الإفادة من رموز الفن القبطي في ابتکار مشغولات معدنية

نوع المستند : مقالات علمیة محکمة

المؤلفون

1 باحث ماجستير

2 أستاذ ورئيس قسم التربية الفنية کلية التربية النوعية – جامعة المنصورة

3 مدرس بقسم التربية الفنية کلية التربية – جامعة المنصورة

المستخلص

الملخص
يعتبر التراث الحضاري من المصادر الهامة التي يستند إليها باحث ودارس الفن في بحثه الدائم عن أصول الحقائق وترجمتها، بهدف تعميق رؤيته الفنية إذ يعتبر التراث مصدر من مصادر الرؤية الفنية المرتبطة بالجذور الحضارية، فهو يمثل الأشکال الجمالية للثقافات المعبرة عن مدلول حضاري.
و استهدف البحث دراسة الفن القبطي بشکل عام کأحد فنون التراث المصري وکيفية الافادة منه في ابتکار مشغولات معدنية تحقق قيمة جمالية وفنية معاصرة.
تناولت الباحثة بالدراسة ماهية الفن القبطي ـ نشأة الفن القبطي ـ تأثير الفن المصري القديم على الفن القبطي ـ أثر الفن اليوناني والروماني على الفن القبطي ـ الفن القبطي والمشغولات المعدنيةـ الرمزية في الفن القبطي: فلسفة الرمز في الفن القبطي
کما تطرقت الباحثة بالدراسة لمميزات الفن القبطي وهي: ( نتاج عدة فنون سابقة ـ فن شعبي قبطي ـ فن ديني ومدني ـ فن يستخدم الخطوط والأشکال الهندسية ـ فن يتسم بالطابع المهاري ـ فن يميل إلى الزينة والجمال ـ فن جمال لا ضخامة ـ فن نابع من البيئة المصرية ـ فن واقعي ـ الفن القبطي فن تلقائي وبسيط ـ فن موضوعي ـ فن يميل إلى المنمنمات ـ سمات رسم الأشخاص) ـ
وتوصلت الباحثة الى نتيجة هامة من خلا البحث وهي ان الفن القبطي يميل إلى الرمزية في مشغولاته المعدنية.

الموضوعات الرئيسية


مقدمة :

إن دراسة الفن تساعد على نمو الثقافات بصفة عامة، ونمو الثقافة الفنية بصفة خاصة، أما دراسة التراث الفني لأي حضارة قد تساعد الفرد على الاستفادة منها في مجالات الإبداع المختلفة. والتراث الحضاري من المصادر الهامة التي يستند إليها باحث ودارس الفن في بحثه الدائم عن أصول الحقائق وترجمتها وهذا لتعميق رؤيته الفنية، فهو يمثل الأشکال الجمالية للثقافات القديمة المعبرة عن الحضارة، التي أثرت على ثقافة ومعتقدات وفلسفة العصر الذي ولدت فيه إنما هو في حقيقته متطور بتتبع الحضارات التي بمر بها ويشير إلى ذلک الناقد والمفکر الانجليزي " هربرت ريد " بقوله : " إن الفن نشاط إنساني ينبثق مثل نبات اخضر، ويأتي من جسد الفرد والمجتمع، وان دراسة التراث وأشکال المجتمع وأشکال الفن والعلاقة بين النظم والمجتمعات الأفراد بيئيا واقتصاديا واجتماعيا، أمر يقرر مصير التجديد الذي نريده".

ونلاحظ أن مفهوم الرمزية في الفن القبطي تعتبر من أهم الأرکان والعناصر الأساسية في تلک الحرکة الفنية ، بل هو المفتاح الأول والبرهان الحقيقي لتلک الحرکة حيث أنها نابعة من موروث ثقافي محلي الطابع، علي الرغم من أن الرموز المسيحية ظلت في الفن القبطي منذ تلک الفترة إلا أنها جاءت معبرة عن ثقافة المجتمع المصري بصورة واضحة.

والرموز في الفن القبطي تختلف عن الرموز في أي فن آخر ومن ثم تختلف الأساليب الفنية باختلاف فلسفة وعقيدة الفنان في عهده، فمنهم من يلجأ للرمز ليعبر عن فکرته ومنهم من خلط عمدا الرمز بالواقع، وتعتبر الرمزية واحدة من السمات الرئيسية للفن القبطي وقد استخدمها الفنانون لتأکيد وتجميل معانيهم.

ولذلک سوف يهتم البحث الحالي بدراسة کيفية تنظيم الفکر التصميمي والعلاقات البنائية المبنية على إبراز الطابع المصري الأصيل بشکل يستطيع أن يؤسس شخصية مبدعة تحمل انتماء قوميا، مدعوما بجرأة في التعبير لإيجاد الحلول والبدائل الجمالية والوظيفية في إطار يتفق والتقنيات المتاحة. مستعينا في ذلک بمجموعة من النظريات العلمية والممارسات التطبيقية لتفعيل کيفية الاستفادة منها في مراحل تصميم المشغولات المعدنية.

مشکلة البحث:

نظرا لقلة الدراسات المتخصصة في مجال أشغال معادن التي تتنازل بالوصف والتحليل الأعمال التي تعتمد على الرموز والرمزية في الفن القبطي، فنجد أن هناک حاجة لوجود دراسة علمية تبرز کيفية الاستفادة من القيم التشکيلية والجمالية الموجودة بالرموز في الفن القبطي لإثراء مجال تصميم وتشکيل المشغولات المعدنية... ومن هنا نحدد مشکلة البحث في التساؤل التالي:

ما القيم الجمالية في مختارات من رموز الفن القبطي وکيف يمکن الاستفادة منها في ابتکار مشغولات معدنية لدى طلاب التربية الفنية؟

أهداف البحث:

يهدف البحث إلى النقاط التالية :

  • الاستفادة من القيم التشکيلية والجمالية الموجودة بالرموز القبطية.
  • توفير مصدر إلهام لم يتناول من قبل في التوصل لحلول إبداعية جديدة مفيدة لمجال تصميم وتشکيل المشغولات المعدنية.
  • تحليل بعض الرموز والعناصر التي لها رمزية ودلالة في الفن القبطي والاستفادة منها في مجال أشغال المعادن.

