نوع المستند : مقالات علمیة محکمة
المؤلفون
1 باحث ماجستير
2 أستاذ الصحة النفسية المتفرغ بکلية التربية- جامعة دمياط
3 مدرس علم النفس التربوي بکلية التربية- جامعة دمياط
الموضوعات الرئيسية
مقدمة:
هناک اهتمام متزايد من جانب علماء علم النفس بطلاب الجامعة ودراسة کافة جوانب شخصيتهم العقلية والنفسية والاجتماعية بغرض تنمية طاقاتهم ومواجهة مشکلاتهم وتعديل اتجاهاتهم المنحرفة والتعرف على العوامل المؤدية إليها.
وظهر في الآونة الأخيرة من القرن العشرين داخل المجتمع المصري وخاصة داخل فئة الشباب الجامعي مشکلات عديدة تتنافى مع أخلاق المجتمع المصري وتقاليده السائدة، وتضر بتماسک الأسرة واستقرارها وبالتالي أمن واستقرار المجتمع.
وکان بين هذه المشکلات التي ظهرت تلک التي تسمى بالزواج العرفي والتي انتشرت بصورة ملحوظة بين طلبة وطالبات الجامعات المصرية، وهذا ما تؤکده دراسة (أحمد درويش، 2002؛ السر أحمد سليمان، 2007) مما يوحي بانفصالهم عن مبادئ وشرائع دينهم وقيم وعادات وأعراف مجتمعهم، وبالتالي عجزهم عن تحقيق ذواتهم وإثبات وجودهم على نحو شرعي أصيل وإطار اجتماعي مقبول.
ولما کان شباب الجامعة انتشر بينه هذا النوع من الزواج أو الارتباط غير الشرعي خارج نطاق الأسرة الطبيعي لتصبح ظاهرة تکمن خطورتها في انتشارها بين هذا الشباب الذي هو على عتبة الرجولة أو الأنوثة الکاملة، وفي بداية تحمل المسئولية سواء بالنسبة للمجتمع أو ما يتعلق به کفرد قائم بذاته.
وقد أثبتت الدراسات التي أجريت حول تلک الظاهرة داخل الجامعات أن نسبة انتشاره تنذر بالخطر الشديد حيث وجد أن (31) طالب وطالبة من بين (510) طالب وطالبة متزوجون عرفيًا (فاطمة مصطفى 1998: 60؛ أحمد درويش، 2002: 3؛ السر أحمد سليمان، 2007).
ويشير الجهاز المرکزي للتعبئة العامة والإحصاء أن عقود الزواج العرفي في المجتمع ککل بلغت (149 ألف و232) عقد عام (2017) وبنسبة (16.4%) من جملة عقود الزواج، ويقع العدد الأکبر من حالات الزواج العرفي بين الإناث في الفئة العمرية بين (18-20) سنة بعدد (101 ألف و 50) حالة، يليها الفئة العمرية من (20-25) سنة بعدد (32 ألف و 113) حالة. بينما يقع قدر العدد الأکبر من حالات الزواج العرفي بين الذکور في الفئة العمرية بين (25-30) سنة بعدد (66 ألف و 279) حالة، يليها الفئة العمرية (20-25) سنة بعدد (34 ألف و 346) حالة (النشرة السنوية لإحصاءات الزواج والطلاق، 2018: 60-63).
ومما يزيد من خطورة هذا الزواج العرفي أنه يتم شفاهة أو بعقد شخصي قد يستحضر فيه شاهدين دون أي ضوابط قانونية أو حقوق شرعية وخاصة للفتاة المتزوجة بتلک الطريقة (فارس محمد، 2001: 66). ومما يزيد من خطورته أيضًا الأزمات التي يشکلها حيث نشاهد أن هناک (75) ألف قضية نسب في المحاکم المصرية رغم التوعية بمخاطره.
لذا کان من الضروري أن تسترعي هذه الظاهرة اهتمام وانتباه الباحثين لدراستها، والتعرف على العوامل المؤدية إليها، ووضع الحلول اللازمة لمواجهتها والحد منها، ومن هنا جاء موضوع البحث الحالي والذي تحاول الباحثة من خلاله التعرف على العمليات الأسرية المرضية المؤدية إلى الاتجاه نحو الزواج العرفي.
فمن حق الشباب أن يتزوج بطريقة شرعية، حيث أن الزواج هو القناة الشرعية والوسيلة الأساسية الوحيدة التي على أساسها تقوم الأسرة الطبيعية ويتحدد في إطارها طبيعة العلاقة الدائمة بين الرجل والمرأة والأبناء کما شرعها الله؛ وهي الوسيلة التي يقرها ويوافق عليها المجتمع ويحدد لها مجموعة الضوابط والمعايير والأسس الاجتماعية والأخلاقية المنظمة لها (أحلام محمد وهاشم علي، 2007: 1037)
وللزواج نظم اجتماعية صارمة لا يحيد عنها الأفراد والخروج عنها بعد غير مستحب اجتماعيًا، کما أن الزواج والنظم الخاصة به من أهم مقومات التنمية البشرية والاجتماعية (Hamamsy, 1994)، ووقاية للنفس البشرية من الأمراض، وهو الوسيلة الشرعية لإشباع المطالب والحاجات النفسية للفرد بصورة تحفظ للإنسان کرامته ومکانته، وبه تنمو الصلات الاجتماعية وتقوم به الأسرة السليمة، ويجنب المجتمع الانحلال الخلقي (لبنى عبد الرحمن وأخرون، 2017).
والزواج الشرعي بذلک يرتبط بالصحة النفسية والجسمية للزوجين إلا أنه عندما يتحول إلى زواج عرفي فإنه يعتبر خروجًا على معايير الصحة النفسية السوية، ومن آثاره توقع انتشار أشکال مختلفة من الاضطرابات النفسية (هبة محمد، 2003: 1؛ أحمد درويش، 2002: 2).
ويرى البعض (محمود أبو النيل، 2001: 31؛ جمال تفاحة، 2001؛ هبة محمد، 2003: 1) أن الزواج العرفي يعتبر زواج حالة وليس زواج سمة وهذا يشير إلى أنه حلًا لحالة مؤقته يمر بها الفرد يشبع من خلاله حاجاته الجنسية والنفسية، وهو يتم باندفاعية ودون تروي، فلا يکتب له الاستمرار عکس الزواج الطبيعي الذي تقره الأديان السماوية، والذي يعتمد على الاختيار الجيد والمشورة الأسرية وفقًا لمعايير المجتمع مما يؤدي إلى الشعور بالأمن والثقة المتبادلة بين الزوجين.
للأسرة وما يسودها من علاقات أسرية خاطئة دور بارز في اندفاع الشباب نحو الزواج العرفي، ويأتي في مقدمة هذه العلاقات الأسرية طبيعة العلاقة بين الوالدين، ثم طبيعة علاقات کل منهما بکل فرد في الأسرة وتوقعاته منه والتزاماته نحوه، وما يسود تلک العلاقات من صراعات قد تنشأ بين کل فرد وآخر من الأسرة واحتمال اتخاذ الفرد من الآخرين في الأسرة وسائل لتحقيق غايته.
فالعلاقات السائدة بين الوالدين لها أهمية کبيرة في حياة الآبناء ونموهم النفسي، حيث يتوقف نوع العلاقة على طبيعة نمط الحياة داخل الأسرة، والعلاقات التي تجمع بين الوالدين تنعکس على شخصية الأبناء، فنوع العلاقات يؤثر تأثيرًا کبيرًا على الجو السائد في المحيط الأسري کأن يتسم بالهدوء أو بالتوتر والمشاحنات، فالعلاقات التي يسودها الحب والتفاهم والاحترام بين الأبوين ينعکس إيجابيًا على الأبناء وتحقيق الاستقرار والاتزان النفسي لهم. بينما العلاقات التي يسودها النفور وسوء الفهم والمشاجرات غالبًا ما تجعل لدى الأبناء مشاعر الضيق والتوتر وتولد لديهم سلوکات مضطربة.
ويشير علاء کفافي (2010: 10) أن الأسر المضطربة تنتج أطفال مضطربين، وأن ما يعاني منه الأطفال من اضطرابات ما هو إلا عرض من أعراض اضطرابات الأسرة، کما أشارت الدراسات (أحمد الکندري، 1992؛ عبير شاهين، 2005: 149) أن العلاقات الأسرية على علاقة بما يصاب به الأبناء من انحرافات واضطرابات سلوکية.
ويرى جمال حلمي (2009: 11) أن العلاقات (العمليات) الأسرية محددة لسلوک الأعضاء لأنها قد تؤثر في اتجاهاتهم وتوقعاتهم ودوافعهم، فهي مؤثرة على شخصية الأبناء وأن هذا التأثير يختلف باختلاف إدراک الأبناء لهذه العمليات الأسرية.
کما أن العلاقات الأسرية في الوقت الراهن أصبحت أکثر تعقيدًا وتغيرًا تبعًا للتغيرات الحياتية والتکنولوجية الحديثة التي دخلت على الأسرة بصورة مفاجئة حتى أصبحت العلاقات الأسرية غير مواکبة لهذه التغيرات بالإضافة إلى کثرة المشکلات التي تواجهها الأسرة والتي انعکست على أداء الأسرة لوظائفها، وهذا يزيد من أهمية دراسة العلاقات الأسرية وآثارها على تکوين شخصية الأبناء.
ويرى علاء الدين کفافي (2010: 156) أنه يجب أن نتجه أولًا نحو دراسة العمليات الأسرية اللاسوية قبل أن نتجه نحو دراسة العلاقات الأسرية السوية، فالعلاقات اللاسوية تشيع مناخًا أسريًا غير سوي، وهي التي تسود الأسرة المولدة للمرض لاضطرابها.
وهذا ما أخذت به الدراسة الحالية، حيث تناولت العمليات الأسرية اللاسوية (التبادلية الکاذبة-المثلث غير السوي-الانحرافات الأسرية-التعمية-الانقسامات في الأسرة- الرابطة المزدوجة)، التي يعيشها الطالب الجامعي في أسرته، والذي يمر بمرحلة مهمة في حياته للانتقال من طور الاعتماد على الآخرين إلى طور الاعتماد على النفس وبناء أسرة المستقبل، وقد تلعب هذه العمليات الأسرية المرضية دورًا في تحديد سلوکه خارج نطاق الأسرة ومدى إقباله على السلوکات غير المتوافقة مع معايير المجتمع مثل الزواج العرفي.
وتتناول الدراسة الحالية للزواج العرفي من زاوية الاتجاهات من قبل الشباب، يمکننا من التنبؤ بما يکون عليه سلوک الشباب في المستقبل، فالاتجاه من حيث أنه استجابة ضمنية وإن بدت لفظية فإنه يعد مؤشرًا ومنبئًا بالسلوک، وقد يکون وراء هذا السلوک بناء معرفي ومعتقدات وعواطف خاطئة سابقة عليه ويقبلها الفرد.
فالاتجاهات التي يتبناها الآبناء إنما تتکون في نطاق الأسرة ومن خلال العلاقة مع الآباء، والابن الذي يعيش في أسرة ممزقة منعدمة الأمن والطمأنينة يشب قلقًا محطمًا نفسيًا ومزعزع الفکر ويسلک سلوک غير طبيعي وقد يعرضه هذا النقص إلى الاندفاع والتهور وعقد علاقات عاطفية خارج الإطار المتعارف عليه من المجتمع (کوثر رزق، 1998؛ هبة محمد، 2003: 3).
مشکلة الدراسة
من خلال وسائل الإعلام وتواصل الباحثة مع زميلاتها بالجامعة لاحظت تعالي الأصوات التي تشکو من انتشار ظاهرة الزواج العرفي وسط طلاب الجامعات، وکذا من اطلاع الباحثة على الإحصاءات الصادرة من الجهاز المرکزي للتعبئة والإحصاء في هذا الشأن والتي تشير إلى تزايد الطلب على توثيق عقود الزواج العرفي وقضايا النسب بالمحاکم حيث أشارت إحصائية الجهاز المرکزي للتعبئة والإحصاء لعام (2017) تزايد نسبته بين الشباب في الفئة العمرية (20-25) سنة وهي تقابل مرحلة التعليم الجامعي حتى وصلت إلى 16% من جملة عقود الزواج، وقد أثبتت الدراسات التي تناولت ظاهرة الزواج العرفي داخل الجامعات تزايد نسبة المتزوجين عرفيًا حتى أصبحت تمثل (7%) من حالات الزواج بين طلاب الجامعات (فاطمة مصطفى، 1998: 60؛ أحمد درويش، 2002: 3). مع إيمان الباحثة أنه ليس هناک دليلًا قاطعًا على أن ممارسة الزواج العرفي وسط طلاب الجامعات بالذات لذلک رأت الباحثة أنه من الضروري معرفة اتجاه طلاب الجامعة نحو الزواج العرفي.
