استخدام العناصر المستقاة من الفنون الإسلامية في تصميم الهوية البصرية للمؤسسات

نوع المستند : مقالات علمیة محکمة

المؤلف

استاذ تصميم الجرافيک المساعد کلية التصاميم - جامعة أم القرى

المستخلص

تعد عناصر الفنون الإسلامية من أبرز صور الحضارة الإسلامية العريقة ، ويتميز الفن الإسلامي عن غيره من الفنون القديمة بکونه من أوسع الفنون انتشاراً وذلک لاتساع رقعة الإمبراطورية الإسلامية التي امتدت من الصين شرقاً إلى اسبانيا غرباً واختلاف طرز وفنون شعوبها المختلفة سنلاحظ اختلافاً ظاهراً في بعض عناصر وأساليب المدارس الفنية الإسلامية التي تکونت بينها الدين الإسلامي مما نتج عنه فن جديد عرف بالفن الإسلامي ، وحيث نجد أن لکل فترة لونها الخاص من العظمة الفنية . ولقد اهتمت کثير من البحوث بجماليات فن التصميم الإسلامي وإسهامه في العديد من الفنون المعاصرة مثل فن العمارة الحديثة مثلا , وايضاً في مجال الفنون البصرية , وحاول علماء النفس البحث عن عوامل تقدير الجمال فيه ، وقسموا هذه العوامل إلى نوعين : الأول يتعلق بالنواحي الشخصية للمتلقي والمرسل ، والثاني يتعلق بالنواحي الموضوعية للتصميم وأهداف رسالته . حيث أن معيار معرفة مظاهر الجمال التي يتميز بها أي تصميم دون الاهتمام بمضمونه ، تتمثل في بعض العناصر الفنية مثل : الخط والمساحة واللون والظل والنور والملمس والحيز ، ومجمل علاقة هذه العناصر بعضها ببعض تحقق جمالاً بصرياً .
وفي هذا البحث نقوم بدراسة مدى تأثير عناصر الفن الإسلامي علي تصميم الهوية المؤسسية التي تعد شخصية الشرکات والمؤسسات التي صممت للتعبير عن أهدافها , فعادة ما تتجلى بوضوح عن طريق العلامة التجارية، وبعض العناصر البصرية لتقدم للجمهور المستهدف فهوية المؤسسات تتجاوز العناصر البصرية لتشمل أيضا مجموعة القيم والمنافع التي تقوم عليها وتقدمها المؤسسة ، وفي حقيقة الامر فالهوية المؤسسية التي تنجح في البقاء هي التي تمنح القوه والحياه للمؤسسة , وبالتالي يمکن القول بأن الهوية المؤسسية هي عبارة عن العلاقة العاطفية والقيم والالتزامات الأخلاقية التي تربط بين المؤسسة والمتعاملين معها ، وتعنى بکيفية احساس العملاء تجاه المؤسسة والعناصر الفنية المستوحاة من الفن الإسلامي تعتبر مصدر هام للتشکيل الوظيفي والجمالى فى تصميم هويات الشرکات والمؤسسات لما تمتلکه من أدوات تشکيلية تساعد فى تعدد وظائفه التصميمية من إحداث إيقاع بصرى متناغم ناتج عن التکوينات المبتکرة للأشکال والمساحات والتجريد المدروس بالإضافة للحروف والکلمات التي تمثل الوظيفة اللغوية في اختيار وتصميم الجمل والکلمات .
وتتلخص مشکلة البحث في محاولة الإجابة عن السؤال التالي :
-کيف يمکن الکشف عن الطاقة الإبداعية للتشکيل بالعناصر المستوحاه من الفن الإسلامي داخل تصميم هويات المؤسسات ؟
کما يهدف البحث للکشف عن الطاقة الإبداعية للتشکيل بالعناصر المستوحاه من الفنون الإسلامية مع الدمج بينها وبين الحرف العربى داخل تصميم الهوية البصرية للمؤسسات , مما يساعد في بناء استراتيجية ابتکارية لتصميم الهوية تعتمد على التشکيل بالحرف العربى يستفيد بها دارسو تصميم الهوية البصرية (مصمموا المستقبل) .
الکلمات المفتاحية :
الفنون الإسلامية وتصميم الهوية اليصرية للمؤسسات

الموضوعات الرئيسية


مقدمة :

تميزت الحضارة الإسلامية بميزات وأساليب فنية خاصة امتزجت بالواقع الإنساني آنذاک وأصبحت فيما بعد وثائق مباشرة تحمل مميزات الحضارة العامة إضافة إلى فنونها المختلفة وأصبحت مثل هذه الوثائق دلائل تاريخية وفنية تستلهم في مجال الفنون المختلفة , ومحط تأثير عند الکثير من المصممين العالمين بوجه التحديد ، وفي هذا الحال تکون جميع تلک المفردات المقتبسة من الفنون الإسلامية کموروث حضاري ذات تأثير في اتجاه التصميم الحديث , حيث اهتم الإنسان منذ فجر التاريخ بالتعبير عن أحاسيسه وأشجانه وما دار في عقله من أفکار وامتلأت به نفسه من انفعالات ودلالات , ولم تکن إبداعاته وعلاماته مجرد تعبير فقط بل کانت بمثابة ضرورة إنسانية من ضرورات الحياة في اتصاله المباشر وغير المباشر بينه وبين الآخرين , ومن هنا تعد الفلسفة الإسلامية من الظواهر البارزة والمؤثرة في التصميم الحديث والتي خطت بأبعاد کبيرة وفعالة في مجال حرکة الإبداع بوجه الخصوص لما لها من اثر جمالي وفکري في التصميم ، والتي من خلالها يمکن تشخيص ودراسة تلک التأثيرات وأثرها الواضح في بنية التصميم . وإذا کان لسيطرة الحضارة والمدنية الغربية الحديثة على مختلف مناحي الحياة الإنسانية في العالم کله ومحاولتها محو الدور الذي لعبه العرب في حياة البشرية ، وتهميش قيمة الفن الإسلامي والنظر إليه على إنه مجرد حرکات منفصلة على فترات زمنية متباعدة فهو خروج غير طبيعي على قيم سوف تظل ثابتة عبر التاريخ ، ذلک أن الحضارة الإسلامية کانت تمثل حضارة إنسانية من أصفى وأجمل الحضارات التي مرت بها البشرية ، وامتدت رقعة هذه الحضارة من حدود الصين شرقاً وحتى ساحل أفريقيا والأندلس غرباً ، ومن ثم کان من الطبيعي أن تمتد أساليب هذه الحضارة وتسود عالم العصر الوسيط وتسيطر على الفکر الأوروبي وتؤثر في نهضته التي بنى الغرب من خلالها حضارته وتاريخه الحديث (1) .

 وليس من السهل إيجاد أو صياغة تعريف للفنالإسلامي ، ولعل السبب في ذلک يرجع إلى کثرة العناصر التي ينبغي مراعاتها عند تلکالصياغة . إن خير وسيلة تعرفنا على الفن الإسلامي وعناصره ، هي الوقوف على خصائصه الذاتية ، وسماتهالمتميزة ومن خلال ذلک يمکننا استکمال صورته واضحة جلية ، بعيد عن کل غبش أوالتباس .

 وفي بحثنا نقوم بدراسة مدى تأثير عناصر الفن الإسلامي علي تصميم الهوية المؤسسية التي تعد شخصية الشرکات والمؤسسات التي صممت للتعبير عن أهدافها , فعادة ما تتجلى بوضوح عن طريق العلامة التجارية، وبعض العناصر البصرية لتقدم للجمهور المستهدف فهوية المؤسسات تتجاوز العناصر البصرية لتشمل أيضا مجموعة القيم والمنافع التي تقوم عليها وتقدمها المؤسسة ، وفي حقيقة الامر فالهوية المؤسسية التي تنجح في البقاء هي التي تمنح القوه والحياه للمؤسسة ,وبالتالي يمکن القول بأن الهوية المؤسسية هي عبارة عن العلاقة العاطفية والقيم والالتزامات الأخلاقية التي تربط بين المؤسسة والمتعاملين معها ، وتعنى بکيفية احساس العملاء تجاه المؤسسة

والعناصر الفنية المستوحاة من الفن الإسلامي تعتبر مصدر هام للتشکيل الوظيفي والجمالى فى تصميم هويات الشرکات والمؤسسات لما تمتلکه من أدوات تشکيلية تساعد فى تعدد وظائفه التصميمية من إحداث إيقاع بصرى متناغم ناتج عن التکوينات المبتکرة للأشکال والمساحات والتجريد المدروس بالإضافة للحروف والکلمات التي تمثل الوظيفة اللغوية في اختيار وتصميم الجمل والکلمات .

مشکلة البحث:

مع التطور الهائل فى مجال تصميم الهويات البصرية للشرکات والمؤسسات التجارية بإستخدام عناصره المختلفة من استراتيجيات ابتکاريه إبداعية وتقنيات حديثة فى التنفيذ والإنتاج إلا أن التشکيل بالعناصر المستوحاه من الفن الإسلامي وما تمتلکه من تفرد خاص بالمجتمع العربى لم يحظ اهتماما من قبل المصممين .

