نوع المستند : مقالات علمیة محکمة
المؤلف
دولة الکويت
المستخلص
الكلمات الرئيسية
الموضوعات الرئيسية
المقدمة:
الحقيقة أن البشر يتعايشون مع بعضهم، يتنافسون، يتجادلون، يتعاونون، يتخاصمون في بعض الأحيان، منذ أن تعلموا کيف يعيشون في جماعات منذ بدء الخليقة.
عملية أرتبطت بمجموعة الأنشطة التي يقوم بها الناس في حياتهم نشأت مع نشأة الفن مع الإنسان منذ بدأت الحياة الإنسانية[1].
أننا نمارس عملية التعايش عند النوم، وإلا فکيف يمکننا أن نفسر ما قد نتعرض له من أحلام ورؤى أو أحلام يقظة عالم الداخل الإنساني الخيال والکوابيس والمشاعر والأحساسي رؤية داخلية لعلاقات دالة عليها في الواقع[2].
فالتربية الفنية تعمل من خلال مادتها التشکيلية التي تود تطويع صلابتها، لتبلغ مستوى الحقائق المعنوية، فأنشطة التربية الفنية ما تزال تستلهم الأدب والموسيقى والشعر کوسائل تأثير تساعد على إمکانية التقاء الفنون في نقاط تداخل، مع الأخذ في الاعتبار عند الحديث عن التربية الفنية وعلاقتها بمهارات التعايش لابد من الحديث عن أستلهام موضوعات التربية الفنية من خلال التراث الشعبي ومفردات التنوع الشکلي کوجه ثقافي لعصر العولمة تتداخل الفن التشکيلي مع المسرح في العروض التجريبية والتجارية، کما أصبحت الرؤية التشکيلية لها طابع جديد من خلال أبجدية جديدة تتضح من خلال الفن الشعبي، المرتبطة بالثقافة الشعبية في إطارها التکاملي بين الشعوب ما تحويه من موروث شعبي ينعکس على تشکيل علاقات التعايش وإعداد الطلاب للحياة المعاصرة (علاقات الإنسانية والهوية والانتماء) من خلال قراءة وتحليل لأعمال الفنانين التشکيلين العالمين الأجانب والعرب في بعض اتجاهات الفن المعاصر خاصة المرتبطة بمفردات الموروث الشعبي لإدراک الطلاب لمدى تأثير الدلالات التشکيلية المرتبطة بالموروث الشعبي للشعوب وإرتباطها بتأکيد وحدة العلاقات الإنسانية داخل مفردات التعايش بين الأمم والشعوب.
هکذا فإن الثراء في المناخ التشکيلي المرتبط بتنمية مهارات التعايش لدى طلاب کلية التربية الأٍاسية بدولة الکويت يتأُر بالتوجه المجتمعي من خلال الإهتمام بالدور التنموي لانشطة التربية الفنية التي ترتکز على المدخل الإجتماعي لتعليم الفنون (المتاحف – المعارض – الرحلات – المعسکرات) أنشطة تلعب دوراً مهماً في عمليات التفضيل الجمالي لبيئات المختلفة والذي يلعب دوراً اساسياً في التذوف الجمالي والفني حيث يتجاوز المتلقي السطح الظاهرة الذي تقدمه الاشکال والأعمال الفنية البصرية ويذهب بإدراکه وخياله إلى ما يکمن وراءها، حيث المعاني والدلالات الجوهرية والمتع العميقة التي ادرکها الطلاب من خلال طلاقة العلاقات الخطية واللونية والنغمية من أجل تکوين رابطة جديدة بين وجهات مختلفة من النظر ويلعب مفهوم الوحدة داخل التنوع جوراً کبيراً في هذا السياق کمبدأ هام للتعايش داخل التنوع.
أهمية البحث:
يمکن للباحث أن يُجِمل أهمية البحث بالآتي:
1- إلقاء الضوء على دور التربية الفنية وأهميتها ومدى تأثيرها على تنمية مهارات التعايش لدى طلاب کلية التربية الأساسية بدولة الکويت.
2- الإلمام بالمفردات الشکلية والتشکيلية للموروث الشعبي منها:
- الأدب الشعبي:
(القصص والحکايات الشعبية) والصياغات الشکلية لها.
- المعتقدات والمعارف الشعبية:
(السامر الشعبي – الجنادريات) الصياغات الشکلية والأسس الجمالية لها.
- العادات والتقاليد الشعبية: المحتوى السلوکي وقيم الهوية والإنتماء والولاء.
- الرقص الشعبي والموسيقى الشعبية:
(الرقصات الشعبية الکويتية) الصياغات الإنشائية وقيم الجمال والتعبير وتجسيد الحرکة الجمالية کأعمال عباس مالک بالکويت رقصات شعبية.
