صياغة تجريدية معاصرة لزخارف الفن المصري القديم لإثراء تصميم اللوحة الزخرفية

نوع المستند : مقالات علمیة محکمة

المؤلفون

1 باحث دکتوراه

2 أستاذ أسس التصميم المتفرغ و العميد الأسبق لکلية الفنون التطبيقية جامعة دمياط

3 أستاذ التصميم المساعد کلية التربية النوعية جامعة المنصورة

المستخلص

الملخص
يهدف البحث إلى تحقيق الأهداف التالية :
1ـ إلقاء الضوء على أهمية الفن المصري القديم و دوره في إثراء اللوحة الزخرفية .
2ـ دراسة وتحليل بعض الوحدات الزخرفية المصرية القديمة و ذلک للاستفادة منها في الوصول إلى وحدات زخرفية جديدة مستلهمة من الوحدات التراثية المصرية القديمة .
3ـ المزج بين الوحدات الزخرفية المصرية القديمة واسلوب المدرسة التجريدية کتقنية تنفيذ لإنتاج تصميمات زخرفية مبتکرة .
4ـ يعتمد هذا البحث على الاستفادة من الزخارف المصرية القديمة على کثرتها و تنوعها و ثرائها بالوحدات والعناصر ، وذلک للتوصل إلى حلول تشکيلية و صياغات مستحدثة من هذه الوحدات بمزجها بأسلوب المدرسة التجريدية لإثراء اللوحة الزخرفية ، و الخروج بتصميمات مبتکرة مستمدة من التراث ومنفذة بأسلوب فني حديث .

الموضوعات الرئيسية


المقدمة :

يعتبر ظهور الحضارة في مصر منذ أقدم العصور مولداً للحضارة الإنسانية بوجه عام ، فلقد صنع الإنسان المصري الأصول الأولي لهذه الحضارة علي ضفاف النيل ، فالحضارة المصرية التي نمت علي شاطئيه منذ عصور ما قبل التاريخ حضارة عريقة لا تستطيع أمة من أهم أمم العالم أجمع منافستها في تدرجها الحضاري طوال أربعين قرناً ، و لقد کان وادي النيل مسرحاً لحضارة مصر التي نمت و ازدهرت و أنتجت و أهدت نتاجها من العلوم و الفنون و الحکمة و المعرفة إلي العالم المحيط بها ، فمصر هي الأمة الوحيدة التي يمکن تتبع تاريخها الحضاري و السياسي طوال آلاف السنين بلا انقطاع )1( .

فالفن المصري القديم واحداً من أقدم الفنون ألا أنه ظل نبعاً زاخراً استقت منه معظم الفنون والحضارات ، و ذلک لما يحويه من معالجات تشکيلية علي درجة عالية من الدقة ، فقد التزم الفنان المصري القديم بمجموعة من القواعد التي تحکمه و أيضا مجموعة من الأسس يلتزم بها فجعلت فنه فناً رائداً .

وإبداع الإنسان المصري هو أسمي ما تميز به ، حيث مثلت الجداريات في المعابد و المقابر و کذلک المساجد بما تضمه من روائع فنية فنون الإنسان المصري عبر العصور و التي شکلت إبداعاته و جعلته مرئياً ، بل إن حياته لتکاد تکون متمثلة في شقها الفني أکثر منها في أي شق آخر .

وذلک لقدرة الجانب الفني علي إثارة شتي المشاعر والانفعالات مهما طال الزمن ، و التي حقق من خلالها جماليات البناء التصميمي من علاقات و نظم جمالية ليکون الجانب الروحي و الجمالي هدف لأعماله الفنية ([1]).

ورغم ان مسألة اختزال الأبعاد الثلاثية للأشياء الطبيعية و تصويرها في اشکال ذات بعدين مسألة في غاية الصعوبة و مع ذلک فقد واجهها الفنان المصري القديم و قدم لها حلولاً عديدة ، غير أن هذه الحلول کانت مختلفة عما توصل إليه الفنان الأوروبي في نفس المجال .

