رؤية تحليلية نقدية لمسرح الطفل السعودي في الفترة ما بين (2010 : 2018)

مقدمة :

إن مرحلة الطفولة هي مرحلة عمرية مهمه في حياة الإنسان ، حيث يتم وضع الأسس الشخصية للفرد، وغرز القيم ، والاتجاهات ، وخلق مکونات التلقي والاستجابات التي تعمل على تنمية الوعي والفهم والادراک ، لذلک فهذه المرحلة هي أنسب مرحلة للنماء والتطوير والتغيير والرعاية والتربية لشباب المستقبل.( نعون عليمة ، 2012-33)

ولقد حظيت الطفولة بإهتمام متزايد في العصر الحديث ، حيث أن تلک المرحلة تُعتبر أهم مرحلة فى مراحل بناء الإنسان، فأطفال اليوم هم رجال ونساء المستقبل ، وبقدر العناية بهم ورعايتهم وتوفير سبل الحياة الإجتماعية والثقافية المناسبة لهم ، بقدر توقعنا بتقدم المجتمع ورقيه في جميع المجالات.

فمرحلة الطفولة هي من المراحل التأسيسية لتکوين شخصية الطفل بشتى الجوانب الاجتماعية والوجدانية والجسدية والذهنية والشخصية ، لذا تحظي باهتمام في مختلف دول العالم ، وعلينا الاهتمام بقضاياهم وحقوقهم وکيفية تربيتهم تربية صحيحة.(شادية جابر، 2003-10)

لذلک لابد من توضيح آليات التواصل والتعلم والفهم والاستيعاب لدى مرحلة الطفولة وهذا هو الدور الذي يقدمه المسرح بالنسبة للأطفال، فالمسرح بشکل عام ومسرح الطفل بشکل خاص يعمل علي خلق مکونات التلقي والاستجابات التي تٌعلم وتخلق الوعي والفهم والخبرة لدى هؤلاء الأطفال(محمد اسماعيل الطائي،2009-45)

وبذلک فمسرح الطفل يُمکن أن يُسهم في تنشة الأطفال واکسابهم الکثير من المعارف والمفاهيم ويجعلهم يدرکون العلاقات والأدوار الاجتماعية ومعرفه حقوقهم وواجباتهم تجاه أنفسهم ووطنهم والارتقاء بشخصيتهم، وتدريبهم علي السلوکيات الايجابية التي تعمل علي اندماجهم بالمجتمع ومعرفة قضايا مجتمعهم وکيفية تقديم الحلول لها، بحيث يٌصبح الطفل فرد ناحج ومتفاعل داخل المجتمع (نواصرة جمال، 2005-34)

کذلک يقوم المسرح علي غرز العديد من قيم وسلوکيات ايجابية وتربوية حتي تبنى وتکون شخصية الأطفال فهم رجال المستقبل ، ولکل مجتمع قيمه وثقافته التي تختلف من مجتمع الي آخر، بل تختلف من وقت إلي آخر في المجتمع الواحد(أحمد الزيادى،2001-76)

إذن مسرح الطفل يُعتبر من أفضل الوسائل الفنية للتحاور والتواصل مع الأطفال والتعامل مع عالمهم ، ولعل يرجع ذلک إلي وجود أشياء مشترکة بين شخصية الأطفال والمسرح ، مثل التقليد وسلوک المحاکاة والطابع الاندماجي ، فالطفل يرغب في الاندماج مع أصحابة وهو يشبه اندماج الممثل مع باقي فريق المسرحية ، کذلک لابد من عدم التساهل والتهاون في دقة النصوص المسرحية المقدمة للأطفال بل لابد من کاتب مسرحيات الأطفال أن يعرف علم النفس العام ثم علم النفس التربوى للطفل، فالکتابة المسرحية للأطفال تختلف عن الکتابة للکبار ، فالطفل له عالم خاص تختلط فيه الواقع بالخيال وله اهتمامات وأنه بطور النمو والادراک، لذلک فهو أکثر قدرة علي التلقي والتاثر.(ساستره ألفونسو،2007-38)

ومسرح الطفل السعودي من المسارح التي أولته الدوله الدعم والاهتمام المتزايد في الفترة الأخيرة والذي أصبح يٌقدم عروضه من خلال العديد من المسارح والمهرجانات مثل مهرجان الطفل والعائلة، فالطفل يملک حواس يريد إشباعها، ومن أکثر الحواس التي يحتاجها الطفل حاسة الخيال حيث يمتلک الطفل خيالاً واسعاً يجب الاهتمام به.

إذن فمسرح الطفل هو مسرح شامل ، قادر على تقديم المادة العلمية للطفل فى أسلوب بسيط ومشوق ، ويستطيع أيضاً أن يغرس القيم الأخلاقية والاجتماعية السليمة في نفوس الأطفال، ويحث على الفضائل لديهم ، ويبنى لهم الحياة عن طريق تناوله المباشر وغير المباشر لإيجابياتها وسلبياتها وأهدافها ووظائفها ، وبذلک فهو أحد الوسائط الفاعلة فى تنمية هؤلاء الأطفال عقلياً ولغوياً وثقافياً وعاطفياً وجمالياً ، لذلک يجب الأهتمام به وبدوره في خلق جيل جديد من الأطفال يستطيع تحمل ومواجهة أعباء الحياة على کل المستويات.

مشکلة وأهمية البحث:

انطلاقاً مما شهده المسرح السعودي في السنوات الأخيرة من نقلة نوعية ، حيث أٌعيد إقامة المهرجان السعودي بعد انقطاع دام لأکثر من عشر سنوات، وکذلک تقديم الفرق المسرحية عروضها بجمعيات الثقافة والفنون ومسارح الجامعات السعودية ، وکذلک الاهتمام المتزايد بالمسرح المدرسي وعروض مسرح الطفل التي تُقدم في العديد من المهرجانات والفعاليات والنشاطات الفنية والثقافية ، مثل مهرجان الطفل والعائلة.