- أشکال الملابس والحلي الشعبية:
(الزي الشعبي الکويتي بمفرداته الشکلية) علاقات الشکل وقيم الجمال.
- المهن الشعبية: علاقة الصنعة (الحفلطة) القدرة على الدقة والإتقان في إخراج العمل الفني بمقومات الفن الشعبي، القدرة على الصياغة والإحکام بإدراک العلاقات وبناء العمل الفني المتبلور في الشخصية الکويتية.
3- التعايش من خلال القراءة والتحليل لأعمال الفنانين التشکيلين الأجانب والعرب المرتبطة بالواقعية الجديدة للوقوف على الصياغات البنائية والإنشائية وأسس القيم الجمالي لتجسيد التعايش داخل التنوع والاختلاف.
أهداف البحث:
يهدف البحث الحالي إلى:
1. إلقاء الضوء حول دور أنشطة التربية الفنية في تنمية مهارات التعايش لدى طلاب کلية التربية الأساسية بدولة الکويت.
2. تعميق الثقافة البصرية المرتبطة بمفردات الموروث الشعبي من خلال القراءة التحليلية لأعمال بعض فناني الواقعية الجديدة الأجانب والعرب لتجسيد مفهوم التعايش داخل التنوع.
تساؤلات البحث:
- ما مدى فاعلية التربية لافنية في تنمية مهارات التعايش لدى طلاب کلية التربية الأساسية – بدولة الکويت؟
- کيف يمکن استلهام الحقائق البصرية المتفورة في خصائص التعايش بأبعادها من قراءة وتحليل الأعمال الفنية لبعض فناني الواقعية الجديدة کفن معاصر؟
- ما مدى تأثير تعدد مستويات الرؤية في أنشطة التربية الفنية (التفاعلية والتنقيبية) لصناعة العقل وقدرة أفضل للتعايش؟
حدود البحث:
أ- حدود موضوعية: دور التربية الفنية في تنمية مهارات التعايش.
ب- حدود بشرية: عينة عشوائية من طلاب التربية الأساسية بدولة الکويت قوامها (60 طالب) من طلاب المستوى الرابع بالکلية.
منهجية البحث
اعتمد البحث الحالي على المنهج الوصفي التحليل بهدف وصف الظواهر وجمع الحقائق والمضامين الفکرية والمغازي الدلالية، والسمات الشکلية والتشکيلية والقيم التعبيرية والتشکيلية للعمل القائم على مفردات الموروث الشعبي وکذلک إستقراء الدراسات السابقة وإعداد الأدوات ومناقشة النتائج.
مصطلحات البحث:
استخدم الباحث في هذا البحث عدة مصطلحات من الضروري تعريفها إجرائياً وهي کالآتي:
1. التربية الفنية:
هي جزء لا يتجزأ من التربية الشاملة فهي تساعد على تعديل سلوک الطالب من خلال اکتساب مجموعة من المعارف والمهارات والاتجاهات والقيم التي تساهم في تدعيم مهارات التنمية المستدامة للمجتمع فهي جزء لا يتجزأ من التربية الحرکية لتنمية مهارات التعبير الجسدى بإستخدام الايقاعات الحرکية في أنشطة الفنون الأدائية، وهي جزء لا يتجزأ من التربية العقلية على مستوى التصور لتنمية مهارات الإبداع بإعادة الصياغة وإنتاج البدائل وهي جزء لا يتجزأ من التربية الاجتماعية لتنمية مفاهيم النظام والتعاون والوحدة وفق منظومة القيم للحفاظ على الهوية المجتمعية والإنتماء وتنمية مهارات التعايش من خلال تفعيل المهارات الاجتماعية لتحقيق مفاهيم التنمية المستدامة واعداد الطلاب لحياة أفضل.
2. مهارات التعايش:
يعرفها Maick MAhony بأنها[3]:
أحد نماذج السلوک المعرفي يرکز على مساعدة الطلاب على اکتساب مهارات ظروف الحياة اليومية ومدى تطور هذه المهارات التلي من شأنها تسهيل عملية التکيف مع المواقف الصعبة التي تتم مواجهتها.
في ضوء ما تقدم يمکن تعريف مهارات التعايش بأنها:
ردود الأفعال الإيجابية الفکرية والاجتماعية والأدائية واللغوية والخلقية حول الأِشياء أو الأشخاص أو المواقف وتتکون لدى الطلاب من خلال ما يمر به من خبرات الرؤية المباشرة وغير المباشرة داخل بيئة العمل الفني والبيئة المحيطة من خلال عمليات التحليل والتفسير والحکم.
الإطار النظري
أولاً: أنشطة التربية الفنية کمجال تثقيفي مجتمعي:
تعتبر أنشطة التربية الفنية تعبير عن الحياة بکل أبعادها، وقدرة التعبير في الإنسان هي جوهر الحياة، فإهتمامنا بأنشطة التربية وسيلة لإکتشاف الذات وإکتشاف الآخر وإکتشاف الحياة، وليس معنى ذلک أن أنشطة الفن هي مجرد وسيلة للتعبير عن الذات أو الآخر أو الحياة.
