دَوْرُ الحَياةِ الجامعيةِ في تَشْکِيلِ النَّسَق القِيَمي لدى طُلاب جامعة الملک عبد العزيز ببعض التخصصاتِ الأکاديمية

نوع المستند : مقالات علمیة محکمة

المؤلف

أستاذ علم النفس التربوي - کلية التربية جامعة المنصورة ومعهد الدراسات العليا التربوية - جامعة الملک عبد العزيز

الموضوعات الرئيسية


مقدمة:

تُمثِّل مجموعة القِيَمُ Values التي يُؤمن بها أي شعب، أو تعتنقها أيةَ أمة العمود الفقري لقوامها ودوامها وتماسکها ورقيها وتقدمها، خصوصاً إن کانت هذه القيم منبثقة من حضارة عربية وإسلامية تضرب بجذورها لآلاف السنين، فمصدرها تفاعلات عربية أصيلة شهد لها العالم کله بالرسوخ والثبات والتحضر، فضلا عن وحي سماوي نزل به الروح الأمين على قلب النبي محمد صلى الله عليه وسلم ليختتم به رسالات السماء والتي کانت غايته العظمى تمام مکارم الأخلاق.

وترجع أهمية القيم في حياة الفرد والمجتمع إلى أنها تمثل الضوابط الحاکمة للسلوک الإنساني بشکل عام، فهي التي تُحدد للفرد ما الذي عليه أن يفعله وتراقب هذا الفعل وتُصَوِّبه ثم تَحکم على نتائجه النهائية والآثار المترتبة عليه، وبذلک تُنظِّم حياة الفرد والمجتمع بوازع داخلي لا يحتاج إلى مراقبة خارجية.

وتحتل القيم قمة التنظيم الوجداني للفرد، وهي أکثر مکونات هذا التنظيم ثباتاً ورسوخاً واستقراراً وتعقيداً ومقاومَةً للتغيير، على عکس غيرها من المکونات الوجدانية الأخرى کالاتجاهات والميول والحاجات والدوافع، وربما يرجع ذلک لارتباطها بالمعتقدات ذات الصلة بالدين والثقافة والتقاليد والأعراف المجتمعية. وهي تشکل الجانب الأبرز والأوضح في ملامح شخصية الفرد لأنها محددة للسلوک الظاهر الذي يتعامل مع الأفراد الأخرين. وتعمل القيم على ربط مکونات الثقافة مع بعضها البعض بحيث تتناسق معاً لتحقيق أهداف محددة، کما تعمل على توجيه الفکر نحو غايات محددة، فأي فکر مهما کان تقدمياً لا يمکنه الارتقاء بالأمة مالم يکن مرتبطاً بمنظومة القيم، کما تؤدي القيم دوراً مهماً لدى الفرد عندما يکون بصدد اتخاذ قرارات مهمة (Rescher, 1989).

   وفي ظل تقارب شديد وتداخل شرس للحضارات والثقافات وفق ما يسمى العولمة والتفاعل والغزو الثقافي الذي ساعدت عليه وهيأت له وسائل الاتصال المتطورة واللامحدودة التي يشهدها عالم اليوم، لا يمکن ضمان ثبات هذه القيم الأصيلة وعدم تآکلها وذوبانها مالم تسع کل دولة وتحرص کل أمة على توفير آليات وفعاليات جادة ومتطورة للحفاظ على منظومة القيم التي تعتنقها، خصوصاً لدى الشباب الجامعي الذين هم حماة الوطن وعتاد المستقبل.

وفي ظل نظام عالمي جديد بدأ تشکيله منذ عدة عقود من الزمان. لتنميط أفکار البشر وعاداتهم وسلوکياتهم وفق النمط الأمريکي فهي دعوة لسيادة ثقافة نابعة من قيم المادة، قيم تخدم الهيمنة الاقتصادية التي تحتاج إلى تنمية القيم الاستهلاکية المادية وقيم التبذير والترف، ثقافة لا مکان فيها للإنسان على الرغم من الادعاء الدائم والحرص المستمر على حقوق الانسان والديمقراطية والعدالة (عبد الوهاب المسيري، 1999).  

کما يهدف هذا النظام العالمي إلى الهيمنة والسيطرة دون اعتبار للقوميات والثقافات والقيم والحدود الجغرافية، اعتماداً على الإعلام وثورة الاتصالات والمعلوماتية والإنترنت کوسائل لفرض توجهاته الاقتصادية والاجتماعية والثقافية على العالم کله، إنها محاولة لإذابة أي قيم وعادات وتقاليد دون هذا الاتجاه الذي يهدف أن يکون أحادياً، فهل لهذه التغيرات المخطط لها جيداً من قِبل الغرب المتحرر ثقافياً واجتماعياً من تأثير على منظومة القيم لدى الشباب الجامعي بجامعة المؤسس جامعة الملک عبد العزيز؟

 ومن هنا لا يجب أن يقتصر دور التعليم الجامعي في إعداد کوادره على الجانب المعرفي فقط، وإنما لابد من الاهتمام أيضاً بالجانبين الوجداني والمهاري ليتحقق تکامل الشخصية، ويتطلب ذلک تضمين الحياة الجامعية للطلاب أنشطة وفعاليات وبرامج ومسابقات وممارسات غير تقليدية ومستمرة عبر سنوات الدراسة الأربع لتکريس هذه القيم وتأصيلها في نفوس الشباب الجامعي بحيث تحتل القيم الدينية والوطنية والاجتماعية مکانة متقدمة في أنساقهم القيمية Values Systems التي من المفترض أن تؤدي فيه الحياة الجامعية دوراً مهماً في تشکيلها، باعتبارهم مستقبل الأمة وأملها المنشود.

وفي ظل عدد من الأنشطة والفعاليات والممارسات التي تهيئها جامعة المؤسس لطلبتها کل عام يبرز هدف هذه الدراسة وغايتها ...فهل تَحَقَّقَ لديهم الهدف من ضمان اعتزازهم بمنظومة القيم الأصيلة التي يحرص عليها المجتمع العربي السعودي، وهل لا زالت تحتل القيم الدينية والوطنية الأصيلة مکانة متقدمة في منظوماتهم القيمية، وهل يختلف النسق القيمي Values System بمرور سنوات الدراسة الأربع لدى عينة من الطلاب ببعض التخصصات العلمية والأدبية؟ حتى نستبصر واقع النسق القيمي لدى الشباب الجامعي وضمان الکفاية الکمية والنوعية للفعاليات والممارسات التي توفرها الجامعة للطلاب بغية إعلاء هذه القيم واستمراريتها وبقائها وارتقائها.

مشکلة الدراسة وأسئلتها.

في ضوء ما تقدم يمکن تحديد المشکلة الرئيسة للدراسة في التساؤل التالي: ما طبيعة النسق القيمي العام General Values System لدى طلاب جامعة المؤسس جامعة الملک عبد العزيز، وما دور الحياة الجامعية University Life في تشکيل هذا النسق القيمي لدى الطلاب بالتخصصات الأدبية والعلمية.

ويتفرع من هذا التساؤل الرئيس التساؤلات الفرعية التالية:

1.    ما طبيعة بروفيل النسق القيمي العام لدى طلاب جامعة الملک عبد العزيز في الوضع الراهن.

2.    هل يختلف بروفيل النسق القيمي لدى کل من طلاب السنة الأولى (الطلاب الجدد) وطلاب السنة الرابعة (الطلاب المتوقع تخرجهم) يمکن إِرْجَاعُه إلى الحياة الجامعية.

3.    هل يختلف بروفيل النسق القيمي لدى کل من طلاب التخصصات الأدبية وطلاب التخصصات العلمية اعتماداً على طبيعة المحتوى الدراسي.

4.    هل توجد فروق دالة بين طلاب السنة الأولى وطلاب السنة الرابعة في المجموعات القيمية الخمس المختلفة (القيم الدينية-القيم الاجتماعية-القيم الاقتصادية-الوطنية-القيم الجمالية).

5.    هل توجد فروق دالة بين طلاب التخصصات الأدبية وطلاب التخصصات العلمية في المجموعات القيمية الخمس المختلفة (القيم الدينية-القيم الاجتماعية-القيم الاقتصادية-القيم الوطنية-القيم الجمالية).

أهداف الدراسة.

تهدف الدراسة إلى محاولة تحقيق ما يلي:

1.        التعرف على طبيعة بروفيل النسق القيمي العام General Values System لدى طلاب جامعة الملک عبد العزيز في الوضع الراهن.

2.        مقارنة بروفيلات النسق القيمي لدى کل من طلاب السنة الأولى (الطلاب الجدد) وطلاب السنة الرابعة (الطلاب المتوقع تخرجهم) للتعرف على دور الحياة الجامعية في تشکيل النسق القيمي.

3.        مقارنة بروفيلات النسق القيمي بين طلاب التخصصات الأدبية وزملائهم طلاب التخصصات العلمية.

4.        التعرف على الفروق بين طلاب السنة الأولى وطلاب السنة الرابعة من حيث المجموعات القيمية الخمس الرئيسية (القيم الدينية-القيم الاجتماعية-القيم الاقتصادية-الوطنية-القيم الجمالية).

5.        التعرف على الفروق بين طلاب التخصصات الأدبية وزملائهم طلاب التخصصات العلمية من حيث المجموعات القيمية الخمس الرئيسية (القيم الدينية-القيم الاجتماعية-القيم الاقتصادية-القيم الوطنية-القيم الجمالية).

6.        تقديم توصيات مناسبة لضمان اتساق النسق القيمي لدى الشباب الجامعي بحيث تحتل فيه القيم الدينية والوطنية والاجتماعية مکانةً متقدمة.

 

أهمية الدراسة

تتضح أهمية الدراسة من أهمية مجالها وهو القيم التي يقوم عليها الشرع الحنيف ويؤکد عليها، ومن المتوقع مساهمتها في:

1-     تبصير المسؤولين بجامعة الملک عبد العزيز بطبيعة النسق القيمي لدى الطلاب بالوضع الراهن في ظل عالم متغير بشکل متسارع ومزدحم بوسائل الاتصال المتاحة بسهولة لدى الجميع.

2-     توفير وتوجيه الأنشطة والفعاليات والممارسات المناسبة لدعم وتأصيل القيم الدينية والوطنية والاجتماعية التي يحرص عليها کل غيور على هذا الدين الإسلامي الحنيف وفي مقدمتهم حکومة خادم الحرمين الشريفين.

3-     يمکن على ضوء نتائج الدراسة الحالية استطلاع المناهج والمقررات الدراسية التي تدعم وتؤصل لمنظومة القيم المستهدفة فيتم دعمها وإثراؤها.

4-     تَبَصُّر تأثير الغزو الثقافي الذي يؤثر سلباً على منظومة القيم المستهدفة لدى الشباب الجامعي.

5-     يقترح استکمال الدراسة الحالية بدراسة مستقبلية لاحقة تدخلية (تجريبية) من خلال برنامج يُقترح لتعزيز منظومة القيم لدى الطلاب بالتخصصات الأکاديمية المختلفة.

مصطلحات الدراسة:

القيم Valuesهي تلک المکونات النفسية التي تحتل قمة التنظيم الوجداني للفرد وتشمل معتقداته الخاصة التي تضع له حدوداً وضوابط عامة حاکمة لسلوکه الفعلي المرتقب ومراقبته والحکم عليه.

النسق القيمي Values Systemsوهو يمثل ترتيب مجموعة القيم الحاکمة لسلوک الفرد من حيث أولويتها في التأثير على سلوکه فعلاً ومراقبةً وتقييماً. وتشمل هذه المنظومة کلاً من المجموعات القيمية التالية: القيم الدينية والقيم الاجتماعية والقيم الاقتصادية والقيم الوطنية والقيم الجمالية. ويتحدد هذا النسق القيمي إجرائياً بالدراسة الحالية بناءً على الدرجات التي يحصل عليها الفرد على کل مجموعة من مجموعات القيم الخمس التي يقيسها المقياس المستخدم بها (إعداد الباحث الحالي). ويمکن تعريف کل مجموعة قيمية يتناولها البحث الحالي کما يلي:

  • ·    أولاً-القيم الدينية Religious Values:

هي مجموعة القيم التي يتميز بها الفرد من حيث إدراکه لخالقه ومراقبته له والالتزام بما أمر والانتهاء عما نهى، خصوصاً في أداء العبادات والمعاملات، وتشمل العديد من القيم الفرعية ومنها: الإخلاص والصدق والأمانة والتسامح وأداء الشعائر.


  • ·    ثانياً-القيم الاجتماعية Social Values:

هي مجموعة القيم التي يتميز بها الفرد من حيث احترامه لخصائص مجتمعه، وعلاقاته واهتماماته الاجتماعية، ومبادراته التطوعية، وتعاونه وبذل وقته وجهده وماله لإنجاز الأعمال الخدمية في مجتمعه، وتشمل العديد من القيم الفرعية ومنها: التعاون والصداقة والمبادرة والتضحية وصلة الرحم.

  • ·    ثالثاً-القيم الاقتصادية Economical Values:

هي مجموعة القيم التي يتميز بها الفرد من حيث احترامه لقيمة العمل، وتحقيق المکاسب المادية والسعي لإحراز الثروة والحفاظ عليها والاقتصاد في إنفاقها وحسن استغلالها، وتشمل العديد من القيم الفرعية ومنها: حب التملک والترشيد والاستثمار وتقدير العمل والادخار.

  • ·    رابعاً-القيم الوطنية National Values:

هي مجموعة القيم التي يتميز بها الفرد من حيث حبه لوطنه، وفخره واعتزازه به، واحترامه لتاريخه، واستعداده للدفاع عنه وحمايته من أية أخطار داخلية أو خارجية، وتصديه للقضايا ذات النفع العام، والمشارکة في رفعة وطنه وسلامة أراضيه، وتشمل العديد من القيم الفرعية ومنها: حب الوطن والشجاعة والتفاني والالتزام والقيادة.

  • ·    خامساً-القيم الجمالية Aesthetic Values:

هي مجموعة القيم التي يتميز بها الفرد من حيث إدراکه للجمال واهتماماته الفنية الراقية وذوقه العام ونزعته لتحقيق النظام والنظافة والتناسق والانسجام الحسي والمعرفي والوجداني، وتشمل العديد من القيم الفرعية ومنها: النظافة والنظام واللون واقتناء الجمال وتذوق الجمال.

الحياة الجامعيةUniversity Life : 

کافة التفاعلات المباشرة وغير المباشرة التي ينخرط فيها الطالب خلال دراسته الجامعية بهدف تنمية شخصيته من جميع جوانبها المعرفية والوجدانية والمهارية والاجتماعية وتشمل کافة الأنشطة المنهجية (المقررات الدراسية والدروس العملية والدورات التدريبية والمشاريع البحثية المتضمنة في لوائح البرامج الدراسية) واللامنهجية (المحاضرات العامة والندوات والمؤتمرات والحفلات والملتقيات والرحلات والزيارات وکافة الفعاليات) التي توفرها الجامعة لطلابها.

مسلمات الدراسة:

1.   تُعد القيم أساس الدين الإسلامي ومن أجلها بُعث النبي محمد صلى الله عليه وسلم فقد روى البيهقي أن النبي صلى الله عليه وسلم قالإنما بعثت لأتمم مکارم الأخلاق. (صحيح البخاري، 273) والبر الذي هو کلمة جامعة لمعاني الدين قال عنه النبي صلى الله عليه وسلمالبر حسن الخلق. (صحيح مسلم، 5072)وقد وصف الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وسلم وأثنى عليه بحسن الخلق، فقال جل وعلا: وَإِنَّکَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ {القلم:4.

2.   تُعني المملکة العربية السعودية حکومة وشعباً على مر التاريخ بالشؤون الدينية عناية خاصة، کونها الموطن الذي ولد به النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ومهبط الوحي، وبها الحرمين الشريفين بيت الله الحرام بمکة المکرمة والمسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة. 

3.   حرص جامعة الملک عبد العزيز على تحقيق الشخصية المتکاملة لدى طلبتها وضمان احترامهم لمنظومة القيم المتأصلة والمتجذرة في المملکة العربية والإسلامية کشعب عربي ومسلم.

4.   الحاجة إلى التحديث والتطوير المستمر لتنويع مجال الفعاليات والأنشطة والممارسات التي تقدمها الجامعة بالفعل کل عام للطلاب، بحيث تحظى فيه القيم الأصيلة بنصيب أکبر، بحجم أهميتها الدينية والوطنية والاجتماعية وهي غاية من أسمى الغايات.

5.   تخضع القيم باعتبارها خصائص وجدانية لما تخضع له بقية الخصائص النفسية الأخرى من إمکانية القياس والتشخيص وبالتالي إمکانية التدخل والتطوير والتعديل وفق الرؤى التربوية والنفسية استناداً لمبادئ دينية وروحية راسخة.

إطار نظري:

مفهوم القيم وأهميتها:

القِيَمُ مفردها القِيمَةُ، وجاءت القِيمَةُ –لغةً کما في لسان العرب لابن منظور من الفعل يُقَيِّمُ وماضيه قَيَّمَ والقيمة هي ثمن الشيء بالتقييم، وفي القاموس المحيط للفيروز أبادي "القِيَمُ" جمع "قَامَات"، واسْتَقَمْتُه بمعنى ثَمَّنْتُه، واستقام بمعنى اعتدل، وفي القرآن الکريم " ..........ذَلِکَ الدِّينُ الْقَيِّمُ........." (36) سورة التوبة، أي المستقيم الذي لا اعوجاج فيه.

وتتصل القيمة Values بالتقييم Valuation أي تقدير قيمة الأشياء والأشخاص ومن ثَمَ التقويم Evaluation أي إظهار نواحي القوة (الاستقامة) ونواحي الضعف (الاعوجاج) في الأشياء والأشخاص واقتراح وسائل للتغلب على نواحي الضعف واستعادة الاعتدال والاستقامة في الأشياء کالأسنان (يُقال تقويم الأسنان أي إعادة المُعْوَجُّ منها للاصطفاف مع جيرانه من الأسنان الأخرى) أو الأشخاص (يُقال تقويم السلوک أي تعديله وفق المعايير الدينية أو الاجتماعية).

وقد تعددت وتباينت تعريفات القيم بکثرة أهمية وعمق هذا المصطلح في الحياة اليومية للأفراد سواء کانت الدينية أم الاجتماعية أم الاقتصادية وغيرها من شتى مناحي الحياة الإنسانية، ويرجع هذا التباين وربما الخلط في تعريفات القيم لکثرة المداخل البحثية وميادين المعرفة المهتمة بها سواء في الفلسفة أو الدين أو التربية أو علم الاجتماع أو الاقتصاد أو علم النفس خصوصاً علم النفس الاجتماعي وغيرها.

إلا أن البحث الحالي يأخذ بالاتجاه السيکولوجي في التعامل مع مصطلح "القيم" وذلک للترکيز على الجانب السلوکي للقيم وليس مجرد التعاطي مع الجانب النظري أو الفلسفي، ليس للتقليل من أهمية هذا المدخل فهو الأساس الفکري لتشکيل ثقافة الأفراد نحو هذا المصطلح والذي يحدد بدوره الجانب المعرفي ومن ثَمَ الجانب الوجداني المتصل بالقيم، ولکن لأن السلوک الممارس هو المعيار الحقيقي لقناعة الفرد بأهمية القيمة ومدى تغلغلها في بنائه النفسي والشخصي بحيث تکون هي المحرک الأول والأهم لسلوکه سواء في تعامله مع نفسه أو مع غيره من الأفراد أو حتى في تعامله مع البيئة الفيزيقية المحيطة.

وفي هذا الاتجاه يُعَرِّف ريتشر (Rescher,1989) القيم على ضوء تعبيرات الفرد اللفظية التي تکشف عن وجهات نظره، أو سلوکياته وأفعاله التي تصدر عنه في المواقف المختلفة. ويربط ريتش (Reich, 1976) بين الاتجاه والفعل ويرى أنهما نتاج القيم، فمعتنق قيمة معينة يکون اتجاهه إيجابياً نحو ما يتصل بها من أفعال وتصرفات. فإذا احترم الفرد مثلاً قيمة عمل المرأة فسوف يترتب على ذلک اتجاه إيجابي نحو عمل المرأة ومن ثم مساعدة زميلاته من النساء في العمل، وسوف يشجع ذويه من النساء على العمل، والعکس صحيح في حالة عدم احترامه لهذه القيمة.

ويعرف بنجستون (Bngeston, 1973)القيم بأنها معاييرلإصدارأحکامالفردعلىمدىمناسبةالسلوک،کما أنهاتحددتوجهاتالفردنحوالفعل، وقدتکونواضحةفيستدلعليهامن خلالالتعبيراللفظيللفرد،وقدتکونضمنيةأوکامنةفيستدلعليهامن خلالسلوکالفردوأفعاله.

ويعرف عبد اللطيف خليفة (1992) القيم بأنها عبارةعنالأحکامالتييصدرهاالفردبالتفضيلأوعدمالتفضيل للموضوعاتأوالأشياء. وذلکفيضوءتقييمهأوتقديرهلهذه الموضوعات أوالأشياء، وتتمهذهالعمليةمنخلالالتفاعلبين الفرد ومعارفهوخبراته وبين ممثلي الإطارالحضاريالذييعيشفيه ويکتسبمنخلالههذه الخبرات والمعارف. ويوضح بأن القيمبهذاالتعريفتتحددإجرائياًعلىالنحوالتالي:

  • ·     محکنحکم بمقتضاه،ونحددعلىأساسهماهومرغوبفيهأو مفضلفيموقفتوجدفيهعدةبدائل.
  • ·     تتحددمنخلالهاأهدافمعينةأوغاياتووسائللتحقيقهذه الأهدافأوالغايات.
  • ·     الحکمسلباًأوإيجاباًعلىمظاهرمعينةمنالخبرةفيضوءعملية التقييمالتييقومبهاالفرد.
  • ·     التعبيرعنهذه المظاهرفيظلبدائلمتعددةأمامالفردوذلک حتى يمکنالکشفعنخاصيةالانتقائيةالتيتتميزبهاالقيم.
  • ·     تأخذهذهالبدائلأحدأشکالالتعبيرالوجوبيمثل: يجبأن، أو ينبغيأن، حيثيکشفذلکعنخاصيةالوجوبأوالإلزامالتيتتسم بهاالقيم.
  • ·     يختلفوزنالقيمةمنفردلآخربقدراحتکامهؤلاءالأفرادإلىهذه القيمةفي المواقفاﻟﻤﺨتلفة.
  • ·     فيضوءذلکتحتل القيمذاتالأهميةبالنسبةللفردوزنانسبيا أکبرفينسقهالقيمي وتحتل موقعاً متقدماً فيه، وتمثلالقيمةالأقلأهميةوزنانسبياأقلفيهذا النسق وتحتل موقعاً متأخراً فيه.

ودون الرجوع للعديد والعديد من تعريفات العلماء والباحثين المتخصصين للقيم ربما يکون من الأفضل عرض أهم الملامح العامة التي استقرت عليها أغلب هذه التعريفات:

1.     تعد القيم على المستوى النظري أحکاماً مطلقةً للسلوک الإنساني، لکنها على المستوى العملي والتطبيقي تظل نسبية بحسب التزام الأفراد بها.

2.     تعبر القيم عن نفسها من خلال أراء الفرد ووجهات نظره المعلنة أو سلوکياته الظاهرة.

3.     تؤدي القيم دوراً تفضيلياً لدى الأفراد، فعلى ضوئها يختار الفرد نمطاً سلوکياً معيناً يفضله على غيره من الأنماط السلوکية.

4.     تخضع منظومة القيم لدى الأفراد لمبدأ الفروق الفردية، فالقيمة ذات الأولوية الأولى لدى أحد الأفراد قد تحتل مرتبةً متأخرةً لدى البعض الآخر، وهو ما يُشکِّل نسقاً قيمياً فريداً لکل فرد يختلف عن النسق القيمي لدى غيره من الأفراد الآخرين.

5.     تؤدي ثقافة المجتمع دوراً مهماً في تشکيل النسق القيمي لدى أفراده.

6.     تتصف القيم بالثبات النسبي ورغم ذلک فالنسق القيمي للأفراد يتصف بالدينامية وعدم الجمود، فهو قابل للتعديل والتغيير على ضوء مستجدات معينة، لکن لابد أن يکون لهذه المستجدات القوة الکافية لتغيير هذا النسق القيمي.

وقد أوضح کراثول وزملاؤه ( Krathwohl, et al., 1964 ) أن القيم ترتقي لدى الفرد بالتدرج خلال ثلاثة مستويات يحددها کالتالي:

1.      مستوىالتقبل Acceptance level ويتضمنالاعتقادفي أهميةقيمةمعنيةوهوأدنىدرجات اليقين.

2.      مستوىالتفضيل Preference level ويشيرإلىتفضيل الفردلقيممعينةوإعطائهاأهمية.

3.      مستوىالالتزام Commitment level وهوأعلىدرجات اليقينحيثالشعوربأنالخروجعنقيمةمعينةسوفيخالفالمعايير السائدة.

فمع نموالفردوتقدمهفيالعمرتتغير المعاييروالقواعدالتيتحکم تصرفاتهوسلوکياتهوأحکامه علىماهوصواب وما هو خطأ،وماهوأخلاقي أوغيرأخلاقيويخالفالمعاييرالسائدةفيالمجتمع.

ويعرف الباحث الحالي القيم بأنها تنظيمات نفسية (معرفية ووجدانية) معقدة تجاه الأشياء والأشخاص، تتکون لدى الفرد منذ الصغر على مدار حياته، فتحدد نوعية وطبيعة السلوک المطلوب من الفرد القيام به، وتراقب هذا السلوک وتُتابِعُه ثم تحکم على نتائجه.

وعلى ضوء هذا التعريف للقيم يتضح أن لها ثلاث وظائف أساسية تعکس أهميتها النظرية والتطبيقية وهي:

1.    تحدد نوع وطبيعة السلوک المطلوب من الفرد القيام به في المواقف المختلفة.

2.    تراقب الفرد أثناء قيامه بهذا السلوک وتوجه أداءه بما يتفق مع هذه القيم التي يعتنقها.

3.    تحکم على هذا السلوک الذي قام به الفرد بمجرد الانتهاء منه، وتُزوده بتعزيزات إيجابية أو سلبية بحسب اتساقه أو عدم اتساقه مع منظومة القيم لديه. 

مکونات القيم وعلاقتها بالسلوک:

للقيم ثلاثة مکونات أساسية هي:

1.    المکون المعرفي: ويختص بما لدى الفرد من معلومات وخبرات تتصل بموضوع القيمة، والتي تکونت لديه من خلال تفاعله مع غيره من الآخرين في المواقف والأحداث اليومية، وتؤدي نمط التربية التي يتعرض لها الفرد الدور الرئيس في تشکيل هذا المکوِّن، وما تستند اليه هذه التربية من مقومات دينية وثقافية واجتماعية وحضارية.

2.    المکون الوجداني: ويختص بما يتحقق لدى الفرد من إشباعات معنوية إيجابية معينة بممارسته للسلوک المستند للقيمة، والذي يمثل التعزيز الإيجابي لاستمرار تعلقه بها وممارسته لهذا السلوک دون غيره حتى لو تعرض للأذى والعقاب. 

3.    المکون السلوکي: ويختص بالفعل أو التصرف المنبثق عن هذه القيمة، وشکل وطبيعة هذا التصرف بما يتسق معها، وهو المکون الأهم للقيمة لأنه يمثل الترجمة الحقيقية والفعلية لها في الواقع المعاش.

ويولي البحث الحالي أهميةً خاصةً للمکون السلوکي للقيم کَوْن عينة البحث الحالي من الشباب الجامعي الذين لازالت تتشکل لديهم منظومة القيم، التي سوف تُحدِّد وتُتَابِع وتُقَيِّم سلوکياتهم خلال حياتهم المهنية والاجتماعية المستقبلية.

ويتسق ذلک مع رؤية موريس (Morris, 1956) حين اقتصر في تعريفه للقيم على الجانب السلوکي بتعريفه إياها بأنها التوجهأوالسلوک المفضلأو المرغوبمنبين عددمن التوجهات المتاحة ويصنفهاإلىثلاثفئاترئيسة هي:

1.     القيمالعاملة Operational Values والتي يمکنالکشفعنهامن خلالالسلوکالتفضيلي.

2.     القيم المتصورة Conceived Values وهيعبارةعنالتصورات المثالية لما يجب أن يکون، ويتمفيضوئهاالحکمعلىالفعلأوالسلوک.

3.     القيم الموضوعية Objective Values

ويؤکد أدلر (Adler, 1956) على هذا المعنى حيث يرى أن القيممُکافِئةٌللسلوکأوالفعل وهي تعني إحدى المعاني التالية:

1.      أنهاأشياءمطلقةلهاهويتها المستقلة.

2.      أنهامتضمنةفي الموضوعاتأوالأشياء الماديةأوغير المادية.

3.      أنها مفاهيمتظهرمنخلالحاجاتالفردالبيولوجيةوأفکارهالتييتبناها.

4.      أنهاتساويأوتکافئالفعلأوالسلوک.

تصنيفات القيم:

تُصنَّف القيم وفق عدد من الاعتبارات، فقد تُصَنَّفُ وفق طبيعتها الى قيم مادية وقيم روحية. أو حسب مجالها إلى قيم فيزيقية وقيم اجتماعية وقيم علمية وقيم معرفية (رالف وايت، في: قاموس ويبستر، 2003).

وقد صنَّف المجلس القومي المصري للتعليم (1993) القيم إلى ثلاثة مجالات هي:

1.   مجال العقيدة: ويشمل القيم الإيمانية وقيم العبادات والمعاملات والتي يدين بها الفرد ويحرص على أدائها.

2.   مجال علاقة الفرد بغيره: وتشمل قيم التعامل مع الآخرين من صدق القول والعمل والعفة وصلة الرحم والإيثار وغيرها.

3.   مجال علاقة الإنسان بالکون: وتشمل القيم العلمية من التفکير والتدبر والتخطيط والعمل وغيرها.

ويحدد کامل المغربي (1994) نوعين من القيم فقط هما:

1.     القيم الأساسية: وهي قيم راسخة لا تتغير نشأت على أساس التعاليم الدينية التي مصدرها القرآن والسنة، والتي يؤدي العبث بها إلى نسخ أحکام دينية وهي قيم حاکمة، وتتمثل في التوحيد والقيم المتعلقة بالصلاة والأمانة والمساواة والعدالة.

2.     القيم الثانوية: وهي قيم من صنع الإنسان سواء ما يقوم منها في المجتمع أو بيئة العمل وبالإمکان تحويلها وتغييرها لأنها من صنع الواقع الاجتماعي والثقافي.  

وعندما وضع شبرانجرspranger (في: السيد أبو النيل، 1978) عالم النفس الألماني نظريته حول أنماط الشخصية افترض أن الأفراد يتوزعون إلى ستة أنماط بناءً على سيادة أو غلبة إحدى القيم التالية: القيم النظرية والقيم السياسية والقيم الاجتماعية والقيم الاقتصادية والقيم الدينية والقيم الجمالية. وهي نفس القيم التي اعتمد عليها جوردون البرت وفيليب فيرنون وجاردنر لندزي في إعداد مقياسهم الشهير "اختبار القيم" الذي ترجمه للعربية عطية محمود هنا، والذي أُستخدم في العديد من الدراسات والبحوث في مجال القيم.

کما صنَّفها هوارد Haward (في: على أحمد الجمل، 1996) حسب الفوائد المتوقعة منها إلى: قيم مادية وجسمية، قيم اقتصادية، قيم أخلاقية، قيم سياسية، قيم جمالية، قيم دينية، قيم عقلية، قيم عاطفية، قيم عقدية، قيم أخلاقية.

کما صنف عبد الرحمن بدوي (في: رباب رأفت الجمال، 2017) القيم إلى الأقسام التالية:

  • ·     قيم روحية وعقدية مثل حب الله والايمان بالله والجهاد في سبيل الله.
  • ·     قيم أخلاقية وتشمل العدل والأمانة والصدق وإکرام الضيف والتعاون.
  • ·     قيم جمالية وتشمل التذوق الجمالي وإدراک الاتساق في الأشياء والاعتناء بالمظهر والنظافة والنظام.
  • ·     قيم اجتماعية وتشمل بر الوالدين والتکافل الاجتماعي والإحسان للجيران.
  • ·     قيم اقتصادية مثل الاقتصاد والادخار والنظرة للمال.
  • ·     قيم الانتماء للأسرة والمجتمع.

وقد وضع الباحث الحالي لنفسه تصنيفاً للقيم (شکل رقم 1)، التزم به في إطار اطلاعه على العديد من التصنيفات والذي يضم الأنواع الخمسة التالية:

1.     القيم الدينية Religious Values: هي مجموعة القيم التي يتميز بها الفرد من حيث إدراکه لخالقه ومراقبته له والالتزام بما أمر والانتهاء عما نهى خصوصاً في أداء العبادات والمعاملات، وتشمل العديد من القيم الفرعية ومنها: الإخلاص والصدق والأمانة والتسامح وأداء الشعائر.

2.     القيم الاجتماعية Social Values: هي مجموعة القيم التي يتميز بها الفرد من حيث احترامه لخصائص مجتمعه، وعلاقاته واهتماماته الاجتماعية، ومبادراته التطوعية، وتعاونه وبذل وقته وجهده وماله لإنجاز الأعمال الخدمية في مجتمعه، وتشمل العديد من القيم الفرعية ومنها: التعاون والصداقة والمبادرة والتضحية وصلة الرحم.

3.     القيم الاقتصادية Economical Values: هي مجموعة القيم التي يتميز بها الفرد من حيث احترامه لقيمة العمل، وتحقيق المکاسب المادية والسعي لإحراز الثروة والحفاظ عليها والاقتصاد في إنفاقها وحسن استغلالها، وتشمل العديد من القيم الفرعية ومنها: حب التملک والترشيد والاستثمار تقدير العمل والادخار.

4.     القيم الوطنية National Values:هي مجموعة القيم التي يتميز بها الفرد من حيث حبه وفخره واعتزازه بوطنه واحترامه لتاريخه، واستعداده للدفاع عنه وحمايته من أية أخطار داخلية أو خارجية، وتصديه للقضايا ذات النفع العام والمشارکة في رفعة وطنه وسلامة أراضيه وتشمل العديد من القيم الفرعية ومنها: حب الوطن والشجاعة والتفاني والالتزام والقيادة.

5.     القيم الجمالية Aesthetic Values: هي مجموعة القيم التي يتميز بها الفرد من حيث إدراکه للجمال واهتماماته الفنية الراقية وذوقه العام ونزعته لتحقيق النظام والنظافة والتناسق والانسجام الحسي والمعرفي والوجداني، وتشمل العديد من القيم الفرعية ومنها: النظافة والنظام واللون واقتناء الجمال وتذوق الجمال.

 

شکل رقم (1) تصنيف القيم الخمس الرئيسية والقيم الفرعية المندرجة تحتها.

النَّسَق القِيَميValue system :

النَّسَقُ کما جاء في معجم المعاني الجامع هو ما کان على نظام واحد من کل شيء، ومُتَنَاسِقٌ بمعنى مُنْسَجِمٌ. وهو مجموعةمنالأشياءأوالوقائع المترابطةفيما بينهابالتفاعلأو الاعتماد المتبادل (Warren, 1943). والنسق القيمي نموذج منظم للقيم في مجتمع ما أو جماعة معينة، وتتميز فيه القيم الفردية بالارتباط المتبادل الذي يجعلها تدعم بعضها البعض وتکون کلا متکاملاً. وهو الترتيبالهرميﻟﻤﺠموعة القيمالتييتبناهاالفردأوأفراداﻟﻤﺠتمع ويحکم سلوکهأوسلوکهمدون الوعيبذلک (Wolman, 1975). 

وهو إطارعلىهيئةسلمتتدرج مکوناتهتبعالأهميتها ويضم مجموعةقيم الفردأواﻟﻤﺠتمعمرتبةوفقالأولويتها (محمد کاظم، 1970).وهو مجموعةالوحدات المترتبةترتيبامخصوصاوالمتصلبعضهاببعضاتصالاً به تنسيق، لکيتؤديإلىغرضمعينولکيتقومبوظيفةخاصة (إبراهيم مدکور وآخرون، 1975).

وهو ذلک الترتيب الهرمي لمجموعة القيم التي يتبناها الفرد وتحکم سلوکه بدون وعي شعوري منه، وهذا النسق المنظم يتکون لدى الفرد ويمکن التعرف عليه وتحديده وقياسه، حيث تنتظم فيه القيم في نسق متساند بنائياً متباين وظيفياً داخل إطار ينظمها ويشملها في تدرج خاص يتضمنه النسق القيمي للفرد (حامد زهران وإجلال سري، 1985).

کما أنه البناءأوالتنظيمالشامللقيمالفرد، وتمثلکلقيمةفي هذاالنسقعنصرامنعناصرهوتتفاعلهذهالعناصرمعالتؤديوظيفة معينةبالنسبةللفرد. (عبد اللطيف خليفة، 1992) ويذکر بأن هذا التعريف يتميزبالخصائصالآتية:

1.    إنهيسمحبدراسةقيمالفردفيضوء منظومةأوإطارعامتنتظممن خلالههذهالقيم.

2.    ويتيحلناذلکالوقوفعلى أنماط نسقالقيمومظاهرارتقائهعبر العمر.

3.    کمايتلاءمهذاالتعريفمع اعتبار النسق متصفاً بالدينامية والتفاعل بين أجزائهمعبعضها البعض.

ويعرف روکش ( Rokeach, 1976 ) النسق القيمي بأنه تنظيم من المعتقدات يتصف بالثبات النسبي، ويحمل تفضيلات لغاية من غايات الوجود، أو شکلاً من أشکال السلوک الموصلة الى هذه الغاية، وذلک في ضوء ما تمثله من أهمية بالنسبة للفرد.

ولأن قيم الفرد لا تعمل بمعزل عن بعضها البعض وإنما تتفاعل وتتکامل وربما تتغير مواقعها حسب أهميتها النسبية بالنسبة للفرد والمجتمع، فکان لابد من وضعها معاً في نظام متکامل يتصف بالمرونة والثبات النسبي فيما يسمى بالنسق القيمي، الذي تُرتب فيه القيم حسب أهميتها النسبية بحيث تحتل فيه القيم الأکثر أهمية وتأثيراً في سلوکيات الفرد وأقواله موقعاً متقدماً بينما تحتل فيه القيم الأقل أهمية موقعاً متأخراً.

ويمکن للباحث الحالي تعريف النسق القيمي بأنه ذلک التنظيم المتتالي والثابت نسبياً للمجموعات القيمية الخمسة الکبرى: الدينية والاجتماعية والاقتصادية والوطنية والجمالية التي يؤمن بها الفرد حسب أولويتها والتي تحکم تفضيلاته وتحدد سلوکه وتراقبه وتحکم على نتائجه.

ويرتقي النسق القيمي على ضوء عددمنالخصائصأو الملامح العامةالتييتفقعليهاالباحثونفي الميدان حسبما يشير عبد اللطيف خليفة (1992) ومنبين هذهالخصائصمايلي:

1.   أنالقيم تمضيفيارتقائهامنالطفولةالمبکرةوحتىنهايةالعمر وأنهاليستقاصرةعلىفترةأومرحلةعمريةمعينةدونغيرها،فمع نمو الفردتزداد المعاييرالتييحتکمإليهاوضوحاًوکفاءةفيتحديدقيمه، کما يتغيرمفهوم المرغوبفيه، والمفضلمعتغييرالعملواکتسابخبراتجديدة، وذلکفيضوءمستويين: الأولويکونفيهالإطارالعامللغايات المرغوبة غيرمحدد، والثاني حيثيحدثنوعمنالتغييرفيهذاالإطارفتصبح الغاياتأکثرتحديداً وتمييزاً.

2.   أنهناکمستوياتمختلفةلاستيعابالقيمةتبدأمنمجردالتقبل لهاثمالتفضيلثمالشعوربالوجوبأوالإلزامنحوها.

3.   إنهمع نموالفرديزدادعددالقيمالتييتبناهافينسقهالقيمي وبمجردانضمامقيمةجديدةإلىالنسقيحدثنوعمنإعادةالترتيبأو التوزيعلهذهالقيمحسبأهميتهابالنسبةللفرد.

4.   إنارتقاءنسقالقيم يمضيفياتجاههمنالعيانيةإلىالتجريد ومنالبساطةإلىالترکيبومنالخصوصيةإلىالعموميةومنالوسيلية إلىالغائية.

5.   أنارتقاءنسقالقيمهومحصلةالتفاعلبين الفرد ومحدداته الخاصةوبين ممثليالإطارالحضاريالذييعيشفيه.

تَشْکِيلُ النَّسَق القيمي:

يبدأ تَشَکُّلْ النسق القيمي لدى الفرد منذ نعومة أظفاره وخلال المواقف الاجتماعية والتعليمية العديدة التي يمر بها ويتفاعل فيها مع غيره من الأفراد سواء کانوا أقاربه أو أصدقاءه أو زملاءه في اللعب أو الدراسة أو العمل، ويتحدد النسق القيمي للفرد على ضوء تفاعل العديد من المحددات البيولوجية والسيکولوجية والسوسيولوجية وبأوزان نسبية متفاوتة، إلا أنه لا يمکن تجاهل أي مصدر من هذه المصادر.

ويستمر هذا التشکيل وإعادة التشکيل بناءً على الخبرات التراکمية التي يُحَصِّلها الفرد، وبالطبع يبدأ هذا التشکيل في إطار الأسرة وما تغرسه من قيم معينة في نفوس أبنائها، وما تؤکد عليه من مظاهر سلوکية معينة مستندة إلى مجموعة القيم الراسخة التي تؤمن بها، وعندما تتسع دائرة تفاعل الطفل وانفصاله تدريجياً عن الأسرة، وتتعدد مجالات تفاعله في المدرسة والنادي والمسجد والشارع وغيرها من مؤسسات المجتمع الرسمية وغير الرسمية يتأکد بقاء بعض هذه القيم في ترتيبها ضمن نسقه، القيمي ويتحرک بعضها الآخر صعوداً أو هبوطاً على ضوء العديد من المتغيرات، وبالتالي يخضع النسق القيمي للفرد للتغيُّر والتغيير النسبي على مدار حياته.

ومن أهم أساليب تغيير القيم ما يلي:

1.     وسائل التخاطب الجماهيري.

2.     أسلوب السوسيودراما.

3.     أسلوب الاستماع الى القصص.

4.     أسلوب توضيح القيم.

5.     تنمية القيم من خلال التنشئة الاجتماعية.

6.     أسلوب التوجيه والإرشاد.

7.     البرامج التربوية (عبد اللطيف خليفة، 1992).

کما أوضح عبد الرحمن الشعوان (1997) أنه يمکن تعليم القيم من خلال أربعة طرق أساسية هي:

1.    غرس القيم Value Inculcation.

2.    توضيح القيم Value Clarification.

3.    المحاکمة العقلية الأخلاقية Moral Reasoning.

4.    تحليل القيم Value Analysis.

وأضافت نورة أبو عيشة و أيت ديهية (2015) الأساليب العشرة التالية لتنمية القيم لدى التلاميذ حسب ترتيب أهميتها بالنسبة لهم وهي:  

1.       طريقة المشروع (إنجاز العمل بشکل جماعي ولکل فرد دوره في التخطيط والتنفيذ والتقويم).

2.      الأسلوب القصصي (سرد بعض القصص التي يستخلص منها قيم معينة).

3.       أسلوب الحوار والمناقشة.

4.      أسلوب القيام بالرحلات واستثمار المناسبات (القيام برحلات تعليمية لتنمية قيم محددة، وانتهاز المناسبات لتدعيم قيمة معينة وتبني قيم جديدة، مثل مناسبة يوم العلم، يوم الأرض، العيدين، شهر رمضان).

5.      أسلوب المحاکاة (التعلم بالقدوة والنموذج مثل المدرس القدوة، المدير القدوة).

6.      طريقة التحکيم العقلي (عرض قيم ثم الاقتناع بها وممارستها).

7.      أسلوب قراءة واستطلاع النصوص (نصوص في کتب المطالعة تفضي إلى تعليم قيم مرغوب فيها، وتعديل قيم سالبة).

8.      طرق التلقين التقليدية (الإرشاد والوعظ المحاضرة).

9.      الألعاب والتمثيليات التربوية (الأدوار لعب).

10.  أسلوب الثواب والعقاب (الترغيب الترهيب).

ولعل المصادر الثلاثة التالية هي التي تؤدي الدور الأکبر-من وجهة نظر الباحث-في تشکيل النسق القيمي لدى الفرد:

1.    الدين:

وما يتضمنه من وحي سماوي يزخر بالعديد من الآيات القرآنية التي تحض على الفضيلة والأخلاق والمثل العليا، سواء کان عرضها بشکل مباشر أو في سياق العرض القصصي للقرآن الکريم، کذلک السنة النبوية المطهرة سواء اللفظية أو العملية، وسواء ذکرها النبي صل الله عليه وسلم صراحةً ونقلها أصحابه الکرام، أو رواية الصحابة رضوان الله عليهم لَمَا رَأَوْه من فعل النبي محمد صل الله عليه وسلم. وقد تميَّز الدين الإسلامي تحديداً دون غيره من الديانات السماوية الأخرى، بأنه مألفٌ من شطرين أساسيين متکاملين هما العقيدة والشريعة، فالعقيدة تحکم علاقة الإنسان بربه، وينبثق عن ذلک العديد من القيم کالمراقبة والإخلاص والتقوى والخوف والرجاء وغيرها، أما الشريعة فتحکم علاقة الإنسان بغيره من البشر، ويتولد عن ذلک العديد والعديد من القيم الأخرى کالصداقة والتعاون والتعاطف والمساندة والصدق والأمانة وغيرها، ولا شک أن الدين في المجتمعات الإسلامية يمثل الرکيزة الأولى لتشکيل أي نسق قيمي.

2.    الثقافة:

وتشمل کافة التقاليد والأعراف والعادات والخبرة الجماعية التي تشکلت في المجتمع عبر السنين وتناقلتها الأجيال محافظةً عليها کملامح شخصية مميزةً لهذا المجتمع، وتحکم العديد من تصرفاته وأحواله في کافة مواقف الحياة فيه، من تعاملات ومعاملات فردية أو جماعية في التعليم والعمل والبيع والشراء والزواج والجيرة والمصاحبة وکافة المناسبات الدينية والاجتماعية والاقتصادية وغيرها، و بالتالي تشکل الثقافة وکافة مکوناتها رافداً مهما للقيم في المجتمع، ومصدراً مهماً أيضاً في تشکيل النسق القيمي للفرد الذي يعيش فيه.

3.    الإعلام والتقنيات المستحدثة:

يؤدي الإعلام بوسائله المختلفة سواء المقروءة أو المسموعة أو المرئية من صحف ومجلات وإذاعة وتلفاز وما تبثه هذه المصادر المؤثرة والفعالة والمشوقة من أخبار صحيحة أو مشوهة أو مغلوطة دوراً لا يخفى على متابع في تشکيل النسق القيمي للأفراد المتلقين لها.

إلا أنه بالتطور المذهل والسريع والمتلاحق في التقنية المستحدثة وما تبعها من وسائل للتواصل الاجتماعي صار الأمر جد خطير تجاوز حد التأثير والتأثر إلى حد التبعية، وربما محو لبعض القيم التي کانت أصيلة ومتأصلة في المجتمعات العربية والإسلامية، وتضاؤل البعض الآخر من هذه القيم فيما يسمى بالغزو الفکري والثقافي، محاولةً من بعض الثقافات الأکثر مدنية وحضارة من زعزعة استقرار بعض الثقافات التي ظلت لمئات القرون ثابتةً وراسخة، مستغلةً في ذلک ما يتوفر لديها من عوامل جذب وإثارةٍ وتشويق، فضلاً عن ثلاثة خصائص أساسية اتصف بها هذا الإعلام الالکتروني (خصوصاً وسائل التواصل الاجتماعي) وتميز بها على الاعلام التقليدي (الصحافة والإذاعة والتلفزيون) وهي: الفورية Immediacy  والتفاعلية Interactivity  والتحديث Updating. ولا شک أن النسق القيمي للشباب في المرحلة الجامعية يتأثر بکل هذه المتغيرات الثقافية والحضارية الوافدة.

4.    دور الحياة الجامعية في تشکيل النسق القيمي:

عندما يصل الشاب إلى المرحلة الجامعية يکون قد اشتد عوده، واتسعت دائرة اتصاله بالعالم الخارجي، وأصبح يملک الحق الأکبر في اتخاذ قراراته، وصار أکثر استقلالاً عن ذي قبل، ويصبح هو المسئول الأکبر عن تشکيل نسقه القيمي ضمن قناعاته المستندة إلى طبيعة الخبرات التي يُحَصِّلها ويتوصل إليها، لأنه ينتقي من بين زملائه أصدقاء، ومن بين معارفه العامة تخصصاً دقيقاً، ومن بين أنشطته العامة هواية يمارسها ويحرص عليها، ومن بين أوقات فراغه وقتاً يملأُه بما يتفق مع بنائه الشخصي وتکوينه النفسي.

ولذلک لم يعد دور الجامعة کما کان في الماضي هو فقط التعليم والتعلُّم المعرفي داخل قاعات الدرس والمدرجات والمعامل، وإنما تعددت وتشعبت أنشطة الجامعة بما يحقق في النهاية تنمية الشخصية المتکاملة لدى طلابها، بکافة مکوناتها وأبعادها المعرفية والوجدانية والمهارية والاجتماعية، ولم يعد ممارسة الطلاب للأنشطة المتنوعة ترفاً أو اختياراً وإنما صار ضرورة وحق للطالب وواجب على الجهات الرسمية داخل الجامعة أن توفر من الأنشطة المتنوعة والمختلفة بما يشبع حاجات الطلاب المعرفية والثقافية والوجدانية والمهارية والاجتماعية، ضمن خطط واستراتيجيات واضحة ومحددة ومعلنة لکافة الطلاب منذ بداية العام الدراسي ليتخير من بينها الطالب ما يوافق توجهاته الثقافية ونزعاته الوجدانية وبناءه القيمي، وبهذا المعني لم تعد الجامعة مجرد مرحلة تعليمية دراسية يقضي فيها الطالب عدداً من السنوات ويتخرج ليعمل في مجال ما، وإنما صارت الجامعة حياة واسعة تزخر بالعديد من مجالات التفاعل والتفکير والتنمية والاستمتاع في ذات الوقت بالنسبة للطالب.

وتتولي عمادة شئون الطلاب بجامعة الملک عبد العزيز (موقع عمادة شئون الطلاب بجامعة الملک عبد العزيز، حياتي الجامعية، 1439ه) وهي إحدى العمادات المساندة بالجامعة هذه المسئولية مع غيرها من العمادات الأخرى، من حيث اهتمامها بخدمة الطالب منذ التحاقه بالجامعة وحتى تخرجه منها، وتقدم العمادة خدماتها من خلال ثماني وکالات وأربعة مراکز متنوعة لعل منها: وکالة عمادة شئون الطلاب للأنشطة الثقافية والاجتماعية، ووکالة شئون الطلاب للإسکان والتغذية، ووکالة الأنشطة الرياضية، ووکالة المنح الدراسية، ووکالة التطوير، ووکالة الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة، ووکالة الخريجين، ومرکز الارشاد الجماعي، ومرکز الموهبة والإبداع، ومرکز الارشاد المهني والدعم الوظيفي، ووحدة حماية حقوق الطالب.

وتسعى عمادة شئون الطلاب إلى تزويد طلابها بالخدمات غير الأکاديمية بفاعلية وجودة عالية لتساعدهم في إثراء تجاربهم الشخصية وتنمية قدراتهم الذاتية والارتقاء بقيمهم، من خلال باقة من الخدمات بصفة دورية، مثل المحاضرات العامة والندوات والمؤتمرات العلمية والفعاليات والملتقيات التنافسية ثقافياً وعلمياً وفنياً ورياضياً، ومسابقات حفظ القرآن الکريم وتفسيره وتجويده، فضلاً عن الخدمات الارشادية والمساعدات المالية وتوفير المسکن وخدمات ذوي الاحتياجات الخاصة ومنح مکافآت التميُّز وتوفير الکتب والمراجع وصرف الإعانات الطلابية المقطوعة وتوفير وسائل الانتقال الترددية، وتوفير برامج الإرشاد الطلابي والتوجيه المهني والدعم الوظيفي لما بعد التخرج.

کما تولي العمادة عناية خاصة جداً بکل من فئتي الموهوبين وذوي الاحتياجات الخاصة من خلال مرکز الموهبة والابداع الذي يقدم الدورات التدريبية والمشورة العلمية والبحثية والمشارکات الاختراعية مع البيئة الخارجية ورعاية المشاريع والأفکار الإبداعية وتوفير الدعم المادي والمعنوي اللازمين لتنمية القدرات والمواهب الخاصة لدى الطلاب، وکذلک بالنسبة للطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة توفر لهم العمادة الأجهزة التعويضية المناسبة حسب نوع الإعاقة وتهيئة الطرقات والمصاعد بما يتناسب مع احتياجاتهم وتوفير أماکن خاصة لسياراتهم.

وتحظى الأنشطة الرياضية باهتمام ورعاية العمادة بسبب اقبال نسبة کبيرة من الطلاب على ممارستها سواء کرة القدم أو کرة اليد أو الکرة الطائرة أو التنس الأرضي أو السباحة أو اختراق الضاحية والخيمة الرياضية والمسابح والملاعب العديدة، فتنظم العمادة العديد من المسابقات الرياضية التي يتنافس فيها الطلاب بشرف وحب لتنمية أخلاقهم وتعميق قيمهم والحفاظ على أجسامهم وصحتهم البدنية والنفسية.

ولا شک أن هذا الکم الضخم والمتنوع من الأنشطة والفعاليات والممارسات الدورية والمنظمة والمخطط لها في شتى المجالات الدينية والاجتماعية والثقافية والمهنية والفنية والرياضية والوطنية يسهم بشکل فعال في تنمية الشخصية المتکاملة لدى الطلاب، وتشکيل أنساقهم القيمية على أسس متينة وراسخة وقوية وبما يتفق مع حضارة أقدس البقاع حيث مبعث الرسالات والکعبة المشرفة والمسجد الحرام والصفا والمروة ومنى وعرفات ومهبط الوحي على النبي محمد صل الله عليه وسلم ومولده بمکة المکرمة ومسجده وقبره الشريف بالمدينة المنورة.

 قياس القيم:

تتنوع وسائل قياس القيم وتحديد النسق القيمي للأفراد تبعاً لمراحل نموهم وخصائصهم، وکذلک طبيعة البحث وأهدافه، فقد تُستخدم قوائم الملاحظة المعدة إعداداً جيداً لمتابعة سلوک مجموعة من الأطفال أثناء تَعَلُمِهم أو لعبهم أو ممارستهم لأي نشاط دون شعورهم أو معرفتهم بأنهم محل ملاحظة ومتابعة من غيرهم حتى يصدر عنهم السلوک الطبيعي دون تزييف، ويتولى عملية تقدير السلوک الاجتماعي والأخلاقي ملاحظون مدربون ومتخصصون، وتناسب هذه الطريقة من القياس الأطفال الصغار.

وقد تُستخدم المقابلة المقننة المضبوطة للحصول من الفرد مباشرة على عدد من الإجابات تجاه مجموعة من القضايا أو المشکلات، ويستخدم هذا الأسلوب مع الأکبر سناً، لکن ربما تخضع إجابات المفحوصين للتزييف أو التجميل. وقد نعتمد على تحليل مضمون کتابات الأفراد أو تسجيلاتهم الصوتية أو المرئية مع أخذ الضوابط العلمية اللازمة.

أما الاستخبارات أو الاستبيانات فتُعد أکثر أدوات قياس القيم شيوعا واستخداماً نظراً لسهولة استخدامها وتنوع أساليب الاستجابة لمفرداتها مع أخذ الاحتياطات الفنية اللازمة للتخلص من تعرض الاستجابة عليها للتزييف نتيجة المرغوبية الاجتماعية وذلک بعدم کتابة المفحوص لاسمه للاطمئنان وإعطاء الاستجابة الصادقة والصحيحة.

ومن أکثر هذه الاستخبارات شيوعاً في قياس القيم:

1.    استخبارألبورتوفيرنونولندزي والذي ترجمه للعربية عطية محمود هنا.

2.    مقياسالقيمالفارقة The Differential Values Inventory   الذي أعده برنس R. Prince وترجمه للعربية جابر عبد الجميد جابر.

3.    قائمة برنس للقيم الفارقة Prince Differential Value Inventory

4.    مقياسالقيمالشخصية    A Personal Values Inventory

5.    مسحالقيملروکيش    Rokeach Value Survey R.V

دراسات سابقة:

أجريت العديد من الدراسات والبحوث في مجال القيم بشکل عام، حيث تمت دراسة القيم من مداخل مختلفة واهتمامات عدة، وتناولت بعض هذه البحوث والدراسات النسق القيمي لدى فئات عمرية مختلفة من الطلاب ولدى الجنسين، لکن الباحث سوف يعرض للبحوث والدراسات السابقة ذات الصلة بموضوع النسق القيمي، وذلک في بعدين أساسيين هما: دراسات أجريت على طبيعة النسق القيمي لدى الطلاب وعلاقته ببعض المتغيرات، ودراسات أجريت لتعليم أو تغيير أو تشکيل النسق القيمي لدى الطلاب.

هذا ولم يعثر الباحث على أية دراسة عربية أو أجنبية حاولت التعرف على دور الحياة الجامعية في تشکيل النسق القيمي لدى الشباب الجامعي.

أولاً-دراسات أجريت على طبيعة النسق القيمي وعلاقته ببعض المتغيرات:

أجرى جابر عبد الحميد وسليمان الشيخ (1978) دراسة حول تغير الأنساق القيمية في المجتمع العراقي عبر أربعة مستويات عمرية: المرحلة المتوسطة والمرحلة الثانوية والفرقة الثانية بالمرحلة الجامعية والفرقة الرابعة بالمرحلة الجامعية، واستخدم الباحثان بطارية برنس للقيم الفارقة Prince Differential Value Inventory وقد کشفت نتائج الدراسة عن وجود تباينات في الاهتمامات القيمية بين الفئات العمرية الثلاث، فعلى حين يهتم طلاب المرحلة الثانوية بقيم الاستقلال والأخلاق والنجاح في العمل، فإن طلاب المرحلة الجامعية کانوا أکثر اهتماماً بالقيم العصرية کالصداقة ومسايرة الأخرين.     

وأجرى حامد زهران وإجلال سري (1985) دراسة للمقارنة بين النسق القيمي السائد في کل من البيئتين المصرية والسعودية، حيث طبقا مقياساً للقيم على عينة من طلاب المرحلتين الثانوية والجامعية بکل من مصر والسعودية، وانتهت الدراسة الى تَصَدٌّرْ کل من القيم الدينية والقيم الاجتماعية والقيم النظرية للنسق القيمي العام في کل من البيئتين المصرية والسعودية لدى کل من طلاب مرحلتي التعليم الثانوي والجامعي دون فروق دالة بينهما، مما يشير الى وجود وحدة ثقافية قيمية عامة بين مصر والسعودية في هذه القيم، بينما وجدت فروقاً دالة بين الثقافتين من حيث القيم السياسية والاقتصادية والجمالية حيث وجدت فروقاً دالة لصالح عينة الطلاب المصريين مقارنةً بعينة الطلاب السعوديين.

کما أجرى يوسف محمد (1987) دراسة عن الفروق في النسق القيمي بين المواطنين والوافدين من الجنسين بدولة الإمارات العربية المتحدة، وذلک على عينة بلغ حجمها 160 طالباً وطالبة طُبق عليهم مقياس ألبورت وليندزي وفيرنون للقيم، وقد أظهرت نتائج الدراسة أن القيم الدينية تحتل المرتبة الأولى في النسق القيمي لدى الطالبات الإماراتيات ثم القيم الاقتصادية ثم القيم الاجتماعية، على حين احتلت القيم النظرية المرتبة الأولى في النسق القيمي لدى الطلاب الإماراتيين ثم القيم السياسية ثم القيم الدينية. أما بالنسبة للطلاب الوافدين فقد احتلت القيم الاقتصادية المرتبة الأولى بينما احتلت القيم الجمالية ثم القيم الدينية المرتبتين الأولى والثانية في نسقهم القيمي.

وأجرى البطش وعبد الرحمن (1990) دراسة هدفت إلى التعرف على النسق القيمي لطلبة الجامعة الأردنية وذلک على عينة عشوائية بلغ حجمها 2000طالب وطالبة من تخصصات أکاديمية متباينة ومن بيئات اجتماعية متباينة أيضاً، طُبق عليهم مقياس روکيش لمسح القيم، وقد أظهرت نتائج الدراسة أن قيمة التدين والعمل لليوم الاخر احتلت المرتبة الأولى في النسق القيمي العام کقيمة غائية، کما احتلت قيمة التضحية المرتبة الأولى في النسق القيمي العام کقيمة وسيلية، وقد تدرجت القيم الغائية التالية لدى الطالبات-وبأهمية نسبية وفروق دالة مقارنةً بالطلاب- حياة مريحة-حياة مثيرة-السلام والحرية-الاستمتاع بالحياة-الاعتراف الاجتماعي، کما تدرجت القيم الغائية التالية لدى الطلاب-وبأهمية نسبية وفروق دالة مقارنةً بالطالبات-الإحساس بالإنجاز والأمن الأسري والسعادة والأمن الوطني واحترام الذات والصداقة والحکمة والمعرفة.

کما تدرجت القيم الوسيلية التالية لدى الطلاب-وبأهمية نسبية وفروق دالة مقارنةً بالطالبات-الطموح والقدرة والإمکانية والصدق والاستقلالية، بينما تدرجت القيم الوسيلية التالية لدى الطالبات-وبأهمية نسبية وفروق دالة مقارنةً بالطلاب-النظافة وتفتح العقل والشجاعة والتسامح والمساعدة والعقلانية والطاعة والمسئولية. کما أظهرت نتائج الدراسة وجود أثر دال إحصائياً للتخصص الأکاديمي على النسق القيمي لدى عينة الدراسة خصوصاً فيما يتصل ب 11 قيمة غائية و16 قيمة وسيليه. کذلک وجود أثر دال إحصائياً لمتغير الخلفية الاجتماعية على النسق القيمي لدى عينة الدراسة خصوصاً فيما يتصل ب 12 قيمة غائية و12 قيمة وسيليه.

 وبتکليف من مکتب الانماء الاجتماعي إدارة البحوث والدراسات بالکويت أجرى مجموعة من الباحثين (1997) دراسة لمعرفة الملامح العامة للنسق القيمي في المجتمع الکويتي، وذلک باتباع المنهج الوصفي باستخدام استبيان خاص وتحليل مضمون بعض البرامج الإذاعية والتليفزيونية، وشملت عينة الدراسة ثلاث فئات هم الطلاب والطالبات والمعلمون والمعلمات   بالمرحلة الثانوية وعينة من أولياء الأمور من الآباء والأمهات.

وأظهرت النتائج تباين وجهات النظر الثلاث بشأن القيم الاجتماعية التالية: صلة الرحم-تعليم الفتاة-عدم التمييز العرقي-رفض الواسطة-الحق في اختيار الزوج-عمل المرأة-الصداقة-رفض التعصب، کما اتفقت العينات الثلاث للدراسة على أهمية القيم العلمية کوسيلة للتقدم والارتقاء، أما عن القيم السياسية فقد أوضحت الدراسة أهمية القيم التالية على الترتيب: رفض مشارکة المرأة في الانتخابات ورفض التعصب المذهبي والطائفي وتوطيد العلاقات العربية، کما کشفت الدراسة موقفاً سلبياً من العينة تجاه کل من القيم الجمالية والقيم الفنية وکذلک عدم الاهتمام بالقضايا العلمية والفکرية.

ولدراسة المفارقة القيمية لدى عينات مختلفة من المجتمع المصري أجرى عبد اللطيف خليفة (1999) دراسته التي استهدفت الکشف عن التفاوت بين القيم کما يتصورها الأفراد والقيم کما يمارسونها فعلياً، وإلقاء الضوء على کل من النسق القيمي المتصوَّر والواقعي، حيث أعدَّ الباحث استبانة مکونة من 27 قيمة تم تطبيقها على ثلاث مجموعات من الأفراد، مجموعة الذکور ومجموعة الإناث ومجموعة المسنين، وأسفرت الدراسة عن نتيجة مؤداها وجود مفارقة واضحة بين النسقين القيميين المتصوَّر والممارس عند العينات الثلاث، ووجود اختلاف بين الترتيب القيمي المتصوَّر والترتيب القيمي الواقعي في بعض الجوانب وتشابه في بعضها الآخر. 

کما أجرى دوفي وسيدلاسيک (Duffy, Ryan D.; Sedlacek, William E., 2006 ) دراسة لبيان الفروق بين النسق القيمي المفتوح والمغلق على سلوکيات ومشکلات طلاب المرحلة الجامعية، أجريت الدراسة على عينة کبيرة من طلاب المرحلة الجامعية بلغ حجمها 3484 طالباً في جامعة کبيرة بوسط الأطلسي، أظهرت نتائج الدراسة أن الطلاب ذوي النسق القيمي المفتوح لديهم تقبل للآخرين وتفاعل اجتماعي جيد وقدرة على معالجة المشکلات الاجتماعية، بينما الطلاب ذوو النسق القيمي المغلق اتصفوا بأنهم متدينون بدرجة أکبر من ذوي النسق القيمي المفتوح.

ولبيان العلاقة السببية بين التدين والقيم أجرى شان وأخرون (Chan, S. et al., 2018) دراسة طولية ومستعرضة على عينة صينية بلغ حجمها 3248 فرداً ، طُبقت عليهم مقاييس خاصة بالقيم حسب نموذج شوارتز للقيم العشرة، وأظهرت نتائج الدراسة علاقة إيجابية بين القيم الدينية والتقاليد الاجتماعية، وأن النضج الديني باعتباره الإحسان الى إخواننا الآخرين من البشر کان مرتبطاً بسبعة أنواع من القيم الأخرى، وأن منظومة القيم تنمو بزيادة العمر من خلال تغيرات إيجابية في النضج القيمي رأسياً.

ثانياً-دراسات أجريت لتعليم أو تغيير أو تشکيل النسق القيمي لدى الطلاب:

أجرى عبد اللطيف خليفة (1992) دراسة أُفرد لها عدداً مستقلاً بعنوان "ارتقاء القيم" من سلسة عالم المعرفة التي يصدرها المجلس الوطني للثقافة والعلوم والآداب بالکويت لأهميتها النظرية والتطبيقية، وقد هدفت الدراسة إلى بيان ارتقاء نسق القيم من الطفولة إلى المراهقة وهى دراسة طولية أجريت على عينة بلغ حجمها 800 فرداً موزعة على ثلاث مستويات دراسية 200 تلميذاً وتلميذة بالصفين الرابع والخامس الابتدائي و300 تلميذاً وتلميذة بالصف الثاني الإعدادي و 300 طالباً وطالبة بالمرحلة الثانوية بالقسمين العلمي (70%) والأدبي (30%).وقد أعد الباحث مقياساً للقيم يُعد أساساً للنسق القيمي لدى أفراد المراحل العمرية الثلاث والذي تضمن القيم التالية: قيمة الإنجاز-قيمة الاستقلال-قيمة الصدق- قيمة الأمانة-قيمة الصداقة-قيمة التدين-قيمة المساواة، وبعد عقد عدة لقاءات مع عينة استطلاعية أمکن تحديد المظاهر الدالة على کل قيمة من هذه القيم. وعقب تطبيق المقياس على عينة الدراسة خضعت البيانات للتحليل العاملي الذي أفرز عاملين أساسيين هما:

  • ·    عامل النسق القيمي العام وهو عامل تتزايد أهميته بتزايد العمر وبشکل يُفصح عن اتجاه ارتقاء القيم نحو المزيد من الشمول والعمومية.
  • ·    عامل التوجه نحو الاستقلال – مقابل التوجه نحو الآخرين.

مع ملاحظة عدم وجود فروق دالة بين الجنسين داخل کل مرحلة عمرية.

وقد تم تفسير العامل العام الذي ظهر في کل المراحل العمرية بأنه "الإنجاز في إطار الالتزام بالقيم الأخلاقية" وترتبط مظاهره بالمظاهر النوعية لکل من: قيمة الإنجاز (الرغبة في انجاز المزيد من المعرفة والتحصيل والتفوق، وأداء ما يُکلف به من واجبات والمثابرة في بذل الجهد والتفاني في حل المشکلات). وقيمة الصدق (الشجاعة في قول الصدق، ومعاقبة أصحاب الخبر الکاذب، وتقدير الأشخاص الذين يتسمون بالصدق، والسعي نحو الوصول للحقيقة) وقيمة الأمانة (التصرف بأمانة، والمحافظة على الممتلکات العامة، وتکوين علاقات مع أفراد يتصفون بالأمانة). ويتضح أن هذا العامل ذو صبغة دينية واجتماعية مما يشير الى تصدر القيم الدينية والقيم الاجتماعية النسق القيمي للأفراد عبر مراحل الدراسة الثلاث لکن مع وجود اختلافات في القيم النوعية داخل کل مرحلة. وأشارت نتائج الدراسة أيضاً الى أن ارتقاء النسق القيمي يتجه نحو المزيد من التکامل والتداخل والتجريد عبر الارتقاء في المراحل العمرية الثلاث.

وأجرت شيخة المسند ومحمد الصاوي (1992) دراسة هدفت الى معرفة أهم القيم التي ينشدها المعلمون لتلاميذ المرحلة الابتدائية وکذلک معرفة ما إذا کان محتوى کتب القراءة بالمرحلة الابتدائية يفي بتنمية هذه القيم، واعتمد الباحثان على استطلاع آراء عينة من المعلمين والمعلمات القطريين وغير القطريين بلغ حجمها 239 معلماً ومعلمة طُلب منهم کتابة أهم القيم التي يرون أهميتها وضرورة تضمينها کتب المرحلة الابتدائية.

وقد أسفرت نتائج الدراسة أن القيم التالية هي أهم القيم التي احتلت مرتبة عليا من وجهة نظر العينة: القيم الدينية والصدق والتعاون والأمانة والنظافة وحب الوطن وحب المدرسة والمعلم وأدب الحديث والنظام واحترام الآخرين وإتقان العمل والإخلاص وطاعة الوالدين، بينما احتلت قيم: التعصب والتأني والتفاؤل وزيارة المريض والشکر وحمد النعم وتقبل التضحية والاعتراف بالجميل والابتکار والابداع والحرية والقيم العلمية مرتبةً دنيا لديهم.

وأظهر تحليل محتوى کتب القراءة أن أهم القيم التي تضمنتها هي قيمة النظافة وأقل قيمة هي الحکمة والتفکير. أما کتب المرحلة الابتدائية بشکل عام فقد تضمنت القيم العشر التالية کقيم عليا: النظافة وأداء العبادات وحب الوطن والشکر وحب القراءة والتعاون وعمل الخير وکرم الضيافة واحترام العمل والطاعة. کما تضمنت هذه الکتب القيم التالية کقيم دنيا: الحکمة والتکافل والتفکير السليم والانتظام والسعي وراء الرزق والوفاء بالعهد والعفو عند المقدرة وتنظيم الوقت والحرية والاعتزاز بالإسلام.

  کما أجرى فتحي مبارک (1992) دراسة هدفت الى معرفة أهم القيم الاجتماعية اللازمة لتلاميذ المرحلة الإعدادية، ومعرفة ما إذا کان منهج الدراسات الاجتماعية متضمناً لهذه القيم، وکذلک أثر تدريس هذه المناهج في تنمية القيم الاجتماعية لدى عينة الدراسة، وقد قام الباحث بتحليل مضمون منهج الدراسات الاجتماعية مع استخدام مقياس للقيم الاجتماعية وقد أظهرت نتائج الدراسة ما يلي:

- عدم تضمين محتوى منهج الدراسات الاجتماعية ما يکفي لتنمية القيم الاجتماعية.

- عدم وجود فروق دالة إحصائياً بين تلاميذ الصفين الأول والثالث الاعدادي على مقياس القيم الاجتماعية مما يشير الى عدم فعالية المنهج المتبع في تنمية القيم الاجتماعية لدى التلاميذ.

- عدم وجود فروق بين التلاميذ والتلميذات في القيم الاجتماعية.

وأجرت آمنة بنجر (1999) دراسة کان من بين أهدافها التعرف على أهم القيم الإسلامية الواجب إکسابها لطفل الروضة في مدينة الرياض، والکشف عن أهم الأساليب المتبعة لدى المعلمات لغرس هذه القيم، وقد أظهرت نتائج الدراسة أن الصدق والصراحة وآداب تناول الطعام والاعتراف بالخطأ والنظافة هي أهم القيم الذاتية التي يجب غرسها لدى أطفال الروضة وأن الطاعة والإحسان واحترام الکبار والتعاون أهم القيم الاجتماعية التي يجب غرسها لدى أطفال الروضة، کما أظهرت نتائج الدراسة أن أهم الأساليب التربوية التي تتبعها المعلمات في غرس هذه القيم وغيرها من القيم الإسلامية هي: الحوار والمناقشة والملاحظة والتعليم المباشر والمواقف الاجتماعية والسرد القصصي والرسم والتلوين.   

ودراسة عادل البيومي (2000) وهي دراسة تحليلية ميدانية حول علاقة منظومة القيم بالتعرض لبرامج الإذاعة والتليفزيون لدى الشباب الجامعي، طبق عليهم مقياس للأنشطة المعبرة عن أربعة مجموعات من القيم هي القيم الاجتماعية والجمالية والمعرفية والفنية، وتوصل من خلالها إلى وجود تأثير دال إحصائي لهذه البرامج على استجابات الشباب على هذا المقياس المستخدم.

کما أجرى ألافي وراهيميبور (Alavi, Hamid Reza&Rahimipoor, Tahereh, 2010) دراسة تناولت علاقة النسق القيمي لدى المديرين وتنمية التطور الأخلاقي لدى الطلاب بالمرحلة الثانوية وقبل الجامعية، وذلک على عينة من المديرين بلغت 72 مديراً و 375 طالباً طٌبق عليهم مقياس القيم بالإضافة الى اختبار تحديد المشکلات لتحديد التطور الأخلاقي لدى الطلاب، وأظهرت نتائج الدراسة وجود علاقة دالة بين القيم الاجتماعية والدينية النظرية للمدراء وبين التطور الأخلاقي للطلاب ، ولکن لم تکن هناک علاقة بين القيم الاقتصادية والجمالية والسياسية للمدراء مع التطور الأخلاقي للطلاب.

وأجرت نورة أبو عيشة و أيت ديهية (2015) دراسة لبيان أساليب تنمية القيم السلوکية لدى التلاميذ في الوسط المدرسي، وذلک على عينة بلغ حجمها 72 معلماً ومعلمة بالمرحلة المتوسطة تراوحت أعمارهم ما بين 25-50 عاماً ولديهم خبرة تدريسية ممتدة من 6 سنوات لأکثر من 21 عاماً متخصصون في مجالات عدة شملت التاريخ والجغرافيا واللغة العربية والتربية الإسلامية واللغات الأجنبية والتربية المدنية، وذلک لاستطلاع رأيهم حول أهم أساليب تنمية القيم السلوکية لدى تلاميذهم بتطبيق استبيان آراء الخبراء حول أساليب تعليم القيم الموجه للأساتذة الذي أعده محمود عطا حسين عقل (2001 (.

 وأوضحت نتائج الدراسة الترتيب التالي للأساليب العشرة لتنمية القيم لدى تلاميذهم حسب ترتيب أهميتها بالنسبة لهم وهي:   طريقة المشروع (إنجاز العمل بشکل جماعي ولکل فرد دوره في التخطيط والتنفيذ والتقويم) کرتبة أولى، يليه الأسلوب القصصي (سرد بعض القصص التي يستخلص منها قيم معينة) کرتبة ثانية، ثم أسلوب الحوار والمناقشة کرتبة ثالثة، ثم أسلوب القيام بالرحلات واستثمار المناسبات (القيام برحلات تعليمية لتنمية قيم محددة، وانتهاز المناسبات لتدعيم قيمة معينة وتبني قيم جديدة، مثل مناسبة يوم العلم، يوم الأرض، العيدين، شهر رمضان) کرتبة رابعة، ثم أسلوب المحاکاة (التعلم بالقدوة والنموذج مثل المدرس القدوة، المدير القدوة) کرتبة خامسة، ثم طريقة التحکيم العقلي (عرض قيم ثم الاقتناع بها وممارستها) کرتبة سادسة، ثم أسلوب قراءة واستطلاع النصوص (نصوص في کتب المطالعة تفضي إلى تعليم قيم مرغوب فيها، وتعديل قيم سالبة) کرتبة سابعة، ثم طرق التلقين التقليدية (الإرشاد والوعظ المحاضرة) کرتبة ثامنة، ثم الألعاب والتمثيليات التربوية (الأدوار لعب) کرتبة تاسعة قبل أخيرة، وأخيراً کرتبة عاشرة أسلوب الثواب والعقاب (الترغيب الترهيب).

ومؤخراً أجرت رباب الجمال (2017) دراسة لبيان أثر شبکات التواصل الاجتماعي على تشکيل النسق القيمي الأخلاقي للشباب السعودي، حيث اختارت الباحثة عينة عشوائية متعددة المراحل من الشباب في الفئة العمرية (18-35) بلغ حجمها 600 شاب مناصفة بين الجنسين، طبقت عليهم مقياساً للقيم وآخر للتعرف على اتجاهات الشباب نحو تأثير شبکات التواصل الاجتماعي، عقدت عدة جلسات حوارية ونقاشية بين الشباب، وانتهت الدراسة الى عدد من النتائج کان من بينها عدم وجود تأثير دال إحصائياً لأيٍ من العمر أو المستوى الاجتماعي والاقتصادي على قوة عناصر النسق القيمي الأخلاقي، کذلک وجود تأثيرات دالة إحصائية معرفية ووجدانية وسلوکية قوية نتيجة استخدام الشباب لشبکات التواصل الاجتماعي.

تعقيب عام على الدراسات السابقة:

بعد استعراض الباحث لعدد من الدراسات العربية والأجنبية التي أجريت في إطار القيم عامة والنسق القيمي خاصة يمکن استنتاج ما يلي:

1.   ترکزت أغلب هذه الدراسات في تناول قيم فرعية دون إحداث تکامل بين هذه القيم الفرعية وتناولها کمجموعات قيمية کبرى کالقيم الدينية أو القيم الاجتماعية وغيرها.

2.   ندرة في الدراسات الارتقائية للقيم عبر المراحل العمرية المختلفة، وإنما ترکزت الدراسات في مراحل عمرية محددة.

3.   عدم تناول هذه الدراسات لدور المحتوى الدراسي (الأنشطة المنهجية) في تشکيل النسق القيمي للطلاب الجامعيين.

4.   عدم إلقاء الضوء على الدور الذي تقوم به الجامعات في تشکيل النسق القيمي للطلاب الجامعيين من خلال العديد من الأنشطة اللامنهجية.

وعلى ضوء ما تقدم أراد الباحث دراسة دور الحياة الجامعية في تشکيل النسق القيمي لدى طلاب جامعة الملک عبد العزيز، بُغية توجيه نظر المسئولين عن تنظيم الأنشطة المنهجية واللامنهجية العديدة بالجامعة، والتي تتاح للطلاب إلى أنها يمکن أن تؤدي دوراً مهماً في تشکيل أنساقهم القيمية، وبالتالي يمکن استثمارها في تعميق وتأصيل المنظومة القيمية لديهم، ولمحاولة التقليل من التأثيرات السلبية للتيارات الغربية المضادة کالإعلام الموجه ومواقع التواصل الاجتماعي والمنصات الإلکترونية وغيرها.

فرضا الدراسة:

بالإضافة إلى تساؤلات الدراسة الثلاثة يمکن للباحث صياغة الفرضين التاليين استناداً إلى الإطار النظري للدراسة ونتائج الدراسات ذات الصلة ورؤيته الخاصة:

1.    لا توجد فروق دالة إحصائياً بين متوسطات درجات طلاب السنة الأولى وطلاب السنة الرابعة من حيث المجموعات القيمية الخمس المختلفة (القيم الدينية-القيم الاجتماعية-القيم الاقتصادية-القيم الوطنية-القيم الجمالية).

2.    لا توجد فروق دالة إحصائياً بين متوسطات درجات طلاب التخصصات الأدبية وطلاب التخصصات العلمية من حيث المجموعات القيمية الخمس المختلفة (القيم الدينية-القيم الاجتماعية-القيم الاقتصادية-القيم الوطنية-القيم الجمالية).

منهج الدراسة وإجراءاتها:

سوف تنتهج الدراسة المنهج الوصفي (المسحي، والتحليلي المقارن) وفق الأسلوب العرضي Cross-Sectional Study(فؤاد أبو حطب وأمال صادق، 1991). وفق الخطوات الإجرائية التالية:

1.   مسح ومراجعة العديد من الأدبيات التربوية والسيکولوجية والتقنية ذات الصلة بمجال القيم بأنواعها المختلفة، واستخلاص مضامينها. والإفادة منها في إعداد أداة الدراسة.

2.   إعداد أداة الدراسة والمتمثلة في مقياس شامل لمنظومة القيم، يضم المجموعات القيمية الخمس الرئيسة وهي: القيم الدينية والقيم الاجتماعية والقيم الاقتصادية والقيم الوطنية والقيم الجمالية.

3.   تحديد عينة الدراسة من بين طلاب السنتين الأولى والرابعة بکل من کلية الآداب والدراسات الإنسانية (مثال للتخصصات الأدبية) وکلية العلوم (مثال للتخصصات العلمية) بجامعة الملک عبد العزيز وفق الطريقة العشوائية العنقودية.

4.   تجريب أداة الدراسة على عينة استطلاعية والتحقق من خصائصها السيکومترية (الصدق والثبات).

5.   تطبيق أداة الدراسة على العينة الأساسية، ورصد البيانات وتحليليها إحصائياً ورسم بروفيل النسق القيمي العام لدى طلاب جامعة الملک عبد العزيز في الوضع الراهن.

6.   رسم بروفيلات النسق القيمي لدى طلاب الفرقة الدراسية الأولى وطلاب الفرقة الدراسية الرابعة لمقارنتها بهدف معرفة ما إذا کانت الحياة الجامعية بأنشطتها المختلفة قد أحدثت أية تغيرات في ترتيب منظومة القيم لدى الطلاب. وکذلک لدى طلاب التخصصات الأدبية وطلاب التخصصات العلمية لمعرفة ما إذا کانت طبيعة الدراسة من حيث المحتوى (أدبي/علمي) کان لها تأثير ما على النسق القيمي لديهم.

7.   إجراء التحليلات الإحصائية المناسبة لبيان دلالة الفروق-إن وجدت-بين طلاب الفرقة الدراسية الأولى وطلاب الفرقة الدراسية الرابعة، وکذلک لدى طلاب التخصصات الأدبية وطلاب التخصصات العلمية.

8.   الاجابة عن أسئلة الدراسة والتحقق من فروضها وذلک بعرض النتائج ومناقشتها وتفسيرها وتحليلها على ضوء الإطار النظري ونتائج الدراسات ذات الصلة ورؤية الباحث ثم اقتراح توصيات الدراسة.

عينة الدراسة

تم اختيار العينة الأساسية للدراسة خلال الفصل الدراسي الثاني للعام الجامعي 38/1439هـ الموافق 17/ 2018م من بين طلاب جامعة الملک عبد العزيز من تخصصات أکاديمية متباينة: أدبية (کلية الآداب والعلوم الإنسانية مثالاً للتخصص أدبي موزعين على طلاب الفرقتين الأولى والرابعة)[1] وعلمية (کلية العلوم مثالاً لتخصص علمي موزعين على طلاب الفرقتين الأولى والرابعة)[2] ، وقد بلغ حجم العينة 410 طالباً تم استبعاد 42 طالباً منهم لتصادف وجودهم ضمن عينة الدراسة أثناء التطبيق ولکنهم ينتمون إلى مستويات دراسية تقع خارج إطار عينة الدراسة[3]، وبذلک بلغ الحجم النهائي لعينة الدراسة 364 طالباً تم اختيارهم وفق الطريقة العشوائية العنقودية (مراد، 2011) بما يسمح بإمکانية تعميم النتائج، والجدول التالي يوضح توصيف هذه العينة:

جدول (1)

توصيف عينة الدراسة حسب الفرقة الدراسية والتخصص الأکاديمي

البيان

الکلية

الفرقة الأولى

(المستويين الأول والثاني)

الفرقة الرابعة

(المستويين السابع والثامن)

 

المجموع

کلية الآداب (التخصصات الأدبية)

92

144

236

کلية العلوم (التخصصات العلمية)

72

60

132

المجموع

164

204

368

أداة الدراسة:

تطلبت الدراسة إعداد مقياس شامل لمنظومة القيم الحاکمة للسلوک الإنساني والتي تشمل خمس مجموعات قيمية رئيسة هي: القيم الدينية والقيم الاجتماعية والقيم الاقتصادية والقيم الوطنية والقيم الجمالية، ويندرج تحت کل منها خمس قيم فرعية. والمقياس في صورته النهائية مؤلف من 75 خمس وسبعون عبارة موزعة على 25 قيمة فرعية، تختص کل قيمة منها بثلاث عبارات[4]، وبالتالي تُمثَّل کل مجموعة قيمية بخمس عشرة عبارة، ويستجيب المفحوص على عبارات المقياس بناءً على تدريج خماسي: موافق بشدة، موافق، أحياناً، معترض، معترض بشدة، وقد صيغت بعض هذه العبارات صياغة إيجابية، وبعضها الآخر صياغة سلبية، کما يوضحها الجدول التالي:

جدول (2)

جدول يوضح عبارات المقياس الإيجابية والسلبية موزعة على المجموعات القيمية الخمس

  القيم

البيان

القيم الدينية

القيم الاجتماعية

القيم الاقتصادية

القيم الوطنية

القيم الجمالية

العبارات الإيجابية

1، 2، 5، 8، 9، 10، 12، 15

16، 17، 18، 19، 20، 21، 22، 23، 24، 25، 26، 28، 29، 30

32، 33، 35، 36، 37، 38، 39، 40، 41، 43، 45

46، 47، 48، 49، 50، 51، 52، 53، 54، 55، 56، 57، 58، 59

61، 62، 63، 64، 65، 66، 67، 69، 70، 71، 72، 73، 74، 75

العبارات السلبية

3، 4، 6، 7، 11، 13، 14

27

31، 34، 42، 44

60

68

أرقم العبارات

1 - 15

16 - 30

31 - 45

46 -60

61 - 75

مجموع العبارات

15

15

15

15

15

 وقد اتبع الباحث الخطوات التالية في إعداد مقياس القيم:

1.   الاطلاع على الأدبيات المتاحة ذات الصلة بموضوع القيم، ثم الاطلاع على المقاييس السابق إعدادها واستخدامها لقياس القيم[5]، والتي رأى الباحث أنها لا تناسب البيئة السعودية لکونها جميعاً تم إعدادها خارج المملکة.

2.   التحديد الإجرائي لکل مجموعة قيمية رئيسية.

3.   إعداد قائمة بأکبر عدد ممکن من القيم الفرعية المندرجة تحت کل مجموعة قيمية وعرضها على مجموعة من السادة المحکمين المختصين[6] للاسترشاد بآرائهم في اختيار أهم خمس قيم فرعية ممثلة لکل مجموعة قيمية، وبذلک شمل المقياس 25 خمساً وعشرين قيمة فرعية.

4.   صاغ الباحث ثلاث عبارات سلوکية لکل قيمة فرعية، وبذلک بلغ عدد عبارات المقياس 75 خمس وسبعون عبارة.

5.   أعاد الباحث عرض المقياس[7] على قائمة السادة المحکمين لتحکيم المقياس ککل من حيث التعريف الاجرائي لکل مجموعة قيمية، والقيم الفرعية المندرجة تحت کل منها، ومدى ملاءمة العبارات المدرجة تحت کل قيمة فرعية.

6.   طبق الباحث المقياس على عدد 49 طالباً خريجاً بجامعة الملک عبد العزيز ملتحقين بالدبلوم العام في التربية بمعهد الدراسات العليا التربوية بالعام الجامعي 38/1439ه بتخصصات علمية وأدبية لتجريبه وللتحقق من خصائصه السيکومترية.

7.   قام الباحث بتعديل المقياس على ضوء آراء السادة المحکمين، وکذلک آراء عينة التجريب، وبذلک أصبح المقياس جاهزاً للتطبيق في صورته النهائية[8] على العينة الأساسية للدراسة.

تصحيح المقياس:

يتم تصحيح استجابات المفحوصين على المقياس بإعطاء 5 درجات في حالة الاستجابة بموافق بشدة و4 درجات في حالة الاستجابة بموافق و3 درجات في حالة الاستجابة بأحياناً ودرجتين في حالة الاستجابة بمعترض ودرجة واحدة في حالة الاستجابة بمعترض بشدة، وذلک بالنسبة للعبارات الإيجابية، والعکس في حالة العبارات السلبية على الترتيب، ثم يتم تجميع درجات کل مجموعة قيمية على حدة والتي بلغ عدد عباراتها 15 خمس عشرة عبارة، وبذلک يکون الحد الأقصى لدرجات کل مجموعة قيمية 75 درجة والحد الأدنى 15 درجة.

تجريب المقياس:

قام الباحث بتطبيق المقياس على عينة مکونة من (49) طالباً حديثي التخرج من کليات مختلفة علمية وأدبية بجامعة الملک عبد العزيز متقدمين للالتحاق بالدبلوم العام في التربية بالعام الجامعي 1438/1439هـ وذلک لتحقيق ما يلي:

  • ·      التحقق من الصياغة اللغوية ووضوح العبارات.
  • ·      التحقق من صدق وثبات المقياس.

صدق مقياس القيم:

تحقق الباحث من صدق المقياس بطريقتين هما:

أولاً-صدق المحتوى:

حيث اقتبس الباحث جميع عبارات المقياس من الأدب السيکولوجي في مجال القيم عامة، والنسق القيمي خاصة، وللتحقق من دقة التعريفات الإجرائية للمجموعات القيمية الخمس، وکذلک للتحقق من ارتباط جميع عبارات المقياس الخمس والسبعين بالقيم الفرعية الخمس والعشرين التي تندرج تحتها، قام الباحث بعرض المقياس على عدد من السادة أعضاء هيئة التدريس المتخصصين في مجال التربية وعلم النفس والمهتمين بموضوع القيم[9] للاستفادة من آرائهم في ضبط وتعديل المقياس للتحقق من صدقه في التعبير عن مجموعات القيم الخمس الرئيسة التي يقيسها.

ثانياً-صدق الاتساق الداخلي:

بعد تطبيق المقياس على العينة التجريبية (ن=49) قام الباحث بحساب معاملات الارتباط بين درجات العينة على عبارات کل بُعد من أبعاد المقياس (کل مجموعة قيمية رئيسة) والبالغ عددها خمس عشرة عبارة بالدرجة الکلية للبعد (المجموعة القيمية) ولکن بَعد حذف درجة العبارة من الدرجة الکلية للبُعد، وکانت النتائج کما يوضحها الجدول التالي:

جدول (3)

معاملات الارتباط بين درجة کل عبارة والدرجة الکلية للمجموعة القيمية بَعْدَ حذف درجة العبارة

العبارات

القيم

1

2

3

4

5

6

7

8

القيم الدينية

0,88

0,91

0,85

0,94

0,88

0,92

0,87

0,89

9

10

11

12

13

14

15

 

0,90

0,88

0,87

0,84

0,90

0,95

0,88

 

القيم الاجتماعية

16

17

18

19

20

21

22

23

0,86

0,78

0,77

0,79

0,69

0,66

0,88

0,79

24

25

26

27

28

29

30

 

0,83

0,79

0,69

0,78

0,75

0,67

0,72

 

القيم الاقتصادية

31

32

33

34

35

36

37

38

0,65

0,74

0,74

0,76

0,68

0,56

0,63

0,67

39

40

41

42

43

44

45

 

0,57

0,67

0,77

0,78

0,69

0,67

0,59

 

القيم الوطنية

46

47

48

49

50

51

52

53

0,98

0,95

0,89

0,88

0,90

0,92

0,88

0,91

54

55

56

57

58

59

60

 

0.87

0,86

0,85

0,82

0,88

0,92

0,90

 

القيم الجمالية

61

62

63

64

65

66

67

68

0,65

0,67

0,89

0,77

0,69

0,71

0,70

0,73

69

70

71

72

73

74

75

 

0,59

0,60

0,72

0,58

0,71

0,57

0,66

 

ويلاحظ من الجدول السابق أن قيم معاملات الارتباط بين درجة العينة التجريبية (ن=49) على کل عبارة من عبارات المقياس والدرجة الکلية للبعد بعد حذف درجة العبارة قد تراوحت ما بين (0,56 – 0,98) وهي قيم متوسطة ومرتفعة تشير إلى تماسک مفردات المقياس وصدقها في قياس ما أُعدت لقياسه.

ثبات مقياس القيم:

تحقق الباحث من ثبات مقياس القيم بطريقتين هما:

  • أولاً-معامل ألفا کرونباخ: قام الباحث بحساب معامل ألفا کرونباخ لدرجات عينة التجريب باستخدام برنامج SPSS الإحصائي، حيث بلغت قيمته بالنسبة للمقياس ککل 0,719 وهي قيمة مرتفعة تدل على ثبات المقياس.
  • ·    ثانياً-إعادة التطبيق:حيث قام البحث بإعادة تطبيق مقياس القيم على نفس عينة التجريب (49) بعد التطبيق الأول بحوالي شهرين[10] ثم قام بحساب معاملات الارتباط بين درجات أفراد العينة على عبارات کل مجموعة قيمية على حدة وکانت جميع القيم مرتفعة کما يوضحها الجدول التالي:

جدول رقم (4)

معاملات الارتباط بين درجات عينة التجريب على مقياس القيم خلال تطبيقين متتابعين بفاصل زمني قدره شهرين

المجموعات القيمية

الدينية

الاجتماعية

الاقتصادية

الوطنية

الجمالية

معامل الارتباط

0,93

0,76

0,69

0,94

0,72

 محددات الدراسة:

سوف تلتزم الدراسة بالمحددات التالية: 

1-المحددات البشرية: اقتصرت الدراسة على طلاب کليتي العلوم (قسم الکيمياء) والآداب والعلوم الإنسانية (قسم اللغة العربية) بالفرقتين الأولى والرابعة بجامعة الملک عبد العزيز.

2-المحددات الزمنية: الفصل الدراسي الثاني بالعام الجامعي 38/1439هـ الموافق 17/2018م.

3-المحددات الموضوعية: اقتصرت الدراسة على مجال القيم وأنواعها المحددة سابقاً ووفق الأداة المستخدمة بها وهي مقياس القيم (إعداد الباحث الحالي).

نتائج الدراسة:

للدراسة ثلاثة تساؤلات وفرضان، وفيما يلي عرض للنتائج التي انتهت إليها، من خلال الإجابة على تساؤلاتها الثلاثة، ثم نتائج التحقق من فرضيها. ومناقشة هذه النتائج وتفسيرها على ضوء الإطار النظري ونتائج الدراسات ذات الصلة ورؤية الباحث.

أولاً-التساؤل الأول:ما طبيعة النسق القيمي العام لدى طلاب جامعة الملک عبد العزيز في الوضع الراهن.

