أثر برنامج للإعلام التربوى قائم على الويب فى تنمية الامن الفکرى لدى طلاب المرحلة الجامعية

نوع المستند : مقالات علمیة محکمة

المؤلفون

1 باحث دکتوراه

2 أستاذ علم النفس المعرفى وعميد کلية السياحة والفنادق جامعة المنصورة

3 أستاذ المناهج وطرق التدريس ووکيل کلية التربية النوعية لخدمة المجتمع وتنمية البيئة - جامعة المنصورة

4 أستاذ الصحافة کلية التربية النوعية - جامعة المنصورة

المستخلص

هدفت الدراسة الحالية إلى التعرف على أثر برنامج للإعلام التربوى قائم على الويب فى تنمية الامن الفکرى لدى طلاب المرحلة الجامعية ،ولتحقيق هذا الهدف استخدمت الباحثة المنهج شبه التجريبى  فى تصميم المجموعات المتکافئة .وتمثلت ادوات الدراسة فى : برنامج للإعلام التربوى قائم على الويب لتنمية الأمن الفکرى،و اختبار تحصيل الجانب  المعرفي للأمن الفکرى ، واستمارة تقييم الأداء للجانب المهارى للأمن الفکرى ،من إعداد الباحثة،وتوصلت النتائج إلى وجود  فروق ذو دلالة إحصائية عند مستوي دلالة 0.01 بين متوسطي درجات طلاب المجموعتين (الضابطة والتجريبية) في التطبيق البعدي لاختبار تحصيل الجانب المعرفى للأمن الفکرى لصالح المجموعة التجريبية ، و وجود  فروق ذو دلالة إحصائية عند مستوي دلالة 0.01 بين متوسطي درجات طلاب المجموعتين (الضابطة والتجريبية) في التطبيق البعدي لاستمارة تقييم الأداء لصالح المجموعة التجريبية

الموضوعات الرئيسية


مقدمة:

يشکل موضوع الأمن الفکرى أحد أهم رکائز الأمن الوطنى ويعد من المواضيع الحديثة نسبياً ،بدأتطور إطاره مع بداية العصر التکنولوجى واکتساب وسائل الاتصال دورا فاعلاً فى المجتمعات ،خاصة فى المجال الثقافى الذى أصبح فضاء يرتاده الملايين عبر شبکة الانترنت والتليفزيون.

(أحمد عيسى،2011، 275-292)

وقد اتسم هذا العصر بالتطورات والمستجدات المتعاقبة فى شتى المجالات ،وذاد انفتاح الثقافات على بعضها متبادلة التأثير والتأثر فيما بينها ،سهل ذلک دخول تيارات فکرية وافدة بما تحمل من ايجابيات وسلبيات ، ولذا أخذت قضية الأمن الفکرى حيزاً واسعاً من الأهمية حيث أصبح من بين اهم التحديات التى تواجه دول العالم الثالث أمام التداعيات السريعة للعولمة وخاصة فى جانبها الثقافى ، ونظراً لکون قضية الأمن الفکرى أصبحت من بين أهم القضايا التى طرحت للنقاش على مختلف المستويات الاکاديمية والسياسية والرسمية والتى اتفقت على کون الانحراف الفکرى الذى يمثل اختراقاً للأمن الفکرى يمثل أخطر المشاکل الامنية نظراً لکون آلياته متعددة ومتشعبة ويصعب التحکم فيها ،أمام هذه الحرکة السريعة لتقنيات الاعلام والاتصال التى أتاحها عصر العولمة حيث بات معروفاً أن الانحراف الفکرى يحتاج تحصين الفکر انطلاقاً من الخصوصية الثقافية لمجتمعاتنا ،والحقيقة أن الأمن بمفهومة العام کل لايتجزأ فالإخلال به إخلال بالأمن الفکرى للمجتمع . (عبد الجبار جبار وعبد النور زوامبية،2011، 288-309)

ويعد الأمن الفکري من أهم أنواع الأمن ، بل ويمثل رکيزتها والأساسية لکونه يتعلق أساسا بعقول أبناء المجتمع وفکرهم، وثقافتهم، ويمثل طريقا لتحقيق الأمن بمفهومه الشامل ومن ثم يتضح الحاجة الماسة إليه ولاسيما أنه يحقق للمجتمع أهم خصائصه وتماسکه ، وذلک بتحقيق التلاحم والوحدة في الفکر والمنهج والغاية، إضافة إلى أن الفکر في أي مجتمع هو الذي يحدد هويته وذاتيته المميزة کما أن تحقيق الأمن الفکري هو المدخل حقيقي للإبداع والتطور والنمو لحضارة المجتمع وثقافته، وعليه فإن تحقيقه حماية للمجتمع عامة، وللشباب خاصةووقاية لهم مما يرد عليهم من أفکار دخيلة هدامة تعج بها کثير من الفضائيات وشبکات المعلومات وغيرها من آليات العولمة الأخرى.(عبد الرحمن بن عبد العزيز السديس،2005، 12)

وقد أصبح الاهتمام بالأمن الفکري أکثر إلحاحا ًمن ذي قبل ، نتيجة لما تتعرض له المجتمعات من تهديدات وأخطار فکرية تؤثر على المجتمع ومکوناته العقدية والثقافية ، ويعتبر انتشار ظاهرة الإرهاب والتطرف في العالم اليوم دليل على ضعف الأمن الفکري ، کما أن تعزيز الأمن الفکري في المجتمعات الغربية يعتمد بشکل کبير على قدرة المجتمع والقائمين على تحقيق الأمن الفکري في التصدي للاتجاهات السلبية والفکرية ، وعلى تحصين الشباب بالأفکار الصالحة التي تجعلهم يتعايشون مع محيطهم الذي يعيشون فيه بأمان واطمئنان . ( Brok,2009:6 )

وفى ظل ما يشهده العالم من تطور فى تکنولوجيات الإعلام والاتصال الحديثة التى تلعب  دور هاماً في صياغة الأفکار والثقافة، وفي تنمية شباب المجتمع وتشکيل وعيه وأن من يملک الوسائل الإعلامية ويتحکم بها، يمکنه التحکم بما يکتسبه الفرد من فکر وثقافة، يمکن أن تُعزز أو تهدد الأمن الفکري للأفراد بما ينعکس على استقرار وعدم استقرار المجتمعات.  وتنمية الحس الإعلامي لدى الطلاب في مراحلهم المتقدمة بما يؤدي إلى تکوين حس نقدي صحيح يجعلهم يستطيعون اختيار الرسائل الاتصالية بفهم ووعي فالأمن الفکرى مرتبط أشد الارتباط بالإعلام ، لذا برزت الحاجة  لإجراء الدراسة الحالية و التى تستهدف تصميم برنامج فى  الإعلام التربوى لتنمية  الأمن الفکرى لدى طلاب المرحلة الجامعية.

مشکلة الدراسة:

تحتل وسائل الاعلام مکانة متميزة انطلاقاً من وظائفها وأدوارها وتأثيرها على الفرد والمجتمع ،حيث بات من المؤکد أن الاعلام بوسائله المختلفة واحداً من المؤثرات الرئيسية فى التغير والتوجيه الفکرى على المستوين الفردى والجماعى،حيث لا يکاد يمر علينا يوم إلا ونشاهد فى الشارع أو نسمع من وسائل الاعلام عن سيل متتابع من أحداث العنف والتطرف الفکرى والسلوکيات التى تهدد أمن واستقرار الوطن وتعوق مسيرة التنمية بشکل أصبح يمثل ظاهرة تستحق الدراسة

فالتحديات التى تواجههاالمجتمعاتالإسلامية کثيرة، ولعل أبرزها ما يتعلق بالأمن الفکري حيث إن انتشار ظاهرةالانحراف الفکري والبعد عن الاعتدال في التفکير کان سبباً مباشراً في ظهور الفتن والصراعات وتعدد المذاهب الفکرية والاتجاهات، وهذا مايضعف قوة الأمة وعزتها ويهدد کيانها ويفقدها أمنها واستقرارها؛ فيعم الخوف ، والاضطراب، وتسفک الدماء البريئة، وتقتل الأنفس المعصومة .(نورا محمد عويد ،2018، 2015)

ومع ظهور حروب الجيل الخامس والتى تعتمد على الحرب المعلوماتية التى تعمل على إعاقة وتعطيل وتدمير النظم المعلوماتية التابعة للخصوم ،مع حماية النظم المعلوماتية الخاصة  بالطرف الذى يشن الهجوم .وتعد الحرب الدعائية أو نشر الأخبار الکاذبة من أبرز تکتيکات الحرب المعلوماتية ،وتتضمن نشر الأخبار والمعلومات والحجج والفضائح بطريقة مخططة ،من أجل التأثير على مدرکات وأفکار شعب أو جماعة إثنية معينة وإضعاف القيادة والسيطرة لمؤسسات الدولة وقواتها المسلحة .  Khurshid Khan, 2013, 139-140))

وهو مايجعل الالية الاکثر ملائمة فى مواجهتها هى تحصين المجتمع ،من خلال الترکيز على کسب ولاء المواطنين ،واستهداف الحواضن الاجتماعية للإرهابيين والمليشيات المسلحة ،کما ان کسب ثقة المجتمعات المستهدفة يساعد فى الحصول على المعلومات الاستخباراتية اللازمة لمکافحة الجماعات المتطرفة. (شادى عبد الوهاب،2017، 24)

وقد توصلت دراسة رشيد البکر (2012) إلى أن التهديدات الأمنية بکافة صورها إنما تنطلق من فکر منحرف يدفع بعض الجماعات والأفراد إلى تبني رؤى وتصورات ومعتقدات معينة تبرر لهم القيام بأعمال عنف تهدد أمن المجتمع لتحقيق أهدافهم ، ومن هنا فإن قضية الأمن الفکري تعد قضية وجود وبقاء للمجتمع .  

