نوع المستند : مقالات علمیة محکمة
المؤلف
کلية التربية – محاضر بقسم التربية الفنية جامعة طيبة المدينة المنورة- السعودية
الموضوعات الرئيسية
مقدمة :
من المتعارف علية أن الفنون التشکيلية تعبير تشکيلي يستلزم عمل علاقة ما على سطح، وهى تعبير عن الأشياء والأفکار والموضوعات بواسطة الخط أو البقع أو بأي أداة من ادوات التشکيل، وهو شکل من أشکال الفنون المرئية وتعتبر الفنون التشکيلية بالمملکة العربية السعودية فناً متميزاً, يعکس القيمة الجمالية والتشکيلية. وقد حظيت الحروف العربية باهتمام بعض الفنانين الغربيين أمـثال ( بول کلــــية ) Paul Klee، و( نالارد ) Nallard ، و(هوفر ) Hooffer الذين أدرکوا جمالية الحرف العربي ومرونته للتشکيل, و کما حظي باهتمام نخبة من الفنانين العرب أمثال : جميل حمودي, وشاکر آل سعيد, وغازي الدليمي وخليل الزهاوي , ووجيه نحلة , الذين وجدوا فيها إمکانيات توظيفها تشکيليا, وقد أفرزت تلک المحاولات إيجاد مدرسة أو اتجاه مميز مثل اتجاه البعد الواحد . وقد حفز ذلک مجموعة ليست قليلة من الفنانين السعوديين في أن ينتهجوا هذا الاتجاه , خاصة و أن له من الإمکانيات الفنية والتشکيلية ما لا يتوفر في غيرة من الأبجديات . مثل : الطلاقة , والمرونة , والمطاطية وتعدد صور الحرف الواحد , وسهولة التشکيل , وکثرة أنواعه .
ولقد حظي الحرف العربي في منصف القرن العشرين وبعده وفي اوئل القرن الواحد والعشرين , باهتمام خاص من الفنانين الغربيين أمثال بول کلية وغيرة , وکذلک الفنانون العرب , مما شکل اتجاهاً واضحاً وظاهرة هي جديرة بالدراسة ضمن التيارات والاتجاهات الأخرى , خاصة وان هذا الاتجاه ليس إتجاهاً تمثيلياً واقعيا لان طبيعة الحرف العربي هي حروف مجرد بعيد عن التشخيص مما شجع کثير من الفنانين السعوديين للإبداع في هذا المجال في کافة التخصصات الفنية ذلک جعل رصيدا ليس قليل في أعمالهم أمثال ناصر الموسى, ويوسف إبراهيم.
إن ظاهره الحروفية العربية کاتجاه حاول أن يوجد مدرسة عربية صرفة لصلتها الوثيقة باللغة العربية , باستلهام واستخدام الخرف العربي في التعبير ذلک جدير بالدراسة والاهتمام ,
مشکلة البحث :
لقيت ظاهرة الحروفية العربية في بدايتها مقاومة شديدة, واعتبره البعض توجهاً نحو الجذور الثقافية لدراستها وإستيحاء عناصرها واستلهام لمفرداتها ، وذلک خدمة لأهداف التأصيل وتأکيد الهوية .
ولمتتبع الساحة التشکيلية بالمملکة العربية السعودية يکاد يجزم بان معظم التشکيليين السعوديين على اختلاف توجهاتهم, مارسوا الحروفية العربية, سجلوا فيها انطباعاتهم الفنية بالحروف , وحاولوا إبراز رؤيتهم التشکيلية للحروفية.
ومن هنا تاتى مشکلة البحث الى اي مدى استفاد الفنان التشکيلي السعودي من الحروفية العربية, بصورها المختلفة والمتنوعة رصد وتحليل تلک التوجهات والأساليب.
أهداف البحث :
أهمية البحث :
حدود البحث :
تحليل الأعمال الفنية:
استخدام الکتابة العربية في المجالات الإبداعية التشکيلية في العالمي العربي لم تکن يوما من الأيام ظاهره هامشية , بل رافقت في تطرها مراحل حضارة الأمة العربية في مجالات التعبير .
