أو مشکلة رئيسية، ومن هنا کان أهتمامه منصبا بوحدة التيمة، وما الشخصيات والمواقف المختلفة في المسرحية إلا تنويعات عن هذه التيمة وکلا منها تعمق معني هذه التيمة بشکل أو بآخر" ( نادية البنهاوي ،1994 :6-7)

 ويطرح مسرح رشاد رشدي بعض القضايا الاجتماعية الطارئة على المجتمع المصري والعربي في عقد الثمانينات، ويرجع بالأحداث التاريخية أواخر فترة الأربعينات لتکون فلسطين هي النواة أو المحور الذي يلتف حوله کل التغيرات والتوجهات السياسية والاجتماعية حتى اغتيال الرئيس الراحل محمد أنوار السادات في أوائل عقد الثمانينات في ذکرى انتصار اکتوبر 1973م، ليتحول النصر إلى ذکره مؤلمة عند مختلف فئات الشعب المصري والعربي، وکأن الکاتب يريد أن يقول أن من أراد التغير فليبدأ أولا بالتطرق لعرض قضايا مجتمعه محاولاً الوقوف على تلک الأحداث وعرضها بصيغة أخرى على المجتمع، محاولا تقديم آراءه ومقترحاته تجاهها من خلال أعماله الأدبية، وهذا ما فعله رشاد رشدي في النصوص المسرحية موضوع الدراسة .

1-  مسرحية أبناء فاوست

 تبين من خلال قراءة الباحثة للنص المسرحي أن هذه المسرحية کتبت في أوائل الثمانيات، بعد استشهاد الرئيس الراحل محمد أنور السادات، وأن المؤلف تأثر بالأحداث والتغيرات المجتمعية الطارئة على المجتمع المصري، فکتب المسرحية يعرض بها ما حدث للمجتمع العربي عامة والمجتمع المصري بصفة خاصة بعد حرب 1948م، واحتلال فلسطين رسميا 1949م، وما حدث من حزن وانکسار في نکسة 1967م، ووقف الکيان الصهيوني عام 1973م، وما بعد نصر أکتوبر 1973م .

فمضمون هذه المسرحية يکاد ينطبق على واقع الأوضاع السياسية في أواخر الأربعينات من خلال تحويل المسرح الى منصة للجدل السياسي، حيث "مر المجتمع العربي خلال عقود الخمسينات والستينات بتغيرات مست البنى الاجتماعية والسياسية والاقتصادية ،مما زاد في ثراء حرکة التأليف المسرحي، حيث أمدته تللک التغيرات والهزات الاجتماعية بموضوعات جديدة، وفتحت أمام کتابه آفاق آخري للتعبير فتحول المسرح إلى الفن الأول، وزحزحة بقية الأشکال الأدبية من أعلى قمة هرم الابداع فانعکس ذلک الثراء في النصوص على العملية النقدية التي هيأت لها تلک النصوص مادة للتقويم " ( أسماعيل ابن أصفيه ،2016: 617-618)

وجاءت مشاهد المسرحية تعبر عن دلالة الحدث التاريخي، وما يحمله من قضايا محددا معالم التغير على المجتمع العربي عامة والمجتمع المصري بصفة خاصة بعد احتلال فلسطين رسميا عام 1949م، وکانت الغلبة لأحداث سياسية سريعة الحرکة والتغيير، وأن يکشف الکاتب عن الروح الانهزامية والکآبة والاحباط التي حلت على المجتمع المصري عقب نکسة 1967م، وکان من الطبيعي في ظل ظروف العدوان الاسرائيلي على سيناء في تلک الفترة " أن يتفاعل الفن والأدب ويستجيب لمتطلبات المعرکة ويطوع أدواته لمساندة الشعب في حربه المصيرية، فاحتشدت طاقات عديدة من الفنانين والکتاب لتجل تللک الأحداث القومية، وتفي بمتطلبات المرحلة الراهنة لتشارک في رفع الروح الوطنية، وکان المسرح من بين فنون الأبداع المتعددة المساهمة بإيجاب " (نادية بدر الدين ، 1989 : 110).

 أما المشهد الرابع فقد جاء يعبر عن انتصارات أکتوبر 1973 في وجدان کل مصري وعربي رمزا للفخر والعزة واستعادة الکرامة على الرغم من مساندة أميکا ودعمها اقتصاديا لإسرائيل إلا أن بدأت روح الهزيمة والانکسار واليأس تتمزق في الاختفاء وتغير ايقاع الحياة بعد هذا الانجاز العسکري العظيم " وواکب ذلک محاولة الکتاب المسرحيين المشارکة في صنع النصر عن طريق توظيف الکلمة ، وتقديم النقد الموضوعي البناء من خلال عروضهم المسرحية ، وذلک ايمانا منهم بضرورة وتأکيد وتفعيل دور المسرح التنويري باجتذاب الجمهور ومحاولة الارتقاء به فکريا وفنيا بتقديم عروض جيدة وشحذ الهمم للخروج من دائرة الاحباط واليأس السابقة ، وظهر عدد کبير من العروض المسرحية الوطنية التي تناولت قضية الصراع العربي الصهيوني ،وکيفية استرداد الکرامة والعزة العربية " ( عمر دواره ، 2015 ، http://www.daralhilal.com.eg/show-7293.html URI) .

ويرى رشاد رشدي أن هذه المسرحية المستوحاة من مأساة فاوست الأسطورية، ومن الفظائع الرهيبة التي يرتکبها أهل القوة في السنوات الأخيرة ..ففي عالم اليوم کل من ينظر حوله لا بد أن يدرک أن فاوست، قد ترک أبناء عديدين فاقت شرورهم کل ما أقترف فاوست من ذنوب من أجل هذا أطلق رشاد رشدي اسم فاوست على شخصيته الأسطورية وشخصيته الواقعية التي تعيش بيننا ...فکلاهما واحد أو على الأقل فاوست الحديث ليس إلا امتداداً لفاوست الاسطوري " (رشاد رشدي ، 1984 : 103)

وقد صاغ هذه الأسطورة کمسرحية أو قصة عددا کبير من کتاب العالم منهم الشاعر الألماني جوته , والکاتب الفرنسي بول فاليري , وقبل ذلک بکثير الشاعر الانجليزي مارلو معاصر لشکسبير، " وبين العملين الکبيرين عن فاوست وهما عمل (مارلو ، جوته )، وکانت ملحمة الشاعر الانجليزي جون ميلتون الفردوس المفقود التي نشرت لأول مرة عام 1667م، وفي هذا العمل يخرج الشيطان من ثوبه المعتاد ليصبح في صورة أقرب الى أبطال المأساة من البشر " ( جون ملتون ، 1982 :63)

 وتظل الدلالة السياسية للمسرحية على وفاق مع هذا التفسير، فقضية المستعمر الحاکم المطلق للظلم، الذي يندفع في ظلمه وفساده بتأثير من حياته المحبطة أو بتأثير قوى داخلية أو خارجية محيطة به، تظل هذه هي قضية المسرحية - الاستعمار الصهيوني للأراضي الفلسطينية- التي محور الصراع العربي الإسرائيلي في المنطقة .


2-  مسرحية المجلس

تعد مسرحية المجلس بمثابة دعوة من الکاتب رشاد رشدي للخروج من عباءة الفکر الواحد التي کانت مفروضة في الستينات، ومراجعة المشروع ( الوحدوي القومي الاشتراکي ) القديم، وإعادة النظر فيه " وفي ظل فترة الانفتاح الاقتصادي عام 1974 م، التي أدت الى اندماج الاقتصاد المصري في فلک التبعية للنظام الرأسمالي العالمي الذي سقط أسيرا للولايات المتحدة، وقد ترتب على ذلک تغير في البنية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية والتعليمية، فعلى الصعيد الاقتصادي تحول الاقتصاد من موجه مخطط لتحقيق أهداف تنموية تحقق مصالح الغالبية العظمي من الناس الى اقتصاد السوق العرض والطلب، " وتم تعظيم دور القطاع الخاص والجماعي ، وعلى الصعيد الاجتماعي تبدلت خريطة القوي الاجتماعية بظهور فئات وشرائح اجتماعية خلفتها سياسة الانفتاح وحدث استقطاب حاد في الواقع الاجتماعي أدى في النهاية الى فقدان الطبقة الوسطى في مصر، ووجود قلة في الطبقة العليا والغالبية العظمى في القاع " ( شبل بدران ، 2009 : 57 -59) .

 وقد استطاع رشاد رشدي التعبير عن عوامل التغير الاجتماعي في مسرحية المجلس من خلال المعالجة الدرامية للشخصيات العمل الدرامي بدقة حيث تبدأ المعالجة في تلک المسرحية بداية من اختيار اسم الشخصيات مثل ( رقيب ، حسيب ، ونجيب ، نقيب ، شکيب، فريد ..وغيرها )، التي تعکس أعمالهم في المسرحية، حيث تبدأ المسرحية في حالة هرج ومرج مع وجود اثنان من الفراشيين يقومون بإعمالهم في تقديم الشاي والقهوة ، ويحلس أعضاء المجلس بالترتيب على رأس طاولة يجلس رئيس المجلس مهيب الى يمينه غريب ثم عجيب ثم لبيب ثم شکيب ، وعلى يساره يجلس السکرتير نصيب ثم مجيب ثم منيب ثم حبيب ثم نقيب وعلى کرسي منفرد قبالة الطاولة يجلس فريد ، ويحاول الرئيس ميل الکرسي تجاه مجيب للاستماع الى نکته يرويها له، ويسأل لبيب حسيب عن سبب النقود الجديدة التي بحوزته ثم يطلب منه فکة بعض النقود إلى ان يتدخل الرئيس ويفصح عن سبب اجتماع مجلس المهندسين وهو محاسبة المهندس فريد بتهمة أنه بيتهم زميل له بتهمة شنيعة تدخله السجن.

 ويبدأ فريد في التحدث يقاطعه شکيب والرئيس أنه لا بد من أخذ الأذن قبل التحدث وتتوالى الأحداث إلي أن يتم الکشف عن سبب اتهام فريد لزميله بهذه التهمة بسبب رافض يبني کوبري على العوامات، لأنها فسدانة وأن المهندس الي بناها (شريف سامي) حرامي، وتنقلب الاحداث على المهندس فريد بدل من محاسبة المذنب والتحري في الشکوى للتأکد من مصدقتيها، يتهم فريد باضطهاده زميله مبرراً أن وقوع الکوبري شيء عادي لا يقارن بوقوع مصر فريسة للاستعمار، ولا بد قبل ان يقوم بتبليغ الوزارة بأن العوامات فسدانة لا بد من تبليغ رؤساؤه في العمل أولا، ثم يتم اتهامه بالإضرار بالمصلحة العامة ثم يتوصلوا الى رفده وفصله من العمل وضرورة سجنه الى أن تأتي أوامر بعدم فصله من العمل وأنه يرجع معمله ويبني الکوبري، ويتأکد الجميع انه مسنود فيبدوا بالإحسان إليه، وذکر صفاته الحميدة وکفاءته في العمل، ولکن سرعان ما يجدوا سبب الأوامر بعودة فريد خوفاً من إثارة ضجة وفضيحة في الصحف، وتنتهي المسرحية بالاستفتاء بأن العوامات فسدانة خوفاً من الفضيحة، ويتفق الجميع على أنها فسدانة، ثم يتم استفتاء الرئيس لهم على أنها موش فسدانة، وبالفعل يتفق الجميع أيضاً على أنها مش فسدانة، وتنتهي المسرحية کالتالي :

الرئيس : عظيم ..يبقي القرار ... اکتب يانصيب أفندي العوامات فسدانة وموش فسدانة .. اشکرکم يا حضرات على هذا لقرار الحکيم وأهنئکم ... رفعت الجلسة.

3-            مسرحية أکتوبر الحزين

 "بعد اتفاقية کامب ديفيد عام 1978م، ومن بعد معاهدة السلام 1979م، التي نتج عنها توقيعها حملة احتجاج واسعة في العالم العربي، حيث انطلقت المظاهرات في کل مکان معبرة عن سخط الجماهير عن تلک الاتفاقية، وعزل مصر عن العالم العربي وانقطاع المعونة العربية عنها، وقد عوضت الولايات المتحدة مصر عن ذلک بمعونة سنوية قدرها(2.1) مليار دولار، من هنا بدأت جذور التبعية الاقتصادية لأمريکا تتشکل " ( محمد سالم ،2007 : 254)

 وقد "حمل الکاتب والدکتور رشاد رشدي، على أکتافه مهمة الدفاع عن الرئيس أنور السادات، ما جعله مرفوضًا من قطاع کبير من المثقفين بسبب آرائه السياسية الموالية لنظام السادات، وفى نفس الوقت کانت هناک فئة من المثقفين ترى أن ذلک حرية رأى وفکر لا يمکن إدانته بسببها، وکان رحيله في 24 فبراير 1983، إعلان حزن على مواهب نادرة تقبلت الانغماس في العمل السياسي ورغبات السلطة الجانحة " ( ثناء الکراس ، 2013: https://www.vetogate.com URI: )

 وتبدأ المسرحية بالرجوع بالأحداث في المشهد الأول إلى 5 يونيو 1967م، حيث يبدأ النص بشخصية ابو الهول لقيمته التراثية العظمية باعتباره شاهد على کل الاحداث التي مرت بمصر مستعرض مرارة النکسة، مستخدماً ايضاً شخصية الراوي في سرد الأحداث التي مرت على مصر في يونيو الحزين 1967م، کما أطلق عليه الکاتب حيث يصف تلک الفترة من خلال الکورس التي تقوم بالتعليق على شخصية الراوي متأثر بالجوقة ودورها في الإنشاد الديني في المسرح اليوناني القديم، وفي المشهد الثاني يبقي نفس الشخصيات ولکن الزمان يتغير هنا من ( مايو 1971 إلى نوفمبر 1977)، حيث يعبر عن فترة الحزن والأسر التي عاشتها مصر محاولا الوقوف مرة أخرى على التاريخ من خلال استعرضه العزيمة ورجوع سيناء الحبيبة، واستعرض مصر في عهد الملک مينا الذي شبهه بالرئيس الراحل محمد أنور السادات في رفع راية البلاد محاولا استجماع العزيمة في 6 اکتوبر 1973، ومحو عار النکسة واسترداد سينا والتبشير بقيم الحق والخير والجمال ثم يشيد بما فعله السادات وذهابه الي اورشليم ومد يده بالسلام مع من کانوا بالأمس أعداء کتالي :

الراوي : ولذلک ذهبت إلى أورشليم ومددت يدک بالسلام إلى من کانوا بالأمس أعداء ووقف العالم مبهورا وکتمت الناس الانفاس خوفا عليک فقد أدرکوا في کل مکان أنک لست کأي إنسان بل عطاء من عند الرحمن لن يجود بمثله الزمان فأينا کنت تنشر الحب والامان ....