وقد أکد هاشم على الأهدل (2009) على ضرورة تبني إستراتيجية تربوية متکاملة للحفاظ على عقول الشباب ، وتحصينهم ثقافياﹰ من خلال المعلومات الصحيحة التي تزيد الوعي الأمني والثقافي ، وذلک لإبعادهم عن الوقوع في الجريمة والخروج على الأنظمة والقيم والعادات والتعاليم الدينية السليمة . 

وتشير دراسة (عبد الناصر راضى محمد ، 2013) إلى ضرورة تنمية استعدادات وقدرات الطلاب الجامعيين على مواجهة التحديات التي تواجه مجتمعهم ، وتعزيز السلوکيات التي تقود الطلاب نحو مسايرة رکب الحضارة ، والخروج بفکر إسلامي وطني معاصر يحافظ على الثوابت ويؤمن بالتطوير .  

وتوصلت دراسة نعيمة عادل (2019) إلى أن للأمن الفکرى علاقة وثيقة بالمدخل الثقافى للتربية الإعلامية ،کانت من أهم توصيات الدراسة بضرورة التخطيط الإستراتيجى لعمل مرکز للوعى الفکرى فى ضوء الاهمية الإعلامية فى مجال المواطنة والأمن الفکرى،والعمل على إدراج مناهج التربية الإعلامية فى التعليم  لتمکين الطلاب من مهارات الإعلام بکافة أشکاله .

وقد أوصت دراسة حسن محمد على خليل (2016) بضرورة بناء استراتيجية إعلامية ذات أهداف واضحة ومحددة انشر ثقافة الأمن الفکرى لدى طلاب المرحلة الثانوية،تعتمد فى تنفيذها على تحقيق التنوع والتکامل فى استخدامات منظومة أنشطة الإعلام التربوى فى المدارس.

يتضح مما سبق أن المجتمعات الإسلامية صارت تواجه تحدياﹰ حقيقيا يتمثل في انتشار العنف والتطرف الفکري بين الشباب الجامعي ، لذا تعتبر حاجة الجامعات العربية لمواجهة هذا التطرف والانحراف الفکري المجتمعي بالاستعانة بمتطلبات تحقيق الأمن الفکري في ضوء الشريعة الإسلامية من أبرز الحاجات وأهمها في العصر الحالي ، لأن الدوافع المتعددة لممارسة الجرائم  المنتشرة فى العالم تنطلق من فکر الإنسان وماهية تصوراته وقناعته وحيث أن الاعلام التربوى هو أحد قنوات الاعلام العام داخل المؤسسات التعليمية فهو مسئول عن التصدى لمثل هذه السلوکيات وتحصين الطلاب ضد الأفکار الوافدة،وذلک من خلال وسائله المتعددة ومن ثم فإنه مطالب بأن يقوم بدوره وأن يعمل جنباً إلى جنب مع الأسره ومؤسسات الدولة جميعاً من أجل تعزيز الأمن الفکرى لدى الطلاب ، خاصاً وأن مجتمعنا العربى مستهدف وبقوة فى أمنه الفکرى وثوابته من وسائل اعلامية تدار بعقول غرباء يقدمون أفکاراً تستهدف الوطن ورجاله.

 وفي ضوء ما سبق تتحدد مشکلة الدراسة في ضعف إسهام المناهج الجامعية في معالجة التطرف الفکري لدى الطلبة الجامعيين،کما يوجد قصور فى المقررات التعليمية الالکترونية على الويب بالغة العربية والتى يمکن أن تسهم فى تنمية الأمن الفکرى لدى طلاب شعبة الاعلام التربوى مما دفع الباحثة للقيام بهذا البحث

وتتحدد مشکلة الدراسة فى التساؤل التالى :

ماأثر برنامج مقترح للإعلام التربوى قائم على الويب فى تنمية الأمن الفکرى لدى طلاب المرحلة الجامعية؟

ويتفرع منه تساؤلات فرعية وهى :

1- ما أثر استخدام برنامج للإعلام التربوى قائم على الويب في تنمية الجانب المعرفي للأمن الفکرى لدي الطلاب شعبة إعلام بکلية التربية النوعية جامعة المنصورة ؟

2- ما أثر استخدام برنامج للإعلام التربوى قائم على الويب في تنمية الجانب الأدائي للأمن الفکرى لدي الطلاب شعبة إعلام بکلية التربية النوعية جامعة المنصورة ؟

أهداف الدراسة :

هدفت الدراسة الحالية إلى:

1- التحقق من أثر برنامج للإعلام التربوى قائم على الويب في تنمية الجانب المعرفي للأمن الفکرى لدي الطلاب شعبة إعلام بکلية التربية النوعية جامعة المنصورة.

2- التحقق من أثر برنامج للإعلام التربوى قائم على الويب في تنمية الجانب الأدائي للأمن الفکرى لدي الطلاب شعبة إعلام بکلية التربية النوعية جامعة المنصورة.

3- توظيف استراتيجيات التعلم القائم على الويب فى تدريس الإعلام التربوى.

أهمية الدراسة:

1-  تقديم برنامج للإعلام التربوى قائم على الويب لتنمية الأمن الفکرى لدى طلاب المرحلة الجامعية.

2- تتجلى أهمية الدراسة فى أهمية  تناولها لموضوع الأمن الفکرى ،الذى يعد سياجاً واقياً لکافة التيارات التى تحاولأن تجرف طلاب المرحلة الجامعية إلى الانحرافات السلوکية والفکرية المختلفة.

3- الدراسة محاولة لتعميق مفهوم الأمن الفکرى والإرهاب لدى طلاب المرحلة الجامعية مما يزيد من ولائهم وانتمائهم للوطن ويحصنهم ضد الافکار المنحرفة خاصة فى ظل ما يواجهه مجتمعنا من حملة شرسة تستهدف امنة الفکرى تدار بعقول غرباء يقدمون أفکار تستهدف الوطن ورجاله.

4- مسايرة الاتجاهات العالمية لتطوير طرق التدريس وزيادة فاعلية العملية التعليمية بتقديم برنامج تعليمى قائم على الويب باللغة العربية لطلاب شعبة الاعلام التربوى.

مصطلحات الدراسة:  

الاعلام التربوى : Educational Information

يعرفه أبو الفوارس بأنه "استثمار وسائل الاتصال من أجل تحقيق أهداف التربية فى ضوء السياستين :التعليمية والإعلامية للدولة "أو هو توظيف وسائل الاعلام فى توثيق العلاقة بين مجالات العمل المدرسى من جهة والجهات التعليمية المعنية بها من جهة أخرى وذلک بتقديم الخدمات الاعلامية والتوثيقية والإنمائية لهذه المجالات" .

( فداء فياض ابوالفوارس ،2013 ،17 )

ويقصدبالإعلامالتربويفيالدراسةالحالية: توظيف واستغلال التقنيات ووسائل الاتصال الحديثة من أجل تحقيق أهداف تربوية من خلال رسائل إعلامية ملتزمة تهدف إلى تزويد الطلاب بالمهارات الإعلامية التي تمکنهم من تفحص الرسائل الإعلامية وإکسابهم استراتيجيات تحليل المحتوى المعلوماتي الموجود فيها بما يساعدهم على اتخاذ قرارات مستنيرة وواعية حيالها وتوظيف واستغلال وسائل الاعلام لتحقيق الأمن الفکري وترسيخ  الانتماء لدى الشباب وتحصينهم ضد الافکار المنحرفة .

برنامج قائم على الويب Web Based program:

تعرفه الباحثة إجرائيا بأنه "مجموعة من صفحات الويب التى تتکون من صفحة رئيسية وعدة صفحات فرعية تم ربطها معاً؛لتقديم برنامج لتنمية الأمن الفکرى لدى طلاب المرحلة الجامعية باستخدام الادوات والوسائط التفاعلية التى يتفاعل معها الطلاب  ويتضمن مجموعة من التدريبات والأنشطة لتحقيق أهداف تعلم مفاهيم وأهمية الأمن الفکرى وطرق مواجهة الافکار المتطرفة والتصدى لها

الأمن الفکرى  Intellectual security:

تعرفه (هويدا محمود الأتربي ، 2011 : 170) بأنه : الحفاظ على سلامة ونقاء الفکر والمعتقدات لدى الأفراد مع القدرة على توجيههم إلى البحث والمعرفة وبيان طرق التفکير الصحيح.