لذا جاء اهتمام الباحث بهذه الدراسة ، حيث أنه لقد شهدت الفترة الأخيرة توسعاً کبيراً فى الکتابة المسرحية للأطفال ، وبعض من هذه النصوص المسرحية بعد تقديمها على خشبة المسرح لا تحظى بالنقد والتقييم ، والخطورة فى ذلک أن تحمل هذه النصوص قيماً ورؤى ومعارف لها تأثيراتها السلبية على الأطفال ، کل هذا يفرض علينا دوماً إجراء دراسة تحليلية لنصوص مسرح الأطفال بالمملکة العربية السعودية في الفترة التي حددتها الدراسة ، بما يضمن أدائها لدورها على النحو المرغوب، حيث أن هذه الدراسة تطرح قضية أساسية وهامة وهى ضرورة البحث عن الإتجاهات التى ترمي إليها هذه النصوص المسرحية ، وذلک من خلال الوقوف على شکل ومضمون هذه المسرحيات فى الفترة المحددة مسبقاً ، لبيان وتوضيح ما بها من قيم اجتماعية وأخلاقية وجمالية ، وکذلک توضيح ما بها من ضعف أو قصور سواء فى مضمونها أو الشکل الفنى لها، وسوف يحاول البحث الإجابة على الأسئلة التى تلخص إشکالية البحث وهى کالتالي :

• ما هي نوعية الموضوعات والقيم الاجتماعية والأخلاقية التي تتضمنها هذه المسرحيات المکتوبة للأطفال؟
• ما هو الشکل الفني الغالب على هذه النصوص المسرحية ؟
• ما هي المراحل العمرية التي تخاطبها النصوص المسرحية في الفترة لتي حددتها الدراسة؟
• ما المصدر الذى تستمد منه فکرة تلک المسرحيات؟
• ما هي أوجه الضعف والقصور في هذه النصوص المسرحية المکتوبة للأطفال؟

أهداف البحث:-

 يهدف البحث إلى:

1.   التعرف على نوعية الموضوعات التي تتضمنها النصوص المسرحية(عينة الدراسة).

2.   التعرف على القيم الاجتماعية والأخلاقية التي تتضمنها النصوص المسرحية (عينة الدراسة).

3.   الوقوف على الشکل الفني الغالب على هذه النصوص المسرحية في الفترة التي حددتها الدراسة.

4.   الوقوف على أوجه الضعف والقصور في هذه النصوص المسرحية (عينة الدراسة).

حدود البحث:-

• ·   الحدود الزمنية: وتتمثل في تحليل عينة من نصوص مسرح الطفل السعودي في الفترة ما بين (2018:2010).
• · الحدود المکانية: تم تطبيق البحث على عينة من النصوص المسرحية المختارة لعدد من مؤلفي مسرح الطفل في مناطق مختلفة بالمملکة العربية السعودية(أبها-تبوک-القنفذة- الحدود الشمالية).

منهج البحث وأدواته:

ينتمي هذا البحث إلى فئة الدراسات الوصفية التي تستهدف تحليل وتقويم خصائص المضمون لموقف معين أو مجموعة معينة من الأحداث أو الأفراد بهدف الحصول على معلومات دقيقة عنها ، بغض النظر عن وجود أو عدم وجود فروض محددة مسبقاً ، لأن الدراسات الوصفية لا تتضمن فروضاً سببية تخضع للاختبار والدراسة.(سمير محمد حسين،1983-128)

کما استخدم البحث في تحليل الشکل الفني للنصوص المسرحية في الفترة التي حددتها الدراسة منهج النقد الموضوعي التحليلي، فالباحث يتحرى الموضوعية عند تحليله لهذه المسرحيات ، والأداة التي يستعين بها النقد الموضوعي هي التحليل لا التفسير ، فتحليل العمل الأدبي من ناحية بنائه ونسيجه يُزيدنا علماً به دون أن يخرجنا عنه.(سمير سرحان،1990-10)

أما عن الأدوات التي استخدمها الباحث في هذا البحث ، أداة تحليل المضمون وذلک من خلال استمارة تحليل المضمون التي أعدها الباحث والتي قام بعرضها على مجموعة من المحکمين للحکم على مدى ملائمتها وصلاحيتها لإجراء التحليل.

عينه البحث:-

-تم تطبيق البحث على عينة من النصوص المسرحية المختارة لعدد من مؤلفي مسرح الطفل في مناطق مختلفة بالمملکة العربية السعودية (أبها- تبوک- القنفذة- الحدود الشمالية) وعددها عشرون نصاً مسرحياً، ويُمکن توضيحها على النحو التالي:

جدول(1) يوضح مسرحيات الطفل السعودي(عينة البحث)

الدراسات السابقة:

1- دراسةMark , Lawhorn )) (2000) بعنوان:

(تصنيف الأطفال في الدراما الانجليزية المعاصرة)

هدفت الدراسة إلى التعرف على العلاقة بين الاهتمامات الاجتماعية والسياسية والممارسات النظرية المختلفة وکذلک التعرف على وسائل الدراما الحديثة التي تُستخدم في معالجة مشکلات الأسرة بشکل عام ومشکلات الأطفال بشکل خاص.

وتوصلت أهم نتائج الدراسة إلى أهمية استخدام الدراما الحديثة بوسائلها المختلفة في معالجة المشکلات التي تواجه الأسرة والأطفال مثل مشکلات الميراث والشرعية والهجرة، وکذلک التأکيد على العلاقة بين الاهتمامات الاجتماعية والسياسية والممارسات النظرية المختلفة.