وصولا بالزمن 6اکتوبر 1981م، وواقعة استشهاد الرئيس الراحل محمد أنوار السادات، ولقبه بأشرف الرجال وأنه بالروح وحدها أقوى الأقوياء من خلال تعليق الراوي على ذلک الحدث کالتالي :

الراوي : فيامن حکمتم بالإعدام على أشرف الرجال وأعظم قلب ينبض بحب مصر منذ صلاح الدين ..لماذا فعلتم هذا ؟ ومن أنتم ؟ ومن تکونون ؟ تأملوا ما فعل لنا السادات وما فعلنا به وتساءلوا معي ..لماذا نقابل الحب بالحقد والحياة التي اعادها الينا الموت .

ثم يستنکر ما حدث بالسادات رغم تشيع جثمانه إلا ان روحه ستبقى معانا ويطلب الدعاء والصلاة من أجله ونهي المسرحية بکورس تقوده مصر وابو الهول کتالي :

کورس 2،1 تقوده مصر وابو الهول : صلوا من أجل الطريق من أجل کل غريق من أجل البطل المؤمن صلوا صلوا من أجل العطاء من أجل الحق من أجل الحب والوفاء ...صلوا من أجل قلب عظيم نحتويه ويحتوينا ...صلوا من أجلنا جميعا ...من أجل الحياة ..أقيموا الصلاة

المبحث الثالث : الاجراءات المنهجية للدراسة

أولا - نوع الدراسة :

 تنتمي هذه الدراسة إلى الدراسات الوصفية التحليلية النقدية التي تهدف إلى تقرير خصائص ظاهرة معينة ، أو حدث ما تغلب عليه صفة التحديد من خلال رصد ومتابعة لظاهرة أو حدث معين بطريقة کمية أو نوعية في فترة زمنية معينة أو عدت فترات زمنية .

 ومن خلال تحليل النصوص المسرحية التي کتبها رشاد رشدي في أوائل عقد الثمانيات ،فإن الدراسة تسعى إلى معرفة ما تحتويه النصوص المسرحية محل الدراسة من قضايا التغير الاجتماعي المنعکسة عليها في تلک الفترة الزمنية، والوقوف على خصائص شکل ومضمون البنية الدرامية الداخلية لتلک النصوص، لتحقيق الأهداف المرجوة من تلک الدراسة .

ثانيا -منهج الدراسة :

 اعتمدت الدراسة على المنهج الوصفي التحليلي النقدي الموضوعي في تحليل النصوص المسرحية، بالإضافة إلى المنهج السوسيولوجي الذي يسهم في تحقيق المزيد من فهم الإنسان للواقع وعلاقته بالمجتمع والأوضاع السياسية والثقافية السائدة في تلک الفترة ، باعتباره أنسب المناهج للتحقق من هدف الدراسة .

ثالثاً- عينة الدراسة :

 أعتمت الدراسة على عينة عمدية ( قصدية) من مسرحيات الفصل الواحد للکاتب المسرحي رشاد رشدي التي کتبت في أوائل عقد الثمانينات، وهي مسرحية( أبناء فاوست، المجلس، أکتوبر الحزين) .


◄    مبررات اختيار العينة :

1-    اعتمدت الباحثة على نصوص المسرحية ذات الفصل الواحد المتاحة وکاملة الصفحات المتوافرة خلال فترة الثمانينات للکتاب رشاد رشدي .

2-    رکزت الباحثة على النصوص التي استعرضت قضايا التغير الاجتماعي خلال فترة الثمانيات.

3- أن هذه المسرحيات الثلاث قد تحمل قضايا ومضامين ودلالات تساهم في توضيح تداعيات قضايا التغير الاجتماعي وانعکاسها على هذه المسرحيات کحلقة وصل بينهما لما تحمله من تواريخ وأحداث متعاقبة .

رابعا- أدوات الدراسة :

 اعتمد الدراسة على أداة تحليل المضمون لقضايا التغير الاجتماعي بمسرحيات الکاتب رشاد رشدي .

◄    خطوات بناء أداة تحليل المضمون :

1) قامت الباحثة بالاطلاع على الأدبيات والدراسات السابقة وبعض استمارات تحليل المضمون بها : کدراسة ( أحلام محمود ، 2019 ) لتحليل مضمون القضايا الاجتماعية للمرأة , دراسة (زينب أحمد ، 2017 ) لتحليل مضمون قضايا التغير الاجتماعي في مسرح الطفل ودراسة ( رانيا الکاشف ، 2006) لتحليل مضمون الحاجات النفسية والاجتماعية في نصوص المسرح القومي للطفل ، دراسة ( إيمان خضر ، 2005) لتحليل مضمون القيم في نصوص المسرح المدرسي ودراسة ( هشام زغلول ، 2004) لتحليل مضمون النصوص المسرحية المقدمة على خشبة المسرح المدرسي وما تحمله من قيم تربوية .

2) إعداد استمارة تحليل المضمون من حيث الشکل والمضمون على النحو التالي :

◄    من حيث الشکل :

-     الشکل الدرامي للنص المسرحي (مأساوي، کوميدي، الجمع بين الکوميديا والمأساة).  

-     اللغة المستخدمة في النص المسرحي (اللغة العربية الفصحي ، اللهجة العامية، المزاوجة بين الفصحى والعامية).  

-     عدد مشاهد المسرحية (مشهد، مشهدان، ثلاثة مشاهد، عدد آخر). 

-     الإطار المکاني الذي تدور فيه أحداث المسرحية (مکان واحد، في أکثر من مکان).   

-     الإطار الزماني الذي تدور فيه أحداث المسرحية (قديم، معاصر، مزيج بين القديم والمعاصر، إطار آخر ) .

-     مدى ارتباط المسرحية بمضمونها (مرتبط تماما، مرتبط الى حد ما، غير مرتبط إطلاقا)

-     الوظيفة الدرامية للإطار الزمني للأحداث (لنقل الواقع المعاش، لتأکيد القضية، وظيفة آخري ) 

-     الأسلوب المسرحي الذي کتبت به المسرحية (المسرح الواقعي، المسرح الرمزي، أسلوب آخر ...)

◄    من حيث المضمون :

-     مصدر الفکرة في النص الدرامي (التراث، التاريخ، الخيال، الأساطير، الواقع)

-     نوع القضية المثارة بالنص (قضايا سياسية، قضايا اجتماعية، قضايا آخري) . 

-     ارتباط الشخصية المسرحية وارتباطها بالقضية.

-      المجتمع الذي يتناوله النص المسرحي .

-     نوع الحبکة في المسرحية (  بسيطة، مفککة، مرکبة)

-     أشکال الصراع في النص المسرحي ( صاعد ، ساکن، واثب، وظيفة آخري ...)  .  

-     دور الحوار في النص المسرحي (التحقيق، السرد، المنولوج، المناقشة، دور آخر ...).   

-     الوظيفة الدرامية للحوار (تطوير الأحداث، الکشف عن الشخصيات، إبراز القضية، وظائف آخري) .

-     نوع النهاية التي اختتم بها النص المسرحي(نهاية مغلقة، نهاية مفتوحة) .   .

3)  وضع تعريفات اجرائية لفئات الشکل والمضمون .

4) عرض الاستمارة على مجموعة من المحکمين في مجال التخصص .

5)  إجراءات الصدق والثبات لاستمارة تحليل المضمون :

أ‌-                    إجراءات الصدق

تم عرض الاستمارة على مجموعة من الخبراء ( المحکمين ) في مجال الاعلام التربوي، والتربية، والفنون المسرحية، ومن خلال أراء وتعديلات السادة الخبراء تم صياغة الاستمارة في صورتها النهائية، وقامت الباحثة بإجراء التعديلات اللازمة لتکون الاستمارة في صورتها النهائية لتحليل مضمون النصوص المسرحية عينة الدراسة .

ب‌-                 إجراءات الثبات

أجرت الباحثة ثبات التحليل مع أثنين من المحللين خلاف الباحثة *[1] على عينة عشوائية تتضمن ( نص واحد) من النصوص عينة الدراسة لمعرفة ثبات التحليل بينهم على المستوى الکلي لاستمارة تحليل المضمون.

معامل الثبات = عدد الفئات التي اتفق عليها الباحثان / مجموع الفئات التي تم التوصل اليها ،فکان معامل الثبات مع المحلل الأول کالآتي :

16/17=0.94

معامل الثبات مع المحلل الثاني کالآتي :

15/17= 0.88

أذن معامل الثبات مع المحلل الأول والثاني کالآتي :

14/19=0.82

المتوسط الحسابي لمعاملات الحساب = (0.94+0.88+0.82 ) /3= 0.88

وتعتبر هذه النسبة جيدة تدل على ثبات التحليل والوثوق بنتائجه حيث يمکن الاعتماد عليها

خامسا- التحليل الاحصائي وتفسير النتائج :

 سوف تعتمد الباحثة على أبسط مستويات الاحصاء الوصفي في عرض التکرارات والنسب المئوية مع عرض تفسير لتلک النسب .

أولا: فئات الشکل : " کيف قيل " وتنقسم الى الابعاد التالية :

1) الشکل الدرامي للنص المسرحي

جدول (1)

م

اسم المسرحية

الشکل الدرامي للنص المسرحي

%

مأساوي

کوميدي

الجمع بين الکوميديا والمأساة

1

أبناء فاوست

1

-

 

33.33%

2

المجلس

-

-

1

33.33%

3

أکتوبر الحزين

1

-

 

33.33%

-

الإجمالي

3

100%

 ويتضح من الجدول (1) السابق أن الشکل الدرامي الذي قدم به النص المسرحي من إجمالي الثلاث نصوص مسرحية التي قدمها الکاتب المسرحي رشاد رشدي، جاءت مسرحية أبناء فاوست ، مسرحية أکتوبر الحزين کمسرحتين مأساويين بنسبة (66.67%)، بينما جاءت مسرحية المجلس کمسرحية تجمع بين المأساة والملهاة (33.33%) .

2) اللغة المستخدمة في النص المسرحي

 جدول (2)

م

اسم المسرحية

اللغة المستخدمة في النص المسرحي

%

فصحى

عامية

المزاوجة بين الفصحي والعامية

1

أبناء فاوست

1

-

 

33.33%

2

المجلس

-

1

 

33.33%

3

أکتوبر الحزين

1

-

 

33.33%

-

الإجمالي

3

100%

ويتضح من الجدول (2) السابق أن الکاتب قدم مسرحيتي (أبناء فاوست وأکتوبر الحزين) کمسرحتين مأساويين باللغة العربية الفصحي للتناسب مع حجم الموضوع وحجم القضية التي تعالجها المسرحيتين، حيث حرص الکاتب على استخدام لغة الحوار الملائمة لطبيعة الشخصيات ومواقف المسرحية، التي تسهم في تطوير الأحداث، وتحديد أبعاد الشخصيات فضلاً عن دورها في الصراع وتأزم الموقف وصولاً لنهاية المسرحية من خلال عرض شبکة علاقات بين الشخصيات والأحداث، وقد جاءت بنسبة (66.67%) ، وتتضح المفارقة اللفظية في کثير من المواقف في مسرحية أبناء فاوست :

فلسطين : أصواتکم کريهة ... لستم ابنائي ... صوت ابنائي في رحمي يفرحني ، وطني هم وأنا وطنهم ... کلانا عن وطنه بعيد ..کيف يولد الوليد ؟ أم بلا ابناء وابناء بلا أم ... صوت ابنائي في رحمي يفرحني ولکن أين هم ؟

◄   کورس فلسطين : ننام ونصحوا في ليل بهيم مظلمة حياتنا اعيدوا اليها النور يا رجال فلسطين انتم أملنا ... وطنکم نحن وأنتم شعبنا .

وهنا يتحدث الکاتب عن المستقبل ، وکأنه يريد أن يقول أن الذي سوف يحرر أرض فلسطين ليس هؤلاء أبناء الأمة العربية ، ولکن هم أبناء فلسطين القادمين .