يعرف الأمن الفکري إجرائيًا فى الدراسة الحالية:تأمين سلامة فکر الطالب الجامعى من کافة أشکال الانحراف(الاجتماعى،السياسى،الثقافى) وحماية عقيدتهم من الإفراط والتفريط والوصول بهم إلى الوسطية والاعتدال من خلال غرس القيم والمعتقدات الصحيحة لديهم بهدف توجيه سلوکهم بما يحقق أمن المجتمع واستقراره فى جوانب الحياة کافة. وتقاس فى الدراسة الحالية بدرجة الطالب التى يحصل عليها فى کلاً من الاختبار التحصيلى واستمارة تقييم الأداء والتى تعکس معرفته بکل من الجانب المعرفى والمهارى للأمن الفکرى.

الاطار النظرى والدراسات السابقة:

تستعرض الباحثة فى الإطار النظرى کلاً من مفهوم الأمن الفکرى والإعلام التربوى والأمن الفکرى وحروب الجيل الرابع والخامس وعلاقتها بالأمن الفکرى.

أولاً:الأمن الفکرى:

يعد الأمن الفکري من المصطلحات الحديثة نسبياً حيث بدأ يأخذ مرتبة متقدمة في أعقاب التطور الکبير الذي شهده العالم، وفي ظل الثورة المعلوماتيـة الکبرى ، ومع تطور وسائل الاتصال والمواصلات وسهولة انتقال الثقافـات وتـأثر بعضـها ببعض، وما نتج عن ذلک من غزو فکري وثقافي يهدد الأمة في عقيدتها، وفي أمنها واستقرارها ولعل الحوادث الإرهابية التي تشهدها کثير من الدول وتتبناها جماعات تدعى أنها إسلامية ما هي إلا نتاج لاختلال في الأمن الفکري لدى تلک الجماعات، والأمن الفکري مرتبط بالعقل الذي يعد مناط التکليف فهو بمنزلة الأداة التي يتم من خلالها الاختيار بين المتناقضات و يتمثل مفهوم الأمن الفکري اختصارﹰا في ضمان عام يقرره المجتمع من خلال تحقيق أمنه الفکري والوصول لنتيجة مهمة مؤداها أن منظومته الفکرية ونظامه الأخلاقي الذي يرتب العلاقات بين أفراده ليس في موضع تهديد من أحد وبأي شکل من الأشکال.

ويعرف الأمن الفکري بأنه: النشاط والتدابير المشترکة بين الدولة والمجتمع لتجنب الأفراد والجماعات شوائب عقدية أو فکرية أو نفسية تکون سببا في انحراف السلوک والأفکار والأخلاق عن جادة الصواب أو سبباً للإيقاع في المهالک.(زيد بن زايد أحمد الحارثي ،2008، 64)

ويعرفه المالکى  بأنه: سلامة فکر الإنسان من الانحراف أو الخروج عن الوسطية والاعتدال في فهمه للأمور الدينية والسياسية والاجتماعية مما يؤدي إلى حفظ النظام العام وتحقيق الأمن والطمأنينة والاستقرار فـي الحيـاة السياسية والاجتماعيـة والاقتصادية وغيرها من مقومات الأمن الوطني .(عبد الحفيظ عبد الله المالکي ، 2009، 49). 

وعرفه (مروان الصقعبي ، 2009 : 7) بأنه "القدرة أو المحافظة على سلامة الأفکار والمعتقدات الصحيحة لدى الأفراد مع تزويدهم بأدوات البحث والمعرفة ، وبيان طريق التفکير الصحيح ، ويکمل هذا مسلک الأدب والتربية وحسن الاتصال: . 

کما عرفته (أمل محمد نور ، 2008 : 48) بأنه : حماية عقول أفراد المجتمع من کل فکر شائب ومعتقد خاطئ ، يتعارض مع العقيدة التي يدين بها المجتمع ، وبذل الجهود من کل مؤسسات المجتمع لتحقيق هذه الحماية . 

ويتضح مما سبق ذکره من قبل العديد من الدارسين والباحثين حول مفهوم الأمن الفکري أنه يدور حول حماية العقل البشرى  وتأمينه ضد أي نوع من الانحراف والخروج عن الوسطية والاعتدال في فهم کثير من الأمور الدينية والسياسية.

وتنبع أهمية الأمن الفکري من ارتباطه الوثيق بصور الأمن الأخرى، ومن علاقته الوظيفية بها، حيث إن الاختلال في الأمن الفکري سيؤدي إلى اختلال في جوانب الأمن الأخرى دون استثناء، وينتج عنه انحرافات سلوکية تهدد الأمـن والاستقرار، ومن أبرز تلک الانحرافات ارتکاب الجريمة بصورها المختلفة التي يأتي في مقدمتها الإرهاب والعنف، مما يؤکد أن الأمن الفکري من أهم مقومات تحقيق الأمن في عمومه، وبه تتحقق الحماية للمکتسبات الوطنية. (زيد بن زايد أحمد الحارثي ،2008 ،64)

ولقد عملت الدول المتقدمة والمتطورة على دمج مفاهيم الأمن الفکرى ضمن المناهج الدراسية وذلک من أجل التحصين الفکرى والأخلاقى والعقائدى ،والذى يعتبر مطلباً ضرورياً للاستقرار والأمن الاجتماعى، وضمانة للمجتمع ضد قيم التطرف الفکرى لتأکيده على قيم الوسطية والاعتدال والتسامح ونبذ العنف ،ومن أهم الامور المتعلقة بهذه التوجهات المعاصرة هو تفعيل الإعلام التربوى  فى تعزيز الأمن الفکرى، من خلال توعية الطلبة وتثقيفهم ،وتدريبهم على مهارات الحياة.

فالإعلام فى عصرنا هذا أصبح ظاهرة لها مکانتها تحسب الأمة حسابها ، ولها دور کبير فى بناء العلاقات الاجتماعية بين الأفراد والمجتمعات .(Berger, 2012, 20) لما له من دور بارز فى توطيد العلاقات فى المجتمع والحفاظ على أمنه الفکرى ،کما يعتبر أيضاً الإعلام فى المجتمع الحديث کمعلم لنقل الثقافة والمحافظة على المجتمع وقيمة وتماسکه وبقائه ، وهو من أخطر أجهزة الاتصال فى العالم المعاصر،ويعد النشاط الإعلامى وسيلة للتفاهم والإطلاع ،وأداة للتفکير تصل الفرد بمجتمعة والعالم من حوله. (حسان بصفر وطارق عامر ، 2011، 56-59)

واعتبر سکريت (Scarratt,2007,2) ان الاعلام التربوى "شکل من اشکال التعليم يعتمد على وسائل الاعلام وهو عبارة عن مجموعة من ادوات الاتصال الحديثة يمکن من خلالها نقل المعلومات للطلبة ومناقشتها ومشارکتها ،وبإمکانها تحسين وتطوير القدرات والمهارات التعليمية للطلبة"

وأکد فيستش وليمش وآخرون ، على وجود دور کبير للإعلام التربوى فى تعزيز الأمن الفکرى، والمتمثل بالأساس فى نشر العلم والمعرفة ومحاربة الجهل والأمية، وتعزيز مهارات الناشئة، وتوجيههم وتوعيتهم.

(رافع العنزى ،2019 ، 6)

ويستند الإعلام التربوى فى تعزيز الأمن الفکرى إلى مجموعة من المبادئ منها إبراز الهوية الحضارية العربية والتعرف بها وتنميتها والمحافظة عليها وتقديم الصورة الصحيحة للرأى العام العالمى عن العرب وتاريخهم وثقافتهم، التأکيد على الثوابت فى مسيرة الامة العربية کوحدتها ووحدة مصالحها ومصيرها و نبذ الخلافات والصراعات والتحصن بالقيم والتراث الروحى والعلمى، إغناء شخصية المواطن العربى فى إطار متوازن من الاصالة والمعاصرة باعتبارها قضية محورية فى ظل العالم المفتوح.،تحقيق وحدة وتکامل العمل الإعلامى القومى لتعميق التضامن بين مختلف اطياف المجتمع، تکوين القدرة على قراءة الاتصال وتحليله وتقويمه وإنتاجه. فالوعى الإعلامى لا يقتصر على جانب النقد والتلقى فقط بل يجب أن يتعدى ذلک إلى المشارکة الواعية والهادفة لإنتاج المحتوى الإعلامى ،التصدى للأفکار الخارجية الهدامة، تصحيح المفاهيم الاجتماعية الخاطئة، محاربة الشائعات ،وتعليم الطلاب کيفية تقويم الصور الإعلامية التى تحيط بهم لکى يتزودوا بالوسائل لاتخاذ خيارات مسئولة عما يرونه أو يسمعونه.