فقد ارتبط الفنان المصري القديم باللون ارتباطاً وثيقاً ، و ذلک لارتباطه بالطبيعة و تأمله لها ، فقد عاش هذا الفنان بين تباينات لونية متنوعة ، فالنهار ارتبط عنده بالشمس و ما تحتويه من ألوان ساخنة ، و الليل ارتبط عنده بالقمر و ما ينتج من هذا المناخ اللوني من ألوان هادئة ، و الوادي الأخضر المختلف الدرجات اللونية ، و الصحراء متعددة التنغيمات اللونية .

کما استخدم الفنان المصري القديم کل ما أوتي من معرفة ، لکي يصل إلى هدفه معتمداً على الکثير من المفاهيم ، و التي ملأت الحضارة المصرية رموزاً ، و تعد هذه الرموز ذات ثراء تشکيلي و تحمل الکثير من المفاهيم عن طريق ربط السبب بالمسبب في شتى مجالات الحياة [2].

هکذا اصبح الفن المصري شکلا من التعبير التصويري لشعب اعتقد في الخلود واللانهائية ، فالمرء يستطيع أن يکتشف الخصائص المشترکة في عمارة المعابد ، و في نحت التماثيل ، ورسم الصور وصياغة المصنوعات .

وقد اتخذ الفنان مداخل متعددة کي يصل إلي التجريد ، فهناک المدخل الذي جاء وليد التکعيبية ذاتها ، و فيه يبدأ الفنان بالأصل الطبيعي حيث يراه من زاوية هندسية ، و يأخذ في إحکام الروابط التحليلية حتى تفقد الأشکال الهندسية صلتها بالأصل ، و تتحول إلى مجرد : مثلثات و دوائر وأقواس محملة بملامس مختلفة ، و التي تعبر عن تلک الأسطح والتي جردت من الأصل الطبيعي .

ويمکننا الإضافة و هي أن التجريد يحمل بعض خصائص وإيحاءات الأصل الذي اخذ عنه ، سواءاً کان کائناً حياً أو نباتاً أو جماداً ، لهدا سمي بالتجريد الطبيعي ، و بالتالي يکون هدف الفنان هو تحقيق القيم الجمالية المجردة داخل الشکل ، مثل اللحن الموسيقي الذي تتناغم طبقاته و تتعدد آلاته و تتصاعد أو تتشابک نغماته ، کي نصل إلى درجة النشوة الوجدانية .

وتکمن مشکلة هذا البحث :

من واقع البحوث السابقة يتضح لنا وجوب النظر إلي الوحدات الزخرفية للفن المصري القديم ليس بنظرة الناقل و المحاکي لها ، بل للتعرف علي الأساليب و الصياغات لتصميم الوحدات الزخرفية المتنوعة لهذا الفن ، وکشف القيم الفلسفية و الجمالية لهذه الوحدات و أثارها علي تکوين فلسفة جمالية تثري مجال التصميم .

 ويمکن صياغة المشکلة في السؤال التالي :

س : کيف يمکن الاستفادة من الوحدات الزخرفية للفن المصري القديم و تناولها بأسلوب تجريدي معاصر لإنتاج تصميمات زخرفية مبتکرة ؟

ويهدف هذا البحث إلى :

يهدف البحث الحالي إلى تحقيق الأهداف الآتية :

1.  إلقاء الضوء على أهمية الفن المصري القديم و دوره في إثراء اللوحة الزخرفية .

2.  دراسة وتحليل بعض الوحدات الزخرفية المصرية القديمة وذلک للاستفادة منها في الوصول إلى وحدات زخرفيه جديدة مبتکرة .

3.  تنفيذ الوحدات الزخرفية المصرية القديمة بأسلوب التجريد لإنتاج تصميمات زخرفيه مبتکرة.

وترجع أهمية البحث إلي :

1.  تناول الوحدات الزخرفية المصرية القديمة کمجال خصب من مجالات الفنون وإمکانية الاستفادة منها في مجال التصميمات الزخرفية .

2.  تتضح أهمية البحث في إمکانية تنفيذ الزخارف المصرية القديمة بأسلوب تجريدي لإنتاج تصميمات زخرفية مبتکرة .

3.  يمکن استثمار الحلول المتنوعة للون والخامة لإثراء اللوحة الزخرفية .

فروض البحث :

1. توجد علاقة ذات دلالة احصائية بين دراسة الوحدات الزخرفية المصرية القديمة وبين الابتکار من هذه الوحدات وحده زخرفية جديدة لإثراء تصميم اللوحة الزخرفية .