ومثلما سکن الحرف ضمير ألامه العربي . وجد مجالا رحبا في تراثها الشعبي فانه ارتبط أيضا مع ذوقها الفني , ومع العناصر الجمالية في حياة آلامه العربي, بحيث کان استلهام الحروف ومازال سمة مميزة للفن العربي بالنظر إلى فعاليات تواصله وقابليته التشکيلية الواسعة وقدرته الفائقة على الاستجابة للتجارب والمعطيات الفنية .
لذلک نجد أن لکل فنان مسارا محددا يسلکه في أعمالة الفنية , فاختلف بذلک توظيف کل شخص عن الأخر , فنجد فنانا مثل يوسف إبراهيم قد نحى منحى جديدا في أعمالة , فاتخذ من علامات الشکل والاعجام عناصر تشکيلية اثري بها القيم التشکيلية في اللوحة , کما أن استخدامه للون جاءا ليؤکد على المعطي الشکلي للحرف , فنرى في أعمالة رؤية مختلفة للموضوعات من خلال الخطوط والألوان والتي تحمل قوه تعبيرية وفلسفية عميقة التأثر , فقد نجح الفنان في دمج الخط واللون داخل المضمون العام للشکل الفني عي إعماله , وذلک لإعطاء المشاهد قوه في التعبير الصادق , وذلک من خلال البناء الفني . کما أکد الفنان وليد الوابل على الشفافية وذلک من خلال استخدامه للألوان المائية , واتت أعمالة الحروفية غير مقروءة .ويعتبر التعدد في أساليب وطرق المعالجات الفنية لدى الفنانين الحروفيين نوعا من الثراء الفني والذي يؤکد على قيمة هذا الاتجاه ويجعل منه حافزا للباحثين والدارسين والفنانين المبتدئين کي ينهلوا من هذا المنبع والذي اتخذ الحروف العربي مفردة تشکيلية له , فهم بذلک يؤکدون على قيمة الحرف التعبيرية والتصويرية في الفن الحديث .
الفنان يوسف إبراهيم :
فنان مصور من الحروفيين السعوديين البارزين, له خبرة وباع طويل في هذا المجال. أعماله متنوعة.
لعل أهم ما يبرز خصائص إنتاج هذا الفنان أنة استخدم علامات الترقيم والنقط والاعجام في الوحات التشکيلية موضوعا جماليا له , حيث تقوم على رموز وعلامات متناغمة بإيقاعات ومنطوق صوتي وعناصر مالئة لرفع التشکيل الجمالي حيث تملى الفراغات البينية وتبدو ناعمة هادئة في التکوين تارة تحقق فيه ملمسيه وتبدو مره أخرى له صدارة التکوين.
کما نرى انفعال الفنان يوسف إبراهيم بعلامات الترقيم والشکل والاعجام في هذا العمل من إيقاعات العناصر المالئة من خلال تداخلها وتراکبها وانتشارها مما يولد لعين المشاهد أنها حروف أو کلمات أو أجزاء من حروف وهو بذلک يوظف الشکل الذي يُعلى من قيمة الحرکة والإيقاع الموجود أساسا في الکتابات ويحولها إلي لغة التشکيل والتکوين والتصوير المعاصر ويقترب بهذا من التصوير الموسيقي. وقد استخدم قيم بعض أنواع الحروف بروية تشکيلية تخدم التعبير الفني في بعض المساحات الصغيرة بين التشکيل الجمالي بسمک رفيع فبدا ناعما هادءاً متمما للوحة والعمل وأحيانا أخرى بالغ في إخفاءه باللون الفاتح القريب من أرضية الشکل حتى يکتشف المشاهد ويظل فترة أمام العمل ليستطيع قراءته أو يکتشف کل مرة جانبا من هذه الخطوط وفي هذا العمل حول الفنان الکتابة والحرف العربي من شکل أساسي إلى ثانوي في العمل والشکل الثانوي المصاحب للکتابة إلى شکل أساسي في العمل وهو بهذا يوجهه نظر الفنانين من زملائه إلي القيمة الجمالية المصاحبة للحرف العربي وليس الحرف العربي فقط .