(إسماعيل عبد الفتاح ،2011، 12:18).

ومع زيادة العوامل المؤدية إلى الإخلال بالأمن الفکري، وفي مقدمتها حروب الجيل الرابع وحروب الجيل الخامس والتى تستخدم العديد من  الأدوات التى تلجأ إليها تلک الحرب منها: الإرهاب والتظاهرات بحجة السلمية، الاعتداءات على منشآت عامة وخاصة، التمويل غير المباشر لإنشاء قاعدة إرهابية غير وطنية داخل الدولة بحجج دينية أو عرقية، للتهيئة لحرب نفسية من خلال الإعلام والتلاعب اللفظي، استخدام محطات فضائية تعمل على تزوير الحقائق والصور، ونشر الشائعات والأخبار الکاذبة واستخدام وسائل الإعلام التقليدية والحديثة ومن بينها مواقع التواصل الاجتماعي  Facebookو twitter.

يأتى دور الإعلام والذى أصبح يلعب دورًا بارزًا في تنمية شباب المجتمع وتشکيل وعيه، وقد تعززت أهمية الإعلام وتأثيره في المجتمع نتيجة التطور التکنولوجي المتسارع الذي أحدث نقلة في وسائل الاتصال، وأصبح الإعلام القوة الأکثر تأثيرًا في حياة الشباب والمجتمع بشکل عام، ومن هنا يأتي دور وسائل الاعلام التربوى في مواجهة التطرف الفکري، والحاجة الماسة إلى توظيف الإعلام التربوى للتوعية بالأمن الفکرى وحماية عقول الناشئة من أى فکر منحرف وإکسابهم المها ارت والقد ارت لتجنب کل ما قد يؤثر على سلامة البناء الفکري، الأخلاقي والسلوکي للأفراد  ويدعم استقرار  المجتمع ،على اعتبار الاعلام التربوى  آلية لرفع معايير الذوق والجودة، والحفاظ على الهوية وتعزيز قيم المواطنة.

فقد اتفقت العديد من الدارسات السابقة، والتي أشارت إلى أن هناک تقارب بين کل من أدوات حروب الجيل الاربع والخامس، مثل دارسة (نبيل فاروق ، 2016)، (نسرين حسام الدين، 2016)، و(غادة عبد الفتاح ، 2019)، و(شادي عبد الوهاب، 2017) ، أن الأدوات تشتمل على کل مما يأتي: شبکة الانترنت: الشبکة العنکبوتية وظهرت أهميتها ، مع بدء استخدام مواقع التواصل الاجتماعي الرقمي، التي يتبادل مشترکوها المعلومات والأفکار ، ونشرها بسهولة وخاصة بعد انتشار، البرامج القادرة على الخداع والمونتاج والتزييف، و تسجيل المحادثات والتلاعب بالوسائل السمعية والبصرية، التي تسعى لقلب الرأى العام ، مواقع التواصل الاجتماعي الرقمية: حيث أنها تحولت من کونها، أدوات للتواصل والترفية وإدارة الحوار إلى أدوات ، تعتمد عليها التنظيمات الإرهابية المسلحة والمتطرفة، وتستخدمها في تضليل عقول المستخدمين ، وخاصة الشباب لتجنيدهم وتهديد الأمن القومي مستغلة عدم معرفتهم، وتأکدهم من صحة ما يعرض عليها من معلومات ، لسهولة استخدامها وقلة تکلفتها، ووسيلة تسمح بحرية التعبير مثل الفيس بوک و غيرها من المواقع، وسائل الإعلام: أقوى الأسلحة وخاصة بعد أن تطورت وسائله، وتعددت من نشر الصحف إلى استخدام مواقع لنشر المعلومات عبر وسائل الاتصال الرقمية، عبر شبکة الانترنت لنشر المعلومات في مختلف المجالات.

ومن هنا تتضح أهمية دور الإعلام التربوى فى  توعية الطلاب خاصة الجامعات ،بالاستخدام الأمثل لمواقع التواصل الاجتماعي الرقمية ، وتنمية التفکير الناقد لديهم، وعدم الانسياق وراء الدعوات الهدامة، التي تضر باستقرار المجتمع، و أهمية تفعيل الأمن الفکري لدى طلبة التعليم الجامعي.

ومن الدراسات السابقة فى مجال الدراسة الحالية دراسة ليلى فلاح سليم (2020): هدفت الدراسة إلى الکشف عن فاعلية برنامج تدريبى مقترح لتنمية مهارات تعليم قيم الأمن الفکرى لدى طالبات برنامج الإعداد التربوى بجامعة تبوک والاتجاه نحو تعزيز تعليم تلک القيم ، وقد أسفرت النتائج عن وجود حجم أثر کبير فى الاختبار التحصيلى وبطاقة الملاحظة ومقياس الاتجاه، مما يدل على فاعلية البرنامج فى تنمية المهارات والاتجاه نحو تعزيز تعلمها .

دراسة رافع برد العنزى (2019) والتى هدفت إلى التعرف على فاعلية الإعلام التربوى فى تعزيز الأمن الفکرى لدى طلبة المرحلة الثانوية فى المملکة العربية السعودية من وجهة نظر مديرى المدارس ومعلميها وطلبتها، واستخدمت الدراسة  المنهج الوصفى المسحى ، کما تم استخدام الإستبانه کأداة للدراسة . وأوصت الدراسة بضرورة وجود خطة تربوية تهدف إلى محاربة الشائعات وکشف غاياتها ،وتوعيه المجتمع تجاه التيارات الفکرية المنحرفة وترسيخ ثقافة العمل التطوعى .

ودراسة رشا عبد الرحيم مزروع( 2018) والتى هدفت إلى معرفة أثر الملصق الإرشادى کأحد وسائل الإعلام التربوى فى تعزيز الأمن الفکرى لدى طلاب المرحلة الثانوية وقد اعتمدت الدراسة على المنهج التجريبى، وظهرت النتائج ارتفاع قدرة الملصق الارشادى على معالجة مظاهر اختراق الأمن الفکرى.

دراسة Yazal M (2018) : هدفت الدراسة إلى التعرف على دور الإعلام التربوى فى تعزيز الأمن الفکرى لدى طلبة المدارس فى ترکيا، ولتحقيق هدف الدراسة تم استخدام المنهج  الوصفى المسحى ، والإستبانة کأداة للدراسة ، وأظهرت نتائج الدراسة أن دور الإعلام التربوى فى تعزيز الأمن الفکرى لدى طلبة مدارس ترکيا جاء بدرجة متوسطة ووجود حاجة لتفعيل الصحافة المدرسية فى تعزيز الأمن الفکرى، ووجود حاجة لتدريب مسئولى الإعلام التربوى فى المؤسسات التربوية على تعزيز الأمن الفکرى.

ودراسة حسن محمد على خليل (2016) والتى هدفت إلى تحديد قائمة بدور الإعلام التربوى الحالى والمأمول ومعوقاته فى تحقيق الامن الفکرى لطلاب المرحلة الثانوية من وجهة نظر مشرفى  النشاط الإعلامى بعينة من مدارس التعليم الثانوى العام فى المملکة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية وقد استخدمت الدراسة المنهج المقارن وأوصت الدراسة بضرورة بناء استراتيجية إعلامية ذات أهداف واضحة ومحددة انشر ثقافة الامن الفکرى لدى طلاب المرحلة الثانوية، تعتمد فى تنفيذها على تحقيق التنوع والتکامل فى استخدامات منظومة أنشطة الإعلام التربوى فى المدارس.

دراسة حسين الدليمى(2015) والتى هدفت إلى التعرف على دور الإعلام التربوى فى تعزيز الامن الفکرى عند الشباب وقد استخدمت الدراسة المنهج الوصفى التحليلى وأظهرت نتائج الدراسة وجود أثر فاعل للإعلام التربوى فى تدعيم الأمن الفکرى ،من خلال محاربة الشائعات وتعرية الأفکار المتطرفة الهدامة، کما أن له دور مباشر فى توجيه طاقات الشباب، ومساعدتهم على التفکير الإيجابى الأمر الذى يقيهم من الغزو الفکرى، ويقظ الأمن الفکرى على مستوى المجتمع .

دراسة زيد زايد الحارثى (2009) والتى هدفت إلى  التعرف على درجة أهمية إسهام الإعلام التربوي في تحقيق الأمن الفکري لدى طلاب المرحلة الثانوية بمدينة مکة المکرمة ، واستخدمت الدراسة المنهج الوصفي، وأوصت الدراسة بضرورة تعويد الطلاب على أسلوب الحوار والمناقشة في حل الخلافات والتعاون مع رجال الأمن في نشر الثقافة الأمنية لدى الطلاب من خلال الأنشطة المدرسية وضرورة بناء برامج إعلامية مدرسية لمواجهة الأفکار المنحرفة.

