الإفادة من العمارة الإسلامية في العصر العباسي کمدخل للتصميم المعاصر

نوع المستند : مقالات علمیة محکمة

المؤلفون

1 باحث دکتوراه

2 کلية التربية الفنية جامعة حلوان

3 کلية التربية النوعية - جامعة المنصورة

المستخلص

ملخص البحث
عرضت الباحثة في الفصول الست التي ضمنت بها ابتداءا من الفصل الأول والذي عرضت فيه مشکلة البحث وأهدافه وفروضه وحدود البحث والدراسات السابقة والمصطلحات وحدود هذ البحث.يتناول عرض فلسفي إسلامي في فکر التوحيد والعقيدة الإسلامية والتي جاءت بها الرسالات السماوية وأسس الوجود الإلهى. ويترکز هذا الفصل على عرض الفنون للعمارة الإسلامية وبداياتها ابتداءا من المسجد النبوي الشريف والفنون الزخرفية الجدارية في عهد الرسول (ص) والخلفاء الراشدين والأسس الفنية في الفن الإسلامي .ويتناول الفصل الفنون الزخرفية الإسلامية والعمارة ومنها الهندسية والنباتية والکتابات العربية والمرکبة في الفن الإسلامي فى واجهات العمارة والمساجد والمدارس وعلاقتها بالتوحيد للمدرستين (المستنصرية ) و( مسجد ومدرسة السلطان حسن ).وفي هذا الفصل تم تحليل مختارات من الفن الإسلامي الهندسي والنباتي والکتابات العربية في مدرستين ومسجدي هما (المدرسة المستنصرية) و(السلطان حسن) ومختاراته الوصفية من حيث الشکل والترکيب البنائى وتقييمهها فى صنع الزخارف الجدارية والوصول إلى وحدانية الله وفلسفته من خلال التطبيق الزخرفى وتجسيدها على السطحج الجدارى الحجرى.اختص هذا الفصل على التحليل والمقارنة بين إنتاج مجموعة من الزخارف الهندسية والنباتية والکتابات العربية والجامعة للزخارف والمقارنة في وحداتها الزخرفية وتصميمها في کلا المدرستين والمسجدين للوصول إلى فلسفة التوحيد وعددها (8) من قبل الباحثة لکلا البلدين (العراق ومصر) والزيارات الميدانية للمدرستين، ويتضمن أيضا النتائج والتوصيات وملخص البحث ومستخلص البحث .

الموضوعات الرئيسية


مقدمة:

الفنان البدائى کان يزخرف ليبعد عن نفسه شعور الخوف من الفراغ وهذا ما کان يفعله رجل العصر الحجرى الحديث فيما کان يقوم بتجميل مصوغاته وتعبئة المساحة الفارغة.([1])

ان الطابع المعمارى أو ما يسمى بالطراز أو النسق المعمارى ما هو إلا نتيجة طبيعية لعدة عوامل مشترکة ومتفاعلة مع بعضها منصهرة فى بودقة الانتفاع الکامل للمبنى وأساليب البناء ومواد الانشاء ، وطبيعة الاقاليم والمنطقة ثم التقاليد والعادات ، هذا بالاضافة إلى العوامل الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والروحية ومستوى الثروة المحلية ، فاذن ليس من المنطق خفى طراز معين او ابتکار طراز قوى بطريقة أو بأخرى على مدننا العربية أو عمارتنا الشرقية ، حيث الطراز لا يتکرر ، ومن الحقائق الثابتة أن العمارة الإسلامية کانت دائماً فى العصور الماضية هى الصورة الصادقة والتعبير الدقيق ، لحضارة الانسان وتطوره وسارت حضارة الانسان وسارت معها العمارة الإسلامية فى تطور هادئ رزين لا يفارقها لطابعها المميز ، وکانت العمارة دائماً تتميز بصفتين متلازمتين لا يمکن فصلها فإلى جانب الوجود المادى والمستمد من مواد البناء وطرق الانشاء ، وهناک المحتوى الحسى للمبنى فى زخارفه وهو ما يتمتع المبنى فى صفات فنية ، وهى عرض الوظيفة بأسلوب خاص وتعبير معين.([2])

ارتبط المسلم منذ بداية الدعوة الاسلامية بهذه النظرة الشاملة التى يعوقها الترکيز على النظرة الجزئية وانعکس هذا الفن الاسلامى کدليل واضح على شمول النظرة ، ولذلک أکد الفن الاسلامى على التجريد فحول الطبيعة إلى نظم رياضية ذهنية وقوانين هندسية التى تعد أرضية لفهم التجريدات الهندسية الاسلامية التى تکتسى بها واجهات العمارة والمنابر والمقاعد والمصاحف والحليات الخشبية فى الأبواب وشتى أنواع السلع ، والتى تمتلئ بها متاحف الفن الاسلامى فى انحاء العالم والمسجد الذى تمَارس فيه الشعائر الدينية ، ويعکس فى عمارته وزخارفه ومخطوطاته کل المقومات والقيم الجمالية فى الطبيعة. ([3])

إن أساليب تنظيم الفراغ قد ينشأ عنههذا التمثيل المسطح لمجرد الرغبة فى زخرفة سطح معين أن صور المجسم تصبح بمضى الزمن أکثر تميزا ً واختلافاً عن صور المسطح .([4])

ولقد ثار جدل حول أصول العمارة الاسلامية ، والواقع أنه ليس هناک ما يثير الجدل أن أسراً حاکمة فى ظل الاسلام کانت تحيى حياة التنقل والترحال ، وما ان أمسکت بزمام السلطة فى

البلاد التى تمکنت من فتحها حتى أخذت تستبدل بحياتها ، على حيث ظل الفن المعمارى بدوره امتدادا للتقاليد الفنية السائدة فى تلک البلاد قبل ان يفتحها المسلمون على هذا النحو ، ولقد طبق العباسيون فى تخطيطهم لمدينة سامراء الأساليب التى سادت فى ظل الدولة الساسانية القديمة ، بل لعل هذه المفاهيم قد ازدادت قوة ودعماً خاصة ان قصر المدائن المشهور (طيفون) والذى بناه الساسانيون کان على مرمى البصر فى بغداد عاصمة العباسيين وهذا الطموح الذى يصور مؤرخون کالمسعودى والطبرى - قد تحول إلى فکرة مسيطرة فى نفةس الخلفاء العباسيين ومن تلاهم من ملوک الدويلات إلى بناء ما يبدون به (بيزون) عن من سبقوهم.([5])

فقد قامة الفنان المسلم بلئ الفراغ حيث تلعب الزخارف الهندسية والنباتية دوراً هاماص هما وخاصة فى العمارة الاسلامية فقد ادرک الفنان العربى المسلم بأن لها اهميتة وشخصية فريدة . فقد طور الفن الاسلامى هذة الزخارف الى حد مزهل . ([6])

إن کثرة الهيئات الزخرفية الهندسية السائدة فى العمائر الاسلامية تستخدم فى مواضع ومواقع وعلى واجهات المبانى والجوامع وهذه جميعها تشترک بقواعد تصميم زخرفى ، وقد تکون موضوعاتها ذات صلة مباشرة عنها وأن تکون جميلة وبسيطة التصميم ومؤثرة بالطابع الاسلامى ، وأن تکون مکوناتها الزخرفية تتسم بالوضوح والجلاء الشکلى الاسلامى ، وذات تميز بأسلوب السلاسة والنسق التتابع عند رؤية المکونات الزخرفية.([7])

وقد ازدهرت مدينة العرب وانتشرت حضارتها بفتحهم البلاد فى الشرق والغرب وکانت (العمارة) أعظم مظاهر هذه الحضارة ، وذلک التقديم بما شيده الخلفاء وما أقاموه من مدن ومساجد وقصور وحدائق وقلاع وحصون واسوار ، وکان الفن الاسلامى فن ابداع الأمثلة الذى سار جنبا إلى جانب مع العمارة الاسلامية فى المساجد والمدارس.

