التراث الخليجي کملهم لتنمية مهارات التصميم الداخلي في دولة الکويت. "رؤية نظرية "

نوع المستند : مقالات علمیة محکمة

المؤلف

الکويت

الموضوعات الرئيسية


مقدمة:

ان التراث الشعبي الموروث هو انعکاس صادق لما أبدعه الأجداد فهو رمز ناجح متکامل مؤدي أحتياجاتهم و في نفس الوقت موافق بيئتهم ، ومن تلک الأبداعات التراثية تلک العماره و التصميم الداخلى فنرى کيف استخدموا الخامات الطبيعية بما يتوافق مع أحتياجاتهم مع مراعاة الأبعاد البيئية و الثقافية و الأجتماعية، وقد أصبح من الضرورة البحث عن الهوية التراثية في عصر تتسارع فيه التحديات المعاصرة لتحقيق التميز والإبداع .

وعلى المصمم کيفية الأستفادة من ذلک التراث و ذلک الفکر الذي لا يعوق الحداثة المعاصرة على العکس بل هو مواکب لروح العصر ، وکيف ينجح المصمم بإعادة صياغة الفراغ الداخلي في تشکيل لغة تصميميه تعتمد مفرداتها على إعادة صياغة المفردات التشکيلية للتراث بطريقة حديثة ومعاصرة.

وذلک يکون المصمم محققا عدة مبادئ يتمثل أهمها في التطوير من خلال الإستلهام في التعامل مع ملامح الهوية التراثية على أساس أنها ملامح فکرية وليست عناصر ومفردات تراثية جامدة، محققة هذا التوازن بالتوافق مع البيئة و أستغلال خاماتها الطبيعية و الأستدلال على ذلک برموز تراثية نجحت في تحقيق هذا التوافق و کيف يعيد المصمم صياغتها لتحويل هذا التراث لما يواکب روح العصر و يتوافق مع متطلبات الحياة الآن و يحقق الوظيفة المرجوة فيما يحقق مفاهيم الأستدامة التراثية. (سلمىيوسف وهبه  ، 2018)

وقد أهتمت جميع الحضارات بتزيين مساکنها وفقا لحضارتها ووفقا لعوامل اقتصادية أو دينية أو صناعية أثرت بها، فعلى سبيل المثال انتشرت المشربيات في مصر بعد دخول الدين الإسلامي اليها ، إذ اتخذت في الأصل کحائلا يزيد من الخصوصية للمنازل دون أن تمنع تسلل النسيم من بين ثنايا فتحاتها الدقيقة، ونجد کيف تتطور هذا الفکر بتصميم الواجهات و وحدات الأظلال بالمباني و کيفية تطويره و اعادة صياغته بأشکالو زخارف اسلامية تناسب التصميم و الفکر المعاصر .

وکيف بني الأجداد بيوتهم في المناطق الحارة مستخدمين عناصر التصميم التي تتأقلم مع الطبيعة من ملقف هواء و شخشيخة و غيره و أستخدامهم مواد البناء المتاحة باليئة من طمى و الطوب وغيرها.

مشکلةالبحث :

إن الأحساس بالجمال والوعى بالتراث و الثقافه أمر ذو شأن عظيم ، و استخدام عناصر من التراث فى مجال التصميم الداخلي امر يحتاج الى الترکيز والدراسة حتى لا يدخل بشکل عشوائي يسئ الى التراث و لا يحقق هدفه بالتصميم الداخلي و کذلک متطلبات العصر و تطوره تحتاج الى فهم دقيق للتراث و زخارفه و اشکاله و اعادة صياغته بما يلائم فکر هذا العصر .

مماسبقيمکنتحديدمشکلةالبحثفىالأجابةعلىالتساؤلاتالتالية :

-     ما أثر الأبعاد الثقافية للموروثات الشعبية على مهارات التصميم الداخلي ؟

-     إلى أى مدى يمکن الأستفادة من الموروث الفني الشعبى فى أثراء التصميم الداخلي  ؟

-     کيف يستفيد المصمم من العلاقات التکوينية بالتراث ؟

مصطلحات البحث :

التراثالفني : "هواستمراريةلأسسومفاهيمفنيةتعتمدعلىخبراتمتراکمةومتوارثة (H.W.Fowler , 1976 ) ".

التصميم الداخلى :

التصميم الداخلى : هو عبارة عن التخطٌيط والأبتکار وتهٌيئة الحٌيز الداخلًى لتأدٌية وظائفه بأقل جهد, ومعالجته ووضع الحلول المناسبة لکافة الصعوبات المعٌينة فى مجال الحرکة فى الفراغ وسهولة استخدام ما يشتمل عليه من أثاث وتجهٌزات وجعل هذا الفراغ مريحاً وهادئاً ومميزا ًبکافة الشروط والمقاييس الجمالية وأسالٌب المتعة و البهجة.

أهمية البحث :

وتکمن أهمية البحث الحالي في الآتى :

  • ·   الاحتفاظ بالتراث الفنى فى خيال ووجدان المصممين بدولة الکويت . 
  • ·   رفع مستوى المخزون الفنى ومهارات التصميم الداخلى للمصممين بدولة الکويت .
  • ·   الارتقاء وتقيل مستوى التصميم الداخلى .

هدف البحث :

  • ·   ترسيخ التراث فى المستوى الفکرى للمصممين الداخليين .
  • ·   أحياء التراث الفنى الخليجى بصفه عامة والکويتى بصفة خاصة .

حدود البحث :

يقتصر البحث على دراسة معطيات التراث الخليجى بصفه عامة والکويتى بصفة خاصة  کملهم لتنمية مهارات التصميم الداخلي .

منهج البحث :

يستخدم الباحث المنهج الوصفى التحليلى .

الاطار النظرى :

التراثالشعبي Folklore

هوکلمايرثهالإنسانمنرموزوأشکال،تتصلبإبداعشعب،ووجودأمة ، ويعبرعنأيديولوجيته،وثقافته،وهوجسرالتواصلالقيميبينأرصدةالماضي وأجيالالحاضر،وهوفنونالنظمالتيلاتسمحبالتداخلالأجنبي،لوحدةالأيديولوجية والثقافيةوالفکر،والاتجاهوالطبقية.

وهووحدةالنظمالماديةوالمعنويةالتيينتقلمنخلالهامفاهيمثقافيةالفقر، وأصالةونقاءالإبداع.

وهوکلماينقلعبرالأجيالمنمادياتومقولات،ويستبقهاالمجتمعدون  عناصرويتفاعلمعهابلغةسهلةسلسةبعيدةعنالتعقيداتالمرکبة (يوسفخليفةغراب ، 2000) 

ويعتبرالتراثمصدراًمنمصادرالرؤيةالفنيةالمرتبطةبالجذورالحضارية فهويمثلالأشکالالجماليةللثقافاتالمعبرةعنمدلولحضاري  .کماأنه  محصلةلمضامينتاريخيةوفکرية وعقائديةعلاوةعليتجسيدهللمعانيالإنسانية والقيمليؤکدسيطرةالإنسانعليبيئتهومواردها . والانتفاع بهاوالتفاعلمعها . (منىمحمداحمدالعجرى، 1999)  .

 " يحظى الفنالتشکيليالعربيببنيانحضاريغيرمسبوقتمثلفيتراث أمةوتاريخإبداعحقيقيامتدآلافالسنينفکانذلکبمثابةرکيزةاستقرتفيجذور واقعناالفنيوالثقافيالمعاصر (محمودامينالعالم،2007) .

"ظهرتأيضاقدرةالفنانالعربيوبراعتهفيفن "المنمنمات" وتصوير المخطوطاتفأکدعليعنصرالوحدةبينالنصوصوالصورةالمذوقة،الوحدةفي التذويقوالتلوينوالتذهيبوالتبويبوالتصحيفوفيبناءالشکلومعالجةالأسلوب کماحققکذلکالروادمنالمصورينالعربالکثيرمنالسماتالفنيةالتيتعکس الأساليبوالسماتالفنيةوالتقنيةالمنبثقةمنثقافتهموإرثهمالحضاري  ( شوکتالربيعي،١٩٨٨)  

فنجدهمفيمصرقدتأثروابالفنالفرعونيوالفنالشعبيوکذلکفنون الحضاراتالقبطيةوالإسلامية.

وفيدولالخليجالعربيفقداستمدالفنانعناصرهمنالبيئةالمحليةوالتراث الشعبيکمااستلهمالوحداتوالرموزالشعبيةواستخدمرموزالتراثالعربي الإسلاميوالخطالعربيواستخدمألوانالصحراءالحارةوصفاءزرقةالسماء ولهيبالرمالوالرموزالشعبيةوالملابسالمميزةلهذهالدول. ( شوکتالربيعي،١٩٨٨)  

ولقدأکدالمؤتمرالإقليمىللجمعيةالدوليةفىالتربيةعنطريقالفنبالتعاون معکليةالتربيةالفنيةالذىانعقدفىسنة١٩٨٩مبعنوان: "التربيةالفنيةوالتراث الإقليمي" علىأهميةالتراثفىالتربيةالفنية،لبناءشخصيةمميزةللإنسانالمعاصر وحمايتهمنالهيمنةعلىالفکروالذوقالعاممنخلالالقيمالأصيلةالمتعارفعليها فىثقافاتالشعوب،کماأکدعلىتناولالتراثمنخلالمفهوممستقبلىمدعم  للابتکاريةوالتجديدوالانطلاقنحوآفاقالعصر،ولخلقاتجاهفنىمعاصر (أشرفالسيدالعويلى ، 1991) .

