الاستفادة من النحت المصري کمدخل لتشکيل نحت التلقائيين

نوع المستند : مقالات علمیة محکمة

المؤلفون

1 باحث ماجستير

2 أستاذ النحت ورئيس قسم التربية الفنية کلية التربية النوعية -جامعة المنصورة

3 استاذ النحت بقسم التربية الفنية کلية التربية النوعية_جامعة المنصورة

المستخلص

الملخص
إن دراسة الفنون المرتبطة بالبيئة والمتأثرة بها لابد وأن نتناول تعريفها وتوضحها کي يتسنى لنا فهم الفنون والتي قد تتداخل مع کثير من المفاهيم کالفطرة , البدائية , ومن هنا کان يجب معرفة تلک الفنون والاطلاع على أراء الفلاسفة والمفکرين , وذلک کتمهيد لعرض السمات العامة التلقائية , و التي يستشفها الباحث من خلال تحليل أعمال النحاتين المصريين, وذلک للتأکد على الدور العام تلعبه التلقائية فى الفنون .
أن التلقائية تنبع أولا من اللاشعور الداخلي فيستطيع الفنان التنفيس عن مشاعره وأفکاره من خلال إخراجها إلى العالم الخارجي (المادي ) بصورة تبتعد عن التقيد أو الإجبار .
من هنا نجد أن " الرکيزة الأساسية للتلقائية هي الحرية , ولا تعنى هذه الحرية الفوضى , بل تعنى حرية قائمة على الاختيار النابع من ذات الفنان وبالتالي فإن الفن التلقائي على طرف النقيض مما يسمى (الفن العشوائي ) لأن الفن العشوائي تشيع فيه الفوضى.
وتهدف الدراسة إلى تحديد مدى الاستفادة من النحت المصري المعاصر واعتباره مدخل للفن التلقائى ومدى تأثير البيئة على الفن التلقائى والفنانين المصريين،و الاستفادة من بعض أعمال الفنانين المصريين المعاصرين لتعميق الوعي بأهمية التفاعل بين الفنون التشکيلية والنحت التلقائي و تعميق الوعي بأهمية القيم التشکيلية داخل أعمال الفنانين المصريين المعاصرين التي تناولت استخدام العناصر العضوية والهندسية في النحت، والوصول إلى إيجاد علاقة توافقية تجمع بين العناصر العضوية والهندسية والمضمون في النحت التلقائي.
وتناولت الباحثة مفهوم التلقائية في اللغة العربية من فعل " لقي " ويشتق منه لفظ تلقاء بمعني الجهة والموازاة وهنا نلمس من المشتق المباشرة ، أي دون حائل ويدعم هذه الثمه المصدر من الفعل : تلقائيا : وهي تعني من ذات النفس، إن التلقائية هي نوع من النشاط الحر أو الاختياري , وهو صادر من ذات الفنان دون تفکير عميق أو تعمد وأن التلقائية تنبع أولا من اللاشعور الداخلي فيستطيع الفنان التنفيس عن مشاعره وأفکاره من خلال إخراجها إلى العالم الخارجي (المادي ) بصورة تبتعد عن التقيد أو الإجبار .
 ثم تناولت الباحثة النحت المصري واعتباره مدخلا للفن التلقائي الذي کان له دور في ذلک فنجد أعمال الفنان ( محمد حسين هجرس 66 سنة ) , يضمن إبداعه جانبا من کل من هذه الصفات الثلاث : العبقرية ..والموهبة ..والبراعة , ويشکل معلما على طريق فن التمثال، ويعتبر هجرس الذي أبدع تماثيله مجسدا آلام المجتمع والناس و يستمد موضوعاته من تجربته ومشاهداته ورؤاه من البيئة الثقافية والطبيعية , مستخدما الرمز، ومن الفنان (محمد حسين هجرس) إلى النحات (محمد العلاوى) والذي قام بالصياغة ألحديثه للمفاهيم القديمة خاصة ان المثال الحديث يواجه عالما متغيرا لم يسبق له ان اختبره , فأدخل مبتکرات جديدة معاصره , تتيح للمثال طرح أبجديات جديدة على العمل النحتي و يعتبر النحات (محمد العلاوى) من النحاتين المعاصرين الذين استهواهم الفن القديم فاستلهم من ذلک الفن , من خلال نظره تأمليه والتفکير العميق _روحه دون تقليد او محاکاة , کما ان أعماله تتسم بالوعي والتعبير عن فکره واضح متعددة الناصر مبلورا بها فى نهاية الأمر أسلوبا خاصا يجمع بين الشکل الواقعي والتجريدي والرمزي فى نسيج متقن .
وخلصت الدراسة إلى أن هناک استفادة من من النحت المصري کمدخل لتشکيل نحت التلقائيين.

