تأثير التناغم بين التغيير والسکون على الإنسان في الفراغات الداخلية

نوع المستند : مقالات علمیة محکمة

المؤلفون

جامعة دمياط – کلية الفنون التطبيقية قسم التصميم الداخلي والأثاث

المستخلص

الملخص
يحتاج الإنسان دائماً إلى الإحساس بالارتباط مع محيطة وانتماؤه إليه. يتولد هذا الشعور من إحساسه المستمر بمتغيرات البيئة، ومع حقيقة کون البيئة متغيرة على الدوام فإن خصائص الفراغات الثابتة تحول دون التعايش المريح للإنسان بالداخل مع المتغيرات المستمرة في البيئة من حوله، فيشعر وکأنه يعيش بداخل صناديق مغلقة [1]حيث يعيش الإنسان داخل الفراغات بمتوسط 90% من عمرة[2]حتى غدت فراغات ذات تصميم استاتيکي ساکن لا يتلاءم مع ديناميکية الطبيعة الإنسانية سريعة التغيير.
وتکمن مشکله البحث في فقدان الإنسان الصلة بينه وبين البيئة؛ مما يؤثر ذلک سلباً على صحته البدنية والنفسية.  فهل المصمم الداخلي قادر على إحداث تغيير في تصميم الفراغات الداخلية لتحاکى البيئة الطبيعية في تغيرها وتنوعها من خلال عناصر التصميم الداخلي؟ وما مدى أثر إحداث تناغم بين التغيير والسکون في عناصر البيئة الداخلية على سلوک الإنسان وأدائه لأنشطته داخل الفراغ؟
فيهدف البحث إلى التنبؤ بما وراء التغيير والسکون في علاقة الفراغات الداخلية بالبيئة ومردود ذلک على صحة الإنسان بالداخل، ومدى تأثير التغيير في التصميم الداخلي على سلوک الانسان وأدائه لأنشطته المختلفة. وذلک من خلال دراسة أثر التغيير والسکون على سلوک الانسان وأدائه لأنشطته داخل الفراغ، وذلک من خلال الدراسات المسحية والتحليلية.
الکلمات المفتاحية: التغيير – السکون – الفراغ الداخلي -الراحة النفسية والبدنية.



[1] أمل کمال محمد شمس الدين: دور المباني في تحقيق تعايش الإنسان مع البيئة، المؤتمر الدولي الثالث لجامعة عين شمس في الهندسة البيئية، ص 2، ابريل، 2009.


[2] المرجع السابق، ص 2         

الموضوعات الرئيسية


المقدمة:

أجمع العديد من العلماء على أن الإنسان يحتاج إلى التغيير المستمر حتى يحافظ على مستوى ذکائه، ولا يمکن أن يطور الإنسان تفکيره إلا إذا عاش في مجال به متغيرات متلاحقة، کما لا يحدث التفکير المتجانس إلا بالتغيير والتنوع في الانطباعات والأحاسيس [1]، فيحتاج جسم الإنسان للتوافق مع التغيير المستمر وعدم ثبات النظام من حولة فکثيراً ما يشعر الإنسان بالملل والخمول لکونه لا يستطيع التعايش مع الفراغات الداخلية بصورة ثابتة، لإن الإنسان لا يستطيع التعايش بشکل نمطى وثابت، بل يحتاج دائماً إلى التجديد والتطوير للحفاظ على حيويته ونشاطه وتحسين حالته النفسية.

لا يتوقف التغيير على البعد المادي فقط بل يشمل البعد المعنوي، فالحياة الثابتة لا تدفع الإنسان إلى الإبداع والابتکار وقديماً قال الفيلسوف اليوناني "هيرقليطس" إن التغير قانون الوجود، وأن الاستقرار موت وعدم".[2]

التغيير والزمن:

التغيير قد يحدث موضوعياً في المجال المرئي أو ذهنياً في عملية الإدراک، أو کلياً معاً والزمن هنا يدخل في جميع الحالات. فهناک تصميم استاتيکي يعتمد على طبيعة تکوينه، وهناک تصميم ديناميکي يمثل بمفهومة الجمالي رؤية جديدة لدى المتلقي من خلال حدوث تغيير يضيف بعداً جديداً للتصميم وهو "الزمن-البعد الرابع"، فيرى الإنسان صورة مختلفة ليصبح تصميم ديناميکي سماته التغيير في وحدة الزمن.

فالزمن عامل غير مادي لا يمکن لمسة أو رؤيته ولکنة عنصر يمکن تتبعه من خلال التغيير بدايةً من حرکة الفرد داخل الفراغ مرورا ً بتغيير مکونات الفراغ الداخلي أو تغيير نتيجة لتفاعله مع البيئة الخارجية وجاء هذا التغيير کرد فعل فلسفي للحياة التي تتغير بسرعة کبيرة، وإن هذه التغييرات في مقياس الزمن تتکرر کدقات الساعة ولکن بدون اتجاه.

کما تضفي ثنائية العلاقة بين المکان والزمان في التصميم الداخلي التجدد المستمر والتغيير بمجرد ملاحظة الفراغ المحيط بالمتلقي، حيث هناک المزيد مما يتم اکتشافه وأنه بعد زمني يمکن أن يظهر جلياً من خلال تفاعل الإنسان مع الفراغ الداخلي مولداً خبرة مختلفة من خلال مرور الزمن. [3]

 

-    أولاً: تأثير التناغم بين التغيير والسکون **[4] على الصحة البدنية للإنسان:

ترتبط صحة الإنسان البدنية بالحاجات الفسيولوجية التي هي من أهم الاحتياجات الضرورية للإنسان والتي بدون تحقيق جزء منها تصبح معاناة الإنسان أکيدة داخل فراغه الداخلي، ويصبح ممرضاً فيؤثر ذلک على حالة الإنسان الصحية.

