أثر استخدام اللدائن على القيمة الجمالية لعناصر التشکيل المعماري

نوع المستند : مقالات علمیة محکمة

المؤلفون

1 معيد بقسم النحت والتشکيل المعماري والترميم بکلية الفنون التطبيقية – جامعة دمياط

2 أستاذ النحت بکلية التربية النوعية ووکيل کلية رياض الأطفال لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة ـ جامعة المنصورة سابقا

3 أستاذ مساعد النحت ورئيس قسم النحت والتشکيل المعماري بکلية الفنون التطبيقية ـ جامعة دمياط

المستخلص

ملخص البحث
إن ما وصلت إليه تطورات التقنية في صناعة مواد البناء والتکسيات الداخلية والخارجية التي تطرح يوميا في أسواقنا المحلية أمرا يثير الانتباه ، هذه المواد التي أخذت تتدفق من الداخل والخارج ، وتتمتع بمواصفات متنوعة عالية التطور والتخصص ، وتتسم بتنافس غير مسبوق من حيث التنوع المواصفات والسعر .
لمدة طويلة من الزمن ، حتى منتصف القرن العشرين ، اقتصرت تکسيات الفراغات الداخلية والخارجية على استعمال عدد محدد من المواد الأولية الطبيعية ، مثل (الأحجار والأخشاب) ، هذه المواد رغم قله عددها ومحدودية أصنافها ، کانت کافية لتجهيز فراغ داخلي يمکن العيش فيه ، وتلبي جميع الشروط الأساسية لحياة آمنة ومريحة .
وتناول البحث بالدراسة الأطر النظرية لمفهوم التشکيل المعماري والإبداع والعلاقة بين جماليات عناصر التشکيل المعماري واستخدام اللدائن وکذلک العوامل المؤثرة في التشکيل.
وتوصل البحث الى نتيجة هامة وهي: أن الجماليات التشکيلية لعناصر التشکيل المعماري من أهم الوسائل للاستغراق الانفعالي والمعرفي، ومن أهم الأساليب للتعبير الشخصي والإبداعي، وهي مصدر مهم للمتعة الوجدانية والاستثارة البصرية للعمارة والإنسان.

الموضوعات الرئيسية


مقدمة :

أن ما وصلت إليه تطورات التقنية في صناعة مواد البناء والتکسيات الداخلية والخارجية التي تطرح يوميا في أسواقنا المحلية امرأ يثير الانتباه ، هذه المواد التي أخذت تتدفق من الداخل والخارج ، وتتمتع بمواصفات متنوعة عالية التطور والتخصص ، وتتسم بتنافس غير مسبوق من حيث التنوع المواصفات والسعر .

لمدة طويلة من الزمن ، حتى منتصف القرن العشرين ، اقتصرت تکسيات الفراغات الداخلية والخارجية على استعمال عدد محدد من المواد الأولية الطبيعية ، مثل (الأحجار والأخشاب) ، هذه المواد رغم قله عددها ومحدودية أصنافها ، کانت کافية لتجهيز فراغ داخلي يمکن العيش فيه ، وتلبي جميع الشروط الأساسية لحياة آمنة ومريحة .

مؤخرا الملفت للانتباه بروز توجيهات عالمية جديدة في عالم البناء والتصميم سواء الداخلي والخارجي ، حيث ظهرت واضحة في نهايات القرن العشرين ، وتمثلت في ظهور مؤسسات وشرکات خاصة تعني بشکل کبير بابتکار وتصنيع مواد وخامات حديثة ، لتکوين بدائل جديدة للمواد والخامات المستعملة سابقا ، وذلک لأهداف متنوعة( علمية ، تجارية ، بيئية ، ... إلخ ) ان هه التحولات تحدث بوتيرة متسارعة نتيجة لتراکم الخبرات العلمية والتقنية في العديد من الدول المتقدمة ، لأن ما يحدث في هذا المجال هو ثورة حقيقة يمکن ان تقلب مفاهيم واساليب البناء التکسية راسا على عقب.

