نوع المستند : مقالات علمیة محکمة
المؤلفون
1 باحث
2 أستاذ النحت – بقسم التربية الفنية بکلية التربية النوعية جامعة المنصورة
3 مدرس التصوير – بقسم التربية الفنية بکلية التربية النوعية جامعة المنصورة
الموضوعات الرئيسية
مقدمة البحث :
تعتبر الحکاية الشعبية هي مروية شعبية ، نسجها الخيال الشعبي ، تناقلت عبر الأجيال وعبر التاريخ کونها تعبر عن ثقافة شعب معين في فترة زمنية معينه ، فالحکاية الشعبية هي مصدر ثرى للإبداع بما تحويه من قيم جمالية ، وتتعدد صور الحکايات الشعبية فتتمثل في : الأساطير ، الخرافات الخارقة ، الحکايات الأخلاقية ، الحکايات النادرة ، الحکايات التعليمية ، حکايات التسلية ، واهم عناصرها ( الشخصية – الزمان والمکان – الموضوع – الحدث – التطور القصصي ) ؛ ولما کانت الحکايات الشعبية لها اکبر الأثر في استصدار أحکام جمالية على الأعمال الفنية من خلال الرموز المستخدمة فيها من الحکايات الشعبية لذا نجد ( أن الأشکال والرموز الفنية في الفن المعاصر بينها وبين الفن الشعبي ارتباطا کبيرا لأنه وجدان الشعب . والفنان الشعبي نجده اتجه بفنه إلى الرمزية التجريدية ، والواقع انه يقوم بذلک بدون وعى کامل کفنان تشکيلي ولکنه يمارس نشاطه الفني وهو يحس العلاقات الشکلية واللونية والخطية والرمزية بشکل عفوي وتلقائي ، لأنه يختار "رمزه الفني " ثم يلخص خطوط هذا الرمز في شکل هندسي بسيط ، فانه بذلک يقوم بعملية تجريد للشکل وليس غريب أن يصادف الجمع بين منحنى فني وبين تلقائية العمل وعفوية التعبير )[1]
ويعتبر الرمز في الحکايات الشعبية المتداولة في مصر من أهم مصادر الإلهام للمصور ويؤکد على ذلک (هاني جابر ) في کتابه للفنون التشکيلية : (هو تعبير عن الأبعاد التاريخية التي يحملها الإبداع الشعبي – وان الرمز يقبل التراکم الثقافي وينمو على مر العصور إلى جانب أن الرمز في طبيعته الجمالية يقبل التفاعل مع التطور الحضاري والثقافي ، لذلک فان ابتداع رمز جديد لا يقضى على ما قبله ولا يصبح الرمز القديم مهجورا وإنما يحتفظ بقيمته باعتباره حاله تشکيلية عبرت عن فکرة محورية تدور حول الدوافع الانفعالية والاجتماعية )[2]
وقد استخدمت الحکايات الشعبية في کثير من أوجه الإبداع ومنها الدراما الشعبية ، فتعتبر الدراما الشعبية کما ذکرها إبراهيم حمادة في کتابه ( معجم المصطلحات الدرامية والمسرحية ) : ( هي الدراما التي تعتمد جذورها على محاکاة الناس ، وهى تجذب الطبقات الشعبية بغض النظر عن مستوى قيمتها الأدبية ) [3]
أما عن الدراما بوجه عام فهي لغة تحاکى الروح الإنسانية وتجذبها للمعنى والإدهاش والاستمتاع الجمالي ، وهذه هي وظيفة الإبداع الأولى بشکل عام . فالدراما سر الفن والحياة معا ، وهى التي تغرينا کي نواصل الحياة ، مهما کانت قاسية ، وهى التي تجذبنا لتذوق الإبداع ، مهما کان غريبا عنا .
وقد أوضحت نهاد صليحة فى کتابها ( المسرح بين الفن والفکر ) مفهوم الدراما على هيئة عناصر فذکرت :
1ــ موضوعه : هو صراع يکون فيه الإنسان طرف .
2ـ هدفه : هو استکشاف وتوضيح معنى التجربة وحسم الصراع .
3ـ التمثيل : حرکة المصطنه في جميع الاتجاهات وسيلة التعبير .