2. توجد علاقة ذات دلالة احصائية بين الزخارف المصرية القديمة و کيفية تنفيذها بصياغة تجريدية معاصرة لإنتاج تصميمات زخرفية مبتکرة .

الإطار النظري :

يقوم البحث الحالي باتباع المنهج الوصفي و المنهج التجريبي لتحقيق أهدافه و الإجابة عن فروضه من خلال اتباع الخطوات التالية :

1.  دراسة بعض الوحدات الزخرفية المصرية القديمة و تناولها بأسلوب تجريدي .

2.  تقوم الباحثة بالتجربة ذاتياً .

3.  تنفيذ بعض اللوحات باستثمار بعض الحلول التي تتوصل إليها الباحثة.

مصطلحات البحث :

تعريف الفن المصري القديم Ancient Egyptian Art

يعرف بأنه الفن الذي انتجه المصريون في العصر الفرعوني خلال عهد الأسرات المصرية و قبل الغزو الإغريقي في مجالات العمارة و النحت و التصوير ، کما يعني هذا المصطلح الملامح المميزة لهذا الفن و التي تعکس مقومات الحضارة المصرية ([3]) .

التجريدية Abstractionism

يعرف قاموس مصطلحات التربية الفنية التجريد علي أنه : تجريد abstractionفکرة تجريدية أو تعبير تجريدي ([4])، و تعني کلمة تجريد التخلص من کل آثار الواقع و الارتباط به ([5]) .

اللوحة الزخرفية Ornamental Plate

هو عمل فني ذي بعدين أو موحي بالبعد الثالث ، وللوحة الزخرفية علاقة وثيقة بوسيلة وخامة التنفيذ والحيز وموضوع التعبير فقد تشغل جزء من السطح الموضوعة عليه أو السطح کله , ولذا فإنه على المصمم أن يکيف أشکاله وتراکيبه وفقا لما تتطلبه هذه العوامل والقيم الفنية التي يصبو إلى تحقيقها وذلک حتى يوائم العمل وطبيعة الحيز الذي يشغله سواء کان خارجيا أو داخليا بحيث يصبح جزءاً وظيفياً من هذا الحيز ([6]).

الدراسات المرتبطة :ـ

استعانت الباحثة ببعض الدراسات التي ترتبط بموضوع البحث منها:

1ـ دراسة محمد کمال غريب 2008 *بعنوان :

( أساليب التبسيط و الترميز في مصطبة " کا ــ جمني " بسقارة کمدخل لإثراء الصياغات التصميمية )

من خلال إطلاع الباحث توصل إلي مشکلة هذا البحث و هي اقتصار معظم الدراسات السابقة في مجال الفن المصري القديم علي النقل ، و عدم التفات تلک الدراسات و البحوث إلي أساليب التبسيط و الترميز عند الفنان المصري القديم بالدراسة و التحليل ، و الذي قدم لنا من خلالها أروع فنون النقش الجداري ، سواءاً أکانت تلک النقوش علي جدران المقابر أو المعابد أو ممثلة علي التوابيت المختلفة .

عدم استخلاص أساليب متنوعة في الفن المصري القديم للارتقاء بمجال دراسة الفن المصري القديم و التصميمات الزخرفية .

توصل هذا البحث إلي :

استخلاص أساليب التبسيط و الترميز في الفن المصري القديم ، و ذلک من خلال تحليل لمختارات من جداريات مصطبة ( کا ـــــ جمني ) .

يستفيد البحث الحالي منها حيث أن هذه الدراسة قد تناولت :

تحليل و توضيح لبعض الرموز التي استخدمها الفنان المصري القديم في جداريات مصطبة ( کا ـــــ جمني ) بما يفيد البحث الحالي .

2 ـ دراسة سهير عبد ربه عبده 2012 * بعنوان :

( الفکر التصميمي في معالجة أسطح ( ناووس و توابيت ) الملک توت عنخ آمون کمدخل لإثراء التصميم الزخرفي )

تأتي مشکلة هذا البحث :

في إطار الخطة البحثية لمنهج تدريس التصميم الزخرفي و الذي يهتم بتناول الفنون المختلفة عبر العصور بالدراسة و التحليل بهدف الکشف عن النظم الزخرفية فيها .

