العلاقة بين التوافق الأسري وسوء استخدام الإنترنت

نوع المستند : مقالات علمیة محکمة

المؤلف

کلية التربية الأساسية الهيئة العامة للتعليم التطبيقي - دولة الکويت

المستخلص

الملخص
استهدفت هذه الدراسة تقصي وتفسير العلاقة بين سوء استخدام الإنترنت من جهة ومستوى التوافق الأسري وذلک بالتطبيق على عينة من طلاب جامعة الکويت، وکان حجم العينة (345) مفردة، واستخدمت الدراسة  مقياس سوء استخدام الإنترنت ومقياس التوافق الأسري. کشفت الدراسة عن أن  متوسط درجة المبحوثين يعادل حوالي (80%) من الدرجة العظمي للمقياس، هذا يعني ارتفاع مستوى سوء استخدام الإنترنت، ولا توجد فروق دالة  إحصائياً بين مجموعات العينة من حيث متوسط الدرجة على مقياس سوء استخدام الإنترنت حسب متغيرات: الجنس، السن،  السنة الدراسية، نمط الوالدية (p>0.05)، بينما توجد فروق جوهرية بين مجموعات العينة على مقياس سوء استخدام الإنترنت حسب متغير محافظة الإقامة ومتغير مستوى التحصيل (p < 0.05)، حيث ينخفض سوء استخدام الإنترنت لدى المبحوثين  من محافظة مبارک الکبير، بينما يرتفع  لدى مجموعة المبحوثين من محافظة حولي ومحافظة  الفروانية. أما حسب متغير مستوى التحصيل، فقد تبين انخفاض متوسط الدرجة على مقياس  "سوء استخدام الإنترنت" لدى الطلاب ذوي التحصيل المرتفع، بينما  يرتفع سوء استخدام الإنترنت لدي مجموعة الطلاب ذوي التحصيل المنخفض، والطلاب ذوي التحصيل المتوسط. من جهة أخرى، تبين من الدراسة أن التفاعلات الثنائية  بين المتغيرات المستقلة لم يکن لها تأثير في الدرجة على مقياس سوء استخدام الإنترنت. ومن حيث التوافق الأسري تبين من الدراسة أن متوسط  درجة  المبحوثين يعادل (66.2%) من الدرجة العظمي للمقياس، ولا توجد فروق دالة  إحصائياً بين مجموعات العينة من حيث الدرجة على مقياس "التوافق الأسري" حسب متغيرات: الجنس، السن، محافظة الإقامة، السنة الدراسية،  مستوى التحصيل (p>0.05)، في حين توجد فروق بين مجموعات العينة من حيث الدرجة على مقياس التوافق الأسري حسب متغير نمط الوالدية(p <0.05)، حيث ينخفض التوافق الأسري لدى المبحوثين المنتمين لأسر أحادية الوالدية مقارنة بالمبحوثين في الأسر ثنائية الوالدية.   کما أن التفاعل الثنائي بين هذه المتغيرات لم يکن له تأثير في الدرجة على مقياس التوافق الأسري باستثناء التفاعل بين الجنس  ومحافظة الإقامة (p < 0.05)، حيث ينخفض متوسط درجة المبحوثين الذکور من محافظة حولي على مقياس التوافق الأسري مقارنة بمتوسطات درجات کل مجموعات العينة. من أبرز نتائج الدراسة أيضاً وجود  ارتباط عکسي (سالب) بين سوء استخدام الإنترنت من جهة والتوافق الأسري  من جهة ثانية،أي أنه کلما زاد سوء استخدام الإنترنت انخفض التوافق الأسري، وکلما انخفض سوء استخدام الإنترنت  زاد التوافق الأسري، وقد تأکدت هذه النتيجة عند تقصي معنوية الفروق بين مجموعات العينة من حيث التوافق الأسري حسب مستوى سوء استخدام  الإنترنت، فالمبحوثون ذوو المستوى المنخفض على مقياس سوء استخدام الإنترنت حصلوا على متوسط مرتفع في الدرجة على مقياس التوافق الأسري،  أما  المبحوثون ذوو المستوى المرتفع  على مقياس سوء استخدام الإنترنت فقد حصلوا على متوسط  منخفض في الدرجة على مقياس التوافق الأسري, ومن حيث أثر التفاعل الثنائي بين مستوى سوء استخدام الإنترنت والمتغيرات الديموجرافية،فقد تبين من الدراسة أن مستوى سوء الاستخدام بالتفاعل مع الجنس هو التفاعل الوحيد الذي أحدث تأثيراً جوهرياً في الدرجة على مقياس التوافق الأسري حيث إن مجموعة الإناث ذوات المستوى المرتفع في سوء استخدام   الإنترنت هي اقل مجموعات العينة من حيث التوافق الأسري، أما  المجموعة الأعلى توافقًاً فهي مجموعة الإناث ذوات المستوى المنخفض في سوء استخدام الإنترنت. وباستخدام التحليل التمييزي. وقد تبين  أن المبحوثون الأعلى توافقاً ينخفض متوسط درجتهم على مقياس سوء استخدام الإنترنت، أما  المبحوثون الأقل توافقاً فيرتفع متوسط درجتهم على مقياس سوء استخدام الإنترنت. ، وقد تبين  أن الدالة التمييزية المستخرجة تفسر (100%) من التباين بين المجموعتين في التوافق الأسري(المجموعة عالية التوافق & المجموعة  منخفضة التوافق)، ويأتي المتغير التاسع (X9) – وهو "إقامة علاقات مع الجنس الآخر" في مقدمة متغيرات سوء استخدام الإنترنت  من حيث قيمة المساهمة في الدالة التمييزية المستخرجة، تلک الدالة التي صنفت (72.5%) من مجمل مفردات مجموعتي البحث  تصنيفاً صحيحاً

الموضوعات الرئيسية


مقدمة:

يأتي تأثير وسائط الإنترنت على الأسرة باعتباره من أهم مجالات البحوث المعنية بالأسرة في العصر الرقمي (Family in The digital Age)  ، فالتکنولوجيا عموماً تؤثر على الأسرة، کما أن استخدام أفراد الأسرة لمعطيات التقنية يتأثر بسيکولوجية الشخصية متفاعلة مع الإرث الثقافي وانعکاساته النفسية والاجتماعية على هذا الاستخدام ، بمعنى أن الأسرة کنظام اجتماعي تخلق  استخدامات الاتصال التي تناسب العادات والقيم والمعتقدات التي توجه سلوکيات أفرادها متأثرة في ذلک بتکنولوجيا الاتصال الحديثة التي أصبحت لا تنفصل عن حدود الأسرة (Family boundaries)  والأدوار الاجتماعية والمکونات السيکولوجية في العلاقات الأسرية بامتداداتها الداخلية والخارجية، والأدوار من حيث البساطة والتعقيد. من هنا ساهمت وسائط الإنترنت في وجود ترکيب أسري يتضمن مدى واسعاً من التفاعلات والعلاقات والسلوکيات المنمطة والمتغيرة، وفي ضوء طبيعة هذا الترکيب واحتياجات الأسرة وإمکانياتها تتحدد علاقة أفرادها بوسائط الانترنت التي بدورها تشکل رافداً متجدداً  يؤثر في التفاعل الأسري،  وتتحدد طبيعة التأثير في ضوء الإشباعات المطلوبة وکذلک في ضوء نسق القيم السائدة في الأسرة، فقد تکون الانترنت عاملاً يدعم هذا النسق أو يضعفه ، وهنا يظهر دور الأسرة کسلطة ضابطة للسلوک ، کما يظهر توجه الأبناء بشأن الإنترنت  بما في ذلک حاجاتهم وأهدافهم وقيمهم جراء استخدام الانترنت، فإذا کانت هذه التوجهات تتفق ومقتضيات التوافق والفاعلية، فإنها  تصبح عاملاً إيجابياً مواتياً في نمو شخصية الأبناء والعکس صحيح، من هنا تشدد البحوث التربوية والنفسية على  أهمية  الفهم الصحيح للعلاقة بين استخدام وسائط الإنترنت والمکونات النفسية للفرد في سياقها الذاتي والاجتماعي،وضرورة فهم تشکيلة السياق النفسي الاجتماعي الذي يحدد المعاني والدلالات لمحتوى تلک الوسائط على سلوکيات أفراد الأسرة  Lee,2007)). وقد أثبتت البحوث العلمية أن الشباب يأتون في مقدمة مستخدمي وسائط الإنترنت، وأن استخدام تلک الوسائط ينعکس على سلوک الشباب وشخصياتهم بما في ذلک توافقهم الذاتي والاجتماعي ضمن علاقاتهم وتفاعلهم  سواء في إطار الأسرة ، أو في إطار الجماعات المرجعية الأخرى Cynthia etal.,2016)( ، وإذا کان التوافق النفسي مؤشراً أساسياً لکفاءة الشخصية، فإن  تأثير وسائط الإنترنت على التوافق الأسري "Family Adaptation  "  ينعکس على واقع الأسرة ويتخلله في دينامياته وسيکولوجيته على کافة العلاقات والتفاعلات بين أفرادها  (Taraban,2004 ) ، فالتوافق الأسري هو التفاعل السليم والمقبول والإيجابي في العلاقات  الأسرية بما تقوم عليه من أسس قوية من العمق والشمول، ويتصف التوافق الأسري بأنه أشد أثراً وأعمق خطراً في حياة الفرد لأن الأسرة هي السياق الاجتماعي النفسي الأول لتکوين الشخصية ويمتد کذلک طوال حياة الفرد (Nakanishi,2004)

مشکلة الدراسة:

نظراً  لکثافة استخدام الشباب لوسائط الإنترنت، وبالتالي احتمالات تأثير هذا الاستخدام على توافقهم الأسري،فإن مشکلة الدراسة الحالية تتمثل في رصد وتحليل العلاقة بين التوافق الأسري وسوء استخدام وذلک بالتطبيق على عينة من الشباب الکويتيين بمرحلة الدراسة الجامعية، وتتضمن هذه المشکلة رصد وتحليل مستوى التوافق الأسري ومظاهر سوء استخدام الإنترنت لدى الشباب الکويتيين، مع رصد  المتغيرات التي تحدث تأثيراً جوهرياً في کل من سوء استخدام الإنترنت والتوافق الأسري، ومن ثم رصد وتحليل العلاقة بين سوء استخدام الإنترنت والتوافق الأسري، وإلى أي حد يشکل سوء استخدام الإنترنت عاملاً في التمييز الشباب الأعلى توافقاً والشباب الأقل توافقاً في المحيط الأسري.

الدراسات السابقة:

تعتبر الأسرة واحدة من أهم الجماعات التي حظيت  باهتمام مکثف من الدراسات العلمية فيما يتعلق بتأثير المستجدات التکنولوجية  -خاصة الإنترنت من حيث انعکاسات استخدام تلک الوسائط على سلوک أفراد الأسرة من المنظورين النفسي والاجتماعي (Leung, 2011)، ونظراً لکثرة البحوث العلمية  المعنية بالتأثير النفسي للإنترنت على الأسرة، فسوف نستعرض نماذج من تلک الدراسات في حدود ما له دلالة لموضوع الدراسة الحالية. فعلى مستوى الدراسات  العربية،  تزايد الاهتمام بتأثير الإنترنت على الأسرة  منذ السنوات الأولى بداية القرن الحالي، غير أن الدراسات العربية تعتبر قليلة مقارنة بالدراسات الأجنبية، وتأتي دراسة حنفي ( 2003)  في مقدمة الدراسات التي اهتمت بتحليل أثر استخدام وسائط الإنترنت (الحاسوب الشخصي) على التفاعل الاجتماعي وأنماط الاتصال في الأسرة المصرية ، وکذلک معرفة ما إذا کان هذا الاستخدام يؤدي إلى زيادة عزلة الأفراد عن الواقع الاجتماعي . وقد استخدمت الدراسة منهج المسح ، وأجريت على عينة قوامها 400 أسرة تتوزع بين 250 أسرة يستخدم أحد أفرادها الانترنت مقابل 150 أسرة لا يستخدم أي من أفرادها الانترنت . ومن  أهم نتائج الدراسة وجود فروق دالة إحصائية بين مستخدمي الانترنت وغير مستخدميها فيما يتعلق بنمط الاتصال داخل الأسرة ، غير أنه لم يثبت أن استخدام الأبناء الانترنت يعمل على توجيه الاتصال داخل الأسرة نحو نمط معين ( توافقي ، محايد ، نقاشي ) ، کما أن إدراک المفحوصين لسمات الانترنت کوسيلة اتصال ( إيجابية ، سلبية ، محايدة ) ، وکذلک رأي الآباء يرتبطان بطبيعة التواصل داخل الأسرة. في السياق نفسه تأتي دراسة السمري ( 2003 ) حيث   اهتمت ببحث کيفية تأثير الانترنت على العلاقة التفاعلية بين الآباء والأبناء ، وما إذا کان للانترنت تأثير في العلاقات التفاعلية داخل الأسرة ، بالإضافة إلى جوانب إرشادية تدور حول التعرف على أنسب أساليب التعامل مع جيل الانترنت ، وکيفية متابعة استخدام الأبناء لها. تتلخص أهم النتائج التي توصلت إليها الدراسة في أن الأبناء يتفوقون على الأبناء فيما يتعلق بمعرفة الانترنت.وتتفق دوافع الأبناء في استخدام الانترنت مع دوافع آبائهم بشأن هذا الاستخدام، وهناک فروق دالة إحصائياً بين توقعات کل من الآباء والأبناء حول مستقبل استخدام الأطفال للانترنت، وحسب الآباء والأبناء فإن الانترنت لها فوائدها في المعلومات والتسلية والاتصال ، لکن الجانبين عبرا عن عدم رضا عن الانترنت بسبب نشر معلومات مضللة ، وجود مواقع الجنس والعنف ، عمليات إغواء الأطفال ، الاحتيال ونشر دعاية مستترة للتأثير على الأطفال، وليس هناک علاقة بين زيادة استخدام الأطفال والمراهقين للانترنت وزيادة اعتماد الآباء عليها کأسلوب للجزاء أو العقاب ، کما لا توجد علاقة بين انخفاض استخدام الأبناء للمواقع المحظورة وزيادة أساليب حماية الآباء لأبنائهم. وهدفت دراسة الفاضل (2003) إلى معرفة الأبعاد الاجتماعية والثقافية لاستخدام  الشباب السعودي لشبکات التواصل الاجتماعي، وتحديد أنماط ودوافع استخدامه والإشباعات التي يحققها استخدام هذه الشبکات للشباب من الجنسين. من أهم نتائج الدراسة أن أهم دوافع الشباب السعودي لاستخدام شبکات التواصل الاجتماعي  هي التسلية والترفيه، وحب الاستطلاع، والتعارف والتواصل مع الآخرين، وشغل أوقات الفراغ، وزيادة المعرفة وتبادل المعلومات، ومشارکة الآخرين آرائهم وأفکارهم، أما من حيث الإشباعات التي تحققها هذه الشبکات  فهي: توفير المعلومات، حرية التعبير عن الرأي، والمعرفة بالعالم الخارجي، والالتقاء بأصدقاء قدامى. کما اهتمت دراسة  سعيد (2003)  بتقصي الآثار الاجتماعية للإنترنت على الشباب، ومدى تأثيرها على الهوية الثقافية للمجتمع، وإلقاء الضوء على أهم الآثار الإيجابية والسلبية للإنترنت من وجهة نظر الشباب، وتوصلت نتائجها إلى أن نسبة (52.5%) من أفراد العينة أن الإنترنت تؤثر سلباً على الوقت الذي يتم قضاؤه مع أسرهم، ورأى (60.8%) أن لها تأثيراً سلبياً على العلاقات مع الأقارب، حيث تقل معدل الزيارات الأسرية، وکان التأثير السلبي الأکبر على العلاقات مع الجيران. وفي المجتمع السعودي اهتمت دراسة العيضاني ( 2013)  بمعرفة  استخدام الشباب للشبکات الاجتماعية، ودوافع استخدامهم لها والإشباعات المتحققة من ذلک. أجريت الدراسة على عينة من طلاب وطالبات المرحلة الثانوية بمدينة الرياض بالمملکة العربية السعودية. وقد تبين من الدراسة  أن  الصفحات  الدينية  تأتي في الترتيب الأول من اهتمامات الشباب، يليها الصفحات الاجتماعية ثم الثقافية فالعاطفية والرياضية، وينخفض الاهتمام بالموضوعات السياسية والاقتصادية، کما أکدت الدراسة أن غالبية الشباب يرون أن شبکات التواصل الاجتماعي  تحقق لهم مزايا وإشباعات لا تحققه الوسائل الإعلامية التقليدية.  کما أجرى حمودة (2013)  دراسة عن الدور الذي تقوم به شبکات التواصل الاجتماعي في تنمية مشارکة الشباب الفلسطيني في القضايا المجتمعية، وکشفت الدراسة عن أن متغير النوع (ذکور & إناث)   أحدث فروقاً ذات دلالة إحصائية فيما يخص متغيرات: الثقة بمعلومات قنوات التواصل الاجتماعي، متابعة القضايا المجتمعية عبر مواقع التواصل الاجتماعي. من الدراسات العربية الحديثة أيضاً دراسة الکنيدري (2017) عن استخدام المؤسسات الاجتماعية للإعلام التفاعلي وشبکات التواصل الاجتماعي مع الترکيز على مجالات الاستخدام  والجدوى المتحققة في  التمکين الأسرى. کشفت الدراسة عن  اهتمام تلک المؤسسات بوسائط الإعلام التفاعلي، وأن أکثر مجالات استخدام هذه الوسائط تتمثل في الإعلان عن برامج المؤسسة بلغت بنسبة 89.3% ثم التعريف بخدماتها بنسبة بلغت 75%، کما أظهرت نتائج الدراسة أن 54.3% من المؤسسات الاجتماعية لا توظف الإعلام التفاعلي وشبکات التواصل الاجتماعي في تحقيق هدفها في التمکين الأسرى، وأن 39% من المؤسسات الاجتماعية  وضعت خططاً إعلامية لاستخدام الإعلام التفاعلي في الوصول إلى الجماهير المستهدفة والتعريف بأنشطتها.

