التوليف في الفنون الإفريقية کمدخل لإثراء التصوير المعاصر

نوع المستند : مقالات علمیة محکمة

المؤلفون

1 المعيدة بقسم التربية الفنية – جامعة المنصورة

2 أستاذ النحت ورئيس قسم التربية الفنية - کلية التربية النوعية -جامعة المنصورة

3 مدرس الرسم والتصوير - بقسم التربية الفنية - کلية التربية النوعية -جامعة المنصورة

الموضوعات الرئيسية


خلفية البحث :

من خلال الموروث الثقافي للشعوب نجد أن " الفن هو النتاج الإبداعي الإنساني حيث يعتبر لوناً من ألوان الثقافة الإنسانية ، وتعبير عن الأساليب الذاتية حيث تشکل فيه المواد لتعبر عن فکرة أو يترجم أحاسيس أو يجسد ما يراه الفنان من صور وأشکال فى أعماله ، فکانت هوية الإنسان فى معظم المجتمعات القديمة الکبرى تعرف من خلال الأشکال الفنية التعبيرية التي تدل عليه ، کما فى نماذج ملابسة وطرزها وزخرفة الجسم وتزيينه وعادات الرقص " 

" ونجد أن الفن الإفريقي فن متميز بذاته له طابعه الخاص کغيره من الفنون العالمية . فلقد جمعت الفنون الإفريقية بين جملة من القيم الروحية والمادية المتداخلة . إضافة الى تنوع خاماتها وموادها وارتباطها الوثيق ببيئتها الطبيعية والاجتماعية ، ونتيجة ما تحمله الفنون الإفريقية من قيم فنية وجمالية رفيعة انتشرت وازداد الطلب عليها خاصة من قبل الأوروبيين اللذين وجدوا فيها عفوية وقيم إنسانية وفنية رفيعة ،" وخاصة فى بدايات القرن العشرين .

" فکان أقدم فن أکتشف فى إفريقيا يتمثل فى الرسوم على أسطح المخابئ التى ربما کانت تستخدم باعتبارها بؤراً طقوسية لشعوب ما قبل التاريخ ، فکانت نقوشهم تصور الحيوانات التى صادوها وتصور مناظر من أنشطتهم الطقوسية " . کما وفرت الصخور وجدران الکهوف وحوائط الأکواخ المشيدة من طين على مر الأيام مساحات واسعة تغزى بالزخارف ، والواقع أن اقدم فن ذى بعدين لم تنقرض آثاره بعد قد نفذ على هذه الجدران الصخرية ." ثم تطورت هذه الفنون مع تطور الإنسان لتستخدم خامات ومواد جديدة:".

من أهم مميزات الفن الإفريقي التنوع فى استخدام الخامات والمواد وأيضا الموضوعات ، فقد قام الفنان الافريقى بجانب الزخرفة الحائطية بصناعة الحصير والستر ونسج الأقمشة وکذلک زخرفة السلال والجلود والعاج والخشب وأيضا قام بصناعة الفخار ولعل دراسة نماذج الزخرفة الإفريقية تبدو غير کاملة إن لم تتضمن عادة التشريط وتلوين الوجه والجسم کله.

قد ظهر العديد من الفنانين الأوروبيين المتأثرين بالفن الإفريقى ، أمثال الفنان الاسبانى  بابلو بيکاسو فلم يخفى تأثرة بالفن الإفريقى ، "فقد قال بأن ( فيروس) الفن الإفريقى قد لازمه طوال حياته عندما عثر على مجموعة أعمال إفريقية فى متحف اثنوکرافک فى باريس . وايضاشارکه العديد من فنانى عصره إفتتانه بالفن الافريقى مثل اندريه موريس ، جورج بارک ، هنري ماتيس وکذلک سيزان ومونييه .

مشکلة البحث:

إن ما يحمله الفن الإفريقى من قيم تعبيرية وجمالية رفيعة ،  وما يمتاز به من تفرد وخصوصية فى التعبير ما يجعله مجالاًخصباً للدراسة من أجل الإستلهام منه کمصدر لإنتاج أعمال فنية معاصرة فى مجال التصوير.

