السمات التعبيرية للدمي الشعبية المصرية وارتباطها بالتحديث في مجال الأشغال الفنية

نوع المستند : مقالات علمیة محکمة

المؤلفون

1 باحث دکتوراه

2 کلية الفنون التطبيقية - جامعة دمياط

3 کلية التربية النوعية - جامعة المنصورة

المستخلص

الملخص
کان للدمية الشعبية أهمية کبري داخل الفنون الشعبية المصرية بکل ما تنطوي عليه من تراث مادي ومعنوي قابل للتطور وهو فن من الفنون التي توارثها الأجيال عبر العصور وکانت من الرموز التي أثرت فيها تغيرات الحياة بقصد التحديث للوصول إلى أسلوب معاصر من أشکال التجديد لملائمة التطور الإنساني .
ويتلخص موضوع البحث في تحقيق السمات التعبيرية للدمية الشعبية وعلاقتها بالأشغال الفنية لإيجاد دمية ذات سمات مصرية تربط بين الثقافة والعملية التعليمية والنهوض بالمجالات الفنية داخل المدارس التربوية وهو الأمر الذي يتطلب دراسة حقيقة للدمية الشعبية عبر العصور المختلفة وربطها بمادة الأشغال الفنية وبيان دورها على المجتمع المصري .

الموضوعات الرئيسية


خلفية البحث :

على الرغم من التغيرات الواضحة في العقود الأخيرة والتي نتج عنها إختفاء أو ندرة کثير من الفنون الشعبية والتراثية إلغاء أن الظروف المکونة لسلوکيات الشعب لا زالت مشدودة إلى حد کبير بالموروث الشعبي , فالفنون الشعبية لها جذور لم تأت بالصدفة أو دون معنى فما زالت الأصالة والتلقائية تميز الفنون الشعبية رغم زحف الحياة الحديثة بآلياتها ورغم تطلع أبناء الشعب إلى محاکاة الغرب في أسلوب الحياة .

فمصر أم الحضارات فکان من الطبيعي أن يکون فيها ذروة الفن الشعبي فالفن الشعبي هو مرآة الشعب الروحية والثقافية والإجتماعية وقد اختار الباحث الدمي الشعبية لوجود خامات کثيرة قد تم إعداد العرائس منها فمن الطين صنع الدمي بأشکاله ومن سعف النخيل ونبات البردي صنع دمي شعبية ومن العظام والأحجار کانت عرائس شعبية بأشکالها المتعددة کذلک الخامات المتعددة مثل البوص والألياف وخشب الأشجار ونجد أن تنوع الخامات يؤدي إلى تنوع في التقنيات الحرفية المرتبطة بالخامة حتى يکون للعمل الفني قيمة نفعية بالإضافة إلى القيمة الجمالية وتعرض الباحث للتطبيقات المنفذة للفنون الشعبية في صناعة الدمي الشعبية في مصر .

وعليه کان لابد من إحياء بعض من الفنون الشعبية التي اندثرت في مجتمعنا المصري وذلک بسبب التغيرات التي حدثت في المجتمع المصري وهي جزأ من التغيرات التي تحدث في عالمنا المعاصر.

من هنا کان لابد من إعداد بحث علمي لإحياء الموروث الشعبي المصري وقد قدم الباحث الفن الشعبي کنموذج لعرض أساليب الحياة في مصر التي اندثرت ولم يبقى منها إلا القليل ولذلک قام بإعداد هذا البحث لإحياء الفن الشعبي وذلک اختار العرائس الشعبية المصرية لما تنطوي عليه من تراث مادي ومعنوي حي قابل للإستيعاب والتطور .

فللباحث رؤية خاصة في أن الدمية الشعبية ثروة شعبية تمثل دستورا للحياة بکل جوانبها وهي تؤثر في الحياة وتنظيمها بقدر ما تعکسها وتعکس ما هو سائد فيها من عادات وتقاليد ومفاهيم وما يتصف به صاحب هذه التقاليد من سمات شخصية .

انتشرت صناعة الدمي وتعددت عبر العصور المختلفة فکانت هناک دمي تختص وهناک دمي تؤثر في عصر من العصور ولکن مع دراسة الباحث لفن الدمي وجد أن هناک أنواع من الدميات التي انتشرت وتأثرت بها الفنون الشعبية وأصبحت جزء لا يتجزأ من مجتمع يحتاج إليها وقام بحفظها على مر السنين لتکون صورة من حياة الشعب ولقد صبغت هذه العرائس والدمي بکل فترة عاشت فيها بصبغة المجتمع وتطوراته المستمرة .

وقبل دراسة هذه الدمي نوضح أنها اقترنت بکل العصور المصرية وانتشرت في العصر الإسلامي واختلطت بالفنون الشعبية المصرية فلقد صنعها المصريين نتيجة تعبيرهم عن آرائهم ولقد عرفت هذه العرائس في مصر بارتباطها بمناسبات وأعياد المصريين فلکل دمية أو عروسة مناسبة
معينة لها .