فالاهتمام بقضايا الشباب الجامعي ومشکلاتهم تمثل اهتمامًا بمستقبل الأمة ويعد مؤشرًا مهمًا على وعي وإدراک المجتمع تجاه هذه الفئة التي تمثل شريحة عريضة يجب أن يهتم بها ورعايتها رعاية حقة لأنهم العنصر الأساسي في إحداث التنمية والتقدم للمجتمع.
کما أنه باستعراض الدراسات السابقة بشأن الفروق بين الجنسين في الاتجاه نحو الزواج العرفي، نجد أنه هناک دراسات وجدت فروقًا بين الجنسين ولصالح الذکور (سيد عبد العظيم ومحمد عبد التواب، 1999، سجود يحي، 2002؛ هبة علي، 2005؛ أحلام محمد وهاشم علي، 2007؛ ليلى بابکر، 2009؛ لبنى عبد الرحمن وأخرون، 2017). بينما هناک دراسات لم تجد فروقًا بين الجنسين في الاتجاه نحو الزواج العرفي (خالد ناصيف، 2001؛ Bartolac, 2013).
کما أن الدراسات السابقة اختلفت بشأن الفروق على أثر الإقامة (قرية-مدينة) في الاتجاه نحو الزواج العرفي حيث لم تجد دراسة أماني عبد المقصود وتهاني عثمان (2002) فروقًا على أثر الإقامة بينما دراسة لبنى عبد الرحمن وأخرون (2017) وجدت فروقًا على أثر الإقامة ولصالح الإقامة في القرية.
وباستعراض الدراسات السابقة التي تناولت الزواج العرفي وعلاقته بالمناخ والعلاقات الأسرية انتهت إلى أنه هناک أسباب أسرية متعددة تکمن وراء الزواج العرفي ومنها التفکک الأسري (ثروت إسحاق، 2001)، وعدم النضج الاجتماعي وعدم تحمل المسئولية (Rathee& Shergill, 2018) وضعف الضبط والصراع الأسري (أماني عبد المقصود وتهاني عثمان، 2002) وغياب دور الأسرة الرقابي (ميرفت الشربيني، 2004) والمعاملة الوالدية السلبية (ليلى بابکر، 2009)، ولم تتناول العلاقات الأسرية ممثلة في العمليات الأسرية المرضية (التبادلية الکاذبة-التعمية- الانحرافات في الأسرية-الانقسامات في الأسرة- الرابطة المزدوجة).
ولهذا کله سعت الدراسة الحالية إلى التعرف على العلاقة بين العمليات الأسرية المرضية والاتجاه نحو الزواج العرفي ولدى طلاب الجامعة في ضوء متغير النوع (ذکور-إناث) والإقامة (قرية-مدينة).
وفي ضوء ما سبق يمکن للباحثة صياغة مشکلة دراستها في الأسئلة الآتية:
1. هل تختلف درجات الذکور عن درجات الإناث من طلاب الجامعة على مقياس العمليات الأسرية ومقياس الاتجاه نحو الزواج العرفي؟
2. هل تختلف درجات طلاب الجامعة حسب الإقامة (قرية-مدينة) على مقياس العمليات الأسرية ومقياس الاتجاه نحو الزواج العرفي؟
3. هل توجد علاقة بين درجات طلاب الجامعةعلى مقياس العمليات الأسرية ودرجاتهم على مقياس الاتجاه نحو الزواج العرفي؟
أهداف الدراسة:
تهدف الدراسة الحالية إلى:
1. الکشف عن الفروق بين الجنسين من طلاب الجامعة في إدراک العمليات الأسرية والاتجاه نحو الزواج العرفي.
2. الکشف عن الفروق بين المقيمين في القرية والمدينة من طلاب الجامعة في إدراک العمليات الأسرية والاتجاه نحو الزواج العرفي.
3. الکشف عن العلاقة بين إدراک العمليات الأسرية والاتجاه نحو الزواج العرفي.
وهذا يوضح أثر الجانب البيئي المتمثل في العمليات الأسرية على تکوين الاتجاه نحو الزواج العرفي.
أهمية الدراسة:
1. تنبع أهمية الدراسة من أهمية العينة التي تجرى عليها ومن أهمية المتغيرات التي تتناولها والعلاقة بينها، وذلک يتضح من أن الدراسة الحالية:
2. تجري الدراسة على طلاب الجامعة وهم يمثلون شريحة مهمة في المجتمع لکونهم أمل المجتمع في مستقبل مشرق.
3. تتناول الدراسة ظاهرة الزواج العرفي التي أصبحت موجودة بين کل طبقات المجتمع ولکنها تزداد بصورة ملحوظة لدى الشباب الجامعي، وتعد من عوامل الخطورة لما للزواج العرفي من آثار نفسية واجتماعية سيئة على الشباب والمجتمع، لذا فإن الأمر يدعو لدراستها لمعرفة أبعادها المختلفة والعوامل الکامنة ورائها.
4. تلقي الضوء على مکونات العمليات الأسرية المرضية ومظاهر الاتجاه نحو الزواج العرفي کمفاهيم حديثة في ميدان العلوم النفسية، وعلى علاقتها بالاتجاه نحو الزواج العرفي.
5. تجرى الدراسة في وقت تحول وتغير سريع يمر به المجتمع المصري وانعکست آثاره على العلاقات الأسرية سلبًا والتي من الضروري إعادة بنائها بطريقة ملائمة.
6. نتائج الدراسة تسهم في وضع بعض التوصيات التي تساعد في تقديم برامج إرشادية مناسبة للشباب من جانب المربيين والآباء والإخصائيين النفسيين يمکنهم من الاستفادة بها في حماية الشباب من الإقدام على الزواج العرفي.
7. تضيف الدراسة بعض المقاييس السيکولوجية:
8. الدراسة تعد مکملة لسلسلة الدراسات التي تمت في مجال الزواج العرفي وتفيد الآباء والمعلمين والأخصائيين في تهيئة بيئة أسرية وجامعية ملائمة تساهم في تشکيل شخصية الآبناء على نحو يرضى عنه المجتمع وحمايتهم من مخاطر الزواج العرفي.
9. المفاهيم الإجرائية للدراسة:
1) العمليات الأسرية:
ويقصد بها العلاقات الأسرية المرضية التي تسمم مناخ الأسرة وجعله غير سوي، والذي ينعکس على أبنائها ويزيد معه احتمال ظهور اللاسواء عليهم فتصبح الأسرة مولدة للمرض؛ فهي تشير إلى وجود تفاعل أسري خاطئ ينعکس أثره على صحة أفراد الأسرة (;Bowen, 1994: 45 جابر عبد الحميد وعلاء کفافي، 1995: 2308؛ علاء الدين کفافي، 2010: 23). وهذه العمليات منها:
وتقدر درجة الشاب الجامعي في العمليات الأسرية اللاسوية بالدرجة التي يحصل عليها على الأبعاد الفرعية وبالدرجة الکلية على مقياس العمليات الأسرية _باعتبار أنها تعبر عن مناخ أسري مرضي_ المستخدم في الدراسة الحالية، من إعداد الباحثة
2) الاتجاه نحو الزواج العرفي
تعرفه الباحثة على أنه تنظيم ثابت نسبيًا للنواحي المعرفية والوجدانية والسلوکية تجاه الزواج العرفي، وهذا التنظيم يتراوح بين القبول والرفض التي يبديها الفرد إزاء قضية الزواج العرفي (هبة حسن، 2003: 3؛ أنور راشد، 2010؛ لبنى عبد الرحمن وأخرون، 2017). وهذه الاستجابات تتعلق بالأبعاد الآتية:
وتقدر درجة الطالب الجامعي في الاتجاه نحو الزواج العرفي بالدرجة التي يحصل عليها على الأبعاد الفرعية وبالدرجة الکلية على مقياس الاتجاه نحو الزواج المستخدم في الدراسة، والدرجة المرتفعة على المقياس تعبر تفضيل الإقدام نحو الزواج العرفي.
إطار نظري ودراسات سابقة:
الأسرة تجمع بشري واجتماعي وقانوني، يتحقق في ظل نظام اجتماعي قائم على التفاعل الاجتماعي بين عناصره وبين هذه العناصر والمجتمع الخارجي طبقًا لأدوار اجتماعية محددة تحديدًا دقيقًا (مصطفى جبريل، 1995: 72).
وتعد الأسرة في مقدمة وکالات التطبيع الاجتماعي المسئولة عن التنشئة الاجتماعية لأبناء المجتمع بصورة تتفق مع معاييره، وتنسجم مع قيمه وثقافته لکونها الحضن الذي تنمو فيه بذور الشخصية الإنسانية (إلياس الشامي، 2011: 11). فمن خلالها يتطور الأداء السلوکي للفرد ليوجهه في المواقف الاجتماعية المتباينة وفقًا لما يدرکه الفرد من تفاعلات وعلاقات داخل أسرته.
ويقصد بالعلاقات الأسرية تلک العلاقات التي تقوم بين أدوار الأب والأم والأبناء التي تحددها الأسرة، ويقصد بها أيضاً طبيعة ودرجة الاتصالات والتفاعلات التي تقع بين أعضاء الأسرة الذين يقيمون في منزل واحد، ومن هذه العلاقة التي تقع بين الأب والأم وبين الآباء والأبناء وبين الأبناء أنفسهم.
ويرى فاروق مصطفى جبريل (2014: 35) أن العوامل البيئية الأسرية المدرکة ليس عملًا ذهنيًا فقط بل تکمن خطورته في أنه يؤثر على آراء الفرد في الحياة ومعتقداته عن نفسه وعن الآخرين وکل من يعيش حوله، وأن ما يعتنقه الفرد من آراء حول هذه العلاقات والتفاعلات الأسرية يختلف من ابن لآخر داخل الأسرة لذا يأتي سلوک أبناء الأسرة متباينًا وکل منهم له سمات شخصية مغايرة عن الآخرين.
وقد أولت الدراسات السابقة في مجال العلاقات الأسرية أهمية للتعرف على تأثير الوالدين على الأبناء، وأن هذا التأثير يتزايد من خلال النظر إلى العلاقات والتعامل المتبادل بين الطفل ووالديه، وتأثير کل منهما على الآخر، ووجد أن ذوي الاضطرابات السلوکية الشديدة يعانون من عدم اتساق وتماسک في علاقاتهم مع والديهم (خولة يحي، 2008: 30).
وقد انتهت العديد من الدراسات إلى أن العلاقات الأسرية تؤثر في أنماط سلوک الأبناء وتسهم في تکوين شخصياتهم وخصائصها المستمرة، وتؤثر تلک العلاقات تأثيرًا نسبيًا تبعًا للموضوعات التي تدور حولها العلاقات الأسرية، کما أن أثرها يستمر طوال حياة الفرد في المراحل التالية (محمد علي الدين، 1987: 189؛ (Bbladelis, 1984: 134. ولذلک هناک من يرى أن أفضل طريقة لفهم سلوک الفرد تتحقق بوصفه داخل النسق الأسري الذي نشأ فيه ومن خلاله نشأ سلوک الفرد (صلاح السيد، 1988: 26).
وأدت التغيرات المعاصرة التي يمر بها المجتمع المصري والمشکلات السکانية والاقتصادية والاجتماعية إلى تغير شکل العلاقات الأسرية وآثارها على الأبناء؛ حيث أدت إلى (فاروق مصطفى جبريل، 2014: 23):
وترى الباحثة أن العمليات الأسرية غير السوية تبعد الأسرة عن السواء ما لم تتجنب أخطارها عن طريق أخذها في الاعتبار دائمًا من جانب أعضاء الأسرة، وعن طريق تقديم الرعاية للأسرة وتوعيتها بکيفية تجنبها وتدعيم القيم والأخلاق الحميدة وإقرار عقيدة الإيمان بالله وإضفاء ذلک على سلوکهم من أجل تحقيق حياة أسرية خالية من الصراع.
