المزاوجة التيبوغرافية

نوع المستند : مقالات علمیة محکمة

المؤلفون

1 مدرس مساعد بکلية الفنون التطبيقية قسم الطباعة والنشر والتغليف – جامعة دمياط

2 أستاذ مساعد بکلية الفنون التطبيقية قسم الطباعة والنشر والتغليف – جامعة حلوان

3 أستاذ مساعد بکلية الفنون التطبيقية قسم الإعلان – جامعة دمياط

4 مدرس بکلية الحاسبات والمعلومات جامعة القاهرة

المستخلص

الملخص
يعانى تصميم الحرف العربي الطباعي في العالم العربي بطئاً شديداً وذلک مقارنة ً بتصميم الحروف الطباعية اللاتينية التي تتسارع فيها المؤسسات لإنتاج کم کبير من تلک الخطوط المناسبة لشتى المجالات الطباعية أو الإعلانية سواء تلک التي تستخدم للعناوين أو المتن , ويقل مصممي الحروف في الوطن العربي بصورة ملحوظة مما يؤدى بدوره إلى إعاقة إنتاج حروف عربية طباعية تتوافر بها القواعد العامة والقواعد الخاصة للحرف العربي الطباعي ولو أن تصميم الحروف العربية الطباعية لاقى نصيبه من التقدم التکنولوجي الهائل لکنا أفضل حالاً الآن ولحلت معظم مشاکل الحروف من صعوبة انقرائية الحروف العربية
 يعتبر الخط الطباعي هو أهم أداة للمصمم لتوصيل الفکرة لمتلقي المطبوعة أياً کانت وقلة تلک الخطوط المناسبة يؤثر سلباً على تطوير مجال التصميم الجرافيکي والتکيف مع وسائل الإعلام الجديدة في العالم العربي . , ومعظم الخطوط العربية اليوم هي نتاج مزاوجة تيبوجرافية بين خط لاتيني وخط عربي وليس بالضرورة أن يکون الخط العربي في تلک الحالة له نفس مواصفات الخط اللاتيني فقواعد التصميم لکلا الخطين مختلفة في القواعد الخاصة وإن کان هناک اتفاق فيما بينهما في القواعد العامة من تصميم الحروف الطباعية .
ولعل الهدف من إنتاج خطوط عن طريق المزاوجة التيبوجرافية يتجلى فيما يلي:
1.  الناحية الاقتصادية من خلال تسويق تلک الخطوط الطباعية .
2.  تحفيز تبادل الخبرات والمهارات بين المصممين العرب والغرب .
3.  توفير حلول لتصميم خطوط عربية طباعية جيدة تتوافر فيها شروط الانقرائية وتصلح للمطبوعات والوسائط المقروءة.

الموضوعات الرئيسية


اولاً : مشکلةالبحث :

تکمن مشکلة البحث في عدم وجود تحفيز قوي بين خبرات بين المصممين العرب و الغرب في مجال تصميم الخطوط الطباعية الرقمية .

ثانياً : أهميةالبحث :

تتمثل أهمية البحث في کيفية التوصل لإنتاج خطوط طباعية عربية عن طريق مزاوجة تيبوغرافية بين خطوط لاتينية وعربية .

ثالثاً :أهدافالبحث :

  • · توفير حلول لتصميم خطوط طباعية عربية من مزاوجة تيبوغرافية للخطوط اللاتينية مع الحفاظ على هوية الخط العربي وقواعده العامة والخاصة .

رابعاً : حدودالبحث :

يستخدم البحث التقنيات المتاحة في زمن إعداده .

خامساً : منهجيةالبحث :

تعتمد الدراسة على المنهجين التاللين :

1- المنهج الوصفى التحليلي .

2- المنهج التجريبى .

سادساً : أدوات البحث :

  • ·   استخدام برامج تصميم الحروف الرقمية .

سابعاً : الفروض :

  • · يفترض البحث توفير حلول ابتکارية لتصميم خطوط طباعية عربية إذا تمت عن طريق مزاوجة تيبوغرافية بشرط الحفاظ على هوية الخط العربي والحفاظ على قواعده الخاصة .