فنجد أن الإهتمام بجمع ودراسة الفنون والعادات والتقاليد المختلفة للشعوب والأقاليم المصرية ليس إهتماما حديثا جاء في السنوات الأخيرة بل هو قديم بدأ منذ سنوات بعيدة حيث قامت مؤسسات شبه رسمية بهذا العمل الذي نتج عنه وجود الفنون الشعبية التي جمعت عن طريق العمل الجماعي فيقول ( أرنست فيشر ) " إن عملية العمل الجماعية تتطلب إيقاعا يوحد التناسق في العمل ويقوي من أثر الإيقاع ترديد لفظي  موحد " (1).

من هنا نجد أن الفن الشعبي المصري حافظ على أنواع من الدمي والعرائس التي تأثر بها العامة من الشعب في المجتمع الذي يعيش في المجتمع لذلک کان لابد من حفظ هذه الفنون وتطورها لتساير المجتمع الذي يعيش فيه الإنسان فهذه الدمي والعرائس الشعبية کان لها أدوار في المجتمع فکانت منها دمي سياسية ودمي ثقافية ودمي سحرية ودمي تخدم الأفراد ودمي للترفيه وإسعاد العامة ودمي لذکرى ومناسبات معينة وغيرها .

وياستعراض هذه الثقافات وجد أن الفن الشعبي المصري لم يأت بالصدفة أو دون معنى فهو فن کان له أساس فنجد أن الأصالة والتلقائية هما سمة من سمات الفنون الشعبية التي ترجع أصولها إلى آلاف السنين التي کان لها دور کبير في تشکيل الحرکة الفنية المصرية المعاصرة . 

مشکلة البحث :

" تعتبر الفنون الشعبية الحصيلة الفنية بين حياة الإنسان وعمله وبين الطبيعة وهي مرتبطة کل الإرتباط بحياة الجماعة والشعوب - وبالتاريخ والأسطورة ومليئة بالرموز والتعبير"([1]) ولقد تأصلت الفنون بکافة مجالاتها في هذا الفن الذي تميز بالأصالة والتنوع في الأساليب والخامات والتوظيف الذي ارتبط بالحياة وحاجاتها .

" وفي بداية القرن التاسع عشر عندما بدأ عصر الصناعات التکنولوجية يغزو ألمانيا حدد (وليم جرم) مفهومه بالنسبة للحياة الشعبية بأنها الحياة البعيدة عن صوت الآلة - وسحر المال - وحيث لا يتحکم القانون الوصفي - وإنما تسيطر التقاليد والعادات بوصفها أسمى قانون - وحيث يحس الشعب بالطبيعة التي تحيط به وکأنها جزء منه "([2]) فالفن الشعبي يضم کل ما هو موجود ومتوارث في المکان فمن هذه العناصر يمکن للفنان أن يخلق باستمرار فنا متطورا جميلا وأن يبتکر باستمرار کل ما هو جديد ونافع سواء تمثل هذا الإبتکار في التصميم أو في استخدام خامة لم تکن مستغلة من قبل في الغرض المعين الذي يستخدمها هو فيه .

" وتعد العروسة من أهم عناصر الفن الشعبي لما لها من دور فعال في حياة الکثير من أفراد الشعب المصري , وذلک من حيث کونها دمية يلعب بها الأطفال أو عرائس تقوم بأغراض وظيفية وسحرية ودينية  " فنجد أن اسم العروسة يطلق على الزوجة ما دامت في عرسها ودمية يلعب بها الأطفال ( محدثة ) والدمية هي الصورة الممثلة من العاج أو غيره يضرب بها المثل في الحسن والصنم المزين([3]) .

ولقد أثرت العروسة الشعبية تأثيرا فعالا في شحذ خيال الطفل وتنمية مدرکاته الوجدانية وجذب انتباه بالإضافة إلى إيجاد صلة وجدانية بينه وبين عالم آخر يخلقه لنفسه " ويمکن للعروسة أن تقوم بدور الکائن الحي الذي يحمل إلى عالم الطفل الضيق المحدود الشحنة التعليمية المحملة بالمادة العلمية بطريقة سهلة محببة إلى جانب ما للعروسة من قيمة نفسية من حيث کونها متعة وجدانية للطفل إذ يتخذ منها کائنا يناجيه ويبث إليه ما يحمله عالمه الضيق المحدد ويستمد منها تعاليم ويصبغها هو من وحي خياله " ([4]).

فنجد أن الإنسان منذ أن وجد على سطح الأرض ومحاولاته مستمرة للسيطرة على البيئة المحيطة لإخضاعها لأغراضه الذاتية " وأثناء تلک المحاولات شعر بأنه محاط بقوى خفية خارجة عن نطاق فهمه فحاول أن يستميل هذه القوى بالتضرع إلى الآلهة لتدرأ عنه الشر وتجلب له الخير " ([5]) .