وقد صارت العلاقات الأسرية في وقتنا الراهن أکثر تعقيدًا وتغييرًا في جميع جوانبها المادية والاجتماعية والروحية، وللتغييرات التکنولوجية الحديثة التي دخلت بصورة فجائية وسريعة على هذه العلاقات جعلها غير مواکبة لهذا التغير بالإضافة إلى کثرة المشکلات التي تواجهه الأسرة الآن والتي تنعکس على شخصية أبنائها وسلوکاتهم. وهذا يزيد من أهمية دراسة العمليات الأسرية الآن ويلقي مسئولية ضرورية لتوفير وتهيئة بيئة أسرية سليمة لتربية النشء (هبة حافظ، 2007: 40-45؛ علاء کفافي، 2010: 10-17).
ومما تقدم يتضح أن العلاقات الأسرية والأساليب التربوية المتبعة في الأسرة لها أبلغ الأثر في تخطيط شخصية الفرد وانعکاسها على سلوکه، فحجم العلاقات وطريقتها أما أن تؤدي إلى تماسک الأسرة أو إلى تفککها، فخريطة العلاقات الأسرية تحدد ملامح شخصية الطفل کالآتي:
ويرى علاء الدين کفافي (2010: 15-35) أنه يجب أن نتجه أولًا: نحو دراسة العلاقات الأسرية اللاسوية الشاذة قبل أن نتجه نحو دراسة العلاقات الأسرية السوية القائمة على العلاقات العادية. ومن ثم يرى أن العمليات التفاعلية غير السوية تشيع مناخًا أسريًا غير سويًا. وهي التي تسود الأسرة المولدة للمرض لاضطرابها، وهذا ما أخذت به الباحثة في دراستها الحالية حيث رکزت على تناول العلاقات الأسرية (العمليات الأسرية) اللاسوية في علاقتها مع الاتجاه نحو الزواج العرفي وعلى اعتبار أن هذه العمليات المرضية مولدة للأمراض الاجتماعية لدى الأبناء.
ومن هذا المنطلق تأتي الدراسة الحالية، حيث تتناول العمليات الأسرية المرضية التي قد يعيشها الطالب الجامعي، الذي يمر بمرحلة مهمة من حياته للانتقال من طور الاعتماد على الراشدين إلى طور الاعتماد على النفس وبناء مستقبله العملي والاجتماعي وتکوين أسرة المستقبل، وأن هذه العمليات المرضية قد تلعب دورًا في تحديد سلوکه خارج نطاق الأسرة ومدى إقباله على بعض السلوکات غير المتمشية مع معايير المجتمع المصري مثل الزواج العرفي، والدراسة الحالية تعد استکمالًا للدراسات السابقة في هذا المجال.
مفهوم العمليات الأسرية وأنماطها Family processes:
ويعرف علاء الدين کفافي (2010: 23) العمليات الأسرية بأنها مجموعة العمليات التي تحدث داخل الأسرة وتعطي نمط للعلاقات داخلها، ونمط هذه العلاقات والعمليات يتمثل في مجموعة من الأبعاد السلبية وهي (التبادلية الکاذبة- التعمية- المثلث غير السوي- کبش الفداء- الرابط المزدوجة- التکتلات- الانقسامات- العادات الخلقية التي لا يرضى عنها المجتمع).
وتعرف الباحثة الحالية العمليات اللاسوية في الأسرة على أنه يقصد بها العلاقات الأسرية المرضية التي تسمم مناخ الأسرة وتجعله غير سوي، والذي ينعکس على أبنائها ويزيد معه احتمال ظهور اللاسواء فهي تشير إلى وجود تفاعل أسري خاطئ ينعکس أثره على صحة أفراد الأسرة (;Bowen, 1994: 45 جابر عبد الحميد وعلاء کفافي، 1995: 2308؛ علاء کفافي، 2010: 24؛ أسماء فتحي، 2015: 65). وهذه العمليات منها: (التبادلية الکاذبة-التعمية- الانحرافات في الأسرية-الانقسامات في الأسرة- الرابطة المزدوجة).
العمليات الأسرية اللاسوية
البيئة الأسرية الغير سوية هي البيئة التي تسودها التفرقة والتباعد بين أفراد الأسرة لوجود خلل في أداء الأسرة لوظائفها، ويترتب على هذا عدم تمتع الأفراد بدوافع کافية للإنجاز والتفوق وعدم حرية التعبير عن الآراء وأيضا عدم الاهتمام بالنواحي الثقافية والعلمية والترفيهية والدينية (زينب غريب، 1993: 15).
1. التبادلية الکاذبة والاضطراب الانفعالي:
وعليه ترى الباحثة أن التبادلية تشير إلى القدرة على تأکيد الذات وتقويمها وتقوية وتأکيد الآخرين لها، فهي سمة صاحبها يتميز بالنضج في المعاملات ويشعر بالانتماء والتعاون والمشارکة.
أما التبادلية الکاذبة تشير إلى العلاقات الأسرية التي لها مظهر سطحي قوامه تبادل العواطف والصراحة والتفاهم رغم أن العلاقات في حقيقتها جافة جامدة. فهي تعبر عن تفاعل خاطئ ومنحرف في الأسرة المولدة للمرض، کما تعبر عن علاقات قائمة على الکذب، کما تخلق ألفة کاذبة على حساب نمو الأعضاء وهويتهم المستقلة؛ وفي ظلها:
2. التعمية والتزييف:
وترى الباحثة أن التعمية: تشير إلى الأوضاع الاجتماعية السيئة داخل الأسرة، والصورة المرضية للأسرة؛ وتشمل المراوغة- الإنکار- ولبس القناع ونسبة مشاعر معينة لشخص والإيعاذ له بأنها مشاعره رغم أنه لم يشعر بها مطلقًا، يکون الأب فيها غالبًا مستغلًا لمشاعر الأم.
3. المثلث غير السوي والمشاعر السلبية:
وترى الباحثة أن المثلث غير السوي يحاول فيه أحد الزوجين _بما لديهم من تبادلية مشاعر غير صادقة_ سحب أحد الأبناء ليکون معه مثلثًا. وهذا شکل من أشکال التفاعلات الأسرية المرضية الخاطئة، ويغلب على هذا المثلث غير السوي أن يتضمن أطراف ليسوا من جيل واحد، وأن هذا التحالف يقابل بالإنکار حتى من الطرف المتحالف نفسه، ويتضمن تحالف الأب مع الابن ضد الأم وکذلک تحالف الأم مع الابن ضد الأب.
4. الانقسامات في الأسرة:
وترى الباحثة أنالانقسامات في الأسرة: هي من صور العمليات الأسرية اللاسوية، وتميز الأسرة المولدة للمرض عن غيرها من الأسرة، وفي ظلها تکون الأسرة ساحة للصراع وليست واحة للسلام، وقد ينجح أحد الوالدين في الاستحواذ على عاطفة واهتمام الأبناء، وهذا الصراع يتم على المستوى الشعوري والمستوى اللاشعوري.
5. الانحرافات في الأسرة:
وترى الباحثة أن الانحرافات في الأسرةتشير إلى أن أحد أفراد الأسرة له عادات خلقية وممارسات لا يرضى عنها المجتمع بما يصم الأسرة بالسوء واللاأخلاقية ويؤدي إلى سوء نظرة المجتمع لها وعزلها عن باقي الأسر، وهذا ينعکس على مفهوم الذات لأعضائها، ويزيد من نمو العمليات المرضية داخل الأسرة.
6. الرابطة الأسرية المزدوجة:
وترى الباحثة أن الرابطة المزدوجة تشير إلى ازدواجية مشاعر الأم تجاه الأبناء أو مشاعر الأم المتناقضة والمشروطة. ويکون فيها الطفل عرضة لاقتراب الأم وابتعادها عنه مما يدفعه إلى الحيرة من أمره؛ فوجود الطفل يثير قلق الأم ومشاعرها السلبية التي تحاول تغطيتها بسلوک صريح مبالغ فيه بحبه؛ ولکنها تفيق ويثير وجوده قلقها مرة أخرى وهکذا؛ ويکون الأب هنا ليس له حضور وليس لديه القدرة على مواجهة تناقضات مشاعر الأم. ومتى أدرک الابن أن مشاعر أمه متناقضة ومشروطة بحبه لها، يبتعد عنها وهنا تحس الأم أنه غير مرغوب فيها فتفکر في عقابه وحرمانه وأنه محتکر من جانبها. وعندما تفشل أنا الطفل في التوفيق بين حالات الأم يعجز عن فهم رسائل الأم والآخرين وإصدار رسائل اتصالية مناسبة من ثم تضطرب أفکاره ومشاعره.
ثالثًا: الاتجاه نحو الزواج العرفي:
انتشرت في المجتمع ظاهرة الزواج العرفي نتيجة لما طرأ على العادات والتقاليد والقيم من تغيرات متلاحقة أدت إلى اختلالها وضياع المبادئ الإنسانية لبعض الأفراد، وأيضاً نتيجة للضغوط الاقتصادية، والتوظيف الخاطئ لبعض المفاهيم الدينية. وغياب دور الأسرة، بالإضافة إلى بعض الأسباب النفسية کعدم القدرة على تحمل المسئولية، والشعور بالنقص، وعن الأسباب القانونية التي تدفع الفرد إلى الزواج العرفي. (سيد عبد العظيم، 2000)
وهذه الظاهرة منتشرة بين طلبة وطالبات المدارس الثانوية والجامعات ولکنها غير ملموسة ولا نشعر بها لکونها مستترة عن الأسرة والمجتمع والقليل منها يصل إلى الشرطة أو القضاء حينما تظهر مشکلة من المشکلات العديدة المترتبة عليها کإثبات النسب (کوثر رزق، 1998: 95).
وموضوع الزواج العرفي يعد من أخطر موضوعات الأسرة والزواج في الوقت الحاضر، خاصة أن تلک الظاهرة قد ازدادت وانتشرت في الآونة الأخيرة، الأمر الذي نحتاج معه إلى دراسات مکثفة في هذا الشأن؛ کي نتعرف على مسببات هذه الظاهرة ونحاول التقليل منها. وتکمن خطورة هذه الظاهرة في أنها انتشرت بين شباب الجامعة الذين يمثلون قوة العمل الأساسية في المجتمع، ويمثلون المستقبل وما يصبو إليه هذا المجتمع. واستدعت هذه الظاهرة انتباه الباحثين لدراستها ووضع السبل اللازمة لمواجهتها والحد منها، والدراسة الحالية جاءت متمشية مع هذا الاهتمام.
تعريف الزواج العرفي
فمصطلح الزواج العرفي يطلق على ثلاثة أنواع من عقود النکاح (أنور راشد، 2010: 163):
- عقد الزواج العرفي الموثق.
- الزواج العرفي غير الموثق بوثيقة رسمية مکتوبة أو غير مکتوبة وهو عبارة عن الإيجاب والقبول بين الرجل والمرأة مباشرة مع حضور شاهدين ودونما حاجة إلى المأذون الشرعي.
- أما النوع الثالث: فهو المتبادر لذهن الکثيرين عند السؤال عن الزواج العرفي، لأنه منتشر وبکثرة بين الشباب، وخاصة طلاب الجامعات، يکون ذلک بکتابة ورقة بين الشاب والفتاة ويعتمدون أنهم بذلک قد أزالوا الحرمانية ويلجأ إليه الشباب دون موافقة الأهل، وهو أکثر انتشاراً من النوع السابق (الزواج دون ولي ومع شهود). وغالباً ما ينتهي هذا الزواج بعد فترة من الزمن عندما يقضي الشاب شهوته من الفتاة وتبدأ مرحلة العذاب للفتاة.
أنواع الزواج العرفي:
الزواج العرفي کما يعرفه الشباب أنواعًا وأشکالًا متعددة مثل: زواج الشفايف، الزواج السري-زواج الدم، زواج الهبة، زواج المسيار (طه برکات، 2000: 310).
وعلى ضوء ما سبق فالزواج العرفي "هو ذلک النوع من العقد أو الزواج أو الارتباط الذي يتنافى مع کافة شروط الزواج الصحيح کما نص عليه في الکتاب والسنة وحتى لو سمي عرفاً فإنه عرفاً باطلاً إذ أن العرف في اللغة هو ضد المنکر، وهو ما تعرفه النفس من الغير وتأنس به وتطمئن إليه وفي الشرع هو ما استقرت عليه النفوس من جهة العقول وتلقته الطبائع السليمة بالقبول.
وعليه فإن الزواج العرفي المقصود في هذه الدراسة هو ما يقوم على (أحمد درويش، 2002: 306؛ مصطفى جبريل، 2008: 146):
- عدم تحقيق مقاصد الزواج الشرعي الصحيح فيه.
- إشباع الرغبة الجنسية هو الدافع
- يتم سراً دون علم الأهل والناس.