 أما الدراسات الأجنبية، فإنه من واقع البحث في قواعد البيانات کان من الواضح أن اهتمام الدراسات الأجنبية بتأثير وسائط الإنترنت على الأسرة تصاعدت وتيرته بشدة منذ منتصف التسعينيات من القرن العشرين، أي منذ نمو وانتشار وسائط الإنترنت،  ففي تلک الحقبة  تم نشر الکثير من الدراسات العميقة عن سيکولوجية الأسرة في عصر الإنترنت، هذه الدراسات  تمثل المنتج الفکري الکلاسيکي في التخصص. من تلک الدراسات دراسة کل من  ديسانتس ويونس (Desantis & Youniss,1995 )، وهي دراسة موسعة عن العلاقة بين أفراد الأسرة في عصر التکنولوجيا الحديثة  مع الترکيز على  تأثير  الأسرة في اتجاهات الأبناء نحو هذه التکنولوجيا  ممثلة في الکمبيوتر والإنترنت وما يتعلق بهما من استخدامات متعددة کالألعاب والتواصل  واکتساب المعلومات  . استخدمت الدراسة منهج المسح ، وأجريت على  مرحلتين ، في المرحلة الأولى  شمل البحث ( 1852) من المراهقين ، واستخدمت استبانة لقياس التفضيلات، کما  استخدمت المقابلات المتعمقة مع ( 158 ) من الأمهات. تبين من الدراسة أن المراهقين الذکور والمراهقين الأکبر سناً هم الأکثر تفضيلاً للتکنولوجيا الحديثة مقارنة بالمراهقات الإناث والمراهقين الأصغر سناً  ، کما  تبين أن اتجاهات المراهقين بشأن التکنولوجيا الحديثة تتأثر بمستوى تعليم الأمهات فکلما  ارتفع المستوى التعليمي للأمهات کان لدى الأبناء اتجاهات أکثر تفضيلاً للتکنولوجيا الحديثة. کما تبين أن تکنولوجيا الکمبيوتر والإنترنت  تخلق اهتمامات مشترکة بين الأبناء داخل الأسرة ، کما تدعم العلاقة بين جيل الأبناء وجيل الآباء إذا کانت استخدامات الأبناء لهذه التکنولوجيا تتفق وطموحات الأسرة  ، لکن هذه العلاقة قد  تتحول من التوافق إلى الصراع إذا  لجأت الأمهات إلى أسلوب العقاب في سياق  تدخلهن لتنظيم  استخدام  الأبناء للتکنولوجيا الحديثة.

    کما تناولت دراسة کورت وزملائه (Kaurt et al,1998 ) تأثير الانترنت باعتبارها تمثل التناقض الظاهري :  فهي تکنولوجيا اجتماعية  رغم  أنها   تقلل من الاندماج الاجتماعي والوجود السيکولوجي الأفضل. اعتمدت الدراسة على منهج المسح وارتکزت على خلفية نظرية توضح التباين في نتائج البحوث المعنية بتأثير وسائط الإنترنت خاصة  النفسية والاجتماعية. اعتمدت الدراسة على مقاييس متعددة (مقياس استخدام الإنترنت، مقاييس   الاندماج الاجتماعي – التواصل، الدعم الاجتماعي، مقياس العزلة ، الضغوط ، الاکتئاب). کشفت الدراسة عن أن الانترنت تستخدم في الاتصال  بدرجة مکثفة  ، حيث تتفوق  على غيرها من الوسائل ،  کما أن کثرة استخدام الانترنت يقلل من دائرة العلاقات الاجتماعية سواء في إطار الأسرة ، أو في إطار العلاقات مع الآخرين، کما تبين من الدراسة أن کثرة استخدام الانترنت يزيد الاکتئاب والعزلة  لدى المستخدمين ، الأمر الذي ينعکس سلبياً على تفاعلهم مع أفراد الأسرة، وضعف الحوار أو انقطاعه ، وقلة الحديث في الموضوعات ذات الأهمية للحياة الأسرية

    وفي دراسة عن  أثر التکنولوجيا الحديثة على الأسرة في دول شرق أسيا ( تايوان ، سنغافورة ، هونج کونج ، اليابان )، کان الهدف الأساسي هو استخلاص المعلومات التي توضح أثر التکنولوجيا على الأسرة الحديثة (Carlson et al,1999 ). الدراسة ذات طابع تحليلي کيفي ،  واعتمدت  على مصادر متنوعة   تشمل   الإحصاءات والتقارير  الرسمية ، والدراسات  النفسية والأسرية. تتلخص نتائج الدراسة في أن الأسرة قد تغيرت دراماتيکياً بسبب التکنولوجيا الحديثة ، فقد حلت قيم الحداثة والمعاصرة Modernization محل القيم التقليدية المنغلقة ، وطالت التغيرات الأبنية والنظم الاجتماعية بما في ذلک البناء والنظام الأسري ، ليس فقط من حيث استقلالية الأفراد واختلاط الأدوار و تغير الکثير من قيم التنشئة ، ولکن أيضاً من حيث التفاعل الاجتماعي بين الأبناء والآباء . وعلى مستوى کل مجتمع آسيوي على حدة ، تفيد الدراسة أنه في المجتمع التايواني ، کان للتکنولوجيا آثار إيجابية من حيث تقليل الروابط السطحية وتوسيع العلاقات الاجتماعية في الأسرة الممتدة . أما في مجتمع سنغافورة ، فإن الآثار الإيجابية للتکنولوجيا الحديثة تمثلت بصفة أساسية في المردود الاقتصادي على الأسرة ، لقد أصبحت الأسرة في مجتمع سنغافورة تعتمد على التکنولوجيا  بشکل مکثف في أداء الأعمال لتوفير الوقت وزيادة الکسب بما يتفق ومتطلبات الرفاهية  وقضاء وقت أطول في أنشطة ترفيهية مشترکة . وفي مجتمع هونج کونج کان للتکنولوجيا الحديثة آثار إيجابية من منظور استدماج قيم وسلوکيات الحداثة في النسيج الاجتماعي ، لکن کان هناک أيضاً جوانب سلبية ممثلة في استدماج سلوکيات غريبة أنهکت الطابع المحافظ للعلاقات الاجتماعية  داخل الأسرة .وعلى الرغم من أن المجتمع الياباني هو صانع التکنولوجيا الحديثة وتمکن من تکييفها لمتطلبات الحياة الاجتماعية والاقتصادية حسبما تذکر الدراسة ، إلا أن مدى وطبيعة مساهمة هذه التکنولوجيا في تحسين نوعية الحياة المرتفعة مازالت بحاجة إلى  المزيد من البحوث.  صحيح أن الأسرة اليابانية تعيش حياة حديثة بکل المعايير ( من المنظور الاقتصادي والتقني ) لکن التقاليد المحافظة هي الغالبة على الحياة الأسرية.

     کما تناولت دراسة أورافيک (Oravec,2000  ) أثر الانترنت على التفاعل داخل الأسرة وذلک ضمن الاهتمام بمجالات تطبيقات التکنولوجيا الحديثة في الإرشاد الأسري. ارتکزت الدراسة  على تحليل متعمق ورؤية ناقدة للبحوث السابقة. من أبرز نتائج الدراسة تزايد  استخدام الإنترنت مما جعلها مؤثرة  في أنشطة الأسرة اليومية وتوسيع نطاق المؤثرات الخارجية عليها . وعلى مستوى الکثير من الأسر أصبحت " فکرة  البيت" تتحرک بصورة واسعة نحو التغيرات الثقافية والاقتصادية ذات الصلة بعصر المعلومات وأصبح أفراد الأسرة يقضون وقتاً أطول مع الانترنت متفاعلين مع تکنولوجيا أصبحت بمثابة " ستارة المسرح الخلفية " "Backdrop " للکثير من المشکلات الأسرية الحرجة والتي أدت إلى مشکلات عديدة کشفها المرشدون النفسيون "Counselors " في سياق تعاملهم مع أفراد الأسر. من هذه المشکلات إدمان الکمبيوتر ، ووصول الأطفال للمواقع التي تعرض الصور الإباحية، وتؤکد الدراسة أن  هذه المشکلات تنعکس سلبيا  على الدور الوالدي کما تنعکس  سلبياً على الحوار داخل الأسرة ، وکثيراً ما ينتج عنها مشکلات نفسية وتربوية تتطلب التدخل الإرشادي المتخصص الهادف إلى تمکين أفراد الأسرة من التعاطي الصحيح مع تکنولوجيا الاتصال الحديثة  بما يدعم التفاعل المشبع فيما بينهم.

      ما دراسة دراسة جيفس Jeffs,2000)  ) فقد  استخدمت دليل المقابلة المتعمقة  في وصف مشاعر  وانفعالات   الأطراف المشارکة  في العملية التعليمية  والانطباعات  عن استخدام التکنولوجيا لدى الآباء والأبناء، وتتلخص نتائج الدراسة  في أن الآباء والأبناء  يستخدمون تشکيلة  من التکنولوجيات  تقابل حاجات تعليمية خاصة  بهم  کأفراد ،  هذا الاستخدام   أصبحت معه  مهمة التعليم  تعرض على المستفيدين  من خلال تکنولوجيا متطورة (الإنترنت) تعزز فرص الارتباط والتفاعل بين الآباء والأبناء  وتخلق أنماطاً من المشارکة  ليس فقط حول موضوعات التعلم  وإنما عن موضوعات أخرى في سياق التفاعل بينهم. وفي  الدورية العلمية  القيمة والمعنوية : مستقبل الأطفال "Future of children" نشرت دراسة تتناول  أثر استخدام الکمبيوتر المنزلي على سلوک الأطفال ونموهم (Subrah etal,2000 )، وعلى الرغم من الطابع النظري للدراسة، إلا أنها بلورت نتائج عميقة ومنطقية عن تأثير وسائط الإنترنت والکمبيوتر المنزلي على الأطفال،  حيث تظهر الآثار الإيجابية والآثار السلبية للکمبيوتر المنزلي على الأطفال بالتدريج مع تزايد الوقت الذي يقضيه الطفل مع جهاز الکمبيوتر، وينعکس ذلک على الأنشطة والسلوکيات الحيوية بالنسبة للطفل . من هذا المنظور  خلصت الدراسة  إلى  أن  استخدام الوسائط الحديثة يؤثر على الطفل  من عدة جوانب أساسية  بما ينعکس على  شخصيته على مستوى الصحة الجسدية والبناء المعرفي وإدراک الواقع، ويتحقق التأثير السلبي على الصحة الجسدية في حالات قضاء وقت طويل أو الاعتياد على مطالعة المواقع الإباحية، أما تأثير الإنترنت في البناء المعرفي  فإنه يحدث  من خلال التأثير في شخصية الطفل ومهاراته في التحصيل الدراسي، ويکون التأثير إيجابياً  إذا کان الهدف هو اکتساب معلومات عن موضوع يتفق ومتطلبات النمو النفسي بأبعاده المختلفة، ووجود التفاعل المشجع من القائمين على التربية والتنشئة. النتيجة نفسها فيما يخص التوافق الاجتماعي بما في ذلک التوافق الأسري، فمن خلال وسائط  الإنترنت يمکن للطفل أن يکتسب مهارات التفاعل مع الآخرين ، ويحصل على أفکار ومعرفة تفيده في الحياة الاجتماعية والتحصيل الدراسي إذا کان تعامله مع تلک الوسائط  هادفاً وتحت إشراف وتوجيه تربوي. ومن حيث  إدراک الواقع  "Perception of reality"   فقد تبين أنه على الرغم من أن استخدام الکمبيوتر يزيد من فرصة الطفل لتکوين رؤية أکثر شمولاً ، إلا أن هذه الرؤية قد تکون مشوهة ، أو متناقضة، وبالتالي يکون إدراک الواقع  مشوهاً أو متناقضاً، الأمر الذي يؤکد ضرورة  تکامل مؤسسات التربية والتنشئة  لمنع هذا التناقض.

      وفي دراسة عن دور الکمبيوتر في تشکيل هوية الأبناء والعلاقات الأسرية  (Ribak,2001 )  تم استخدام  الملاحظة المصحوبة  بدليل  تفصيلي  لتسجيل سلوک أفراد ثلاث أسر . کانت الدراسة تسعى   إلى  اکتشاف طبيعة العلاقة بين مکونات  ما أسمته المثلث : ( الأب ، الابن ، الکمبيوتر ) وذلک  بهدف تسليط الضوء على دور التکنولوجيا الحديثة في تشکيل هوية الأبناء الذکور على وجه الخصوص والعلاقات الأسرية بوجه عام . وتستعرض الدراسة إطاراً  نظريا متعمقا عن  استخدام تکنولوجيا الاتصال الحديثة من جانب أفراد الأسرة ، موضحة أن هذه التکنولوجيا تؤثر في سلوک هؤلاء الأفراد بأبعاده الثلاثة ( الأفعال ، التفکير ، الانفعالات ) وبالتالي على علاقاتهم الداخلية ( فيما بينهم ) وعلاقاتهم الخارجية ( مع المجتمع ) . وتستنتج الدراسة أن بحث ترکيب الهوية "Identity construction" من خلال الوسائط التکنولوجية الحديثة لابد أن يکون مصحوباً بدراسة متعمقة للعلاقات المحيطة بهذه الوسيلة ، وأن الرجال والأبناء الذکور في حاجة إلى الاندماج أو إعادة الاندماج "Need to be reincorporated" في الأسرة  بالطريقة  التي  تقلل من التأثير السلبي  المرتبط بإشکالية " الإنسان – الآلة " .   تبين من  الدراسة أيضاً  أن الخبرة بالکمبيوتر وحاسة الاعتمادية هما المفتاح الأساسي لبناء الرجولة الحقيقية  ( المسؤولية کرجل المنزل ) ، بما يدعم مکانة  الآباء ودورهم التربوي في المنزل لمواجهة الدور المتنامي للتکنولوجيا  في حياة أبنائهم الذکور  ،  فکلما کان الآباء ذوي خبرة بالحاسوب ، وازداد اعتماد الأبناء عليهم في الاستفادة من هذا الجهاز متنامي القوة ، تزداد قدرة هؤلاء الآباء على تشکيل هوية أبنائهم .  کما توصلت  الدراسة إلى أن تفاعل الآباء مع الکمبيوتر وإجادة لغته يضمن عدم إقصائهم عن دورهم الوالدي.