 وتتلخص مشکلة البحث فى محاولة الإجابة عن السؤال التالي :

-کيف يمکن الکشف عن الطاقة الإبداعية للتشکيل بالعناصر المستوحاه من الفن الإسلامي داخل تصميم هويات المؤسسات ؟

هدف البحث:

يهدف البحث إلى الکشف عن الطاقة الإبداعية للتشکيل بالعناصر المستوحاه من الفن الإسلامي بما يحقق إيقاعات بصرية جديدة تتلاءم مع طبيعة الرسالة التصميمية لتحقيق الأهداف الاتصالية والجمالية لتصميم هويات المؤسسات والعلامات التجارية .

فروض البحث :

يفترض البحث أن :

1-استثمار ما تمتلکه العناصر المستوحاه من الفن الإسلامي من قيم جمالية تشکيلية وإيقاعات بصرية غير نمطية يساعد فى ابتکار استراتيجية جديدة للتشکيل داخل تصميم الهويات البصرية للمؤسسات بما يحقق الأهداف الاتصالية والجمالية .

2-تطبيق استراتيجية التشکيل بالعناصر المستوحاه من الفن الإسلامي على هويات بعض المؤسسات مما يساعد فى تطور الفکر التصميمى للمصمم وتوجيهه إلى استثمار القيم الوظيفية والتشکيلية لتلک العناصر .

منهج البحث :

يتبع البحث المنهج الوصفى التجريبي فى وصف وتحليل وتجربة إستخدام عناصر الفن الإسلامي فى تصميم هويات المؤسسات والعلامات التجارية.

في أغلب الأحيان يستند تصميم الهوية إلى الأدوات و المکونات البصرية المستخدمة داخل الشرکة وتجمع عادة ضمن مجموعة من الأدلة التنظيمية , هذه الأدلة و الإرشادات التي تشکل الهوية عادة ما تدير کيفية تطبيق الهوية من خلال مجموعة متنوعة من الوسائل وذلک باستخدام لوحات ألوان وخطوط وتخطيطات و قياسات معتمده ... هذه الإرشادات تضمن أن يتم الاحتفاظ بهوية الشرکة متماسکه و متناسقة وهذا بدوره يسمح للعلامة التجارية ککل على أن تکون معروفة و سهلة التمييز عن غيرها.

الأدوات البصرية لهويات الشرکات والمؤسسات :شکل ( 1 )

  • ·  الشعار ( الرمز الذي يمثل کامل الهوية والعلامة التجارية ).
  • ·  الأدوات المکتبية ( الترويسة + بطاقة العمل + المغلفات ... الخ ).
  • ·  ملحقات التسويق ( النشرات ، المطويات ، الکتب ، المواقع .. الخ ).
  • ·  المنتجات و التعبئة والتغليف ( المنتجات التي تباع والمغلفات التي تعبأ فيها ).
  • ·  تصميم الملبوسات ( الملابس الملموسة التي يتم ارتداؤها من قبل الموظفين ).
  • ·  اللافتات ( التصميم الداخلي والخارجي ).
  • ·  الرسائل و التطبيقات ( الرسائل المنقولة عبر طرق مباشرة أو غير مباشرة ).
  • ·  طرق التواصل الأخرى ( الصوت ، الرائحة ، الملمس وغيرها ).
  • ·  أي شيء بصري يمثل المشروع التجاري .

 

شکل ( 1 ) : نموذج الأدوات البصرية لهويات الشرکات والمؤسسات

کل هذه الأمور تشکل الهوية وينبغي أن تدعم العلامة التجارية ککل ، و الهوية المؤسسية والعلامة التجارية جميعها ملفوفة و مجموعة في علامة واحدة مميزه و محددة. هذه العلامة هي الصورة والرمز للمشروع التجاري ککل. (1)

 ومن هنا يبقى الفن والتصميم وسيلة التعبير القوية عن حياة الأمم ، ومقياساً لمستوى تقدمها وتحضرها ، وتعد الهوية البصرية للمؤسسات أحد أهم عوامل نجاح إعلام الشرکات والمؤسسات المختلفة وهي امتلاکها هوية متميزة في أسواق حيوية مليئة بعناصر الإعلانات المرئية والمکتوبة ، واستکمالاً لما تم البدء به من عناصر الهوية ، تأتي المرحلة التالية في جعل کل ما له صلة بالجهة أو المؤسسة منسجما ومتناسقاً مع هذا الشعار من حيث الألوان والرمزية . فکل ما من شأنه أن يعبر عن المؤسسة ويکون واجهة لها ويصلها بالمجتمع يجب مراعاة انسجامه مع قواعد وموجهات الهوية البصرية للمؤسسة، بحيث أن من يشاهد أي عنصر مما سبق ذکره أو غير ذلک يتبادر إلى ذهنه المؤسسة المعنية ويکون من السهل عليه التعرف على کل ما ينتمي لها وفي بحثنا هذا نقوم بدراسة مدى ثأثير عناصر الحضاره والفن الإسلامي في التأثير علي تصميم هويات الشرکات والمؤسسات في الوطن العربي .

 

 

 

 

شکل ( 2 ) : مدى ثأثير عناصر الزخرفةالإسلامية علي تصميم هويات الشرکات والمؤسسات في الوطن العربي

 وفي حضارة المسلمين کان للفن بجميع صوره وهيئاته مکانة خاصة ودور بارز لدى الحکام والمحکومين ، بل ظل عنصراً ارتکازايً اعتمدت عليه الحياة الإنسانية في جميع جوانبها ، وقد رسم الفن صورة مخلصة عن تاريخ المسلمين وکيانهم لفترات زمنية امتدت لقرون طويلة ( ظل العرب في إسبانيا لأکثر من ثمانمائة عام ) ، ففي مجال العمارة على سبيل المثال أحدث المسلمون فکراً وظيفياً جمالياً في المسجد والبيت ومختلف مؤسسات البيع والشراء ( الوکالات ) وفي مجال المنسوجات والأدوات الخزفية وکذا الجداريـات الحائطيـة ( البلاطات الخزفية ) والمسکوکات والصناعات المعدنية والخشبية ، وابتکر المسلمون الأوائل من الوحدات الزخرفية ذات الطابع التجريدي الهندسي والنباتي التي تعتبر بکل المقاييس نبراساً لقيم الفن الحديث الذي ابتدعته أوروبا فيما بعد .

ولقد تعددت صور منتجات الفنون الإسلامية بأنواعها المختلفة إلا إنها اتحدت في مطلقاتها وأغراضها العامة ، فلا تکاد توجد قطعة فنية إسلامية إلا ويجد المتأمل لها خصائص الإسلام وتعاليمه وبساطته وتطلعه الدائم إلى الجمال والإتقان والنظام ، فالوحدة کانت تجمع دائماً بين الموضوعية والمنهجية رغم تنوع البيئات الجغرافية المختلفة ومراحلها التاريخية , إن استخدام العناصر المستوحاة من الفن الإسلامي في تصميم هويات المؤسسات يظل بمثابة الصيغة الاساسية للمجتمعات العربية والإسلامية المعاصرة ومنبع للهوية العربية فى الفن والتصميم ، فهي الموروث المکاني والزماني والمحور التشکيلى ، وتوظيف القيم الثقافية للحضارة الإسلامية . (1)

وتعد شعارات الشرکات والعلامات التجارية أهم العناصر الأساسية في تکوين الهيکل التنظيمي للمؤسسات والشرکات التجارية والثقافية والاجتماعية والعلمية، ويمکن استخدامه لإحداث تأثيرات محددة في نفوس المتلقين، فهي ( السيميوطيقية ) التي توجد في شکل مادي ( فيزيقي ) مثل الکلمات والصور والأصوات والأفعال والأشياء وأحياناً ما يوصف هذا الشکل المادي والأشياء بأنه وعاء العلامة أو أداتها الخاصة . وقد تشمل دراسة العلامات دراسة خاصة للإنسان ذاته ، لانفعالاته وأحلامه وکوابيسه وإبداعاته وتاريخه الشخصي و الاجتماعي ، ورحلاته الحقيقية والمتوهمة عبر المکان والزمان ، وعبر الذات وخلال الحاضر، فنحن نعيش في عصر زاخر بالعلامات السيميوطيقية ، التي توجد حولنا وتحيط بنا کما تحيط المياه بالجزر، أنه موجودة في کل مکان فوق هذه الجزر أيضاً ، فالروائح الخاصة بالزهور أو الأطعمة هي علامات وملامس الأقمشة أو الأخشاب أو الحرير والأجسام الحارة أو الباردة علامات , وبنظره بسيطة نجد أن الشوارع في المدن الحديثة تمتلئ بعلامات المرور التي تشير إلى الاتجاهات المختلفة وإلى أماکن مواصلة السير أو توقفه ، وتظهر أثار أقدام البشر في بعض الجزر أو الصحاري کي تشير إلى کونها آهلة بالسکان أو خالية منهم ويظهر الممثلون على ، خشبة المسرح يتبادلون الکلمات والإيماءات ويؤدون هذا الدور أو ذاک وکل هذه علامات ، وکذلک الألوان التي تظهر على لوحات الفنانين التشکيلية واللوحات الفنية والتماثيل في قاعات العرض والمتاحف والأفلام والمسرحيات وألعاب الفيديو وإعلانات التليفزيون والانترنت کلها علامات اجتذبت انتباه البشر وفضولهم عبر التاريخ ، فأهتم الأطباء بعلامات الصحة والمرض ، وعلماء اللغة بالکلمات ، وعلماء البيولوجيا بقرصات النحل ، وعلماء البلاغة بأشکال الأقلام ، وعلماء الأنثروبولوجيا والاجتماع بالرموز الاجتماعية للإنسان ، وعلماء الدين بالقصص والرموز الدينية ، ونقاد الفن والأدب بالأعمال الفنية والأدبية . (1)