2- دراسة إيمان النقيب (2002) بعنوان:

(القيم التربوية في مسرح الطفل)

هدفت الدراسة إلى دراسة القيم المتضمنة في مسرح الطفل وذلک باعتبار أن القيم من أهم المفاهيم التي يسعي إليها کل مجتمع لإکسابها لأطفاله ، وقد استخدمت الدراسة المنهج الوصفي التحليلي لعينة من النصوص والعروض المسرحية في مسرح القاهرة للعرائس.

وتوصلت أهم نتائج الدراسة إلى أنه قد تضمنت العروض مجموعة من القيم الإيجابية مثل الصدق والتعاون ولم تتوافر قيم أخرى مثل التسامح والأمانة والنظام ، وکذلک قلة تقديم قيم الاعتماد على النفس والنظافة والادخار وتقبل آراء الآخرين.

3- دراسة زينب أبو سقيرة (2008) بعنوان:

(القيم المتضمنة في مسرحيات الأطفال- دراسة تحليلية)

 هدفت الدراسة إلى تحليل القيم المتضمنة في مسرحيات الأطفال عند بعض کُتاب مسرح الطفل واستخدمت الباحثة استمارة تحليل المضمون ، وقد تم تحليل خمسة عشر نصاً مسرحياً.

 وتوصلت أهم نتائج الدراسة إلى ارتفاع نسب القيم الإيجابية عن السلبية ، حيث جاءت القيم الأخلاقية في المرتبة الأولي ، بينما جاءت القيم العلمية بالمرتبة الأخيرة ، وکذلک لم يتم تحديد الفئة العمرية المقدم إليها النص المسرحي وتوافر عناصر الفکاهة والجذب في المسرحيات، وقد طغت اللغة العامية عن اللغة العربية في المسرحيات عينة الدراسة.

4- دراسة محمد معوض وآخرون (2010) بعنوان:

(دور بعض المسرحيات المقدمة على مسرح الطفل في اشباع بعض احتياجات الطفل المصرى)

 هدفت الدراسة إلى دراسة الاحتياجات اللازمة للأطفال لرعايتهم باعتبار أنها أحد المبادئ الأخلاقية التي ترعاها حقوق الانسان ، بالإضافة إلى التعرف على دور المسرح لإشباع الاحتياجات المختلفة للأطفال من خلال ما يٌقدم لهم من عروض مسرحية.

 وتوصلت أهم نتائج الدراسة إلى توافر حاجات وقيم دينية مثل الصدق والأمانة والرحمة والنظافة وطاعة الوالدين ، وکذلک الحاجات الثقافية ومنها التعريف بثقافات الشعوب والعادات والتقاليد الخاص بهم.

5- دراسة أحمد علي کنعان (2011) بعنوان:

(أثر المسرح في تنمية شخصية الطفل)

 هدفت الدراسة إلى التعرف على أهمية مسرح الطفل في استثارة خيال الأطفال وتنمية مواهبهم والقدرة الإبداعية لديهم.

 وتوصلت أهم نتائج الدراسة إلى التأکيد على أهمية الدور الذي يٌقدمه مسرح الطفل في استثارة خيال الأطفال وتنمية مواهبهم وزيادة القدرة الإبداعية لدى الأطفال.

6- دراسة أحمد نبيل (2012) بعنوان:

(استلهام الحکايات الشعبية للتنشئة الاجتماعية في مسرح الطفل البحريني)

 هدفت الدراسة إلى التعرف على الحکايات الشعبية في مسرح الطفل ودورها في التنشئة الاجتماعية للأطفال وما تقدمه من قيم وحاجات ومعلومات اجتماعية.

 وتوصلت أهم نتائج الدراسة إلى ترکيز کٌتاب مسرح الطفل على القيم الاجتماعية المختلفة ، معتمدين في ذلک على الحکايات الشعبية في تلک النصوص المسرحية.

7- دراسة رباب شفيق وآخرون (2015) بعنوان:

(القيم التربوية المتضمنة في النصوص المسرحية لسمير عبد الباقي)

 هدفت الدراسة إلى التعرف على القيم التربوية والسلوکيات السلبية سواء کانت أساسية وغير أساسية التي وردت في النصوص المسرحية لمرحلة الطفولة المتاخرة ، وقد استخدمت الباحثة استمارة تحليل المضمون لتحليل نصوص الکاتب سمير عبد الباقي.

 وتوصلت أهم نتائج الدراسة إلى أن القيم الاقتصادية هي القيمه الأساسية الوحيده التي دارت حولها النصوص المسرحية ، بينما لم تکن کل من القيم الاجتماعية والأخلاقية والسياسية والجمالية من القيم الأساسية التي تدور حولها تلک النصوص.

8- دراسة أحمد نبيل (2016) بعنوان :

(الأدوار الاجتماعية التي تعکسها عروض مسرح الطفل العربي وعلاقتها بسمات البطل)

 هدفت الدراسة إلى رصد الأدوار الاجتماعية التي تعکسها عروض مسرح الطفل العربي وعلاقتها بالسمات الشخصية للبطل، وذلک لتحقيق التوافق مع المجتمع وترسيخ الواقع المجتمعي والتعرف على صورة البطل في العروض المسرحية عينة الدراسة ومدى فاعليتها في بث القيم للأطفال.

 وتوصلت أهم نتائج الدراسة إلى أنه قد ساهمت العروض في إکساب الأطفال مجموعة من القيم الإيجابية والأدوار الاجتماعية التي تُساعده على التوافق والترابط داخل المجتمع ، وعرض نماذج ايجابية للأطفال للاقتداء بهم ، وکذلک مساعدة الفتيات على التعبير عن أنفسهن ، وقد اختلفت صور البطل من بطل مظلوم وشجاع وکسول، وعرض التفکير المنطقي لحل المشکلات التي تُقابل البطل.

