فعالية برنامج قائم على الدعم النفسي للجوانب الايجابية في الشخصية في خفض انفعال الغضب لدى طلاب الجامعة

نوع المستند : مقالات علمیة محکمة

المؤلفون

1 مدرس مساعد بقسم الصحة النفسية کلية التربية – جامعة المنصورة

2 أستاذ الصحة النفسية المتفرغ ورئيس قسم الصحة النفسية سابقا کلية التربية - جامعة المنصورة

3 أستاذ الصحة النفسية المتفرغ ورئيس قسم الصحة النفسية سابقا کلية التربية جامعة المنصورة

المستخلص

ملخص البحث
تهدف الدراسة الحالية الى التعرف على فعالية برنامج قائم على الدعم النفسي للجوانب الايجابية في الشخصية لدى طلاب الجامعة ، استخدمت الدراسة مقياس الغضب ( اعداد : الباحثة ) ، والبرنامج التدريبي لتدعيم وانماء الجوانب الايجابية في الشخصية ( اعداد : الباحثة ) ، اعتمدت الدراسة علي المنهج التجريبي ( التصميم التجريبى ذو المجموعتين التجريبية والضابطة ذات القياس القبلي والبعدي ) ، تکونت عينة الدراسة الأساسية من 598 طالب وطالبة بالفرقة الرابعة – کلية التربية – جامعة المنصورة بمتوسط عمر زمني قدره (21.5) وانحراف معياري 0.678 اختير منهم 66 طالبة من ذوي الغضب المرتفع وشارکت ثمان طالبات بالمجموعة التجريبية في البرنامج التدريبي على مدار ثلاث شهور بواقع جلسة أسبوعيا وتتراوح مدة الجلسة من 60 : 120 دقيقة ، ومن أهم ما أسفرت عنه الدراسة فعالية البرنامج التدريبي حيث أظهرت النتائج فروق دالة احصائيا بين المجموعتين التجريبية والضابطة في القياس البعدي مقارنة بالقياس القبلي لصالح المجموعة التجريبية فضلا عن وجود علاقة موجبة بين الجوانب الايجابية بالشخصية وخفض انفعال الغضب .

الموضوعات الرئيسية


مقدمة:

يُعد الغضب أحد الانفعالات الرئيسية التي يعايشها الفرد بشکل متکرر في مواقف الحياة اليومية , فهو انفعال فطري طبيعي يشعر به جميع البشر مثل الحزن والسعادة والملل والقلق ، والواقع يفرض علينا الاهتمام بدراسة هذا الانفعال خاصة في ظل هذا العصر المعقد الملئ بالمشکلات والتغيرات المتعاقبة والفجائية والتي قد لا يستطيع الانسان التکيف معها بسهولة مما يوقعه في سلسلة من الاحباطات التي تزيد من عدم قدرته علي التحکم في انفعالاته .

ونحن نعبر عن غضبنا يوميا في مواجهة أي عائق مادي أو بشري يقف دون تحقيق أهدافنا وتختلف استجاباتنا تجاه هذا الانفعال فأحيانا نکبته ولا نظهره ، وأحيانا لا نستطيع ضبطه أمام ضغوط واستفزازات قوية

ويلعب الغضب دورًا هاما في توجيه حياة الفرد حيث يدفعه الى تغيير الظروف التي تعوق نموه وتقدمه أو تمنعه من تحقيق رغباته ، کما يساعده على التواصل مع الآخرين حيث يتيح له التعبير عن مشاعره السلبية ونقلها للآخرين , وکذلک يعطي الفرد شعورا بالمسئولية مما يؤدي به لتصحيح المواقف المؤلمة واحداث تغيرات ايجابية وذلک اذا تم التعبير عنه بدرجة معتدلة وملائمة للموقف المثير للغضب وبطريقة ايجابية وبناءة حينها يساعد الفرد علي حل مشکلات الحياة ( طه عبد العظيم ، 2007 : 61 ) .