وفي هذا العمل نجده استفاد من الألوان الحارة الشديدة التباين من الأصفر البرتقالي والأحمر القرمزي المتدرجة والمتداخلة مع بعضها ثم وضع بقعة من النور بداخل اللون الأصفر الليموني ليزيد من إشعاعه واضعا التشکيل الذي أخذه من الکتابة مفصولة بالألوان الحارة أيضا مثل الأصفر الاهره والبنفسجي المحمر, فاوجد العلاقة العضوية بين أرضيه الشکل ومادة الشکّل ثم وضعة النقط في أکثر من موضع ليمثل نقط ارتکاز للعين ومحطات ليعاد النظر مرة ثانية بعد هذه الوقفات وکان لإحکام إغلاق اللون من اليسار بالألوان الساخنة الفاتحة أثراء العمل حيث تداخل مع الألوان الفاتحة والحروف والتشکيلات التي زاد من ذوبانها بذکاء في الشکل.
احمد مبارک منسي:
تصميم يأخذ الوضع الراسي ارتضاه الفنان أساسا ليشکل علية عملة حيث أن الوضع الراسي للعمل يعطي الإحساس بالسمو والشموخ والعلو والارتقاء ثم قام بوضع محددات أساسيه لبناء العمل فقسم المساحة إلى ثلاث عناصر رئيسية حيث اخذ شکل المربع صدراه البناء واستقر تحته مستطيل والي جواره مستطيل أخر بعلاقات هندسية ونسب کلها مختلفة عن الأخرى لإعطاء تنوع فغي بناء الشکل . کان المربع الذي يمثل الشکل الأساسي في اللوحة دور هام ومميز حيث وضع فيه اللون الفاتح تمثل نافذة تنفتح على السماء حاول الفنان أن يضع فيها الله اکبر ذلک النداء الذي يتکرر مرات خمس في اليوم والليلة وهو من العلامات البارزة عند کل مسلم ومؤمن في إي بلد أياً کان مکانة وزمانه وهنا نرى أن الفنان استطاع أن يربط بين الزمان والمکان ذلک النداء المتجدد لبعث الحياة من الفجر فجر تفجر النور إلي الظلام والسماء في نهاية اليوم.
صيغت کلمتي الله اکبر بالخط اللين الحر الذي لا يرتکز على قاعدة ليتباين مع الأشکال الهندسية الصرفة وليتوافق مع حرکة الصوت الصادرة من الأذان وذلک للتأکيد على قداسية العبارة لتناسب انسيابية وإنسانية التعبير وفي هذا العمل محاولة جادة للمزج بين المعتقد الديني والفن التشکيلي تمثل ذلک في وضع الفنان تاج على لفظ الجلالة " الله " شکل التاج مکان الشدة في اللغة ليؤکد الدلالة الرمزية لان الملک کله لله وليس لسواه وإن احد أسماء الله هو " الملک " وهو ملک الملوک ولا شريک له ذلک يتوافق مع مضمون الله اکبر لان لا کبير سواه لذلک أتي معظم التشکيل في هذه المساحة المربعة التي تمثل نافذة ثم نرى أن الحروف تتدلى منها لأسفل ألف لفظ الجلالة وهاء الاولوهيه وراء الرحمانيه متلاقية في اتجاهين مختلفين مع بعضها البعض حتى تنهي اللوحة وتشغل معظم مساحة أما حرف الألف فهو ألف التأليف وألف الإلوهية التي تألف منها کل شيء فنراها آخذة قطر اللوحة کلها من اليمن لأعلى إلى اليسار بخط منحني يحنو على کل عناصر التشکيل ويحمل کل عناصر التشکيل بما فيها نقطة حرف باء الله اکبر.