التعليق على الدراسات السابقة:

وبعد استعراض الدراسات السابقة التي تناولت القيم التربوية المتضمنة في عدد من النصوص المسرحية وکذلک الأدوار الاجتماعية التي تعکسها عروض مسرح الطفل العربي ، وغيرها من الموضوعات المرتبطة بمسرح الطفل ، يرى الباحث أن الدراسة الحالية قد استفادت من الدراسات العربية السابقة ، إلا أن الدراسة الحالية تختلف عن الدراسات السابق توضيحها ، في ترکيزها على فترة لم تتطرق إليها هذه الدراسات السابقة ، وهى الفترة ما بين (2010 – 2018) بالإضافة إلى اختصاصها بتحليل نصوص مسرح الطفل السعودي في تلک الفترة والتي لم تتناولها أي من هذه الدراسات السابقة.

الإجراءات المنهجية للبحث :

وفيما يلى تفصيلاً للإجراءات المنهجية للبحث کما يأتي :

أولاً: تصميم استمارة تحليل المضمون:

قام الباحث بتحليل مضمون نصوص مسرحيات الأطفال في الفترة ما بين(2018:2010) لعدد من مؤلفي مسرح الطفل السعودي في مناطق مختلفة بالمملکة العربية السعودية ، حيث يهدف الحث الحالي إلى تحليل الشکل والمضمون لهذه المسرحيات ، وذلک للتعرف على القيم الأخلاقية والاجتماعية المتضمنة في هذه المسرحيات ، وکذلک أنواع المعلومات التي وردت في هذا المضمون ، ونوع حبکة تلک المسرحيات ، ونوع الصراع الموجود داخلها ، والمنطق الذى يحکم الحوار فيها ، واللغة المستخدمة في تقديم مضمون تلک المسرحيات ، والإطار الزماني والمکاني الذى تدور فيه أحداث تلک المسرحيات ، وکذلک النهاية التي اختتمت بها ، بالإضافة إلى أبعاد أخرى سوف يتم توضيحها من خلال فئات تحليل المضمون في السطور القادمة.

ثانياً: تحديد فئات تحليل المضمون:

إن تحديد فئات تحليل المضمون تٌعد من أهم الخطوات التي يجب أن يوليها الباحث قدر کبير من الاهتمام ، حيث يعتمد نجاح تحليل مضمون المسرحيات(عينة البحث) على دقة اختيار فئات التحليل وتحديدها ، وفيما يلى يٌحدد الباحث فئات التحليل التي اعتمد عليها في مجال بحثه على النحو التالي :

- فئات تحليل المضمون:

 وتنقسم فئات تحليل المضمون إلى عدد من الأبعاد يُمکن توضيحها فيما يأتي:

1- البعد الأول : نوع مسرحية الطفل:

1- مؤلفه.

2- معدة .

3- مترجمة.

4- فئة أخرى تذکر.

2- البعد الثاني : عدد مشاهد أو فصول مسرحية الطفل:

1- واحد (مشهد أو فصل).

2- اثنان (مشهدين أو فصلين).

3- ثلاث (مشاهد أو فصول).

4- أکثر من ذلک.

3- البعد الثالث: المرحلة العمرية الموجه إليها النص المسرحي:

1- مرحلة من (3 : 5 سنوات ) .

2- مرحلة من (6 : 8 سنوات ) .

3- مرحلة من (9 : 12 سنة ) .

4- مرحلة من (12 : 16 سنة ) .

5- فئة لم تحدد المرحلة الموجه إليها النص المسرحي.

6- فئة أخرى تذکر.

4-البعد الرابع : الاطار المکاني الذي تدور فيه أحداث المسرحية:

1- منزل.

2- مدرسة .

3- غابة.

4- حديقة.

5- شارع.

6- أماکن أخرى تذکر.

5- البعد الخامس: المصدر المٌستمد منه فکرة المسرحية :

1- الدين.

2- التاريخ.

3- الخيال والأساطير.

4- التراث الشعبي.

5- أحداث معاصرة.

6- فئة أخرى تذکر.

6- البعد السادس: المنطق الذى يحکم الحوار في النصوص المسرحية :

1- واقعي.

2- خيالي.

3- يجمع بين الواقع والخيال.

4- فئة أخرى تذکر.

7- البعد السابع: اللغة المستخدمة في تقديم مضمون تلک المسرحيات :

1- لغة عربية فصحى بسيطة.

2- لغة عامية.

3- لغة تجمع بين الفصحى البسيطة والعامية.

8- البعد الثامن: القيم المتضمنة في نصوص مسرحيات الأطفال (عينة البحث) :

أ- القيم الأخلاقية الواردة في مضمون مسرحيات الأطفال(عينة البحث):

ب- القيم الاجتماعية الواردة في مضمون مسرحيات الأطفال(عينة البحث):

9- البعد التاسع: أنواع المعلومات الواردة في مضمون مسرحيات الأطفال(عينة البحث):

10-البعد العاشر: أنواع الشخصيات الواردة في مضمون مسرحيات الأطفال:

1- أطفال ( ذکور وإناث)

2- کبار ( ذکور وإناث)

3- حيوانات أو طيور.

4- أشجار ونباتات.

5- جان وعفاريت.

6- أثاث أو آلات.

7- شخصيات أخرى تذکر.

11- البعد الحادي عشر: نوع حبکة مسرحيات الأطفال(عينة البحث):

1- حبکة بسيطة.

2- حبکة مرکبة.

3- حبکة مفککة.

12- البعد الثاني عشر: النهاية التي اختتمت بها المسرحيات :

1- نهاية عادلة منطقية.

2- نهاية غير عادلة غير منطقية.

3- نهاية مفتوحه.

4- نهاية أخرى تذکر.

