الأشغال الفنية بين الخامات البيئية و متغيرات العصر

نوع المستند : مقالات علمیة محکمة

المؤلف

أستاذ مساعد الأشغال الفنية کلية التربية النوعية . جامعة دمياط

المستخلص

ملخص البحث
يهدف البحث الى الوصول لواقع الاشغال الفنية فى عصر ساده التغير والتنوع والتعدد فى الخامات والمواد من جانب , و التحول نحو النظم الرقمية الفائقة فى إخراج اعمال فنية تتوافق مع طبيعة العصر ونهجه الاستهلاکى من جانب آخر , فعلى الرغم من المتغيرات التى سادت العصر الا ان الخامات البيئية مازالت ذات طبيعة جمالية خاصة لا تضاهيها الخامات المصنعة , لذا فان البحث يکشف النقاب عن أثر التبدلات والتحولات التى هيمنت على العصر على المشغولات الفنية .
هذا و تنحصر مشکلة البحث فى التساؤل التالى : ما واقع الاشغال الفنية فى ظل متغيرات العصر وتحولاته نحو النظم الرقمية ؟, وما مدى دور الخامات البيئية فى بنية الاشغال الفنية المعاصرة ؟ , ذاک التساؤل هو الفحوى الحقيقية لاشکالية البحث المطروح , وللاجابة على التساؤل المطروح فى إشکالية البحث , فإن الدراسة تعتمد فى منهجيتها على کل من المنهج التاريخى , والمنهج الوصفى التحليلى .
ومما خلٌصت اليه الدراسة ان التنوع والتعدد فى الخامات والمواد , وکذلک التحولات والمتغيرات العصرية الفائقة قد احدثا تغيراً فى طبيعة الاشغال الفنية بما يتوافق وطبيعة العصر .
الکلمات المفتاحية : الاشغال الفنية , الخامات البيئية , متغيرات العصر .

الموضوعات الرئيسية


مقدمة :

تٌعد الاشغال الفنية Handicraft احد نظم التشکيل الفنى التى تحوى قيم فنية وجمالية ووظيفية من خلال تقنيات تتوافق وطبيعة کل مادة او خامة أو وسائط مستخدمة فى انتاج المشغولة الفنية ، فالخامات materialsهى الرکيزة الاساسية فى بنية الأشغال الفنية ، بل هى محور التعبير لبلورة وتجسيد رؤية الفنان .

ولما کانت الأشغال الفنية کيان فنى قائم على أسس فنية وتقنية ، وتبحث عن الجمال والوظيفة ، فان توافقها مع متغيرات العصر يٌعد من اهم قواعد الحفاظ على مکانتها وطبيعتها الفنية ، وعلى الرغم من الاستحداث الفائق والتنوع والتعدد الکبيرين فى المواد والخامات ، الا ان الخامات البيئية بطبيعتها الاولية التقليدية مازالت تحتل مکانة کبيرة فى الاشغال الفنية .

وعلى الرغم من ذلک فان التجريب الفنى بالخامات والمواد المستحدثة ادى بالضرورة الى التحول بالاشغال الفنية نحو المعاصرة الفنية دون التخلى عن طبيعتها ، فکان التوليف بالخامات البيئية والمستحدثة والتقنيات التقليدية والمستحدثة محور الصدارة فى بلورة المشغولات الفنية المعاصرة ، مما انعکس بدوره على البعد الفلسفى للاشغال الفنية ، ومن هنا باتت الأشغال الفنية المعاصرة رکيزة اساسية فى بنية الفن المعاصر تجمع بين التقليدى والمستحدث من الخامات والتقنيات .

الا ان هناک جدلاً واقع حول الاشغال الفنية بفلسفتها ، والخامات البيئية بطبيعتها ، ومتغيرات العصر بتحولاته ، لذا فان البحث المطروح يبحث فى مدى التجانس بين الخامات البيئية ومتغيرات عصر سيطر علية نظم تکنولوجية ورقمية من جانب ، ورؤى واتجاهات فنية مستحدثة قوامها التجريب بالمواد والخامات ، والتقنيات ، والنظم التکنولوجية باختلاف أنواعها من جانب آخر .

مشــکلة البحث :

تکمـن مشکلة البحث فى التساؤل التالى : ما واقع الاشغال الفنية فى ظل متغيرات العصر وتحولاته نحو النظم التکنولوجية و الرقمية والخامات والمواد المستحدثة ؟, وما مدى دور الخامات البيئية فى بنية الاشغال الفنية المعاصرة ؟

أهداف البحث وأهميته :

يکمن هدف البحث وکذلک أهميته فى التالى :

  • ·   کشف النقاب وتعميق المعرفة بواقع الاشغال الفنية فى ظل متغيرات العصر وتحولاته .
  • ·   الوقوف على دور الخامات البيئية فى بنية الاشغال الفنية المعاصرة .

