نوع المستند : مقالات علمیة محکمة
المؤلفون
1 (باحث ماجستير)
2 أستاذ التصميم المساعد بقسم التربية الفنية کلية التربية النوعية - جامعة المنصورة
3 مدرس التصميم بقسم التربية الفنية کلية التربية النوعية - جامعة المنصورة
المستخلص
الموضوعات الرئيسية
مقدمة
الفن صورة من صور الحياة في أرقى حالاتها بل إن الحياة في أحسن تکاملها وشمولها لا يمکن إدراکها إلا من خلال نظرة الفنان, حينما يکون صادقاً في حسه, ومتمکناً من ترجمة هذا الحس, والحقيقة أن الفنان وهو يعبر عن ذاته وعما يثيره في الحياة وفي الکون المحيط به, أنه لا يفعل ذلک باعتباره فرداً عارضاً ذا نزوات تظهر ثم تخبو حسبما يمر في المواقف المختلفة, إنما هذا الفنان حينما حمل لواء الثقافة بنضجه ونموه وشمول نظرته نجد أنه يصبح من القادة الذين يحملون الشعلة, ويصبح مناراً وهادياً لغيره من البشر, بل لعله يصبح ممثلاً لبني البشر في کشفه للقيم المتکاملة التي لا يستطيع الشخص العادي الکشف عنها بمفرده, وحينما يکشف عنها الفنان ويجعلها ميسورة للرائي المثقف, فإنه يؤکد ثقافته ويوسعها باتساع النظرة واتساع الأفق وضم رصيد الخبرات إلى هذا الشخص المتذوق الذي لولا الفنان وفنه ما کان له أن يدرک هذه القيم أو يتذوقها.[1]
والفن مهما اختلفت أساليبه أو طرائقه ما هو إلا وسيلة من وسائل التعبير عن النفس بکل ما تحتويه من مشاعر, وأفکار وخبرات يتعلم الإنسان عن طريقها الکثير من المعارف والمعلومات التي تکتسب عن طريق تفاعل الطفل مع بيئته فالخبرة الفنية التي نعلمها للطفل ماهي إلا وسيلة للتعبير عن الأصوات, والألفاظ, والخطوط, والألوان, والملامس, والحرکات, ومن خلال هذه المواد الخام يستطيع الطفل أن يعبر عن فهمه واتصاله بالعالم الخارجي.[2]
ويذخر التراث السيکولوجي اليوم ببحوث متنوعة ووفيرة عن علاقة رسوم الأطفال بالعوامل البيئية والثقافية والاجتماعية, والجسمية والحرکية والحاسية والإدراکية والعقلية, وعن استخداماتها کوسيلة لقياس الذکاء, ولسبر أغوار الشخصية والکشف عن خباياها, وکأداة للعلاج النفسي, وکوسيلة للتعبير عن الاستعدادات الإبداعية وتنميتها, ومع نمو الدراسات في مجال سيکولوجية رسوم الأطفال تزايد توخي الباحثين للدقة والضبط والتزام الموضوعية, فاعتمدوا على أساليب المنهج العلمي کالملاحظة المنظمة والتجريب, واستخدموا الأدوات المقننة في توصيف الرسوم وتحليلها وتصنيفها.[3]
فالطفل يلعب بجسده کما يلعب بخياله وفکره, يمرح هنا وهناک يکتشف لکي ينمي مواهبه, يفرح لکي تتفتح مشاعره وأحاسيسه ولکي تنضج عواطفه, والطفل يتحرک لکي تقوى عضلاته وتتوافق العضلات مع الأعصاب وأعضاء الإدراک. ولکي تتوازن کا هذه الأعضاء في نسق واحد يستطيع من خلالها أن يتفاعل الطفل مع البيئة التي يعيش فيها سواء کانت البيئة الاجتماعية أو المادية المتمثلة في الأشياء من حوله.[4]
إن التعبير عن الانفعالات في الفن يعطي النشء فرصة إظهار بعض ردود الفعل في عملية ربط أنفسهم ببيئتهم, فتفسير خبرات النشء خلال الفن يعطي فرصة تبلور بعض ردود الفعل الغامضة التي لا يستطيعون أن يصوغوها في کلمات.[5]
مشکلة البحث
مما سبق يتضح أهمية دراسة رسوم الأطفال وضرورة الاهتمام بها بشکل أوسع بما لها من أهمية کبيرة في حياة الطفل ونشأته.
