تکنولوجيا الخامة ودورها في تنمية الأداء التشکيلي في التصوير المعاصر

نوع المستند : مقالات علمیة محکمة

المؤلفون

1 الباحث بکلية التربية النوعية قسم التربية الفنية ( الرسم والتصوير ) جامعة المنصورة

2 أستاذ التصوير المتفرغ وعميد کلية التربية الفنية السابق - جامعة حلوان

3 أستاذ مساعد الرسم والتصوير کلية التربية النوعية - قسم التربية الفنية - جامعة المنصورة

المستخلص

يتناول هذا البحث والذى يهدف إلى التوصل إلي مجموعة من المداخل الأکاديمية الجديدة المنبثقة من الاستفادة من تکنولوجيا الخامة ودورها في تنمية الاداء التشکيلي في التصوير المعاصر ، وتقديم المحتوى المعرفي اللازم عن الاتجاهات الفنية القائمة على توظيف الوسائط والمؤثرات الضوئية والصوتية والحرکية ، ومحاولة التوصل لأحدث الإمکانيات التکنولوجية المعاصرة في التقنية من خلال مستمدات العصر من وسائل تکنولوجية  ، وتقدم المحتوي المعرفي اللازم عن الاتجاهات الفنية القائمة على توظيف الوسائط التکنولوجية.
ولمعالجة هذه الدراسة من جوانبها المختلفة ، فقد اشتملت على مقدمة البحث ، مشکلة البحث ، وأهميته ، أهدافه، حدوده ، مسلماته ، فروضه، منهجيته ، خطوات البحث ويشتمل الإطار النظري والإطار التطبيقي ، مصطلحات البحث واشتمل على التکنولوجيا ، التقنية ، مفهوم الخامة ، التصوير المعاصر
ثم جاء الاطار النظري ليتناول الخامة والرؤى التعبيرية المستحدثة ، المؤسسات الفنية في بداية القرن العشرين وترابطية العلاقة بين العلم والفن ، الجماعات الفنية والاسهامات التکنولوجية ، فنون ما بعد الحداثة والوسائط التکنولوجية والتطور العلمي والتکنولوجي ، اهم فناني ما بعد الحداثة  الذين تناولوا الخامات التکنولوجية ، الفن المعاصر وتقنية الهولوجرام ، وسائط الميديا التفاعلية ثم تجربة البحث والنتائج والتوصيات وأخيرا المراجع

الموضوعات الرئيسية


مقدمة

إحتفى تاريخ الفن عبر حقباته المتعاقبة بصيغ فنية مؤسسه على الابتکار والتجريب ، وطرح مقترحات تقنية جديدة ، وتغيير شکل العمل الفني ، حيث مر الفن بعدد من التحولات المفاهيميه في القرن الحادي والعشرين ، وسلک دروب أثرت بشأنها علي موضوعات وشکل وبنيه العمل الفني .   

و شکلت العلاقة التي اهتمت بالتبادلية بين الفن والعلم أو ( التکنولوجيا ) أحد أهم هذه التحولات الراديکالية والجذرية التي کان لها کبير الأثر على توجهات الفن ، والتي تبلورت خلال ما قدمته الخبرات والتطبيقات التکنولوجية للفن ، وکانت بمثابة نقله نوعيه وطفره في شکل الفن ومفاهيمه ([1])

ليتصف الإبداع أنذاک بشق قنوات مغايره تعزز وتؤسس ترابطيه العلاقة بين الفن والعلم ومعطيات التکنولوجيا , وتصاغ جمله من المتغيرات والتي تتسق مع متطلبات وأيدولوجيا العصر الحديث , فاستحدثت الوسائط والأدوات التکنولوجية وتقنيات وسائل التحکم والسيطرة ( السبرانيه) لتتغذي روافد التغيير في المفاهيم الفنية ، وتجسيد أنماط فنيه تنحو عن ذلک المرئي المتعارف عليه ، وتعلو الفکرة داخل العمل الفني .

فبجانب تلک الأعمال التي عمد فيها بعض الفنانين لإعلاء الطبيعة وعناصرها ، مستلهمين عناصرها ( الآدمية ، النباتية ، الحيوانية ) ومحاکاتها کأساس للصياغة الفنية، انحاز جمع أخر من الفنانين لترابطيه العلاقة بين " الفن والعلم والتکنولوجيا "(Art and Tec)("للربط بين الفن والتکنولوجيا ل الخطوط .

 لإعلاء الطبيعة ، مستلهمين عناصرها ( الآدمية ، النباتية ، الحيوانية )ومحاکيين إياها :أس ([2]) وتوظيف الوسائط والتقنيات التکنولوجية داخل أعمالهم ، لتدعم تلک التکنولوجيا الحديثة بأدوات وتقنيات لم تکن موجوده من قبل ، بشکل داعم لرؤيتهم الفنية ، ومخصبا لأفکارهم وتوجههم المفهومي.

وعلي هذا  تتحدد مشکلة البحث في التساؤل التالي:

کيف يمکن إيجاد مداخل تشکيلية وتقنية مستحدثة من خلال الاستفادة من تکنولوجيا الخامة ودورها في تنمية الأداء التشکيلي في التصوير المعاصر .

أهمية البحث :

- إثراء مجال الرسم و التصوير من خلا ل الربط بينه وبين التقنيات التکنولوجية .

- العمل على إيجاد رؤى جديدة في تشکيل بنية العمل الفني بإستخدام أدوات وأساليب وتقنيات علمية وتکنولوجية وفنية مستحدثة .

- تقديم المحتوى المعرفي اللازم عن مختارات من التقنيات العلمية المعاصرة (الوسائط المتعددة).

- إيجاد مداخل جديدة للتعامل مع التقنيات التکنولوجية الحديثة لإثراء مجال التقنية الفنية في مجال التربية الفنية.

أهداف البحث :

- يهدف البحث إلى إيجاد مداخل تجريبية جديدة في فن الرسم والتصوير من خلال الإستفادة من المعطيات التکنولوجية .

- إيجاد بدائل لونية وحرکية للخروج من الوسط التقليدي إلى وسط أرحب متمثلا في الفراغ .

- إثراء الرؤية الفنية في مجال التصوير عن طريق اإستفادة من المعطيات التکنولوجية في بناء العمل الفني

- تقديم المحتوى المعرفي لمختارات من التقنيات المعاصرة وإمکانية توظيفها في الفن

-  يهدف البحث إلى محاولة التوصل لأحدث الإمکانيات التکنولوجية المعاصرة في التقنية من خلال مستمدات العصر من وسائل تکنولوجية  .

-  الاستفادة من نتائج الدراسة في إيجاد رؤى تشکيلية جديدة ومبتکرة.

حدود البحث :

-  يقتصر البحث على دراسة وتحليل مختارات من الاتجاهات الفنية ويعرض بعض نماذج الفنانين والتي استفادت من المعطيات  العلمية التکنولوجية في بناء العمل الفني.

-  يقتصر البحث على دراسة  وتحليل مختارات من التقنيات العلمية المعاصرة من خلال        ( الوسائط المتعددة ) .

-  يقوم الباحث بالإستفادة من تکنولوجيا الخامة في تصاوير ما بعد الحداثة والوصول منها الى نتائج يمکن تطبيقها على طلاب التربية الفنية .

-  يقتصر البحث على إجراء تجربة ذاتية لمجموعة من الأعمال يقوم بها الباحث والتي تجمع بين التقنيات التکنولوجية والفنية المستحدثة .

مسلمات البحث:

من خلال توظيف تکنولوجيا الخامة قد ثبت انه يؤدي لتنمية الأداء التشکيلي في التصوير المعاصر

فروض البحث :

يمکن من خلال دراسة المداخل الفنية والفلسفية لتوظيف تکنولوجيا الخامة في مدارس ما بعد الحداثة  أن يؤدي إلي إيجاد مداخل معاصرة کمنطلق فني وتقني في تدريس التربية الفنية

 

منهجية البحث :

يتبع هذا البحث المنهج الوصفي التحليلي والمنهج التجريبي .

خطوات البحث

أولا: الإطار النظري

 -  دراسة المفاهيم والأسس الفلسفية لما بعد الحداثة وإتجاهاتها التکنولوجية .

-  دراسة الخلفيات الفکرية والفلسفية للإتجاهات الفنية القائمة على توظيف الوسائط والمؤثرات التکنولوجية وانعاکاسات ذلک على فن القرن الحادي والعشرين.

-  دراسة لأهم المؤسسات الفنية التي اعتمدت في دراستها على الجمع بين معطيات العلم التکنولوجي (النظريات العلمية) والعمل الفني الابتکارى (العلم والحرفة) (الفني والتکنولوجيا).

-  دراسة وتحليل مختارات من فنون ما بعد الحداثة التي تقوم على الدمج بين علوم  ( المعرفة للتکنولوجيا ) و(العمل الفني).

 - دراسة علمية تحليلية لمختارات من التقنيات العلمية المعاصرة في الفن بمفهومه الشامل.

-  التوصل إلى مجموعة من المداخل البنائية والجمالية کمدخل لرؤى تجريبية جديدة لاثراء مجال الرسم والتصوير. 

ثانيا: الإطار التطبيقي

- إجراء تجربة تطبيقية يقوم بها الباحث تقوم على معطيات الدراسة النظرية التحليلية للبحث من خلال الوسائط الفنية التکنولوجية

مصطلحات ومفاهيم  البحث

التکنولوجيا  TECHNOLGY

يتکون مصطلح التکنولوجيا من مقطعين هما ( Logy),( Techno ) فالمقطع الأول          (( Techno کلمة يونانية تعنى حرفة أو صنعة أو فن اما المقطع الثانى Logy فمعناه علم، ، ولذلک نخلص إلى أن التکنولوجيا کلمة مرکبة تشير إلى (علم الأداء) أو (علم الصناعة )أو (علم التقنية) الذي يهتم أساسا بتطبيق النظريات العلمية وتنفيذ العمليات الإنتاجية على أفضل وجه.