4ـ ان المبدأ او المنطق الذي يحکم تطوره ومسيرته هو الجدل بين لحظه ماضيه ولحظه اتيه .)[4]
کما نجد أن الدراما من مفهوم ( أرسطو ) : هي محاکاة لأفعال الإنسان ولها عناصر جوهرية أولها الحکاية نفسها والتي تصاغ على هيئة سرد للأحداث وبها حوار له خصائص معينه ومؤثرات ويؤديها ممثلين وتعرض على جمهور ، وقام ببناء العمل الدرامي مقسما إلى ( بداية – منتصف – نهاية ) .... أما عن ترتيب البناء الدرامي فقد اختلف عند ( غوستاف فيرتاغ ) حيث قام بتقسيمه إلى ( تمهيد – حدث صاعد – ذروة – حدث هابط – خاتمة ) ويمکن تغيير الأحداث تبعا لرؤية المخرج کان يجعل الذروة في البداية مثلا .
وبهذا تتضح العلاقة بين الفنان والدراما فالفنان التشکيلي يعتمد على اللوحة مهما تعددت طرق وأساليب التبصير ، ( وقد تعهد بالتعبير عن قضايا الإنسان المختلفة آماله واحتياجاته ومشکلاته
وهو ما أدى إلى ظهور ( الرؤى الدرامية ) المختلفة المصاحبة لکل عمل فنى صادق .. سواء کان ادبا او شعرا او موسيقى او فنا تشکيليا )[5]
و(العمل الفني کي يکون عملا ناجحا لابد ان يحمل شيئا من الانفعال والمشاعر التي استثارت الفنان فى العالم المحيط ، وبدون هذه المشاعر التى تحملها الاشکال لا يحقق الفنان فنا )[6]
وفى هذا الصدد يتحدث ( بيکاسو ) قائلا : ( ان ما يقوى اهتمامنا ( بسيزان ) هو قلقه وهذا هو درس سيزان ، کذلک تهمنى عذابات ( فان جوخ ) التي هي دراما الانسان اما البقية فهي شيء زائف )[7]
ومن هنا نستخدم الدراما في کثير من أوجه الإبداع حيث أن : ( الدراما مرتبطة بالإنسان ، والإنسان مرتبط بالأرض منذ هبوط ادم عليه السلام ، فمن الطبيعي ، والمعقول أن تکون الدراما قد نشأت مع نشأة الانسان على الأرض .)[8]
وتقوم الباحثة بالربط بين الدراما التشکيلية باعتبارها تعبير عن الانفعالات والأحاسيس والأفکار الکامنة لدى الفنان وبين التراث الشعبي القصصي باعتباره مخزون نفسي وثقافي لدى مؤرخها ناتج عن بعض المعتقدات الفکرية والثقافية لشعب معين والاستلهام من ذلک في إثراء التصوير الجدارى المعاصر ، حيث أن الفن الشعبي هو فن فطرى يخضع لتقاليد عبر الأجيال يقوم به أشخاص من عامة الشعب يتمتعون بثقافة عادية ، ومن الناحية الفنية فهو لغة تشکيلية يستخدمها الإنسان للتعبير عن مکنوناته الداخلية وعن أحاسيسه وانفعالاته نحو ما يحرک مشاعره وأحاسيسه من معتقدات وأفکار عن طريق استخدام رموز معينه سواء خاصة بالفن الشعبي أو خاصة بالأفکار والأحاسيس القائمة داخل الفنان حيث أبدع المصريون بتطور العصور الفنية باستخدام الرموز ومنها الشعبية في التعبير عن مکنوناتهم الداخلية بوجه خاص وعن موضوعات بعينها بوجه عام حيث استخدم المصري القديم فطريا قديما الرموز مثل الطائرة والکعبة المشرفة والجمل والسفينة للتعبير عن رحلة الحج على جدران المنازل کما يستخدم النوبيون حتى الآن الرموز الشعبية في تزيين منازلهم ويجدر بالذکر استخدام الرموز الشعبية والرموز بوجه عام في ( فن الوشم ) .
وتتعدد الحکايات الشعبية في مجتمعنا المصري منها ما وصل إلينا من سرد الأجداد وتناقلت عبر العصور ومنها لم يصل إلينا حتى الآن ، ومن هنا سوف تستعرض الباحثة بعض من مختارات الحکايات الشعبية في التراث المصري ومنها على سبيل المثال لا الحصر :
1ـ الفلاح الفصيح .