فروض البحث :

تکمن فروض البحث في التالى :

  • ·   ان متغيرات العصر بتفوقه التکنولوجى والرقمى ساعدت فى أثراء الاشغال الفنية المعاصرة وتطورها .
  • ·   ان للخامات والمواد البيئية دور فاعل فى بنية الأشغال الفنية المعاصرة على الرغم من المستحدثات من الخامات والمواد والتقنيات .

منهجية البحث :

فى محاولة للاجابة على التساؤل المطروح والذى يمثل مشکلة البحث فإن البحث يعتمد فى منهجيته على المنهجين التاليين :

  • ·   المنهج التاريخى .
  • ·   المنهج الوصفى التحليلى .

محـاور البحث :

تنحصر محاور البحث فى التالى :

  • ·   ماهية الاشغال الفنية وطبيعتها.
  • ·   الاشغال الفنية والخامات البيئية .
  • ·   الاشغال الفنية ومتغيرات العصر .
  • ·   النتائج والتوصيات , المراجع .

اولا : ماهية الاشغال الفنية وطبيعتها :

فى واقع الأمر فان الحکمة الجدلية لفلسفة االاشغال الفنية تکمن فى مدى تحقيق مقوماتها الحضارية فى المجتمع , و مدى تحقيق التقاء فعال بين المشغولات الفنية بقيمها ومقوماتها الفنية والجمالية وبين الجمهور , لما لها – المشغولات الفنية – من أثر فعال فى المجتمع فى ظل عصراً باتت العلاقة بين الابداع والتذوق الفنى فيه مشوبة بشىء من التوتر , وفى ظل اشکاليات اذدواجية الأنا والآخر, والبحث فى حالة التفوق التکنولوجى ونظمه الرقمية , وفتور دينامية الجمهور نحو المشغولات الفنية فى ظل أزمة ابداع عصر بلا هوية ، انها أزمة المعنى فى عصر تتحول وتتبدل فيه القيم باللاقيم ، وتنحصر العقول فى اللامعقول ، وينحرف الذوق العام عن المسار الصحيح ، انه عصر المتغيرات والمتناقضات ، لذا فان الحفاظ على طبيعة الاشغال الفنية يٌعد أمراً محوريا فى الحفاظ على رکيزة اساسية من رکائز فنون المجتمع ، اذ إن المشغولات الفنية هى تشکيل بنائى يخضع لنظم وقيم فنية وجمالية وتهدف الى تحقيق مقومات حضارية فى المجتمع ، وتلعب جماليات هيئتها التشکيلية فيها دوراً بارزاً فى تحديد قيمتها الفنية والجمالية , بل والوظيفية ايضا، فهى حالة من التوافق والترابط بين اجزاءها .

إن طبيعة الاشغال الفنية تحوى بين جنباتها عمق عملية الإبداع الفنى بمقوماتها المختلفة ، فهى نوع من التمثيل والتعبير والإبداع التقنى ، فالاشغال الفنية نوع من القدرة على تحقيق حلول فنية جمالية غير النمطية ، فالدلائل التشکيلية والقيم الفنية والتعبيرية الکامنه فى المشغولات الفنية هى التى توضح مدى اصالة المشغولة ، إذ يتم تقدير قيمتها على أساس مدى تحقيق التوافق والتناسق الشکلى ، والسمات الجمالية والإبداعية والوظيفية التى تحققت فى الوسيط المتشکل – الخامات والمواد - ، فالوسيط المتشکل هو ما يستعمل فى البناء التشکيلى للمشغولات الفنية من الأجزاء أو العناصر التى بتجميعها وتوافقها وترابطها تکٌون وحدة المشغولة الفنية ، والتى تقوم على المادة والشکل والتعبير .

لما کانت مادة المشغولة الفنية هى وجها المحسوس ، فهى أبسط عناصرها ، کما أنها أکثرها أولية ، ويتوقف مدى إکتمال المشغولة الفنية على تغلب الشکل عليها ، إذ أن الشکل هو العنصر الحاسم فيها ، فى حين أن المادة تدل على قوالب البناء الحسية التى يترکب منها العمل عن طريق انفعالات الفنان وفکره الفلسفى وقدراته التعبيرية ، فمن الضرورى أن لا ننسى أن الشکل والمادة والتعبير ليس لها قيمة فنية الا من خلال التوافق المحکم فيما بينها ، فالمادة والشکل مرتبطان ، فلا وجود لمادة ليس لها شکل ، فالمواد والخامات فى المشغولات الفنية هى جوهرها العينى ، ويعد "الإيقاع"(*) أحد أهم أسس البناء التشکيلى للمشغولات الفنية فهو من محاور الطبيعة ، إنه استراتيجية تنظيمية تشکلية کالتوازن والتماثل والتباين والتطور إذ يؤکد على بعض عناصـر العمل وعلاقاتها بأخرى ، هذا إلى جانب أنه سمة زمانية فى الفن التشکيلى ، کما أنه يشيع فى العمل الفنى نوع من الدينامية والتنوع .