وبالتالي لجأ إلى اختراع بعض الوسائل التي تعينه على التغلب على تلک القوى الخفية ومن هذه الوسائل محاولة محاکاة الشکل الآدمي باستخدامه لبعض الخامات البيئية المحيطة
مثل الطين والأحجار وعظام بعض الحيوانات ونتج عن تلک المحاکاه دمي وعرائس تقوم بالوظائف التمائمية والسحرية " ومع استمرار الإنسان في محاولاته للإندماج مع البيئة ومحاولة السيطرة عليها نتجت بعض المفاهيم والأفکار والعادات والمعتقدات التي تشکل حجر الزاوية في ثقافة
المجتمع " (
[6]) .

والعروسة يصعب تحديد عمرها کلعبة بصورة مؤکدة وتشير الأبحاث الأخيرة في هذا الصدد إلى صعوبة إثبات التاريخ القاطع لاستخدام العروسة کلعبة کما يصعب تحديد المکان الذي ظهرت فيه العرائس أول  مرة " ([7]) . ولکن ما يهمنا في هذا المقام أن العروسة تعد رمزا يحمل الکثير من ثقافة المجتمع لما تحويه من عناصر أساسية وسمات فنية مرتبطة بالبيئة ومواکبة لقانون التطور الثقافي والحضاري . " فنجد أن العرائس وجدت خلال عصور ما قبل الأسرات لتفي بأغراض سحرية واستمر بعضها في العصور الفرعونية , وتطور البعض منها وأضيفت أنواع أخرى لتفي أيضا بأغراض سحرية ودينية , ومع اندماج الحضارتين اليونانية والرومانية بالحضارة المصرية ظهرت أنواع أخرى من العرائس تحمل سمات کل من الحضارات المندمجة , أما في العصر القبطي فقد ظهرت أنواع أخرى من العرائس تحمل سمات الحضارة الفرعونية واليونانية والرومانية ومع تأثرها بفلسفة وسمات الديانة القبطية " ([8]) , " ومع دخول الإسلام تأثرت العرائس تأثرا مباشرا بالعقيدة الإسلامية وأخذت أشکالا جديدة متمشية مع روح الإسلام " ([9]) .

" وفي القرن الخامس عشر ظهرت العرائس الألمانية واستخدمت ليتمتع بها الأطفال ثم ظهرت في إيطاليا بأشکال أکثر تطورا وتنوعا في الخامة ويعتقد أن فکرة العروسة کلعبة قدمت لليابانيين بواسطة الألمان وإن لم يغب عن ذهننا ارتباط العروسة بالتاريخ الياباني منذ آلاف السنين حيث کان المعتقد أنها تمثل الإمبراطور وزوجته شخصيا بالرغم من أنها تصنع حاليا في اليابان بالملايين لسد حاجة السياح " ([10]) .  

وها هو القرن العشرين بجميع إمکانانته الأدبية والمادية رکز على مسرح الطفل في جميع بلدان العالم بکل ما يثير وينمي مدرکات الطفل " فاللعبة مهمة وضرورية بالنسبة للطفل وخاصة إذا کانت نابعة من البيئة ومرتبطة بتقاليدها کما أن تعدد الخامات والهدف الذي من أجله صنعت اللعبة يفتح مجالا مناسبا للتعبير وبذلک تصبح اللعبة مصدرا لاحتکاک الطفل بالبيئة المحيطة به والعمل على دراستها لخلق المواطن السليم المتعارف بطبيعة وحياة المجتمع من حوله وبذلک يصبح الفن وسيلة للنمو الإجتماعي " ([11]) .

" کما أن الألوان الزاهية في اللعب تفتتح مجالا محببا للطفل لما تحتويه من قيم لونية تخلق حساسية لونية لدى الطفل تنمو عن طريق وعي فني بها مبني على العلاقات اللونية وممارسة فعلية " ([12]) , ويمکن القول بأن اللعب هي أحد أنواع الثقافة التي يمکن أن تظبط دوافعه وحاجاته حيث أن الطفل يجد في اللعبة الصديق الوفي الذي يملأ عليه المکان , ويرى فيه ما لا يستطيع الکبار رؤيته . " وتعتبر اللعبة في العصر الحاضر من وسائل التربية الحديثة على مستوى العالم , إذ اهتمت بها معظم الدول الأجنبية مثل اليابان وانجلترا وأمريکا والمجر , ومهما تنوعت اللعبة واختلفت أشکالها فإنها لا تکون مفيدة ومجدية إلا إذا کانت نابعة من البيئة ومستمدة من عناصرها منها , حتى يستطيع الأطفال التعرف على بيئتهم من خلال اللعب " ([13]) .