الموضوعات الرئيسية


المقدمة

النحت کغيره من فنون الشکل وسيلة للتفاهم لما يحتويه من مفردات ودلالات إنسانية، ترتبط ظواهره الفعالة بالإنسان حصرا، ذلک لکونه نتاجا إبداعيا من الناحيتين الفکرية والعملية، صنعته يد الإنسان، وهو حصيلة خلاقة تستمد وجودها من الواقع، فمنذ بداياته کان وسيلة لاستيعاب الوسط المحيط والانسجام معه.

نظرا للتغيرات التي طرأت على المفاهيم الفنية نتيجة التطورات الاجتماعية في القرن العشرين والتي تحدد مفهوم الجمال في العمل النحتي، فإن کثير من المکونات والعناصر الداخلة في بناء العمل النحتي لا تکون بالضرورة ذات قيمة جمالية في ذاتها،وإنما تتحقق قيمتها الجمالية في إطار الوحدة الفنية للعمل النحتي ککل،وهذا يؤکد أن"الجمال وظيفة يحققها العمل الفني بعدد من المکونات التي قد لا تکون في ذاتها جميلة بمعايير الاستحسان،ولکنها هنا بالذات تبلغ کيانها الجمالي، لهذا فالجمال يعد ترکيبي زماني مکاني تتحقق في موضوع دون الآخر"([1]).

في الآونة الأخيرة ألغيت الفواصل بين فروع الفن المختلفة فلم يعد النحت قاصرا على التمثال أو اللوحات المجسمة فتداخل النحت مع التصوير والخزف وظهور العمل المرکب کما تغيرت النظرة القائمة على الإدراک البصري من حيث نقل الواقع کما هو. وأصبح الإدراک الوجداني للفنان بمثابة المحرک الأول له في التعبير عما يجول بداخله من معاني ومضامين فنية تحمل رموزا وأشکال ومعاني من خلال قيام الفنان بتوليفها ودمجها بشکل مناسب لفنه وذوقه وحسه الفني ليستطيع المتلقي أن يستوعب تلک المعاني والمضامين الفنية التي يعنيها الفنان حيث أطلق العنان للفرد في حرية التعبير عن أفکاره ومقترحاته الفنية وله کامل الحرية في استخدام الألوان والخامات التي تروق له ولم يعد هنالک مقاييس ومعايير محددة تلزم الفنان وتحد من طاقته الفنية فنجد اتساع دائرة الخلق والابتکار والإبداع والمزج بين الأصالة والمعاصرة.

 بجانب أن الفن هو المجال الواسع للتعبير الفني في الماضي وفى عصرنا الحاضر وهو عامل من عوامل الاتزان بين الإنسان والحياة خلال تفاعل عضوي له خاصية الاستمرار المتجدد والذي ينتج عنه تواصل مستمر للفنون على مر العصور لأن الفن دلالة رائعة على الفکر الانسانى کحقيقة لا تقبل الجدل أو الشک حيث هناک صلة وثيقة بين الفن والعصر عبر التاريخ کانعکاس بين الفلسفات المختلفة وبين الفنون في تأثيرهما کلا على الآخر([2]).

 مما لا شک فيه أن الفنان في مختلف العصور قدم ومازال يقدم صوراً إبداعية تشکيلية جديدة تثرى الحرکة الفنية في جميع مجالاتها، فقد عبر بطلاقة فکره المبدع عما يجول بخاطره وسجلت أعماله التاريخية صوراً إبداعية وأنماطاً فکرية متغيرة، تنشد التطوير الدائم، ومن بين ما قدمته، حلولاً فنية ترقى بأن يسجلها التاريخ. فقد اهتم بصياغة عناصره وجعلها تحمل دلالة تعبيرية تجسد رؤيته الشخصية، حتى أصبح من الممکن التعرف على صاحب العمل الفني من خلال النظر لعنصر من عناصره أو أحد مفرداته التشکيلية التي يستخدمها في تکويناته الفنية.

 الفنان المصري القديم أخذت أغلب مفرداته التشکيلية العناصر العضوية والهندسية فکونت لها خصائص ودلالات ذاتية تعبر عن الحالة التي يعايشها والظروف الاجتماعية والأحداث السياسية. حيث کان النحاتون منذ أقدم العصور الفرعونية، يستوحون من أشکال الزهور الطبيعية وألوانها بکل ما توصلوا إليه من مهارة، وقد نجحوا في تحقيق ذلک. وقد تناول الفنان القبطي فى کثير من أعماله، صوراً مختلفة تعبر عن المدلول الهندسي والعضوي معاً، حيث استخدام العناصر النباتية (عناقيد العنب) والآدمية والحيوانية داخل أطر هندسية متنوعة.