وهناک العديد من الآراء حول مفهوم التکنولوجيا ويرى بعض العاملين فى مجال التربية أن التکنولوجيا عبارة عن منتجات    Products) ) کأجهزة أو المواد التعليمية ويرى البعض الآخر أنها عمليات (Processes) اى أسلوب التفکير والعمل الذي يؤدى إلى الحصول على هذه المنتجات، بينما يرى آخرون أن التکنولوجيا نظام System تتفاعل فيه المنتجات مع العمليات، ولا يمکن الفصل بينها.

تحديد معنى العلم: ورد في کتاب الفلسفة لمؤلفة ( منيار 1983 ) تعريفاً للعلم مؤداه أن " العلم جهد يبذل لجعل الکون مفهوماً وإعطاء شرح عقلاني للعلم يرضى الفکر بإتاحة الفرصة أمامه لمعرفة قوانين الطبيعة. ([3])

التفکير العلمي: هو نشاط عقلي مرن ومنظم يهدف إلى حل المشکلات باستخدام منهج معين تتوافر فيه الموضوعية، ويتسم بالدقة.

التقنية  (Technique)

التقنية في اللغة ( تقنى) الأصول الفنية الخاصة بمهنة أو حرفة، ( التقني ) الحاذق الذي يتقن الأشياء،أما المفهوم اللغوي فان (التقنين) مصدر قنن بمعنى إجراء الشئ وافقاً لقاعدة معين([4]) والتقنية لفظ مأخوذ من الترجمة الإنجليزية  (Temchnique)بمعنى العمليات التي يمر بها اى عمل فني أو صناعي حتى يصبح منتج ([5]).

وتعرف التقنية: بأنها الطريقة المتبعة لإخراج العمل الفني فى أصول صناعية صحيحة([6]).

ويعرف الباجث التقنية على أنها مجموعة من المهارات والمعالجات المبتکرة والتي تعتمد على النظريات والوسائط التي أحدثتها التکنولوجيا في العصر المعاصر.

مفهوم الخامة: Concept of the material

هناک عدة تعاريف هامة لمفهوم الخامة ساقها عدد من علماء الجمال والفلاسفة ورواد الفن والمفکرين کنتاج لتطور المفاهيم الجمالية والفنية في الحقبات المختلفة، وتباين المفاهيم نحو توظيف الخامة کوسائط مادية في بنائية الأعمال الفنية  .

 فبداية وکما ورد في معجم ألفاظ الحضارة الحديثة ([7]) فان الخامة کمفهوم لغوى يعني (المادة الأولية) (Rohmaterial & Row Material ) أي الخامة التي لم تتعرض لعمليات التشکيل المتعددة من قبل ، والتشکيل بمعنى أنها المادة قبل أن تعالج "الخام ما لم يعالج".

ويشير "کولنجوود" "Knolling wood" في کتابه "مبادئ الفن" المقصود بالخامة من خلال تعريفه للمادة بأنها( ما يتماثل في کل من الخامة والشيء المنتج بعد انتهائه، وإذا وصفت المادة الخام بأنها خامة، فإن هذا لا يتضمن أنها بلا شکل، إنما يعنى أنها لم تشکل بعد في الصورة التي نحصل عليها بعد تحولها إلى شيء تم إنتاجه ([8]).

وقد اتفق "محمد أبو ريان" فى دراسته (فلسفة الجمال ونشأة الفنون الجميلة) ([9]) مع تعريف "ستولنيتز" في تعريف الخامة حيث ذکر أن " کل فن يستأثر بمادة خاصة (کاللفظ، والصوت، والحجارة، والمعادن)، ولکن هذه المادة الخام لا تشکل من تلقاء نفسها محسوساً فنياً، حيث ان الفنان هو الذي يتدخل ليحيل المادة الخام إلى شکل فني ، فيطوعها ويجلو صفائها الکامن ويفصح عن حقيقتها وثرائها الحسي".

ويشير أيضا ناثان نويلر (N.Noubler) إلى أن العمل الفني لا يمکن أن يوجد إلا إذا شکله أحد ، فالخشب أو المعدن أو الحجر الذي يتحول إلى تمثال والأصباغ والألوان والقماش التي تتوحد في لوحة التصوير والعديد من المواد الإنشائية التي تدخل في ترکيب أبسط النباتات لابد أن تعالج وتطرق وتوجه لتؤلف أشکال العمل الفني ، والفنان في معالجته للمواد الأولية يکون على درجة من العلم بالکيفية التي يستطيع من خلالها التحکم بمواده وإستثمار سطوحها وترکيبها وأشکالها إلى جانب تنظيمها الجمالي ([10])

"يذکر " "أحمد حافظ رشدان"([11]) "فى تعريفه للمادة الخام بأنها" التى تستخدم فى تجسيم العمل الفني، فلابد أن يکون العمل الفني شکلاً محسوساً متضمناً القيم التعبيرية المراد تحقيقها في هذا العمل ويختار الفنان خاماته بناء على تلک القيم التي يمکن أن تساعد فى تحقيقها وتعضيدها".

وعن الخامة کوسيط هام فى نقل مفردات اللغة التشکيلية التي يتحدث بها الفنان لمجتمعه تذکر "أميره مطر" ([12]) " أن الفنان يجسد عمله من خامة معينه أو وسيط معين ، ينقل به العمل الفني إلي الآخرين، وقد يکون الوسيط خشب، أو معدن، أو بلاستيک، أو حجر، أو أسلاک ،  أو الجسم الإنساني، وبهذا تتکون مفردات اللغة التي يتعامل بها الفنان مع المجتمع" .

وعن الخامة وصفاتها يذکر النحات الإنجليزي "هنري مور" "Henry moore" ( أن لکل مادة صفاتها وخصائصها التي تتمايز بها عن مثيلاتها من المواد، وأن المادة لا تفصح عن إمکانياتها التشکيلية والتعبيرية وأدورها المختلفة داخل العمل الفني إلا بمباشرة الفنان عمله بتلقائية ومباشرة، وأيضا حينما تنشأ تلک العلاقة الحية والفعالة بين ذلک الفنان ومادته، عند ذلک يمکن توظيف المادة لتعضد ذلک التوحد بين الحس والموضوع من ناحية وبين الخامة من ناحية أخري بإعتبارها جهداً ابتکارياً ) ([13]).

 

التصوير المعاصر Contemporary Painting

يرى (هربرت ريد )  أن المعاصرة مشتقة من انعکاس الثقافة الحديثة     ( أي أسلوب الحياة الحديثة ) على الإبداع ، فإذا کان الفنان متوافقاً معها في الرؤية الحضارية وطريقة الإدراک والتفکير وغير أسلوبه الإبداعي بما تقتضي الظروف المستحدثة ، اتسم بالمعاصرة .

إلا أن أهم معالم المعاصرة ، في القرن العشرين هي طبيعة العلاقة بين الفنان والواقع المرئي([14]) .

ويعني التصوير المعاصر " أن أئمة المذاهب الحديثة قد استطاعوا أن يستخدموا وأن يبتکروا أساليب فنية جديدة ، لم تکن معهودة من قبل في القرون السابقة للقرن العشرين وذلک عن طريق تلک المحاولات الإبداعية التي اتخذت شتى الطرق الأدائية في مختلف مبتدعاتهم الفنية ..... بحسب نظريات الفن المعاصر" . ([15])

الاطار النظري

الخامة والرؤى التعبيرية المستحدثة :

کان لإزدهار العلم والصناعة في القرن العشرين وانعکاساته في مجال الفنون بشکل عام والفن التشکيلي بشکل خاص، فتعددت الخامات والهيئات الشکلية المصنعة ونصف المصنعة والأساليب التقنية وتبدلت عناصر التشکيل لتواکب متطلبات عصر التکنولوجيا والميکنة.

فتغيرت أشکال الفن وتعبيراته بفعل حاجة الفنان إلى أن توازي أعماله متطلبات عصر يعبر عن الثورة والتمرد ضد الشکل الفني التقليدي لشکل أکثر تحرراً يعتمد على التجريب والاکتشاف لتحقيق قدراً من التواصل بين الفنان ومعطيات البيئة والواقع المادي المحيط به، الأمر الذى دفع الفنان للاستفادة بکل الإمکانيات المتاحة بناء عمله الفني لوضع الحلول واختيار البدائل والوسائط الغير تقليدية التي تبرز القيم التعبيرية والتشکيلية المستحدثة والمتمثلة فى الکم المتزايد من الخامات الصناعية التي وفرتها تکنولوجيا العصر الحديث.

وهو الأمر الذي يؤکده " لورانس جين " " Lawrence N.J " في قوله " لقد ساعدت التکنولوجيا الحديثة جموع من الفنانين الجادين وأمدت لهم يد العون في الحصول علي عدد من الخامات المغايرة ، الامر الذي دفعهم  نحو حرية التعبير ، وأکسب رؤيتهم التشکيلية رحابة أکبر .

وأصبح من الواضح دور الخامة في تجسيم الواقع المرئي وفکر الفنان في إبداعاته الفنية التي تغلبت على طرق الأداء التقليدي لتتکشف هيئه جديدة داعمة لفلسفة التجريب  والتوليف . فبدلاً من مضاهاة خواص الأشياء بالفرشاة والطلاء فإن الفنان يقوم باستعمال الشيء نفسه، وهذا الإجراء يرفع عن کاهل الفنان عبء الاضطرار إلى توظيف مهاراته في إعادة عرض الواقع، تلک المهارات التي تناقصت باطراد أهميتها مع اکتشاف وتطور التصوير الفوتوغرافي.