وبين النور والظلمة وبين الليل والنهار على مدار الساعة إلى أن تقوم الساعة يکون الله هو المسيطر على هذا الکون لذلک نجد النداء سوف يستمر ويستمر إلي أن تقوم الساعة. استعمل الفنان ألواناً أساسية ثلاث هي الأصفر والأحمر والأزرق کلها کانت في توافق تام رغم أن المعروف عنها أنها ألوان متباينة وأساسية. إن اختيار الدرجات المناسبة والملامس وتفتيح اللون وإعتامه کان عاملا هما في تجانس الألوان ثم وضع اللون الأسود وهو لون بارد لکنة يزيد من التباين في العمل الفني وکان للفنان رؤية خاصة في ملا فراغات اللوحة بوضعه نجوم هندسية إسلامية مصفوفة مع السلاسل الهندسية ليعبر بهما عن نجوم الليل أو الليل نفسه .
الفنان : حسين عسيري :
نشاهد في هذا العمل لفني مجموعه تشکيلات کثيرة من لفظ الجلالة کتبت بأسلوبين معا هما الحروفي المقروء والخط الحر وقد شکل لفظ الجلالة " الله " هنا على هيئة أبنية ذات الطابع العسيري وما تحويه من زخارف شعبية مختلفة کالمربعات والمستطيلات والمنحنيات التي وظفت لإعطاء أکثر من شکل زخرفي. ومزج الفنان بين العناصر المعمارية والزخرفية والحروفية التي نستطيع أن نقرأ أو نتعرف على بعضها کلفظ الجلالة " الله " وبعض مظاهر التشکيل الخطي .
نرى في هذا العمل الفني دمج العناصر المعمارية والحروفية, بالإضافة لإبراز البعد الثالث لإعطاء المشاهد إحساساً بقوة البناء, و کأنها تتعايش الأشکال المعمارية الهندسية أو شبة الهندسية مع الحروفية. ناتجة عن حرکة الأشکال وسخونة الألوان, واتت الألوان الداکنة مشبعة في النصف الأسفل من العمل الفني لتحقق بذلک الاتزان والاستقرار والثبات وأحيانا الترابط بين الأشکال. کما تتضح رؤية الفنان الثاقبة من خلال تنويعه للخطوط في التکوين بين الخط الأفقي والرأسي والمائل والمنحني مما أعطى حيوية للعناصر عملت على تحديد مسار نظر المتلقي داخل العمل الفني . کما يتسم التکوين بالحرکة والخروج خارج إطار اللوحة بالإضافة إلى إنها تمثل أيضا حالة ذکر مستمر بتکرار لفظ الجلالة جهة اليسار واليمين, وفي أجزا ء أخرى يتسم اللفظ بالثبات والاستقرار خاصة في العناصر التي توازي حافة اللوحة السفلي. وقد تمکن الفنان من تحقيق التوازن الکبير في توزيع الألوان داخل العمل الفني على الرغم من تعددها وغزارتها, ثم لم يهمل الفنان موضوع الشخصية العامة للغرض وذلک من خلال توزيعه اللوني الواضح فقد عبر عن الحرکة والحيوية باستخدامه للون الأصفر المقارب للبرتقالي , ومصادر الضوء في هذا العمل متعددة ومتنوعة, فجاء مرة من اليمين من خلال استخدام الفنان للون الأصفر لتأکيده على المعنى الذي يحمله لفظ الجلالة (الله ) من قداسيه وجاء مرة ثانية منبعثا من داخل العمل الفني من الجهة اليسرى العليا ليعطي بعدا " دراميا ". وقد استخدم اللون الأصفر ممزوجا مع غيرة ليعطي بعض الإضاءة الخافتة داخل العمل الفني وقد حرص الفنان على أن يکون هناک قدرا کبير من التوافق بين هذا وذک. فهناک تباينا لونيا کتباين الأزرق البارد والأحمر أو تباين الأحمر مع الأخضر, کما نلاحظ أن العمل الفني جمع بين الألوان الباردة ممثلة في الأزرق والأخضر وبين الألوان الدافئة ممثلة في اللون الأحمر والبرتقالي والأصفر. وتتمثل الدلالة التعبيرية في أبعاد ثلاثة هي : البعد البيئي المتمثل في استخدام عمارة الجنوب بشکل تجريدي, والبعد الزخرفي المتمثل في تکرار بعض عناصر التکوين أو اللوحة, وبعد روحي متمثل في تکرار استخدام لفظ الجلالة وکأنة ضرب من التسبيح أو الذکر.