أن أنشطة الفن بطبيعة الحال تمنحنا الشجاعة لأن نذهب أعمق داخل ذواتنا وداخل الحياة، معايشة للأعماق الخفية والتجليات الظاهرية الخاص للذات والآخر والحياة[4].
هذه المعايشة تعمل على کشف الخبرات والتوضيح والامتداد لها من خلال الوسائل الخاصة الي يستخدمها الفنان، فهي وسيلة لإدراک الأِشياء، وأيضاً وسيلة متميزة لإعطاء أشکال خاصة لذلک الإدراک (الواقع والذات والآخر والحياة) ولهذه الخبرة، کلها أبعاد لعملية التعايش.
فمن الأهم أهداف أنشطة التربية الفنية تطوير البنية الثقافية للمجتمع، واختيار الموضوعات التي تعمل على تأکيد وعي المجتمع بثقافته وذاته وتأکيد وعية بهويته وعظمة تاريخه خاصة عندما يکون لنا ثقافة فنية مرتبطة بالتراث الشعبي ومفرداته الشکلية والتشکيلية ذات عمق يحدد بعمق التاريخ الکويتي، والتي يمکن بتسليط الضوء عليها والإستناد إليها کأحد آليات التغيير للمجتمع في ضوء هويته الأصيلة، فالتثقيف باستخدام أنشطة التربية الفنية يمکن أن يعمل على کشف المعايير والأسس الفکرية والإبداعية التي اسهمت في إزدهار الحضارات وقامت عليها الفنون الأصيلة خاصة فنون التراث الشعبي، وتقديم المعلومات البصرية عن هذه المعايير والأسس بهدف تنمية تجربة التثقيف المجتميع بکل فئاته خاصة طلاب کلية التربية الأساسية من خلال المشاهدة الواعية والملاحظة التأميلية والتدريب على الرؤية البصرية وتحويلها إلى رؤية فنية التي تمکن المشاهد من استقراء الأعمال الفنية التي تمثل رصيده الحضاري المتراکم وتمثل هويته الثقافية وما تحمله من دلالات ذات المعنى في إطارها التکاملي بين الشعوب وما تحويه من موروث شعبي ينعکس على تشکيل علاقات التعايش وإعداد الطلاب للحياة المعاصرة (علاقات الإنسانية والتشارک والهوية والإنتماء والإعتزاز بالذات) فيصبح الجانب الثقافي الأنشطة التربية الفنية رکيزة أساسية في تکامل الرؤية الفنية للطلاب.
للکشف من ميولهم وتنميتها والاستفادة من قدراتهم ليکتشفوا جوانب کثيرة في الحياة والحصول على خبرات متنوعة تساعدهم في الکشف عن ميولهم المهنية.
وفي ضوء ذلک يمکن تحديد أهم أهداف التثقيف بأنشطة التربية الفنية:
ثانياً: أهداف التثقيف بأنشطة التربية الفنية المرتبطة بتنمية مهارات التعايش:
1- أهداف إبداعية: تعني بقيمة الفن والتي اوضحتها دراسة تايلور Taylor أن هناک ثلاث جوانب أساسية وهامة في عملية الأداء الإبداعي، هي جوانب معرفية ووجدانية مزاجية، والمتغيرات البيئية، وترجع قدراتنا على التنبؤ بشکل الأداء الإبداعي إلى الرجوع لهذه الجوانب معاً دون إفتقاد أي جانب منها[5] مع اتاحة الفرصة للمناقشة والرفقة العقلية التي ميکن من خلالها أکسابهم القدرة على التحليل ومناقشة القضايا الفنية ليتمکن من خلالها والقدرة على النقد والحکم على الأعمال الفنية ومعالجة القضايا والمشکلات وتحليل المواقف تحليلاً منطقياً وتطبيق هذه الخبرات في حل المشکلات الحياتية والمجتمعية برؤية إبداعية، واستبصار طرق جديدة للحل باعتبارها مهارات عقلية تؤثر في سلوکهم وتمکن الطلاب من التعامل مع معطيات عصر المعلوماتية وتفجر المعرفة بهدف تطوير المهارات الأدائية، والحياتية الحقيقية للطلاب وتنمية المهارات العقلية العليا لديهم وتنمية الأفکار والاستجابات الخلاقة[6]، قدرة على التعايش في بيئة أفضل.
2- اهداف مهارية: توظيف قيم التشکيل والتعبير المرتبطة بمجالات الفن المختلفة في مواقف الحياة لتحسين الأداء البيئي.