فشهدت بدايات القرن العشرين تغييرا جذرياً في شکل الفن وقيمة التقليدية، حيث إنحاز عدد من الفنانين إلى إبداع وسائط جديدة تحلق بأفکارهم وتحتفي بمفهومهم الحداثي للفن بشکل يتواءم مع التطور الحضاري الحادث وما يشهده من نظريات وثورات علمية هامة والذي ظهر بالکثير من مدارس الفن الحديث مثل    ( التکعيبة ، البنيوية ، الدادية  ، السيرياليه ، الدادا الجديده ، الواقعة الجديدة فن البوب )

المؤسسات الفنية في بداية القرن العشرين وترابطية العلاقة بين العلم والفن

شغلت ترابطيه العلاقة بين ( العلم والفن أو العلوم و الفنون أو التقنية والفن ) مخيله عدد من الفنانين مذ فترات لاحقه ، مرورا بالمصري القديم ثم مرورا بعصر النهضة ...... ثم ظهر هذا جليا في بداية القرن العشرين بمدرسة الباوهاوس وبرنامجها الرامي إلى تخريج مشکلين إبداعين ، والذي هدف الي الربط في التربية الفنية بين الرسم والفن والعمل الحرفي ربطا محکما.

فسعت هذه المدرسة إلى تجميع کل أنواع الفنون في کل واحد ،و وحدة مترابطة وتوحيد کل نظم الفن والخروج به إلى فن جديد ذو عناصر متکاملة غير قابلة للتجزئة ([16]) .

حيث کان الأساس الذي لا يمکن الاستغناء عنه لکل الأعمال الإبداعية هو المعرفة الدقيقة بالعمل اليدوي من جانب الطالب أو الدارس عن طريق العمل في المحترفات ، والتجربة العملية في ساحات العمل الفعلي . فطوال الأعوام الأربعة عشر ( 1919 – 1933 ) التي عاشها الباوهاوس ما کان علما على ما نعرفه اليوم بالتصميم الفني ، Design فقط ، بل مثل برنامجا فنيا تربويا وآخر ثقافيا سياسيا ، فهو النتاج المتکامل لکل المحاولات السابقة والمساعي إلى تطوير المدارس الفنية  

فقد استطاع رواد الباوهاوس أن يتصورا ( وحدة ) ، ليس فقط للحرف اليدوية ولکن للتقنية الحديثة للإنتاج الصناعي  . وکان مخطط ( جروبيس)  * أن يغير تغييرا ثوريا المنهج التقليدي لمدرسة الفنون. وقد فکر في (المعمل)  الذي في جوه يمکن عمل الأبحاث حول الخامات والطرق .

وکانت الورش التجريبية هي البديل للنزعات المتعارف عليها في التصميم ، والسائدة في التصوير ، والرسم وقد  احتلت التقنية الصناعية مکانا مرموقا في خطة الدراسة ([17]) .

وتاريخيا يمکن اعتبار (مدرسة أولم ) للتشکيل أکثر المدارس الفنية بألمانيا لما بعد الحرب إتباعا لبرنامج الباوهاوس. وکان على الطلاب أن يعملوا في مجموعات بإشراف الأساتذة فيما سمي (مهمات تطبيقية) وشمل ذلک أمورا مثل ترکيب الآلات الکهربائية ، باعتبار ذلک وأمثاله معينا على فهم المبادئ النظرية المعطاة . وفي مجال البرنامج التطبيقي ، تأثر القائمون على مدرسة  ( أولم) بما وضعه کل من ( موهلي ناجي)  Mohely Nagyو(شرماييف)Sharmaef لمدرسة ( شيکاغو) الذي کان في أحدى مراحله النهائية توحد مع معهد( ايلينوي  للتکنولوجيا )، وشمل ذلک مجالات مثل بناء المدن ، والهندسة الداخلية ، والبصريات ([18])، وقد أعتبر ذلک کله وحده مترابطة .

ودخل الفن مرحلة جديدة من الإبداع تشکلت من خلال علاقة الفن بالتکنولوجيا  Art and Technology  ، حيث أمدت التکنولوجيا الفنان بخامات وتقنيات، ومؤثرات صوتية وضوئية وحرکية مستحدثة. لتسهم الإنجازات التکنولوجية والعلمية خاصة في النصف الأول من القرن العشرين في إحداث هزه فکرية في المفاهيم والأفکار والقوالب الراکدة المتعارف عليها فنيا ً، ليطل بذلک الفن عبر نوافذ جديدة من الإبداع ، ويمتلک الفنان تقنيات ووسائط ومؤثرات صوتية وحرکية , وأدوات الطاقة الکهرومغناطيسية و الميکانيکية والرقمية . لتحدث هذه المفاهيم المستحدثة العديد من التغيرات في موضوعات و شکل وبناء العمل الفني ، وأيضا التحول في خاماته وتقنياته ووسائطه  ، مما کان له کبير الأثر في طرح حلول علمية وتکنولوجية مستحدثه مغايره تبعد عن السائد التقليدي ، وتسطر لغة توازى هذا التغيير المتتالي السريع الذي اتصف به العصر الحديث .

الجماعات الفنية والاسهامات التکنولوجية

ولم تقتصر عملية الإفادة من الإسهامات التکنولوجية في الفن على جموع الفنانين وحدهم ،  بل تشکلت جماعات ضمت کلا من  (الفنانيين والمهندسين مع الموسيقيين والأدباء) ، فکون الفنان "أوتابين " "Otto Piene" جماعة الزيرو "Zero"  والتي أسست عام  1957م لتهتم  بالأثر الناتج من التأثيرات الضوئية على تفاعل المشاهد المتلقي  بمکونات البيئة الفنية المشکلة في أعماله ([19])، وکذلک جماعة الفن البصري "GRAV" في باريس عام 1960 م ، لتطرح المجسمات و المنحوتات المتحرکة ، والأعمال الفنية ذات الطابع الميکانيکي . وجماعة " تجارب بحثيه في الفن والتکنولوجيا " (EAT) ، والتي أسسها الرواد " روبرت روشنبرج " " Rauschenberg" ، جورجي کيبس " "KePes" ، " جون کاج" "Cage "  ، " بيلي کليفر " "    Kluver" لتستعرض مقترحات فنيه تفاعليه  و أعمال متعددة الوسائط ، وأعماله أخرى تقوم على دمج ( الصوت والموسيقى الإلکترونية والضوء ) .

فنون ما بعد الحداثة والوسائط التکنولوجية

ثم توالت الأفکار والتوجهات الداعمة والمؤسسة لتربطيه العلاقة بين الفن والعلم والتکنولوجيا الحديثة ، من خلال الاستعانة والإفادة بقدرات وامکانيات المهندس والفيزيائي والکيميائي في تلک الأمور التکنيکية حتى يستطيع الفنان أن يدخل مرحلة جديدة تحل فيها التکنولوجيا محل المهارات اليدوية . وظهرت في فنون ما بعد الحداثة مصطلح  Media Art )) فن وسائط الاتصال " السينما والفيديو والکمبيوتر والفوتوغرافيا والمطبوع " الکتب والمجلات "، وکذلک ظهر مصطلح  High – Tec)  ( الفنون والتکنولوجيا الرفيعة " کاستخدام الليزر والطاقة الکهربائية والکهرومغناطيسية والطاقة الميکانيکية والرقمية، "حتى يتسنى لفنان ما بعد الحداثة أن يختار ما هو أکثر قدرة على التأثير وکذلک الأکثر مباشرة في التعامل مع الجمهور بأبسط الطرق للوصول إلى الهدف "([20]).

 وجاءت جمله أعمال تعتمد على التکنولوجيا الرقمية للتعبير عن الممارسات و المشاريع الفنية من خلال الدمج بين وسائط رقمية مختلفة مؤسسه على الوقت و الحرکة على عکس الأعمال الفنية البصرية التقليدية من( رسم، تصوير أو نحت،…). ومن الأمثلة على أنواع الفنون التي تشملها تلک الفنون ( فن الصوت، فن الفيديو، فن الضوء ، فن الليزر ، الهولوجرام ، الفن التفاعلي ، فن الکمبيوتر computer art ، فن الإنترنت، فن الرسوم المتحرکة، فن الألعاب، فن الطباعة ثلاثية الأبعاد، الفن البيولوجى ) ومجالات أخرى متعددة تعتمد على التکنولوجيا  کوسيط لتوصيل رسالة للمشاهد للعمل الفني.

وبذلک لم يحتفظ العمل الفني ببنائه وشکله السائد المتعارف عليه( اللوحة المستديمة) من حيث الثبات ، ثابتا بل أصبح يتحرک ويهتز ويصدر الأضواء ويخرج الصوت الداعم لفکره العمل ، وبإمکان الجمهور التفاعل معه والمشارکة في تکوينه وحرکته وترتيب بعض أجزائه ، کما في الفنون الحرکية " kinetic art " .

فما شهدته بداية الستينات قفزات وطفرات هائلة في (مجال الفيزياء الضوئية ، و علم البصريات ) وهو ما أدى إلى التوصل لنتائج جديدة عن الضوء واکتشاف العديد من الإشعاعات الضوئية ( المرئية، وغير المرئية )، والارتباط الوثيق بين الضوء واللون من خلال تجارب تحليل الضوء التي کشفت عن مکوناته ( الضوء يتکون من سبعة ألوان مرکبة معا )، وأيضا معرفة ظواهر کثيرة للضوء مثل: ظاهرة انحناء الضوء حول حواف الأجسام ( ظاهرة الحيود ) وظاهر انکسار الضوء وکذلک ظاهرة استقطاب الضوء.