وهدف هذا البحث إلي :

1.  استخلاص مداخل فکرية و بنائية متنوعة لإثراء التصميم الزخرفي .

2. دراسة و تحليل الدلالات الرمزية في تصميم ( ناووس و توابيت ) الملک توت عنخ آمون في الفن المصري القديم و الاستفادة منها في التصميم الزخرفي .

وتکمن أهمية هذا البحث في :

1.  إلقاء الضوء علي الدلالات الرمزية في تصميم ( ناووس و توابيت ) الملک توت عنخ آمون في الفن المصري القديم ـ

2.   التأکيد علي أهمية الفن المصري القديم کأحد المصادر التي تثري التصميم الزخرفي و الکشف عما بها من حلول تشکيلية و نظم إبداعية .

وقد استفادت الباحثة من هذه الدراسة في بحثها الحالي :

في التعرف علي الدراسة التحليلية لتصميم رموز ناووس و توابيت الملک توت عنخ آمون ، و ما توصلت إليه من القيم الفنية لهذه الرموز والدلالات ، و أيضاً الکشف عن الفکر التصميمي في معالجة أسطح ناووس وتوابيت الملک توت عنخ آمون و نتائج تجربة الباحثة بما يفيد البحث الحالي .

3ـ دراسة عائشة محمد علي 2014 *بعنوان :

( الطبيعة کمصدر رؤية لاستحداث مشغولات خشبية في إطار الاتجاه التجريدي )

حددت الباحثة مشکلة البحث من خلال :

 الملاحظة و الاطلاع و ذلک في المراجع العلمية و الأنترنت لمعرفة مدي الاهتمام بالطبيعة لدي عدد کبير من الفنانين ، الذين تناولوا الطبيعة لعمل فني وظيفي ولا يخلو من القيمة الجمالية و الإبداعية أيضاً ، و تري الباحثة أنه من الأهمية أن يعود الجانب الوظيفي إلي المشغولة الخشبية و ذلک بالدراسة و التعمق في عناصر الطبيعة في إطار من التجريدية .

وطرحت مشکلة البحث في السؤال الآتي :

س إلي أي مدي تکون الطبيعة کمصدر رؤية لاستحداث مشغولات في إطار الاتجاه التجريدي ؟

وتکمن أهمية هذا البحث في :

1.  الاستفادة من عناصر الطبيعة کمصدر للاستلهام التجريدي لعمل مشغولة خشبية .

2.  محاولة الجمع بين الجانب الوظيفي و الجمالي من خلال تصميمات مستوحاة من الطبيعة .

3.  التأکيد علي دور الجانب الوظيفي و الجمالي و التجريدي في المشغولة الخشبية .

وهدف هذا البحث إلي :

1.  استحداث مشغولة خشبية معاصرة مستوحاة من عناصر الطبيعة في إطار الاتجاه التجريدي .

2.  الجمع بين الجانب الوظيفي و الجمالي في المشغولة الخشبية .

3.  سد فجوة ثقافية في مجال فنون أشغال الخشب .

وقد استفاد البحث الحال من هذه الدراسة في :

الأسلوب التجريدي الذي تناولت به الباحثة عناصر الطبيعة و ترجمته لعمل مشغولة خشبية تجمع بين الجانب الوظيفي و الجانب الجمالي .

 

4- دراسة أماني محمد دهب 2003 *بعنوان :

( اللون في الفن المصري القديم و الاستفادة منه في تدريس التصميم )

نبعت مشکلة هذه الدراسة من :

ملاحظة الباحثة قلة التوجهات البحثية القائمة علي اللون في الفن المصري القديم في التصميمات الزخرفية ، وذلک لوجود علاقة بين المعتقدات المصرية القديمة و الأشکال و الألوان ، و رأت الباحثة أهمية دراسة اللون في الفن المصري القديم لما للون من إمکانيات و قيم فنية و جمالية .

و يتصدى هذا البحث لدراسة اللون في الحقبات الفنية المختلفة لتکشف الدرجات اللونية المتعددة للون الواحد ، و تحليل البعد السردي و البعد الرمزي و البعد التصميمي .

وبالتالي هدفت هذه الدراسة إلى :

1.  التوصل لدرجات لونية مختلفة و الخاصة لکل حقبة تاريخية من الفن المصري القديم

2.  دراسة تحليلية للون في مختارات من الجداريات الملونة في الفن المصري القديم .