          ومن هنا يمکن تحديد مشکلة البحث فى السؤال التالى:

   ما مدى إمکانية الإفادة من القيم الجمالية و التعبيرية لإستخدام الخامة فى الفن الإفريقى لإثراء فن التصوير المعاصر؟

أهداف البحث :

   يمکن تحديد أهداف البحث فى النقاط التالية :

1. الکشف عن بعض الأعمال التصويرية المعاصرة المتأثرة بالفنون الأفريقية .

2. الاستفادة من جماليات التوليف فى الفن الافريقى ودلالاتة الرمزية والتعبيرية فى إنتاج أعمال تصويرية معاصرة .

أهمية البحث :

          تتمثل أهمية البحث فيما يلى:

1. يسهم البحث فى التأکيد على أهمية التراث الإنسانى فى القارة الإفريقية .

2. يسعى البحث للتأکيد على دور التوليف فى الفن الإفريقى کأحد المجالات التعبيرية التى تثرى مجال التصوير .

3. يؤدى البحث لإثراء مجال الرؤية أمام الفنان المعاصر للإستفادة من الفنون الإفريقية فى مجال التصوير المعاصر .

فروض البحث :

           يمکن تحديد فروض البحث فيما يلى:

1. يعتبر التوليف فى الفن الإفريقى مصدر خصب لإلهام فنانى التصوير المعاصر يمکن أن يستوحى منها أعمال تصويرية معاصرة .

2. يمکن إثراء التصوير المعاصر من خلال القيم التعبيرية والجمالية فى الفن الإفريقى البدائى

حدود البحث :

         أولا حدود زمنية :

     يقتصر البحث على دراسة التوليف فى الفن الإفريقى البدائى من عصور ما قبل الميلاد وحتى القرن الثامن عشر الميلادى .

ثانيا حدود مکانية :

   يقوم البحث على دراسة الفنون الأفريقى فى حضارات غرب ووسط وجنوب أفريقيا .

منهج البحث:

يعتمد البحث على المنهج الوصفى التحليلى فى الإطار النظرى ، والمنهج التجريبى فى الإطار التطبيقى.

مصطلحات البحث:

    التوليف: Synthesis

" هو عملية توحيد أو ضم والمقصودبها عملية المواءمة حين تستخدم أکثر من خامة فى تشکيل العمل الفنى الواحد فى إطار الإلتزام بقوانيين التجانس والإنسجام الکامل بين مجموع تلک الخامات بما يؤدى إلى إحکام الوحدة الفنية لهذا العمل وبالتالى تتأکد القيمة الفنية التى
يختص بها "

     الفن الإفريقى: African Art 

" هو ذلک الفن الذى ظهر فى العديد من القبائل الإفريقية المتعددة ، فقد ظهر في
الغرب والجنوب والشرق والوسط وهو الفن الغنى بالألوان والأشکال المتعددة والتي تشمل
الإنسان والطيور والحيوان ، وهو ذلک الفن الذي يعکس عقيدة أو فلسفة ، وهذه العقيدة تعتبر الحياة على الأرض خيراً وهبة ، والألوان والأشکال تستهدف خدمة الحياة في إفريقيا وذلک من خلال أشکاله المختارة والتي تجتمع فيها قلة التفاصيل مع غزارة الترکيب والزخرفة المتناغمة البعيدة عن الرتابة والآلية ".

الإطار النظري :

أولاً : ماهية الفن الافريقى :

" تعتبر قارة أفريقيا ، تلک القارة التى ربما يعانى أهلها من الفقر والمرض ، قارة غنية  بالموروث الشعبى والفنون التشکيلية ، ورغم ما يعانيه أهلها من فقر مادى إلا إنهم يحسون بالجمال ويشعرون به فى داخلهم من خلال ملابسهم ذات الألوان المبهجة ومقاعدهم التى لا تخلو من منظر جمالى ، وحتى الملاعق التى يستخدمونها لا تخلو من أشکال رائعة ذات لمسة جمالية  " .

يمکن القول بأن" الفن الأفريقى هو لغة للاتصال والتخاطب يحمل رموزاً و أشکالاً يتم إدراکها والتفاعل معها بين الشعوب والقبائل الأفريقية ، وتعتمد هذه اللغة على المعتقدات والثقافة الحياتية الرمزية التى إکتسبها الإنسان الأفريقى فى مجتمعه ، فالفن الأفريقى بمثابة التعبير عن الذات الأفريقية من خلال صياغات جمالية  ".