2ـ حکايات جحا .
3ـ حسن ونعيمه .
4ـ شفيقة ومتولي .
5ـ الزير سالم .
6ـ على الزيبق .
7ـ ياسين وبهية .
8ـ سعد اليتيم ـ
9ـ البحار الغريق .
10ـ السيرة الهلالية .
وغيرها الکثير والکثير .. وقد استخدم بعض الفنانين المعاصرين التراث الشعبي فى إنتاج إبداعات فنية بها قيم جمالية وتصويرية وشکلية ، على سبيل المثال لا الحصر ؛ بعض أعمال ( الفنان حسين بيکار ، الفنان حامد ندا ، الفنان راغب عياد ) وسوف نتناول في خلال الدراسة بعضا منهم والتعريف بهم وبأعمالهم ، وسوف تستلهم الدراسة الحالية مداخلها التجريبية والتطبيقية من الحکايات الشعبية المصرية في التراث المصري لإنتاج أعمال جديدة مبتکره برؤى جديدة مستحدثة ، جمالية وتصويرية تعتمد على الدراما التشکيلية في المقام الأول .
ويمکن تحديد مشکلة البحث في التساؤل الرئيسي التالي :
مادور انماط الحکاية الشعبية فى التصوير المعاصر ؟
فروض البحث :
ويتم البحث تحت الفروض التالية :
1ـ يمکن الاستفادة من البنية القصصية فى الحکايات الشعبية لإبداع دراما تشکيلية تثرى بالتصوير المعاصر .
2ـ يوجد إمکانية من الاستفادة من رموز الحکاية الشعبية في إثراء جماليات التصوير المعاصر .
أهداف البحث :
1ـ استکشاف الرمز من الحکاية الشعبية وتفعيل دوره في التصوير المعاصر .
2ـ استلهام رؤى بصريه من الحکايات الشعبية وتوظيفها في إبداع دراما تشکيلية تثرى التصوير الجدارى المعاصر .
3ـ استکشاف آفاق بصريه جديدة من خلال التعبيرات المروية في الحکاية الشعبية .
4ـ استغلال تنوع السطوح المتراکبة ذات الأبعاد الحقيقية ومعالجتها من خلال الرموز الشعبية التعبيرية الموجودة في الحکايات الشعبية .
أهمية البحث :
1ـ يسهم البحث في إبراز أهمية استغلال القيم الجمالية والمروية في الحکايات الشعبية لإثراء التصوير المعاصر .
2ـ يساعد البحث على استحداث دراما تشکيلية ومعالجات جديدة فى التصوير الجدارى باستلهام الأحداث القصصية في الحکايات الشعبية .
3ـ يرکز على قيمة الرمز في الحکايات الشعبية ودوره في إثراء القيم الفنية والابتکارية في التصوير المعاصر .
إجراءات البحث :
مناهج البحث :
تتبع الباحثة المنهج الوصفي التحليلي
الاطار النظرى للبحث :
اولا :-العوامل المؤثرة على انماط الحکاية الشعبية :
الاعتقاد المتعلق بالحيوانات والکائنات الغريبة : يلاحظ ان القطط لها نصيب کبير من المعتقد الشعبي عند الکثير من الشعوب العربية وحيث يدور حولها الکثير من القصص والخرافات المرتبطة بالجن والعفاريت مثل قول للقطط سبع ارواح وکذلک الاسد والضبع والسلعوة والغول وطائر الرخ على سبيل المثال لا الحصر والکثير من الکائنات الغريبة
الاعتقاد في اولياء الله الصالحين وکرماتهم : مثل مقامات الاولياء المنتشرة حول العالم العربي وخاصة في مصر
الاعتقاد في السحر والکنوز او الرصد الفرعوني :على سبيل المثال الحکايات التي تدور حول الکنز وانه ان فتح سيقاتل الناس حتى يفنى بعضهم البعض
وقد استخدمت عدة طرق لإيصال رواية الحکاية الشعبية ونقلها عبر العصور بعدة طرق فيقول احمد توفيق : " هناک طرق مختلفة للقص : اما عن طريق الغناء ، او السرد ، او الاداء الحرکي و التمثيلي" .[9]
القصص الغنائي وهو الذى يقوم به المنشدون يقدمون القصة النبوية والقصص الديني والأخلاقي والاجتماعي وما يقوم به شعراء الربابة في تقديم السير الشعبية مثل سيرة شفيقة ومتولى وابو زيد الهلالي وبنى هلال وغيرها من المواويل القصصية ؛ اما السرد يتمثل في الحکايات التي يحکيها الاجداد مشافهة وهى الطريقة السائدة في الکثير من المجتمعات ، اما عن التمثيل والاداء الحرکي فتؤديه فرق شعبية ومنها خيال الظل ولا نرى هذا الموضوع الا في الموالد.