ومن هذا المفهوم العميق نجد ان الشعار يعبر عن هوية وهي الوحدة لمضمون الهيکل للمؤسسة التي يشير إليها بل أصبح شعار المؤسسات من المتطلبات الهامة لجودة واعتماد هذه المؤسسات محلياً وعالمياً، ومن هنا فإن نجاح شعار هذه المؤسسات يعتمد إلى جانب کبير على مدى تحقيق أهدافه الوظيفية والجمالية ، بل أن تکون عناصره من المورد الثري الذي يؤکد قوميته وهويتة ، للوصول به للقمة وتعد المؤسسات التجارية والثقافية والاجتماعية في مجتمعاتنا العربية والإسلامية منبع لکل الاتجاهات في کل مجالات الحياة فکل الاتجاهات الفکرية والعلمية والتطبيقية والروحية والدينية تصب في هذا المجرى وتتميز بکونها جامعة نخبة من الصفوة المختارة من أبناء الأمة . شکل ( 3 )

 

شکل ( 3 ) : استخدام عناصر الفن الإسلامي في تحديد هوية المؤسسات التجارية والثقافية والاجتماعية في مجتمعاتنا العربية

استلهام عناصر الفن الإسلامي فى التصاميم المعاصرة لهويات المؤسسات :

 تعدعناصر الفنون الإسلامية من أبرز صور الحضارة الإسلامية العريقة ، ويتميز الفن الإسلامي عن غيره من الفنون القديمة بکونه من أوسع الفنون انتشاراً وذلک لاتساع رقعة الإمبراطورية الإسلامية التي امتدت من الصين شرقاً إلى اسبانيا غرباً واختلاف طرز وفنون شعوبها المختلفة سنلاحظ اختلافاً ظاهراً في بعض عناصر وأساليب المدارس الفنية الإسلامية التي تکونت بينها الدين الإسلامي مما نتج عنه فن جديد عرف بالفن الإسلامي ، وحيث نجد أن لکل فترة لونها الخاص من العظمة الفنية . ولقد اهتمت کثير من البحوث بجماليات فن التصميم الإسلامي وإسهامه في العديد من الفنون المعاصرة مثل فن العمارة الحديثة مثلا , وايضاً في مجال الفنون البصرية , وحاول علماء النفس البحث عن عوامل تقدير الجمال فيه ، وقسموا هذه العوامل إلى نوعين : الأول يتعلق بالنواحي الشخصية للمتلقي والمرسل ، والثاني يتعلق بالنواحي الموضوعية للتصميم وأهداف رسالته . حيث أن معيار معرفة مظاهر الجمال التي يتميز بها أي تصميم دون الاهتمام بمضمونه ، تتمثل في بعض العناصر الفنية مثل : الخط والمساحة واللون والظل والنور والملمس والحيز ، ومجمل علاقة هذه العناصر بعضها ببعض تحقق جمالاً بصرياً .

      

شکل (4) : علاقة عناصر التصميم بعضها البعض تحقق جمالاً بصرياً

وإذا کانت انطلاقة التصميم الحديث في العالم قد تحققت من خلال الرؤية الفنية المتحررة والعلم القائم على التجربة ، إلا ان العرب أرسوا قواعد العلم الحديث وأعادوا صياغة الموروث الإغريقي الذي کان يعتمد على الرؤية الفلسفية النظرية البحتة إلى علوم قائمة بذاتها على التجريب الحقيقي والنتائج الفعالة ، ففي مجال نشأة التصميم على وجه الخصوص کان تأثير فکر الفن الإسلامي واضحاً في کثير من حرکات واتجاهات التصميم التي تطورت في العالم الغربي حتى وصل إلى صورته الحالية ولقد کانت بدايات التصميم في العالم وبصفة خاصة في أوروبا بالاعتماد على الخلفية العلمية والصناعية والتي بدت أکثر وضوحاً في أعقاب الحرب العالمية الأولى ، کذلک الاتجاهات الفنية التي نحت بفکرة الوظيفة إلى منحى جديد من مجرد زخارف في الفنون الجميلة ( والتي بدأت منها فکرة الوظيفية ) إلى منتجات حقيقية للفنون التطبيقية ومن ثم التحول إلى التصميم الصناعي للمنتجات ذات الطبيعة الکمية . وينطبق هذا المدلول في تصميم العلامات حيث تقوم العلامة علي عدد من الوظائف المعرفية التي يهتم بها مجال الفنون الثقافية عامة ومجال الفنون البصرية خاصة وهي" إثارة الانتباه وتنشيط الحواس وإثارة التفکير وإشباع المتعة البصرية والجمالية وتحريک الذاکرة وحب الاستطلاع والخيال والتوقع والفضول واستثارة حالة خاصة من الحوارية البصرية (1) وذلک من خلال صياغات بصرية متنوعة من علامات أيقونية و إشارية و رمزية يستثمرها المصمم في توظيف جمالي باستخدام عناصر وأسس التصميم المتنوعة والمستوحاة من عناصر الفن الإسلامي لتحقيق القيم الجمالية من نظم الإيقاع والاتزان والوحدة الکلية داخل إطار التصميم الفني .وهناک مجموعة من المؤشرات أثرت تکوين الفنون الإسلامية وهي :

1- بعض الأحداث الدينية کالمعراج ، إنما کانت من رسم فنانين مسلمين غير عرب ... وهذه النظرة العامة إلى التصوير جعلته فناً مدنياً في طابعه ينظر إليه کفن من فنون الدنيا لا کعمل من أعمال الآخرة ، اللهم سوى تلک الزخارف الهندسية والنباتية ومناظر الطبيعة العامة والتفنن بزخرفة الخط العربي وتنويعه وتحويله إلى موضوعات زخرفيه جميلة ، تسر العين بمرآها، ويصعب أحياناً على الإنسان العادي قراءاتها لکثرة ما أصاب أحرفها من تحوير اقتضته التعبيرات الفنية .

2- فالفن الإسلامي إنما هو انعکاس للغة القرآن بما فيها من معان روحانية وتناسق وتکرار واختلاف في المعنى ، ومجاز وتجديد وانتظام ووضوح ، وأصول دقيقة وضعت کي لا يحدث أي تشويه أو مسخ للشکل والمعنى وهذه الأوصاف المتنوعة والموحدة في آن واحد ، والتي تنطبق على اللغة العربية

3- في العصر الأموي مثلاً تصويراً للکائنات مثل جداريات قصير عمرة في البادية الأردنية ، وصور مدن في فسيفساء قبة الصخرة والجامع الأموي بدمشق ، وکذلک في العهد العباسي الأول، حيث تم العثور في سامراء على جداريات لصور آدمية وتماثيل .

4- اخذ الأمويون ما استساغوه من الفن البيزنطي ، والساساني، والقبطي، والنبطي، والأفريقي، وأجروا عليه التحسينات الملائمة فنتج لديهم أسلوب فني معين رکزوا عليه .

5- مارس الفنان المسلم نوعين من التصوير : التصوير الجداري ، وتصوير المخطوطات . ويتصل التصوير الجداري اتصالاً وثيقاً بالزخارف المعمارية ، فهو عبارة عن تصاوير بالألوان المائية ترسم على الجدران .

6- من الصور الجدارية الرسوم المائية مؤلفة من رسوم لصور آدمية ومناظر طبيعية وحيوانات وصور أخرى ، نفذت بألوان جميلة هادئة هي الأزرق والأخضر المائل للزرقة والأصفر الغامق والبني الفاتح والغامق .

7- تصوير الطبيعة بشکل رمزي ، وذلک برسم شجرة واحدة أو اثنتين ، بينما عالجت تصوير الأقمشة والثياب بطريقة زخرفية بحتة ، فغتتها بأشکال نباتية کسعف النخيل ولونتها بألوان صارخة :

8- ومن أبرز المفاهيم التي لعبت دوراً مهماً في النظرية الجمالية عند الفلاسفة العرب هو مفهوم (التناسق) ويستند الوعي الجمالي الإسلامي إلى ثلاثة منطلقات هي : التوحيد والوحدة والحرکة ، حيث أن التعدد والتناقض انتهى بانتهاء عهد الآلهة المتعددة وحل محلهُ التنوع والتوزيع الهارمونية والترتيب والنظام الموضوعين وربط بين فکرة الجمال والخير،التي تحدث نتيجة لمبدأ التجانس، والترتيب ، وإزاء هذا الربط إنما يدخل الجمال ضمن نطاق الغائية المتصلة بالقيم الراقية .

