توظيف القيم الجمالية للون الأحمر في الأعمال النحتية الحديثة

نوع المستند : مقالات علمیة محکمة

المؤلفون

1 أستاذ النحت المساعد بقسم التربية الفنية بکلية التربية الأساسية

2 أستاذ التصميم والزخرفة بقسم التربية الفنية کلية التربية الأساسية

الموضوعات الرئيسية


تمهيد:

   يحتل اللون مکانة هامة في جميع أوجه نشاطنا، وقد اهتم الفنانون وعلماء الطبيعة وعلم النفس وغيرهم بنواحي اللون المختلفة.

   وبخلاف الناحية الجمالية للألوان فإن معرفة تأثير اللون على سيکولوجية وفسيولوجية الجسم البشري قد أعطت نتائج يمکننا الاستفادة منها، أننا لا نستطيع أن نتجاهل مثلاً، اللون الأحمر وهو موضوع هذا البحث إنه يسبب الإثارة وشدة وسرعة نبضات القلب، وأن اللون الأزرق مثلاً لون مهدئ للجهاز العصبي، وعليه فقد تفهم الألوان والتنبؤ بتأثيراتها.

   وبالتجربة العملية وجد أن الحقائب ذات اللون الغامق تظهر ثقيلة في حملها ويجد من يحملها نفور وإحساس بذل مجهود کبير، بينما لو کانت بلون فاتح يجد من يحملها خفة في العمل.

   وفي اللغة العربية تعبيرات ملونة يتفاعل معها  البشر ولها رد فعل فسيولوجي أو نفسي، فمثلاً، نقول: إذا ما ضحک إنسان ضحکة صفراء بمعنى نوع من الغضب المکبوت، أو نقول: أن هذا الشخص يتطاير الشرر الأحمر من عينيه، هذا اللون الأحمر يعني الإثارة والفعل القوي، إذا خفف خفض تأثيره أصبح وردياً، دلالة على الحياة السعيدة اللطيفة، فيقال حياة وردية يعني السعادة والاتزان في العين.

   وفي هذا البحث نؤکد على أن الدراسة النظرية للألوان ليس المقصود بها حذف إحساسات وانفعالات الفنان أمام شاعرية هذه الألوان، بل المقصود بها توجيه هذه الأحاسيس وصقلها في أعمال نحتية رمزية لها تعبيرها الخاص.

   وقد برهن الفنانون بأعمالهم أن المعرفة الدقيقة للقوانين العلمية للضوء والألوان وغيرها، قد سمحت لهم بأن يبتکروا هذه الروائع. إن أسطح الأشياء ليست لها ألوان، ولکن لها خاصية امتصاص بعض إشعاعات الطيف وارتداد بعضها بمقتضى تختلف تأثيرات الضوء الأبيض أو الملون الذي يضيئوها، فيکتسب سطح الشيء لون الإشعاع الذي يعکسه، "إنه تطبيقاً لقوانين ونظام الموجات، هذه الإشعاعات اللونية المختلفة تؤثر في العين بنفس الطريقة تقريباً التي تردد وتصل بها موجات البحر إلى الشاطئ"([1]).

   ونظرية الموجات هذه علمتنا أن الموجات ثلاثة أنواع موجات طولية ومتوسطة وقصيرة، وبتحليل الطيف وجد أن الموجات الطويلة تجعلنا نحس باللون الأحمر، ثم کلما قلت أطوال الموجات، فإن جهازنا البصري يحس بالتوالي باللون البرتقالي ثم الأصفر ثم الأخضر ثم الأزرق وأخيراً البنفسجي.

   والفنانون عادةة يستعملون الاصطلاحات التالية: اللون الساخن، اللون البارد، مجموعة الألوان المتوافقة، اللون المرح واللون الحزين، التوافق اللوني، ولکن متى يبدأ اللون في السخونة أو البرودة؟ وکيف يتم اختيار لون ما ليتوافق مع غيره؟.. ولمّا کان اللون يعتبر من العناصر الهامة في النحت منذ أقدم العصور وحتى الآن، کما يقول ألبرت إيلسن (Albert E. Elsen): ([2])"إن اکتشافات القرن التاسع عشر قد أثبتت أن اللون کان له أهمية کبيرة بالنسبة لنحاتي قدماء المصريين والإغريق، إذ کانوا يلونون تماثيلهم ومنحوتاتهم البارزة". وقد کان تکوين هذه المنحوتات يستهدف أغراضاً شتى، کأن يستعمل اللون کقيمة انفعالية أو رمزية أو لمحاکاة الواقع.