- يتم بدون ولى للأنثى
- يفتقد إلى الإشهار والإعلان.
- الآثار الشرعية للزواج الصحيح لا تتحقق في أي صورة من صور الزواج السري أو العرفي وهي (النفقة والمسکن وثبوت نسب الأولاد، وحسن المعاشرة، استحقاق الميراث بينهما، حق الطاعة).
- غياب التوثيق القانوني والشرعي.
- افتقاد الأمن والطمأنينة فالطرفان يلتقيان في الظلام، يتوجسان خيفة من أي حرکة، ويرتعدان من أي صوت لأنهما يعلمان أنهما يرتکبان جريمة ويفعلان حراماً حرمه الله تعالى، وقد يؤدى إلى أبناء يقعون فيما يسمى بزنا المحارم وخاصة عند تعدد الزواج به من جانب الرجل والمرأة واختلاط الأنساب.
نسبة انتشار الزواج العرفي:
هذه الظاهرة کانت موجودة في بعض الأوساط الاجتماعية الخاصة ولکن انتشرت الآن بين معظم طبقات المجتمع وخاصة الشباب من الطلاب والطالبات، والدراسات التي تمت في هذا الشأن (عبير فکري، 2003: 33) تشير إلى انخفاض عقود الزواج الرسمي.
ونسبة انتشار الزواج العرفي متضاربة رغم وجود الظاهرة واعتراف الکثير من مؤسسات المجتمع بها وهذا التضارب يرجع إلى أنه من الصعب تحديد نسبة انتشار الظاهرة للأسباب الآتية (مصطفى جبريل، 2008: 139):
- الزواج العرفي يتم في الظلام وفي سرية.
- من الصعب إثباته إلا باعتراف أطرافه.
- من الصعب إخضاع کافة فئات المجتمع للدراسة.
- تباين نسبة انتشاره بين طبقات المجتمع وفئاته.
- تباين نسبة انتشاره بين الريف والحضر فهو يزيد في المدن عنه في الريف.
أسباب الزواج العرفي:
يتفق علماء الشرع وعلماء علم الاجتماع وعلم النفس الاجتماعي ورجال الفکر على أن أسباب هذه المشکلة کلها ترجع إلى عوامل تربوية تساهم فيها الأسرة والمؤسسات التعليمية ووسائل الإعلام في المجتمع.
وقد أوضحت دراسة أماني عبد المقصود وتهاني عثمان (2002) إلى أن أسباب الزواج العرفي ترجع إلى:
- انشغال الأسرة عن أبنائها وضعف الرقابة الأسرية.
- ضعف علاقات الضبط داخل الأسرة مما يزيد من حدة الصراع داخلها.
- ضعف درجة التدين وعدم التمسک بالقيم والأخلاق وعدم احترام قداسة الطقوس الدينية.
- الاختلاط بلا ضوابط بين الجنسين والعري والمجون المنتشر بين الشباب.
- عدم الفهم الصحيح لمحتوى الزواج ومسئولياته وتبعاته.
کما توجز لبنى عبد الرحمن وأخرون (2017: 221) العوامل المؤدية إلى الزواج العرفي وهي:
1. العوامل الدينية: يتمثل هذا العامل بضعف الوازع الديني، وضعف دور المؤسسات الدينية، وعدم المعرفة بالأحکام الشرعية المتعلقة بالزواج.
2. العوامل الاقتصادية: وتتمثل في انخفاض المستوى الاقتصادي، وضعف أمل الطلاب في الزواج الشرعي، البطالة، عدم القدرة على توفير المسکن، والأثاث، وضعف الدخل الشهري، والمغالاة في المهور.
3. العوامل الاجتماعية: تتمثل في العادات والتقاليد وغياب الضبط الاجتماعي، وارتفاع سن الزواج، الاختلاط في المدارس والجامعات، تأخر سن الزواج لدى الشباب واليأس من الزواج في السن المناسب.
4. العوامل الأسرية: مثل غياب رقابة الأسرة، الحرية الزائدة، القسوة الزائدة، سفر الوالدين وغياب التوجيه الأسري، والتفکک الأسري.
5. العوامل الثقافية: تتمثل في وسائل الإعلام المختلفة، الندوات، الفضائيات، الإنترنت، وسائل الاتصال الحديثة، التقليد، الانفتاح على الثقافات الأجنبية.
کما أوضح مصطفى جبريل (2008: 14) أن أسباب انتشار الزواج العرفي يمکن تصنيفها في ثلاث محاور؛ وهي:
1) دور الأسرة:
تتحمل الأسرة الدور الأکبر في انتشار الزواج العرفي للأسباب التالية:
- عدم قيام الأسرة بدورها التربوي تجاه أبنائها.
- جهل الکثير من الآباء والأمهات بأمور الدين وأساليب التربية السليمة.
- بعض التناقضات السلوکية داخل الأسرة.
- الإشباع المادي المغالى فيه للأبناء.
- الحرية المطلقة في الاختلاط بلا ضوابط مع الجنس الآخر.
- کبت حرية الأبناء وعدم حرية التعبير مما يدفعهم إلى التمرد حتى ولو بالزواج العرفي.
2) دور المؤسسات التعليمية:
تساهم المؤسسات التعليمية في التمهيد للزواج العرفي عن طريق:
- تهميش مادة التربية الدينية في المدارس واستبعادها في الجامعات.
- عدم الاهتمام بالثقافة الإسلامية.
- غياب الاهتمام بتشکيل اتجاهات الطلاب وفق القيم الدينية.
- تراجع الدور التربوي للمعلم.
- عدم تأهيل المعلمين التأهيل المواکب للعصر.
- الاختلاط غير المنضبط.
- ظهور الزواج العرفي لدى المعلمين وهم القدوة.
- انتقال الطلاب لمحافظات أخرى بعيدة عن رقابة الأسرة.
3) دور وسائل الإعلام (طه برکات، 2000):
تساهم وسائل الإعلام في انتشار الزواج العرفي عن طريق:
- إثارة الغريزة الجنسية بالأفلام والکتب والمجلات الجنسية.
- عرض الأفلام ذات المحتوى المتناقض مع قيم وسلوکات المجتمع المصري.
الآثار المترتبة على الزواج العرفي:
المتأمل في هذا النوع من الزواج يجد أنه يتم في سرية بعيدًا عن أعين الأهل والمجتمع، فهو مصحوب بسوء النية من جانب ضعاف النفوس، ولم يستوف الشروط الشرعية والقانونية التي يترتب عليها التزامات وحقوق لأطرافه والأبناء المترتبين عليه.
وهو بهذا الشکل يؤدي إلى (علاء محمد عيد، 1998: 41؛ فاطمة مصطفى، 1998: 75؛ مصطفى جبريل، 2008: 145؛ إبراهيم جابر، 2013: 71):
- ضياع حقوق الزوجة لأنه عرضة للإنکار.
- ضياع الأنساب.
- فشل الزواج لأنه يتم في ضوء طلب المتعة وليس الرغبة في الاستمرار.
- يفتح منافذ الظن السيء والقذف بالزنا لأنه لم يستوف شرط العلانية والإشهار.
- يعد وسيلة لابتزاز الزوجة.
ويضيف أحمد درويش (2002: 308) أن من آثار الزواج العرفي الضارة بالزوجة، أن المحکمة لا تعترف بالزواج إن أنکر الزوج ولم توجد وثيقة زواج رسمية، ويترتب على ذلک ضياع کافة الحقوق الشرعية لها.
کما أن له آثار ضارة بالمجتمع (محمد غنايم، 1997: 99؛ فارس محمد، 2001: 32) هي:
- تصدع الأسرة وتفککها.
- إشاعة الفاحشة في المجتمع.
- اختلاط الأنساب.
ويرى البعض (علاء محمد عيد، 1998: 262؛ محمد جبريل، 1999: 200؛ فاطمة مصطفى، 1998: 75؛ عبير فکري موسى، 2003: 37) أن الآثار النفسية للزواج العرفي تتمثل في الآتي:
- الزوجة تکون معلقة ولا تستطيع الزواج مرة أخرى.
- يتضاعف الشعور بالذنب مع الحمل والولادة، فيؤدي إلى انحرافات سلوکية وخلقية مثل (الانتحار- الإجهاض- القتل- السرقة).
- مزيد من الأعباء المادية على الطلاب والطالبات.
- الکذب والخداع لکتمان زواجهم عن الأهل والأقارب.
- الفشل الدراسي.
- الشعور بالدونية والضعف خاصة عند الفتيات.
- الوصمة الاجتماعية التي تلحق بالفتاة وبأولادها.
- ظهور جيل منحرف اجتماعيًا وأخلاقيًا.
وأشارت کوثر رزق (1998) إلى أن الزواج العرفي الذي ينشأ في السر يجعل العلاقة الزوجية تمتلئ بالخوف والقلق والاضطراب، مما يؤثر سلبًا على هذه العلاقة، فيختفي الحب والدفء ويحل محله الصراع والغضب مما يساعد على تفکک المجتمع وخلق شرائح مضادة فيه.
أساليب مواجهة ظاهرة الزواج العرفي:
ترى الباحثة الحالية أنه يأتي في مقدمة هذه الأساليب ضرورة تصحيح حالات الزواج العرفي التي تمت وتحويلها إلى زواج شرعي موثق، وتبسيط إجراءات المحاکم التي تنظر قضايا الأسرة، وسرعة النظر فيها في وقت لا يزيد عن سنة وواحدة، وقد يکون هذا أحد الحلول اللازمة للقضاء على هذه الظاهرة.
ويرى مصطفى جبريل (2008: 146) أنه في سبيل مواجهة هذه الظاهرة يجب أن تتعاون مؤسسات الدولة المعنية بعملية التنشئة الاجتماعية والدينية في الآتي:
- قيام کل مؤسسة بدورها المحدد في عملية التنشئة الاجتماعية والتعاون مع المؤسسات الأخرى.
- توعية الأسر بأساليب التربية الصحيحة.
- القضاء على مظاهر الانحراف في الشارع المصري.
- التوعية بضوابط الاختلاط بين الجنسين.
- التوعية الدينية للشباب بأحکام فقه الزواج، وعدم شرعية الزواج العرفي دينيًا ومجتمعيًا.
- توعية المجتمع بآثاره السلبية کضياع الحقوق الشرعية للزوجة، اختلاط الأنساب.
- عدم إتاحة الفرصة أمام ضعاف النفوس لإضفاء الشرعية على هذا النوع من الزواج.
کما يرى طه برکات (2000: 331) أن الصحافة ووسائل الاتصال المسموعة والمرئية يمکن ان تقوم بدور حيوي في مجال محاربة هذا الزواج العرفي کما يلي:
1) الصحافة:
- الکف عن أساليب الإثارة الصحفية من خلال الصور الفاضحة.
- تناول قضايا الشباب بالشرح والتحليل والتوعية بالحلول.
- عمل لقاءات مع حالات واقعية مرت بتجارب زواج عرفي وبيان آثارها السلبية.
- تخصيص مساحة ثابتة للتوعية بفقه الزواج والأسرة.
- إجراء حوارات بين الشباب ورجال الدين والعلماء في مجالات مختلفة لترشيدهم وتثقيفهم.
2) وسائل الاتصال المسموعة والمرئية:
- زيادة الوقت المخصص للبرامج الدينية، والاعتماد على رجال الدين الثقات.
- عمل برامج توعية للشباب بکافة مشاکلهم وحلولها.
- الحوار مع الشباب في المدارس والجامعات والنوادي.
- الامتناع عن عرض المشاهد العدائية، والمثيرة جنسيًا.
- تناول هذه الظاهر في الأعمال الدرامية وبيان آثارها السلبية.
يمکن تعريف الاتجاه نحو الزواج العرفي بأنه تنظيم ثابت نسبيًا للنواحي المعرفية والوجدانية والسلوکية تجاه الزواج العرفي، وهذا التنظيم يتراوح بين القبول والرفض التي يبديها الفرد إزاء قضية الزواج العرفي (هبة حسن، 2003: 3؛ أنور راشد، 2010؛ لبنى عبد الرحمن وأخرون، 2017). وهذه الاستجابات تتعلق بالأبعاد الآتية:
1. مکاسب الزواج العرفي: وتتحدد في الاعتقاد بأنه يمکن أن ينتهي في أي وقت دون تبعات، وأنه لا يکلف کثيرًا مقارنة بالزواج الرسمي، وأنه يحقق المتعة والسعادة مع حرية مغلوطة.