ما تعد الخامات من ناحية الشکل والملمس والهيئة هاجسا رئيسيا بالنسبة للمصممين ، حيث تساعد المواد حديثة الابتکار من خلال مواصفاتها وامکانياتها الجديدة لتحقيق الافکار التشکيلية للمصممين ، ومن اجل هذا الهدف تستوعب الکثير من الشرکات المصنعة الامکانيات الابداعية للفنانين في مختلف التخصصات وتعمل على ربطها بالإنجازات التقنية الهائلة والخبرات العلمية المتنوعة ، لتقديم منتج معاصر
يحمل الکثير من صفات الحداثة والمعاصرة ضمن مفاهيم ثورة المعلومات الرقمية في القرن الواحد والعشرين .

ولما کانت وظيفة الفنون الأساسية هي تنمية الإبداع والابتکار والتذوق والتنوير والحفز على العمل وتحسين الرؤية، فإن النحت کأحد فروع الفنون له دور مؤثر في تنمية التذوق
الفني والإبداع .

والعمل النحتي هو جهد منظم لتحقيق هدف جمالي معين من خلال مجموعة من الإجراءات التشکيلية يتم فيها تجميع عناصر هذا العمل ليعطي عملاً فنياً تظهر فيه ملامح وخصائص محددة للشخص المنتج للعمل والتي من خلال هذه الإجراءات يمکن تعديلها. ومن المسلمات أن أي عمل نحتي يحتاج إلى خطة هادفة تؤدي إلى نتاجاً معيناً من خلال خطوات مدروسة وقواعد محددة ومراحل منظمة.

وفي ضوء العرض السابق يمکن تحديد مشکلة البحث في التساؤلالتالي:ـ

ما أثر استخدام اللدائن على القيمة الجمالية لعناصر التشکيل المعماري ؟

أهداف البحث:

تتحدد أهداف البحث الحالي فيما يلي: ـ

  • ·   تحليل الأطر النظرية لمفهوم عناصر التشکيل المعماري.
  • ·   تحليل الأطر النظرية لمفهوم القيمة الجمالية.
  • ·   توضيح علاقة الجماليات التشکيلية للنحت المعماري المستخدم فيه اللدائن

أهمية البحث:

تکمن أهمية البحث الحالي في النقاط التالية: ـ

  • · يسهم البحث الحالية في وضع خطة للتوصل الى أفکار وحلول تصميمية مبتکرة في مجال التشکيل المعماري وذلک بالاستفادة من اللدائن الصناعية المستحدثة کبديل للخامات الطبيعية ..

فروض البحث:

يقترح الباحث الفروض التالية: ـ

  • ·   توجد علاقة بين جماليات التشکيل المعماري للعناصر واستخدام اللدائن.

منهج البحث:

اعتمد البحث على المنهج الوصفي باعتباره أنسب المناهج التي تتفق وطبيعة هذا البحث، بهدف دراسة وتحليل واقع المشکلة بأهم أبعادها.

مصطلحات البحث وتعريفاتها الإجرائية:

  • ·  عناصر التشکيل المعماري:

ويعرف إجرائياً بأنه عبارة عن بعض المکونات التي تساعد على إبراز هوية الشکل المعماري ، وهي مجسمات تشغيل حيز من الفراغ لها هيئة جمالية وأغراض وظيفية مثل الأعمدة والأفاريز والکرانيش والقواطع الداخلية والخارجية والتي يستکمل بها هيئة النسق المعماري والداخلي والخارجي .

  • ·  التذوق الفني:

التذوق الفني اصطلاحا: عملية اتصال communicationتقتضى وجود طرفان أحدهما الفنان "المرسل" والثاني هو المتلقي بينهما قناة للتوصيل ورسالة محمولة (الموضوع الفني) على
هذه القناة
[1] .

 ويعرف إجرائياًبأنه استجابة الوجدان لمؤثرات الجمال في العمل الفني، وهو اهتزاز الشعور في المواقف التي تکون فيها العلاقات الجمالية للعمل الفني على مستوى رفيع فيتحرک لها وجدان الإنسان بالمتعة والارتياح، کما يعنى استهجان القبح ولفظه، ومحاولة تغيره إلى صورة جمالية
تمتع الفرد.

  • ·  القيم الجمالية والتشکيلية:

 تعرف القيم الجمالية والتشکيلية إجرائياًبأنها المثيرات والصياغات التشکيلية المتنوعة في العمل النحتي للکتل والمسطحات البارزة والغائرة والملامس المتنوعة والخطوط والألوان الطبيعية للخامة وغيرها، وکذلک الفراغات الداخلية والخارجية التي يتضمنها العمل الفني، وکذلک ما يتضمنه العمل النحتي منخصائص الحداثة والترکيب والغموض وما يحقق من قدرة على إحداث الدهشة واللذة الجمالية والاستمتاع لدى المتلقي.