   وهناک أيضاً الفنون البدائية والإفريقية التي کانت تطلي التمثال الخشبي بالدهان وکان استخدامهم للون بهدف انفعالي على أنه مصدر وحي وإلهام. وکذلک الفنون الهندية والصينية واليابانية، فنلاحظ أن نحاتي هذه الشعوب، قد اتخذوا من أسلوب النحت الملون سبيلاً إلى التعبير عن فلسفاتهم الروحية.

   وعلى هذا نجد أن النحت منذ القدم عرف توظيف اللون، إما لأغراض رمزية أو لمحاکاة الواقع.

   ولما کان الاتجاه الأکاديمي ضد توظيف اللون في النحت، فقد ظهر التمرد على قواعد النحت الأکاديمي، بکل قيمة وتقاليده مع ثورة الفن الحديث وذلک منذ أواخر القرن التاسع عشر.

   وأن التغير الجذري الذي حدث في التشکيل النحتي، حتى وصل بالشکل النحتي إلى تلک المنحوتات الملونة المعاصرة، لهو أکبر دليل على حدوث تلک الثورة في مجال التشکيل النحتي، وذلک من أجل غايات تعبيرية وقيم جمالية، وقد ساعد على اتخاذ النحت الحديث هذه الوجهة حدوث التغييرات في الترکيب الاجتماعي والسياسي والاتجاهات الفلسفية، کل ذلک کان له تأثير مباشر ساهم في إرساء مفاهيم ثورة الفن الحديث، والنحت الحديث بصفة خاصة، مما مهد لظهور اللون في النحت الحديث.

   ومع بداية القرن العشرين طالعنا النحاتون الحديثون بأعمال نحتية ملونة مثل (ليبشتز Lipchitz) و(لورينس Laurens) و(ارتشينبکو Archipenko) وغيرهم استخدموا اللون في النحت بأساليب مختلفة من أجل التعبيرية والرمزية والزخرفة والأغراض البصرية.

   ويظهر توظيف اللون کإحدى ظواهر التعبير العريضة، حيث يستخدم النحات اللون کجانب ترکيبي، أو کجانب تعبيري في بناء العمل النحتي، وذلک کأحد الحلول التشکيلية والتعبيرية للأشکال النحتية الملونة.

   وقد لاحظ الباحث أن توظيف اللون يمثل ظاهرة منتشرة بين فناني القرن العشرين والحادي والعشرين، ومن ناحية أخرى لاحظ الباحث أيضاً استخدام اللون الأحمر في غالبية التماثيل الميدانية.

أهداف البحث:

1- محاولة التعرف على توظيف اللون الأحمر في النحت الحديث بجانبيه الترکيبي والتعبيري، وذلک کأحد الحلول التشکيلية والتعبيرية للنحت الحديث.

2- التعرف على أهمية اللون الأحمر کـ لوّنٍ فني في الأشکال النحتية.

تساؤلات البحث:

1- ما هي علاقة اللون الأحمر کوسيلة للتعبير النحتي؟

2- ما هي علاقة اللون الأحمر بعناصر التشکيل النحتي؟

3- ما أهمية اللون الأحمر وتوظيفه في التشکيل المجسم؟

حدود البحث:

-        زمنياً منحوتات القرن العشرين والحادي والعشرين في أوروبا وأمريکا.

-        يقتصر البحث على نماذج من الأعمال النحتية الملونة باللون الأحمر والتي اعتمدت عليه اعتماداً کلياً.

أهمية البحث:

-        إن رؤية النحت من خلال منظار اللون الأحمر فقط سوف يضيف إلى عناصر التشکيل المجسم رؤية جديدة.

-        تفهم العوامل التي دفعت الفنانين لتوظيف اللون الأحمر.

-        إن دراسة توظيف اللون الأحمر في النحت الحديث يکشف عن حلول تشکيلية وتعبيرية.