وفى العصر العباسى سنة (470م) نقل مقر الحکم إلى العراق، واصبحت السيادة فى العالم الاسلامى للعراق ، واتخذ الفن الاسلامى اتجاهاً جديدا وقام الطراز العباسى الذى تغلبت عليه الساليب الفنية.

وقد شيد الخليفة المنصور سنة (762 م) مدينة بغداد ذات التخطيط المدن على نهر دجلة فى وسطها القصور والجامع تحيط بها السوار الخارجية .

وشيد الخليفة المعتصم مدينة سامراء على الضفة اليمنى من نهر دجلة شمال بغداد وهو يمتاز بمئذنته الفريدة فى مظهرها والمعروفة باسم (الملونة) . هندسة ملونة منقوشة من دوائر وفصوص ومسدسات ومثمنات ويحيط بالسقف ازار خشبى منقوش بالآيات القرآنية. وعقد بين العمد الزخامية على أعلى رؤوسها أقواس متجاوزة نصف دائرة تقوم بين مقام الأوتار الخشبية وظيفتها ربط الأعمدة وأقيمت عقود مثلها تحمل السقف([8]).

وهذا الطراز الذى ازدهر بعد سقوط دولة بنى أمية بفترة من الزمن. ويمتاز هذا الطراز فى العمارة الاسلامية بتفصيل الأکتاف أو الدعامات على العمدةفى حمل العقود والبواکى، واهم ما خلفه لنا هذا الطراز المسجد الجامع فى سامراء ومسجد الرقة وأبى دلف فى العراق . أما المسجد الجامع فى سامراء فقد شيد بين عامى (234 ه – 237 ه) (849 – 852 م) ولکن لم يبق منه إلا السور الخارجى وکان له رواق کبير فى اتجاه القبلة وأروقة اخرى اصغر حجما فى جوانب الصحن الباقية ولهذا الجامع منارة حلزونية تسمى الملويةوتشبه مکثيراً منارة جامع أحمد بن طولون حتى يعتقد أن الأخيرة منقولة منها والمسجد مساحته 40 مترا × 158 مترا ويسع ثمانين ألف من المصلين ([9]).

إن دراسة الزخارف الجصية التى حظيت بالنصيب الأوفى من الدراسة أکدت على أنها تنقسم إلى ثلاثة أنواع من الطراز :

طراز قديم : وهو امتداد للطراز الزخرفى الذى کان سائد فى العالم الاسلامى.

وطراز انتقالى : وفيه حرص الفنان على تنفيذ الزخارف بطريقة الحفر العميق، والابقاء على الأشکال الهندسية التى تحيط بالزخارف ، ولکنه ابتعد فى رسم هذه الزخارف عن الطبيعة وهذب فيها ونسق أنطلاقما من فلسفته فى الفن والتى تتلخص فى عدم مضاهات خلق الله.

فقد تضائلت فى هذا الطراز مساهمة خلفية الرسم ، واصبحت مجرد خطوط تفصل بين العناصر الزخرفية لتبدو مستقلة بعد أن کانت ترتبط بعضها بواسطة فروع نباتية صغيرة .

أما الطراز الثالث : فهو احدث الطرز الثلاثة وجوداً ، وقد تبلورت فيه الاتجاه
الفنى للزخرفة الاسلامية أو ابتعد الفنان فيه ابتعاد تام عن الطبيعة وأخذ يرسم خطوطها منحنية وحلزونية.
([10])

وقد يصعب على الرائى ادراک الصلة بينها وبين العناصر الزخرفية التى عرفناها بالطراز بين أعلاه وقد استعمل الفنان المُسلِم فى هذا العصر القوالب فى الزخرفة الجدارية والغرض من استعمالها سرعة الانجاز وتکلفة اقل ، کما استعملت الحفر المشطوب والحفر المائل ، وقد يکون ذلک بفعل تأثيرات فنية قادمة من ترکيا مع جص وتحفيات المماليک([11]).

والجدير بالذکر أن الزخارف الاسلامية قد بلغت أوج مراحل تطورها فى هذا العصر وبالذات بعد نهاية حکم المأمون . وخاصة فى سامراء ، لتعلن عن نضوج زخرفة عربية اسلامية . انفرد بها العرب دون سواهم . بعد أن أطلق الفنان العربى المسلم لخياله الفنى، وقد عرفت هذه الزخارف لدى الغربيون فى (الآرابيسک) أى الفنون العربية([12]).

إن أنماط أساليب عرض موضوع الزخرف الاسلامى غما أن يکون بأسلوب هندسى ، کتابى ، أو نباتى أو طبيعى أو بأسلوب الصيغة المرکبة ، ولکن هذه الأنماط تتباين وتتنوع تبعاً للعناصر المحکمة بتصميم الهيئة الزخرفية أو شکل الزخرفة وهى الهدف والغرض النوعى للزخرفة الاسلامية ونوع المادة أو موضوع الزخرفة للعمارة وطبيعة الوسط الزخرفى الهندسى([13]).

   وفى ضوء العرض السابق يمکن تحديد مشکلة الدراسة فى التساؤلات التالية :

1.  ما هى أشکال مفردات العمارة الاسلامية فى العصر العباسى.

2.  کيف يؤثر تصميم العمارة الاسلامية فى بناء التصميم الزخرفى.

أهمية الدراسة:

تتضح أهمية الدراسة الحالية فى النقاط التالية:

1.  الکشف عن جماليات مفردات العمارة الاسلامية المستخدمة فى بناء التصميم الزخرفى.

2.  يساعد البحث فى توجيه الاهتمامإلى الأخذ من المفردات العمارة الاسلامية فى بناء التصميم الزخرفى.

هدف الدراسة:

تتحد أهداف الدراسة الحالية فيما يلى:

  • ·   توضيح العلاقة بين العمارة الاسلامية وبناء التصميم الزخرفى المعاصر.
  • ·   إلقاء الضوء على ضرورة ارتباط التصميم الزخرفى بالعمارة الاسلامية .
  • ·   عرض نماذج مستوحاة من مفردات العمارة الاسلامية وعلاقتها بالتصميم الزخرفى.

فروض الدراسة:

تقترح الباحثة الفروض التالية:

1. توجد علاقة بين التصميم الزخرفى ومفردات العمارة الاسلامية.