هذا من ناحية , ومن ناحية أخرى يصبح الغضب مشکلة ويؤدى الى عواقب وخيمة في حياتنا وذلک اذا تکرر حدوثه واستمر لمدة طويلة واتسم بالشدة وتم التعبير عنه بطرق غير مقبولة اجتماعيا فانه يؤثر سلبا على الصحة العامة للفرد فيؤدي به الى المرض الجسمي والنفسي ، کما انه يعوق تفکير الفرد وسلوکه ويؤثر سلبا على جودة الحياة وعلاقات الفرد مع الآخرين من زملاء العمل أو افراد الأسرة مما يؤدي الى الانطباعات السيئة عن الفرد وانخفاض تقدير الذات , کما يؤدي الغضب الى عرقلة العمل ويؤثر سلبا على الأداء الوظيفي وقد يترتب عليه مشکلات أخطر مثل تعاطي المخدرات وربما الانتحار ( حسين فايد ، 2008 : 79 ) .

 وعليه فالفشل في السيطرة على الغضب ومواجهته بفاعلية يدفع الفرد الى العنف نحو الذات أو نحو الآخرين حيث يکون أقل ميلا للتکيف ومواجهة المواقف الضاغطة ( طه عبد العظيم ، 2007 : 114 ) .

 لذا فمواجهة الغضب تعد من الموضوعات الفعالة والمؤثرة في في حياة الأفراد , وقد أشارت دراسة ( Mitrani , A ,T., 2010 : 339-344 ) الى أن مواجهة الغضب والسيطرة عليه هو أحد المکونات الهامة في اعداد طلاب الجامعة حتى تکون استجاباتهم لاعدوانية بعيدة عن العنف , کما ان تحسين القدرات التوافقية من العوامل المهمة في تحقيق الصحة النفسية .

 هذا ويمثل الشباب دعامة أساسية للحياة الانسانية في رشدها واکتمال نضجها ، فهم قادة المستقبل القريب , وحيث يواجه الفرد في تلک المرحلة - نهاية مرحلة المراهقة وبداية مرحلة النضج والرشد- عدة مشکلات وتحديات سلوکية کالصراع الداخلي بين طموحاته والتزاماته ، الاغتراب والتمرد ، العصبية وحدة الطباع لذلک فالشباب هم الأحوج لمثل تلک البرامج التدريبية لمحاولة توجيه تفکيرهم في الاتجاه السليم ، ولاسيما طلاب کلية التربية وذلک من منطلق الاهتمام بالطالب المعلم واعداده اعدادا جيدا باعتباره معلم المستقبل ، ولخطورة الدور الذي يلعبه في حياة التلاميذ على المستوى العقلي والنفسي والاجتماعي ، فالمعلم الذي يستطيع التحکم في انفعالاته يحقق الطمأنينة والأمن النفسي داخل الصف مما ينعکس ايجابيا علي التکيف المدرسي والتحصيل الدراسي للطلاب .

 ويسعى الاتجاه الحديث في العلاج النفسي الى تدعيم وانماء الجوانب الايجابية لدى العميل حيث يرى أصحاب العلاج النفسي الايجابي أن الصحة النفسية لا تشير الى غياب الأضرار النفسية فحسب ، بل تعتمد أيضا على وجود الجوانب الايجابية مثل : المشاعر الايجابية ، الحياة الهادفة ، التعاون الاجتماعى . ( Lavasani , M. et al , 2011 : 1852-1856 )

وسوف تقدم الدراسة الحالية برنامج تدريبي يستند علي دعم الجوانب الايجابية في الشخصية لخفض حدة انفعال الغضب لدي طلاب کلية التربية ، ومن ثم تعتمد الباحثة على السمات الايجابية في الشخصية التي تناولها علم النفس الايجابي والمرتبطة بمواجهة الغضب مثل الانضباط الذاتي ، المرونة النفسية ، الثقة بالنفس ، الحکمة ، قوة الارادة ، الدعابة والقدرة علي المرح ، التسامح . ( Snyder, R. & Lopez, Shane J. , 2002 : 5 )

مشکلة الدراسة :

 شهدت العقود الأخيرة ازدياد موجة الغضب وانتشار العنف الى حد کبير بين الأفراد على کافة المستويات العمرية وفي شتي مجالات الحياة حيث اصبح الکثير من الناس في غضب دائم وتوتر وقلق وقد يعزو ذلک الى تعقد الحياة الاجتماعية وزيادة الضغوط الحياتية والتنوع في وسائل الاتصالات , هذا بالاضافة الى الأسباب والعوامل النفسية والاجتماعية والاقتصادية المرتبطة بذلک , مما أدى الى صعوبة التحکم والسيطرة على الغضب وتفاقم شعور الفرد بالقلق والاغتراب وافتقاده الشعور بالأمن والاطمئنان والفشل في بناء علاقات اجتماعية ناحجة مع الآخرين مما يستدعي ضرورة الاهتمام بدراسة تلک الظواهر ومحاولة تقديم التفسيرات المتعددة لها حتي يمکن تحديد سبل وأساليب الوقاية والحد منها وايجاد الطرق العلاجية المناسبة لضبطها والتحکم فيها .

