مقياس الرضا عن الإنجاز الأکاديمي

نوع المستند : مقالات علمیة محکمة

المؤلفون

1 باحث ماجستير

2 أستاذ الصحة النفسية المشارک بقسم التربية وعلم النفس

المستخلص

هدفت هذه الورقة إلى إعداد مقياس عن الرضا عن الإنجاز الأکاديمي لدى طلاب المرحلة الثانوية والتحقق من خصائصه السيکومترية، وتکون المقياس في صورته النهائية من (15) عبارة تقيس مستوى الرضا عن الإنجاز الأکاديمي، والمقياس أُحادي البعد، قام الباحث بتقنين المقياس على عينة استطلاعية قوامها (40) طالباً من طلاب المرحلة الثانوية، وأسفرت نتائج التحليل لبيانات العينة الاستطلاعية عن توافر مؤشرات الصدق والثبات في المقياس، حيث تراوح الصدق بطريقة الإتساق الداخلي بين (0.463-0.841) لجميع عبارات المقياس مع الدرجة الکلية للمقياس، کما أظهرت نتائج التحليل ثبات مقياس حيث بلغ معامل الثبات بطريقة التجزئة النصفية (0.922)، أما ثبات المقياس بطريقة ألفا کرونباخ فبلغت قيمته (0.913).

الموضوعات الرئيسية


مقدمة:

يعد الإنجاز الأکاديمي من المتغيرات الهامة في مجال التربية وعلم النفس، ويعود ذلک لکونه يرتبط بالمدى الذي يوظف فيه الفرد طاقته ويحقق ذاته، فجميع الأفراد في المؤسسات الرسمية وغير الرسمية  تحث أفردها على ضرورة الإنجاز الأکاديمي ، فالأسرة تشجع أبنائها على تحقيق أعلى مستويات التقدير في دراستهم، والمعلمون وغيرهم من أفراد المجتمع، حتى أصبح الإنجاز الأکاديمي هو الهدف الأساسي الذي يسعى إليه کل طالب في مساره التعليمي، کما يعتبر دليل عما يعتقده الطالب عن نفسه من امتلاک القدرات والمهارات اللازمة للنجاح الأکاديمي.

وقد عرفه سالم (2000) بأنه الرغبة والسعي للتغلب على الصعوبات والعوائق لتحقيق النجاح والرضا عن الأداء.

وقد اشارت نتائج دراسة محمد والوقاد (2011) إلى أن انخفاض الدافعية ارتبط بشکل مرتفع بانخفاض التحصيل الدراسي والرضا عن الحياة الأکاديمية، وأن مؤشر الدافعية يفرق بين المرتفعين والمنخفضين في الإنجاز والرضا عن الحياة الأکاديمية.

کما يرتبط الإنجاز الأکاديمي بدرجة کبيرة بالتوافق الدراسي وبالرضا عن الحياة الأکاديمية حيث أشار ريتش Rich, 2006)) في محاولته للکشف عن العلاقة بين مستويات الأمل والمؤشرات الأکاديمية والنفسية للتوافق الدراسي أن المراهقين مرتفعي الأمل يختلفون عن المراهقين منخفضي الأمل في التوافق الدراسي والرضا عن الحياة الأکاديمية.

والفرد الصحيح نفسياً من وجهة نظر الشرقاوي (1983) هو الشخص الذي يعي دوافع سلوکه، مؤثراً في البيئة من حوله بفاعلية وإنشائية، موجهاً للمثيرات المختلفة الواقعة على الآخرين ومهيئاً لهم الفرصة للإستجابة التکيفية، مستشعراً السعادة والرضا من جراء ذلک، ويصبح أسلوبه هذا طريقة في الحياة.