     أما دراسة هوغز وهانس ( Hughes& Hans,2001 ) فقد تناولت  تکنولوجيا الکمبيوتر والانترنت  بهدف التعرف على  الدور الذي تلعبه هذه التکنولوجيا  في حياة الأسرة بوجه عام، واستهدفت تحقيق فهم أفضل لما تحدثه التکنولوجيا الحديثة من تأثير في حياة الأسرة. من أهم نتائج الدراسة أن  الأسرة تستخدم الکمبيوتر والانترنت لتحقيق تواصل أفضل مع الآخرين من الأقارب والأصدقاء ، والحصول على معلومات جديدة سواء عن السلع والأفکار ، أو الخدمات المتاحة، کما أن وسائط  الإنترنت فتحت مجالات أوسع أمام الأسرة المعاصرة للانفتاح على العالم  وأتاحت لهم موضوعات حيوية متجددة للحديث وتحقيق المزيد من الاتصال مع أطراف أخرى لم يکن الاتصال بها موجوداً ، وبالتالي اتسعت دائرة العلاقات الاجتماعية للأسرة لکن ليس على مستوى العلاقات الوثيقة وإنما على مستوى العلاقات السطحية والاتصالات الوقتية، وأتاحت وسائط الإنترنت الاطلاع على سلوکيات وعناصر ثقافية غريبة کانت مجهولة أو مشوهة. وتخلص الدراسة إلى أن الجدوى المتحصلة تتوقف على طبيعة الاستخدام من جانب أفراد الأسرة وعلى الرغم من الحالة الذهنية الأقرب إلى العزلة أثناء حدوث التعرض لهذه الوسائل ، إلا أنها تتيح الفرصة أحياناً لنقاشات مشترکة خاصة عندما تتعلق المعلومات بموضوعات ذات اهتمام عام ، أو بموضوعات ذات دلالة لمصلحة مباشرة أو شخصية

      وبحثت دراسة ويتزمان (Weitzman,2001  ) أثر وسائط الإنترنت على  الأسرة  وسلوک أفرادها مع الترکيز على الانعکاسات الاجتماعية لإدمان الانترنت. اعتمدت الدراسة على منهج المسح ، کما استخدمت  الوصف المقارن ، وقد  أجريت على عينة قوامها 446 من المتطوعين البالغين الذين يستخدمون الانترنت ، وطبق عليهم مقياس الإدمان Addiction scale ( إدمان الانترنت ) الذي تم إعداده بناء على المعايير المتضمنة في الدليل التشخيصي والإحصائي الرابع الذي وضعته الرابطة الأمريکية لعلم النفس،کما طبقت علي المفحوصين مقياس التوافق الأسري، ومقياس التماسک والتقييم الذاتي والاجتماعي، وبطارية التميز الذاتي. من أهم نتائج الدراسة ارتفاع متوسط الوقت اليومي الذي يقضيه مدمنو الحاسوب في الاستخدام مقارنة بغير المدمنين، وهناک علاقة موجبة دالة "Significant " متوسطة الشدة بين إدمان الإنترنت من جهة والإحساس بتميز الذات من جهة ثانية، ولا يوجد ارتباط دال إحصائياً بين إدمان الانترنت من جهة والأداء الأسري Family functioning من جهة ثانية ، وإن کان المفحوصون الذين عبروا  عن أداء أسري منخفض   تزداد بينهم نسبة مدمني    الانترنت مقارنة بالمفحوصين الذين عبروا  عن أداء أسري  مرتفع. کشفت الدراسة أيضاً عن أن مدمني الانترنت عبروا عن انخفاض شديد في معدل الأنشطة التي تتضمن التفاعل والالتقاء وجها لوجه مع الآخرين سواء من أفراد الأسرة أو غيرهم  مقارنة بغير مدمني الانترنت. بوجه عام ، فإن إدمان الانترنت يقلل من التفاعل الاجتماعي مع الآخرين بما في ذلک التفاعل داخل الأسرة  ، وإن کان ذلک لا يعني بالضرورة  ضعف الأداء الأسري ممثلاً في القيام بالمسؤوليات الأسرية.

     کما أجرى کل من هول وشيفرن (Hall & Schaverien,2001 ) دراسة متعمقة عن انغماس الأسر مع تکنولوجيات  الاتصال الخاصة بأطفالها داخل المنزل ، وأثر ذلک على العلاقات بين الأجيال داخل الأسرة . اعتمدت الدراسة على منهج المسح  ، واستخدمت الملاحظة والمقابلة ، حيث   أجريت على 55 طفلاً في مرحلة الحضانة ، ينتمون إلى 28 أسرة ، واستمر البحث لمدة ستة أشهر ، وکانت الأشکال التکنولوجية تتاح للأطفال في الحضانة والمنزل على السواء ، مع ملاحظة ورصد سلوکهم  مباشرة وکذلک الاتصالات الهاتفية. کشفت الدراسة عن أن انغماس الأسر مع أطفالهم في استخدام التکنولوجيا الحديثة يتم من خلال طرق متعددة أهمها المشارکة والتوجيه والتعاون في حل المشکلات ، وعندما يستخدم أفراد الأسرة هذه التکنولوجيات ، سواء بمفردهم أو مع الأطفال ، فإن ذلک يرتبط بإقدام الأطفال على عمليات عقلية متقدمة وتتعمق لديهم الأفکار التي کانت سطحية  ، وتبرز الدراسة ضرورة أن تتاح التکنولوجيا الحديثة للأفراد خارج الأطر الرسمية إذا أراد التربويون  تعميم الاستفادة منها بما يتفق ومتطلبات النمو الذاتي والاجتماعي  على نحو أفضل.

       واهتمت دراسة تورو (Turow,2002 ) بصياغة نموذج (Model)   يشرح طبيعة  تأثير الانترنت على الأسرة   من خلال الإجابة على تساؤل أساسي عن طبيعة هذا التأثير ومحدداته، واستخدمت الدراسة المدخل الکيفي  التحليلي  للدراسات  السابقة ذات الصلة بالموضوع. توصلت الدراسة  إلى نموذج ثنائي البعد (Two-Dimensions Model) يجمل تأثير الإنترنت على الأسرة من المنظورين السلبي و الإيجابي  حيث  يتکون  النموذج من  بعدين أساسيين ، الأول  يشرح کيف  أن الطابع التجاري للمحتوى  المتدفق باستمرار عبر الانترنت يعمل على استثارة و تعزيز التوترات (Tensions) داخل الأسرة ، سواء من خلال الطموحات الزائدة  مع قلة الإمکانيات ، أو من خلال التناقضات الموقفية بما لا يتفق مع الواقع الأسري أو لا يتفق مع الدور والمکانة، وکذلک من خلال  العزلة النفسية أو  الانفتاح غير المجدي . أما البعد الثاني فيوضح  الجانب الإيجابي للإنترنت على الأسرة ، إذ إن خدمة البريد الالکتروني والأنشطة المرتبطة بها تعمل کعناصر مضادة لما يمکن أن يثار في الأسرة المعاصرة من ظواهر غير مواتية للنمو وذلک من خلال تقوية العلاقات الأسرية وتقليل توتر ربات البيوت.

      أما دراسة (Southwick ,2002) قد بحثت استخدام الإنترنت وعلاقته بالأداء الأکاديمي  والاندماج الاجتماعي للأطفال في سن المدرسة المتوسطة. أجريت الدراسة على عينة  قوامها  ( 1333 ) من التلاميذ الأمريکيين بالمرحلة المتوسطة، واعتمدت على استبانة متعددة الأبعاد  لقياس استخدام الانترنت  والغرض من هذا الاستخدام  ووسائله ( البريد الالکتروني – مواقع الحوار – الرسائل السريعة – الألعاب المتبادلة ) وتأثير هذا الاستخدام    على الأداء  الدراسي للأطفال من واقع الدرجات التي حصلوا عليها في المواد الدراسية المختلفة  ، وکذلک تأثير استخدام الإنترنت على  الاندماج الاجتماعي مقاساً بالمعلومات الشخصية و التفاعل الحالي مع الأسرة والأصدقاء  وکذلک المشارکة في أندية المدرسة ، ممارسة  الرياضة  والأنشطة غير  المخططة الأخرى . تتمثل أهم  نتائج الدراسة  في أن الاستخدام المفرط الانترنت يمکن أن يکون مدمراً من الناحية الاجتماعية نتيجة نقص الوقت المنقضي مع الأسرة والأصدقاء وکذلک الأنشطة الاجتماعية المتعلقة بذلک ، کما أن  الاستخدام المفرط للانترنت قد يکون له تأثير سلبي على  الأداء الدراسي للتلاميذ، وذلک   بسبب  الوقت  الطويل   الذي يقضونه مع الإنترنت  في الأنشطة غير الاجتماعية وغير الهادفة. وحسب الدراسة أيضاً، فإن الاستخدام المعتدل والهادف  للانترنت لا يؤثر على الأداء الأکاديمي أو الاجتماعي، وهناک تأثير  قوى للمدرسة  على الأداء الأکاديمي للطلاب ، کما أن لها تأثيراً  جوهرياً على علاقة الطلاب بالإنترنت  والآثار المترتبة على هذه العلاقة 

      وقد تناولت دراسة ميش (Mesch,2003 ) تأثير الانترنت على التفاعل الأسري بهدف استجلاء العلاقة بين استخدام الانترنت من جانب المراهقين وکل من الوقت العائلي ونوعية العلاقة المدرکة مع الآباء، وقد أجريت الدراسة على عينة قوامها 2000 مفردة من الشباب الإسرائيليين ، واعتمدت في جمع البيانات على أداة تقيس معدل استخدام الانترنت من جانب المفحوصين  ( من حيث التکرار والوقت ، وکذلک الوقت الذي يقضونه مع الأسرة ونوعية العلاقات مع الوالدين کما يدرکها هؤلاء المراهقون ). من أبرز النتائج التي خلصت إليها الدراسة أنه کلما ازداد معدل استخدام الانترنت من جانب المراهقين انخفض تقديرهم لإيجابية علاقاتهم مع الوالدين ، أي أن هناک ارتباطاً سالباً بين هذين المتغيرين : معدل استخدام الانترنت ، جودة العلاقة بين الأبناء والآباء . وتصل الدراسة من ذلک إلى استخلاص مفاده أن هناک احتمالاً بأن استخدام الانترنت بکثرة ولأغراض غير تعليمية من جانب جيل الأبناء يؤدي إلى صراع بين الأجيال داخل الأسرة . وعلى الرغم من أن الدراسة تقرر أن هذه النقطة ( الصراع بين الأجيال المحتمل حدوثه ) تحتاج إلى مزيد من الدراسات ، إلا أنها تشير إلى التأثير الواضح للإنترنت على العلاقات الأسرية في اتجاه الصراع. وفي دراسة أخرى کان الهدف هو التعرف على ظاهرة إدمان الإنترنت بين أطفال الدارس وعلاقة ذلک بالبيئة الأسرية والتکيف مع المدرسة(Ji young &Hyun, 2003) . أجريت الدراسة على عينة قوامها  640 طالبا من أطفال السنة الخامسة والسادسة  في المدارس الابتدائية. کشفت الدراسة عن أن (10%)  من العينة  عبرت عن إدمان  شديد للإنترنت ، کما أن (58%)  من العينة عبروا عن إدمان معتدل للإنترنت، مقابل (32%) کانوا غير مدمنين. وهناک فروق ذات دلالة إحصائية  بين هذه المجموعات الثلاث من حيث التوافق الأسري والتوافق الدراسي، وهناک ارتباط سالب بين إدمان الإنترنت وکل من التوافق الأسري والتوافق الدراسي ، کما أن هناک ارتباطاً طردياً بين جودة البيئة الأسرية والتوافق الدراسي  ، وتخلص الدراسة إلى أن الإدمان الشديد للإنترنت يرتبط بطبيعة البيئة الأسرية والتکيف مع المدرسة

أما دراسة کاربنتر (Carpenter,2004 )  فقد استهدفت التعرف على  أثر الانترنت في إثارة الصراع بين الوالدين من جهة وأبنائهم المراهقين من جهة ثانية ،  اعتمدت الدراسة على المقابلات المتعمقة (in-depth Interviews) ، وأجريت  على عدد من الأسر (6 أسر )  واستخدمت الطريقة الکيفية في تحليل البيانات  . وتتمثل نتائج الدراسة في  أن المراهقين عندما   يستخدمون  الإنترنت  بما يراه الآباء إخلالاً  بتوقعاتهم الاجتماعية والتعليمية من الأبناء ،  تصبح الإنترنت   مصدراً للتوتر في العلاقة داخل الأسرة والصراع بين  الآباء والأبناء ،  کما بينت الدراسة أن الآباء ذوي التوقعات المرتفعة والطموح الزائد  ، هم الأکثر تشدداً بشأن استخدام أبنائهم المراهقين للإنترنت ،  وذلک مقارنة بالآباء ذوي التوقعات المنخفضة.    

 وحسب دراسة (Rong etal, 2005)  فإن الإنترنت تشکل  تحدياً  للآباء الذين يريدون لأطفالهم الاستفادة من الموارد عبر الإنترنت ولکنهم يريدون أيضًا حماية أطفالهم من المحتوى  السيئ. استخدمت الدراسة بيانات مستمدة  من 749 دينا من الآباء والأمهات الأميرکيين وأطفالهم المراهقين مستخدمي الإنترنت. تبين من الدراسة أن غالبية الآباء ينظمون استخدام أطفالهم المراهقين للإنترنت، غير أنه بينما قرر ذلک (61%) من الآباء، فإن هذه النسبة تنخفض إلى (38%) من المراهقين. وکشف تحليل الانحدار متعدد المتغيرات عن أن الاهتمام بمراقبة استخدام الأطفال والمراهقين للإنترنت يتزايد بين الآباء، الوالدين الصغر سناً، الوالدين الذين يستخدمون الإنترنت مع أطفالهم، الوالدين الذين لديهما أبناء في  بداية مرحلة المراهقة، وتوضح الدراسة   ضرورة تأسيس طرق منهجية لدراسة القواعد الأسرية  حسب مفهوم الأبناء ومفهوم الآباء بسبب الواقع الجديد الذي فرضته وسائط الإنترنت على الحياة الأسرية والحياة الاجتماعية عموماً

وحسب دراسة جوستاف (Gustavo,2006)  فإن التکنولوجيا وخاصة الإنترنت – أحدثت تغييرات نوعية في العلاقات داخل الأسرة, وقد طورت الدراسة واختبرت مدخلاً علمياً أسمته حدود الأسرة (family boundaries approach) ، وخلصت إلى وجود ارتباط عکسي بين کثافة ومعدل استخدام الإنترنت من جهة والوقت المنقضي مع الأسرة من جهة ثانية، کما أن هناک ارتباطاً موجباً بين معدل استخدام الإنترنت والصراع الأسري الذي يؤدي بدوره إلى إدراک متدني (منخفض) للتماسک الأسري. کما اختبرت الدراسة مدخلاً ترکيبياً يقترح أن الأفراد ذوي تقدير الذات المنخفض يکونون أکثر استخداماً للإنترنت، وأن التأثيرات على تماسک الأسرة هي نتيجة لمدى استعداد الأفراد لتقليل احترام الذات ليکونوا مستخدمين متکررين للإنترنت، کما اختبرت الدراسة کذلک نموذج مفاهيم (Conceptual Model ) من خلال دراسة مستعرضة على عينة من المراهقين  الإسرائيليين (ن= 396) الذين تتراوح أعمارهم  بين 12 إلى 18 سنة. أيدت النتائج أفکار مدخل حدود الأسرة، بينما أيدت المدخل الترکيبي جزئياً، غير أنه لا يوجد تغيير جوهري في العلاقة بين  معدل استخدام الإنترنت وکل من الصراع الأسري والوقت المنقضي مع الأسرة

  کما استهدفت دراسة (Ju- YU Yen etal., 2007)   بحث الاختلافات الأسرية بين المراهقين مدمني الإنترنت والمراهقين غير مدمي الإنترنت، وما يتصل بذلک من تعاطي المواد المخدرة.   أجريت الدراسة على عينة قوامها (3662) من الدارسين  التايوانيين (2328  ذکور &  1334  إناث)  في مرحلة الدراسة الثانوية. تم تصنيف المبحوثين باستخدام مقياس  إدمان الإنترنت  والخبرة السابقة في استخدام المواد المخدرة. أما المتغيرات الأسرية التي تم قياسها فقد تمثلت في: الإشباع الأسري المدرک ، الوضع الاقتصادي للأسرة، حالة زواج الوالدين، القائم على الرعاية الأسرية، التوتر والصراع داخل الأسرة ، استخدام الأسرة للکحول، موقف الوالدين من تعاطي المراهقين للمخدرات. تبين من الدراسة أن هناک عوامل منبئة بإدمان الإنترنت تشمل ارتفاع الصراع بين الآباء والأبناء المراهقين، تعود الأشقاء على استخدام الکحول، موقف الوالدين من تعاطي الأبناء للمواد المخدرة، تدني دور الأسرة في حياة الأبناء. کشفت النتائج أيضاً عن أن  هناک ظروفاً أسرية مشترکة بين المراهقين مدمني الإنترنت والمتعاطين للمواد المخدرة، وأن هناک مشکلات سلوکية لدى هؤلاء المراهقين الأمر الذي  يقتضي الأخذ بالنهج الوقائي للأسرة بهدف تجنيب الأبناء إدمان الإنترنت واستخدام المواد  المخدرة

في دراسة طولية (تتبعية) عن الاستخدامات  المتنوعة للإنترنت وعلاقتها بالاکتئاب والاضطراب النفسي (Katherine,etal,2008) ، تبين أن جميع الأفراد تقريبًا استخدموا شبکة الإنترنت للحصول على معلومات وللتسلية والهرب، ولم تکن لاستخدامات الإنترنت  أي تأثير على التغيرات في مستوى الاکتئاب لدى المستجيبين. کما تبين أن مستخدمي الإنترنت في التواصل مع الأصدقاء والأسرة عبروا عن اکتئاب أقل مقارنة بما کانت عليه حالة الاکتئاب لديهم  قبل ستة أشهر. کشفت الدراسة عن أن (20%)  فقط من العينة الإنترنت استخدموا الإنترنت لمقابلة أشخاص جدد والتحدث في مجموعات عبر الإنترنت، هؤلاء تغير الاکتئاب لديهم اعتمادًا على  ما يتلقونه من الدعم الاجتماعي، حيث زاد الاکتئاب لدى هؤلاء الذين لديهم مستويات عالية أو متوسطة من الدعم الاجتماعي، بينما لم تظهر زيادة في الاکتئاب لدى الأفراد الذين لديهم مستويات منخفضة من الدعم الاجتماعي، وترى الدراسة أن الفروق الفردية من حيث الدعم الاجتماعي واختيارات الأفراد في استخدامات الإنترنت تفسر التباين أو التناقض في  النتائج