أن المواد أساس المشغولات الفنية ، فالشکل يخرج من صياغة المادة عن طريق قدراتنا الفنية والابداعية ، فهناک مواد تتوافر فيها القيم الجمالية ويستخدمها الفنان کما هى ، فالهيئة الشکلية الفنية هى نوع من التنظيم للعناصر البنائية للعمل على أن تتوافر فيها الجاذبية وقيمة الإنتباه ، فالجاذبية وقيمة الإنتباه تعتمد على عناصر داخلة فى تکوين هيئة المشغولة الفنية کدرجة تباين تألق اللون ، درجة التباين فى المظهر المرئى للأسطح ، وضع الشکل فى الفراغ ، التأثير الديناميکى للإتزان بين عناصر المشغولة الفنية ، فالعناصر تتحکم فى الشکل إلى حد ما ، وإن الشکل نوع من التعبير عن حالة من الإستقرار للعناصر ، والعوامل المادية التى تتميز بالحرکة والتعبير ، ولما کانت القوانين الأصولية للشکل هى التجسيد الحقيقى لقدرة الفنان على تطويع المادة فى نظام فنى بنائى ، فإن للمادة دور فعال فى حرية الفنان التعبيرية ، ولتحقيق أهدافه الإبداعية التى يبغيها يٌطوع المادة المستخدمة لرؤيته الفنية ، فالاشغال الفنية کيان فنى بنيته الفلسفية الطبيعة العلمية والجمالية , فهى تحوى تشکيل لوجود مستحدث ، وصدق فى رؤية جوهر العالم ، فان بنية الاشغال الفنية تحوى فى طياتها تفسير للظواهر الجمالية ، فهى نسيج ذو طبيعة وفاعلية انسانية قوامها الوحدة فى التنوع , وهذا النسيج يمثل البنية الفنية للعمل والنسق القائم على التوافق بين جنبات المشغولة الفنية بقيمها ومقوماتها وکيانها المکانى والزمانى .

وعلى الرغم من ان المادة والشکل والمضمون التعبيرى ثوابت فى بنية الاشغال الفنية ، الا انه بات أيضا ترسيخ الدور الابداعى أمرا مفيدا فى تکوين حالة من التوازن الانسانى , خاصة وأن الاشغال الفنية تلعب دورا فاعلا فى المجتمع المعاصر ، فان الأشغال الفنية تتمثل في معالجات متعددة منها الاشکال ثلاثية الابعاد او ذات البعدين ، وتکون جمالية نفعية ، فهى رؤية فنية وابتکارية ذاتية للتعبير الفنى والجمالي بالمواد والخامات المتوافره فى البيئة ، کما ان خصائص وطبيعة هذه المواد والخامات المختلفة ومدى القدرة على تطويعها بما يتوافق والتصميم والوظيفة ، وبصياغات تشکيلية مستحدثة ، و بالتوليف بينها وبالخبرات الفنية والمعلومات والمهارات التقنية لدى الفنان تتشکل المشغولة الفنية ، وترتکز الاشغال الفنية بمجالاتها المختلفة على الاسس والقيم الفنية والجمالية والتقنية للمواد والخامات في ابداع مشغولات فنية يلعب التجريب فيها دورا اساسياً ، فهى مجالاً متسعاً لتوظيف و تشکيل المواد والخامات المتنوعه والمتعددة والمختلفة ، و تتکامل من خلال خصائص الخامات وتفاعلها مع حس ورؤية الفنان والصياغة للمواد والخامات ، بما يتوافق وطبيعة المشغولة الفنية ، فالاشغال الفنية ليست اعمال فنية تؤدى وظيفه فقط ، بل هى لغة تٌعبر عن العصر الذى انطلقت من
بين جنباته .

بالرغم من أن طبيعة الاشغال الفنية والسمات المميزة للجيد منها تحوى بين جنباتها الدقة التقنية وعنصر المفاجأة ، إلا أنها ستظل تجسيد لواقع العصر ، وبالضرورة فان الحاجة الى مواکبة التقدم التقنى الذى ساد العالم الان فرض على الاشغال الفنية التحول والتغير نحو المستحدث من المواد والخامات من جانب ، والتحول التقنى من جانب آخر ، فعصرنا تميز بسمة الإيغالة فى دنيا العقل التى لم تترک جانباً إلا وأثرت فيه ، فان " العقل العلمى فى زماننا لا يکفيه ما کان يکفيه بالأمس ، وهو أن يقف عند الحدود النظرية الرياضية ، بل إنه ليصر على أن يتجسد فى أجهزة ، وعلى أن ينشر هذه الأجهزة على بقاع الأرض .. فلم يعد لنا مناص من السبح على هذا التيار العلمى التقنى" (1) ، فهناک درجة کبيرة من التقارب الحتمى بين طبيعة الاشغال الفنية والمجتمع ، فان التغير التکنولوجى والرقمى الذى اجتاح العصر له عظيم الأثر فى خلق تحول فى مفهوم وفلسفة الاشغال الفنية ، مما أدى بالضرورة إلى استحداث اساليب تقنية مغايرة تماما لما کان فى السابق ، فلقد باتت الاشغال الفنية تؤکد على العلاقة الجدلية بين کل من الفنان والمجتمع .