الإطار النظري للدراسة:

أولاً: مفهوم التشکيل المعماري والإبداع.

1.   مفهوم التشکيل المعماري :

إن أي عملية يعتمد أداؤها على مجموعة من العناصر في ظل علاقة تنظيمية تحکم تواجد هذه العناصر بالنسبة إلى بعضها ويطلق عليها عملي التشکيل ، فهي طريقة أو أسلوب في الأداء وفقا لمقاييس وقواعد محددة .

وکل عملية تشکيلية نتاجا يسمى ايضا " تشکيل " ، لذلک فإن کلمة تشکيل في اللغة العربية تطلق على العملية وانتاج ، ويشابهها في ذک اللغة الانجليزية ، حيث ان کلمة FORMتعنى عملية التشکيل ، بالإضافة إلى انتاج التشکيلي ، ولکن يوجد مرادف آخر يخص العملية وهو کلمة Formation . [2]

وقد لوحظ وجود تداخل کبير في المعنى بين کلمة " شکل " و " تشکيل " على الرغم من وجود تناقض فيما بينهم ، فکلمة تشکيل ذات مفهوم أکثر عمقا من کلمة شکل ، فالشکل هو ما يميز هيئة الأشياء فقط ، بينما التشکيل ما يميز SHAPE ، أما العلم المختص بدراسة بنية الأشکال والتشکيلات وتحليلها إلى مکونات واستنباط ما بينها من علاقات يسمى بعلم المورفولوجيا MOROPHOLGY .

إذن کلمة شکل لا تخص مجالا بعينة دون الآخر وإنما تشمل العديد من المجالات تبعا لنتاجها ، ففي اللغة العربية تطلق کلمة تشکيل على العملية الإعرابية التي تجري على مفردات هذه اللغة في صياغة موضع کل کلمة او مفردة بالنسبة لما تسبقها او تتلوها ، کذلک في الفنون منها الموسيقى تجري عمليات من التشکيل والتکوين على نغماتها الأساسية التي تمثل مفردات اللغة الموسيقية ، بحيث تخرج في صورة جمل موسيقية متنوعة ومتعددة تسمى اللحن ، کما توجد في الفنون مجموعة تسمى بالفنون التشکيلية ، وهي التي تعتمد أساسا على تشکيل مفردات الفنون المرئية في صور متنوعة ، کاللوحات والقطع الفنية المنحوتة .

2.   مفهوم الإبداع:

 إن مفهوم الإبداع هو مفهوم واسع شامل عميق. إنه يمتد من الاختراعات والاکتشافات العلمية عبر الابتکارات والإبداعات الفنية إلى التجديدات الأصيلة على مستوى السلوک والعلاقات الإنسانية. والإبداع في أساسه عملية، أو نشاط إنساني يتسم بالوعي، والتوجه في مجال معين ، نحو هدف معين يتم تجاوزه إلى أهداف أخرى أکثر عمقا وفائدة وأصالة.

ورد بالمعجم الفلسفي أن الإبداع (creativeness)"هو القدرةعلى ابتکار حلول جديدة
لمشکلة ما"
[3].

وعنمفهومالإبداع من منظور علماء النفس اتفقوا على أن "الإبداع حالة متميزة من النشاط الإنساني يترتب عليها إنتاج جديد يتميز بالجدة والأصالة والطرافة والمناسبة التکيفية، کما أن الجماعة التي يوجه إليها هذا الإنتاج تميل إلى قبوله على أنه مقنع ومفيد"[4].

على حين يرى(جيلفورد(Guilfordأن " الإبداع يمثل تفکيرا في نسق مفتوح يتميز فيه الإنتاج بخاصية فريدة هي تنوع الحلول، ويرى أن الإبداع يتمثل في صورة القدرة على إيجاد حلول جديدة للمشکلات أو إيجاد استعمالات جديدة لأشياء مألوفة، بصورة يخرج فيها تفکير الفرد عن النمط السائد المعروف إلى نمط جديد لم يتوصل الفرد إليه من قبل" [5].