 فى العصور الإسلامية اتسمت أغلب الجداريات النحتية بالبناء العضوي الذي يعتمد على وجود المتشابکات الهندسية بما تشمله من دوائر ومثلثات ومستطيلات يتخللها ويتجانس معها توريقات نباتية وبعض الطيور. وفى الفنون الشعبية استطاع النحات المصري بأن يعبر عن مفردات أشکاله من وحى البيئة التي غرس فيها ونمت أفکاره بالمشاهد التي کانت تحيطه، فاتخذ من الصور الآدمية والحيوانية والنباتية عناصر أساسية له، وصنع مزيجاً هندسياً متوافقاً بينهم، معتمد فيها على التبسيط والتلخيص الخطى لمفرداته التشکيلية.

 من النماذج المعروفة في هذا الصدد مجموعة الأسماک التي تتدلى من بعضها بشکل رأسي، إن غالبية الأعمال الفنية في مختلف الأزمنة والعصور يستوحيها الفنان أو ينشئها ويوظفها فى صياغات متعددة مکونا أبجدية خاصة به، يستخدمها فى التعبير عن أعماله الفنية بأفکاره وأهدافه المتعددة، محققا من خلال جوانب صياغتها ومعالجتها المتنوعة والأبعاد الوظيفية الجمالية لتلک الأعمال، وذلک من خلال مجموعة من العمليات التي تشتمل على خبرته السابقة ورؤيته وأسلوبه وتقنياته المختلفة، باستخدام الخامات، وکذلک أسس وعناصر التشکيل النحتي لتحقيق فکرة العمل الفني، وفق خطة بنائية تحمل أشکال ذات مدلول بصري انطباعي خاص، ينم عن البيئة التي تأثر بها، الأمر الذي استظل به الکثيرين من الفنانين المصريين المعاصرين، وسطعت أعمالهم بفضل ما ترکته لنا الحضارات، وبفضل أفکارهم وخبرتهم وسعيهم في إسعاد جموع الناس، ترکوا لنا مجموعة فنية عامرة بالقيم التى من شأنها تنمية الذوق العام، وساعدت على طرح رؤى متعددة جعلت حرکة الفن التشکيلي في مصر مزدهرة ومنتعشة.

 من بين هؤلاء الفنانين المصريين المعاصرين التي تناولت أعمالهم العناصر العضوية والهندسية (محمود مختار) و (جمال السجيني) و(محمود موسى) و(محمد هجرس) و(کامل جاويش) و(محمد مصطفى) و (آدم حنين) و (عبد الهادي الوشاحي).

 کل هؤلاء ساعدوا على تجسيد فعاليات النحت وأصبحوا منارة للفکر المصري المعاصر، وتعد أعمالهم خير تعبير عن ثقافة وحضارة هذا الوطن. لذا فمن الواجب الإنتمائى بأن يوجه الضوء بالدراسة، حول أعمال الفنانين المصريين بهدف التعريف بها، بدراسة وتحليل العناصر البارزة في أهم أعمالهم، وإمکانية الوقوف على أهم خصائصها وسماتها الفنية، والاستفادة منها في بناء المفردات التشکيلية وإعادة صياغتها في إطار يحفظ هيئتها ويتوافق مع الأبعاد الجمالية والوظيفية في النحت.

مشکلة الدراسة

يتجه هذا البحث إلى دراسة بعض أعمال النحاتين المصريين المعاصرين بهدف استخلاص حلول تشکيلية جديدة وأبعاد جمالية متنوعة من خلال دراسة العناصر العضوية والهندسية، و إمکانية الاستفادة من أعمال النحت التلقائي.

وفي ضوء العرض السابق يمکن تحديد مشکلة الدراسة في التساؤلات التالية:ـ

  • ·   هل يمکن توظيف واستلهام مفردات اللغة الفنية لأعمال رواد الفنانين فى نطاق النحت التلقائي؟
  • ·   کيف يمکن الاستفادة من الشکل والمضمون في النحت التلقائي وأثره على تأکيد ومسايرة الأصالة والمعاصرة ؟

أهمية الدراسة

تتضح أهمية الدراسة الحالية من خلال النقاط التالية:

  • ·   الاستفادة من بعض أعمال الفنانين المصريين المعاصريين لتعميق الوعي بأهمية التفاعل بين الفنون التشکيلية والنحت التلقائي.
  • ·   تعميق الوعي بأهمية القيم التشکيلية داخل أعمال الفنانين المصريين المعاصرين التي تناولت استخدام العناصر العضوية والهندسية في النحت.
  • ·   الاستفادة من تحليل أعمال الفن المصري المعاصر في إيجاد صيغ تشکيلية تثرى العملية الإبداعية في النحت التلقائي.
  • ·   الوصول إلى إيجاد علاقة توافقية تجمع بين العناصر العضوية والهندسية والمضمون في النحت التلقائي .

فروض الدراسة :

يقترح الباحث الفروض التالية:

1- إمکانية استيعاب النحت التلقائي للمتغيرات البنائية الفنية لأعمال عينة مختارة من الفنانين المعاصرين لإثراء الاتجاهات الإبداعية في المجال.