ويستشعر الإنسان متغيرات البيئة من حولة وقد ألفها، وهناک مجموعة من الحواس تکون هي المسئولة عن إدراک هذه التغيرات المحيطة بالإنسان هذه الحواس هي العين والأذن والجلد والأنف والفم والتي عن طريقها ينتقل تأثير البيئة على الإنسان ليمتد التأثير إلى الحالة الصحية للإنسان، کما يمکن التأثير على جميع حواس الإنسان بالفراغ الداخلي لاستشعار متغيرات البيئة المحيطة بصورة وجدانية مستمرة تحقق مفهوم التعايش مع البيئة ونقل متغيرات تلک البيئة المحيطة وإدراکها والتفاعل معها من خلال حواسة المختلفة ليستشعر متغيراتها ويستمتع بالاتصال الحسى بها وبکونه جزءاً لا يتجزأ من تلک المتغيرات، ويمنعه من الانعزال والانفصال عن بيئته، بل تساعده على إدراک متغيراتها والتفاعل معها مما يؤثر بالإيجاب على صحة الإنسان البدنية.

جسم الإنسان يحتاج جسم الإنسان إلى تغييرات مستمرة في مختلف أوضاع ممارسة النشاط فمثلا:

 نشاط الجلوس يرى الباحثون أن الاختلاف في أوضاع الجلوس يسبب الراحة للجالس. [5] أما بالنسبة لکرسي العمل حيث يستخدمه الإنسان لثمان ساعات قد تکون متصلة خلال اليوم فيجب أن يتوفر فيه إمکانية تغييره فيناسب أوضاع کثيرة ليمکن الجالس من أن ينقل وزنه ويغير وضعه بسهولة، فيجب عند مرور 45 دقيقة على الجلوس على کرسي العمل أخذ راحة لمدة دقيقتان وتغيير الوضع حتى لا تؤثر سلبا ً على الدورة الدموية. [6] فالجلوس في وضع ثابت لفترة على کرسي ثابت غير متغير الوضع أثناء العمل يؤثر سلبا ً على الدورة الدموية وعلى الجهاز الهضمي. [7]

نشاط النوم يحتاج جسم الإنسان إلى تغيير وضعه خلال النوم، حيث يستهلک من 6 – 8 ساعات بما يعادل ثلث عمره، حتى لا يتسبب ذلک في وجود قرح بالجسم والتي تسمى قرح الفراش.

فالتغيير يجعل الفرد يتمتع بالعمليات الحيوية السليمة لوظائف جسمه فيتمکن الفرد من أداء أنشطته اليومية ويکون قادر على الإنجاز مع استغلال أکثر للوقت والجهد.

العين يتفاعل الإنسان مع التغيير، حيث تحتاج العين البشرية رؤية التغيير، فالعين تمثل دور فعال في التأثير على البيئة الداخلية للإنسان وعلى حالته الصحية لکونها عنصر ربط مادي بين البيئة الداخلية والبيئة الخارجية ناتج عن انتقال الإحساس بالعالم الخارجي في شکل موجات ضوئية وتحويلها إلى ذبذبات عصبية تصل إلى المخ.[8]

يتزامن مع تغير الضوء بين النور والظلام خلال ساعات اليوم حيث يقوم الإنسان بأنشطته المتنوعة فيؤثر على ما يعرف بالساعة البيولوجية لجسم الإنسان وقد أظهرت الأبحاث أن التعرض للضوء بأشکال مختلفة وفي أوقات مختلفة هي أحد العوامل التي تؤثر على کفاءة الأفراد وذلک من خلال تأثيرات فسيولوجية مرتبطة بإفراز الهرمونات في جسم الإنسان. [9]

لذلک ففي بعض الفراغات الداخلية وخاصة فراغات العمل تم عمل نظام يطلق عليه biodynamic light يحاکى الإضاءة الطبيعية واختلافها خلال ساعات اليوم حتى لا يشعر الإنسان بانفصاله عن البيئة المحيطة داخل فراغات العمل وأيضاً تأثير اختلاف الضوء على الموظفين خلال ساعات العمل بالإيجاب على صحتهم.

حيث تؤثر الإضاءة الطبيعية على الغدد الصنوبرية والنخامية التي تقع خلف العين والغدتين کلاهما حساس للضوء ومسئول عن تنظيم إفراز الهرمونات التي تعمل على تنظيم الوقت لفاعليات الجسم المختلفة (الساعة البيولوجية)، وتکوين صبغة الميلاتونين في الجلد، وتحقيق قدرة الجسم على تصنيع الفيتامينات.[10]

وأکد مؤتمر الآثار العضوية للضوء الذي أقامته أکاديمية العلوم في نيويورک والذي أثبت أن الضوء في البيئة يحقق العديد من الآثار العضوية التي تحقق الصحة وتؤثر على الرؤية التي لها أهمية في تصميم الفراغ الداخلي والخارجي وفى تحسين الصحة العامة. [11]

في حقيقة الأمر فإن طبيعة الضوء لا تتغير بفعل انعکاساته على الأشکال والألوان، إنما تتغير نتائجه نتيجة تغير تفاصيل وعناصر التصميم فيتکون فراغ داخلي جديد بفعل الانعکاسات والظلال المتکونة والتي تتغير بتغير الزمن، کما ترتبط ملامس الأسطح بالضوء الساقط عليها حيث يمکن التعرف عليها بصرياً عن طريق سلوک الأسطح في التعامل مع الضوء الساقط عليها.