3.  استخلاص مداخل قائمة علي استخدام اللون في الفن المصري القديم في مجال تدريس التصميم .

وقد استفادت الباحثة من هذه الدراسة في بحثها الحالي :

في التعرف علي الدرجات اللونية الخاصة لکل حقبة تاريخية من الفن المصري القديم ، و ما توصلت إليه من تحليل للون وذلک في الجداريات الملونة في الفن المصري القديم ، وکذلک إلقاء الضوء علي تقنية الألوان في الفن المصري القديم بما يفيد البحث الحالي .

5- دراسة وليد عبد الفتاح عبد السلام 2004 ** بعنوان :

(أثر اللون على بنائية المنتج في نظم التأثيث المعدني لتحقيق القيمة الاقتصادية)

من خلال هذه الدراسة :

1. يتناول الباحث اللون کأحد عناصر بناء الشکل و ذلک من حيث المفهوم ، و أيضا تناوله دائرة الألوان و ما تحتويه من ألوان أساسية و ثانوية و ثلاثية , و کذلک الألوان المتکاملة و الحيادية و الألوان المنسجمة , بالإضافة إلى تناوله لعنصر اللون و خصائصه المتعددة .

2. کيفية الإدراک اللوني و الذي يعد من العوامل التي يعتمد عليها المصمم في اختيار ألوانه , من الناحية الإدراکية من ظروف الإضاءة و الإحساس اللوني , و أيضا تفضيل الألوان لدى المشاهد.

3. تناول هذا البحث القيم الجمالية للعلاقات الشکلية في بناء التصميم من إيقاع و اتزان و وحدة و تناسب و مقياس و توافق .

4. تعرض الباحث للوظيفة النفسية للون و علاقة علم النفس بالتصميم , و المعاني و الدلالات النفسية للون .

وقد توصلت هذه الدراسة إلى النتائج التالية :

1. استخدام الألوان عبر التاريخ الإنساني کقيمة رمزية , و تطور استخدامه من خلال إدراک قيمته التشکيلية و التعبيرية کأحد عناصر بناء التصميم .

2. تمثل الألوان العناصر الشکلية , و أيضا مفردات لغة الشکل التي يستخدمها المصمم في التصميم , مع قابليتها للاندماج و التآلف و التحول إلى حلول تشکيلية لانهائية في البناء العام للعمل التصميمي , و تشمل العناصر الأولية مثل النقطة , الخط , السطح , الحجم , اللون , و الملمس .

3.   من العناصر الهامة دائرة اللون التي تساعد المصمم على التعامل مع الألوان .

4. العناصر التشکيلية إلى جانب وظيفتها في البناء التصميمي تؤدي دورا جماليا ينبع من خصائصها و علاقتها المتبادلة مما يؤدي إلى عدد من القيم الفنية , و التي تمثل الهدف الرئيسي و الجمال الذي يحاول المصمم تحقيقه .

لذلک يمکن الاستفادة من هذه الدراسة :

في معرفة العوامل التي يعتمد عليها المصمم في اختيار ألوانه من الناحية الإدراکية , و کذلک القيم الجمالية للعلاقات الشکلية و التي تساهم في بناء التصميم , من إيقاع و اتزان و وحدة و تناسب و غيرها , بالإضافة إلى نقطة أخرى هامة و هي علاقة علم النفس بالتصميم و المعاني و الدلالات النفسية للون .

تشترک تلک الدراسات مع البحث الحالي في الاستفادة من :

 إلقاء الضوء علي أهمية الفن المصري القديم و ما يحتويه من زخارف غاية في الجمال و الدقة و الوقار کأحد المصادر التي تثري التصميم الزخرفي ، و الکشف عما بها من حلول تشکيلية و نظم إبداعية ، و کذلک الاتجاه التجريدي و انطلاقه لا يعوقه و لا يقيده شيء من حرية رؤية و حرية حرکة , و تناوله بما يثري مجال التصميم .

الخلاصة

تعد الحضارة المصرية القديمة عالم من النشاطات الإنسانية الرفيعة و التي أنتجت فناً خالداً علي مر الزمان ، و التي تمکنا من التعمق في أصول هذا الفن و توضح مدي تأثير البيئة في تشکيله ، و تميزه بطابع خاص کان له أکبر الأثر علي عناصر تلک الحضارة .