 وقد حاول الکاتب أيضا في مسرحية أکتوبر الحزين توظيف اللغة لإبراز قضيته الاساسية في النص والتأکيد على مرارة القضية من خلال اختيار الکلمات الملائمة لطبيعة الحوار , وهذا ما حدث أيضاً في مسرحية اکتوبر الحزين :

الرجل : ( داخلا يخاطب مصر) اسمعيني صوتک يا أمي يا حبيبتي .. لم لا تتکلمين ؟ مم تخشين ؟ لست بطلک ..ولدک أن الثأر الغضبان الذي تخلى عن کل شيء حتى لا يصبح عبد الشيء

ابو الهول : کانوا يرون الناس نياما وما هم بنيام فتحت الجفون المغمضة عيون حائرة مؤرقة وتحت الرماد جمر کثير يتأرجح ولکن لابد من يد تزيل الرماد حتى يصبح نارا تتوهج .

بينما قدم مسرحية المجلس باللغة العامية لأنها مسرحية تراجيکوميدية تجمع مشاهدها ما بين المأساة والملهاة لتناسب القضية المثارة في النص حيث أرد الکاتب أن يعمم قضية الفساد في إطار متماشي مع الواقع اللغوي السائد في هذا العصر ، لأن اللهجة العامية تتلاءم مع عالم المتلقي وتعبر عن مشاعره وأفکاره کالتالي :

◄   الرئيس : يا استاذ فريد أقعد باقول لک .. لو اتکلمت کلمة تانية ..

فريد : أعمل الي يعجبک ... لکن أن ضروري اتکلم ..ضروري أفهمکم أنتم ايه ..أنا کنت فاهم أن المسألة بسيطة ..عوامات فسدانة نقوم نزيلها .. لکن ضروري قبل ما نزيلها نزيل اللي عملها ...والي عملها موش شريف سامي لوحده ..أنا کنت بسمع الناس تتکلم عن التفاهة والفساد وضياع القيم وکل الحاجات الى اتکلتم عنها في الببغانات .. النها رده بس فهمت ليه ضروري نقضي عليها ...موش علشان البلد تترقي ؟ لا عشان الواحد يعيش من غير ما يشعر أن حياة أي کلب في الشارع أنضف من حياته ....

◄   شکيب : طلعوه بره ...طلعوه .

3) عدد مشاهد المسرحية

جدول (3)

م

اسم المسرحية

عدد مشاهد المسرحية

التکرار

%

1

أبناء فاوست

4

50%

2

المجلس

3

37.5%

3

أکتوبر الحزين

1

12.5%

-

الاجمالي

8

100%

ويتضح من الجدول (3) السابق أن الکاتب رشاد رشدي قد نوع في کتابة حجم المسرحية وعدد مشاهدها رغم أن الثلاثة مسرحيات من مسرحيات الفصل الواحد ، فجاءت مسرحية أبناء فاوست مکونة من أربعة مشاهد بنسبة (50%)، بينما جاءت مسرحية المجلس مکونة من فصل واحد بنسبة (12.5%) ، ومسرحية أکتوبر الحزين مکونة من ثلاثة مشاهد بنسبة (37.5%) .

4) الإطار المکاني الذي تدور فيه أحداث المسرحية .

جدول (4)

م

اسم المسرحية

الإطار المکاني الذي تدور فيه أحداث المسرحية

%

مکان واحد

أکثر من مکان

1

أبناء فاوست

-

1

33.33%

2

المجلس

1

-

66.67%

 

3

أکتوبر الحزين

1

-

-

الإجمالي

2

1

100%

3

ويتضح من جدول (4) السابق أن النصوص التي دارات أحداثها في مکان واحد جاءت بنسبة (66.67)، وهي مسرحية المجلس التي تدور أحداثها في مکان واحد وعلى طاولة واحدة وهي طاولة اجتماعات المهندسين برئيس المصلحة، ومسرحية أکتوبر الحزين التي تدور أحداثها في مصر دون ذکر مکان محدد لکل مشهد مکتفي الکاتب بذکر مکان واحد طوال أحداث المسرحية وهي مصر .

 بينما جاءت مسرحية أبناء فاوست التي تجمع بين أکثر من مکان بنسبة (33.33%)، حيث ينتقل الکاتب من بين المشاهد معبراً عنها بالتاريخ الذي يحدد المکان ففي المشهد الأول تدور الاحداث في فلسطين، ثم تنتقل الاحداث في المشهد الثالث إلي نکسة 5يونيو 1967 م في مصر ثم ينتقل مرة أخرى إلى أورشليم، ثم يعود بالأحداث إلى مصر، حتى تنتهي المسرحية بهزيمة أبناء فاوست والعودة بهم إلي أورشليم وطلبهم فرصة آخري من إبليس لتحقيق حلمهم بالاستيلاء على الارضي العربية من النيل للفرات.

5) الإطار الزماني الذي تدور فيه أحداث المسرحية

جدول (5)

م

اسم المسرحية

الإطار الزماني الذي تدور فيه أحداث المسرحية

100%

قديم

معاصر

مزيج بين القديم والمعاصر

1

أبناء فاوست

1

-

 

33.33%

2

المجلس

-

1

 

33.33%

3

أکتوبر الحزين

 

 

1

33.33%

-

الإجمالي

3

100%

ويتضح من جدول (5) السابق أن مسرحية أبناء فاوست جاءت بنسبة (33.33%) ، حيث تدور أحداثها في إطار زمني قديم، وقد استخدم المؤلف لکل مشهد زمان ما مختلف على الرغم من أن أحداث المسرحية تدور في مکان واحد وهى فلسطين، ولکن الکاتب أراد تعميم هذه التجربة على الوطن العربي فاستخدم الزمان ليدل على وقائع وأحداث تاريخية معينة کالاتي :

‌       المشهد الأول : الزمان : سنة 1948م، ليعبر عن حرب 1948م.

‌       المشهد الثاني : الزمان سنة 1949م، تسکين اليهود بشکل رسمي بعد احتلال فلسطين ، وإعلان قيام دولة اسرائيل .

‌       المشهد الثالث : الزمن من 1967م -1973م، ليعبر عن نکسة مصر 1967م واحتلال سيناء، وحرب الاستنزاف، وصولا لأکتوبر 1973م.

‌       المشهد الرابع : الزمان عند حرب اکتوبر 1973م، ليعبر عن تحقيق النصر على العدو الصهيوني، واسترجاع الأرضي المصرية .

وجاءت مسرحية المجلس بنسبة (33.33%)، التي دارات أحداثها في إطار زمني معاصر حيث عبر الکاتب عن الأحداث في إطار زمني معاصر لها دون استخدام أي تاريخ محدد، وذلک لکي يعمم بعض قضايا التغير الاجتماعي ومدى انعکاسها على واقع الشخصيات الموجودة في المسرحية .

بينما جاءت أکتوبر الحزين مسرحية بنسبة (33.33%) التي دارات أحداثها في إطار زمني مزيج بين القديم والمعاصر، أما عن زمن الحدث الدرامي فقد استخدم لکل مشهد زمن يعبر عن الأحداث التي حدثت فيه من خلال مزج الزمن القديم والزمن الذي يعاصره الکاتب حتي يجسد الماضي، ويربطه بالواقع المعاش من خلال الحوار الذي يدور على لسان الشخصيات لکي يعبر عن الحقبة الزمنية المرتبطة بالأحداث الدرامية .

حيث أراد الکاتب تذکرة القارئ ببعض الأحداث العصيبة التي مرت على مصر والتي ذاقت مصر فيها مرارة الأسى والهزيمة في 5يونيه 1967م ، وصولا الى نصر اکتوبر 1973 ، ومعاهدة السلام 1979م ، التي واجهت رفضاً من الدول العربية، وبعض المصرين ضد السادات متجاهلين ما فعله لحماية الأجيال القادمة، وصولاً إلى استشهاد الرئيس الراحل محمد انور السادات على يد بعض الخونة والغادرين في احتفال اکتوبر 1981م .

6) مدى ارتباط المسرحية بمضمونها :

جدول (6)

م

اسم المسرحية

مدى ارتباط المسرحية بمضمونها

%

 

مرتبط

مرتبط الى حد ما

غير مرتبط إطلاقا

1

أبناء فاوست

-

1

 

33.33%

2

المجلس

1

-

 

66.67%

3

أکتوبر الحزين

1

-

 

-

الإجمالي

2

1

-

100%

3

ويتضح من جدول (6) السابق أن مسرحيتي (المجلس، أکتوبر الحزين) جاءت بنسبة (66.67%)، حيث ارتبط عنوانهما بالمضمون ارتباط مباشر، فمسرحية المجلس حيث تدور أحداثها داخل مجلس واحد .

الرئيس : يا اخونا اتکلموا ..عاوزين نخلص احنا مجلس المهندسين مجتمعين النهارده عشان نحاکم المهندس فريد بتهمة أنه بيتهم زميل له مضروش في حاجة ... ويتهمه تهمة شنيعة تقطع عيشه تحطه في السجن ..

◄   فريد : يا شکيب بک ..

◄   الرئيس : يا استاذ فريد ما تقاطعنيش

ومسرحية أکتوبر الحزين التي تتحدث عن أکتوبر 1981م، الذي اغتيل فيه الرئيس السادات على يد بعض الخونة کما وصفهم الکاتب في النص .

الراوي : يا شعب مصر ... أيها الطهر البسطاء ..ماذا تنتظرون من المنافقين والحاقدين ،ومن ليس لهم دين من المخبولين الذين ظنوا أنهم في حجم السادات فلماذا لا يحکمون ؟ ...أي شيء وکل شيء تتوقعون إلا ما فعلوه ..ففي لحظة خارج الزمان تحالف فيها الشيطان خانوه – غدروا به- قتلوه وهو بين أصدقائه وابنائه آمن کل الأمان - حتى انه عندما رأى الموت قادما اليه وقف يستقبله صرحا شامخا من العزة والکبرياء فهکذا کان السادات ..

◄   مصر : بلدي في 6 اکتوبر الحزين 1981.

 بينما جاءت مسرحية أبناء فاوست بنسبة (33.33%)، حيث ارتبط عنوانها إلى حد ما بالمضمون، وأتخذ الکاتب من شخصية فاوست الذي باع روحه للشيطان من أجل الحصول على القوة التي يستخدمها في ارتکاب الجرائم ونهب وسلب الحقوق اسما وعنوانا للمسرحية ليدل على المآسي والفظائع التي يرتکبها الاستعمار الاسرائيلي في حق الشعب الفلسطيني کالآتي :

الراوي : وتمضي الايام ويطعن فاوست ذراعه بسکين فيسيل دمه مدادا يکتب به العقد بينه وبين الشيطان الذي يمنحه وأشقاؤه القوة والجبروت لمدة 25 سنة على أن يبيعوا للشيطان أرواحهم فتذهب للجحيم في 1973.. وتدخل الجيوش التي جلبها الشيطان أرض فلسطين فتکسحها وتشرد أهلها بالقوة والخديعة ولکنهم لا يستسلمون بل يقامون ويکافحون ...ففي أعماقهم کل ما هو دخيل عليهم يلفظون.

7) الوظيفة الدرامية للإطار الزمني للأحداث :

جدول (7)

م

اسم المسرحية

الوظيفة الدرامية للإطار الزمني للأحداث

 

%

نقل الواقع المعاش

لتأکيد القضية

وظيفة آخري

1

أبناء فاوست

 

1

-

33.33%

2

المجلس

1

-

-

33.33%

3

أکتوبر الحزين

-

1

-

33.33%

-

الإجمالي

1

2

-

100%

3

             

ومن نتائج جدول (7) يتضح أن مسرحيتي ( أبناء فاوست ومسرحية أکتوبر الحزين) جاءت للتأکيد على القضية بنسبة (66.67%)، حيث وظفت مسرحية أبناء فاوست للتأکيد على قضية الصراع العربي الاسرائيلي ومدي ارتباطه منذ قديم الأزل بحلمهم الغابر وبحثهم عن وطن يأويهم

◄   فاوست : هذه الأرض ملک لنا ...ولذلک يجب أن نجعلها وطننا

◄   رجل 1: ولکن ما تقول يا شقيقي ليس حقيقيا

◄   فاوست :وما الفرق بين الحقيقة والوهم ؟ إن الحقيقة ليست إلا مجرد أوهام يصر عليها فتصبح حقيقة في عيون الناس...

◄   رجل 2: وهذا ينبغي أن نفعله ..فهل يليق بأبناء فاوست أن لا يکون لهم وطن فيعيشون هکا في الأرض مشردين ؟

ووظفت أيضاً مسرحية اکتوبر الحزين للتأکيد على القضية بصورة مباشرة، وعن ما حدث للرئيس الراحل في أکتوبر 1981، کالآتي :

الرجل : أنا لست أميرکم ... بل واحد منکم ابن من ابناء مصر ... ولکني عاشق لها أختي هي وأنا شقيقها ... حبيبتي أنا وأنا حبيبها ... أمي وأنا ولدها ...

مصر : حبيبي قادم أعرف خطواته ... ها هو قد أتى ... على الباب اسمع طرقاته وخلال الحائط أرى نظراته وفي أذني تتردد کلماته فيا لهفتي طال الغياب فلم تعد عيناه تراني ولم أعد أراه ...فاشتد العذاب ولکنه الآن قد عاد فلم ابحث عمن يفک أسري أو يزيل کربي ..فيا فرحتي صوت حبيبي ما الطفه ... اني قادمة اليک يا أجمل الرجال سأسير الزمن سأشق الجبال .