لعبت الإضاءة الطبيعية المتغيرة عبر الزمن وانعکاساتها على الفراغات الداخلية دوراً مهماً في تحقيق الإيقاع الديناميکي المتعاقب والمتتابع بصورة مستمرة في الفراغ الداخلي، فيجعل تصميم المکان يخرج من إطار الثبات للأبعاد الثلاثة الأساسية المکونة للتصميم إلى البعد الرابع المتغير بالتعاقب الزمنى حيث يتغير التصميم مع تغير الحرکة داخل المکان من الإدراک اللحظي إلى التراکمي.[12]

الأذن قد ألف الإنسان أصوات الطبيعة من حوله وهي تتغير بين الأصوات الصاخبة والأصوات الهادئة والتي قد تحدث بعض التغييرات الفسيولوجية وتؤثر على صحة الإنسان وأداء نشاطه فقد تکون باعثة على النشاط وبث الروح المعنوية وقد تکون باعثة على الاسترخاء والراحة. أما ثبات الأصوات فيوحى بالملل، وتؤثر تلک الأصوات سلبا ً على صحة الإنسان وأيضا ً إذا زادت عن المدى المقبول بالنسبة للإنسان، وقد تؤثر إيجابا ً بإحداث تناغم يؤثر على صحة الإنسان فيقلل من ضغط الدم ويساعد على الهدوء.

أما الأصوات العالية التي تسبب ضوضاء وتزداد عن الحد المسموح ممکن أن تسبب تأثيرات فسيولوجية متمثلة في الإجهاد الذهني والجسدي وبعض المشاکل الصحية مثل ارتفاع ضغط الدم والقلق والصداع والشعور بالغثيان وفقدان الذاکرة وقلة الاستيعاب. [13]

الجلد: الإنسان بحاجة دائمة إلى التغيير فتغيير الهواء مهم للإنسان حيث يشعر بالراحة مع تغيير نسيم الهواء، وإن جسم الإنسان يحدث حالة من الاتزان الحراري بينه وبين البيئة المحيطة عن طريق فقد واکتساب الحرارة فهو يعمل کآلة حرارية، فإذا کان الهواء المحيط بالجسم بارد فإن الجسم يمنع انتقال الحرارة للوسط الخارجي بتقليل تدفق الدم إلى الجلد الذي يساعد في تقليل الفاقد من الحرارة. وفى حالة ما إذا کان الوسط المحيط أکثر حرارة، فإن الجسم يجلب الدم الدافئ تحت الجلد ليساعد في تبخر العرق. [14]

إن حرکة وتغيير الهواء له تأثير على انتقال درجة الحرارة من وإلى جسم الإنسان عن طريق تيارات الحمل، کما يساعد في سرعة تبخر العرق لسطح الجسم، فبقله حرکة الهواء داخل الفراغ نتيجة لوقوعه في منطقة مزدحمة ضيقة تحيط به مباني مرتفعة، تتراکم داخله الملوثات ذات التأثير الضار بصحة الإنسان.  وفيما يلي جدول رقم 16: يوضح العلاقة بين سرعة الرياح وإحساس الإنسان بتأثيرها:

 

 

سرعة الرياح م/ث

تأثيرها على الإنسان

0 - 0.25

غير ملحوظة

0.25 – 0.5

محببة

0.5 – 1.00

الحرص من تأثير الهواء

1.00 – 1.5

مثير للضيق

أعلى من 1.5

مزعجة

جدول 16: يوضح العلاقة بين سرعة الرياح وإحساس الإنسان بتأثيرها

فإن جسم الإنسان في حاجة إلى اتزان حراري، حيث يحتاج إلى الحفاظ على درجة حرارة ثابتة لأنسجة الجسم، لأن أي تغيير عن ذلک قد يؤدى إلى اضطراب وخلل بالجسم، وبالتالي شعوره بعدم الراحة الحرارية. [15]

فالإنسان يشعر بالراحة مع تغيير الهواء کل فترة والسماح للتهوية الطبيعية بالدخول والحرکة داخل المبنى، حيث تتوفر الأيونات السالبة * [16]في البيئة الخارجية الطبيعية ولاسيما حول الشلالات وقمم الجبال وفى المناطق دائمة الخضرة. [17]

العقل البشرى: إن الإنسان يحتاج إلى طاقة للتفکير، ولا يمکن للإنسان أن يطور فکره إلا إذا عاش في مجال به تغيرات متلاحقة، فقد حرص العرب قديما ًعلى تربية أطفالهم في فراغات مفتوحة حتى عمر معين وفى بادية مفتوحة تکون صحية له أکثر، لتنمية قدراته العقلية ويصبح حر التصرف ويتميز بالجرأة واعتياد المخاطر وتمنحه قوة ونشاطا ً جسديا ً.[18]

ولا يمکن للإنسان أن يطور تفکيره إلا مع حدوث التغيير، وإلا وقع فريسة عدم التجديد والتفکير المتجمد. فتطوير التفکير المتجانس للأفکار لا يتم إلا بالتغيير والتنويع في الانطباعات والأحاسيس، وعدم وجود مثل هذه التغيرات والتنوع وحرمان الإنسان منها يؤخر في عملية النمو وخاصة بالنسبة للأطفال الصغار. وإننا لا نستطيع أن نلاحظ ذلک في الفراغات الداخلية حيث يفضل الأشخاص ما هو يجذب النظر ويحتوي على التنوع والتغيير. [19]

 

-    ثانيا ً: تأثير التناغم بين التغيير والسکون على الصحة النفسية للإنسان:

يعد توفير الراحة النفسية من أهم المتطلبات الإنسانية ، وخاصة داخل الفراغ الداخلي فهي تتعدى المتطلبات الجسدية إلى الرغبة في الارتباط والتعايش مع البيئة الداخلية والشعور بالسعادة بها ، وأجمع العديد من علماء النفس أن الإنسان يحتاج إلى التغيير المستمر حتى يحافظ على حيويته ونشاطه ومستوى ذکائه ، ويؤدى عدم وجود مثل هذه التغييرات إلى وجود بعض الأضرار النفسية السيئة کالملل والاکتئاب ونمطية الأداء ، ومن جانب أخر فإن الإنسان يحتاج إلى الشعور بالمغامرة والتي يمکن تحقيقها بتصميم بيئة داخلية بها متغيرات حسية متلاحقة ومشاهده متغيره .