وعند تصفح الوجهة الثقافية للفنان المصري القديم ، نجد أن الزاوية الجمالية لفنونه جاءت محصلة لإدراکه الجمالي لظروف بيئته ، فقد عاش الفنان المصري القديم ظروف طبيعية متميزة بالاستقرار و التناظر بين القوي المتقابلة( الأرض و السماء ، الليل و النهار ، الماء و اليابس ، الشروق و الغروب ) کلها ثابتة لإيقاع منتظم في تکراره و أدرک الفنان المصري تلک الطبيعة الحسية ، و تدربت حواسه علي رؤيتها و انفعل بها و ترسخت في وجدانه ، و بحث عقله عن اسباب انتظامها و استقرارها و عن معني ما بها من تناظر ، و تعود علي الرحابة و الامتداد المکاني و علي تکرار الظواهر ، استطاع بخياله أن يصوغ عقيدته في الخلود ، و أسفرت تلک الخبرة و ذلک المخزون الفکري و الوجداني عن ابتکارات نفعية لحياته الدينية في المقام الأول ، لکننا اليوم نعدها جمالية و نري فيها انعکاساً لتلک الخبرات ، و التي تناولها بعض الفنانين المعاصرين و بالتالي يمکن الاستفادة منها في إثراء التصميم بالأسس و القيم الفنية لتلک الخبرات ، و استخلاص مداخل إبداعية جديدة .

هکذا اصبح الفن المصري القديم شکلا من التعبير التصويري لشعب اعتقد في الخلود و اللانهائية . فالمرء يستطيع أن يکتشف الخصائص المشترکة في عمارة المعابد ، و في نحت التماثيل ، و رسم الصور، وصياغة المصنوعات .

الجانب التطبيقي للبحث

تناول هذا البحث الشق التطبيقي حيث تم استخدام الأسلوب التجريدي وامکانية الاستفادة منه في تنفيذ الوحدات الزخرفية المصرية القديمة کلوحات تصميمية ، في صورة تطبيقات فنية قامت بها الباحثة بواسطة بعض الوحدات المصرية القديمة وبعض المتغيرات التي اعتمد عليها فناني المدرسة التجريدية ، و قد تضمن التطبيقات التجريبية للدارسة .

 وفيما يلي تقوم الباحثة بشرح و تحليل التجربة البحثية :

تجربة الباحثة الذاتية رقم (1) :

يقوم العمل في بنائه على الخطوط اللينة و المنحنية شبه الدائرية ، و القائمة على عنصر آدمي و هو رجل فرعوني يصطاد علي مرکب و زهرة اللوتس ، حيث تم تناوله بشکل مجرد و تم استخدام الألوان الساخنة المتمثلة في درجات اللون البيج و اللون البني و الذهبي ، و درجات الألوان الباردة المتمثلة في درجات اللون الأخضر .

 

تجربة الباحثة الذاتية رقم (2) :

يقوم العمل الحالي في بنائه على الخطوط الهندسية و الأساس التي بني عليه هو عنصر آدمي المتمثل في شکل امرأة فرعونية جالسة و حولها زهرة اللوتس حيث استخدمت فيها الباحثة الألوان بدرجاتها من الفاتح للقاتم مع کونها ألوان متکاملة .

 

تجربة الباحثة الذاتية رقم (3) :

يقوم هذا العمل في بنائه على الصياغة الحيوانية و المتمثلة في طائر الفينکس کأحد زخارف الفن المصري القديم ، والتي صيغت بشکل مجرد متنوع و متداخل أثري العمل التصميمي و باستخدام اللونين الأبيض و الأسود .

 

تجربة الباحثة الذاتية رقم (4) :

يبني هذا العمل على عنصر آدمي کأحد زخارف الفن المصري القديم ، وهو وجه امرأة فرعونية متکررة في اتجاهات مختلفة و المتدرجة في احجامها ، و تم استخدام اللونين الأبيض و الأسود.