بينما جاءت مسرحية المجلس بنسبة (33.33)، التي وظفت لنقل الواقع المعاش الذى أراد من خلالها الکاتب يعبر عن احدى قضايا الواقع المعاش کالاتي :

نقيب : (مستمرا) مثل حي على الالتواء ... الالتواء هو موضة العصر ... الالتواءيا حضرات الأعضاء أن الواحد يقول حاجة ويقصد حاجة تانية .. الأستاذ فريد بيقول العوامات فسدانة ..ليه ؟ علشان ما تستحملشي الکوبري ..يعني مصلحة عامة ..حاجة جميلة يشکر عليها ..لکن من ذا الذي يصدق أن هناک من تهمه المصلحة العامة في هذه البلد ؟ بقا بذمتکم فيه حد فينا بيفکر في المصلحة العامة ؟

◄   الرئيس : ايه يا نقيب بک ؟ إن مکنتش عارف تتکلم اسکت .

8) الأسلوب المسرحي الذي کتبت به المسرحية

جدول (8)

م

اسم المسرحية

الوظيفة الدرامية للإطار الزمني للأحداث

 

%

واقعي

رمزي

أسلوب آخر

1

أبناء فاوست

 

1

-

33.33%

2

المجلس

1

-

-

33.33%

3

أکتوبر الحزين

-

1

-

33.33%

-

الإجمالي

1

2

-

100%

3

               

ومن نتائج جدول (8) السابق يتضح أن مسرحيتي (أبناء فاوست ومسرحية أکتوبر الحزين ) التي قدمهما الکاتب بأسلوب رمزي جاءت بنسبة (66.67%)، فمسرحية أبناء فاوست مأخوذة من قصة فاوست الاسطورية، ولکن الکاتب استخدمها للتعبير عن الصراع العربي الاسرائيلي منذ العدوان الاسرائيل على فلسطين 1984م، واحتلال فلسطين رسميا ،1949 والتحولات السياسية والاجتماعية التي حدثت بعد ذلک في المنطقة العربية .

أما مسرحية اکتوبر الحزين الذي جعل اسمها رمزاً للتعبير عن ما حدث في مصر في تلک الفترة ؟، وهو تاريخ استشهاد السادات عام م1981م، أثناء حضوره احتفالات نصر أکتوبر 1973م.

بينما جاءت مسرحية المجلس تنتمي للمسرح الواقعي بنسبة (33.33%)، حيث تناول الکاتب قضية من الواقع المعاش في تلک فترة ورسم شخصيتها بصورة قريبة من الواقع المعاش.


ثانيا : فئات المضمون ( ماذا قيل ) وتنقسم الى الابعاد التالية :

9) مصدر الفکرة في النص الدرامي

جدول (9)

م

اسم المسرحية

مصدر الفکرة في النص الدرامي

 

التراث

التاريخ

الخيال

الأساطير

الواقع

آخري

%

1

أبناء فاوست

-

-

-

1

-

-

33.33%

2

المجلس

-

-

-

-

1

-

66.67%

3

أکتوبر الحزين

-

-

-

-

1

-

-

الاجمالي

3

100%

يتضح من نتائج جدول (9) السابق أن الکاتب أستمد فکرة مسرحية أبناء فاوست من الأساطير وجاءت بنسبة (33.33%)، حيث استمد الکاتب رؤيته الفکرية من تأثره بالأدب العالمي التي أخذة منها اسطورة فاوست التي تحکي قصة رجل عاش آمنا سعيدا مؤمنا بالله إلى أن وسوس له الشيطان بأن القوة هي أجمل ما في الحياة , فراح فاوست يبحث عنها عن طريق السحر , ولکن جهوده کلها فشلت , وهنا يتدخل الشيطان مرة أخرى فيوحي إلى فاوست بأن الطريق الوحيد للحصول على القوة هو أن يبيع فاوست روحه للشيطان مدة 24 سنة مقابل قوة تفوق قوى البشر , يموت بعدها فاوست وتذهب روحه إلى الجحيم فيتسع بها ملک الشيطان.

 بينما أستمد الکاتب فکرة مسرحية المجلس وأکتوبر الحزين من الواقع وجاءت بنسبة (66.67%)، حيث اعتمد الکاتب في مسرحية المجلس على فکرة واقعية مأخوذة من وضع قائم في مجتمعه في فترة زمنية محددة يعرض من خلالها طبيعة الشخصيات في الواقع والعلاقات بينهم، فقد أراد الکاتب أسقاط النقاب على فترة الانفتاح الاقتصادي التي عشتها مصر، ومدى إهمال قضايا القطاع العام، وغلبة المصالح الشخصية للأفراد على المؤسسات، کما عبر عن قضايا الوساطة والمحسوبية والسرقة والرشوة والخوف من الفضائح على صفحات الجرائد في قالب کوميدي يعکس واقع اجتماعي مأساوي عاشته مصر في تلک الفترة العصيبة، وقلب الحق الي باطل لکي يعکس لنا واقع مزيف کالتالي :

◄                   نقيب : المصيبة الي احنا فيها ..مصيبة العوامات .. الاستعمار أصله موش غبي .. الاستعمار ذکي .

◄                   رئيس المصلحة : يا راجل دخله إيه دا في الموضوع

◄   نقيب : يا سيدي الرئيس انتظر من فضلک ..بعد إذنک ..ما هو الاستعمار ذکي ضحک على عقلنا .. خلانا ننسى حاجة أسمها المصلحة العامة ..وأهو الأستاذ فريد مثل حي قدامنا .

أما في مسرحية أکتوبر الحزين أستمد الکاتب فکرته المسرحية من الواقع المعاش بعد اغتيال الرئيس الراحل محمد أنور السادات في السادس من أکتوبر عام 1981م، حيث عبر الکاتب عن مدى حزنه عليه وفقدان مصر واحد من أبنائها العظماء ، فيبدأ مشاهد المسرحية بالنکسة حيث يحاول تذکرة الشعب بمرار الأسى والهزيمة منقلا بالأحداث إلي نصر أکتوبر 1973م، وکسر مرارة الهزيمة ورفع الروح المعنوية والتغني بالبطولات والأمجاد ،وصولا إلى معاهدة السلام 1979م، واستنکار الدول العربية ما فعله للسادات ومهاجمتهم له ، ومحاولة الکاتب الدفاع عنه، وأن ذلک من أجل سلامة الأجيال القادمة وصولا إلى أکتوبر الحزين 1981م، الذي انتهى احتفاله باستشهاد الرئيس محمد أنور السادات على يد مجموعة من الذئاب والخونة کما وصفهم الکاتب في المقطع التالي :

أبو الهول : السادات لم يمت ... وأنا هنا معکم لا للمواساة بل لأقول لمن عميت بصائرهم وهم کثيرون هذه الأيام أن ما حدث للسادات في نفس الوقت فعندما صرخت أحذرکم من المأساة تهتک الغطاء الذي يغطي جسدي ...وکذلک عندما ظن الخونة أنهم اغتالوا السادات کانوا في الحقيقة قد اغتالوا الرداء فقط أما الروح في باقية ولا يستطيع أحد أن يغتالها وستظل تحرس أرض مصر مادامت في الدنيا حياة ...

10)             نوع القضية المثارة بالنص

جدول (10)

م

اسم المسرحية

نوع القضية المثارة بالنص

 

%

سياسية

اجتماعية

آخري

1

أبناء فاوست

1

-

-

33.33%

2

المجلس

-

1

-

33.33%

3

أکتوبر الحزين

1

-

-

33.33%

-

الإجمالي

2

1

-

100%

3

             

ويتضح من جدول (10) السابق أن مسرحيتي (أبناء فاوست وأکتوبر الحزين) جاءت بنسبة (66.67%) کمسرحيتين سياسيتين، حيث عالجت مسرحية أبناء فاوست قضية أساسية وهي قضية الصراع العربي الاسرائيلي، الذي مازال قائم حتى اليوم، وهى قضية سياسية باطنة غلفها الکاتب بالعديد من القضايا الظاهرة الفرعية التي أشار إليها في زمن کل مشهد ممتد من الصراع العربي الاسرائيلي على أرض فلسطين وصولاً إلي الصراع المصري على الارضي المصرية مع الکيان الصهيوني ونکسة 1967م، وصولا إلى النصر الذي حققه المصريون عام1973م، وموقف فاوست من النصر وطلبه من إبليس مهلة أخرى لتحقيق النصر، وقد استلهم الکاتب رؤيته الفکرية نتيجة استجابة لعدة متغيرات وتوجهات وصراعات کانت موجودة في تلک الازمنة التي عبر عنها الکاتب وهي( 1948 , 1949, 1967, 1973).

 بينما جاءت مسرحية أکتوبر الحزين تذکرة بما فعله الکيان الصهيوني في مصر في 5 يونيو 1967م ، ممتدا إلى نصر اکتوبر 1973م، ومعاهدة السلام الذي عقدها الرئيس الراحل محمد أنور السادات 1979 م، وأثر تلک المعاهدة على أبناء الشعب المصري والوطن العربي، وصولا إلى اغتيال الرئيس الراحل في اکتوبر 1981م .

 بينما جاءت مسرحية المجلس تمثل قضايا اجتماعية بنسبة (33.33%)، حيث تعبر عن بعض القضايا الاجتماعية التي حلت بالمجتمع المصري بعضها خلفها الاستعمار من خلال زعزعة الثقة بين أبناء المجتمع وبعضها خلفها الانفتاح الاقتصادي والنظرة إلى أمريکا باعتبارها قوة اقتصادية عظمي، والاهتمام بالمؤسسات الخاصة وسيطرتها على القطاع العام، من خلال سوق العرض والطلب الذي أصبح يتحکم فيه فئة قليلة بعيدا عن الصالح العام للوطن .

11)             ارتباط الشخصية المسرحية وارتباطها بالقضية

جدول (11)

م

اسم المسرحية

ارتباط الشخصية المسرحية بالقضية

 

مرتبطة

غير مرتبطة

1

أبناء فاوست

1

-

33.33%

2

المجلس

1

-

33.33%

3

أکتوبر الحزين

1

-

33.33%

-

الإجمالي

2

-

100%

3

يتضح من نتائج جدول (11) السابق أن الکاتب رشاد رشدي أستطاع أن يربط شخصيات مسرحياته الثلاث بالقضية المثارة في کل مسرحية ، وجاءت نسبة الارتباط للمسرحيات الثلاث (أبناء فاوست ، المجلس، أکتوبر الحزين) بنسبة (100%) ، ففي النص الأول -مسرحية أبناء فاوست- أعتمد المؤلف في اختيار شخصياته على شخصيات غير واقعية لکي تتناسب مع أسطورة المسرحية مثل شخصية فاوست وأشقاؤه و ابليس، شخصية خادم ابليس وتم توظيفها لخدمة النص، وتکونت المسرحية من (اثنتي عشر شخصية بالإضافة الي شخصية فلسطين )، وقد نجح الکاتب ببراعة وإتقان في رسم شخصياته لکي يستطيع أن يفهمها القارئ ( المتلقي) من خلال تطورها الدرامي فضلاً عن دورها في تعميق الحدث الدرامي المتأزم وصولاً إلى النهاية المفتوحة للمسرحية، حيث أعتمد الکاتب على شخصيات أسطورية معروفة مثل : شخصية (فاوست، ابليس، خادم ابليس) حتى يستطيع المتلقي أن يشارک المؤلف في رسم أبعاد شخصياته .

ولعل أبرز ما في المسرحية نجاح الکاتب رشاد رشدي في التعامل مع الشخصيات في مسرحية أبناء فاوست لا بوصفها تنويعات على النمط الأصلي للشخصية – الکيان الصهيوني – لکنه تعامل مع شخصيات – فلسطين وبناتها- تعيش تجربة تاريخية حية، تتأثر بها وتحاول التأثير فيها، وهذا ناتج عن وعي رشاد رشدي بالظروف التاريخية للکيان الصهيوني، وايضا بالترکيب الاجتماعي والاقتصادي والعرقي لإسرائيل، وعلمه بالمساعدات الخارجية المتدفقة على اسرائيل التي وصفها بالقوة الخارقة والاختراعات المدمرة التي أعطاها له ابليس.

کما اعتمد في تقديم شخصياته على الموروث العربي القديم المتمثل في شخصية الراوي ( الحکواتي)، مما يدعم رؤية الکاتب الفکرية والتمسک بالهوية لعربية والذاتية الثقافية من خلال نقل التراث الثقافي بين الاجيال .

 أما مسرحية اکتوبر الحزين فقد لجأ الکاتب إلى استخدام شخصية الراوي أيضاً، بالإضافة إلى لجوه للتراث مرة أخرى، واستحضار شخصية أبو الهول التي تکون بمثابة الشاهد على الاحداث التي تمر بها مصر في تلک الفترة، وکأنه أراد استحضر قوة مصر منذ أکثر من ثلاثة آلاف سنة، والتأکيد على عظمة الحضارة المصرية القديمة – الفرعونية – کمصدر قوة للشعب المصري، کما استخدم مصر کشخصية تعبر عن ما تمر بيه أحداث في تلک الفترة الراهنة، وبذلک يمکن القول بأن رشاد رشدي نجح في إشعارنا بحيوية الشخصيات التي غلبت على النمط فغاب في أعماقها لنعيش التجربة التاريخية بکل أبعادها وأکد ذلک من خلال الإشارة إلى زمن کل مشهد.