 ( رشاد علي عبد العزيز ، 2011 : 7 )

 کما أنه في ظل الاتجاه الحديث للاهتمام بالجوانب الايجابية للشخصية في العلاج النفسي الايجابي قد يعد هو المدخل الأفضل لخفض انفعال الغضب بفاعلية لدى الشباب فضلا عما يمتاز به هذا المدخل في أنه علاج ووقاية في آن واحد , لذلک ستتناول الباحثة من خلال الدراسة الحالية الجوانب الايجابية للشخصية والتي من شأنها تيسير مواجهة الغضب والعمل على تدعيمها من خلال برنامج قائم على الدعم النفسي للجوانب الايجابية في الشخصية .

 وفي ضوء ما سبق يمکن تحديد مشکلة الدراسة الحالية في التساؤلات الآتية :

1.  هل توجد فروق دالة احصائيا بين متوسطي رتب درجات المجموعتين الضابطة ، التجريبية في القياس القبلي لمقياس الغضب؟

2.  هل توجد فروق دالة احصائيا بين متوسطي رتب درجات المجموعتين الضابطة والتجريبية في القياس البعدي لمقياس الغضب؟

3.  هل توجد فروق دالة احصائيا بين متوسطات رتب درجات القياسات (القبلي، البعدي، التتبعي) للمجموعة التجريبية ؟

4.  ما حجم التأثير ( الدلالة العملية ) للبرنامج القائم علي الدعم النفسي للجوانب الايجابية في الشخصية في خفض انفعال الغضب ؟

أهداف الدراسة :

1.  التعرف على العوامل النفسية الايجابية لدى الأفراد ذوي الغضب المفرط کمدخل نمائي للصحة النفسية في مواجهة الغضب والوقاية منه قدر الامکان .

2.  تقييم فاعلية برنامج لخفض انفعال الغضب قائم على تدعيم العوامل النفسية الايجابية لدى الأفراد .

أهمية الدراسة :

تستمد الدراسة الحالية أهميتها من :

1.  استخدام مدخل الدعم النفسي للجوانب الايجابية في الشخصية لدى الأفراد في خفض انفعال الغضب وادارته بفاعلية ، ذلک الاتجاه التدخلي الايجابي الحديث في علاج الاضطرابات النفسية والانفعالية .

2.  تقديم تصور نظري لطبيعة المدخل العلاجي القائم علي الدعم النفسي للجوانب الايجابية في الشخصية.

مفاهيم الدراسة :

1. انفعال الغضب :Anger emotion

تُعرفه الباحثة اجرائيا بانه : " استجابة الفرد للأحداث الاستفزازية والمواقف الحياتية الضاغطة سواء تهديدية أو احباطية ، فهو انفعال عام لدى الأفراد يتراوح في شدته من الاثارة والضيق الى الهياج والعنف ، وهو رد فعل صحي اذا ما تم التعبير عنه بطرق معتدلة ومقبولة اجتماعيا بينما يتحول الى اضطراب اذا ما تکرر حدوثه وزادت شدته وطالت مدته ."

 وسوف تتناول الباحثة الغضب کسمة لدى الطلاب ، وتُعرفه الباحثة اجرائيا بانه : " استجابة الفرد لکافة المواقف الضاغطة بانفعال هائج يشوه الادراک ويعطل التفکير السليم المنظم ويُفقد الفرد السيطرة على نفسه في تلک المواقف .

2. البرنامج القائم علي الدعم النفسي للجوانب الايجابية في الشخصية:

وتُعرفه الباحثة اجرائيا بأنه خطة منظمة تتضمن مجموعة من المعارف والأنشطة الهادفة مصممة في ضوء مکونات علم النفس الايجابي والارشاد النفسي وفنياتهم ومبادئهم والتي من شأنها توظيف سمات الشخصية الايجابية والامکانات الکامنة لدى الطلاب مرتفعي الغضب من أجل خفض انفعال الغضب لديهم .