فروض البحث:

تتمثل فروض هذا البحث فيما يلي :

  • توجد قيم جمالية في رموز الفن القبطي يمکن الاستفادة منها في ابتکار مشغولات معدنية.
  • توجد علاقة ابتکاريه بين رموز الفن القبطي والمشغولات المعدنية.
  • يمکن ابتکار مشغولات معدنية مستوحاة من رموز وعناصر الفن القبطي.

حدود البحث:

تقتصر حدود البحث على النقاط التالية :

  • دراسة مختارات من الرموز في الفن القبطي المتمثلة في مجالات الفنون التشکيلية المختلفة.
  • دراسة تحليلية لمختارات من رموز الفن القبطي.
  • في الفن القبطي لإمکانية تطبيقها في مجال أشغال المعادن.

منهج البحث:

سوف يعتمد هذا البحث على المنهج الوصفي نظرا لملائمته لمعالجة التأصيل النظري في الدراسة .

الإطار النظري

أولاً : فلسفة الرمز في الفن القبطي

يعتبر التراث الحضاري من المصادر الهامة التي يستند إليها باحث ودارس الفن في بحثه الدائم عن أصول الحقائق وترجمتها، بهدف تعميق رؤيته الفنية إذ يعتبر التراث مصدر من مصادر الرؤية الفنية المرتبطة بالجذور الحضارية، فهو يمثل الأشکال الجمالية للثقافات المعبرة عن مدلول حضاري([1]).

هذا المدلول وإن ارتبط بثقافة ومعتقدات وفلسفة العصر الذي ولد فيه إنما هو في حقيقته متطوراً بتتبع الحضارات التي مر بها.

ويعد الفن القبطي – کأحد فنون التراث المصري – من المجالات الهامة التي تستحق الدراسة الواعية. حيث أن بعض علماء تاريخ الفن – خاصة الأوروبيون – قد اعتمدوا في دراستهم للفن القبطي على المظهر السطحي ولم يعيروا جوهر الحقائق في التحليل، ويتفق الباحث مع آخرون في أنه " لابد لمن يتصدى لدراسة الفن القبطي أن يقوم بعدة دراسات متصلة بعضها بعض اتصالا وثيقاً وتعتبر في الحقيقة هي جوهر الفن القبطي فالتاريخ الاقتصادي والسياسي والاجتماعي مع نظرة خاصة إلي الناحية الدينية والمذهبية التي کانت وما تزال بالنسبة للشرق هي المحرک الأول والعامل الأساسي والمباشر، کل هذه العوامل والدراسات هي المصدر الأصلي والصحيح لمعرفة ذوق أي شعب من الشعوب"([2]).

ثانيا ـ ماهية الفن القبطي : 

کلمة قبطي مشتقة من AGYPTUS و هي کلمة يونانية أطلقت علي مصر والمصريين وربما تکون هذه الکلمة قد اشتقت أصلاً من الاسم المصري القديم لمدينة منف Hekuptah ومعناها قصر أو روح الإله تاح " ولقد أطلق العرب بعد الفتح العربي کلمة " قبطي" على المصريين من سکان البلاد الذين يعتنقون الديانة المسيحية([3]).

کلمة " قبط " تعني في المعجم الوجيز " کلمة يونانية الأصل بمعنى سکان مصر، ويقصد بهم اليوم المسيحيون من المصريين وأقباط و " القبطية " هي ثياب من الکتان بيض رقاق، کانت تنسج بمصر، وهي منسوبة إلى القبط ( القباطي)([4]).

يعرف المؤرخ الفرنسي الشهير بيير دي بورجيه الأقباط بأنهم " سليلوا الفراعنة مباشرة وان کلمة قبط ما هي إلا اختصار للکلمة الإغريقية ايجيبتوس Aigyptos حيث حذف الحرف اللين من المقدمة وحروف الإدغام من نهاية الکلمة.

کما يتفق معه في التعريف أيضا ثروت عکاشه قائلاً :

" ترجع کلمة قبطي في الأصل إلي معبد بتاح بمدينة منف وهو(حه – کا – بتاح) وانتقل هذا الاسم إلى الإغريقية فغدا ( إيجيبتوس ) کما اسقط إلى العربية عن الإغريقية فأسقط أوله على انه حرف التعريف مقابل ( الـ ) کما اسقط آخره على انه حرف إعراب وبقي (جبت) التي أصبحت (قبط)، والتي غدت تدل على السکان أکثر مما تدل على البلد وغدت بعد إسمًا مميزًا لمسيحي مصر تميزهم عن غيرهم، وسميت اللغة تباعًا باسم اللغة القبطية([5]).

إن انتماء لفظ " القبط " في اللغة المصرية القديمة بالمواطن المصري هو انتماء شعبي من المقام الأول، برز بصورة ايجابية أثناء الاحتلال الروماني ومن بعده البيزنطي، وبالتالي صار هذا اللفظ خاصاً فقط بهم، ويميزهم عن اليونانيين والرومان والجنسيات الأخرى، ولم يکن لهذا اللفظ Coptic ضرورة لغوية في فن النحت أو التصوير أو العمارة أو عموماً في الحياة الاجتماعية والفکرية في مصر، إلا مع انتشار الديانة المسيحية المصرية محلية الطابع وبصفة خاصة بعد القرن الرابع الميلادي، ونظرًا للصراعات المذهبية والسياسية الحادثة في تلک الفترة صار هذا المصطلح ضرورة للتعبير القومي والديني في تطور الحرکة الفنية في مصر، فجاء مصطلح (القبطي) صفة خاصة بهم وبمذاهبهم وطقوسهم وکنائسهم وحياتهم عمومًا([6]).

کما يرى Josephe Jacuiot  أن الأقباط هم المسيحيون أصحاب المذهب الوحدوي Monophysite، القائل أن السيد المسيح طبيعة واحدة، والذين ظلت لغتهم الطقسية لغة التعامل اليومي.