مقدمة :

 إذاکان لدينا حروف رقمية موجهة لإعلان طريق فلابد من مراعاة العامل الوظيفي وأن القارئ يحتاج لقراءته في أسرع وقت ممکن وبأقل جهد ممکن أما إذا کان المقصود من الحروف الرقمية في هذه الحالة الشکل الجمالي للحروف فالجمال هنا في حدود الوظيفة التي أنتجت من أجلها هذه الحروف الرقمية . , وعندما نشرع في مزاوجة تيبوغرافية فلابد من مراعاة القواعد العامة والخاصة للحروف العربية , و يطلق مصطلح المزاوجة التيبوغرافية على مزج حروف لغتين " " والهدف منها هو الوصول لتوافق الحروف والوصول لملائمة تيبوغرافية تنتج عن طريق الاحتکاک بين الحروفيين العرب والحروفيين الغربيين، وإطلاع کل طرف على الجوانب المختلفة في کل لغة وحروفها، وتبادل الخبرات والمعلومات التي يفتقدونها ، التي تؤدي بدورها إلى التفکير بشکل مختلف للحصول على حروف عربية جديدة .

أولاً الناحية التاريخية تطور الخط العربي :

يؤمن المؤرخون العرب بأن أول خطوة في تطور شکل الخط العربي تبدأ من أشکال کتابات الفراعنة المصريين تلاها بعد ذلک الکتابة الفينيقية والتي اقتبست من أشکال الکتابة الهيروغليفية.[1]

 

شکل رقم ( 1 ) شکل الأبجدية المصرية الفرعونية وهي أولى المحاولات الجادة لوضع أبجدية .

 و کان أول ظهور للحرف العربي الطباعي في أروبا، في مدينة (مينز-الألمانية) في العام 1486م وهذه الحروف من عمل الرسام (Erhard Reush) والذي عمل مع يوحنا جوتنبيرج وهذه الحروف المفردة مقطوعة على الخشب، وتبدو بدائيه ومتأثرة بشکل الحرف القوطى أو بالأسلوب الکتابي الذي کان سائدا في فترة حياة جوتنبيرج [2].

 وفى مستهل القرن السابع عشر انتشرت الطباعة بالحروف العربية في العديد من العواصم الأروبية ، واحتدت المنافسة بين ليون، وروما، وباريس، ولندن، على طبع الکتب العربية والعبرية، فزاد ذلک الاحتدام من اهتمام رواد تلک المطابع بالحرف العربي، والعناية بتصميم قوالبه تبعا للمواصفات المطبعية، فتضاعف بذلک انتشار الحرف العربي. [3]

"جرت محاولات عديدة لتخطي العُقد التقنية في تنضيد الحرف العربي، وکانت أبرز محاولة قام بها المستشرق الأميرکي "غالي سميث" في بيروت عام 1849، إذ إنه استطاع - بمعاونة بعض الخطاطين المحليين - استنباط حرف طباعي أنيق محدود بعدد أشکاله التي لم تتعدّ الـ 900 شکل، اعتمدت کلها على تقليد خط النسخ. [4]

ومهما کان من أمر تلک الحروف، المستنبطة ، فإنها عجزت، إلى حدّ ما عن الاحتفاظ بمسحة الجمال المطلوبة التي يضفيها قلم الخطاط. "إن التحدي الکبير الذي واجه المطبعة العربية بدأ مع أوائل القرن العشرين، عندما أخذت آلات التنضيد الميکانيکية تغزو مطابع الغرب، ولم تکن هذه الآلات تستوعب أکثر من 125 شکلاً، فکيف کان لها أن تستوعب مئات الأحرف الذي تتطلبه الطباعة العربية" ورأى الطباعيون العرب أنه لا مفرّ لهم من الابتعاد عن شکل الحرف التقليدي المخطوط ولو بنسبة ضئيلة.

 وخلال الأربعينيات من القرن العشرين، تم اختراع واحدة من الألات التِّجاريّة التىتقوم بتصفيف الحروف وتجهيزها للطباعة بالاعتماد على الوسائل الضوئية. وفىالخمسينيات والستينيات من القرن نفسه، طوَّر المهندسون آلات للجمع الضوئى تفوقالنماذج السابقة بسرعة أدائها فى تصفيف الحروف. وازداد أداؤها تفوُّقًا عندما صاربالإمکان توصيلها بالحاسوب للقيام بمهام کان يقوم بها الأفراد، إذ يقوم الحاسوب،على سبيل المثال، بإصدار أوامر لآلة التصفيف لملء السطور، وکيفية تعديل نهاياتهاعلى الهوامش، ويتم بث الحروف مباشرة من أجهزة الحاسوب إلى أنواع متفرقة من الطابعات فى شکلإشارات شَفْرَّية إلکترونية، والناتج هو خليط متفاوت الجودة. فبعض هذه الحروف علىمستوى متدن، ويبدو متعرجًا منقطًا، وبعضها الآخر على جانب کبير من الجودة مما يجعلهمناسبًا لطباعة الکتب.[5]