يحاول البحث الحالي دراسة دور الفن في بناء شخصية الطفل وتوضيح بعض الأبعاد النفسية في رسوم الأطفال.
ومن خلال العرض السابق يمکن استخلاص مشکلة البحث في التساؤل الأتي :
هل هناک دور للفن في بناء شخصية الطفل من خلال رسوم الأطفال؟
أهداف البحث
- الکشف عن أهمية الفن في حياة الطفل.
- الکشف عن بعض الأبعاد النفسية في رسوم الأطفال.
أهمية البحث
-التعرف على أهمية الفن في تنشئة الطفل.
-الکشف عن علاقة البيئة والفن ونفسية الطفل.
فروض البحث
-هناک علاقة إيجابية بين الفن والبعد النفسي في رسوم الأطفال.
حدود البحث:
- دراسة دور الفن في بناء شخصية الطفل.
- يتناول بعض الأبعاد النفسية في رسوم الأطفال.
منهج البحث
يستند البحث الحالي على المنهج الوصفي القائم على التحليل.
مصطلحات البحث
الفن : Art
تعرف الموسوعة البريطانية الفن على أنه التعبير عن الأفکار الجمالية, عن طريق توظيف المرء لخياله وإبداعه, ويقسم الفن إلى الفنون البصرية وتشتمل على الرسم, والنحت, وفنون العمارة, وفنون الجرافيک, والفنون التشکيلية, والفنون الأدبية کالدراما, والقصة, والشعر, وفنون الأداء کالموسيقى, والمسرح, والرقص.[6]
رسوم الأطفال Children's drawings
هي تلک التخطيطات الحرة التي يعبر بها الطفل على أي سطح کان ، منذ بداية عهده بمسک القلم أو ما يشابهه - أي في السن التي يبلغون عندها عشرة شهور تقريبا - إلى أن يصلوا إلى مرحلة البلوغ.[7]
رسوم الأطفال
تعتبر رسوم الأطفال من الموضوعات الهامة التي اهتم بها بعض الفنانين المعاصرين، وهي تعني کل ما ينجزه الأطفال من رسوم في لغة تعبيرية مفرداتها عناصر التشکيل المختلفة، تنقل الکثير من المعاني والأفکار لهم، وهي بذلک تخرج عن کونها لغة عادية للمخاطبة وتدخل في نطاق اللغات البصرية والرمزية التي من خلالها يستطيع الأطفال أن يجدوا فيها کثيراً من المعاني التي تمتليء بها أنفسهم وتضع في أفکارهم رؤى جديدة، فهي رسوم تحمل براءة الطفولة ورقة المشاعر والانفعالات من خلال عناصر الجمال والحيوية في فن جديد يحرک المشاعر والأحاسيس للأطفال.[8]
إن التعبير الفني للطفل ماهو إلا تسجيل لشخصيته, فإذا کانت شخصيته حرة جاء تعبيره الفني حراً, ولذلک فإن ترقية التعبير الفني الحر للطفل وتنمية إحساسه بالجمال يعني تزويد الطفل بطفولة سعيدة حرة, والمهمة أساساً منوطة بالوالدين اللذين يستطيعان منح أطفالهم کل الحب والجمال, وبالطبع عليهما تفهم حاجات الطفل حسب نموه وسنه من خلال تجربتهما الشخصية ومعايشتهما للآخرين وتفاعلهما مع المجتمع الذي يعيشان فيه. [9]
معني الفن بالنسبة للطفل
إن کل شيء في نظامنا التربوي يتجه نحو التعلم الذي يعني في کثير من الأحوال اکتساب المعرفة, ومع ذلک فنحن نعرف جيداً أن المعرفة وحدها لا تجعل الناس سعداء, فالتربية ذات الجانب الواحد التي تهتم بالمعرفة فقط تهمل صفات کثيرة هامة جداً يحتاج إليها أطفالنا حتى يستطيعوا أن يکيفوا أنفسهم لهذا العالم.