3- أهداف اجتماعية: تعتمد على دعم العلاقات الناجحة في المنزل وفي المجتمع، وفي مکان العمل مع بناء أساس للتعلم مدى الحياة.
تطوير القيم الشخصية والفضائل من أجل المشارکة المستدامة في الحياة کلها مماراسات أو خبرات مرتبطة بالطابع والذي يحوي جميع المصطلحات والمفاهيم المرتبطة بالمواقف والسلوکيات والمعتقدات والتصرفات العقلية والشخصية والمزاج والقيم والمهارات الاجتماعية والعاطفية والمهارات الناعمة فالطابع يعد مصطلحاً موجزاً وشاملاً يمکن التعرف عليه من قبل جميع الثقافات[7] مصطلح التعايش داخل التنوع لاحداث التکامل البشري من خلال التعبير عن أفکار أنسانية ضمن وظائف إجتماعية تؤثر تؤکد على المهارات الاجتماعية والوجدانية الدور الاجتماعي والقدرة على التواصل، والتعاون والتشارک، وإدارة الحوار من خلال التفاوض والاقناع، والافصاح عن الرأي واتخاذ القرار لتأکيد مفاهيم التسامح والمساواة والأخوة والتعاون قدرة على التعايش داخل التنوع.
4- أهداف إدراکية: تتمثل في التدريب والنشاط الذهني والادراک البصري وتحليل تفکير الأخرين من خلال مهارات الوصف والتوضيح والتحليل والتقويم واتخاذ مواقف[8]، واحکام باستخدام المعايير التي تقود إلى القيام بموقف يدعم من إختيار الأسس البنائية والانشائية التشکيلية والوقوف على الصياغات الفنية والتعبيرية وتحديد الأسس المرتبطة بقيم الجمال وتجسيد التعبير الرمزي.
5- اهداف خلقية: تتمثل في غرس قيم النظام بدل الفوضى والصدق بدل الخداع، والدقة والاتقان بدل من التسيب والوحدة بدلاً من التفتت والتکامل بدلاً من الاختلاف وحدة العلاقات داخل التنوع.
جدول رقم (1) يوضح مهارات التعايش من خلال الممارسة الفعلية لأنشطة التربية الفنية
مهارات عقلية أو ذهنية |
مهارات إجتماعية |
مهارات أدائية |
مهارات لغوية |
مهارات خلقية |
- الوصف - التحليل - التوضيح - التخطيط - المراقبة الذاتية - الإدارة الذاتية - تکوين الاحکام - إصدار الاحکام - التنبؤ - معالجة نتاجات - التقويم الذاتي - حل المشکلات - الاکتشاف |
- الدور الاجتماعي - التواصل - التشارک - التعاون - الحوار - التفاوض - الاقناع - ابداء الرأي - اتخاذ القرار - تحمل المسئولية - تبادل الأفکار - الانضباط - تقبل الآخر |
- التعبير - التشکيل - التقليد والمحاکاة - الايقاعات الحرکية - البناء والترکيب - التمثيل - التجميع - التوليف - التسج - الطبع
|
- التعبير عن الذات - الاتصال - الانصات - عرض الافکار - الفهم السماعي (الاستماع) - التعبير الشخصي (التحدث) - الفهم القرائي (القراءة) - التعبير التحرير (الکتابة) |
- الوحدة - النظام - الصدق - التکامل - الدقة - الاتقان - الانسانية - الايثار - الترابط - التسامح - الاحترام - الاعتزاز بالنفس |
هکذا فإن الثراء في المناخ التشکيلي المرتبطة بتنمية مهارات التعايش لدى کلية التربية الأٍاسية بدولة الکويت يتأثر إيجابياً بالتوجه المجتعي من خلال الاهتمام بالدور التنموي لأنشطة التربية الفنية التي ترتکز على المدخل الاجتماعي لتعليم الفنون.
ثالثاً أنشطة التربية الفنية التي ترتکز على المدخل الاجتماعي لتعليم الفنون يوضحها الشکل التالي
شکل رقم (1) ويضح أنشطة التربية الفنية التي ترتکز على المدخل الاجتماعي لتعليم الفنون والمرتبطة بتنمية مهارات التعايش.
هذه الأنشطة تجعل المتعلم قادراً على تمحيص مثل هذه الأفکار وإکتساب قدرات کبيرة في المهارات والطابع والشخصية وابعاد التفکير تجعله قادراً على معالجة المعلومات البصرية وتوليد الأفکار وتوظيف الخيال لتکوين أفکار جديدة وإعادة صياغتها في العديد من المواقف لتحسين دورة الحياة، وجعل المتعلم مميزاً عن طريق نشاطه حيث يعرف الفرد بشخصيته ويعرف بهويته من خلال ما يقوم به[9]. والتي تحتاج إلى قدرة مغايرة للتعايش تحتاج إلى إمتلاک المتعلم لبعض الصفات التي تجعله قادراً على القيام بمهام أنشطة التربية الفنية المرتبطة بتنمية مهارات التعايش والتي لابد من إکتسابها والتدريب عليها وأن يکون ذو وعي بها وکذلک المفاهيم المرتبطة بها.