- وقد ساعد البانتو جراف ( آلة لحفر الحروف المعدنية ) في القرن التاسع عشر واستخدام التصوير الفوتوجرافي على سهولة تجهيز نماذج الحروف العربية ،وکان لتأسيس الطباعة في الشرق العربي أکبر الأثر في تحسين نوعية الحروف ، والذى بلغ في البداية 1577 حرفا.[6]

-  وأول المحاولات الناجحة کانت جهودالفنيين في مطبعة بولاق الشهيرة بمصر عام 1867 م، حيث تم تصميم قوالب مطبعيةلتراکيب منفصلة کثيرة التکرار في النصوص المطبوعة آنذاک، وشملت خطوط النسخ والرقعةوالفارسى. إلا أن هذه التجربة بالرغم من تقليصها للفجوة بين شکل الخط الطباعي والخطاليدوي، إلا أنها ضاعفت من عدد الحروف في صندوق الطباعة، مما ترتب عليه بطء في إنتاجية التنضيد اليدوي.[7]

-  وقد احتوى صندوق المطبعة الأميرية في مصر على 496 شکلاً ما بين حروف مفردة و مرکبة مثل اللام ألف ولفظ الجلالة ، وکانت هناک صناديق أخرى تقل عن ذلک ، وقد اعتبر الصندوق الأميري هو الأفضل لأنه " أدق قاعدة لأصول الخط العربي " وقد قامت برسم حروف المطبعة الأميرية نخبة من أشهر خطاطي الشرق ، وکان يقتصر استخدامها على المطابع الحکومية . وقد اقتصرت صناديق الحروف العربية على " خطى النسخ والرقعة " وکانت هناک حروف فارسية وکوفية غير أنها اندثرت تقريباً وساعد على اختفائها انتشار صناعة الکليشيهات التي سدت بعض فراغ قصور الحروف العربية عن التنويع من جهة ، وعدم اهتمام الخطاطين بابتکار خطوط جديدة أو تحسين المعروف منها من جهة أخرى وقد اشتملت صناديق الحروف على أعداد کبيرة من التراکيب الحروفية التي سبکت لکى تحاکى التنوع الشکلي والجمالي لخط النسخ , وهذا يدل على اهتمام العرب بالشکل الجمالي لأشکال الحروف الطباعية .[8]

 

شکل ( 2 ) نماذج لتطور أشکال حروف المطبعة الأميرية ما بين 1931 ، 1939

 

شکل ( 3) نموذج من التراکيب الحروفية فى صندوق حروف[9]

 وظهرت قاعدة "خط النسخ المختصر" والذى نفذته وقتها شرکة لينوتايب مأخوذاً عن تراکيب کتبها کامل مروّة آنذاک، وتميزت بجمالها والتىقامت عليها معظم الأشکال الطباعية لحرف النسخ فيما بعد. ثم قدمت کل من شرکتىمونوتايب الإنجليزية، وليتراست نماذج جيدة بذلت فيها وقتاً وجهداً، حيث بلغ علىسبيل المثال عدد أشکال الحرف "الممتاز" الذي جهزته عام 1945م مونوتايب 470 شکلاًمختلفاً.

 إلى أن طرحت لينوتايب عام 1960م حرف "ياقوت" (نسبة إلى الخطاط العربىالمشهور ياقوت المستعصمى) وجاء محققاً إضافات فنية عديدة إلى عملية التنضيدالطباعى، کان أهمها عملية ضبط السطور، بإضافة الوصلة الأفقية المستقيمة بين الحروف،والتى عرفت باسم "الکشيدة".

 

شکل (4) خط سيمبلفيد ارابيک ( Simplified Arabic) عام 1960 من شرکة لينو تايب[10]

 

شکل ( 5) خط ياقوت Yakout من شرکة لينوتايب[11]

 في بدايات تطور عملية التنضيد اليدوى للحروفالعربية، کان المشتغلون فى هذا المجال على دراية تامة بأشکال الحروف فى أماکنهاالمناسبة وذلک ضمن عدد محدود من الخطوط المتوفرة آنذاک، الذى رافق ظهور الأجهزةالخاصة بتنضيد الحروف آلياً والتى انحصر تضمين الحرف الطباعى فيها على الشرکاتالمصنعة، إذ وجدت تلک الشرکات أنه لا مفر من تطوير أطقم حروف عربية لضمان الرواجالتجارى لهذه الآلات. وبدأت في أواخر السبعينيات تنتشر النماذج المتطورة لأجهزة (Cathode Ray Tube, CRT) والمزودة بأطقم حروف طباعية متطورة، تتضمن أکثر من قاعدةطباعية، تشمل خط النسخ التقليدى کامل الضبط، والنسخ المبسط، والحروف الخاصة بالموادالعلمية والمعادلات الرياضية.