فالفن للطفل الذي تعلمه في سنواته الأولى قد يعني الفرق بين فرد سعيد متجاوب وبين آخر يستمر فرداً غير متوازن يجد کثيراً من الصعاب في علاقاته مع بيئته بالرغم من کل ما تعلمه, وقد يکون الفن للطفل هو التوازن الضروري لعقليته وعواطفه, وقد يصبح الصديق الذي يتجه إليه, حتى بطريقة لا شعورية, کلما صادف ما يتبعه, والذي يلجأ إليه عندما لا تستطيع الکلمات أن تسعفه.[10]
والطفل يبدأ منذ حداثة سنه في بناء مخزون بصري له يحتوي على کل ما يراه حوله من أشکال وأحجام وخطوط ومظاهرمرئية في البيئة ، يمتليء هذا المخزون على مر حياته وحتى مماته وکأنه خزانة تمتليء بأشرطة الفيديو.[11]
إنه لا حاجة إلى أن نصحح أي نسبة في رسوم الأطفال, ويجب أن نهتم بالمحافظة على حرية الطفل وسعادته أکثر من اهتمامنا بما نتسلمه منه محصول نهائي يسر ذوق الشخص الکبير العادي, کما يمکن القول أن نوع النسب التي يستخدمها الطفل في فنه تعکس عادة علاقاته وخبراته بالنسبة للشيء الذي يرسمه, وحتى إذا لم نستطع أن نکتشف مثل هذه العلاقات فيجب ألا نخاطر بالإساءة إلى علاقات الطفل الحساسة بأن نفرض عليه مستويات الکبار عن النسب "الصحيحة", ولقد رأينا أن ماهو "صحيح" يشير فقط إلى المظهر وأنه يفقد صحته إذا ما أشار إلى التعبير, وبمجرد أن ينمي الطفل الرغبة في البحث عن علاقات الحجوم فإن هذا الاکتشاف الجديد يجب أن يساعده دافع الخبرات الذي يؤدي إلى أن يکتشف الطفل بنفسه الحجوم المناسبة.[12]
البعد النفسي لرسوم الأطفال
- الوقوف على الحالات المرضية النفسية التي قد يعاني منها طفل ما قبل المدرسة کالخوف, والإنطواء والعزلة, والعدوانية والتمرد, والأنانية وغيرها من الأمراض والتي تظهر من خلال التعبيرات التشکيلية الممثلة في إنتاج الرموز أو الخطوط أو الأشکال والألوان والتخطيطات وما يمکن القيام به لتجنب الطفل المشکلات.
- تحقيق الاتزان الانفعالي للطفل من خلال دفعه لممارسته بعض المجالات الفنية, التي قد تشکل الخامة فيها دوراً أساسياً في الإثارة, حيث يحدث الاندماج وتفريغ الطاقة النفسية والجسمانية من خلال الحرکة والمشارکة.
- محاولة إيجابية لدمج الطفل مع أقرانه في بيئة للعمل والمنافسة التلقائية.
- التبصر بخصائص الأطفال المبدعين في مرحلة مبکرة, وبحث سبل تنميتهم من خلال الدافعية في الممارسة شبه الفنية, وتحليل أنظمة السلوکيات الفنية التلقائية أو المقصودة.
- قياس زمن الرجع وفقاً لانتاج الرموز والأشکال الابتکارية للمثيرات المختلفة وما يمکن أن تحدثه من دافعية للطفل في الممارسات الفنية.
- رؤية مدى قدرة الطفل العقلية, من خلال إيجاد علاقة بين ذکاء الطفل والقدرة على رسم التفاصيل.[13]
إن احتياجات الطفل کثيرة وفهم هذه الاحتياجات يحتاج إلى وعي وإدراک جيد من الوالدين والأسرة والمجتمع والاهتمام بهذه الاحتياجات ضرورة حتمية لکي يتکون جيل من الأطفال الأصحاء نفسياً وبدنياً واجتماعياً, فالطفل هو رجل المستقبل, وهي أم الغد, ومن کل هؤلاء يتکون المجتمع الذي نسعى إاى تحقيقه وهو مجتمع النهضة والرخاء.[14]
وتعد التربية الفنية من المواد التربوية القليلة والنادرة المتوفرة في مناهجنا التعليمية الحالية التي تساعد على تنمية النواحي العضوية, والفکرية, والإدراکية, من خلال المجالات الفنية المختلفة, والتعامل مع خامات وأدوات الفن المتنوعة. فالطفل حينما يمارس فنونه وألعابه إنما يستخدم خبراته ومدرکاته السابقة في خلق خبرات ومدرکات جمالية جديدة تمهد بدورها إلى التوصل إلى خبرات جمالية جديدة. وينتج من اتحاد الخبرة الجمالية مع العملية الإدراکية (وذلک من خلال التعامل المباشر مع الخامات والأدوات الفنية) نوع من الخبرة السارة, أو اللذة التي تمهد إلى التوصل إلى مزيد من الفهم والنمو. ولذلک فإن النشاط الفني للأطفال يساعد على معرفة الکثير عن بيئتهم الطبيعية والاجتماعية.
