مقياس الأعراض الاکتئابية لطلاب المرحلة الثانوية

نوع المستند : مقالات علمیة محکمة

المؤلفون

1 باحث ماجستير

2 أستاذ أصول التربية المشارک بقسم التربية وعلم النفس کلية التربية - جامعة الباحة

المستخلص

الملخص
هدفت هذه الورقة إلى إعداد مقياس الاعراض الاکتئابية لدى طلاب المرحلة الثانوية وتقنينه على البيئة السعودية، وتکون المقياس في صورته النهائية من (36) عبارة موزعة على الأبعاد التالية: الاعراض المعرفية (9) عبارات، الاعراض الوجدانية (8) عبارات، الاعراض البدنية (9)، الاعراض السلوکية (10) عبارات، قام الباحث بتقنين المقياس على عينة استطلاعية قوامها (51) طالباً من طلاب المرحلة الثانوية، وأسفرت نتائج تحليل بيانات العينة الاستطلاعية بإستخدام طريقة الصدق التميزي على قدرة المقياس على التمييز بين المرتفعين والمنخفضين في أبعاد مقياس الأعراض الاکتئابية والدرجة الکلية حيث کانت قيمة "ت" (13.021،16.723، 16.633،15.863،20.949)، کما أظهرت طريقة الصدق التکويني أرتفاع ارتباط العبارات بالأبعاد التي تنتمي إليها، وکذلک ارتباط الأبعاد بالدرجة الکلية للمقياس حيث بلغت (0.955، 0.935، 0.966، 0.948)، کما توصلت النتائج إلى ارتفاع معاملات الثبات على أبعاد مقياس الاعراض الاکتئابية، وعلى الدرجة الکلية للمقياس حيث بلغ معامل ثبات الفا کرونباخ (0.966)، أما معامل الثبات بطريقة التجزئة النصفية فبلغ (0.950)، مما يشير إلى صلاحية المقياس والوثوق وإمکانية الإعتماد عليه.

الموضوعات الرئيسية


مقدمة:

إن تعقيدات الحياة اليومية ساهمت في ظهور العديد من المشکلات الانفعالية والنفسية والسلوکية والاجتماعية والتي من أبرزها انتشار البطالة، وارتفاع سن الزواج، والعنوسة، والانتحار، وخلل في بعض القيم والمعايير السلوکية، وإحساس الشباب بالعجز والإحباط وعدم وضوح الرؤية بالنسبة للمستقبل، وعجز المدارس والجامعات عن تأهيل وإعداد طلابها بما يتلاءم مع مستوى ومتطلبات سوق العمل، والذي أدى بدوره إلى ارتفاع معدلات القلق والاکتئاب لدى المراهقين والشباب، وما واکب ذلک من انخفاض في تقدير الذات لديهم في مقابل مواجهة ضغوط الحياة إلىومية والمستقبل، فأصبح الشباب في حالة من الاضطراب مع نفسه ومع عالمه (إبراهيم، 1998).

ويؤکد زهران (2005) على أن البعض يصف مرحلة الشباب بأنها فترة عواصف وتوتر وشدة تکتنفها الأزمات النفسية وتسودها المعاناة والإحباط والصراع والضغوط الاجتماعية والقلق والمشکلات وصعوبات التوافق، بينما يصفها البعض الآخر بأنها مرحلة نمو عادي، ولکن قد يتخللها اضطرابات ومشکلات يسببها ما يتعرض له الشباب في الأسرة وفي المدرسة والمجتمع من ضغوط.

والاکتئاب يعد جزءاً من الحياة إذا ما نظرنا للفقد الذي يلاحق الإنسان وتکرار خيبات الأمل في کثير من المشاريع النفسية والاجتماعية التي يحاول الإنسان إنجازها، والتي تدفع بالفرد إلى معاناة المشاعر الاکتئابية، بينما هناک من الأفراد الذين يعانون الاکتئاب کمرض حقيقي بصرف النظر عن الفقد وخيبات الأمل لوجود أسس بيولوجية تهيئ الفرد للوقوع في الاکتئاب والاستمرار فيه لفترات طويلة (إبراهيم وعسکر، 2008).

ويذکر زهران (2005) أن الاکتئاب العصابي Depression من أشد الاضطرابات النفسية انتشارا وخطورة بعد القلق.