2- إمکانية توظيف الصياغات العضوية والهندسية فى النحت المعاصر باستخدام العديد من الخامات وتقنياتها المتاحة، للوصول إلى مظاهر مستحدثة للنحت التلقائي.

3-إمکانية الوصول إلى بناء تشکيلي ابتکاري في النحت بفصل أو دمج العناصر المستخدمة فى فن النحت التلقائي المعاصر.

حدود الدراسة

تقتصر حدود الدراسة على النقاط التالية :

 دراسة للنحت المصري المعاصر ومختارات من بعض أعمال الفنانين المعاصرين في مجال فن النحت.

الإطار النظري للدراسة:

مفهوم التلقائية Spontaneous :

 التلقائية في اللغة العربية من فعل " لقي " ويشتق منه لفظ تلقاء بمعني الجهة والموازاة وهنا نلمس من المشتق المباشرة ، أي دون حائل ويدعم هذه الثمه المصدر من الفعل : تلقائيا : وهي تعني من ذات النفس ([3]).

 مفهوم التلقائية فى مصادر اللغة الانجليزية :

 إن التلقائية هي نوع من النشاط الحر أو الإختيارى , وهو صادر من ذات الفنان دون تفکير عميق أو تعمد ([4]).

 يتضح من ذلک أن التلقائية تنبع أولا من اللاشعور الداخلي فيستطيع الفنان التنفيس عن مشاعره وأفکاره من خلال إخراجها إلى العالم الخارجي (المادى ) بصورة تبتعد عن التقيد أو الإجبار .

 من هنا نجد أن " الرکيزة الأساسية للتلقائية هى الحرية , ولا تعنى هذه الحرية الفوضى , بل تعنى حرية قائمة على الاختيار النابع من ذات الفنان وبالتالي فإن الفن التلقائي على طرف النقيض مما يسمى " الفن العشوائي " لأن الفن العشوائي تشيع فيه الفوضى " ( [5]). 

 يتضح مما سبق أن السمة المميزة للفن التلقائي هي الحرية في التعبير ومادام هناک تعبير فإن هناک انتقاء واعي للسمات التي يمکن أن ستهم فى تحقيق الهدف من التعبير عن شئ ما.

الاستفادة من النحت المصري کمدخل لتشکيل نحت التلقائيين.

 إن دراسة الفنون المرتبطة بالبيئة والمتأثرة بها لابد وأن نتناول تعريفها وتوضحها کى يتسنى لنا فهم الفنون والتي قد تتداخل مع کثير من المفاهيم کالفطرة , البدائية , ومن هنا کان يجب معرفة تلک الفنون والاطلاع على أراء الفلاسفة والمفکرين , وذلک کتمهيد لعرض السمات العامة التلقائية , و التي يستشفها الباحث من خلال تحليل أعمال النحاتين المصريين, وذلک للتأکد على الدور العام تلعبه التلقائية فى الفنون .

 أن التلقائية تنبع أولا من اللاشعور الداخلي فيستطيع الفنان التنفيس عن مشاعره وأفکاره من خلال إخراجها إلى العالم الخارجي (المادي ) بصورة تبتعد عن التقيد أو الإجبار .

من هنا نجد أن " الرکيزة الأساسية للتلقائية هي الحرية , ولا تعنى هذه الحرية الفوضى , بل تعنى حرية قائمة على الاختيار النابع من ذات الفنان وبالتالي فإن الفن التلقائي على طرف النقيض مما يسمى ( الفن العشوائي ) لأن الفن العشوائي تشيع فيه الفوضى " ( [6]). 

يتضح مما سبق أن السمة المميزة للفن التلقائي هي الحرية فى التعبير ومادام هناک تعبير فإن هناک انتقاء واعي للسمات التي يمکن أن ستهم فى تحقيق الهدف من التعبير عن شئ ما.

وإن کان فى استخدام الباحث للفظ الفن العشوائي للتميز بينة وبين الفن التلقائي ليؤکد أن الحرية فى التعبير عند الفنان التلقائي لا تعنى العشوائية , فإننا نتحفظ على استخدامه لهذا اللفظ لأن ليس هناک فنا عشوائيا طالما هناک تعبير يوجه الفنان للانتقاء واختيار ما يمکنه من صياغة أشکاله على نحوا يستطيع أن يعکس ما يريد التعبير عنه .