ويتعلم الطفل من خلال تربيته الفنية الکثير مما يتعلق بأمور حياته ونموه بأسلوب يقوم على المشارکة والتفاعل ونابع من ذات الطفل ولا يقوم على الإکراه أو الضغط الخارجي وذلک لما يتوافر للطفل من لذة أثناء ممارسة التربية الفنية وبخاصة في مراحل طفولته المبکرة ويعد هذا الهدف من أهم الأهداف التي ترمي إليها أساليب التربية وعلم النفس الحديثة.[15]
ومن أهم الأشياء التي يمکن أن تنمي الاحساس الجمالي لدى الطفل إتاحة الفرصة لکي يعبر عن نفسه بالرسم أو أي هواية فنية أخرى لأن التعبير بالرسم واستخدام الألوان أهم بکثير من الکتابة بالنسبة للطفل, لأن ذلک تعبير عما بداخل الطفل والذي يعجز عن تحويله إلى کلام وأفکار مسلسلة. وتنمية قدرات الطفل الابداعية بالرسم تأتي بالتشجيع وعرض صوره المرسومة على الحائط في حجرته الخاصة ومحاولات ارشاده إلى تناسق واختيار الألوان وتصحيح أبعاد الأشکال ومحاولة تخفيف ميول الطفل العدوانية مثلاً بمساعدته على رسم الزهور والطبيعة والطيور بدلاً من آلات وأدوات العنف.[16]
دور التربية الفنية في بناء شخصية الطفل:
- تنمية السلوک الابتکاري.
- تنمية الحساسية الفنية والتذوق الفني.
- نمو القدرات العقلية.
- تکامل شخصية الطفل وتأکيد ذاته.
- التنفيس عن بعض الانفعالات.
- الاهتمام بالفروق الفردية.
- تدريب الحواس وتنميتها.
- لغة تساعد على الاتصال.
- اللعب بالخامات المختلفة.
- شغل أوقات الفراغ.
- تنمية الاتجاه النقدي عند الأطفال.
- تنمية الناحية الثقافية.
- الکشف عن المواهب الفنية.[17]
والطفل يستشعر الجمال ويبحث عن الهدوء وراحة البال وتستقر نفسيته وترتاح أعصابه مع جمال الطبيعة وصفاء الجو فهو أيضاً يحتاج إلى الخضرة والمياه والشمس والهواء الطلق مثلما يحتاج الکبير وهو يتذوق الجمال ويتعايش معه ويتشکل به, وکلما توافر له هذا المناخ کان أکثر سعادة, واستطاع أن يلعب ويأکل ويفرح وينمو بصورة طبيعية, وعلى العکس فهو دائم الحزن والتوتر مع الضوضاء ودائم القلق والخوف مع تلوث الجو وفساد الهواء.[18]
وتشير الأساليب المعرفية إلى الاختلافات بين الأفراد في أساليب الإدراک والتذکر والتخيل والتفکير, کما تمثل الفروق فيما بينهم من حيث طرق الفهم والحفظ والتحويل واستخدام المعلومات, وقد حظيت هذه الأساليب باهتمام الباحثين وکشف دراساتهم عن أن لکل فرد أسلوبه المميز الخاص به في تعامله مع المواقف والمثيرات, وفي إدراکه لما يحيط به, وفي تنظيمه المدرکات والاحتفاظ بها في ذاکرته, کما کشفت عن تنوع تلک الأساليب الإدراکية المعرفية, ومن بينها أساليب الاعتماد – الاستقلال عن المجال الإدراکي, والمرنة – التصلب, والتفتح – الانغلاق, والاندفاع – التروي. لقد تبين أن اختلاف الأفراد من حيث هذه الأساليب له صلة وثيقة بتمايزهم في کثير من الأبعاد النفسية, ويبدو بصفة خاصة أن أساليب الاستقلال والمرونة والتفتح والتروي أکثر ارتباطاً بالنشاطات الإبداعية وإسهاماً إيجابياً فيها من أساليب الاعتماد والتصلب, والانغلاق والاندفاع.[19]
وکل هذه الخصائص لعب عليها کبار الفنانين عبر العصور وتفاوتوا في مستويات إنتاجهم؛ ونذکر الکتلة والفراغ مع هنري مور (1898-1986) والحرکة مع ادجار ديجا (1834-1917) ونذکر الضوء واللعب مع رمبرانت فان رين (1606-1669) وانوريه دومييه (1808-1879) وجورج دلانور (1593-1652) نذکر الخيال مع مارک شاجال (1887-1986) والحس المعماري في بناء الصورة مع جورج سوراه (1859-1891) والعلاقة بين الرأسيات والأفقيات مع بيت موندريان (1872-1944).