"وللتراثالفنيأثارملموسةوأخرىغيرملموسة،الملموسةيمکنإدراکها فيالسجلاتالتيتحملبصماتالسلفسواءعلىالورقأوالجدرانأولوحات التصوير،أماغيرالملموسةفتتوافرفيالعاداتوالاستجاباتالسلوکيةأيالعادات والتقاليدالمختلفة،وعلىهذافالتراثيعنيمجملالعاداتوالاتجاهاتوالمفاهيم والأنماطوالمعاييرالتييعيشبهاالإنسانويحکمبهاعلىقيمةالأشياءالتييعيشها  حوله (محمودالبسيونى،١٩89).

أيأنالتراثالفنييتکونمنجانبينأحدهماماديملموسيتمثلفيالنتاجالفني التطبيقيالمرئيوالمتمثلفيالآثارالفنية،والأخرمعنوييمثلالقيموالاتجاهاتالتي تنتسبإلىالماضيوالزمنوالتاريخوالتيصاحبتنموالتراثالفنيجنباًإلىجنب.

کماتطلقکلمةتراث "علىمجموعةالقيمالمتواصلةالتييعيشعليهاالإنسان عبرالعصورومازاليهتمبهاويعيشهاويخلدها،لأنهاتمثلإنسانيتهوقيمه  الباقية ( احمدشحاتةأبوالمجد ،1994 )    .

"إنالتراثالفنيهوالترجمةالملموسةوالماديةلمفاهيموأفکاروعاداتوتقاليد  أيثقافةمجتمعمافيزمنما،وتفرضنوعاًمعيناًمنالرؤيةيعرف بالهوية. فالتراثهوالهويةالثقافيةللأمة،والتيمندونهاتضمحلوتتفکک داخلياً  (محمدعبدالعالعبدالسلام  ، 1995 ) .

وتکونالطريقةغيرملائمةحينمالاتؤديإلىإبداعفالمحاکاةالمباشرةللتراث والتيتنتهيبصورةمتکررةلنوعالتراثالمقلدلاتنتهيعادةبإبداع،حيث "إنمن خصائصالإبداعالوحدةالجديدةالتيتذوبفيطياتهاکلالمصادرالتيتأثربها  الفنانوهويصوغفکرته (محمودالبسيونى،١٩89).

فالتراثالفنيخاضعللکثيرمنالتغيراتالشکليةوالوظيفية،حيثيصطبغ بصبغةالاختراعحتىيتلاءمالفردمعالکونالمحيطبه،فمثلاًهنودأمريکابخاصة هنودالمکسيکوأمريکاالوسطىقدتوصلواإلىطرقلتربيةالنباتوتصنيعالمعادن والکتابةوالتقويمبشکلمستقلعنحضاراتالعالمالقديمفيذلکالوقت،وماحدث بعدالفتحالکولومبيعام١٤٩٢مأندخلالکثيرمناختراعاتالعالمالجديدإلى ثقافاتالعالمالقديموتکاملتمعها،وهذاالتغييرالثقافيخاضعلعمليتينهما :الاختراعوالانتشار،ويشيرمحمدالجوهري "إلىأنهناکأربعةاختراعاتأدتإلى سلسلةضخمةمنالتغيراتالثقافيةوهي : الورقوالطباعةمماأدىإلىانتشارالمعرفة،ثمالبارودثالثاًالذيساعدعلىقيامدولاستعماريةعظمى،ورابعاً البوصلةالتيأدتإلىتسهيلالملاحةوتقدمهاوماترتبعلىذلکمنعصرالاکتشافاتوالتجارةالدوليةوالاستعمار ( محمدالجوهري ، 1992).

الرؤيةالجماليةللتراثالقديمفىالمنطقةالعربية.

تمتدمنطقةالحضارةالعربيةمنالمحيطالأطلسيغرباًإلىالخليجالعربي شرقاًوهضابالأناضولشمالاًوأواسطأفريقياوالمحيطالهنديجنوباً،وتسکنهذه الأقاليمأممعريقةفيحضارتهاالتيتبدأقبلالإسلامبقرونطويلةتمتدإلىفجر التاريخ،وقداهتمالجغرافيونبالمنطقةالعربية،ودرسواظواهرهاالطبيعية وتضاريسهاومناخها،ودرسالعلماءفيالاختصاصاتالأخرىالتاريخية والاجتماعيةوالأنثروبولوجيةهذهالمنطقةأيضاًوخلصواإلىأنهامنمناطقالعالم الثريةبتقاليدهاوتراثهاالإنسانيوشخصيتهاالمتفردة،يقولجمالحمدانفي دراستهعنالعالمالعربي : "إنهناکنغمةأساسيةوإيقاعاًمشترکاًيتکرربإلحاح فيجميعنواحيالوجودالطبيعيوالحياةالبشريةفيالماضيوالحاضر.  ( عادلالألوسي، ٢٠٠٣).

وعليه "فإنالبنيةالجماليةللتراثالقديمفيالمنطقةالعربيةلاتقومعلىالطرح  المباشرللعناصر،ولکنتقومعلىالکشفعنالحضورالروحيلتلکالعناصر وتستلزملمنيتلقاهاأنيتلقاهاأيضاًبواسطةوجودهالروحيفهيليستبنيةتعتمد علىالکثافةالماديةوالمکانيةالمحسوسةبلهيبنيةلابدمنفهمهاعنطريق  إيقاعهاغيرالمرئيأوالمحسوس".( أملنصر، 2007) .

التراثالقديموتعددالحضاراتفىالمنطقةالعربية.

أننالانستطيعأننفکرفيالتراثالقديمإلافيضوءالماضي  البعيد والحاضرالقريبمعاً،فالجماعةلاتستطيعأنتقطعمابينهاوبينماضيها وحاضرهامنصلة "وبمقدارمانقيمحياتناالمستقبلةعلىحياتناالماضية والحاضرة،نجنبأنفسناکثيراًمنالأخطارالتيتنشأعنالشططوسوء التقدير. ( طهحسين ، 1944 )

فکماأوضحنافيماتقدمأنالوطنالعربيبحکموضعهالجغرافيليسإقليم منعزلوإنماهوإقليمتلاقواتصالبينالأرکانالمختلفةللعالمالقديمونقطةالتحام بينالأقاليمالکبرىفيالقاراتالثلاث،وإنکانالوطنالعربيوحدةجغرافيةبحکم العلاقاتالمکانيةالطبيعيةالتيتربطأجزائه،فينتظمفيداخلهوحداتأخرىلها کيانهاالخاصفقدتوفرلبعضهاالخصبوالنماء،وتلکالحقائقالجغرافيةکانلها أثرفيتشکيلالتراثالعربيالقديموالتراثالثقافيللمنطقة،فمنجهةقامتفي العصورالقديمةفيبقعمختلفةمنهذهالرقعةحضاراتوثقافاتمتعددة،يصفهاأبوالفتوحرضوانبأنها "حضاراتقوميةخالصة  ( أبوالفتوحرضوان، 1955 ). 

أيأنهاکانتحضاراتمستقلةلهاکيانهاالخاصومقوماتهاالذاتيةفيبيئاتها الخاصة،کالحضارةالفرعونيةفيمصر،والحضارةالبابليةفيالعراق،والفينيقية فيلبنان،وحضارةقرطاجنةفيشمالأفريقية. وهکذافقدتعددتالحضاراتالمختلفةالتيکانتتتکونمنهاالمنطقةالعربية والتيکانلهاالأثرفيتشکيلالتراثالعربيالقديم،والتيکانمنأهمهاحضارتين رئيسيتين،الأولىتکونتعلىضفافنهردجلةفيمنطقةمابينالنهرينمنذأکثر من٥٠٠٠عامفيسومر،ثمتلتهاحضارةالآشوريينمنذعام١٢٧٥ق.م واستمرتلمدة٦٠٠عامإلىأنظهرتالحضارةالإسلاميةفيعهدالأمويينمنذ عامستمائةوإحدىعشرميلاديةوتلتالدولةالأمويةالدولةالعباسية  وازدهرتفيهاالحضارةالإسلاميةازدهاراًعظيماً  (أملعبدالله ، 2004 )   .   

"وکانمنأثرالامتزاجبينالعنصرالعربيوالسکانفيالبلادالمفتوحة والمجاورةللمنطقةالعربيةامتزاجواسعبينالثقافات،فالعاداتالفارسيةوالرومانية امتزجتبالعاداتالعربيةامتزاجاقوياکذلکبالأحکامالتيأوضحهاالقرآن والسنة،وحکمالفرسوفلسفةالرومامتزجتبحکمالعرب،وبالإجمالکل مرافقالحياةالثقافيةوالفنيةوالاجتماعيةوالطابعالعقليتأثرتتأثيراًکبيراًبهذا الامتزاج  ( احمدأمين ، 1935 ) .