2. الزواج العرفي هروب من تحمل المسئولية: حيث يعبر الزواج العرفي عن الأنانية وعدم الأخذ في الاعتبار ما يجب أن يترتب على الزواج، ففيه هروب من تحمل مسئوليات الزواج الرسمي.
3. المشکلات الناجمة عن الزواج العرفي: والتي تنتج عن افتقاده لمقومات الزواج الرسمي، وما يترتب عليه من أضرار للفرد والمجتمع وضياع الحقوق للمرأة وإهدار کرامتها.
4. تفضيل الزواج العرفي: وذلک باعتباره علاقة مؤقتة تنتهي في أي وقت؛ مع سهولة التحرر من التزامات الزواج الرسمي.
والاتجاه الإيجابي نحو الزواج العرفي يشير إلى الإقدام على الزواج العرفي باعتبار أن الاتجاه له تأثير دينامي وموجه للسلوک حيث أن الاتجاه الإيجابي يوجد حالة من التهيؤ المعرفي تعمل في صورة أفکار ومعتقدات تسبق الإقدام على الزواج العرفي، فقد بين (آرون بيک) أن وراء کل سلوک بناء معرفياً ومعتقدات سابقة لظهوره، کما أن طريقة تفکير الفرد وکيفية إدراکه وتفسيره لما يرد له من معلومات تتوقف أساساً على محتوى التفکير المعرفي للفرد، وهذا التکوين المعرفي لا يحدد طريقة تفکير الفرد وإدراکه وتفسيره للأحداث فقط، بل أنه يحدد انفعاله وسلوکه ونظرته إلى ذاته وعلى عالمه ومستقبله، ومن ثم فإن الزواج العرفي لابد أن يسبقه تکوين معرفي يقبله (هبة محمد، 2005: 3).
تکوين واکتساب الاتجاه نحو الزواج العرفي:
الاتجاهات تتکون عن طريق کل أو بعض عدد من العوامل وفي مقدمتها (مصطفى جبريل، 1995: 145؛ علاء الدين کفافي، 1998):
1. التقليد: تتکون الاتجاهات بفعل عوامل التقليد والمحاکاة والبحث عن الأمن، ويظهر أثر هذه العوامل بصورة واضحة في تعلم الطفل للاتجاهات داخل الأسرة فکثير من اتجاهات الأبناء هي اتجاهات للآباء اکتسبوها منهم عن طريق التقليد والمحاکاة.
2. التوحد: من خلال توحد الفرد مع الأخرين الذين يعجب بهم أو يخاف منهم أو لرغبة في الحصول على رضاهم وعطفهم، فإنه يتعلم کثيرًا منهم ويتبنى کثيرًا من اتجاهاتهم، فتبني الابن لاتجاهات والده هي نتيجة من نتائج توحد الابن بالوالد.
3. الخبرة والأثر: خبرة الفرد المباشرة وغير المباشرة وتجاربه الشخصية مع موضوع الاتجاه من العوامل التي تساعد على تکوين الاتجاه، ويشترط في ذلک تکامل الخبرة وتکرارها وحدتها وتمايزها وانتقالها.
وإذا کان الاتجاه تنظيمًا مکتسبًا ينظم استجابات الفرد نحو مثيرات البيئة فإن الفرد يکتسب هذا التنظيم عن طريق التعلم، ويخضع هذا الاکتساب لقوانين التعلم وانتقال أثر التدريب. فاتجاهاتنا ومشاعرنا نحو الأشخاص والأشياء مرتبطة بالنتيجة أو الأثر سارًا أقبلنا عليها وکونا اتجاهًا إيجابيًا، والعکس عندما يکون الأثر مؤلمًا کونا نحوها اتجاهًا سالبًا، فالفرد يکون اتجاهات إيجابية أو سلبية نحو الموضوعات المختلفة حسب خبرته مع هذه الموضوعات وحسب الأثر المرتبط بها، کما أنه يعمم أثر هذه الخبرات على کل المثيرات المصاحبة أو المقترنة بالموضوع (علاء الدين کفافي وأخرون، 1988).
1. المعلومات: على أساس أن المعلومات التي تستقر في عقولنا عن موضوع معين نبدأ في تکوين الاتجاه نحو هذا الموضوع، لأن أي موضوع في الأصل يتصل بالحيدة، ونحن الذين نعطيه صفات السلب أو الإيجاب عندما نکون نحوه اتجاهًا ما. وهذا الاتجاه يتکون حسب ما يستقر لدينا عن هذا الموضوع من معلومات ومعان. ومن ثم فإن اتجاهات الفرد تتشکل بتأثير المعلومات التي يتعرض لها.
2. إشباع الحاجات: الفرد في محاولته التعامل مع مختلف المشکلات لإشباع حاجته يکون اتجاهات معينة نحو الأشياء والأشخاص والموضوعات التي ترتبط بهذه الحاجات أو تشبعها فإشباع الحاجات يلعب دورًا مهمًا في تعلم کثير من اتجاهاتنا وطرق تعاملنا مع البيئة والدليل القوي على ذلک أن الطفل يتعلم اتجاهاته نحو والديه من خلال قيامهما برعايته وإشباعهما لحاجاته البيولوجية والنفسية والاجتماعية.
3. ثقافة المجتمع: العوامل الثقافية السائدة في أي مجتمع تؤثر في تکوين اتجاهات الفرد.
4. الانتماء للجماعة: معظم الاتجاهات التي تتکون وتنمو لدى الفرد لها مصدرها ودعمها في الجماعات التي ينتمي إليها الفرد، وهذه الاتجاهات تعکس قيم ومعتقدات ومعايير تلک الجماعات بل أن استمرار الفرد في التمسک بتلک الاتجاهات لا يتأتى إلا إذا حصل على الدعم والتعزيز من الأعضاء الآخرين الذين يتشابهون معه من أعضاء هذه الجماعات.
5. سمات الشخصية: سمات الشخصية تعمل أحيانًا کعامل انتقائي يجعل الفرد يتبنى اتجاهات معينة ويرفض اتجاهات أخرى، وقد أکدت البحوث أن نمط الشخصية يجعل الفرد يختار من بين المتاح له من الاتجاهات وما يتفق مع نمط شخصيته وبنيتها.
کما تأکد أن بعض استجابات الأفراد على مقاييس الاتجاهات تدل على طرق معاملتهم مع المشکلات والصعوبات الشخصية حيث يقوم الفرد بتحويل صعوبات الشخصية الداخلية إلى قضايا خارجية وبذلک يختزل القلق الذي يعاني منه.
ويرى البعض أن الفترة الحاسمة لتکوين معظم الاتجاهات الخاصة بالفرد تقع من سن الثانية عشر والثلاثين، ويقال إن الاتجاهات تتبلور حوالي في الثلاثين ولا تميل للتغير بعد ذلک (عبير فکري مرسي، 2003: 17).
وترى الباحثة أنه من خلال هذا الراي يتضح أن فترة الشباب أو فترة الجامعة يتبلور فيها الکثير من الاتجاهات ومنها الاتجاه نحو الزواج العرفي، فالشباب مرحلة نمو لها ثقافتها الخاصة التي تعبر عن مجموعة من القيم والآراء وأنماط السلوک التي تحظى بالموافقة والقبول في هذه الفترة العمرية.
1- دراسات تناولت العمليات الأسرية وعلاقتها بالاتجاه نحو الزواج العرفي.
دراسة محمود عودة وثروت إسحق (۲۰۰۱):
حيث استهدفت هذه الدراسة وصف اتجاهات الشباب المرتبطة بالزواج العرفي حيث طبقت الدراسة على عينة قوامها (۳۹۰) طالب وطالبة بکلية الآداب جامعة عين شمس، وقد اعتمد الباحثان في جمع بيانات الدراسة على استبيان طبق على عينة البحث، وتوصلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج توضح أهم الأسباب والعوامل المؤدية إلى الزواج العرفي في مصر. ويرى أکثر من (50%) من عينة الدراسة أن الزواج العرفي نزوة عارضة تنتهي بانتهاء قضاء حاجة الشباب منها. وکذلک من عوامل إقدام الشباب على هذا النوع من الزواج التفکک الأسري سواء کان بالطلاق أو الهجر أو الوفاة، کما أشارت الدراسة إلى عامل النضج العقلي والاجتماعي عند من يقبل على هذا النوع من الزواج وعدم تحمل المسئولية، کما أن هذا الزواج يعتبر نوع من الدعوة إلى التحرر من العادات والقيم والأخلاقيات المتفق عليها في المجتمع.
وأوصت الدراسة بضرورة إجراء المزيد من البحوث والدراسات حول هذا الموضوع لزيادة وعي الشباب بالمخاطر التي تترتب على هذا النوع من الزواج والتأکيد على أهمية دور الجامعة في هذا المجال.
دراسة أماني عبد المقصود وتهاني عثمان (۲۰۰۲):
استهدفت الدراسة الوقوف على طبيعة العلاقة بين اتجاهات الشباب الجامعي نحو الزواج العرفي وأشکاله وأسبابه ومدى انتشاره بين الشباب من الجنسين بالريف والحضر، والوقوف أيضًا على دراسة العلاقة بين اتجاهات الشباب الجامعي نحو الزواج العرفي في علاقته بالمناخ الأسري السائد في الأسرة المصرية، وقد تم تطبيق الدراسة على عينة قوامها (296) من طلاب جامعة المنوفية بکليات التربية، وتوصلت الدراسة إلى عدة نتائج توضح أسباب الزواج العرفي من وجهة نظر الطلاب منها:
دراسة مرفت الشربيني (۲۰۰4):
استهدفت هذه الدراسة التعرف على مدى وجود اختلافات بین مستوى وعي الشباب الجامعي لمشکلة الزواج العرفي وکذلک ماهية الزواج العرفي والمتغيرات المجتمعية المؤدية إليه مع وضع تصور مقترح للخدمة الاجتماعية في تنمية وعي الشباب الجامعي لمشکلة الزواج العرفي وقد قامت الباحثة بتطبيق الدراسة على عينة قوامها (252) طالب وطالبة بالفرقة الرابعة بالمعهد العالي للخدمة الاجتماعية بالمنصورة، وقد اعتمدت الباحثة في جمع بيانات الدراسة على مقياس وعي الشباب الجامعي لمشکلة الزواج العرفي، وتوصلت الباحثة في دراستها لمجموعة من النتائج منها: - ضعف مستوى وعي الطلاب بماهية الزواج العرفي ومن أهم عوامل اندفاع الشباب للزواج العرفي هي:
ضعف عوامل الضبط داخل الأسرة وغياب دور الأسرة في التنشئة الاجتماعية لأبنائها، وعدم توافر القدوة داخل الأسرة، والتفکک الأسري والنزاعات المستمرة، وانتشار الاختلاط بين الجنسين وضعف القيم والوازع الديني لدى الشباب، ووجود الفجوات بين الأجيال. وعوامل أخرى مثل زيادة نسبة البطالة وارتفاع تکاليف الزواج الرسمي.
وأوصت الدراسة بضرورة تفعيل دور أجهزة رعاية الشباب لشغل وقت فراغ الشباب بما يعود عليهم بالنفع، توظيف استراتيجية التغيير الإنمائي، مع التأکيد على ضرورة التخطيط لمواجهة وحل مشکلات الشباب التي قد تدفعه إلى الزواج العرفي، أهمية نشر الوعي بين الشباب من الناحية الدينية وتنمية القيم الإيجابية والوازع الديني، إجراء المزيد من الدراسات لمساعدة الشباب على نبذ المفاهيم الخاطئة التي تقودهم إلى السلوکيات السلبية ومنها الزواج العرفي.
دراسة (منار خضر، 2009):
هدفت هذه الدراسة إلى: إلى الکشف عن العلاقة بين طبيعة المناخ الأسرى لدى الشباب الجامعي وبين وعيهم بدوافع الزواج العرفي، إيجاد الفروق بين طبيعة المناخ الأسرى لدى شباب الجامعة في ضوء الخصائص الديموغرافية للعينة، وإيجاد الفروق بين وعى الشباب بدوافع الزواج العرفي في ضوء الخصائص الديموغرافية للعينة، استخدمت الدراسة المنهج الوصفي التحليلي، والمنهج التجريبي، بلغت عينة الدراسة (184) طالب وطالبة من مستويات اجتماعية واقتصادية مختلفة، أما العينة التجريبية فقد تکونت من (25) طالب وطالبة، واستخدمت الدراسة استمارة بيانات عامة واستمارة المناخ الأسرى (رودلف موس، 1975)، واستبيان دوافع الزواج.