9- تداخلت الثقافة في اوروبا مع المعارف والعلوم من حضارات أخرى کالحضارة الإسلامية حيث تأثروا بفن الزخرفة وفن الخط العربي ، فتأثر فنانو عصر النهضة أمثال (دافنشي) و(جيوتو) بالفن الإسلامي الذي يتفرد بخصوصيته، وأسلوبه الجديد في الزخرفة، والنقش والخط العربي ، التي اتسمت بالزهد حتى في ألوانها ورسومها النباتية، وزخارفها الهندسية.

10- کانت الفنون الإسلامية تشمل على مختلف التحف الفنية الإسلامية مثل المنسوجات الحريرية المطرزة بالرسوم الجميلة والزخارف العربية، وأوان خزفية وزجاج وبلور صخري ومخطوطات إسلامية والأدوات النحاسية المرصعة بالذهب والفضة ، وأواني الخزف والزجاج والبلور الصخري والمخطوطات الإسلامية المزوقة بالتصاوير وغير ذلک من منتجات . (1)

11- من ناحية الزخرفة فهناک أشکالٌ نباتية کثيرة کعنقود العنب ، وورق الدوالي وزهرة اللوتس لتصبح الأشکال أقرب إلى الواقعية ، فنرى شکل معين تحدده أوراق شجر، وبداخله أشکال آدمية وحيوانية مثل دب يعزف على آلة موسيقية وغزلان في أوضاع مختلفة ، وقرد يقف على رجليه الخلفيتين، وأنواع من الطيور.

12- في صقلية أقام العمائر متأثرين بالعمارة العربية الإسلامية بتصميمها وأعمدتها وأقواسها وفي المقرصنات والزخارف ، کما تبدو في جنوب إيطاليا التأثيرات العربية فضلاً عن أبراج النواقيس في إيطاليا في عصر النهضة کانت مقتبسة من أسلوب المآذن المغربية .

13- استخدمت في بولندا المقرصنات والارابيسک ووريقات الشجر ذات الفصوص الثلاثة حيث تظهر جميعاً في کنيسة مدينة لوفوف ويعود تاريخها إلى النصف الثاني من القرن الرابع عشر للميلاد. وفي انجلترا اقتبسوا الارابسک وکانت زخارفه ترسم بشکل بارز في عمائرهم.

14- کذلک ساعد نقل السجاجيد الإسلامية والأنسجة الحريرية إلى أوروبا لتقديمها إلى الکنائس المسيحية . فقد حفلت تصميمات السجاد التي أنجزها بکثير من مبادئ وقيم فن الرقش العربي من حيث الخطوط القوية الصريحة المعبرة والملخصة للشکل ، ومن حيث طبيعة الموضوعات وطريقة التجريد والتسطح في الشکل واللون ، وکذا استخدم الوحدات الزخرفية العربية .

     

      

شکل ( 5 ) : هوية المؤسسات وطريقة التجريد والتسطح في الشکل واللون ، وکذا استخدم الوحدات الزخرفية الإسلامية

وتميز القرن الثامن عشر الميلادى بتزايد اهتمام العالم الغربى بالشرق ثقافيا وسياسيا وعسکريا ، وحوالى منتصف القرن الماضى کان الفنانون التشکيليون الغربيون يبحثون عن مصادر إلهام جديدة بعد أن وصلت مهارة الأداء الفنى إلى درجة متمثلة فى إنجازات عصر النهضة ، وما تبع هذا العصر من مدارس وحرکات فنية مختلفة ، وبدأت أنظار الفنانين فى أوربا تتجه إلى الشرق الأقصى حيث النماذج الرائعة من الخشب المحفور فى اليابان، وإلى فنون الشرق الأوسط حيث تتلألأ منجزات الفن الإسلامى فى فنون الخط والمشربيات والفنون التطبيقية، وإلى أفريقيا حيث الأقنعة ، وقد شعر الفنانون فى باريس بالدهشة لهذه المنجزات الرائعة ، وکانت سببا فى إثارة قدراتهم الإبداعية لابتکار صيغ تشکيلية جديدة . (1)

وقد تأخر ظهور الحرکة الفنية الحديثة فى الشرق العربى حتى النصف الأول من القرن العشرين لأسباب کثيرة وأنشئت أول مدرسة للفنون الجميلة فى مصر عام 1908م وتتابع إنشاء مدارس الفنون فى البلاد العربية وبديهى أن يکون أغلب الأساتذة فى هذه المدارس من الأجانب ومن أجل ذلک کان مسار الحرکة الفنية الحديثة فى البلاد العربية هو مسار الحرکة الفنية فى أوربا ذاتها، وکان على الفنانين العرب أن يسهموا فى تغذية تيار الفن التشکيلى العالمى بروافد عربية أصلية، وکانت قضيتهم الأولى هى البحث عن الهوية العربية والعمل على تأصيل الفن العربى الإسلامى ليعبر عن قيم جمالية عربية إسلامية لها طابعها ومذاقها الخاص، وتبنى الفنانون العرب شعار "التراث والمعاصرة" ومن هنا ظهر تيار استلهام عناصر الفن الإسلامي في التصميم .

 

شکل ( 6 ) : استلهام عناصر الفن الإسلامي في التصميم

 ومما سبق يتضح أن الفکر التصميمي لهوية المؤسسات التي يتضمنها عناصر مستوحاه من الفن الإسلامي يمکن أن يشکل محوراً هاماً من المحاور التي يمکن أن ينطلق منها المصمم في ابتکاره لتصميم الهوية والشعار المعاصر ، وذلک بما تتضمنه من توافق وتضافر بين صياغتها الشکلية ، وما تحمله من معان ودلالات رمزية ومضامين وقيم معنوية ، فالمصمم يقف عند تصديه لمشکلاته الجمالية موقفين هامين ، الموقف الأول إزاء التعامل مع البناء الشکلي والصيغ الجمالية ، أما الموقف الثاني فيترکز حول المعاني والدلالات التي يتضمنها ,

 

شکل ( 7 ) : إبتکار المصمم في تصميم الهوية والشعار المعاصر باستخدام عناصر الفنون الإسلامية

وهما موقفان متلازمان ومترابطان ، ويؤدي تکاملها معاً إلى تشکيل منابع للهوية الفنية في مجال التصميم وذلک للتوصل إلى منهج أو أسس أو مبادئ يمکن الاستناد إليها في تصميم الشعار فالمقومات الجمالية في التصميم تلعب دورا مهما في قدرة المصمم على التعبير عن الهدف المراد تحقيقه من الشعار بالتأکيد على قيم التصميم ووظيفته ، والأسلوب الذي يختاره في تصميمه . هذا بالإضافة للنظم والشروط العامة التي يتم من خلالها تنظيم وترتيب العناصر التصميمية المختلفة في شکل فني مميز ، وجميعها عوامل تساعد على نجاح تصميم الشعار في عصرنا الحالي بالاستعانة بالعناصر المستوحاة من الفن الإسلامي .

    

شکل ( 8 ) : تشکيل منابع للهوية الفنية في مجال التصميم وإبتکار تصميم الشعارالمستوحي من الفنون الإسلامية

الخصائص التصميمية للهوية المعاصره القائمه علي عناصر الفن الإسلامي :

 إن تصميم الهوية والشعار لا يتطلب خيال واسع وحس فني وبراعة في الرسم وفقط ، بل يتطلب أيضاً السير على خطوات عملية صحيحة وسليمة حتى يوصل رسالة واضحة المحتوى عن الموقع أو الشرکة أو المنتج أو الخدمة التي يتم تصميم الشعار لها ، وهذه الخطوات العلمية هي مواصفات وسمات وخصائص تصميم الشعار المعاصر والتي سوف نتناولها في عدة نقاط کالآتي : (1)

1.   بساطة الأسلوب :

يجب أن يراعي البساطة في تصميم الهوية والشعار والقوة ووضوح الفکرة ، حيث يجب أن يکون بسيطاً في تصميمه إلى أبعد حد ممکن بحيث يفهم المراد منه بسهولة دون عناء بأسلوب فني بسيط وواضح ومفهوم بعيداً عن الغموض ، وکذلک البساطة في استخدام الألوان ؛ فالإکثار من الألوان في تصميم الهويات والعلامات التجارية يشوش على الناظر ( المتلقي ) ، وقد يجعل رؤيته وفهمه صعباً ، لذا يجب أن يحتوي الشعار من واحد إلى ثلاث ألوان على الأکثر .

 

شکل (9) : يوضح البساطة في تصميم الهوية والشعار والقوة ووضوح الفکرة

2.   فريد ومتميز :

يجب أن يراعى في تصميم الشعار التفرد والتميز وحداثة الفکرة ، بحيث أن يکون مبتکراً أو غير مستهلک أو معروف بشکل تقليدي ونمطي ، فيجب أن يکون له الخصوصية التامة دون أي تداخل أو تشابه مع شعارات أخرى أو أنشطة مختلفة ، وهذا يتطلب عنصر الابتکار من خلال تحقيق الموازنة بين الأصالة والمعاصرة .