مفهومالبعدالثقافيللموروثالشعبي .

أنالثقافةإصطلاحللدلالةعلىکلماصنعهأىشعبمنالشعوبمننظمإجتماعية ومصنوعاتوأدوات،أىالتراثالإجتماعيالبشريالذىصنعهأفرادهذاالشعبأوذاکوالذى تراکمخلالمراحلزمنيةمتعاقبة،وهىنتاجلمجموعإنجاازتوابداعاتماديةوروحيةيحققها المجتمع،ترقىبهمنمرحلةأدنىإلىمرحلةأرقيفىالنواحىالمعرفيةوالمادية ."والثقافةتتناقلهاالأجيالالمتعاقبةعنطريقالإتصالوالتفاعلالإجتماعيلاعنطريقالوراثة البيولوجية،وهىمايتعلمهالخلفمنالسلفعنطريقالإتصالاللغوي،والخبرةبشئونالحياةو الممارسةلها،وعنطريقالإشارةوالرموز (منيرالمرسيسرحان ، 1989) .

والخلفيةالفکريةللأعمالالإبداعيةتعتمدأعتماداجوهرياعلىعدةمقوماتأساسية،بداية بالخيالالإبداعيللفنانفالتراثالثقافيوالارثالجمالىوالتقاليدالموروثةثمالظروفالإجتماعية والروحيةوالاتجاهاتالجماليةللفترةالتاريخيةالتىيتمالابداعخلالها،فلکلعصرمنالعصور ثقافتهوفکرهوجمالياتهولغتهووسائلهوهذهاللغةهىعبارةعنتنويعاتمنالعناصرالفعليةالتى تدخلفىإنتاجالعملالفني (جابرعبدالمنعمحجازى   ، 1997 ) .

دور الفنان في المحافظة على الهوية .

يلعب الفنان التشکيلي دورا لا يقل عن دور السياسي في المحافظة على الهوية في أي حضارة أو أمة، وذلک بما يقدمه من فکر سلسل يخاطب به عامة الشعب ومفکريه من خلال الأعمال الفنية المقدمة بکافة أشکال الفنون التشکيلية والبصرية، والتي عادة ما تقدم فلسفة المجتمع وقيمه وعاداته وهي أيضا ما تضمن للمجتمع رموز هويته، حيث يشير غالب أحمد عطايا  (۲۰۰۳) إن أکثر ما نخشاه من العولمة هوتأثيراتها على الجانب الأخلاقي والمعرفي، لأن العولمة الثقافية هدفها إشاعة متعة زائفة على الحياة، وهو مفهوم شمولي يشمل اللباس والترفيه و أسلوب الطعام والتأثر بالرسومات لتغيير نمط التفکير والذوق، لإزالة خصوصيات الدول وحضاراتهم، کما يؤيد عبد الله عبد الخالق (1999) أسباب الخوف من العولمة وذلک لما تحتويه من قيم قد تکون هالکة للقيم الاجتماعية والعقائدية السائدة والمميزة لکل بلد على حده، وخاصة القيم الدينية الإسلامية، مؤکدا بأن أصداء الخوف جعلت ضرورة البحث والتنقيب عما يتمشى مع الأصالة والحضارة العربية هي الشغل الشاغل للمفکرين، والتفکير في الاستفادة من العولمة بأقصى حد ممکن ليس بالابتعاد عن التطور العلمي والتکنولوجي بحجة الحفاظ على قيمنا وأصولنا العقائدية، بل بحتمية مسايرة العصر والاستفادة من إيجابياته والتعامل مع سلبياته بشکل منتقى بحيث نتمکن من الرقي والتطور وسط الکم الهائل من السرعة التقدمية للعصر.

التراث الشعبى والفلکلور فى بعض دول الخليج العربى

1. التراثالشعبىوالفلکلورفىالکويت   .

إن الکويت بموقعها الجغرافي بمنطقة الخليج کأي منطقة قديمة عَرَفت الفنون وتأثرت بحضارات المنطقة القديمة، حضارات وادي السند وحضارات وادي الرافدين (السومرية والبابلية والکلدانية والآشورية) کما شهدت حضارة بلاد الشام (العمورية والفينيقية القديمة) مروراً بالحضارة الکنعانية والحضارة في اليمن القديمة وحضارة دلمون إضافة إلى الحضارة الحبشية الأفريقية، وقد کانت جزيرة فيلکا (إيکاروس) من المراکز المهمة في أقصى شمال الخليج خاصة في عهد الإسکندر، حيث أکدت ذلک الآثار المکتشفة، وهي ذات ثراء وتنوع في أشکار ورسوم الأشخاص والطيور والحيوانات والنباتات ونقوش وکتابات تبين مدى المستوى الفني والجمالي الرفيع لأهل المنطقة.

وهناک بعض الأبعاد التى أثرت فى التراث الکويتى وهى :

البعد التاريخى :  يعد التاريخ الحضاري للبيئة الکويتية من العناصر الأساسية لتشکيل البيئة الثقافية، حيث يعيش شعبها علي اتصال وجداني وروحي بتاريخه وتراثه ، فقد کانت منطقة (کاظمة ) مدينة مأهولة بالسکان قبل الإسلام ، وبقيت محافظة علي شهرتها وأمجادها حني أواخر الدولة الأموية ، حيث قضت عليها عاديات الأيام وأحداث الزمان ، وکانت مقرا للأدب والشعر ، وملتقى الطرق بين الشام والعراق ، ومسرحا لأرباب الفن وجرت علي أرضها عدة معارک حربية، أشهرها ( ذات السلاسل التي انتصر فيها العرب بقيادة ( خالد بن الوليد ) علي الفرس بقيادة (هرمز)". 

أما منطقة ( الصبية ) فقد سکنها قوم من الصابئية بعد خروجهم من مصر وفارس ، وقد دارت بينهم وبين سکان المنطقة حروب عديدة حتي اضطروا للرحيل إلى العراق ومنطقة ( الصليبية ) مقر لبقايا ( الصليبيين ) الذين قدموا لغزو الديار المقدسة، بعد هزيمتهم على يد ( صلاح الدين الأيوبي ) تفرقوا في البلاد وحل بعضهم في الصليبية .

أما ( أوارة ) فقد کانت مرکزا لحقول النفط التي تسمي اليوم ( واره ) وهي مشهورة فلي التاريخ وقد وقعت على أثرها معارک حربية قبل الإسلام، ومنها ( يوم أوارة ) وکانت بين ( المنذر بن ماء السماء وعمر بن هند وتميم) .( فاضل خلف ، 1995 )

وتعرف دولة الکويت قبل مطلع القرن الثامن باسم ( القرين ) حيث کانت موطن القبائل العربية مثل قبيلة ( عنترة ) التي استوطنت الکويت ،

حيث عرفت في مطلع نفس القرن بأسم (کوت وهو تغير لکلمة کويت ) ومعناها الحصن أو القلعة، ومع خطورة الوضع مع الدولة العثمانية وقعت الکويت اتفاقية الحماية مع بريطانيا، ثم اعترفت الدولة العثمانية بدولة الکويت إمارة مستقلة تتمتع بالحماية البريطانية ، وفي مطلع الستينات عندما حددت الکويت حدودها مع العراق والسعودية طلبت من بريطانيا اتفاقية الحماية ، وأعلنت استقلالها القانوني ، ودعي الشيخ ( عبدالله السالم الصباح) أبناء الکويت لأنخاب مجلس تأسيسي لوضع الدستور ، جاعلا الحکم فيه وراثيا إلى آل الصباح ، واعتبار الشعب فية مصدر لکل السلطات . (الحبيب الجنحاتي ،  2005) 

وتأثرت الکويت ببعض من البيئات فمثلاً البيئة الجغرافية :

کما ذکر ( جون ديوي ) أن هناک عوامل تجعل الفرد يتکيف مع بيئته بما يناسبه ، وأشار أيضا إلى أن البيئة هي الظروف أو الأوضاع التي تؤثر في نشاط الکائن الحي بحيث تنمية وتقويه او تعترض علي سبيله ، إن لهذا التفاعل المتميز بالأخذ والعطاء بين البيئة والإنسان يجعل مفهوم البيئة دینامیکیا تراکميا ومتغيرا أيضا .

ولقد أکد " محمود البسيوني ) علي هذا التغيير ، ويرى أن کل کائن حي قد زودته الطبية بإمکانيات تمکنه من القدرة علي التفاعل الايجابي مع البيئة المناسبة له ، ويؤکد علي ذلک في عرض العلاقات التفاعلية بين الفنان والبيئة بقولة " معني التفاعل أن الفنان يحدث أثر في البيئة ، فتعاوده البيئة وتحدث أثرا مصاحبا (محمود البسيوني ، 1988) .

البيئة کل ما هو خارج ذات الإنسان ويحيط به بطريقة مباشرة ، أو غير مباشرة ، يدرکھا من خلال کافه لوسائل الاتصال الطبيعية أو التکنولوجية، وبالتالي تجعل عن الفرد انجازات بمثابة عناصر بيئية تتفاعل مع إدراکه الخاص کالتراث الفني والإبداع الفکري والعلمي .