وذکر (جيلفورد Guilford) في کتابه (القدرات الإبداعية في الفنون) أن " المهارة الفنية الإبداعية ليست شيئا مفردا موحدا، ولکنها مجموعة کبيرة من العوامل والقدرات العقلية الأولية، تختلف لدى العلماء. ونلاحظ في تصور (جيلفورد(Guilfordأنه عين موقع الإبداع الفني في موقعه (الإنتاج متعدد الجوانب) "[6].

ثانياً : العلاقة بين جماليات عناصر التشکيل المعماري واستخدام اللدائن

يرى (جون ديويDewey) "أن جميع الخبرات الحياتية في أصلها جمالية "[7].

الجماليات التشکيلية في النحت کمثيرات جميلة تتضمن " خصائص الحداثة والترکيب والغموض والقدرة على إحداث الدهشة لدى المتلقي، وان کل خاصية للمثير الجمالي تتمثل بصورة خط متصل يتشکل على النحو التالي: الحداثة مقابل الألفة، الترکيب مقابل البساطة، الفوضى مقابل الوضوح، المتوقع مقابل المدهش، الثابت مقابل المتغير، ومتوسط کل خاصية ونقيضها تمثل أعلى درجة في التفضيل الجمالي"[8].

 والنحات لا يستطيع أن يبدع فناً يتصف بالقيمة الجمالية إذا ألزم بأن ينهج نهجاً معيناً أو إذا رسم له طريق وقالب لا يتجاوزه، لأن الفنان بطبيعته ينفر من السدود والقيود، وفکرة الفن الأساسية هي الحرية التي ينبغي أن يتمتع بها الفنان في التعبير عن عواطفه، ووصف آماله وآلامه وتجاربه الذاتية، ظلت هذه الفکرة سائدة في تاريخ التفکير الجمالي وکان أنصارها يعلنون أن حرية الفنان حق طبيعي في أن يعبر عن ما يشاء من تجارب عاناها من غير قيد أو إلزام.

وهناک جانب نفعي هام في الفن إنه لا يربى الذوق السليم وتقدير الجمال فقط، ولکنه عامل هام في تنظيم الوجدان، ومن ثم في تکوين الأخلاق[9].

وتوجد الجماليات التشکيلية في اللدائن بصفة عاملة ولها إمکانات عالية المستوي من ناحية اللون سواء إکساب السطح لون بعد التشکيل أو بإکساب اللدائن لون من خلال الاکاسيد والملونات، وتستخدم فيها أيضا ظلال الباستيل لإعطاء مدي أوسع للألوان، وان استخدم اللون في المشغولات الفنية يضفي علي العمل حيوية وبخاصة الذي يعتمد علي اللون کناحية وظيفية وجمالية.

ثالثا عناصر التشکيل المعماري :

1.   النوافذ :

وهي عبارة عن أجزاء مقتطعة من الواجهة ذات أبعاد ومسطحات مختلفة ووظيفتها مرور الضوء اللازم والتهوية من خلالها الفراغات الداخلية ولعب دور رئيسيا في تشکيل واجهات المباني المعاصرة من خلال نسب معاجلتها والعناصر المکونة لها کما يؤثر في شکلها وحجمها کلا منهم عامل المناخ ونوع واجهة کما يؤثر فيها البعد الاجتماعي ، وتشکل النوافذ وتتکون من ثلاث عناصر رئيسية[10] : (شکل الفتحة وأبعادها .الإطار .أداة المـــــلء) .

2.   التجاويف:

وهي بمثابة الأجزاء المقتطعة من الحوائط مستمرة الکتلة البنائية ، حيث تعتبر العنصر السالب والمکمل للکتلة البنائية المصمتة من الوجهة [11] ، وقد أخذت هذه التجاويف أشکالا عديدة خلال العمارة المعاصرة فتلاحظ التجاويف الناتجة من تقاطع الأعمدة مع الکمرات بسيطة الشکل ، بخلاف الدراسات والتي لعبت دورا کبيرا في تطوير ، التشکيل البصري بواجهات المباني السکنية المعاصرة حيث تنوعت أشکالها في المساقط حيث أخذت الخطوط المنحنية للصب الأکبر من استخدام المصممين لها تشکيل البلکونات .

3.   الأحرف والأرکان :

وهي تمثل نهاية أو بداية الواجهة والتشکيل ، کما أنها تشکل مع کل من القاعدة والقمة الإطار البصري الذي يحقق الترابط والاحتواء والمجمع لجميع مفردات التشکيل البصري بالواجهة ، عند التقاء واجهتين تتکون الارکان ويمر هذا المقطع حرف عدا المباني الدائرية فلا يوجد لها ارکان او احرف ، استخدام الارکان في العمارة الحديثة بغرض الزينة وکان يتم تأکيده باستخدام مداميک عفوية لأبحاث السکن بين مواد النهو مع باقي اجزاء ومفردات الواجهة .