ثالثا ـ نشأة الفن القبطي :

اعتبر (Du Bourguet) أن الأقباط هم سليلو الفراعنة و أن کلمة قبطي تعني في المقام الأول الشعب الذي يقطن البلاد أثناء الفترة التي أطلق عليها اسم " المرحلة القبطية " و التي تضم الأهالي من المنطقة المتوسطة أو الفلاحين المندمجين في هذا الشعب، وتعني کلمة " قبطي " أيضاً، المسيحيين ذات الأصل المصري([7]).

فالفن القبطي هو الفن الأول في الشرق الأوسط الذي کان من إنتاج الشعب ولم توجهه الدولة، وقد أتجه مسيحيو مصر منذ فترة الاعتراف بالکنيسة عام 313م وعندما تتبع مراحل نشأة الفن القبطي تتأکد لنا أصالته وعندما انتشرت المسيحية في الإمبراطورية الرومانية ظهر أسلوب فني نشأ في مصر وتأثر بالتقاليد الشرقية والمحلية وانعزل عن الحضارة الهلنستية التي کان يمثلها الحاکم المستعمر وبمرور الزمن بدأ الفن البيزنطي في مصر يأخذ سمات جديدة نتيجة لتأثره بالعناصر المحلية بينما الفن القبطي تطور وابتعد عن نفوذ الحاکم وسيطرته وکون لنفسه طرازًا مسيحيًا محلياً نابعًا من صميم الشعب القبطي حتى ظهرت آثاره في مصر الوسطى والعليا([8]).

ومنذ ذلک التاريخ ظهرت جماعة في مصر لها أسلوب خاص وطراز فني جديد کان قوامه الروحي هو فلسفة الدين المسيحي.

ومن هنا يتضح لنا أن الفن القبطي کان له شعبية ومکانة فلقد التقى فيه العديد من الزخرفية ومن هذه الاتجاهات ما کان إغريقيا أو رومانيا أو سوريا أو بيزنطيا وأخيراً الفرعونية وکلها مجتمعة على ارض مصر ([9]).

ومن هذه القيم الفنية التي بمثابة سمات الفن القبطي ما يلي :

  • التعامل مع البُعدين، الطول والعرض، دون البعد الثالث.
  • تناسب الشکل مع الفراغ بإحساس جمالي مستمد من النسق التکويني.
  • يحدد الفنان القبطي رسومه بخطوط واضحة وقوية کما کان يفعل المصري القديم.

إلا أن الفنان القبطي قد أضاف صياغات تشکيلية بنعت من عمق العقيدة والبحث عن الخلاص، والبعد عن الذات، والملذات فجاءت أوضاع أشخاصه الأمامية أو الجانبية بصورة تلقائية مخالفة لأوضاع المثالية الفرعونية، کما رسم الفنان القبطي هالات حول رؤوس الشهداء والقديسين دلالة على الاعتزاز والتکريم والتشفع بهم([10]).

وإضافة إلى اللون الذي استخدمه الفنان القبطي محملاً بدلالات رمزية تخدم المضمون اللاهوتي للعقيدة المسيحية.

وقد اعتمد في اتخاذ موضوعاته على مصدرين أساسين :

1. المؤثرات المصرية القديمة التي انتقلت عن طريق الفن الهلنيسي والمأخوذة من الأساطير اليونانية والرومانية والتي أضاف إليها وجهة نظر خاصة به دون أن يأخذها بمفهومها الوثني([11]) ، بل وضع صبغته من خلال الرموز والإشارات المسيحية من منظور عقيدته الخاصة ومن تلک الموضوعات قصة المرأة الممدة على الأرض وتحمل في يدها الکرة الأرضية. وقصة أوروبا على شکل إمرأة ترکب ثورًا وقصة أفروديت وفينوس وکذلک مشاهد الصيد والمحارب والراقصات.

2.  القصص المسيحي الذي استخدمه الفنان القبطي لتجسيد و توضيح عقيدته الدينية المستوحاة من الکتاب المقدس والتي تحکي قصص الأنبياء والقديسين فيها الأسلوب التعبيري التصويري من خلال الرمزية. کأحد السمات الرئيسية للفن القبطي في خدمة العقيدة ، ونجد عندما صور الفنان القبطي في رسمه الديني لصور الموت ، يرسمهم أبطالاً منتصرين وحولهم رموز الشر الذين ينقضون عليها ، ويسحقونها ، وهذا يفسر المصدر الأول لرسوم موضوعاته ومدى تأثرها بالفن المصري القديم ، کما کان الفنان المصري القديم يرسم الميت أمام معبد أوزوريس واقفًا([12]).

کذلک يرسم الفنان القبطي صور القديسين في منظر احتفالي ويضع في يد القديس رمز الإيمان کما في الفن المصري القديم.

ومن أکثر الموضوعات المفضلة لدى الفنان القبطي على جدران سراديب الموتى وصورة – صورة الراعي الصالح – وإقامة لعازر من الأموات و الثلاثة فتية في أتون النار وإلقاء يونان في البحر والسيد المسيح بين بولس وبطرس([13]).


رابعا ـ تأثير الفن المصري القديم على الفن القبطي :

لقد خضع الفن القبطي لمؤثرات البيئة المصرية التي نشأ وتواجد بها ويعتبرونه   " ترجماناً صادقًا للحياة المصرية في تلک الفترة من الزمان وما قبلها وما بعدها"([14]). الفن القبطي فن أصيل ، له ذاتيته وخصائصه المميزة ، وذلک على الرغم من قصر الفترة التي ارتقى فيها هذا الفن ونما ، ولقد قام الفن القبطي من أجل الشعب وأسهم في تربية عقول العامة وکان هذا الفن – رغم ذاتيته – متطوراً مع المعتقدات والعادات المتباينة فقد تأقلم شکله الفني خلال العصور المختلفة ، حتى لقد عبر عن ذلک أحد المؤرخين المختصون حين قال : ( ارتدى أبطاله الشعبيون کل الأزياء ابتداءً من الرداء المصري القديم إلى العباءة الکلاسيکية اليونانية ، حتى القفطان ذي الألوان غير المتجانسة والمأخوذة عن الفرس والهنود ) ([15]).