واستبشر العاملون في مجال التنضيد والإخراج الطباعىوقتها خيراً فى إمکانية التطور للخط العربى الطباعى الذى قد تثمر عنه جهود المختصينفى هذا المجال. إلا أنه سرعان ما اجتاح الحاسوب الشخصىمجال التنضيد والإخراج الطباعى،وجاء محملاً ببرامج وخطوط وبالتالى تراجع التطور المنشود في مجال الحرف الطباعى العربى. ولم تبذلالشرکات المنتجة لبرمجيات النشر المکتبى أى جهد فى المحافظة على ما تم إنجازه فىتطوير الحرف العربى على مدى سنوات طويلة.

 و اکتفت برسم أنماط لحروف کانت رديئة التصميم ، واتسمتبضعف واضح شوه فى معظم الحالات شکل الحرف العربى، وتدفقت أسماء وأصناف لخطوط رديئة. ودخل أهل الخبرة العارفون بأنماط الخطوط العربية فى متاهةالاختيار المناسب لخط يتم اعتماده فى نشرة أو مطبوعة معينة، أمام الکم الهائل من المسميات لخطوط يستنسخ بعضها البعض، ويخلو معظمها من أبسط القواعد الفنية المطلوبةفى تشکيل الحرف العربى. والأهم من ذلک أن عملية اختيار الحروف التى تصدم أعيننايومياً فيما نطالعه من صفحات مطبوعة تخضع للمزاج الشخصى للمصمم ، والذى يفتقر فىکثير من الحالات إلى التأهيل الفنى اللازم لاتخاذ قرارات مناسبة تتفق وطبيعة التصميم المطبوع. وترتب على ذلکتضرر الشرکات التى بذلت جهوداً کبيرة فى مجال تطوير الحرف العربى للاستخدامالطباعى، وتجاهلت الحرف العربى لتهتم بمنتجات أخرى مثل شرکة لينوتايب، ومونوتايب،أوخرجت من السوق تماماً مثل شرکة لتراست.[12]

 وبعد فترة وجيزة من دخول الحاسوب إلى الحياة العملية في مختلف القطاعات وجد أن بالإمکان استخدام الطابعات السطرية Line Printers بلغات لا تستعمل الحروف اللاتينية. وعند ذلک صنعت أحزمة Belts من حروف طباعية عربية وکان ذلک فى نهاية الستينات من هذا القرن. وقد احتوت تلک الأحزمة على طواقم من حروف عربية أغلبها ذات شکل واحد للحرف الواحد (عند استخدام الحرف الأول في أول الکلمة أو وسطها أو آخرها) نظرا لقلة عدد الأماکن المتوفرة على تلک الأحزمة وضرورة احتوائها على الأحرف اللاتينية (الکبيرة والصغيرة) بجانب الأحرف العربية. وقد کانت قراءة ما يطبع من تلک الطابعات صعبة.

وقد اتخذت الشرکات المصنعة لتلک الطابعات لنفسها قرارات حددت بموجبها عدد ونوع الحروف التى تحويها الطابعات التى تصنعها. ولکنها بدافع تسويق منتجاتها، ولکونها شرکات غربية لا خبرة لها باللغة العربية، بدأت بالاتصال بالمستخدمين العرب (وخاصة الجامعات ومراکز الحواسيب الکبيرة فى العالم العربى) لامتزاج رأيها في تحسين شکل الحروف الطباعية وعددها وأسلوب توزيعها بين الأحرف اللاتينية وبدأت تجرى تحسينات عليها.

 وبعد انتشار استخدام الشاشات المرئية قامت تلک الشرکات بإنتاج شاشات للمستخدمين العرب تظهر الحروف العربية بشکل مجموعة من النقاط المضيئة. وقد حدثت نقلة نوعية مهمة فى منتصف السبعينات حينما قامت إحدى الشرکات بإنتاج شاشة عربية بإمکانها إظهار الحرف العربى المتکون من مصفوفة مضيئة بحيث يختلف شکله حسب موقع الحرف من الکلمة العربية ذاتيا. ثم انتقلت الفکرة نفسها بعد ذلک إلى الطابعات عند انتشار الطابعات النقطية Dot Matrix Printers. وقد کان عدد النقاط المضيئة للشاشة محدودا أولا فکان شکل الحروف رديئا. إلا أنه بعد زيادة دقة الشاشات والطابعات أصبح بالإمکان طباعة أشکال جميلة من الحروف العربية بمختلف مواقعها إضافة إلى تغيير عرض الحرف وإضافة التشکيل. ومع هذه العملية تمت إضافة ذکاء محدود إلى الحواسيب لکى يتم وفقه تحديد شکل الحرف (من بين الأشکال الأربعة: الأولية والوسطية والآخرية والمنفصلة) ذاتيا حسب موقعها من الکلمة.[13]