 أما مسرحية المجلس فقد احتوت على بطولة جماعية، حيث تدور الأحداث داخل مجلس يوجد به مجموعة من المهندسين لدراسة إحدى قضايا التي تخصى زميلهم في العمل وتدريجيا تتحول القضية من قضية فرد يلصق تهمة بزميلة الى قضية اجتماعية تهدد حياة الآخرين، وقام الکاتب برسم کل شخصيات المسرحية وابعادها بعناية کبيرة بداية من اختيار اسم الشخصية في المسرحية حتى نهايتها، حيث استخدم الکاتب اسماء الشخصيات المسرحية أسماء غير عربية أو مصرية، معظمها فارسية تحمل صفات شخصية مثل ( شکيب – عجيب – منيب – فريد – لبيب – حسيب- نقيب – حبيب – غريب ) حيث اعتاد اليهود على استخدام الاسم الذي يحمل صفة صاحبه – اقتران الاسم بالصفة- وهذه الاسماء استخدمها اليهود بکثرة ، ليعبر عن علاقة الشخصية بالبيئة، وتفشي الفساد الذي خلفه الاستعمار، ولکنه أظهر هذه الشخصيات ضعيفة مترددة لا تستطيع أن تأخذ موقفا محدداً، وکأن الکاتب أراد أن ينفي التهمة عن أبناء مصر، وأنهم معرفون بقوتهم وباسلتهم ومواقفهم الثابتة التي مازالت محفورة في الأذهان، وأن ما يحدث في تلک الفترة نتيجة لتغيرات اجتماعية مرت بها البلاد، وأن هذا الوضع مؤقت.


12)             المجتمع الذي يتناوله النص المسرحي

جدول (12)

م

اسم المسرحية

                        المجتمع الذي يتناوله النص المسرحي

%

مصري

عربي

أجنبي

مجتمع آخر

1

أبناء فاوست

-

1

-

-

33.33%

2

المجلس

1

-

-

-

66.67%

 

3

أکتوبر الحزين

1

-

-

-

 

الاجمالي

2

1

-

-

100%

3

                 

ويتضح من الجدول (12) السابق أن مسرحية أبناء فاوست أعتمد الکاتب فيها على التغيرات الاجتماعية التي تواجه المجتمع العربي، وجاءت بنسبة (33.33 %)، حيث استلهم الکاتب فکرته الرئيسية التي يدور حولها النص هي الصراع العربي الإسرائيلي في الوطن العربي بين المعتدى والمعتدي عليه، الصراع والحرب والدمار الذي خلفة الاستعمار في فلسطين ممتدا إلى الاراضي المصرية وبعد البلدان العربية .

بينما جاءت مسرحيتي (المجلس وأکتوبر الحزين) بنسبة (66.67%)، حيث أعتمد الکاتب فيهم على قضايا المجتمع المصري، ففي مسرحية المجلس حيث تتناول الکاتب بعض القضايا الاجتماعية الخاصة بالمجتمع المصري وبخاصة بعد الانفتاح الاقتصادي، وجاءت مسرحية أکتوبر الحزين تعبر عن حدث سياسي داخلي يعبر عن موقف مصر وفقدانها الرئيس الراحل محمد أنور السادات مستعرضاً الأحداث التي مرت بها مصر قبل ذلک منذ نکسة 1967 م، وصولاً إلى أکتوبر الحزين 1981م .

13)             نوع الحبکة في المسرحية

جدول (13)

م

اسم المسرحية

نوع الحبکة في المسرحية

%

بسيطة

مفککة

مرکبة

1

أبناء فاوست

1

-

-

33.33%

2

المجلس

1

-

-

33.33%

3

أکتوبر الحزين

1

-

-

33.33%

 

الاجمالي

3

100%

يتضح من الجدول (13) السابق أن الکاتب رشاد رشدي استخدم نموذج الحبکة البسيطة في المسرحيات الثلاث ذات الترتيب المنطقي ( بداية ، وسط ، نهاية ) وجاءت بنسبة (100%)، فقد استخدم رشاد رشدي أسلوب حبکة المسرحية الواقعية أو الطبيعية، التي لا تنقل الحياة بصورة صريحة ومباشرة، بل تهتم بالجوهر الذي يعبر عن فکرة إنسانية، يتم وضعها في قالب فني خاص بها، مما جعل الحبکة تستند الى دوافع ومبررات منطقية .

ففي مسرحية أبنا فاوست نتعرف في البناء على شخصيات النص المسرحي ، ثم نتعرف على زمن کل مشهد ومکانه، نتعرف على الحدث الرئيسي وهو بيع فاوست وأشقاؤه ارواحهم للشيطان مقابل تحقيق حلمهم، وتکوين وطن لديهم، ومساعدة إبليس لهم هو وجميع الأرواح السيئة فاوست وأشقاؤه وتسليحهم بأحدث المعدات والاسلحة مقابل بعد 24 سنة تذهب ارواحهم الي الجحيم مع ابليس، وکأن الکاتب هنا أراد أن يدلل أن قوة اسرائيل تأتيها من الخارج ومن مساندة الغرب لها بخاصة أمريکا من خلال تزويدها بأحدث الأسلحة والمعدات الحربية .

 أما مسرحية المجلس فجاءت أحداثها تدور في مکان واحد مستعرض الشخصيات حسب تدريجها المنطقي وظهورها بالنص ليعبر عن القضية الأساسية في المسرحية التي عقد لمجلس من أجلها .

 أما مسرحية أکتوبر الحزين استخدم الکاتب فيها الزمن للرجوع بالأحداث منذ بدايتها لتذکرة القارئ بالفترات العصيبة التي مرت على المجتمع المصري ،لتعبير عن کل مشهد تدريجا وصولا الى نهاية المسرحية.

14)              أشکال الصراع في النص المسرحي

جدول (14)

م

اسم المسرحية

أشکال الصراع في المسرحية

%

صاعد

ساکن

واثب

آخر

1

أبناء فاوست

1

-

-

 

33.33%

2

المجلس

-

-

1

 

33.33%

3

أکتوبر الحزين

-

-

1

 

33.33%

 

الاجمالي

3

 

100%

يتضح من جدول (14) السابق جاءت مسرحيتي (أبناء فاوست ،أکتوبر الحزين ) تضمنت صراعاً واثباً بنسبة (66.67%) ، وأن الصراع في هذه المسرحيات لعب دوراً کبيراً في تطوير الأحداث، والکشف عن مکنونات الشخصيات في المسرحية، وقد تمثل الصراع في مسرحية أبناء فاوست حول الصراع العربي الاسرائيلي القائم على فکرة الحق والباطل، والانتقال بالأحداث التاريخية إلى الأمام من خلال اختيار الکاتب زمن خاص لکل مشهد يعبر عما يدور بداخله، وفي مسرحية أکتوبر الحزين استخدم أيضاً الکاتب الصراع الواثب من خلال الرجوع بالأحداث إلى الماضي مستعرضاً ما مرت به مصر منذ نکسة 5يونيو 1967 م، ثم تتوالى الأحداث للأمام وصولا لحرب أکتوبر 1973م ، حتى استشهاد الرئيس الراحل محمد أنور السادات 1981 م.

بينما تضمنت مسرحية المجلس صراعا صاعد بنسبة (33.33%) ، حيث جاء الصراع يعبر عن الترتيب المنطقي للأحداث مستعرضاً أراء الشخصيات ووصفه داخل العمل المسرحي معبراً عن أراءهم وأفکارهم وقيمهم الاجتماعية ونظرتهم للفساد من خلال غلبة المصلحة الشخصية المتمثلة في القطاع الخاص على المصلحة العامة التي تهم جميع أفراد المجتمع.

15)              دور الحوار في النص المسرحي

جدول (15)

م

دور الحوار في النص المسرحي

ک

%

1

التحقيق

3

33.33

2

السرد

3

33.33

3

المنولوج

2

22.22

4

المناقشة

1

11.11

5

دور آخر ...

 

 

-

الإجمالي

9

100%

يتضح من الجدول (15) السابق أن الحوار بأشکاله المختلفة من تحقيق وسرد ومناقشة ومنولوج کان له دور هام في توضيح القضية التي تناولتها النصوص المسرحية عينة الدراسة، حيث تضمنت مسرحية أبناء فاوست السرد والتحقيق والمونولوج من خلال سرد الکاتب بعض الأحداث التاريخية التي يعبر عنها کل مشهد ومن خلال السرد تم التعرف على فاوست وأشقاءه الذين باعوا ارواحهم للشيطان من خلال التعرف على طبيعة شخصياتهم وحياتهم ، کما جاء في المشهد الأول :

◄    فاوست : هذه الأرض ملک لنا ...ولذلک يجب أن نجعلها وطننا

◄    رجل 1: ولکن ما تقول يا شقيقي ليس حقيقيا

◄    فاوست :وما الفرق بين الحقيقة والوهم ؟ إن الحقيقة ليست إلا مجرد أوهام يصر عليها فتصبح حقيقة في عيون الناس...

◄    رجل 2: وهذا ينبغي أن نفعله ..فهل يليق بأبناء فاوست أن لا يکون لهم وطن فيعيشون هکا في الأرض مشردين ؟

 کما أن الحوار في المسرحي لا يقوم بالسرد القصصي بوصفه الغرض الأساسي له , وإنما تعد شخصية الراوي بوصفها وسيلة من وسائل خلق السياق الدرامي، لأن السرد القصصي ليس مقصودا لذاته , لکن الکاتب يحاول أن يمکن القارئ من إدراک فعل الشخصية، لذلک جاءت شخصية الراوي في نهاية المشهد الأول وليس في بدايته، لکي يستدل القارئ بصورة أخرى عن الفعل الدرامي .

◄    الراوي : وتمضي الايام ..ويطعن فاوست ذراعه بسکين فيسيل دمه مدادا يکتب به العقد بينه وبين الشيطان الذي يمنحه وأشقاؤه القوة .

 ومن هنا يتضح أن شخصية الراوي تقوم بالسرد القصصي للتأثير على مواقف الآخرين، وفي الوقت نفسه تقدم نفسها دراميا لسرد رؤيتها وتفسيرها للأحداث الماضية.

 وکان الهدف من صيغة التحقيق في مسرحية أبناء فاوست التعرف على مکنونات شخصية فاوست وأشقاءه حيث يمکن النظر الى شخصية ابليس في هذه المسرحية من جانبين: إحداهما جانب رمزي يجسد کل مساوئ التقدم والاختراعات التي استخدمت في تدمير البشرية والحروب، وهذا الجانب لا يصحبه وعي روحي وعقلي لما يخلفه من دمار والجانب الآخر هو جانب واقعي في طبيعة الشيطان مأخوذ من سماته في التراث الديني والتراث الأدبي العالمي من خلال قدرته على قلب الحقائق وتغيير وجه الحياة في طرفة عين.

 کما جاءت في المشهد الثاني :

 الشيخ : لم تعد أورشليم کما کانت أيام فلسطين ... فها هو الشتاء قد مضى وأنقطع المطر , وتفتحت الزهور , وغردت الطيور , ولکن الجدب في کل مکان ..وکيف لا يکون وأنا أرى الرجال بأقدامهم يدوسون الکروم والحقول ينزعون التين والزيتون ...کل هو حي يقتلون ..

الراوي : فلسطين تبکي ولدها المفقود في قصر فاوست تحرسها الجنود تحجبها القضبان في يوم بارد من أيام الشتاء .. باليل والنهار تبکي صرخها المنهار.. حزينة کئيبة کآبة مدينة حل بها الدمار ..

◄    الشيخ : ذابلة کأوراق الخريف أصبحت حياتنا تعبث بها رياح آثامنا راکدة مياهنا ربي لم عن طريقک أضللتنا .

 أما المناجاة فجاءت شخصية فلسطين معبرة عن نفسها، حيث تعبر عن نقطة اتصال بين الکاتب والقارئ، فالکاتب المسرحي لا يمکنه التحدث مباشرة الي القراء، وإنما يتحدث من خلال وسيط وهو الشخصية کالاتي:

 فلسطين : أنت يا فاوست لم تسرق الأرض وأصحابها نيام،ولکنک أسوء من اللص ...أنت تخلق الأکاذيب وتنشر الأوهام ..ولکن يا فرحتي ليس لک مني أبناء ..الأرض مازالت لصاحبها طاهرة عذراء هي له وهو لها بيده سوف يزرعها ..يرويها...يفلحها .

فاوست : (حانقا) تتجرئين على فاوست تهددين ؟ سنرى ما تفعلين... قيدوها ..مشيرا الى أشقائه. ( يبدأ أشقاء فاوست في ربط فلسطين بالحبل وصلبها )

 وجاء الحوار متنوعا ايضا في مسرحية المجلس حيث تضمنت المسرحية السرد والتحقيق والمناقشة فجاء السرد من خلال سرد الأحداث الدرامية في المسرحية بداية من انعقاد المجلس حتى نهايته التي تنتهي بانتهاء المسرحية .

الرئيس : يا اخوانا اتکلموا ...عاوزين نخلص احنا مجلس المهندسين مجتمعين النهارده عشان نحاکم المهندس فريد بتهمة أنه بيتهم زميل له ماضروش في حاجة ...ويتهمه بتهمة شنيعه تقطع عيشه تحطه في السجن ...

◄    فريد : ياشکيب بک

◄    الرئيس يا استاذ فريد خد الإذن قبل ما تتکلم ..اتفضل يا شکيب بک ..

 ومن خلال استخدام الکاتب للتحقيق يتم الکشف عن زمن الأحداث، وأبعاد الشخصيات، وردود أفعالها وعلاقاتها مع الآخرين کالآتي :

شکيب : (لفريد) أيوه .. لکن المسألة واضحة ..دلوقتي هو حاسب الحکومة على عوامات من الخرسانة المسلحة لکن عمل العوامات من الطين والزلط ..

◄    فريد :دي الحقيقة ..

◄    شکيب : يعني حط في جيبه حسبة عشرة آلاف جنية

◄    لبيب: وأکتر بکتير ...