 ثالثاً: إجراءات الصدق والثبات:

أ- إجراء اختبار صدق استمارة التحليل :

ولتحقيق هذا الصدق قام الباحث بتصميم استمارة تحليل مضمون مسرحيات الأطفال(عينة البحث) ، وقد تم عرضها على مجموعة من المحکمين للحکم على مدى صلاحية هذه الاستمارة ، هذا وقد تم إجراء التعديلات وفقاً لآرائهم حتى أصبحت الاستمارة جاهزة لإجراء التحليل. ملحق(2)

ب- إجراء ثبات التحليل:

"إن ثبات التحليل يعنى الحصول على نتائج ثابته عند تکرار التحليل ، بمعنى أنه عند توافر نفس الظروف والوحدات والفئات التحليلية والعينة ، يجب الحصول على نفس النتائج عند إعادة التحليل، مهما اختلف المحللون وتوقيت التحليل" . (رشدي طعيمه،1989-78)

لذلک قام الباحث بالاشتراک مع اثنين من المحللين المتخصصين ، بتحليل نسبة تعادل 30% من عينة البحث ، بعد شرح إجراءات التحليل للمحللين وتزويد کل محلل باستمارة لتحليل مضمون مسرحيات الأطفال(عينة البحث) وقائمة بالتعريفات الإجرائية لوحدات التحليل وفئاته ، وقد رمزنا للمحللين بالرموز (أ ، ب ، ج) وکانت معامـلات الثبات کما يأتي :

أ ، ب = = 0.90

أ ، ج = = 0.91

ب ، ج = = 0.89

کما قام الباحث تطبيقاً للنوع الثاني بتحليل مضمون نفس المسرحيات بعد مضى فترة (45) يوماً وهى فترة کافية لعدم تأثير عامل التذکر على التحليل وکان معامل الثبات = 0.91

 وبذلک يتضح من هذه النتائج أن النسبة عالية بدرجة يٌمکن الاعتماد عليها عند تعميم نتائج هذا البحث ، حيث أن عمليات التحليل التي اعتمدت على استمارة تحليل المضمون ووحداتها وفئاتها ، يُمکن الثقة فيها بالدرجة الکافية لاستخدامها في هذا البحث.

خامساً: نتائج الدراسة التحليلية وتفسيرها:

وهنا سوف يتناول الباحث نتائج تحليل الشکل الفني والمضمون لنصوص مسرحيات الطفل السعودي في الفترة ما بين (2018:2010) وعددها عشرون نصاً مسرحياً ، وسيتم عرض هذه النتائج مدعمة بالنماذج والأمثلة من مضمون تلک المسرحيات (عينة البحث) في کل بٌعد من أبعاد استمارة تحليل المضمون (أداة البحث) وذلک على النحو التالي:

1- البعد الأول : نوع مسرحية الطفل:

جدول (2)

توزيع فئات نوع مسرحية الطفل

من الجدول السابق يتضح أنه قد جاءت مسرحيات الأطفال المؤلفة في الترتيب الأول في هذا البعد بنسبة عالية وهى (100%) وعددها (20) عشرون نصاً مسرحياً ، بينما لم تأتي أي من المسرحيات(عينة البحث) معدة أو مترجمة في تلک الفترة المحددة التي حددتها الدراسة.

وبذلک يتضح لنا بأن مضمون مسرحيات الطفل السعودي(عينة البحث) في الفترة ما بين (2010 : 2018) قد رکز على المسرحيات المؤلفة بشکل کبير ، إلا أنه کان ينبغي الاستفادة أيضاً من المسرحيات المعدة والمترجمة بحيث يتم نقل تجارب مسرحية أخرى لأطفالنا، ويتم إعدادها بشکل جيد يتفق مع ظروف وقيم وأهداف ومبادئ المجتمع السعودي.

2- البعد الثاني: عدد مشاهد أو فصول مسرحية الطفل:

جدول (3)

توزيع فئات عدد فصول مسرحية الطفل

من الجدول السابق يتضح أنه قد جاءت المسرحيات التي تضمنت فصل أو مشهد واحد في الترتيب الأول في هذا البعد بأعلى نسبة وهي (45%) وعددها (9) تسع مسرحيات ، بينما جاءت بعد ذلک في الترتيب الثاني المسرحيات التي تضمنت أکثر من ثلاثة فصول أو مشاهد بنسبة (35%) وعددها (7) سبع مسرحيات ، ثم جاءت بعد ذلک في الترتيب الثالث المسرحيات التي تضمنت ثلاثة فصول أو مشاهد بنسبة (5%) بواقع مسرحية واحدة فقط .

وبذلک يتضح أنه کان هناک تقارباً في نسبة کل من المسرحيات التي تضمنت مشهد أو فصل واحد والمسرحيات التي تضمنت أکثر من ثلاث مشاهد أو أکثر من ثلاث فصول ، في حين أنه کان من الأولى أن تزيد نسبة مسرحيات الأطفال التي تتضمن مشهداً أو فصلاً واحداً أکثر من ذلک بکثير ، ولعل ذلک يرجع إلى أن الطفل في مراحله الأولى لا يستطيع الترکيز والانتباه فترة طويلة للعمل الذى يقدم له .

3- البعد الثالث: المرحلة العمرية الموجه إليها النص المسرحي:

جدول (4)

توزيع فئات المرحلة العمرية الموجه إليها النص المسرحي

من الجدول السابق يتضح أن نصوص مسرحيات الأطفال التي لم تحدد المرحلة العمرية الموجه إليها النص المسرحي جاءت في الترتيب الأول بنسبة عالية جداً وهى (95%) وعددها (19) تسعة عشر نصاً مسرحياً .

في حين لم يأتي أي نص مسرحي من تلک المسرحيات لتخاطب المرحلة من(3 : 5) سنوات أو المرحلة من (6 : 8) سنوات أو المرحلة من(12 : 16) سنة.