ومن المعروف أن شرکة لينوتيب Linotypyeوالتى قدمت أول ماکينة خاصة بکتابة الحروف العربية عام 1911 ، قامت بانتاج حرف عربى عام 1956وانتشر استخدامه کثيرا ومازال مستعملا حتى يومنا هذا ، وهو خط Simplified Arabic ، فقد کانت السوق العربية وخصوصا فى مجال الصحافة فى حاجة إلى الدعم ، ومع هذا الحرف قامت الشرکة بتقليص حالات الحرف عند أقترانه بغيره من الحروف ، إلى حالتين فقط بعد أن کانت أربع ، وهو ماترتب عليه أن الماکينة نفسها قد انخفض عدد مفاتيحها إلى 90 بعد أن کان 180 مفتاحا ، وهو الأمر الذى کان إيجابيا وخصوصا فى مجال يعتمد على سرعة الأداء مثل الصحافة .

 

شکل ( 15 ) حرف Simplified Arabic

وبعد ذلک دخل الحاسب الألى بقوة فى هذا المجال ، وتطورت البرامج الخاصة بصنع الأبجدية مما سهل کثيرا على البعض الدخول والعمل فى هذا المجال ، وبالفعل تم صنع العديد من الأبجديات العربية ولکن غلب على نسبة لابأس منها عدم الملائمة فبدت تجارية أکثرها منها عملية وصالحة ، والتى يبدو أنها لم غالبيتها لم يصمم من قبل المختصين فى مجال التيبوغرافيا ، وذلک على الرغم مما تمثله البدايات القوية التى تعود إلى فنانى الخط العربى القدامى ، فإنه مع الأسف الشديد لم تتعدد حدود البذرة الأولى التى ظلت لأکثر من عشرة قرون، دون أن إبتکار أشکالاً متطورة تکون أکثر وفاءً بالوظائف الجديدة للکتابة، أشکالا تساير فن الطباعة المتطورة ، وتجمع بين تيسير مهمة الإنسان الحديث وبين تلبية مقتضيات الفن الجمالية .

وفي مجال الخط العربي، نرى لزامًا أن نکمل ما بدأه أسلافنا، لا أن نجترّ ما أنجزوه، وأن نستفيد من منهجهم الذي قام على الفرز المستمر والانتخاب والتوليد والاشتقاق والإضافة والابتکار، تبعًا للجماليات العامة وجماليات الوظيفة وخصوصياتها، وأساليب تنفيذها وأغراضها وغيرها من العوامل المؤثرة. [14]

مفهوم المزاوجة التيبوغرافية : Matchmaking The Typographic

زاوج في اللغة تعنى : زاوَجَ بَيْنَ عَمَلَيْنِ : خالَطَ بَيْنَهُما ، جَمَعَ بَيْنَهُما ، قَرَنَحَاوَلَ الْمُزَاوَجَةَ بَيْنَ العَمَلَيْنِ : أَيِ الرَّبْطَ وَالوَصْلَ بَيْنَهُمَا .

 والمزاوجة التيبوغرافية تعني توليد حروف عربية من حروف لاتينية أو العکس ويکون الغرض منها هو عمل موائمة بين کلا الحرفين حيث يکون هناک تناغم بين الحروف إذا ما تم الکتابة بهما .

الشروع في عمل مزاوجة تيبوجرافية :

للشروع في عمل مزاوجة تيبوجرافية لابد أولاً أن تکون على علم بالقواعد العامة والخاصة لتصميم الحروف العربية , حتى تکون نتيجة المزاوجة عمل جديد مبتکر , . ويأتي في المقدمة اختيار حروف لاتينية مسبقة التجهيز ملائمة لعمل مزاوجة منها وتحويل الحروف اللاتينية لحروف عربية تأخذ نفس المديول لکلا الحرفين العربي واللاتيني .. والصعوبة هنا تکمن في کيفية توليد الحروف العربية من الحروف اللاتينية ومراعاة القواعد العامة التي يجب على مصمم الخط أن يراعيها وان تکون للحروف العربية الشخصية المنفصلة والمميزة لها والتي يسهل قراءتها . .