ويؤدى التغيير إلى الحفاظ على حيوية الإنسان بل ويبعث روح التفاؤل في النفوس فيعمل على تفجير الطاقات الإيجابية بل ومقاومة الأضرار النفسية السيئة.

وهناک عناصر کثيره بمکن إحداث التغيير من خلالها ومنها الإضاءة والصوت وغيرها، فمثال لذلک أن التنوع في استخدام أساليب الإضاءة داخل الفراغ يزيد الإحساس بالسعادة، وفى حالة عدم وجود تنبيه أو حرکة ناتجة عن محددات الفراغ فإن ذلک يؤدى إلى الشعور بالملل والرتابة.[20]

 فالتغيير يجذب انتباه المتلقي ويشعره بالجمال والإبداع من أجل اکتشاف ما هو غير مألوف وأيضا ً نقل قراءات بصورة مختلفة مما يؤثر بذلک على الإنسان محدثة تأثير إيجابي يحد من الشعور بالملل. [21] فالعين تمثل أيضا ً عنصر ربط معنوي بين البيئتين يتمثل في انتقال بعض المشاعر والأحاسيس التي تؤثر على حالة الإنسان النفسية بالسلب أو بالإيجاب، وتنقل هذه الأحاسيس من الفراغ الداخلي اما عن طريق الشکل (Form) أو عن طريق اللون ونسبة الإضاءة الساقطة عليه.

نجد الموسيقى مثالاً مهم کنموذج للتغيير فعندما نسمع الموسيقى، نسمع تسلسل النغمات على السلم الموسيقى، فالسلم الموسيقى عبارة عن تتابع النغمات صعودا ً وهبوطا ً، وتغيير المقام يؤثر على الحالة النفسية للإنسان.  وقد اکتشف الأطباء النفسيون أن الموسيقى هي أحد أکبر العوامل التي تساعد في تغيير الحالات المزاجية.[22] فتعتبر الموسيقا من وسائل التنفيس عن المشکلات التي يعاني منها الفرد، حيث تسمح بإطلاق الخيال وبالتالي في تقليل ما ينبعث في النفس من خواطر والهامات تقلل من التوتر النفسي لدى الشخص السامع للموسيقا أو المؤدي لها على السواء، حيث يؤکد فيبر (Weber)على فاعلية أثر الموسيقا في تخفيض حدة التوتر وتغيير مزاج الفرد خصوصاً بالنسبة للروتين اليومي الذي يتعرض له المرء، کما يؤکد على أن الموسيقا تساعد في توجيه السلوک واتخاذ القرار عند الإنسان بشکل أفضل، وذلک من خلال التأثير المباشر على الدماغ الذي يستجيب بدوره للذبذبات الصوتية کمثير خارجي ويتأثر بها تبعاً لنوع الموسيقا المسموعة.[23]

وفى الفراغ الداخلي يمکن الاستعانة ببعض العناصر التي تجلب أصواتا ً تحاکى الموسيقى في تغيراتها ومن الطبيعة في تأثيرها على الإنسان مثل صوت خرير المياه النابع عن نافورة أو صوت العصافير ... وهکذا. فيعتبر الجانب النفسي الذي يترکه التصميم عند المتلقي من أهم العوامل التي تؤثر على علاقة الإنسان بالتصميم ومدى تفاعله معه سواء بالسلب أو بالإيجاب.

وإن التنوع البصري للمتلقي يولد شعورا ً إيجابيا ً فعندما يشعر بالتغيير کتباين الألوان والملامس والأشکال، وکذلک التغيير في المناسيب داخل الفراغ والابتعاد بأن يکون اتجاه الرؤية في خط واحد واضح ومستقيم وإنما عليه أن يحاکى الطبيعة من حولنا فيغلب على خطوطه الانحناء الذي يضيف للتصميم إحساس بالحرکة والتشويق. [24]

-    ثالثا ً: تأثير التناغم بين التغيير والسکون على سلوک الإنسان:

عندما يتصل الإنسان بالبيئة المحيطة يتعرض لعدد من المثيرات الصادرة عما يحيط به وقد يستطيع الفرد مواجهة هذه المثيرات بالتکييف معها أو أن يفقد القدرة على التکييف وتتفاوت هذه القدرة من شخص لآخر، ويعتبر التصميم الداخلي أحد هذه المثيرات الموجودة بالبيئة الحضرية والملازمة له في ممارسه جميع أنشطته في الفراغات الداخلية، والتي يدرکها الفرد بحواسه أولا فتؤثر على سلوکياته.

حيث يعرف السلوک الإنساني بأنه کل الأفعال والنشاطات التي تصدر عن الفرد سواء کانت ظاهرة أو غير ظاهرة، وهو محصلة التفاعل بين العوامل الشخصية والعوامل البيئية وذلک وفقا ً لقدرات الفرد وطريقة إدراکه.[25]

فالإدراک هو الوسيلة التي يتصل بها الإنسان مع بيئته المحيطة، فهو عملية عقلية تتم بها معرفة الإنسان للعالم الخارجي عن طريق التنبيهات الحسية، فضلا ً عن أن الإدراک الحسي لا يقتصر على الخصائص الحسية للشکل المدرک فقط بل يشمل أيضا ً معرفة واسعة تخدم هذا الشکل.  