وبذلک يتضح لنا أن ظهور مثل هذه النسبة العالية جداً للمسرحيات التي لم تحدد لها المرحلة العمرية التي تخاطبها يٌعد قصوراً کبيراً ، وذلک لأنه ينبغي تحديد المرحلة العمرية الموجه إليها النص المسرحي الموجه للأطفال ، ولعل ذلک حتى تتناسب تلک المسرحيات الموجهة للأطفال في مضامينها وأشکالها مع النمو العقلي والنفسي والاجتماعي واللغوي لديهم ، وکذلک حتى تتناسب تلک المسرحيات مع حاجات وقدرات ورغبات هؤلاء الأطفال في کل مرحلة من تلک المراحل.

4- البعد الرابع : الاطار المکاني الذي تدور فيه أحداث المسرحية:

جدول (5)

الاطار المکاني الذي تدور فيه أحداث المسرحية

من خلال الجدول السابق يتضح أن المسرحيات التى تدور أحداثها فى کل من (الغابة)، (أماکن أخرى تذکر) جاءت فى الترتيب الأول بنسب متساوية لهذا البعد وهى (25%) وعددها (5) خمسة نصوص مسرحية لکل فئة ، والأماکن الأخرى التي وردت أحداث المسرحيات فيهاهي المسرح(ثلاثة مسرحيات) والقلعة(مسرحيتان).

 ثم جاء بعد ذلک المسرحيات التي تدور أحداثها فى المنزل في الترتيب الثاني بنسبة(20%) ، يليها کل من المسرحيات التى تدور أحداثها فى المدرسة والحديقة والشارع بنسب متساوية وهي (10%) لکل فئة منهما.

5- البعد الخامس: المصدر المٌستمد منه فکرة المسرحية:

جدول (6)

توزيع فئات المصدر المٌستمد منه فکرة المسرحية

من الجدول السابق يتضح أن المسرحيات التي استمدت فکرتها من الخيال والأساطير قد جاءت في الترتيب الأول لهذا البعد بأعلى نسبة وهى (50%) وعددها (10) عشرة نصوص مسرحية .

بينما جاءت بعد ذلک في الترتيب الثاني المسرحيات التي استمدت فکرتها من الأحداث المعاصرة بنسبة (25%) وعددها (5) خمس مسرحيات ، ثم جاءت بعد ذلک في الترتيب الثالث المسرحيات التي استمدت فکرتها من التراث الشعبي بنسبة (15%) وعددها (3) ثلاث مسرحيات، في حين لم تأتي أي من هذه المسرحيات لتستمد فکرتها من الدين.

وبذلک يتضح أن مسرحيات الطفل السعودي(عينة البحث) کانت موفقه في أن تستمد معظم أفکارها من الخيال والأساطير ، ولعل ذلک يرجع إلى أن الأطفال في مختلف المراحل ينجذون ويميلون لمثل هذا النوع من المسرحيات.

 إلا أنه من جانب آخر عدم ورود أي من هذه المسرحيات لتستمد فکرتها من الدين يٌعد قصوراً حيث يجب أيضاً أن يهتم مؤلفي مسرح الطفل السعودي بتأليف هذا النوع من المسرحيات المستمدة من الدين، وذلک حتى نغرس في نفوس أطفالنا القيم الأخلاقية والاجتماعية والقدوة الحسنة والسلوک الطيب ، کما يجب أيضاً أن يهتم هذا المسرح بتقديم نسبة أکبر من ذلک بالنسبة للمسرحيات المٌستمدة من التاريخ ، وذلک حتى نغرس في نفوس أطفالنا أحد القيم الهامة وهى قيمة الانتماء للوطن من خلال مسرحيات الأطفال ، فمثل هذا النوع من المسرحيات يُساعد الأطفال على أن يتعرفوا على تاريخ بلدهم وبطولات أبنائه المختلفة.

6- البعد السادس: المنطق الذى يحکم الحوار في النصوص المسرحية :

جدول (7)

توزيع فئات المنطق الذى يحکم الحوار في النصوص المسرحية

من الجدول السابق يتضح أن المسرحيات التي اعتمدت في تقديم مضمونها للأطفال على الحوار الخيالي جاءت في الترتيب الأول بالنسبة لهذا البعد بأعلى نسبة وهى (50%) وعددها (10) عشرة نصوص مسرحية ، بينما جاءت المسرحيات التي اعتمدت في تقديم مضمونها على کل من الحوار الواقعي ، والحوار الذي يجمع بين الواقع والخيال في الترتيب الثاني بنسب متساوية وهي(25%) لکل فئة ، بواقع خمسة مسرحيات لکل فئة منهما.

وبذلک يتضح لنا أن مضمون مسرحيات الطفل السعودي(عينة البحث) في الفترة المحددة سابقاً قد رکزت على الأسلوب الخيالي وذلک بنسبة أعلى من الفئات الأخرى ، إلا أنه کان يجب أن تزيد نسبة المسرحيات التي تجمع بين الواقع والخيال أکثر من ذلک ، لأن هذا يتفق وخصائص نمو الأطفال في معظم مراحل نموهم ، حيث نجد أن الأطفال ينجذبون ويميلون إلى مثل هذه المسرحيات الخيالية ، وکذلک لتلک المسرحيات التي تجمع بين الواقع والخيال.

7- البعد السابع: اللغة المستخدمة في تقديم مضمون تلک المسرحيات:

جدول (8)

توزيع فئات اللغة المستخدمة في تقديم مضمون تلک المسرحيات

من الجدول السابق يتضح أن المسرحيات التي اعتمدت على اللغة العربية الفصحى في تقديم مضمونها للأطفال ، قد جاءت في الترتيب الأول بأعلى نسبة وهى (70%) وعددها (14) أربعة عشر نصاً مسرحياً.