کما أنه من أبرز الاضطرابات الوجدانية Affective disorders التي تؤثر في حياة الإنسان وتهدد سعادته، لأنه يعطل فعإليات الفرد، ويسلبه القدرة على الاستمتاع بالحياة، وقد يقوده إلى الانتحار، ويعد من أشد الاضطرابات خطورة، لأنه أکثرها شيوعا، ويطلق عليه في بعض الأحيان مصطلح قاتل الذات (سورينسون Sorenson، 1991).   

وتنتشر الاضطرابات الاکتئابية الأساسية بمعدلات عالية نسبياً، فعالمياً يشير برندان برادلي في (ليندزاي وبول، 2000) أن الاکتئاب يعد إحدى الحالات النفسية الأکثر شيوعا، وتفترض بعض الدراسات معدلات تتراوح بين 2.2% إلى 3.5% لاضطراب الاکتئاب الرئيسي- بوصفه أحد فئات الاضطرابات الوجدانية- ومعدلات الاکتئاب العصابي أو البسيط تتراوح ما بين 2.1% إلى 3.8%، ويعتبر الاکتئاب الذي لا يستوفي الشروط الکاملة للدليل التشخيصي والإحصائي الثالث DSM-III-R أکثر شيوعا، ويقدر أن ما بين 9% إلى20% من مجموع السکان يعانون في وقت أو آخر على امتداد أعمارهم من أعراض جوهرية للاکتئاب، وقد قدرت الدراسات السابقة أن النساء اللاتي يعانين من أعراض إکلينيکية للاکتئاب أميل لأن يکن ضعف عدد الرجال.

الهدف من المقياس:

يهدف مقياس الأعراض الاکتئابية إلى توفير تقدير کمي لمستوى الأعراض الاکتئاب لدى طلاب المرحلة الثانوية بصفة خاصة، ومع الأسوياء من المراهقين والشباب بصفة عامة.

خطوات إعداد المقياس:

 وفي سبيل إعداد مقياس الأعراض الاکتئابية قام الباحث بالاطلاع على الأدب النظري والدراسات السابقة التي توافرت له، ثم قام بمراجعة وتحليل بعض المقاييس الخاصة بمتغير الاکتئاب ومنها ما يلي:

1.  مقياس هاميلتون للأکتئاب Hamilton Depression Inventory (HDI) (1986)، والذي يعتمد على التقرير الذاتي، ويتکون من (17) بعدا (مسينتيري وآخرينMcIntyre et al، 2003).

2.  مقياس بيک للاکتئاب الصورة الثانية المختصرة لاختبار بيک (1996) تم ترجمتها وإعدادها للبيئة العربية، کل من:خضر والشناوي (1991)، إبراهيم (1998)، عبد الفتاح (2000).

لم تختلف جميعها اختلافا جوهرياً، وقد أشتمل مقياس بيک على (21) مجموعة تضم کل منها عدد (4) عبارات تعتمد على التقرير الذاتي.

وصف المقياس:  

1. يتکون المقياس في صورته الأولية من (38) عبارة موجزة، تمثل أربعة أبعاد هي:

-      البعد الأول الأعراض المعرفيةوتمثله العبارات (1، 5، 9، 13، 17، 19، 23، 27، 31). 

-      البعد الثاني الأعراض الوجدانية وتمثله العبارات رقم (2، 6، 10، 12، 16، 20، 24، 28، 32، 35). 

-      البعد الثالث الأعراض البدنية وتمثله العبارات (3، 7، 11، 15، 19، 23، 27، 29، 33).

-      البعد الرابع الأعراض السلوکية وتمثله العبارات رقم (4، 8، 12، 16، 20، 24، 28 ،32، 36، 38). 

-      يتم الاستجابة عليها وفق أوزان تتراوح بين تنطبق علي تماماً (3)، وتنطبق علي أحياناً (2)، لا تنطبق مطلقاً (1)،  ولذا تتراوح الدرجة الکلية على المقياس بين (38–114)، وتشير الدرجة العليا إلى ارتفاع مستوى الأعراض الاکتئابية.