و استخدم الفنان في تعبيره عن موضوعة الرمز وهو من الرموز الهامة لدى الإنسان وهو البيت الذي لا غنى لأحد عنة ,والذي يتميز بالزخارف المختلفة ذات الطابع العربي المعروف في الجنوب والذي تأثر بها الفنان والذي يحکم انتماءه.
لقد أنجز الفنان هذا العمل الفني بأسلوب حروفي مقروء وغير مقروء ليبرهن بذلک على مدى قابلية الحرف العربي وإمکانية استخدامه بصورة جديدة ومبتکرة من صور الفن الحديث.
ويظهر في هذا العمل الفني تمسک الفنان وحرصه الدائم على أهمية الموضوع العربي والذي نراه وقد تدفق على هيئة حروف وجمل عربية والنابع من مخزون الفنان الداخلي وانتمائه , کما لعبت الحروف العنصر الرئيسي في ديناميکية العمل الفني إذا أن الفکر العميق والحرية المطلقة في الفن الحديث کانا أن جعلا من أسلوب الفنان الحروفي مزيجا قد جمع بين الحرف العربي , والعناصر الفنية الأخرى والتي اشتمل عليها العمل الفني .
ناصر الموسى :
اللوحة فيها قدرا من الحرية والبعد عن الصنعة وعدم التکلف في التعبير الفوري المباشر مع مزج الألوان بالفرشاة على سطح اللوحة مستفيدا من الملامس الخاصة بشعر الفرشاة وخشونتها وهي من الملامح البارزة في أسلوب الفنان .
وأول ما يلفت الانتباه في لوحة الفنان الموسى الإيقاع الحرکي والذي يبدو مهيمنا على اللوحة في الجز العلوي والسفلي أيضا الناتج عن التکرار والانتشار للاسم " الرحمن " بالخط الحر الغير مقعد والمبالغات والمطاطية في أجزاء من الاسم تشکل عنصر ربط بين أعلى العمل وأسفله .
نشاهد في هذا العمل تکرار للاسم " الرحمن " في تشکيل دائري في أعلى العمل الفني وثلاثة سطور متراصة ومتتابعة متکررة لهذا الاسم أسفل اللوحة واستخدم الفنان الألوان : الأحمر والأصفر والبني والحيادي الأسود بإيقاعات منطلقة من ساحة قلب الدائرة في أعلى اللوحة باللون الأصفر والحيادي الأبيض وفي أسفل اللوحة تنطلق إيقاعات متوازية من أسفل إلى أعلى وخلفية اللوحة باللون البني الذي يستضئ بالأبيض في مرکز الدائرة وتضأ حروف کلمة " الرحمن " بالأبيض في أسفل اللوحة .
إن أول ما يتراء في العمل بقعة صفراء تأخذ الشکل الدائري وحولها لاسم الرحمن ذلک في دائرة من تکرار کلمة " الرحمن " الجزء العلوي من اللوحة لها کامل الصلة بباقي الشکل في أسفل اللوحة الناتج عن تکرار اسم الرحمن من خلال استمرار الفراغات التي تتکون من خلال الکلمات , فيحدث تبادل بين الجزء العلوي والسفلي کما تشکل الصفوف الأفقية الثلاث والتي تتکون أيضا من تکرار نفس الکلمة قاعدة التکوين وامتداد طبيعيا للخط من حيث الشکل والمعني في خلفية معالجة تشکيلية حروفية انتشرت فيها الحروف والکلمات لإحداث تردد لوني , ومساحي وخطي , لتؤکد على قداسة الکلمة وما تحمله من قوة في جلال المعني.