وفي صور الفن القبطي قام الفنان بإظهار أدق التفاصيل مثل الملابس وغيرها فالترکيب الفني القبطي کان مماثلاً تمامًا للفن الفرعوني في کيفية الاهتمام وإظهار کل شيء ، فقد حاول الفنانون القبط في أول عهدهم بالمسيحية الابتعاد عن التقليد لما هو ثانوي " وتأثر الفن القبطي بلا شک بالفن الفرعوني من ناحية الفکر فذهب إلى رسم الأحداث التاريخية للقديسين وتغطية الجدران بالرسوم والصور دون ترک أي فراغ "([16])، و رکز تأثيره بالفن الفرعوني في بعض المظاهر مثل إظهار الفخامة داخل الکنائس کالمعابد الفرعونية وتزيينها وإعطائها جو الفخامة. واستمد الفنان القبطي أسلوب التصوير الرمزي عن الفن الفرعوني الذي شاع استخدامه فيما بعد في جميع الکنائس مستمدًا أصوله من الکتاب المقدس وأحداثه التاريخية ، وکما فعل القدماء المصريون کذلک فعل الأقباط حين وضعوا رسوماتهم داخل إطار محدد باستخدام الزخارف أو التجاويف ( العينات ) والرسوم النباتية بداخل إطار ، وتأثر الفن القبطي بالفن الفرعوني في تيجان الأعمدة فقد نقش ونحت الفنان القبطي تيجان أعمدته متأثرًا بالمواضيع الفرعونية کالسلال وفروع الأشجار والنخيل ونبات البردي([17]).

وان الفنان القبطي أضاف إلى هذه المعاني – الوجود والحياة – معني التعايش والتآلف بين الحيوانات وبعضها وبين الحيوانات والإنسان([18]).


خامسا ـ تأثير الفن اليوناني الروماني على الفن القبطي :

قبل القرن الخامس الميلادي لا يمکن التحدث عن شيء يسمى الفن القبطي " إذ أن الفن المسيحي حتى القرن الخامس کان هو فن الإسکندرية المعروف باليوناني الروماني"([19]).

" وقد ذکر فلتشر أن کنائس فجر المسيحية " قد تأثرت أو اقتبست من المنازل الرومانية حيث کانت الاجتماعات تقام عادة وتحدث مناقشات فلسفية في صالة أو قاعة خاصة في المنازل الکبيرة أو القصور أو ربما ببساطة اقتبست من المعابد الوثنية. ([20]).

ولقد اقتبس فن مصر القبطي بعض عناصره من الفنون الأخرى خلال الأحداث السياسية أو العلاقات التجارية، فمثلاً بحکم موقع الإسکندرية الحساس اخذ الفنانون عن الفن اليوناني والروماني تيجان الاکانثاس بعد أن صوروها و جردوها من نسب الطراز الروماني الأصلي وأبعاده، کما أخذ الفن القبطي کذلک من الفن البيزنطي والساساني ورغم کل ما اقتبس بقي الفن القطبي محافظاً على جوهر قوميته وأصالته([21]).

سادسا ـ مميزات الفن القبطي :

1.  نتاج عدة فنون سابقة :

يعتبر الفن القبطي وليد الفن الفرعوني في مراحله المتأخرة متأثرًا بکل من الفن الروماني واليوناني والهيلنيستي والتدمري والسوري والساساني والفارسي وفنون البطالمة والبيزنطي المسيحي والفن الشعبي([22]).

2.  فن شعبي قبطي :

الفن القبطي هو الفن الأول في الشرق الأوسط الذي کان من إنتاج الشعب، ولم توجهه الدولة وقد أنتجه مسيحيو مصر منذ فترة الاعتراف بالکنيسة عام (313م) وعندما نتتبع مراحل نشأة الفن القبطي تتأکد لنا أصالته([23]).

فقد نشأ في القرن الثالث الميلادي حتى القرن التاسع عشر ولکن ازدهر في مصر من القرن الرابع حتى القرن السابع الميلادي([24]).

ويعد الفن القبطي الأول الذي يوصف بالشعبية بسبب أن " الحکام لم يعودوا يقطنون مصر فأدى ذلک إلى انتقال الفنون الملکية إلى من هم أقل، وکان الفنان قبل ذلک يجاري الحکام ويقوم بتنفيذ ما يطلب منه لکن بحس قبطي، وصار الحکام بعد ذلک إذا أرادوا إقامة أعمال فنية تخلدهم يقيمونها في عواصم بلادهم([25]) ، وليس بمصر ولذلک فقد الفن القبطي التوجيه السياسي واتجه
إلى الشعبية.

3.  فن ديني ومدني :

يظهر الفن في الأمور الدينية کما يظهر في النواحي المدنية بوضوح وبالتالي لم يصبح الفن القبطي فنًا دينيًا يتصل بالکنيسة والعبادة فحسب بل في جميع التخصصات، ومثال ذلک، ما نجده في زخارف على الآثار من الملابس الکهنوتية الدينية بجانب ما کان يرتبه افراد الشعب من العامة في حياتهم فإنه على قدر اهتمام الفن بالناحية الفنية الدينية وجه الفنان اهتمامه بالناحية المدنية.. ولا عجب فقد کان الفن القبطي فن الشعب المصري بأکمله([26]).

4.  فن يستخدم الخطوط والأشکال الهندسية :

نجد أن الفنان القبطي اعتمد في أعماله على الزخارف الهندسية التي أساسها المثلث والمربع والدائرة وتطور بعد ذلک إلى استخدام الخطوط المتلاقية والمتقاطعة والتي ينفذ بها شبکاته الهندسية حتى توصل الفن القبطي إلى اتجاه زخرفي بحث يلغى الموضوع تماماً([27]).

5.  فن يتسم بالطابع المهاري :

حيث تتسم زخارف الفن القبطي بالطابع المهاري في تنسيق العناصر " حيث تکثر استخدام الوحدات الزخرفية وتنوعها سواء کانت من ابتکار الصور القبطي، أو مستوحاة من عناصر فرعونية أو يونانية أو رومانية واستخدام الخطوط المتقاطعة والمتشابکة وتحديد الأشکال بخطوط قوية واضحة واستعمال الألوان المشبعة الزاهية غير الطبيعية"([28]).