" أي أنه لابد من الجمع بين شيئين أولهما هو وجود روح واحدة بين الخطين ثانيهما المحافظة على قواعد الخط العربي "

ولابد للمصمم أن يقدم حلاً ناجحاً ومرناً للمزاوجة التيبوغرافية وأن يکون الهدف هو إثراء الحروف العربية بالجديد المبتکر . . وأن يمتلک رؤية خاصة يقنعنا بها .

وجه التشابه بين کلا الحرفين :

المزج بين الحروف اللاتينية والعربية يعتمد على التشابه الکبير بين حروف لاتينية ونظيرها من الحروف العربية أو العکس التشابه بين الحروف اللاتينية ونظيرها في الحروف اللاتينية کمثال حرف الواو ( و ) يقابله في کثير من الحروف اللاتينية حرف ( e) وحرف الراء ( ر ) يقابله حرف ( r) وحرف التاء المربوطة ( ــة ) يقبله حرف ( a ) وحرف الکاف ( کـ ) يقابله حرف ( z ) وهکذا باقي الحروف . . وتختلف رؤية مصمم لآخر في الحروف فلکل واحد فکره وخياله وهذه الحروف ليست قاعدة عامة بل حسب رؤية المصمم إنما هي للتقريب فقط .

التطبيق :

وهو بتجميع الحروف وتکوين الکلمات المراد منها التصميم أي أنه يقتصر مزج الحروف على الکلمة أو الجملة المراد تصميمها ., ومن الممکن أن يمتد ذلک لعمل أشکال کاملة من الأبجدية العربية لعمل فونت کامل على برامج تصميم الخطوط .

ويکون استخدام المزاوجة التيبوغرافية للحروف العربية واللاتينية حسب الاستخدام المراد للحروف التي تم لها مزاوجة فلو أردنا مثلاً کتابة عنوان خاص بمجلة أطفال فلابد أن تکون الحروف موائمة للأطفال من حيث يسر القراءة وشکل الحرف وللمصمم مهمة اختيار تلک الحروف بعناية , ودراسة للقواعد العامة والخاصة للحروف العربية حتى لا تکون نتيجة المزاوجة حروف مشوهة لا تؤدي الغرض المرجو منها . إن شکل الحرف العربي الخارجي يميز نوع الخط عن غيره وعند تصميم أبجدية عربية لابد من معرفة لمن تصمم هذه الأبجدية ولأي مجال .

وفيما يلي نماذج لمزاوجة تيبوغرافية :

النموذج الأول لفونت ( Age ) وهو خط لاتيني لتطبيقات المطبوعات وهو مصمم خصيصاً ل التيشيرت والبوستر واللوجو وهو فونت مجانى .[15]

 

شکل ( 1 ) خـــــــط ( Age )

  

شکل ( 2 ) مزاوجة تيبوغرافية لخط Age

 الشکل السابق مزاوجة تيبوغرافية لخط لاتيني Ageوهو خط طباعي يصلح للعناوين و يتميز بقوة الحروف ووضوحها وتقارب الزوائد العليا والسفلى له وکبر الفراغ الداخلي للحروف المغلقة وتقارب التباين في سمک الخط وهو قابل للرؤية على مسافات بعيدة في الإنتاج الإعلاني على اللوحات وکذلک عن قرب في المطبوعات الصحفية والمکتبية .

  

شکل (3) ولکم في القصاص حياة مزاوجة تيبوغرافية لخط ( Age ) .

 

شکل ( 4) أشکال الحروف العربية واللاتينية من الخط ( Age ) .

النموذج الثانى ( danube font )[16]

 

          

 

                 

شکل ( 5) نماذج لأبجدية کاملة تمت من مزاوجة تيبوغرافية للخط ( danube )

تم تصميم أبجدية کاملة من مزاوجة تيبوجرافية للفونت (danube font )وهى أبجدية تصلح للعناوين في المطبوعات المختلفة مع تصميم مکملات الأبجدية والأرقام .

               

 

               

شکل ( 6) نماذج مزاوجة من الخط (danube) .

النموذج الثالث ( now font ) [17]

 

شکل ( 7) کلمات من الخط اللاتيني (now) .


 

 

 

           

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

شکل ( 8) مزاوجة تيبوغرافية للخط (now) .

النموذج الرابع خط Acidhouse

 

شکل رقم ( 9) مزاوجة تيبوغرافية لکلية الفنون التطبيقية من الخط اللاتيني Acidhouse من عمل الباحث وقد تم المشارکة بها بمعرض على هامش المؤتمر الدولي لکلية الفنون التطبيقية – جامعة دمياط , وتم تنفيذ التصميم بباب مسرح الکلية .