واللعب بوجه عام وخاصة التي تمثل الحيوانات تؤدي وظيفة هامة بالنسبة للأطفال وتأثيرها على نفسيتهم . " فأحيانا ما يکون من الصعب أن يعبر الأطفال عن مشاعر العدوان تجاه الناس حتى من خلال اللعب الخيالي وباللعب ولذا يعبرون عن هذا العدوان تجاه الحيوانات فالطفل لا يجرؤ على إصابة لعبة تمثل الأب بينما يفعل ذلک مع لعبة تمثل أي حيوان وخاصة الحيوانات المفترسة وهکذا الحال مع أعضاء الأسرة في الوقت الذي ينطلق فيه التنفس المطلق من نماذج الحيوانات وعن طريق نقل مسئولية الفعل إلى الحيوانات ويعبر الطفل عن مشاعره بصورة غير مباشرة " ([14]) .

والذي يمکن أن نرکز عليه هنا هو أن اختلاف وتنوع البيشة من منطقة إلى أخرى أدى إلى التنوع في شکل العروسة ليس في الهيئة العامة فقط ولکن أيضا في تناوله للتشکيل بالخامات البيئية وبالتالي تنوع في السمات الفنية والتقنيات الحرفية التابعة لها فقد ظهر هذا واضحا في بعض النماذج لعرائس تحمل سمات البيئة التي صنعت بها والعروسة في مجال الأشغال الفنية لها وظاف متعددة بعضها يرتبط بالفرد المشتغل بها تساعده على تحقيق تکامل شخصيته حيث يکتسب القدرة على تطويع الخامات التي بين يديه فنيا فيحقق من خلالها القيم الجمالية التي تکسبه القدرة على التذوق والإبتکار فيصبح بذلک شخصا ذواقا , مما يعود عليه بالنفع في الکثير من أوجه الحياة . " فالأشغال الفنية تحقق للفرد القدرة على فهم الخامات والأدوات وطرق التعامل معها وتمنحه متعة الخلق والإبتکار وأهم وظائف الأشغال الفنية يمکن تحقيقها عن طريق الفن الشعبي لما له من نشاط إنساني أساسيا يرتبط بالمجتمعات " ([15]) .

فنجد أنه في کثير من الأحيان ليس لدى الأطفال فکرة عن الدمية الشعبية المصرية من ناحية العادات والتقاليد والتشکيل والخامات وذلک لوجود تغيرات طرأت على العالم الموجود علميا حاليا والتطور الحضاري والتقدم التکنولوجي أدى إلى تغيرات في أساليب التفکير الذي أصبح علميا وأدى ذلک إلى ترک بعض العادات والمعتقدات الشعبية المصرية وقد بدأت تندثر مع التطورات الحديثة واللجوء إلى الإهتمام بعادات ومعتقدات الغرب , فعلى الرغم من أن اللعب الحديثة المستوردة تقترب إلى أذهان الصغار مستحدثات الحياة العصرية فتثير فيهم نزعة البحث والترکيب ولکنها لا توقظ أي شعور من الناحية الإجتماعية .

ولهذا يجب أن لا تذوب الشخصية القومية في الثقافات المستوردة وهذا لا يعني التخلف وإنما يعني أن نطعم الثقافة القومية بأفضل ما في الثقافات الغربية من إيجابيات ولذلک نجد أن هذا البحث يهتم بدراسة الدمية الشعبية من خلال مجال الأشغال الفنية والتعرف على الخامات البيئية المحيطة بهم فاندثار الرمز الشعبي المصري أصبح واضحا فالمعلم ليس له دراية بأنواع وأشکال العرائس التي يمکن أن يقوم بتدريسها للأطفال وبالتالي ليس للطفل أي معلومات عن العرائس التي وجدت على مر العصور من قبل التاريخ وحتى العصور الإسلامية وعدم دراية الأطفال بتراثنا الشعبي فتلاشت الحکايات الشعبية وظهرت مکانها السمات الغربية والتي وضحت في عرائس وألعاب الأطفال وبالتالي أدى إلى اندثار ويحل محلها عرائس غريبة من حيث السمة والخامة .

لذلک ظهرت الحاجة إلى دراسة وتسجيل تطور صناعة العرائس ومعرفة أنواعها وأشکالها وجذورها التاريخية فمنها عرائس ( القمح - النيل - الحقول - الفخار - السبوع - العظم - القماش - الزار - الحسد الورقية - العجين - الحلوى - خيال الظل - المولد - الأراجوز ) للإستفادة من التراث الشعبي وإدراک التواصل الثقافي والفني وذلک بوضع برامج لإثراء الممارسات التطبيقية للأشغال الفنية بما يحتويه التراث الشعبي من أساليب معرفية ومعاني ورموز وتقنية موضوعية يمکن أن يکون لها دور مؤثر في مجال التربية الفنية خلال الإشتراک في وضع أهداف قومية لاستخدام الخامات البيئية والمحافظة على هذه الخامات ووضعها في الأخطار العملي الحديث الذي يمکن أن ينجذب من خلاله الأطفال إلى تراثنا الشعبي ومعرفة أصل الحضارات المصرية .