البيئة البرية ( حياة البادية ):

تمثل البيئة الصحراوية بدولة الکويت ما لا يقل عن 90% من إجمالي مساحة البلاد ، وأهم ما يميز هذه البيئة تغيرات ملامح سطحها کأستجابة المناخ والتغيرات الموسمية ، مثل کثرة الأمطار شتاءا ، والعواصف الرملية صيفا، "ولکن عدم انتظام نزول المطر قد يسبب الجفاف لفترات طويلة قد تمتد لخمس سنوات، ويعد هذا من أهم سمات البيئة الصحراوية الکويتية . (رأفت فهمي ميساک ، 2003) .

ويوضح زعابي حسين الزعابي ( 2002) أن الارتباط بين حياة البادية والمدينة فسکان البادية تنقصهم عدة احتياجات بالمدينة کالماء والطعام والکساء ، ولن يقطعوا مسافات طويلة لاجتلاب حاجياتهم فقط، بل للتجارة أيضا ، فکانوا يأخذون معهم ما يمکن بيعة من جلود وابل وأصواف ومنتجات الألبان والسمن ، کذلک کان اهل البادية يتمتعون بذوق عال للقيم التقليدية والحرفية والفنية التي تتطور مع حياتهم وظروفهم ، ونرى هذا الفن الجملي في مساکنهم ، والمجالس المصنوعة من الشعر والصوف ذات الألوان الزاهية .

موضوعات البيئة الکويتية :

وللتمسک بالهوية الثقافية لجا بعض الفنانين الکويتيين إلى بناء أعمالهم کتصوير لموضوعات ومناظر ، وملامح من البيئة المحلية التراثية القديمة، المخزونة في الذاکرة ، مثل الأحياء السکنية التي وتجمعات البشر في أزيائهم التقليدية المميزة في الأسواق والشوارع ، أو مناظر البحر بمفرداته الته مثل السفن الشراعية وعمليات بنائها ، وصناعة الشباک ، ومناظر الصيد ، بالإضافة إلى تصوير البيئة المحلية المعاشة بکل مظاهرها العصرية ، قدم بعض هؤلاء الفنانين تلک الموضوعات کتسجيل وثائقي واقعي ، والبعض الآخر قدمها في صياغات حديثة مبتکرة ، أو لإسقاط مضامین معاصرة من خلالها .

ويعد الفنان محمود الرضوان واحد من جيل الرواد الذين التزموا المبدأ السابق ، حيث نجد معظم موضوعات أعماله إما تصوير الفضاءات معمارية تراثية ، أو لمناظر البحر ، ولکنه يضع الحالة الضوئية مرکز السيادة وبؤرة التعبير ، وکان أعماله ما هي إلا أضواء وظلال تتشکل في عناصر معمارية أو بحرية . کذلک يترکز معظم إنتاج الفنان زعابي الزعابي في الفترة الراهنة حول المناظر البحرية المشحونة بطاقة تعبيرية تتخطى حدود الموضوع المصور، مع نوع من الالتزام بالواقع المرئي، ومرة أخرى يقدمها في ص ياغة نصف تجريدية معتمدة طلاقة اللمسات اللونية وحيويتها مع العامة وصدحات الضوء للتأثير ، وفي مناظر البحر يقدم کل من : فاضل اشکناني ، وبدر القطامي ، مساعد فهد ، تلک المناظر في حرفية عالية ، ولکن يتميز أشکناني في اصطياد لحظات ضوئية موحية ومؤثرة.

واعتمادا على مفردات البيئة الکويتية التراثية ، من مسار ونشاط بشري في الأسواق والشوارع القديمة ، يقدم الفنان ایوب حسين سلسلة من الأعمال التي تعبر عن خصوصية القضاء المساري للبيوت القديمة التي اندثرت ، يعبر عنها من الذاکرة في حنين واضح ، ودقة بارعة في النقاط التفاصيل والمفردات الصغيرة والهامشية ، والتي تعد الرکيزة الأولى في معظم أعماله ، وباستخدام نفس المفردات وذات العالم تتناول الفنانة سامية عمر عالم الدکاکين القديمة و عمليات البيع والشراء في الأسواق، في ص ياغات تشکيلية شديدة الترکيب ، حيث تجمع في اللوحة بين التسطيح والتجسيم ، وبين أکثر من منظور ، بالإضافة إلى الحشد الواضح العديد من العناصر في حالة من الشفافية الأثيرية التي تتميز بها الألوان المائية التي تعتبر وسيطها الأساسي في معظم أعمالها ، ومازال سعود الفرج ، وسعود الدمخي ، و إبراهيم إسماعيل ، يقدمون نفس الموضوعات ولکن في أسلوب واقعي أقرب إلى التسجيل ، وتقدم فوزية العيسی مناظر من البيئة الکويتية المعاصرة في لمسات تأثيرية واضحة .

ولکي يحقق الفنان الکويتي معادلاته نحو الواقع العصري الذي يعيش في أجوائه ، والذي تسيطر عليه ثقافة العولمة ، وبين هويته وذاتيته الثقافية ، فقد اتجه في تجاربه التشکيلية، ورواه الجمالية نحو الجذور التراثية ، والأصول التاريخية في ثقافته، سواء على المستوى المحلي ، أو المستوى الإقليمي، وکان التراث الإسلامي هو ذلک الأمل الذي مازالت معطياته تعمل، وتشکل الأساس الأول الثقافة المجتمع الکويتي، وعلى ذلک اتجه کثير من الفنانين الکويتيين إلى هذا التراث ليکون رکيزة الأستلهام وقاعدة البث الخلق جماليات جديدة ، خاصة أن هذا التراث يحمل بداخله طاقات الاستمرارية، والامتداد ، ويعد منبعأ حيا للإضاقة والابتکار. هذا بالإضافة إلى اهتمام بعض الفنانين بالفن الشعبي، المتمثل في السدو وزخارف الأزياء وأدوات المعيشة التقليدية. کما اتجه فنانون أخرون إلى فنون حضارات أخرى مثل الحضارة الفرعونية. وهذا التوجه نحو الجذور يتفق مع منظور ما بعد الحداثة ، ومع ثقافة العولمة، ويظل التساؤل : هل العودة للجذور نکوص وانغلاق ؟ أم أنها عودة للتوجه نحو الأمام ؟.

تمثل تجربة الفنانة سعاد العيسى واحدة من التجارب الهامة في الاستلهام من التراث الإسلامي، حيث ترکزت أعمالها حول التجريد الهندسي في صياغات تفصح عن وعي بحالة التوحد بين الشکل والدلالة في الفن الإسلامي، ورصانة البناء، والبعد عن التريد الزخرفي للون. وهناک أيضا اعمال الفنانة صبيحة بشارة التي تدور حول عالم المرأة، في صياغات تشکيلية تعود إلى قراءة واعية لتصوير الملمسلمات الإسلامية، وفي هذا السياق تأتي أعمال الفنانين جعفر إصلاح ومحمد القضماني التي تستوحي الحالة الغذائية للتصاوير التيمورية، بالإضافة إلى التسطيح والتصفيف الأفقي والرأسي ، و ايضا اعمال الفنان محمد الشيخ الفارسي، الذي يقوم ببنائها مستلهما تلقائية فنون الطفل وتراکيب وبناء تصاویر المدرسة العربية الإسلامية، وکذلک تقدم الفنانة ليديا القطان تجاربها في قالب الترکيب الفني Object Art مستلهمة أيضا الحالة الغنائية الشعرية من التصوير الإسلامي الفارسي على وجه الخصوص في بناءات عضوية تجريدية توحي بالتمثيل المرئي ولا تصرح به ،  وتاتي اعمال الفنان زياد طارق رجب مستلهمة تشعع وحرکية الأطباق النجمية الإسلامية، يقدمها في أعمال تدور حول مضامين ومعاني الحرية والانطلاق، مستخدمة صياغات لونية هادئة ، مع اهتمام خاص بتبادل الشکل والأرضية في معظم الأعمال ، وفي حالة استلهام الفنون الشعبية قسم الفنان سامي محمد نجارب تصويرية غزيرة تدور کلها حول زخارف السدو وبناتيته التي تجنح نحو الهندسية، ولکنها لا تخلو من إحساس عضوي وحرکي واضح، يقدمها في أعمال تتسم في معظمها بالتجريدية التعبيرية، وفي هذا السياق نجد اعمال عبدالله سالم، ومحمد نمبر، ومنى عبد الباري، وبدر القطامي، وعباس البازر، تلک الأعمال التي تجمع بين الوحدات الزخرفية في السدو، ووحدات شعبية أخرى مثل الهلال والنجوم والعين و غيرها، وفي الفترة الأخيرة يقدم الفنان المخضرم عبدالله القصار مغامرة فنية جريئة، باتجاهه إلى بناء اعماله التصويرية من عناصر فرعونية مباشرة يضعها في قالب رمزي ذي مسحة سريالية مميزة لأسلوبه منذ مدة طويلة، ولکنه يقدم على هذه المغامرة بوعي واضح بالرموز ودلالاتها، وترکيباتها، وتمثل هذه الأعمال نوع من التعددية الثقافية التي تستجيب لمعطيات فنون ما بعد الحداثة .