هذا وقد تختلف طبيعة الحکايات الشعبية من مکان الى اخر باختلاف البيئات التي تنشا فيها الحکاية فمثلا طبيعة الحکايات في البيئة الجبلية تتسم بالقسوة والعنف عنها فى البيئات التي يتواجد فيها مثلا النيل والبيئات التي تتواجد بين الاثنين تختلف عن کليهما فنجد ان البيئة تؤثر على طبيعة الحکاية وطبيعة مميزاتها ومخرجاتها ويقول في ذلک احمد توفيق : " ولان الجماعة لا تنفصل عن الواقع الجغرافي الذى تعيش فيه ، فکلاهما ظل للآخر ، فالطبيعة الجغرافية وما يحيط بها من اصداء وهواجس واساطير لها تأثير على الانسان وان الانسان هو الاخر ظل لهذه الطبيعة ، فالجماعة الشعبية التي تعيش بجوار النيل لها طبيعة خاصة وابداع شعبي خاص ، يختلف عن تلک التي تعيش بجوار الجبل ؛ حيث الشدة والقسوة والتسلط والخوف من المجهول . وايضا فان الجماعة التي تحظى بالطبيعتين الجبلية والنيلية ، تمثل هي ايضا طابعا مختلفا وسطا بين الاثنتين ".[10]
ثانيا :- تطور التصوير عبر العصور المختلفة :
استخدم الانسان عبر التاريخ التصوير وتمثيل حضاراته وحياته اليوميه وانفعالاته وعقائده على جدران الاسطح منذ بدأ الخليقة حتى يومنا هذا ..
حيث ارتبط الفن بالحضارات عبر التاريخ وقد کانت لکل حضارة فکرها الفلسفى الذى ميزها وصتع اعمال التصوير الجدارى حيث نجد لکل حضارة قيمتها الفنية التى اکسبت العمل الجدارى اسلوبا خاصا وقيمة تعبيرية وهدف سواء کان دينيا او سياسيا او اجتماعيا .
وارتبطت تلک التصاوير على الاسطح مع الحضارات بقيم متنوعة ومختلفة استخدم من خلالها الاحجار الطبيعية وقام بمعالجتها بطرق عديدة ومختلفة ارتبطت بامکانيات العصر والحضارات المختلفة .
ومن هنا نتطرق لاخذ مقتطفات من التصوير عبر العصور المختلفة ؛ نبدأها بالتصوير الجدارى فى العصور البدائية منذ بدا الخليقة ( البدايات الاولى للحضارة ) :
اختلف الفن البدائى باختلاف الظروف البيئية والمکانية والزمکانية بداية من مکوث الانسان البدائى فى الکهوف ومع اختلاف البيئة التى عاش فيها الانسان ..