 

النتائج والتوصيات

أولاً : النتائج

  • · کان الکون وعناصره مدرسة فنية تحمل الکثير من الصيغ و المفردات و العناصر الفنية عکسها الفنان المصري القديم لينسج نسخة مصغرة من هذا الکون في عمله الفني .
  • · يعد الفن المصري القديم مصدرا بالغ الثراء بالطرز الفنية و القيم الزخرفية خاصة من حيث التحوير المبتکر والمتجدد للعناصر سواءا کانت (العناصر النباتية ـــــ العناصر الحيوانية ـوالطيور ــــ العناصر الآدمية ـــــ العناصر الکتابية ـــــ العناصر الرمزية ـــــ العناصر الهندسية ) .
  • · توصلت الدراسة التحليلية لبعض أعمال فناني المدرسة التجريدية إلى إيجاد مجموعة من القيم التشکيلية والصياغات التعبيرية ، التي ساعدت على طرح حلول تصميمية جديدة ناتجة من تناول بعض زخارف الفن المصري القديم بأسلوب تجريدي .
  • ·  استحداث تصميمات زخرفية مبتکرة اعتمادا على الوحدات الزخرفية للفن المصري القديم بصياغة تجريدية کأسلوب تنفيذ لهذه الوحدات .

ثانيا :التوصيات

توصي الباحثة بما يلي :

1. الاهتمام بدراسة الجوانب المختلفة للتصميمات الزخرفية عبر مراحل زمنية مختلفة .

2. تکثيف الدراسات التي تؤکد على العلاقة بين الأسس الجمالية للتصميم والجوانب الإدراکية للمشاهد.

3. الاهتمام بالتراث المصري القديم کأحد منابع الرؤية في الفن، والذي يمکن تطويع أفکاره مع الاتجاهات الفنية الحديثة و المعاصرة بما يتواءم مع ثقافتنا .

4. الاهتمام بالدراسات التي تناولت الأشکال التحليلية في التراث المصري القديم والاتجاهات الفنية الحديثة .

5. البعد عن النقل الشکلي للعناصر التراثية و التعمق في دراسة و تحليل الصياغات المتنوعة للتراث المصري القديم وأسس وعناصر تصميمه .

6. متابعة التطور التکنولوجي و الاستفادة من أساليبه و معالجته للوحة الزخرفية .



)1(سعيد توفيق : " معالم تاريخ و حضارة مصر الفرعونية " ، دار النهضة العربية ، القاهرة ، 1977 م ، ص 1

[1]عبد الحليم نور الدين : " اللغة المصرية القديمة " ، الهيئة المصرية العامة للکتاب ، القاهرة ، ط 2 ، 1998 م ، ص 132 .

[2]أيمن الصديق السمري : " المفاهيم الفلسفية و الفنية للحضارات القديمة و ارتباطها بفنون ما بعد الحداثة کمدخل للاستلهام في التصوير " ، رسالة دکتوراة ، غير منشورة ، کلية التربية الفنية ، جامعة حلوان ، 2001 ، ص 42 .

[3]عبد العزيز صالح : " تاريخ الحضارة المصرية و العصر الفرعوني " ، مطبعة النهضة المصرية ، القاهرة ، المجلد الأول ، بدون تاريخ ، ص 265 .

[4]محمود البسيوني : قاموس مصطلحات التربية الفينة ، دار المعارف، القاهرة، ط 1، 1986م، ص 15

[5]محمود البسيوني :آراء في الفن المصري الحديث ، دار المعارف ،القاهرة ، ط 1،1961 م، ص 120

[6]إسماعيل شوقي إسماعيل : الخاصية الحرکية للمفروکة و إمکانية توظيفها في تصميم اللوحة الزخرفية , رسالة ماجستير , غير منشورة, کلية التربية الفنية , جامعة حلوان , 1985 , ص 6 .

*محمد کمال غريب : " أساليب التبسيط و الترميز في مصطبة " کا ــ جمني " بسقارة کمدخل لإثراء التصميمات الزخرفية " ، رسالة دکتوراة ، غير منشورة ، کلية التربية الفنية ، جامعة حلوان ، 2008 م

*سهير عبد ربه عبده : " الفکر التصميمي في معالجة أسطح ( ناووس و توابيت ) الملک توت عنخ آمون کمدخل لإثراء التصميم الزخرفي " ، رسالة دکتوراة ، غير منشورة ، کلية التربية الفنية ، جامعة حلوان ، 2012 م .