 

2. التراث الشعبى والفلکلور فى السعودية .

کانت الرياض في فترةٍ زمنيّة ماضية قبل الإسلام عرضةً لثلاث مؤثراتٍ رئيسة، الفُرس والروم والأحباش في الغرب. والتي کانَ لها يد في تشکيل الفنّ في الجزيرة العربية بمختلفِ جوانبه، فکانَت الأغاني تأخذُ في موسيقاها الطابع الفارسيّ بعضَ الشيء، لکنّه رغمَ هذه المؤثرات رسم أهل الرياض فنّهم الخاص، وخرجوا بروحٍ مختلفة، وطابعٍ فنيّ جديد ومبتکَر، فيهِ من عراقة الصحراء وأصالةِ الأرضِ والطقسِ والمناخ الشيء الکثير، ومن طبيعتهم وبساطتهم النصيب الأکبر، واندرج ذلک تحتَ مظلّة التقلّبات الاجتماعيّة والدينيّة التي مرّت بها المنطقة سواءً في فترة ما قبل الإسلام أو بعده. ولعلّ شعراء نجد تغنوا بالصحراء وطبيعة الأجواء منذ القدم حيث کانت نجد ملعب الصبا، وأرض الخزامى أنطلق منها أصوات عددٍ من الشعراء، وما زالت أصواتُ امرئ القيس وطرفة وزهير وغيرهم تجوبُ في أرجائها، فکانت مولدًا ورکيزةً  للفنّ بمختلف أنواعه.

جاء الإسلام بحقبة تاريخيّة جديدة، ونهضةٍ طالَت کلّ مقوّماتِ الحياةِ، بدءًا بالدين ومرورًا بالفنّ وغيره فازدهرت المنطقة وأصبحَت ممتلئةً بالفنّ وشَغف الناسِ به، ومرّت السنوات لتأتِي الدولة السعودية التي أنشأها الملک عبدالعزيز بن عبدالرحمن -طيّب الله ثراه- لتکمَل هذه المسيرة، فتضاعف الاهتمام بالفنّ کي ينمو ويکبُر في ظلّ الأطر التي رسمها له الدين والأخلاق والمجتمع. وکان للصحراء لمسة متناهية الجمال عليه.

فأکملت الحکومة السعوديّة المسير منذ تأسيسها في ترسيخ الفنّ بأنواعه، فأقرّت في مناهجها التي اعتمدتها في المدارس تأصيل وتربية النشء على ذلک کي ينمو وتتوارثه الأجيال بدءًا بتعلّم الرسمِ والفنون التشکيليّة، ومرورًا بالفنّ العربي الأدبي والمسرح والخطابة، ولم تغفل جانِب الموسيقى فأصلت له مسارًا مختلفًا بالنشيدِ الوطني ومعزوفته التي يحفظها أهل المملکة عامّة فذاعَ صِيت الموسيقى فيها.

إنّ الفنّ الذي توارثته الأجيال لم يقتصر على أنواع محدّدة، بل تعدّى ذلک إلى شموله لجميع الفنون الشعبيّة التي أسهمَت في تعزيز فکرة الفنّ وأهميته لدى سکّان المملکة العربية السعودية والرياض تحديدًا، ويعدُّ الحفاظُ على هذا الموروث أساسًا يساهم في حفظ الهويّة، ومعرفة الأجيال القادمة بالتاريخِ الذي يزخر بکلّ ما هو جميل، ومن الأمثلة المهمّة على هذا "الفلکور الشعبي" حيث يعدّ من أهم ما توارثته الأجيال کونه ابتکارٌ سعوديّ أصيلٌ، وفنٌّ عريق، يتناسب مع مختلف طبقات المجتمع.

بالنسبة للملابس وأدوات الزينة فاللباس الشعبي هو الذي يعکس عادات وتقاليد وتراث المجتمع، وتأتي أدوات الزينة لتکمل الإطلالة. وفي المجتمع السعودي يعتبر اللباس انعکاس للحياة الاجتماعية والمعيشية للأفراد بحسب ملابسهم وزينتهم. وتتنوع أشکال الملابس وأدوات الزينةمن منطقة لأخرى في المملکة کالتالي: يمتاز أهل الرياض بالبساطة ويعتبر (الثوب) الزي الرئيسي للرجال ويمتاز بلونه الأبيض الناصح الذي يتماشى مع الأجواء الصيفية بالإضافة إلى الطاقية والعقال. أما في المناسبات فيرتدي الرجل ما يعرف بالمشلح أو البشت وهو (العباءة). أما النساء فأشهر ملابسهم هي العباءة، وغطاء الوجه. المنطقة الشرقية: في الصيف يرتدي الرجال ثوب فضفاض يغطي البدن ويصل لأسفل الساق، وتتدلى عند عنق الثوب مجموعة من الخيوط تشد بخيط في أسفلها وتسمى (کرکوشة)، أما الغترة فتکون بيضاء أو مخططة وذات شکل مثلث ويضاف إليها العقال لتثبيتها. أما في فصل الشتاء فيرتدون (الفروة) وهي رداء واسع وطويل يحاک من جلود الخراف وفرائها، وتزين ببعض الزخارف والأشکال لتلبس فوق الثياب شتاءً خاصة في البادية. وفيما يخص ملابس النساء فهي تتسم بالطول والاتساع وتأتي بشکل قطعة واحدة مطرزة بالحرير والخيوط الذهبية کالثوب الهاشمي والدراعة، أما غطاء الرأس فهو عبارة عن قماش أسود مزين بزخارف ومطرز بالزري، ويطرز من طرفه الأمامي، وله فتحة للوجه وتسدل بقيته على الکتفين والظهر والأکتاف. منطقة نجران: تعرف الملابس الشعبية للرجال في منطقة نجران بالمذيل والغرو والحذاء والجنبية والحزام والطيار والبندق، أما المرأة فلها ملابسها وحليُّها الخاصة والجميلة مثل: المکمم والخرقة والسمط واللازم والجرس والخروص والمطال والخاتم والحرز والدنعة. الحدود الشمالية: الرجال في مناطق الحدود الشمالية يرتدون ما يتناسب مع الأجواء الصيفية والشتوية في المنطقة، حيث يتميز ثوب المرودن بأکمامه الطويلة والمتسعة عند اليدين، ويتم ارتداؤه في الاحتفالات والعرضات، بالإضافة للثوب العربي المزين بأزرار عند الصدر، والشماغ والغترة لاتقاء حرارة الصيف وبرودة الشتاء. أما النساء فلباسهن يشبه اللباس الشعبي الفلسطيني المقدسي، حيث يرتدين للعمل ما يعرف بـ (المقطع) المزين بالتطريز المحلي على الصدر والأکمام، أما (المسرح) فهو ثوب من الحرير بخطوط من القصب من أعلى الثوب إلى أسفله، وتقوم النساء بوضع الملفح وهو غطاء الرأس بالإضافة إلى الشيلة وهي الخمار وعادة تکون باللون الأسود. أماأدوات الزينة للنساء في السعودية فتتنوع بين الحناء والحلي بأشکاله المختلفة من مصنوعات ذهبية أو فضية أو مشغولات يدوية.

في قديم الزمان، کانت القبائل في الجزيرة العربية تتبع طرقاً متنوعة لتخويف الأعداء وبث الرعب في قلوبهم، وکان أبرزها استخدام الغناء بنبرات مختلفة، وبمصاحبة رقصات محددة، وتوارثت الأجيال ذلک، حتى أصبح اليوم فلکلوراً وفناً شعبياً معبراً عن کل منطقة. "الوحدة والجماعة" هما أبرز ما يميزالفلکلور الشعبي في السعودية، وهو يعتبر مفخرة للشعب السعودي يتوارثونها جيلاً بعد جيل، وتتخالله الأغاني الحماسية والألعاب والرقصات التي تعبر عن العادات والتقاليد. وتختلف الفنون الشعبية في کل منطقة من مناطق المملکة عن الأخرى، حيث تتميز کل منطقة بالتالي: العرضة النجدية في الرياض والقصيم سميت بهذا الاسم نسبة إلى الاستعراض الذي يقوم به الفرسان خيولهم، ويؤدونها قبل دخول المعارک وفي الانتصارات والأعياد. وتؤدى الرقصة في صفوف، يُشْهِرْ بها الفرسان سيوفهم، ملوحين بها يمينا ويسارا، بشکل متناغم، وتکون مصحوبة بقرع الطبول، ويتوسطهم حامل الراية، مرددين أبياتا شعرية حماسية .

3. التراث الشعبى والفلکلور فى قطر :

توضح ليلي حسن علام (2010) أن الفن التشکيلي بقطر بدأ مع بداية وصول البعثة الأرکيولوجية التي اضطلعت بالتنقيب في قطر علي النقوش الصخرية القطرية الموجودة بجبل الجساسية في شمال شبه الجزيرة القطرية عام 1956 ، حيث وجدت لعبة للتسلية تسمي الحويلة وهي عبارة عن مجموعة من العلاقات التي تشبه الأکواب في صفوف نمتوازية علي شکل وردة ، کما عثر علي نقوش لأشکال من السفن بعضها نقش بطريقة الحفر الغائر مع العناية بالتفاصيل الدقيقة لأجزاء السفن من مجاديف ومرساة وتعتبر هذه الصورة الفنية نادرة بين النقوش الصخرية ولم يسبق تسجيلها من قبل في الخليج العربي وربما تعود إلي عام 1400 م وهي خالية تماماً من أي رسومن آدمية ولکن بها القليل من رسوم الحيوانات .