 

شکل ( 10 ) : يوضح التفرد والتميز وحداثة الفکرة

3.   النسيج البنائي :

يجب أن يتميز الشعار الجيد بالتبسيط والتلخيص والإيجاز في البناء الشکلي بما لا يؤثر على ما يوحية من معنى ودلالة ، فکلما زاد تعقيد الشعار کلما جعله ذلک مبهماً للناظر المتلقي، والشعارات الناجحة هي الشعارات بسيطة التکوين لاحتوائها على رموز مفهومة وليست غامضة يستطيع المتلقي بواسطتها فهم وقراءة الشعار بسهولة ويسر .

 

شکل ( 11 ) : يوضح معنى ودلالة التشکيل في تصميم الهوية

4.   الخصائص الدلالية :

إن الشعار ليس فقط مجرد معطى حسي ، ولا مجرد فکرة ومعطى عقلي ، ولکن تصميم الشعار بشکله الفعال والمؤثر هو إنتاج دلالي لعلامات ورموز سيميوطيقية قد تتضمن فوق کل ذلک وتعبيره .

 

شکل ( 12 ) : يوضح المعطي الحسي للشعار

5.   سهولة القراءة :

إن الشعارات الناجحة هي التي يمکن فهمها وقراءة النص المکتوب فيها مباشرة من أول نظرة ، فالحروف أو الکلمات المبسطة وسيادتها في الشکل العام للشعار قد تکون هي مصدر جذب انتباه المتلقي وملاحظته وحفظه للشعار بسهولة .

 

شکل ( 13 ) : يوضح شعار يمکن فهمه وقراءته مباشرة من أول نظرة

6.   تعددية الاستخدام :

إن أفضل الشعارات على الإطلاق هي التي يمکن رؤيتها على بطاقة أعمال صغيرة ولوحة إعلانات ضخمة بنفس الوضوح والدقة ، أي أن الشعار يجب أن يکون مرن بحيث يمکن تصغيره وتکبيره بکل سهولة دون أن يشوش على المشاهد ودون أن تختفي معالم الشعار.

 

شکل ( 14 ) : يوضح تعددية إستخدام الشعار في تصميم الهوية

7.   مراعاة اتجاه حرکة البصر :

ينبغي على مصمم الشعار المطبوع أن يراعي اتجاه حرکة بصر المشاهد للشعار ، حيث يجب على المصمم الترکيز ببصر المشاهد على محتوى الشعار الذي يريد التأکيد عليه من خلال عناصر التصميم المختلفة .

 

شکل ( 15 ) : يوضح اتجاه حرکة بصر المشاهد للشعار

8.   تطبيق التقنيات الحديثة :

ينبغي على المصمم اکتشاف أساليب ونظم جديدة تساعد في تطوير العملية التصميمية " الحاسب الآلي " مثلاً أحد وسائل التکنولوجيا الحديثة ، فهو يتيح الفرصة لربط الفکر الإبداعي من خلال تناول العناصر التشکيلية بأسلوب جديد يساعد في ظهور الشعار بصورة أفضل .

 

شکل ( 16 ) : يوضح إستخدام أساليب ونظم جديدة تساعد في تطوير العملية التصميمية للهوية البصرية

بلاغة الصيغ البصرية للهويات المعاصره :

الصيغ البصرية کعلامات لا تأتي بمفردها في شکلها المادي ، وإنما تکتسب دلالاتها وقيمتها الفکرية من التعارض والتقابل مع العلامات الأخرى لتشکل المعنى وتوضحه في شبکة لا نهائية من العلاقات والرموز المجردة المستخدمة في تصميم الهوية ، وتستخدم هذه العلاقات البلاغية بين العلامات السيميوطيقية لتشکل المعنى الذي تنظمة .

حيث يقوم مصمم الهوية البصرية بانتقاء وتجريب الرموز المجردة بصياغاتها الشکلية والبصرية لتناسب وتجسد الموقف البلاغي والإنشائي لهدف الهوية والشعار المصمم من أجله ، والتي يمکن أن نطلق عليها نمط الصيغة البلاغية في تصميم الهوية وهي توضح المعنى عندما تعجز أو لا تکفي الدلالة المباشرة للعلامة بشکلها المادي لتحقيق هذا الغرض .

فعلى سبيل المثال فإن صورة ( کرسي أو شجرة أو بنت أو زهرة أو بيت) يفهم منها وجود هذه الأشياء مباشراً في شکلها المادي الملموس ، ولکن إذا أردنا تصوير أو تصميم فکرة رمزية مجردة أو قيمة أو أحاسيس وجدانية وعاطفية ليس لها شکل مادي مثل ( السلام أو الراحة أو الاتفاق أو التعاون أو الصراع أو العذاب أو الغربة أو العمل ... وغيرها ) ، عندئذ نلجأ إلى الصيغة البصرية والبلاغية التي توضح وتجسد تلک المعاني . (1)

"فالدلالة المباشرة أو الاصطلاحية ( denotation ) هي التي يفهم منها الأشياء المادية بوضوح وبشکل محدد أو حرفي ، وبعبارة أخرى أنه المعنى الشائع الذي اصطلحناة على الربط بين الشيء وبين الدال عليه . وفي اللغة اللفظية تقوم القواميس والمعاجم اللغوية بتحديد الدلالة المباشرة للکلمات ، أما الصور المرئية الأيقونية بصياغاتها البصرية فإن الدلالة المباشرة للعلامات والأشکال التي ترى في الصورة هي ما يتعرف عليه المشاهدون مباشرة من الأشياء المادية في الصورة مثل کرسي أو شجرة أو بنت أو ولد أو بيت ... الخ، بغض النظر عن اختلاف ثقافاتهم" أما بالنسبة للصور المرئية بصياغاتها البصرية المتعددة کالعلامات السيميوطيقية في تصميم الهوية عامة وتصميم الشعار خاصة ، فإنها لا تعزى إلى الدلالة المباشرة لمکوناتها المادية وفقط ، ولکن أيضاً تعزى إلى الدلالة المصاحبة لمضامين فکرية ومعاني تلک الأشکال والتي يفهم منها بلاغتها المعرفية والشعورية والعاطفية المصاحبة لتلک الصيغ البصرية ، ولهذا فإنه لا يمکن فصل الدلالة المباشرة للعلامة السيميوطيقية عن الدلالة المصاحبة لها ، ولکن الدلالة المصاحبة تختلف على من يعزها من حيث عمره وجنسه ومهنته وموطنه وثقافته وموضع ذکر تلک العلامة والغرض منها، فعلى سبيل المثال الدلالة المباشرة للشجرة هي نبات له جذور ممتدة في الأرض وساق وفروع وهي وحدة زراعية تنتج الثمار حلوة المذاق ، وتفهم من هذه الدلالة المباشرة للشجرة على نطاق واسع بالنسبة لعامة الناس ، ولکن الدلالة السيميوطيقية والمصاحبة للشجرة بالنسبة للمسافر في الطريق فهي الراحة والاستضلال بظلالها، وبالنسبة للتاجر هي البيع والشراء للثمار حلوة المذاق ، وبالنسبة للکاتب هي الکلمة الطيبة ذات الجذور العميقة أصلها ثابت وفروعها في السماء ، وبالنسبة للفنان فهي العائلة بجذورها القوية وفروعها وأوراقها المنتشرة .(1)

الخط العربى کعنصر تشکيلى في تصميم الهويات البصرية للشرکات والمؤسسات :

يعد الخط العربى من أهم العناصر التشکيلية في الفن الإسلامي لصفاته الکامنة التى تتيح التعبير عن الحرکة والکتلة ، وليس المقصود هنا بالتعبير عن الحرکة بمعناها المرتبط بأشياء متحرکة وإنما المقصود معناها الجمالى والتشکيلى الذى يعنى الحرکة الذاتية التى تجعل التى تجعل الخط يتناغم فى رونق مستقل عن أى غرض آخر.

ونجد فى منتجات الفن الإسلامي أنماط من الخطوط التى تتسم بعضها بالحرية والانطلاق والرشاقة وإثارة لذة جمالية خاصة وبعضها بالاستقرار والثبات له جمال من نوع آخر. جمال رياضى يستشعره العقل کما تحقق فيها غرضان تشکيليان مهمان :

 الأول : خلق نوع من الإيقاع نتيجة تبادل الظل والنور بين الأجزاء البارزة والغائرة.

والثانى : إعطاء درجات متفاوتة من إحساس ملمسى من حيث الدقة والاتساع وما يحققه ذلک من إحساس بصرى بالنعومة والخشونة، والتکامل الفنى الذى يحدث نتيجة التنوع فى الإيقاعات مع تحقيق الوحدة فى جملة العمل الفنى.

تصميم الهويات والشعارات القائمة على الخط العربي :

 صنف بأربعة مجموعات رئيسية ، ثم قسمت بدورها إلي ثلاث تفرعات کما يلي :

أولا : شعارات قائمة على الخط العربي منفرداً :

1-  الخط العربي بالجماليات الأصولية : ( أ الجافة ب اللينة )

2-  الخط العربي مستوحي من الجماليات الأصولية : ( أ الجافة ب اللينة )

3-  الخط العربي بجماليات مستحدثة .

 

شکل ( 17) : شعارات قائمة على الخط العربي منفرداً

ثانيا : شعارات قائمة على الخط العربي مع شکل رمزي :

1- الخط العربي بالجماليات الأصولية : ( أ الجافة ب اللينة )

2- الخط العربي مستوحي من الجماليات الأصولية : ( أ الجافة ب اللينة )

3- الخط العربي بجماليات مستحدثة .