-        إلقاء الضوء على النحت الملون باللون الأحمر من حيث وجود خامات مستحدثة يضيف أبعاد جديدة.

منهج البحث:

   يتبع البحث المنهج التاريخي والوصفي والتحليلي في إجراء هذا البحث بحيث يتعرض إلى:

1- بعض المفاهيم الفکرية والتکنولوجية المستخدمة التي دعت النحاتين لاستخدام اللون الأحمر في أعمالهم.

2- الاطلاع على المراجع والنظريات العلمية للون وخاصة اللون الأحمر.

3- أهمية اللون عند بعض الفنانين الذين استخدموا اللون الأحمر.

4- عرض تحليلي لبعض رواد النحت مستخدمي اللون الأحمر.

أهم مصطلحات البحث:

   "کلمة (لون) يطلقها الفنانون التشکيليون، وکذا المشتغلون بالصباغة وعمال المطابع، ويقصدون بها المواد الصباغية التي يستعملونها لإنتاج التلوين. أما علماء الطبيعة فيقصدون بکلمة لون: تلک الأشعة الناتجة عن تحليل الضوء (الطيف الشمسي مثلاً أو غيره من أطياف لمبات الکهرباء المختلفة). وأن اللون بمعنى الکلمة هو ذلک التأثير الفسيولوجي الناتج عن شبکية العين، سواء کان ناتجاً عن المادة الصباغية الملونة أو عن الضوء الملون، فهو إذن إحساس وليس له أي وجود خارج الجهاز العصبي للکائنات الحية"([3]). وللون خواص محددة هي الکنة هو صفة اللون (أحمر - أصفر - .....)، والقيمة ويقصد بها اللون فاتح أم غامق، وأخيراً الشدة ويقصد بها درجة التشبع وقوة اللون.

   أما علم الطبيعة فقد حدد اللون بالدلالات الثلاثة: طول الموجة وهي الإشعاعات التي تؤلف الضوء ولها وحدة قياس تسمى (الانجسترم L’angastrom) وجد علماء الألوان أن أطول موجة لونية هي موجة اللون الأحمر وتساوي 6200 أنجستروم، والدلالة الثانية هي عامل النقاء أي النسبة بين اللون وکمية الأبيض الموجود به، والدلالة الثالثة هي عامل الضياء وهي کمية الضوء المنقولة أو المنعکسة إلى أعيننا من هذا اللون.

   ولکن لماذا اهتم النحاتون کثيراً باللون الأحمر؟ الإجابة عند ترتيب مختلف الألوان الأصلية على خط مستقيم بالشکل الناتج عند تحليل الضوء الأبيض الطبيعي وجدوا أول الألوان هو الأحمر ثم البرتقالي، الأصفر، الأخضر، الأزرق، النيلي، البنفسجي.

   ويفسر العالم البريطاني (توماس ينج 1802م Thomas) أن کل عنصر من العناصر المتناهية الصغر المکونة بشبکية العين له ثلاث ألياف عصبية مخصصة لاستقبال ثلاثة إحساسات لونية مختلفة: الأولى من هذه الألياف العصبية ذات حساسية بوجه الخصوص بالنسبة لتأثير الموجات الضوئية الطويلة التي تحدث الإحساس الذي نطلق عليه اللون الأحمر"([4]).

   والمجموعة الثانية موجات متوسطة الطول ونطلق عليها اللون الأخضر، والمجموعة الثالثة موجات قصيرة التي تعطي الإحساس باللون البنفسجي.

   ونتيجة لذلک فإن اللون الأحمر يؤثر بقوة على المجموعة الأولى والمجموعتين الآخرتين وإن کان بقوة أقل.

   واللون الأحمر من مجموعة الألوان الساخنة (الدافئة) هي ألوان مصدر للحرارة والدفء والسخونة.

   واللون يرتبط بتأثيرات ثلاث: تأثيرات ذات قيمة تشکيلية تختص ببحث الزوايا التي تتعلق بعلم الجمال، وتأثيرات سيکولوجية تختص ببحث تأثير اللون على نفسية الإنسان، وتأثيرات فسيولوجية تختص ببحث تأثير اللون على جسم الإنسان. وهذه التأثيرات تسجلها العين غالباً ويحدث لها تغيرات عميقة ناتجة عن الضوء الذي يغمرها.