يعد الفن الإفريقى "ظاهرة بشرية نبعت من أصل فردى جعلت منه محسوسا جمالياً ، لذا نجده يأخذ طابعاً معبراً عن ثقافة المجتمع النابع منه " .

عند البحث عن وصف لفنون القارة الإفريقية نجد أن مصطلح الفن الإفريقى غير دقيق نسبياً حيث أنه يصف فنون القارة حديثاً وقديماً ، کما أنه يضم جميع أقسامها الجغرافية ، شمالها وجنوبها ، شرقها وغربها ، ولکن ذلک يعد أفضل من إستخدام مصطلح فن زنجى لأنة يضم جميع فنون البشرة السمراء ، ومن هنا نجد أنه من الأفضل إستخدام مصطلح " الفن الإفريقى الزنجى " حيث أنة يحدد فنون الزنوج السود فقط داخل قارة أفريقيا .

 من أهم مميزات الفن الإفريقى أنه " ليسه هناک أية ملامح توحيدية تميز النماذج الإفريقية ، إذ أنها ، وعلى العکس ، تتميز بتنوعها  . الناس والحيوانات يتم تقديمها تکراراً ، رمزياً  وتصميمياً ، والميل لتشويه الأشکال الطبيعية يأتى بغرض التأکيد على مزايا  معينة مما يؤدى إلى الإستخدام المتکرر للأشکال الهندسية  . وفى الغالب تعطى النماذج الهندسية أسماء توحى بالعلاقة المرئية المدرکة بين النموذج وحيوان ما . وبعض الأشغال الفنية الصخرية الأولى ، التى يعود تاريخها إلى  العام 10.000 قبل الميلاد ، يمکن تقسيمها إلى فئات من التمثيل ( التصوير ) الرمزى ."

" کما أن الفنان الإفريقى قد حقق الجمال فى الأشياء التى يستخدمها فى الحياة العادية أو الحياة اليومية کالسيوف والأدوات المستخدمة فى القتال والصيد ، وکذلک المقاعد والملاعق ومساند الرأس التى وجدت . "

" التماثيل التى ترجع إلى بنين فى الفترة ( من القرن الخامس عشر إلى القرن الثامن عشر ) فهى تجمع بين نزعة محاکاة الطبيعة والأسلوب التنميقى . "ايضاً التماثيل الصغيرة لمنحوتات إيفى المصنوعة من الطين أو الحجر أو البرونز کانت تجمع بين الواقعية والمثالية ،بينما فن مالنجان فى شمال غينيا فکان مشهوراً بصناعة التماثيل المحفورة على الخشب  ، وعادة هذه التماثيل تحفر وتطلى برسوم غريبة بطريقة النقش المخرم ، وکانت العشيرة تقضى سنوات فى إعداد التماثيل الخشبية التى تحمل عدداً وافراًمن الأساطير والحيوانات الطوطمية  التى ترمز للعشيرة ، "وکانت الرسوم الزخرفية التى تزدان بها التماثيل الخشبية ملکاً لشيوخ العشيرة ، وهم الذين يشرفون على وضع الرموز والأشکال المناسبة ،وهکذا ساعد فن نلنجان على توارث الرسوم أباً عن جد ."

" الفن الإفريقى لم ينل حظه من الدراسة والتقييم المنصف الذى يفيه حقه فکثيراً ما يقرن بالفن البدائى ، ويقصد بذلک بساطته وسذاجته وحقيقة القول أن الفن البدائى والفن الحديث کلاهما فن يعبر عن ثقافة المجتمع التي نبعت منه سواء کانت بسيطة أو متقدمة "

ثانياً : التوليف في الفنون الإفريقية :

" الفن هو وليد البيئة والمجتمع ، ولکل عصر من العصور إفرازاته الفنية والتى يقاس بها إزدهار الفنون وتذوق الأعمال الفنية يتم عن فهم طبيعة کل عصر من عصور التاريخ . "

" فقد إتخذ التوليف بالخامات في مجال التصوير صوراً متعددة منذ القدم حتى الوقت الحالى ، إختلفت من فن لآخر من حيث المفهوم والمضمون ، والفنون الحضارية السابقة تعکس بعض هذه الصور والتي اختلفت بدورها عن مفهوم التوليف في مجال التصوير الحديث والمعاصر . "