الإطار النظري والدراسات السابقة :

أولا : انفعال الغضب :

بسم الله الرحمن الرحيم

 وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ کَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ  

                  سورة الشوري الآية : 37

 يُعد انفعال الغضب فطريًا في حياة الفرد ، فهو يصاحب الفرد منذ ولادته حيث انه انفعال طبيعي تخبره کل المخلوقات , ويساعد الفرد على تغيير الظروف التي تعوق نموه وتقدمه أو تمنعه من تحقيق رغباته اذا کان بدرجة معتدلة وملائمة للموقف المثير للغضب ولکن اذا استمر لمدة طويلة وکان شديدا وتم التعبير عنه بطرق غير مقبولة اجتماعيا فانه يؤدي الي المرض الجسمي والنفسي .

ولتوضيح مفهوم الغضب أکثر ستعرض الباحثة بعض التعريفات المختلفة التي تناولتها الأدبيات عن الغضب :

 عرف نوفاکو ( Novaco , R . 1976 : 1124 ) الغضب بأنه استجابة وجدانية نحو الأحداث الاستفزازية فهو حالة وجدانية تتکون من ردود الفعل المختلفة التي تسبب للفرد الاستياء والضيق والاحباط والايذاء.

 ويشير بيک ( Beak , A . 1976 ) الى أن الغضب هو عبارة عن انفعال وأنه يختلف عن العدوان والعنف وانه يتأثر بالتقييمات المعرفية للأحداث على انها تهديدية واستفزازية .

 ويُعرف أفريل ( Averill , J.; 1983) الغضب بأنه خبرة ذاتية يعايشها الفرد وهو يمثل زملة أعراض انفعالية ، وأنه مجموعة من الاستجابات المنظمة التي تصدر عن الفرد تجاه أنواع معينة من الاستفزازات وانه يمکن التعبير عنه بطرق مختلفة من بينها العدوان حيث يراه أفريل أحد أشکال التفاعل الاجتماعي القائم على مجموعة من القواعد

 ويشير سبيلبرجر ( Spielberger , C . 1988 : 16) الى أن الغضب حالة انفعالية تتراوح في شدتها من الاثارة والضيق الى الهياج والثورة .

 ويعبر عنه محمد سعفان ( 2003 : 15 ) بأنه حالة انفعالية تبدأ بالتوتر البسيط وتنتهي بالتوتر الشديد الغيظ أو الثورة , ويضيف أن للغضب جوانب شعورية تتمثل في وعي الشخص وخبراته , وله أيضا جوانب سلوکية تتمثل في ردود الأفعال الصريحة ( العدوان الخارجي أو الداخلي ) وردود أفعال ضمنية .

 ويؤکد على ما سبق يوسف أبو الحجاج ( 2010 : 10 ) حيث يشير الى أن الغضب شعور تلقائي انساني فليس سيئا أن يغضب الانسان وانما السيء أن يدمن الغضب حتي في توافه الأمور أو أن يفقد السيطرة على نفسه حينما يغضب وهذا ما يسميه محمد عبد الرحمن , فوقيه عبد الحميد ( 1998 : 9 ) بسمة الغضب وتعني ميل الشخص للاستجابة لکل المواقف أو غالبيها بالغضب , فالسمة تعبر عن عدد المرات التي ينفعل فيها الفرد غضبا , فهي خبرة مستمرة .

 وبعد استعراض التعريفات السابقة تُعرف الباحثة الغضب اجرائيا بأنه " استجابة الفرد للأحداث الاستفزازية والمواقف الحياتية الضاغطة سواء تهديدية أو احباطية ، تتراوح شدة تلک الاستجابات من الاثارة والضيق الى الهياج والعنف ، وهو رد فعل صحي اذا ما تم التعبير عنه بطرق معتدلة ومقبولة اجتماعيا بينما يتحول الى اضطراب اذا ما تکرر حدوثه وزادت شدته وطالت مدته ."

 وسوف تتناول الباحثة الغضب کسمة لدى الطلاب ، وتُعرف الباحثة سمة الغضب اجرائيا بانها : " استجابة الفرد لکافة المواقف الضاغطة بانفعال هائج يشوه الادراک ويعطل التفکير السليم المنظم ويُفقد الفرد السيطرة على نفسه في تلک المواقف .