اما في العمارة المعاصرة فالمعالجات المعمارية للأحرف والأرکان في الواجهات بغرض تقليل الاحساس البصري بجمود وسکون خط الرکن وذلک بتجزئته وتقليل التباين في الخصائص بين جانبي الاحرف ، کما نلاحظ تأثير الموقع في اختيار المصمم نوع المعالجة من شطف واستخدام للخطوط المنحنية بعد فتح زاوية الرؤيا تأثير بصري على المشاهد .[12]

4.   خط الأرض :

ويطلق عليه القاعدة حيث الجزء السفلي من المبنى فهي بمثابة بداية تشکيل الواجهة والتقاؤها مع الارضيات الخارجية للمبنى [13] ، وبأخذ خط الارض العديد من الاشکال فنجد المستقيم الدائري والمتعرج حيث المناسيب المختلفة لطبيعة الارض حوالي المبنى ، وقد لعبت التکنولوجيا في العمارة المعاصرة دورا کبيرا في تکوين عناصر خط الارض من احواض زرع وسلالم ومداخل والتي تعمل جميعها على تفعيل الترابط بصريا وتشکيليا مع العمران المحيط بالمبنى .[14]

5.   خط السماء sky line :

وهو التقاء نهاية تشکيل المبنى بصريا مع السماء حيث الخط الذي ينتهي به تشکيل الواجهة .[15] وقد نبعت العمارة الفرعونية والعمارة الاسلامية في ابراز خط السماء وکذلک الحال في المدينة العربية حيث التباين في ارتفاعات المآذن وابراج الکنائس مع زرقة السماء والتي تعتبر من السمات التي ميزت العمارة في الاقطار العربية عامة ومصر خاصة .[16]

6.   کاسرات الشمس Sun Shedders :

وهذه الکاسرات تعتبر من المفردات التي ميزت العمارة المعاصرة ووظيفتها الاساسية الحماية من اشعة الشمس المساقطة على الفتحات والتجاويف وللحماية البصرية والخصوصية ، وهذه الکاسرات اما ان تکون راسية او افقية وهذه الکاسرات تشکل احيانا حوائط ستائرية مطلقـــــــة اسم الواجهة ، وتستخدم هذه الکاسرات في تأکيد المداخل والفتحات .


7.   المفردات الانشائية:

أ ـ الحائط Walls :

وهي بمثابة الاجزاء المصمتة من الواجهات وکانت تستخدم بغرض انشائي وظهور لخرسانة المسلحة مجال الانشاء قل الاعتماد على الحوائط انشائيا اصبح الهدف منها معماري کالحوائط الستائرية لتغطية وتغليف الواجهات وفصل الفراغات الداخلية عن الفراغ العمراني الخارجي .[17]

وفي العمارة المعاصرة وخلال الثلث الأخير من القرن العشرين ونتيجة للتقدم التکنولوجي ظهرت العديد من المواد المختلفة في مجال البناء والتي صاحبها ظهور العديد من الحوائط المختلفة المساقط بالکامل مما تعطى انطباعا بصريا بخفة التشکيل ، وقد ظهر العديد من الحوائط المختلفة المساقط من مستوية ودائرية ، وذات تقسيمات وتفاصيل غائرة وبألوان عديدة ومتنوعة وإمکانية الحصول على الانطباعات البصرية المختلفة مما أعطى مرونة في التشکيل .

ب ـ الکمرات والأعمدة:

وهي اجزاء مصمتة من الواجهات قد تکون افقية او راسية والتي شملت بالعناية والاهتمام من بعض الاتجاهات المعمارية خلال العمارة الحديثة والتي اکدت على صراحة التعبير الانشائي للمبنى من خال الواجهة کما في معماريوا الطراز الدولي وعلى راسهم ميس فان دروم .[18]

8.   مفردات تشکيل بصري ثانوية Secondary Element :

وهي بغرض الزينة کأحواض الزهور التصاوير والنحت والکرانيش والزخارف او بغض تعبري کالکتابات والعلامات .