يقول الفيلسوف برجستون : ( إن ما تنتزعه حواسنا من محيط العالم الخارجي هو ما ندرکه لينير السبيل أمام سلوکنا لأداء فعل معين ) أي أننا لا ندرک في الواقع سوى ما يساعدنا على الاستجابة لما نواجه من مواقف ، أو ما يحقق لنا الإشباع في حياتنا العملية ، فليس الإدراک الحسي سوى عامل مساعد للفعل والسلوک ، وهذا يعنى أن الإدراک هو استجابة للأشکال الحسية والرموز والأشياء بقصد القيام بسلوک معين ، وتتوقف الاستجابة على طبيعة المنبه الخارجي وطبيعة الحواس والحالة الشعورية و اتجاه التفکير وإلى المعلومات والتجارب السابقة للإنسان . فالإحساس بالفضاء والشکل يتکون عند تحقيق علاقة إدراکية معينة بين الإنسان ومحيطه، أي أن الإدراک عملية عقلية تتحدد بالمؤثرات التي يمکن أن يؤثر في عقل المتلقي دون تحديد نوع التأثير سلبا ً أو إيجابا ً فتتعامل مع المعطيات البيئية للمحيط والهيئة المدرکة. [26]

ويجب أن يشعر الإنسان بالمتغيرات المختلفة وتمتلک البيئة عناصر يمکنها المرور إلى الفراغات الداخلية بصور حسية  متنوعة کالضوء والماء والهواء فمثلا تعطى الإضاءة المتغيرة مشاعر متنوعه يمکن التحکم فيها بالتحکم في خصائص الضوء وکذلک للماء والهواء ويکون  التأثير الناتج على أحد الحواس أو جميعها ، کالتأثير على حاسة البصر ، اللمس ، السمع ، التذوق والشم ، ويلاحظ أنه يمکن التأثير على حواس البصر واللمس والسمع بسهولة على عکس التذوق والشم وعلى الرغم من ذلک قام فرانک لويد رايت في مبناه الشهير فيلا الشلالات بالتأثير على الحواس جميعها ، فبمجرد دخول المنزل يبدأ الترکيز على الحواس وتفاعلها مع ما حولها ، ويمکن الإحساس بملمس الحجر الغشيم بمجرد النظر إليه ، نتيجة التضاد القوى في الضوء ويمکن شم الهواء المعبق برائحة المکان وسماع صوت سقوط المياه ، والإحساس بملوحة تلک المياه کما لو أنه يتم تذوقها . [27]

فالإحساس بالفراغ الداخلي يتکون عند تحقيق علاقة إدراکية معينة بين الإنسان ومحيطه أي أن الإدراک عملية عقلية تتحدد بالمؤثرات التي يمکن أن تؤثر في عقل المتلقي دون تحديد نوع التأثير سلبا ً أو إيجابا ً فتتعامل مع المعطيات البيئية للمحيط والهيئة المدرکة، ولذلک فإن إحداث التغييرات في بيئة الفراغ الداخلي ينتج عنها مؤثرات تؤثر على المتلقي لينشأ التصور العام للشکل المدرک وبالتالي تحقيق الفکرة التصميمية المطلوبة. [28]

والسلوک هو نتيجة تفاعل الشخصية مع البيئة المحيطة به، ويقصد بالسلوک جميع الأنشطة التي يقوم بها فرد ما والتي يمکن لفرد آخر أن يلاحظها، وهناک عدد من المفاهيم التي لا تخضع للملاحظة المباشرة، ومن أمثلة ذلک الخبرة الشخصية الذاتية والعمليات الشعورية التي لا يمکن للغير أن يلاحظها.

ويتأثر سلوک الإنسان بالبيئة المحيطة والتغيير فيها وبالتالي فهو يتأثر بترتيب البيئة المشيدة وترتيب عناصرها کالأثاث حيث لاحظ بروشنسکى وزملائه proshansky، sommer، Itellson، أن سلوک النزلاء في أحد المصحات العقلية تأثر بترتيب الأثاث.[29]

إن السلوک الإنساني ليس شيء ثابتا ً ولکنه يتغير ، وقد يحدث بطريقه إرادية أو بشکل مقصود وواعى ويتأثر فيها بعوامل البيئة الداخلية ومفرداتها وخصائصها المختلفة والتي تمثل المثيرات لهذا السلوک ، کما أن إدراک الإنسان لعناصر التصميم الداخلي ينقسم إلى ثلاث مراحل تتحدد في مرحلة الإحساس ، ومرحلة الانتباه ، ومرحلة التفسير ، ويعتبر التعرف على هذه المراحل وتحليلها من أساسيات البدء في تعديل السلوک الإنساني ، وبين استقبال المثيرات (متمثلة في أعمال التصميم الداخلي ومکملاته ) ورد فعل الإنسان ( السلوک ) أثناء ممارسته لأنشطته المختلفة في البيئة الداخلية ، يأتي الإدراک والذى يمر بثلاث مراحل محددة في مرحلة الإحساس ، ومرحلة الانتباه ، ومرحلة التفسير .

 

 
   

 

 

 

 

 

 

 

 

 

شکل 17: يوضح مراحل الإدراک بين استقبال المثيرات واستجابة الإنسان (السلوک)[30]

إن معظم عمليات التفکير في تصميم الفراغات الداخلية تعتمد على حل المشکلات المعمارية ووضع تصميم للفراغ مع إغفال الجانب المتعلق بسلوک الإنسان المستخدم داخل الفراغ مما يؤثر على تلبية احتياجاته فيؤثر على تقبله لفراغه الداخلي. 