انفعال الغضب وعلاقته ببعض المصطلحات الانفعالية الأخري :

 يُعد انفعال الغضب مصطلحمتعدد الأبعاد ولذلک غالبًا ما يتداخل مع الانفعالات الأخري کالعدوان والعنف والکره والعدائية أو القلق والحزن والغيرة ، ولذلک ستوضح الباحثة فيما يلي الفروق بين انفعال الغضب وبعض المصطلحات الانفعالية الأخري

1. الغضب والقلق Anger & Anxiety

 يمثل الغضب والقلق نوعان من أنواع الانفعالات الشائعة لدى الانسان وارتفاع درجة کلا منهما يحوله الي اضطراب انفعالي يعاني منه الفرد والمحيطين به , ويشترک القلق مع الغضب في التوتر العصبي والأعراض البدنية کسرعة دقات القلب , العرق , الشعور بألم في الصدر والأعراض النفسية کالانفعال الزائد , الضيق , الکدر زيادة الميل للعدوان , عدم القدرة على الادراک والتمييز , اختلاط التفکير , الاضطراب وفقد القدرة علي الترکيز.   ( فاروق عثمان , 2001 : 18 – 30 ).

 بينما يختلف القلق عن الغضب في أن آثار القلق تقتصر على الشخص الذي يعاني القلق , أما آثار انفعال الغضب فتشمل الشخص الغاضب والهدف المنفعل عليه سواء انسان أو مادة ، کما تعد استجابة الغضب مضادة لاستجابة القلق , فالفرد مرتفع القلق يعمد الى اظهار استجابات عصبية للتقليل من الأثر السيء لارتفاع القلق ( محمد سفعان , 2002 : 52 ) .

2. الغضب والاکتئاب Anger & Depression

 يوصف الاکتئاب بأنه الغضب المکبوت , والغضب يؤدي الى الاکتئاب عندما لا يستطيع الفرد ابعاد مصدر الغضب أو ازالة العقبات للوصول لهدفه ، وهذا النوع من الاکتئاب يکون مکتسبا نتيجة للصراعات الفاشلة في حياة الفرد کما يؤدي الى التدهور في جهد وشعور الفرد وکذلک قوة عزيمته , ويتراوح الاکتئاب في شدته ما بين الانخفاض المؤقت في الروح المعنوية وهي حالة يتعرض لها الجميع عندما يصادفون عقبات في سبيل تحقيق أهدافهم وبين حالة العذاب التي تؤدي الى الاستسلام واليأس السوداوي أو الانتحار . ( محمد سفعان , 2002 : 52 - 53 ) .

3. الغضب والعدوان والعدائية Anger & Aggression & Hostility

 اختلف العلماء فيما بينهم في تحديد العلاقة بين المفاهيم الثلاثة الغضب والعدوان والعدائية , فقد أشار سلبيبرجر ( Spielberger, 1983)الي ان هناک اختلاف بين الغضب والعدوان والعدائية , فالغضب انفعال , أما العدائية فتشير الى مجموعة معقدة من المشاعر والاتجاهات التي تدفع الفرد الى العدوان والسلوک والانتقامي , في حين يتضمن العدوان سلوک تخريبي موجه نحو الأفراد أو الأشياء , وعلى هذا يتضمن مفهوم العدائية الشعور بالغضب ويؤدي الى العدوان کما ميز سبيلبرجر بين حالة الغضب وسمة الغضب ورأي أن سمة الغضب تعتبر مؤشر هام على السلوک العدواني مستقبلاً على عکس حالة الغضب .

مسببات الغضب ومصادره :

 کثُرت الخصومات ، وتعددت الشکاوي ، وتفککت الأسر ، وتمزقت الروابط ، وعظم الفراق ، واستشري الشقاق وأغلب ذلک بأسباب الغضب ، لذا فالحاجة الي دراسة أسبابه وآثاره وأضراره واجبة ، وفيما يلي تعرض الباحثة جانبا من مسببات ومصادر الغضب التي تناولها الباحثون في التراث النفسي .

 ويعرض محمد سفعان ( 2003 : 18 - 19 ) المواقف المثيرة للغضب والتي قد تکون داخلية أو خارجية فيما يلي :

1.  الضغوط البيئية کالضوضاء والتلوث والازدحام أو ضغوط البيئة الثقافية کسيطرة القيم المادية وضعف القيم الأخلاقية .

2.  المواقف المکروهة : کالتعرض للخيانة والتهديد والعنف والوشاية والنقد الهدام والشعور بخيبة الأمل والعجب والزهو .