2. توجد علاقة جمالية بين بناء التصميم الزخرفى ومفردات العمارة الاسلامية.

منهج الدراسة:

اعتمدت الدراسة على المنهج الوصفى باعتباره أنسب المناهج التى تتفق وطبيعة هذه الدراسة بهدف دراسة وتحليل واقع المشکلة بأهم أبعادها.

  • ·    مفهوم التصميم الزخرفى والعمارة الاسلامية:

الفن الاسلامى هو الفن الذى نشأ وازدهر فى البلاد الذى اتخذ أهلها الاسلام ديناً([14]).

وقد اتجه الفنان إلى استعمال کل وسائل الزخرفة لتزيين وتجميل منتجاته الفنية عن طريق العناصر البنائية والهندسية والخطية الأشکال وعن طريق حساسته الفطرية وقدرته على الابتکار وحقق فى أعماله الاتزان والأصالة وعمق الخيال.([15])

وقد کان رسم الزخرفة بحيوية وفيها الکثير من المرونة خاصة عندما يقسم إلى جزئين ويتداخل مع الخطوط حلزونية متماوجة (متموجة).

إن الفضل يعود إلى الفنان المسلم بما اوجده وطوره فى مجال فن الخط العربى وفن العمارة الاسلامية التى استغلت بأشکالها الهندسية.

کما نؤکد على أهمية الروح الاسلامية التى جمعت حضارات مختلفة وانسجمت فى ظل الاسلام فأعطت انتاجاً فنياً رائعاً . ولا يمکننا أن ننکر قدرة الفنان المسلم الذى أبدع تکوينات هندسية زخرفية إستمدها من تراثه الوفير.([16])

الإطار النظرى للدراسة

  • ·    مفهوم التصميم الزخرفى والعمارة الاسلامية:

إن التصميم الزخرفى الاسلامي والمعمارى والذى يؤثر على المصمم کثيرة منها العناصر البيئية والموجودة فى بيئة ، حيث أن مفردات کل بيئة تختلف عن الأخرى ، فکل بيئة تنفرد بطبيعتها الخاصة والظروف البيئية المحيطة بها.

والعمارة الاسلامية هى الخصائص البنائية التى استعملها المسلمون هوية لهم.

وقد نشأت تلک العمارة بفضل الاسلام ، وذلک فى عناصر العمارة الاسلامية فى صدر الاسلام والعهد الأموى والعباسى ، مما يعطى للعمارة الاسلامية وبخاصة المساجد والمدارس الاسلامية قيماً وظيفية وبنية وقيماً جمالية وفقاً للفلسفة الاسلامية. وتتبع القيمة الحقيقية لفن العمارة الاسلامية فى وقت اتسم ببزوغ دين جديد . ومن مفردات العمارة الاسلامية المحراب والذى يعد أهم جزء معمارى فى المسجد ، والتى يتوجه إليه جميع المصلين قبل الصلاة ، ويتحقق ذلک من خلال تحليل الشکل وفق أسس التصميم (التوازن – التناسب – التکرار –التشابک–التشاطر–والتماثل – والتشعُب).([17])

1.  التصميم الزخرفى:

التصميم الزخرفى مکون من مجموعة عناصر متداخلة ومتشابکة ومتناظرة بصورة منتظمة وتتبع نظاماً خاصاً فى مظهرها وتکوينها . وتخضع هذه الزخرفة لظاهرة النمو ويحکمها التناسق والتناظر والتداخل والتشابک فى الخطوط . کما کان الفنان يراعى فى ملجأ الفراغات بين تلک الخطوط المتموجة أو أن تتناسب فى حجمها وأوضاعها من حيث التماثل والتقابل الذى يعتبر من مميزات المهمة لهذه الزخارف والذى لم يقتصر على منطقة واحدة فقط. بل کان يشمل کل المجموعات . التى تتکون منها الزخرفة . حيث تتصل کل مجموعة زخرفية من مجموعة مماثلة لها تجاورها أو تعلوها أو تدنوها أما بصورة متقابلة أو متعاکسة. وتنظم هذه البمجموعات فى شکل زخرفى واحد متکامل ومتناسق فى التصميم.([18])

2.  العمارة الاسلامية:

کانت الزخرفة الاسلامية منسوبة إلى الفنون السابقة قبل الاسلام فى حضارات وادى الرافدين ومصر والشام وفارس وآسيا الصغرى اى فى القرن الثانى قبل الميلاد کالزخارف النجمية والطبيعية وزخارف الفسيفساءعلى جدران المعابد والقصور وهى أشکال قوامها مسدسات منتظمة متجاورة يحصر کل واحد منها فى داخله نجوماً سداسية الرؤوس .([19])والتى استخدمت فى بوائق الأبواب والأجزاء الداخلية للقباب والجدران وترک فنانو تلک الحضارات زخارفها ذات طابع هندسى تعتمد بشکل أساسى على خط أو أکثر من الخطوط المنکسرة بزوايا قائمة والمتضمنة شکل الصليب المعقوف (Swastika).([20])

احتوى فن العمارة العربية على نحو خاص على عناصر وأشکال فنية کثيرة تکرر استخدامها هنا وهناک فأصبح بالامکان وضعها کمفردات دالة مميزة لهذا الفن . وتميزت واجهات العمائر الدينية الاسلامية بالثراء والتنوع فى وحاتها وعناصرها المعمارية والتى شکلت بانتظامها وتنوعها بعداً جمالياً لا مثيل له وشکلت ايقاعاً فنياً من خلال تباين هذه الوحدات فى أشکالها والتوافق فى وظيفتها وعند تحليل هذه الوحدات لابد أن نتعرف على عناصرها المعمارية:

‌أ-      القباب:

لم تکن القباب مستخدمة عند بداية ظهور الدعوة الاسلامية . إلا أنها کانت قد عرفت فى الحضارات الرافدينية والمصرية القديمتين . فى البداية فى دار الامارة فى الکوفة ثم ظهرت القبة الخضراء فى أواسط (84 ه) وقبة الصخرة فى عهد عبد الملک بن مروان (72 ه) وأقدم قبة اسلامية فى العصر العباسى القبة الخضراء فى قصر المنصور والمعروف بقصر باب الذهب ، واقدم القباب المتبقية فى العراق فيه قصر الأخيضر (نصف کروية) وقبة الصلبية (بيضاوية) فى سامراء.([21])

‌ب-  المآذن:

وقد سميت بالمنائر أيضاً. وعادة ما تُرفَع عن مستوى بناء المسجدلايصال صوت المؤذن لأبعد نقطة عن المسجد ولم تکن قد استخدمت فى عهد الرسول (صلى الله عليه وسلم) إنما
کان يؤدى الاذان من على سطح بيت قريب إلى المسجد . وأن المآذن المختلفة الأشکال قد اعطت طابعاً رومنياً مميزاً وترکياً رائعا وانفعالان فنيا حيا بشموخ الأشکال الشاقلولية .