أهداف البحث :

1.    معرفة الجذور التاريخة للعروسة الشعبية قومية الطابع .

2.    محاولة تصنيف وتحليل بعض أنواع العرائس الشعبية من حيث أشکالها ورموزها الفنية والحرفية في صناعة العرائس .

3.    التعرف على الإطار الثقافي الذي يشتمل على عادات ومعتقدات دينية وسحرية کان لها أثرها المباشر وراء صناعة العرائس ومعرفة أشکالها ورموزها الفنية .

4.    توضيح أهم عناصر السمات التعبيرية والتشکيلية للدمية الشعبية في تنفيذ المجالات التطبيقية الحرفية للأشغال الفنية .

حدود البحث :

1.   يقوم الباحث باستخدام الخامات المحلية بالإمکانات المتاحة في إعداد دمي مصرية الطابع .

2.   يقتصر هذا البحث على دراسة مفهوم الدمية الشعبية ومدي ارتباطها بالطفل المصري .

3.   الکشف عن الجوانب الجمالية والتربوية للمأثورات الشعبية التي ارتبطت بألعاب الأطفال .

4. دراسة اتجاهات المجتمعات المتقدمة في کيفية الإستفادة من توظيف المستجدات التکنولوجية في العاب الأطفال بصورة متطورة تتناسب مع رؤية المستقبل .

 فروض البحث :

1.       هناک أثر للدمية الشعبية في إثراء القيمة التعبيرية في مادة الأشغال الفنية على الأطفال .

2.       يمکن اکتساب الطلاب المهارة في التشکيل الفني للدمية الشعبية المصرية في مجال الأشغال  الفنية .

مصطلحات البحث :

-       السمات التعبيرية :

" الفنان الشعبي في العصر الحديث صنع عرائس مختلفة الأنواع والأشکال وذلک تبعا للوظائف التي تقوم بها , فمنها ماصنع بغرض اللعب أو التزين أو بغرض السحر والخوف من العين الحاسدة الشريرة , وعرائس صنعت لتقوم بأدوار وظيفية وتمثيلية , وهذه العرائس تعد استمرار لعرائس صنعت لنفس الأغراض في العصور السابقة , مع إضافة سمات فنية وحرفية جديدة تساير الثقافة السائدة , وذلک باستخدام خامات بيئية محيطة وبتقنيات حرفية مستمدة من التراث مع إضافة سمات فنية خاصة بالفنان الشعبي تتسم بالفطرة والبساطة في التعبير " (1) .

 

-       العروسة الشعبية :

" يطلق اسم العروسة على الزوجة مادامت في عرسها ودمية يلعب بها الأطفال والدمية هي الصورة الممثلة من العاج أو غيره ويضرب بها المثل في الحسن " [16] .

" فالعرائس تعکس کثير من ثقافة المجتمع المتمثلة في أفکاره وعاداته ومعتقداته وقد استمرت هذه العرائس حتى الآن , فنجد عرائس المنجد التي يلعب بها الأطفال منتشرة في جميع أنحاء قرى مصر وعرائس الحلوى التي تصنع في المناسبات الدينية مثل عرائس المولد وعرائس خاصة بالزراعة مثل عروسة النيل وعروسة القمح وخيال المآتة " ([17]) .

-       الأشغال الفنية :

" للأشغال الفنية وظائف متعددة بعضها يرتبط بالفرد المشتغل بها تساعده في تحقيق تکامل شخصيته , حيث يکتسب القدرة على تطويع الخامات التي بين يديه فيحقق من خلالها القيم الجمالية التي تکسبه القدرة على التذوق والإبتکار فيصبح بذلک شخصا ذواقا وأهم وظائف الأشغال الفنية يمکن تحقيقها عن طريق الفن الشعبي وهذا لما للأشغال الفنية من نشاط إنساني يرتبط بالمجتمعات وعن الإرتباط الشعبي بالأشغال الفنية تذکر " ثريا عبد الرسول " أن الفن الشعبي يضم کل ما هو موجود ومتوارث في المکان فمن هذه العناصر يمکن للفنان أن يخلق باستمرار فنا جميلا متطورا وأن يبتکر باستمرار کل ما هو جديد ونافع " .

منهجية البحث :

- يعتمد البحث على کل من المنهج التجريبي والوصفي والمنهج التحليلي .

أولا : الإطار النظري :

1.  دراسة مفهوم الخامة کوسيط تشکيلي وقيمتها الفنية في مجال الأشغال الفنية .