◄    شکيب : يا راجل اتق الله ...أنت شفته بيسرق ؟

 وتأتي المناقشة لتکون الحل في نهاية المسرحية ، والتي يتخللها السؤال والجواب عن الموافقة على فساد العوامات لنتعرف على قرار المجلس النهائي :

الرئيس : عظيم ..عظيم ..هه.. مره کمان أشطروا کده ..اللي موافق على أن العوامات مش فسدانة زي اللجنة ما بتقول مش فسدانة .. الکلمتين دول بس .. مش فسدانة مفهوم ..يالله يا نصيب أفندي

◄    نصيب : شکيب

◄    شکيب : موش فسدانة

◄    نصيب : حبيب

◄    حبيب موش فسدانة

◄    نصيب : لبيب

◄    لبيب : موش فسدانة

 وقد طالت المناقشة لتشرح لنا التأثير السلبي لمؤسسات القطاع الخاص وأهملها للقطاع العام والمصلحة الوطنية وصولا لنهاية المسرحية بقرار أن العوامات فسدانة وموش فسدانة ليترک الکاتب الباب مفتوحا أما القراء للتفکير في وضع نهاية أو اختيار حل مناسب يلائم طبيعة الشخصيات .

 بينما جاء الحوار متنوعا في مسرحية أکتوبر الحزين يحتوي على السرد من خلال سرد الأحداث الماضية التي مرت بها مصر وصولا الى اکتوبر الحزين 1981 ، کالتالي :

الراوي : يحکي أن کان في غابة کبيرة والغابة کان فيها أسد وبعدين الأسد صار قط.. والقط صار أرنب والأرنب صار فأر ... والغابة صارت حجر ..والحجر صار کله فيران ..بلدي في يونيو الحزين 1967....

◄    کورس : أفراحنا صارت ..احزاننا ..وآمالنا أصبحت يأسنا ..وقوتنا وعجزنا ..يا ويليهم يا ويلنا ماذا فعلوا بنا ؟

 واستخدام الکاتب هنا الکورس لوظيفته في سرد الأحداث حيث " کانت أغنية الکورس تقوم في المسرحيات الاغريقية بدور درامي، بعد أن کانت تقوم بدور سردي في الأغاني الديثرامبية، وبذلک فهي خضعت للدراما ووجودها في السياق الدرامي أصبح جزء عضوي من الحبکة، ذلک العنصر الذي کان يشکل أساس الدراما في عرو التراجيديا الأثنية " (Honzel Jindrich ،2002 : 118 )

واستخدم الکاتب شکلا آخر من الحوار وهو المناجاة حيث جاءت شخصية مصر تعبر ما حدث بها :

مصر : تکاثرت الدسور ..اختلطت ..اهتزت الرؤيا ضاعت تبددت فلم أعرف من السجين ومن السجان ... من الشجاع ومن الجبان ..من الظالم ومن المظلوم ..من المنتصر ومن المهزوم.. ومن أنا مصر أم الجميع من بين هؤلاء ...لا أعرف ولا هم يعرفون ...

 کما احتوت المسرحية على نوع آخر من الحوار وهو التحقيق وکان الهدف من صيغة التحقيق هنا التعرف على مکنونات الشخصية وصولا الى السبب الرئيس في جعل اکتوبر 1981 حزين ب استشهاد الرئيس الراحل محمد أنور السادات ، وجاء الحوار معبرا کالتالي :

الراوي : لقد أعمى الحقد الأسود أبصارهم وأغرتهم الدنيا بالبريق فمدوا أيديهم اليها وما هي الأيد غريق ... وتحجرت قلوبهم فأصبحت صخور جرداء لا ترتوي إلا بالدماء ....

◄    مصر : بلدي في 6 أکتوبر الحزين 1981

◄    کورس 1 ،2: بالتوالي : أمسکوا الذئاب ...أطلقوا الکلاب في الظلام لا أحلام فقط أوهام ظلال ..أطلال ندم ..عدم ..عدم ..ندم ..

 وقد أدت الإرشادات المسرحية دورا هام في توصيل المعني للقارئ من خلال التعبير عن حال المشهد الذي يغلب عليه الحزن والارتباک في کثير من المواقف مثل :

الرجل : ( داخلا يخاطب مصر ) أسمعيني صوتک يا أمي يا حبيبتي ...لما لا تتکلمين ؟ مم تخشين ؟ لست بطلک ...ولدک أنا الثأر الغضبان الذي تخلى عن کل شيء حتى لا يصبح عبد الشيء ...

16)              الوظيفة الدرامية للحوار :

جدول (16)

م

الوظيفة الدرامية للحوار

ک

%

1

تطوير الأحداث

2

33.33%

2

الکشف عن الشخصيات

1

16.67%

3

إبراز القضية

3

50%

4

وظائف آخري

-

-

-

الإجمالي

6

100%

يتضح من جدول (16) أن الکاتب استخدم الحور في مسرحيتي (أبناء فاوست وأکتوبر الحزين) لتطوير الأحداث، وجاءت بنسبة (33.33%)، ففي مسرحية أبناء فاوست حيث عبر الحوار عن تطوير الأحداث بداية من بيع فاوست وأشقاءه أرواحهم للشيطان مقابل تحقيق حلمهم متدرجا بالأحداث منذ 1948م ثم اعلان دولة اسرائيل 1949م، وصولاً لنکسة يونيو 1967م حتى حرب أکتوبر 1973 م، وفي مسرحية أکتوبر الحزين الذي يکشف لنا الحوار عن مرارة ما مرت بيه مصر من أحداث حتى استشهاد الرئيس الراحل محمد أنور السادات 1981م ،ويشير المدلول المستنبط من استخدام الکاتب للأحداث التاريخية الى استخدام الحوار للتعبير عن سياق الأحداث الدرامية وتطورها من خلال تجانس وترابط بين الحوار والاحداث الذي يعبر من خلاله الکاتب عن الجو العام للمسرحية .

 بينما استخدم للکشف عن الشخصيات في مسرحية المجلس، وجاءت بنسبة (33.33%)، حيث جاءت اللغة التي تتحاور بها الشخصيات في المسرحية تنتج حوار يعبر عن صورة انفعالية وحرکية للشخصيات، بالإضافة إلي الإرشادات المسرحية التي تعد من أکثر المکونات المميزة للخطاب المسرحي وأداة من أدوات الحوار في النص.

 وجاءت مهمة النص هنا هي تحقيق حال المسرحية من خلال عرض الشخصيات أما القارئ لتعبر عن انفعالاتها وحرکتها في المکان , فالنص المسرحي لا يقدم رسالته الا من خلال فعل أدبي يعتمد فقط على اللغة المنطوقة , ويعبر الحوار المسرحي على نقطة اتصال بين الشخصيات , فالمستمع للحوار ليس الشخصية الأخرى فقط ، وانما قارئ النص المسرحي کذلک .

17)             نوع النهاية التي اختتم بها النص المسرحي

جدول (17)

م

اسم المسرحية

نوع النهاية التي اختتم بها النص المسرحي

%

 نهاية مغلقة

نهاية مفتوحة

1

أبناء فاوست

 

1

33.33%

2

المجلس

-

1

33.33%

3

أکتوبر الحزين

-

1

33.33%

 

الاجمالي

3

100%

ويتضح من الجدول (17) السابق أن الکاتب استخدم النهايات المفتوحة في الثلاث وجاءت نسبة (100%) والهدف من النهاية المفتوحة تحديد دور القارئ، وإثارة تفکيره لوضع حل مناسب للنص المسرحي حسب اتجاهاته وثقافته وآراءه .

فقد انتهت مسرحية أبنا ء فاوست کالآتي :

فاوست : أعرف أن اليوم تحين ساعتي .. وأرجو أن تعطيني مهلة أخرى أصلح فيها أخطائي وسوف أدمر هذه المرة ما لا يحلم إبليس العظيم بتدميره ..عشرة سنوات أو حتى تسع ..هذا کل ما أطلبه

◄    ابليس : منحناک تسع سنوات فقط (يخرج) .

 ثم يختتم الکاتب المسرحية بشخصية الراوي التي تسرد ما فعله الکيان الصهيوني في البلاد العربية وتدميره للبنان وبيروت التي أوى اليها أهل فلسطين مستعرضا دمار أبناء فاوست للأبرياء ومنع الشراب والطعام عنهم ودسهم السم في آبار المستشفيات مما جعل هتلر ونيرون والشيطان نفسه يغار کما ذکر الکاتب :

الراوي : ومضى فاوست في رحلة طويلة وکان يفعل الشر اينما کان ....کانت إبادة البشر کل ما يهدف إليه ولم يکتف بهذا بل کان ينبش قبور الموتى وينبش أحشاء الأحياء ..وکان يمنع حماية لبنان من کل من عنده ضمير ..حتى لو اقتصرت هذه الحماية على جلب الطعام للأبرياء.. وارتفع الدم في الطرقات ولم تکن هناک قوارب أو معدات للسباحة في بحر الدم ..باختصار فعل فاوست من الشرور والآثام ما جعل هتلر ونيرون والشيطان نفسه من فاوست يغار إلى أن حانت ساعته ..

 وتهدف نهاية المسرحية إلى دق الأجراس بعنف لإيقاظ العرب لمواجهة الخطر الداهم الذي يجتاح قطعة من وطنهم، لذلک کثرت المناقشات ذات الطابع السياسي في المسرحية , سواء بين فاوست وأشقاؤه، أو بين فلسطين وبنات فلسطين والشيخ , وتعليق الراوي على الحوار ليجذب الانتباه، ولا يجعل القارئ أن يسأم منه أو يمل، أو ربما لأهمية الموضوع الذي يرتبط بمصير أمة بکاملها، وربما لوعي المؤلف وإحاطته الکاملة بأبعاد موضوعه، فضلاً عن براعته في إدارة الحوار الذي يتناسب مع الشخصية، لجذب انتباه القارئ الى اللحظة الأخيرة دون ملل أو نفور .

 أما مسرحية المجلس فقد انتهت بقرار الرئيس الذي يمحور القضية في اتجاهين حسب رؤية القارئ للمسرحية کالتالي :

الرئيس : عظيم .. يبقي القرار .. أکتب يا نصيب أفندي العوامات فسدانة وموش فسدانة .. أشکرکم يا حضرات على هذا القرار الحکيم وأهنئکم ...رفعت الجلسة .

 وجاء هذا الحل ليبرز التناقض في قرار رئيس المصلحة ليعبر الکاتب من خلالها عن نظرة المجتمع والظروف الاجتماعية التي يمر بها ، ويشغل رأي القارئ من خلال مشارکته في إصدار الحکم على شخصيات المسرحية .

 وانتهت مسرحية أکتوبر الحزين بأغنية الکورس :

أبو الهول : أشهدت الزمان على ما رأيت قال أن غضب الله شديد على من يقتلون المؤمنين على من يظلمون الأبرياء – الطهر الانقياء على من يقيمون من أنفسهم سجناء على من يکفرون برسالة الأنبياء على من يحيلون العمار الى دمار على من يعبثون بالدين على من يشترون الدنيا بدماء الآخرين .

کورس 2,1 تقوده مصر وابو الهول : صلوا من أجل کل غريق من أجل البطل المؤمن صلوا ... صلوا من أجل العطاء من أجل الحق من أجل الوفاء .. صلوا من أجل قلب عظيم .. نحتويه ويحتوينا .. صلوا من أجلنا جميعا .. من أجل الحياة .. أقيموا الصلاة .

 وهذا الحل جاء من خلال دعوة من الکاتب بعد ما حدث لمصر وتخليصها من قيود الدمار التي سوف تحل بها بعد استشهاد الرئيس الراحل محمد أنور السادات ...ودعوة الکاتب الي العمار .

خاتمة الدراسة :

من خلال نتائج الدراسات السابقة التي تناولتها الدراسة، ومن خلال دراسة وتحليل ثلاثة نصوص مسرحية کتبها الکاتب المسرحي رشاد رشدي في بداية عقد الثمانينات، وهي مسرحية ( أبناء فاوست، المجلس، أکتوبر الحزين )، للتعرف على قضايا التغير الاجتماعي التي شهدها المجتمع العربي عامة والمجتمع المصري خاصة في تلک الفترة ، ومن خلال دراسة وصفية اعتمدت على المنهج الوصفي التحليلي توصلت الدراسة إلي:

1) أن هناک علاقة وثيقة بين المسرح والمجتمع والدور الفني والثقافي والديني والاجتماعي الذي يؤديه المسرح في المجتمع ،من خلال مناقشة المسرح لبعض القضايا والمشکلات التي يعاني منها المجتمع محاولا ايجاد حلول مناسبة لها، وقد أتاح اطلاع ومعاصرة الکاتب على الأحداث الاجتماعية الفرصة أن يقدم نتاجاً معرفياً ثرَّاً يستطيع الناشئ من خلاله التعرف على التغيرات الاجتماعية والمعرفية والسياسية والتي تعد مصدراً هاماً لتنمية أفکاره الخارجة عن نطاق الخبرة الشخصية ، بالإضافة لوظيفته ککاتب مسرحي وما يصوره من أحداث وعوالم محتفلة.

2) استطاع رشاد رشدي من خلال ذکر بعض الأحداث التاريخية التي تثير نوعاً من الجدل، أن يترک مجالا للتأويل والتلميح من خلال الأسلوب الدرامي في عرض الحدث، فأصبح الحدث التاريخي غاية لترتيب الاحداث القادمة.