   وقد حددت (ليونورکنت Leonork Keat) قوة تأثير بعض الألوان فقالت: "اللون الأحمر، إنه لون النار والدم، فهو يسبب الإحساس بالحرارة وإن إشعاعاته القريبة من منطقة تحت الحمراء في المجموعة الطينية تتغلغل بعمق في أنسجة جسم الإنسان، إن اللون الأحمر يزيد من الانفعال الثوري، ولهذا فإنه يسبب ضغطاً دموياً قوياً وتنفساً أعمق، إن اللون الأحمر هو لون الحيوية والحرکة، فهو ذو تأثير قوي على طباع ومزاج الإنسان"([5]).

   بينما ذکر (مارتن لانج Martin Lang) في تحليل الشخصية عن طريق اللون والخواص السيکولوجية للألوان أن "اللون الأحمر لون قوي دافع، حيوي، باعث على الحيوية والنشاط"([6]).

   والألوان الأساسية (الأولية) کما هو معروف (الأحمر - الأصفر - الأزرق) وقد أطلق عليها ألواناً أساسية لکونها لا يمکن الحصول عليها نظرياً عن طريق مزج الألوان الأخرى، إلا أن مزجها يؤدي إلى الحصول على الألوان الأخرى.

   وعند التعرف على الألوان الأولية نجد أن يختلف مدلولها في لغة أصحاب الحرف المختلفة، "فالألوان الأولية في لغة الفنان أو الرسام ورجال الطباعة: تعني أولاً (الأحمر) والأصفر والأزرق والأسود)، وفي استطاعة أصحاب الحرف السابقة أن يشکلوا لوناً جديداً ثانوياً کاللون البنفسجي من خلط الصبغة الزرقاء مع الحمراء"([7]).

   والألوان الأولية في لغة عامة الناس هي (الأبيض والأسود و(الأحمر) والأصفر والأخضر والأزرق) ويطلق على هذه المجموعة اسم الألوان الأولية السيکولوجية.

   "والألوان الأولية في لغة المصورين الفوتوغرافيين أو السينمائيين ورجال العلوم الطبيعية: هي أزرق وأخضر و(أحمر) وهي ألوان الأشعة الضوئية التي إذا اختلطت وأضيفت إلى بعضها بنسب متساوية نشأت عنها أشعة بيضاء لذلک فهي تسمى أحياناً باسم الألوان الضوئية"([8]).

   وهناک تأثير ديناميکي، إذ نجد عندما نقارن بين ألوان دافئة وأخرى باردة أن اللون الدافئ يبدو أکبر حجماً مما هو عليه فعلاً، کما يظهر اللون البارد أصغر حجماً مما هو عليه فعلاً، ويکون الخداع البصري أخّاذاً.

   "کما أن هناک تأثيراً ديناميکياً آخر خاصة بتآلفات درجة الحرارة وتباينات درجة الحرارة، ولکل منها أساساً سيکولوجي، وآخر فسيولوجي، فأطوال موجات الضوء المختلفة تحتاج إلى تکيف خاص من تقوس عدسات إبصار العين، لتجميع الصور على الشبکية، ويتضح ذلک عندما نفکر في الضوء الذي يمر خلال منشور ثلاثي،... حيث يکون (اللون الأحمر) ذو الطول الموجي الأطول أقلها انحرافاً، ويکون اللون الأزرق ذو الطول الموجي الأقصر أکثرها انحرافاً"([9]).

   ومن أوائل النحاتين الذين استخدموا اللون في بداية القرن العشرين هو الفنان (ليبشتز) حيث استخدم لون واحد على سطح العمل لتأکيد أن السطح يکون له کيان عند تحديد ما يجاوره.

   وقد ذکر (ليبشتز) أنه عندما قدم إلى باريس کانت فکرته عن النحت أنه کله أبيض (مصيص - رخام - حجر) وهي خامات شاع استخدامها في ذلک الوقت.