 

شکل ( 18 ) : شعارات قائمة على الخط العربي مع شکل رمزي

ثالثا : شعارات قائمة على الخط العربي مع خط لاتيني :

1- الخط العربي بالجماليات الأصولية : ( أ الجافة ب اللينة )

2- الخط العربي مستوحي من الجماليات الأصولية : ( أ الجافة ب اللينة )

3- الخط العربي بجماليات مستحدثة .

 

شکل ( 19 ) : شعارات قائمة على الخط العربي مع خط لاتيني

رابعاً : شعارات قائمة على الخط العربي مع خط لاتيني وشکل رمزي :

1- الخط العربي بالجماليات الأصولية : ( أ الجافة ب اللينة )

2- الخط العربي مستوحي من الجماليات الأصولية : ( أ الجافة ب اللينة )

3- الخط العربي بجماليات مستحدثة .

 

شکل ( 20 ) : شعار قائم على الخط العربي مع خط لاتيني وشکل رمزي

مظاهر علاقة تکوين العناصر الاربع في تصميم الهوية :

 تتضح مظاهر علاقة الشکل الرمزي مع الخط اللاتيني والخط العربي في الشعار بالنمـاذج ولـکي تنسجم المفردات التشکيلية وتتوافق في هذا الترکيب البنائي الثلاثي بتصميـم مستـحدث يراعـي مـا يلي :

  • تنوع سمک الخطوط وتناغم المساحات الداخلية والفراغات المحيطة التي تربط علاقة مفردات التشکيل ککل .
  • · إندماج وترکيب وتداخل العناصر مع الحروف العربية يحقق قيم جمالية ووظيفية ، من خلال التنوع المبتکر في شکل الخطوط وأوضاعها والفراغات بينها ، حيث تعتمد کل منها على الخطوط الأفقية والرأسية والمنحنية .
  • · مواءمة الخطوط والمساحات للحيز المحدد للتصميم بمستوي يناسب ارتفاعات الحروف العربية من خلال بناء ترکيبي أفقي ورأسي منتظم مبتکر يتم فيه تنوع المفردات .
  • تأثير کل من الکتل المتفاوتة في حجم العناصر على المساحة المتضادة بينهم وتداخلها مع مساحة الخلفية السوداء أو العکس .
  • · تعالج العناصر من خلال الکتلة أو من خلال الخط الخارجي أو حذف بعض الأجزاء للمفردات أو إلتحام حدودها مع الخلفية ، وعند المعالجات المختلفة يراعي الاحتفاظ بروح الحروف العربية وهويتها بالرغم من إدخال هذه التأثيرات عليها .
  • · تحترم وتراعي مکانة الحروف العربية باحتفاظها في أعلي مستوي للترکيب البنائي وخاصة عند إرتباطها بالخطوط اللاتينية حفاظاً على هوية الشعار وتحقيق عدة قيم جمالية .
  • · مراعاة الفروق الواضحة بين نوعي الخطين اللاتيني والعربي من حيث ترکيب مفرداتهما في صياغة الکلمات لاختيار المناسب لکل منهما للآخر ، ففي الحروف العربية تتحد معاً بخطوط أفقية في أغلب الأنماط ، في حين إنفصال الحروف اللاتينية في ترکيبها ما عدا نوعيات قليلة مثل مجموعة الخطوط التي ترتبط حروفها معاً بخطوط مائلة کذلک يراعي أن يکون الشکل الرمزي مناسب لجميع العناصر .

والکتابة العربية تتمتع بجمال حروفها سواء مفردة أو مرکبة ، وهى فى نفس الوقت طيعة لأساليب الابتکار ومرنة فى قبولها لعمليات المد أو الاستدارة فى الحروف مما أکسبها حيوية ومنحها الجمال ، أما قابلية الحرف للمد أو الانثناء فهو ما أعطى امکانية شغل الفراغات الناشئة بين الحروف، کما أن عمليات ضم المسافات بين الحروف أو التباعد بينها بمد الحروف قد أضفى جمالا وحيوية زخرفية.

وکانت الحروف تبنى على أساس أصل هندسى ثابت وقاعدة رياضية حيث اعتبر حرف الألف معيار وباقى الحروف أجزاء من دائرة تکون هذه الألف قطرا لها ولکل حرف من الحروف العربية هندسته الخاصة والحروف کلها بأجزائها مردودة إلى نسبة ثابتة عرفت بالنسبة الفاضلة. ولما کانت الحروف العربية لا تتعدى أن تکون خطوطا مستقيمة وأجزاء من الدائرة، لذا فهى تتمتع بهيئة تبسيطية.

إن الخطوط وهى تتعامد بزاويا قائمة تصنع الاستقرار والسکون، وبميلها وانحرافها بعضها تجاه بعض تعطينا إحساسا بحرکة وحيوية.

وتمتاز الحروف العربية ببساطة صورها إذا قيست بحروف الأمم الأخرى کما تتميز بقلة عدد صورها الناشئ من تشابه الحروف فالباء والتاء والثاء بصورة واحدة، والجيم والحاء والخاء کذلک، الصاد والضاد، والطاء والظاء، والعين والغين، والفاء والقاف.

کما أن الحرف الإفرنجى يعتمد على الخطوط المتوازية الراسية والأفقية ومن ثم کانت خطوطه ثابتة البنيان بينما يختلف الحرف العربى فى منهج ترکيبه اختلافا تاما عن نظيره الإفرنجى بحيث تنعدم أوجه المقارنة بينهما، فالخط العربى أو الکلمة العربية يقوم شکلها على أساس حروف موازية للسطر وأخرى تعلوه وثالثة تهبط عنه فالحرکة فى الخط العربى نابعة من تصميم شکل الکلمة، أى من تباين أوضاع کل حرف عن سابقه ولاحقه ومن تباين کل حرف من الحروف حسب موضعه. وتبدو صعوبة الخط العربى فى الترکيب والجمع والتشکيل حيث أصبحت الکلمة فى الخط العربى تصميما قائما بذاته يستوجب رسم صور متعددة متباينة للحرف الواحد للوفاء بمتطلبات ترکيب أو جمع أو تشکيل الکلمة إذ ينبغى إيجاد حلول منطقية فى المعالجة.

ولعل أبرز الدلائل المميزة للفن الإسلامى استعمال الزخارف والنصوص الکتابية فهى من الدلائل التى تيسر على الإنسان التعرف على المنتجات الفنية الإسلامية، وقد تنوع استعمال الخط کعنصر تشکيلى بما أعطى لکل إقليم من الأقاليم الإسلامية شخصية خاصة به فى إطار الشخصية الإسلامية العامة، فاستعمال الکتابة فى الطراز المغربى الأندلس يختلف عن استعمالها فى الطراز الشامى أو المصرى أو الإيرانى أو الترکى , من هنا نستطيع أن ندرک أن الفنان المسلم فى کل إقليم من الأقاليم الإسلامية استطاع أن يحمل الخط العربى شخصيته وشخصية إقليمه فى إطار الشخصية الإسلامية العامة. (1)

المشکلات التکنولوجية والسيکولوجية التى تواجه الخط العربى :

دائما يأتى شکل الحروف اللاتينية متناسقا أکثر من شکل الحروف العربية کأن له أهمية أکثر. وهذا يکمن فى أن العمل على تحسين تصميم وطباعة الحرف اللاتينى يتقدم کثيرا عن الخط العربى وذلک على الرغم من وجوب إطار تشکيلى مشترک بينهما حتى يأتى الشکل والتصميم متکاملا منسجما داخل تصميم الإعلان .

ومن المشکلات التکنولوجية التى تواجه الحروف العربية على شاشة الحاسب الآلى هى مشکلة توحيد الرموز المستخدمة لکل حرف فى برنامج الحاسب عالميا Unicode، فهذا ليس مفيدا للغة العربية فقط أنما لکل لغات العالم، مما يسهل تبادل المعلومات حول العالم وإرسال البريد الالکتروني من جهاز إلى جهاز أخر حتى وإن کان أحد الأجهزة غير مزود ببرنامج القراءة العربية والتى نواجهها حاليا فالمعلومات المطبوعة فى برنامج "الناشر الصحفى" مثلا لا نتمکن من قرائتها على "الکوارک اکسبريس"Quark Express" ويحاول الخبراء حل هذه المشکلة فى الفترة الحالية والتى تناولتها "جمعية خط الطباعة العالمية" فى کندا بالمناقشة فى إحدى جلساتها , أما من الناحية السيکولوجية نجد أن العرب أنفسهم يستخدمون اللغة الإنجليزية أو الفرنسية أکثر من استخدامهم للعربية، کما أن استخدام الحروف الإنجليزية لکتابة الکلمات العربية يعطى انطباع بعدم الجدية، بالإضافة إلى تعريب المصطلحات الأجنبية دون اهتمام بوضع تعبيرات تحمل المعانى العلمية والتکنولوجية الحديثة باللغة العربية مما يوضح المشکلة الرئيسية وهى مشکلة الهوية , ومن المثير للدهشة أن يولى الغربيون اهتماما بالخط العربى يفوق اهتمام العرب أنفسهم وذلک بسبب تقديرهم لجماليات الخط العربى وانتشار الأسواق الناطقة بالعربية مما يفرض على الدراسات التسويقية التفکير فيها بما يخدم الأهداف التجارية.