6.  فن يميل إلى الزينة والجمال :

الفن القبطي فن الزينة والجمال حيث رأى الفنان القبطي أن العناية بالفن من خير الوسائل لتهذيب الذوق، وإذا کنا نعتني بتثقيف العقل حتى نصل إلى حب الحق، ونعتني بتهذيب الخلق حتى نصل إلى حب الخير، فينبغي أن نعتني بتهذيب الذوق حتى نصل إلى حب الجمال.

وکذلک من ابرز خصائص الفن القبطي انه يرهف الحس ويصفي الذوق ويذکي في النفس حب الجمال ولذلک کان يهتم بتزين ما يقع تحت يديه من أعمال فنية تضفي على الفن جمالاً حيث زينوا التوابيت والمصنوعات المعروفة بالفسيفساء کما ظهر لنا في ما تزينت به النساء من حلى وأحجار کريمة وملابس ذات الألوان الزاهية، امتدت الزينة إلى الکتابات القبطية فزينوا الکتب وزخرفوا صفحاتها وزينوا افاريز المباني ورؤوس الأعمدة([29]).


7.  فن جمال لا ضخامة :

اهتم الفنان القبطي بجمال الأشکال من حيث الاهتمام بإبراز المعاني بدقة في الأعمال الصغيرة فاتجه إلى إبداع مشغولات صغيرة کأدوات الزينة والحي والمنسوجات، وذلک يرجع إلى قلة الخامات والاضطهاد الشديد الذي لاقاه الفنان القبطي في ذلک الوقت وبالتالي ابتعد عن الضخامة ولم يعد الاهتمام کما کان من قبل بالأحجار الضخمة کما کان في الفن المصري القديم کالأهرامات والمعابد والتماثيل والأعمدة والمسلات([30]).

8.  فن نابع من البيئة المصرية :

عبر الفنان عن مواضيع البيئة، وقام بتنفيذها في مجالات الفنون المختلفة بخامات متنوعة کالخيوط في النسيج والأحجار في النحت والأوراق والأيقونات في التصوير و نرى أن الفنان القبطي قد عبر عن الوجوه القبطية بملامحها المصرية ولون بشرتها، کما صور الحيوانات الأليفة واستخدم النباتات المصرية في زخارفه.

9.  فن واقعي :

الفن القبطي فن واقعي ، ففي متحف الإسکندرية يوجد التماثيل الصغيرة مجموعة التناجرا والتي لا مثيل لها في العالم من حيث الاکتمال والتلوين والدقة في التعبير وإنما يعطينا فکرة واضحة عن صميم الحياة الاجتماعية في حياتهم اليومية من بيع وشراء وتداوى من الأمراض ثم عاداتهم وتقاليدهم المتبعة في أفراحهم وأحزانهم، کما تعطينا فکرة واضحة عن مثالية المرأة واهتمامها بزينتها و طريقة تصفيف شعرها ولا شک أن هذه التماثيل تبرز لنا الطرق المختلفة التي کانت مستخدمة في تصفيف الشعر. ([31]).

10. الفن القبطي فن تلقائي وبسيط :

الفن القبطي عبر عن الأحداث السياسية والاجتماعية و الاقتصادية بشئ من البساطة في الأسلوب التعبيري والبساطة سمة واضحة من سمات الفن القبطي، فجذور الفن المصري القديم تجلت بوضوح في صلابته وجمود أوضاعه داخل حدود معينة وتجلت البساطة في خلو الأعمال من التفاصيل، فتبدو الأشخاص مرتدية ملابس قليلة الطيات في النحت والتصوير إذا ما قورنت بالفن الروماني أو البيزنطي([32]).

11. فن موضوعي :

حيث أن الفن القبطي اتسم بالالتزام والبساطة فإنه فن موضوعيًا حيث اهتم بالموضوع أکثر من الشکل والتفاصيل الشکلية ولقد اهتم بتوازي المساحات وملء الفراغ فأنتج أعمال تتسم بالأصالة والبساطة محققًا الموضوعية.

12. فن يميل إلى المنمنمات :

فن المنمنمات هو فن خاص بالتصوير على الورق ( المخطوطات ) ورقائق الجلد وقطع النحاس الصغيرة ، وهي رسوم تتخذ بالأکاسيد على الأسطح المختلفة لها أسلوب التصوير ولکن على قطع صغيرة وهي من يدمج بين التصوير والأشغال الفنية([33]).

13. سمات رسم الأشخاص :

يتميز الفن القبطي عن غيره من الفنون الأخرى بوضع هالة أو تاج وأحيانا الاثنين معًا وذلک على رؤوس الشهداء والقديسين([34]). کما نجد أن الفن القبطي قد خلا من ضوع قطع صغيرة من الفضة أو المعادن الأخرى کما هو معتاد لدى اليونانيون الذين کانوا يضعون تاج فوق رأس السيدة العذراء ويغطون باقي أجزاء الجسم بقطع من المعادن ويسمى الاکلاد (Oklad) عدا الوجه واليدين.

14. فن يميل إلى الرمزية :

ابتعد الفنان القبطي عن محاکاة الطبيعة عند رسم عناصره واکتفى بالرمز في التعبير عن المادة وکان ذلک لملائمة حالة التقشف والزهد التي وصل إليها الفنان القبطي بعد فترة من الاضطهاد و التعذيب في سبيل الاحتفاظ بعقيدته([35]).

ولقد لجأ الفنان القبطي إلى الترميز عندما أخذت الديانة الجديدة تسري بين أفراد الشعب سريانًا خفيًا في بادئ الأمر نظرًا لبطش الاضطهاد الروماني للدين المسيحي والمسيحيين آنذاک لذا " نشأت الحاجة عند توقف اعتناق المسيحية في الخفاء إلى لغة اقل سرية وثورية عن تلک التي صورت في المقابر" ([36]). فشوهد الخليط من الرموز المسيحية إلى جانب الأثر الوثني، ثم سارت في طريق التطوير إلى أن أخذت الصور الوثنية في الزوال وأفسحت المجال للنقوش والرموز المسيحية البحتة التي انتشرت وعمت الفن القبطي فيما بعد([37]).