  أما دراسة  (Wansen, etal., 2013) فقد انطلقت من حقيقة أن الأسرة  عامل جوهري في تکوين شخصية الفرد ، وأن  إدمان الإنترنت أصبح  قضية اجتماعية ذات صلة بالصحة النفسية لدى الشباب ولا ينفصل عن الواقع الاجتماعي، وترى الدراسة أنه ولفهم هذه القضية يتعين تحليل عوامل الخطر وتفاعلاتها باعتبار ذلک يساعد على معرفة کيف ينشأ ويتطور إدمان الإنترنت في ظل الظروف الأسرية والعوامل الأخرى. من هنا تقصت الدراسة العلاقة بين الأداء الوظيفي للأسرة کما يدرکه الأبناء من جهة، وکل من الأحداث الحياتية الضاغطة وسمات الشخصية من جهة ثانية مع توضيح علاقة ذلک بإدمان الإنترنت. أجريت الدراسة على عينة  قوامها (892) من طلاب الجامعات، وتم تصنيف  العينة حسب إدمان الإنترنت إلى ثلاث مجموعات (غير مدمنين، مدمنين إدماناً معتدلاً، مدمنين إدماناً شديداً)وذلک باستخدام مقياس شن لإدمان الإنترنت  Chen Internet Addiction Scale.  ، کما تم قياس الأداء الوظيفي للأسرة باستخدام قائمة التقرير الذاتي لدور الأسرة حسبما يدرکه المراهقون، استخدمت الدراسة أيضاً مقياس الحياة الضاغطة، ومقياس  الشخصية لإيزينک Eysenck ، مقياس القدرة على التکيف والتماسک الأسري لقياس القدرة على التکيف مع الأسرة. من أبرز نتاج الدراسة أنه-  بالمقارنة مع  المبحوثين غير المدمنين – فإن المبحوثين ذوي الإدمان الشديد للإنترنت عبروا عن انخفاض الأداء الوظيفي للأسرة، کما عبروا عن ارتفاع التقلب المزاجي، کما عبروا عن ارتفاع العصابية  Neuroticism  والعوارض السيکوسوماتية، وزيادة الأحداث الحياتية الضاغطة، وکانت العصابية ومشکلات الصحة النفسية والتکيف مؤشرات محتملة لإدمان الإنترنت، کما توضح الدراسة وجود تفاعل ذي تأثير جوهري بين وظائف الأسرة وکل من السيکوسوماتية والأحداث الحياتية المجهدة في قدرة الشباب على التکيف الأسري، وترى الدراسة أن هناک حاجة للمزيد من الأبحاث التي تسلط الضوء على دور السمات الشخصية والأحداث الحياتية الضاغطة في التوافق الأسري لدى الشباب. کما اهتمت دراسة  مادين  وآخرون ( Madden et al,2013)  بالتعرف على تأثير قنوات التواصل الاجتماعي على خصوصية المراهقين، وأوضحت  الدراسة تزايد عدد مستخدمي موقع الإعلام الاجتماعي من المراهقين بنسبة 24% من مستخدمي الإنترنت، وهو ما يزيد بصورة کبيرة عن نسبة 16%  عن العام السابق للدراسة، کما تبين من الدراسة  وجود علاقة ارتباطية بين معدلات التعرض لقنوات التواصل الاجتماعي ومدى الاستفادة منها، وکشفت الدراسة عن وجود ارتباط طردي بين اعتماد المراهقين على قنوات التواصل الاجتماعي  وحرصهم على الخصوصية. وفي دراسة أزوما (Ezumah.2013)  عن استخدام طلاب المرحلة الجامعية لمواقع التواصل الاجتماعي، تبين أن موقع الفيسبوک يأتي  في مقدمة تلک المواقع والأکثر تفضيلاً کما أنه الأکثر شعبية بين الأصدقاء وأفراد الأسرة، وتفسر الدراسة ذلک بأن الفيسبوک يوفر فرصة أکبر للتفاعل، وإمکانية تکوين صداقات من دول ومجتمعات أخرى، کما أنه أکثر ثراء في العديد من المهام  مثل تحميل المعلومات وخصوصاً الصور، ومقاطع الفيديو، والدردشة مع الأصدقاء.  کما تقصت  دراسة ناي وصن شين (Nie & Sunshine,2014)   جوانب العلاقة بين کثافة استخدام الإنترنت، والآثار الناتجة عن هذا الاستخدام فيما يخص حياة الأفراد الاجتماعية، وتوصلت الدراسة إلى أنه کلما ازداد وقت استخدام الأفراد للإنترنت قل الوقت الذي يقضونه مع أفراد أسرهم وأصدقائهم، ويزداد التأثير السلبي لاستخدام الإنترنت على علاقات أفراد الأسرة کلما ازداد الاستخدام داخل المنزل وأيام الإجازات. کما اهتمت دراسة ها وکيم شى Ha & Kim Ch,2014)) برصد وتحليل سلوکيات مستخدمي قنوات التواصل الاجتماعي من أجل التعليم بالتطبيق على موقع توتير. توصلت الدراسة إلى أن هناک علاقة ارتباطية بين معدلات استخدام طلاب الجامعات للتويتر ومستوى التعلم، کما أثبتت النتائج أيضاً وجود علاقة ارتباطية بين درجة التأثير في السلوک من جهة وکثافة التعرض لقنوات التواصل الاجتماعي  من جهة ثانية، بمعنى أنه کلما زاد التعرض لتلک القنوات زاد تأثيرها في السلوک.

     وفي منطقة الأهواز (إيران) تم إجراء دراسة على طلاب المدارس الثانوية لمعرفة العلاقة بين أنماط الاتصال الأسري وإدمان الإنترنت والتوافق الأکاديمي. تمثلت عينة الدراسة في عينة عشوائية متعددة المراحل قوامها ( 359) مفردة، أما أدوات جمع البيانات فقد تمثلت في: مقياس التکيف، مقياس إدمان الإنترنت، مقياس العلاقات الأسرية وأنماط التواصل الأسري. من أهم نتائج الدراسة وجود علاقة  دالة إحصائياً بين إدمان الإنترنت وکل من الحديث الأسري الهادف، الاتفاق الأسري، التکيف الأسري على مستوى التعلم والعواطف والاجتماعية، ولا توجد  علاقة بين التوافق الأسري والتوافق الأکاديمي، کما کشفت الدراسة عن أن الحوار الأسري وإدمان الإنترنت لهما القدرة التنبؤية بتعديل سلوک الأبناء داخل الأسرة باتجاه  التوافق (Hoda &Soran,2017)

 وحسب دراسة (XinXin etal, 2017) فإن هناک إدراکاً متزايداً لدور الأسرة في حياة الأبناء، وأن الأسرة - باعتبارها نظامًا بيئيًا ديناميکيًا – هي الأشد فاعلية کبيئة أيکلوجية، وهناک علاقة عکسية بين الأدوار الوظيفية للأسرة وإدمان الإنترنت لدى المراهقين، غير أنه ليس هناک المعلومات الکافية عن آلية التوسط الأسري في تلک العلاقة. من هذا المنظور بحثت تلک الدراسة  متغير تقدير الذات  ومتغير الشعور بالوحدة باعتبارهما يتوسطان العلاقة بين الارتباط بالأسرة وإدمان الإنترنت من جانب المراهقين. أجريت الدراسة على عينة  قوامها ( 3289 ) من طلاب المدارس الإعدادية، متوسط أعمارهم (15.8) سنة بانحراف معياري (1.545) ، کما تضمن الاستبيان الخصائص الديموجرافية، وظروف الأسرة بجانب مقاييس تقدير الذات ، والشعور بالوحدة وإدمان الإنترنت. ومن خلال التحکم في المتغيرات الديموجرافية، أظهرت نتائج الدراسة أن أداء الأسرة يرتبط عکسياً بإدمان الإنترنت، کما أن تقدير الذات، والشعور بالوحدة يتوسطان العلاقة بين الأداء الأسري وإدمان الإنترنت، وهناک فروق جوهرية بين المبحوثين حسب الجنس والصف الدراسي من حيث إدمان الإنترنت والأداء المدرک للأسرة.

تعقيب :

من واقع هذا العرض لنماذج من دراسات سابقة عن تأثير وسائط الإنترنت على الأسرة بما في ذلک سلوکيات وتفاعل أفرادها، يتضح  ما يلي:

  • ·  إن الإنترنت أحدثت تغييرات في سلوک الأفراد وتفاعلهم الداخلي والخارجي، بمعنى تفاعلهم مع الأسرة، وتفاعلهم مع الأفراد الآخرين
  • ·  يزداد استخدام  الإنترنت باستمرار، سواء من حيث عدد المستخدمين، أو من حيث مجالات الاستخدام وأهدافه والحاجات التي يتم إشباعها
  • ·  إن أفراد الأسرة يقضون وقتاً أطول مع الإنترنت، وکثيراً ما يتفوق الأبناء على الآباء من حيث مهارات استخدام الإنترنت
  • · إن کثرة استخدام الإنترنت ومعايشة ما تتضمنه من تعددية في المحتوى ، أتاحت الفرصة لأفراد الأسرة أن يطلعوا على أنماط سلوکية  وجوانب معرفية ومدرکات  کانت مجهولة من ذي قبل
  • · هناک نتائج متناقضة بشأن الإنترنت على سلوک أفراد الأسرة، وحسب نتائج الدراسات السابق عرضها، فإن منشأ هذا التناقض هو أن وسائط الإنترنت قد تستخدم في التعلم واکتساب المعلومات والتسلية والتواصل، ولفترات معتدلة کما قد تستخدم في اکتساب السلوکيات الرذيلة والحصول على معلومات مضللة والاتجاهات والقيم والمواقف الشاذة والانحرافات الجنسية مع الإفراط في الاستخدام. هنا تکون وسائط الإنترنت عاملاً من عوامل سوء التوافق داخل الأسرة.
  • · إن استخدام الأبناء للانترنت ينعکس على توجيه الاتصال داخل الأسرة نحو  التوافق أو النقاش أو الخلاف، ويعتمد ذلک على الهدف من استخدام الإنترنت ونوعية الاستخدام وظروفه 
  • · کلما  کان الآباء ذوي إلمام بوسائط الإنترنت، تزداد قدرتهم في التأثير على  أبنائهم  سواء من منظور  توجيه هؤلاء الأبناء نحو الاستخدام الصحيح والهادف، أو من منظور خلق مجالات اهتمام مشترک بين الأبناء والآباء
  • · يکتسب الأبناء مهارات أفضل في التعامل مع الإنترنت إذا اندمجوا مع الآباء في برامج لتعليم تلک المهارات، ليس لأن  الآباء  يقدمون  المساعدة للأبناء، وإنما لأن الأنشطة والاهتمامات  المشترکة توثق العلاقة بين الطرفين ، وتتيح التفاعل   بينهما (الأمر الذي يدعم فرصاً أفضل للتوافق الأسري).
  • · هناک  أنماط من الاتصال داخل الأسرة ترتبط باستخدام الانترنت، لکن ليس هناک علاقة بين زيادة استخدام الأبناء للإنترنت وزيادة اعتماد الآباء عليها کأسلوب للجزاء أو العقاب،  کما لا توجد علاقة بين انخفاض استخدام الأبناء للمواقع المحظورة وزيادة أساليب حماية الآباء لأبنائهم، وهذه النتيجة ذات دلالة للتوافق الأسري لدى الأبناء لأن تدخل الآباء في تنظيم علاقة الأبناء بالإنترنت قد يقابله الأبناء بنوع من الرفض والتمرد، الأمر الذي ينعکس بالتأکيد على التوافق بين أفراد الأسرة  بالارتکاز على تلک الخلفية الموجزة تأتي الدراسة الحالية لتقصي العلاقة بين سوء استخدام الإنترنت والتوافق الأسري، بالتطبيق على عينة من الشباب الکويتيين.

أولاً: أهداف الدراسة الحالية

إن الهدف الأساسي لهذه الدراسة هو تقصي وتفسير العلاقة بين سوء استخدام الإنترنت من جهة ومستوى التوافق الأسري وذلک بالتطبيق على عينة من طلاب جامعة الکويت،ومن هذا الهدف الأساسي تنبثق مجموعة الأهداف الآتية:

1)  رصد مظاهر سوء استخدام الإنترنت لدى الشباب الکويتيين

2)  التعرف على مدى التوافق الأسري لدى الشباب الکويتيين

3)   رصد وتحديد المتغيرات الديموجرافية والأکاديمية التي تحدث تأثيراً جوهرياً في کل من سوء استخدام الإنترنت والتوافق الأسري

4)  رصد شدة واتجاه الارتباط  سوء استخدام الإنترنت والتوافق الأسري

5)  رصد القدرة التمييزية لمظاهر سوء استخدام الإنترنت في التمييز الشباب الأعلى توافقاً والشباب الأقل توافقاً في المحيط الأسري

ثانياً:تساؤلات الدراسة وفروضها:

(أ‌) تساؤلات الدراسة

1)  ما مظاهر سوء استخدام الإنترنت لدى الشباب الکويتيين؟

2)  ما مدى التوافق الأسري لدى الشباب الکويتيين؟

3)  ما هي  المتغيرات التي تحدث تأثيراً جوهرياً في کل من سوء استخدام الإنترنت والتوافق الأسري؟

4)  ماهي العلاقة بين کل من سوء استخدام الإنترنت والتوافق الأسري؟

5)  إلى أي حد يشکل سوء استخدام الإنترنت عاملاً في التمييز الشباب الأعلى توافقاً والشباب الأقل توافقاً في المحيط الأسري؟

(ب‌) فروض الدراسة

(1) لا توجد فروق جوهرية بين مجموعات العينة حسب الخصائص الديموجرافية والأکاديمية وذلک من حيث سوء استخدام الإنترنت والتوافق الأسري  .

(2)   يوجد ارتباط عکسي (سالب) بين سوء استخدام الإنترنت والتوافق الأسري

(3)   إن التفاعل الثنائي بين مستوى سوء استخدام الإنترنت والمتغيرات الديموجرافية يحدث تأثيراً جوهرياً في التوافق الأسري

(4)  إن متغيرات سوء استخدام الإنترنت لها قدرة تمييزية بين الشباب الأعلى  توافقاً  والشباب الأقل توافقاً في محيط الأسرة

ثالثاً: منهجية الدراسة وإجراءاتها:

حسب أهداف الدراسة الحالية فإنها من نوع الدراسات التحليلية الوصفية، إنها تهتم برصد وتحليل مظاهر سوء استخدام الإنترنت وعلاقة ذلک بالتوافق الأسري مع  الأخذ بالاعتبار المتغير الوسيطة في تلک العلاقة. وقد اعتمدت الدراسة على المنهج الوصفي التحليلي، وفيما يلي توضيح موجز لإجراءات الدراسة من حيث العينة، الأدوات، جمع البيانات والمعالجة الإحصائية:

(أ)  عينة الدراسة:

أجريت هذه الدراسة على عينة  من الطلاب المسجلين في أربع کليات بجامعة الکويت  في العام (2016/ 2017)  وهي کليات  (الآداب، العلوم الاجتماعية، الهندسة، العلوم )، وقد أجريت المقابلات مع (400) مفردة، غير أنه تم استبعاد  (55) حالة  بسب عدم استيفاء البيانات، کاملة فأصبح حجم العينة الصحيحة (345) مفردة، وتتوزع العينة حسب الخصائص الديموجرافية على النحو الموضح بالجدول الآتي:

جدول رقم (1)