الحروف العربية Arabic Calliugraphy:

هى تشکيل الحرف العربى وتجريده من العبارة والجملة المقروءة إلى حال أخرى حاول فيها بعض الفنانين من أصحاب التجارب أن يجعلوا منه ظاهرة إبداعية انتشرت فى فترة زمنية من فترات عمر الفنون التشکيلية فى مختلف أقطار الوطن العربى وأصبح لها رواد ومعلمون أبقت لها أثرا بارزا وجد فيه الأجيال الجديدة بوابة تختلف عما تعودا عليه من أعمال أو تجارب فى الرسم أو التصوير الزيتى والجرافيک التى استلهمت فيها ملامح الحياة , وسعى هؤلاء الفنانين إلى تجريد الحرف العربى وتخليصه من تبعية العبارة وتحريره ليصبح له کينونته الجمالية المستقلة فى عالم الفن التشکيلى. (1)

اعتبارات توظيف الحروف والکتابات فى تصميم الهويات البصرية للمؤسسات التجارية :

الحروف هى البنية الأساسية لتکوين الکلمات وبنائها وبالتالى تکوين الجمل لما يتناسب مع الرسالة المطلوبة..... هناک ثلاث اتجاهات يجب مراعاتها عند استخدام الحروف داخل التصميم بما يتلاءم مع الهدف الإتصالى للرسالة الإعلانية وهى :

  • ·  أولا: شکل الحروف من الوجهة التشکيلية.
  • ·  ثانيا: ترتيب وتنظيم الحروف والکتابات داخل التصميم.
  • ·  ثالثا: مناسبتها للوظيفة المطلوبة.

وذلک لتحقيق الأهداف التالية :

1- ترکيب الجملة :

والمقصود بها عملية تجميع العلامات التيبوغرافية لتکوين شکل الکلمات والجمل.... والعناصر التيبوغرافية من الحرف والکلمة والصف والعمود والهامش تندرج جميعا فى شکل کلى من خلال استخدام الفراغ التيبوغرافى والترتيب البصرى والنظم التشکيلية مع الحفاظ على الشکل العام للتصميم والمعنى المراد توصيله.

2- وضوح الحرف والقدرة على قراءة النص Legibility and Readability:

ويشمل سهولة تمييز الحروف legibility والقدرة على قراءة النص من خلال طريقة الکتابة وترتيبها داخل التصميم وقدرتها على متابعة المعلومات بشکل جيد Readability.

3- الفراغ التيبوغرافى:

 هو المجال الايقاعى الذى يتم فيه عملية الاتصال التيبوغرافى والذى يتکون من شکل ايجابي (العناصر التيبوغرافية) والفراغ (الخلفية) الذى تنظم فيه العناصر، والتوحد داخل الفراغ يتحقق من خلال التعويض البصرىVisual Compensationالذى يتمثل فى التوازن الفراغى وتنظيم العناصر التيبوغرافية وتعديل أحجامها وأوزانها والفواصل الفراغية وغيرها من الصفات البصرية التى تحقق التوحد والتوازن , وترکيب الفراغ التيبوغرافى يمکن أن يتحدد بواسطة أوضاع وعلاقات الشکل بالفراغ والذى يقوم على الوضع الإدراک Perceptual Alighnment ومن ثم تحقيق الوضوح البصرى Visual Clarityمما يساعد فى ربط العناصر بالخلفية وهذا التکامل الترکيبى ليس غاية فى حد ذاته حيث أنه نظام من حيث البساطة أو التفصيل يعمل کحافز يتحکم فى الديناميکيات البصرية وانتقال العين بين العناصر التيبوغرافية ومن ثم وصول الرسالة والاستجابة لها.

4- التسلسل البصرى:

ويشمل ترتيب العناصر فى سلاسل متدرجة من الأکثر سيادة إلى الأقل داخل مساحة فراغ التصميم مع مراعاة طبيعة المتلقى والجو العام الذى يتم فيه عملية القراءة .

التقنيات الرقمية ودورها فى تصميم الهوية البصرية بالتشکيل بالحروف والکتابات العربية :

مع تطور التقنيات الرقمية وخاصة الحاسب الآلى، تطور تصميم الحروف وبرامجها المختلفة بالإضافة إلى برامج إعداد الصفحات مما أحدث تطورا شاملا فى أنماط الحروف والکتابات وتشکيلاتها المختلفة.

وأصبح مصممو الحروف والکتابات جزء لا يتجزأ من منظومة العمل الجماعى داخل المؤسسات الإعلانية والطباعية على حد سواء مما أثمر عن ابتکار عدد لا نهائى من أنماط الکتابات التى تتميز بالحرية فى التشکيل أو الأصالة أو الطابع الفکاهى أو الطابع الجاد........ وغيرها ........ مما جعل الخبراء والمتخصصون يصفون العصر الحالى بأنه عصر بداية الثورة على الأطر التقليدية والنمطية فى مجال تصميم الحروف وتوظيفها. (1)

يذکر "روب کارتير" Rob Carter مصمم الحروف أنه على مر العصور تطورت القواعد التصميمية والوظيفية لتصميم الحروف والکتابات لتحقيق الجمال والانقرائية لتکوين الحروف والمحافظة على وظيفة الحروف وهى تقديم أفکار الکاتب بوضوح , ولکن فى هذا العصر الذى شهد تطورا کبيرا فى التقنيات الرقمية ووسائل الاتصال وانفجار المعلومات تم تکسير قواعد کثيرة فى جميع المجالات وخاصة مجال التصميم الجرافيکى والتى باتت غير مناسبة لطبيعة متلقى هذا العصر الذى يهرب من الرتابة والملل وينفر من کل ما يحوله إلى صامت غير متفاعل ، أى أن تصميمات هذا العصر تتسم بالديناميکية فى کل عناصرها..... ومن هنا يضع قواعد يطلب من المصممين کسرها تماما أثناء تصميم هويات المؤسسات وهى :

1.      لسهولة القراءة استخدم أنماط الحروف الکلاسيکية.

2.      التعقل وعدم استخدام أکثر من نمط للحروف فى نفس الوقت.

3.      تفادى الجمق بين أنماط حروف متشابهة المظهر.

4.      کتابة الکلمات بحروف کبيرة فقط يصعب عملية القراءة والمزج بين الحروف الکبيرة والصغيرة هو الأنسب فى عملية القراءة.

5.      يتم اختيار أحجام الخطوط المناسبة للنصوص تبعا للدراسات التى تجعلها مقروءة.

6.      تفادى استخدام أکثر من حجم للحروف وأکثر من وزن فى نفس الوقت.

7.      اختيار نوع الحروف طبقا لحجم ووزن المطبوع يساعد فى تفادى ظهور الحروف بمظهر خفيف أو ثقيل.

8.      استخدام شکل الحروف متوسطة العرض لتفادى ظهور الحروف أکثر عرضا أو أرفع من مساحة المطبوع.

9.      استخدام المسافة المتوازنة بين الحروف والکلمات.

10.   استخدام المسافات المتوازنة بين السطور لسهولة القراءة والانتقال من سطر لأخر.

11.   استخدام عدد مناسب من الکلمات فى السطر الواحد.

12.   مراعاة محاذاة الکتابات بأن تبدأ من اليسار وتنتهى الأسطر مع بعضها فى اليمين.

13.   تنسيق الفقرات بنفس النظام خلال النص الواحد.

14.   تفادى استخدام الکلمات المفتاحية فى أول أو نهاية الفقرات.

15.   تفادى تحريف الحروف.

16.   کتابة الحروف والکلمات على صلب سطر واحد.