وقد توصلت نتائج الدراسة إلى: وجود علاقة ارتباطية ذات دلالة إحصائية بين أبعاد المناخ الأسرى وبين مستوى الوعي بدوافع الزواج العرفي عند مستوى دلالة (0.001)، ووجود فروق ذات دلالة إحصائية بين طبيعة المناخ الأسرى لدى شباب الجامعة في ضوء المتغيرات الديموغرافية المختلفة عند مستويات دلالة (0.001، 0.01)، وأيضا وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين الوعي بدوافع الزواج العرفي بين الشباب تبعاً للمتغيرات الديموغرافية المختلفة عند مستويات دلالة (0.001، 0.01).
دراسة ليلى بابکر محمد (2009):
هدفت هذه الدراسة إلى: التعرف على اتجاهات طلبة وطالبات الجامعات نحو الزواج العرفي وعلاقتها بالقبول والرفض الوالدي کما يدرکه الأبناء وبعض الحاجات النفسية وفقاً لکلاً من (النوع، والمستوى الدراسي، والتخصص، ونوع الشهادة، والعمر)، واستخدمت الدراسة المنهج الوصفي، وتمثل مجتمع الدراسة في جميع طلبة وطالبات المستويين الثاني والنهائي بالجامعات الحکومية والأهلية بولاية الخرطوم، وبلغ حجم العينة (480) طالباً وطالبة مناصفة بين الذکور والإناث تم اختيارهم باستخدام أسلوب المعاينة العشوائية الطبقية المتساوية.
وتوصلت نتائج الدراسة إلى: أنه تتسم اتجاهات الطلبة والطالبات نحو الزواج العرفي بالسلبية، ووجود فروق ذات دلالة إحصائية في اتجاهات طلبة وطالبات الجامعات نحو الزواج العرفي تعزى لکل من (النوع، ومسمى الجامعة، والتخصص الدراسي)، وعدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية في اتجاهات طلبة وطالبات الجامعات نحو الزواج العرفي تعزى لکل من متغير (المستوى الدراسي –الثاني - النهائي، نوع الشهادة – سودانية – عربية).
دراسة (Rathe & Shergill, 2018):
هدفت هذه الدراسة إلى: إلى التعرف على العلاقة الوالدية وأثرها على الاتجاه نحو الزواج والمرافقة بين المراهقين، لقد تغير المجتمع الذي نعيش فيه تغيراً کبيراً خلال السنوات القليلة الماضية، ولم يعد الناس يعبئون بفکرة الزواج، بعض الناس يميلون إلى الخوف من الفشل لذلک، يترددون في الزواج بسبب الفشل، ويختار بعض الناس عقد الزواج لأنهم لا يريدون أن يتحملوا المسئولية المرتبطة بالزواج. فالأطفال الذين يشهدون نزاعات في حياتهم الزواجية لوالديهم أو رأوا انفصال والديهم بسبب مشاکل وقضايا مختلفة، قد يطورون أيضاً مواقف سلبية تجاه الزواج، کذلک قد يجذبهم نحو علاقة قبل الزواج، بالنظر إلى هذه العوامل، تم تصميم الدراسة الحالية لدراسة الاتجاه للمراهقين نحو الزواج والمرافقة، تم تقييم تأثير بنية الأسرة (سليمة مقابل منفصلة) على مواقف المراهقين تجاه العلاقة الزوجية، وذلک باستخدام عينة من (180) فتاة مراهقة (18- 19 سنة) من عائلات مستقرة/ منفصلة.
أشارت النتائج إلى: أن المراهقون ذوي العائلات المستقرة يميلون إلى فکرة الزواج التقليدية بينما المراهقين ذوي العائلات المنفصلة التي تشيع المشاکل بينهم يميلون نحو فکرة العلاقة غير الرسمية.
تعقيب:
- تباينت أهداف الدراسات السابقة من حيث الهدف فدراسة محمود عودة وثروت إسحاق (2001) وصفت اتجاهات الشباب المرتبطة بالزواج العرفي وأسبابه، ودراسة أماني عبد المقصود وتهاني عثمان (2002) ودراسة منار خضر (2009) تناولت العلاقة بين المناخ الأسري والزواج العرفي، ودراسة ميرفت الشربيني (2004) تناولت وعي الشباب بمشکلة الزواج العرفي والمتغيرات المؤدية إليه، ودراسة ليلي بابکر (2009) هدفت إلى التعرف على اتجاهات الشباب نحو الزواج العرفي وعلاقته بالقبول والرفض الوالدي، ودراسة (Rathe & Shergill, 2018) تعرفت على العلاقة بين العلاقات الوالدية وأثرها على الاتجاه نحو الزواج العرفي.
- أجريت أغلب الدراسات السابقة على طلاب الجامعات والمراهقين حيث أنهم هم المقبلون على الزواج.
- أظهرت نتائج الدراسات السابقة أن هناک أسباب متعددة تدفع الشباب إلى الزواج العرفي:
- کما أظهرت أن الاتجاه نحو الزواج العرفي اتسم بالسلبية (ليلى بابکر، 2009) وأنه لا توجد فروق على أثر الإقامة في القرية والمدينة في الاتجاه نحو الزواج العرفي (أماني عبد المقصود وتهاني عثمان، 2002).
- ويلاحظ أن هذه الدراسات لم تتناول العلاقة بين العمليات الأسرية المرضية کما هي في الدراسة الحالية في علاقتها بالاتجاه نحو الزواج العرفي، ولهذا فإن الدراسة الحالية تحاول التعرف على ذلک.
2- دراسات تناولت اتجاه الشباب نحو الزواج العرفي
دراسة هبه على (2005):
هدفت هذه الدراسة إلى: محاولة الکشف عن طبيعة اتجاهات الشباب نحو الزواج العرفي، والتعرف على مدى العلاقة بين درجات الطلاب والطالبات في الاتجاه الإيجابي نحو الزواج العرفي ودرجاتهم في أبعاد تقدير الذات، والشعور بالوحدة النفسية، واستقرت عينة الدراسة على (85) طالباً، و(105) طالبة تراوحت أعمارهم بين 18-23 سنة ومتوسط عمر الطلاب 16-20 سنة وذلک من کليتي الآداب والتربية.
وقد توصلت نتائج الدراسة إلى: وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسط الطلاب والطالبات في الاتجاه الإيجابي نحو الزواج العرفي إلى جانب الذکور، وهذا يعود إلى أن الذکور أکثر معاناة، ووجود ارتباط موجب دال إحصائيا بين الاتجاه نحو الزواج العرفي وبين الشعور بالوحدة النفسية لدى الطلاب فقط، وأيضا وجود ارتباط موجب دال إحصائيا بين درجات الطلاب والطالبات في الاتجاه الإيجابي نحو الزواج العرفي ودرجاتهم في التقييم السلبي للذات.
دراسة أحلام محمد وهاشم على (2007):
هدفت هذه الدراسة إلى: تحديد اتجاهات الطالبات بالجامعة نحو الأسباب التي تدفعهن إلى الزواج العرفي، وتحديد اتجاهات الطالبات بالجامعة نحو الأضرار المجتمعية المترتبة على الزواج العرفي، وتحديد اتجاهات الطالبات بالجامعة الأضرار الذاتية المترتبة على الزواج العرفي، واستخدمت الدراسة المنهج الوصفي التحليلي، وتکونت عينة الدراسة من (900) من طالبات الجامعات.
وتوصلت نتائج الدراسة إلى: التقليد الأعمى للثقافة الغربية، محاولة الشباب وضع الأسرة أمام الأمر الواقع، وضعف الشباب في سن المراهقة أما سلطان الغريزة الجنسية ومحاولة إفراغها بأي شکل، وفقدان التکامل العاطفي داخل الأسرة حيث أن ذلک يؤدى إلى عدم إشباع الحاجات النفسية للأبناء مما يدفعهم إلى اللجوء إلى طرق ووسائل أخرى لإشباع حاجاتهم.
دراسة السر احمد محمد سليمان (۲۰۰۷):
استهدفت هذه الدراسة التعرف على أهم العوامل التي تقي الشباب من الانحرافات الجنسية وکذلک الاستفادة من هذه العوامل في تصميم البرامج التربوية والإرشادية لوقاية الشباب من الانحرافات الجنسية وأوضح الباحث في دراسته أن هناک العديد من العوامل المهينة للشباب للوقوع في براثن الانحراف الجنسي منها تهيئة الظروف مثل الاختلاط بين الذکور والإناث، وکذلک الإغراء اللفظي بما يسمعه الشباب من کلمات و عبارات جارحة وخارجة عن نطاق الأخلاق والقيم، الإغراء النفسي وما يمر به الشباب في مرحلة المراهقة من هيجان الدافع الجنسي عند الشباب وعدم التعامل معه بالشکل الصحيح، کثرة التحرش الجنسي بين الجنسين.
دراسة أنور راشد (2010):
هدفت هذه الدراسة إلى: معرفة اتجاهات طالبات کلية التربية جامعة أم درمان الإسلامية نحو الزواج العرفي، واستخدمت الدراسة المنهج الوصفي التحليلي، وتکونت عينة البحث من (332) طالبة تم اختيارهن بالطريقة العشوائية الطبقية والبسيطة، واستخدم الباحث في الدراسة مقياس الاتجاه نحو الزواج العرفي الذى أعده (خالد عفيف).
وتوصلت نتائج الدراسة إلى: أن اتجاهات طالبات کلية التربية جامعة أم درمان الإسلامية تتسم بالسلبية نحو الزواج العرفي، وأنه لا توجد فروق دالة إحصائيًا في اتجاهات الطالبات نحو الزواج العرفي حسب نوع السکن (داخلي- خارجي)، کما توصلت الدراسة إلى أنه توجد فروق في اتجاهات الطالبات نحو الزواج العرفي غير دالة إحصائيًا تعزى للتخصص (علمي- أدبي) وأخيراً توجد فروق دالة في اتجاهات الطالبات نحو الزواج العرفي حسب المستوى الصفي لصالح طالبات المستوى الأول.
دراسة ليلى بابکر (2010):
هدفت هذه الدراسة إلى:التعرف على نسبة من لديهم اتجاهات إيجابية نحو الزواج العرفي السري من بين الطلبة الجامعيين المسلمين بولاية الخرطوم، وتقصي خصائص هذه الحالات في ضوء کل من النوع، الجامعة، المستوى الدراسي، نوع الشهادة الثانوية.
وتوصلت نتائج الدراسة إلى: أن هناک 3.1% من الشباب الجامعي المسلم بولاية الخرطوم لهم اتجاهات إيجابية نحو الزواج العرفي السري، وعن ارتباط الاتجاهات الإيجابية نحو الزواج العرفي السري بکل من الطالب الذکور والجامعات المختلطة. کما بينت النتائج أن نسبة من لديهم اتجاهات إيجابية نحو الزواج العرفي السري بالمستوى الجامعي النهائي أکبر من نظيرتها لدى طلبة المستوى الجامعي الثاني، کما أن هذه النسبة أقرب لدى الطلبة الحاصلين على الشهادة الثانوية السودانية مقارنة بالحاصلين على الشهادة الثانوية من الدول العربية.
دراسة (Bartolac, 2013):
هدفت هذه الدراسة إلى: فحص اتجاهات الطلاب نحو التعايش على طريقة الأزواج، بلغت العينة 417 طالباً تتراوح أعمارهم بين (18- 36). وانتهت الدراسة إلى: العثور على إحصائية غير متجانسة إحصائياً بين غالبية الطلاب الذين يفضلون المواقف نحو المعاشرة کتحضير للزواج وأولئک الذين ينظرون بالمعاشرة کشکل من أشکال ترتيبات المعيشة الدائمة بين الشرکاء. لم يکن هناک فروقًا ذات دلالة إحصائية بين طلاب الإناث والذکور في المواقف نحو التعايش. فيما يتعلق بالمتغيرات الاجتماعية والديموغرافية الأخرى، کانت درجة التدين مؤشراً يمکن التنبؤ من خلاله باتجاههم نحو التعايش لأن الطلاب المتدينين أعربوا عن مواقف أقل إيجابية تجاه التعايش، و 60.4% يعتقدون أن الزواج ليس مؤسسة عفا عليها الزمن، و68% من أنه مقبول بالنسبة لزوجين غير المتزوجين للعيش معاً حتى من دون نية الزواج، الطلاب الذکور يميلون أکثر إلى الموافقة على التصريحات التي تقول "إن التعايش قبل الزواج يحسن فرص الزوجين في الزواج السعيد وأن الزواج هو مؤسسة عفا عليها الزمن"، من الأرجح أن تتفق الطالبات مع العبارة القائلة بأن "الزواج الجيد والحياة الأسرية مهمان للغاية"، وتعبر الطالبات أيضاً عن بعض مخاوفهن بالموافقة أکثر على العبارة التي تقول "ليس هناک الکثير من الزيجات الناجحة والسعيدة اليوم، لذا يجب على المرء أن يتساءل عما إذا کانت هذه هي الطريقة الصحيحة للحياة.