ينبغي على التصميم الداخلي توفير محيط ملائم لتشکيل السلوک من خلال تبادل المشاعر الطيبة مع الآخرين، وتحقيق مستوى من الحاجات النفسية المهمة کالأمان والخصوصية وتعزيز التفاعل الإنساني، أي أن هناک علاقة متشابکة بين أنشطة الإنسان human activities والفراغات المادية physical spaces، وإن تغير إحداهما يترتب عليه تغير الثانية.[31]

فهناک تأثير متبادل بين سلوک الإنسان وتغيير الفراغ الداخلي، ويجب أن يعتمد التصميم على الربط بينهما لتحقيق احتياجاته واستغلال سلوک الإنسان نتيجة لتفاعله مع الفراغ الداخلي فيوفر فراغ داخلي يستجيب لحاجة المتلقي ويتفاعل معه.

ويعرض هذا الجزء محاولة لتحقيق فلسفة التغيير والسکون في الفراغات الداخلية بتطبيق ما تم التوصل إليه من خلال نقل أنواع التغيرات التي تحدث في البيئة إلى الفراغ الداخلي على نموذج لفراغات داخلية ترتبط بالطبيعة ويستشعر الإنسان بها بمتغيرات الطبيعة محققه التناغم للوصول لراحة الإنسان ورقيه، عن طريق نقل خصائص الطبيعة للفراغ الداخلي  (کالحرکة -التکرار والتتابع اللانهائي -الشفافية والعتامه -الاختلاف في الحجم -التغيير في الصفات -اختلاف الملامس -التجديد والاستمرارية والنمو-اختلاف النسب والأبعاد) ونقل عناصر الطبيعة کأشعة الشمس - أصوات الطبيعة - حرکة الهواء - ألوان الطبيعة - عنصر المياه -  النباتات ومفردات الطبيعة.

نموذج لنقل خصائص الطبيعة (التغيير في الصفات) من خلال الفکرة التصميمية التي توضح:استخدام دهانات من خامات کروموضوئية أو کروموحرارية تغير لونها بالتدريج مع اختلاف العوامل الخارجية، حيث تقوم بتغيير ألوانها عند تعرضها لأشعة الشمس أو حدوث تغيير في شدة الضوء، فکلما کان الجو مضيئا أکثر أصبحت ألوانها أکثر إعتاما والعکس بالعکس، مما يخلق لدينا توازناً لونيا ًمريحا للعين البشرية.

   

تغيير الحرباية للونها تبعا ًللبيئة المحيطة

   

تغيير لون الدهانات تدريجياً عند تعرضها لأشعة الشمس أو حدوث تغيير في شدة الضوء

-    نموذج لنقل عناصر الطبيعة (عنصر المياه):

 

الاستفادة من وجود عنصر المياه في الطبيعة

 

يوضح وجود عنصر المياه داخل الفراغ، والتنوع في استخدام المناسيب في الأرضيات مما يحقق حرکة إيقاعية في التغيير، وأيضا ً الإحساس بالسکون في الأرضيات الثابتة.

 

-    نقل عناصر الطبيعة (عنصر النبات):

 

 

 

التنوع والاختلاف في شکل النباتات في الفراغ الداخلي، واستخدام الأنواع المختلفة التي تضفي روائح ذکية تنتشر مع نسيم الهواء وتؤثر في الحالة النفسية للإنسان

-    نقل عناصر الطبيعة (حرکة الهواء):

 

 

 

نقل حرکة الهواء من خلال توجيه الفراغ الداخلي بحيث يتحرک الهواء بلطف داخل الفراغ واستخدام ستائر ذو خامات مختلفة المسامية تتحکم في دخول الهواء کأنه نسيم هواء محبب للإنسان.

 

 

 

نتائج البحث:

§ إن المصمم قادر على إحداث تغيير في تصميم الفراغات الداخلية وإحداث هذا التغيير له مردود إيجابي على الإنسان، ليرضى احتياجاته البدنية ويرفع کفاءة الأداء، وأيضا احتياجاته النفسية فيعالج الاکتئاب والملل ويجعل الإنسان أکثر نشاطا ً، من خلال الاهتمام براحة المتلقي سواء الفسيولوجية أو السيکولوجية تتم عن طريق:

أولا: البدنية /الفسيولوجية:

  • · التأثير على جميع حواس الإنسان بإحداث تغيير في الفراغ الداخلي لاستشعار متغيرات البيئة المحيطة وإدراکها والتفاعل معها مما يؤثر بالإيجاب على صحته البدنية.
  • التنويع والتغيير بين الإضاءة الطبيعية لأثرها على صحة الإنسان وبين الإضاءة الصناعية للتأثير على کفاءة الفرد الأدائية.
  • · التغيير بين الأصوات الصاخبة والهادئة التي ألفها الإنسان في البيئة الطبيعية، ولکن بالحد المسموح حيث يؤثر بالإيجاب على صحة الإنسان البدنية.
  • · يحتاج جسم الإنسان للتغيير المستمر مثل اختلاف وتغيير أوضاع الجسم أثناء القيام بالأنشطة المختلفة مثل نشاط الجلوس أو العمل. وغيرها، فالتغيير يجعل الإنسان يتمتع بالعمليات الحيوية السليمة لوظائف جسمه.
  • · تغيير الهواء بداخل الفراغات الداخلية مهم للإنسان فيحافظ على حالة الاتزان الحراري لجسم الإنسان، فيساعد على سرعة تبخر العرق لسطح الجسم ويساعد على انتقال درجة الحرارة من وإلى جسم الإنسان.
  • · کما تحافظ حرکة وتغيير الهواء على إعادة توازن المحتوى الأيوني للهواء ونسبة الأکسجين المؤثرة على راحة وأداء الإنسان داخل الفراغ.