9.   المفردات التزينية Decoration Element :

وهي تعتبر من العناصر التکميلية في التشکيل المعماري وهذه العناصر تتراوح بين مسطحات لونية أو کرانيش او احواض زهور .

أ ـ الحليات والزخارف Omaments لفظ زخرفة في العمارة يعني تجميل السطح من نوع خاص والذي يتطلب تنفيذه مهارة عالية ودقة عالية .

وقد ذکر جولدي بان النقوش والزخارف في واجهات بعض المباني کما في معبد البانثيون لم تستخدم فقط للزخرفة ولکن لاشتراک المشاهد في الاساطير التي ينتمي لها المبنى ، کما ان هناک بعض الاعمال المعمارية التي يصعب فيها التفريق بين هيکل المبنى والزخارف خاصة في العصور القديمة .

 کما ان استخدام الزخارف في العمارة داخليا وخارجيا يکسب الحوائط والاسطح انطباعا بصريا دائرة والفخامة حيث تستخدم لجذب انتباه المشاهد .

ومن خلال ملاحظات العمارة الاسلامية لاحظ وجود الزخارف في القباب والمآذن .

وخلال القرن العشرين نشأ الجيل الأول للعمارة المعاصرة في محيط تلقيطي حيث اعتبروه زائفا وقد اتجهوا إلى النقيض حيث الجمال الکامن في الاشکال الهندسية الاساسية ( المکعب – الکرة – الاسطوانة ) وتصريف المعماري في استخدام هذه الاشکال منفردة او مجمعة او ممتزجة مع بعضها البعض ، ومن هؤلاء ( فرانک لويت رايد ) وغيره من المعماريين .

10.              التصوير والنحت Painting and Sculpture:

وقد استخدمت في المعابد الفرعونية و الکاتدرائيات والمباني التاريخية ، کما استخدمت التماثيل في التشکيل البري في النصف الثاني من القرن التاسع عشر و اوائل القرن العشرين اسفل الفتحات والدراسات لتأکيدها کما الحال في بعض المباني بوسط القاهرة وبطول شارع رمسيس ، اما في العمارة المعاصرة فأصبحت التماثيل نادرة الاستعمال تماشيا بتعاليم الدين الإسلامي .[19]

11.              احواض الزهور والعناصر الخضراء Flower Poxes & Plantation :

واستخدمت في العمارة المعاصرة في صور احواض زهور على الواجهة اسفل الفتحات او على التراسات وذلک لتلطيف درجة الحرارة ،وقد استخدم الاشجار حول المبنى بهدف ربط المبنى بالطبيعة بصريا وتحقيق الانسيابية والتنوع في الشکل المعماري والعمراني .[20]

12.              الإطار Frames :

وهي عبارة عن مجموعة من المسطحات الافقية والراسية مجتمعة وقد استخدم کثيرا وبأشکال متعددة منها الدائرة والمستوى لتجميع عدد من المفردات الرئيسية کالفتحات والمداخل ويعتبر من المفردات التي تميزت بها العمارة المعاصرة .[21]

13.               المفردات التعبيرية Expressive vocabulary :

وتستخدم للتعبير عن نوعية المبنى وقد تکون عبارة عن کتابات او علامات .

أ‌- الکتابات Writings : وقد استخدمت بکثرة في العمارة المعاصرة کأسلوب للدعاية والاعلانات ولجذب انتباه المشاهد من خلال وضعها وتصميمها ، ويجب استشارة المعماري في طريقة وضعها في الواجهة حتى لا تسبب تلوث بصري .

14.              العلامات Signs :

هي تتعلق بالرمز وشعارات الشرکات والهيئات والغرض منها جذب الانتباه
ولجأ المعماري إلى ابرازها من حيث اللون والحجم والمکان عن باقي مفردات التشکيل
العام للمبنى.