رابعاً: الصفات والمهارات والمفاهيم المرتبطة بأنشطة التربية الفنية لتنمية مهارات التعايش والتي يوضحها الجدول التالي:
جدول رقم (2) يوضح الصفات والمهارات والمفاهيم المرتبطة بأنشطة التربية الفنية لتنمية مهارات التعايش والتي يجب أن يمتلکها المتعلم[10]
الصفات |
المهارات والمفاهيم المرتبطة بأنشطة التربية الفنية لتنمية مهارات التعايش |
الوعي الفکري Mindfulness |
الملاحظة التأملية – الوعي الذاتي – الإدارة الذاتية، الوعي بالثقافات، الرؤية والبصيرة، التوازن الذاتي، الوعي الاجتماعي، الرؤية والاستماع، المشارکة والترابط (مهارات التعايش). |
الفضول المعرفي Curiosity |
الاستکشاف، التحفيز، التوجه الذاتي، المبادرة، التقدير الذاتي |
الشجاعة Courage |
التصميم على الهدف، الإقدام، الثبات، الطاقة، التفاؤل، الثقة. |
التکيف والصمود Resilience |
ردود الفعل البناءة، الانضباط الذاتي، القدرة على التکييف، الوثوق بالنفس، ضبط النفس، الاستقرار. |
الأخلاق Ethics |
قبول الآخر، الإنسانية، الاحترام، الفضيلة، التسامح، العدالة، المدنية، الأصالة، المساواة |
القيادة والزعامة Leadership |
العلاقات البناءة، التفکير الذاتي، المساءلة الذاتية، القدوة في الريادة، الدقة في التنفيذ، التنوع الفکري، الذکاء الإجتماعي، الترکيز نحو التوجه، المسؤولية. |
مما سبق يتضح لنا أهمية تحديد المهارات والمفاهيم المرتبطة بأنشطة التربية الفنية، والتي تحتاج إلى تفکير من المتعلم في مستوياته العليا ليتوافق مع مستويات التعقيد في منهجية القراءة التحليلية لأعمال فناني الواقعية الجديدة في بعض اتجاهات الفن المعاصر والتي تحمل مفاهيم (التعددية الثقافية، النزعة الإنسانية تقييم الأفکار الموروثة، الجمع بين الرمز والشکل المجرد والأشکال التمثيلية معاً، الإندماج ببنية المجتمع، مزج الحدود الفاصلة)[11]، کلها مفاهيم توضحها الصفات الواجب توافرها في التعامل مع هذه الأنشطة، والتي تم تحديدها في الآتي:
(الوعي الفکري، الفضول المعرفي، الشجاعة، التکيف والصمود، الأخلاق، القيادة والزعامة) أبعاد مهمة لإستلهام الحقائق البصرية المتوفرة في خصائص التعايش بأبعادها والمرتبطة بالصياغات البنائية والإنشائية والقيم الجمالية التعبيرية والرمزية والتي تعکسها أعمال بعض فناني الواقعية الجديدة (الفن الشعبي) وکذلک أعمال بعض فناني المفاهيمي جسد للإلمام بالمفردات الشکلية والتشکيلية والتعبيرية التي تمثل مجموعة من التقاليد أو الثقافات الشعبية المرتبطة بالموروث الشعبي في محاولة لإيجاد روابط وثيقة بين الفن والحياة في مختلف الثقافات کتجسيد للتعايش داخل التنوع.
وبعد تحديد الباحث لبعض الأساسيات والمداخل التي يجب الإلمام بها لقراءة وتحليل الأعمال الفنية لبعض فناني الواقعية الجديدة والمفاهيمى جسد لإستلهام الحقائق البصرية واکتشاف الآثر الانفعالي للمکونات البصرية المتوفرة فيها والتحليل يأتي بعد وصف جوانب العمل الفني، وعلى ضوء ذلک يکتشف الناقد نوع القيم الجمالية التعبيرية والرمزية، ثم يتجه إلى عملية تفسير المعنى الکلي للعمل الفني من صياغات بنائية وإنشائية للکشف عن العلاقات التي تربط الخطوط والألوان والأشکال في طبيعة شکلية للکشف عن الأسس الجمالية لقيم الايقاعات الخطية واللونية ومعالجة الأسطح بثراء الملامس کوصف لطبيعة الوضعيات الغالبة لإتجاهات لخطوط أو وصف الدرجات اللونية من القتامة ونصوع الفواتح أو نوعية المحاور اأساسية في العمل الفني وهيئتة البنائية[12] ويرتکز تحليل الأعمال الفنية على أربع مراحل رئيسية حددها أدموند فيلدمان وهي الوصف والتحليل والتفسير والحکم[13].