ولقد جاءت منعکسات الصحراء علي القيم التعبيرية للفنان الشعبي لقد مرة بعدة فعاليات کانت منبثقة من الأدوات التي مر بها بين حياة البادية ثم إلي حياة البحر ، مما ألح علي الفنان الشعبي ليعبر عن إيحاءات البيئة لذلک نجد البيئة الشعبية في قطر قد تميزت بوفرة صناعتها الشعبية خاصة المشغولات النسجية .

فقد ذکر أحد المؤرخين العرب – وهو ياقوت الحموي – أن قطر کانت حلقة الوصل بين االبصرة وواسط في نقل البضائع وبخاصة نسيج البرود والثياب ولقد حرص البدو في منطقة قطر علي تمييز وحدة الوسم في نسيجهم وفقاً للقبيلة والعشيرة کما تمتعت منسوجاتهم الزاهية بألوانها ونقوشها الجميلة ولقد استمدت هذه الوحدات الزخرفية من اليئة المحيطة بهم .

وتؤکد الدلالات الاجتماعية التي توحي بها ألوان السد وأنها مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالبيئة کارتباک الأشکال المنسوجة عليها فاللون الاحمر يعبر عن الفرح والأبيض عن وضوح النهاري والأسود يوحي بسواد الليل والسکينة والوقار  .

ومن الملاحظ أن المرأة القطرية کان لها دور رئيسي في التشکيل الفني للسدو وتظهر مهارتها وقدرتها علي إيداع سدو ذي تصميمات هندسية وأشکال مستوحاة من البيئة المحيطة بها حيث يتضح أن هناک رموزاً فنية ذات دلالات شعبية مرتبطة بعادات وتقاليد بدو المجتمع القطري فمثلاًَ يرمز للشجرة بالمثلث أو المربع أو المعين کما نجد أيضاً بعض الرموز قد استخدمت في النسيج الشعبي القطري مثل الثعبان والجمل والعقرب والمقص والمنجرة والمشط والکتابات والخطوط المتعرجة وضورس والخيل والعويرجان ، وهو تصغير للفظ عرجون وهو ما يحمل التمر والعذق من النحل کالعنقود من العنب وتحکي مجموعة هذه الرموز معني الصحراء وامتدادها وهناک رموز أخري تعبر عن قصص يعرفها البدو من الماضي المحمل بتجارب قد تحوي صراعاً مع الشکل والخامة والأدوات التعبيرية لتصل بنا في النهاية إلي طراز فريد مميز کما استطاع الفنان الشعبي أن يدخل الحس الفني في استخداماته البيئية مثل المساند والسروج الخيل والخيام والذي اصبح بعد ذلک مصدراً لإلهام الکثير من الفنانين القطريين المعاصريين .

وتظهر خبرة الفنان الشعبي في زخرفة الأبواب الشعبية والزخارف الجبسية ذات عناصر زخرفية محلية تتوافق مع التوجه الإسلامي الموجود نذکر منهم محمد جاسم زيني الذي عمل في الحفر علي السطوح الجبسية والزخرفية القديمة ثم حفر علي الخشب وصنع نماذج واشکالاً حيوانية مجسمة ونفذ نماذج من السفن متعددة الأشکال وعمل في زخرفة المنازل بصبغها بالألوان التي کان يسودها زرقة البحر وبرتقالية السماء .

ثم تطور الفن التشکيلي بعد ذلک ليبدأ مرحلة معاصرة بعد ظهور النفط في قطر عام 1949 ، وبدأت البلاد نهضة تطورية ف يالتعليم والتکنولوجيا فافتحت المدارس وأنشأت جامعة قطر والمؤسسات التي ساهمت في تأکيد وانطلاق الحرکة الفنية التشکيلية بالدولة .

4. التراث الشعبى والفلکلور فى عمان .

لم يکن توجه الفنان العماني لرموز الهوية ومفردات التراث العماني ناتج عن وعي مباشر لأهمية التراث بقدر ما کان نتيجة تلقائية لما هو متاح ومعروض أمام الفنان في إطار البيئة الطبيعية والثقافية منذ الممارسة الأولى للحرکة التشکيلية في عمان. وبهذه الطريقة غير المباشرة تحرک التوجه لطرح عدد من القضايا المرتبطة بالتراث بکافة أشکاله في أعمال معظم الفنانين العمانيين. وفي هذا الصدد تؤکد ساره وايت بقولها: «يعتمد الکثير من الفنانين في انتاج أعمالهم الفنية على استخدام المناظر الطبيعية والحياة البرية والأنماط المختلفة لحياة الناس. حيث تتنوع في عمان المناظر الطبيعية ومظاهر التراث الثقافي لتقدم خيارات مذهلة لکل من الفنانين والمصورين على حد سواء، حيث يقوم البعض بإنتاج أعمال فنية تميل الى الواقعية البحتة بينما ينتهج الآخرون الجانب التجريدي»

ولأن الإنسان العماني بطبيعته کان متفردا عن غيره في الساحة العربية والخليجية من حيث اللغة والملبس، ومستوعبة للبيئة من حوله، کانت رموز الفنان لديه معبرا عن هذا التفرد في التعامل مع البيئة ورموزها، ولأن عملية تأکيد رموز التراث والهوية هي استيعاب في المقام الأول فلم تکن صعبة أمام الفنان العماني الأستفادة منها وتوظيفها في أشکال بصرية تعبر عن الهوية بابعادها المختلفة، وعملية التعبير عن الهوية لا تعني نقل أو نسخ المفردات التراثية کما هى وأنما عملية هضم وبلورة جديدة لمفهوم التراث بشکل معاصر.

التصميم الداخلي :

مفهوم التصميم الداخلي .

إن المفهوم الذي يتبادر للذهن عندما يذکر المصمم الداخلي، أنه هو المهني الذي يبدأ عمله حيث انتهى الآخرون، وتقتصر وظيفته على تغطية عيوب الآخرين، وهذا المفهوم شائع بين المتخصصين في صناعة البناء.

فالمصمم الداخلي لا تطلب مساعدته إلا عند انتهاء البناء بالکامل، وفي أحسن الأحوال عند انتهاء مرحلة التصميم المعماري، وهذا المفهوم قاصر لا يخدم تطور صناعة البناء لعدة أسباب:

1.   لا يخفى على الجميع أن الجزء الأعظم من تکلفة البناء تصرف على عملية التشطيب من الإضاءة والتجهيز والتأثيث وجميع هذه الأمور تقع ضمن اختصاص المصمم الداخلي.

2.   معظم الأنظمة التي يتعامل معها المصمم الداخلي ( مثل الإضاءة، وفتحات التکييف، والتحديدات الخاصة بالمکاتب، مثل شبکات الکمبيوتر، وخطوط الهاتف، والتمديدات الکهربائية ) تحتاج الکثير من التنسيق المبکر مع المصممين لهذه الأنظمة.

3.   التنسيق المبکر بين المصمم الداخلي والمعماري يخلق التکامل بين الفکرة التصميمية لکليهما لتکوين بيئة متکاملة داخليا وخارجياً.

4.   کثير من النفقات يمکن اختصارها بتوفر التفاصيل الکاملة للجو المطلوب داخل المبنى.

5.   المصمم الداخلي يحتاج الکثير من الوقت لإعداد الرسامات والمواصفات واتخاذ کم من القرارات التي تتعلق باختيار الألوان والمواد والأثاث والکماليات والنباتات الداخلية ، وبعد ذلک تبدأ عملية البحث عن هذه العناصر في الأسواق ، واستبدال بعض المواد بمواد أخرى ، ومن ثم انتظار التوريد والترکيب وکل هذا يحتاج الکثير من الوقت .

إن کل ما يقع عليه بصرنا وتلمسه أيدينا وتسمعه آذاننا هو جزء من التصميم الداخلي للبيئة المبنية ، فمن هنا تبرز أهمية التصميم الداخلي کونه يتعامل مع المستخدمين بصورة شخصية مباشرة ، فمن منا ليس لديه غرفته المفضلة أو مقعده المريح أو إضاءته المحببة ، فعناصر التصميم الداخلي لها اتصال شخصي مباشر ، فالمصمم الداخلي يحاول من خلالها تلبية الاحتياجات العضوية والنفسية للمستخدمين ، ونظرا لکمية التفاصيل واختلاف المواد وتنوعها باستمرار ، وکذلک تنوع الاستخدامات للمباني والفراغات الداخلية کان من الضروري وجود تخصصات وتقسيمات لمهنة التصميم الداخلي(عبد الرحمن الردادي ) .

تتکون عملية تصميم الداخلي من ثلاثة مراحل هي :

 1. التکوين (Compostion): "هو المجال الحيوي المکاني لوصف الوسيط التعبيري للفنان في محدداته البنائية والجمالية ومشروعه الثقافي .