رابعا : العوامل المؤثرة في التشکيل :

أ‌-           المساحة والارتفاعArea And Height:

فکلما زاد التباين بين الطول والعرض والارتفاع انتقل المبنى من المقياس الحميم إلى المقياس العظيم ، حيث الإحساس بالرهبة و الخشوع .[22]

ب‌-        الأرکان والحدود Corners and limits :

فبهذه الحواف والأرکان يکتسب الشکل صفاته وخواصه المميزة له مثل النعومة والصلابة .[23]

نتائج البحث

وللتحقق من صحة الفرض وهو( توجد علاقة بين جماليات التشکيل المعماري للعناصر واستخدام اللدائن) قام الباحث بدراسة الأطر النظرية لمفهوم التشکيل المعماري والإبداع والعلاقة بين جماليات عناصر التشکيل المعماري واستخدام اللدائن وکذلک العوامل المؤثرة في التشکيل وتوصل الباحث إلى النتائج التالية:

  • · إن القيمة الجمالية التشکيلية في عناصر التشکيل المعماري کمثيرات جميلة تتضمن " خصائص الحداثة والترکيب والغموض والقدرة على إحداث الدهشة لدى المتلقي، وان کل خاصية للمثير الجمالي تتمثل بصورة خط متصل يتشکل على النحو التالي: الحداثة مقابل الألفة، الترکيب مقابل البساطة، الفوضى مقابل الوضوح، المتوقع مقابل المدهش، الثابت مقابل المتغير، ومتوسط کل خاصية ونقيضها تمثل أعلى درجة في التفضيل الجمالي"[24].
  • · إن القيم الجمالية والتشکيلية في اللدائن بصفة عاملة لما لها من إمکانات عالية المستوي من ناحية اللون سواء إکساب السطح لون بعد التشکيل أو بإکساب اللدائن لون من خلال الاکاسيد والملونات، وتستخدم فيها أيضا ظلال الباستيل لإعطاء مدي أوسع للألوان، وان استخدم اللون في المشغولات الفنية يضفي علي العمل حيوية وبخاصة الذي يعتمد علي اللون کناحية وظيفية وجمالية.
  • · إن الجماليات التشکيلية لعناصر التشکيل المعماري من أهم الوسائل للاستغراق الانفعالي والمعرفي، ومن أهم الأساليب للتعبير الشخصي والإبداعي، وهي مصدر مهم للمتعة الوجدانية والاستثارة البصرية للعمارة والإنسان.

التوصيـات المقترحة:

  • ·   ضرورة التأکيد على إقامة الأنشطة ذات العلاقة التصميمية التي تعمل على تنمية القدرات الإبداعية في مجال عناصر التشکيل المعماري.
  • · تنظيم الرحلات والزيارات للمتاحف والمعارض التي تساعد على استثارة تفکير دارسي التصميم والنحت المعماري وإکسابهم الخبرات الإيجابية نحو الإبداع والتصميم.


[1]مصري عبد الحميد حنوره: سيکولوجيه التذوق الفني دار المعارف مصر 1985م ص 21.

[2]- على رأفت ، ( ثلاثية الإبداع في المعماري – الابداع الفني في العمارة )، دار الشروق القاهرة، 1997، ص 7 .

[3] مراد وهبه: المعجم الفلسفي ـ الطبعة الأولى ـ دار قباء الحديثة ـ القاهرة 2007ـ ص 11.

[4] مصطفىسويف: الأسس النفسية للإبداع الفني ـ دار المعارف ـ القاهرة ـ 1970ـ ص291.

3Hubbard: Humanitarian Education - Los Angeles - L. Ron Hu bbard library-1996– P.164

[6] مختار العطار: الفنون الجميلة ـ الهيئة المصرية العامة للکتاب ـ القاهرة ـ 2002 ـ ص 70.

5J. Dewey: Art as Experience – Minton,balch – U.S.A – 1934 – P. 58.

6Arnheim:Art and Visual Perception, Psychology of The Creative Eye. – University of California – U.S.A – 1974 – P. 16.

[9]سمر غريب: نقوش على زمن، صفحات من تاريخ الفن التشکيلى القاهرة الهيئة المصرية العامة للکتاب 1997م ص 284.

[10] ممدوح علي يوسف : واجهات المباني – مفهوم ونظرات وتشکيل ـ المؤتمر المعماري الرابع الدولي – هندسة أسيوط ، 2000 ، ص 167 .

[11] اسعد علي سليمان ابو غزالة : ( التقييم البصري للعمارة والعمران في القاهرة ) ، رسالة ماجيستير غير منشورة ، هندسة الازهر جامعه الازهر – القاهرة 2004 ص 144 .

[12]- خالد صلاح سعيد ، ( اللون وواجهات المباني – دراسة تطبيقية ) ، رسالة ماجيستير غير منشورة ، هندسة اسيوط ، جامعة اسيوط ، اسيوط ، 200 ، ص 107 .