الرمزية في الفن القبطي :

" إن الدلالة الرمزية المصاحبة للوعي الإنساني انبثقت من الفکرة الثنائية التي شغلت ذهن الإنسان الأول ، فقد کان العالم في نظره ذو شقين. إلى ما هو واقع وما هو فوق الواقع والى عام ظاهري منظور وعام الأرواح غير المنظور حتى أن الإنسان نفسه ينقسم إلى جسم فان ونفس خالدة، وتلک الثنائية أدت إلى أن يضع الإنسان عالما مصمما تصميما مثاليا في مقابل الواقع التجريبي المعتاد و کانت هذه هي بداية عملية اصطباغ الفکر بالصبغة العقلية، فالعقل يخلق الرمز ويترجمه الفنان حسيًا"([38]).

" الرمزية في اللغة هي الإيماء أو العلامة أو شکل من أشکال التعبير اللفظي وغير اللفظي والذي من خلاله يستطيع العقل البشري أن يتقبله ويستخدمه من اجل إخفاء معاني محددة واستخلاص بعض المفاهيم التي يصعب الإفصاح عنها أو شرحها. فالرمز احدي أهم وسائل الفهم والتعبير حتى أن الرمز ارتبط مع الإنسان للتعبير عن العالم الروحاني اللامحدود([39]).

وقد يعني الرمز فن التفکير من خلال الصور والأشياء المستخدمة کرموز مادية أو معنوية  وقد تصبح الصور رمزًا عندما يکون معناها خفي وليس ظاهرًا. والرمز الشعبي أحد أنماط الرموز التي اعمل معها الإنسان من سالف الزمان حتى أصبح يحمل مواصفات الإنسان من مفهوم التاريخ الوراثي الذي أتم بنائه ، وبما يحمله من تعبير يدل على خصوصيته وتفرده وقدرته على البقاء والاستمرار عبر العصور بما يحمله من تغيرات وتطورات([40]).

و ترى أميرة مطر " إن الرمز الفني في ذاته له معنى خاص به تستمده من تأمله والانفعال به، فکان الشکل والمضمون يکونان قبة وحدة عضوية ، ويتميز بأنه لا يمکن أن يستبدل بغيره، و يظل المعنى  واحدًا . لذا يصعب في الفن تغيير الشکل أو الصورة بغير أن يصحبه تغير في المعنى أو التعبير([41]).

وتلک الرموز التي استخرجها الفنان من الطبيعة أو شکلها بخياله ، جعلت الرموز ذات أهمية وسائطيه بين المعرفي والکوني أي بين داخل الإنسان وخارجه لکشف الحقائق الکامنة ، خاصة وأنها تخفي أشياء وتظهر أشياء فتحول الظاهرة إلى فکرة والفکرة إلى تشکيل تصويري تتحاور فيه الأشياء وتتحرک([42]).

الرموز متصلة بالجماعة على نحو ما لأنها مشترکة مع رموز أخرى في أداء ما وقد تکون تلک الرموز قولاً أو فعلاً أو الاثنين معًا وقد قدر للرمز أن يکون باقياً عبر العصور والأزمنة لأنه يقوم على التأمل والمنفعة والامتداد لتوظيفه([43]).

هذا بالإضافة إلى حالة الاستمرار في فکر ووجدان الجماعة . و لا تنسى الدور الهام للرمز من خلال الصياغة الفنية للشکل واللون الذي يعطي معنى يدل على جوانب حياتية متعايشة مثل الخير والشر والألم والحزن والشک واليقين واللون يعتبر إضافة إلى إمکانيات معنوية اهتم بها الفنان، فکانت ألوانه فطرية دلت دلالات رمزية کاللون الأسود يرمز إلى الحزن و الضيق، والأخضر يرمز إلى الخير و الإيمان و الأزرق يرمز إلى اللؤم([44]).

ولا يتجرأ من حضارة الشعوب، فالرمز وليد لمعارفهم وأفکارهم. واحتياجاتهم وليس فقط انعکاس لفکر وأسلوب ورمز وعقيدة الفنان القبطي بل يمتد أيضا ليصبح حصيلة عملية وبيئية حياتية تفاعل وتأثر بها. فالرمز استخدم في عصور متتابعة يحمل في طياته متغيرات شتى وتطورات في کافة اتجاهات الحياة . آثرت بشکل واضح و مباشر لدى حياة البشر في صياغة رموزه([45]).

لقد رمز الفنان القبطي إلى المادة بأقل الخطوط وأوجز الرموز واهتم بالمعاني الروحية أکثر من الجسدية فقد رسم العيون الواسعة الکبيرة رمزًا للتفکير ، واهتم برسم الأجسام الضخمة والأرجل القصيرة رمزًا للـ للغني([46]).

وهناک آراء للباحثين تؤکد أن أسلوب استخدام الرمز في التعبير عن الشخصيات والأفکار الدينية هو أکثر الأساليب ملائمة لوضع المسيحيين في الإمبراطورية الرومانية هو أکثر الأساليب ملائمة لوضع المسيحيين في الإمبراطورية الرومانية حيث استخدمت أشکالاً لا تتضمن مغزى موروث وإنما تتخذ لنفسها مغزى معين يدرکه أبناء العقيدة([47]).

الفن القبطي والمشغولات المعدنية :

عرفت المعادن من منذ أقدم العصور في مصر، وتم استعمالها وصهرها وزخرفتها، فصنع الفنان القبطي من النحاس أواني مختلفة الأشکال([48]).

و کان الصانع المصري المسيحي ماهرًا کأجداده الفراعنة في صناعة المعادن وان لم يصلنا الکثير من القطع المعدنية من العصر المسيحي الأول لأنه جرت العادة على صهر الأدوات المعدنية وإعادة تصنيعها لذا فإن غالبية القطع الموجودة بالمتحف ليست قديمة قدم تلک التي وصلتنا من العصر الفرعوني التي حفظت في المقابر المعلقة ، الأمر الذي ساعد کثيرًا في تأريخ القطع التي ترجع للعصر الفرعوني وصعوبة تأريخ القطع التي ترجع إلى العصر المسيحي([49]).