2. فکرة التصميم (IdeaDesign): والمقصود بها هذا الحصيلة الفکرية والثقافية العلمية التي يتمتع بها المصمم, والتي تکون في محصلتها الأفکار الأولية للتصميم المطلوب, بما ينسجم ومضمون المشهد الذي يعتمد على التصميم الداخلي (Interior Design) بالدرجة الأولى لإظهاره.

3- عناصر التصميم (Designe Elements): 

النقطة (Dot). 

الخط (Line). 

الکتلة (Mass). 

الفراغ أو الحيز المکاني (Space). .

الشکل الخارجي أو الهينة (Shape). 

الإضاءة (Light). 

اللون (Color). 

الملمس (Texture). 

الخامة (Matirial). 

المضمون (Content).

التقنية (Technique). 

الرموز (Symbols).

4- مبادىء التصميم لابد من مراعاة مجموعة من القيم التعبيرية وهي:

الوحدة (Unity)..

النسبة (Proportion).

التوازن (Balance) .

نقطة الترکيز والاهتمام (Point of Attraction and Emphasis). .

الإيقاع (Rhythm). .

الحرکة (Movement). .

الانسجام (Harmony). 

التضاد (Contrast). .

الإبهار (Dazzling). .

الهوية الثقافية (Identity Cultural).

الدراسات سابقة :

1.   دراسة : هاني خليل الفران (2019) .

عنوان الدراسة: أهمية دور التصميم الداخلي في تعزيز الهوية الثقافية العربية للحيز الداخلي .

نتيجة للتطور التکنولوجي الکبير وما تبعه من تغيير متسارع في أنماط معيشة الانسان بمختلف جوانبها الثقافية والاقتصادية والفنية و العلمية...... مما انعکس على طريقته بالتعبير عن ذاته و احتياجاته و ثقافته. وتجلى ذلک في طرق التعبير عن الفنون, والتي بدورها تأثرت بالنظام العالمي الجديد " العولمة" وبالتالي أصبحت تخضع لمعايير هذا النظام التي تمتاز بالشمولية و العالمية و عدم الاکتراث بالهوية الثقافية لهذا تتلخص مشکلة البحث في غياب الهوية الثقافية للحيزات الداخلية وذلک من حيث اسلوب التصميم المتبع و الأثاث المستخدم والخامات و الأنماط الوظيفية المختلفة ويهدف البحث الى ابراز أهمية دور التصميم الداخلي في تعزيز الهوية الثقافية للحيز الداخلي وتطويع جميع عناصر التصميم وقطع الأثاث والألوان والخامات التحقيق هذه الغاية وسيتناول البحث اليات تعزيز الهوية الثقافية في الحيزات الداخلية و تحليل الأنماط التصميمة المختلفة بهدف ابراز دورها | و فعالیتها بهدف تطبيقها للوصول الى تحقيق تصميم داخلي يتمتع بهوية ثقافية تميزه عن غيره. أهم نتائج البحث. إن وضوح الهوية الثقافية للحيز الداخلي منأهم الجوانب التي تميز حضارة عن اخری, لانها امتداد اللإرث الحضاري والثقافي و امتداد لثقافة وخبرات الآباء والأجداد .

2.  دراسة : غزيل فهد رضوان المطيري (2010 ) .

عنوان الدراسة: برنامج مقترح لتدريس جماليات التراث الشعبي الکويتي لتنمية الخبرة الفنية لدى طالبات کلية التربية الأساسية ، ، رسالة ماجستير غير منشورة ، کلية التربية الفنية ، جامعة حلوان .

هدفت الدراسة إعداد برنامج تدريسي لجماليات التراث الفني الشعبي في دولة الکويت التنمية الخبرة الفنية لطالبات کلية التربية الأساسية، قياس مدى فاعلية البرنامج المقترح في تنمية جوانب الخبرة الفنية لطالبات کلية التربية الأساسية بالکويت . منهج الدراسة ينبع البحث المنهج الوصفي التحليلي في وصف وتحليل واستخلاص فيم وجماليات التراث الفني الشعبي الکويتي، وأيضا تحلیل جوانب الخبرة الفنية خلال عمليات التعليم والتعلم، وکذلک تحليل للبرامج التدريسية التي تناولت جماليات التراث الشعبي في بيئات متعددة، ويتبع المنهج التجريبي في التحقق من صدق وموثقية وقياس فاعلية أثر البرنامج التدريسي على تنمية الخبرة الفنية. استنتاجات الدراسة

هناک إمکانية لتصميم برنامج تدريسي قائم على استخلاص جماليات التراث الفني الشعبي الکويتي يعمل على تنمية جوانب الخبرة الفنية المرتبطة بالمهارات العقلية والحسية لطالبات کلية التربية الأساسية، توجد فروق ذات دلالة إحصائية في نمو مستوى الجوانب المهارية للطالبات في المجموعتين الضابطة باستخدام الطريقة التقليدية والتجريبية باستخدام البرنامج لصالح المجموعة التجريبية.

3.  دراسة : فاطمة علي محمد أشکناني (2007)  .

عنوان الدراسة التعبير عن جماليات التراث الکويتي من خلال مداخلتجريبية في التصوير المعاصر .

وهى توضح علاقة الفنان التشکيلي الکويتي ببيئته وتراثه حيث للنهضة الثقافية والبعثات الدراسية أثرها في تکوين مجموعة من الفنانين التشکيليين والمدرسين الذين أقاموا بتدريس الفن وممارسته، وکانت لفطرية الفنان الشعبية وارتباطه بالبيئة أثرها الواضح على فنونه التشکيلية واستخدامه أبسط الخامات لعرض جماليات تراثه وهي الألوان حتى وصل إلى التعمق بالمدارس الفنية المعاصرة والذي بدأت تتشعب فروعها في جميع بقاع العالم، ففي أي فن من الفنون وبأي حضارة نجد أن الفنان قد تأثر بأحد هذه المدارس الفنية وبالتالي نرى أهمية دخول عدة مداخل فنية في العمل التشکيلي الواحد ومنها المداخل التجريبية وما توصله من إحساس لعرض الفکر والقيم التراثية الخاصة بالفنان، وکانت مشکلة البحث والتي تکمن في عدم استخدام الفنان الکويتي المداخل التجريبية لعرض جماليات التراث الکويتي واقتصر فنه على استخدام الريشة واللون وتقنياتهما على الرغم من إبداعاتهم المميزة في مجال الفنون التشکيلية والبحوث والدراسات العلمية وهذا يدل على امتلاکهم لفکر ابتکاري ولغة تشکيلية قادرة على تحقيق ثراءاً فنياً في الحرکة التشکيلية، کما توضح الباحثة في أهداف الدراسة التعرف على المداخل التجريبية المختلفة والمعاصرة في التصوير والکشف عن الأسس والأساليب والتقنيات وأهم النتائج التي وصلت لها هذه المداخل والإفادة من تلک المداخل في التعبير عن جماليات التراث الکويتي ، وکانت أهمية الدراسة والتي تکمن بأهمية الجانب التشکيلي والرؤى الجديدة وآفاق من الخبرة تکشف عن حيثيات لا عهد لها قد تکون من صميم الفنان کتراث بلده، وممارسته للأسلوب التجريبي تجعل لوحاته مشوقة لثرائها بالعناصر وتعطي فرصة أکبر للفنان للبحث عن حلول جديدة فيضيف قيمة الاستمرارية، واستخدمت الباحثة المنهج التحليلي والتجريبي

أهم النتائج التي توصلت لها وهي أن التجريب في الفن فکر يقدم بدائل وحلول جديدة تشمل معاني غير مألوفة تعرض الجوانب الجمالية للموضوع الواحد بما تتضمنه من مداخل وقدرة إبداعية .

4.  دراسة : سالي محمد علي شبل (2000) .

عنوان الدراسة" السير والملاحم في التصوير الشعبي کمثير لإبداع طلاب التربية الفنية في مجال التصوير ":

تهدف هذه الدراسة إلى التوصل لمداخل جديدة للتصوير من خلال دراسة بعض السير والملاحم في التصوير الشعبي مما تعد مثيراً لإبداع الطلاب في مجال التصوير ، وإثارة الإبداع في مجال التصوير لدى طلاب التربية الفنية عن طريق الکشف عن السمات الفنية في السير والملاحم الشعبية التي تناولها الفنان الشعبي والفنان الحديث في مجال التصوير ، وتفترض الدراسة وجود علاقة إيجابية بين دراسة السير والملاحم في التصوير الشعبي وإيجاد مداخل جديدة للتصوير لدى طلاب التربية الفنية ، کما تفترض وجود علاقة بين المداخل الجديدة المستمدة من السير والملاحم الشعبية وإثارة الإبداع في التصوير لدى طلاب التربية الفنية .

5.  دراسة : أشرف السيد العويلي (1991) .