الواضحة فوق تشکيل أفقى مادى تؤلفه فى أسفلها کتل بنائية متراصة متقاربة يمثلها حرم المسجد وما يحيط به.([22])

وأهم أشکال المآذن : هى المربعة وسميت بالصوامع والمأذنة الاسطوانية ، وقد عرفت باسم المنائر لشبهها بمنارة الاسکندرية . والمأذنة الحلزونية وميت بالملوية نسبة لشکلها الملتوى الخارجى . وهکذا فإن المآذن عامة تمثل خط العمودى المنتصب والصاعد نحو السماء ، فهى من الناحية الجمالية الروحية ترتبط عند المسلم بشعاع الايمان المنطلق من قبلة إلى الأعلى.([23])

‌ج-   العقود:

وتسمى بالأقواس أيضاً ، وهى من حيث المضمون وسيلة معمارية لتنسيق الفتحات فى الجدران والأروقة واتخذت أشکالاً مختلفة تبعاً للزمان والمکان والحاجة ، فمنها العقد نصف البيضاوى (Parabolic) وقد عُرفت فى مدخل الاشورية والبابلية الحديثة (باب عشتار) فى مدينتى الحضر واشور.([24])

‌د-     الأعمدة والتيجان:

العمود هم ما يدعم سقف أو جدار وفى القديم کان عبارة عن قضيب غليظ من
شجرة أو خشب تقوم عليه الخيمة . وقد تفنن الفنان المسلم فى ابتکار الاسطوانية البدن
والأعمدة المضلعة والأعمدة ذات البدن المثمن الشکل . وانتشرت الأعمدة فيما بعد فى المبانى
الاسلامية عامة .

‌ه-     المقرفصات:

المقرفص هو الحلبة الرکنية التى توضع فى کل رکن من أرکان حجرة مربعة ، حيث تستخدم هذه الحنايا الأربعة للتدرج بغية التحولمن الشکل المربع إلى الشکل الدائرى أو المثمن . وتدل المقرفصات دلالة واضحة على النبوغ والتفوق الذى وصل إليه فن العمارة الاسلامية حتى تحدث رمزاً من رموز الحضارة العربية الاسلامية.([25])

  • ·    بناء التصميم الزخرفي ومفردات العمارة الإسلامية

يتميز السطح الزخرفى الجدارى التى يرتکز فى بنائه على خاصية نوعية خاصة العرض الزخرفى والمشيد أو الانشائى (الأجر - الطابوق - الجص - الحجارة) وخاصية التجهيز الساسى للموضوع الفنى الزخرفى الهندسي والبنائى وأبعاد سطحه ، وهذه المرتکزات عاملان محکمان فى عملية التصميم الزخرفى على الجدار المبنى لهيئة التکوين المادى والدلالى والجمالى لموضوع الزخرفة ، وقد يتم التجهيز على هيئة قطع مجزأة أو على هيئة سطوح أو على هيئة نحت فى أسطح الواجهات للمبنى أو الجدران أو الأعمدة أو الأطواق أو السقوف ، بما يتناسب ويتلائم مع خصائصها الفيزيائية والکيميائية والميکانيکية فضلاً عن ذلک ، المعيار البيئى الذى يتعلق بنوعية المکان المخصص للسطح الزخرفى ومحيطه البيئى الطبيعى وهذه المشکلات يهتم المصمم الزخرفى للمبنى الاسلامى قبل الانشاء وتجهيز المکونات وعناصر بنية سطح الجدار الزخرفى الاسلامى.([26])

أخذت الزخارف الاسلامية فى ظل الحضارة العربية الاسلامية بأهمية خاصة وشخصية فريدة حتى أصبحت فى کثير من الأحيان العنصر الرئيسى الذى يغطى مساحات کبيرة فى مجالات واسعة معمارية وفنية ، ويعود ذلک إلى مرد الفنان العربى المسلم کونها تميل
إلى التجريد .

حيث کان هم الفنان العربى المسلم وشغله الشاغل البحث عن تکوين جديد مبتکر يتولد من اشتباکات الخطوط والزوايا والاستکمال الهندسية لتحقيق مزيد من الجمال الذى يضيفه على تحفه الفنية التىينتجها ومن امثلة الهندسية التى استعملها الدوائر والمتماسة والمتجاورة والخطوط المتشابکة ، بالاضافة إلى أشکال المثلث ، المربع ، والسدس ، والمثمن .([27])

إن کثيراً من من الهيئات الزخرفية الهندسية السائد فى العمائر الاسلامية تستخدم فى مواضع ومواقع على واجهات المبانى وهذه جميعها تشترک بقواعد تصميم زخرفى ، وقد تکون موضوعاتها ذات صلة مباشرة وأن تکون جميلة وبسيطة التصميم ومؤثرة بالطابع الاسلامى.([28])

المدرسة المستنصرية:

إذا کانت المدارس السلجوفية ، وبخاصة التى أنشأها نظام الملک قد اقتصرت على تعليم الشريعة وفق المذهب الشافعى السُنى. فإن بغداد شهدت فى عصر المنتصر بالله الخليفة العباسى بناء المدرسة المستنصريةعام (1227 –1232) م وجعلها لتدريس المذاهب الأربعة، وهى بناء مستطيل مؤلف من فناء کبير محاط بأروقة فى منتصف کل جهة ايوان بعرض 6م ، ويحف بکل ايوان من ايوانى الفليين الکبير بين قاعتان للتدريس . أما قاعة الطلبة فکانت من طابقين على طرفى الايوانات ، وکانت لها بوائک محمولة على أکتاف . وتأخذ هذه المدرسة شکل المنشآت الايرانية([29])، وإن أنماط واساليب عرض مادة وموضوع الزخارف الاسلامية والخاصة بالمدرسة قد يکون بأسلوب هندسى ، کتابى ، بنائى أو طبيعى وبأسلوب الصفة المرکبة فى زخرفة الجدران المدرسة ، ولکن هذه الأنماط والتنوع تبعاً للعناصر المحکمة بتصميم الهيئة الزخرفية أو شکل الزخرفة وهى الهدف والفرض النوعى للزخرفة الاسلامية للعمارة وطبيعة الوسط الزخرفي الهندسي وتحليلاته .([30])

وتعد المدرسة المستنصرية من اقدم الجامعات العربية الاسلامية التى جمعت تدريس فقه المذاهب الربعة على أن حرارة أجواء العراق حفزت سکانه إلى الاهتمام بحرکة الهواء فأنشأوا له ملاقف ضيقة تعلو المبنى لتلقف الهواء من اعلى فيسرى إلى الأسفل من خلال جدران المبنى ويتجلى هذا النهج فى تصميم المدرسة المستنصرية إذا قيمت قاعة محاضرات فى الجهة الجنوبية التى ترتفع أسقفها بما يوازى طابقين من المبنى الواقع أمامه والمکونة من حجرات تعلوها بائکات بارتفاع قاعات المحاضرات ويفصل بينهما دهليز يبلغ ارتفاعه طابقين کذلک ، يتصل الصحن الخارجى عن طريق فجوتين جانبيتين فى مواجهة الريح ، وبهذا الوضع يکون تصميم المبنى وکأنه ملقف هواء أفقى کاشفاً عن مدى ادراک المعمار العراقى لعلم (الايروديناميکا) من قبل أن يصل العلم الحديث إلى تفاصيله ([31])کما فى الشکل (1)

 

 
   

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

شکل رقم (1) المدرسة المستنصرية فى بغداد

 إن أول ما يلفت النظر فى شخصية الفن الاسلامى أنه يتمثل فى أشکال مجردة نباتية او هندسية يطلق عليها اسم النقش العربى (Arabesque) ، يختلط فيها أو يناسبه فن الخط العربى الذى تنوعت أشکاله المبدعة ، وأن هذا الفن يتمثل فى أشکال متشابهة محورة تقوم على التحوير وفقدان المنظور الخطى والکثافة .