2.  السمات المرتبطة بالتشکيل الفني للدمية الشعبية .

3.  تصنيف لبعض الخامات المستخدمة في صناعة العرائس الشعبية .

4.  أهم المعالجات والحلول التشکيلية للأعمال المنتجة .

5.  استخلاص مميزات الخامات المستخدمة من حيث طواعية التشکيل وتوضيح قيمها الفنية والجمالية .

ثانيا : الإطار العملي :

-      أستهدفت تلک الدراسة تسجيل تطور صناعة الدمي ومعرفة أنواعها وأشکالها للأستفادة من التراث الشعبي وإدراک التواصل الثقافي والفني وذلک بوضع برامج لإتراء الممارسات التطبيقية للأشغال الفنية بما يحتويه التراث الشعبي من أساليب معرفية ومعاني ورموز تقنية موضوعية يمکن أن يکون لها دور مؤثر في مجال التربية الفنية من خلال الإشتراک في وضع أهداف قومية لاستخدام الخامات البيئية والمحافظة على هذه الخامات ووضعها في الأخطار العملي الحديث الذي يمکن أن ينجذب من خلاله الطفل إلى تراثنا الشعبي ومعرفة أصل الحضارات المصرية .

-      يقوم الباحث في إجراء تجربة لفتح آفاق جديدة في تطوير مجال الأشغال الفنية والخروج عن المألوف في المناهج التي تدرس في المدارس التعليمية واعتبار الدمية الشعبية المصرية مجال من مجالات الفن يصب في بوتقة الأشغال الفنية مع عدم الإقتصار على الخامات التقليدية .

الخامات المستخدمة :

تنقسم الخامات المستخدمة إلى قسمين :

1.   الخامات المتجانسة .

2.   الخامات المساعدة .

1.    الخامات المتجانسة :

هي خامات من نوع واحد أو أصل واحد تتمشى وتتلاءم مع بعضها البعض .

2.    الخامات المساعدة :

هي الخامات التي تساعد على إظهار جمال العمل الفني المشغول بالخامات وتکون غالبا من خامة مختلفة حتى يظهر التباين بين الخامات فالخامة المساعدة هي التي تساعد على إظهار جمال الخامة الأخرى .

وبالتالي کان لابد التطرق لبعض من الأنواع المختلفة للخامات التي لها أهمية کبرى في التدخل في صناعة دمي وعرائس شعبية لها إفادة قوية في المجالات المختلفة ومنها :

-  خامة العظم .

-  خامة الجلود .

-  خامة الجزر .

-  خامة الأخشاب .

-  خامة القماش .

-  خامة الورق .

-  خامة السيقان النباتية .

-  خامة البوص .

-  خامة القش .

-  خامة الألياف النباتية والمحلية .

-  خامة الفخار .

-  خامة المعادن .

من هنا کان لابد من أن نذکر بأن للدمية الشعبية المصرية إفادة في مجال الأشغال الفنية حيث لابد من أن تحتل المکان المناسب لها داخل مقررات المدارس وهو ما يصبو إليه البحث العلمي الحالي وذلک بعد أن رکزت الدولة جهودها على جعل الدمية الشعبية مصدرا لتوصيل الخبرات التعليمية لدى جميع الطوائف داخل جمهورية مصر العربية ووضع الدمية الشعبية في الآونة الأخيرة ظهرت على الساحة الإعلامية تفوق کل الوسائل التعليمية التي رکزت على الدمية الشعبية مثل البرنامج الشهير ( بوجي وطمطم ) کذلک برنامج ( عالم سمسم ) والذي ظهرت فيه الدمي الشعبية في صورة مصرية أصلية تقوم بإعداد أنواع من الطرق العملية للأطفال فکان لها دور تعليمي وتربوي وهو ما أدى إلى القيام بالعديد من التجارب التربوية التي حاولت استخدام أساليب أکثر تطورا في التدريس اعتمادا على منهج النشاط وذلک للرقي بعمليات التعلم وجعل العلم وظيفة مباشرة في حياتهم العملية ومن أشهر هذه التجارب تلک التجربة التي أجراها ( جون ديوي ) في إحدى المدارس الإبتدائية بالولايات المتحدة الأمريکية وکان مضمونها هو الإعتماد على مبدأ المشارکة الإيجابية من جانب المتعلم في کافة الأنشطة ذات الوظيفة والقيمة والمعنى بالنسبة له . 

وبالتالي يجب أن تحظى الأشغال الفنية بالإهتمام في ظل تطوير التعليم حيث نصبح قادرين على اللحاق بالرکب والتطور الهائل في التربية والبعد عن ما هو تقليدي والإرتقاء بمستوى التلاميذ " فرؤيتنا لمستقبل التعليم تعتمد على ما نرغب أن يحققه تلميذ هذه المرحلة من أهداف وما يکتسبه من مهارات وما يمارسه من أنشطة وما نتطلع إليه نحن في المستقبل فنحن نريد لتلميذ هذه المرحلة أن يکون قادرا على البحث الذاتي عن المعلومات ولا نريده تلميذا سلبيا يقتصر دوره على مجرد تلقي المعلومات وحفظها "(1) .