وعندما ( کان الکهف هو المقر الاول لسکنى الانسان البدائى ،ثم انتقل الانسان فى مرحلة تالية من الکهف الى سکنى الکوخ المصنوع من فروع الشجر ، ثم کانت المرحلة الثالثة التى وضعته على اعتاب الحضارة ، وهى المرحلة التى ابتنى لنفسه فيها سکنا ، وقد صاحب کل مرحلة من هذه المراحل اسلوب من الحياة ففى مرحلة سکنى الکهوف کان الانسان يعيش على القنص وفى مرحلة سکنى الاکواخ کان يعيش على رعى الماشية والزراعة، وفى مرحلة سکنى البيوت اصبح يعيش على الزراعة وصناعة ادواته ومعيشته بشکل افضل ومما لا شک فيه ان کل اسلوب من اساليب الحياة هذه کانت له مقتضيات من الوسائل والالات تختلف عن غيرها ، کما تغير نوع العلاقات التى تربطه بالطبيعة وبغيره من البشر )[11]
وقد کان الفن فى ذلک الوقت منذ ما يقارب م 30000 عام ق . م . وسيلة تساعد الانسان على الصيد واقتناص فريسة فمما عرف فى ذلک الوقت ان الانسان عندما يصور حيوانا على حائط کهفه کان ينتج حيوانا حقيقيا .. فکان يرسم حيوانا ثم يرسم سهاما او رماحا قد اخترقت الحيوان .. او کان يسدد اليه تلک السهام والرماح ويعتقد بذلک عن سيطرته وقتله النموذج المرسوم انه قد قتل اللاصل .
حيث ( استخدم الانسان الحجر المنحوت نحتا بسيطا فى عمل ادواته ، والرسوم المحفورة على الادوات المصنوعة من العظم او القرون ، وصور الحيوانات وغيرها المرسومه على جدران الکهوف .... وکان الفنان يحاول ان تکون الصور اقربما تکون الى الواقع )[12]
وترجع اقدم اشکال النحت الفنى على العظم لعام 35000 ق.م تقريبا وبدا الفنان القديم بتلوين الصخور وتشکيل الصلصال ونحت القرون والعظام والعاج .
واستخدم الفنانون القدماء اربعة الوان رئيسية حيث حصلوا على اللون الاسود من الفحم ومسحوق المنجنيز ، واللون الابيض من طين الصلصال والجير . اما الاصفر والاحمر ؛ من دم الحيوان والصلصال الاحمر ..
ومسحوق مرکبات الحديد ، وخلطت الالوان بدهون الحيوانات او دمائهم . ونتج عنه طلاء فى شکل معجون وکانوا يقومون بمسح المعجون على سطح الصخر او نفخه على سطح الصخر من خلال عظم مجوف ..
( ولقد رسمت کل فصائل الحيوانات التى کشفت على قدر دقه الملاحظة التى کان يتمتع بها الانسان فى ذلک الوقت ، وفى تصويره للقفزات ، او حرکات الانطلاق والسقوط والهجوم والرقود ، واصوات الخوار والاستدارة للخلف والانحناء ، بحاسه بصريه حاده وذاکرة دقيقة وبتعبير مطابق لکل حرکه وسکنه لدى الحيوان ، الذى تعلقت به مخاوفه وأماله )[13]
وقد اشتمل ايضا فن ما قبل التاريخ ب 3000 سنه ق.م . على تماثيل مصنوعه من الصلصال وربما اعتقد القدماء ان هذه الاشکال تساعد النساء فى الحمل ..
واتسمت رسوم الانسان البدائى بعدة سمات حيث کان رسمه محاکيه للطبيعه بحيث يکون الرسم طبق الاصل .
( يرسم الحيوان من الجانب دائما لانه فى هذا الوضع تظهر مميزات الحيوان کلها ويمکن اثبات کل ملامحه ، اساس الرسم الخط ، فالفنان يرسم الخط ليعبر عن الحيوان : قد يکون محفورا فى الصخر او قد يکون رسما دون حفر . وترتفع دقة الرسم الى حد الاداء المميز ليبين حرکات الحيوان ولفتاته فى شکل حى متحرک . ويلاحظ ان ايقاع الخط يمکن ان يکون سميکا تارة ورقيقا تارة اخرى اى انه غير مرسوم لسمک واحد ، هذا الى جانب ان هذا التلوين فى الخط يعطى للراتئى الاحساس بالحرکة وان الحيوان يتقدم للامام ويکون الرسم . فى العادة ـ دون تفاصيل دقيقة ويکون له طابع العجالة او ربما تطلق عليه لفظ الاسکتش )[14]
هاني إبراهيم جابر : الفنون الشعبية بين الواقع والمستقبل ، الهيئة المصرية للکتاب ، القاهرة ، 2005 .[2]
احمد محمد محمود علوان : دور الدراما في إثراء الأعمال التصويرية ، رسالة ماجستير ، کلية التربية الفنية ، جامعة حلوان ، 2006 ، ص2.[5]