خامساً: القراءة التحليلية لبعض أعمال فناني الواقعية الجديدة المرتبطة بالثقافة الشعبية:
1. الفنان الخزاف الکويتي عباس مالک
أرتبطت أعمال الخزاف الکويتي الفنان عباس مالک بالبيئة الکويتية الشعبية من البيئة البحرية والرقصات الشعبية حيث کانت رسالته تسجيل التراث الکويتي لتعريف الأجيال بالمفردات الشکلية والتشکيلية المرتبطة بالتقاليد والثقافة الشعبية الکويتية لربط الأجيال القادمة بمفردات الموروث الشعبي لاستلهام الحقائق البصرية واکتشاف الأُثر الانفعالي للمکونات البصرية المتوفرة في أعماله في محالة لإيجاد روابط وثيقة بين الفن والحياة کتجسيد للتعايش داخل التنوع في بيئة العمل ويتضح ذلک في شکل (2)
شکل رقم (2) يوضح العلاقة البنائية في استخدام الشرائح ذات الحجوم المختلفة في وضوح الحرکة الايحائية
ويضع الشکل قدرة الفنان على استخدام الشرائح الخزفية بأسلوب تشکيلي کمجال للتعبير عن التقاليد والثقافة الشعبية مع وجود تنوع ثري في التقنيات المستخدمة ببنائية الشمل وبعلاقات ترکيبية لاکساب العمل طابعاً خاصاً يتلاءم مع مفردات الثقافة البصرية الشعبية وإبراز للمعالجات السطحية في إثرائها بنائياً بنهايات غير تقليدية وغير منتظمة تعطي إحساساً بالحرکة الإيحائية، والعمل يشتمل على تنوع فراغي من حيث الفراغ النافذ الداخل والخارج والمحيط لتحقيق القيم الفراغية بعلاقات ترکيبية وسطوح ذات تنوعات مختلفة تجمع بين البارز والغائر والمضغوط لتعطي قوة تعبيرية کامنة داخل محتوى الشکل يحمل حوارات فنية کدلالات تعبيرية عن الشکل البنائي بطواعية التشکيل وتطبيعها على الشکل لإظهار الجسوم ذات الدلالات البصرية والتعبيرية مع إبراز رمزية التراث من خلال الزي الشعبي ورمزية الأدوات بأسلوب بنائي يجمع بين العضوي والهندسي، ومعالجة السطح من خلال التعايش بأٍلوب عضوي مميز في إظهار جماليات الشريحة في تشکيلها وحواراتها برؤى تعبيرية جديدة.
2. الفنان الخزفي البحريني محسن التيتون:
أرتبطت أعمال الفنان الخزاف محسن التيتون بالتراث الشعبي لتعکس اعماله الثقافة الشعبية البحرينية بتعايش ذو صفة رمزية تعبيرية لبنائية أشکاله لتأکيد التکوين المستمد من التراث البحريني کما يعکس شکل رقم (3) يوضح العلاقة بين الشريحة والتعبير الرمزى التراثى
سادساً: أنشطة التربية الفنية المرتبطة بالقراءة التحليلية للأعمال الفنية في بعض إتجاهات الفن المعاصر وعلاقتها بتعدد مستويات الرؤية معايشة للتجربة وتذوقها:
هناک اعتبارات هامة يفضل مراعاتها عند قراءة وتحليل الأعمال الفنية في بعض اتجاهات الفن المعاصر والتي يجب أن تتوافق مع مستويات التعقيد في منهجية محتوى الفنون المعاصرة والتي تعتمد على تحويل اللامرئي الى مرئى والغموض إلى وضوح فهى تحتاج إلى مستويات رؤية معينة لمعايشة التجربة وتذوقها فعندما نتحدث عن النشاط الخاص بالمتذوق حين يتعرض لقراءة وتحليل عمل فني معاصر فإنه يمر بثلاثة مستويات للرؤية لإکتشاف غايات جديدة تساعده على التعايش.
1- مستوى الرؤية البسيطة أو المباشرة
وهو المستوى التسجيلي المباشر، أن يکون أقرب في حالاته إلى آله التصوير الفوتوغرافي في استخداماتها البسيطة.
2- مستوى الرؤية الوسيطة أو الانعکاسية أو غير المباشرة.
إذا کان الإدراک المباشر هو المسؤول عن العمل الفني في المستوى الأول فإن عمليات التصور التي تکون بمثابة الإدراک المعنى الموحى به هي السائدة عند هذا المستوى محدد بقيم وتقاليد إنسانية محددة.