اليوم مع التطور التکنولوجى أصبحت الاشغال الفنية کيان فنى متکامل لمجالات فنية متعددة فى منظومة کلية واحدة ، ومع تطور السوق الاستهلاکى عظم موقع المجالات الفنية , وأصبحت قيمة فى حد ذاتها , واعتلت مرکزاً مرموقاً فى عصرنا ، ونالت أهمية أکثر من ذى قبل نتيجة لمتغيرات العصر ، فکانت بمثابة محوراً ايجابياً فعالا فى بنية الحضارة لاختلاف وظائفها وقيمتها ، مما ادى بالضرورة لکسر الجمود الذى أحاط بل سيطر على السواد الأعظم من المبدعين ، مما عظم واقع الاشغال الفنية کقيمة تلبى احتياجات المجتمع .

ولما کانت الاشغال الفنية تشکيل بنائى يخضع لاسس ونظم وقيم فنية وجمالية لتحقيق اهداف حضارية ، لذا فهى تٌعد رکيزة فعالة فى ربط الفن بتنمية المجتمع ، فهى کيان فنى يحتوى قيم ومقومات حضارية ، وتحوى اسس بنائية تقنية وتنظيمية لهيئتها الشکلية ، فالبناء الترکيبى للمشغولة الفنية قائم على فراغ تتألق بين جنباته الأجزاء والعناصر التى تؤلف بتجميعها المشغولة الفنية .

من هنا نستخلص التالى :

  • · إن فلسفة الاشغال الفنية المعاصرة خلقت لذاتها نوع من المفهوم المؤکد على استقلالها فنياً ، مما کان له عظيم الأثر فى بلورة طبيعتها ، والتى تمرکزت حول المجتمع بمتغيراته ومتطلباته ، إذ أنها محکومة بالمجتمع المعاصر ومنجزاته العلمية مع خلق نوع من التأصيل لطبيعتها ، وتنطلق الاشغال الفنية من بين جنبات الخامات والمواد والوسائط ، بتقنياتمقصودة ومحسوبة ، وبما يؤکد على جماليات الهيئة الکلية لها من خلال الحرکة والسکون ، الشکل والفراغ ، و بما يبرز مضمونها التعبيرى وطبيعتها الوظيفية احيانا.

ثانيا : الاشغال الفنية والخامات البيئية :

ان الخامات هى المحور الحاسم في الاشغال الفنية ، حيث تٌعد الوسيط المادي الذي بها ومن خلالها يتم تجسيد البنية التشکيلية للمشغولات الفنية وما يکمن فيها من قيم فنية وجمالية ، فالاشغال الفنية مجال يجمع بين الأسس الفنية والتقنية فى تشکيل فنى يحمل ابعاد فلسفية ، فهى - الاشغال الفنية - من اکثر الفنون ارتباط بالبيئة , وترتبط بها الرغبة فى استغلال افضل الامکانات المتاحه للخامات والمواد المتوفرة فى البيئة من حيث جمالياتها , والتوافق والتفاعل فيما بينها وبين احاسيس ورؤية الفنان لخلق عمل فنى يقوم على القيم الفنية والجمالية ، وما يتطلبه من تقنيات تتوافق مع طبيعة المواد والخامات من جانب ، و طبيعة العصر والمجتمع الذى اٌنتجت فيه المشغولة الفنية من جانب آخر .

تعتمد الأشغال الفنية على الخامات بدرجة أکثر من غيرها من المجالات الفنية الآخرى ، نظراً لأن الخامات تتفاعل مع حس الفنان بما يتوافق و طبيعة تصميم المشغولات الفنية ، فاللمشغولة نظام بنائى ينبثق من نظم التشکيل الفني الذي يحققه الفنان من قيمة فنية وجمالية تتطلب تقنيات متنوعة تختلف باختلاف الخامه وخواصها الحسية والترکيبية .

من هنا يمکن لنا ان نقول ان المواد والخامات هى الوسيط المٌتشکل الذى يستخدمه الفنان لطرح رؤيته الفنية , فهي تعد العامل المساعد والمثير الملهم للفنان للتعبير عن رؤيته ، فهي العنصر المحسوس لديه ، وتعتبر محوراً مهما في الأشغال الفنية ، وتنعکس فلسفة العصر وايديولوجياته وقيمه الحضارية في کل حقبة زمانية على الخامات والمواد ، والمتأمل لعصرنا يدرک ان التکنولوجيا الرقمية سيطرت على شتى مناحيه لدرجة انها اقتحمت المجالات الفنية ايضاً ، لذا فأن الخامات المستحدثة احتلت مکانا بارزا لتلبية متطلبات الفنان المعاصر ، فالخامات اصبحت غاية في حد ذاتها ، يجب المحافظة عليها وإبراز خصائصها بوصفها ذات کيفيات حسية ومواصفات شکلية من شأنها أن تساعد فى تکوين الموضوع الجمالي لدى الفنان ، فالخامات والمواد وسائل للتعبير الفنى .