خصائص عينة  الدراسة

المتغيرات الديموجرافية

ک

%

الجنس : ذکور

إناث

161

184

46.7

53.3

السن: 17 – 20

21 فأکثر

203

142

58.8

41.2

نمط الوالدية: ثنائية

منفردة

283

62

82

18

المحافظة: العاصمة

حولي

الفروانية

الجهراء

مبارک الکبير

الأحمدي

67

44

68

68

38

60

19.4

12.8

19.7

19.7

11

17.4

السنة الدراسية : الأولى

الثانية

الثالثة

الرابعة

98

81

83

83

28.4

23.4

24.1

24.1

مستوى التحصيل: منخفض

متوسط

مرتفع

139

133

73

40.2

38.6

21.2

المجموع

345

100

يوضح الجدول أن الإناث يشکلن (53.3%) من العينة مقابل (46.7% من الذکور، وهذا انعکاس للواقع بکليات جامعة الکويت، حيث يزيد عدد الإناث کثيراً عن عدد الذکور، وحسب  متغير السن يوضح الجدول أن  (58.8%) من العينة  تتراوح أعمارهم ما بين 17 إلى 20 سنة، مقابل (41.2%) تبلغ أعمارهم 20 سنة فأکثر،علما بأن متوسط أعمار العينة  (22.2) سنة وانجراف معياري (4.6).أما حسب متغير  نمط الأسرة، فإن الجدول يوضح أن معظم المبحوثين (82%) ينتمون إلى أسر ثنائية الوالدية، بمعنى أن الأسرة يقوم على شئونها الأب والأم معا، مقابل (18%) من المبحوثين  ينتمون إلى أسر أحادية الوالدية (Single Parenting families) وهي الأسر التي يقوم على شئونها الأم دون الأب ، أو الأب دون الأم – سواء بسبب الطلاق أو الوفاة أو أي سبب آخر.وحسب متغير محافظة الإقامة يوضح الجدول انخفاض مجموعة محافظة مبارک الکبير إلى (11%) من العينة، بينما تتقارب أعداد المبحوثين من المحافظات الخمس الأخرى. أما من حيث الفرقة الدراسية، فإن الجدول يوضح ارتفاع نسبة المبحوثين من طلاب الفرق الأولى (28.4%)، وهذه النسبة تعادل (98) مفردة، وتتراوح  نسب المبحوثين من الفرق الدراسية الأحرى ما بين 81 إلى 83 مفردة. أخيراً، ومن حيث مستوى التحصيل، فإنه تم رصده بدلالة عدد النقاط التي حصل عليها الطالب في العام السابق، وقد تم اعتبار التقدير (2) فأقل تقديراُ  منخفضاً، أما التقدير من (2) إلى 3) فتم اعتباره تقديراً متوسطاً، في حين تم اعتبار التقدير الأکثر من (3)  تقديراً مرتفعاً. ويتضح من الجدول التقارب بين الحاصلين على تقدير منخفض (40.3%)  والحاصلين على تقدير متوسط (38.6%)، أما الحاصلون على تقدير مرتفع فيشکلون (21.2%) من العينة

(ب)  أدوات الدراسة:

 استخدمت الدراسة أداتين لجمع البيانات، الأداة الأولى تتمثل في سوء استخدام الإنترنت، أما الأداة الثانية فهي مقياس التوافق الأسري. إن مقياس "سوء استخدام الإنترنت"  هو مقياس فرعي ضمن مقياس أوسع وأکبر شمولاً هو مقياس "إدمان الإنترنت" والذي تم تصميمه بالارتکاز على مقاييس متعددة، عربية وأجنبية، وقد تم التحقق من صدقه وثباته في البيئة العربية الخليجية (في المملکة العربية السعودية)، وقام بتصميمه وتقنينه الباحث سلطان العصيمي (العصيمي،1431هـ/ 2010م) ، وقد سجل المقياس صدقاً وثباتاً مرتفعاً بدرجة ملحوظة، وفيما يلي توضيح موجز لأداتي الدراسة:

(1) مقياس سوء استخدام الإنترنت:  يتکون المقياس من إحدى عشرة عبارة تدور حول الإسراف في الإنفاق المالي على خدمات الإنترنت، الوقوع في عمليات نصب وضياع أموال  عبر بعض مواقع  الإنترنت ، التعامل مع المواقع الجنسية ومواقع الهاکر، نشر المعلومات الکاذبة عن الأشخاص عن طريق استخدام تقنيات الإنترنت، قضاء ساعات طويلة في اللعب مع أشخاص آخرين متصلين بالإنترنت، الإسراف في استخدام غرف الدردشة، انخفاض مهارات القراءة والکتابة بسبب الاستمرار في استخدام الإنترنت ،رفض الجهود المبذولة لوضع رقابة على استخدام الإنترنت. وتتضمن الصيغة الأصلية للمقياس أربعة استجابات لکل بند، توضح مدى انطباقها على المبحوث: تنطبق (بدرجة کبيرة جدا، بدرجة متوسطة، بدرجة قليلة، بدرجة قليلة جدا) ،  غير أنه في الدراسة الحالية تم تعديل طفيف في مسميات الاستجابات بحيث أصبحت : (تنطبق بوضوح، تنطبق إلى حدما، يصعب التحديد، لا تنطبق)، ولهذه الاستجابات قيم کمية متدرجة هي (4، 3، 2، 1)، وتتراوح الدرجة على المقياس ما بين (11) إلى (44) درجة، وتدل الدرجة (المرتفعة) على ارتفاع سوء استخدام الإنترنت والعکس صحيح. أما عن کفاءة مقياس سوء استخدام الإنترنت – من حيث الصدق والثبات – فإنها تم التحقق منها باستخدام أکثر من طريقة، فمن حيث الصدق validity حازت بنود المقياس على ما يتراوح بين (80%) إلى (100%) من المحکمين الذين تم عرضه عليهم، وباستخدام الصدق التمييزي (المقارنة الطرفية) تبين دلالة  الصدق التمييزي للمقياس عند مستوى (0.01)، وفي السياق نفسه تبين أن المقياس يتصف بدرجة عالية من الصدق الداخلي حيث کانت جميع البنود ذات ارتباط دال إحصائياً بالدرجة على مجمل المقياس (p≤0.01). أما من حيث الثبات فقد أظهر مقياس سوء استخدام الإنترنت ثباتاً مرتفعاً نسبياً (بلغت قيمة ألفا کرونباخ 0.74) ، کما بلغت هذه القيمة (0.90) لمقياس إدمان الإنترنت الذي يتضمن مقياس سوء استخدام الإنترنت کمقياس فرعي)

(2) مقياس التوافق الأسري،  وهو مأخوذ من مقياس التوافق النفسي والاجتماعي من إعداد سهير إبراهيم ( إبراهيم،2004)، والذي بدوره تم التحقق من صدقه وثباته في کل من مصر والسعودية،وقد سجل المقياس صدقاً وثباتاً مرتفعاً بدرجة ملحوظة، سواء في الدراسة الأصلية (البيئة المصرية)، أو في الدراسة الأخرى التي طبقته في البيئة السعودية (العصيمي،1431هـ/ 2010م)، ويتکون المقياس من خمس وعشرين عبارة تدور حول: رد الفعل تجاه الخلافات بين أفراد  الأسرة، واقع الاحترام بين أفراد الأسرة، الوقت المنقضي مع الأسرة، التشاور مع أفراد الأسرة في اتخاذ  القرارات المهمة، السعادة مع الأسرة، العلاقة بالأصدقاء وفق معايير الأسرة، الرضا عن مستوى الأسرة، تقبل الانتقادات والنصائح والإرشادات والتدخلات الوالدية، مشارکة الأسرة في الأنشطة المختلفة، مدى اهتمام الأسرة بشؤون أفرادها الشخصية، مدى وجود التشجيع الأسري، مدى تشدد الوالدين أو أحدهما، علاقة الصداقة بين أفراد الأسرة،  مدى المساعدة الاستقلال والاعتماد على النفس، مدى التفرقة بين الأبناء داخل الأسرة، مدى وجود الشجار بين أفراد الأسرة، النظام وتبادل المساعدات والدعم داخل الأسرة. ولکل بند من بنود المقياس أربعة استجابات توضح مدى انطباقها على المبحوثين (تنطبق بوضوح، تنطبق إلى حدما، يصعب التحديد، لا تنطبق)، ولهذه الاستجابات قيم کمية متدرجة هي (4، 3، 2، 1)، وتتراوح الدرجة على المقياس ما بين (25) إلى (100) درجة، وتدل الدرجة (المرتفعة) على ارتفاع التوافق الأسري والعکس صحيح. ومن واقع التحقق من کفاءة مقياس التوافق الأسري، تبين أنه من حيث الصدق، فإن الصدق الذاتي للمقياس (0.85)، ومن واقع حساب الصدق الداخلي لمقياس التوافق الأسري – بحساب الارتباطات بين البنود والدرجة الکلية للمقياس- تبين أن قيم الارتباط دالة إحصائياً عند مستوى (0.05) على الأقل،  کما أن الارتباط بين الدرجة على مقياس التوافق الأسري والدرجة الکلية لمقياس التوافق النفسي الاجتماعي کان دالاً عند مستوى (0.01). ومن خلال طريقة إعادة الاختبار، تم تطبيق مقياس التوافق السري مرتين بفاصل زمني قدره خمسة عشر يوماًُ تبين أن معامل الثبات (0.73). وعند التحقق من کفاءة مقياس التوافق الأسري في البيئة السعودية تبين الدلالة الإحصائية لمعاملات ارتباط البنود بالدرجة الکلية للمقياس (P0.01) ، کما تبين أن معامل ألفاکرونباخ للمقياس (0.72) ، بناء على ذلک، فإن مقياس التوافق الأسري يتصف بدرجة معقولة من حيث الصدق والثبات، سواء في البيئة السعودية أو في البيئة المصرية(العصيمي،1431هـ/ 2010م)

(ج) جمع البيانات والمعالجة الإحصائية:

 تم جمع البيانات من خلال المقابلات المباشرة مع المبحوثين سواء في الفصول الدراسية، أو أثناء الساعات المکتبية،  وتمت مراجعة جميع الاستبانات ومن ثم إدخالها في الحاسوب وعولجت البيانات إحصائياً باستخدام الحزمة الإحصائية للعلوم الاجتماعية (SPSS) وفق خطة إحصائية مناسبة، حيث تضمنت المعالجة الإحصائية: التکرارات والنسب المئوية لاستجابات المبحوثين على بنود الأدوات المستخدمة، المتوسطات والانحرافات المعيارية لدرجات المبحوثين على کل من مقياس سوء استخدام الإنترنت ومقياس التوافق الأسري، اختبار "ت"  T-Test وکذلک تحليل التباين أحادي الاتجاه ANOVA لمعرفة معنوية الفروق بين مجموعات العينة من حيث متوسطات الدرجة على أدوات الدراسة حسب متغيرات: الجنس، السن، محافظة الإقامة، السنة الدراسية،  نمط الوالدية،مستوى التحصيل. کما تضمنت المعالجة الإحصائية استخدام النموذج الخطي العام (GLM) لتقصي تأثير التفاعل الثنائي بين هذه المتغيرات في الدرجة على مقياس "سوء استخدام الإنترنت"، وکذلک في الدرجة على مقياس   التوافق الأسري، وکذلک تأثير التفاعل الثنائي بين مستوى سوء استخدام الإنترنت والمتغيرات المذکورة في الدرجة على مقياس التوافق الأسري.أخيراً فإن المعالجة الإحصائية تضمنت استخدام تحليل دالة التمايز Discriminant Analysis  لتصنيف المبحوثين الأعلى توافقاً (High Adaptation) مقارنة بالمبحوثين الأقل توافقاً  (Low Adaptation)  حسب الدرجة على مقياس سوء استخدام الإنترنت. وبموجب ذلک تم تنظيم المعطيات الإحصائية وجدولتها بما يقابل الإجابة على التساؤلات والتحقق من الفروض.

نتائج الدراسة

 فيما يلي عرض النتائج التي توصلت إليها الدراسة، وتندرج النتائج تحت أربع نقاط أساسية هي: سوء استخدام الإنترنت، التوافق الأسري، سوء استخدام الإنترنت کمفسر للتوافق الأسري، وأخيراً تحليل دالة التمايز للعلاقة بين سوء استخدام الإنترنت والتوافق الأسري، ومن ثم التحقق من  فروض الدراسة. في عرض تلک النتائج سنأخذ في الاعتبار خصائص عينة الدراسة من حيث الجنس، السن، محافظة الإقامة، السنة الدراسية، نمط الوالدية،مستوى التحصيل.

أولاً: سوء استخدام الإنترنت:

سبقت الإشارة إلى أن الدرجة على مقياس سوء استخدام الإنترنت تتراوح  ما بين (11) إلى (44) درجة، وتدل الدرجة (المرتفعة) على ارتفاع سوء استخدام الإنترنت والعکس صحيح، وقد کشف تحليل البيانات عن أن متوسط درجة العينة على هذا المقياس يبلغ ( 35.3) وانحراف معياري ( 5.4)، أي أن متوسط درجة المبحوثين يعادل حوالي (80%) من الدرجة العظمي للمقياس، هذا معناه أن طلاب الجامعة عينة البحث يرتفع لديهم سوء استخدام الإنترنت، ويختلف متوسط درجة المبحوثين على مقياس سوء استخدام الإنترنت باختلاف الخصائص الديموجرافية والأکاديمية على النحو الموضح بالجدول الآتي:

جدول رقم (2)

معنوية الفروق بين مجموعات العينة من حيث متوسط الدرجة على مقياس سوء استخدام الإنترنت

مجموعات العينة

n

Mean

STD

Statistics

Coefficient

Sig.

الجنس : ذکور

إناث

161

184

35.5

35.2

5.2

5.4

t=0.4

0.7

 

السن: 17 – 20

21 فأکثر

203

142

35.2

35.5

5.5

5.1

t- 0.4

0.7

المحافظة: العاصمة

حولي

الفروانية

الجهراء

مبارک الکبير

الأحمدي

67

44

68

68

38

60

35

36.8

36.4

34.8

33.5

35.5

6.1

3.7

5.3

4.8

6.1

4.2

f=2.8

0.03

السنة الدراسية : الأولى

الثانية

الثالثة

الرابعة

98

81

83

83

35.8

35.6

36

36

6.2

4.5

5.2

4.6

f=1.5

0.6

نمط الوالدية: ثنائية

منفردة

283

62

35.1

36.2

5.5

4.6

t=1.5

0.1

مستوى التحصيل: منخفض

متوسط

مرتفع

139

133

73

35.6

36.2

34.1

5

5.1

6.4

f-2.7

0.05

المجموع

345

35.3

5.4

 

 

يتضح من هذا الجدول عدم وجود فروق دالة  إحصائياً بين مجموعات العينة من حيث متوسط الدرجة على مقياس سوء استخدام الإنترنت وذلک حسب متغيرات: الجنس، السن،  السنة الدراسية، نمط الوالدية (p>0.05)، حيث تتقارب متوسطات درجات مجموعات العينة على مقياس سوء استخدام الإنترنت حسب تلک المتغيرات. لکن هناک فروقاً جوهرية بين مجموعات العينة على مقياس سوء استخدام الإنترنت حسب متغير محافظة الإقامة ومتغير مستوى التحصيل (p≤0.05)، فحسب متغير محافظة الإقامة يوضح الجدول أن مجموعة المبحوثين من محافظة مبارک الکبير هي أقل مجموعات العينة من حيث سوء استخدام  الإنترنت (م= 33.5)، بينما يرتفع متوسط الدرجة على مقياس سوء استخدام الإنترنت لدى مجموعة المبحوثين من محافظة حولي (م= 36.8)، وکذلک مجموعة المبحوثين من محافظة  الفروانية (م= 36.4)، وباستخدام اختبار شيفيه للمقارنات المتعددة Chaffee Multi Comparison Test  تبين أن الفروق الجوهرية يوجد بين مجموعة مبارک الکبير، وبقية المجموعات من المحافظات الأخرى. والخلاصة أن سوء استخدام الإنترنت ينخفض لدى المبحوثين المقيمين بمحافظة مبارک الکبير مقارنة بالمبحوثين من المحافظات الأخرى.

أما حسب متغير مستوى التحصيل، فإن الجدول يوضح  انخفاض متوسط الدرجة على مقياس  "سوء استخدام الإنترنت" لدى الطلاب ذوي التحصيل المرتفع (م= 34.1)، بينما يرتفع سوء استخدام الإنترنت لدي مجموعة الطلاب ذوي التحصيل المنخفض (م= 35.6) وکذلک مجموعة الطلاب ذوي التحصيل المتوسط (م= 35.7)  هذه  الفرق ذات  دلالة إحصائية،وباستخدام اختبار شيفيه للمقارنات المتعددة Chaffee Multi Comparison Test  تبين أن الفروق الجوهرية توجد بين مجموعة الطلاب ذوي التحصيل المرتفع وکل من مجموعة الطلاب ذوي التحصيل المنخفض ومجموعة الطلاب ذوي التحصيل المتوسط.  خلاصة هذه الجزئية أن سوء استخدام الإنترنت يزداد لدي الطلاب ذوي التحصيل المنخفض والطلاب ذوي التحصيل المتوسط، بينما ينخفض سوء استخدام الإنترنت لدى الطلاب ذوي التحصيل المرتفع، کما أن سوء استخدام الإنترنت ينخفض لدى المبحوثين المقيمين بمحافظة مبارک الکبير مقارنة بالمبحوثين من المحافظات الأخرى

وباستخدام النموذج الخطي العام (GLM) تم تقصي تأثير التفاعل الثنائي بين متغيرات الجنس، السن، محافظة الإقامة،  السنة الدراسية، نمط الوالدية، مستوى التحصيل في الدرجة على مقياس "سوء استخدام الإنترنت"،  وجاءت النتيجة على النحو الموضح بالجدول الآتي:

جدول رقم (3)

أثر التفاعل الثنائي بين المتغيرات المستقلة في الدرجة على مقياس سوء استخدام الإنترنت

التفاعل الثنائي

مجموع المربعات

متوسط المربعات

درجة الحرية

f. value

Sig.