3- مستوى الرؤية المرکبة أو الرؤية الإبداعية:
التأمل والخيال لهم دورهما الکبير، في خلق تصورات جديدة عند هذا المستوى وتصبح القيم والتقاليد والمفاهيم أکثر عمقاً وإتساعاً وشمولاً، وهذا المستوى يتوافق مع مستويات الصعوبة والتعقيد في منهجية محتوى أعمال فناني المعاصرة لتساعد الطالب على إکتساب أفضل لمهارات التعايش من خلال تذوق التجربة المعاشة واستلهام الحقائق البصرية المتوفرة فيها.
الدراسات السابقة:
عند البحث عن الدراسات التي تناولت دور التربية الفنية في تنمية مهارات التعايش وجد الباحث ندرة في الدراسات التي تتناول هذه الظاهرة مما يستدعي دراسة هذه الظاهرة لأهميتها وتأُثيرها على الفن بالحياة وتأثير ذلک على العملية التعليمية والمجتمع، ومن هذا المنطلق سوف تتعرض الدراسة لبعض الدراسات القريبة من الدراسة الحالية:
دراسة: Bucavalas, J (1988)[16]
الموضوع: الثقافة الشعبية الفنية مرآة لثقافة المجتمع.
هدف الدراسة: التأکيد على أن الثقافة الشعبية للمجتمع ترتبط بالثقافات الفرعية الآخرى داخل المجتمع الواحد وتنعکس عليه وتوضحها.
نتائج الدراسة: تساهم الثقافة الشعبية للمجتمع في الاتصال والتأکيد على الثقافات الفرعية داخل المجتمع الواحد.
مدى استفادة البحث الحالي من هذه الدراسة:
الثقافة الشعبية وسيلة للإتصال والتواصل بين الثقافات وتلعب الثقافة البصرية دوراً مهماً في ذلک يتحقق من خلال أنشطة مهمة للتعبير والتواصل بين الثقافات معايشة من منظور خاص.
دراسة Maick Mahonhy: (2004)[17]
موضوع الدراسة: اکتساب الطفل لمهارات التعايش مع ظروف الحياة اليومية.
هدف الدراسة: التأکيد على السلوک المعرفي ومساعدة الطفل على اکتساب مهارات مع ظروف الحياة اليومية، ومدى تطور هذه المهارات التي من شأنها تسهيل عملية التکيف مع المواقف الصعبة التي يتم مواجهتها.
نتائج الدراسة: وضع Maick Mahony معايير للمعلمة لتنمية مهارات التعايش للطفل وهي:
- تحديد المشکلة.
- جمع البيانات.
- اختبار الخيارات.
- التجريب
- المقارنة
- التعديل والاستبدال.
مدى إستفادة البحث الحالي من هذه الدراسة: لابد من دراسة الطلاب للمعايير اللازمة لتنمية مهارات التعايش من خلال الممارسة الفعلية لمناشط التربية الفنية والمستمدة من أنشطة الحياة اليومية.
دراسة: Tony Kazaky: (1999)[18]
موضوع الدراسة: تأثير الموروث الشعبي على مهارات وشخصية الطفل.
هدف الدراسة: قام مجموعة من الفنانين في منطقة التبت بجمع التراث التراث الثقافي للمنطقة مثل الموسيقى والرقص والحکايات الشعبية والأمثال والأغاني الشعبية وترجمت هذه الثقافة إلى الإنجليزية واليابانية والفرنسية.
نتائج الدراسة: دراسة الموروث الشعبي التبتي ساعد على بناء المرافق الثقافية مثل:
- افتتاح مکتبة التبت سنة 1996 مما ساعد على تنمية الجانب المعرض والثقافي فرصة أفضل للتعايش.
- إنشاء الحديقة الثقافي مما ساعد على ممارس الأنشطة الفنية المختلفة فساعد على تنمية الجوانب المهارية المرتبطة بالتعايش.
- الإشتراک في مهرجان فنون الطفل في الولايات المتحدة مرتين ساعد على تنمية مهارات الاتصال للطفل التبتي مع أطفال العالم ساعد على الاحساس بالانتماء والتعايش مع الدول الأخرى.
مدى استفادة البحث الحالي من هذه الدراسة:
ممارسة الأنشطة الفنية المرتبطة بالموروث الشعبي تساعد على تنمية مهارات الاتصال والتعايش وتأکيد لمفاهيم الهوية.
نتائج البحث:
1. أهمية أنشطة التربية الفنية في تنمية مهارات التعايش عند إستلهام موضوعاتها من خلال التراث الشعبي ومفردات التنوع الشکلي برؤية تشکيلية لها طابع جديد من خلال أبجدية جديدة تتضح من خلال الفن الشعبي، المرتبط بالثقافة الشعبية التکاملية بين الشعوب، وما تحويه من موروث شعبي ينعکس على تشکيل علاقات التعايش وإعداد الطلاب للحياة المعاصرة.