لقد کان الخط العربى وظيفة جمالية عالية ، وقد عثر عليها فى (ام الجمال) وفى (حران) والتى ترجع إلى القرن الثانى والخامس الميلادى ، کانت ولادة الخط العربى الذى تطور فى الکوفة وفى المدينة وفى بلاد الشام واخذ أولا شکل الخط القرآنى فى مصاحف عثمان ، وتطور على يد ابن حقلة وابن اليواب ، فالرقش العربى کان مميزاً من العلامات التى تدفع الى تحليله والتعمق فى اسراره والتعرف على الفن الاسلامى والقيم التصحيحية فى الزخارف العربية.([32])

 


 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

شکل رقم (2) واجهة قاعات المحاضرات في المستنصرية

   ومن أقسام المدرسة :

أقيمت قاعات محاضراتها فى الجهة الجنوبية والتى ترتفع أسقفها بما يوازى طابقين من المبنى الواقع امامه والمکون من حجرات تعلوها بائکات بارتفاع قاعات المحاضرات . ويفصل بينهما دهليز يبلغ ارتفاعه طابقين کذلک . يتصل بالصحن الخارجى عن طريق فجوتين جانبيتين فى مواجهة الريح السائدة ، وهکذا يرتفع الهواء بضغط من الريح الخارجية ليملأ فراغ الدهليز . وتنفتح على هذا الدهليز حجرات المد\رسة التى تعلوها فتحات . ونظراً لوقوع هذه الحجرات فى الناحية الجنوبية فإن الهواء يکون متخللاً من خلفها ومن أعلاها إذ يقل الضغط فيه عن الهواء لوجود الدهليز ، وبذلک يتسرب من الفتحات أعلى الحجرات ويحل محل الهواء المنطلق من الدهليز بعد انخفاض درجة الحرارة بملامسته لأسطح الدهليز المحمية من أشعة الشمس المباشرة لوجود صفين من الحجرات على جانبيه . وهکذا تنخفض درجة الحرارة إلى معدل مقبول . ولو افترضنا أن ليس ثمة رياح تولد الضغط اللازم لتحريک الهواء خلال المبنى . فمن المسلَم به علمياً أن الهواء الساخنيرتفع إلى أعلى ، ومن ثم يتسرب خلال الفتحات التى تتوسط السقف حجرات المدرسة مخلفاً فراغاً لهواء يتسرب من الدهليز _ حرارته أدنى من حرارة الهواء الخارجى ملامسته - کما سبق القول لأسطح جدران الدهليز وبهذاالوضع يکون تصميم المبنى وکأنه ملقف هواء أفقى کاشفاً عن مدى إدراک المعمارى العراقى لعلم (الايروديناميکا) من قبل أن يصل العلم الحديث إلى تفاصيله کما في الشکل رقم (2) .

  • ·    تعريف الأيروديناميکا :

-        وهو علم حرکة الهواء والعلم الأساسى فى هندسة الطيران بأن الطائرة تتحرک فى مانع اسمه الهواء ، وهو ما يسمى (الايروديناميکا).

-        وأيضا هو ميکانيکا أو هندسة الموانع ، وهو علم يهتم بدراسة سلوک الموانع . غازات وسوائل . وخواصها فى حالة سکونها وفى حالة تحرک داخل الأنابيب فالطيرانيخضع لقوانين الايروديناميکاونظرية الطيران ، أما الهواء الموجود داخل مقصورة الطائرة فهو يخضع لقوانين تنظيم الضغط بين داخل وخارج.

-        وأيضا هو مؤسس الايروديناميکا هو العالم البارز (نيفولاى جوکو فکس) ولد 1847 بقرية أوربخوخو الواقعة بمدينة فلاديمير وفى عام 1904 اکتشف قانون يحدد قوة دفع لجناح الطائرة.

  • ·    أسلوب الطرز فى العصر العباسى :

وقد تمثل السلوب العباسى بأجلى مظاهره وأفصح عن مميزاته الصريحة التى کانت أساساً للزخارف العربية الاسلامية بالنماذج الجصية المکتشفة فى عمائر مدينة سامراء التى کانت على هيئة وزرات تغطى الجدران من الداخل إلى ارتفاع المتر تقريباً. کما هو الحال فى قصر (الجوسق- الخانقانى) و (بلکوارا) و(باب يالامه) .

وندرجت تلک الأساليب فى عدة مراحل متتالية فى التطور أطلق عليه اصطلاح الطراز الاول والطراز الثانى والطراز الثالث ، وحصل التطور المذکور فى فترة لا تزيد على ربع قرن نظراً للحاجة الشديدة إلى الاقتصاد فى الوقت الذى تغلبته عملية تغطية الجدران بالزخارف بفعل حرکة العمران السريعة فى المدينة التى أملت . على الصناع تلبية المطالب الملمة بالنسبة للبناء والزخرفة فى وقت قصير فلجاوا إلى محاولة التبسيط التى ادت إلى ظهور الطرز المذکورة التى تختلف عن بعضها من حيث طبيعة العناصر والمميزات الفنية واسلوب التنفيذ فى العمائر الاسلامية.([33])

  • ·    بغداد (دار السلام) :

إن بغداد القديمة أو دار السلام وهى مدينة دائرية قطرها / 2700 م / لم يعد لها اثر . وکان مخططها الأولى وطريقه انشائها يمکن أن تعرف فقط من خلال الکتابات التى ترکها الولون فلقد أنشأها المنصور وخطط حدودها بشريط من الرماد ثم وضعت على تلک الخطوط قطع من القطن المبللة بالنفط واشعلت فيها النار فبرزت فى الليل واضحة فاقرها المنصور وأمر بحفر أساساتها ، وکلف أبا حنيفة النُعمان بالاشراف على البناء والعمال . وأقام سوراً دائرياً مزدوجاً واحد خارجى وآخر داخلى مدعم بثمانية وعشرين سوراً . وتفتح فيها أربعة ابواب من الجهات الأربعة واحد بإتجاه الموصل وآخر باتجاه البصرة وثالث باتجاه خراسان ورابع باتجاه الشام . وهذه الأبواب هى مجموعة معمارية مؤلفة من بابين بينهما دهليز وفوقه صالة استقبال کبيرة مغطاة بقبة وعليها شاخصة تتحرک حسب اتجاه الريح . وينفتح الباب الداخلى على رواقى معمد وعلى طرفيه يقوم بيوت الحرس ، وکان کل رواق يستوعب ألف جندى . ولقد أنشئت الجدران من اللبن أما القبوات فلقد أنشئت من الأمر بتنفيذ جميل . وفى وسط الفناء يقوم المسجد الکبير وقد بقى فيه المحراب المحفوظ فى متحف بغداد . ويقوم القصر الذى يعرف بقصر باب الذهب وقد احيط بسور دائرى آخر ، حى سکنى ، وقد فتحت الشوارع بشکل إشعاعى على شکل دولاب العربة . وقد حصنت الشوارع بأبواب منيعة وبقيت المدينة حتى عهد الرشيد (808)م وکان المنصور قد اقام مدينة الرصافة (768) شرق دجلة ، وجعلها لقصر ولى عهده المهدى ، والعسکرة ، وامتد العمران بين دار السلام والرصافة أو بغداد الشرقية التى حلت محل دار السلام بعد هجرها .([34])