الأمر الذي اجتذب مخيله العديد من الفنانين المعاصرين واستمالتهم نحو ذلک الطرح الفني والمعطي التکنولوجي المستحدث بأدواته وخاماته وتقنياته وأساليبه، لتشکل معطيات هذا التقدم سبيلا للتنقيب عن آفاق مستحدثه من الخلق والإبداع الفني([21]) . فنوع هذا التطور العلمي والتکنولوجي من الوسائل الضوئية الصناعية مثل "الضوء الوهاج  ""Incandescent Light " ، و "ضوء الزئبق" "Mercury – vapor light " ، و "ضوء النيون " "Neon light " ، و "ضوء الفلورسنت " "Phosphorescent" والتي وظفت في بنائية العمل الفني کما في أعمال " فن الضوء " " Lumia art " الذي قام  على الضوء کعامل رئيسي في صياغة أفکاره وتوجهه المفهومى . فاستخدم الضوء بصورة حداثيه تمتلک کل المقومات التشکيلية والتعبيرية ، وکافة طرق الجذب والأثارة الفنية والحداثية للجمهور ، وإحداث التغيير في مواصفات المدرک الجمالي للعمل الفني .

اهم فناني ما بعد الحداثة  الذين تناولوا الخامات التکنولوجية

لقد تلمس وتکشف الفنانون في ضوء ( الليزر) Laser  طاقة لا تتوفر في أي مصادر ضوئية أخرى ، إضافة إلى مجموعة من الخصائص التي تميزه في عملية التشکيل وتختلف عن استخدام الضوء العادي في بعض الأعمال التي استخدم فيها الضوء کخامة ووسيط لتشکيل العمل الفني کما في أعمال فن ( اللوميا آرت)  Lummia Art  مثل " إمکانية توظيفه في شکل حزم ضوئية مترابطة ومتماسکة والتي يمکن تکبيرها باستخدام عدسات مکبرة وتقسيمها باستخدام شرائح زجاجية محدبه ومقعره "([22]).

ومن أبرز فناني هذا الإتجاه الفنانة "کريسا" "crissa" حيث أبدعت عدة أعمال تعتمد علي الضوء کعنصر رئيسي ومنفرد داخل العمل الفني ويشکل قوامه الکلي، حيث تحرکت الأشکاله الأنبوبية المتکونة من ضوء الفلورسنت الوهاج في مسارات هندسية (أفقية ورأسية ومائلة متخذيه) إما منفردة أو خلال حزم متجمعة  في مستويات أمام بعضها البعض في مستويات متتالية متتابعة ، وتختلف ألوان أنابيب کل مستوي عن الأخر ليشع العمل بالعديد من الإضاءات الملونة لتتراکب وتمتزج في وحده مترابطة .

وإعتمد "کريسيتيان شيز" في عمله "زهور توربينية" علي ترکيب أضواء النيون في تشکيلات نحتية رشيقة ترتکز فوق محرکات کهربائية تحرک هذه الأشکال الضوئية وفق نظام متقطع غير ثابت، فتتحرک هذه الاضواء بعنف تارة، وتاره تلف في هدوء، وتاره اخري تقف وتسکن داخل حيز قاعة العرض .

وعکف الفنان ستيفن ناب Stephen Knapp  لأکثر من ثلاثون عام علي تصميم ورسم لوحات فنية باستخدام الضوء ، وأطلق عليها " التصاوير الضوئية " ، فأبدع أعمال وترکيبات فنية تنتج من انکسار الضوء يسميها " التصاوير الضوئية " على الرغم من عدم استخدامه للألوان . حيث يعمل الفنان على إنتاج هذه الترکيبات الضخمة باستخدام الحد الأدنى من الأدوات وذلک عن طريق ترسيخ الزجاج المزدوج اللون والضوء لإنتاج أعمال فنية متعددة الألوان مترامية على جدران المکان. کما لا يقوم الفنان برسم هذه الأعمال أو برمجتها مسبقاً قبل ترکيبها بل يقوم بتصميمها أثناء الترکيب.

فقام الفنان ستيفن ناب باستخدام الضوء فقط لإنتاج هذه الأعمال دون الحاجة إلى الألوان هو أمر يذهل المشاهد ، عن طريق بناء لوحات معدنية کبيرة وجداريات السيراميک المزجج التي تعکس وتستجيب للتغيرات في الضوء ، ثم تلى ذلک ، وتدشين الجدران الزجاجية التي شکلت من الفرن والزجاج والصلب والنحت، والتراکيب متعددة الأبعاد من الاشعاع النقي. لذا فجملة الحلول والمقترحات التي تطرحها ذهنية الفنان على هذه الأعمال الفنية لا تقتصر على زوايا رؤية واحدة وانما تمتد لتعالج وتصيغ باقي الزوايا في وحدة کلية متسقة الأطراف , وتراعى حرکة هؤلاء الجمهور وتنوع مجال إدراکهم البصرى .

وعلى خلاف تلک الوسائط التقليدية فإن الفنان قدم من خلال هذه التقنية تصوراً مغايراً لبعض المفاهيم مثل مفهوم الفراغ . فإضافة إلى تلک الرؤى التي تناولت الفراغ  في الأعمال الفنية ذات البعدين بأساليب ومناهج متعددة , ووجود أعمال تتحکم في سبل التعامل مع الفراغ وتحقق العمق والبعد الثالث , ومنها استخدام المنظور والظل والنور والإفادة مما قدمته البحوث حول نظريات خاصة بالضوء واللون. فإن التقنيات التکنولوجية المستحدثة ومنها ( ظاهره انکسار الضوء ) قد طرحت رؤى مخالفه تتمايز بالحداثة .

ومال جمع من الفنانين الى توظيف ضوء الليزر داخل أعمالهم الفنية ، فدخل هذا الضوء في عروض فنية عده ، وفي مجال الحفلات الموسيقية والمسارح المؤسسه على الإضاءات المتوهجة والموسيقى الإلکترونية مع أشعة الليزر کما في عروض الفنان " إيابنيس إکسناکيس " " AyabnisAxnakes"  "هورست باومن""Horst Bawomen" وأيضا في عروض الهواء الطلق " في الساحات والميادين العامة وفوق الجدران والأرضيات " في أدائية دشنت قيمة مضافة في تقنيات العرض البصري الذي يراه المشاهد ([23]). ووظفت أشعة الليزر أيضا في عروض حداثيه  في السماء من خلال أشعه طويله ملونه تتوازى وتتقاطع وتنتشر وترسم شخوصا وتفصيليات مفعمة ، وکذلک عروض الهولوجرام "Hologram " والتي امتازت بصفة الإيهام بالأبعاد المجسمة في الفراغ  .

الفن المعاصر وتقنية الهولوجرام

وبجانب ضوء الليزر کوسيط في الاعمال الفنية ، استطاع الفنان المعاصر توظيف تقنيه الهولوجرام داخل جمله أعمال فنيه تمايزت بالخصوصية والفرادة الإبداعية ، حيث يتمتع الهولوجرام کوسيط ضوئي لونى هام بخصوصية فارقة عن الوسائط الضوئية التقليدية تدفع الفنان بالتعبير عن أفکاره وتعزيزها بأليه مبتکره . لما يمتلکه الهولوجرام من خواص فيزيائية وفنية وزوايا الرؤية المتعددة التي تتکشف عند الحرکة حول هذه العناصر,( استمرارية التأثير الحرکي ) وکذلک شفافيته يخلقان نوعاً من الإثارة ودفعا للمشاهد نحو المشارکة والتفاعل مع هذه المجسمات الهولوجرامية , وهو مالا قد توفره الوسائط التقليدية .

فالأشکال الهولوجرامية بمثابة أجسام سابحة في الفضاء , هلامية بلا خامات , أو هي أجسام هوائية لا تتأثر بالجاذبية وتتحرر منها أحيانا ، و تجعل الغير مرئي متاح invisible " " ، وتحول الصلب المعتم إلي شفاف نافذ the solid transparent " " , وهى محاولة لتلوين الفراغ , وتشکيل نوع من الشفافية المعتمة عن طريق نسج فراغات لونية باستخدام الضوء .

لذا فالهولوجرام أداة وکما يراها بعض الفنانين إسلوبية تنحو بعيداً عن الحلول والمفاهيم السائدة والمطروحة للوسائط التقليدية الأخرى , ويراها البعض الآخر إفرازاً للعصر وفعل موازى لتقدمه العلمي والتکنولوجي , فهي مادة جديدة وفرتها ما بعد الحداثة کحل بديل عن صلابة الأجسام  " solidity of objects ".

کما وظف فنانو " الواقع الافتراضي " " virtual Reality " الصور الهولوجرامية داخل بيئاتهم الافتراضية مع عدد من الفضاءات المعمارية , وکذلک أجهزة عرض الصوت وآليات التحکم فى البيانات والحرکة والتفاعل مع الصور الضوئية المسقطة في الفراغ , وقفازات الحرکة ونظارات الرؤية  . حيث قامت " مارجريت بينيون " " Margret Benyon " بعدة تجارب فنية فى العمل الهولوجرافى , مستخدمة أنواع عديدة مثل الهولوجرافات أحادية اللون , هولوجرافات النفاذية , الهولوجرافات الطيفية , الهولوجرافات النابضة , وفقاً للمفهوم الذى تنطوي عليه رسالة ومفهوم العمل الفني )[24](.

فوظف الفنان " مايکل بلينبرج " " Michael Bleyenberg " الهولوجراف الطيفى في صياغة أشکاله الهندسية المتراکبة والمتناغمة والتي عالج بعض أجزائها بتنويعات ملمسيه نتيجة للحفر بالليزر بأعماق مختلفة وأنظمة مختلفة تؤثر على الإدراک البصرى لهذه العناصر  .