وارتبط المحتوى التعبيري بالقيم الفنية والجمالية التي تحملها ألوان العمل الساخنة من الأصفر والأحمر والبني مع الأبيض والأسود للتأکيد أيضا على المضمون اللفظي , وجاء استخدام الفنان للون الأبيض ليضفي على العمل بعداً وحساً إيمانياً لهذه الکلمة ومعانيها والتي قام باستخدامها وبناء عناصر التشکيل عليها ثم کان للون الأبيض دور هام في الإيهام وإعطاء الإحساس بالعمق خاصة خلفية التشکيل الدائري العلوي .
والإضاءة في العمل الفني منبعثة من أعلى اللوحة إلى أسفلها وکأنها نور الله لعبادة , تنطلق من السماء لتنشر على الأرض ليعم العباد رحمة ارحم الراحمين والتي وسعت کل شيء . ومن خلال استخدام الفنان للون الأحمر والأصفر والأبيض أعطى شفافية بين طبقات الألوان المختلفة کما أعطى بعدا ليجذب عين المشاهد إلى داخل العمل الفني لتؤکد بدورها الألوان على التناغم داخل هذا العمل .
وعلى الرغم من صدارة عنصر الدائرة إلا أن الفنان جعل مرکزها مرکز الضياء والإشراق في اللوحة , وأحاطها کذلک بتکرار کلمة " الرحمن " باللون البني المحمر ثم أحاطها مرة أخرى بتکرارات من اللون الأصفر , لتتضح الحروف والکلمات , وليکون لها وقع مميزا في عين المشاهد في الجزء العلوي من اللوحة.
وقد حشد الفنان کمية کبيرة من تکرار کلمة " الرحمن " في الجزء السفلي من اللوحة ليکون بذلک إيقاع حسي ولوني , أدى ذلک إلى حيوية في التشکيل وحرکة دائمة زاد منها تشابک الکلمات مع بعضها , واستفاد الفنان بذلک ليعطي إحساسا بالحرکة الإيقاعية للکلمات .
وأول ما يثير الانتباه في لوحة الفنان الموسى الإيقاع الحرکي والذي يهيمن على اللوحة في الجزء العلوي و السفلي منها وقد أکد على استخدامه للون الأحمر والأصفر والبني وذلک ليحقق نورانية کلمة " الرحمن " .
والمشاهد لهذه اللوحة يرى أن الفنان أدى أهمية کبيرة للجزء السفلي من اللوحة مع انه يشمل الثلث من العمل الفني وقد أکد على الإيقاع ولذي تبرز قيمته بتکرار الکلمة وتکرار الإيقاعات الصفراء والبيضاء , فيحاول الفنان هنا أن يؤکد على المحتوى التعبيري للکلمة .
نتائج البحث :
3. استفاد الفنان من تنوع الخطوط وتعدد أشکال الحرف الواحد في الصياغة الحروفية الأمر الذي أعطى الفنان الحرية في صياغات متنوعة لها طابع التجديد.
5. أظهرت بعض أعمال الفنانين التشکيلية اتجاهات تربط ما بين المنطوق الصوتي والفعل الجمالي أو ما يطلق علية الکتابة التصويرية الموجودة في الحضارات السابقة وأعادت صياغتها بشکل مبتکر .
6. تعددت طرق و أدوات التشکيل في تنفيذ الأعمال الحروفية وأدخلت على الفن الأدوات الحديثة المتمثلة في الحاسب الآلي وبرامج الرسم الالکتروني, الأمر الذي فتح أفاق جديدة أمام الفنان لتعبير عن فنه بطرق جديدة ومبتکرة.
توصيات البحث:
2. عمل موقع على الشبکة العنکبوتيه ( الانترنت ) لکل الفنانين الحروفيين مع نماذج من أعمالهم مدعمة بالشرح والتحليل للاستفادة منها في البحث العملي, والإعلام, والتثقيف.
مصادر البحث: