أثر العناصر الزخرفية للوشم والحناء في القرن التاسع عشر على الأزياء (المشتملة) في شمال أفريقيا

نوع المستند : مقالات علمیة محکمة

المؤلف

الأستاذ المساعد بقسم الملابس والنسيج کلية الاقتصاد المنزلى-جامعة حلوان

المستخلص

الملخص
يهدف البحث إلى دراسة لبعض النماذج التاريخية لزخارف الحناء والوشم في شمال إفريقيا الموجودة على الأزياء المشتملة في القرن التاسع عشر ,وأوائل العشرين وأثرها الجمالى عليها. کما يهدف إلى اعداد تصميمات زخرفية مقترحة تتسم بالحداثة والمعاصرة مستمدة من النماذج التاريخية لزخارف الحناء والوشم, وتصلح للتطريز على قطع ملبسية, بما يحقق الجانب الجمالى فيها. إن التناول المعاصر للتراث الشعبى في مختلف نواحيه هى إشکالية بحد ذاتها يحتاج تطبيقها عمليا إلى فهم عميق ودراسة واستيعاب لعناصره ومکوناته مع إضافات جديدة بإحساس الفنان المتعامل معها ,وبالتالى فهذا التناول يختلف من فنان إلى آخر أو من شخص لأخر. وبعد الدراسة التحليلية استنبطت الباحثة عدد (18) مجموعة من تصميمات زخرفية مقترحة ومستنبطة من الأزياء المشتملة من القرن التاسع عشر فى شمال أفريقيا, کل مجموعة تحوى عددا من التصميمات المستنبطة من وحدة أو رمز زخرفى من الوشم أو الحناء فى التاريخ الشمال افريقى ,وباستخدام برنامج الرسام فى الحاسب الآلى لعمل التنوعات المختلفة .أعدت الباحثة استبيان لاستطلاع رأى بعض الخبراء والمتخصصين في قسم الملابس والنسيج بالکلية حول التصميمات الزخرفية المقترحة, (ملحق رقم1) ويحوى (7) عبارات للتقييم کلها موجبة, وقد استخدمت ميزان تقدير ثلاثى (موافق- إلى حد ما- غير موافق).بعد قياس صدقه تم تحليل نتائج الاستبيان بترجمة العلامات التى وضعها الأساتذة المحکمون إلى نسب کالتالى : (100% : 80% موافق- 60% :40إلى حد ما – أقل من 40% غير موافق) وکانت أهم النتائج تحقيق التصميمات المقترحة لأهداف الاستبيان وبالتالى أهداف البحث وکان من نتائج البحث أن درجة تمثيل العناصر الزخرفية للوشم أو الحناء على الأزياء المشتملة في القرن التاسع عشر وأوائل العشرين في شمال افريقيا کبيرة ويرجع ذلک لرسوخ تلک الرموز واقترانها بالعادات والتقاليد المتوارثة فى هذا الشأن وقد زاد منها إبادة الدين الإسلامى لعادة الوشم فتحولت تلک الرموز إلى زخرفة الأزياء التقليدية الخاصة ببربر شمال افريقيا, کما تمتعت بجانب جمالى کبير جدا ,وقد أمکن استحداث تصميمات مستنبطة منها تتسم بالمعاصرة کما سبق الإشارة وکانت توصيات البحث محاولة الاستفادة من نماذج رسوم الحناء التقليدية أيضا في مجالى الصناعات الجلدية والمکملات.

الموضوعات الرئيسية


مقدمة مشکلة البحث:
کان الوشم جزء لا يتجزأ من حياة الناس اليومية ,فالوشم الذى زين به الريفيون أجسادهم قديما لم يکن مسألة عابرة, فهو من الموروثات القديمة التى عرفتها مختلف المجتمعات الإنسانية على مر العصور ,حيث يعود الوشم إلى تاريخ موغل في القدم الوشم هو واحد من أقدم طقوس الثقافة البربرية، التي يعود تاريخها إلى فترة ما قبل الإسلام. عندما کان الإنسان البدائى يخشى من بعض مظاهر الطبيعة کالموج والرياح والمطر والرعد والوحوش ,ويمثل الوشم وکذلک الحناء ليس فقط وسائل للزينة, وإنما الزينة المرتبطة بالموروث والتقاليد کما تم الإشارة ,حتى صارت عادات شعبية لا غنى عنها لما تحمله من تاريخ وأساطير وحکايات تأصلت في نفوس الطبقات الشعبية والمتوسطة بصفة خاصة ,في کثير من دول العالم, وارتبطت بمعتقدات شعبية, حيث يعود الوشم إلى المجتمعات التى سيطر عليها السحر, التى تألفت من قبائل وعشائر صغيرة لکل منها رمزه الخاص من حيوان أو نبات أو أحد مظاهر الطبيعة التى ترتبط بها هذه العشيرة ,ويرى هذا الرمز مثبتا في أفراد العشيرة على أجسادهم وملابسهم ,وأغطية رؤوسهم, وأسلحتهم, وخيامهم, وتوابيتهم, وموتاهم, وما يملکونه من حيوانات ومتاع. وظل ذلک ممتدا ومزدهرا إلى القرن التاسع عشر وأوائل العشرين حيث يلاحظ أن غالب الأزياء المشتملة فى شمال افريقيا (المعني بالبحث) تستمد عناصرها الزخرفية والرسومات الهندسية في الغالب من أشکال الوشم ومنها الحروف الأمازيغية والتي تنطوي جميعها ضمن المکوّن الثقافي لأهالي تلک المناطق وميزنها بجمال خاص. (ياسين قاسمي- 4/2016).
مشکلة البحث:
 إن التناول المعاصر للتراث الشعبى في مختلف نواحيه هى إشکالية بحد ذاتها يحتاج تطبيقها عمليا إلى فهم عميق ودراسة واستيعاب لعناصره ومکوناته مع إضافات جديدة بإحساس الفنان المتعامل معها ,وبالتالى فهذا التناول يختلف من فنان إلى آخر أو من شخص لأخر, ومن هنا يمکن صياغة مشکلة البحث في التساؤلات التالية:
1- ما درجة تمثيل العناصر الزخرفية للوشم أو الحناء على الأزياء المشتملة في القرن التاسع عشر وأوائل العشرين في شمال افريقيا؟
2- ما الأثر الجمالى للعناصر الزخرفية للوشم أو الحناء على الأزياء المشتملة في القرن التاسع عشر وأوائل العشرين في شمال افريقيا؟
3- ما الإمکانات التصميمية لنماذج تاريخية من زخارف الوشم والحناء في شمال إفريقيا في مقترحات تصميمية زخرفية حديثة لأزياء معاصرة ومواکبة.
وقد أشار محمد الجزيراوى (2016) في دراسة الرموز ودلالتها في النسيج التقليدى بالجنوب التونسى إلى تأثير الحضارات فيها. وکذلک دراستى ( سعاد أحمد بوبرنوسة- 2005, 2006) في ليبيا التى تناولت الرموز والدلالات الخاصة لها على الحلى والملابس الشعبية في جبل نفوسة خاصة ,ودراسة سادات عباس محمد (جوانب من التطريز الشعبى في محافظة أسيوط- وأثر ذلک في مجال التربية الفنية- 1971) حيث تعرضت لزخارف ووحدات الوشم التى تستخدم للتطريز على الملابس أيضا, وبعيدا عن الأزياء فقد تناول حسينى على محمد علاقة الرموز الوشم بالفنون الأخرى وبرسوم الأطفال والبعد التاريخى في کل منها في (دراسة أوجه التشابه بين وحدات رموز الوشم الشعبى عند بدو الشرقية والرموز المنتشرة عند تلاميذ المرحلة الابتدائية بالمحافظة - 1973, ومرجعه (2013- رموز الوشم الشعبى – دراسة مقارنة).
ويتفق البحث الحالى مع الدراسات الأولى إلى الثالثة في تناولها للرموز على الأزياء الشعبية, وتختلف وتتميز عن کل الدراسات السابقة في تناولها التاريخى المنهجى ,وتطبيقها العملى للاستفادة من المخزون التراثى من تلک الرموز في تصميمات زخرفية على قطع ملبسية معاصرة
أهداف البحث:
1-دراسة لبعض النماذج التاريخية لزخارف الحناء والوشم في شمال إفريقيا ومن ثم دراستها على الأزياء المشتملة في القرن التاسع عشر وأوائل العشرين وأثرها الجمالى عليها.
2- اعداد تصميمات زخرفية مقترحة تتسم بالحداثة والمعاصرة مستمدة من النماذج التاريخية لزخارف الحناء والوشم, وتصلح للتطريز على قطعة ملبسية بما يحقق الجانب الجمالى فيها.
 أهمية البحث:
 1- تکمن أهمية البحث في إلقائه الضوء على زخارف الحناء التقليدية في المجتمعات من زاوية الاستفادة من العناصر الزخرفية التاريخية للحناء والوشم في مجالات التصميم والتطريز والحرف اليدوية والمشروعات متناهية الصغر وفتح آفاق عمل لشباب الخريجين کما يثرى مجال الزخارف الشعبية في هذه الصناعات .
 2- کما تأتى أهميته في توظيف تلک الزخارف الرمزية التقليدية في تصميمات زخرفية حديثة ومعاصرة. علها تساهم في تحويل عادات بعض المجتمعات من وشم الجسم والذى هو محرما في الإسلام إلى استغلال هذه الرسوم على الأثواب التقليدية والمتاع والمکملات فتتحول حرمتها عنه ويظل يستفيد منها وتؤدى لديه نفس الغرض من حرز وزينة وخلافه.
 3- کما يفيد الباحثين والدارسين في مجالات الأزياء التقليدية والتصميم والتطريز والصناعات الجلدية والإکسسوار وکل الصناعات الصغيرة في هذه المجالات.
مصطلحات البحث:
الوشم: و ش م : وَشَمَ يده من باب وعد إذا غرزها بإبرة ثم ذر عليها النئور وهو النيلج والاسم أيضا الوَشْم وجمعه وِشَام واسْتَوْشَمَه سأله أن يشمه وفي الحديث {لعن الله الوَاشِمةَ و المُسْتَوْشِمَةَ}(مختار الصحاح).
الوشم فن له دلالات عقائدية وفلسفية واجتماعية , يرسم بواسطة الإبر والمساحيق فيبقى على جسد الإنسان مدى الحياة, وهو محرم في الإسلام(•). ويرتبط الوشم فى شمال افريقيا بالأمازيغ.
الحناء: شَجرٌ وَرَقُهُ کورق الرُّمان وعيدانه کعيدانه ، له زهر أبيضَ کالعناقيد ، يتخذ من ورقه خِضاب أحمر ، الواحدة : حِنّاءة .( المعجم الوسيط).
الأزياء المشتملة: هى کل زى غير مخيط (في الغالب) وبدون أکمام دائما, ويرتدى بالالتحاف کالبطاطين والشيلان والبرانس وأغطية الرأس من الطرح.
 الأمازيغ أو البربر هم من الشعوب الأصلية التي تسکن المنطقة الممتدة من واحة سيوة شرقا إلى المحيط الأطلسي غربا، ويعتقد أنهم من السکان الأصليون لشمال إفريقيا[8]، ومن البحر الأبيض المتوسط شمالا إلى الصحراء الکبرى جنوبا، وهي المنطقة التي کان يطلق عليها الإغريق قديما باسم نوميديا
شمال افريقيا : وتقصد به الباحثة قاطنيه من القبائل التى تستخدم رموز الوشم والحناء في زخرفة أزيائهم المشتملة ,وهم ا(الأمازيغ): أو البربر (بالأمازيغية) هم من الشعوب الأصلية التي تسکن المنطقة الممتدة من واحة سيوة شرقا إلى المحيط الأطلسي غربا، ويعتقد أنهم من السکان الأصليون لشمال إفريقيا، ومن البحر الأبيض المتوسط شمالا إلى الصحراء الکبرى جنوبا (www.wikipidia.com)
ويوزعون جغرافيًّا بکثافة في کل من المغرب والجزائر، کما أنهم أيضًا يتواجدون بليبيا وتونس وموريتانيا ومصر أيضًا، بالإضافة إلى النيجر ومالي. ولا يعرف بالتحديد عدد السکان ذوي الأصول الأمازيغية اليوم في شمال إفريقيا بسبب تخالط العيش والأنساب بين المکونات العرقية المغاربية، وتقديريا فإن ثلث سکان المنطقة هم أمازيغيون, إذا تم استثناء مصر, التي لا توجد بها سوى نسبة ضئيلة جدًّا من الأمازيغ تنتشر بالحدود مع ليبيا. وتتعدد طوائف الأمازيغ بشمال إفريقيا، حيث لکل واحدة منها لغة محلية، فنجد الريفيين والسوسيين والطوارق والقبايليين وغيرهم من المجتمعات الأمازيغية. واللغة البربرية هي لغة السکان الأصليين لشمال إفريقية (تونس والمغرب والجزائر وطرابلس والصحراء والجزر المتاخمة لها). وأهمها اللغة القبائلية Kabyle والتماشکية Temachek، وهي لغة قبائل التوارج Touareg (الطوارق)
http://www.nouhworld.com/article.html)).
الحناء: اسم شائع لشجيرة صغيرة تستخلص صبغة من أوراقها. تنمو هذه الشجيرة في الأماکن الرطبة والموطن الرئيسي للحناء شمال إفريقيا, وجنوب غربي آسيا، وتحتاج لبيئة حارة ، لذا فهي تنمو بکثافة في البيئات الاستوائية لقارة أفريقيا. کما انتشرت زراعتها في بلدان حوض البحر ألبيض المتوسط وأهم البلدان المنتجة لها مصر والسودان والهند والصين. وهي تحمل أزهارا" صغيرة بيضاء أو وردية اللون لها شذىً وتتجمع على شکل عنقود. إن الصبغة ذات اللون البرتقالي المنتجة من أوراقها تستخدم کمادة تُکسبُ الشعر اللون المحمر. تستخدم النساء في البلدان الإسلامية هذه الصبغة لصبغ أطرافهم وأظافر أصابعهم وأجزاء من أقدامهم, أمّا عند الرجال فيستخدمونها لصبغ لحاهم. کما استخدمت هذه الصبغة قديما" لتخضيب الجلد وحوافر وشعر الرقبة للأحصنة .وينتمي نبات الحناء للفصيلة Lythraceae واسمه بالإنجليزية Henna ,أمّا اسمه العلمي فهو Law Sonia inermis (Catherine Cartwright-Jones- 2008-5). واستخدم الرجال الحناء في صبغ لحاهم., وبعض العلاج لدى کل المسلمين. ارتبطت الحناء منذ عصور الإسلام الأولى بالزينة المحللة للنساء والرجال على حد سواء, ,لذا ترتبط الحناء عند المسلمين بجانب من الفکر الديني ،فاستعمالها علاج وبرکة ورمز النماء والخير والتفاؤل وسنّة ،وإن النبي محمد صلى الله عليه وسلم قد استعملها للزينة والعلاج " وما شکا إليه أحد وجعا في قدميه إلا قال له " اختضب بالحناء " ،وکان إذا صدع غلق رأسه بالحناء وهو يقول : " إنه نافع بإذن الله من الصداع " ( رواه ابن ماجه في سننه). فقد کان للحناء مکانتها العالية تستعمل في الطب الشعبي ,وعند أطباء المسلمين, ذکرها ابن القيم وابن سينا وذکرها داود في تذکرته والموفق البغدادي. (أکرم قانصو- 1995- 24)
حدود البحث:
- الحدود المکانية : شمال إفريقيا.
- الحدود الزمنية: القرن التاسع عشر وأوائل العشرين.
- الحدود الموضوعية:
1- دراسة العلاقة بين الأزياء المشتملة وزخارف رموز الوشم والحناء التاريخية التقليدية.
2- وضع تصور لمقترحات تصميمية حديثة لأزياء معاصرة ومواکبة مستمدة من الزخارف التاريخية من الوشم والحناء في شمال إفريقيا.
منهج البحث:
يتبع البحث المنهج الوصفي لوصف وتحليل علاقة الأزياء المشتملة في القرن التاسع عشر
 وأوائل العشرين بالوشم والحناء.
أدوات البحث:
 استبانة (ملحق رقم1) أعدتها الباحثة لاستطلاع الرأى من الخبراء والمتخصصين فى قسم الملابس والنسيج لتقييم مجموعات التصميمات الزخرفية المقترحة وعددها (18مجموعة) وتحوى الاستبانة (7) عبارات کلها موجبة, واستخدمت ميزان تقدير ثلاثى (موافق- إلى حد ما- غير موافق).
 صدق الاستبيان: لقياس صدق الاستبيان من حيث اللغة والصياغة وملاءمة عبارات التقييم لما يراد قياسه (ملحق 2) ,تم عرض الاستبيانين على بعض الأساتذة بقسم الملابس والنسيج کلية الاقتصاد المنزلى– ج حلوان (ملحق 3) ,وقد تم حذف إحدى العبارات واستبدالها بأخرى ,بناء على رأى بعض المحکمين, ثم عرض الاستبيان في صورته النهائية على السادة المحکمين مرة أخرى حيث أجمع المحکمين على صلاحيتها, تم تحليل نتائج الاستبيان بترجمة العلامات التى وضعها الأساتذة المحکمون إلى نسب موضحة في الجدول کالتالى: (100% :80% موافق وتدل على تقدير عال- 60% :40% إلى حد ما ,وتدل على تقدير متوسط – أقل من 40% غير موافق وهو تقدير ضعيف).
 ولدراسة لبعض النماذج التاريخية لزخارف الحناء والوشم في شمال إفريقيا الموجودة على الأزياء المشتملة في القرن التاسع عشر ,وأوائل العشرين ,يجدر التعرف على الوشم والحناء في تاريخ شمال افريقيا وأثرهما الاجتماعى ,حيث تستعمل الحناء في جميع أنحاء أفريقيا، فى الدول المطلة على البحر الأبيض المتوسط والمناطق الصحراوية شمال وجنوبا على طول ساحل المحيط الأطلسي إلى موريتانيا ونيجيريا، وأسفل الساحل الشرقي على طول الطريق إلى جنوب أفريقيا(شکل 1). نبات الحناء هو الأصل في المناطق القاحلة وشبه القاحلة في هذه القارة، وربما کان ذلک منذ العصر الجليدي الأخير. أينما ينمو الحناء، فقد وجدت الناس الاستخدامات لها ,وذلک منذ العصور القديمة. تدل البرديات الأثرية في مصر على استعمال الحناء منذ العصر البرونزى, ولکنها لم تستعمل في السلالات المبکرة لتزيين الجسم ,بينما کانت في المملکتين القديمة والوسطى تستعمل لعلاج الأمراض الجلدية وتخضيب الشعر من الشيب وعند الموت واتخذوا عطرا" من أزهارها. کما, وقد عثر على مومياوات غُطيت بقماش مصبوغ بالحناء, وکان استعمال الحناء قبل حفلة الزواج تقليدا" فرعونيا .,واستعملت الثقافات الميسينية، والأوغاريتية(•)، شکل (2) ,والکنعانية وغيرها الحناء في شکل مبکر من ليلة الحناء بين 3500 قبل الميلاد ,والفترة الرومانية الأولى, والمينوية الثانية والفينيقية اعتادوا احتفالات الحناء کفن لتزيين الجسم عبر ساحل البحر الأبيض المتوسط في الحضارة البونية شمال أفريقيا کجزء من الدين وخصوبة الرجال. وهناک أدلة من مستحضرات التجميل والوشم وزينة الجسم في شمال أفريقيا قبل العصر البرونزي. واستمر استخدام الحناء والوشم فن الجسم المرأة في شمال أفريقيا عبر القرون, کانت نساء شمال افريقيا يستخدمن الحناء خلال الفترة الرومانية, وبانتشار الإسلام في شمال إفريقيا عززت تقاليد ليلة الحناء، واستخدام الحناء في الاحتفالات الاجتماعية الأخرى. کما مر فى مقامات الحريرى فى العصر الفاطمى( Catherine Cartwright-Jones-2008-5: 8).
 
الحناء في التراث الشعبي :
إن من التقاليد والعادات فى أغلب مجتمعات افريقيا وجنوب وشرق آسيا استخدام الحناء ,کما عرف العرب الحناء وأوردها الشعراء في قصائدهم, ,ويطلق على ليلة ماقبل العرس "يوم الحنة" لدى الشعوب الإسلامية في جميع أصقاع المعمورة مع اختلاف التسمية ,وفيه
يبرز دور الحناء في الزينة للعروسين من مختلف طبقات وفئات المجتمع ,إلا أنها تتجلى بوضوح شديد في الأوساط الشعبية .وقد سجل الأوروبيون أثناء استعمارهم لشمال أفريقيا تمثيل الحناء من الجزائر الفرنسية في عام 1835، "جون Algeroise" يوضح أنماط الحناء في القرن التاسع عشر، هذه الأنماط هي أکثر تعقيدا من أنماط أوائل القرن العشرين من قبل علماء الأنثروبولوجيا في المنطقة. وتطور أنماط الحناء قد تدهورت على مدى عقود من الزمن. وفى عام 1900م إلى 1925م، وثق علماء الأنثروبولوجيا بدقة الحناء والممارسات الشعبية الأخرى في شمال أفريقيا، بالترکيز على المناطق الريفية .حيث سجل أحد العلماء نماذج معقدة تتم في سلا ,وتطوان. ويبدو من المحتمل أن جزء من تلک النماذج من الحناء امتد للعائلات الأکثر ثراء وخاصة لحفلات الزفاف(Catherine Cartwright-Jones: Encyclopedia - History and Technique-2008).
 وذکر (الحسن الوزان- 1983- 64) أن من عادة هؤلاء النساء قبل العرس يخضبن بالحناء وجوههن وصدورهن وأذرعهن, وأيديهن إلى رؤوس الأصابع, فذلک مستحسن عندهن, وقد اتخذ العرب هذه العادة عندما انتقلوا إلى سکنى هذه البلاد الإفريقية, ولم تکن معروفة لديهم من قبل, ونساء الحضريين وأشراف البلاد, يستعملن خضابا مصنوعة من لوز العصفة والزعفران ,يرسمن بين الحاجبين شکلا مثلثا, وعلى الذقن شبه ورقة الزيتون.
 وأما الوشم فقد عرف منذ الأزمنة القديمة في مصر عند قدماء المصريين منذ ما يزيد عن ألفى عام قبل الميلاد، حيث وُجد على بعض المومياوات الفرعونية، کما استخدمه المصريون القدماء کعلاج ظنا منهم أنه يُبعد الحسد, (مجلة أفريقيا قارتنا- 2014- 1), وربطوه بدياناتهم واستخدموه أيضا للزخرفة والتجميل (برکات محمد مراد- 1965- 20). وکانت المرأة الفرعونية ترسم وشما أسفل الوجه وتحت الشفة وعلى ظهر اليد والرسغ. وجاء في المصادر التراثية أن المرأة السومرية اتخذت الوشم زينة لها منذ أکثر من 5000 عاما قبل الميلاد في وادى الرافدين وإبان الحکم الرومانى والعصر القبطى ظل فن الوشم المصرى .وبقي له رواسب في النفس البشرية حتى بعد أن تطور المجتمع الإنسانى, إلا أنه ظل متشبثا به ,رغم ما بلغه من تطور, لم يستطع أن يتحرر تماما من انفعاله وتأثره بما يحيط به من أسرار الطبيعة وأخطارها ,وما ورثه من معتقدات وعادات موغلة في القدم. وقد ورد ذکر الوشم في الأدبيات العربية قبل الإسلام وبعده ,کما ينتشر في الريف العربى کله. وبطبيعة الحال تختلف أنماط الوشم في إفريقيا من منطقة إلى أخرى، ومن قبيلة إلى قبيلة تبعا لاختلاف العادات والتقاليد والثقافات، ويختلف شکل ونوع الوشم الإفريقي إلى حد کبير عن غيره ,أما النساء الموريتانيات ,وکذلک في صعيد مصر، والسودان فتُعمدن للحناء باستخدامها کشکل من أشکال الوشم ,وتغلب صورة السمکة ,وتعني (المرأة) على ظاهرة الوشم في مصر کرمز للخصوبة والحماية. وفي الشمال الإفريقي يستمد الوشم عناصره الزخرفية من الکتابات البربرية القديمة التي ماتزال تدخل في الکثير من الصناعات الفخارية والجلدية والفضية، وواجهات المنازل ,ومفروشاتها الداخلية ,وزينتها في کل بلاد الأوراس الصحراء ,ووادي ميزاب ,وجبال عمورة ,وعند قبائل الطوارق والهقار(•). وتستعمل هذه العناصر نفسها ,والرموز في تزيين البيوت القديمة والريفية ,ووجوه الفتيات وأيديهن في ليلة العرس, ويستعملها قبائل الطوارق ککتابة لهم. وفي المغرب يتم تزيين وجه العروس ووشمه برموز کانت معروفة عند المغاربة منذ القدم ,وانتقلت إليهم عبر حضارة وادي النيل ,ومن الثقافات الآشورية والکلدانية التي کانت سائدة في وادي الرافدين حيث تأصلت هناک وتطورت وتجسدت في أشکال مختلفة من الوشم من أهمها) ضوء الشمس، ونور القمر، والنجوم ( مجلة أفريقيا قارتنا- 2014- 1: 3). فهو يأخذ أشکالا هندسية وأشکال الزهور والرياحين ,ومنها ما يأخذ شکل البروج والکواکب والهلال والقوس (برکات محمد مراد- مجلة التقافة الشعبية – ع3- 1965- 20). کما عرفت تونس وبقية بلدان المغرب العربى فن الوشم الذى ظهر قديما فى دول شمالى افريقيا (شکل رقم 3 ). واستمر مع القبائل البربرية والسکان المسيحيون خلال القرن السابع الميلادى, إلا أنه قل کثيرا بعد مجىء الدين الإسلامي (أکرم قانصو- 1995- 24).
 
شکل (3أ, ب, ج) رسوم من الوشم والحناء فى تاريخ شمال ارفيقيا توضح أشکالا منها المعين بمعانيه المختلفة - المصدر : Catherine Catherine Cartwright-Jones-The Henna Page “HowTo” North African Henna is provided free-2006, 2007, 2008,-p5 Harquus -vol2-p28 وهناک أشکالا أخرى ملحق 4
کما استخدم کتعويذة ضد الأرواح الشريرة ,ووقاية من أضرار السحر فقد عُثِرَ على موميات تعود إلى العصر الحجري الحديث والتي تثبت الممارسات القديمة للوشم الذي استُخدم کذلک لتحديد الانتماء القبلي وتمييز مجموعة بشرية معينة عن غيرها .وظل ذلک التقليد إلى الوقت الحاضر فى کامل القبائل البدوية فى شمال افريقيا تؤکد ذلک (عبير ابراهيم- 1999- 76) حيث تذکر أن الرموز والوحدات التى تسجلها الإعرابيات فى الشرقية أصبحت شارات للتمييز بين أفراد القبيلة الواحدة ,أو القبائل المجاورة أو الانتماء لفئة أو مذهب معين. ويرجع الوشم في الحضارة الأمازيغية لعشرات القرون قبل الإسلام والمسيح, ويوجد فيما تبقى منه عند سکان منطقة المغرب القديم ,کل الرموز والأشکال المشترکة بين المنحوتات والمنقوشات ظل أثرهم في النسيج وزينة الماعون المصنوع من الطين والمزخرف بالصبغة والزخارف الموجودة في العمارة والبناء والحلي وأغلبها أشکال هندسية مثل المثلثات والدوائر والجريد المبسط والزوايا ,وتأخذ عدة أسماء مثل (الدقاقة والفولة وعين طير والجريدة والخمسة والنخلة والفکرون والورقة والمحزمة والثلوثي والعياشة والسيالة) (http://www.nouhworld.com/article.html)
 وللإجابة على تساؤلات البحث: بالنسبة للتساؤل الأول والذى نص على : ما درجة تمثيل العناصر الزخرفية للوشم أو الحناء على الأزياء المشتملة في القرن التاسع عشر وأوائل العشرين في شمال افريقيا؟
 يعتبر الوشم والحناء تقليدا طقوسيا عريقا وموغلا في الثقافة الأمازيغية، وغالبا ما يرتبط الوشم بالنظام القيمي أو الثقافي لدى المجتمع الأمازيغي الذي مارسه، أو بتقاليده ومعتقداته وديانته، فالإنسان الأمازيغي في عالم من الرموز والعلامات يقصد بها التأکيد على انتمائه إلى هويته الأمازيغية المنتشرة في الجزائر والمغرب وتونس. وقد حفلت الأزياء التقليدية خاصة النسيج من بطاطين وشالات بالرموز من الوشم والحناء ,فتلک الرموز أساسية في حياة البربر في کل مناحى حياته يستخدمها للوقاية من العين الحاسدة والشريرة ,ولما أباد الإسلام عادة الوشم بالتحريم وجدت المرأة البربرية المخرج لذلک بإحلال رموز الوشم إلى المنسوجات التى ينسجونها والحلى والحناء (AMELTAFSOUT- 2003 ) کما أن رموز الوشم من مصادر الفن الشعبى الزخرفى (سامى بخيت– 2013- 140), وهذا يفسر ما وجدته الباحثة من أن رموز الوشم والحناء عند البربر عديدة تفوق الحصر ,ومنها رموز تتولد عن أخرى ,کما أن منها رموزا تتعدد معانيها, وتختلف تبعا لذلک المنسوجات من منطقة إلى أخرى، ومن خلال التصاميم والألوان المستخدمة، ويمکن تحديدها وربطها بمنطقة جغرافية محددة. وتشير التصاميم البربرية أنها مجموعة متنوعة غنية من الرموز المستغربة، على الرغم من أنها تستخدم المفردات التي تتکون من أشکال هندسية بسيطة، مثل المثلثات والمعين والزجزاج والنجوم والصلبان والأقواس, فقد مزج الفنان البربرى الرموز الإسلامية ,والرموز من الثقافات الأفريقية الأخرى مع المفردات الخاصة بهم لخلق تناغم من المعانى المتفردة . وبالنسبة للمغاربة، تمتلک بعض التصاميم الطاقة والقوة، لتوفير الحماية ضد قوى الشر. رغم أن طبيعتها مجردة للغاية, تمکنهم من تجسيد مجموعة واسعة من المعاني التي تتسم بالمرونة والسجاد کان الوسيلة السهلة لنشر تلک الرموز(Urban Textiles and costumes).
 ,ففى النسيج فى جبل نفوسة بليبيا الفتيات الراغبات في تعلم رقم النسيج يتم تأهيلهن کمحترفات لهذا العمل الفني الدقيق ،وحولي (تلابات) بمنطقة القلعة بجبل نفوسة تحمل هذه النقوش الموروثة من الوشم (ابراهيم بن عمران- 05/09/2014 ). واستخدم الأمازيغ الوشم تعبيرا عن الانتماء والهوية، فضلا عن دلالات دينية تبعد الحسد والأرواح الشريرة وتجلب الحظ السعيد کما سبق الإشارة , ومنسوجاته من خلال ما تحمله من رموز مجالا خصبا لإظهار المعتقدات التى يؤمن بها المجتمع فهى مرتبطة بالعادات والتقاليد المحلية ودلالتها على الانتماء القبلى يعد کنزا إشاريا يحمل جزء من الذاکرة الشعبية. فالمثلث من الرموز (موتيفة) المستعملة لدى الأمازيغ فى أنسجتهم وتطريزهم ,وحليهم. فرمز علامة (+),(شکل رقم 4) التي تعني حرف تاء في الأمازيغية، وهو اختصار لکلمة (تامطوت)، أي الأنثى الجميلة، وهو ليس صليبا کما يعتقد البعض (العرب- 2015- 20).
 وترى الباحثة أن هذا الرمز للغرزة المتقاطعة المنتشر عند بدو مصر فى صحاريها فى سيناء وعرب الشرقية والواحات يحتمل أن تکون کلها متصلة بذات المعنى على الرغم من معرفة مصر للرمز کغرزة من القبائل الکنعانية النازحة من فلسطين حيث يؤکد هذا التفسير أن الجنس البربرى تشکلت أصوله في القرون الماضية من الليبيين الذي کانوا يقطنون إفريقيا الشمالية منهم من ينتمي إلى الکنعانيين الذي قدموا من الشرق ،مطاردين من اليهود(أحسن دواس- 2007).
 وتذکر (سعاد أحمد بوبرنوسة- 2005) أن الفن الأمازيغي يستمد نماذجه من أشکال هندسيَة تجريدية منذ أواخر العصر الحجري الحديث, ونتج عن إفراط الفنان الأمازيغي في التجريد في تلک الحقبة أن طور الحروف الکتابية تدريجيا تلک الحروف– التي اصطلح على تسميتها بالحروف الليبية- انتشر استخدامها في الشمال الأفريقي (من موريتانيا حتى واحة سيوة) مع القرن الثالث قبل الميلاد حتى دخول الإسلام، وواکبت استعمال الإغريقية والرومانية، واللاتينية البيزنطية. وداومت على البقاء کحروف للکتابة حتى الآن عند التوارق (أمازيغ الصحراء الکبرى). ومع بداية الألفية الأخيرة انحدرت الحروف الليبية من رموز للکتابة, لتصبح زخارف تجريدية مقدسة تدخل في طيات مختلف الشعائر والطقوس، وتزين جدران البيوت والملابس والحلي ووحدات الوشم, مما يدلل کما ترى الباحثة على درجة تمثيل تلک العناصر الزخرفية على الأزياء المشتملة فى شمال افريقيا منذ القرن التاسع عشر ,وما قبله وما هو واضح من اللوحات (2: 22).
 
 وهناک علامة زخرفية منشرة في نقش النسيج الصوفي تأخذ شکل (الزجزاج) (شکل 4) أو الموج الذي يذکر برمز الماء في الکتابة المصرية القديمة ,ويسمى (بريد ن تليـفسـا) أو( طريق الأفعى)(لوحة 1, 2). وهي زخرفة منتشرة في النقوش الليبية منذ العصور الکلاسيکية، في زخارف الثياب والوشم وزينة الزخارف المعمارية في منطقة التخوم (سعاد أحمد بوبرنوسة- 2006). وذلک النقش يلاحظ وجوده على کل ملابس البدو وبسطهم والأکلمة من کامل شمال افريقيا شاملا بلاد المغرب القديم ,وصحارى مصر الغربية والشرقية والجنوبية. وشکل الخطوط المتکسرة رمز للعين الواقية في عدد من حضارات البحر الأبيض المتوسط, والحضارة الفينيقية في شمال افريقيا ,ولقد استخدم هذا الخط المتکسر في النسيج الشعبى, وکذلک التطريز ونقوش النسيج والأبسطة والأکلمة والمصاغ وغيرها (حسينى على محمد- 2013-212, 13).
معانى بعض الرموز من الوشم والحناء عند البربر من شمال افريقيا
الرمز  ما يعنيه ويرمز إليه

 
هى رموز من الحروف الأمازيغية على الترتيب الأول والثانى صور من حرف T والثالث , z,والرابع والخامس صور من حرف ال f .


 ,   
 الأول يرمز إلى الشمس ,والثانى يرمز إلى السماء في الحروف السومارية القديمة, أو المجرات السماوية بشکل عام لدى البربر ويکثر استخدام بدو سيوة لهذا الرمز في تطريزهم على الأزياء التقليدية کما هو
ثابت وأما الدائرة فهى ترمز للقمر.
  ,  ,  
وترمز على التوالى إلى النخلة, شجرة السرو, شجرة الزيتون والأخير نبت صحراوى.
1
 


1- أشکال من المعين ترمز إلى العين أو الحجاب أو شجرة الرمان.

 

2- المعين له ثلاثة أشکال ورموز, فالأول وحدة العقرب وهى وحدة زخرفية منتشرة فى صعيد وصحراء مصر الغربية أيضا - والثانى يرمز إلى العنکبوت -والثالث إلى الضفدع. وکلها لدرء العين الحاسدة والشريرة.


3- رموز لرمش العين والعين أيضا بداخلها رمز القمر .


4- رموز للعين والقناع والأول بداخله قمر أو نجم.
2

3

4

 
 وکلاهما يرمز إلى المشط المستخدم في عملية النسج.

 
يرمز للهرم والمثلث أو الحجاب ويأتى بأشکال مختلفة. وتکراره هکذا يدل على المحاصيل الجيدة والوفيرة ويوجد بکثرة لدى شمال افريقيا من تونس وليبيا والمغرب ,وفى مصر يکثر استخدامه على الأزياء والمکملات في سيوة.
  
خمسة اليد مثبتة على الجريدة أى النخل وتنتشر في الجنوب من تونس.
 
رمز يجمع بين حرف الل T, طريق الأفعى أو الماء أو السلطعون (الکابوريا) ,والنقطة وحرف الf
 .  

رمز لزواحف صحراوية کالبرص والسحلية والعقرب, والثانى الثعبان, والثالث برج العقرب.
 
 
بعض من الرموز الأخرى منها الزجزاج فى المنتصف والنجوم أسفل.

 
شکل (4) جدول يوضح بعض من رسوم من الوشم فى شمال أفريقيا وما ترمز إليه المصدر: www.encyclopedieberber.com, www.pinterest.com.
وفى تفسير لبعض الرموز المستخدمة في النسيج الأمازيغي: تذکر (سعاد أحمد بوبرنوسة - 2006) أنه بعد توثيق وتصنيف أغلب الزخارف الموجودة في النسيج الخاص بمنطقة (فساطو) فى ليبيا تبين أن معظم الأشکال هي عبارة عن (أيقونات نباتية حشرية وحيوانية ) مرتبطة بالعبادات التي کان يمارسها أمازيغ جبل نفوسة ,وأن بعض هذه الزخارف خاصة بإلاهة لديهم من رموزها (النخلة- الحمامة – السمکة – ثمر الرمان) ,وقد تکررت هذه الرموز في عينات النسيج المختلفة التي يستخدمها أهل المنطقة في طقوسهم. وکانت تعبد في قرطاج منذ القرنين السادس والخامس ق. م ,وقد استمرت عبادتها حتى القرن الثالث ميلادي في شمال أفريقيا واسبانيا .
(نانا مرارا) حشرة يعتبرها سکان جبل نفوسة مقدسة (لوحة 1) تکثر في الربيع وأول الصيف وتسکن على سيقان وأوراق نبات مقدس أيضا. ويعتقد أهل الجبل أنها هي التي علمت الجدات القدامى حرفة النسيج، وموضوع تقديس الحشرات کان شائع في الحضارات القديمة ,حيث وجد في بعض النقوش التي خلفها الفراعنة ما يؤکد ذلک. من الحشرات أشهرها (الجعـل) الذي يکثر في ليبيا , وقد اعتمد المصريون القدماء حشرة (الجعل) قبل حوالي خمسة آلاف عاما, رمزاً للإله رع ( سعاد أحمد بوبرنوسة- 2006).
 
 ورموز شکل المعـين ويسمى (عين الحمامة) وهى الوحدات الثلاث الأولى في لوحة (3) ,شکل (4) وتسمى زخرفة حب الرمان أو الحجاب ,وهو يرمز في مدينة طرابلس إلى ثمرة الرمان، حيث يوجد کوحدة زخرفية في رداء الحرير المسمى (رداء حب الرمان)(•) .ووجدت أيضا في مصر في العصر القبطى (سامى نجيب- 2013- 98) ,کما تشير (عبير ابراهيم- 1999- 65) إلى استخدام بدويات الشرقية المعين لزخرفة أزيائهن الخاصة و(القنعة) من أغطية الرأس لمنع العين الحاسدة وتجنب شرها ,وکذلک في الکليم والحصير ,وهو الشکل الهندسى للعين ,وشکل المعـين کما تذکر (سعاد أحمد بوبرنوسة - 2006) هو رمز کوني قديم يرمز إلى أيقونات الإخصاب المتعلقة بالمرأة. يستخدم رمز (حب الرمان) بکثرة في مدينة طرابلس في نوع من الأردية الحريرية ونفس النقش يستخدم في النسيج في (فساطو) ولکن يطلق عليها الحجاب، ويرجع ذلک إلى ثمار الرمان التي هي رمز لسيدة الخصب (تانيت) ,وقد وجدت بکثرة على شواهد القبور في ليبيا، کما زخرفت النساء في غدامس بيوتهن بثمرة الرمان کرمز للإخصاب.
 ويحتاج إعداد النسيج أي نوع من النسيج وزخرفته ونقشه إلي أرقام وأعداد تتعاقب بانتظام والسيدة التي تتقن فن الرقم هي التي لديها القدرة علي حفظ تلک الأرقام المتکررة بتشابه کبير لدرجة يصعب حفظها والتي تترجم إلي نسيج ونقش وبعد ذلک تحولت أعداد وحسابات هذه الزخارف إلي تعاويذ سحرية وارتبطت بأسماء تتکرر وفقا لنظام ثابت تتوارثه الأجيال لهذا يلاحظ اختلاف  الزخارف النسيجية (تکلاين) من منطقة إلي أخري في ليبيا أيضا, کما في تونس والمغرب ,وکذلک بين قبيلة وأخرى. والتکرار معروف منذ القدم مرتبط بطقوس إنجاز السحر والصلوات الدينية. وکذلک تکرار الأدعية الدينية کما هي في الوثنية والسماوية يؤکد فعاليتها وضمان إنجاز مقصودها أن کافة الأدوات والمواد المستخدمة فى صناعة المسدة ذات صبغة سحرية مثل غزل الخيوط ,وکذلک صباغتها ,وهناک ألوان سحرية مثل الأحمر ,والأزرق المستخدم فى الزخارف النسيجية ,وهذه الزخارف عبارة عن حرز أو حجاب لصيانة من يلبسها من أذى الأعمال السحرية, أي من الممکن القول أن الزخارف والنقوش ليس الهدف منها لتزين الملبوس ,وإنما هي تعاويذ للحماية من الشرور ,والأمراض وتختلف هذه الزخارف من منطقة إلى أخرى في جبل نفوسة (لوحة 4 أنواع من الحولى المزين بزخارف من لوحة 3)( سعاد أحمد بوبرنوسة - 2006).
 
لوحة (3) أشکال للزخارف النسيجية في جبل نفوسة بليبيا الثلاث الأولى منها لشکل المعين أو الرمان أو الحجاب
حسب المنطقة-وکذلک في الصف الرابع منها وأما الأخير فشکل المثلث المصدر(سعاد بوبرنوسة- 2006).
 
لوحة (4) نساء من ليبيا يرتدين حولى المناسبات من الصوف الأبيض أو البنى ,وأطرافه مزينة بزخارف النسيجية
من لوحة (2) في جبل نفوسة بليبيا المصدر(سعاد بوبرنوسة - 2006).
 وفى مصر في الشرقية هناک تقارب بين بعض الوحدات الزخرفية في الحصير الخاص بالمحافظة ,وبين الوشم المنتشر بها ,وأساليب التطريز على أثواب الإعرابيات يذخر بوحدات من موضوعات الوشم أو وحداته (لوحة 5) تحوى شکل المعين کما هو من رموز الوشم في شمال افريقيا (شکل 4).
 
 وفى مجال التطريز يظهر في مشغولات التلى بأسيوط العديد من وحدات الوشم الشعبى (حسينى على محمد- 2013- 226). ويضيف أيضا (حسينى على محمد- 2013- 219) عن (westermark) عالم أنثربولوجى أوروبى أن الوحدات الزخرفية القائمة على أساس هندسى منتشرة فى بعض أنواع الملابس فالسکان البربر الذين يقطنون أعالى جبال أطلس, يرتدون معاطف تتميز بأنها موحدة اللون, فيما عدا رقعة کبيرة من الظهر نسجت بلون برتقالى أو أحمر أو أصفر على هيئة عين, يتوسطها تطريز عرضى يمثل إنسان العين(لوحة 6, 7) ,فمن عادات سکان الجبال فى المغرب أنهم يطرزون ظهر معاطفهم بألوان زاهية بوحدة کبيرة تمثل عينين واقيتين. ويظهر فى اللوحتين ترجمة لذلک ,وهى عباءة أکييف (برنس) للرجال البربر واليهود أيضا ,وتستخدم البرانس عادة الملابس الرجالية التقليدية الخارجية في شمال غرب أفريقيا ,أنها تناسب جميع أنواع النشاط في حين يغطي الجسم وفقا للتقاليد الإسلامية ,وهو ممتد من الکلاميس من العصر الرومانى ويعود إلى 1800م, ويصنع من شعر الماعز والصوف والقطن والحرير وغالبا ما يتم الجمع بين نسيج القباطى والبروکاد(الديباج) ( Urban Textiles and costumes,حسينى على محمد- 2013- 220, 21),کما يلاحظ الأشکال الهندسية کالمعين والمثلث والخطوط المتکسرة فى نسيجه وزخرفته .
 
 وفى الرموز الشعبية العربية في شمال افريقيا يرمز أحيانا إلى العين الواقية بشکل المثلث (شکل 4), وقد يکون هذا الإيجاز في التعبير عن العين راجعا إلى لزوم التکييف بإمکانيات النسيج ,مما يضطر الوحدات بالالتزام بالطابع الهندسى, غير أن المثلث الذى يکثر في النسيج سرعان ما يحور ويصبح مجرد خطين متقاطعين کرأس مثلث ليست له قاعدة واکتفى بوضع نقطة مکانها, کما ترسم ثلاث إلى ثمانى نتوءات لکل ضلع ,وهو يرمز إلى العين الممثلة في النقطة أو الفراغ المثلثى الشکل ,وترمز النتوءات الصغيرة لرموش العين ,وتکثر هذه الأشکال في وحدات الوشم عند نساء البربر ,کذلک تستخدم في مجال التطريز وأشغال الإبرة وحليات السجاد والکليم ,وأحيانا ترى النتوءات في بعض حليات النسيج دوائر متراصة أو غير ذلک من تصرفات تتفق وإمکانيات کل نوع من النسيج وتعتبر في جملتها تحول في شکل المثلث (حسينى على محمد- 2013- 220, 21) کما توجد في زخارف الحناء (Catherine Cartwright Jones ..Henna is provided free).
 يعزى (محمد الجزيراوى - 2016) رموز المثلث والمعين إلى أنها رموز معروفة لدى البربر السکان الأصليين, والمثلث کما هو معروف عند کل الشعوب يرمز للعدد ثلاثة ,والمثلثين متقابلى الرأس هو رمز (إيدک فى إيد أخوک) وتراها الباحثة حاضرة بقوة فى تاريخ البدو المصرى فى صحارى الواحات الغربية کسيوة ,وأيضا النوبة ,وإن کان متساو الأضلاع فيرمز للسمو والانسجام, وإن کانت قمته لأعلى فهو يرمز للنار والذکورة ,وإن کانت لأسفل فيرمز للماء والأنوثة, أما المعين فهو رمز الأنوثة عادة ,عندما يکون ممدد الشکل يدل على التواصل والتبادل (کما توضح الصورة أقصى اليسار الصف قبل الأخير فى اللوحة 3) ,وأما الرسوم الهندسية المختلفة فهى من تأثير حکم الأتراک ,بينما الرسوم الآدمية والحيوانية فترجع للفخار الإغريقي فى ضفاف البحر المتوسط. وتظهر اللوحات (8: 10) زخارف هندسية تعتمد على المثلث والمعين , الأوليان برانس (أکيف) من القرن التاسع عشر من المغرب صنعت من الصوف السميک الخشن ,أولهما بنى مشغول بالخيوط الصوفية البيضاء وبه (رقعة العين الخلفية المميزة له) ,والآخر من الصوف الأبيض بلونه الطبيعى مطرز بخيوط صوفية ملونة غالبها الأصفر والأخضر والبنى, کلاهما تزينه وحدات رمزية منها المثلث والمعين ذو المعانى المتنوعة بالأشکال المختلفة مما هو موجود في شکل (4), وأما اللوحة (10) فهى لمقنعة من الصوف الأسود ,وهى غطاء الرأس الذى ترتديه النساء في المناسبات ميت بره- قويسنا منوفية- مصر ,تحمل رموزا من التطريز الملون ,من المثلثات والوحدة التى فيها مثلثين متقابلين من الرأس ,کما في شکل(4).
  

لوحة (8) أکييف أو عباءة (العين الحمراء) برنوس من المغرب جبال أطلس القرن التاسع عشر من الصوف البنى السميک مطرز بخيوط صوفية بيضاء, بوحدات رمزية منها المثلث والمعين مما هو موجود في شکل (4) المصدر (.Gabrel Rousseau- 1938), Jean Besancenot-1990)

 لوحة (9) أکييف أو عباءة (العين الحمراء) برنوس من المغرب جبال أطلس القرن التاسع عشر من الصوف الأبيض بلونه الطبيعي السميک مطرز بخيوط صوفية ملونة غالبها الأصفر والأخضر والبنى ,بوحدات رمزية منها المثلث والمعين بأشکال مختلفة ترمز إلى رموز مختلفة أيضا مما هو موجود فى شکل (4) المصدر (.ورمش العين , شکل الأفعى أو طريقها على الذيل Gabrel Rousseau- 1938), Jean Besancenot-1990) لوحة (10) مقنعة غطاء رأس من ميت بره - قويسنا- منوفية – مصر تحمل رموزا من المثلثات وشکل مشط النسيجٌ) في مثلثينٌ متقابلينٌ من الرأس کما في شکل (4) والمعين والمثلث المصدر: إيمٌان محمود عرابي أحمد عن الإخباري حمدي سالم حسن: المأثورات الشعبيةٌ
2449/11/24 م


وغالبا ما تصنع تلک الأردية الملتحفة من الصوف وخاصة الأبيض ثم يصبغ بالأسود, وتطرز بالخيوط القطنية غالبا البيضاء التى تترک على لونها الطبيعى ,بأشکال هندسية متنوعة غالبا ما تترتب فى مرکز القطعة ذات الشکل المستطيل ,وعلى أطرافها بحيث تکون مرئية على الرأس والظهر عندما تغطى به المرأة المتزوجة نصفها الأعلى عند بعض القبائل ,وکامل بدنها عند البعض الآخر ,تبعا لطريقة الارتداء (لوحة 11 السيدة على اليسار) ,(اللوحات11: 16) من شمال افريقيا ,وحدة المثلث والمعين هى الأساسية کما أشار (الجزيراوى) فى الزخارف وتتنوع فى ترتيبها وترکيبها بشکل فيه ابداع وجمال واضح رغم بساطة وحداته, وهى شالات من الجنوب التونسى ,وتسمى (مقدال) من أواخر القرن التاسع عشر ,مصنوعة من جميعها من الصوف عدا لوحة (15) من القطن ,وألوان الشالات الأحمر يرمز فى تونس إلى الفرح والسعادة والحب, وهو لون مخصص للعروس(محمد الجزيراوى - 2016) ,و(المقـــــــــــدال) من المنسوجات التراثية ،تصوغها المرأة البربرية بخيال بديع ومهارة يدوية عالية ,وألوانه أحمر أو أخضر، وهو قطعة تبرز التطريز البربري ويحمل کثيرا من الرموز الجمالية في تلک العصور الغابرة إلى العصر الحاضر، وتعرف أيضا (بالکتتفية) المطرّزة، تضعها المرأة البربرية على کتفيها بمناسبة الأعراس والحفلات مع (الحرام) التونسي أو (الملية) بالجنوب(http://lastora.com/vb/showthread.php?t=2819 ). ,وأما الشالات فى لوحة (12) فالأول بلون الصوف الطبيعى ,کما فى برنوس المغرب لوحة (9) ,ومطرز بوحدات صغيرة بألوان مختلفة بين القاتم والأبيض فى صفوف يفصلها خطوطا عرضية ,والثانى لونه أزرق تترکز الزخرفة فيه فى الوسط وعلى الأطراف, بينما (لوحة 15) شال وبطانية (حولى سواقى يسمى (تدورى)) يرفع طرفه على الرأس ,وهو زى قديم للعروس فى قرية (تمزرت) طوله 5م ونصف وعرضه 140سم ,الوحدات مطرزة فيه فى تکوينات زخرفية متقنة وبديعة, وجميع الشالات طرزت بخيوط القطن ذات اللون الأبيض ,وبأساليب مختلفة ووحدات رمزية تعتمد على المثلث والمعين مما هو موجود في شکل (4).وفى لوحة (14) يلاحظ إضافة إلى الشال الأحمر آخر تحته أسود هو طرف للحولى الأسود الذى ترتديه ومطرز حواشيه بالخيوط القطنية البيضاء ما أعطى تضاد بديع فى تناسق الألوان والتطريز. وأما لوحة (16) فهى لنساء من واحة سيوة بصحراء مصر الغربية(•) يرتدين ملاءات (زرقاء فاتحة اللون) مطرزة على خط الوسط بالعرض بوحدات المثلث والمعين (المسمى بوحدة البرج) مما هو موجود في شکل (4)
 
لوحة (11) شال وبطانية أواخر القرن التاسع عشر من الصوف الأحمر المطرز بالخيوط القطنية البيضاء الجنوب التونسى مطرز بوحدات رمزية منها المثلث مما هو موجود في شکل (4) المصدر(www.pinterest.com.)
   
اللوحتان (12) ,(13) شالات من الجنوب التونسى القرن التاسع عشر من الصوف الأول بلون الصوف الطبيعى والثانى بلون أزرق والثالث بلون أحمر وتطريز بخيوط القطن البيضاء في الثانى والثالث مطرزة جميعها بأساليب مختلفة وبوحدات رمزية منها المثلث والمعين مما هو موجود في شکل (4) المصدر(.Aziza Ben Tanfous - 1978)
   
اللوحتان (14),(15) شالات أواخر القرن التاسع عشر ا من الصوف الأحمر والأسود المطرز بالخيوط القطنية البيضاء الأسود بطانية (حولى) من اللون الأسود يرفع طرفها على الرأس تحت الشال الأحمر, لوحة (15) (حولى) من القطن من اللون القاتم يرفع طرفها على الرأس من الجنوب التونسى کلاهما مطرز بوحدات رمزية منها المثلث مما هو موجود في شکل (4) المصدر Aziza Ben Tanfous - 1978)


من کل ما سبق عرضه تتضح درجة تمثيل العناصر الزخرفية للوشم أو الحناء على الأزياء المشتملة في القرن التاسع عشر وأوائل العشرين في شمال افريقيا ,ودلالاتها الرمزية ,مما يجلى أهميتها على الأزياء الشعبية التقليدية للشعوب في شمال افريقيا ,وتفاعلاتهم مع البيئة والمعتقد وتأثيرهما القوى في ذلک وفى کل ممارسات الحياة.
 
لوحة (16) نساء من واحة سيوة بصحراء مصر الغربية يرتدين ملاءات (زرقاء فاتح) مطرزة على خط الوسط بالعرض بوحدات المثلث والمعين (المسمى بوحدة البرج) مما هو موجود في شکل (4) المصدر: www.pinterest.com.
 وللرموز (الزخارف) مسميات محلية في تونس وشمال افريقيا کله بشکل عام مثل: (فول- هلال– حوت- خمسة (بضم الخاء)). والخمسة والحوتة للوقاية من العين (محمد الجزيراوى - 2016) ,توجد تلک الوحدات الزخرفية ,کذلک فى التطريز على الأزياء التقليدية للعروس في واحة سيوة بصحراء مصر الغربية (لوحة 17) ,وغيرها من الوحدات المعروفة في شمال افريقيا, مثلا
 
لوحة رقم (17) شال (طرحة طرقعيت) القرن التاسع عشر من الصوف الأحمر من تونس مطرز بوحدات رمزية مما هو موجود في شکل (4) المصدر www.pinterest.com.
 (مشط (بضم الميم) وهى آلة تسريح الخيوط أثناء عملية النسج ومستوحى من أحد الحروف الأمازغية وهو شکل متعارف عليه في الثقافة الفنية الشعبية وکثير التداول في التشکيل الشعبي الأمازيغي البربري، حيث يوجد في منسوجات "حرير البسکري" بجربة (ياسين قاسمي- 4/2016). ويلاحظ وجودها فى البطانية (الشال) فى لوحة (18) من القرن التاسع عشر من الصوف الأحمر المخطط من تونس والمغرب أيضا, مطرز بوحدات رمزية مما هو موجود في شکل رقم (4), کما يوجد فى لوحة (10) من مصر ,ويختلف عدد وترتيب تلک الرموز على القطعة الملبسية من قطعة إلى أخرى باختلاف القبيلة أو العروش أو القرية, کما تختلف فى عددها فى القبيلة الواحدة ,من عرش (بيت أو عائلة) لآخر ,فهى تدل أساسا على الانتماء الاجتماعى للمرأة ,سواء للسکان المستقرين فى القرى أو الرحل فى أعماق الصحراء, ورموز السمکة ترمز للحياة والخصب فى بلاد المغرب فوجودها على ثياب العروس تعنى آمال أسرتها فى خصوبة ابنتهم (محمد الجزيراوى - 2016), کما لها ذات المعانى في صحارى مصر ,وريفها يلاحظ وجودها على الشال(طرحة- طرقعيت) الخاص بالمناسبات في سيوة مشغولة فى صفوف بالأزرار الصدفية أو الترتر ,وعلى أزيائها التقليدية بشکل عام ,وحدة أساسية في التطريز إلى جانب وحدات أخرى کما ذکر آنفا ,وهى رمزً من رموز المسيحية ,وتوجد بکثرة في المقابر المسيحية الليبية وتستخدم السمکة کنقش في زخرفة النسيج في جبل نفوسة بليبيا والأسماک کموضوع محبب في الطقوس کان يرى فيها رمز الوجود المتجدد على الدوام لکثرة تناسلها.
النجمة: تظهر النجوم في ليبيا في لوحات الکهوف ,وفي الوشم وزينة العمارة ,کما وجدت منها نماذج کثيرة في النسيج النفوسي. ولم تقتصر النجوم على الزخرفة والزينة، ولکن وجدت مع شعائر الإخصاب والحصاد في الإقليم الطرابلسي بشکل عام (شکل4).
وأما العقرب فهو للحماية من السوء والعين الحاسدة ويقى من الأفعال الشريرة (محمد الجزيراوى - 2016). وتحمل الأزياء المشتملة اللوحات (19: 21) أشکالا رمزية مما هو موجود في شکل (4).
النخلة: تذکر (سعاد أحمد بوبرنوسة - 2006) أن وجودها قديم جداً في ليبيا ,وتعتبر من رموز آلهة الإخصاب ,وجد نقشها في اللوحات الصخرية ,وکـوشم على أجساد الليبيين في زمن الفراعنة وجدت نقوشها في بعض المقابر القديمة. وسواء کان وشما أو نقشا زخرفيا على الصخر أو الطين أو رقشا على النسيج أو القماش. فهى تعتبر تعويذة وفألا حسنا للشخص الذي يحمله، يطيل في عمره ليصبح مثل عمر النخلة وله إنتاج من الذرية ,وهناک اعتقاد بأن النخلة أطول الأشجار التي تنبت في المنطقة عمرا ,ومن يرسمها على جسمه أو ملابسه ,فسيکون عنده صبر طويل ,واحتمال عجيب لکل الظروف. والليبيون القدماء قدسوا النخلة لأنها ساعدتهم على الصمود في وجه الطبيعة القاسية في تلک الأيام التي کان فيها تفکير الإنسان محدود والطبيعة تهدده باستمرار, فکانت النخلة هي الأم التي لم تبخل عن أبنائها بشئ فکل مقتنياتهم کانت في بداية حياتهم منها إضافة إلى انها مصدر للغذاء الذي لا ينقطع ولا يحتاج إلى تعــب في الحصول عليه. کما وجدت النخلة أيضا وبذات المعانى عند البدو في صحارى مصر والريفيين فهى ترمز إلى النماء والخصوبة (لوحة22).
  
لوحة (18) شال القرن التاسع عشر من الصوف الأحمر المخطط من تونس والمغرب مطرز بوحدة المشط والقمر شکل (4) المصدر (متحف المتروبوليتان)., www.imagesdetunisie.com لوحة (19) شال القرن التاسع عشر من الصوف الأحمر والأسود من تونس مطرز بوحدة رمزية النبت الصحراوى شکل (4) المصدر (متحف المتروبوليتان)., www.imagesdetunisie.com

  
لوحة (20) شال القرن التاسع عشر وأوائل العشرين من الصوف الأحمر من تونس مطرز بوحدات الخمسة والجريد وشجرة السرو من شکل (4) المصدرwww.imagesdetunisie.com. لوحة (21) شال القرن التاسع عشر من الصوف الأسود والأخرى الأخضر مدينة قصر هلال من ساحل تونس قرب مکنين, مطرز بوحدات الخمسة والجريد شکل (4) المصدر(Aziza Ben Tanfous - 1978) )
  
لوحة (22) شال (التعجيرة الحمراء) القرن التاسع عشر من القطن الأحمر من المغرب مطرز بوحدات الخمسة والجريد والهلال وغيرها من شکل (4) المصدر: (سليمى السرايرى 22- 3- 2006)
بالنسبة للتساؤل الثانى والذى نص على: ما الأثر الجمالى للعناصر الزخرفية للوشم أو الحناء على الأزياء المشتملة في القرن التاسع عشر وأوائل العشرين في شمال افريقيا؟
 فالملاحظ من اللوحات بالبحث جماليات خاصة وظاهرة قوية يتسم بها کل زى منها, فرغم بساطة الزخرفة وعناصرها الرمزية وتمثيلها سواء بالتطريز أو النسج ,إلا أن الأثر الجمالى لتلک الزخارف على هذه الأزياء واضح ويتسم بالبساطة أيضا ,مع براعة في التوظيف والتوليف والتکرار للوحدات الزخرفية ,والألوان وتناسقها بين أرضية وخامة الزى وبين العناصر الزخرفية فيه کما أن عدد الرموز وترتيبها على الزى يحقق الجانب الجمالى إلى جانب الانتماء للقبيلة ما يمثل شارات متعارف عليها وما لذلک کله من أثر جمالى يقترن بالبعد الاجتماعى ,ويکتمل الأثر الجمالى بالبعد التأصيلى في تمثيل تلک الزخارف لما لها من أبعاد سيکولوجية, وتاريخية ,وعقائدية مؤثرة وحاضرة في کل وحدة منها على الزى فکل وحدة تحوى موضوعا بحد ذاته وجمالا خاصا. کما توحدت العناصر الزخرفية في شمال افريقيا في المعانى والتمثيل على الأزياء الشعبية إلى حد بعيد بين طرفى الساحل الأفريقى الشمالى ,مع الاختلاف طبقا للبيئة التى عاش أو نشأ فيها من دولة إلى أخرى ,ومن مدينة إلى أخرى حسب العادات والتقاليد ,إلا أن الجميع يرتبط بوحدة الأصل البربرى الأمازيغى.
 بالنسبة للتساؤل الثالث والذى نص على: ما الإمکانات التصميمية لنماذج تاريخية من زخارف الوشم والحناء في شمال إفريقيا في مقترحات تصميمية زخرفية حديثة لأزياء معاصرة ومواکبة.
 فى ظل تقلص استخدام هذه الرموز فى الصناعات الحديثة, فإن ذلک يهدد الموروث الشعبى والخصوصية الثقافية لتلک المناطق والذى هو جزء من هوية الشعوب العربية (محمد الجزيراوى - 2016) هذه النقطة تدلل على أن الموروث الشعبى حين يوظف يبقى ويستمر وتتحقق فيه الأصالة مع المعاصرة وهو ما ترمى الباحثة للوصول إليه فيما اقترحت واستنبطت من التصميمات الزخرفية المقترحة من عناصر الوشم فى شمال أفريقيا فيما يلى وعددها (18) مجموعة:
 وکانت إجراءات التطبيق کالتالى:
1- بعد الدراسة التحليلية استنبطت الباحثة عدد (18) مجموعة من تصميمات زخرفية مقترحة ومستنبطة من الأزياء المشتملة من القرن التاسع عشر فى شمال أفريقيا, کل مجموعة تحوى عددا من التصميمات المستنبطة من وحدة أو رمز زخرفى من الوشم أو الحناء فى التاريخ الشمال افريقى
2- استخدمت الباحثة برنامج الرسام على الحاسب الآلى للحصول على التنوعات المختلفة .
3- أعدت الباحثة استبيان لاستطلاع رأى بعض الخبراء والمتخصصين في قسم الملابس والنسيج بالکلية حول التصميمات الزخرفية المقترحة, (ملحق رقم1) ويحوى (7) عبارات للتقييم کلها موجبة, وقد استخدمت ميزان تقدير ثلاثى (موافق- إلى حد ما- غير موافق).ولقياس صدقه من حيث اللغة والصياغة والعدد وملاءمته للأهداف (ملحق 2) ,تم عرض الاستبيان في صورته المبدئية على عدد من السادة الخبراء بقسم الملابس والنسيج کلية الاقتصاد المنزلى– ج حلوان (ملحق 3) ,وقد استبدال إحدى العبارات وفق آراء بعض المحکمين .
4- تم تحليل نتائج الاستبيان بترجمة العلامات التى وضعها الأساتذة المحکمون إلى نسب کالتالى : (100% : 80% موافق- 60% :40إلى حد ما – أقل من 40% غير موافق) .
فيما يلى مجموعات التصميمات الزخرفية المقترحة:
 
 
 
 
 
 
  

 

 
  
 
 وتقترح الباحثة استخدام غرز السلسلة مع الخيوط الصوفية أو المولونيه الملونة في تطريز المجموعات التصميمية المقترحة ,کما تستخدم غرز الحشو في المجموعات (6, 8, 9, 11, 13) مع غرز السلسلة, وا تستخدم الشرائط الملونة مع التطريز في المجموعة (14) ,وهناک عدد من التصميمات الزخرفية الأخرى المقترحة الأخرى موجودة في ملحق (4).
نتائج البحث وتحليل الاستبيانات :
الجدول التالى : يوضح النسب المئوية لعبارات الاستبيان
 

عبارات التقييم
 1- تم توظيف العناصر الزخرفية من الوشم بشکل ناجح.يحقق الجانب الجمالى. 2- تحققت الوحدة بين عناصر التصميم الزخرفى المقترح . 3- تم توزيع الوحدة الزخرفية مع المساحة بشکل متناسب. 4- تحقق المجموعة عنصر المعاصرة مع الاحتفاظ بشکل العنصر التاريخى من الوشم . 5- يصلح کل تصميم زخرفى في المجموعة المقترحة لتنفيذه 6- تناسب المجموعة المقترحة المشروعات متناهية الصغر. 7- أفضل تصميم فى المجموعة
المجموعة أوافق أوافق إلى حد ما لا أوافق أوافق أوافق إلى حد ما لا أوافق أوافق أوافق إلى حد ما لا أوافق أوافق أوافق إلى حد ما لا أوافق أوافق أوافق إلى حد ما لا أوافق أوافق أوافق إلى حد ما لا أوافق 
1 80% 20% ـــ 80% 20% ــــ 100% ـــ ـــ 100% ـــ ـــ 100% ــــ ــــ 100% ـــ ـــ 4 بنسبة 100%
2 100% ـــ ــــ 100% ـــ ــــ 100% ـــ ــــ 100% ـــ ــــ 100% ــــ ــــ 100% ـــ ـــ 2 بنسبة 60%
3 80% 20% ــــ 80% 20% ــــ 80% 20% ــــ 80% 20% ــــ 80% 20% ــــ 80% 20% ــــ 1 بنسبة 100%
4 100% ـــ ــــ 100% ـــ ــــ 100% ـــ ــــ 100% ـــ ــــ 100% ــــ ــــ 100% ـــ ـــ 2 بنسبة 100%
5 100% ـــ ــــ 100% ـــ ــــ 100% ـــ ــــ 100% ـــ ــــ 100% ــــ ــــ 100% ـــ ـــ 2 بنسبة 80%
6 100% ـــ ــــ 100% ـــ ــــ 100% ـــ ــــ 100% ـــ ــــ 100% ــــ ــــ 100% ـــ ـــ 3 بنسبة 60%
7 80% 20% ــــ 80% 20% ــــ 80% 20% ــــ 80% 20% ــــ 80% 20% ــــ 80% 20% ــــ 2 بنسبة 100%
8 80% 20% ــــ 80% 20% ــــ 60% 40% ــــ 60% 40% ــــ 80% 20% ــــ 80% 20% ــــ 3 بنسبة 60%
9 60% 40% ــــ 80% 20% ــــ 60% 40% ــــ 80% 20% ــــ 80% 20% ــــ 80% 20% ــــ 1بنسبة 60%
10 100% ـــ ـــ 100% ـــ ـــ 100% ـــ ـــ 100% ـــ ـــ 100% ــــ ــــ 100% ـــ ـــ 6بنسبة 40%
11 80% 20% ــــ 100% ـــ ــــ 80% 20% ــــ 100% ـــ ــــ 100% ــــ ــــ 100% ـــ ـــ 2 بنسبة 40%
12 100% ـــ ـــ 100% ـــ ـــ 100% ـــ ـــ 100% ـــ ـــ 100% ــــ ــــ 100% ـــ ـــ 3, 1 بنسبة 40% لکل منهما
13 100% ـــ ــــ 100% ـــ ــــ 100% ـــ ــــ 100% ـــ ــــ 100% ــــ ــــ 100% ـــ ـــ لا تصميم
14 80% 20% ــــ 100% ـــ ــــ 80% 20% ــــ 100% ـــ ــــ 100% ــــ ــــ 100% ـــ ـــ لا تصميم
15 60% 40% ــــ 80% 20% ــــ 80% 20% ــــ 80% 20% ــــ 80% 20% ــــ 80% 20% ــــ 1 بنسبة 100%
16 80% 20% ــــ 80% 20% ــــ 80% 20% ــــ 80% 20% ــــ 80% 20% ــــ 80% 20% ــــ لا تصميم
17 100% ـــ ــــ 100% ـــ ــــ 100% ـــ ــــ 100% ـــ ــــ 100% ـــ ــــ 100% ـــ ــــ لا تصميم
18 80% 20% ــــ 80% 20% ــــ 80% 20% ــــ 80% 20% ــــ 80% 20% ــــ 80% 20% ــــ 1 بنسبة 40%


 
تفسير النتائج :
بالنظر للجدول فإن التصميمات الزخرفية المقترحة بالمجموعات من 1إلى 18 في مجملها تحقق عناصر الاستبانة حيث تدل النسب المرتفعة على أنه تم توظيف العناصر الزخرفية من الوشم بشکل ناجح .يحقق الجانب الجمالى کما يحقق الوحدة بين عناصر التصميم الزخرفى المقترح, وقد تم توزيع الوحدات الزخرفية فى کل تصميم مع المساحة بشکل متناسب. وحققت المجموعات عنصر المعاصرة مع الاحتفاظ بشکل العنصر التاريخى من الوشم, وأيضا يصلح کل تصميم زخرفى في المجموعات المقترحة لتنفيذه وتطريزه. کما تناسب المجموعة المقترحة المشروعات متناهية الصغر. بما يحقق أهداف البحث .
 وأما من ناحية الأفضلية فتحکمها عوامل الذوق الشخصى إلى جانب العوامل الموضوعية في الحکم على التصميم الواحد ولکن اتحدت الآراء على أفضلية التصميم (4) من المجموعة الأولى بنسبة (100%) ,والتصميم (2) من المجموعة الثانية بنسبة (60%), (1) في المجموعة الثالثة بنسبة (100%) وهى نسب مرتفعة, والتصميم (2) من المجموعة الرابعة بنسبة (100%), وفى المجموعة الخامسة حاز التصميم (2) على نسبة (80%) وهى نسب مرتفعة, في المجموعات السادسة (3) بنسبة 60%,وهى نسبة متوسطة ,وفى المجموعة السابعة حصل التصميم (2) على (100%) ما يعنى أفضليته, وفى المجموعة الثامنة حصل التصميم (3) على نسبة (60%) وهى نسبة متوسطة, وفى التاسعة حصل التصميم (1) على نسبة (60%) ,وفى المجموعة العاشرة حصل التصميم (6) على نسبة (40%) وهى نسبة متوسطة ,بينما حصل التصميم (2) من المجموعة الحادية عشر على نسبة متوسطة وهى (40%) ,حصل التصميم (3, 1) من المجموعة الثانية عشر على نسبة متوسطة وهى (40%) لکل منهما بالتساوى, وفى المجموعة الخامسة عشر حصل التصميم (1) على نسبة (100%), وفى المجموعة الأخيرة حصل التصميم (1) على نسبة (40%) وهى نسبة متوسطة. وأما المجموعة الثالثة عشر ,والرابعة عشر, والسادسة عشر, والسابعة عشر, اختلفت الآراء في أفضلية أى من التصميمات في المجموعة مما أثر على نسب کل منها.
الاستنتاج العام:
غالب الرموز على الأزياء المشتملة هى حروف من الکتابة الأمازيغية ,وأخرى أشکالا هندسية وطبيعية نباتية أو من بيئة الصحراء کالجعران والعقرب وغيرها. مما يجعلها معروفة ومتداولة لدى کل البربر أيا ما کان تواجدهم في شمال افريقيا في مصر أو ليبيا وتونس والمغرب. تتماثل في عناصر ومفردات الثقافة البربرية, فسکان تلک المناطق ذوو أصول بربرية أمازيغية. وأمّا الاختلاف في توزيع وعدد تلک العناصر على الأزياء ,وغلبة أحدها على الآخر فهو يفسر خصوصية کلّ منطقة رغم القرابة الجغرافية والثقافية.
 
توصيات البحث:
1- توصى الباحثة بالاستفادة من نماذج رسوم الحناء التقليدية أيضا في مجالى الصناعات الجلدية والمکملات.
2- هناک إمکانية لتوظيف آخر وعناصر أخرى من الرموز المتعلقة بالوشم والحناء بشکل معاصر على قطع ملبسية مختلفة (فساتين- بلوزات- بنطلونات- شالات –ملابس داخل المنزل..إلخ)

الـمـراجع:
1- ابراهيم بن عمران: الوشم والزخارف الامازيغية : الفن الامازيغي الاصيل , مقال عبر شبکة الويب, 5/9/2014م.
2- أحسن دواس: صورة المجتمع الصحراوى الجزائرى فى القرن التاسع عشر من خلال کتابات الرحالة الفرنسيين مقاربة سوسيوثقافية, رسالة ماجستير, کلية الآداب واللغات, جامعة منتورى قسنطينة, الجزائر, 2007
3- أکرم قانصو : التصوير الشعبى العربى .عالم المعرفة (السلسلة 203 ) ,1995م.
4- إيمان محمود عرابى أحمد :عن الإخبارى حمدى سالم حسن :المأثورات الشعبية 24/11/2009م.
5- برکات محمد مراد: فن الوشم رؤية أنثروبولوجية نفسية. مجلة التقافة الشعبية ,العدد الثالث, 1965م.
6- الحسن بن محمد الوزان الفاسى: وصف افريقيا . ترجمة: محمد حجى وآخر. الجزء الأول, الطبعة الثانية, بيروت , لبنان : دار الغرب الإسلامي,1983م.
7- حسينى على محمد: رموز الوشم الشعبى – دراسة مقارنة. القاهرة: الهيئة المصرية العامة للکتاب, 2013م.
8-ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ: دراسة أوجه التشابه بين وحدات رموز الوشم الشعبى عند بدو الشرقية والرموز المنتشرة عند تلاميذ المرحلة الابتدائية بالمحافظة, رسالة ماجستير, غير منشورة, کلية التربية الفنية , جامعة حلوان, 1973م.
9- سادات عباس محمد :جوانب من التطريز الشعبى في محافظة أسيوط وأثر ذلک في مجال التربية الفنية. رسالة ماجستير, غير منشورة, کلية التربية الفنية , جامعة حلوان, 1971م.
10- سامى بخيت: زخارف الحرف الشعبية المصرية.القاهرة: الهيئة المصرية العامة للکتاب, 2013م.
11- سعاد أحمد بوبرنوسة: الفضيات الليبية (تقديس للمرأة٠ أنسنة للقمــر(1) ,بحث منشور , شبکة الإنترنت, أکتوبر, 2005م
12- ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ: صناعة النسيج في ليبيا (المرأة الأمازيغية: حارسة النسيج – حارسة الثقافة 3-3) تحليلات أنثروبولوجية , بحث منشور , شبکة الإنترنت, مايو,2006 م
13- صحيفة العرب: الوشم عند الأمازيغيات جمال وهوية وخصوبة. العدد 10083, 31/10/ 2015م.
14- مجلة أفريقيا قارتنا: العدد العشر, يناير 2014م.
15- محمد الجزيراوى (جامعة تونس): الرموز ودلالتها في النسيج التقليدى بالجنوب التونسى. مجلة الثقافة الشعبية للدراسات والبحوث والنشر(علمية محکمة) , العدد الثالث والثلاثون ,العام التاسع, البحرين,2016م.
16- هبة أحمد يس: أزياء العرس التقليدية في ليبيا. بحث منشور , مجلة الاقتصاد المنزلى , ع28 , ديسمبر,2012م.
17- ياسين قاسمي-عين على المنسوجات البربرية الأصيلة بقرى الجنوب التونسي .دنيا الوطن,کتب ودراسات, 4/ 4/2016م.
18 - AMEL TAFSOUT: The Culture and Arts of Morocco and the Berbers 01.10.2003
19 - Aziza Ben Tanfous: Les costumes traditionnels féminins de Tunisie: ouvrage collectif publié par le Centre des arts et traditions populaires, Tunis, 1978.
20 - Catherine Cartwright-Jones: Encyclopedia of Hena North African Henna: History and Technique, Tap Dancing Lizard LLC,2008.
21 - ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ: The Henna Page “How To” North African Henna: Patterns Tap Dancing Lizard LLC,2008.
22 - ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ: The Henna Page “How To” North African Henna: Elements, Tap Dancing Lizard LLC,2008.
23 - Cyrthfa I.becker: Amazigh Arts in Morocco: The culture and Arts of Morocco& the berbers, Magazine
24 - Gabrel Rousseau :Le Costume Au Maroc ,E .De Boccard ,Paris,1938.
25- Jean Besancenot: Costumes of Morocco , Kegan baul International, London & New York, 1990
26 - Harquus: Encyclopedia of Hena: North African Women’s Traditional Body Art Volume 2, Volume 4: Paint Tap Dancing Lizard LLC, 2009.
27- Urban Textiles and costumes:
 https://africa.si.edu/exhibits/fabric/education.html
مواقع وروابط على الانترنت
- www.encyclopedieberber.com
- http://lastora.com/vb/showthread.php?t=2819
-www.tawalt.com  مؤسسة ثقافية أمازيغية