 يقول ( جون ديوى ) أن معظم التلقائية تدفق عاطفى إذ لا يکون التعبير جيد فى لحظات الضغوط الداخلية " ( [7] )،حيث أن التعبير التلقائي يکون نابع من الذات الإنسانية دون أي مؤثرات عليها يکون من شأنها أن تشوه هذا التعبير التلقائي ،" أما الجمود فى المادة والإقحام فى الحسابات يکونا عدوين للتعبير التلقائي " ( [8] ) . وهذا ما يتضح أيضا عند " الفيلسوف الايطالي ( بنذتوکروتشه Bendetto croce) حيث " يرى أن الحدس أو التعبير ليس عقليا أو منطقيا , وإنما هو عاطفى وانفعالى وغنائي , ولا يشمل العمل الفني فى رأى (کروتشه ) على أحکام تقريرية وهو بذلک يتميز عن العلوم الوضعية , والتي تعنى بالصورة المفهومة , اعتماد على النماذج النوعية أما دور الصور الخيالية فهي تکسب العمل الفني " الحياة والوحدة والرحابة على عکس الوضوح الظاهري الذي ينجذب له العقل حينما يمثل الوجود الواقعي " ([9]) 

من هنا يوضح لنا ( کروتشة) أن التعبير أو الحدس لا يکون عقليا أو منطقيا وهذا يدعم مفهوم التعبير التلقائي حيث أن التعبير لا يکون مبنيا على حسابات أو علوم وصفية أو ممثل للواقع الظاهري , وإنما يخرج فى صورة تبتعد عن أى قيود يکون من شأنها أن تبتعد بالفنان عن عاطفته وانفعالاته وذاتيته فى التعبير .

 کما کانت فلسفة (شيلنج shelling) تؤکد على إعلاء الذات المتوحد مع الطبيعة والمقصود من ذلک أن " الفن والطبيعة هنا يمثلان فى إتحادها نشاطا مثمرا ويصور (شيلنج) العمل الفنى وکأنه ينتج عن عبقرية تلقائية مثل الطبيعة ذاتها " ([10]) 

 يتضح لنا هنا أنه کلما توحد الفنان مع ذاته وبيئته وأقترب منهما بصورة مطلقة کلما أصبح العمل الفني مثل الطبيعة ذاتها , أي أنه أصبح ذاتي وتلقائي لا يوجد به أى افتعال .

" وقد تعرض أحد القواميس للفظ Naïve Art بأنه الفن التلقائي الضعوى وأنه فن بعيد عن الحذق المهارة والتقنية الدقيقة وبه روح الطفولة وتتغير رسومه بالأسلوب الخطى Line) (Quality وکذلک الاهتمام بالألوان البراقة الواضحة وأنه فن غير منمق أو متحذلق فى الصياغة مع الميل إلى تأکيد التفاصيل([11] ) .

 أما مصطلح ( spontaneous Art ) الذي يرتبط بالفن الفطري فهو فنان تلقائي أشارت إلية بعض المراجع أنه أسلوب فى الفن يتسم بالفطرية والعفوية الحرة لا تحکمه مقاييس کلاسيکية " ( [12] )

 ان الفنان التلقائي هو الأقدر على إيضاح هذه الأحاسيس والمشاعر لم يتضمنه من صدق فى عملية الإبداع , هذا الصدق تتضمنه الخامة أيضا فهو لا يکترث إلا فى الخامة المتوفرة لدية والتي قد يکون التعامل معها بأي صورة أجل التعبير عما ينفعل به ويتأثر.

ويمکننا أن نجد نماذج النحت في الحضارات القديمة باختلاف أشکالها ومنها في الحضارات الفرعونية والرومانية واليونانية التي نجد فيها فن النحت من أکثر الفنون انتشارا وتعبيرا عن الجو المحيط مع اختلاف غرض الاستخدام،وعادة ما کان المقصود من هذه النماذج هو النواحي الدينية للتعبير عن الآلهة المختلفة الخاصة بهم.

 يعتبر فن النحت المعاصر من أنسب الفنون التي يمکن استخدامها في تخليد الذکرى لأن النحاتين يعتمدون على مواد معمرة کالحجارة والمعادن. ويسمى هذا النوع من الفن النحت التذکاري.احتفظت کثير من الحضارات بتماثيل لأشخاص أدوا أدوارًا مهمة في تاريخ هذه الحضارات.

 في الشرق الأوسط، کان النحت في العهد المبکر لحضارة بلاد الرافدين يتألف من أشکال مصغرة القياس للملوک والکهنة. وقد تميز نحاتو بلاد الرافدين بعرض مناظر عنيفة، ولم يحاولوا تسجيل رسوم توحي بالحرکة أو تصوير أشخاص حقيقيين، غير أننا نشاهد رسومًا أکثر حيوية تظهر بارزة على قطع حجرية صغيرة تزين الأدوات والعلب خلال عهد الإمبراطورية الآشورية، (بين القرنين العاشر والسابع قبل الميلاد)، استخدم النحاتون النحت حلية معمارية ونحتوا أشکالاً من الحجر للثيران والرؤوس البشرية، ونصبوها أمام بوابات القصور. وزينت جدران القصور بأشکال بارزة لأشياء کثيرة للدلالة على قصص الحملات العسکرية التي قاموا بها والحوادث الأخرى المهمة. وقد وجدت منحوتات دقيقة في نينوى (قويونجق حاليًا) تروي قصة صيد الملک للأسود وتعبّر الأشکال المنحوتة عن حرکة الحيوانات بدقة وواقعية.