ان القيم الجمالية فى المشغولات الفنية لا تنحصر بالضرورة في الموضوع الذي تمثله ، بل هي تتجلى في صميم مظهره الحسي الذي يؤکد إمکانات الخامة المستخدمة والأختيار الموفق لها ، فالفنان يطوع الخامة ويتحکم فيها للتعبير عن رؤيته الفنية ، وکلما کان الفنان يشعر ويحس بالخامه وطبيعتها کلما کان اکثر تعبيرا بها ، فالخامة سواء کانت طبيعية او صناعية هى الوسيط و العنصر المحسوس لدى الفنان الذى يعبر به عما بداخله نحو الاحداث والمتغيرات فى المجتمع ، فالخامه هى جسم المشغولة الفنية ، وعلى الفنان اختيارها بعناية لتحقيق التعبير الامثل عن موضوعه الفنى .

ان دراسة الخامات بات أمراً حتمياً ، لذا سوف نستعرض الخامات البيئية المختلفة ، وتقسيماتها , فالخامات البيئية تنقسم الى خامات متوفرة فى البيئه الزراعية ، وخامات متوفرة فى البيئه الساحلية ، وخامات متوفرة فى البيئه الصحراوية والجبلية ، وذلک على النحو التالى :

  • · خامات فى البيئة الزراعية و تشمل کل من الاتى :" الجريد - سعف النخيل - الکافور - الليف - نوى البلح - نبات السمار- عيدان الحناء - البوص ".
  • ·   خامات من الثروة الحيوانية والداجنة و تشمل کل من الاتى : " الجلود- العظام - الصوف - القرون – الريش " .
  • · خامات من البيئات الساحلية و تشمل کل من الاتى : " الصدف - القواقع - الشعب المرجانية – عظم الاسماک - الصخور الساحلية - الرمل " .
  • ·   خامات فى البيئه الصحراوية و الجبلية و تشمل کل من الاتى : " الاشجار البرية – الصخور و الرمال البرية - الاعشاب البرية " .

ان الخامات السابقة هى الاکثر شيوعا فى الاشغال الفنية بصورها التقليدية ، الا ان متغيرات العصر ادت الى استحداث مواد وخامات جديدة ذات خواص حسية وترکيبية مغايرة تماما للخامات البيئية التقليدية ، فان الخامات والمواد تتأثر بطبيعة العصر ومتغيراته ، فالتکنولوجيا المعاصرة بقفزاتها العلمية الفائقة ادت الى استحداث العديد من الخامات والمواد الصناعية والنصف صناعية ، والتى سرعان ما اتخذت موقعاً هاماً فى بنية متطلباتنا المعاصرة فى شتى المجالات ومنها الفنون ، تلک التى تأثرت بقوة بالتکنولوجيا وما نتج عنها من مواد وخامات وعوامل آخرى ، فاليوم يتم استخدام الاجهزه الالکترونية والتقنيات الرقمية الحديثة کمواد وخامات ووسائط لطرح رؤية فنية ما ، کما ان التحول بالتقنيات وتنوعها أثرت الأشغال الفنية جماليا وتعبيريا ، فقد احتلت المستحدثات من المواد والخامات مکان العديد من الخامات والمواد التقليدية ، وتغيرت الهيئة الکلية للاعمال الفنية ومنها الاشغال الفنية ، بل تعددت وتنوعت أکثر وأکثر بداية من الشکل وصولا الى المضمون ، وظهر بقوة الترکيب والتجميع فى المشغولات الفنية ، بل بالأحرى التوليف ، مع استحداث التقنيات التى تتوافق مع طبيعة کل مشغولة فنية مع التأکيد على ابراز خصائص وجماليات الخامات والمواد ، واستغلال کل الخامات والمواد بأنواعها المختلفة والمتعددة واعادة صياغة المخلفات والمستهلک منها ايضا فى ابتکار اشغال فنية معاصرة ، مما کان له عظيم الأثر فى التحول بالاشغال الفنية من النهج التقليدى الى الحداثة .

جديرا بالذکر ان ادراک الفنان لقيمة وطبيعة الخامة , والاساليب التقنية التى يجب استخدامها مع کل خامة تٌعد من اهم محاور نجاح المشغولة الفنية ، فمن الضرورى ان يراعى الفنان في اختيار خاماته ما يلى :

  • · القيم المرئية والسطحية للخامة من لون ودرجة الشفافية ودرجة الإعتام ، الملمس ،
    المظهر الخارجى.
  • ·   الخواص الکيميائية والفيزيائية والميکانيکية للخامة .

من هنا نستطيع ان نؤکد على کون الخامات والمواد هى الرکيزة الحقيقية لبناء مشغولات فنية ، لما تتمتع به من خواص حسية وترکيبية , و ابعاد جمالية وفلسفية تتطلب اساليب تقنية لطرح الرؤية الفنية والتأکيد على الابعاد الوظيفية للمشغولة الفنية ، وما تتضمنه من قيم تشکيلية ومضامين تعبيرية ، اذ ان الخامات تٌعد کيان من الوسائط المتنوعة التى يستغلها الفنان فى عمله التشکيلى ليخلق المقوم الحضارى للعمل الفنى وذلک لکونها تٌعد التالى :

  • ·   وسيط حســــــي .
  • ·   وسيط تقني جمالي .
  • ·   وسيط بنائي .
  • ·   وسيط رمزى .
  • ·   وسيط فلسفى .