3.  الفقدان : سواء لأفراد مهمين في الحياة أو فقد عمل أو مرکز اجتماعي أو فقد الأمان .

4. عوامل مرتبطة بالعمر الزمني والفروق بين الجنسين : کصراع الأجيال والتمييز بين الذکر والأنثي في تقييم الصواب والخطأ دون مرجعية دينية أو قانونية .

 وتوجز سناء سليمان ( 2007 : 46 ) أسباب الغضب فيما يلي :

1.   قلة تعقل الفرد وضيق تفکيره .

2.   کثرة متطلبات الحياة وتعقد أمورها .

3.   التعود على الغضب کعادة مساعدة على تحقيق الأهداف .

4.   الغرور والتکبر .

5.   الرغبة في الکمال .

6.   الشعور بالنقص .

7.   الغدر والخيانة .

8.   المزاح والهزل والاستهزاء .

آثار الغضب :

للغضب کثير من المضار التي تمتد لتشمل جميع جوانب الحياة الفردية ، والاجتماعية ، والجسمية ، والنفسية والفکرية ، وفيما يلي ستعرض الباحثة لآثار الغضب على الجوانب المختلفة للفرد فمن الناحية الجسمية يؤثر التوتر الانفعالي في الوظائف الجسمية وبالتالي في النمو الجسمي , فالغضب الحاد المتوتر يطلق افراز الادرينالين وهو افراز الغدة فوق الکلوية بفعل الجهاز العصبي مما يمنع سيل العصارات الهضمية ويعيد توزيع الدم ويزيد النبض ويسرع التنفسي , وفي حالة کبت الانفعال يصاب الفرد بأمراض مزمنة کالربو أو قرحة المعدة وارتفاع ضغط الدم (محمد عبد الظاهر, 1994 : 220) .

 هذا من الناحية الصحية الجسمية , أما من الناحية النفسية الفکرية فللغضب آثارًا عقلية ومعنوية حيث يعوق التفکير المنظم ويعطل الخيال الخصب ويضعف القدرة على حل المشکلات والفهم والاستيعاب ويؤدي الي فقدان الفرد سيطرته الذاتية علي النفسي ويعميه عن حب الأمور الايجابية ويضيع عليه الکثير من الفرص ويهدم کثير من انجازاته ( سناء سليمان , 2007 : 75) .

 هذا من ناحية ومن ناحية أخري تذکر سناء سليمان ( 2007 : 78 ) أنه في بعض الاحيان قد تکون هناک فوائد صحية للغضب کتصحيح الأخطاء ومقاومة اليأس والقفز على الروتين .

 النظريات المفسرة للغضب :

 تعددت النظريات التي تفسر الغضب فمنها ما فسره في ضوء تفسير الانفعال کنظريات جيمس – لانج James Lange Theory ( 1887 )والتي قامت على أساس أن سبب الشعور بالانفعال يرجع الي تغيرات جسمية وبالرغم من أن هذه النظرية قوبلت بالنقد الا أن هناک بعض الدلائل الواقعية والمطبقة في العلاج النفسي تعکس مصداقيتها وهي ما يسمي بالعلاج الاسترخائي Relaxation , ولقد دلت تجارب عديدة على فاعلية العلاج بالاسترخاء في التقليل من التوتر والشد النفسي .

 وکذلک نظرية کانون – بارد ( ( Canon Bard 1927 والتي اعتمدت على دور الدماغ في تفسيرها للانفعال ويعتبر کانون أول من أشار الي زيادة نسبة الادرينالين في الدم أثناء التغيرات الانفعالية .

 وفي عام 1972 اقترح داروين أن الغضب يعکس غرائز عدوانية ضروية للبقاء ، وبعد ذلک بنصف قرن اقترح فرويد أن العدوان رد فعل أو استجابة للتعارض أو لما يعوق سلوک طلب المتعة وبعد حوالي 40 سنة دمج لورينز بين نظريتي داروين وفرويد وقدم نظرية الدافع للغضب واقترح أن العدوان فعل عزيزي لا يعتمد بالضرورة على الاستثارة الخارجية لکنه أصر على أن الغضب دافع بيولوجي يمکن أن يظهر في أي وقت .