خطوات تقنين مقياس الأعراض الاکتئابية:

قام الباحث باختيار عينة استطلاعية قوامها (51) طالب من المراحل الثلاث بهدف التحقق من صدق وثبات مقياس الأعراض الاکتئابية اوذلک وفق الخطوات التالية:

أ – صدق المقياس:

1.           الصدق الظاهري (صدق المحکمين)

قام الباحث بعرض المقياس في صورته الأولية (38) عبارة على مجموعة من الأساتذة المتخصصين في الإرشاد النفسي، والصحة النفسية، ، وعلم النفس، والتربية الخاصة، بهدف إبداء أرائهم حول وضوح العبارات ومدى إنتمائها للبعد الذي تقيسه. وقد ابدى الأساتذة المحکمين بعض الملاحظات والتعديلات على بعض العبارات، بالإضافة إلى اتفاق المحکمين على حذف العبارة رقم (9) في بعد الأعراض المعرفية، والعبارة رقم (11) في بعد الأعراض البدنية، وقد قام الباحث بحذف العبارتان، وتعديل کافة الملاحظات التي اشاروا إليها.

للتحقق من صدق المقياس تم استخدام الصدق التمييزي وصدق البناء التکويني.

2.           الصدق التمييزي:

وهي من أهم الطرق التي تستخدم لبيان صدق المقياس وتقوم على حساب دلالة الفروق بين متوسطات درجات الأفراد ذوي الدرجات المرتفعة على مقياس الأعراض الإکتئابية ومتوسطات درجات الأفراد ذوي الدرجات المنخفضة علي نفس المقياس وعندما تصبح لتلک الفروق دلالة احصائية واضحة فهذا يشير الي صدق المقياس وقام الباحث بحساب الفروق لکل بعد ثم قام بحساب الفروق للمقياس ککل کما يلي:

جدول (3)

دلالة الفروق بين متوسطات درجات أفراد العينة على أبعاد مقياس

 الأعراض الإکتئابية وفقا للنوع (ذوي الدرجات المنخفضة– ذوي الدرجات المرتفعة) (ن =13)

أبعاد مقياس الأعراض الاکتئابية

 

ذوي الدرجات المنخفضة

الإرباعي الإدني

ذوي الدرجات المرتفعة

الإرباعي الأعلي

قيمـة

" ت "

مستوى

الدلالة

م

ع

م

ع

الأعراض المعرفية

18.3077

5.70650

40.6154

2.36426

**13.021

دالة عند مستوي 0,01

الأعراض الوجدانية

16.6923

4.57137

40.2308

2.20431

**16.723

دالة عند مستوي 0,01

الأعراض البدنية

17.4615

4.37065

40.3846

2.36426

**16.633

دالة عند مستوي 0,01

الأعراض السلوکية

18.3846

4.25320

40.8462

2.82389

**15.863

دالة عند مستوي 0,01

الدرجة الکلية

70.8462

14.0762

162.076

6.95775

**20.949

دالة عند مستوي 0,01

(*) دال عند (0.05 a)         (**) دال عند مستوي (0.01 a)

ويشير جدول (3) إلي وجود فروق دالة احصائيا بين متوسطات درجات الأفراد ذوي الدرجات المنخفضة ومتوسطات درجات الأفراد ذوي الدرجات المرتفعة على المقاييس الفرعية والدرجة الکلية لمقياس الأعراض الإکتئابية.

 

شکل (1) ذوي الدرجات المنخفضة والمرتفعة

يوضح الشکل (1) الفروق بين متوسطات درجات الأفراد ذوي الدرجات المنخفضة على مقياس الأعراض الإکتئابية ودرجات الأفراد ذوي الدرجات المرتفعة عل نفس المقياس

ومن خلال الفروق التي توصل اليها الباحث في کل بعد على حده وفي مجموع درجات الأفراد للمقياس ککل يمکن الوثوق في العبارات المقياس وفي صلاحيته.

3.           صدق البناء التکويني

تم حساب معامل الارتباط بين درجات الأفراد على کل عبارة والدرجة الکلية للبعد الذي تنتمي إليه.

جدول (4)

معاملات الارتباط بين العبارات والأبعاد لمقياس الأعراض الإکتئابية (ن = 51)

الأعراض المعرفية

الأعراض الوجدانية

الأعراض البدنية

الأعراض السلوکية

 رقم    
العبارة

معامل الارتباط

 رقم    
العبارة

معامل الارتباط

 رقم    
العبارة

معامل الارتباط

 رقم    
العبارة

معامل الارتباط

1

0.765**

2

0.804**

3

0.592**

4

0.552**

5

0.798**

6

0.764**

7

0.605**

8

0.739**

11

0.591**

9

0.668**

13

0.864**

10

0.781**

15

0.786**

12

0.709**

17

0.748**

14

0.718**

19

0.604**

16

0.743**

21

0.645**

18

0.694**

23

0.730**

20

0.764**

25

0.773**

22

0.712**

27

0.715**

24

0.690**

29

0.748**

26

0.815**

31

0.832**

28

0.760**

33

0.781**

30

0.524**

 

 

32

0.540**

 

 

34

0.805**

 

 

35

0.615**

 

 

36

0.636**

(*) دال عند (0.05 a)         (**) دال عند مستوي (0.01 a)

يتضح من الجدول السابق أن قيم معاملات الارتباط دالة إحصائيا عند مستوى دلالة (0,01).   ثم حساب معامل الارتباط بين درجات الأفراد على الدرجة الکلية للبعد والدرجة الکلية للمقياس.