 تلاشى کثير من الفروق الأسلوبية بين النحاتين في القرن العشرين، وازداد اهتمام النحاتين بالتجريد، فأصبح کل اهتمامهم منصبًا على مشکلات التکوين وأهملوا المحتوى أو الرسالة في العمل النحتي، ولم يَعُد اهتمامهم مرکَّزًا حول الإنسان، کما کان في کل القرون مما أدَّى إلى ظهور نحت مُثير وأصيل في القرن العشرين ظهور خامات جديدة، وتغير مفهوم النحت لدى الفنانين. فالنظرة الجديدة إلى الواقعية أدت إلى استخدام ضوء حقيقي، وحرکة حقيقية في العمل الفني، فاستخدم النحاتون أنوار النيون، وبعض الآلات. وعلى الرغم من أن النحت الواقعي الذي يهتم بشکل الإنسان،کاد يندثر، إلا أن بعض النحاتين، استوحوا من حرکة جسم الإنسان أعمالاً

نجد ان النحت المصري کان له دور في ذلک فنجد أعمال الفنان ( محمد حسين هجرس 66 سنة) , يضمن إبداعه جانبا من کل من هذه الصفات الثلاث : العبقرية ..والموهبة ..والبراعة , ويشکل معلما على طريق فن التمثال، ويعتبر هجرس الذي أبدع تماثيله مجسدا الام المجتمع والناس و يستمد موضوعاته من تجربته ومشاهداته ورؤاه من البيئة الثقافية والطبيعية , مستخدما الرمز ومسبغا طابعا إنسانيا على الکائنات التى ينحتها فى الخشب والحجر أو يشکلها بالصلصال أو الجص . فالقط ..والسمکة ..والذئب العاوى ..والغراب الجاثم على الجيفة , والأسود اللذين يلتهموا بعضهم : کلها تشير إلى قضايا إنسانية ومصرية .

 ونجد المثال (حسين هجرس) يجمع بين عدة أساليب , و يغوص إلى جوهر المعاني الإنسانية , ويحدثنا بلغة المشاعر والأحاسيس , التي نلمسها فى الخطوط المنحنية والحيوية الدافقة , التي تصفى الحرکة الدرامية على تماثلية النابتة , حتى ليخيل إلينا أنها کائنات رأيناها من قبل . مع أنها تتسم بالبلاغة المفرطة , من حيث إسقاط التفاصيل عن الملامح إلى أقصى حد , فلا يبقى من الکائنات سوى الروح . والتعبير المجرد , الذي لا يخطئه الحس الأنسانى بحال من الأحوال.

تماثيل محمد حسين هجرس تخاطب فينا فطرتنا الأولى التي لا تخطئ الإحساس . تماثيل لا تقرأ (بضم التاء )ولکنها تقول ، ففي تمثال ( جذور البطاطا ) يصور فى بلاغة مدهشة انحناء الفتاة الفلاحة على أرض الحقل , لتنزع بکل قوتها شواشى الثمار المدفونة . تجذبها فى عنف يتجلى فى الخطوط المنحنية والذراعين المنبثقتين من الجسد النحيل المتوتر فى صبر نافد – مع إغفال جميع التفاصيل والملامح والأطراف . تصوير شبه مجرد للرغبة الجياشة المندفعة نحو الأرض کمصدر للحياة . لا يتضمن هذا التکوين ما يحاکى الواقع , سوى إشارات طفيفة تکاد تختفي , فى غمرة الإشعاع السحري الحيوي الحرکي , الذي يتفجر به التمثال

 ونجد ان النحت التلقائي في القرن العشرين قد تطور وظهر العديد من الفنانين أمثال الفنان النحات (محمد العلاوى) يمثل الفنان محمد العلاوى الجيل الطليعي فهو مفکر وصاحب رأى يطرح بتماثيله المثيرة معايير استاطيقية مبتکره ,تضرب بجذورها بعيدا فى تراثنا, مستفيدا من النظم والمقاييس الى أرساها المثالون المهندسون فى مصر القديمة متمثله فى روائعهم الى علمت : هنرى مور (1894_1986) الجلال والعظمة " [13]

 "يعتبر النحات( محمد العلاوى) من النحاتين المعاصرين الذين استهواهم الفن القديم فاستلهم من ذلک الفن , من خلال نظره تأمليه والتفکير العميق _روحه دون تقليد او محاکاة , کما ان أعماله تتسم بالوعي والتعبير عن فکره واضح متعددة الناصر مبلورا بها فى نهاية الأمر أسلوبا خاصا يجمع بين الشکل الواقعي والتجريدي والرمزي فى نسيج متقن , فهو يرى ان الفن رسالة ولابد ان يحمل مضمونا فکريا ورأيا متفاعلا مع ما يجرى فى عاملنا المعاصر من صراعات وأحداث , کما ان أعماله يسودها العقل المنظم والبناء المعماري الرصين , وتتميز أعماله بالبنائية والصرحية , وهو وثيق الصلة بمجتمعه معبرا عن متغيراته السياسية والثقافية والاجتماعية([14].