ثانيا ً: النفسية /السيکولوجية:

  • التنوع في استخدام أساليب الإضاءة داخل الفراغ حيث يذيد الإحساس بالسعادة.
  • محاکاة التناغم في أصوات الطبيعة لتغيير الحالة المزاجية للإنسان.
  • استخدام النسب والمقاييس المختلفة في التصميم والمتناغمة مع الطبيعة والإنسان لتحقيق تصميم مريح نفسيا ً للإنسان.
  • فلتحقيق فلسفة التغيير والسکون لابد من نقل عناصر وخصائص البيئة الطبيعية بالفراغات الداخلية.
  • · إن إحداث التناغم بين التغيير والسکون في عناصر البيئة الداخلية يؤثر على سلوک الإنسان وتفاعله مع هذا الفراغ، فهناک تأثير متبادل بينهما مما يوفر فراغ داخلي يستجيب لحاجة الإنسان ويحقق الراحة له.


[1] المرجع السابق، ص 2

[2] أحمد سمير – دينا فکرى: ثقافة التغيير کحافز إبداعي في التصميم الداخلي، التصميم الدولي، عدد 5، إصدار 1، ص 145.

[3] وائل رأفت محمود: ثنائية الزمان والمکان في التصميم الداخلي "الحيز الداخلي للعمارة الإسلامية بين التأثير والتأثر"، کلية الفنون التطبيقية-حلوان-2016-صـــ 392) www.researchgate.net

[4]**السکون:هو دوام الشيء دون تغيير  ، سُکون: (اسم)مصدر سَکَنَ، والسُّکُونُ: الهُدُوءُ ، الصَّمْتُ ويقصد به هنا حالة الجمود في التصميم الداخلي ومکملاته والتي قد تصيب الإنسان بالملل والرتابة وتؤثر على الحالة النفسية له بالسلب .

المعجم الرائد : https://www.almaany.com/ar/dict/ar-ar/%D8%B3%D9%83%D9%88%D9%86/

[5] مرکز معلومات إرجونومية التصميم: التحليل البيوميکانيکي للعمل والمنتجات

http:/www.ergo-eg.com160.php      

[6]Occupational health : computer health , imperial collage ,London :

    Http:/www3.imperial.ac.uk/occhealth/guidanceandadvice/computerhralth/computerhealthgeneralguidance

[7]Office furniture design according to human anthropometric date :

    http:/www.designsociety.org/puplication/29654/office_furniture_design_according_to_a_human_anthropometr(ic_date،

[8]  أماني مشهور: الأسس والمعايير التصميمية والتکنولوجية لتأثيث المسکن الصحي: رسالة ماجستير، کلية الفنون التطبيقية، جامعة حلوان،2005 ص 21-28

[10] عبد الرحمن محمد بکر: البيئة الضوئية داخل المسکن وأثرها على صحة الإنسان، مجلة علوم وفنون، المجلد 20، العدد1، يناير 2008، ص 116-121.

 [11] المرجع السابق، ص 121

[12] وائل رأفت محمود: ثنائية الزمان والمکان في التصميم الداخلي " الحيز الداخلي ، مرجع سابق، ص 400-403.

[13] هدى عبد الصاحب العلوان – ياسمين حقي حسن بيک: تناغم العمارة مع الطبيعة " التصميم المستدام نحو صحة ورفاة الإنسان “ ، مجلة الإمارات للبحوث الهندسية، المجلد الثاني والعشرون، رقم 1، 2017.، ص 43.

[14] أماني مشهور: الأسس والمعايير التصميمية والتکنولوجية لتأثيث المسکن الصحي، مرجع سابق، ص 22

[15] محمد عبد الفتاح أحمد العيسوي: تأثير تصميم الغلاف الخارجي للمبنى على الاکتساب الحراري والراحة الحرارية للمستعملين" منهج لعملية التصميم البيئي للغلاف الخارجي للمباني “،رسالة ماجستير، جامعة القاهرة، 2003، ص 36

[16]  الأيونات السالبة مهمة للعمليات الأيضية، ومعظم الناس يشعرون بالصحة والحيوية في الهواء الغنى بالأيونات بنسبة 40: 60 السالبة إلى الموجبة ويشعر الکثير من الناس عند قلة الايونات السالبة بالصداع والنعاس والکسل.

هدى عبد الصاحب العلوان – ياسمين حقي حسن بيک: تناغم العمارة مع الطبيعة " التصميم المستدام نحو صحة ورفاة الإنسان “، مرجع سابق، ص 43.

[17]  المرجع السابق، ص 43.

[18] سعود المطيري: اقتفاء تراثنا الشعبي في کتب الرحالة الغربيين، مجلة الرياض، العدد 17340، 2015، ص3http://www.alriyadh.com/1109894

[19]أمل کمال محمد شمس الدين: دور المباني في تحقيق تعايش الإنسان مع البيئة، مرجع سابق، ص 1-6

[20] المرجع السابق، ص 1-4

[21]باسم حسن هشام-مريم محمد: العمارة المتحرکة-أثر الحرکة الموضعية للعمارة في المتلقي-المجلة العراقية لهندسة العمارة-المجلد 28-العدد ان (2-1) -سنة 2014-صـــ 66.

[22] أماني مشهور: التأثير الإيجابي للتصميم الداخلي في الحفاظ على الصحة النفسية للإنسان، رسالة دکتوراه، کلية الفنون التطبيقية جامعة حلوان، 2011.

[23] رامي نجيب حداد: استخدام الموسيقا في العلاج النفسي،بحث منشور، www.researchgate.net

[24] هبة الله عثمان: تنمية العلاقة التفاعلية بين أفراد المجتمع والمتنزهات العامة من خلال التصميم الابتکاري، رسالة دکتوراه، کلية الفنون التطبيقية، جامعة حلوان، 2012، ص 188-189.