   أما الفنان "لورينس" فيقول: ([10])"أردت أن أتخلص من اختلافات تأثيرات الضوء، بواسطة اللون، لأثبت مرة، ولطول الوقت، علاقة العوامل ببعضها، ولذلک فإن الحجم (الأحمر) يظل أحمر عديم الاهتمام من الضوء، وبالنسبة لي فإن (البوليکروم) هو ضوء داخلي للأعمال النحتية".

   ويلعب اللون الأحمر دور هام في الدلالات المرئية للمظهر الخارجي لشکل النحت، وإن کان من الممکن أن نسب الشکل الخارجي واضحة وظاهرة بمساعدة اللون، ويقول الناقد "أدولف هيلديراند Adolf Hildebrand" عن اللون: ([11])"من الممکن التعبير عن نسب الشکل الخارجي بواسطة الألوان، بدون النظر إلى المعنى الخاص الذي تأخذ الألوان في الطبيعة".

   ومع ثورة الفن الحديث على الأشکال النحتية التقليدية زاد اهتمام النحاتين بخواص اللون التي کشفت عنها البحوث العلمية وخاصة اللون (الأحمر) الذي اکتسب صفات إدراکية لم تکن معروفة من قبل، فقد استطاع النحات الحديث أن يوظف اللون (الأحمر) بأساليب متعددة لإبداع أعماله النحتية، فعن طريق الدراسات العلمية لأطوال الموجات اللونية وقياسها والتي قام بها العلماء، الأمر الذي يولد عنه إحساساً حرکياً للأشکال النحتية الملونة باللون (الأحمر)، واستطاع النحات الحديث استغلال الاختلاف في أطوال الموجات لتوسيع مدى إعطاء الضوء والظل.

   والأشکال التالية لمجموعة من النحاتين من مدارس فنية متنوعة ومن بلدان العالم المختلفة، وقد اتخذوا من اللون الأحمر أساساً لأعمالهم النحتية الرائعة والتي قاموا بتنفيذها إما نحت ميداني أو نحت حدائقي أو أعمال داخل قاعات العرض.

   ومن رواد النحاتين المعاصرين الذين استخدموا اللون (الأحمر) في أعمالهم الفنان (الکسندر کالد Alexander Calder) الذي نفذ أعمال کبيرة للعرض خارج المباني وهي تعتبر من الأعمال الساکنة الضخمة في ترکيبات نحتية من صفائح فولاذية بمقاسات ضخمة بألوانها الحمراء الجريئة (شکل-1)، (شکل-2)، و(شکل-3).

   ويأتي الفنان (کلاس أولدنبيرج Claes Oldenburg) ليقدم لنا روائع من أعماله الضخمة مستخدماً اللون (الأحمر) بقوة، ففي عمله (شکل-4) ملعقة وکرزة والذي اعتمد في بنائه على الجمع بين شکلين، الشکل الکروي فتمثل في فاکهة الکرز باللون (الأحمر)، والشکل الانسيابي المتمثل في الملعقة المعدنية الممتدة ذراعها کالجسد و(شکل-5) بعنوان طابعة الحرية (Free Stamp) والعمل عبارة عن کتلة تأخذ الطابع الهندسي المعماري، تمثل شکل الطابعة باللون (الأحمر) مترکزة على الأرض، وقد تم وضع کلمة (Free) في مکان الطباعة باللون (الأحمر).

   ويقدم لنا الفنان (الکسندر ليبرمان Alexander Lieberman) (شکل-6) و(شکل-7) الذي وجدت أعماله طريقها إلى الحدائق ووسط شوارع وساحات المدن والذي عرف بمنحوتاته ذات الحجوم الضخمة والمؤلفة من الأسطوانات ذات اللون (الأحمر) حتى يحقق إثارة وجذب للمحيط من حوله.

   ويقدم لنا الفنان (توني بينيت Tony Bennett) بعنوان القلب (الأحمر) رامزاً للعواطف الجياشة وکله نبض وقد صنع منه أکثر من نسخة وضعت في بلدان کثيرة (شکل-8) باللون (الأحمر) المبهج.

   (شکل-9) للفنان تشو يونج، زهرته اللوتس (الحمراء) التي تنتمي للنحت المتحرک ليعطي للمشاهد الإحساس بأنها تتنفس وسط برکة من المياه.