من خلال استعراض الدراسات والبحوث السابقة يتضح ما يلى:

- تناولت بعض الدراسات دور الإعلام التربوى (التربية الإعلامية)فى تعزيز الامن الفکرى وعلاقته بالأمن الفکرى کما فى دراسة: (ليلى فلاح سليم،2020) (رافع برد قاعد العنزى ،2019) (رشا عبد الرحيم مزروع، 2018)(حسن محمد على خليل ،2016)، (حسينالدليمى،2016)،(زيد بن زايد الحارثى ،2009)

-   ومنها من قام بوضع رؤية تربوية  للإعلام التربوى للخروج من مأزق التطرف الفکري مثل دراسة (حسن محمد على خليل ،2016) .

أوصت بعض الدراسات بضرورة توظيف الإعلام التربوى للتوعية بالأمن الفکرى کما فى دراسة (رافع برد قاعد العنزى ،2019) (Yazal M, 2018) (حسن محمد على خليل،2016)، (زيد بن زايد الحارثى ،2009)

فروض الدراسة:

1- " توجد فروق ذات دلالة إحصائية  بين متوسطي درجات طلاب المجموعتين (الضابطة والتجريبية) في التطبيق البعدي لاختبار تحصيل الجانب المعرفى للأمن الفکرى لصالح المجموعة التجريبية ".

2- توجد فروق ذات دلالة احصائية بين متوسطات درجات طلاب المجموعة التجريبية في التطبيقين (القبلي والبعدي) لاختبار تحصيل الجانب المعرفى للأمن الفکرى لصالح التطبيق البعدي.

3- " توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطي درجات طلاب المجموعتين (الضابطة والتجريبية) في التطبيق البعدي لاستمارة تقييم الأداء الجانب المهارى لصالح المجموعة التجريبية " .

4- توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطي درجات طلاب المجموعة التجريبية في التطبيقين (القبلي والبعدي) لاستمارة تقييم الأداء(الجانب المهارى للأمن الفکرى) لصالح التطبيق البعدي .

منهج الدراسة وإجراءاتها :

- منهج الدراسة :استخدمت الباحثة المنهج شبه التجريبى الذي تمثل في تصميم المجموعات المتکافئة لاستخدام برنامج الإعلام التربوي القائم على الويب في تنمية بعض مهارات الأمن الفکرى لدي طلاب الفرقة الرابعة شعبة إعلام تربوى بکلية التربية النوعية جامعة المنصورة، عن طريق تقسيم مجموعة البحث إلى مجموعتين:مجموعة تجريبية تم التدريس لها باستخدام برنامج الإعلام التربوى القائم على الويب ،ومجموعة ضابطة لم تتلقى أى مادة تدريسية

- عينة الدراسة:تکونت عينة الدراسة من عينه طبقيه  تم اختيارها بصورة عشوائية قوامها (70)طالباً وطالبة من طلاب قسم الإعلام التربوى بکلية التربية النوعية –جامعة المنصورة تم تقسيمهم إلى مجموعتين تجربية قوامها (35)وضابطة .

أدوات الدراسة :

تکونت أدوات الدراسة من برنامج للإعلام التربوى قائم على الويب لتنمية الامن الفکرى من إعداد الباحثة.،اختبار تحصيل الجانب المعرفي للأمن الفکرى من إعداد الباحثة لقياس نواتج التعلم المستهدفة والتي تتمثل في المعارف والمفاهيم والمهارات العقلية المعرفية للأمن الفکرى وتم تحديد المستويات المعرفية المتضمنة في اختبار تحصيل الجانب المعرفي للأمن الفکرى، وهذه المستويات تتمثل في: (التذکر، والفهم، والتطبيق) وقد تکون الاختبار من (35) سؤال (25سؤال اختيار من متعدد و10أسئلةصح وخطأ)،واستمارة تقييم الأداء للجانب المهارى للأمن الفکرى من إعداد الباحثة لقياس مستوي أداء مهارات توظيف الفنون الصحفية للتوعية بالأمن الفکرى وهدفت الاستمارة إلى قياس أثر استخدام برنامج للإعلام التربوي المقترح القائم على الويب في تنمية مستوى أداء أفراد مجموعة التجريبية  لمهارات توظيف الفنون الصحفية للتوعية بالأمن الفکري؛ من خلال تقييم مستوى أداء وإتقان العينة لتلک المهارات

مراحل التصميم التعليمى لبرنامج الإعلام التربوي القائم على الويب لتنمية الأمن الفکرى  :

أولاً: مرحلة التحليل والتصميم :

    تم إعداد قائمة بمعايير تصميم برنامج الإعلام التربوي القائم على الرحلات المعرفية عبر الويب؛ وذلک بعد الاطلاع على عدة دراسات خاصة بإعداد قائمة معايير تصميم برنامج الإعلام التربوي القائم على الويب لتنمية  الامن الفکرى وتم التوصل إلى قائمة معايير مبدئية تم عرضها على السادة المحکمين،

ثانياً: مرحلة الإنتاج :

إنتاج برنامج الإعلام التربوي القائم على الويب  لتنمية الأمن الفکرى وإخراجه وإنتاج فيدوهات تعليمية :

قامت الباحثة بإعداد البرنامج فى صورته الأولية واحتوى البرنامج على عدد من مخططات لرحلات معرفية فى صورتها المبسطة؛ حيث تم وضع الأهداف العامة للرحلات المعرفية المتضمنة ببرنامج الإعلام التربوي، والأهداف الخاصة بکل رحلة على حده؛ بالإضافة إلى وضع تعليمات وإرشادات لکيفية التعامل مع البرنامج التفاعلى وکيفية التنقل بين الشاشات، واستخدمت الصور والأصوات والرسوم المتحرکة والفيديوهات التعليمية لکل مشاهدة .

ربط البرنامج بأدوات التفاعل داخل برنامج الإعلام التربوي (وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة) : رُبِطت المهام التعليمية بأدوات وأنشطة وتدريبات تفاعلية يختار الطالب الإجابة الصحيحة ويقوم بأداء تلک الأنشطة التفاعلية، وقد تم تقديم التغذية الراجعة بظهور رسالة مکتوبة ومسموعة علي الشاشة تطلب منه المحاولة مرة أخري؛ بحيث يستطيع الطالب الانتقال للسؤال الذي يليه بالتدريبات إلا إذا عرف الإجابة الصحيحة، بينما يتم تقديم الإجابة الصحيحة في أسئلة النشاط، ولا ينتقل الطالب من خطوة إلي الخطوة التي تليها في النشاط إلا وقد أدي الخطوة السابقة.وقد استخدمت الباحثة إستراتيجية الويب کويست أحدى إستراتيجيات التعلم القائم على الويب فى تصميم البرنامج وقد تم تقسيم محتوى البرنامج إلى ثمان رحلات معرفية لايستطيع الطالب الانتقال من رحلة إلى أخرى إلابعد اجتياز اختبار والحصول على 70% لکى يستطيع الانتقال إلى الرحلة الأخرى .

نتائج الدراسة:

أسفرت نتائج الدراسة عن التالى:

أولاً: النتائج الخاصة بالاختبار التحصيلى للجانب المعرفى للأمن الفکرى:

تم اختبار صحة الفرض الأول الذي ينص علي :

" توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطي درجات طلاب المجموعتين (الضابطة والتجريبية) في التطبيق البعدي لاختبار تحصيل الجانب المعرفى (مستوى التذکر-الفهم –التطبيق) للأمن الفکرى لصالح المجموعة التجريبية " .

وللتحقق من صحة هذا الفرض استخدمت الباحثة اختبار "ت" لمجموعتين غير مرتبطتين؛ لبحث دلالة الفروق بين متوسطي درجات کل من المجموعتين التجريبية والضابطة في مستويات اختبار تحصيل الجانب المعرفى للأمن الفکرى والدرجة الکلية بعدياً، والجدول التالى يوضح تلک النتائج :

جدول (1)

قيمة  اختبار "ت" ودلالتها الإحصائية للفروق بين متوسطي درجات کل من المجموعتين (التجريبية والضابطة) في اختبار تحصيل الجانب المعرفى للأمن الفکرى والدرجة
الکلية بعدياً

المستويات الرئيسة للاختبار

مجموعتا الدراسة

ن

م

ع

" ت "

مستوى الدلالة

تذکر

تجريبية

35

13.17

3.16

13.15

0.01

 

ضابطة

35

5.11

1.78

 

 

فهم

تجريبية

35

7.37

2.17

10.38

0.01

 

ضابطة

35

2.37

1.85

 

 

تطبيق

تجريبية

35

4.46

1.58

8.36

0.01

 

ضابطة

35

1.74

1.09

 

 

الاختبار

تجريبية

35

25

4.81

16.42

0.01

ککل

ضابطة

35

9.23

3.02

 

 

يتضح من الجدول رقم (1) وجود فروق ذو دلالة إحصائية بين متوسطي درجات المجموعة التجريبية والمجموعة الضابطة في المستويات المتضمنة بالاختبار والدرجة الکلية للاختبار؛ حيث جاءت جميع " ت" أکبر من القيمة الجدولية حيث "ت" الجدولية عند مستوي (0.01) مما يدل علي تفوق المجموعة التجريبية علي المجموعة الضابطة في اختبار تحصيل الجانب المعرفى للأمن الفکرى .