ويوضح الفنجري (2007) أن الرضا عن الحياة أحد مؤشرات الصحة النفسية الإيجابية للفرد، وهي ترتبط بالعديد من الابعاد والتي ياتي منها بالنسبة للطلاب في المراحل الدراسية الرضا عن الإنجاز الأکاديمي، والثقة بالنفس والتفاؤل وتقدير الذات، وأن من خصائص الأفراد منخفضي الرضا عن الحياة الإحساس بالاکتئاب، والشعور بالوحدة، والإحساس بالقلق، والغضب.

ويعدهنريموري 1939 Morray  (في الفرماوي، 2000) منأوائلالذيناستخدموامصطلحالحاجةإلىالإنجاز Need of Achievement فيمجالعلمالنفسويراهافيتغلبالإنسانعلىالمصاعبوالعوائقالتي يمکنأنتواجههفيسبيلالقيامبالعملوإنجازالأداءعلىنحوجيدوفيأقصروقتممکنکمايرتبط الإنجازبکلممنالعملوالمنافسة،ويحددهاأيضابأنهاالرغبةأوالميلإلىعملالأشياءبسرعة،وعلى نحوجيدبقدرالإمکان.

ويرىأبوحطب (1983) أنالإنجازهوتحقيقشيءصعب،والتحکمفيالموضوعاتالفيزيقيةأو الکائناتالبشريةأوالأفکاروتناولهاوتنظيموأداءذلکبأکبرقدرمنالسرعةوالاستقلاليةوالتغلب علىالعقبات،وتحقيقمستوىمرتفعمنالتفوقعلىالذاتومنافسةالآخرينوالتغلبعليهموزيادة تقديرالذاتعنطريقالممارسةالناجحة .

ويُعرف " بأنهإکمالالفردأوتحقيقهلبعضالأهدافالتيحددهاالمجتمعأوحددهاالفرد لنفسه،وفيعلمالنفسالتربوييشيرالمصطلحإلىمستوىمحددمنالحذقوالکفاءةفيميدانالعمل الأکاديميأوالمدرسيسواءبصفةعامةأوفيمهارةمعينةکالقراءةأوالحساب (جابر وکفافي، 1988).

هدف المقياس:

يهدف مقياس الرضا عن الإنجاز الأکاديمي إلى تحديد مستوى شعور طلاب المرحلة الثانوية بالرضا عن التحصيل الدراسي، والإنجاز الأکاديمي.

وصف المقياس:

يتکون المقياس من (15) عبارة تقيس الرضا عن الإنجاز الأکاديمي، ويطبق المقياس بشکل فردي أو جماعي، کما تعتمد استجاباته على التقرير الذاتي للمفحوص، وذلک وفق تدرج (تنطبق- أحياناً-لا تنطبق)، وتعطى کل استجابة درجات موزونة تتراوح من 1-3، وتشير الدرجة المرتفعة إلى شعور الطالب بالرضا عن الإنجاز الأکاديمي.

خطوات إعداد المقياس:

1.  الاطلاع على الأدب النظري والدراسات السابقة المرتبط بالإنجاز الأکاديمي.

2. الاطلاع على عدد من مقاييس الإنجاز الأکاديمي حيث لم يتاح للباحث الإطلاع إلا على مقياس الإنجاز الأکاديمي (إعداد الحامد، 1996). بينما معظم الدراسات اعتمد في قياسها للإنجاز الأکاديمي على المعدل التراکمي أو التحصل الدراسي ومن هذه الدراسات دراسة خليل وعبد الرحمن (1989)، ودراسة محمد (2005)، ودراسة الفنجري (2007)، ودراسة بسيوني (2011)، ودراسة التح (2012).

3. قام الباحث في ضوء ما سبق بصياغة عبارات المقياس والتي بلغ عددها (15) عبارة، يستجيب عنها الطالب فق مدرج (تنطبق- أحياناً-لا تنطبق)، تعطى التقديرات (3-2-1) على الترتيب، بحيث تتراوح درجة الطالب على المقياس بين (45-15) درجة.