بابلو بيکاسو Pablo Picasso (1881- 1973):
قد يکون بابلو بيکاسو هو الأکثر شهرة بين فناني القرن العشرين؛ فقد أبدع خلال حياته عدداً کبيراً من الأعمال الفنية, بداية من التصوير والنحن, حتى الخزف والليثوجرافيا, فشغفه بالتجريب وشجاعته في استخدام أساليب واتجاهات مختلفة أنتجا إبداعات أحدثت أثراً کبيراً في معاصريه من الفنانين وجعلت اسمه معروفاً في العالم کله.[20]
لقد احتضن بابلو بيکاسو کثيراً من الأساليب الرمزية التي يعتمد عليها الطفل في تعبيره التشکيلي, وفضل ذلک عن صياغة الأشکال بصرياً.
وهو أسباني المولد, استوطن باريس, کان أبوه معلم رسم (جوزي رويز بلاسکو) أعطى ابنه بالتته وفرشه ليواصل الإنتاج ويحقق القيم التي لم يحققها أبوه, وشکل (1) فيمثل طبيعة صامتة وهي تحمل بلورة الخطوط القوسية الإيقاعية التي يملأ بها الأطفال في سن 3,2 الأوراق, والرسم في عمومه يجمع بين الإيقاعات القوسية والهندسية ذات الخطوط الأفقية والرأسية التي تمثل شکل المنضدة, مع قليل من الرمزية الإيضاحية لورق الشجر, ودائرية الطماطم وتقسيمات المنضدة.[21]
من أقواله: "کل طفل هو فنان، المشکلة هي أنه کيف يحافظ على ذلک عندما يکبر".
"عليک أن تعلم طفلک أنه معجزة وفريد من نوعه، وأنه في کل السنين التي مرت لا يوجد طفله مثله أبدا".
شکل رقم (1) طبيعة صامتة "بابلو بيکاسو"
جون ميرو Joan Miro (1893- 1983):
وهو فنان سيريالي من أصل أسباني, عاش قليلاً في الولايات المتحدة, وأعماله تميل إلى التجريد رغم قوله "إن الشکل بالنسبة إليّ لا يکون تجريدياً على الإطلاق, إنه علامة تمثل شيئاً دائماً, إنه إما رجل أو عصفور أو أي شيء آخر, والتصوير بالنسبة إليّ ليس تشکيلاً في ذات التشکيل".[22]
فخلق رموزه وجعلها تقترب من الأشکال التي تسبق فترة الرمزية عند الأطفال, وبلور بتنظيماته اللونية ما جعل لرموزه رسوخاً وقوة تعبيرية وتميزاً فريداً في القرن العشرين دون أن يحاول مضاهاة الطبيعة, کما کان بول کلي مخترعاً في أشکاله غير نمطي, ووظف الدائرة والمثلث ليقول بهما معاني کثيرة غير متداولة, وبسط رموزه بحيث نعرف من خلالها أنا أشخاص ولکنها تتناغم من غير نسب محفوظة لتقول الکثير.[23]
والصورة (2) دونا وسمکة موسى, تبين الرمزية المميزة التي يعتنقها ميرو, فالعيون الدائرية توحي بالأجسام البحرية وکذلک الشوارب والبقعة الحمراء العلوية لعلها دونا, وهو بذلک خلق أجساماً موحية لا بطريقة التقليد من الطبيعة, وإنما بالعناية ببعض التفاصيل المستقطعة من الطبيعة.