للإجابة على هذا التساؤل قام الباحث بحساب متوسطات درجات العينة الکلية للطلاب والتي بلغ حجمها 368 طالباً بالفرقتين الأولى والرابعة من کل من کلية الآداب والعلوم الإنسانية (قسم اللغة العربية) وکذلک کلية العلوم (قسم الکيمياء)[11]، وذلک بالنسبة لکل مجموعة قيمية رئيسة على حدة، على مقياس القيم (إعداد الباحث)، والبيانات يوضحها الجدول التالي:

جدول رقم (5)

الرتب والمتوسطات الحسابية لدرجات عينة الدراسة(ن=368) بالنسبة

لکل مجموعة قيمية رئيسة على حدة على مقياس القيم

القيم

الدينية

الاجتماعية

الاقتصادية

الوطنية

الجمالية

المتوسط الحسابي

56,56

57,96

53.22

63.20

54.69

الترتيب

3

2

5

1

4

ويتضح من الجدول السابق أن المجموعات القيمية للعينة قد شکلت نسقاً قيمياً تحتل فيه القيم الوطنية المرتبة الأولى بمتوسط حسابي قدره 63,20 وبمستوى عالي جداً مقداره 4,2، تليه القيم الاجتماعية في المرتبة الثانية بمتوسط حسابي قدره 57,96 وبمستوى عالي مقداره 3,9، ثم القيم الدينية في المرتبة الثالثة بمتوسط حسابي مقداره 56,56 وبمستوى عالي مقداره 3,8، ثم القيم الجمالية في المرتبة الرابعة بمتوسط حسابي قدره 54.69 وبمستوى عالي مقداره 3,7، وأخيراً القيم الاقتصادية في المرتبة الخامسة والأخيرة بمتوسط حسابي قدره 53.22 وبمستوى عالي مقداره 3,5.

والرسم البياني التالي يوضح بروفيل النسق القيمي لدى طلاب جامعة الملک عبد العزيز في الوضع الراهن والذي تنتظم فيه المجموعات القيمية الخمس على الترتيب التالي:

القيم الوطنية -القيم الاجتماعية – القيم الدينية – القيم الجمالية – القيم الاقتصادية.

 

 

شکل رقم (2) بروفيل النسق القيمي العام لدى طلاب جامعة الملک عبد العزيز.

تحليل وتفسير ومناقشة بروفيل النسق القيمي العام لدى طلاب جامعة الملک عبد العزيز:

لفت انتباه الباحث أن احتلت القيم الوطنية المرتبة الأولى بين المجموعات القيمية الخمس دون القيم الدينية أو القيم الاجتماعية رغم أنهما احتلا الترتيبين الثالث والثاني على الترتيب، ولکن ربما يرجع ذلک إلى ما يلي:

1.   تشبع بعض عبارات القيم الوطنية بالمقياس المستخدم بالبُعد الديني مثل: هنيئاً لمن أُستشهد في سبيل الله -لفت انتباهي الصفات القيادية للرسول صل الله عليه وسلم -أعتز وأفتخر بتاريخ بلادي (ومعروف أنه تاريخ إسلامي).

2.   يتأصل في نفوس الشباب السعودي أن حب الأوطان من الدين، خصوصاً وأن هذا الوطن قد احتضن الإسلام منذ ظهوره، وبه الکعبة المشرفة والمسجد الحرام وإليه يحج المسلمون للوقوف بعرفات وبه ولد الرسول صل الله عليه وسلم ومات وبه مسجده الشريف بالمدينة المنورة، فلا غرو إذن أن يُحب هذا الوطن ويکون حبه من الدين، کما رُوي عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه لما خرج من مکة مهاجراً إلى المدينة، روى الإمام أحمد والترمذي والنسائي وابن ماجه عن عبد الله بن عدي بن حمراء رضي الله عنه، والإمام أحمد والنسائي عن أبي هريرة، قال الحافظ والحاکم عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقف على الْحَزْوَرَةِ فقال: والله إنک لخير أرض الله وأحب أرضٍ إليَّ ولولا أن أهلک أخرجوني منک ما خرجت منک (الشبکة الإسلامية). 

3.   الظروف الخاصة جداً التي تمر بها المنطقة العربية والإسلامية والحروب الدائرة، والمکائد التي تحاک ضد الأمتين العربية والإسلامية جعلت الشباب العربي والمسلم يعايش تلک الأحداث ويتفاعل معها، ويُبدي رغبته في الدفاع عن أرضه ووطنه ويشارک في حمايته من کل طامع أو متربص، وقد ظهر ذلک في استجابة جميع أفراد العينة وبنسبة 100% على ثلاث عبارات وردت في هذه المجموعة القيمية بالمقياس وهي: لن أتردد إذا دعيت للتجنيد دفاعاً عن وطني -وخدمة بلادي واجب وطني -وتستحق بلادي أن أبذل في سبيل رفعتها الغالي والنفيس، بالاختيار الأول "موافق بشدة".

وتأتي القيم الاجتماعية في المرتبة الثانيةوأيضاً دون القيم الدينية التي کان متوقعاً أن تحتل المرتبة الأولى أو الثانية لدى أفراد العينة، ويرجع ذلک إلى التداخل الشديد بين المجموعتين القيميتين(القيم الاجتماعية والقيم الدينية) ويؤکد ذلک ما أظهرته نتائج دراسة ألافي وراهيميبور(Alavi, Hamid Reza&Rahimipoor, Tahereh, 2010) من وجود علاقة دالة بين القيم الاجتماعية والقيم الدينية لدى المدراء، فرغم أن التعاون والصداقة والمبادرة والتضحية وصلة الرحم قيمٌ اجتماعية فرعية حسب المقياس المستخدم إلا أنها مشبعة بأصول دينية؛ فالتعاون کقيمة اجتماعية، يدعو اليه الإسلام ويحض عليه قال تعالى "......وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (2) سورة المائدة، وکذلک صلة الرحم رغم أنها ذات طبيعة اجتماعية لما فيها من حب وتواد وزيارات وتهادي وغيرها إلا أن الله عز وجل عدَّها من الدين وقال في کتابه العزيز " فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَکُمْ (22) سورة محمد، وکذلک في الصداقة والتضحية والمبادرة وغيرها من القيم الاجتماعية ولکنها ذات صبغة إسلامية.

ثم تأتي القيم الدينية في المرتبة الثالثة حيث الإخلاص والصدق والأمانة والتسامح وأداء الشعائر الدينية من صلاة وصيام وزکاة وحج، ويلاحظ أن المجموعات القيمية الثلاث، الوطنية والاجتماعية والدينية، مرتبطة ببعضها ارتباطاً وثيقاً، ويتفق ذلک مع نتائج دراسة شان وأخرون (Chan, S. et al., 2018) من وجود علاقة إيجابية بين القيم الدينية والتقاليد الاجتماعية، وبالتالي تشکِّل هذه المجموعات القيمية الثلاث معاً قاعدة متينة لتماسک واستقرار أي مجتمع وانتظام شئونه، وانضباط إيقاع حرکة الحياة فيه.

 ولا شک أن مجتمع شبه الجزيرة العربية الذي اتصف بصفات امتزجت فيها الوطنية والفداء وإغاثة الضعيف والملهوف والمظلوم والمروءة والشهامة والکرم والعفة والاعتزاز والإباء والشمم قد شَکَّل البيئة الحاضنة للإسلام الذي نشأ وترعرع بين جنباتها، وعندما ظهر الإسلام لم يَلغِ کثيراً من صفات العرب وخصالهم في شبه الجزيرة العربية، وإنما أکدَّ على ما کان منها متسقاً مع ما جاء به الشرع الحنيف، فامتزجت هذه الخصال مع الدين وشکلت معاً مزيجاً فريداً، يُعد من ملامحها الذاتية التي لا تتغير وتتناقله الأجيال عبر السنين، وها هم طلاب جامعة الملک عبد العزيز يعبرون في هذه الدراسة عن ذلک.

وقد اتفقت هذه النتيجة مع نتائج دراسة البطش وعبد الرحمن(1990) على طلاب الجامعة الأردنية، من حيث تصدر القيم الوطنية المرتبة الأولى کقيمة وسيلية، والقيم الدينية المرتبة الأولى کقيمة غائية، ونتائج دراسة يوسف محمد(1987) التي اتفقت نتائجها مع النتيجة الحالية من حيث ترتيب القيم الدينية المرتبة الثالثة لدى الطلاب الإماراتيين، کما اتفقت هذه النتيجة جزئياً مع ما أظهرته نتيجة دراسة حامد زهران وإجلال سري (1985) من تصدر القيم الدينية والاجتماعية النسق القيمي للشباب السعودي والمصري بالمرحلتين الثانوية والجامعية.

ودراسة جابر عبد الحميد وسليمان الشيخ (1978) على أربعة مستويات عمرية بالعراق، التي أظهرت نتائجها أن طلاب المرحلة الجامعية کانوا أکثر اهتماماً بقيم الصداقة ومسايرة الآخرين وهي قيم اجتماعية. کما اتفقت هذه النتيجة مع نتائج دراسة عبد اللطيف خليفة (1992) التي أظهرت تصدر القيم الدينية والقيم الاجتماعية للنسق القيمي للطلاب عبر المراحل الدراسية المتتابعة من الابتدائي الى الثانوي مروراً بالمتوسط. وکذلک دراسة شيخة المسند ومحمد الصاوي (1992) التي أظهرت نتائجها احتلال القيم الدينية ثم القيم الاجتماعية مرتبة عليا في النسق القيمي لدى معلمي المرحلة الابتدائية من القطريين وغير القطريين.

ويأتي في المرتبة الرابعة مجموعة القيم الجمالية: حيث النظام والنظافة وإدراک الألوان واقتناء الجمال وتذوق الجمال، وقد جاءت في المرتبة الرابعة أي مرتبة متأخرة في النسق القيمي لأفراد العينة، وبذلک اتفقت هذه النتيجة مع ما أظهرته نتيجة دراسة مکتب الإنماء بالکويت (1997) التي أظهرت نتائجها وجود موقف سلبي تجاه القيم الجمالية لدى فئات عمرية متباينة من المتوسط وحتى الجامعة، بينما تتعارض هذه النتيجة مع ما أظهرته نتائج دراسة يوسف محمد (1987) حيث احتلت القيم الاقتصادية والقيم الجمالية المرتبة الأولى لدى الطلاب الوافدين.

وبالرغم من المرتبة المتأخرة للقيم الجمالية لدى طلاب جامعة الملک عبد العزيز إلا أنها توفرت بمستوى عالِ لديهم بلغ (3,7)، ولا شک أن الطبيعة الجغرافية لمدينة جدة على شاطئ البحر الأحمر، والتي تقع فيها جامعة الملک عبد العزيز ذات طبيعة جمالية خاصة امتزج فيها البحر بالصحراء، ولکل جماله الخاص الذي تتنوع فيه الألوان بما يحقق قدراً من تذوق الجمال والاستمتاع به والسعي لاقتنائه، فضلاً عن قرب مدينة جدة من مکة المکرمة حيث المسجد الحرام وجمال ورهبة وروعة الکعبة المشرفة وما يزخر به المسجد من جمال العمارة الإسلامية الفريدة على مستوى العالم، فکلها مصادر جمالية رائعة تتعمق وتتغلل في نفوس وعقول وقلوب کل زائريها ومن بينهم طلاب الجامعة.

ويأتي في المرتبة الخامسة والأخيرة القيم الاقتصادية وربما يرجع تأخر ترتيب القيم الاقتصادية رغم أنها أيضاً توفرت لدى أفراد العينة بمستوى عالي قدره (3,5)، ما يتصف به المواطن السعودي عامة من صفات الکرم عامة والتوسعة على عياله خاصة، وحرصه على عادات اجتماعية معينة تُلقي عليه مسئولية مالية معينة، إلا أن الوضع العالمي الحالي الذي بدت فيه صفات الغلاء وندرة الموارد وتحکم بعض الشرکات العالمية وسيطرتها على احتياجات أساسية للإنسان بشکل عام مثل الطعام والدواء ومتطلبات التنمية المستدامة، يتطلب أن تُنمى لدى طلاب جامعة الملک عبد العزيز عادات التوفير والاقتصاد وتنظيم عمليات الإنفاق والترشيد بما يضمن حسن استغلال الدخل وتوفيره للأجيال اللاحقة.

وقد تعارضت هذه النتيجة تماماً مع ما أظهرته نتائج دراسة يوسف محمد (1987) من حيث تصدر القيم الاقتصادية المرتبة الأولى لدى الطلاب الوافدين، وبالطبع يمکن تفسير هذه النتيجة على اعتبار أن الفرد الوافد يجعل هدفاً أساسياً من ترکه لوطنه والخروج لدولة أخرى الحصول على دخل إضافي، وبالتالي تعنيه القيم الاقتصادية بالدرجة الأولى، على عکس الفرد المقيم المستقر الذي ليس لديه هاجس الناحية الاقتصادية.  

وعلى ضوء ما تقدم انتظمت المجموعات القيمية الخمس في النسق القيمي العام لدى طلاب جامعة المؤسس جامعة الملک عبد العزيز وفق الترتيب الهرمي التالي: 

 

شکل رقم (3) النسق القيمي لدى طلاب جامعة الملک عبد العزيز وفق الترتيب الهرمي

للمجموعات القيمية الخمس.

ثانياً-التساؤل الثاني: هل يختلف بروفيل النسق القيمي لدى کل من طلاب السنة الأولى وطلاب السنة الرابعة يمکن إرجاعه إلى الحياة الجامعية.

للإجابة على هذا التساؤل قام الباحث بحساب متوسطات درجات کل من طلاب الفرقة الأولى (المستويين الأول والثاني) والبالغ عددهم 164 طالباً بالتخصصين الأدبي والعلمي، وطلاب الفرقة الرابعة (السابع والثامن) والبالغ عددهم 204 طالباً بالتخصصين الأدبي والعلمي، بکل من کليتي الآداب والعلوم الإنسانية (قسم اللغة العربية) والعلوم (قسم الکيمياء)[12]، وذلک على مقياس القيم المستخدم بالدراسة الحالية (إعداد الباحث)، والبيانات يوضحها الجدول التالي:

جدول رقم (6)

الرتب والمتوسطات الحسابية لدرجات طلاب الفرقتين الأولى (ن=164) والرابعة (ن=204) لکل مجموعة قيمية رئيسة على مقياس القيم

القيم

الفرقة       

الدينية

الاجتماعية

الاقتصادية

الوطنية

الجمالية

الفرقة الأولى

55,51

58,22

53.00

62.37

54.66

الترتيب

3

2

5

1

4

الفرقة الرابعة

58,12

57,76

53,41

63,86

54.73

الترتيب

2

3

5

1

4

ويتضح من الجدول السابق تباين النسق القيمي لدى طلاب الفرقة الأولى (الجدد الملتحقين بالمرحلة الجامعة) عن النسق القيمي لدى طلاب الفرقة الرابعة (المتوقع تخرجهم نهاية الفصل الدراسي الحالي)، حيث لوحظ الآتي:

1.   بالنسبة للنسق القيمي لدى طلاب الفرقة الأولى کطلاب جدد شکلت المجموعات القيمية لديهم نسقاً قيمياً تحتل فيه القيم الوطنية المرتبة الأولى بمتوسط حسابي قدره 62,37 وبمستوى "عالي" مقداره 4,1، تليه القيم الاجتماعية في المرتبة الثانية بمتوسط حسابي قدره 58,22 وبمستوى "عالي" مقداره 3,9، ثم القيم الدينية في المرتبة الثالثة بمتوسط حسابي مقداره 55,51 وبمستوى "عالي" مقداره 3,7، ثم القيم الجمالية في المرتبة الرابعة بمتوسط حسابي قدره 54.66 وبمستوى "عالي" مقداره 3,7، وأخيراً القيم الاقتصادية في المرتبة الخامسة والأخيرة بمتوسط حسابي قدره 53.00 وبمستوى "عالي" مقداره 3,5، وهو نسق قيمي شبيه بالنسق القيمي العام لطلاب الجامعة من حيث ترتيب المجموعات القيمية لکن بمتوسطات ومستويات مختلفة کالتالي:

القيم الوطنية -القيم الاجتماعية – القيم الدينية – القيم الجمالية – القيم الاقتصادية.

 

 

شکل رقم (4) النسق القيمي لدى طلاب الفرقة الأولى (الطلاب الجدد) حديثي الالتحاق بجامعة الملک عبد العزيز وفق الترتيب الهرمي للمجموعات القيمية الخمس.

2.                  بالنسبة للنسق القيمي لدى طلاب الفرقة الرابعة کطلاب متوقع تخرجهم نهاية الفصل الدراسي الحالي، شکلت المجموعات القيمية لديهم نسقاً قيمياً مختلفاً عن الطلاب الجدد الملتحقين بالجامعة بداية العام الدراسي الحالي، حيث تحتل فيه القيم الوطنية المرتبة الأولى بمتوسط حسابي قدره 63,86 وبمستوى "عالي جداً" مقداره 4,2، تليه القيم الدينية في المرتبة الثانية بمتوسط حسابي قدره 58,12 وبمستوى "عالي" مقداره 3,9، ثم القيم الاجتماعية في المرتبة الثالثة بمتوسط حسابي مقداره 57,76 وبمستوى "عالي" مقداره 3,9، ثم القيم الجمالية في المرتبة الرابعة بمتوسط حسابي قدره 54.37 وبمستوى "عالي" مقداره 3,7، وأخيراً القيم الاقتصادية في المرتبة الخامسة والأخيرة بمتوسط حسابي قدره 53.41 وبمستوى "عالي" مقداره 3,5، وهو نسق قيمي مغاير عن النسق القيمي العام لطلاب جامعة الملک عبد العزيز وکذلک مغاير عن النسق القيمي لطلاب الفرقة الأولى حديثي الالتحاق بالجامعة من حيث ترتيب المجموعات القيمية وبمتوسطات ومستويات مختلفة کالتالي:

القيم الوطنية -القيم الدينية – القيم الاجتماعية – القيم الجمالية – القيم الاقتصادية.

 

 

شکل رقم (5) النسق القيمي لدى طلاب الفرقة الرابعة (الطلاب المتوقع تخرجهم) بجامعة الملک عبد العزيز وفق الترتيب الهرمي للمجموعات القيمية الخمس.

والرسم البياني التالي يوضح بروفيل النسق القيمي لدى کل من طلاب الفرقة الأولى (حديثي الالتحاق بالجامعة) وطلاب الفرقة الرابعة (المتوقع تخرجهم) بجامعة الملک عبد العزيز.

 

شکل رقم (6) بروفيل النسق القيمي لدى طلاب الفرقة الأولى والفرقة الرابعة بجامعة الملک عبد العزيز.

تحليل وتفسير ومناقشة التباين في بروفيل النسق القيمي لطلاب الفرقة الأولى والفرقة الرابعة:

يلاحظ تشابه النسقين القيميين من حيث الترتيب الهرمي لبعض المجموعات القيمية، حيث تصدرت القيم الوطنية في کل من النسقين (النسق القيمي لطلاب الفرقة الأولى والنسق القيمي لطلاب الفرقة الرابعة)، ويدل ذلک على نزعة وطنية متأصلة في نفوس الشباب الجامعي بصرف النظر عن الفرقة الدراسية، لکن مع ملاحظة أن مستوى هذه القيم لدى طلاب الفرقة الأولى کان "عالياً" بمقدار 4,1 بينما لدى طلاب الفرقة الرابعة کان "عالياً جداً" بمقدار 4,3، ويدل ذلک على فعالية الحياة الجامعية في تنمية وترقية مستوى القيم الوطنية لدى الشباب الجامعي من خلال الفعاليات ذات الصلة التي تنظمها الجامعة في هذا الصدد.