قام النحات (محمد العلاوى) بالصياغة ألحديثه للمفاهيم القديمة خاصة أن المثال الحديث يواجه عالما متغيرا لم يسبق له ان اختبره , فأدخل مبتکرات جديدة معاصره , تتيح للمثال طرح أبجديات جديدة على العمل النحتي . 

نتائج الدراسة:

للتحقق من صحة فروض البحث قامت الباحثة بدراسة مفهوم الفن التلقائي.

وتوصلت الباحثة إلى النتائج التالية:

1.  توجد علاقة بين البيئة المحيطة والفن التلقائي والفراغ المحيط على مر العصور وأنها علاقة متداخلة ومتشابکة لا يمکن الفصل بينها.

2. إن مجموعة القيم والمبادئ والمعطيات الفنية التي يحافظ عليها الفنان هي التي تجعل التمثال مميزاً وتلقائيا ويحمل شخصية الفنان والبيئة المحيطة.

3.  إن العلاقة بين النحت المصري و الاستفادة من النحت التلقائي هي تلک المبادئ المکتسبة التي تعطى النحت التلقائي غريزته وروحه .

ويتضح من هذه النتائج انه قد تحققت الاستفادة من النحت المصري کمدخل لتشکيل نحت التلقائيين.

التوصيات المقترحة:

  • ·   ضرورة التأکيد على دور النحت المصري والبيئة وفي خدمة المجتمع.
  • ·   ضرورة نشر الثقافة الفنية من خلال وسائل الإعلام المختلفة.
  • ·   ضرورة وجود ترابط بين النواحي الوظيفية للنحت التلقائي .
  • ·   ضرورة الترابط بين النحت التلقائي وبين العادات والتقاليد السائدة في المجتمع.
  • ·   التأکيد على أن يدرک عامة الناس أهمية الفنون التشکيلية بشکل عام والفن الفطري التلقائي.
  • ·   التأکيد على الدور التنفيسى لفن النحت التلقائي إلى جانب الجانب الجمالي.
  • ·   تأکيد دور النحت التلقائي واعتباره وسيلة لتفاعل أصحاب المهن البسيطة مع الفن التشکيلي.
  • ·   توفير الخامات اللازمة لأصحاب المهن لإنتاج أعمالا نحتية تلقائية .
  • ·   التأکيد على إبراز حضاراتنا العريقة بشکل معاصر في أعمال الفنانين التلقائيين البسطاء.


[1] )عبد الفتاح الديدى:"فلسفة الجمال"،الهيئة المصرية العامة للکتاب،القاهرة،1985،ص23.

(1) عز الدين نجيب :"التوجه الاجتماعي للفنان المصري المعاصر" , المجلس الأعلى للثقافة , القاهرة, 1997, ص64.

[3]- مجمع اللغة العربية : " نفس المرجع " ، ص 563 .

[4]William little : The shorter , oxford , English Dictionary , 1988 , P 67

[5] أحمد عبد النبى : " التلقئائية فى العمارة " , رسالة ماجستير , کلية الفنون الجميلة بالقاهرة جامعة حلوان , 1989 .

[6]) أحمد عبد النبي : " التلقائية فى العمارة " , رسالة ماجستير , کلية الفنون الجميلة بالقاهرة جامعة حلوان , 1989 .

[7] )John Dewey : Art As Experience , P70

[8]) جون ديوى : " نفس المرجع " ص 70 .

[9]) محسن عطية : " القيم الجمالية فى الفنون التشکيلية " , ط 1 , دار الفکر العربي , القاهرة , 1999 , ص 181 .

[10]محسن عطية : المرجع السابق , ص 132 .

[11]Educationally of fine Arts : Denis Thomas

[12]عبد الغنى الشال : " مصطلحات الفن والتربية الفنية " , جامعة الملک سعود بالرياض , 1404 هـ , 1984 م .