[13]- ممدوح علي يوسف ، ( واجهات المباني – مفهوم ونظرات وتشکيل ) ، المؤتمر المعماري الرابع الدولي – هندسة اسيوط ، 2000 .، ص 67 .

[14]- اسعد علي سليمان ابو غزالة : ( التقييم البصري للعمارة والعمران في القاهرة ) ، رسالة ماجيستير غير منشورة ، هندسة الازهر جامعه الازهر – القاهرة 2004 ص 142 .

[15]- المرجع السابق ، ص 152 .

[16]- ممدوح علي يوسف ( واجهات المباني – مفهوم ونظرات وتشکيل ) المؤتمر المعماري الرابع الدولي – هندسة اسيوط ، 2000 ، ص 92 .

[17]- أسامة عبداللطيف ، على عبد الواحد ( البعد الاقتصادي ومردوده على الواجهات ) ، المؤتمر الازهر الهندسي الدولي السادس ، القاهرة ، 2000 .

[18]- خالد صلاح سعيد ( اللون وواجهات المباني – دراسة تطبيقية ) ، رسالة ماجيستير غير منشورة ، هندسة اسيوط ، اسيوط ، 2000 ، ص 86 .

[19]- اسعد علي سليمان ابو غزالة : ( التقييم البصري للعمارة والعمران في القاهرة ) ، رسالة ماجيستير غير منشورة ، هندسة الازهر جامعه الازهر – القاهرة 2004 ص 155 .

[20]- خالد صلاح سعيد ( اللون وواجهات المباني – دراسة تطبيقية ) ، رسالة ماجيستير غير منشورة ، هندسة اسيوط ، اسيوط ، 2000 ، ص 124 .

[21]- اسعد علي سليمان ابو غزالة : ( التقييم البصري للعمارة والعمران في القاهرة ) ، رسالة ماجيستير غير منشورة ، هندسة الازهر جامعه الازهر – القاهرة 2004 ص 156 .

[22]- الفت يحى حمودة ، ( نظريات وقيم الجمال المعماري ) ، دار المعارف ، القاهرة ، 1981 ، ص 106 .

[23] Ching Francis D.K 1980 “Architecture , from space and order “ van nostrand Reinhold company, New York, page 121 .

1Arnheim:Art and Visual Perception, Psychology of The Creative Eye. – University of California – U.S.A – 1974 – P. 16.

المراجع
1.     اسعد علي سليمان ابو غزالة : التقييم البصري للعمارة والعمران في القاهرة ، رسالة ماجستير غير منشورة، کلية الهندسة جامعه الأزهر – القاهرة 2004 .
2.     الفت يحيي حمودة : نظريات وقيم الجمال المعماري ، دار المعارف ، القاهرة ، 1981 .
3.     خالد صلاج سعيد : اللون وواجهات المباني – دراسة تطبيقية ، رسالة ماجستير غير منشورة ، کلية الهندسة ، جامعة أسيوط ، 200.
4.     سمر غريب: نقوش على زمن، صفحات من تاريخ الفن التشکيلي – القاهرة – الهيئة المصرية العامة للکتاب – 1997م
5.     على رأفت : ثلاثية الإبداع في المعماري – الابداع الفني في العمارة ، دار الشروق القاهرة،1997.
6.     مختار العطار: الفنون الجميلة ـ الهيئة المصرية العامة للکتاب ـ القاهرة ـ 2002 .
7.     مصطفى سويف: الأسس النفسية للإبداع الفني ـ دار المعارف ـ القاهرة ـ 1970.
8.     مصري عبد الحميد حنوره: سيکولوجيه التذوق الفني – دار المعارف – مصر – 1985م.
9.     مراد وهبه: المعجم الفلسفي ـ الطبعة الأولى ـ دار قباء الحديثة ـ القاهرة 2007.
10.  ممدوح علي يوسف: واجهات المباني – مفهوم ونظرات وتشکيل ، المؤتمر المعماري الرابع الدولي – کلية الهندسة ـ جامعة اسيوط ، 2000 .
11. Arnheim: Art and Visual Perception, Psychology of The Creative Eye. – University of California – U.S.A – 1974
12. ching Francis : D.K 1980 “Architecture , from space and order “ van nostrand Reinhold company, New York
13. Hubbard: Humanitarian Education - Los Angeles - L. Ron Hu bbard library- 1996
14. J. Dewey: Art as Experience – Minton,balch – U.S.A – 1934