ثم جاءت بعد ذلک المسرحيات التي اعتمدت في تقديم مضمونها على اللغة العامية في المرتبة الثانية بنسبة (25%) وعددها (5) خمسة مسرحيات ، بينما جاءت المسرحيات التي اعتمدت في تقديم مضمونها على اللغة التي تجمع بين الفصحى البسيطة والعامية في المرتبة الثالثة بأقل نسبة وهى (5%) بواقع مسرحية واحدة فقط .

وبذلک يتضح أن مسرحيات الطفل السعودي(عينة البحث) قد وٌفقت في أن تعتمد في تقديم مضمونها على اللغة العربية الفصحى البسيطة والتي جاءت بأعلى نسبة، إلا أنه کان ينبغي أيضاً أن تزيد نسبة المسرحيات التي تعتمد في تقديم مضمونها على اللغة التي تجمع بين الفصحى البسيطة والعامية أکثر من ذلک.

 لأن مثل هذه المسرحيات التي تعتمد في تقديم مضمونها على اللغة العربية الفصحى البسيطة أو التي تجمع بين الفصحى البسيطة والعامية تستطيع أن تٌثري قاموس الأطفال اللغوي، وهي أحد الشروط التي يجب أن يراعيها کُتاب مسرح الطفل عند کتاباتهم للأطفال، باعتبار ذلک أحد الأهداف التثقيفية التي يجب أن يسعى مضمون تلک المسرحيات إلى تحقيقها.

8- البعد الثامن: القيم المتضمنة في نصوص مسرحيات الأطفال (عينة البحث) :

أ- القيم الأخلاقية الواردة في نصوص مسرحيات الأطفال (عينة البحث):

جدول (9)

توزيع فئات القيم الأخلاقية الواردة في نصوص مسرحيات الأطفال (عينة البحث)

من الجدول السابق يتضح أن مضمون مسرحيات الطفل السعودي(عينة البحث) ، قد أکدت على عدد من القيم الأخلاقية التي وردت بنسب عالية مثل قيمة الصدق والأمانة والصبر والطاعة والعدل والعفو والتسامح والرحمة.

في حين وردت عدد من القيم الأخلاقية في مضمون تلک المسرحيات بنسب ضئيلة للغاية مثل قيمة الزهد والخجل والحياء والشورى والحکمة واتباع آداب السلوک وحب الآخرين، ويرى الباحث أنه کان يجب زيادة ورود تلک القيم الأخلاقية بنسب أفضل من ذلک نظراً لأهمية اکساب وغرس تلک القيم في نفوس الأطفال.

ب- القيم الاجتماعية الواردة في نصوص مسرحيات الأطفال (عينة البحث):

جدول (10)

توزيع فئات القيم الاجتماعية الواردة في نصوص مسرحيات الأطفال (عينة البحث)

من الجدول السابق يتضح أن مضمون مسرحيات الطفل السعودي(عينة البحث) ، قد أکدت على عدد من القيم الاجتماعية التي وردت بنسب عالية مثل قيمة بر الوالدين وحب الوطن والتعاون وتحمل المسؤولية وحب العمل والصداقة والأمل والطموح.

في حين وردت عدد من القيم الاجتماعية في مضمون تلک المسرحيات بنسب ضئيلة للغاية مثل قيمة الاستئذان من الآخرين والکرامة واحترام العلاقات الأسرية ومشارکة الآخرين والنظافة وتقدير قيمة العلم والمعرفة ، ويرى الباحث أنه کان يجب زيادة ورود تلک القيم الاجتماعية بنسب أفضل من ذلک نظراً لأهمية اکساب وغرس تلک القيم في نفوس الأطفال.

9- البعد التاسع: أنواع المعلومات الواردة في مضمون مسرحيات الأطفال(عينة البحث):

جدول (11)

توزيع فئات أنواع المعلومات الواردة في مضمون مسرحيات الأطفال(عينة البحث)

 من الجدول السابق يتضح أن مضمون مسرحيات الطفل السعودي(عينة البحث) ، قد أکدت على کم کبير من المعلومات التي وردت بنسب عالية مثل المعلومات العلمية والدينية والثقافية والاجتماعية والتاريخية والجغرافية.

في حين وردت عدد من المعلومات في مضمون تلک المسرحيات بنسب ضئيلة للغاية مثل المعلومات الزراعية والرياضية والفنية والسياسية والعسکرية ، ويرى الباحث أنه کان يجب زيادة ورود تلک المعلومات بنسب أفضل من ذلک نظراً لأهمية اکساب تلک المعلومات للأطفال، والتي يُمکن أن تُساهم في تنمية وتشکيل ثقافة هؤلاء الأطفال.

10- البعد العاشر: أنواع الشخصيات الواردة في مضمون مسرحيات الأطفال:

جدول (12)

توزيع فئات أنواع الشخصيات الواردة في مضمون مسرحيات الأطفال:

من الجدول السابق يتضح أنه بالنسبة لأنواع الشخصيات الواردة في مضمون مسرحيات الأطفال(عينة البحث) قد جاءت شخصيات الأطفال (ذکور وإناث) في الترتيب الأول بأعلى نسبة وهي (35%) بواقع (7) سبعة مسرحيات، ثم جاءت کل من شخصيات الکبار(ذکور وإناث) وشخصيات الحيوانات والطيور في الترتيب الثاني ، حيث حصلت کل فئة منهما على نسبة (30%) بواقع ست مسرحيات لکل فئة.

 بينما جاءت شخصيات الأشجار والنباتات في الترتيب الأخير بنسبة (5%) بواقع نص مسرحي واحد، في حين لم تأتي أية شخصيات من الجان والعفاريت والأثاث أو الآلات في مضمون تلک المسرحيات.