کذلک يجب أن يکون للدمية قدرا من الإهتمام والإفادة منها في مجال الأشغال الفنية لما لها من مکانة مرموقة عبر العصور الحضارية وتاريخ لا يمکن تجاهله ولقد أکد لنا هذا التراث الشعبي المصري عبر مراحل تطوره حيث نادت التربية الحديثة بأن للفن الشعبي قيمة فعالة على إنسان الغد في تأکيد الشخصية القومية .

 

 

المشغولة (1)

يتضح التقدم في التقنيات المتنوعة إلى وجود نوع من الإمکانات التشکيلية للعمل الفني

 

المشغولة (2)

يتضح استخدام الخامة الواحدة مع وجود تشکيل فني مميز مع الوصول إلى دمية ذات سمات مصرية وشعبية

 

المشغولة (3)

يتضح استخدام الخامة الواحدة مع وجود تشکيل فني مميز

 

المشغولة (4)

تتسم هذه المشغولة بالتنوع في الخامات الطبيعية والسمات التعبيرية للدمية الشعبية المصرية

 

 

المشغولة (5)

تنوعت الخامات مع وجود دقة في الإعداد الفني والتقنيات المستخمة بوضوح في المشغولة الفنية 

النتائج :

باتباع الباحث للمنهج التجريبي أمکن إثبات صحة فروض البحث وقد جاءت نتائج البحث على النحو التالي :

  • ·   ساعدت هذه الدراسة على اکتساب المعارف والمفاهيم بمداخل الأشغال الفنية وإمکانية توظيف الخامات الطبيعية .
  • ·   حققت هذه الدراسة الفرصة للتعرف على أنواع وأشکال من الدمي الشعبية وارتباط هذه الدمي بمادة الأشغال الفنية .
  • ·   إحترام حقوق الفنان کمبدع مستقل يستطيع أن يعبر عن أفکاره في جو من الحرية والأمان بحيث يتقبل المجتمع هذه النتائج ويشجعها .
  • ·   حققت الأشغال الفنية أهداف عريضة نظرا لأهميتها في تکوين مدرسة منتمية .
  • ·   التأکيد في المناهج الخاصة بالتربية الفنية أن لدراسة الدمية الشعبية المصرية المعاصرة وما طرأ عليها من تغيرات أمر هام لخلق نوع من الترابط بشتى المجالات الثقافية الأخرى وتکاملها وهو ما جعل للبيئة المصرية ارتباط وثيق بالتراث والحضارات المصرية .

 

التوصيات :

يوصي البحث بالآتي :

  • ·   إجراء دراسات حول الدمية الشعبية ووضع المعايير والمقاييس وتقويم أهدافها التربوية أثناء  تطبيقها .
  • ·   الإهتمام بالبيئة المصرية وما ينتج منها من خامات طبيعية وصناعية أصلية حيث أن البيئة المصرية زاخرة بالخامات الوفيرة .
  • ·   تطوير مجال الأشغال الفنية ( الخاصة بنظرية التحديث ) عن طريق وضع برامج تعليمية لإثراء مجال الأشغال الفنية في المناهج التي تدرس داخل المدارس وربطها بجميع المواد الدراسية.
  • ·   إقامة المعارض الفنية الخاصة بالأشغال الفنية يشرف عليها أساتذة متخصصين في مجال التربية الفنية والإطلاع على أحدث الوسائل التکنلوجية في إعداد دروس على مستوى علمي راقي في مجال الأشغال الفنية .
  • ·   الإهتمام بالقاعات الفنية الخاصة بالمدارس وذلک لأنها من أهم المشکلات التي يتحداها المجتمع باعتبار أن الظروف الإقتصادية تؤثر في دور الفن داخل المجتمع .
  • ·   کما يوصي البحث بالمزيد من الأبحاث والدراسات حول الدمية الشعبية والخامات البيئية وأهم التقنيات المستخدمة على مر العصور المختلفة للإستفادة من خبرات الماضي في تطوير الحاضر لتنمية المستقبل .


(1)أرسنت فيشر : الإشتراکية والفن , ترجمة أسعد حليم , دار القلم , بيروت , 1980 ,ص50 .

(1) أحمد رشدي صالح : الأدب الشعبي , دار المعارف , القاهرة , أغسطس , 1954 , ص10 .

(2) أماني سليمان محمود سليمان : العروسة الشعبية في مصر ومدى الإفادة منها في المجالات الفنية المرتبطة بالأشغال الفنية , رسالة ماجستير , کلية التربية الفنية , جامعة حلوان , القاهرة , 1985 , ص109 .