يرجع إسلوب التوليف في الفن الإفريقى إلى العصر البدائى ، فالتوليف يعد وسيلة لإنتاج أعمال تحمل طابع الغرابة والدهشة ، وغالباً ما کان يربطها  تلک الأعمال بمفاهيم عقائدية بعيداً عن النسب التقليدية للأشکال ، بالرغم من محدودية الخامات المتوفرة في البيئة في ذلک الوقت والتى لم تتعدى الأخشاب والاصداف والقواقع والاحجار والخيوط النباتية ، إلا أن الفنان إستطاع أن يخلق تجانساً بين الخامات مؤکداً کل المعانى المطلوب التعبير عنها .

عند دراسة الفنون الإفريقية نجد أن من أهم مميزاتها ثراء ملمس السطح ، وذلک الثراء ناتج عن " علاقة التصوير کقيمة تزيينية بالعقائد والفکر المثولوجى إلى جانب إحترام الفنان التقليدى للخامات المتنوعة ، والتى يرى فيها القوى الحيوية ضمن مفاهيم الوحدة الکونية ، وتزاوج الخامات قد شکل خبرة جمالية فإنتقلت بحسها إلى مساحات اللون نفسه کخامة ، وقد عمد الفنان إلى تضريس المساحة اللونية لتبدو غير مکتملة الحرفية من أجل زيادة فاعلية الإيقاع اللونى ، وإلى جانب ذلک الإستفادة القصوى من ألوان الخامات الأخرى المصنعة وغير المصنعة . "

هناک خامات متعددة تستخدم في الفن الإفريقى وتنقسم إلى :

             · خامات طبيعية :

خامات من أصل حيوانى مثل رؤوس الحيوانات وجلودها والعظم والفرو والقرون والأسنان والأنياب والريش والصدف ، والبعض الآخر من أصل نباتى مثل الغاب وليف النخيل والأزهار وبعض النباتات المجففة وغيرها .

             · خامات مصنعة :

مثل الخيش والخيوط والأقمشة والسلال المجدولة والزجاج والمسامير والمرايا وبعض المعادن مثل النحاس والبرونز والحديد والذهب والفضة

             · مواد أخرى :

 مثل شعر الإنسان والخرز والبقول و الطلاءات التي تستخدم فى طلاء الوجه والجسم ، حيث يعمل توليف وتجميع  مثل تلک الخامات لتتجاور داخل أى عمل إفريقى تعمل على إکساب الأفراد القوة السحرية والدينية والغموض الذى يؤثر عليهم ، إلى جانب إنفعالات ومشاعر متعددة تؤثر على مکنونات النفس البشرية

ومما لا شک فيه أن الفنان الإفريقى عند إختياره لخامات معينة من أجل إنتاج عمل فنى يضع فى إعتباره الجانب الوظيفى والنفعى للخامة ، إلى جانب إهتمامة بخصائص کل خامة فبعض الخامات تتميز بالليونة ويسهل تشکيلها مثل الجلود  من الممکن تقطيعها إلى سيور وتکون فى نفس الوقت متينة والبعض الأخر يتميز بالصلابة وقوة التحمل مثل الأحجار والأخشاب ، وعند الجمع بين العديد من الخامات المختلفة فى الصفات والخصائص ، مما يبرز القيم الفنية لکل خامة کما تخدم کل خامة الأخرى .

ثالثاً : الفنون الإفريقية فى بعض المدارس الفنية الحديثة :

" لم يتم الإعتراف بقيمة الفنون الإفريقية إلا بعد أن تأثر بها بعض أقطاب الحرکات الفنية الحديثة أمثال بيکاسو وغيره ممن حاولوا الاقتباس منها لخلق حرکات فنية جديدة فى بداية القرن العشرين ، ولهذا فمن الطبيعى ألا تمثل لمن يمر بها أکثر من بعض السمات الفطرية لکنها لا تمثل بالضرورة مستوى فنياً جديراً بالدراسة لأنها بکل تأکيد تمثل نوعاً من الفنون القريبة إلى روح الفن الحديث عن غيرها فى أى عصر سابق . "