[13] ) مختار العطار : رواد الفن وطليعة التنوير فى مصر والعالم العربي _الجزء الثاني , ص 418

[14]) محمود محمد محمد فرج : تأثير التفکير التأملي للطبيعة وما وراءها على تتميه الإبداع لدى النحات المعاصر , رسالة دکتوراه ,2014 ص 139

المراجع:
1.     أحمد حمدي محمود : ما وراء الفن ـ الهيئة المصرية العامة للکتاب ـ القاهرة ـ 1993.
2.     أرنست فيشر : " ضرورة الفن " ، ترجمة : أسعد حليم ، الهيئة المصرية العامة للکتاب، مصر، 1998 م.
3.امجد صلاح الدين التهامى :" القيم التشکيلية والتعبيرية لمنحوتات عنصر الحيوان فى اتجاهات الفن الحديث" ،رسالة ماجستير، غير منشورة ، تربيه فنيه ، جامعه حلوان ، 1999.
4.امجد صلاح الدين التهامى :" القيم التشکيليه والتعبيريه لمنحوتات عنصر الحيوان فى اتجاهات الفن الحديث "رساله ماجستير ،تربيه فنيه ، جامعه حلوان ،1999م
5.     اميرة حلمى مطر:"مقدمه فى علم الجمال"، دار الثقافه للنشر والتوزيع، القاهره، 1979.
6.     أومبرتوباريکى :" المثالون الإيطاليون المعاصرين "، وزارة الثقافة ، مصر ، 1969.
7.     بدر الدين أبو غازي : المثال مختار ـ سلسلة آفاق الفن التشکيلي ـ الهيئة العامة لقصور الثقافةـ القاهرة ـ 2003.
8.     برنارد مايزر : الفنون التشکيلية وکيف نتذوقها ـ ترجمة : سعد المنصوري ، مسعدالقاضي مؤسسة فرانکلينللطباعةوالنشر ـ 1969.
9.     توماس مونرو : "التطور فى الفن الحديث ", ترجمه عبد العزيز جاويش واخرون ، الهيئه المصريه، القاهره ، 1972
10.  جيروم ستولتيز: "النقد الفنى "، دراسه جماليه وفلسفيه ، ترجمه فؤاد زکريا ، الهيئه العامه للکتاب، ط2 ، القاهره ،1981
11.  حامد زهران : علم النفس الاجتماعى ، عالم الکتب ، مصر ، 1972 ،
12.  حسن محمد حسن : " الاسس التاريخيه للفن التشکيلى المعاصر "، دار الفکر العربى ، الجزء الثانى ، 1979،
13.  رشدي لبيب : نمو المفاهيم العلمية ـ الانجلوالمصرية ـ القاهرة 1982.
14.  روبين جورج کولنجوود :" مبادئ الفن" , ترجمه احمد حمدى محمود , الدار المصريه للتاليف والترجمه , القاهره , 1937 ,
15.  روت عکاشه :" العين ترى والاذن تسمع " ، القاهره ، دار المعارف ، ج 1
16.  شوکت الربيعى: "الفن التشکيلى المعاصر"، هلا للنشر والتوزيع القاهره،2002،
17.  صالح رضا : ملامح وقضايا في الفن التشکيلي المعاصر– الهيئة المصرية العامة للکتاب ـ القاهرة ـ 1990 .
18.  عبد الحليم محمود السيد : "علم النفس العام " ، ط3 ، مکتبه غريب ، القاهره ، 1990
19.  عبد الغنى النبوى الشال : "مصطلحات فى الفن والتربيه الفنيه " ، شئون المکتبات ، جامعه الملک سعود الرياض ، 1984 ،
20.  عبد الفتاح الديدى :" فلسفه الجمال " ، الهيئه المصريه العامه للکتاب ، القاهره ، 1985م ،
21.عبد المجيد إسماعيل عبد المجيد : " الدلالات الرمزية لعناصر الطبيعة في النحت المعاصر والحديث " ، رسالة ماجستير ، کليه التربية الفنية ، جامعه حلوان ، 2006
22.  عز الدين نجيب : التوجه الاجتماعي للفنان المصري المعاصر ـ المجلس الأعلى للثقافة ـ القاهرة ـ1997.
23.عصام درويش: ديناميکية المکان _ الزمان فى سيمبوزيوم النحت الدولى باسوان واثره على صياغة الشکل النحتى_رسالة دکتوراه کلية التربية الفنية _جامعة حلوان _2004
24.عصام درويش:" دينامية المکان الزمان في سيمبوزيوم النحت الدولي بأسوان وأثره على صياغة الشکل النحتي ،رسالة دکتوراة ، غير منشورة ، کلية التربية الفنية ،جامعة حلوان ، 2004م .
25.  عفيف البهنسى : "الفن العربى الحديث بين الهوية والتبعية "، دار الکتاب العربى، القاهره، 1997،.
26.               A . M . Hamm Acher : The Evolution Of Modern Art Sculpture , Harry N. Abrams , publishers , New York , 1969, p. 108 .
27.               A .M . Hammacher : The Evolution of Modern Art Sculpture , Harry N . Abrams , Publishers , NewYork , 1969
28.               M . Hammacher : The Evolution of Modern Sculpture , Harry N . A brams , Publishers , New York , 1969 ,p 214
29.               Allen Leapa: The Challenge of Modern Art Great Britain London 1997
30.               Art Start Nevelison . nfml . www . albright knox . org /