(3) إبراهيم أنيس وآخرون : المعجم الوسيط , الجزء الأول , معجم اللغة العربية , ص298 .

(1) وداد عبد الحليم جاد : بعض أنواع العرائس وأثره في تربية الطفل فنيا وعلميا , رسالة ماجستير , کلية التربية الفنية , جامعة حلوان , القاهرة , ص1 .

(2) سليم حسن : الحياة الدينية وأثرها على المجتمع , تاريخ الحضارة المصرية , مکتبة النهضة المصرية , القاهرة , 1975 , ص26 .

(3) أماني سليمان محمود : مرجع سابق , ص3 .

(4) وداد عبد الحليم جاد : مرجع سابق , ص4 .

(5) أحمد رشدي صالح : المأثورات الشعبية والعالم المعاصر , عالم الفکر , مجلة دورية تصدر عن وزارة الإعلام , عدد أبريل 1972, ص 62 .

(6) وداد عبد الحليم جاد : مرجع سابق , ص8 .

(1) ليلى أحمد حسن علام : دراسة بعض اللعب الشعبية في مصر حاليا , رسالة ماجستير , کلية التربية الفنية , جامعة حلوان , القاهرة , 1971 , ص104 - 105 .

(2) ليلى أحمد حسن علام : مرجع سابق ص189 - 190 .

(3) حمدية أحمد محمود سالمان : الحيوانات البيئية والإستفادة منها في تصنيع لعب الأطفال في الثلاث سنوات من عمر الطفل في مصر , رسالة دکتوراه , کلية الفنون التطبيقية , جامعة حلوان , القاهرة , 1980 , ص2 .

(4) کامليا عبد الفتاح : العلاج النفسي الجماعي بواسطة اللعب , مکتبة النهضة المصرية , القاهرة , 1975 , ص51 , 57 .

(5) ثريا عبد الرسول : مدخل الأشغال الفنية , دار ( اس. إن. ال ) القاهرة , 1975 , ص4 .

(1) التربية الفنية ( الفن والبيئة ) : مرکز تطوير المناهج والمواد التعليمية , الهيئة العامة لشئون المکابع الأميرية , القاهرة , 1998 ص4 .

(1) أماني سليمان محمود سليمان : مرجع سابق , ص183 .

(1) إبراهيم أنيس وآخرون : المعجم الوسيط  , الجزء الأول , معجم اللغة العربية .

(2) أماني سليمان محمود سليمان : مرجع سابق , ص2 , ص3 .

المراجع
1.     أرنست فيتش : الإشتراکية والفن ، ترجمة أسعد حليم ، دار القلم ، بيروت ، 1980 .
2.     أحمد شادى صالح الأداب الشعبي دار العلم فى القاهرة ، أغسطس ،1954 .
3.     أماني سليمان محمود سليمان : العروسة الشعبية فى مصر ومدى الإفادة منها فى المجالات الفنية المرتبطة بالأشغال الفنية ، رسالة ماجستير کلية التربية الفنية ، جامعة حلوان ، القاهرة 1985 .
4.     إبراهيم أنيس وآخرون : المعجم الوسيط , الجزء الأول ، معجم اللغة العربية .
5.     رداد عبد الحليم جاد : بعض أنواع العرائس وأثرة فى تربية الطفل فنيا وعمليا ، رسالة ماجستير کلية التربية الفنية ، جامعة حلوان القاهرة 1976 .
6.     سليم حسن : الحياة الدينية وأثرها على المجتمع : تاريخ الحضارة المصرية ، مکتبة النهضة المصرية ، القاهرة ، 1975 .
7.     ليلى أحمد حسن علام : دراسة بعض اللعب الشعبية فى مصر حاليا ، رسالة ماجستير کلية التربية الفنية ، جامعة حلوان ، القاهرة ، 1971 .
8.     حمدية أحمد محمود سالمان : الحيوانات البيئية والإستفادة منها فى تصنيع لعب الأطفال فى الثلاث سنوات من عمر الطفل فى مصر ، رسالة دکتوراه ، کلية الفنون التطبيقية ، جامعة حلوان ، القاهرة ، 1980 .
9.     کامليا عبد الفتاح : العلاج النفسي الجامعي بواسطة اللعب ، مکتبة النهضة المصرية ، القاهرة ، 1975 .
10.  ثريا عبد الرسول : مدخل الأشغال الفنية ، دار ( اس . إن . ال ) القاهرة ، 1975 .
11.  التربة الفنية ( الفن والبيئة ) : مرکز تطوير المناهج والمواد التعليمية ، الهيئة العامة لشئون المطابع الآميرية ، القاهرة 1998 .
12.  حسن کامل بهاء الدين : التعليم والمستقبل ، الهيئة المصرية العامة للکتاب ، القاهرة 1999 .