الجنس× السن

24.4

24.1

1

0.84

0.3

الجنس× المحافظة

117

23

5

0.82

0.3

الجنس× السنة الدراسية

59.4

19.8

3

0.69

0.5

الجنس×  نمط الوالدية

47.8

16

3

0.56

0.6

الجنس× مستوى التحصيل

32.2

16.1

2

0.56

0.5

السن ×  المحافظة

213.7

42.7

5

1.5

0.2

السن ×  السنة الدراسية

185.2

61.7

3

2.1

0.08

السن ×  نمط الوالدية

31.8

31.8

1

1.8

0.2

السن ×  مستوى التحصيل

7.2

3.6

2

0.13

0.8

المحافظة× السنة الدراسية

533

23.5

15

0.84

0.6

المحافظة× نمط الوالدية

36.8

7.3

5

0.26

0.8

المحافظة×  مستوى التحصيل

151

15.1

10

0.54

0.8

السنة الدراسية × نمط الوالدية

47.8

15.9

3

0.56

0.6

السنة الدراسية × مستوى التحصيل

184.7

20.5

9

0.72

0.7

نمط الوالدية× مستوى التحصيل

161.2

28.3

3

1.9

0.1

 خلاصة هذا الجدول أن جميع التفاعلات الثنائية بين المتغيرات المستقلة  ليس لها تأثير في الدرجة على مقياس سوء استخدام الإنترنت (p>0.05)، وهذا  يعني أن إذا کانت هناک بعض الفروق الجوهرية بين مجموعات العينة في الدرجة على مقياس سوء استخدام الإنترنت حسب بعض المتغيرات (کالمحافظة ومستوى التحصيل حسبما هو وارد في الجدول السابق - جدول رقم 2)، فإن ذلک لا يتوقف على متغير آخر، وبتوضيح أکثر، إذا کانت هناک فروق جوهرية من حيث الدرجة على مقياس سوء استخدام الإنترنت حسب متغير مستوى التحصيل ، فإن ذلک لا يتوقف على التفاعل بين هذا المتغير وأي متغير آخر، فالمبحوثون ذوو التحصيل المرتفع وينتمون إلى أسر ثنائية الوالدية مثلاً، لا يختلفون عن المبحوثين ذوي التحصيل المنخفض وينتمون إلى أسر أحادية الوالدية من حيث الدرجة على مقياس سوء استخدام الإنترنت...وهکذا فيما يخص بقية مجموعات العينة مصنفة حسب هذين المتغيرين (مستوى التحصيل & نمط الوالدية)، المنطق نفسه فيما يخص التفاعل الثنائي بين أي متغيرين، فلا يوجد تأثير لهذا التفاعل في الدرجة على مقياس سوء استخدام الإنترنت. 

 ثانياً: التوافق الأسري:

تتراوح الدرجة على مقياس التوافق الأسري ما بين (25) إلى (100) درجة، وتدل الدرجة (المرتفعة) على ارتفاع التوافق الأسري والعکس صحيح،وقد کشف تحليل البيانات عن أن درجة العينة على هذا المقياس جاءت بمتوسط قدره ( 66.2) وانحراف معياري ( 9.3)، أي أن متوسط درجة المبحوثين على مقياس التوافق الأسري يمثل (66.2%) من الدرجة العظمي للمقياس، ويختلف متوسط درجة المبحوثين على مقياس "التوافق الأسري" باختلاف الخصائص الديموجرافية والأکاديمية على النحو الموضح بالجدول الآتي:


جدول رقم (4)

معنوية الفروق بين مجموعات العينة من حيث متوسط الدرجة على مقياس  التوافق الأسري

مجموعات العينة

n

Mean

 

STD

Statistics

Coefficient

Sig.

الجنس : ذکور

إناث

161

184

66.1

65.2

9.8

8.7

t=0.7

0.9

السن: 17 – 20

21 فأکثر

203

142

66.6

65.4

8.6

10.1

T=0.9

0.3

المحافظة: العاصمة

حولي

الفروانية

الجهراء

مبارک الکبير

الأحمدي

67

44

68

68

38

60

67.2

62.8

66.1

67

66

67

8.5

13

9.6

8.8

7.5

8

f=1.5

0.2

السنة الدراسية : الأولى

الثانية

الثالثة

الرابعة

الخامسة

98

81

83

83

66.7

66.4

66.5

65

7.4

10.5

8.4

11

f=0.6

0.6

نمط الوالدية: ثنائية

منفردة

283

62

67

62.2

8.7

10.8

t=3.4

0.001

مستوى التحصيل: منخفض

متوسط

مرتفع

139

133

73

65.7

66.6

66.2

10.4

8.5

8.4

f-.32

0.7

المجموع

345

66.2

9.3

 

 

يتضح من هذا الجدول عدم وجود فروق دالة  إحصائياً بين مجموعات العينة من حيث الدرجة على مقياس "التوافق الأسري" حسب متغيرات: الجنس، السن، محافظة الإقامة، السنة الدراسية، مستوى التحصيل (p>0.05)، ومن الواضح تقارب متوسطات درجات مجموعات العينة على مقياس التوافق الأسري حسب تلک المتغيرات، غير أن هناک فروقاً دالة  إحصائياً بين مجموعات العينة من حيث الدرجة على مقياس التوافق الأسري حسب متغير نمط الوالدية(p <0.05)، حيث ينخفض التوافق الأسري لدى المبحوثين المنتمين لأسر أحادية الوالدية (م= 62.2) مقارنة بالمبحوثين في الأسر ثنائية الوالدية (م= 67)، أي أن المبحوثين المنتمين لأسر أحادية الوالدية أقل توافقاً مقارنة بالمبحوثين في الأسر ثنائية الوالدية. من جهة أخرى کشف تحليل البيانات عن أن تأثير التفاعل الثنائي بين هذه المتغيرات في الدرجة على مقياس التوافق الأسري جاء على النحو الموضح بالجدول الآتي:

جدول رقم (5)

أثر التفاعل الثنائي بين المتغيرات المستقلة في الدرجة على مقياس التوافق الأسري

التفاعل الثنائي

مجموع

المربعات

متوسط

المربعات

درجة

الحرية

f. value

Sig.

الجنس× السن

166.6

166.6

1

1.9

0.2

الجنس× المحافظة

1054

210.5

5

2.5

0.03

الجنس× السنة الدراسية

304.5

101.5

3

1.2

0.3

الجنس×  نمط الوالدية

43.8

43.8

1

0.5

0.4

الجنس× مستوى التحصيل

97

48.5

2

0.6

0.5

السن ×  المحافظة

692.6

138.5

5

1.6

0.2

السن ×  السنة الدراسية

78.2

26.1

3

0.3

0.7

السن ×  نمط الوالدية

10.6

10.6

1

0.13

0.7

السن ×  مستوى التحصيل

215.1

107.6

2

1.2

0.2

المحافظة× السنة الدراسية

1475

98.6

15

1.2

0.3

المحافظة× نمط الوالدية

232

46.4

5

0.6

0.7

المحافظة×  مستوى التحصيل

665.3

66.5

10

0.8

0.6

السنة الدراسية × نمط الوالدية

120

40

3

0.47

0.7

السنة الدراسية × مستوى التحصيل

623.3

104

6

1.2

0.3

نمط الوالدية × مستوى التحصيل

58

29

2

0.34

0.7

کما هو واضح من الجدول، فإن التفاعلات الثنائية بين المتغيرات المستقلة- باستثناء تفاعل واحد- ليس لها تأثير في الدرجة على مقياس التوافق الأسري (p>0.05)، فالذکور الأکبر سنا مثلاً لا يختلفون عن الذکور الأصغر سنا، ولا عن الإناث الأکبر أو الأصغر سنا من حيث الدرجة على مقياس التوافق الأسري .... وهکذا في بقية مجموعات العينة مصنفة ثنائياً (حسب متغيرين معا). غير أن التفاعل الوحيد الذي أحدث تأثيراً جوهرياً في التوافق الأسري هو التفاعل بين الجنس  ومحافظة الإقامة (p<0.05)، وبتقصي متوسطات درجات مجموعات العينة على مقياس التوافق الأسري حسب الجنس  ومحافظة الإقامة خلصت الدراسة إلى النتيجة المجملة بهذا الجدول:


جدول رقم (6)

 متوسطات درجات مجموعات العينة في التوافق الأسري  حسب الجنس ومحافظة الإقامة  

 المحافظة

 الجنس

ذکور

 إناث

م

ع

م

ع

العاصمة

68.7

8.3

66.1

8.5

حولي

57.7

14

65.4

11.6

الفروانية

67.7

9.4

64.4

9.7

الجهراء

66.5

9.7

67.2

7.6

مبارک الکبير

66.5

7.3

65.4

8

الأحمدي

65.3

9

68.5

6.8

يکشف هذا الجدول بوضوح شديد عن انخفاض متوسط درجة المبحوثين الذکور من محافظة حولي، وذلک على مقياس التوافق الأسري (م= 57.7) مقارنة بمتوسطات درجات کل مجموعات العينة (الذکور والإناث) حسب متغير محافظة  الإقامة ، وتأتي مجموعة الذکور من محافظة العاصمة في الترتيب الأول من حيث متوسط الدرجة على مقياس التوافق الأسري (م= 68.7)، وکذلک مجموعة الإناث من محافظة الأحمدي (م= 68.5)، وفيما عدا ذلک تتقارب متوسطات درجات بقية مجموعات العينة في الدرجة على هذا المقياس.

ثالثاً: سوء استخدام الإنترنت کمفسر للتوافق الأسري:

نظراً للأهمية الجوهرية لهذه النقطة فقد تم فحصها من خلال مستويين، المستوى الأول هو الارتباط بين سوء استخدام الإنترنت والتوافق الأسري، أما المستوى الثاني فهو رصد  معنوية الفروق بين مجموعات العينة من حيث التوافق الأسري حسب مستوى سوء استخدام  الإنترنت. فقد کشف التحليل الإحصائي للبيانات عن وجود ارتباط عکسي (سالب) بين سوء استخدام الإنترنت من جهة والتوافق الأسري  من جهة ثانية، فقد بلغت قيمة ارتباط بيرسون (- 0.151)، وهذه القيمة دالة إحصائياً (p= 0.005)، أي أنه کلما زاد سوء استخدام الإنترنت انخفض التوافق الأسري، وکلما انخفض سوء استخدام الإنترنت  زاد التوافق الأسري، وقد تأکدت هذه النتيجة عند تقصي معنوية الفروق بين مجموعات العينة من حيث التوافق الأسري حسب مستوى سوء استخدام  الإنترنت (منخفض، متوسط، مرتفع)، حيث خلصت الدراسة إلى النتيجة الموضحة بالجدول الآتي:


جدول رقم (7)

معنوية الفروق بين مجموعات العينة من حيث س التوافق الأسري حسب مستوى سوء استخدام الإنترنت

مستوى سوء استخدام الإنترنت

ن

المتوسط

الانحراف المعياري

f. value

Sig.

 منخفض

64

68.7

8.5

5.7

0.005

متوسط

238

66.1

9.4

مرتفع

43

62.7

8.5

المجموع

345

66.2

9.3

 

 

يکشف هذا الجدول عن وجود فروق جوهرية بين مجموعات العينة من حيث التوافق الأسري حسب مستوى سوء استخدام الإنترنت ( f= 5.7, p= 0.005)، فالطلاب ذوو المستوى المنخفض على مقياس سوء استخدام الإنترنت حصلوا على متوسط مرتفع في الدرجة على مقياس التوافق الأسري (م= 68.7) ، أما الطلاب ذوو المستوى المرتفع من حيث سوء استخدام الإنترنت فقد حصلوا على متوسط  منخفض في الدرجة على مقياس التوافق الأسري (م= 62.7)، وبخصوص الطلاب ذوي المستوى المتوسط على مقياس سوء استخدام الإنترنت، فقد حصلوا على متوسط منخفض نسبياً في الدرجة على مقياس التوافق الأسري (م= 66.1) ، وهکذا نتبين  انخفاض متوسط درجة  التوافق الأسري کلما زاد مستوى سوء استخدام الإنترنت، وباستخدام اختبار شيفيه للمقارنات المتعددة Chaffee Multi Comparison Test  تبين أن الفروق الجوهرية  من حيث التوافق الأسري توجد بين  المجموعة ذات المستوى المرتفع من حيث سوء استخدام الإنترنت (المجموعة الثالثة) وکل من المجموعتين الأخريين (المجموعة الأولى ذات المستوى المنخفض، والمجموعة الثانية ذات المستوى المتوسط من حيث سوء استخدام الإنترنت). في نهاية هذه الجزئية نوضح أثر التفاعل الثنائي بين مستوى سوء استخدام الإنترنت وکل من متغيرات:الجنس، السن، محافظة الإقامة،  السنة الدراسية، نمط الوالدية، مستوى التحصيل في الدرجة على مقياس "التوافق الأسري"، حيث کشف التحليل الإحصائي للبيانات عن النتيجة التي يجملها الجدول الآتي:

جدول رقم (8)

أثر التفاعل الثنائي بين مستوى سوء استخدام الإنترنت  والمتغيرات المستقلة في الدرجة على مقياس التوافق الأسري

التفاعل الثنائي

مجموع  المربعات

متوسط المربعات

درجة الحرية

f. value

Sig.

مستوى سوء الاستخدام× الجنس

862.2

431.1

2

5.2

0.006

مستوى سوء الاستخدام× السن

303.4

151.6

2

1.8

0.2

مستوى سوء الاستخدام× المحافظة

352

35.2

10

0.41

0.9

مستوى سوء الاستخدام× السنة الدراسية

450.8

75.1

6

0.9

0.5

مستوى سوء الاستخدام×  نمط الوالدية

30.5

15.1

2

0.18

0.8

مستوى سوء الاستخدام× مستوى التحصيل

110

27.5

4

0.3

0.8

باستثناء تفاعل  ثنائي واحد (وهو التفاعل الأول في الجدول)، فإن التفاعلات الثنائية بين  مستوى سوء استخدام الإنترنت والمتغيرات المستقلة  ليس لها تأثير في الدرجة على مقياس التوافق الأسري (p>0.05)، أما التفاعل الوحيد الذي أحدث تأثيراً جوهرياً في التوافق الأسري فهو التفاعل بين متغير سوء استخدام الإنترنت ومتغير الجنس (f= 5.2, p=0.006)، وبتقصي متوسطات درجات مجموعات العينة على مقياس التوافق الأسري حسب متغير سوء استخدام الإنترنت ومتغير الجنس،خلصت الدراسة إلى النتيجة المجملة بهذا الجدول:

جدول رقم (9)

 متوسطات درجات مجموعات العينة في التوافق الأسري  حسب الجنس ومستوى سوء استخدام الإنترنت 

مستوى

سوء الاستخدام

 متوسط الدرجة على مقياس التوافق الأسري حسب الجنس

ذکور

 إناث

م

ع

م

ع

 منخفض

65.4

8.2

71.8

7.6

متوسط

66.7

10.2

65.7

8.8

مرتفع

64.5

10.2

60.8

6.2

يکشف هذا الجدول عن أن مجموعة الإناث ذوات المستوى المرتفع في سوء استخدام   الإنترنت هي اقل مجموعات العينة من حيث التوافق الأسري (م = 60.8) ، أما المجموعة     الأعلى توافقً فهي مجموعة الإناث ذوات المستوى المنخفض في سوء استخدام الإنترنت (م= 71.8) ، والمثير للانتباه أن ذلک ينطبق على مجموعة الذکور أيضاً، بمعنى أن مجموعة الذکور ذوي المستوى المرتفع من حيث سوء استخدام الإنترنت هي اقل مجموعات الذکور توافقاً (م= 64.5)، وفيما عدا ذلک تتقارب متوسطات درجات بقية مجموعات العينة في الدرجة على هذا المقياس.