17.   عند استخدام الکتابات والألوان لابد من ظهور الکتابة على الخلفية

واتفق الخبراء على وجوب سهولة تمييز الحروف کأحد المحددات الأساسية فى تصميم الحروف والتى تعمل کمصمم للحروف وعضو فى جمعية خط الطباعة العالميةAssociation والتى تقول أن من حق القارئ أن يدرک الحروف ويتعرف عليها بسهولة بما يتلاءم مع قدراته "وتوضح ذلک بمراعاة مناسبة استخدام أسلوب معالجة الحروف مع الخلفية ومدى إنقرائيتها مثل استخدام الکتابة السوداء على خلفية بيضاء أو ملونة والعکس، على حين أن الألمانى "باسکرثيل" Baskervill يوضح رأى آخر فى التخلى عن انقرائية الحرف والکلمة والتعامل معهما من خلال إيقاعات بصرية وتناغمات بين الکتلة والفراغ والتى يستخدم فيها جمل طويلة من عدد کبير من الکلمات والحروف تساعد فى هذا التشکيل والذى يعبر فى هذه الحالة عن الخبرة الشخصية للمصمم بالإضافة إلى ما سماه بموسيقى التشکيل بالکتابات والتى تخدم تحقيق الهوية وتعتمد على المرونة واللامحدودية فى استخدام أکثر من نمط للحروف ويعبر عن ذلک بقوله "اعتقد أن هناک العديد من الأصوات التى لم تسمع حروفيا , ويذکر مصمم الحروف "جيفرى کيدى" Jeffery Keedy من کاليفورنيا" عندما أبدأ فى عمل جديد وأبدأ فى اختيار نمط الحروف، لا أجد من أنماط الحروف ما يمنحنى الصوت الذى أريده لأنها لا تتناسب مع خبراتى فى الحياة فهناک خبرة من شخص آخر لا تخصنى "وهو بذلک يرفض الاختيار حتى من بين الأبجديات المتعددة المتاحة على أجهزة الحاسب الآلى ويفضل تصميم کتابة خاصة بکل تصميم يکلف به , ويذکر المصمم الأمريکى "بارى ديک" BarryDeck" أن لغز شفافية تکوينات الحروف لإحداث انطباع واقعى تجاه الشکل تؤکد مقولة "أن الشکل يحمل المعنى" ويعنى بهذه العبارة أن الشکل والمعنى لا ينفصلان عن بعضهما فى تصميم الحروف والکتابات بما يتناسب مع طبيعة التصميم والمتلقى ومضمون ومحتوى الرسالة , فالهدف إذن ليس اختيار من الأنماط المتعددة للحروف والکتابات بهدف تحقيق وظيفة فقط بل تعدى ذلک إلى ما هو أبعد....... إلى تحويل المتلقى کعنصر مشارک فعال فى العملية التصميمية واکتشاف ما هو أبعد من الاستخدام المباشر للحروف واستدعاء خبراته ومدرکاته ليصبح أحد عوامل تفسير الرسالة.

وبذلک يستطيع المصمم أن يمنح الحياة لتصميمه عن طريق ابتکار وإبداع أساليب وتشکيلات جديدة يطوع فيها جماليات الحروف والکلمات وعناصر الفنون الإسلامية کعناصر تشکيلية يخرج فيها خبراته الخاصة ويتميز بها عن غيره فى مجال التخصص مما يحقق الهوية لتصميمه عن باقى الأعمال المنافسة , و التى تعتمد على التشکيل بالحروف والکتابات وعناصر الفنون الإسلامية طبقا للاتجاه الحديث فى استخدام الخطوط والکتابات فى مجال التصميم والذى أطلق عليه Modernist Typography تم التوصل إلى استراتيجية التشکيل بالحرف والعناصر المستوحاه من الفنون الإسلامية فى تصميم الهوية البصرية للمؤسسات وتتلخص فى :

1.   عدم التقيد باستخدام صورة الحروف الکبيرة فى بداية الکلمة أو فى الأسماء والأعلام بل يتم التبادل بين الحالتين طبقا للاحتياج التشکيلى والصياغة البصرية للتکوين.

2.   استخدام أکثر من درجة ظليه فى الجملة tone لتحقيق التناغم الناتج عن الدرجات الظلية المتعددة.

3.   استخدام القدرات التکنولوجية للتقنيات الرقمية فى استخدام أکثر من مسار للعبارة المستخدمة (دائرى، منحنى، مستقيم، مائل.....)

4.   استخدام مستويات مختلفة من أحجام الحروف (أبناط) دون الالتزام باستخدام بنط واحد داخل الجملة أو داخل النص.

5.   التبادل بين المعالجة اللونية والأرضية بمساحات تشکيلية لإحداث الاتزان وجذب الانتباه.

6.   الجمع بين أکثر من عائلة من عائلات الحروف.

7.   استخدام أکثر من مستوى لوضع الحروف والکتابات مما يعطى إحساس بالعمق الفراغى فى التصميم.

8.    ارتباط مکونات عناصر التصميم فى وحدة واحدة من صور وحروف وکتابات والألوان وملامس غيرها.

9.    استخدام أکثر من اتجاه فى الکتابة دون الالتزام بالاتجاه الذى يساعد فى عملية القراءة بالإضافة إلى استخدام تأثيرات المبالغة والتحريف والانعکاس والموارية والتشويش والاهتزاز وغيرها.

10. عدم الالتزام بالمسافة بين الحروف أو الکتابات واللجوء إلى ضغطها أو تراکبها أحيانا.

النتائج :

-     الکشف عن الطاقة الإبداعية للتشکيل بالعناصر المستوحاه من الفنون الإسلامية مع الدمج بينها وبين الحرف العربى داخل تصميم الهوية البصرية للمؤسسات , مما يساعد فى بناء استراتيجية ابتکارية لتصميم الهوية تعتمد على التشکيل بالحرف العربى يستفيد بها دارسو تصميم الهوية البصرية (مصمموا المستقبل)

-     تقديم المرادف لتصميم هويات المؤسسات العربية والإسلامية بإستعانه بالحروف اللاتينية واستخدام عناصر التشکيل في الفنون الإسلامية والخط العربي بدلاً عنها.

-     استخدام القدرات التکنولوجية للتقنيات الرقمية فى استخدام أکثر من مسار في تصميم الهوية .

-     إمکانية ابتکار وإبداع أساليب وتشکيلات جديدة يطوع فيها جماليات الحروف والکلمات وعناصر الفنون الإسلامية کعناصر تشکيلية في تصميم الهوية البصرية للمؤسسات العربية والإسلامية .

التوصيات:

1-على المؤسسات القائمة علي بناء وتصميم الهوية البصرية للمؤسسات العربية والإسلامية مراعاة ما يلي :

-إعطاء اهتمام للحروفية العربية جنبا إلى جنب مع الکتابات الأجنبية حتى لا يبدو الحرف العربي أقل أهمية من الحرف اللاتيني کما هو الحال الآن .

-الحرص على إقامة ورش عمل بصفة مستمرة لتدريب المصممين على العمل الجماعي في مجال الابتکار باستخدام العناصر المستوحاة من الفنون الإسلامية مع الحرف العربي بالإضافة إلى إقامة الندوات واللقاءات مع المتخصصين سواء في العالم العربي أو غير العربي للاستفادة من الخبرات ومتابعة کل جديد.

2-على الجمعيات والنقابات والأکاديميات المتخصصة عقد المؤتمرات لمناقشة وتقديم الحلول العلمية وليست النظرية وتناول مشکلات تصميم الهوبة العربية والإسلامية حتى تصبح أکثر تطورا وأکثر اتصالا بالعصر.

3-اتخاذ قرارات من الغرف التجارية العربية بضرورة أن يکون تصميم هويات المؤسسات والمنتجات داخل الوطن العربي باللغة العربية کأحد خطوات التمسک بالهوية .



1.    بو صالح الألفي " الفن الإسلامي أصولة ، فلسفتة " دار المعارف ص ( 80 ).

1- شاکر حسن السعيد – الخط العربى جمالياً وحضارياً- المرجع السابق ص ( 60 ). ( 102) .

1- ستيرلين,الإسلام, من بغداد إلى قرطبة, في القرن الثالث عشر، تشن,2002

1.                  Grace Conion “ Logos History “ Logo Works , 2003.

1- الفنون والحضارة في الإسلام، بقلم مارکوس هاتستن وبيتر ديليوس , کونمان,کولونيا ,2000

1- محسن محمد عطية – موضوعات فى الفنون الإسلامية – عالم الکتب – مصر – 2005 ص ( 122 ).

1- Rob carter – Experimental typography-Roto vision SA – Switzerland – 1997.

2 - Rick Poynor and EDWARD Both – Clibborn – Typography Now – north light Books - U.S.A -1992.

1- محمد طاهر بن عبد القادر الکردي (1358 هـ - 1939م). تاريخ الخط العربي وآدابه (الطبعة الأولى). القاهرة - مصر. مکتبة الهلال صفحة 7 - 8

المراجع:
أولاً: المراجع العربية :
1.   بو صالح الألفي " الفن الإسلامي أصولة ، فلسفته " دار المعارف .
2.شاکر حسن السعيد – الخط العربى جمالياً وحضارياً- المورد – المجلد الخامس عشر – العدد الرابع- وزارة الثقافة والإعلام – دار الشئون الثقافية العامة – الجمهورية العراقية – 1986 .
3.   ستيرلين,الإسلام, من بغداد إلى قرطبة, في القرن الثالث عشر، تشن,2002
4.   الفنون والحضارة في الإسلام،بقلم مارکوس هاتستن وبيتر ديليوس ,کونمان,کولونيا,2000.
5.   محسن محمد عطية – موضوعات فى الفنون الإسلامية – عالم الکتب – مصر – 2005 .
6.أبو صالح أحمد الألفى (د) – الخط العربى أرقى الفنون الإسلامية – الفيصل – العدد (209) – دار الفيصل الثقافية – الرياض- المملکة العربية السعودية – 1994.
7.   محمد طاهر بن عبد القادر الکردي (1358 هـ - 1939م). تاريخ الخط العربي وآدابه (الطبعة الأولى). القاهرة - مصر. مکتبة الهلال .
ثانياً: المراجع الأجنبية :
9.       Grace Conion “ Logos History “ Logo Works , 2003
10.    Peter Bridge Mater “ Brian Lewis “ Brett Bracken Designg “, U. S.A. 2001
11.    Rob carter – Experimental typography-Roto vision SA – Switzerland – 1997
12.    Rick Poynor and EDWARD Both – Clibborn – Typography Now – north light Books - U.S.A -1992