وفي ضوء تلک النتيجة، يمکن قبول الفرض الأول من فروض البحث وهو :

"توجد فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى دلالة 0.01 بين متوسطي درجات طلاب المجموعتين (الضابطة والتجريبية) في التطبيق البعدي لاختبار تحصيل الجانب المعرفى(مستوى التذکر-الفهم –التطبيق) للأمن الفکرى لصالح المجموعة التجريبية " .

 

الفرض الثانى والذي ينص علي :

توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطي درجات طلاب المجموعة التجريبية في التطبيقين (القبلي والبعدي) لاختبار تحصيل الجانب المعرفى للأمن الفکرى لصالح التطبيق البعدي .

       استخدمت الباحثة اختبار "ت" للمجموعات المرتبطة لبحث دلالة الفروق بين متوسطي درجات کل من التطبيقين (القبلي والبعدي) للمجموعة التجريبية في المستويات الرئيسة لاختبار تحصيل الجانب المعرفى للأمن الفکرى والدرجة الکلية، والجدول التالى يوضح تلک النتائج :

جدول (2)

قيمة "ت" ودلالتها الإحصائية للفروق بين متوسطي درجات کل من التطبيقين (القبلي والبعدي) للمجموعة التجريبية في المستويات الرئيسة لاختبار تحصيل الجانب المعرفى للأمن الفکرى والدرجة الکلية

المستويات الرئيسة للاختبار

القياس

ن

م

ع

" ت "

مستوى الدلالة

تذکر

بعدى

35

13.17

3.16

13.51

0.01

 

قبلى

35

5.31

1.86

 

 

فهم

بعدى

35

7.37

2.17

10.54

0.01

 

قبلى

35

2.31

1.55

 

 

تطبيق

بعدى

35

4.46

1.58

8.59

0.01

 

قبلى

35

1.63

1.06

 

 

الاختبار

بعدى

35

25

4.81

15.93

0.01

ککل

قبلى

35

9.26

2.59

 

 

يتضح من الجدول رقم (2) وجود فروق ذو دلالة إحصائية بين متوسطي درجات التطبيقين (القبلي والبعدي) في المجموعة التجريبية في المستويات الرئيسة لاختبار تحصيل الجانب المعرفى للأمن الفکرى والدرجة الکلية للاختبار؛ حيث جاءت جميع قيم "ت" أکبر من القيمة الجدولية حيث "ت" الجدولية عند مستوي(0.01) مما يعني حدوث نمو في اختبار تحصيل الجانب المعرفى للأمن الفکرى بمستوياته الرئيسة لدي المجموعة التجريبية .

وفي ضوء تلک النتائج، يمکن قبول الفرض الثاني من فروض البحث وهو :

توجد فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى 0.01 بين متوسطي درجات طلاب المجموعة التجريبية في التطبيقين (القبلي والبعدي) لاختبار تحصيل الجانب المعرفى للأمن الفکرى لصالح التطبيق البعدي .

فعالية المعالجة التجريبية في تنمية تحصيل الجانب المعرفى للأمن الفکرى (حجم التأثير):  لتحديد فعالية المعالجة التجريبية في تنمية تحصيل الجانب المعرفى للأمن الفکرى؛ قامت الباحثة باستخدام معادلة (h2) لتحديد حجم تأثير المعالجة في تنمية کل مستوي رئيسي من مستويات تحصيل الجانب المعرفى للأمن الفکرى، وکذلک الدرجة الکلية اعتماداً علي قيمة "ت" المحسوبة عند تحديد دلالة الفروق بين التطبيقين (القبلي والبعدي) للمجموعة التجريبية، والجدول التالى يوضح ذلک : 

جدول (3)

قيمة (h2) وحجم تأثير المعالجة التجريبية في تنمية المستويات الرئيسة لاختبار تحصيل الجانب المعرفى للأمن الفکرى والدرجة الکلية

المستويات الرئيسة للاختبار

" ت "

h2 

تذکر

13.51

0.84

فهم

10.54

0.77

تطبيق

8.59

0.68

الاختبار ککل

15.93

0.88

يتضح من الجدول رقم (3) أن قيم h2 تراوحت بين (0.68 ، 0.84) للمستويات الرئيسة للاختبار لاختبار تحصيل الجانب المعرفى للأمن الفکرى ، وبلغت قيمتها (0.88) للدرجة الکلية؛ مما يعني أن المعالجة التجريبية تسهم في التباين الحادث في المستويات الرئيسة للاختبار لاختبار تحصيل الجانب المعرفى للأمن الفکرى بنسبة 88% ، مما يدل علي فعالية المعالجة التجريبية في تنمية المستويات الرئيسة للاختبار لاختبار تحصيل الجانب المعرفى للأمن الفکرى لدي المجموعة التجريبية .وهذا يشير إلى أن برنامج الإعلام التربوى القائم على الويب لتنمية الأمن الفکرى له تأثير کبير فى تنمية تحصيل طلاب الإعلام التربوى بکلية التربية النوعية جامعة المنصورة.

مما يشير إلى أن هذه الفروق ترجع إلى أثر برنامج للإعلام التربوى القائم على الويب فى زيادة التحصيل المعرفى  للأمن الفکرى لدى طلاب المرحلة الجامعية.

الفرض الثالث:

تم اختبار صحة الفرض الثالث الذي ينص علي :

والذى ينص على " توجد فروق ذو دلالة إحصائية بين متوسطي درجات طلاب المجموعتين (الضابطة والتجريبية) في التطبيق البعدي لاستمارة تقييم الأداء لصالح المجموعة التجريبية " .

استخدمت الباحثة اختبار" ت" لمجموعتين غير مرتبطتين؛ لبحث دلالة الفروق بين متوسطي درجات کل من المجموعتين (التجريبية والضابطة) في مهارات استمارة تقييم الأداء والدرجة الکلية بعدياً، والجدول (4) يوضح تلک النتائج :


جدول (4)

قيمة اختبار "ت" ودلالتها الإحصائية للفروق بين متوسطي درجات کل من المجموعتين (التجريبية والضابطة) في استمارة تقييم الأداء والدرجة الکلية بعدياً

المهارات الرئيسة

مجموعتا الدراسة

ن

م

ع

ت

مستوى الدلالة

التحقيق

تجريبية

35

21.69

5.54

9.81

0.01

الصحفى الإلکترونى

ضابطة

35

11.57

2.56

 

 

الحديث

تجريبية

35

17.14

3.76

9.69

0.01

الصحفى الإلکترونى

ضابطة

35

8.80

3.44

 

 

المطوية

تجريبية

35

18.94

5.04

8.21

0.01

 

ضابطة

35

10.74

3.08

 

 

الملصق

تجريبية

35

21.34

6.93

10.23

0.01

الإعلامى

ضابطة

35

8.80

2.15

 

 

المقال

تجريبية

35

9.23

2.71

9.22

0.01

الصحفى

ضابطة

35

4.49

1.38

 

 

صحيفة

تجريبية

35

22.77

6.56

6.77

0.01

الحائط

ضابطة

35

14.66

2.70

 

 

صحيفة

تجريبية

35

20.54

4.72

7.81

0.01

الربع ساعة

ضابطة

35

13.66

2.21

 

 

البطاقة

تجريبية

35

131.66

22.18

15.07

0.01

ککل

ضابطة

35

72.71

6.58

 

 

يتضح من الجدول رقم (4) وجود فروق ذو دلالة إحصائية بين متوسطي درجات المجموعة التجريبية والمجموعة الضابطة في المهارات المتضمنة باستمارة تقييم الأداء والدرجة الکلية للاستمارة؛ حيث جاءت جميع "ت" أکبر من القيمة الجدولية حيث "ت" الجدولية عند مستوي (0.01) ؛ مما يدل علي تفوق المجموعة التجريبية علي المجموعة الضابطة في استمارة تقييم الأداء. ويوضح الشکل التالي التمثيل البياني للفروق بين متوسطات درجات طلاب المجموعتين (التجريبية والضابطة) في التطبيق البعدي لاستمارة تقييم الأداء ککل وفي مهاراته الرئيسة :

وفي ضوء تلک النتيجة، يمکن قبول الفرض الثالث من فروض البحث وهو:

توجد فروق ذو دلالة إحصائية عند مستوي دلالة 0.01 بين متوسطي درجات طلاب المجموعتين (الضابطة والتجريبية) في التطبيق البعدي لاستمارة تقييم الأداء لصالح المجموعة التجريبية


الفرض الرابع والذي ينص علي :

توجد فروق ذو دلالة إحصائية بين متوسطي درجات طلاب المجموعة التجريبية في التطبيقين (القبلي والبعدي) لاستمارة تقييم الأداء لصالح التطبيق البعدي .