  • ·    خان مرجان بغداد (755 - 773)هـ (1374 – 1465) م :

والذى شيده من قبل (أمين الدين مرجان) مولى الشيخ أويس خان الابلکانى الجلايرى (755 – 773) ه ويعد من أهم الأسماء المعروفة بالنسبة لخانات بغداد زاره فى مفتتح ولايته الثانية سنة 999 هجرية ، وقد عرف هذا الخان باسم خان جمال على ما . يسميه المؤلف وخان جمان بتحريف طفيف (( وقضية سليمان باشا الکبير فى(1206) ه / (792)م)) معاذ إلى الاسم الأمير يطلق حتى اليوم على أعلى بناية کبيرة دلالة على سقفها ورحابة مساحتها وعرف أيضاً باسم خان الصاغة بسبب أشغال أهل هذه المهنة معظم دکاکينه وکانوا قد انتقلوا إليه بعد أن زاحمهم الحقافون (صناع الحقاف ، وهى حزب من الأحذية) فى سوقهم الأول المجاور لجامع الصناع (جامعالحفاقين فيما بعد) امتلک هذا الخان مناحيمدانيال وشرکاؤه فنقصوه سنة (1348) ه (1929) م وشيدوا مکانه سوقين جديدين تظل نوافذهما من جهة على سوق (الهرج) القديم أو (العبايجة) ومن جهة ثانية على سوق الجبن ومن جهة أخرى . فإن مرجان هوفان کان يستخدمه کفندق للمسافرين فى بغداد بنى خلال القرن الرابع عشر الميلادى . أهمل مبنى الخان وتعرض إلى الضرر لکن خلال فترة الثمانينات من القرن العشرين تم إعادة ترميمه واستخدم کمطعم يعتبر الخان من من معالم مدينة بغداد.([35])

واقيم فى بغداد فى القرن الرابع عشر خلال عصر الدولة الايلخانات المغول بالعراق . وقد اتخذ فى ظل الحکم العثمانى ادارة للجمارک . ويعد طول المبنى ومسقطه الصليبى الشکل أمراً غير معهود فى الخانات التى کانت تبنى داخل المدن انذاک على ما يشهد به استقراء أوصاف تلک المبانى التى ترکها لنا الکتاب والمؤرخون . فعلى الرغم من کثرة المادة الوصفية لهذا الطراز من الابنية فى وقفيات القرنين الثالث عشر والرابع عشر إلا أنه لم تبق لنا نماذج . وقد اسس مرجان فى الوقت نفسه مدرسة يحتلها الآن جامع مرجان . ومستشفى وأوقف الخان عليهما وينفرد هذا الخان بأسلوب تسقيفه بأقواس وعقود فيما بينها. ويتألف من بهو مستطيل من حوله غرف للتجار فى طابقين ، ويبلغ ارتفاع سقف البهو أربعة عشر متراً . وقد اتخذ هذا البناء متحفاً للآثار العربية منذ عام (1937) .([36])کما فى الشکل رقم (3)

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

شکل رقم (3) اسلوب تسقيف بالاقواس للخان فى بغداد

  • ·    قصر بلکوارا([37]) :

لعل الخليفة المتوکل ( 849-861م) هو الذي شيد قصر بلکوارا الذي يشبه بمخططه قصر المشتى وقصر الأخيضر وقصر الجوسق وفي هذا القصر يتعاقب سوران بشغل الجزء الأوسط من السور الأول صحنان مستطيلان ، وعند التقائها کان ينهض سرادق مستقل ، ويشمل القسم الأوسط من السور الثاني مجموعة جميلة من المنشآت المتناظرة وصحناً يشکل تتمة لهذه المنشآت ، وفي هذه المنشآت نجد شکل الأواوين الثلاثة تنفتح من الواجهتين الامامية والخلفية 0 وبينهما أربعة قاعات مستطيلة الشکل مرتبة بشکل صليب تحيط صالة کبيرة کما هو الأمر في قصر الجوسق وتمتد في الباحات ممرات متقاطعة بصورة قائمة تفصل مساحات لربما کانت مزروعة سابقاً 0

  • ·    قصر الطوبة([38]) :

يقع قصر الطوبة الى أقصى الجنوب من القصور الأموية في بادية الأردن التي انشئت في عهد الأمويين في وادي الغراف على بعد مئة کيلو متر من جنوب شرقي عمان ص 261، ويبلغ طوله (140) متر وعرضه 73 متراً وتدعم جدرانه الخارجية خمسة ابراج نصف دائرية من الشمال وبرجان من الشرق والغرب بالاضافة الى اربعة ابراج في الزوايا بشکل دائري ، أما في الجنوب فيوجد برج في أوسط الجدار ذو مخطط غريب ، والى جانبي المدخلين برجان مربعان ، وينفتح کل مدخل نحو فناء محاط بغرف مختلفة المساحة منفتحة على بعضها ، وهکذا فإن هذا القصر في الواقع ينقسم الى قسمين متطابقين يفصل بينهما دهليز وحيد يمتاز هذا القصر بطابعه الاموي الواضح من طريقة النحت على الحجر ولکنه يختلف عن غيره من القصور اذا انه انشيء على السواء من الحجارة والطوب واللبن ( وهو الاجر غير المشوى) .

 

نتائج الدراسة :

للتحقق من صحة فروض البحث قامت الباحثة بدراسة مفهوم بناء التصحيح ومفردات العمارة الإسلامية على مر العصور وتوصلت البحث إلى النتائج التالية :

-   توجد علاقة جمالية بين بناء التصحيح الزخرفي ومفردات العمارة الإسلامية على مر العصور وانها علاقة متداخلة ومتشابکة لا يمکن الفصل بينهما .

-   أن مجموعة القيم والمبادىء والمعطيات الفنية التي يحافظ عليها الفنان هي التي تجعل التصحيح الزخرفي مميزاً ويحمل شخصية المکان والبيئة والمجتمع .

-   أن العلاقة الجمالية في التصحيح الزخرفي هي تلک المبادىء المکتسبة على الدوام من حضارات وثقافات آخرى .

-   ويتضح من هذه النتائج انه قد تحققت العلاقة الجمالية والفنية للتصحيح الزخرفي ومفردات العمارة الإسلامية .

التوصيات المقترحة :-

-   ضرورة التأکيد على دورا التصحيح الزخرفي المستوحى من العمارة الإسلامية .