 عند تصميم " شکل الحرف الرقمي " أو عمل خط طباعي رقمي يجب على المصمم الأخذ في الاعتبار الهدف الذي تم من أجله تصميم شکل الحرف هل هو موجه لعناوين صحف أو مجلات وما هي نوع المجلة أو الصحيفة ( مجلة أطفال – مجلة ثقافية – مجلة اجتماعية – مجلة فنية – مجلة خاصة بالموضة – مجلة دينية ...... ) لکل نوع من هذه الأنواع الحرف الخاص بها فالخط الکوفي على سبيل المثال هو خط جميل لکن نجد صعوبة في استخدامه لمجلة موضة على سبيل المثال فلکل نوع خط المجال الخاص به والمقصود هنا هو التخصص لکل حرف رقمي فعلى سبيل المثال لابد أن يکون لکل جريدة خط العناوين الخاص بها فلا يليق بمؤسسة صحفية کبرى أن تستخدم أنواع من خطوط العناوين ليست مملوکة لها فأصبحت معظم الصحف والمجلات متشابهة من حيث نوع الخط الرقمي للعناوين فلا نجد ما يميز الجريدة أو المجلة عن غيرها وقبل أن يظهر الخط الرقمي کانت عناوين الصحف تکتب عن طريق الخطاط وکان لکل جريدة نوع الخط الخاص بها مثل خط الرقعة أو النسخ أو الفارسي فکانت تعرف الجريدة من نوع العناوين الرئيسية لها وبعد ظهور الخط الرقمي تلاشي دور الخطاط وأصبحت وظيفة مصمم الخطوط الرقمية أن يبحث عن الهدف من إنتاج کل خط .

النموذج الخامس خط parchment

 

شکل رقم ( 10 ) مزاوجة تيبوغرافية لکلية الفنون التطبيقية من الخط اللاتيني parchment من عمل الباحث وقد تم المشارکة بها بمعرض على هامش المؤتمر الدولي لکلية الفنون التطبيقية – جامعة دمياط , .


 النموذج السادس خط [18] Multicolor

 

 

شکل رقم ( 11 ) من الخط اللاتيني Multicolor

النموذج السابع خط art

 

 

 

 

نموذج رقم (12) مزاوجة تيبوغرافية لخط Art

النموذج الثامن : المزاوجة التيبوجرافية من الأشکال الهندسية [19]

 

شکل رقم (13) حروف الخط اللاتيني الهندسي

 

نماذج مختلفة مزاوجة تيبوغرافية لأشکال هندسية

     

 

 
   

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

ما سبق هو مزاوجة تيبوغرافية لأشکال هندسية وهو خط رقمي فني يصلح للمناسبات وکروت المعايدة وقد يرى البعض صعوبة إلى حد ما قراءة الجملة وهو شيء مطلوب فلکل مقام مقال فإذا کان لدينا حروف رقمية موجهة لإعلان طريق فلابد من مراعاة العامل الوظيفي وأن القارئ يحتاج لقراءته في أسرع وقت ممکن وبأقل جهد ممکن أما إذا کان المقصود من الحروف الرقمية في هذه الحالة الشکل الجمالي للحروف فالجمال هنا في حدود الوظيفة التي أنتجت من أجلها هذه الحروف الرقمية .

 

           
           
 
 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

نموذج رقم (153) مزاوجة تيبوغرافية لأشکال هندسية ( التصميم الداخلي والأثاث )

تصميم للمؤتمر العلمي الثاني بقسم التصميم الداخلي والأثاث بکلية الفنون التطبيقية – جامعة دمياط . 2016

 

 مزاوجة تيبوغرافية لأشکال هندسية ( الفنون التطبيقية )

نموذج مقترح لواجهة کلية الفنون التطبيقية – جامعة دمياط .

النتائج

  • ·  على مصمم الخطوط الطباعية مراعاة الحفاظ على هوية الحرف العربي والحفاظ على قواعده الخاصة والعامة .
  • ·  معظم الخطوط العربية الطباعية اليوم هي نتاج مزاوجة تيبوجرافية بين خط لاتيني وخط عربي وليس بالضرورة أن يکون الخط العربي في تلک الحالة له نفس مواصفات الخط اللاتيني فقواعد التصميم لکلا الخطين مختلفين في القواعد الخاصة وإن کان هناک اتفاق فيما بينهما في القواعد العامة من تصميم الحروف الطباعية .
  • ·  عند استخدام المزاوجة التيبوغرافية لابد لمصمم الخطوط الطباعية أن يقدم حلاً ناجحاً ومرناً وأن يکون الهدف هو إثراء الحروف العربية بالجديد المبتکر . . وأن يمتلک المصمم رؤية خاصة يقنعنا بها .
  • · تتوافر حلول ابتکارية لتصميم خطوط طباعية عربية إذا تمت عن طريق مزاوجة تيبوغرافية بشرط الحفاظ على هوية الخط العربي والحفاظ على قواعده الخاصة .