الفنان خيسوس رافاييل سوتو(*) Jesus Rafael Soto

وبذلک فقد مهدت التکنولوجيا الحديثة وتقنياتها وما طرحته من وسائط الطريق للفنان لکي يعبر عن موضوعات لم تکن مطروحة من قبل وبطرق وتقنيات تتناسب معها، وشق ممرات مستحدثه خصبت روافد الفن وموضوعاته، مما کان له کبير الأثر في استحداث تقنيات في الفن التشکيلي أثرت على تغيير الصيغة التشکيلية کوسيط تعبيري([25]).

فوظف الفنان " سوتو Soto  " في أعماله الفنية مجموعه من الخطوط المستقيمة في صورة تکرارات متساقطة رأسياً من قضبان معدنية وخيوط نيلون تبلغ ضعف طول قامة الإنسان لتقوم بغزو الفراغ کله وأثناء حرکة الهواء، أو تجول المشاهد داخل العمل فإن العمل يرتعش وتتحلل هذه الرأسيات إلى خيوط متکسرة ومتوهجة ، ليملأ الحجرة " مؤثر صوتي " کصوت الأنابيب المتدافعة والمحتدمة ببعضها ويصبح هذا الصوت ترميز لاختراق المشاهد ودفع وحداته ، وعلي حسب قوه التصادم والاهتزاز وتدافع الانابيب وحرکه الهواء .

وفي أعماله استعرض الفنان سوتو تجهيزات فراغيه بها أنابيب واسطوانات معدنيه مدلاه من الاسقف داخل قاعات العرض، وفي الهوا الطلق ، في تکرارات رأسيه متساقطة رأسياً من قضبان معدنية وخيوط نيلون تبلغ ضعف طول قامة الإنسان لتقوم بغزو الفراغ کله تهزها حرکه الجمهور المتواجد بداخلها وجوارها لتتدافع الانابيب محدثه أصواتا متناغمة ذات إيقاع يختلف من مکان لأخر علي حسب قوه التصادم والاهتزاز وتدافع الانابيب وحرکه الهواء .

ليدشن " سوتو"  بذلک فضاء جديدة مکوّن من وسائط  کالألياف المرنة و الخيوط البلاستيکية والاسلاک المعدنية واسياخ الحديد و غيرهما. لتفرض عملية التحرک داخل وحدة هذا الفضاء ( فعل الإزاحة ) ( بالأيدي والجسم ) لتسهيل فعل الاختراق .

إن هذا المنحى من الفن لمحاوله لإقامة علاقة تفاعلية ما بين المتفرج المتفاعل وأحاسيسه ضمن کينونة العمل لکنه لم يقتصر على حاسّة اللمس بل حاول إقحام جملة من الحواس الأخرى في صلب العملية التفاعلية والمتمثلة في الصوت ، وإقحام عنصر الصوت کعنصر مضاف جديد في بنية العمل الفني، مستثمرا بذلک اطروحات التقدم العلمي والتکنولوجي وما يقدمه ذلک للفنان من خامات ووسائط وبدائل فنيه تغير وتبدل شکل وبنيه العمل الفني ، وتسهم في توصيل فکرته ورسالته بإيجاز دون ما وسيط ، فالعمل لا يوجد مستقل عن المشاهد، و عن حرکته من خلال هذه الأعمال المخترقة. إن المشارکة تصبح لمسية، وغالبا ما تکون أيضا سمعية، فالإنسان يلعب مع عالمه المحيط. المادة، و الزمن ، و الفضاء هو ثالوث لا يتجزأ، و الحرکة هي القوة التي توضح هذا الثالوث ([26]).

وسائط الميديا التفاعلية

وجاءت الفنون التفاعلية بأشکالها وبنيتها وأفکارها المبتکرة في عرض رساله وفکره العمل  کأحد المقترحات الهامة التي صاغها الفنان المعاصر في هيئة مؤثرة فاعلة ، تصل بسهوله للمتلقي ، و تجذب الانتباه ، وتدشن الدور الهام لوسائط الميديا التفاعلية من انظمه الفيديو ، والکمبيوتر، وأجهزه التحکم ، مستخدما في ذلک أجهزه التحکم والسيطرة والکمبيوتر مع الفيديو وأدوات الحرکة والطاقة المغناطيسية والکهربية مع الاجسام الحقيقية بصياغة موجهه تعضد الهدف من العمل ، وتتحد مع المتغيرات الأيدولوجية والقدرات الادراکية لعامة الجماهير المشارکة ([27]).

کما وظف " الکمبيوتر " و " الفيديو " داخل الأعمال الفنية، وهو الأمر الذي ساعد علي تغيير شکل العمل الفني وتوجهه المفهومي کما في " فن الکمبيوتر ، فن الفيديو ، الفنون الرقمية ،... وغيرهما "

وأيضا ظهرت الفنون التفاعلية التي تسمح بمشارکه الجمهور في العمل الفني بطريقة ما من خلال تقديم مدخلات من أجل تحديد النتيجة. وعادة ما تعتمد أعمال الفن التفاعلي على أجهزه الکمبيوتر مع أجهزة الاستشعار التي تقيس أشياء مثل درجة الحرارة والحرکة والقرب والبعد ، وقياس الاستجابات الخاصة بهؤلاء الجمهور المشارکين ، مع أجهزة ووسائط تکنولوجية أخرى مسئوله عن تصميم الصور وعرضها  وتصميم المجسمات ثلاثية الأبعاد , مثل (أجهزة الإسقاط الضوئي ، أجهزة السيبرانيه ذات التحکم والسيطرة والتوجيه ، شاشات العرض التليفزيونية ، سماعات الواقع الإفتراضي ، و نظارات الرؤية ثلاثية الأبعاد " الرؤية المزدوجة,.... وغيرها)  من الوسائط والأجهزة التي تساعد الجمهور في التفاعل و تغيير مکونات العمل الفني الذي أصبح جزء منه ومشارکا فيه من خلال الحرکة و التمرکز في مواقع فراغيه  .

جيفرى شو" " Jeffry Show والمدينة المقروءة

لقد جاءت هذه التقنيات المستحدثة لمساندة الأفکار الجديدة وتدفع بالفن إلى أقصى مسافة تبعده عن معناه المتعارف عليه ووسائطه التقليدية، ففي عام 1991 قام " جيفرى شو" " Jeffry Show  " بتشييد عمل تفاعلي من خلال برامج الحاسوب الجرافيکيه ، تمکن المشاهد برکوب دراجة والقيام بجوله في فراغ تخيلي ثلاثي الأبعاد. إن هذا الفراغ التخيلي أطلق عليه " المدينة المقروءة " " The Legible City  " ليصيغ مدينة کبيره تخلو من الأشخاص ، لتتألف ميادينها  شوارعها ومبانيها المعمارية من حروف وکلمات وعبارات مختلفة الأحجام والتضاريس والنتوءات من خلال درجات لونيه متنوعه تلعب فيها الدرجات اللونية الساخنة والباردة المتوافقة والمتکاملة الدور الفاعل .

تجربه البحث (التطبيق العملي)

                

العمل رقم (1)

أولاً: تحليل عناصر وبنائيه العمل الفني .

أبعاد العمل : 60 ×80 سم

الخامات المستخدمة في العمل الفني : خشب ، ورق ملون بأسماک مختلفة ، نحاس ، ألمونيوم ، بلاستيک شفاف ومعتم ، بقايا من لوحات الکترونية ، ماتور للحرکة ، شرائط من لمبات الليد ، خيط بلاستيکي

 التقنيات وأساليب الأداء : العمل عبارة عن لوحة خشبية عليها عدة مستويات مختلفة مشکلة بخامة الکرتون المقوى ( نصبيان ) والحشب والبلاستيک ، تتتفاعل داخل العمل الفني عناصره من إضاءة وأشکال متنوعة ما بين الدائرية والمستطيل والحرة مع الحرکة الفعلية والإيهامية ، وتتنوع خاماته مابين الورقية والخشبية والبلاستيک ليأتي الضوء ليجانس هذه الأشکال والخامات المتنوعة ويؤکد على حرکيتها ويؤکد على ايقاعها الدائم المستمر ويؤکد على الظلال التي تثقل العمل وترسخه

ثانياً: المفاهيم الجمالية والتعبيرية لتوظيف الخامات والتقنيات التکنولوجية وبنائيه العمل الفني .

إستخدم الباحث مجموعة من الخامات االمختلفة المتنوعة في الشکل والملمس واللون والوظيفة ، وتنوعت المستويات داخل اللوحة ما بين المنخفض والمرتفع والأکثر إرتفاعا ، وتنوعت عناصر العمل الفني وأشکاله فخلقت جوا من الحرکة الإيهامية ثم جائت الدائرة الکبيرة اسفل العمل لتتحرک حرکة فعلية باستخدام الماتور الحرکي ، لتلقي بأضوائها من خلال حرکاتها على بعض العناصر والأشکال وأطرافها ، ثم جاء آخر هذه العناصر ليؤکد على الحرکة ويرسخ الاشکال بظلالها وأضوائها ، ويعطي قيمة رمزية وتعبيرية للعمل هذا الضوء الذي يعتبر من أهم وأکثر  الخامات بالعصر الحديث  استخدما لقيمته التکنولوجية في ايجاد اکثر من حل بعمل واحد

ثالثاً : المفاهيم الفلسفية لتوظيف الخامات والتقنيات التکنولوجية داخل العمل الفني.   