-   ضرورة نشر الثقافة الفنية من خلال وسائل الإعلام المختلفة .

-   ضرورة وجود ترابط بين النواحي الجمالية للتصحيح المستوحى من مفردات العمارة الإسلامية .

-   ضرورة الترابط بين التصحيح الزخرفي وبين العادات والتقاليد السائدة في المجتمع الِإسلامي.

-   التأکيد على أن يدرک عامة الناس أهمية ظهور بيئتنا بشکل جمالي مناسب لحضارتنا .

-   التأکيد على الدور الوظيفي للتصميم الزخرفي الى جانب الجانب الجمالي .

-   تأکيد دور التصحيح واعتباره وسيلة لتفاعل الجمهور مع الفن التشکيلي .

-   توفير الخامات اللازمة لتنفيذ تصميمات زخرفية في واجهات المباني العامة .

-   التأکيد على ابراز حضارتنا العريقة بشکل معاصر في ميادين شهيرة .



([1]) -المصدر : توفيق حمد الجواد ، تاريخ العمارة والفنون الاسلامية ، 1970 ، مصر ، صــــ 706.

([2])- باشلار غاستون : تکوين الفعل العلمى ، ترجمة دکتور خليل أحمد خليل ، المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر ، بيروت ، 1981 ، صــــ 46

([3])- دکتور محمد البسيونى : أسرار الفن التشکيلى ، القاهرة ، عالم الکتب ، 1980 ، صــــ 124.

([4])- أرنولد هاورز : فلسفة تاريخ الفن ، المجلس الأعلى لرعاية الفنون والاداب والعلوم الاجتماعية ، جامعة القاهرة ،
1986 ، صـــــ 153.

([5])- ثروت عکاشة : القيمة الجمالية فى العمارة الاسلامية ، دار المعارف ، القاهرة ، 1981 ، صـــ 49.

([6]) -ابو صالح الالفى : الفن الاسلامى اصولة وفلسفتة, دار المعارف, القاهرة, 1996,ص138-140

([7]) - Zande . j, Design Produceres, Longman, London, 1982 ,P56 .52.

([8])- توفيق محمد عبد الجواد : تاريخ العمارة والفنون الاسلامية ، المطبعة الفنية الحديثة ، 1970 ، مصر ، صـــ 34 ، صــــ
48 ، صــــــ 90.

([9])- عبد السلام احمد نظيف : دراسات فى العمارة الاسلامية ، الهيئة المصرية العامة للکتاب ، 1989 ، القاهرة . صــــ 2.

([10])- عبد العزيز مرزوق : العراق مهد الفن الاسلامى : وزارة الاعلام العراقية ، بغداد ، 1971 ، صـــ 34.

([11])- عبد العزيز مرزوق : العراق مهد الفن الاسلامى : وزارة الاعلام العراقية ، بغداد ، 1971 ، صـــ 34.

([12])- صلاح العبيدى : د . عبد العزيز حميد ، د . أحمد قاسم : الفنون الزخرفية العربية الاسلامية . بغداد ، 1982 ، صــــــ82.

([13])Wood.J, Design and Appearance, Cener of Houstons Future , 2003 , P 31 , 82.

([14])- سامى رزق بشاى واخرون : تاريخ الزخرفة ، مطابع الشرق ، القاهرة ، 1999 ، صــــ 395.

([15])- أسامة النحاس : التصميمات الزخرفية ، دار الامراء ، القاهرة ، 1990، صـــ 12.

([16])- ايفان ويلسون : الزخارف والرسوم الاسلامية، ترجمة امال مريود ، مؤسسة الصالحان ، 1997 ، بلاص.

([17])- عبد الباقى ابراهيم : أسس التصميم المعمارى والتخطيط الحضرى فى العصور الاسلامية . مرکز الدراسات التخطيطية والمعمارية ، القاهرة ، 1990 ، صـــــ 20.

([18])- يحى وزيرى : العمارة الاسلامية والبيئية :المجلس الوطنى للثقافة والفنون والادب ، الکويت ، 2004 ، 8108.

([19])- فرج عبود ، علم عناصر الفن ، جامعة بغداد ، کلية الفنون الجميلة ، ج 1-2 ، 1982 ، صـــــــ 62.

([20])- ارنست کونل : الفن الاسلامى ، بيروت ، دار صادر ، 1966 ، صـ 80.

([21])- بلقيس محسن هادى القزوينى : تاريخ الفن العربى الاسلامى ، جامعة بغداد ، کلية الفنون الجميلة ، 2000 ،
صــــ 72.

([22])- جمعة أحمد ؟؟؟؟ : موسوعة فن العمارة الاسلامية، مطابع دار السفير ، بيروت ، 2000 ، صـــ 70.

([23])- صخر فرزات : مدخل إلى الجمالية فى فن العمارة الاسلامية، مجلة فنون عربية ، عدد (5) ، دار واسط للنشر ، لندن،  1982 ، صــــ 86.

([24])- شاکر هادى غصب : الفن المعمارى والهندسة التشکيلية ، وعلاقته بالمساجد الاسلامية والمراقد المقدسة ، مجلة التراث الشعبى ، العدد (8) ، دار الحرية للطباعة ، بغداد ، 1977 ، صــــ 51.

([25])- بلقيس محمد هادى : تاريخ الفن العربى الاسلامى ، جامعة بغداد ، کلية الفنون الجميلة ، 2000 ، صــــ69 ، صـــــ 72.

([26]) Outdoor Advertising Association Of Americo Ine., Plant Operation Guide , Lines Sign , Structure . Fall , 1998 , P4-10.

([27])- المصدر طالو ، محى الدين : الزخرفة الاسلامية ، دار دمشق للنشر ، 2000 ، القاهرة ، صــــ 53.

([28])Zande . j, Design Produceres, Longman, London, 1988 ,P56 .52.

([29])- المصدر الدکتور عفيفى بهنسى ، الفن الاسلامى ، دار طلاس للدراسات والترجمة والنشر ، دمشق ، ط 2 ، 1998 ،
صـــ 269.

([30])Wood.J, Design and Appearance, Cener of Houstons Future , 2003 , P 31 , 82.

([31])- ثروت عکاشة : القيمة الجمالية فى العمارة الاسلامية ، دار المعارف ، القاهرة ، 1981 ، صـــ224.

([32])- ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ : الفن الاسلامى ، دار طلاسى ، دمشق ، 1998 ، صـــ59 ، صــــــ 60

([33])- من مصدر الفنون الزخرفية العربية الاسلامية ، عبد العزيز حميد ، بغداد ، 1982 ، وزارة التعليم العالى، جامعة بغداد . صـــ 74

([34]) - الدکتور عفيفى البهنسى : الفن الاسلامى ، دار طلاس للدراسات والترجمة والنشر ، دمشق ، ط 2 ، 1998 ، صـــ127.

([35])http : // av.mwikipedia.org.wiki

  وقد جاء عدد الخاناتفى بغداد عددها (980) فإن کما جاء ذکر هذه الخانات فى کتاب (دليل خارطة بغداد) ويعد خان مرجان من أفقدم وأعرق الأسواق والخانات فى بغداد والذى شيد من قبل (أمين الدين مرجان) (755 – 773) هجرية (1374 – 1465) ميلادية......