   أما (شکل-10) للمثال (روبرت انديانا) وعملة الحب الذي جسم الحروف الأربعة باللون (الأحمر) المبهر في ترکيب بنائي محکم وقد أنتج عن هذا العمل العديد والعديد في أکثر من بلد في العالم.

   وفي عمل من الأعمال العظيمة قدم لنا الفنان الياباني (أسامو نوجوشي) عمله (شکل-11) بعنوان (المکعب 140) والملون باللون (الأحمر)، وقد انبثق من الأرض في کتلة هندسية رائعة ذات حجم کبير.

   و(شکل-12) قدم لنا الفنان (لي اسکيلب) عمله الرائع باللون الأحمر.

   وکذلک الفنان (ايفان ملکيان) عمله (الکرة الحمراء) (شکل-13).

   بينما استخدم الفنان (نينو موستکيا) عمله (الروح غير قابلة للوقوف) کدعاية لشرکة سيارات مستخدماً اللون الأحمر بمهارة لجذب المشاهدين في بناء تشکيلي رائع (شکل-14).

   أما الفنان (روبرت هيلر) وعمله (شکل-15) وهو من الأعمال الداخلية عبارة عن امرأة تمارس الرياضة وقد أسماها (اتزان) مستخدماً اللون الأحمر بإتقان وإحکام.

   و(شکل-16) قدم لنا الفنان (روزنتا) عمله الضخم باللون الأحمر.

   و(شکل-17) للفنان (سيلفين کونتارسکي) وهو عبارة رقم 8 وقد لون باللون الأحمر وبحجم کبير في أحد ميادين لندن.

   و(الأشکال- 18، 19، 20) تحتوي أيضاً على أعمال لفناني النحت مستخدمين اللون الأحمر ، وشکل (21) للفنان طوني روزنتال ، وعمله 5×1 وهو من الأعمال الضخمة لنحت الطرق والحدائق

 

(شکل-1)

الکسندر کالدر – العنکوب الاحمر - استنلس ستيل - ملون بالأحمر

1971م - واشنطن

 

(شکل-2)

الکسندر کالدر - خمسة سيوف - استنلس ستيل أحمر

1976م - الحديقة الملکية - نيويورک

 

(شکل-3)

الکسندر کالدر - العنکبوت - استنلس ستيل أحمر

 

(شکل-4)

کلاس أولدنبيرج - ملعقة وکرزة - فولاذ وألومنيوم - 9 × 15,70 × 4 متر

1988م - حديقة النحت مينابوليس

 

 

(شکل-5)

کلاس أولدنبيرج - طابعة الحرية - صلب وألومنيوم - 8,8 × 7,90 × 14,90 متر

1991م - أوهايو

 

(شکل-6)

الکسندر ليبرمان - إلياذة هوميروس - استنلس ستيل أحمر

13,7 × 1,30 × 13,70 سم - 1984م - واشنطن

 

(شکل-7)

الکسندر ليبرمان - بنک هيل - استنلس ستيل - 9,47 × 7,36 متر

کاليفورنيا

 

(شکل-8) أ ، ب

توني بينيت - القلب الأحمر

ميدان الوحدة - سان فرانسيسکو

 

(شکل-9)

تشو يونج Choi Jeoing- زهرة لوتس تتنفس - 6,40 × 5,98 متر - لدائن

2012م - سان فرانسيسکو

 

(شکل-10)

روبرت انديانا Robert Anidiana- الحب - ألومنيوم ملون أحمر - 3,83 × 3,82 × 0,92 متر – نيويورک

 

 

(شکل-11)

اسامو نوجوشي Isamu Noguchi- المکعب 140 - استنلس ستيل ملون أحمر

5,11 × - 2016م - مانهاتن

 

(شکل-12)

لي اسکيلب – Li sculp- 6,33 × 9,50 متر

2018م

 

(شکل-13)

ايفان ملکيان –  Iven mcleaneen  Noguchinaنحتالطرقوالحدائقوعمله 5×1 وهومنأعماللمناقشةوالحکمبالميعادالمحدد .