واستخدم الفنان القبطي قدراته العلمية ومهارته الأساسية في تشکيل وزخرفة بعض النماذج المعدنية التي تستخدم للزينة ببعض الزخارف النباتية والثمار کعنقود العنب وأوراقه، فضلًا عن إحساسه بشکل العام الذي يتجه في أکثره نحو الرمز إلا انه کان يعالج سطوح الخامات التي استخدمها في هذا الغرض ببعض وسائل الحفر الدقيق بعناصر تنزع إلى تسجيل بعض الأفکار الدينية والتعاويذ السحرية وتتجه في أنماطها إلى التبسيط وتوخي الميول الشعبية الفطرية والوفاء باحتياجات التجميل ، ولکن في حدود الإسراف والمبالغات التي نجدها في بعض الحضارات الأخرى([50]).

فالفن القبطي له طابع أصيل فقد احتفظ به في زخرفة التحف المصنوعة من المعادن المختلفة ، التي تزينها عناصر زخرفية متنوعة ، تتألف من بعض العناصر النباتية والحيوانية والآدمية([51]). کما يظهر في بعض الأواني أو المسارح التي على شکل آدمي ، ومنها واحدة وجدت في بلاد النوبة ومحفوظة حالياً بالمتحف المصري أو زخرفة على شکل حيوان کالحصان أو زخرفة نباتية کالمنقوشة على غطاء الإنجيل المصنوع من الفضة وعليه کتابات باللغة القبطية ، أو زخرفة تستوحي أقوال الکتاب المقدس ، کما بالمباخر ، وأهتم الفنان القبطي أيضا بتشکيل بعض الأدوات والنماذج المعدنية التي نفذها بالبرونز ، والتي ترتبط أساسا بمراسم الکنيسة کالمباخر و کالصلبان والمسارج والشمعدانات وأيضا مجموعات متنوعة من أشکال الأواني التي تخضع للاستعمالات المنزلية ، وتظهر في القناديل المسيحية إشکال الصلبان([52]).



([1])   جمال لمعي: نظرة التحديث في الفن کمدخل لمدرسة مصرية معاصرة، مقال منشور، مجلة دراسات وبحوث، جامعة حلوان، العدد 32، صـ86

([2]) سعاد ماهر: 1977، الفن القبطي، الجهاز المرکزي للکتب الجامعية والمدرسية والوسائل التعليمية، القاهرة،
 1977، صـ25

([3]) المعجم الوجيز: صـ188  

([4]( Pierr du Bourguet : 1968 , L'artcape. Albin Micheal, P162

([5]) ثروت عکاشه، 1976، الفن المصري القديم، الجزء الثالث، دار المعارف، مصر، صـ1398  

([6])   عزت زکي حامد قادوس، محمد عبد الفتاح السيد، الآثار والفنون القبطي، مطبعة الحضري، الإسکندرية،
 2000، صـ26 

([7](Pierre Du Bouguet – L' Art copt – Edition Allrin Michel – Paris – 1968 – PR 1-2             

([8])   نعمت إسماعيل علام: فنون الشرق الأوسط في الفترات الهلنستية المسيحية الساسانية.  

([9])   ثروت عکاشة : الفن المصري ، الجزء الثالث ، دار المعارف بمصر ، 1976 ، ص1418.

([10])   عماد لمعى: مدخل جديد لاستلهام التراث من خلال العولمة، رسالة دکتوراه، کلية التربية الفنية، جامعة حلوان، 2002، صـ120

([11])   سعاد ماهر: مرجع سابق، صـ29

([12])سعاد ماهر: مرجع سابق، صـ30  

([13])   القمص يوساب السرياني: مرجع سابق، صـ33

([14])   باهور لبيب: الفن القبطي، سلسلة کتابک، العدد 118، دار المعارف، القاهرة، (ب،ت) صـ6  

([15])   القمص يوساب السريانى: الفن القبطي ودوره الرائد بين الفنون، مطبعة الأنبا رويس العباسية، الطبعة الأولى،
 1995، صـ11  

([16])   عفاف زکي راشد محمد: العناصر الزخرفية في العمارة الفرعونية والقبطية والإسلامية، رسالة دکتوراه منشورة، کلية الفنون الجميلة، جامعة حلوان، 1994، صـ181 

([17])   جوزفين فايز غالي لبيب : الاستفادة من القيم التشکيلية في بعض العناصر القبطية في تصميم الحلى، رسالة ماجستير، کلية تربية نوعية، جامعة المنصورة، 2008م، صـ16 

([18])   جرجس داود: 2000، أضواء جديدة على بعض القطع الأثرية بالمتحف القبطي مجلة الفنون القبطية، معهد الدراسات القبطية، صـ129 

([19])   رؤوف حبيب: تاريخ الفن القبطي ومتحفه، مکتبة المحبة، (ب،ت)، صـ5

([20])   لبيب يعقوب صليب: الفن القبطي المصري في فن العصر اليوناني، ج أول ، مطبعة قاصد خير، القاهرة، 1964، صـ25

([21])   داود خليل مسيحة، دراسة تحليلية للعمارة القبطية الدينية بمحافظة سوهاج من القرن الخامس حتى القرن الثامن عشر الميلادي، رسالة ماجستير، کلية الفنون الجميلة، جامعة حلوان، 1995، صـ7 

([22])   مراد کامل: د.ت حضارة مصر في العصر القبطي، مطبعة دار العالم العربي، القاهرة، صـ132

([23]( Josephe. Lacuiot : P 11

([24])   مراد کامل: مرجع سابق، صـ132

([25])   مراد کامل: مرجع سابق، صـ132

([26])   لبيب يعقوب صليب: الفن القبطي المصري في العصر اليوناني الروماني، ج أول، مطبعة قاصد خير، القاهرة
 1964، صـ47

([27])   مراد کامل: مرجع سابق، صـ132

([28])   مراد کامل: مرجع سابق، صـ203

([29])   جرمين فوزي غالي: مرجع سابق، صـ25-26

([30])   مرقص فارس بسطوروس: الرموز القبطية کمدخل لإثراء المشغولة الفنية، رسالة دکتوراه، کلية التربية الفنية، جامعة حلوان، 2006، صـ29   