رابعاً: تحليل دالة التمايز للعلاقة بين سوء استخدام الإنترنت والتوافق الأسري:

إلى أي حد تحدث متغيرات سوء استخدام الإنترنت تأثيراً جوهرياً في التوافق الأسري للمبحوثين؟ تمت المقارنة بين مجموعتين من حيث التوافق الأسري، المجموعة الأولى هي المجموعة عالية التوافق، وهي التي حصلت على درجة تعادل أو تزيد عن (متوسط العينة  زائد واحد انحراف معياري)، وقد بلغ عدد مفردات هذه المجموعة (59) مفردة،  أما المجموعة الثانية فهي المجموعة منخفضة التوافق، وهي التي حصلت على درجة تعادل أو تقل عن (متوسط العينة ناقص واحد انحراف معياري) وقد بلغ عدد مفردات هذه المجموعة (50) مفردة. التساؤل هو: إلى أي حد يمکن القول إن مظاهر سوء استخدام الإنترنت تميز بين المجموعتين من حيث التوافق الأسري؟ للإجابة على هذا التساؤل تم استخدام التحليل التمييزي أو ما يعرف بتحليل الدالة التمييزية (Discriminant function analysis)  وفيما يلي توضيح إجراءات هذا التحليل:

(أ) الفروق بين المجموعة مرتفعة التوافق الأسري والمجموعة منخفضة التوافق الأسري من حيث سوء استخدام الإنترنت. الجدول الآتي يوضح تلک الفروق:

جدول رقم (10)

معنوية الفروق بين المجموعة مرتفعة التوافق والمجموعة منخفضة التوافق الأسري

من حيث الدرجة على مقياس سوء استخدام الإنترنت

متغيرات سوء استخدام الإنترنت

المجموعة

عالية التوافق

(ن= 59)

المجموعة منخفضة التوافق

(ن=50)

معنوية الفروق

 م

ع

 م

ع

t

Sig.

 - زيادة  مصروفات الإنترنت

1.7

0.9

2.2

1.1

2.3

0.04

- اقتراض أموال بسب مصاريف الإنترنت

2.6

1.2

3.1

1

2.2

0.02

- الدخول على المواقع الجنسية

3.3

0.8

3.8

0.6

2.3

0.02

- التدرب على أعمال الهاکر

3.4

0.6

3.8

0.9

2.8

0.005

- نشر أخبار کاذبة عن  بعض الأشخاص

3.7

0.8

3.9

0.4

1.3

0.2

-  قضاء ساعات طويلة مع متصلين

2.4

1.2

2.6

1.2

0.7

0.4

-  انخفاض مهارات القراءة والکتابة

2.5

1.1

2.9

1.2

1.4

0.2

-  تحميل الصور الجنسية

3.5

0.9

3.84

0.9

1.6

0.1

 - إقامة علاقات مع الجنس الآخر

3.3

0.9

3.7

0.1

1.5

0.1

-  رفض الرقابة على الإنترنت

2.8

1.2

2.86

1.1

0.2

0.9

- الوقوع في عمليات نصب

3.3

1.1

3.4

1.1

0.5

0.9

مجموع مقياس سوء الاستخدام

33.3

6.7

35.7

5.1

2.6

0.04

يتضح من هذا الجدول أن هناک فروقاً جوهرية بين المجموعة مرتفعة التوافق الأسري، والمجموعة منخفضة التوافق الأسري من حيث مجمل الدرجة على مقياس سوء استخدام الإنترنت (p<0.05) حيث يرتفع متوسط مجمل الدرجة على مقياس سوء استخدام  لدى المجموعة منخفضة التوافق (م= 35.7) مقارنة بالمجموعة مرتفعة التوافق (م= 33.3)، وعلى مستوى متغيرات سوء استخدام الإنترنت کل على حدة، يزداد متوسط الدرجة لدى المجموعة منخفضة التوافق الأسري في عدة متغيرات هي: زيادة مصروفات فاتورة خدمات الإنترنت أکثر مما هو متوقع،  اقتراض بعض الأموال لکي تغطى مصاريف خدمات الإنترنت،  الاهتمام بالدخول على المواقع الجنسية ، الاهتمام بمواقع الهاکر والتدرب على طرقهم في اختراق أجهزة ومواقع الآخرين، ولا توجد فروق جوهرية بين المجموعتين من حيث بقية المتغيرات التي تعکس مظاهر سوء الاستخدام   (p>0.05)

(ب) مظاهر سوء استخدام الإنترنت ذات التأثير في تمايز المجموعتين من حيث التوافق الأسري

التساؤل الجوهري هو: أي من مظاهر سوء استخدام الإنترنت أحدث تأثيراً جوهرياً في تمايز المجموعتين من حيث التوافق الأسري؟ هذا التساؤل مهم جداً لأن الإجابة عليه توضح لنا ليس فقط  الممارسات السيئة ذات التأثير في التوافق الأسري، ولکن أيضاً في تحديد  جوانب سوء الاستخدام غير المؤثرة في هذا التوافق، وفوق ذلک، فإن الإجابة على التساؤل المذکور تتضمن ترتيب مظاهر سوء الاستخدام المؤثرة حسب أهميتها التأثيرية. والجدول الآتي يلقي الضوء  على الممارسات السيئة ذات التأثير الجوهري في التوافق الأسري لدى المبحوثين:

جدول رقم (11)

مظاهر سوء استخدام الإنترنت ذات التأثير الجوهري في التوافق الأسري

مظاهر سوء الاستخدام

Walk's lambda

F

df1

df2

Sig.

زيادة مصروفات الإنترنت

0.96

4.1

1

107

0.04

اقتراض أموال بسب مصاريف الإنترنت

0.95

5

1

107

0.03

الدخول على المواقع الجنسية

0.95

5.4

1

107

0.02

التدرب على أعمال الهاکر

0.93

8.1

1

107

0.005

نشر أخبار کاذبة عن  بعض الأشخاص

0.99

4.6

1

107

0.04

قضاء ساعات طويلة مع متصلين

0.98

4.6

1

107

0.04

انخفاض مهارات القراءة والکتابة

0.97

2.1

1

107

0.4

تحميل الصور الجنسية

0.99

2.6

1

107

0.2

إقامة علاقات مع الجنس الآخر

0.97

2.6

1

107

0.1

رفض الرقابة على الإنترنت

1

0.2

1

107

0.1

الوقوع في عمليات نصب

1

0.002

1

107

0.5

 المجموع

0.95

4.1

1

107

0.04

يکشف هذا الجدول بوضوح عن أن هناک عدة جوانب سوء استخدام الإنترنت ذات التأثير المعنوي في التمييز بين مجموعتي الدراسة (المجموعة عالية التوافق &المجموعة منخفضة التوافق)، وهذه الممارسات السيئة هي: الإنفاق المالي الزائد على فاتورة خدمات الإنترنت، اقتراض بعض الأموال لکي تغطى مصاريف خدمات الإنترنت،  الاهتمام بالدخول على المواقع الجنسية، الاهتمام بمواقع الهاکر والتدرب على طرقهم في اختراق أجهزة ومواقع الآخرين،  نشر أخبار کاذبة عن بعض الأشخاص عن طريق استخدام تقنيات الإنترنت،  قضاء ساعات طويلة في اللعب مع أشخاص آخرين متصلين بالإنترنت، ثم مجموع مظاهر سوء استخدام الإنترنت.. هذه الممارسات السيئة هي التي أحدثت تأثيراً جوهرياً في التمييز بين المجموعة عالية التوافق الأسري والمجموعة منخفضة التوافق الأسري (p<0.05)ً، أما الممارسات السيئة التي لم  يکن لها تأثير جوهري في التمييز بين المجموعتين، فإنها : انخفاض مهارات القراءة والکتابة بسبب الاستمرار في استخدام الإنترنت،  تحميل الصور الجنسية من شبکة الإنترنت على جهاز الکمبيوتر الخاص،  استخدام غرف الدردشة في إقامة علاقات مع الجنس الآخر دون علم  أحد،  رفض الجهود المبذولة لوضع رقابة على استخدام الإنترنت، الوقوع في عمليات نصب وضياع أموال  عبر بعض مواقع  الإنترنت.... فهذه الممارسات "السيئة" لم يکن لها تأثير جوهريً في التمييز بين المجموعة عالية التوافق الأسري والمجموعة منخفضة التوافق الأسري (p>0.05).

(ج) اختبار معنوية دالة التمييز المستخرجة:

تم اختبار معنوية دالة التمايز المستخرجة، وقد کشف تحليل البيانات  عن أن  مؤشرات قوة تلک الدالة على النحو المبين بالجدول الآتي:

جدول رقم ( 12)

اختبار قوة الدالة التمييزية المستخرجة

القيمة

المؤشرات الإحصائية

0.252

الجذر الکامن

100%

% من التباين المفسر

0.449

الارتباط القانوني

0.799

Wilk's Lambda

12

کا2

0.000

الدلالة

درجة الحرية= 12

يتضح من هذا الجدول أن الدالة التمييزية المستخرجة تفسر (100%) من التباين بين المجموعتين في التوافق الأسري(المجموعة عالية التوافق & المجموعة  منخفضة التوافق)، وذلک عند الجذر الکامن Eigene value  الذي يقل عن الواحد الصحيح (0.252)، ودرجة حرية  (12)  ويبلغ الارتباط القانوني (0.449)، ويقترب معامل Wilk's Lambda من الصفر (0.799)، کما تبلغ قيمة کا2  (12)، وهذه القيم ذات دلالة عالية (p0.000)   تؤکد قوة الدالة التمييزية المستخرجة، وعلى ذلک فإن هذه الدالة تکفي لتفسير التباين بين المجموعتين، وهذا يثبت إمکانية المعادلة التمييزية على تصوير نموذج خطي أمثل مکون من مجموعة من المتغيرات (مظاهر سوء استخدام الإنترنت ) قادر على التمييز بين (المجموعة عالية التوافق الأسري & المجموعة  منخفضة التوافق الأسري)

(د)  تفسير المعاملات التمييزية المعيارية:

إن المعاملات التمييزية المعيارية لها أهمية بالغة في التحليل لأن المعامل التمييزي المعياري للمتغير يعبر عن مقدار مساهمته النسبية في المعادلة التمييزية، فکلما ارتفعت قيمة المعامل التمييزي للمتغير، دل ذلک على ارتفاع مساهمته في المعادلة التمييزية. وقد تکون قيمة المعامل المعياري التمييزي موجبة أو سالبة، والجدول الآتي يوضح المعاملات التمييزية المعيارية لکل متغير من متغيرات سوء استخدام الإنترنت:

جدول رقم ( 13)

المعاملات التمييزية المعيارية لمتغيرات سوء استخدام الإنترنت

مظاهر سوء استخدام الإنترنت

المعامل التمييزي

- زيادة مصروفات الإنترنت

0.245

- اقتراض أموال بسب مصاريف الإنترنت

0.07

- الدخول على المواقع الجنسية

0.23

- التدرب على أعمال الهاکر

0.486

- نشر أخبار کاذبة عن  بعض الأشخاص

0.128

-  قضاء ساعات طويلة مع متصلين

-0.211

- انخفاض مهارات القراءة والکتابة

-0.7

-  تحميل الصور الجنسية

-0.042

 - إقامة علاقات مع الجنس الآخر

-2.01

-  رفض الرقابة على الإنترنت

-0.313

- الوقوع في عمليات نصب

-0.38

 المجموع

0.87

يلاحظ من هذا الجدول أن المتغير التاسع (إقامة علاقات مع الجنس الآخر (-2.01)) يتصدر کافة  المتغيرات من حيث قيمة المساهمة في الدالة التمييزية المستخرجة، يلي ذلک وبفارق ملحوظ کل من: مجمل سوء استخدام الإنترنت (0.87)،   انخفاض مهارات القراءة والکتابة (-0.7)،  التدرب على أعمال الهاکر (0.486)، الوقوع في عمليات نصب (-0.38)،   رفض الرقابة على الإنترنت (-313)،  زيادة مصروفات الإنترنت  (0.245)،  الدخول على المواقع الجنسية (0.23)،   قضاء ساعات طويلة مع متصلين (-0.211)،  نشر أخبار کاذبة عن  بعض الأشخاص (0.128)،  اقتراض أموال بسب مصاريف الإنترنت (0.07)،  تحميل الصور الجنسية  (-0.042)

(هـ)  حساب احتمال التصنيف الصحيح

 بالاعتماد على متوسط المجموعة عالية التوافق (م= 33.3 )،  ومتوسط المجموعة منخفضة التوافق (م=35.7) تم حساب احتمال التصنيف الصحيح لکل المفردات بحيث يتم التحقق ما إذا کانت کل مفردة تقع فعلاً ضمن المجموعة  المصنفة فيها (مرتفعة التوافق &  منخفضة التوافق)، وهنا تم حساب نقطة وسط بين المجموعتين (L ) ، واعتماداً على هذه النقطة تم الحصول على نتائج تصنيف مفردات مجموعتي البحث، وکانت النتيجة على النحو الموضح بهذا الجدول:


جدول رقم ( 14)

احتمال التصنيف الصحيح لمفردات مجموعتي البحث

المجموعة

عضوية المجموعة المتنبأ بها

 

المجموع

عالية التوافق

منخفضة التوافق

عالية التوافق

40

19

59

منخفضة التوافق

11

39

50

يتضح من هذا الجدول أنه إذا کان عدد مفردات المجموعة عالية التوافق هو (59) مفردة، فإن (67.8%) منهم، أي ما يعادل (40) مفردة، تم تصنيفهم تصنيفاً صحيحاً من خلال دالة التمايز المستخرجة، وإذا کان عدد مفردات المجموعة منخفضة التوافق هو (50) مفردة، فإن (78%) منهم، أي ما يعادل (39) مفردة، تم تصنيفهم تصنيفاً صحيحاً من خلال  تلک الدالة،  فيکون عدد المبحوثين الذين صنفتهم الدالة التمييزية تصنيفاً صحيحاً هو ( 79) مفردة، أي ما يعادل ( 72.5%) من مجمل مفردات مجموعتي البحث وعددهم (109) مفردات، معنى ذلک أن (72.5%) من عدد المبحوثين ينتمون إلى أي  من  المجموعتين (المجموعة عالية التوافق & المجموعة منخفضة التوافق) حسب مستوى سوء استخدام الإنترنت.  

 التحقق من فروض الدراسة:

الفرض الأول: "لا توجد فروق جوهرية بين مجموعات العينة حسب الخصائص الديموجرافية والأکاديمية وذلک من حيث سوء استخدام الإنترنت والتوافق الأسري". فيما يخص التوافق الأسري، ثبتت صحة هذا الفرض حسب متغيرات: الجنس، السن، محافظة الإقامة، السنة الدراسية ،مستوى التحصيل (p>0.05)، فلا توجد فروق جوهرية بين مجموعات العينة على مقياس التوافق الأسري حسب تلک المتغيرات، غير أن هناک فروقاً دالة  إحصائياً بين مجموعات العينة من حيث الدرجة على مقياس التوافق الأسري حسب متغير نمط الوالدية(p <0.05)، حيث ينخفض التوافق الأسري لدى المبحوثين المنتمين لأسر أحادية الوالدية مقارنة بالمبحوثين في الأسر ثنائية الوالدية.  أما من حيث سوء استخدام الإنترنت، فقد ثبتت صحة هذا الفرض حسب متغيرات : الجنس، السن،  السنة الدراسية، نمط الوالدية (p>0.05)، في حين لم تثبت  صحة هذا الفرض حسب متغير محافظة الإقامة ومتغير مستوى التحصيل (p<0.05)، حيث تبين أن مجموعة المبحوثين من محافظة مبارک الکبير هي أقل مجموعات العينة من حيث سوء استخدام  الإنترنت، بينما يرتفع متوسط الدرجة على مقياس سوء استخدام الإنترنت لدى مجموعة المبحوثين من محافظة حولي ومحافظة الفروانية.. أما حسب متغير مستوى التحصيل، فقد کشفت الدراسة عن انخفاض متوسط الدرجة على مقياس  "سوء استخدام الإنترنت" لدى الطلاب ذوي التحصيل المرتفع مقارنة بالطلاب ذوي  التحصيل المنخفض  والمتوسط. 

   الفرض الثاني: " يوجد ارتباط عکسي (سالب) بين سوء استخدام الإنترنت والتوافق الأسري". ثبتت صحة هذا الفرض، حيث کشف التحليل الإحصائي للبيانات عن وجود ارتباط عکسي (سالب) بين سوء استخدام الإنترنت من جهة والتوافق الأسري  من جهة ثانية، فقد بلغت قيمة ارتباط بيرسون (- 0.151)، وهذه القيمة دالة إحصائياً (p= 0.005)، أي أنه کلما زاد سوء استخدام الإنترنت انخفض التوافق الأسري، وکلما انخفض سوء استخدام الإنترنت  زاد التوافق الأسري.

   الفرض الثالث: " إن التفاعل الثنائي بين مستوى سوء استخدام الإنترنت والمتغيرات الديموجرافية يحدث تأثيراً جوهرياً في التوافق الأسري". ثبت خطأ هذا الفرض حسب التفاعل بين سوء استخدام الإنترنت وکل من متغيرات: السن، المحافظة، السنة الدراسية، نمط الوالدية، مستوى التحصيل ، في حين ثبتت صحة هذا الفرض حسب التفاعل بين مستوى سوء الاستخدام  ومتغير الجنس (f= 5.2, p=0.006)، إذ إن مجموعة الإناث ذوات المستوى المرتفع في سوء استخدام   الإنترنت هي اقل مجموعات العينة من حيث التوافق الأسري.