کذلک جاءت القيم الاقتصادية والقيم الجمالية في الترتيبين الرابع والخامس في کل من النسقين، إلا أن المتوسطات الحسابية قد تباينت لصالح طلاب الفرقة الرابعة لکن ظلت بمستويات "عالية" فقط في کل من النسقين، وهو ما يدل على عدم فعالية الأنشطة المتاحة للطلاب بالشکل الکافي لتحسين أو ترقية هذه القيم، وربما يرجع ذلک إلى أن هاتين المجموعتين من القيم مرتبطتان بنمط الحياة والسلوک المعاش بدرجة أکبر من أن تؤثر فيها الحياة الجامعية بأنشطتها المختلفة.

بينما تباين النَّسَقان القيميان عن بعضهما البعض من حيث الرتبتين الثانية والثالثة، فعلى حين جاءت مجموعة القيم الاجتماعية في المرتبة الثانية ومجموعة القيم الدينية في المرتبة الثالثة بالنسق القيمي لدى طلاب الفرقة الأولى، جاءت مجموعة القيم الدينية في المرتبة الثانية ومجموعة القيم الاجتماعية في المرتبة الثالثة بالنسق القيمي لدى طلاب الفرقة الرابعة، ويدل ذلک على فعالية الحياة الجامعية بالنسبة لتنمية مجموعة القيم الدينية.

 فعند استعراض الباحث للأنشطة والفعاليات الدينية التي توفرها الجامعة لطلابها تبين غزارة هذا الجانب، وتعدد أشکاله ما بين محاضرات عامة وندوات مفتوحة ومسابقات حفظ وتلاوة القرآن الکريم، فلا يکاد يمر أسبوع إلا وتنظم الجامعة لقاءً مع علماء دين متميزين يعرضون على الطلاب مختلف القضايا، ويردون على استفساراتهم، ويفتون لهم في المسائل الفقهية التي تدور بأذهانهم، ولا شک في أن ذلک يساعد وبشکل کبير في تأصيل هذه القيم الدينية والارتقاء بها لدى الطلاب على مدار السنوات الدراسية الأربع، وربما يرجع ذلک أيضاً إلى أن الفرد کلما تقدم بالعمر زاد نشاطه في الجانب الديني وتحمس لإرضاء ربه والاقتراب منه، وتتفق هذه النتيجة مع ما انتهت إليه نتائج دراسة شان وأخرون (Chan, S. et al., 2018) من أن منظومة القيم تنمو بزيادة العمر من خلال تغيرات إيجابية في النضج القيمي رأسياً.

أما عن احتلال القيم الاجتماعية للمرتبة الثانية لدى طلاب الفرقة الأولى متميزةً بذلک عن طلاب الفرقة الرابعة، فقد تعارضت هذه النتيجة مع ما توصلت إليه دراسة جابر عبد الحميد وسليمان الشيخ (1978) من أن طلاب الفرقة الدراسية النهائية بالمرحلة الجامعية کانوا أکثر اهتماماً بالقيم الاجتماعية مقارنةً بطلاب الفرقة الثانية، وربما يرجع ذلک إلى الحماس الاجتماعي لدى الشباب في هذه السن، وتأکيدهم على بعض القيم الاجتماعية الفرعية خصوصاً الصحبة والصداقة والرغبة في الالتفاف والتقارب الاجتماعي لنيل الدعم النفسي والاجتماعي من أقرانهم، بسبب دخول هؤلاء الشباب جميعاً لمرحلة جامعية جديدة تتصف بالغموض وعدم الوضوح بالنسبة لهم عن المرحلة الثانوية التي أتوا منها.  

ثالثاً-التساؤل الثالث:هل يختلف بروفيل النسق القيمي لدى کل من طلاب التخصصات الأدبية وطلاب التخصصات العلمية اعتماداً على طبيعة المحتوى الدراسي.

للإجابة على هذا التساؤل قام الباحث بحساب متوسطات درجات کل من طلاب التخصصات الأدبية (قسم اللغة العربية بکلية الآداب والعلوم الإنسانية) والبالغ عددهم 236 طالباً بالفرقتين الأولى والرابعة، وطلاب التخصصات العلمية (قسم الکيمياء بکلية العلوم) والبالغ عددهم 132 طالباً بالفرقتين الأولى والرابعة، وذلک على مقياس القيم المستخدم بالدراسة الحالية (إعداد الباحث)، والبيانات يوضحها الجدول التالي:

جدول رقم (7)

الرتب والمتوسطات الحسابية لدرجات طلاب التخصصات الأدبية (ن=236) والعلمية (ن=132) على المجموعات القيمية الخمس بمقياس القيم

القيم

التخصص

الدينية

الاجتماعية

الاقتصادية

الوطنية

الجمالية

التخصصات الأدبية

56,76

59,25

53.10

63.60

55.29

الترتيب

3

2

5

1

4

التخصصات العلمية

54,61

56,42

53,52

62,94

54.18

الترتيب

3

2

5

1

4

ويتضح من الجدول السابق تشابه النسق القيمي لدى کل من طلاب التخصصين الأدبي والعلمي من حيث الترتيب الهرمي للمجموعات القيمية الخمس، ولکن بمتوسطات حسابية متباينة، وکذلک بمستويات قوة متباينة حيث لوحظ الآتي:

3.   بالنسبة للنسق القيمي لدى طلاب التخصصات الأدبية شکلت المجموعات القيمية لديهم نسقاً قيمياً تحتل فيه القيم الوطنية المرتبة الأولى بمتوسط حسابي قدره 63,60 وبمستوى "عالي جداً" مقداره 4,3، تليه القيم الاجتماعية في المرتبة الثانية بمتوسط حسابي قدره 59,25 وبمستوى "عالي" مقداره 3,9، ثم القيم الدينية في المرتبة الثالثة بمتوسط حسابي مقداره 56,76 وبمستوى "عالي" مقداره 3,8، ثم القيم الجمالية في المرتبة الرابعة بمتوسط حسابي قدره 55.29 وبمستوى "عالي" مقداره 3,7، وأخيراً القيم الاقتصادية في المرتبة الخامسة والأخيرة بمتوسط حسابي قدره 53.10 وبمستوى "عالي" مقداره 3,5، وبذلک انتظمت المجموعات القيمية الخمس لدى طلاب التخصصات الأدبية کالتالي:

القيم الوطنية -القيم الاجتماعية – القيم الدينية – القيم الجمالية – القيم الاقتصادية.

 

شکل رقم (7) النسق القيمي لدى طلاب التخصصات الأدبية بجامعة الملک عبد العزيز وفق الترتيب الهرمي للمجموعات القيمية الخمس.

4.   بالنسبة للنسق القيمي لدى طلاب التخصصات العلمية شکلت المجموعات القيمية لديهم نسقاً قيمياً يشبه النسق القيمي لدى طلاب التخصصات الأدبية لکن بمتوسطات حسابية متباينة وکذلک بمستويات قوة متباينة حيث احتلت فيه القيم الوطنية المرتبة الأولى بمتوسط حسابي قدره 62,94 وبمستوى "عالي جداً" مقداره 4,2، تليه القيم الاجتماعية في المرتبة الثانية بمتوسط حسابي قدره 56,42 وبمستوى "عالي" مقداره 3,9، ثم القيم الدينية في المرتبة الثالثة بمتوسط حسابي مقداره 54,61 وبمستوى "عالي" مقداره 3,7، ثم القيم الجمالية في المرتبة الرابعة بمتوسط حسابي قدره 54.18 وبمستوى "عالي" مقداره 3,6، وأخيراً القيم الاقتصادية في المرتبة الخامسة والأخيرة بمتوسط حسابي قدره 53.52 وبمستوى "عالي" مقداره 3,6، وبذلک انتظمت المجموعات القيمية الخمس لدى طلاب التخصصات العلمية کالتالي:

القيم الوطنية -القيم الاجتماعية – القيم الدينية – القيم الجمالية – القيم الاقتصادية.

 

شکل رقم (8) النسق القيمي لدى طلاب التخصصات العلمية بجامعة الملک عبد العزيز وفق الترتيب الهرمي للمجموعات القيمية الخمس.

والرسم البياني التالي يوضح بروفيل النسق القيمي لدى کل من طلاب التخصصات الأدبية وطلاب التخصصات العلمية بجامعة الملک عبد العزيز.

 

شکل رقم (9) بروفيل النسق القيمي لدى طلاب التخصصات الأدبية والتخصصات العلمية بجامعة الملک عبد العزيز.

وتشير النتائج السابقة إلى تشابه النسقين القيميين لدى کل من طلاب التخصصات الأدبية وطلاب التخصصات العلمية من حيث الترتيب الهرمي للمجموعات القيمية الخمس، ويدل ذلک على عدم وجود تأثير للتخصص الأکاديمي في ترتيب المنظومة القيمية لدى الشباب الجامعي، وأن المحتوى الدراسي سواء کان ذا طبيعة أدبية أو علمية لا يؤثر على موضع کل مجموعة قيمية في ترتيبها الهرمي ضمن النسق القيمي الناتج، وقد اتفقت هذه النتيجة مع ما أظهرته نتائج دراسة شيخة المسند ومحمد الصاوي (1992) من أنه بالرغم من تشبع کتب القراءة وکذلک کتب المرحلة الابتدائية بقيمة النظافة کقيمة جمالية وتصدرها مرتبة متقدمة بين غيرها من القيم عند تحليل هذه الکتب، إلا أنه عند دراسة منظومة القيم لدى التلاميذ احتلت القيم الدينية المرتبة الأولى بين هذه القيم، ويدل ذلک على عدم تأثير المحتوى الدراسي على النسق القيمي، بينما تعارضت هذه النتيجة مع ما أظهرته نتائج دراسة البطش وعبد الرحمن (1990) من وجود أثر دال للتخصص الأکاديمي على النسق القيمي لدى طلاب الجامعة الأردنية فيما يتصل بإحدى عشر قيمة غائية وست عشرة قيمة وسيلية.

وربما يرجع هذا الاختلاف في النتائج إلى التباين النسبي بين الثقافتين السعودية (عينة الدراسة الحالية) والقطرية (عينة دراسة شيخة المسند ومحمد الصاوي، 1992) من ناحية، وکذلک بين الثقافتين السعودية (عينة الدراسة الحالية) والأردنية (عينة دراسة البطش وعبد الرحمن، 1990) من ناحية أخرى. فربما تحرص الثقافة السعودية على المنظومة القيمية وتنميتها لدى کافة الشباب الجامعي بنفس القدر من الأهمية بصرف النظر عن التخصص الأکاديمي، باعتبار المنظومة القيمية مُکوِّناً رئيساً ضمن ثقافة وحضارة هذا المجتمع.

رابعاً-الفرض الأول:وينص على أنه "لا توجد فروق دالة إحصائياً بين متوسطات درجات طلاب الفرقة الأولى وطلاب الفرقة الرابعة من حيث المجموعات القيمية الخمس (القيم الدينية-القيم الاجتماعية-القيم الاقتصادية-القيم الوطنية-القيم الجمالية)".

وللتحقق من هذا الفرض استخدم الباحث اختبار "ت" لحساب دلالة الفروق بين متوسطات درجات عينتي الطلاب بالفرقة الأولى (ن = 164) والفرقة الرابعة (ن = 204) على مقياس القيم (إعداد الباحث)، والبيانات التي تم التوصل إليها يوضحها الجدول التالي:


جدول رقم (7)

اختبار "ت" لبيان دلالة الفروق بين متوسطات درجات طلاب الفرقة الأولى (ن =164) والفرقة الرابعة (ن =204) على مقياس القيم

مجموعة القيم

الفرقة

حجم العينة (ن)

المتوسط الحسابي

الانحراف المعياري

ت

الدلالة

الدينية

الأولى

164

55,51

5,81

4,35

دال عند 0,001

الرابعة

204

58,12

5,63

الاجتماعية

الأولى

164

58,22

6,67

0,57

غير دال

الرابعة

204

57,76

6,50

الاقتصادية

الأولى

164

53,00

5,64

0,67

غير دال

الرابعة

204

53,41

5,99

الوطنية

الأولى

164

62,37

6,86

2,04

دال عند 0,05

الرابعة

204

63,86

7,11

الجمالية

الأولى

164

54,66

7,76

0,08

غير دال

الرابعة

204

54,73

7,39

ويتضح من الجدول السابق ما يلي:

1.    وجود فروق دالة إحصائياً عند مستوى دلالة قدره 0,001 بين متوسطات درجات طلاب الفرقة الأولى ومتوسطات درجات طلاب الفرقة الرابعة بجامعة الملک عبد العزيز من حيث القيم الدينية کما يقيسها مقياس القيم المستخدم بالدراسة الحالية (إعداد الباحث) وذلک لصالح طلاب الفرقة الرابعة.

2.    وجود فروق دالة إحصائياً عند مستوى دلالة قدره 0,05 بين متوسطات درجات طلاب الفرقة الأولى ومتوسطات درجات طلاب الفرقة الرابعة بجامعة الملک عبد العزيز من حيث القيم الوطنية کما يقيسها مقياس القيم المستخدم بالدراسة الحالية (إعداد الباحث) وذلک لصالح طلاب الفرقة الرابعة. 

3.    عدم وجود فروق دالة إحصائياً بين متوسطات درجات طلاب الفرقة الأولى ومتوسطات درجات طلاب الفرقة الرابعة بجامعة الملک عبد العزيز من حيث القيم الاجتماعية کما يقيسها مقياس القيم المستخدم بالدراسة الحالية (إعداد الباحث).

4.    عدم وجود فروق دالة إحصائياً بين متوسطات درجات طلاب الفرقة الأولى ومتوسطات درجات طلاب الفرقة الرابعة بجامعة الملک عبد العزيز من حيث القيم الاقتصادية کما يقيسها مقياس القيم المستخدم بالدراسة الحالية (إعداد الباحث).

5.    عدم وجود فروق دالة إحصائياً بين متوسطات درجات طلاب الفرقة الأولى ومتوسطات درجات طلاب الفرقة الرابعة بجامعة الملک عبد العزيز من حيث القيم الجمالية کما يقيسها مقياس القيم المستخدم بالدراسة الحالية (إعداد الباحث).

وتتفق النتيجتان رقمي 1، 2 بشکلٍ عام مع ما انتهت اليه نتائج دراسة شان وأخرون (Chan, S. et al., 2018) من أن منظومة القيم تنمو رأسياً بزيادة العمر من خلال تغيرات إيجابية في النضج القيمي، وتدل هاتان النتيجتان على فعالية الحياة الجامعية في تنمية مجموعتي القيم الوطنية والدينية، من حيث الأنشطة والفعاليات المتنوعة التي توفرها الجامعة، وقد سبقت الإشارة إلى ذلک عند الإجابة على التساؤلين الأول والثاني.

کما يمکن تفسير هذه النتيجة من حيث تحسُّن ونمو القيم الوطنية بمرور سنوات الدراسة الأربع على الطالب الذي يمکن إرجاعه إلى النضج العام لدى الطالب والنضج السياسي والاحساس العام بالتغيرات التي تمر بها المنطقة العربية من حروب ومحاولات سيطرة من الدول الغربية للسطو على خيرات هذه البلاد ومقدراتها ومواردها الطبيعية التي حباها المولى عز وجل بها، حيث يعايش الطالب هذه الأحداث والمجريات بشکل طبيعي من خلال وسائل الإعلام التقليدية والإلکترونية، فيبدأ الطالب في التفاعل معها حيث تنمو لديه المسئولية الاجتماعية والسياسية والوطنية من ضرورة الالتفاف حول مصلحة الوطن وعدم التردد في الدفاع عنه وبذل کل غالي ونفيس في سبيل رفعته وإعلاء شأنه، وقد بدا ذلک واضحاً من استجابات الطلاب على عبارات هذه المجموعة القيمية خصوصاً حب الوطن والشجاعة والتفاني والالتزام والقيادة کقيم فرعية مندرجة تحت هذه المجموعة القيمية. 

أما عن تحسن ونمو مجموعة القيم الدينية لدى طلاب الجامعة بمرور سنوات الدراسة الأربع حيث وجدت فروقاً دالة إحصائياً بين متوسطات درجات طلاب الفرقتين الأولى والرابعة لصالح طلاب الفرقة الرابعة، فيمکن أيضاً تفسيره باعتبار أن الفرد کلما تقدم في العمر بدا أکثر تديناً وقرباً لله عز وجل، وبدا أکثر نشاطاً في أداء الشعائر والعبادات.

وتشير النتائج أرقام 3، 4، 5 إلى عدم وجود فروق دالة بين طلاب الفرقتين الأولى والرابعة من حيث المجموعات القيمية الثلاث الاجتماعية والاقتصادية والجمالية، وقد اتفقت هذه النتيجة جزئياً مع نتائج دراسة فتحي مبارک (1992) من حيث عدم وجود فروق دالة من حيث القيم الاجتماعية بين طلاب الصفين الأول والأخير بالمرحلة المتوسطة وعدم فعالية منهج الدراسات الاجتماعية في تنمية هذه القيم، ويمکن تفسير النتيجة الحالية بأنها تدل على عدم کفاية الأنشطة والفعاليات التي توفرها الحياة الجامعية للطلاب والتي کان من المفترض أن تنمى لديهم هذه القيم بمرور سنوات الدراسة الأربع خصوصاً القيم الاجتماعية والقيم الاقتصادية، بالرغم من توفرها لديهم أصلاً بمستوى "عالِ" تراوح ما بين 3,5 –4,1.

خامساً-الفرض الثاني:وينص على أنه "لا توجد فروق دالة إحصائياً بين متوسطات درجات طلاب التخصصات الأدبية وطلاب التخصصات العلمية من حيث المجموعات القيمية الخمس (القيم الدينية-القيم الاجتماعية-القيم الاقتصادية-القيم الوطنية-القيم الجمالية)".

وللتحقق من هذا الفرض استخدم الباحث اختبار "ت" لحساب دلالة الفروق بين متوسطات درجات عينتي الطلاب بالتخصصات الأدبية (ن = 236) والتخصصات العلمية (ن = 132) على مقياس القيم (إعداد الباحث)، والبيانات التي تم التوصل إليها يوضحها الجدول التالي:

جدول رقم (8)

اختبار "ت" لبيان دلالة الفروق بين متوسطات درجات طلاب التخصصات الأدبية (ن =236) والتخصصات العلمية (ن =132) على مقياس القيم

مجموعة القيم

التخصص

حجم العينة (ن)

المتوسط الحسابي

الانحراف المعياري

ت

الدلالة

الدينية

الأدبي

236

57,05

6,56

0,413

غير دال

العلمي

132

56,79

4,31

الاجتماعية

الأدبي

236

58,83

7,32

2,95

دال عند 0,01

العلمي

132

56,42

7,79

الاقتصادية

الأدبي

236

53,07

6,16

0,71

غير دال

العلمي

132

53,52

5,21

الوطنية

الأدبي

236

63,34

7,06

0,52

غير دال

العلمي

132

62,94

6,99

الجمالية

الأدبي

236

54,98

7,62

0,98

غير دال

العلمي

132

54,18

7,44

يتضح من الجدول السابق ما يلي:

1.   وجود فروق دالة إحصائياً عند مستوى دلالة قدره 0,01 بين متوسطات درجات طلاب التخصصات الأدبية ومتوسطات درجات طلاب التخصصات العلمية بجامعة الملک عبد العزيز من حيث القيم الاجتماعية کما يقيسها مقياس القيم المستخدم بالدراسة الحالية (إعداد الباحث) وذلک لصالح طلاب التخصصات الأدبية.