الأعمال المتحرکة قادرة على التأثير والإستحواذ على مدرکات المشاهد بشکل کلي ، حيث تکون عين المشاهد متفاعلة نتيجة التأثير العضوي مع العمل ، ونتيجة الحرکة الضوئية والفعلية للدائرة وما تحتويه من اشکال ذات المستويات المختلفة ، ونرى الضوء يتحرک على عناصر العمل الفني وفي عمقه فيعطي تجددا للشکل ويثري الحرکة ويجعل العمل اکثر دينامية ، کما ويتفاعل والوان العناصر وخاصة المجاورة له ليعطي الشفافية والانسجام والتنوع ،

کما وان تعدد الخامات وتنوعها يقوم باحداث قيم شکلية و ملمسية  الذي يساعد على ايجاد ايقاع حرکي ملمسي داخلي.

    

العمل رقم (2)

أولاً: تحليل عناصر وبنائيه العمل الفني .

أبعاد العمل : 65×55

الخامات المستخدمة في العمل الفني : زجاج ، ابلکاج ، استيکر ( رول فاميه معدني عاکس ) ، صفائح بلاسيکية plaque ، لمبه نيون مرنه التحرک والتحول ، ماتور حرکي

التقنيات وأساليب الأداء : العمل عبارةعن لمبة مرنة طيعة الحرکة تأخذ شکل دائري حلزوني وينتهي طرفها على شکل رقم 9 لونها ازرق فاتح مثبته على لوحة من الابلکاج المکسي بفاميه معدني عاکس والذي يتحکم باللوحة ماتور کهربي ليحرکها يميناً ويساراً  ليمر بشريحتا الصفائح البلاستيکية plaque  المثبتتان بالأمام على النافذة الزجاجية والتي تکسى ايضا بهذا الرول المعدني العاکس وکلما تحرکا من خلالهما تغير شکل هذه الدائرة الضوئية

ثانياً: المفاهيم الجمالية والتعبيرية لتوظيف الخامات والتقنيات التکنولوجية وبنائيه العمل الفني .

نرى بهذا العمل الکثير من الحرکة والانعکاسات الضوئية والتحول الشکلي الضوئي لتکثر المساحات الضوئية احيانا واخرى تکثر الخطوط وتتداخل وأحيانا أخرى تنزوي هذه المساحات والخطوط ، ومع الحرکة الثابته يمينا ويسارا تتجدد الرؤية وتتغير .

ونرى ان العمل يبعد عن التسطيح لنرى منظورا يأخذنا الى عمق العمل باضوائه وظلاله ،

  ومن خلال هذه الصفائح التکنولوجية التي تعمل على تحول الاشکال والالوان والخطوط من خلال الحرکة وايضا من خلال تغير زاوية الرؤية نرى بالعمل توهج حرکي ضوئي

ثالثاً : المفاهيم الفلسفية لتوظيف الخامات والتقنيات التکنولوجية داخل العمل الفني:

ان الشفافية والانتشار والسطوع والتي يتسم بها الضوء وتراکمه وتتابعه يعطي لنا ايحاءات رمزية ونفسية تحتوي المشاهد الذي يتعايش وهذه الحالة المتفردة من خلال درجات هذا اللون الازرق والتي تنتج نتيجة لحرکته الايهامية والفعلية الذي ينشر بظلاله ليؤکد على الکيان الضوئي المتحول بشکل وکأنه ثلاثي الابعاد وکأننا نغوص داخل العمل لنلتطم بالبعد الرابع .

                

العمل رقم (3)

أولاً: تحليل عناصر وبنائيه العمل الفني .

أبعاد العمل : 60×80 سم

الخامات المستخدمة في العمل الفني : زجاج ، دوائر بلاستيکية بيضاء معتمة ، أکواب بلاستيکية صغيرة شفافة ، خراطيم بلاستيکية صغيرة ، لمبات ملونه صغيرة متکررة مع محرک تحکم بالاضاءة

التقنيات وأساليب الأداء: العمل عبارة عن لوحة مسطحة غير منتظمة ، حيث تبدأ اللوحة من اسفل بشکل مستوي وينتهي بأعلى اللوحة وقد تقوست نهاية اللوحة بشکل دائري للداخل ،والمسطح اغلبه يتشکل على سطح زجاجي شفاف يحيطه برواز خشبي تتوزع عليه العناصر( دوائر بلاستيکية واکواب شفافة بلاستيکية والخراطيم بشکل يسمح بمرور الضوء من خلف او اسفل هذا الزجاج ليحد هيئات الاشکال وتشکيلها ،وتکتمل بأعلى اللوحة بشکل مقوس دائري للداخل معتم من الکرتون المثبت على خشب وايضا يکتمل توزيع العناصر عليها، ومثبت بلمبات ملونه خلف هذه الاشکال وخلف المسطح الزجاجي

ثانياً: المفاهيم الجمالية والتعبيرية لتوظيف الخامات والتقنيات التکنولوجية وبنائيه العمل الفني :

استخدم الباحث دوائر من خامة البلاستيک المعتم على ارضية زجاجية وقد توزعت بشکل جمالي متنوع ، حيث کان هناک ببعض المناطق کثافة في التوزيع واعتمدت على تراکب هذه الدوائر فوق بعضها ويفصلها هذه الاکواب البلاستيکية الشفافة عن بعضها وعن الارضية بشکل عامودي وقد قام الباحث بالتنوع في طرق معالجة هذه الدائرة لتساعد على وجود الحرکة والتجدد والتي سوف تجعلها اکثر فجة بدخول الضوء کوسيط فني بالعمل.

لقد قام الضوء بهذا العمل على وحدة اجزاءه وتماسک اشکاله ، حيث من خلال المعالجات المختلفة لشکل الدائرة من ارتفاعات وانخفاضات واختراق اوسطها وغيره من المعالجات جاء الضوء ليرسم اضواء على بعض العناصر وآخر اسفل منه ليظهر فکرة الشکل والارضية بصورة تبادلية يراها المشاهد ، ثم يرتفع باجزاء من اللوحة فلا يحده معتم وانا يجد وسطا شفافه يمتلئ بالضوء لينشره حوله على اطراف بعض العناصر

ثالثاً : المفاهيم الفلسفية لتوظيف الخامات والتقنيات التکنولوجية داخل العمل الفني:

فتشکلت اللوحة من خلال البناء الهندسي الرياضي المتکرروالمنتظم للدائرة والذي يشبه البناء الهندسي الاسلامي ، ليرسم شکلا جديدا ينتج مابين الدوائر وهو شکل يشبه المعين غير المنتظم

وهنا يؤکد العمل على دور الضوء في إعادة الصياغة الشکلية للعمل الواحد يمکن للمتلقي ان يرى العمل من خلاله ، ومع تعدد مستويات الاسطح باللوحة من خلال ارتفاعات وانخفاضات ومن ثم المعالجات الضوئية لهذه المستويات التي شکلتها الدوائر ، کل ذلک ساعد ان يرى العمل ديناميکيا متحرک متفاعلا مع المتلقي واکثر احتواءً له.ونرى ان حرکة الاضواء والوانها وترتيبها تؤکد على صياغات جمالية مستحدثة ومتجدة ، حيث احيانا تصتبغ اللوحة بلون احمر واخرى ازرق وغيره من الالوان التي يغمر ضوئها هذه المسطحات ولکن بشکل جمالي حرکي.

فکان هناک حوار جمالي بين الاشکال والارضية والاضواء ومع شفافية الزجاج الذي ساعد على وجود احيانا عمقا واخرى نراه وکأنه هو الشکل فخلقت حرکة ايهامية اعطت للعمل الدينامية

 

   

العمل رقم (4)

أولاً: تحليل عناصر وبنائيه العمل الفني .

أبعاد العمل: 60× 80 سم

الخامات المستخدمة في العمل الفني : الواح من المعدن مربعة الشکل ، دوائر مفرغة معدنية ، خشب مربع وابلکاج ، اشکال معدنية على هيئة حرف E ، لمبات صغيره ملونه

التقنيات وأساليب الأداء : العمل عبارة عن مجموعة من الالواح المعدنية المربعة ، تنقسم لمستويان احداهما علوي والآخر يأخذ شکل مسطع اللوحة السفلي ، وايضا مجموعة من المربعات الخشبية السميکة المنحوت عليها بعض اشکال الفن الاسلامي، والتي توضع على مسطح اللوحة بطريقة الشطرنج مع الألواح المعدنية  ، کما يظهر ايضا بعض اشکال الفن الاسلامي ولکن بطريقة التفرغ على الواح من الابلکاج اسفل اللوحة ، وکل هذا يتفاعل مع طريقة عرض الضوء اسفل الالواح المعدنية العلوية ، فيعم ضوئها على هذه الالواح الخشبية المنحوته والمفرغه .

ثانياً: المفاهيم الجمالية والتعبيرية لتوظيف الخامات والتقنيات التکنولوجية وبنائيه العمل الفني :

مع تنوع الاضاءه وتغير الوانها وقوتها وضعفها نرى العمل في حالة من الحرکة والتي اشعرتنا بالتفاعل مابين عناصر العمل الفني وخاماته المتنوعة الملمس واللون والوظيفة جعلته اکثر حرکة ودينامية . حيث الاضواء التي انتشرت على مستوى بعض الالواح الخشبية واطرافها المنحوته والابلکاج المفرغ وايضا الالواح المعدنية ، فتأکدت الظلال والاضواء فجعلت من العمل باشکاله المسطحة مجسمه واکثر تجسيما .

وايضا مع تنوع معالجات المربع وتحولاته واختلاف زواياه واختلاف ملامسه وخاماته اعطى حرکة ايهامية تأکدت من خلال الضوء المتحرک والمتغير .

  ثالثاً : المفاهيم الفلسفية لتوظيف الخامات والتقنيات التکنولوجية داخل العمل الفني:

ظهر العمل وکأنه کتل من الخشب والحديد وکأن له ثقل فاعطى احساسا بالقوة والرسوخ  الذي اکده الوسيط الضوئي ، والذي ارتسم ليس بصفائه وشفافيته ولکن بمساحته اللونية التي اکدت ذلک.