   الفرض الرابع: "إن متغيرات سوء استخدام الإنترنت لها قدرة تمييزية بين الشباب الأعلى  توافقاً  والشباب الأقل توافقاً في محيط الأسرة". ثبتت صحة هذا الفرض فيما يخص متغيرات سوء استخدام الإنترنت وهي: إقامة علاقات مع الجنس الآخر، مستوى مجمل سوء استخدام الإنترنت،  انخفاض مهارات القراءة والکتابة،  التدرب على أعمال الهاکر،  الوقوع في عمليات نصب، رفض الرقابة على الإنترنت،  زيادة مصروفات الإنترنت،  الدخول على المواقع الجنسية،  قضاء ساعات طويلة مع متصلين،  نشر أخبار کاذبة عن  بعض الأشخاص،  اقتراض أموال بسب مصاريف الإنترنت، تحميل الصور الجنسية. کما تبين أن الدالة التمييزية المستخرجة تصنف ما يقرب من ثلاثة أرباع العينة تصنيفاً صحيحاً حسب التوافق الأسري

 خلاصة الدراسة:

تکشف هذه الدراسة عن أن  متوسط درجة المبحوثين  على مقياس سوء استخدام الإنترنت يعادل حوالي (80%) من الدرجة العظمي للمقياس، هذا يعني ارتفاع مستوى سوء استخدام الإنترنت من جانب المبحوثين، ولا توجد فروق دالة  إحصائياً بين مجموعات العينة من حيث متوسط الدرجة على مقياس سوء استخدام الإنترنت حسب متغيرات: الجنس، السن،  السنة الدراسية، نمط الوالدية (p>0.05)، بينما توجد فروق جوهرية بين مجموعات العينة على مقياس سوء استخدام الإنترنت حسب متغير محافظة الإقامة ومتغير مستوى التحصيل (p<0.05)، حيث ينخفض سوء استخدام الإنترنت لدى المبحوثين  من محافظة مبارک الکبير، بينما يرتفع  لدى مجموعة المبحوثين من محافظة حولي ومحافظة  الفروانية. أما حسب متغير مستوى التحصيل، فقد تبين انخفاض متوسط الدرجة على مقياس  "سوء استخدام الإنترنت" لدى الطلاب ذوي التحصيل المرتفع، بينما  يرتفع سوء استخدام الإنترنت لدي مجموعة الطلاب ذوي التحصيل المنخفض، والطلاب ذوي التحصيل المتوسط. من جهة أخرى، تبين من الدراسة أن التفاعلات الثنائية  بين المتغيرات المستقلة لم يکن لها تأثير في الدرجة على مقياس سوء استخدام الإنترنت. ومن حيث التوافق الأسري تبين من الدراسة أن متوسط  درجة  المبحوثين يعادل (66.2%) من الدرجة العظمي للمقياس، ولا توجد فروق دالة  إحصائياً بين مجموعات العينة من حيث الدرجة على مقياس "التوافق الأسري" حسب متغيرات: الجنس، السن، محافظة الإقامة، السنة الدراسية، مستوى التحصيل (p>0.05)، بينما توجد فروق جوهرية بين مجموعات العينة من حيث التوافق الأسري حسب متغير(نمط الوالدية)، حيث التوافق الأسري لدى المبحوثين في الأسر أحادية الوالدية مقارنة بالمبحوثين في الأسر ثنائية الوالدية. کما أن التفاعل الثنائي بين هذه المتغيرات لم يکن له تأثير في الدرجة على مقياس التوافق الأسري باستثناء التفاعل بين الجنس  ومحافظة الإقامة (p<0.05)، حيث ينخفض متوسط درجة المبحوثين الذکور من محافظة حولي على مقياس التوافق الأسري مقارنة بمتوسطات درجات کل مجموعات العينة. من أبرز نتائج الدراسة أيضاً وجود  ارتباط عکسي (سالب) بين سوء استخدام الإنترنت من جهة والتوافق الأسري  من جهة ثانية،أي أنه کلما زاد سوء استخدام الإنترنت انخفض التوافق الأسري، وکلما انخفض سوء استخدام الإنترنت  زاد التوافق الأسري، وقد تأکدت هذه النتيجة عند تقصي معنوية الفروق بين مجموعات العينة من حيث التوافق الأسري حسب مستوى سوء استخدام  الإنترنت، فالمبحوثون ذوو المستوى المنخفض على مقياس سوء استخدام الإنترنت حصلوا على متوسط مرتفع في الدرجة على مقياس التوافق الأسري،  أما  المبحوثون ذوو المستوى المرتفع  على مقياس سوء استخدام الإنترنت فقد حصلوا على متوسط  منخفض في الدرجة على مقياس التوافق الأسري, ومن حيث أثر التفاعل الثنائي بين مستوى سوء استخدام الإنترنت والمتغيرات الديموجرافية،فقد تبين من الدراسة أن مستوى سوء الاستخدام بالتفاعل مع الجنس هو التفاعل الوحيد الذي أحدث تأثيراً جوهرياً في الدرجة على مقياس التوافق الأسري حيث إن مجموعة الإناث ذوات المستوى المرتفع في سوء استخدام   الإنترنت هي اقل مجموعات العينة من حيث التوافق الأسري، أما  المجموعة الأعلى توافقًاً فهي مجموعة الإناث ذوات المستوى المنخفض في سوء استخدام الإنترنت. وباستخدام التحليل التمييزي تبين أن المبحوثين الأعلى توافقاً ينخفض متوسط درجتهم على مقياس سوء استخدام الإنترنت، أما  المبحوثون الأقل توافقاً فيرتفع متوسط درجتهم على مقياس سوء استخدام الإنترنت، وتفسر الدالة التمييزية المستخرجة  (100%) من التباين بين المجموعتين في التوافق الأسري(المجموعة عالية التوافق & المجموعة  منخفضة التوافق)، ويأتي المتغير التاسع (X9) – وهو "إقامة علاقات مع الجنس الآخر" في مقدمة متغيرات سوء استخدام الإنترنت  من حيث قيمة المساهمة في الدالة التمييزية المستخرجة، تلک الدالة التي صنفت (72.5%) من مجمل مفردات مجموعتي البحث تصنيفاً صحيحاً. في ضوء تلک النتائج، ونظراً لأن الشباب يستخدمون الانترنت عبر وسائط متعددة، ويقضون وقتاً أطول في استخدامها، فإن هذا  يزيد من احتمالات التأثيرات الإيجابية والسلبية على سلوکهم، ويکون لوسائط الإنترنت تأثير سلبي  على الصحة البدنية والنفسية إذا قضى الأبناء وقتا طويلا في استخدامها، أو إذا  اعتادوا على مطالعة المواقع الإباحية وما شابهها، فالتأثير السلبي لاستخدام وسائط الإنترنت في التوافق الأسري إنما هو استخدام والمواد السيئة التي يطالعها المستخدم، وغياب الدور التوجيهي للقائمين على التربية ( الوالدين، أو من يقوم مقامها ). ومن حيث التوافق الأسري يمکن للشباب اکتساب مهارات التفاعل الاجتماعي،  والحصول على أفکار ومعرفة مفيدة في الحياة الاجتماعية والعلاقة بالوالدين والأخوة إذا کان تعاملهم مع وسائط الإنترنت هادفاً ومتسقاً مع القيم والأصول الإسلامية العربية للمجتمع الکويتي. من هنا تأتي ضرورة تنشئة الأبناء في الأسرة الکويتية على الاستفادة من وسائط الإنترنت، وتبدأ هذه العملية من مرحلة الطفولة، بأن يتشارک الوالدين مع الأبناء في استخدام  هذه الوسائط لأن ذلک يتيح التوجيه والتعاون في حل المشکلات، ويحول دون سوء استخدام تلک الوسائط من جانب الأبناء، بل على العکس، يتيح الفرص الأفضل لاکتساب المعلومات والثقافة الهادفة ومهارات التوافق. ومن خلال التشارک بين الأطفال والوالدين والأخوة الکبار، فإن ذلک يساهم في اندماج الأطفال في عمليات عقلية متقدمة وتتعمق لديهم الأفکار البناءة والقيم والاتجاهات والسلوکيات المواتية للتوافق الأسري

استخلاص Conclusion

 إن سوء استخدام الإنترنت له تأثير سلبي في التوافق الأسري لدى الشباب، وعلى الرغم من أن ذلک ينطبق على الجنسين، إلا أن هذا التأثير السلبي يزداد لدى الإناث مقارنة بالذکور، بمعنى أن الإناث اللاتي يزداد لديهن سوء استخدام الإنترنت هن الأقل توافقاً مع الأسرة، کما تزداد احتمالات التأثير السلبي لسوء استخدام الإنترنت لدى الأبناء الذين يعيشون في أسر وحيدة الوالدية، هذا الموضوع يؤکد ضرورة التکاتف بين الوالدين في تنشئة الأبناء وتوجههم في استخدام وسائط الإنترنت

مصادر البحث ومراجعه:
 (أ) مصادر ومراجع عربية:
§حمودة، أحمد يونس (2012)  دور شبکات التواصل الاجتماعي في تنمية مشارکة الشباب الفلسطيني في القضايا المجتمعية، رسالة ماجستير غير منشورة (القاهرة: المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، معهد البحوث والدراسات العربية.
§حنفي، نيرمين  (2003)  "أثر استخدام تکنولوجيا الاتصال الحديثة على أنماط الاتصال الأسرى". رسالة ماجستير (القاهرة: جامعة القاهرة، کلية الإعلام، قسم الراديو والتليفزيون.
§ حنفي ، نرمين سيد ( 2003 ) أثر تکنولوجيا الاتصال الحديثة على أنماط الاتصال الأسري في مصر : دراسة مسحية مقارنة . رسالة ماجستير ، قسم الإعلام وثقافة الطفل.   معهد الدراسات العليا للطفولة . جامعة عين شمس.
§   السمري، هبة عبد الله بهجت ( 2003 ) استخدام الأطفال للإنترنت : العلاقة التفاعلية بين الآباء والأبناء . المجلة المصرية لبحوث الإعلام . العدد الثامن عشر .
§   سعيد،محمود (2003) الآثار الاجتماعية للإنترنت على الشباب : دراسة ميدانية على عينة من مقاهي الإنترنت. القاهرة: دار المصطفي للنشر والتوزيع.
§ عساف، دينا  (2005)  "استخدام المراهقين للإنترنت وعلاقته بالاغتراب الاجتماعي لديهم". رسالة ماجستير غير منشورة (القاهرة: جامعة عين شمس، معهد الدراسات العليا للطفولة.
§ العيضاني، ناهس خالد (2013)  أغراض استخدام الشباب الجامعي لمواقع التواصل الاجتماعي: دراسة ميدانية، رسالة ماجستير غير منشورة (الرياض: جامعة الملک سعود، کلية الآداب.
§الفاضل، سلوى محمد (2013) أبعاد استخدام الشباب السعودي لشبکات التواصل الاجتماعي: دراسة على طلاب وطالبات جامعة الملک سعود، رسالة ماجستير غير منشورة (الرياض: جامعة الملک سعود، کلية الآداب .
§  الکنيدري، رنا مبارک (2017)  البيئة الجديدة للإعلام التفاعلي في العالم العربي: الواقع والمأمول، کلية الآداب، جامعة الملک سعود
(ب) مصادر ومراجع أجنبية:
§  Carlson , Jon et al ( 1999 ) The influence of technology on families : an Asian perspective family journal counseling & therapy for couples and families . vol. 7 (3) pp 231-235
§  Carpenter, Erika M(2004)Internet Treatment Delivery of Parent-Adolescent Conflict Training for Families with an ADHD Teen: A Feasibility Study.  Child & Family Behavior Therapy, Vol 26(3), pp. 1-20.
§   Cynthia Sau Ting Wu etal(2016) Parenting approaches, family functionality, and internet addiction among Hong Kong adolescents. NCBIBMC pediatr. 2016,Agust
§  Desantis , James P.& Youniss James ( 1995 ) family contributions to adolescents attitudes toward new technology . Journal of adolescent research . vol 6 (4) pp 410-422
§  Ezumah, B. (2013)  Use of Social Media: Site Preferences, Uses and Gratifications Theory Revisited, International Journal of Business and Social Science ,  Vol. 4.
§  Gustavo S. Mesch ( 2006)  Family Relations and the Internet: Exploring a Family Boundaries Approach, Journal of Family Communication , Volume 6,  Issue 2, pp119-138 . https://doi.org/10.1207/s15327698jfc0602_2
§  Ha K. & Kim CH. (2014) Understanding User Behaviors in Social Networking Service for Mobile Learning: a Case Study with Twitter, Malaysian Journal of Computer Science ,Vol. 27, pp14- 20.
§  Hall Robin , L.& Schaverien , Lynette ( 2001 ) Families engagement with young children’s science and technology learning home . science education . vol. 85 (4) pp 454-481
§  Hoda Abdi &Soran Derakhshani (2017) The relationship of family Communication, Internet Addiction and academic patterns adjustment of high schools Students. Ahwaz Article 2(26), volume 7,pp39-57
§  Hughes, Robert ,Jr.& Hans, Jason,D. (2001) Computers, the internet and families: a review of the role new technology plays in family life. Journal of Family Issues. Vol . 22 (6) pp 776-790
§  Jeffs- Tara-Lane (2000) “ Characteristics , interactions , and attitudes of parentohild  dy’ads and their use of assistive technology in a literacy experience on the internet  “.  PHD . George Mason university.
§  Ji young Kim & & Hyun Sook Ryu (2003) Relationships among School Children's Internet Addiction, Family Environment and School Adjustment, Korean Journal of Child Health Nursing 2003;9(2):198-205
§  Ju- YU Yen etal.( 2007) Family Factors of Internet Addiction and Substance Use Experience in Taiwanese Adolescents, Published Online:26 Jun 2007https://doi.org/10.1089/cpb.2006.9948, CyberPsychology & BehaviorVol. 10, No. 3Original Articles
§   Katherine Bessière etal ( 2008) Internet use, Depression, social support, extraversion and  interpersonal interaction: alongitudinal study. NSF grant#IIS-0208900.Internet2, https://doi.org/10.1207/s15327698jfc0602_2
§  Kraut,Robert et al ( 1998 ) Internet paradox : a social technology that reduce social involvement and psychological well-being .http://web 14.epnet. Com/citation. Asp
§   Lee S, Chae Y. (2007)  Children‘s internet use in a family context: Influence on family relationships and parental mediation. Cyberpsychol Behav. 10:640–644
§  Leung L, Lee SN. (2011) The influences of information literacy, internet addiction and parenting styles on internet risks. New Media Soc. 2011;8:1–21
§  Madden  M. et al. (2016) Teens, Social media, and privacy. Pew Research Center. http://www.pewinternet.org/2013/05/21/teens-social-media-and-privacy.
§  Mesch, Gustave, S. ( 2003 ) the family and the internet the Israeli case . social science quarterly. Vol . 84 (4) pp. 1038-1050
§  Nie, N. & Sunshine, D. (2002) "The Impact of Internet Use on Sociability: Time-Diary Findings". In: IT & Society, 2002, Vol. I, Issue 1, pp. 1-20.
§  Oravec, Joann ( 2000 ) Internet and computer technology hazards : perspectives for family counseling. British journal of guidance and counseling . vol . 28 (3) pp 309-324
§  Ribak ,Rivka ( 2001 ) Like immigrants : negotiating power in the face of the home computer . new media& society .vol.3(2) pp 220-238
§   Rong Wang etal. (2005) Teenagers’ Internet Use and Family Rules: A Research Note. Journal Of Marriage and Family,   https://doi.org/10.1111/j.1741-3737.2005.00214.x
§  Southwick , sarah Loretta (2002) “ Internet use, academic performance , and social involvement in middle school age children” PHD , Educational Psychology ( 0525 ) . volume  63-CM . Hoistra- university
§  Subrah, manyam et al ( 2000 ) The impact of home computer use on children’s activities and development future of children . vol. 10(2) pp 123-144.
§  Turow, Joseph (2002 )Family boundaries, commercialism, and the Internet: A framework for research. In: Children in the digital age: Influences of electronic media on development. Calvert, Sandra L.; Jordan&Amy B. (eds) Westport, CT. Praeger Publishers/Greenwood Publishing Group, Inc. pp. 215-230.
§  Wansen yan; etal( 2013)  The Relationship between Recent Stressful Life Events, Personality Traits, Perceived Family Functioning and Internet Addiction among College Students. Stress & Health. Wiley Online library, https://doi.org/10.1002/smi.2490
§  Weitzman Geribaun ( 2001 ) family and individual functioning and computer / internet addiction . Dissertation abstract international : section B : the science and engineering . vol . 61 ( 9-B ) pp 5012
§     XinXin Shi, Juan wang; Hong Zou ( 2017) Family functioning and Internet addiction among Chinese adolescents; Computers in Human Behavior archive, Volume 76 Issue C, ACM Digital Library ,pp. 201-210, Elsevier Science Publishers B. V. Amsterdam, The Netherlands, The Netherlands