2.   عدم وجود فروق دالة إحصائياً بين متوسطات درجات طلاب التخصصات الأدبية ومتوسطات درجات طلاب التخصصات العلمية بجامعة الملک عبد العزيز من حيث القيم الدينية کما يقيسها مقياس القيم المستخدم بالدراسة الحالية (إعداد الباحث).

3.   عدم وجود فروق دالة إحصائياً بين متوسطات درجات طلاب التخصصات الأدبية ومتوسطات درجات طلاب التخصصات العلمية بجامعة الملک عبد العزيز من حيث القيم الوطنية کما يقيسها مقياس القيم المستخدم بالدراسة الحالية (إعداد الباحث).

4.   عدم وجود فروق دالة إحصائياً بين متوسطات درجات طلاب التخصصات الأدبية ومتوسطات درجات طلاب التخصصات العلمية بجامعة الملک عبد العزيز من حيث القيم الاقتصادية کما يقيسها مقياس القيم المستخدم بالدراسة الحالية (إعداد الباحث).

5.   عدم وجود فروق دالة إحصائياً بين متوسطات درجات طلاب التخصصات الأدبية ومتوسطات درجات طلاب التخصصات العلمية بجامعة الملک عبد العزيز من حيث القيم الجمالية کما يقيسها مقياس القيم المستخدم بالدراسة الحالية (إعداد الباحث).

وتشير النتائج السابقة إلى أن التخصص الأکاديمي للطلاب کان له تأثير دال على تحسن وتنمية مجموعة القيم الاجتماعية فقط لدى طلاب التخصصات الأدبية مقارنةً بأقرانهم بالتخصصات العلمية، وهذه نتيجة طبيعية حيث تزخر الدراسات الأدبية بدراسة الطلاب لموضوعات وقضايا ذات طبيعة اجتماعية، والتي انعکست على تحسن وتنمية القيم الاجتماعية، وتتفق هذه النتيجة مع نتائج دراسة البطش وعبد الرحمن (1990) من وجود أثر دال للتخصص الأکاديمي على النسق القيمي.

ولم تمتد الفروق بين طلاب التخصصات الأدبية والعلمية لأکثر من القيم الاجتماعية، وربما يرجع ذلک إلى أن القيم کمکون وجداني له صلة بثقافة المجتمع وحضارته وتقاليده التي يلتزم بها جميع أفراده بصرف النظر عن مجال الدراسة الأکاديمية أو التخصص، ولذلک لم تظهر أية فروق بين طلاب التخصصات الأدبية وطلاب التخصصات العلمية من حيث القيم الدينية والوطنية والاقتصادية والجمالية.

خلاصة النتائج:

يمکن تلخيص نتائج الدراسة الحالية فيما يلي:

  • ·   تنتظم المجموعات القيمية الخمس الرئيسة بالنسق القيمي العام لدى طلاب جامعة الملک عبد العزيز وفق الترتيب الهرمي التالي: القيم الوطنية -القيم الاجتماعية – القيم الدينية – القيم الجمالية – القيم الاقتصادية.
  • ·   تنتظم المجموعات القيمية الخمس الرئيسة بالنسق القيمي لدى طلاب الفرقة الأولى بجامعة الملک عبد العزيز وفق الترتيب الهرمي التالي: القيم الوطنية -القيم الاجتماعية – القيم الدينية – القيم الجمالية – القيم الاقتصادية.
  • ·   تنتظم المجموعات القيمية الخمس الرئيسة بالنسق القيمي لدى طلاب الفرقة الرابعة بجامعة الملک عبد العزيز وفق الترتيب الهرمي التالي: القيم الوطنية -القيم الدينية – القيم الاجتماعية – القيم الجمالية – القيم الاقتصادية.
  • ·   وجود فروق دالة إحصائياً بين طلاب الفرقتين الأولى والرابعة من حيث مجموعتا القيم الوطنية والقيم الدينية لصالح طلاب الفرقة الرابعة، ولم توجد فروق دالة بينهما في بقية المجموعات القيمية الأخرى الاجتماعية والاقتصادية والجمالية، مما يشير إلى فعالية الحياة الجامعية بجامعة الملک عبد العزيز في تنمية القيم الوطنية والدينية.
  • ·   تنتظم المجموعات القيمية الخمس الرئيسة بالنسق القيمي لدى کل من طلاب التخصصات الأدبية والعلمية بجامعة الملک عبد العزيز وفق الترتيب الهرمي التالي: القيم الوطنية -القيم الاجتماعية – القيم الدينية – القيم الجمالية – القيم الاقتصادية. ولم توجد فروق دالة إحصائياً بينهما سوى في مجموعة القيم الاجتماعية وذلک لصالح طلاب التخصصات الأدبية.

توصيات الدراسة للارتقاء بالنسق القيمي لدى الشباب الجامعي بجامعة الملک عبد العزيز:

  • ·   الاستمرار في دعم الأنشطة والفعاليات ذات الصلة بالقيم الوطنية والقيم الدينية والقيم الاجتماعية.
  • ·   زيادة جرعة الأنشطة والفعاليات ذات الصلة بالقيم الاقتصادية، لتنمية قيم التوفير والترشيد والاقتصاد لدى الشباب الجامعي.
  • ·   تهيئة ظروف أکثر ملاءمة لتنمية القيم الجمالية خصوصاً النظام والتذوق الجمالي والإدراک اللوني.
  • ·   توفير أنشطة وفعاليات کافية تُوجه لطلاب التخصصات العلمية تختص بتنمية القيم الاجتماعية.
  • ·   تخصيص جوائز للطلاب المتميزين في الجانب القيمي بشکل عام والقيم الوطنية والدينية والاجتماعية والاقتصادية بشکل خاص.
  • ·   وضع الضوابط واللوائح اللازمة لضمان محافظة الطلاب على بعض القيم الاجتماعية، خصوصاً التقاليد ذات الصلة بالملبس وقصات الشعر والإکسسوار وغيرها.
  • ·   التخطيط المسبق والموجه للطلاب لتنمية کافة أنواع المجموعات القيمية الخمس بشکل متوازن.
  • ·   تخصيص فريق متخصص في کل مجموعة قيمية لوضع الخطط والبرامج والأنشطة والفعاليات المناسبة لکل مجموعة قيمية على حدة.
  • ·   حبذا لو تضمنت الخطط الدراسية للبرامج المختلفة بمرحلة التعليم الجامعي على مقرر عام لتعليم القيم؛ خصوصاً القيم الوطنية والقيم الدينية والقيم الاجتماعية.


[1] ) يتقدم الباحث بالشکر والتقدير إلى کل من سعادة أ.د. عميد کلية الآداب والعلوم الإنسانية، وسعادة أ.د. عبد الرحمن السلمي رئيس قسم اللغة العربية، وسعادة أ.د. محمد الصويرکي وسعادة أ.د. إبراهيم الفيفي عضوي هيئة التدريس بقسم اللغة العربية، لتفضلهم بتيسير تطبيق أداة الدراسة على العينة المذکورة.

[2] ) يتقدم الباحث بالشکر والتقدير إلى کل من سعادة أ.د. عبد الرحمن المالکي عميد کلية العلوم، وسعادة أ.د. عبد الله محمد عسيري رئيس قسم الکيمياء وسعادة د. هادي محمد مرواني عضو هيئة التدريس بقسم الکيمياء لتفضلهم بتيسير تطبيق أداة الدراسة على العينة المذکورة.

[3] ) اقتصرت عينة الدراسة على طلاب الفرقتين الأولى (المستويين الأول والثاني) والرابعة (المستويين السابع والثامن).

[4] ) يجب ألا يقل عدد العبارات المصاغة لقياس أي متغير نفسي عن 3 ثلاثة عبارات.

[5] ) سبقت الإشارة إليها ص26-27.

[6] ) ملحق رقم (1).

[7] ) ملحق رقم (2)

[8] ) ملحق رقم (3).

[9] ) ملحق رقم (1).

[10] ) تم التطبيق الأول بداية الفصل الدراسي الثاني بداية شهر جمادى الآخرة 1439ه أما التطبيق الثاني فکان أوائل شهر شعبان 1439ه. 

[11] ) تم تحديد قسم اللغة العربية بکلية الآداب والعلوم الإنسانية وکذلک قسم الکيمياء بکلية العلوم بطريقة عشوائية، وکذلک تم تحديد عينة الطلاب بکل تخصص داخل کل کلية بطريقة عشوائية.

[12] ) تم تحديد قسم اللغة العربية بکلية الآداب والعلوم الإنسانية وکذلک قسم الکيمياء بکلية العلوم اعتماداً على الطريقة العشوائية.

المصادر والمراجع العربية والأجنبية:
أولاً-المصادر:
- القرآن الکريم.
- السنة النبوية المطهرة ( WWW.Islamweb.net ).
ثانياً-المراجع العربية والأجنبية:
-  إبراهيم مدکور وآخرون (1975): معجم العلوم الاجتماعية. القاهرة: الهيئة المصرية العامة للکتاب.
-  أحمد طنش (1999): أزمة القيم التي تواجه المجتمعات الإسلامية المعاصرة. الأردن: مؤتمر القيم والتربية في عالم متغير، جامعة اليرموک.
-  أسعد السحمرائي (1999): تسويق الاستهلاک وترويج الکاوبوي والهاهمبرجر. الرياض: مجلة المعرفة، العدد 46.
-  أمنة بنجر (1999): القيم الإسلامية الواجب إکسابها للطفل وعلاقتها ببعض المتغيرات الخاصة بمعلم رياض الأطفال. رسالة دکتوراه غير منشورة، کلية التربية للبنات بالرياض.
-  جابر عبد الحميد وسليمان الشيخ (1978): دراسات نفسية في الشخصية العربية. القاهرة: عالم الکتب.
-  حامد زهران وإجلال سري (1985): القيم السائدة والقيم المرغوبة في سلوک الشباب: بحث ميداني في البيئتين المصرية والسعودية. القاهرة: المؤتمر الأول للجمعية المصرية للدراسات النفسية.
-  رباب رأفت الجمال (2017): أثر استخدام شبکات التواصل الاجتماعي على تشکيل النسق القيمي الأخلاقي للشباب السعودي. جدة: مرکز النشر العلمي بجامعة الملک عبد العزيز، ضمن منشورات کرسي الأمير نايف بن عبد العزيز للقيم الأخلاقية.
-  رجاء جارودي (1983): التربية وأزمة القيم. تونس: المجلة العربية للتربية، المجلد الثالث، العدد الثاني.
-  السيد محمود أبو النيل (1978): علم النفس الاجتماعي...دراسات مصرية وعالمية (ط2). القاهرة: الجهاز المرکزي للکتب الجامعية والمدرسية.
-  شيخة المسند ومحمد الصاوي (1992): القيم التي ينشدها المعلمون لتلاميذ المرحلة الابتدائية. القاهرة: مجلة دراسات تربوية، المجلد السابع.
-  صالح بن حمد العساف(1416): المدخل إلى الدراسة فى العلوم السلوکية. الرياض: مکتبة العبيکان.
-  صلاح أحمد مراد(2011): الأساليب الإحصائية في العلوم النفسية والتربوية والاجتماعية. القاهرة: مکتبة الأنجلو المصرية.
-  ضياء الدين زاهر (1984): القيم في العملية التربوية. القاهرة: مؤسسة الخليج العربي.
-  ضياء الدين زاهر (1995): القيم والمستقبل.. دعوة للتأمل. القاهرة: مجلة مستقبل التربية العربية، المجلد الأول، العدد الثاني.
-  عادل فهمي البيومي (2000): علاقة منظومة القيم لدى الشباب الجامعي بالتعرض للإذاعة والتليفزيون. القاهرة: کلية الإعلام جامعة القاهرة، المجلة المصرية لبحوث الرأي العام، العدد الرابع.
-  عبد الرحمن الشعوان (1997): القيم وطرق تدريسها في الدراسات الاجتماعية. الرياض: مجلة جامعة الملک سعود، المجلد التاسع.
-  عبد اللطيف خليفة (1992): ارتقاء القيم: دراسة نفسية، الکويت: المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، عالم المعرفة، العدد 160.
-  عبد اللطيف خليفة (1999): المفارقة القيمية لدى عينات مختلفة من المجتمع المصري. الأردن: مؤتمر القيم والتربية في عالم متغير، جامعة اليرموک.
-  عبد المجيد مسعود (1988): القيم الإسلامية التربوية والمجتمع المعاصر. قطر: کتاب الأمة، وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية، العدد67، السنة 18.
-  عبد الودود مکروم (1994): الأحکام القيمية الإسلامية لدى الشباب الجامعي. المدينة المنورة: مکتبة إحياء التراث الإسلامي. عبد الوهاب المسيري (1999): عولمة الالتفاف بدلا من المواجهة. مجلة المعرفة عدد 46، الرياض.
-  عبد الوهاب المسيري (1999): عولمة الالتفاف بدلاً من المواجهة. الرياض: مجلة المعرفة، العدد 46.
-  علي أبو العينين (1988): القيم الإسلامية والتربية. المدينة المنورة: مکتب إبراهيم الحربي.
-  على أحمد الجمل (1996): القيم ومناهج التاريخ الإسلامي. القاهرة: عالم الکتب.
-  فاروق العادلي (1985): التربية وغرس القيم. القاهرة: مجلة التربية، العدد72 .
-  فتحي مبارک (1992): القيم الاجتماعية اللازمة لتلاميذ الحلقة الثانية من التعليم الأساسي. تونس: المجلة العربية للتربية، المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، المجلد الثاني عشر، العدد الأول.
-  فؤاد أبو حطب، وآمال صادق (1991): مناهج البحث وطرق التحليل الإحصائي. القاهرة: مکتبة الأنجلو المصرية.
-  القاموس المحيط للفيروز أباديhttps://islamhouse.com/ar/books/141373/
-  کامل المغربي (1994): سلوک الفرد والجماعة في التنظيم.. مفاهيم وأسس السلوک التنظيمي. عمان: دار الفکر.
-  لسان العرب لابن منظور http://wiki.dorar-aliraq.net/lisan-alarab/
-  المجلس القومي للتعليم والبحث العلمي والتکنولوجيا (1993): تأصيل القيم الدينية في نفوس الطلاب. دراسات تربوية، المجلد الثامن.
-  محمد إبراهيم کاظم (1970): بحث القيم السائدة بين الشباب من معلمي المرحلة الابتدائية في جمهورية مصر العربية.  تقرير صادر عن وزارة الشباب، القاهرة: الإدارة العامة للبحوث.
-  محمد المطوع (1990): التغير القيمي في مجتمع الإمارات. الشارقة: مجلة شئون اجتماعية. السنة السابعة، العدد الثامن والعشرين.
-  محمد وليد البطش وهاني عبد الرحمن (1990): البناء القيمي لدى طلبة الجامعة الأردنية. عمان: مجلة دراسات العلوم الإنسانية، المجلد 17، العدد الثالث.
-  محمود عطا حسين عقل(2006): القيم السلوکية. الرياض: مکتب التربية العربي لدول الخليج.
-  محي الدين أحمد حسين (1981): القيم الخاصة لدى المبدعين. القاهرة: دار المعارف.
-  مريام ويبستر(2003): (قاموس ويبستر الجامعي) https://ar.wikipedia.org .
-  مسعود ظاهر (1993) الثقافة العربية ومواجهة المتغيرات الدولية. بيروت: مجلة الفکر العربي المعاصر.
-  مصري حنورة، وراشد السهل، وحسن عيسى (1998): تطور منظومة القيم لدى الشباب الکويتي عبر 15 عاماً. المؤتمر الدولي الخامس لمرکز الإرشاد النفسي، جامعة عين شمس.
-  معجم المعاني الجامع https://www.almaany.com/ar/dict/
-  مکتب الإنماء الاجتماعي (1997): البناء القيمي في المجتمع الکويتي. الکويت: إدارة البحوث والدراسات.
-  موقع عمادة شئون الطلاب بجامعة الملک عبد العزيز، حياتي الجامعية، 1439هـ، حياتي الجامعية.  https://studentaffairs.kau.edu.sa/pages-261326.aspx
-  نورة بو عيشة، أيت حمودة ديهية (2015): أساليب تنمية القيم السلوکية لدى التلاميذ في الوسط المدرسي. الجزائر: دراسات نفسية وتربوية، مخبر تطوير الممارسات النفسية والتربوية العدد 14 جوان.
-  يوسف محمد (1987): الفروق في القيم بين المواطنين والوافدين من الجنسين في دولة الإمارات العربية المتحدة. الشارقة: مجلة شؤون اجتماعية، السنة الرابعة، العدد الخامس عشر.
-  يوسف محمود(1991): تغير قيم طلاب الجامعة. القاهرة: عالم الکتب.
-   Adler, F. (1956) “The Value Concept in Sociology”, the American Journal of Sociology, No. 3, PP. 272-279.
-   Alavi, Hamid Reza&Rahimipoor, Tahereh, (2010), Correlation of Managers' Value Systems and Students' Moral Development in High Schools and Pre-University Centers, Educational Management Administration & Leadership, v38 n4 p423-442 .
-   Beech, R. & Schoeppe, A. (1974), Development of Values Systems Adolescents, Developmental Psychology, Vol. 10, No. 5.
-   Bngeston, V.L. (1973), Values, Personality and Social structure, American Behavioral Scientist, Vol. 16, No. 6.
-   Catton, W.R.,(1959) A Theory of Value, American Sociological Review, Vol. 24, No. PP. 310-317.
-   Chan, S. W. Y., Lau, W. W. F., Hui, C. H., Lau, E. Y. Y., & Cheung, S.-f. (2018). Causal relationship between religiosity and value priorities: Cross-sectional and longitudinal investigations. Psychology of Religion and Spirituality. Advance online publication. http://dx.doi.org/10.1037/rel0000175.
-   Duffy, Ryan D.; Sedlacek, William E.(2006), Correlates of Open and Closed Value Systems among University Students, NASPA Journal, v43 n4 p1-12 2006.
-   Jensen, L. & Jensen, J. (1993), Family Values, Religiosity and Gender, Psychology Report, Vol. 73, (2).
-   Krathwohl, D.R., et al., (1964), Taxonomy of Education’s Objectives New York: David Mekay.
-   Morris. C., (1956) Varieties of Human Value, Chicago: Univ. of Chicago Press.
-   Reich. B.. et al.,(1976) Values, Attitudes and Behavior Change. London: Methuen.
-   Rescher, N. (1989), Introduction to Values Theory, Prentice Englewood Cliffs, New Jersey.
-   Rokeach, M. (1970), Beliefs, Attitudes and Values: Theory of Organization and Change, Sanfrancis Co. Jessy, Bass. Inc.
-   Rokeach, M. (1973) the Nature of Human Values, New York.
-   Rokeach, M., (1976) Beliefs, Attitudes and Values: A Theory of Organization and Change, San Francisco: Jossey-Bass Pub.
-   Rokeach, M. (1980), Some Unresolved Issues in Theories of Beliefs, Attitudes and Values, University of Nebraska Press.
-   Walker, E., (1989), Values Conflict in modern Society. Faber and Faber, London.
-   Warren. A.C.(1943), Dictionary of Psychology. New York: The Revised Press.
-   Wolman, B.B. (1975), Dictionary of Behavioral Science, London the Macmillan Press Ltd.
-   UNICEF (1997), Living Values, an Educational Initiative, Brahma Kumaris World Spiritual University, New York.