يرالخاصةبالباحثة / أفنانسميرمتوليالکرة الحمراء - 4,75 × 4,32م

2015م

 

(شکل-14)

نينو موستيکا – nino Muslica الروح الغير قابلة للوقوف - فيبر استنلس ستيل

0,7 × 6,0 × 6,0 متر - 2015م - لندن

 

(شکل-15)

روبرت هليلر Robert- اتزان - برونز - 0,68 × 0,63 × 0,20

کاليفورنيا

 

(شکل-16)

الکسندر لبيرمان – بقايا کل شئ – استنسيل ملون ، 4×5×5 متر

 

(شکل-17)

سيلفين کونتارسکي - 8 - زجاج وبلاستيک - 5,0 × 0,70 × 0,50

2008م - لندن

 

(شکل-18)

کليمنت ميدمور - الکرة الحمراء - 2,0 × 2,0 متر - استنلس ستيل

 

 

 

(شکل-19)

ايفان ملکيان - کرة حمراء – استنلس ستيل

 

(شکل-20)

الکسندر کالدر – Big bred استنسل ملون أحمر – 1971 واشطن

 

(شکل 21)

طوني روزنتال – خمسة في واحد (5×1) – نيويورک


توصيات البحث:

1- يجب الاهتمام بتفهم أساليب توظيف اللون في النحت.

2- ينبغي الوعي التام بطبيعة الحلول التشکيلية التي تحققت في المنحوتات الملونة باللون الأحمر وغيره من الألوان.

3- يجب التعمق في إدراک المفاهيم المتعلقة باللون والإدراک البصري.

4- يجب على المؤسسات التعليمية بدراسة الأعمال النحتية الملونة، قديماً وحديثاً.

5- ضرورة تجميل المنشآت من الداخل والخارج بالأعمال النحتية الملونة.



([1]) يحيى حمودة: نظرية اللون، دار المعارف، القاهرة، 1979م، ص5.

([2])Albert E. Elsen: Origins of modern sculpture, Pioneers & Premises, New York, 1973, P. 102.

([3]) يحيى حمودة: مرجع سبق ذکره، ص8.

([4]) يحيى حمودة: مرجع سبق ذکره، ص36.

([5]) يحيى حمودة: المرجع السابق، ص135.

([6]) يحيى حمودة: المرجع السابق، ص137.

([7]) إسماعيل شوقي: التصميم عناصره وأسسه في الفن التشکيلي، مکتبة زهراء الشرق، القاهرة، 2005م، ص104.

([8]) إسماعيل شوقي: المرجع السابق، ص104.

([9]) روبرت جيلام سکوت: أسس التصميم، ترجمة عبد الباقي محمد إبراهيم، دار نهضة مصر، القاهرة، 1980م، ص98.

([10])Albert E. Elson: Ibid, P. 106.

([11])Adolf Hildebrand: The problem of form in sculpture, Stechert, New York, 1907, P. 78.

المراجع:
1)     أحمد حافظ رشدان وفتح الباب عبد الحليم: التصميم، عالم الکتب، القاهرة، 1970م.
2)     إسماعيل شوقي: التصميم عناصره وأسسه في الفن التشکيلي، مکتبة زهراء الشرق، القاهرة، 2005م.
3)     جوهانز ايتيتن: التصميم والشکل، ترجمة صبري عبد الغني، مکتبة الأسرة، القاهرة، 2010م.
4)     حاتم حامد شافعي: أثر الضوء على الشکل في المجسمات النحتية، رسالة ماجستير غير منشورة، کلية التربية الفنية، جامعة حلوان، 1995م.
5)     روبرت جيلام سکوت: أسس التصميم، ترجمة عبد الباقي إبراهيم، دار نهضة مصر، القاهرة، 1980م.
6)     علي الصهيبي: توظيف اللون في النحت الحديث، رسالة ماجستير غير منشورة، کلية التربية الفنية، جامعة حلوان، 1985م.
7)     محيي الدين طرابية: القيم الخطية في رسم القرن العشرين، رسالة ماجستير غير منشورة، کلية التربية الفنية، جامعة حلوان، 1977م.
8)     يحيى حمودة: نظرية اللون، دار المعارف، القاهرة، 1979م.
9)      Albert E. Elsen: Origins of modern sculpture, Pioneers & Premises, New York, 1973.
10)  Wucius Wong: Principles of color design, New York, 1984.
11)  Wucius Wong: Principles of three dimensional design, New York, 1977.