جدول (5)

معاملات الارتباط بين الأبعاد والدرجة الکلية لمقياس الأعراض الإکتئابية (ن = 51)

أبعاد مقياس الأعراض الاکتئابية

معامل الارتباط

الأعراض المعرفية

0.955**

الأعراض الوجدانية

0.935**

الأعراض البدنية

0.966**

الأعراض السلوکية

0.948**

(*) دال عند (0.05 a)         (**) دال عند مستوي (0.01 a)

يتضح من الجدول السابق أن جميع قيم معاملات الارتباط دالة إحصائيا عند مستوى دلالة (0,01) وهذا يؤکد  التماسک الداخلي للمقياس.

ب – ثبات المقياس:

لحساب ثبات المقياس تم استخدام طريقة ألفا – کرونباخ، وطريقة التجزئة النصفية حيث تعتمد معادلة ألفا کرونباخ على تباينات أسئلة الاختبار، وتشترط أن تقيس بنود الاختبار سمة واحدة فقط، ولذلک قام الباحث بحساب معامل الثبات لکل بعد على انفراد.

أما في طريقة التجزئة النصفية فيحاول الباحث قياس معامل الارتباط لکل بُعد بَعد تقسيم فقراته لقسمين (قسمين متساويين إذا کان عدد عبارات البعد زوجي – غير متساويين إذا کان عدد عبارات البعد فردي) ثم إدخال معامل الارتباط في معادلة التصحيح للتجزئة النصفية  لسبيرمان براون. کما في الجدول التالي:

جدول (6)

قيم معاملات الثبات بطريقة ألفا – کرونباخ  وطريقة التجزئة النصفية (ن = 51)

الابعاد

عدد العبارات

معامل الثبات بطريقة ألفا کرونباخ

معامل الثبات بطريقة التجزئة النصفية

الأعراض المعرفية

8

0.883

0.881

الأعراض الوجدانية

10

0.881

0.868

الأعراض البدنية

8

0.876

0.831

الأعراض السلوکية

10

0.875

0.859

الدرجة الکلية

36

0.966

0.950

يتضح من الجدول السابق أن جميع قيم معاملات ألفا مرتفعة، وکذلک قيم معاملات الثبات بطريقة التجزئة النصفية مما يجعلنا نثق فى ثبات المقياس.

المراجع:
·   إبراهيم، عبد الستار (1998). الإکتئاب: اضطراب العصر الحديث فهمه وأساليب علاجه. سلسلة عالم المعرفة، عدد 239. الکويت: المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب.
·   إبراهيم، عبد الستار وعسکر، عبد الله (2008). علم النفس الإکلينيکي في ميدان الطب النفسي. (ط4)، القاهرة: مکتبة الأنجلو المصرية.
·   خضر،علي السيد والشناوي، محمد محروس (1991). مقياس بيک للاکتئاب. القاهرة: مکتبة الأنجلو المصرية.
·   زهران، حامد عبد السلام (2005). الصحة النفسية والعلاج النفسي. (5)، القاهرة: عالم الکتب.
·   عبد الفتاح، غريب (2000). مقياس الاکتئاب (د-2) BDI-II التعليمات ودراسات الثبات والصدق وقوائم المعايير والدرجات الفاصلة. القاهرة: مکتبة الأنجلو المصرية.
·   ليندزاي وبول (ترجمة) فرج، صفوت (2000) (محررا). مرجع في علم النفس الإکلينيکي للراشدين. القاهرة: مکتبة الأنجلو المصرية.
·    Hamilton M. A rating scale for depression. (1986). J Neurol Neurosurg Psychiatry, 23, 56–62
·    Sorenson, S. B. et al (1991). Depression in the Community. An Investigation into Age of Onset. Journal of Counseling and Clinical Psychology, 59, 4, 341-346.