صدق المقياس:

صدق الاتساق الداخلي Internal Consistency Validity:

قام الباحث بحساب صدق الاتساق الداخلي للمقياس، وذلک للتحقق من مدى ارتباط مفردات المقياس بالدرجة الکلية للمقياس، وذلک بحساب معاملات الارتباط بين کل مفردة  وبين الدرجة الکلية للمقياس ککل، والجدول التالي يوضح ذلک:

جدول (2)

معامل الارتباط بين کل عبارة من عبارات المقياس والدرجة الکلية للمقياس  (ن = 40)

م

الفقرة

معامل الارتباط

1

أشعر بالرضا عن أدائي داخل الفصل.

0.642**

2

أقوم بعمل کل التکليفات الدراسية.

0.612**

3

اتغلب على المشکلات التي تواجهني في المدرسة.

0.542**

4

يدفعني هدفي إلى العمل الجاد بالمدرسة.

0.771**

5

أتعاون مع زملائي في إنجاز بعض الواجبات.

0.726**

6

أبذل قصار جهدي لتنفيذ واجباتي.

0.708**

7

أتغلب على الصعوبات التي تواجهني بالعمل الجاد.

0.557**

8

أتعلم أشياء کثيرة ومفيدة في المدرسة.

0.742**

9

أُتقن أعمالي أکثر من زملائي بالفصل.

0.463**

10

اقوم بتسليم واجباتي في الفصل في موعدها.

0702**

11

أسعي لکل جديد للتميز بين زملائي داخل الفصل.

0.841**

12

أستطيع الحصول على تقديرات مرتفعة في مقرراتي.

0.745**

13

أحصل على المدح والثناء من المعلمين داخل الفصل.

0.673**

14

أقوم بالأعمال الصعبة في الدراسة.

0.614**

15

أستطيع التفوق على زملائي داخل الفصل وفي المدرسة.

0.737**

    (**) دال عند مستوي 0.01     

يتضح من جدول (2) أن جميع معاملات الارتباط بين کل عبارة والدرجة الکلية للمقياس دالة عند مستوى (0.01)، کما أنها ارتباطات مرتفعة، ويشير ذلک إلى ترابط هذه العبارات مع الدرجة الکلية للمقياس، ويوضح ذلک الاتساق الداخلي للمقياس وصلاحيته للتطبيق.

ثبات المقياس:

1-      الثبات بطريق التجزئة النصفية:

وفي هذه الطريقة تتم تجزئة المقياس إلى نصفين، ويعطى کل فرد درجة في کل نصف، أي أننا نقسم المقياس إلى صورتين متکافئتين، ولضمان التکافؤ يجب أن يتضمن النصف الأول المفردات الفردية، ويحتوي النصف الثاني على المفردات الزوجية، وتستخدم طريقة التجزئة النصفية لحساب الثبات عندما لا تتساوى الانحرافات المعيارية لنصفي الاختبار، وأيضا يمکن الاعتماد عليها في حالة تساوي الانحرافات المعيارية، والجدول التالي يوضح قيمة معامل الثبات لجوتمان (أبو علام، 2007).

جدول (3)

قيمة معامل الثبات بطريقة التجزئة النصفية (ن = 40)

نصفي مقياس الرضا عن الإنجاز الأکاديمي

المتوسط

الإنحراف المعياري

معامل الإرتباط

معامل الثبات

النصف الفردي

17.62

2.874

0.856

0.922

النصف الزوجي

15.55

2.691

يتضح من الجدول السابق ارتفاع قيمة معامل الثبات بطريقة التجزئة النصفية وهو ما يشير إلى الثقة في ثبات المقياس.