"وصلت المنحوتات الإفريقية ومن ضمنها الأقنعة إلى الغرب عن طريق جامعي التحف الفنية الذين سهّل زيارتهم لإفريقيا، الفتح الاستعماري والرحلات الاستکشافية، لکن لم يتم منح الأقنعة الإفريقية القيمة الفنية المُستحقة وتم اعتبارها في البداية مجرد مشغولات يدوية لا غير، لکن لم يستمر هذا الحيف، إذ سرعان ما استرعت انتباه الکثير من الفنانين الحداثيين في بداية القرن العشرين. وقد وجدوا في الفنون الإفريقية، لما تتمتع به من تجريدية في الأشکال وتقشف في الألوان ولحمولتها الرمزية والروحية، ما يمکنهم من تحويل وجهة الفن التشکيلي الغربي إلى وجهة
جديدة مخالفة ."

" تأثرت أوروبا بالفن الإفريقى فى مجلى الفنون التشکيلية والموسيقى ، فقد کان الفنانون يبحثون عن بديل للحرکة الکلاسيکية الجديدة فى بداية القرن العشرين وشکل فنى جديد ، وقد وجدوا ضالتهم المنشودة فى الماثيل والأقنعة الإفريقية التى وصل منها إلى أوروبا ، ولا ننسى الصدمة التى أح بها الأوروبى والأمريکى عند ظهور موسيقى الجاز حتى أنهم قالوا أن الطبول قد خرجت من الغابة الأفريقية . "  يقول ( إيلى فور) الناقد التشکيلى المعاصر " أن الفن الإفريقى من نحت وأقنعة و نقوش زخرفية ، هو المنبع الحقيقى لجانب من أهم جوانب لفنان القرن العشرين ، وهو المفتاح المبشر لکل فنانى التعبيرية الأوائل ، حيث تعتبر الفنون الإفريقية من أقدم الفنون و أکثرها تأثيراً على الفنون المعاصرة ، فالفن الإفريقى کان عاملاً مساعداً فى تغيير المفاهيم الکلاسيکية السائدة ، وأصبح حافزاً للتغيير فى الفن . "

فنجد الإنسان فى غيبة الأمان والإستقرار يلجأ إلى السحر والخوارق والغيبيات ، فإستعان الفنان القديم بالرسم على الکهوف والحراب و الأجساد و على الأوانى وغيرها من أجل الحماية من الشرور المحيطة به فى العالم الخارجى ، وفى المقابل نجد الفنان الغربى الحديث فى أعقاب الحروب العالمية لجأ إلى إتجاهات هروبية مثل الفن السريالى ويسبقه الدادية .

الفانيين الأفارقة غالباً ما يتجهون إلى تنحية الواقعية فکانو يميلو إلى الصور التجريدية التى تعکس العوالم الإسطورية ،ورموزاً معينة لکبت ما يعتقدونه غير جوهرى أو إظهار ما يرونه جوهرى ، فقام الفنان بتصوير الرأس البشرى بحجم أکبر من الجسد ، وذلک ليس لعدم معرفة الفنان لتشريح الجسد ، وإنما من أجل إبراز فکرة معينة ، هذا على عکس أقرانهم الأوروبيين ، ففى ذلک الوقت کان الفنانيين الأوبيين لديهم الميل إلى الواقعية ، وکان ينظر إلى الفن الإفريقى على أنه ( فن بدائى ) .

" لم يخف الفنان الکبير بيکاسو تأثره بالفن الإفريقي وکذا فعل معظم کبار الفنانين أمثال سيزار ومونييه وکلهم اجمعوا على أن الفن الإفريقي فن متميز بذاته وله طابعه الخاص، فالمنحوتات والأقنعة الإفريقية کشفت عن بساطة التعامل مع الأشياء والطبيعة وحيث الفنان الإفريقي يحاول دائما صنع هذه الأشياء ببساطة وتجرد کاملين، ومصدره في ذلک الطبيعة الأم. ومن المتفق عليه بين الدارسين والنقاد على أن الفن الإفريقي هو فن رمزي ويعطي معناً عميقاً وکبيراً ."