ان هذا العمل الفني اکد على قيمة العلاقة ما بين هذه الخامات المتنوعة وعلاقاتهم بهذه المساحات اللونية والتي ارتسمت بذهن المتلقي فجعلته يرى ان العمل اکثر تجددا واکثر تفاعلية من خلال ثقله ورسوخه

کما اکد هذا العمل على الدور الذي تقوم به معطيات التکنولوجيا المستخدمه في خدمة الشکل وتدعم المضمون ، حيث لها التأثير الايجابي في الوصول بالتقليدي الى غير تقليدي والمعتاد الى غير المعتاد فتحدث تطورا بالشکل والخامه التقليدية ليرى بعين مستحدثه

    

العمل رقم (5)

أولاً: تحليل عناصر وبنائيه العمل الفني .

أبعاد العمل : القاعده 20×40 بارتفاع (عمق ) 12 سم

              صفائح 21×34 سم

الخامات المستخدمة في العمل الفني : لوح من الفوم  المضغوط ، مصباحان إضاءة صغيران متوهجان (مصابيح التنجستين العادية )، لوح بلاستيک شفاف سميک، صفائح بلاستيک plaque  ، کوب بلاستيک شفاف

التقنيات وأساليب الأداء : تشکل العمل على عدد مصباحان صغيران تنجستين على قاعدة من الفلبن الأبيض المضغوط  ويعلوهم کوبان بلاستيکيان صغيران ومثبت عليهما  لوحان بلاستيکيان شفافان الذي يعلوهما صفائح البلاستيک plaque والتي توضع بواجهة معينه سواء مفرده او اکثر .

وأحد هذه الاعمال يعتمد على صفيحة واحدة تعتمد على کوب واحد فقط

ثانياً: المفاهيم الجمالية والتعبيرية لتوظيف الخامات والتقنيات التکنولوجية وبنائيه العمل الفني .

  من خلال توصيل التيار الکهربي للمبات العادية ذات الاشعة المنتشرة بالمکان  تتشکل اللوحة من خلال اشعاعها ...ومن خلال نوافذ العرض الخاصة بالصفائح والتي بدورها تقوم بتشکيل رؤية جديدة من الخطوط والاضواء والالوان وذلک يتم من خلال طريقة توزيع هذه الصفائح

.، فهذه الصفائح لها جهة تسمح بمرور الضوء بکثافة وقد تکون شفافة وتعمل على تکرار الاشکال لتصل اعدادها الى کثافة عالية ، وجهة اخرى لا تسمح الا بالقليل فترتسم اشعه طولية بطريقة ومائلة وذلک بتوجيهها بطريقه اخرى وهکذا

ثالثاً : المفاهيم الفلسفية لتوظيف الخامات والتقنيات التکنولوجية داخل العمل الفني.   

عندما نشاهد نوافذ العرض للصفائح نجد ان هناک صفيحة قد ارتسم عليها شعاع ما ئل لأسفل  ولليمين والصفيحة الأخرى قد ارتسم عليها نفس الشعاع ولکن اتجه لليسار

وهناک صفائح وقد ارتسم عليها الضوء من خلال اشعة اللمبه او المصباح وکان خطا يربط بين المصباحان

إن من خلال توجيه هذه الصفائح يمينا او يسارا او مائلا ، افقي او راسي او بينهما او على هذا الوجه او خلافه ، تکون هناک رحابه في الحلول الناتجه لهذا العمل.

وان اللوحة التي ترتسم بجمالياتها تکون نتيجة لعوامل کثيرة منها طبيعة المصباح الکهربي ان کان عاديا ام ليد ، صغير ام کبير وهکذا

ان التکنولوجيا وما تقدمه من خامات وتقنيات يستطيع الفنان ان يکتشفها بالتعامل والتجريب ، فبدون تجريب ، .... واعتماده على النظريات والاطار النظري لن تتطور نتائجه ولکن سوف تشبه مسألة رياضية يعلم خطواتها وما  ستکون عليه النتايج

النتائج و التوصيات

أولا : نتائج البحث :

- تم التوصل إلى إيجاد بعض المداخل التجريبية من خلال الاستفادة من المعطيات التکنولوجية

-تم التوصل الى ان الخامة وسيط ووسيلة وأداه التأکيد على البعد المفهومي والبنائي للعمل الفني، وهي غاية في حد ذاتها .

-لعبت الوسائط والمؤثرات التکنولوجية الدور الهام في تبديل وتحول بنائية الأعمال الفنية، وساهمت في انبثاق نظم وأشکال وتراکيب جديدة أکثر إبداعاً وابتکارا وانعکاساته علي فن القرن الحادي والعشرين .

-تمتلک التکنولوجيا الأثر الفاعل في الفن ، ودور وسائط الاتصال في تغيير الطابع التفردي للفن کان على حدس کبير لمعرفة درجة تأثير الوسائط التکنولوجية الحديثة على رؤية الفنان وتفکيره تجاه الفن ودفعه إلى إعادة النظر في أشکاله الفنية .

- وفرت التکنولوجيا الإمکانيات الجمالية والتعبيرية التي جعلت المواد والأدوات الوسيطة أکثر طواعية لدي الفنان.

- امدت الخامات التکنولوجية الفنون البصرية بحالة جديدة تغير فيها شکل العمل وهيئته وتغيرت وسائطه وأبعاد، وأماکن تواجده وأثرت علي طرق الأداء والصياغة التشکيلية بشکل يتواکب وتجسيد أفکار الفنان .

- أسهم ظهور عدد من النظريات وأبحاث العلماء في مجال علم النفس وتداخله وارتباطه بالعلوم الأخرى مثل الکيمياء الحيوية واللغويات ، والطفرات في مجال الفيزياء بظهور قوالب فنيه جديده مؤسسه علي استخدام وتوظيف الخامات التکنولوجية ، فکانت عروض الليزر والهولوجرام وفن الضوء وغيرهما، بمثابة الثورة الجديدة والتي حددت الخط الفاصل بين الحداثة ومجتمع ما بعد الحداثة.

- تعددت الخامات في ظل تقدم المجالات الصناعية المختلفة، مما ساهم في تعدد الرؤية في الفن .

- تغير المفاهيم الفنية المتمثلة في مدرکات الفنان العقلية والحسية نتيجة الارتباط الطبيعي بين الفن والعلم والفلسفة مما أحدث تعبيرا مرئيا في الشکل والمضمون التعبيري للعمل الفني.

- أثرت النظريات العلمية والاکتشافات الحديثة والفلسفات الجديدة علي تحول نظرة الفنانين نحو صياغه أعمالهم الفنية .

- استفاد الفنان من الاسهامات العلمية والتکنولوجية التي قدمها العلماء کي يستفيد بإمکاناتها الغير محدودة في انجاز تصريحاته البصرية ، وأدوات تنحو بعيداً عن الحلول والمفاهيم السائدة والمطروحة للوسائط التقليدية الأخرى ، وإفرازاً للعصر وفعل موازى لتقدمه العلمي والتکنولوجي

ثانياً : توصيات البحث :

خلص الباحث من تلک الدراسة إلى عدة توصيات أهمها ما يلى :

- يوصي الباحث بالبحث عن المدخلات والمعطيات التکنولوجية الحديثة وکيفية الاستفادة منها في مجال الرسم والتصوير

- الوقوف على المعطيات التکنولوجية والاستفادة بما أمدنا به العلم الحديث من بدائل لونية معاصرة

-الإهتمام بالتجريب في الفن والخروج من الوسط التقليدي للتعبير الفني إلى أوساط أکثر رحابة

-ضرورة الاهتمام بدراسة وتحليل أثر توظيف التقنيات والخامات التکنولوجية المستحدثة وأثر ذلک علي تغيير شکل وبناء العمل الفني

-يوصى الباحث بدراسة أثر توظيف الخامات التکنولوجية کأدوات مستحدثه لها القدرة الفاعلة لاستحداث أشکال وهيئات فنيه مبتکره تنحو عن السائد المتعارف عليه وتحقيق رؤية الفنان  نحو تفعيل أثر رسالته وأفکاره وتوجهاته المفهومية.

-ضرورة الاهتمام بکل ما هو جديد وحداثي بتکنولوجيا الخامة ودورها في تنمية الأداء التشکيلي في التصوير المعاصر



(1) أحمد عبد الغني محمد سالم : السيبرانية کمدخل لتحول مفهوم التصوير إلى فن ما بعد الحداثة للقرن الحادي والعشرين ،  رسالة دکتوراة ، کلية التربية الفنية ، جامعة حلوان ، 2000 صـــ 6                                                                                                                                                                                            

([2]) Edmund Burke Feldman :Varities of visual experience , Harry N . Abrams, INC. NewYork,USA,,1967,p374.                        

(1 ) لويس دوللو: ترجمة خير الدين عبد الصمد: الثقافة الفردية والثقافة الجماهيرية، سوريا دمشق منشورات وزارة الثقافة 1993 ، ص 115.

(2 ) حسين الباشا (الکافي معجم عربي حديث) شرکة المطبوعات للتوزيع والنشر – بيروت 1992 م ص 288

(3) المعجم اللغوي المجلد الخامس عشر – المطبعة الأميرية القاهرة 1973.

(4) عبد الغني النبوي الشال: مصطلحات في الفن والتربية الفنية، جامعة الملک سعود، الرياض، 1984 ، ص 282.

 (5) مجمع اللغة العربية: معجم ألفاظ الحضارة الحديثة، مصطلحات الفنون، الهيئة العامة لشئون المطابع الأميرية، القاهرة، 1980، ص57.