دراسة لبنى عبد الرحمن السعود وآخرون (2017):
هدفت هذه الدراسة إلى: التعرف على اتجاهات طلبة الجامعات الأردنية نحو الزواج العرفي، وطبق الاستبيان على عينة بلغت (400) طالب وطالبة من طلبة الجامعات الأردنية الحکومية والخاصة، وقد اتبعت الدراسة المنهج الوصفي التحليلي.
وقد أظهرت النتائج أن اتجاهات الطلبة في الجامعات الأردنية نحو الزواج العرفي اتجاهات معتدلة، کما أظهرت النتائج وجود فروق ذات دلالة إحصائية في اتجاهات الطلبة نحو الزواج العرفي حسب متغيرات الجنس (لصالح الذکور)، مکان السکن (لصالح القرية)، نوع الجامعة (لصالح الجامعات الخاصة)، اسم الجامعة (لصالح جامعة الزيتونة).
تعقيب:
من استعراض الدراسات السابقة التي أجريت حول اتجاه الشباب نحو الزواج العرفي، نلاحظ ما يلي:
1. لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات الذکور والإناث من شباب الجامعة في إدراک العمليات الأسرية.
2. لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات الذکور والإناث من شباب الجامعة في الاتجاه نحو الزواج العرفي.
3. لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات طلاب القرية وطلاب المدينة في إدراک العمليات الأسرية.
4. لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات طلاب القرية وطلاب المدينة فيالاتجاه نحو الزواج العرفي.
5. توجد علاقة ارتباطية دالة إحصائيًا بين درجات شباب الجامعة في العمليات الأسرية والاتجاه نحو الزواج العرفي.
أولًا: عينة الدراسة:
تم اختيار عينة الدراسة من شباب الجامعة للأسباب الآتية:
الطالب الجامعي في مرحلة المراهقة المتأخرة التي يبدأ فيها الفرد حياة الاستقلال، فتصبح لديه القدرة التي تمکنه من أن يقبل على الزواج، کما يتضح تأثره الشديد بما يدور داخل أسرته من تفاعلات والتي تعد المصدر الرئيس لتشکيل شخصيته.
حجم عينة الدراسة:
أجريت الدراسة على (275) طالبًا وطالبة من کلية التربية- جامعة دمياط، وبعد تطبيق الأدوات تم استبعاد من لم تنطبق عليهم شروط اختيار العينة، فتم استبعاد (30) طالبًا وطالبة، وأصبحت العينة النهائية (245) طالبًا وطالبة (130 طالبة، 115 طالبًا).
مجموعة المدينة (101) طالبًا وطالبة، منهم (56) إناث و(45) ذکور.
مجموعة القرية (144) طالبًا وطالبة، منهم (74) إناث و(70) ذکور.
ثانيًا: الأدوات المستخدمة*:
1. مقياس العمليات الأسرية اللاسوية:
ويتکون من (48) مفردة موزعة على العمليات الأسرية اللاسوية (التبادلية الکاذبة-التعمية-المثلث غير السوي-الانحرافات الأسرية-الانقسامات داخل الأسرة-الرابطة المزدوجة). ويستجيب المفحوص إزاء کل مفردة من المفردات عن طريق التعبير على موافقته على کل عبارة باختيار إحدى الاستجابات الآتية: دائمًا (5 درجات)، غالبًا (4 درجات)، أحيانًا (3 درجات)، نادرًا (درجتان) أبدًا (درجة واحدة)، وتتراوح الدرجة على کل بعد من (8-40) والدرجة الکلية (48-240). وقد راعت الباحثة الشروط السيکومترية اللازمة لصلاحية الأداة للقياس.
2. مقياس الاتجاه نحو الزواج العرفي:
المقياس في صورته النهائية أصبح مکون من (40) مفردة موزعة على أبعاد الاتجاه نحو الزواج العرفي بالتساوي (مکاسب الزواج العرفي- المشاکل الناجمة عن الزواج العرفي-الزواج العرفي هروب من المسئولية-الميل إلى الزواج العرفي). والمقياس يعطي درجة لکل بعد ودرجة کلية تعبر عن الاتجاه نحو الزواج العرفي وهي تتکون من جمع الدرجات الفرعية على الأبعاد المکونة للمقياس. ويستجيب المفحوص إزاء کل مفردة من المفردات عن طريق اختيار إحدى الاستجابات الآتية: (موافق بشدة 5 درجات، موافق 4 درجات، متردد 3 درجات، لا أوافق درجتان، لا أوافق بشدة درجة واحدة). وبذلک تتراوح الدرجة على کل بعد ما بين (10- 50) درجة، وتتراوح الدرجة الکلية على المقياس بين (40- 200) درجة
والتي تنص على "لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات الذکور والإناث لدى شباب الجامعة في کل من إدراک العمليات الأسرية، والاتجاه نحو الزواج العرفي.
ولاختبار هذه الفروض تم استخدام اختبار T-test للعينتين المستقلتين، وجدول (1-2) يوضحوا هذه الفروق.
جدول (1)
نتائج اختبار (ت) للفروق بين متوسطات درجات الذکور والإناث في إدراک العمليات الأسرية ومکوناتها
العمليات الأسرية |
الأبعاد |
ذکور ن=115 |
إناث ن=130 |
قيمة ت |
مستوى الدلالة |
||
م |
ع |
م |
ع |
||||
التبادلية الکاذبة |
23.85 |
3.89 |
23.93 |
3.72 |
17. |
غير دال |
|
المثلث غير السوي |
19.19 |
3.95 |
18.79 |
3.70 |
81. |
||
الانحرافات في الأسرة |
24.45 |
4.21 |
24.19 |
4.01 |
49. |
||
التعمية |
23.87 |
3.86 |
23.93 |
3.73 |
10. |
||
الانقسامات الأسرية |
19.36 |
3.86 |
18.88 |
3.70 |
99. |
||
الرابطة المزدوجة |
24.43 |
4.24 |
24.16 |
4.08 |
51. |
||
الدرجة الکلية |
135.99 |
20.8 |
134.09 |
20.89 |
71. |
ويتضح من جدول (1) السابق عدم وجود فروق دالة إحصائيًا بين متوسطات درجات الذکور والإناث في إدراک العمليات الأسرية ومکوناتها أي أنه يوجد تقارب بين متوسطات درجات الذکور والإناث في إدراک العمليات الأسرية ومکوناتها، وهذا يشير إلى تحقق صحة الفرض الأول.
وتتفق هذه النتائج مع ما انتهت إليه بعض الدراسات (آمال حجازي، 2000؛ منى أبو زيد، 2018) من أنه لا توجد فروق بين الذکور والإناث في إدراک المناخ أو البيئة الأسرية، بينما تختلف هذه النتائج عما انتهت إليه دراسة فاروق مصطفى جبريل (2014) من أنه توجد فروق بينهما لصالح الإناث.
ويمکن للباحثة تفسير عدم وجود فروق بين الجنسين في إدراک العمليات الأسرية ومکوناتها إلى أن الأسرة لا تفرق بين الذکور والإناث في التعرض لمواقف الحياة الأسرية ولمواقف الحياة بصفة عامة، کما أن البيئة الأسرية وما بها من علاقات مفتوحة أمام الأبناء جميعًا بصرف النظر عن النوع وهذا يتيح لکل منهما تفهم وإدراک العلاقات الأسرية السوية والمرضية.
جدول (2)
نتائج اختبار (ت) للفروق بين متوسطات درجات الذکور والإناث في الاتجاه نحو الزواج العرفي
الاتجاه نحو الزواج العرفي |
الأبعاد |
ذکور ن=115 |
إناث ن=130 |
قيمة ت |
مستوى الدلالة |
||
م |
ع |
م |
ع |
||||
مکاسب الزواج العرفي |
20.54 |
3.85 |
20.37 |
3.95 |
34. |
غير دال |
|
المشاکل الناجمة عن الزواج العرفي |
23.07 |
3.39 |
22.80 |
3.54 |
62. |
||
الهروب من المسئولية |
22.26 |
3.58 |
21.85 |
3.42 |
92. |
||
الميل إلى الزواج العرفي |
21.35 |
3.77 |
21.03 |
3.86 |
65. |
||
الدرجة الکلية |
87.25 |
13.86 |
86.06 |
14.00 |
66. |
ويتضح من جدول (2) السابق عدم وجود فروق دالة إحصائيًا بين متوسطات درجات الذکور والإناث في الاتجاه نحو الزواج العرفي (في الدرجة الکلية والأبعاد)، أي انه يوجد تقارب بين متوسطات درجات الذکور والإناث في الدرجة الکلية وأبعاد الاتجاه نحو الزواج العرفي، وهذا يشير إلى تحقق الفرض الثاني.
وهذه النتيجة تتفق مع ما انتهت إليه بعض الدراسات (خالد ناصيف، 2001؛ Bartolac, 2013) من أنه لا توجد فروق بين الذکور والإناث في الاتجاه نحو الزواج العرفي، ولکنها تختلف عما انتهت إليه دراسة (سجود يحي، 2002؛ هبة علي، 2005؛ أحلام محمد وهاشم على، 2007؛ ليلى بابکر، 2009؛ لبنى عبد الرحمن وأخرون، 2017).
والباحثة الحالية ترجع عدم فروق بين الذکور والإناث في الاتجاه نحو الزواج العرفي إلى أن الفتى والفتاة يعانون من صعوبات الزواج معًا، ويعيشون ظروف اقتصادية واجتماعية واحدة، کما أن مستواها العلمي واحد، کما أنهما يمرون بظروف تنشئة اجتماعية متضاربة، ويتعرضون لوسائل إعلام واحدة، والغريزة الجنسية واحدة عندهما.
ونظرًا لتحقق الفرض الأول والثاني لعدم وجود فروق بين الذکور والإناث في متغيرات الدراسة قامت الباحثة بضم الذکور والإناث معًا في عينة واحدة.
والتي تنص على "لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات شباب الجامعة من المدينة والقرية في کل من: إدراک العمليات الأسرية اللاسوية، والاتجاه نحو الزواج العرفي".
ولاختبار هذه الفروض تم استخدام اختبار ((T-test للعينتين المستقلتين، وکذلک مربع إيتا، وهذه النتائج توضحها جداول (3-4).
جدول (3)
نتائج اختبار (ت) ومربع إيتا للفروق بين متوسطات درجات شباب الجامعة من المدينة والقرية
في إدراک العمليات الأسرية
العمليات الأسرية |
الأبعاد |
المدينة 101 |
القرية 144 |
قيمة ت |
مستوى الدلالة |
مربع إيتا |
||
م |
ع |
م |
ع |
|||||
التبادلية الکاذبة |
24.80 |
3.22 |
23.26 |
4.04 |
3.17 |
01. |
038. |
|
المثلث غير السوي |
19.67 |
2.98 |
18.49 |
4.26 |
2.4 |
05. |
023. |
|
الانحرافات في الأسرة |
24.95 |
2.79 |
23.86 |
4.77 |
2.04 |
05. |
016. |
|
التعمية |
24.82 |
3.18 |
23.26 |
4.04 |
3.22 |
001. |
040. |
|
الانقسامات الأسرية |
19.99 |
2.74 |
18.49 |
4.26 |
3.10 |
01. |
039. |
|
الرابطة المزدوجة |
24.95 |
2.79 |
23.82 |
4.84 |
2.09 |
05. |
017. |
|
الدرجة الکلية |
138.72 |
15.28 |
132.35 |
23.66 |
2.38 |
05. |
023. |
يتضح من جدول (3) السابق وجود فروق دالة إحصائيًا عند مستوى (001.) بين متوسطات درجات طلاب المدينة والقرية في أبعاد العمليات الأسرية (التبادلية الکاذبة، التعمية، الانقسامات الأسرية) ولصالح متوسط درجات طلاب المدينة ويشير مربع إيتا إلى أنه يمکن تفسير (3.8% ، 4% ، 3.9 %) من التباين في درجات التبادلية الکاذبة والتعمية والانقسامات الأسرية على الترتيب وهذا يدل على حجم تأثير متوسط طلاب المدينة على هذه الأبعاد.