([36])- المصدر القيمة الجمالية فى العمارة الاسلامية ،ثروت عکاشة ، دار المعارف ، القاهرة ، 1981 ، صـــ 254.

([37])المصدر الدکتور عفيفى بهنسى ، الفن الاسلامى ، دار طلاس للدراسات والترجمة والنشر ، دمشق ، 1998 ، صـــ265.

([38])المصدر الدکتور عفيفى بهنسى ، الفن الاسلامى ، دار طلاس للدراسات والترجمة والنشر ، دمشق، ط2 ، 1998 ،
صـــ261، 262

المراجع العربية:
1.     توفيق حمد الجواد ، تاريخ العمارة والفنون الاسلامية ،مصر ، 1970 ، صـ 706.
2.     باشلار غاستون : تکوين الفعل العلمى ، ترجمة دکتور خليل أحمد خليل ، المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر ، بيروت ، 1981 ، صــــ 46
3.     دکتور محمد البسيونى : أسرار الفن التشکيلى ، القاهرة ، عالم الکتب ، 1980 ، صــــ 124.
4.     أرنولد هاورز : فلسفة تاريخ الفن ، المجلس الأعلى لرعاية الفنون والاداب والعلوم الاجتماعية ، جامعة القاهرة ، 1986 ، صـــــ 153.
5.     ثروت عکاشة : القيمة الجمالية فى العمارة الاسلامية ، دار المعارف ، القاهرة ، 1981 ، صـــ 49.
6.     ابو صالح الالفى : الفن الاسلامى اصولة وفلسفتة, دار المعارف, القاهرة, 1996,ص138-140
7.     توفيق محمد عبد الجواد : تاريخ العمارة والفنون الاسلامية ، المطبعة الفنية الحديثة ، 1970 ، مصر ، صـــ 34 ، صــــ 48 ، صــــــ 90.
8.     عبد السلام احمد نظيف : دراسات فى العمارة الاسلامية ، الهيئة المصرية العامة للکتاب ، 1989 ، القاهرة . صــــ 2.
9.     عبد العزيز مرزوق : العراق مهد الفن الاسلامى : وزارة الاعلام العراقية ، بغداد ، 1971 ، صـــ 34.
10.  عبد العزيز مرزوق : العراق مهد الفن الاسلامى : وزارة الاعلام العراقية ، بغداد ، 1971 ، صـــ 34.
11.  صلاح العبيدى : د . عبد العزيز حميد ، د . أحمد قاسم : الفنون الزخرفية العربية الاسلامية . بغداد ، 1982 ، صــــــ82.
12.  سامى رزق بشاى واخرون : تاريخ الزخرفة ، مطابع الشرق ، القاهرة ، 1999 ، صــــ 395.
13.  أسامة النحاس : التصميمات الزخرفية ، دار الامراء ، القاهرة ، 1990، صـــ 12.
14.  ايفان ويلسون : الزخارف والرسوم الاسلامية، ترجمة امال مريود ، مؤسسة الصالحان ، 1997 ، بلاص.
15.  عبد الباقى ابراهيم : أسس التصميم المعمارى والتخطيط الحضرى فى العصور الاسلامية . مرکز الدراسات التخطيطية والمعمارية ، القاهرة ، 1990 ، صـــــ 20.
16.  يحى وزيرى : العمارة الاسلامية والبيئية :المجلس الوطنى للثقافة والفنون والادب ، الکويت ، 2004 ، 8108.
17.  فرج عبود ، علم عناصر الفن ، جامعة بغداد ، کلية الفنون الجميلة ، ج 1-2 ، 1982 ، صـــــــ 62.
18.  ارنست کونل : الفن الاسلامى ، بيروت ، دار صادر ، 1966 ، صـ 80.
19.  بلقيس محسن هادى القزوينى : تاريخ الفن العربى الاسلامى ، جامعة بغداد ، کلية الفنون الجميلة ، 2000 ، صــــ 72.
20.  جمعة أحمد فامه : موسوعة فن العمارة الاسلامية، مطابع دار السفير ، بيروت ، 2000 ، صـــ 70.
21.  صخر فرزات : مدخل إلى الجمالية فى فن العمارة الاسلامية، مجلة فنون عربية ، عدد (5) ، دار واسط للنشر ، لندن ، 1982 ، صــــ 86.
22.  شاکر هادى غصب : الفن المعمارى والهندسة التشکيلية ، وعلاقته بالمساجد الاسلامية والمراقد المقدسة ، مجلة التراث الشعبى ، العدد (8) ، دار الحرية للطباعة ، بغداد ، 1977 ، صــــ 51.
23.  بلقيس محمد هادى : تاريخ الفن العربى الاسلامى ، جامعة بغداد ، کلية الفنون الجميلة ، 2000 ، صــــ69 ، صـــــ 72.
24.  طالو ، محى الدين : الزخرفة الاسلامية ، دار دمشق للنشر ، 2000 ، القاهرة ، صــــ 53.
25.  الدکتور عفيفى بهنسى ، الفن الاسلامى ، دار طلاس للدراسات والترجمة والنشر ، دمشق ، ط 2 ، 1998 ، صـــ 269.
26.  ثروت عکاشة : القيمة الجمالية فى العمارة الاسلامية ، دار المعارف ، القاهرة ، 1981 ، صـــ224.
27.  الدکتور عفيف بهنسي : الفن الاسلامى ، دار طلاسى ، دمشق ، 1998 ، صـــ59 ، صــــــ 60
28.  عبد العزيز حميد ، الفنون الزخرفية العربية الاسلامية ، بغداد ، 1982 ، وزارة التعليم العالى، جامعة بغداد . صـــ 74
29.  الدکتور عفيفى البهنسى : الفن الاسلامى ، دار طلاس للدراسات والترجمة والنشر ، دمشق ، ط 2 ، 1998 ، صـــ127.
30.  ثروت عکاشة ، القيمة الجمالية فى العمارة الاسلامية ، دار المعارف ، القاهرة ، 1981 ، صـــ 254.
31.  الدکتور عفيفى بهنسى ، الفن الاسلامى ، دار طلاس للدراسات والترجمة والنشر ، دمشق ، 1998 ، صـــ265.
32.  ا الدکتور عفيفى بهنسى ، الفن الاسلامى ، دار طلاس للدراسات والترجمة والنشر ، دمشق، ط2 ، 1998 ، صـــ261، 262
33.Zande . j, Design Produceres, Longman, London, 1982 ,P56 .52.
34.http : // av.mwikipedia.org.wiki.
35.Wood.J, Design and Appearance, Cener of Houstons Future , 2003 , P 31 , 82.
36.Zande . j, Design Produceres, Longman, London, 1988 ,P56 .52.
37.Lines Sign , Outdoor Advertising Association Of Americo Ine., Plant Operation Guide Structure . Fall , 1998 , P4-10.
38.Wood.J, Design and Appearance, Cener of Houstons Future , 2003 , P 31 , 82.