عنوان الدراسة" الفن الشعبي في التصوير المصري المعاصر ومداخل استخدامه في التربية الفنية ":

تهدف هذه الدراسة في البحث عن مداخل لإستلهام الفن الشعبي من خلال تصنيف أعمال المصورين المعاصرين الذين تأثروا بالفن الشعبي في إنتاجهم ، وإمکانية الاستفادة من تلک المداخل في طريقة تناول الفن عند التدريس في مجال التصوير ، والحلول والمعالجات التشکيلية المعاصرة في أعمال المصورين المصريين الذين تأثروا بالفن الشعبي في أعمالهم ، وتفترض الدراسة للوصول لصياغات ابتکارية عن طريق مداخل لإستلهام الفن الشعبي في التصوير المصري المعاصر ، کما يمکن الاستفادة من هذه المداخل في طريقة تناول الفن الشعبي عند التدريس في مجال الفنون ، وإکتشاف علاقات جديدة ومستحدثة تتيح فرص التجريب لدى الممارس تساعد على بلورة اتجاهه الفني ليحمل في أعماله ملامح مميزة ، کما يحافظ هذا البحث على استمرارية جزء من تراثنا الشعبي وتقوم بعملية إثراء فکري ابتکاري لدى الطلاب من خلال حلول تشکيلية متعددة مستوحاة من الفن الشعبي والتأکيد على مفهوم الأصالة والحداثة في الفن في ضوء التطورات العلمية والثقافية والعملية الابتکارية .

النتائج والتوصيات :

1.   يجب على المصمم الداخلي الإستفادة من التجارب والافکار السابقة والإطلاع على أحدث التقنيات والخامات والإتجاهات الفکرية والفنية بهذا المجال, وتوظيفها بما يخدم الحضارة والثقافة والهوية .

2.   أن غياب الفکر الثقافى عند المصمم الداخلى يکون له اکبر الأثر فى ايجاد فجوه بين المجتمع والمصمم الداخلي.

3.   يشکل تعزيز الهوية الثقافية للحيز الداخلي من خلال التصميم الداخلي للمجتمع الصورة التي تعکس التقدم التکنولوجي والتقني والفني.

4.   إن وضوح الهوية الثقافية للتصميم الداخلى هو الذى يميز حضارة عن أخرى, لانها امتداد للإرث الحضاري والثقافي وامتداد لثقافة وخبرات الآباء والأجداد.

5.   إن الدور الذي يقع على عاتق المصم الداخلي إقناع العملاء بالأفکار البديلة التي تخدم تعزيز الهوية الثقافية للتصميم الداخلي مما يعني ترسيخ الهوية الثقافية .

المراجع :
1.      أبوالفتوح رضوان (1955) : الميراث الثقافي، دار المعارف، القاهرة ، ص 15.       
2.      احمد أمين (1935) :  فجر الإسلام ، لجنة التأليف والترجمة والنشر، الطبعة الثالثة، . الجزء الأول، القاهرة، ص 116. 
3.      احمد شحاتة أبوالمجد ( 1994 )  : عناصر الکائنات الحية في التراث الإسلامي ، بحث  منشور في المؤتمر الثاني للفن العربي المعاصر،جامعة  . اليرموک، الأردن، ص 38  .       
4.      أشرف السيد العويلى: "الفن الشعبى فى التصوير المصرى المعاصر"، رسالة ماجستير، کلية التربية الفنية، . جامعة حلوان ١٩٩١ ، ص ١٣
5.      أشرف السيد العويلي (1991 ) : الفن الشعبي في التصوير المصري المعاصر ومداخل استخدامه في التربية الفنية ، رسالة ماجستير ، کلية التربية الفنية ، جامعة حلوان .
6.      أمل عبدالله ( 2004 )  : تذوق الفنون القبطية والإسلامية ، دار طيبة للطباعة، القاهرة، ص 88.  
7.      أمل نصر( 2007 )  : جماليات الفنون الشرقية وأثرها على الفنون الغربية ، الهيئة العامة .لقصور  الثقافة، القاهرة،ص 107.       
8.      جابر عبد المنعم حجازى ( 1997 ) : الشخصية المصرية فى فن النحت "، المؤتمر العلمي الخامس ،کلية الفنون الجميلة جامعة المنيا .
9.      الحبيب الجنحاتي (2005) : "الکويت بين الأمس واليوم " مرکز البحوث والدراسات الکويتية " الطبعة الأولي الکويت  .
10.   خلود احمد امينٌ حامد العبد (2018) : استخدام تقنيات ثلاثيةٌ الابعاد لتوثيقٌ فنون التراث و الحفاظ عليه .، مجلة العمارة والفنون ، العدد الحادي عشر – الجزء الثانى .، ص 259 . 
11.   رأفت فهمي ميساک ، سعد عبد الحمید محفوظ : طيبة عبد المحسن العصفور (2003) : " البيئة الصحراوية بدولة الکويت " مرکز البحوث والدراسات الکويتية " الطبعة الثانية ، الکويت  .
12.   زعابي حسين الزعابي ( 2002) : التشکيل الکويتي المعاصر وثقافة العولمة ، مجلة بحوث فى التربية الفنية والفنون ، مج 5، ع 5 ، ص 247 .
13.   سالي محمد علي شبل ( 2000 ): السير والملاحم في التصوير الشعبي کمثير لإبداع طلاب التربية الفنية في مجال التصوير ، رسالة ماجستير ، کلية التربية النوعية ، جامعة عين شمس.
14.   سلمى يوسف وهبه على کرار (2018) :  متغيرات التصميم الداخلى بين القيم التراثية و مفاهيم الأستدامة المؤتمر الدولي الثالث: الإبداع والإبتکار والتنمية فى العمارة والتراث والفنون والأداب “رؤى مستقبلية فى حضارات وثقافات الوطن العربى ودول حوض البحر الأبيض المتوسط” الإسکندرية.
15.   شوکت الربيعي ( 1988 )  : الفن التشکيلي المعاصر في الوطن العربي ، الهيئة المصرية . العامة للکتاب، القاهرة ، ص  38 .
16.   طه حسين (1994) :  مستقبل الثقافة في مصر، دار المعارف، القاهرة، ص 6. 
17.   عادل الألوسي ( 2003 ) : الإبداع والعبقرية، دار الفکر العربي، القاهرة، ص 123.       
18.   عبد الرحمن الردادي: حول التصميم الداخلي، مقال ، مجلة البناء، العدد 96
19.   عبد الله عبد الخالق (1999) : العولمة ، عالم الفکر ، ص 75 .
20.   عفيف البهنسي ( 1997) :  الفن العربي الحديث بين الهوية والتبعية ، دار الکتاب  العربي، القاهرة ،ص  ١5.       
21.   غزيل فهد رضوان المطيري (2010 ) : برنامج مقترح لتدريس جماليات التراث الشعبي الکويتي لتنمية الخبرة الفنية لدى طالبات کلية التربية الأساسية ، ، رسالة ماجستير غير منشورة ، کلية التربية الفنية ، جامعة حلوان .
22.   فاضل خلف (1995) : " دراسات کويتية " وزارة الأعلام ، مطبعة حکومة الکويت ، الطبعة الثالثة ، الکويت .
23.   فاطمة علي محمد أشکناني (2007) : التعبير عن جماليات التراث الکويتي من خلال مداخل تجريبية في التصوير المعاصر ، رسالة ماجستير غير منشورة ، کلية التربية الفنية ، جامعة حلوان .
24.   ليلي حسن علام  (2010) : رحلة الفن التشکيلي بدولة قطر ، مجلة الجسرة الثقافية ، وزارة الثقافة والرياضة، قطر .
25.   محمد الجوهري ( 1992 )  :   التغير الاجتماعي ، دار المعرفة الجامعية، الإسکندرية ، ص 42.
26.   محمد عبدالعال عبد السلام: ( 1995 )  :  الهوية الثقافية الفنية وتحديات العصر ، بحث منشور في مؤتمر کلية الفنون الجميلة، الفن والثقافة وآ فاق. القرن ٢١ ، الإسکندرية، ص 449.
27.   محمود البسيونى (1989) : مبادئ التربية الفنية ، القاهرة ، دار المعارف ، ص 13 .
28.   محمود البسيونى( 1994 )  :  أسرار الفن التش کيلي ،عالم الکتب ،الطبعة الثانية ،القاهرة ،  ص 134 .       
29.   محمود امين العالم ( 2007 )  :نهر الفن ، کتاب الجمهورية ، القاهرة  ، ص 105 .       
30.   منى محمد محمد احمد العجرى ( 1999)  :الصيغ التشکيلية للتمائم والأحجبة المعدنية  والإفادة منها فى عمل مشغولات معدنية مبتکرة ،رسالة  ماجستير غير منشورة ، کلية التربية الفنية ،جامعة حلوان ،  القاهرة ، ص 1 .
31.   منير المرسي سرحان ( 1989) : فى إجتماعيات التربية " ، مکتبة الانجلو المصرية ، القاهرة، ص 17 .
32.   هاني خليل الفران (2019) : أهمية دور التصميم الداخلي في تعزيز الهوية الثقافية العربية للحيز الداخلي ، مجلة العمارة والفنون ، العدد الرابع عشر ، ص 601 .
33.   يوسف خليفة غراب (2000) : : "الفن الشعبي الرمز والأسطورة"، زهراء الشرق، القاهرة، ٢٠٠٠ ، ص ٣.
34. H.W.Fowler ( 1976 ) : the concise oxford dictionary,the cloren don press ,u.k,. p. 54 .