ان جماليات الخامة فى الاشغال الفنية تتبلور و تتجسد بتنوع وتعدد واستحداث التقنيات المستخدمة فى المشغولة ، والتي تختلف باختلاف الخامه مما يؤکد على ان لکل خامة طبيعية جمالية تتألق من خلال التقنية المتوافقة معها ، والتى من خلالها تٌکون البنية التشکيلية و التعبيرية للمشغولة الفنية ، فکثير ما تکون التقنيات هى الرکيزة الاهم فى تألق المظهر المرئى للمشغولة الفنية والتأکيد على المضمون التعبيرى لها ، فالمشغولة الفنية خامة تٌشکل تقنياً لتعکس رؤية فنية ذات طبيعة تعبيريه محددة .

من هنا نستخلص التالى :

  • · ان الخامات والمعالجات التقنية فى الاشغال الفنية کيان واحد لا انفصال بينهما على الرغم من الاختلاف والتنوع فى طبيعة وخواص کل خامة من الخامات التى تستخدم فى الاشغال الفنية من جانب والتغير فى طبيعة العصر من جانب آخر .

ثالثا : الاشغال الفنية ومتغيرات العصر :

لما کانت الاشغال الفنية ذات طبيعة نابعة من الهوية الخالصة ، و لما کان الاهتمام الکامل بالمادة والتقنية هو محور تجسيد جماليات الهيئة الشکلية وابراز المضمون التعبيرى والطبيعة الوظيفية للمشغولة من جانب ، والتوافق مع طبيعة العصر ومتغيراته من جانب آخر ، فان التحرٌر من التقاليد الفنية والتقنية المتبعة دائما فى الاشغال الفنية بات أمراً حتمياً ، کما ان البحث عن حلول تقنية مستحدثة تضفى روحا من التألق الفنى بما يحقق المضمون التعبيرى المتوافق مع متغيرات العصر فى المشغولة الفنية بات أيضاً ضرورة مٌلحة .

ولما کانت االمشغولات الفنية تشکيل بنائى يخضع لنٌظم وقيم فنية تٌحقق حالة من التوازن والتعادل الکامل فى بنية المشغولة الفنية , ولما کانت طبيعة الاشغال الفنية لا تقتصر على المشغولة فى حد ذاتها ، ولکنها مرتبطة بشخصية الفنان ، لذا فان التحول يأتى من الفنان والرؤى الفنية المستحدثة التى يطرحها من جانب ، والحفاظ على الهوية من جانب آخر ، لذا فانه لمن الضرورى کسر الحواجز التقليدية بين المواد والخامات ، والتحول بالمادة والتقنية نحو متغيرات العصر ومتطلبات المجتمع ، والعمل على استغلال النظم التکنولوجية الحديثة والخامات والمواد المستحدثة بطبيعتها المختلفة فى استحداث مشغولات فنية متوافقة ومتغيرات العصر دون الخروج عن طبيعة الاشغال الفنية وخصائصها وهويتها.

ان الاشغال الفنية المعاصرة تقوم على تکوين حالة من التباين المرئى تحوى فحوى المشغولة بنهج کيانه الفلسفى التوافق وجوهر الاشغال الفنية ، الى جانب خلق حالة من التجانس الابداعى بين مقومات بنية المشغولة الفنية من مادة وشکل وتعبير ، وتعظيم قيمتها الفلسفية والتعبيرية ، وتأصيل فحواها ، والعمق فى رؤية المشغولة الفنية وهيئتها الکلية ، بالتوافق والترابط بين عناصرها لابراز جماليات الشکل ، والتأکيد على مدى العلاقة الدينامية فيها.

ان تحقيق نوعاً من التطور الإيجابى فى الاشغال الفنية يتطلب التعبير عن الفکر الإبداعى الجمالى فى شکل منظومات ابتکارية جديدة تواکب متغيرات العصر ، والمحافظة على الهوية وتأصيلها وحمايتها من الغزو الثقافى المتزايد فى ظل التفوق الرقمى الکاسح ، تحقيق نوع من الارتقاء فى شکل المشغولة الفنية وتسخير تکنولوجيا العصر لتطويرها .

ان قيمة الاشغال الفنية تنبع من التفوق فى کيانها وآلياتها وانساقها الفنية المؤکدة على ابراز جماليات الخامات والدقة التقنية کعوامل محورية فعالة فى بنيتها ، وتلک العوامل لها اسس فنية وفلسفية تضع قواعدها البنائية ، ونابعة من قدرات الفنان ، والتى تتضمن العديد من الجوانب ، والتى تقوم على الادراک المميز ، والاحساس المتفاعل مع الظواهر وادراک قيمتها فى المساهمة فى خلق کيان فنى حضارى متطور فى المجتمع .