استخدمت الباحثة معادلة "ت" للمجموعات المرتبطة لبحث دلالة الفروق بين متوسطي درجات کل من التطبيقين (القبلي والبعدي) للمجموعة التجريبية في المهارات الرئيسة لاستمارة تقييم الأداء والدرجة الکلية، والجدول (5) يوضح تلک النتائج :

جدول (5)

قيمة "ت" ودلالتها الإحصائية للفروق بين متوسطي درجات کل من التطبيقين (القبلي والبعدي) للمجموعة التجريبية في المهارات الرئيسة لاستمارة تقييم الأداء والدرجة الکلية

المهارات الرئيسة

القياس

ن

م

ع

ت

مستوى الدلالة

التحقيق

بعدى

35

21.69

5.54

10.45

0.01

الصحفى الإلکترونى

قبلى

35

11.60

1.59

 

 

الحديث

بعدى

35

17.14

3.76

10.84

0.01

الصحفى الإلکترونى

قبلى

35

8.91

1.95

 

 

المطوية

بعدى

35

18.94

5.04

8.57

0.01

 

قبلى

35

10.60

2.12

 

 

الملصق

بعدى

35

21.34

6.93

10.93

0.01

الإعلامى

قبلى

35

8.80

3.02

 

 

المقال

بعدى

35

9.23

2.71

10.08

0.01

الصحفى

قبلى

35

4.34

0.97

 

 

صحيفة

بعدى

35

22.77

6.56

7.33

0.01

الحائط

قبلى

35

14.63

1.31

 

 

صحيفة

بعدى

35

20.54

4.72

7.88

0.01

الربع ساعة

قبلى

35

13.69

1.53

 

 

البطاقة

بعدى

35

131.66

22.18

16.30

0.01

ککل

قبلى

35

72.57

5.33

 

 

يتضح من الجدول رقم (5) وجود فروق ذو دلالة إحصائية بين متوسطي درجات التطبيقين (القبلي والبعدي) في المجموعة التجريبية في المهارات الرئيسة لاستمارة تقييم الأداء والدرجة الکلية للاستمارة؛ حيث جاءت جميع قيم "ت" أکبر من القيمة الجدولية حيث "ت" الجدولية عند مستوي (0.01) مما يعني حدوث نمو في استمارة تقييم الأداء بمهاراته الرئيسة لدي المجموعة التجريبية .

وفي ضوء تلک النتائج، يمکن قبول الفرض الرابع من فروض البحث وهو:

توجد فروق ذو دلالة إحصائية عند مستوي (0.01) بين متوسطي درجات طلاب المجموعة التجريبية في التطبيقين (القبلي والبعدي) لاستمارة تقييم الأداء لصالح التطبيق البعدي .

فعالية المعالجة التجريبية في تنمية مهارات الأمن الفکرى  (حجم التأثير) :    

لتحديد فعالية المعالجة التجريبية في تنمية مهارات الأمن الفکرى؛ قامت الباحثة باستخدام معادلة (h2) لتحديد حجم تأثير المعالجة في تنمية کل مهارة رئيسة من مهارات الأمن الفکرى، وکذلک الدرجة الکلية اعتماداً علي قيمة "ت" المحسوبة عند تحديد دلالة الفروق بين التطبيقين (القبلي والبعدي) للمجموعة التجريبية، والجدول(6) يوضح ذلک :

جدول(6)

قيمة (h2) وحجم تأثير المعالجة التجريبية في تنمية المهارات الرئيسة للأمن الفکرى  والدرجة الکلية

المهارات الرئيسة

قيم " ت "

h2 

التحقيق الصحف الإلکترونى

10.45

0.76

الحديث الصحفى الإلکترونى

10.84

0.78

المطوية

8.57

0.68

الملصق الإعلامى

10.93

0.78

المقال الصحفى

10.08

0.75

صحيفة الحائط

7.33

0.61

صحيفة الربع ساعة

7.88

0.65

البطاقة ککل

16.30

0.89

يتضح من الجدول رقم (6) أن قيم h2 تراوحت بين (0.61 ، 0.78) للمهارات الرئيسة لاستمارة تقييم الأداء ، وبلغت قيمتها (0.89) للدرجة الکلية؛ مما يعني أن المعالجة التجريبية تسهم في التباين الحادث في المهارات الرئيسة لاستمارة تقييم الأداء بنسبة 89% ، مما يدل علي فعالية المعالجة التجريبية في تنمية المهارات الرئيسة للأمن الفکرى لدي المجموعة التجريبية  ،وهذا يشيرإلى أن برنامج الإعلام التربوى القائم على الويب لتنمية الأمن الفکرى کان له أثر کبير فى تنمية  مهارات توظيف الفنون الصحفية للتوعية بالأمن الفکرى لطلاب شعبة الإعلام التربوى بکلية التربية النوعية بالمنصورة .

 

نتائج الدراسة :

1- وجود فروق ذو دلالة إحصائية عند مستوي دلالة 0.01 بين متوسطي درجات طلاب المجموعتين (الضابطة والتجريبية) في التطبيق البعدي لاختبار تحصيل الجانب المعرفى للأمن الفکرى لصالح المجموعة التجريبية .

2- وجود فروق ذو دلالة إحصائية بين متوسطي درجات طلاب المجموعة التجريبية في التطبيقين (القبلي والبعدي) لاختبار تحصيل الجانب المعرفى للأمن الفکرى لصالح التطبيق البعدي .  

3-وجود فروق ذو دلالة إحصائية عند مستوي دلالة 0.01 بين متوسطي درجات طلاب المجموعتين (الضابطة والتجريبية) في التطبيق البعدي لاستمارة تقييم الأداء لصالح المجموعة التجريبية " .

4-وجود فروق ذو دلالة إحصائية بين متوسطي درجات طلاب المجموعة التجريبية في التطبيقين (القبلي والبعدي) لاستمارة تقييم الأداء لصالح التطبيق البعدي .

5- يوجد أثر دال ايجابى للبرنامج فى تنمية الأمن الفکرى لدى طلاب المجموعة التجريبية حيث بلغت قيمة h20.89 فى الدرجة الکلية لاستمارة تقييم الأداء و0.88 فى الاختبار التحصيلى للأمن الفکرى

ويمکن إرجاع هذه النتيجة فى الدراسة الحالية إلى عدة أسباب:

1- اکتساب الطلاب للمهارات اللازمة لتوظيف الفنون الصحفية للتوعية بالأمن الفکرى من خلال البرنامج.

2-إن تنظيم وتنوع الأنشطة داخل الموقع من العوامل التى ساعدت على زيادة أداء وإتقان مهارات الطلاب.

3- السماح بعملية تکرار الأداء حتى التمکن أدى إلى إتقان طـلاب المجموعة التجريبية للمهارات وساعد على تحسين الأداء فى التطبيق البعدى لبطاقة الملاحظة عن التطبيق القبلى.  

4- أسلوب التعلم الفردى فى کون کل طالب يسير داخل البرنامج وفق قدراته وإمکانياته وسرعته ، فالطالب يستطيع أن يبقى فى دراسة موضوع معين واکتساب المهارات الصحفية المتضمنة به والتدريب عليها وفق لمستواه وقدراته .

5- أدى توافر وسائل مساعدة بالبرنامج (فيـديوهات، أمثـلة عملية،  رسـومات تعبيرية وتخطيطية ، عروض تقديمية) إلى تحسين أداء الطلاب للمهارات المختلفة، حيث توفر لهم نماذج عملية توضع مراحل تنفيذ المهارة مما يساعدهم على تعلم المهارة وإتقانها. 

6- استخدام إستراتيجية الويب کويست (الرحلات المعرفية) ساهم فى تقديم المحتوى بشکل علمى ينمى التفکير الناقد والإتقان لدى الطلاب ويوفر لهم مصادر تعلم مختلفة مما أسهم فى تنمية مهاراتهم وقدراتهم العلمية والصحفية ، وساهم.

توصيات الدراسة:

1- فعالية استخدام الويب کويست فى تدريس الإعلام التربوى ، لما لها من تأثير على زيادة تحصيل الطلبة واکتسابهم  للمفاهيم العلمية ، وطريقة تفکيرهم، واتجاهاتهم نحو العلم ، کما أسهمت فى تنمية قدرة الطلبة على تحليل الأفکار والتعبير العلمى الدقيق ، والحصول على المعرفة من مصادر غير الکتاب أو الملزمة کان بمثابة دافع للاستزادة من المعرفة.

2- توظيف إستراتيجيات التعلم القائم على الويب فى تدريس الإعلام التربوى کان له أثر کبير فى تحسين جودة التعلم مما انعکس على تنمية الأمن الفکرى لدى الطلاب.

3- تضمين المفاهيم المتصلة بمتطلبات تحقيق الأمن الفکري في المناهج الدراسية الجامعية ، ومراعاة سلاسة وجاذبية الطرح والأنشطة التطبيقية المرافقة ، لتعميق تلک المفاهيم لدى طلاب الجامعة ، وتمثلها في سلوکياتهم الحياتية . 