شکل رقم (2) دونا وسمکة موسى "جون ميرو"
[1]محمود البسيوني وآخرون: "طرق تدريس التربية الفنية للصف الرابع لدور المعلمين والمعلمات لجميع الشعب", القاهرة, دار المعارف, وزارة التربية والتعليم, 1973م, ص50.
[2]محمود البسيوني: "تحليل رسوم الأطفال", القاهرة, دار المعارف, 1987م, ص218.
[3]عبدالمطلب أمين القريطي: "مدخل إلى سيکولوجية رسوم الأطفال", القاهرة, دار المعارف, 1995, ص17.
[4]يسري عبدالمحسن: "کيف تتعامل مع طفلک", القاهرة, دار أخبار اليوم, کتاب اليوم الطبي, العدد 181, أبريل 1997م, ص13.
[5]محمود البسيوني وآخرون: "طرق تدريس التربية الفنية للصف الرابع لدور المعلمين والمعلمات", مرجع سابق, ص9.
[6] سيد أحمد بخيت علي: "تصنيف الفنون العربية الاسلامية/ دراسة تحليلية نقدية", الطبعة الأولى, فرجينيا, الولايات المتحدة الأمريکية, المعهد العالي للفکر الاسلامي, ص29.
[7]محمود البسيوني: "سيکولوجية رسوم الأطفال", الطبعة الثانية, القاهرة, دار المعارف, 1984م, ص17.
[8]دعاء منصور أبو المعاطي محمد: "توظيف رسوم الأطفال في استحداث تصميمات طباعية بطريقتي الشاشة الحريرية والطباعة الرقمية", کلية التربية النوعية, مؤتمر التعليم النوعي ودوره في التنمية البشرية في عصر العولمة, جامعة المنصورة, 13,12 أبريل 2006م, ص177.
[9]يسري عبدالمحسن: "کيف تتعامل مع طفلک", القاهرة, دار أخبار اليوم, کتاب اليوم الطبي, العدد 181, أبريل 1997م, ص15.
[10]فيکتور لونفيلد: "طفلک وفنه", ت/ سامي علي الجمال, مرجع سابق, ص28.
[11]نبيل الحسيني: "عمق الثقافة في رسوم الأطفال", القاهرة, مکتبة الأنجلو المصرية, 1997م, ص9.
[12]فيکتور لونفيلد: "طفلک وفنه", ت/ سامي علي الجمال, مرجع سابق, ص 43 ,44.
[13] يوسف خليفة غراب: "فنون الاطفال مدخل للتنمية الإبداعية للطفل", الطبعة السادسة, , القاهرة, دار النهضة العربية, 1996م, ص129.
[14]يسري عبدالمحسن: "کيف تتعامل مع طفلک", مرجع سابق, ص15.
[15]عبلة حنفي عثمان: "فنون أطفالنا", الطبعة الثانية, مرجع سابق, ص39.
[16]يسري عبدالمحسن: "کيف تتعامل مع طفلک", مرجع سابق, ص19.
[17]عبلة حنفي عثمان: "فنون أطفالنا", الطبعة الثانية, مرجع سابق, ص41.
[18]يسري عبدالمحسن: "کيف تتعامل مع طفلک", مرجع سابق, ص14.
[19] عبدالمطلب أمين القريطي: "مدخل إلى سيکولوجية رسوم الأطفال", مرجع سابق,149- 153.
[20] کيت سکاربوروف: "فنانون عالميون - بابلو بيکاسو", ج2, ت/حازم طه حسين, القاهرة, الهيئة المصرية العامة للکتاب, 2013م, ص40.
[21]محمود البسيوني: "رسوم الأطفال قبل المدرسة", القاهرة, دار المعارف, 1991م., ص213.
1 Peter and Linda Murray, The Penguin Dictionary of Art and Artists, 5th ed, Harmond-sworth, Middlesex, England: Penguin Books, 1984, P274.
[23]محمود البسيوني: "رسوم أطفال قبل المدرسة", مرجع سابق, ص207.