إن المنطق المحکوم بقواعد موضوعية للجوانب العلمية والفنية فى الاشغال الفنية من الضرورى ان يتوافق والاحساس بمدى عمق الحاجة الحقيقية اليها فى المجتمع ، والاحساس بدورها فى التفاعل الايجابى فى منظومة فنون المجتمع ، فبدون الاحساس بقيمتها وادراک مدى الحاجة اليها کرکيزة فعالة فى بنية فنون المجتمع ، لن يکون هناک توافق ومتغيرات العصر .

أن الاشغال الفنية تٌعد جانب هام من متطلبات المجتمع ، لکونها تؤدى بالضرورة الى النهوض بالمجالات الفنية والذوق العام ، و تحقيق تفاعل فنى متوازن ومتوافق مع طبيعة العصر ومتغيراته ، فإن المعنى الحضارى للاشغال الفنية يکمن فى الأتى :

  • ·   مدى التفوق القيمى فى المشغولات الفنية ودقتها التقنية وارتباطها بالظواهر الاجتماعية ومتطلبات المجتمع .
  • · ان البناء الحضارى لطبيعة الاشغال الفنية يحوى بين ثناياه نوع من الاتحاد الکلى للعديد من المجالات الفنية المختلفة بنظم تقنية متوافقة مع التغير شبه الدائم الذى يسود العصر.

 ان الاشغال الفنية فى حاجة الى رؤية مستقبلية أکثر عمقا وتطلعاً لمقدرات الامور فى المستقبل ، والتأکيد على دورها المستقبلى فى المجتمع المعاصر من خلال اسس معيارية وکيانات بنائية تقوم عليها والتى تنحصر فى الأتى :

  • · ان الاشغال الفنية تمثل کيان اقتصادى يمکن تطويره کصناعات صغيرة تتوافق وامکانات المجتمع وموارده المختلفة ، ومدى فعاليتها فى سوق العمل .
  • · ان الاشغال الفنية تمثل کيان اجتماعى علمى تکنولوجى آلى کمدخل فعال فى الحفاظ على الحرف التى قربت على الاندثار ، بل واستحداث مهن وحرف صناعية آلية صغيرة تتوافق مع متغيرات العصر والتطور التکنولوجى الفائق .

إن هذه الکيانات ستؤدى بالضرورة الى خلق روح من التفاعل الحضارى بين الاشغال الفنية والمجتمع .

من هنا فان المحافظة على طبيعة الاشغال الفنية وتوافقها مع متغيرات العصر يجب ان تقوم على الرکائز التالية:

  • · الدمج بين الخامات والمواد والمعالجات التقنية التقليدية والمستحدثة ، والمحافظة على طبيعتها بتألق مکنون جمالياتها بانساق وصياغات تشکيلية ابداعية وتقنية جديدة ، بما يتوافق وطبيعة متغيرات العصر ومتطلباته والحرکاته الفنية السائدة .
  • ·   استحداث صياغات تشکيلية مليئة بانفعالات مبتکريها من جانب ، والجماليات المتوافقة التى تعکس مدى حيويتها من جانب آخر .
  • · التجريب الفنى بالمواد والخامات والوسائط المتنوعة ، بمعالجات تقنية مستحدثة تقوم على اعلاء خواص الخامة الحسية , وابراز التفاعل الديناميکى بين مفردات المشغولة الفنية ، ودلالاتها التعبيرية وما يکمن وراء الشکل فيها من عمق المضمون .
  • · تعميق واقع جماليات الهيئة الکلية للمشغولة الفنية بالتوازن والإيقاع والحرکة فى تشکيل الفراغ بعناصر المشغولة ، وتنظيمها بما يحقق جذب الانتباه نحو هيئتها التشکيلية مع التأکيد على عمق الارتباط بجمالياتها وتوافقها مع متغيرات العصر .

من هنا نستخلص التالى :

  • · ان التحول بالاشغال الفنية بما يتوافق مع متغيرات العصر يتطلب التحول بعقول المبدعين نحو التجريب والتوافق مع طبيعة العصر ومتغيراته من جانب , والتوافق مع الحرکات الفنية المعاصرة من جانب ثانى ، والثبات بل الحفاظ على هوية وطبيعة الاشغال الفنية من جانب آخر.

رابعا : النتائج :

من الطرح السابقخلصت الدراسة الى النتائج التالية :