" ومع هذا ، فإنه على الرغم من أن هذا الفن " البدائى " قد وضع فى مکانة دنيا ، فإن نفس هذا الفن " البدائى " الغريب هو الذى إستحوذ على ألباب الفنانيين الأوروبيين فى بداية هذا القرن . "

التطبيقات العملية للبحث

     التطبيق الأول :

 

 
   

 

 

 

 

 

 

 

 

 

لوحة رقم ( 1 ) أبعاد اللوحة :50×50

خامات متنوعة على توال ( ألوان زيتية – بلاستيک )

    التطبيق الثانى :

 

 
   

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

لوحة رقم ( 2 ) أبعاد اللوحة : 50×50

خامات متنوعة على توال ( ألوان زيتية – خيوط – خامة البلاستيک – ورق –أزرار )

     التطبيق الثالث  :

 

 

 

 

 

 

 

لوحة رقم ( 3 ) أبعاد اللوحة : 50×50

خامات متنوعة على توال ( ألوان زيتية – خيوط )


التطبيق الرابع  :

 

 

 

 

 

 

 

 

لوحة رقم ( 4 ) أبعاد اللوحة : 50×50

خاملت متنوعة على توال ( ألوان زيتية – خيوط – جلد )

المراجع :
أولاً : مراجع عربية :
     · أحمد عبد اللطيف البغدادى : التصوير بين التقنية والتعبير فى الفن الحديث والمعاصر ، مکتبة نانسى ، دمياط ، 2006 م .
     · اسامة الجوهرى : الفن الإفريقى ، الهيئة المصرية للکتاب ، القاهرة ، 2005 .
     · ألکسندر مارک:الفن الإفريقى"مقتنيات البنک الدولى "ترجمة قاسم عبده قاسم ،مکتبة الأسکندرية ،الإسکندرية،2006م .
     · ريبکا جويل : الزخارف والرسوم الإفريقية ، ترجمة جبور سمعان ، دار قابس للطباعة والنشر ، بيروت ، 1998 م  .
     · عاطف محمود عمر : أضواء على الفنون الإفريقية ، الجمعية الإفريقية ، القاهرة ، 1987 م .
     · محسن محمد عطية : الفن والحياة الإجتماعية ، الطبعة الثانية ، دار المعارف ، مصر،1997م.
     · مجلة أفريقيا قارتنا-الفن الإفريقى وتأثره بالثقافة العربية-العدد الخامس-مايو 2013م.
     · مرجريت ترويل:أصول التصميم فى الفن الإفريقى،ترجمة مجدى فريد ،دار الکاتب العربى للطباعة والنشر،القاهرة .
     · منير البعلبکى : موسوعة المورد المجلد الأول ، دار العلم للملايين بيروت ،الطبعة25، 1991م.
ثانياً : رسائل علمية :
     · السيد عبده جاب : التوليف بين الجلود والأخشاب کمدخل لاستحداث المشغولات الفنية ، رسالة ماجستير،غير منشورة ، کلية التربية الفنية،جامعة حلوان ،2002م .
     · آمال ميلاد البوعيشى زريبة: استلهام جماليات الفن الإفريقي في التصوير الليبى المعاصر ، رسالة دکتوراه ، کلية الفنون الجميلة ، جامعة الأسکندرية ، 2012 م .
     · رانيا أحمد موسى : الفکر التصميمى في رموز الفن الإفريقي کمصدر لاتجاهات تجريبية فى التصميم الزخرفى المعاصر ، رسالة دکتوراه ، کلية التربية الفنية ، جامعة حلوان ،2012 م .
     · شادى محمد خليل محمد مندور : الرمز والأسطورة النوبية کمصدر للتعبير في التصوير المعاصر ، رسالة ماجستير ، کلية التربية الفنية ، جامعة حلوان ، 2010 م .
     · صبرى عبد المنعم : السمات الإفريقية فى تصوير بيکاسو ، رسالة دکتةراة غير منشورة ، کلية التربية الفنية ، جامعة حلوان ، 1982 م .
     · عادل مبارک عثمان کبيدة : التصوير الإفريقى وأثرة على التصوير السودانى المعاصر ، رسالة دکتوراه ، کلية الفنون الجميلة ، جامعة حلوان ،1985 م  .
    · فاتن سعد الدين عبد المعطى الفضالى : توليف الخامات على سطح الصورة في مجال التصوير المعاصر ( دراسة تجريبية ) ، رسالة ماجستير ، کلية التربية الفنية ، جامعة حلوان ، 1991 م ، ص ثالثاً : شبکة الإنترنت :