[25]  مهارات التعامل مع الغير " السلوک الإنساني “: المملکة العربية السعودية – المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني، الإدارة العامة لتصميم وتطوير المناهج، 268 دار.                         

http://www.booksjadid.top/2013/04/pdf_9102.html

https://ia801704.us.archive.org/24/items/133-161tanmia.booksjadid.blogspot.com/175.zip

[26] سعد محمد جرجيس: سيکولوجية الإدراک وتأثيرها على تصميم الفضاءات الداخلية، بحث منشور، 28/5/2006،

https://www.iasj.net/iasj?func=fulltext&ald=36929

[27] أمل کمال محمد شمس الدين: دور المباني في تحقيق تعايش الإنسان مع البيئة، مرجع سابق ،  ص 1-5

[28] سعد محمد جرجيس: سيکولوجية الإدراک وتأثيرها على تصميم الفضاءات الداخلية، مرجع سابق،

https://www.iasj.net/iasj?func=fulltext&ald=36929

[29] على عسکر – محمد الأنصاري: علم النفس البيئي، دار الکتاب الحديث، القاهرة، 2004، ص 33.

[30] أماني أحمد مشهور: تهذيب السلوک بأعمال التصميم الداخلي، المجلة الدولية للإبداع والدراسات التطبيقية، المجلد الثامن عشر، العدد الثاني أکتوبر، 2016 ص 608-612

[31] عبد الله سعدون سلمان المعمورى: إنسانية العمارة الإسلامية " العمارة بين متطلبات الحاجة ومثالية التنظير “، المجلة العراقية للهندسة المعمارية، العدد 22، 2011.

المراجع:
1)      أحمد سمير – دينا فکرى: ثقافة التغيير کحافز إبداعي في التصميم الداخلي، التصميم الدولي، عدد 5، إصدار 1، ص 145.
2)       أماني مشهور: الأسس والمعايير التصميمية والتکنولوجية لتأثيث المسکن الصحي: رسالة ماجستير، کلية الفنون التطبيقية، جامعة حلوان،2005.
3)   أماني مشهور: التأثير الإيجابي للتصميم الداخلي في الحفاظ على الصحة النفسية للإنسان، رسالة دکتوراه، کلية الفنون التطبيقية جامعة حلوان، 2011.
4) أماني أحمد مشهور: تهذيب السلوک بأعمال التصميم الداخلي، المجلة الدولية للإبداع والدراسات التطبيقية، المجلد الثامن عشر، العدد الثاني أکتوبر، 2016.
5) أمل کمال محمد شمس الدين: دور المباني في تحقيق تعايش الإنسان مع البيئة، المؤتمر الدولي الثالث لجامعة عين شمس في الهندسة البيئية، ابريل، 2009.
6) باسم حسن هشام-مريم محمد: العمارة المتحرکة-أثر الحرکة الموضعية للعمارة في المتلقي-المجلة العراقية لهندسة العمارة-المجلد 28-العدد ان (2-1) -سنة 2014.
7)      سعد محمد جرجيس: سيکولوجية الإدراک وتأثيرها على تصميم الفضاءات الداخلية، بحث منشور، 8/5/2006
8)      سعود المطيري: اقتفاء تراثنا الشعبي في کتب الرحالة الغربيين، مجلة الرياض، العدد 17340، 2015 http://www.alriyadh.com/1109894
9)      رامي نجيب حداد: استخدام الموسيقا في العلاج النفسي، بحث منشور، (www.researchgate.net)
10)   عبد الرحمن محمد بکر: البيئة الضوئية داخل المسکن وأثرها على صحة الإنسان، مجلة علوم وفنون، المجلد 20، العدد 1، يناير 2008.
11) عبد الله سعدون سلمان المعمورى: إنسانية العمارة الإسلامية " العمارة بين متطلبات الحاجة ومثالية التنظير “، المجلة العراقية للهندسة المعمارية، العدد 22، 2011.
12)   على عسکر – محمد الأنصاري: علم النفس البيئي، دار الکتاب الحديث، القاهرة، 2004.
13)   مرکز معلومات إرجونومية التصميم: التحليل البيوميکانيکي للعمل والمنتجات http:/www.ergo-eg.com160.php     
14) محمد عبد الفتاح أحمد العيسوي: تأثير تصميم الغلاف الخارجي للمبنى على الاکتساب الحراري والراحة الحرارية للمستعملين" منهج لعملية التصميم البيئي للغلاف الخارجي للمباني “، رسالة ماجستير، جامعة القاهرة، 2003.
15) هبة الله عثمان: تنمية العلاقة التفاعلية بين أفراد المجتمع والمتنزهات العامة من خلال التصميم الابتکاري، رسالة دکتوراه، کلية الفنون التطبيقية، جامعة حلوان، 2012.
16) هدى عبد الصاحب العلوان – ياسمين حقي حسن بيک: تناغم العمارة مع الطبيعة " التصميم المستدام نحو صحة ورفاة الإنسان “، مجلة الإمارات للبحوث الهندسية، المجلد الثاني والعشرون، رقم 1، 2017.
17)  وائل رأفت محمود: ثنائية الزمان والمکان في التصميم الداخلي "الحيز الداخلي للعمارة الإسلامية بين التأثير والتأثر"، کلية الفنون التطبيقية-حلوان-2016) www.researchgate.net
18) مهارات التعامل مع الغير "السلوک الإنساني “: المملکة العربية السعودية – المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني، الإدارة العامة لتصميم وتطوير المناهج، 268 دار. 
19) Occupational health : computer health , imperial collage ,London :
Http:/www3.imperial.ac.uk/occhealth/guidanceandadvice/computerhralth/computerhealthgeneralguidance
20)  Office furniture design according to human anthropometric date :
http:/www.designsociety.org/puplication/29654/office_furniture_design_according_to_a_human_anthropometr (ideate،
21) Lguzzini: biodynamic light