التوصيات

  • ·  تحفيز تبادل الخبرات والمهارات بين المصممين العرب وبعضهم البعض ثم مع المصممين الغرب .
  • ·  تشجيع الأفراد و المؤسسات العلمية على انتاج خطوط طباعية عربية .


[1] A DISCRETE ARABIC SCRIPT FOR BETTER AUTOMATIC DOCUMENT UNDERSTANDING

Ibrahim S. I. Abuhaiba*

Department of Electrical and Computer Engineering Islamic University -, Palestine

[2](تاج السر حسن 2002م –تاريخ الخط العربي - ص 80 ).

3 هشام إبراهيم عز الدين محمد - إمکانية تحقيق مبدأ الوحدة في تصميم الخطوط العربية الحاسوبية - جامعة السودان للعلوم والتکنولوجيا - أبريل 2012

[4]عبد العزيز الصويعي، الحرف العربي تحفة التاريخ وعقدة التقنية، الجماهيرية للنشر، ط1، 1989، ص171.

[5]مجلة عالم الطباعة يونيو ( حزيران ) 1985 ص 4

[6]محمد ياسر عزت العبار – رؤية فنية معاصرة لخط النسخ من خلال صياغة تشکيلية حروفية جديدة – رسالة دکتوراه – کلية الفنون الجميلة – جامعة حلوان ص35-37 - 2000

[7]مجلة بي سي العربية جماليات محبوسة في قفص الحاسوب http://arabic.pcmag-arabia.com/article.php

[8]محمد ياسر عزت العبار – رؤية فنية معاصرة لخط النسخ من خلال صياغة تشکيلية حروفية جديدة – رسالة دکتوراه – کلية الفنون الجميلة – جامعة حلوان ص38 - 2000

[9]The traditional Arabic type case extended to the Unicode set of glyphs

 [10] The currentstate of Arabic newspaper type and  (63) typography

[11]History of Arabic Type Evolution from the 1930s till

[12] جماليات مجلة بي سي العربية جماليات محبوسة في قفص الحاسوب

http://arabic.pcmag-arabia.com/article.php

[13]الحروف العربية والحاسوب أ.د. محمد زکي محمد خضر الجامعة الأردنية www.al-mishkat.com/khedher/

[14]عبد العزيز الصويعي، الحرف العربي ، ص198.

[15]Description: Age free font is applicable for any type of graphic design web, print, motion graphics etc and perfect for t-shirts and other items like posters, logos.

Format: Opentype (.otf) Compatible: PC & Mac Details: 162 Character Set, Price: Free

[16]https://www.myfonts.com/fonts/cheapprofonts/danube-pro/#index

[17]http://www.1001fonts.com/now-font.html

[18] Multicolor created by ivanfilpov,www.neogrey.com

[19]http://www.shutterstock.com/pic-115604041/stock-vector-vector-alphabet-set.html

المراجع
·   هشام إبراهيم عز الدين محمد - إمکانية تحقيق مبدأ الوحدة في تصميم الخطوط العربية الحاسوبية - جامعة السودان للعلوم والتکنولوجيا - أبريل 2012 .
·   محمد ياسر عزت العبار – رؤية فنية معاصرة لخط النسخ من خلال صياغة تشکيلية حروفية جديدة – رسالة دکتوراه – کلية الفنون الجميلة – جامعة حلوان ص35-37 - 2000.
·   عبد العزيز الصويعي، الحرف العربي تحفة التاريخ وعقدة التقنية، الجماهيرية للنشر، ط1، 1989، .
·   تاج السر حسن 2002م –تاريخ الخط العربي .
·   مجلة عالم الطباعة يونيو ( حزيران ) 1985 .
·   مجلة بي سي العربية جماليات محبوسة في قفص الحاسوب .
·    A Discrete Arabic Script For Better Automatic Document Understanding Ibrahim S. I. Abuhaiba* Department of Electrical and Computer Engineering Islamic University -, Palestine
·     The traditional Arabic type case extended to the Unicode set of glyphsTypography .- The currentstate of Arabic newspaper type and
·    http://www.1001fonts.com/now-font.html
·    Multicolor created by ivanfilpov,www.neogrey.com
·    http://www.shutterstock.com/pic-115604041/stock-vector-vector-alphabet-set.html