وجود فروق دالة إحصائيًا عند مستوى (05.) بين متوسطات درجات طلاب المدينة والقرية في أبعاد العمليات الأسرية (المثلث غير السوي، الانحرافات في الأسرة، الرابطة المزدوجة، الدرجة الکلية) وذلک لصالح متوسط درجات طلاب المدينة، ويشير مربع إيتا إلى أنه يمکن تفسير (2.3% ، 1.6% ، 1.7% ، 2.3%) من التباين في درجات المثلث غير السوي، والانحرافات في الأسرة، والرابطة المزدوجة والدرجة الکلية على الترتيب وهذا يدل على حجم تأثير متوسط طلاب المدينة على هذه الأبعاد والدرجة الکلية.
وهذه النتائج تشير إلى أن الفرض الثالث لم يتحقق وتم رفض الفرض الصفري وقبول الفرض البديل حيث أشارت النتائج إلى وجود فروق دالة إحصائيًا بين متوسطات درجات طلاب المدينة والقرية في إدراک العمليات الأسرية ولصالح طلاب المدينة.
وتعد هذه النتائج استکشافية ولم ترد في الدراسات السابقة ولهذا فهي تحتاج إلى مزيد من التأکيد في دراسات مقبلة، ولکن الباحثة ترجع هذه الفروق إلى أن أبناء المدينة لديهم وقت فراغ يقضونه مع أسرهم داخل المنزل وهذا يتيح لهم مشاهدة الکثير من العلاقات الأسرية بعکس أبناء القرية وقت فراغهم يقضونه في العمل خارج المنزل ومشارکة آبائهم في أعمالهم، کما في الأسر في القرية تقل فيها هذه العلاقات غير السوية للتقارب الشديد بين أعضاء الأسرة بخلاف ما هو في المدينة.
جدول (4)
نتائج اختبار (ت) ومربع إيتا للفروق بين متوسطات درجات شباب الجامعة
من المدينة والقرية في الاتجاه نحو الزواج العرفي
الاتجاه نحو الزواج العرفي |
الأبعاد |
المدينة 101 |
القرية 144 |
قيمة ت |
مستوى الدلالة |
مربع إبتا |
||
م |
ع |
م |
ع |
|||||
مکاسب الزواج العرفي |
21.73 |
3.38 |
19.56 |
4.00 |
4.44 |
001. |
072. |
|
المشاکل الناجمة عن الزواج العرفي |
24.54 |
3.25 |
21.79 |
3.17 |
6.59 |
151. |
||
الهروب من المسئولية |
23.41 |
3.40 |
21.09 |
3.48 |
5.41 |
151. |
||
الميل إلى الزواج العرفي |
22.57 |
3.37 |
20.22 |
3.82 |
4.98 |
091. |
||
الدرجة الکلية |
92.27 |
12.09 |
82.67 |
13.79 |
5.63 |
114. |
يتضح من جدول (4) السابق وجود فروق دالة إحصائيًا عند مستوى (001.) بين متوسطات درجات طلاب المدينة والقرية في الاتجاه نحو الزواج العرفي (في الأبعاد والدرجة والکلية) ولصالح متوسطات درجات طلاب المدينة، ويشير مربع إيتا إلى أنه يمکن تفسير (7.2% ، 15.1% ، 15.1% ، 9.1% ، 11.4% ) من التباين في درجات مکاسب الزواج العرفي والمشاکل الناجمة عنه والهروب من المسئولية والميل إلى الزواج العرفي والدرجة الکلية للاتجاه نحو الزواج العرفي على الترتيب، وهذا يدل على حجم تأثير متوسطات طلاب المدينة على هذه الأبعاد والدرجة الکلية.
من نتائج الفرض الرابع يتضح أنه لم تحقق حيث أنه وجدت فروقًا دالة إحصائيًا بين متوسطات درجات طلاب المدينة والقرية في الاتجاه نحو الزواج العرفي وعليه تم قبول الفرض البديل.
وهذه النتائج تختلف عما انتهت إليه دراسة أماني عبد المقصود وتهاني عثمان، 2002) من أنه لا توجد فروق في الاتجاه نحو الزواج العرفي على أثر الإقامة في القرية والمدينة؛ بينما تتفق مع ما انتهت إليه بعض الدراسات (لبنى عبد الرحمنوآخرون، 2017) من وجود فروق في الاتجاه نحو الزواج العرفي على أثر الإقامة في القرية والمدينة، ولکن دراسة لبنى عبد الرحمنوآخرون (2017) أشارت إلى أنها لصالح أبناء القرية وهذا قد يرجع إلى أن طلاب القرية غير معروفين في المدينة فالحرية لهم واسعة ولذا ينزلقون في الزواج العرفي أما الفروق في الدراسة الحالية جاءت لصالح أبناء المدينة وقد يکون ذلک مردة إلى ارتفاع مطالب وتکاليف الزواج في المدينة، وکذا ضعف الرقابة الأسرية والبطالة والاستثارة الجنسية التي يتعرض لها أبناء المدينة عن أبناء القرية.
والتي تنص على أنه "توجد علاقة ارتباطية دالة إحصائيًا بين درجات شباب الجامعة في العمليات الأسرية والاتجاه نحو الزواج العرفي"
ولاختبار هذه الفروض تم استخدام معامل ارتباط بيرسون، وهذه النتائج يوضحها جدول (5)
جدول (5)
معاملات الارتباط بين درجات شباب الجامعة في إدراک العمليات الأسرية
ودرجاتهم في الاتجاه نحو الزواج الفردي
الزواج العرفي العمليات الأسرية |
مکاسب الزواج العرفي |
المشاکل الناجمة |
الهروب من المسئولية |
الميل إلى الزواج العرفي |
الدرجة الکلية |
التبادلية الکاذبة |
73. ** |
66.** |
68.** |
71.** |
73.** |
المثلث غير السوي |
67. ** |
60.** |
64.** |
63.** |
67.** |
الانحرافات في الأسرة |
65. ** |
59.** |
61.** |
64.** |
66.** |
التعمية |
73. ** |
66.** |
68.** |
71.** |
73.** |
الانقسامات الأسرية |
64. ** |
58.** |
61.** |
60.** |
64.** |
الرابطة المزدوجة |
65. ** |
58.** |
61.** |
64.** |
66.** |
الدرجة الکلية |
72. ** |
66.** |
69.** |
70.** |
73.** |
** دال عند 01. *دال عند 05.
ويتضح من جدول (5) وجود ارتباط موجب دالة إحصائيًا عند مستوى (01.) بين درجات شباب الجامعة في إدراک العمليات الأسرية ودرجاتها الکلية وبين درجاتهم في الاتجاه نحو الزواج العرفي بمکوناته الفرعية ودرجته الکلية وانحصرت قيمة معاملات الارتباط بين (585. ، 737.) وهذه النتائج تشير إلى تحقق صحة الفرض السابع.
وهذه النتائج تتفق مع نتائج الکثير من الدراسات السابقة والتي أشارت إلى أن الزواج العرفي ارتبط ونتج عن المشاکل الأسرية المتعددة مثل التفکک الأسري (ثروت إسحاق، 2001) وضعف الضبط والصراع الأسري وضعف التدين (أماني عبد المقصود وتهاني عثمان، 2002) وغياب دور الأسرة الرقابي (ميرفت الشربيني، 2004) والمعاملة الوالدية السلبية ليلى بابکر (2009)، والدراسة الحالية سباقة في تناول العمليات الأسرية المرضية المولدة للأسرة المرضية الدافعة إلى إمکانية تورط أبنائها في الزواج العرفي لما يشاهدوه من قدوة سيئة بالأسرة ولما يعيشون فيه من مناخ مرضي بعلاقات مرضية.
ثانيًا: توصيات ودراسات مقترحة
ما يمر به المجتمع المصري اليوم من محاولات لتعديل وتغيير کثير من الممارسات يدفعنا إلى محاولة إعادة النظر في الوسط الذي ينشأ فيه الإنسان المصري-خاصة شباب الجامعات- داخل مؤسسات التنشئة الاجتماعية المصرية وخاصة البيئة الأسرية، لأن ما نشاهده من ظاهرات نفسية واجتماعية سلبية تسود البيئة الاجتماعية في مصر الآن لا يساهم في نمو الشخصية المصرية نموًا سليمًا وخاصة عندما تتبنى اتجاهات سلبية مدمرة للمجتمع مثل الاتجاه نحو الزواج العرفي.
وهذا يحتم على المهتمين بالعلوم الإنسانية ورجال التربية البحث عن جوانب العلاقات الأسرة التي تربي من خلالها الإنسان المصري، وکذا البحث عن ما يحمله من سمات إيجابية وخلقية وتنميتها ورعايتها من أجل صيانته من الوقوع في جب الزواج العرفي، ومن أجل سعادته النفسية وتحقيق الخير للمجتمع.
وبناء على ما سبق وفي ضوء ما أسفرت عنه الدراسة الحالية من نتائج، فإن الباحثة في حدود نطاقها أن تتقدم ببعض التوصيات التي تسهم في تهيئة ظروف وعلاقات أسرية ملائمة متحررة من العمليات الأسرية المرضية للارتقاء بمعتقدات الفرد عن الزواج وتجنب الزواج العرفي، وهذه التوصيات تضم ما هو نمائي وما هو وقائي؛ وهي:
- إعداد برامج توعية أسرية للآباء لتزويدهم بخبرات تواصلية تفاعلية تمکنهم من أن يکونوا قدوة صالحة للأبناء وقادرين على تهيئة البيئة الأسرية الملائمة لنمو الأبناء.
- على الأسرة أن تنمي روح التعاطف والتراحم لدى الأبناء من خلال توفير نماج القدوة الصالحة.
- على الوالدين الکف عن ممارسة العمليات والعلاقات الأسرية المرضية مراعاة لمشاعر الأبناء وتدريبهم على التواصل الجيد.
- على الأسرة توفير الفرص الکافية لأبنائهم للمشارکة في اتخاذ القرارات وحل المشکلات التي تخصهم حتى يشعروا بضرورة إشراک الآباء في حل مشاکلهم.
- على الوالدين والمربين مناقشة الآبناء في معتقداتهم وأفکارهم لتعديل المتطرف منها.
- تدريب الآبناء على التنظيم والضبط لعملية الاختلاط مع الجنس الآخر.
- تدريب الآبناء على النظر إلى معوقات الحياة والحياة الزوجية على أنها فرص للإنجاز والأداء الجيد.
- إتاحة الأسرة الفرص أمام أبنائهم ليشعروا بإمکاناتهم على النجاح واتخاذ القرارات بناء على المعايير الأخلاقية.
- إعداد مناهج دراسة بشکل يتيح للطالب الجامعي التعرف على جوانب القوة لديه وتزويده بخبرات تساعده على تبني المعايير الأخلاقية والدين في سلوکه.
- لابد من إعادة النظر في قوانين الأحوال الشخصية لتجنب بعض سلبياتها.
- الترکيز على صرف طاقات الشباب في أشياء مفيدة تنمي مهاراتهم وتشغل وقت فراغهم.
- يجب عدم الإسراف في تکاليف الزواج.
- برامج إعلامية لتقوية الوازع الديني لدى الشباب.
- الترکيز على المفاهيم الدينية الصحيحة لحمايتهم من الزواج العرفي.
- عقد الندوات والبرامج والمحاضرات والکتيبات للتوعية بالزواج الشرعي.
- على وسائل الإعلام توعية الشباب بمشکلة الزواج العرفي وما يترتب عليها عليه من آثار سلبية على الفرد والمجتمع.
- توفير المزيد من فرص العمل للشباب حتى يستطيع أن يوفر تکاليف الزواج.
- يجب سن القوانين الرادعة لمن يقعون في شرک الزواج العرفي.
ثالثًا: دراسات مقترحة:
- فاعلية برنامج إرشادي سلوکي معرفي لتغيير اتجاهات الشباب نحو الزواج العرفي لدى طلاب الجامعة.
- فاعلية برنامج إرشادي أسري للوالدين لتنمية العلاقات الأسرية السوية.
- فاعلية برنامج إرشادي وقائي لطلاب الجامعة لمنع إقدامهم نحو الزواج العرفي.
- الذکاء الروحي وعلاقته بالاتجاه نحو الزواج العرفي.
- أساليب المعاملة الوالدية وعلاقتها بالاتجاه نحو الزواج العرفي.