4- ضرورة وجود حملات إعلامية تتکاتف بها کافة المؤسسات المجتمعية للتوعية بالأمن الفکرى وأهميته.

5- العمل على استغلال وسائل الإعلام ، والتي هي من أهم الوسائل  التي يستخدمها الشباب لقضاء وقت الفراغ ، لتوجيه الشباب وغرس القيم والأخلاق الحميدة في نفوسهم ، بالإضافة إلى توجيههم من خلالها إلى أفضل السبل لقضاء أوقات فراغهم. 

بحوث مقترحة:

1- فاعلية مقرر إلکترونى مقترح للإعلام التربوى فى تنمية الأمن الفکرى لطلاب المرحلة الثانوية.

2- فاعلية الإعلام التربوى فى التوعية بحروب الجيل الخامس لطلاب المرحلة الجامعية.

3- تقويم المقررات الجامعية فى ضوء متطلبات الأمن الفکرى.

4- المسئولية المجتمعية لوسائل الإعلام فى تأصيل الأمن الفکرى.

5- الدور التربوى والثقافى للإعلام التربوى فى تحقيق الأمن الفکرى.

المراجع:
أولاً : المراجع العربية:
1.    أحمد عيسى (2011): الجزائر والأمن الفکرى..الواقع والآمال ، مجلة الحقوق والعلوم الإنسانية ،ع9، الجزائر، جامعة زيان عاشور بالجلفة، ص 275:292.
2.     أمل محمد نور(2008): مفهوم الأمن الفکري في الإسلام وتطبيقاته التربوية، رسالة ماجستير، غير منشورة، مکة المکرمة، جامعة أم القري، ص12.
3.     إسماعيل عبد الفتاح (2011): تحديات الإعلام التربوى العربى،القاهرة للنشر والتوزيع.
4.     حسان بصفر وطارق عامر(2011): الإعلام التربوى"مفهومة ، فلسفته ، أهدافه"، القاهرة، مؤسسة طيبة للنشر والتوزيع.
5.حسن محمد على خليل (2016): دور الإعلام التربوي الحالي والمأمول في تحقيق الأمن الفکري لطلاب المرحلة الثانوية من وجهة نظر مشرفي النشاط الإعلامي، دراسة مقارنة بين عينة من مشرفي النشاط الإعلامي بمدارس التعليم العام في المملکة العربية السعودية وآخرى بجمهورية مصر العربية، کلية الدعوة وأصول الدين، الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة،مجلة دراسات الطفولة ،70(19)،1-20.
6.     حسين الدليمى(2015):دور الإعلام فى تعزيز الأمن الفکرى عند الشباب،مجلة جامعة الأنبار للعلوم الإسلامية، العراق، ص 325-367.
7.زيد زايد أحمد الحارثي(2009): إسهام الإعلام التربوي في تحقيق الأمن الفکري  لدى طلاب المرحلة الثانوية بمدينة مکة المکرمة من وجهة نظر مديري ووکلاء المدارس والمشرفين التربويين ،رسالة ماجستير،جامعة أم القرى،ص63.
8.رشيد البکر (2012) : "المفاهيم الأمنية في مناهج العلوم الشرعية بالمرحلة الثانوية في المملکة العربية السعودية" ، مجلة البحوث الأمنية ، المجلد 29 ، العدد 24. 
9.رشا عبد الرحيم مزروع (2018): أثر الملصق الإرشادى کأحد وسائل الإعلام التربوى فى تعزيز الأمن الفکرى لدى طلاب المرحلة الثانوية : دراسة تجريبية ، المجلة المصرية لبحوث الإعلام، العدد الثانى والستين ، يناير– مارس، ص 363.
10.رافع برد قاعد العنزى (2019): فاعلية الإعلام التربوى فى تعزيز الأمن الفکرى لدى طلبة المرحلة الثانوية فى المملکة العربية السعودية من وجهة نظرمديرى المدارس ومعلميها وطلبتها، جامعة عين شمس ، کلية التربية ،مجلة القراءة والمعرفة،ص ص15-48.      
11.شادى عبد الوهاب (2017): حروب الجيل الخامس"التحولات الرئيسية فى الموجات العنيفة غير التقليدية فى العالم"،مجلة دراسات المستقبل، أبوظبى ، الأمارات العربية  المتحدة، العدد 1، نوفمبر، ص10.
12.عبد الحفيظ  عبداللهالمالکي (2009): الأمن الفکري: مفهومةوأهميته،ومتطلبات تحقيقه، مجلة البحوث الأمنية، مجلد 18 ،عدد 43،مرکزالبحوث والدراسات، کلية الملک فهد الأمنية، أغسطس،ص49.
13.عبد الناصر راضى محمد (2012): دور الجامعة في تفعيل الأمن الفکري التربوي لطلابها  دراسة ميدانية، کلية التربية بقنا –جامعة جنوب الوادي ،ص25 .
14.عبد الجبار جبار وعبد النور زوامبية (2011): تداعيات العولمة الثقافية وضرورة التحدى لاختراق الأمن الفکرى ،مجلة الحقوق والعلوم الإنسانية ع9، الجزائر، جامعة زيان عاشور بالجلفة، ص 288:309 .
15.غادة عبد الفتاح زايد(2019): برنامج فى التاريخ قائم على حروب الجيل الخامس لتنمية مهارات موثوقية المعلومات والاتصالات الرقمية لدى طلاب کلية التربية ومدى تأثيره على اتجاهاتهم، المجلة التربوية ، کلية التربية، جامعة أسيوط، عدد 68، ص 3425.
16.فداء فياضأبوالفوارس (2013):علاقة الإعلام التربوى بتکنولوجيا المعلومات ووسائل الاتصال الحديثة، مجلة جرش للبحوث والدراسات-الأردن،مج 15،عدد خاص، ص609:626.
17.ليلى فلاح سليم (2020): فاعلية برنامج تدريبى مقترح لتنمية مهارات تعليم قيم الأمن الفکرى والاتجاه نحو تعزيزها لدى الطالبة /المعلمة فى برنامج الإعداد التربوى بجامعة تبوک، مجلة العلوم التربوية، جامعة الإمام محمد بن سعود، ع22، ص 105-198.
18.مروان صالح عبد العزيز الصقعبي (2009): "أبعاد تربوية وتعليمية في تعزيز الأمن الفکري" ، المؤتمر الوطني الأول للأمن الفکري تحت شعار ( المفاهيم والتحديات)، کرسي الأمير نايف بن عبد العزيز لدراسات الأمن الفکري ، جامعة الملک سعود . 
19.نعيمة عادل الدرعان (2019): تعزيز الأمن الفکرى فى ضوءالمدخل الثقافى للتربية الإعلامية:دراسة تحليلية لبرنامج التعليم السعودى الفکرية، مجلة البحوث فى مجالات التربية النوعية، کلية التربية النوعية ، جامعة المنيا، ع21، ص196-235.
20.  نبيل فاروق (2016): أنت جيش "حروب الجيل الرابع" ، القاهرة ، دار نهضة مصر ، يناير ، ط1.
21.نسرين حسام الدين (2016): لمخاطر حروب الجيل الرابع: دارسة ميدانية ، جامعة القاهرة ، کلية الإعلام ، المجلة المصرية لبحوث الرأي العام ، المجلد 15، العدد 2، يونيه ، ص 307-356.
22.نورة محمد عويد (2018): دور المناهج الجامعية فى معالجة التطرف الفکرى من وجهة نظر أعضاء هيئة التدريس بالکويت،مجلة العلوم التربوية والاجتماعية، جامعة الکويت ، المجلد 5 ، العدد 14.
23.هويدا محمود الإتربى (2011): "دور الجامعة في تحقيق الأمن الفکري لطلابها" ، مجلة مستقبل التربية العربية ، المرکز العربي للتعليم والتنمية ، المجلد 18 ، العدد70 . 
24.هاشم علي الأهدل (2009): "تعزيز الأمن الفکري في مؤسسات المجتمع المدني السعودي کجمعيات تحفيظ القرآن الکريم نموذجاﹰ" ، المؤتمر الوطني الأول للأمن الفکري تحت شعار (المفاهيم والتحديات) ، کرسي الأمير نايف بن عبد العزيز لدراسات الأمن الفکري ، جامعة الملک سعود .  
ثانياً: المراجع الاجنبية:
25.  Brok, Carol (2009): Ethical Development Through Students Activities Programming, Campus             ActivitiesProgramming, Vol.24, and No.6.
26.   Berger, R. & McDougall (2012): What Is Media Education For? Media Education Research Journal, Editorial. 
27.   Khurshid Khan (2013): Understanding Information Warfare & Its Relevance to Pakistan, Strategic Studies, Vol. 4, No. 1, 2013, pp. 139 – 140.
28.   Scarratt, E. (2007): Citizenship And Media Education: An Introduction
30.   Yazal M. (2018): The role of educational media in enhancing Intellectual Security among school students in Turkey, Turkish Studies, 24(1), pp 69-88.