2-     الثبات عن طريق معامل ألفا – کرونباخ:

قام الباحث بحساب معامل الثبات باستخدام اختبار ألفا کرونباخ Alpha Cronpach، حيث إنه أنسب الطرق لحساب ثبات الأوزان المستخدمة في البحوث المسحية کالمقياس، حيث يوجد مدى من الدرجات المحتملة لکل فقرة، وذلک وفقا للمعادلة التالية:

جدول (4)

قيمة معامل الثبات بطريقة ألفا – کرونباخ  (ن = 40)

مقياس الرضا عن الإنجاز الأکاديمي

عدد العبارات

معامل الثبات بطريقة ألفا کرونباخ

الدرجة الکلية

15

0.913

يتضح من الجدول السابق أن قيمة معامل ألفا مرتفعة مما يجعلنا نثق فى ثبات المقياس.

المراجع:
-     الفرماوي، حمدي علي (2000). رکائز البناء النفسي. القاهرة: ايتراک للطباعة والنشر والتوزيع.
-     أبو حطب،فؤاد (1983). القدراتالعقلية.القاهرة: مکتبةالأنجلو المصرية.
-     أبو علام، رجاء محمود (2007). مناهج البحث في العلوم النفسية والتربوية. ط6، القاهرة: دار النشر للجامعات.
-     بسيوني، سوزان بنت صدقة بن عبد العزيز (2011). التفاؤل والتشاؤم وعلاقتهما بالإنجاز الأکاديمي والرضا عن الحياة لدى عينة من الطالبات الجامعيات بمکة المکرمة، مجلة الإرشاد النفسي، مصر، ع4، 68-114.
-     التح، زياد خميس رشيد (2012). دور کل من توقع الأداء المستقبلي ودافع الإنجاز في التحصيل الأکاديمي لدى طلبة جامعة آل البيت، مجلة جامعة الملک سعود-العلوم التربوية والدراسات الإسلامية، السعودية، مج24، ع1، 267-283.
-     جابر،عبدالحميدجابروکفافي،علاء (1988). معجمعلمالنفسوالطبالنفسي. القاهر:دار النهضةالعربية .
-     الحامد، محمد معجب (1996). قياس دافعية الإنجاز الدراسي على البيئة السعودية، مجلة رسالة الخليج العربي، مکتب التربية العربي، ع58، 131-169.
-     خليل، محمد بيومي، عبد الرحمن، طه عبد الملک(1989). القلق وعلاقته بالإنجاز الاکاديمي والمهني لدى طلاب الکليات المتوسطة بسلطنة عمان دراسة ميدانية، مجلة کلية التربية ، جامعة طنطا، مصر،ع7، 215_ 226.
-     سالم، رفقه (2000). أساليب المعاملة الوالدية وعلاقتها بدافع الإنجاز الدراسي لدى طالبات کليات المجتمع في الأردن. أطروحة دکتوراه (غير منشورة). الجامعة المستنصرية، کلية التربية.
-     الشرقاوي، مصطفى خليل (1983). علم الصحة النفسية. بيروت: دار النهضة العربية للطباعة والنشر.
-     الفنجري، حسن عبد الفتاح حسن (2007). الأمل وعلاقته بالسعادة الذاتية والإنجاز الاکاديمي. المؤتمر العلمي الثامن للتربية (جودة واعتماد مؤسسات التعليم العام في الوطن العربي)، مصر، مج2، 1428-1405.
-     محمد، أحمد حسن حمدان، والوقاد، مها (2011). دور استراتيجيات الاستذکار والتعلم في التنبؤ بالتحصيل الدراسي والرضا عن الحياة الأکاديمية لدى طالبات شعبة الطفولة بکلية التربية. مجلة کلية التربية، مج27، ع1، 275-221.
-     محمد، أحمد طه (2005). الذکاء الوجداني قياسه وعلاقته بالنوع والإنجاز الاکاديمي دراسة عبر ثقافية، العلوم التربوية، مصر، مج13، ع1، 29_88.
-        Rich, Gilman, (2006). Relative levels of Hope and their relationship with academic and psychological indicators Among adolescents. Journal of social & clinical Psychology, 25, 2, 166-168.