 (1) روبين جورج کونجوود: مبادئ الفنن ترجمة أحمد حمدي محمود، الدار المصرية للتأليف والنشر، بدون تاريخ، ص25.

 (2) محمد أبو ريان: فلسفة الجمال ونشأة الفنون الجميلة، دار المعارف الجماعية، الإسکندرية، مصر، 1987،ص99.

 (3) ناثان نويلر: حوار الرؤية – مدخل إلى تذوق الفن والتجربة الجمالية ، ترجمة : فخري خليل ، المؤسسة العربية للدراسات ، بيروت ، 1992، ص36

 (4) أحمد حافظ رشدان: القيم الفنية في أعمال محمود محتار والإفادة منها فى إعداد معلم التربية الفنية، رسالة دکتوراه، جامعة حلوان، 1987، ص31.

 (5) أميرة حلمي مطر: مقدمة في علم الجمال، دار النهضة العربية، القاهرة، 1979، ص32.

)[13]( F. Russoli, D. mitch inson:"henry more sculpture", Macmillan, London, 1981, p:51.

(2 ) أشرف العويلي : القيم الجمالية في الفن البدائي وعلاقتها بالتصوير المعاصر-  ماجستير- کلية التربية الفنية – جامعة حلوان -1998

( 3 ) حسن محمد حسن : الأسس التاريخية للفن التشکيلي المعاصر – الجزء الأول – دار الفکر العربي – 1992   ص 132 .

 (1) هربرت ريد : الفن والصناعة ، ترجمة محمد محمود يوسف ، فتح الباب عبد الحليم ، عالم الکتب ، القاهرة ، الطبعة الثالثة ، 1974 صـــ 62

(* )  والترجروبيوس : ولد ببرلين 1883 ودرس فن العمارة في معهد التکنولوجيا ببرلين وشارلوتنبورج وميونخ من 1903 حتى 1907 وکان صاحب فکرة مدرسة الباوهاوس.

(1) محمود البسيوني : الفن في القرن العشرين ، الهيئة المصرية العامة للکتاب ، 2001 صــــ 234

(2) ياسمينة أمقران : الباوهاوس التطور والآثار ، مجلة فکر وفن ، العدد 50 ، 51 السنة 27 ، 1990 صـــ 53

(3) شادى النشوقاتى : توظيف فنون الميديا فى تدعيم الفکر الإبداعى للفنان للتعبير عن الهوية الثقافية للمجتمع المصري المعاصر, رسالة دکتوراه , کلية التربية الفنية , جامعة حلوان , 2007م , ص14 .

([20]) شادي النشوقاتى: توظيف الوسائط العضوية في فنون ما بعد الحداثة کمدخل لإثراء التعبير فى التصوير، رسالة ماجستير ، کلية التربية الفنية، جامعة حلوان، 2000.

([21])أشرف أحمد العتبانى: السمات الفنية لمختارات من الفن المعاصر المرتبط بالتکنولوجيا الحديثة ودورها فى إثراء التذوق الفنى، رسالة ماجستير، کلية التربية الفنية، جامعة حلوان، 1995، ص 6.

([22])  فرانسيس هارتمان: الليزر، ترجمة نبيل صبري، المستقبل العربي، القاهرة، 1991، ص 8.

(1) ضياء أحمد محمد : تقنيات الليزر کمدخل للتجريب في التصوير المعاصر , رسالة ماجستير , کلية التربية الفنية  ,                             جامعة حلوان , 2011م ,ص162.

 (1) حسان صبحي علي حسان : تصميم لوحات إرشادية هولوجراميه لمجمع دار الأوبرا المصرية ، بحث منشور ، بمؤتمر بمؤتمر کليه التربية الفنية الدولي الرابع الفنون والتربية في الألفية الثالثة المحور الرابع : " التکنولوجيا والفنون والتربية " التکنولوجيا کوسيط لتعلم( الفن – لترويج الفن – لصناعة الفن ) (8-10/4/2013)، ص 11.      

 هو نحات فنزويلي ولد 1923 في فنزويلا وتوفى 2005 في باريس اشتهر بمجال الفن البصري والحرکي(*)

([25]) هدى أنور عوض: القيم التشکيلية والتعبيرية للتشکيل بخامة البلاستيک فى النحت الحديث والإفادة منها فى التربية الفنية، رسالة ماجستير، کلية التربية الفنية، جامعة حلوان، 2002، ص 13.

)[26]) https://newsabah.com/newspaper/86301

(2) حسان صبحي علي حسان : تأثير المتغيرات التکنولوجية والأيديولوجية على تفاعلية فن الإعلان، بحث منشور بالمؤتمر الدولي الخامس لکلية التربية الفنية – جامعه حلوان بعنوان  (دور الفن والتربية في التنمية البشرية) (14/4-16/4/2014) المحور الرابع : " التنمية البشرية من خلال البرمجيات والفنون الرقمية والميديا " (مستحدثات الفنون الرقمية والميديا – جماليات الفن في عصر التکنولوجيا)

المراجع
1- أحمد حافظ رشدان: القيم الفنية في أعمال محمود محتار والإفادة منها فى إعداد معلم التربية الفنية،
رسالة دکتوراه، جامعة حلوان، 1987.
2- أشرف أحمد العتبانى: السمات الفنية لمختارات من الفن المعاصر المرتبط بالتکنولوجيا الحديثة
ودورها فى إثراء التذوق الفنى، رسالة ماجستير، کلية التربية الفنية، جامعة حلوان، 1995.
3-  أشرف العويلي : القيم الجمالية في الفن البدائي وعلاقتها بالتصوير المعاصر-  ماجستير- کلية التربية الفنية – جامعة حلوان -1998
4-  أميرة حلمي مطر: مقدمة في علم الجمال، دار النهضة العربية، القاهرة، 1979.
5-  المعجم اللغوي المجلد الخامس عشر – المطبعة الأميرية القاهرة 1973.
6-  جيروم ستولينتيز: النقد الفني، دراسة جمالية وفلسفية . ترجمة فؤاد ذکريا . الطبعة الأولى .2007.
7-  حسان صبحي علي حسان : تصميم لوحات إرشادية هولوجراميه لمجمع دار الأوبرا المصرية ،
بحث منشور ، بمؤتمر بمؤتمر کليه التربية الفنية الدولي الرابع الفنون والتربية في الألفيةالثالثةالمحورالرابع
: " التکنولوجيا والفنون والتربية " التکنولوجيا کوسيط لتعلم( الفن – لترويج الفن –لصناعة الفن )
(8-10/4/2013)،
8-  حسان صبحي علي حسان : تأثير المتغيرات التکنولوجية والأيديولوجية على تفاعلية فن الإعلان،
بحث منشور بالمؤتمر الدولي الخامس لکلية التربية الفنية – جــــامعه  حلوان بعنوان  (دور الفن والتربية في التنمية البشرية) (14/4-16/4/2014) المحور الرابع : " التنمية البشرية من خلال البرمجيات والفنون الرقمية والميديا (مستحدثات الفنون الرقمية والميديا – جماليات الفن في عصر التکنولوجيا)
9- حسن محمد حسن : الأسس التاريخية للفن التشکيلي المعاصر – الجزء الأول – دار الفکر العربي – 1992       
10-  حسين الباشا (الکافي معجم عربي حديث) شرکة المطبوعات للتوزيع والنشر – بيروت 1992 .
11-  روبين جورج کونجوود: مبادئ الفن ترجمة أحمد حمدي محمود، الدار المصرية للتأليف والنشر، بدون تاريخ.
12 شادي النشوقاتى: توظيف الوسائط العضوية في فنون ما بعد الحداثة کمدخل لإثراء التعبير فى التصوير، رسالة ماجستير ، کلية التربية الفنية، جامعة حلوان، 2000.
13 ضياء أحمد محمد : تقنيات الليزر کمدخل للتجريب في التصوير المعاصر , رسالة ماجستير , کلية
التربية الفنية  , جامعة حلوان , 2011م.
14- عبد الغني النبوي الشال: مصطلحات في الفن والتربية الفنية، جامعة الملک سعود، الرياض، 1984
15-  فرانسيس هارتمان: الليزر، ترجمة نبيل صبري، المستقبل العربي، القاهرة، 1991.
16- لويس دوللو: ترجمة خير الدين عبد الصمد: الثقافة الفردية والثقافة الجماهيرية، سوريا دمشق منشورات وزارة الثقافة 1993 .
17  مجمع اللغة العربية: معجم ألفاظ الحضارة الحديثة، مصطلحات الفنون، الهيئة العامة لشئون المطابع الأميرية، القاهرة، 1980.
18-  محمد أبو ريان: فلسفة الجمال ونشأة الفنون الجميلة، دار المعارف الجماعية، الإسکندرية، مصر، 1987 .
19- محمود البسيوني : الفن في القرن العشرين ، الهيئة المصرية العامة للکتاب ، 2001
20- ناثان نويلر: حوار الرؤية – مدخل إلى تذوق الفن والتجربة الجمالية ، ترجمة : فخري خليل ، المؤسسة العربية للدراسات ، بيروت ، 1992.     
21-  هدى أنور عوض: القيم التشکيلية والتعبيرية للتشکيل بخامة البلاستيک فى النحت الحديث والإفادة
منها فى التربية الفنية، رسالة ماجستير، کلية التربية الفنية، جامعة حلوان، 2002.
22-  هربرت ريد : الفن والصناعة ، ترجمة محمد محمود يوسف ، فتح الباب عبد الحليم ، عالم الکتب، القاهرة ، الطبعة الثالثة ، 1974
23- F. Russoli, D. mitch inson:"henry more sculpture", Macmillan, London, 1981,
24- https://newsabah.com/newspaper/86301