([31])   لبيب يعقوب صليب: مرجع سابق، صـ49-50

([32])   جوزفين فايز: مرجع سابق، صـ25

([33])   مراد کامل : مرجع سابق، صـ130

([34])   ليب يعقوب : مرجع سابق، صـ48

([35])   سعاد ماهر: مرجع سابق، صـ25

([36](        Edward Halme: Symbolism in Christian art, Bland ford press, pool, porect, frist published, Greak Britian, P2

([37])   القمص يوساب السرياني: مرجع سابق، صـ22

([38])   نادية عبد العاطي أبو طالب : أهمية الرمز في الفن التشکيلي ، مجلة دراسات وبحوث، المجلد العاشر، العدد الرابع، القاهرة 1987

([39])   الآثار والفنون القبطية: محمد عبد الفتاح السيد – وعزب زکي حامد قادوس، الخفري للطباعة – الطبعة الاولى، الإسکندرية، 2000، صـ287

([40])   منى محمد أنور : بحث عن الفن الشعبي والطابع القومي للمعلقات النسجية، مجلة العلوم والفنون، العدد الثالث، م.11، جامعة حلوان، صـ128  

([41])   أميرة حلمي مطر: 1994، مقدمة في علم الجمال وفلسفة الفن، دار المعارف، القاهرة، الطبعة الثانية، صـ28

([42])   نبيلة إبراهيم: 1996 ، المقومات الجمالية للتعبير الشعبي، مکتبة الدراسات الشعبية ، الهيئة المصرية لقصور
الثقافة، صـ16
 

([43])   تامر مجدي : استنباط صياغات جديدة للنسجيات الديرية متعددة المستويات مستوحاة من رموز الفن الشعبي ، رسالة ماجستير، کلية التربية الفنية ، جامعة حلوان.

([44])   منى محمد أنور : مرجع سابق، صـ128   

([45](        E.Hulme- Symkalism in Christian Art-Bland for Depress – MC ML XXVL, P6    

([46])   مراد کامل : د.ت. حضارة مصر في العصر القبطي، دار العالم العربي، القاهرة، صـ132  

([47](        Hugettanour & Johm Fleming – Aworld History of Art- 3rd, Edition – Laurenceking Press, 1994 , P-P. 268  

([48])   باهور لبيب : الفن القبطي، سلسلة کتابک، العدد 118، دار المعارف، القاهرة، ( ب – ت ) ، صـ 30  

([49])   فؤاد عبد الحميد احمد، تطوير المتحف القطبي، هيئة الآثار المصرية، 1984، صـ10

([50])   محمود النبوي الشال ، محمد حلمي شاکر ، زينب محمد على : التنوق وتاريخ الفن ، العالم المصري للطباعة ، القاهرة ، 1982م ، ص172.

([51])   باهور لبيب : محيط الفنون (1) الفنون التشکيلية ، دار المعارف ، القاهرة ، 1971م ، ص155.

([52])   محمود النبوي الشال ، محمد حلمي شاکر ، زينب محمد على ، مرجع سابق ، ص172.

قائمة المراجع
أولاً : المراجع العربية :
1.   إبراهيم الحيدري: 1984، أثنولوجية الفنون التقليدية (دراسة سوسيولوجية الفنون وصناعات وفلکلور المجتمعات التقليدية)، ط1، دار العود للنشر والتوزيع، سوريا.
2.                   الآثار والفنون القبطية: محمد عبد الفتاح السيد – وعزب زکي حامد قادوس، الخفري للطباعة – الطبعة الاولى، الإسکندرية، 2000م.
3.                   أحمد زکي بدوي: معجم مصطلحات الدراسات الإنسانية والفنون الجميلة و التشکيلية، دار الکتاب المصري، القاهرة، ودار الکتاب اللبناني، بيروت، 1991م.
4.                   أحمد عبد الغني، ب.ت. الأقنعة مکتبة الهيئة المصرية العامة للکتاب، القاهرة.
5.   أسماء يوسف بربري أحمد: 2003، الإمکانيات التشکيلية لتوظيف المثلث کرمز في التراث النوبي لإثراء المشغولة الفنية، رسالة ماجستير غير منشورة، کلية التربية الفنية، جامعة حلوان، القاهرة.
6.                   إسماعيل شوقي ، 1998 ، الفن والتصميم ، ط1 ، مطبعة العمرانية ، الجيزة.
7.   أشرف السيد العويلي : 1997م ، القيم الجمالية في الفن البدائي وعلاقتها بالتصوير المعاصر کمدخل لتدريس التصوير ، رسالة دکتوراه غير منشورة ، کلية التربية الفنية ، جامعة حلوان.
8.   أشرف العويلي: الفن الشعبي في التصوير المصري المعاصر ومداخل استخدامه في التربية الفنية، رسالة ماجستير، غير منشورة، کلية التربية الفنية، جامعة حلوان، 1991.
9.                   أغنسطس صفوت لطفي مقار: روحانية الأرقام في المسيحية، الطبعة الأولى، مؤسسة بيتر للطباعة، 2004م.
10.   أميرة حلمي مطر: 1994، مقدمة في علم الجمال وفلسفة الفن، دار المعارف، القاهرة، الطبعة الثانية.
11.   انطون ذکرى، 1923، الأدب والدين عند قدماء  المصريين، دار المعارف، مصر.
ثانياُ : المراجع الأجنبية :
1.     Reve de L'Grient  Chretien,   1910,  Danieiou ;A History at Early Christian Doctrine, vol 1, eh 19.
2.     ST.  Lrenaeus:     Adv.  Hear.  5:19:1
3.     ST. Cyril Of Jerusalem  :    Catech.    Lect.    13:28.
4.     ST.  Athanasius:   De incarn  25:4.
5.     Rest:  Our  Christian Symbols, 1954.
6.     Etruria  is  some ancient countries at the west of  Italy.
7.     The Celtics are from Indian Europian origin dwelt on Western Europe, especially Ireland, Scotland, Wales etc .....
8.     Goldsmith   :    Ancient Pagan Symbols,    1929 .
9.     At South America.
10.Goldsmith,.
11.Bible Folkore, p.  243 . 38.    Goldsmith.
12.Ferguson G.   :   Signs & Symbols in Christian Art, N.Y. 1955
13.Bayley H. : Last  Language  of Symbolism,  1951,  vol 2,.