3) استطاع رشاد رشدي أن يعالج بعض قضايا عصره من خلال اللجوء تارة الى الزمن التاريخي باعتباره رمز حاول توظيفه في العديد من مسرحياته، وبذلک يصبح من الصعوبة الفصل بين الفکر المطروح في النص، واستخدام الرمز دون الاهتمام بعامل الزمن .

4) تأثر رشاد رشدي بالأدب العالمي في مسرحية أبناء فاوست حيث أتخذ من أسطورة فاوست عنواناً للمسرحية ، وتأثر أيضا في مسرحية أکتوبر الحزين بالجوقة ودورها في الإنشاد الديني في المسرح اليوناني القديم، حيث يصف تلک الفترة العصيبة التي مرت بها مصر بعد اغتيال الرئيس الراحل محمد أنور السادات من خلال الکورس التي تقوم بالتعليق على شخصية الراوي .

5)  بعد تحليل فئات الشکل والمضمون توصلت الدراسة الي :

‌        نتائج متعلقة بالشکل :

- أن السمة الغالبة على الشکل الدرامي الذي قدم به رشاد رشدي نصوصه المسرحية الشکل المأساوي، حيث جاءت مسرحية أبناء فاوست ، مسرحية أکتوبر الحزين کمسرحتين مأساويين ، بينما جاءت مسرحية المجلس کمسرحية تجمع بين المأساة والملهاة .

- وظف الکاتب اللغة العربية الفصحي في نصيين مسرحيين هما: (أبناء فاوست وأکتوبر الحزين ) للتناسب مع حجم الموضوع وحجم القضية التي تعالجها المسرحيتين، واستخدم اللغة العامية في مسرحية المجلس لأنها تتناول قضية الفساد فأرد تعميم القضية ، وکأنه يريد أن يقول أن الفساد ليس قاصرا على المسئولين بل أمتد الى باقي أفراد المجتمع .

- السمة الغالبة على عدد مشاهد المسرحية أنها أکثر من مشهد وأن الکاتب رشاد رشدي قد نوع في کتابة حجم المسرحية وعدد مشاهدها رغم أن الثلاثة مسرحيات من مسرحيات الفصل الواحد ، فجاءت مسرحية أبناء فاوست مکونة من أربعة مشاهد، بينما جاءت مسرحية المجلس مکونة من مشهد واحد ، ومسرحية أکتوبر الحزين مکونة من ثلاثة مشاهد .

- استلهم رشاد رشدي الإطار المکاني ليعبر عن الواقع المعاش وقضايا عصره فجاءت مسرحية المجلس التي تدور أحداثها في مکان واحد وعلى طاولة واحدة وهي طاولة اجتماعات المهندسين برئيس المصلحة، ومسرحية أکتوبر الحزين التي تدور أحداثها في مصر دون ذکر مکان محدد لکل مشهد مکتفي الکاتب بذکر مکان واحد طوال أحداث المسرحية وهي مصر، بينما جاءت مسرحية أبناء فاوست التي تجمع بين أکثر من مکان، لأن الکاتب أراد التأکيد على بداية التغيرات الاجتماعية التي حلت بالعالم العربي وأثرت على المجتمع المصري معبرا عنها بالتاريخ بين المشاهد الذي يحدد المکان في کل مشهد من مشاهد المسرحية .

- السمة الغالبة على الإطار الزمني في النصوص المسرحية موضوع الدراسة المزج بين القديم والمعاصر، ليربط القارئ بماضيه ويؤکد على القضية المثارة في النص، متدرجا من الزمن القديم کما جاءت مسرحية أبناء فاوست ، استخدم المؤلف لکل مشهد زمن ما مختلف على الرغم من أن أحداث المسرحية تدور في مکان واحد وهى فلسطين، ولکن الکاتب أراد تعميم هذه التجربة على الوطن العربي، الى الزمن المعاصر کما جاءت مسرحية المجلس التي دارات أحداثها في إطار زمني معاصر حيث عبر الکاتب عن الأحداث في إطار زمني معاصر لها دون استخدام أي تاريخ محدد، وذلک لکي يعمم بعض قضايا التغير الاجتماعي ومدى انعکاسها على واقع المجتمع ، ثم المزج بينهم کما حدث في مسرحية أکتوبر الحزين فقد استخدم الکاتب لکل مشهد زمن يعبر عن الأحداث التي حدثت فيه من خلال مزج الزمن القديم والزمن الذي يعاصره حتي يجسد لنا الماضي، ويربطه بالواقع المعاش من خلال الحوار الذي يدور على لسان الشخصيات لکي يعبر عن الحقبة الزمنية المرتبطة بالأحداث الدرامية .

- السمة الغالبة على ارتباط عنوان المسرحيات بمضمونها هي الارتباط المباشر کما جاء في مسرحيتي ( المجلس، وأکتوبر الحزين)، بينما جاءت مسرحية أبناء فاوست مرتبط العنوان الى حد ما بالمضمون ، حيث أتخذ الکاتب من شخصية فاوست الذي باع روحه للشيطان من أجل الحصول على القوة عنوانا للمسرحية ليدل على الجرائم والمآسي التي يرتکبها العدوان کل يوم في حق الشعب الفلسطيني .

- السمة الغالبة على أسلوب الکاتب عند کاتبة المسرحيات هو الأسلوب الرمزي کما جاء في مسرحيتي أبناء فاوست ومسرحية أکتوبر الحزين، بجانب استخدامه للأسلوب الواقعي کما جاء في مسرحية المجلس، حيث تناول الکاتب قضية من الواقع المعاش في تلک فترة ورسم شخصيتها بصورة قريبة من الواقع.

‌       النتائج المتعلقة بالمضمون :

- أن هذه المسرحيات الثلاث تحمل قضايا ومضامين ودلالات تساهم في توضيح تداعيات قضايا التغير الاجتماعي کحلقة وصل بينهما لما تحمله من تواريخ وأحداث متعاقبة لفترات زمنية وأحداث تاريخية معينة فاصلة في تاريخ المجتمع العربي عامة والمجتمع المصري بصفة خاصة کانت هي أحدى عوامل التغير الاجتماعي الذي طرأ على المجتمع المصري ممتدا الي عقد الثمانينات.

- استمد الکاتب رؤيته الفکرية من تأثره بالأدب العالمي التي أخذة منها اسطورة فاوست ووظفها في مسرحية أبناء فاوست ، بالإضافة إلى اعتماده على الواقع الذي أستمد منه فکرة مسرحيتي (المجلس، أکتوبر الحزين) حيث أراد الکاتب أن يکشف النقاب عن قضايا اجتماعية مأخوذة من وضع قائم في مجتمعه في فترة زمنية محددة يعرض من خلالها طبيعة الشخصيات في الواقع والعلاقات بينهم.

- أن السمة الغالبة على القضايا المثارة بالنص هي القضايا السياسية، حيث جاءت في مسرحيتي (أبناء فاوست، أکتوبر الحزين) تحتوي في مضمونهما على القضايا السياسية المغلفة بالتواريخ التي تشير لوقائع سياسية محددة، بينما جاءت مسرحية المجلس تمثل قضايا اجتماعية، تعبر عن بعض القضايا الاجتماعية التي حلت بالمجتمع المصري بعضها خلفها الاستعمار من خلال زعزعة الثقة بين أبناء المجتمع وبعضها خلفها الانفتاح الاقتصادي والنظرة الى امريکا باعتبارها قوة اقتصادية عظمي، والاهتمام بالمؤسسات الخاصة وسيطرتها على القطاع العام، من خلال سوق العرض والطلب الذي أصبح يتحکم فيه فئة قليلة بعيدا عن الصالح العام للوطن .

- أن السمة الغالبة على الشخصيات هي ارتباطها بمضمون النص، حيث سعى الکاتب إلى ربط بينية المسرحية بالحوارات الداخلية والخارجية من خلال شخصية الراوي في مسرحية( أبناء فاوست) والانتقال منها إلى باقي شخصيات المسرحية، وکذلک شخصية الراوي وشخصية أبو الهول الشاهد على الاحداث في مسرحية (أکتوبر الحزين)، بينما اعتمد في مسرحية المجلس على نموذجين هما الفاسد الذي يريد المصلحة الشخصية وغلبة القطاع الخاص على القطاع العام ، والنموذج الاخر المحب لبلده ويريد المصلحة العامة لوطنه وقام الکاتب بنسج القضايا الرئيسية والثانوية ، وطرح طريقة للتعامل مع تلک الشخصيات في المواقف المختلفة ، وهذا ما تمثل في خاصية المسرحية المرکبة المکونة من عدة صور يکمل بعضها بعض.

- أن السمة الغالبة على حبکة النصوص المسرحية هو أسلوب حبکة المسرحية الواقعية أو الطبيعية، وهي حبکة تقليدية بسيطة محکمة البناء ،حيث نتعرف في البناء على شخصيات النص المسرحي ، ثم نتعرف على زمن کل مشهد ومکانه ، فهي لا تنقل الحياة بصورة صريحة ومباشرة، بل تهتم بالجوهر الذي يعبر عن فکرة إنسانية يتم وضعها في قالب فني خاص بها، کما أنها تتخذ شکلاً خاص بها من حرکة الفعل المرکزي الواحد والاقتصاد والتکثيف والاهتمام بحرکة الشخصيات وامتدادات الفعل الزمنية وبخاصة فيما يتعلق بالماضي، حيث جعل الحبکة تستند الى دوافع ومبررات منطقية .

- أعتمد الکاتب علي الصراع بأنواعه ( الداخلي والخارجي) في توحيد الحدث وهو بعيداً عن المصادفة تماما لأن الحتمية تحکمه، ويظهر الصراع من خلال التوظيف الدرامي للألفاظ الذي يبرز سلوک الشخصيات وأفعالها في الثلاث مسرحيات عينة الدراسة .

- حرص الکاتب على استخدام لغة الحوار الملائمة لطبيعة الشخصيات ومواقف المسرحية، التي تسهم في تطوير الأحداث، وتحديد أبعاد الشخصيات فضلاً عن دورها في الصراع وتأزم الموقف وصولاً لنهاية المسرحية من خلال عرض شبکة علاقات بين الشخصيات والأحداث في النص المسرحي .

- استخدم الکاتب الحوار بأشکاله المختلفة من تحقيق وسرد ومناقشة ومنولوج کان له دور هام في توضيح القضية التي تناولتها النصوص المسرحية الثلاث عينة الدراسة، ويتضح ذلک من خلال

-  استخدم الکاتب النهايات المفتوحة لثلاث مسرحيات، بهدف مشارکة القارئ، وإثارة تفکيره لوضع حل مناسب للقضية المثارة في النص المسرحي حسب اتجاهاته وثقافته وآراءه، وبذلک يشرکه معه بطريقة غير مباشرة في وضع النهاية الملائمة للنص، ويمکن القول أن الکاتب هنا تأثر بنظرية المسرح الملحمي عند بريخت من خلال تفعيل دور القارئ واشراکه في النص .

‌       التوصيات والمقترحات :

 في إطار ما توصلت إليه الدراسة من نتائج يمکن طرح التوصيات والمقترحات الآتية :

1- التأکيد على أهمية تقديم بالقضايا العربية والمصرية في ثوب المسرح لأنها الضمان لنقل الموروث العربي، وتحصين الاجيال القادمة ضد ما يدعو اليه الغرب، والکيان الصهيوني بتفتيت الکيان العربي .

2-     تنظيم مسابقات ومهرجانات في التأليف المسرحي مع التأکيد على أهمية طرح القضايا المصرية والعربية في هذه المسابقات .

3-    التأکيد على تناول التراث المصري والعربي بالنصوص المسرحية والاهتمام بالکتاب المسرحيين .

4-    الوقوف على قضايا الاجتماعية المحلية، ومعالجتها قبل أن تتفاقم، ومحاولة ايجاد حلول لها من خلال المسرح .

5-    تشجيع الشباب والباحثين نحو التأليف والنقد المسرحي مع إعطائهم مساحة من الحرية والابداع .

6- الاهتمام باللغة العربية لتعبير عن الثقافة التراثية العربية في مضمون النصوص المسرحية لتعريف الاجيال القادمة، بأهمية اللغة العربية، ودورها في المسرح والحفاظ عليها من الاندثار.

7-    الاهتمام بالأدب العالمي والاساطير، لأنها تعد منبعاً لکثير من الاعمال المسرحية التي تحمل الفکر الخلاق والرؤية الخاصة بکل مؤلف..



1 - إيمان منتصر محمد : مدرس مساعد بقسم الاعلام التربوي ، کلية التربية النوعية / جامعة الزقازيق .

2- أسماء ناصر عبد الحليم : مدرس مساعد بقسم الاعلام التربوي ، کلية التربية النوعية / جامعة الزقازيق

  1. المراجع :

    أولا – المراجع العربية :

    (أ‌)  القواميس والمعاجم والموسوعات

    1. أحمد زکي بدوي ( 1982) : معجم مصطلحات العلوم الاجتماعية، بيروت، مکتبة لبنان ساحة رياض الصلح .
    2. جمال الدين ابن منظور (2005) : لسان العرب، ج(5)، بيروت، منشورات دار الکتب العلمية ، مؤسسة محمد بيضون .

    (ب‌)               الکتب العربية

    1-         أحمد الخشاب (1971) : التغير الاجتماعي، مصر، المکتبة الثقافية .

    2-         أحمد رأفت عبد الجواد (1983):مبادئ علم الاجتماع، جامعة القاهرة، مکتبة نهضة الشرق .

    3-         حامد زهران (1984) : علم النفس الاجتماعي ، ط(5)، القاهرة، عالم الکتب.