*عائشة محمد علي : " الطبيعة کمصدر رؤية لاستحداث مشغولات خشبية في إطار الاتجاه التجريدي " ، رسالة دکتوراة ، غير منشورة ، کلية التربية الفنية ، جامعة حلوان ، 2014 م .

*أماني محمد دهب : " اللون في الفن المصري القديم و الاستفادة منه في تدريس التصميم " ، رسالة دکتوراة ، غير منشورة ، کلية التربية الفنية ، جامعة حلوان ، 2003،

**وليد عبد الفتاح عبد السلام : " أثر اللون على بنائية المنتج في نظم التأثيث المعدني لتحقيق القيمة الاقتصادية " , رسالة ماجستير , غير منشورة , کلية الفنون التطبيقية , جامعة حلوان ، 2004 .

المراجع
أولاً : المؤلفات العربية
1.   سعيد توفيق : " معالم تاريخ و حضارة مصر الفرعونية " ، دار النهضة العربية ، القاهرة ، 1977 م
2.   حمدي خميس : التذوق الفني و دور الفنان و المستمتع , دار المعارف ، القاهرة , ط 1 , 1975م .
3.   عبد الحليم نور الدين : " اللغة المصرية القديمة " ، الهيئة المصرية العامة للکتاب ، القاهرة ، ط 2 ، 1998 م .
4.   عبد العزيز صالح : " تاريخ الحضارة المصرية و العصر الفرعوني " ، مطبعة النهضة المصرية ، القاهرة ، المجلد الأول ، بدون تاريخ .
5.   فتح الباب عبد الحليم ، أحمد حافظ رشدان : التصميم في الفن التشکيلي ، عالم الکتب ، القاهرة ، 1970 .
6.   محمود البسيوني : قاموس مصطلحات التربية الفينة ، دار المعارف، القاهرة، ط 1، 1986م .
7.   محمود البسيوني : آراء في الفن المصري الحديث ، دار المعارف ،القاهرة ، ط 1 ، 1961 م .
ثانيا: الرسائل و البحوث العلمية
8. أماني محمد دهب : " اللون في الفن المصري القديم و الاستفادة منه في تدريس التصميم " ، رسالة دکتوراة ، غير منشورة ، کلية التربية الفنية ، جامعة حلوان ، 2003م .
9. أيمن الصديق السمري : " المفاهيم الفلسفية و الفنية للحضارات القديمة و ارتباطها بفنون ما بعد الحداثة کمدخل للاستلهام في التصوير " ، رسالة دکتوراة ، غير منشورة ، کلية التربية الفنية ، جامعة حلوان ، 2001 م .
10.   إيهاب بسمارک الصيفي : " توظيف الطاقة الکامنة في العناصر الشکلية لتحقيق البعد الجمالي في إنشائية التصميم " , رسالة دکتوراة , غير منشورة , کلية التربية الفنية , جامعة حلوان , 1991 .
11.   سهير عبد ربه عبده : " الفکر التصميمي في معالجة أسطح ( ناووس و توابيت ) الملک توت عنخ آمون کمدخل لإثراء التصميم الزخرفي " ، رسالة دکتوراة ، غير منشورة ، کلية التربية الفنية ، جامعة حلوان ، 2012 م .
12.   عائشة محمد علي : " الطبيعة کمصدر رؤية لاستحداث مشغولات خشبية في إطار الاتجاه التجريدي " ، رسالة دکتوراة ، غير منشورة ، کلية التربية الفنية ، جامعة حلوان ، 2014 م .
13.   محمد کمال غريب : " أساليب التبسيط و الترميز في مصطبة " کا ــ جمني " بسقارة کمدخل لإثراء التصميمات الزخرفية " ، رسالة دکتوراة ، غير منشورة ، کلية التربية الفنية ، جامعة حلوان ، 2008 .
14.   وليد عبد الفتاح عبد السلام : " أثر اللون على بنائية المنتج في نظم التأثيث المعدني لتحقيق القيمة الاقتصادية " , رسالة ماجستير , غير منشورة , کلية الفنون التطبيقية , جامعة حلوان ، 2004 .
ثالثا : المؤلفات الأجنبية المترجمة
15.                 توماس مترو : التطوير في الفنون ، ترجمة عبد العزيز جاويش وآخرون ، الهيئة المصرية العامة للکتاب ، القاهرة ، 1972 .
16.                 شبکة الأنترنت .