  • · ان ماهية الاشغال الفنية فى عصر المتغيرات تکمن فى البحث المطلق اللازمنى لفلسفة فنون المستقبل بالتجريب والمعالجات التقنية ، والبحث عن المضمون التعبيرى دون التخلى عن الشکلانية ، وعمق العلاقة الجدلية الکامنه فى المشغولة الفنية ، بمواد وخامات بيئية تقليدية وآخرى مستحدثة ، وبأسس جمالية لامتنـاهية التعقيد .
  • · ان الخامات والمعالجات التقنية فى الاشغال الفنية کيان واحد لا انفصال بينهما على الرغم من الاختلاف والتنوع فى طبيعة وخواص کل خامة من الخامات التى تستخدم فى الاشغال الفنية من جانب ، والتغير فى طبيعة العصر من جانب آخر ، فالتنوع والتعدد فى الخامات والمواد البيئية والمستحدثة ، وکذلک التحولات والمتغيرات العصرية الفائقة قد احدثا تغيراً فى طبيعة الاشغال الفنية بما يتوافق و طبيعة العصر ومتغيراته , اذ تنطلق الاشغال الفنية من بين جنبات الخامات والمواد والوسائط بتقنيات مقصودة ومحسوبة ، وبما يؤکد على جماليات الهيئة الکلية لها من خلال الحرکة والسکون والشکل والفراغ ، وبما يبرز مضمونها التعبيرى وطبيعتها الوظيفية احيانا، الا ان الخامات البيئية ظلت ذات مکانة رئيسية فى الاشغال الفنية.
  • · إن فلسفة الاشغال الفنية المعاصرة خلقت لذاتها نوع من المفهوم المؤکد على استقلالها فنياً ، مما کان له عظيم الأثر فى بلورة فلسفتها ، والتى تمرکزت حول المجتمع بمتغيراته ومتطلباته ومنجزاته العلمية مع خلق نوع من التأصيل لمفهومها وفلسفتها ، فانها تحوى نوع من التوافق البنائى ، الذى ادى بالضرورة الى احکام جماليات المشغولة الفنية ، واثارتها للاهتمام وجذب الانتباه ، والتوافق مع طبيعة القيم الفنية والجمالية للفنون المعاصرة ، مما جعلت منها ضرورة يقينية ورکيزة أساسية في فنون العصر ، بما تحويه من تحول حداثى لذا فان متغيرات العصر ساعدت فى أثراء الاشغال الفنية وتطورها .
  • · ان التحول بالاشغال الفنية بما يتوافق مع متغيرات العصر يتطلب التحول بعقول المبدعين نحو التجريب والتوافق مع طبيعة العصر ومتغيراته من جانب , والتوافق مع الحرکات الفنية المعاصرة من جانب ثانى ، والثبات بل الحفاظ على هوية وطبيعة الاشغال الفنية من جانب آخر.
خامسا : المراجع :
(1) زکى نجيب محمود : ثقافتنا فى مواجهة العصر ، الهيئة المصرية العامة للکتاب ، القاهرة 1997م ، ص 66.
(2) حسني أحمد محمد الدمرداش : الإمکانات التشکيلية للدائن الصناعية کمدخل لابتکار حليات فنية معاصرة ، رسالة دکتوراه غير منشورة ، کلية التربية الفنية ، جامعة حلوان ، القاهرة 1990 م .
(3) وداد عبد الحليم جاد : التربية الفنية ودورها في التثقيف الفنى – محاضرات فى التربية الفنية ، کلية التربية ، جامعة المنيا ، 1989 م .
(4) جيروم ستولينتز : النقد الفنى" دراسة جمالية وفلسفية " ، ت. فؤاد زکريا، مطبعة جامعة عين شمس ، القاهرة 1974م .
(5) سيوناير روبرتسون : الاشغال الفنية والثقافة المعاصرة ، ت . محمد خليفة برکات ، الهيئة المصرية العامة للکتاب ، القاهرة 1987م.
(6) آرنست فيشر : ضرورة الفن ، ت. أسعد حليم ، الهيئة المصرية العامة للکتاب ، القاهرة ، 1998م .
(7) محسن عطية : غاية الفن " دراسة فلسفية ونقدية " ، دار المعارف ، القاهرة 1991م .
( 8) فتح الباب عبدالحليم ، أحمد حافظ رشدان : التصميم فى الفن التشکيلى ، عالم الکتب ، القاهرة 1984م .
سادسا : الحواشى کما وردت فى الدراسة :
(*) الإيقاع RHYTHM : أحد أهم القيم فى بناء العمل الفنى ، "وهو تنظيم للفواصل الموجودة بين وحدات العمل الفنى ، وقد يکون هذا التنظيم للفواصل بين الحجم أو اللون أو ترتيب درجاته ، أو تنظيم لإتجاه عناصر العمل الفنى ، فالأشکال والخطوط تقسم حيز العمل الفنى إلى فواصل سطحية أو مکانية " راجع : فتح الباب عبدالحليم ، أحمد حافظ رشدان : التصميم فى الفن التشکيلى ، عالم الکتب ، القاهرة 1984م ، ص 83 .
وهناک أنواع لا حصر لها من الإيقاع والحرکة فى الفنون التشکيلية ، … وقد يقلل من تأثير عمل فنى عدم مقدرة المتأمل على تذکر وحدة الإيقاع التى تسرى فى بنائه نتيجة لتفکک الخبرة الفنية ذاتها ، ويؤدى ذلک إلى افتقار الألفة بالتنظيم الشکلى للعمل". راجع : محسن عطية : غاية الفن " دراسة فلسفية ونقدية " ، دار المعارف ، القاهرة 1991م ، ص 32 ، 33 .