وبذلک يتضح أنه کان يجب أن تزيد نسبة شخصيات الحيوانات والطيور والأشجار والنباتات التي وردت في مضمون مسرحيات الأطفال(عينة البحث) ، وذلک لأن الأطفال في مراحلهم المختلفة ينجذبون إلى القصص الخيالية والتي يقوم ببطولتها الحيوانات والطيور والأشجار والنباتات ، کما يجب أن نُشير أيضاً إلى أن عدم ورود شخصيات الجان والعفاريت في مضمون هذه المسرحيات، کانت خطوة جيده لأن مثل هذه الشخصيات قد تتسبب في إحداث بعض المشاکل النفسية لهؤلاء الأطفال.

11- البعد الحادي عشر: نوع حبکة مسرحيات الأطفال(عينة البحث):

جدول (13)

توزيع فئات نوع حبکة مسرحيات الأطفال(عينة البحث)

من الجدول السابق يتضح أن المسرحيات ذات الحبکة البسيطة جاءت في الترتيب الأول لهذا البعد بأعلى نسبة وهى (65%) وعددها (13) ثلاثة عشر نصاً مسرحياً ، بينما جاءت المسرحيات ذات الحبکة المرکبة في الترتيب الثاني بنسبة (35%) وعددها (7) مسرحيات، في حين لم تأتي أية مسرحية من هذه المسرحيات ذات حبکة مفککة.

وبذلک يتضح أن نسبة المسرحيات ذات الحبکة البسيطة کانت جيده ، ومن الأفضل أن تزيد نسبة هذه المسرحيات أکثر من ذلک ، حتى يسهل على الأطفال في مراحلهم المختلفة فهم هذه المسرحيات والتجاوب معها ، لأن وجود أکثر من حبکة داخل النص المسرحي الواحد، قد يؤدى إلى تشتيت انتباه الطفل ، فالمسرحية ذات الحبکة البسيطة التي ترد أحداثها في تسلسل منطقي هي أقرب إلى عقل الطفل من أي نوع آخر.

12- البعد الثاني عشر: النهاية التي اختتمت بها المسرحيات(عينة البحث):

جدول (14)

توزيع فئات النهاية التي اختتمت بها المسرحيات (عينة البحث)

من الجدول السابق يتضح أن مسرحيات الأطفال التي انتهت بنهاية عادلة جاءت في الترتيب الأول بنسبة(80%) وعددها(16) ستة عشر نصاً مسرحياً ، بينما جاءت المسرحيات التي انتهت أحداثها بنهاية مفتوحة في الترتيب الثاني بنسبة (20%) وعددها (4) أربعة مسرحيات ، في حين لم تأتي أي مسرحية من عينة البحث لتنتهي أحداثها بنهاية غير عادلة وغير منطقية.

 وهنا يتضح أن مسرحيات الطفل السعودي (عينة البحث) في الفترة التي حددتها الدراسة قد وُفقت في تحديد نهايتها سواء کانت نهاية عادلة أو نهاية مفتوحة ، حيث أن هذه هي أحد الشروط التي يجب أن يراعيها کٌتاب مسرح الطفل عند الکتابة للأطفال ، فالطفل عندما يرى أن من يفعل الشر ينال عقابه والذي يفعل الخير ينال ثوابه ، وبهذا تتأکد لديه المفاهيم الصحيحة نحو مفهوم العدالة.

التوصيات:

 مما سبق وبعد عرض النتائج التي توصل إليها البحث، يٌقدم الباحث مجموعة من التوصيات التي يُمکن تقديمها للمسئولين عن مسرح الطفل السعودي، على أمل أن يکون فيها خيوط صالحة لوضع خطة متکاملة لمسرح الطفل في المملکة العربية السعودية وذلک على النحو التالي:

• · أولاً: في ضوء النتائج التي توصل إليها البحث ، حيث لوحظ ورود جميع مسرحيات الطفل السعودي(عينة البحث) مؤلفة ، لذلک يوصي الباحث بأهمية الإعداد الجيد لمسرحيات الأطفال العالمية وتبسيطها وترجمتها ، لتقديمها على خشبة مسرح الطفل السعودي بعد أن يتم إعدادها إعداداً جيداً يتفق وظروف المجتمع وقيمة وأهدافه ومبادئه.
• · ثانياً: کذلک في ضوء النتائج التي توصل إليها البحث ، حيث لوحظ أن جميع مسرحيات الطفل السعودي(عينة البحث) لم تُحدد المرحلة العمرية التي يُخاطبها النص المسرحي ، لذلک يوصي الباحث بضرورة تحديد المرحلة العمرية التي يخاطبها النص المسرحي ، حتى تتناسب مسرحيات الأطفال في شکلها ومضمونها مع نمو هؤلاء الأطفال عقلياً ونفسياً واجتماعياً ولغوياً .
• · ثالثاً: ضرورة زيادة اهتمام کُتاب مسرح الطفل السعودي بتأليف مسرحيات مکتوبة باللغة العربية الفصحى المبسطة مع تجنب الألفاظ غير المألوفة للأطفال ، وذلک للارتقاء بالمستوى اللغوي للأطفال وإثراء قاموسهم اللغوي.
• · رابعاً: ضرورة زيادة اهتمام کُتاب مسرح الطفل السعودي بتأليف مسرحيات للأطفال تواکب الأحداث الدينية والاجتماعية والسياسية والمناسبات المختلفة ، وذلک باعتبار أن المسرح هو مرآه عاکسة للمجتمع الذى نعيش فيه.
• · خامساً: ضرورة اهتمام کُتاب مسرح الطفل السعودي بزيادة نسبة القيم الأخلاقية والاجتماعية الواردة في مسرحيات الأطفال ، نظراً لأهمية غرس تلک القيم في نفوس هؤلاء الأطفال.