    4-          رشاد رشدي (1984) : بحور الحب لا تعرف الغرق، القاهرة، دار الکتب والوثائق القومية مؤسسة (کتاب اليوم) .

    5-         ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1998) : فن کتابة المسرحية، القاهرة، الهيئة المصرية العامة للکتاب

    6-         سناء الخولي (2000) : المدخل إلى علم الاجتماع الاسکندرية، دار المعرفة الجامعية .

    7-         السيد عبد العاطي السيد ( ـــــــــــــــــــ ) : المجتمع والثقافة والشخصية، القاهرة، دار المعرفة الجامعية .

    8-          سيف الاسلام علي مطر( 1988) : التغير الاجتماعي، دراسة تحليلية من منظور التربية الاسلامية ط(2)، القاهرة، دار الوفاء للطباعة والنشر والتوزيع .

    9-          شبل بدران (2009) : التربية المدنية ( التعليم والمواطنة وحقوق الانسان ) القاهرة، الهيئة المصرية العامة للکتاب .

    10-     عادل الهواري ( 1993) : التغير الاجتماعي والتنمية في الوطن العربي، الإسکندرية، دار المعرفة الجامعية .

    11-     عادل حسين (1991): الخليج الأمريکي ( العربي سابقا) کيف بدأت المواجهة وکيف انتهت " المکتبة الاليکترونية، کتب عربية .

    12-     عائشة عسکر(1999) : تغير البنية المجتمعية وتأثيره على الشخصية المصرية في ضوء التحولات الثقافية، القاهرة، مطبعة جامعة القاهرة .

    13-     فادية عمر الجولاني (2004) : التغير الاجتماعي – مدخل النظرية الوظيفية لتحليل التغير –الاسکندرية، المکتبة المصرية للطباعة والنشر والتوزيع .

    14-     کمال الدين حسين (1992): المسرح والتغير الاجتماعي ط(1)، القاهرة، الهيئة المصرية اللبنانية .

    15-    محمد الدقس (2005): التغير الاجتماعي بين النظرية والتطبيق، ط(5)، عمان، دار المجدلاوي للنشر والتوزيع .

    16-     محمد عمر الطنوبي (1996) : التغير الاجتماعي، منشأة المعرف بالإسکندرية جلال حزين وشرکاه، جامعة الاسکندرية مصر، جامعة عمر المختار ليبيا .

    17-     محمد سلماوي (1985) : مقدمة کتاب فن الکاتبة المسرحية، القاهرة، الهيئة المصرية العامة للکتاب.

    18-    مصلح الصالح (2002) : التغير الاجتماعي وظاهرة الجريمة، ط(1)،عمان الأردن ، مؤسسة الوراق للنشر والتوزيع .

    19-     نادية البنهاوي ( 1994) : المرأة في مسرح توفيق الحکيم ورشاد رشدي، القاهرة، الهيئة المصرية العامة للکتاب.

    20-     نادية بدر الدين ابو غازي (1989) : قضية الحرية في المسرح المصري المعاصر 1952- 1967، القاهرة، الهيئة العامة المصرية للکتاب.

    21-     نبيل راغب (1993) : رشاد رشدي، الاسکندرية، الهيئة المصرية العامة للکتاب .

    22-     ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1999) : مسرح التحولات الاجتماعية في الستينات، القاهرة، الهيئة العامة للکتاب.

    (ج) الکتب المترجمة

    1-    جوليان هلتون (2002 ): نظرية العرض المسرحي، ت: نهاد صليحة ، القاهرة ،الهيئة المصرية العامة للکاتب .

    2-    جون ميلتون (1982) : الفردوس المفقود ، ت: محمد عناني، القاهرة ، الهيئة المصرية العامة للکتاب .

     (د) الرسائل العلمية

    1-    ابراهيم ياسين محمد شقلاوي (2010) بعنوان : العلاقة بين المسرج والتحولات الفکرية والسياسية في السودان (1969- 1985) رسالة ماجستير ( منشورة)، جامعة السودان للعلوم والتکنولوجيا، کلية الدراسات العليا،قسم الدراما متاح على الموقع التالي : Repository.sustech.edu

    2-    أحلام محمود أحمد جاد (2019) : القضايا الاجتماعية للمرأة في مسرح هنريک ابسن وتوفيق الحکيم ونعمان عاشور "دراسة تحليلية" ،رسالة ماجستير (غير منشورة) ، کلية التربية النوعية ، جامعة المنصورة.

    3-    أحمد نبيل (2008): القضايا الاجتماعية في دراما المسرح الجامعي " دراسة تحليلية" ، رسالة دکتوراه (غير منشورة) ، کلية التربية النوعية ، جامعة عين شمس

    4-    رانيا مصطفي محمد السعيد الکاشف (2006) : الحاجات النفسية والاجتماعية في النصوص المسرحية التي قدمت على المسرح القومي للطفل في الفترة ما بين 1990-2000 ، دراسة تحليلية، رسالة ماجستير (غير منشورة )، معهد الدراسات العليا للطفولة ،جامعة عين شمس .

    5-    رابح ذياب ( 2016) : رؤية العالم في الخطاب السياسي السوري سعد الله ونوس نموذجا، رسالة دکتوراه (منشورة)، ومتاحة على الموقع التالي : these.univ_batna.dz

    6-    زينب أحمد السيد (2017) : " قضايا التغير الاجتماعي وانعکاساتها على واقع مسرح الطفل في مصر ، رسالة دکتوراه (غير منشورة )، کلية التربية النوعية ، جامعة المنصورة .

    7-    شرين طلعت عبد العظيم (2009) :" دراسة بعض القضايا الاجتماعية في مسرحيات مختارة لبث هنلي "رسالة ماجستير (غير منشورة ) القاهرة ، أکاديمية الفنون، قسم النقد الأدبي .

    8-    عزيز عايض سعد السريحي ( 2017) : المؤثرات الغربية في المسرح العربي ( المسرح المصري ،السوري، الجزائري واليمني نموذجا) ، رسالة دکتوراه ( منشورة ) کلية اللغة والأدب والفنون ، قسم اللغة والادب العربي ، جامعة بابل متاحة على الموقع التالي : mohamedarbea.net

    9-    فاطمة مبروک مسعود اسماعيل ( 2009) :"أبعاد المسئولية الاجتماعية للمسرح المصري "، رسالة دکتوراه ( غير منشورة) ، کلية التربية ، جامعة عين شمس .

    10-      فاطمة يوسف ( 1991) بعنوان : المسرح والتغير الاجتماعي في الفترة من ( 1952- 1970) ،رسالة ماجستير (غير منشورة) أکاديمية الفنون معهد النقد الفني

    11-      کمال الدين حسين (1985) بعنوان : " المسرح والتغير الاجتماعي في مصر العلاقة الجدلية بين المسرح والمجتمع في الفترة من( 1952 -1970) ، رسالة ماجستير اکاديمية الفنون / معهد النقد الفني

    12-     محمد سالم النوافلة (2007) : أثر معاهدة السلام الأردنية الاسرائيلية على العلاقات الأردنية مع الاتحاد الأوروبي ، رسالة الماجستير (منشورة) ، قسم العلوم السياسية ، جامعة مؤته.

    13-     محمد عبد الحليم سرور (2013) بعنوان : المسرح التعليمي والتغيرات الاجتماعية ، ثورة 25 يناير 2011نموذجا "دراسة تحليلية "،رسالة دکتوراه (غير منشورة) ، کلية الآداب ، جامعة الاسکندرية.

    14-      محمود علي فهمي مصطفي ( 1998) بعنوان : تأثير المتغيرات الاجتماعية للانفتاح على مسرح الفارس في الفترة من (1974-1994) ، رسالة دکتوراه ، غير منشورة ، أکاديمية الفنون ، معهد النقد الفني

    15-     هشام سعد زغلول (2004) : القيم التربوية المتضمنة في النصوص المسرحية المقدمة للمسرح المدرسي " دراسة تحليلية " رسالة ماجستير (غير منشورة) ، معهد الدراسات العليا للطفولة ، جامعة عين شمس .

    16-      ياسر مهدي ابراهيم علي عليوة (2008) : قضايا التحول الاجتماعي وأثارها الفنية على المسرح المصري المعاصر في المدة من 1970حتى 2005 ،رسالة دکتوراه ( غير منشورة ) جامعة الفيوم، کلية دار العلوم

    (هـ) المجلات والدوريات

    1-     أنوار محمد علي ( 2012) بعنوان دور التربية في التغير الاجتماعي، مجلة کلية العلوم الاسلامية، المجلد السادس، العدد (12) .

    2-      إيمان أحمد خضر (2005) : القيم في المسرح بين الواقع والمأمول، دراسة تحليلية ، بحث منشور في مجلة بحوث التربية النوعية، ع (5)، جامعة المنصورة، کلية التربية النوعية .

    3-     رحالي حجيلة (2010) : التغير الاجتماعي في المجتمع الجزائري( المفهوم والنموذج )، بحث منشور في مجلة کلية الآداب والعلوم الانسانية والاجتماعية،ع (7)، الجزائر، جامعة محمد خضير، کلية العلوم الانسانية والاجتماعية .

    4-     عزت السيد أحمد (2011) : القيم بين التغير والتغيير " المفاهيم والخصائص والآليات"، دمشق المجلد (27) ، العدد الأول والثاني .

    5-     سيد على اسماعيل (2013): وثائق سرية تکشف سطوة مؤلفها , مجلة کواليس الأمارتية عدد35 ،يوليو .

    6-     لطفة طبال (2012) : التغير الاجتماعي في تغير القيم الاجتماعية ، الجزائر ، مجلة العلوم الانسانية والاجتماعية ، العدد الثامن ، جوان .

    7-     محمد محي الدين ( 1995) :حرکات اجتماعية في المدن أم حرکات حضرية ،بحث منشور في أعمال الندوة السنوية الأولى 10-11مايو 1994 بعنوان : المجتمع المصري في ظل متغيرات النظام العالمي ، جامعة القاهرة ، کلية الآداب

    8-     نبيل حجازي (1978) : الأدب العربي بين التأثر والتأثير , مجلة الفيصل ، العدد11،السنة الأولى ، ابريل - مايو .

    9-      يوسف صالح بريک (2006) : التغير الاجتماعي الدولي والمخدرات ، بحث منشور في الندوة العلمية للمخدرات والعولمة ، دمشق ، جامعة نايف الغربية للعلوم الأمنية ، مرکز الدراسات والبحوث.

    (و) مواقع على الأنترنت

    1-    أحمد صقر (2011) : المسرح المصري في السبعينات وقضايا الانفتاح الاقتصادي ، مقال منشور في مجلة الحوار المتمدن بتاريخ 21/03/2011 متاح على الرابط التالي : m.ahewar.org

    2-    اسماعيل بن أصفية (2016) : أثر بريخت في الخطاب النقدي المسرحي المعاصر , مجلد 14 , ع53 , الناشر : النادي الأدبي الثقافي بجدة على الموقع التالي:

     search.manumah.com/Record/209916 http//: URI:

    3-    ثناء الکراس (2013) : 30 عامًا.. ذکرى کاتب النظام رشاد رشدي , مقال منشور لأحد 24- 30 فبراير ، بوابة فيتو على الموقع التالي:. https://www.vetogate.com URI:

    4-    سعد يوسف عبيد (2014) : المسرح والتغير، مقال منشور بتاريخ 17/04/2013 ،بمجلة الخرطوم للنقد الفني والدراسات ، متاح على الوقع التالي : https;//m.facebook.com

    5-    رندا محمود رزق فاخر (2019) بعنوان : الدراما والتنوع والتنمية بين الاصول التنموية والأعراف الاجتماعية ،(بحث منشور) في مجلة الفنون المسرحية بتاريخ السبت 29/فبراير 2020 متاح على الموقع التالي : https;//theaterars.blogspot.com

    6-    عمرو دواره (2015) :المسرح بين نکسة يونيو وانتصار اکتوبر / دار الهلال ،20 /سبتمبر على الموقع التالي :: http://www.daralhilal.com.eg/show-7293.html URI

    7-    کوخ الهمزاني : ظاهرة التغير الاجتماعي URI:http://egtlab.com/vb/showthread.php?t

    8-    مجد خضر (2019) : مفهوم التغير الاجتماعي , مقال منشور بتاريخ ١٤ فبراير على الموقع التالي : URI: http:/mawdoo3.com/

    ثانيا - المراجع الأجنبية

    1- Archana Aryal and Others,(2012): Theories of Change In Peace Building: Learning From The Experiences of Peace Building Initiatives in Nepal, European Union, Publication CARE Nepal, January.

    2-Daniel Chariot (1985) : social Chang , New York : social Science Encyclopedia.

    3-Honzel, Jindrich (2002) :The Hierarchy of dramatic devicse, in Simotic of Art, Prague School Contributions ed ,by :Ladislav Matejka and Irwin Titunik ,The MIT Press ,Cambridge ,Masschusetts , and London ,England .

    4-James Curran and Michael Gurevitich(1991) ; Mass Media and Society ( London: Edward Arnold ).

    5- Rund Nicka-Kassem,Dorota (1992): Egyptian Drama and social change ; A study of the Matic and Artistic development in Yusuf Idris plays “ PhD. ( Canada ; McGill university).

    6-Sukhwant Hundal .B.A (2002) :Theater for social change in the Punjab state of India , M.A ( Canada ; Simon Fraser University ).

    7- Morrison Joy Florence(1991): communication and Social change :A case study of forum theater in Burkina Faso, Ph.D.( Spain : University de Valencia ).