2. أهمية القراءة التحليلية لأعمال فناني الواقعية الجديدة الأجانب والعرب في اتجاهات الفن المعاصر خاصة المرتبطة بمفردات الموروث الشعبي وإرتباطها بتأکيد وحدة العلاقات الإنسانية داخل مفردات التعايش بين الأمم والشعوب.
3. التأکيد على أن الثراء في المناخ التشکيلي المرتبط بتنمية مهارات التعايش لدى طلاب کلية التربية الأساسية بدولة الکويت يتأثر إيجابياً بالتوجه المجتمعي من خلال الاهتمام بالدور التنموي لأنشطة التربية الفنية التي ترکز على المدخل الاجتماعي وتفعيله لتعليم الفنون (المتاحف-المعارض – الرحلات – المعسکرات – الورش) أنشطة تلعب دوراً مهماً في تکوين رابطة جديدة بين وجهات مختلفة من النظر ويلعب مفهوم الوحدة داخل التنوع دوراً کبيراً في هذا السياق کمبدأ هام للتعايش داخل التنوع.
التوصيات:
في ضوء ما تقدم يوصي الباحث بما يلي:
- يجب التفکير في عمل مراکز تعلم خاصة بالموروث الشعبي مرکز الموروث الشعبي (Folk Inherited Centre) والتأکيد على أهمية وجوده داخل کليات التربية الأساسية لاستلهام الحقائق البصرية المرتبطة بالثقافات الشعبية لتنمية مهارات التعايش برؤية وتجربة مغايرة.
- يجب التنوع في الدراسات والبحوث والبرامج المرتبطة بمفردات الموروث الشعبي للبيئة الکويتية لتعميق الثقافة البصرية للطلاب من خلال القراءة التحليلية في بعض إتجاهات الفن المعاصر (الفن الجماهيري والفن المفاهيمي جسد) في مجالات الفن المختلفة لتأکيد الوحدة داخل التنوع برؤية مغايرة للتعايش.
- الاهتمام بالدراسات والبرامج المرتبطة بالصياغات البنائية والإنشائية ومفاهيم العلاقات الجمالية القيم التعبيرية والتشکيلية کأساس للقراءة التحليلية لأعمال فناني الاتجاهات المعاصرة مع الاهتمام بمستويات الرؤية للتوافق مع مستويات الصعوبة المرتبطة بمنهجية ما بعد الحداثة.
[1]عز الدين إسماعيل، (2003): الفن والإنسان، الهيئة المصرية العامة للکتاب، مکتبة الأسرة، ص17.
[2]شاکر عبد الحميد، (2008): الفنون البصرية وعبقرية الإدراک، الهيئة المصرية العامة للکتاب، مکتبة الأسرة، ص305.
[3] Maick Mahony. Joestudy, : Training doesn't match skills needed. HR news, October, 3. 2004.
[4]شاکر عبد الحميد، (2008) : الفنون البصرية وعبقرية الإدراک، مرجع سابق، ص40.
[5]سمية حسين محمد خليل (2010): أساسيات التثقيف المجتمعي بالفن التشکيلي، مکتبة الأنجلو المصرية، ص46.
[6] Pett, P. (1997): A portfolio view of assessment: Authentic Assessment Techniques Carthage TN.
[7] Charles Fadel: Center for Curriculum, 2015, All Right Reserved.
[8]حسن شحاته، (2012): تصميم المناهج وقيم التقدم في العالم العربي، الدار المصرية اللبنانية، ص237.
[9]نورية عمر أحمد بن أحمد، (2012): تنمية مهارات التفکير الابداعي لدى الموهوبين، المؤتمر الدولي الثاني للتربية ومهارات التعليم والتعلم، جامعة الإسراء، ص641.
[10] Charles Fadel: Center for Curriculum redesign 2015 All right reserved, http://www.curriculumredesign.org
[11]فخرية خلفان اليحائي/ وآخرون، (2016): فن التجهيز في الفراخ مدخل لتدريس المشروع، جامعة السلطان قابوس، المجلد السابع، العدد الثاني، ص 135.
[12]محسن عطية (2009): التحليل الجمالي للفن، القاهرة، عالم الکتب، ص36.
[13]عبد الرحيم إبراهيم، (1995): رؤية مستقبلية في نقد وتذوق الفنون البصرية، مکتبة الأنجلو المصرية 178.
[14]عباس مالک، (2016): من مقتنيات الفنان الخاصة.
[15]محسن التيتون (2010): من تقنيات الفنان الخاصة.
[16]Bucavalas, J: Golk inherited – cultural of art is a mirror of cultural of society, Penguin, London, 1988.
[17]Maick Mahony Joestudy: Training doesn't match skills needed. HR News, October, 3. 2004.
[18]Tony Kazaky: Effects of folk inherited on the child skills and personality, JRST, 1995.