 وأشار سبيلبرجر وزملائه ( Spielberger , et al . 1983 )الي ان انفعال الغضب يتکون من مشاعر ذاتية تختلف من حيث الشدة أو المدة، کما ميز سبيلبرجر وزملائه بين حالة الغضب state anger کرد فعل أو استجابة فسيولوجية تؤدي الى زيادة شدة مشاعر الغضب الذاتية وسمة الغضب trait anger کسمة شخصية تزيد من احتمالية انغماس الفرد في مواقف غاضبة بالرغم من ان ذوي سمة الغضب يتعرضون لنفس مهددات الغضب البيئية لکن تکون استجاباتهم أشد ووضح سبيلبرجر أن سمة الغضب تتخذ صورتين مختلفين وهما : کبت الغضب داخليا واما انفجار الغضب خارجيا والتعبير عنه بصورة غير تکيفية کقذف الأشياء أو صفع الابواب (Quinn, 2002 : 5 )

قياس وتشخيص الغضب :

 لاشک قبل التدخل الارشادي والعلاجي لخفض أو تقليل أي من الاضطرابات الانفعالية أنها تحتاج لقياس وتحديد المستوى , وحيث يتضمن انفعال الغضب عدة مکونات منها المعرفية السلوکية , الفسيولوجية , الانفعالية فأنه تتعدد أساليب قياسه حيث يمکن قياس الغضب من خلال:

  • · الملاحظات المباشرة التي تتم من خلال القائمين على التربية کالآباء أو المعلمين أو المرشدين أو من خلال الشخص ذاته فيما يعرف بالمراقبة الذاتية التي تتم باستخدام سجل الغضب Anger Logsوهو عبارة عن سجل يدون فيه الفرد المواقف التي تعمل على استثارة الغضب وتسجيل الاستجابات الفسيولوجية والانفعالية والمعرفية وأنماط السلوک التي تصدر عنه تجاه الأحداث أو المواقف البيئية .
  • · مقاييس التقدير الذاتي ويوجد العديد من المقاييس والأدوات التي استخدمت في قياس حالات الغضب مثل مقياس نوفاکو Novaco، ومقياس الخبرات الشخصية المرتبطة بوصف انفعال الغضب لجيمس افريل Averill ، وقائمة التعبير عن الغضب (الحالة/السمة) لسبيلبرجرTrait State Anger Expression Inventory

ثانيا : الدعم النفسي :

1.   نشأة وتطور علم النفس الايجابي :

 يُعد علم النفس الايجابي مصطلح حديث نسبيا علي الرغم من امتداد جذوره طوال تاريخ علم النفس التطبيقي فمن خلال نماذج عديدة کانت جوانب القوى تؤخذ في الاعتبار بوصفها مصادر أو کفاءات فعلي سبيل المثال في علم النفس التربوي نجد أن موضوعات الابداع والموهبة او التفوق قد درست بعناية , وفي العلاج النفسي والسياقات الاکلينکية الاخري فان القدرات والمزايا وتوقعات النتائج وفاعلية الذات وتحقيق الذات وأوجه القوة الاخرى اُعتبرت مصادر انسانية من المنظورات النظرية المتعددة , کما ينطبق هذا على علم النفس السلوکي , وعلم النفس الجشتلطي ، ويعزي ظهور علم النفس الايجابي کما نعرفه اليوم الي مارتن سيلجمان Martin E.P.Seligmanالذي أحدث نقله نوعية في علم النفس ، وله دور رائد في تحفيز وتوحيد جهود العديد من العلماء البارزين الذين اصبحوا بعد ذلک رواد في مجال علم النفس الايجابي .  ( Linely ; 2006 : 3 )

 فقد أُسس علم النفس الايجابي علىاعتقادمؤداهأنالبشريرغبونفيأنيحيواحياةإنسانيةمليئةبالقيمةوالمعنييحققونفيهاطموحاتهمويوظفونفيهاقدراتهمالإنسانيةللوصولإلىالرضاوالسعادةالحقيقية ،وتحسينخبراتهمالإنسانيةالعامةفيکافةالمجالاتالإنسانيةذاتالقيمةمثل:العلاقاتالاجتماعية ،العمل ،وحتىاللعب (محمد السعيد ، 2014 : 17).

2.   مفهوم علم النفس الايجابي :

 عرفه سيلجمان وتشکزينتهيمالي(Seligman & Csikszentmihaly , 2000: 5)بأنه علم الخبرات الذاتية الايجابية , والسمات الشخصية الايجابية , والعادات الايجابية التي تؤدي الي زيادة جودة الحياة , والوقاية من الأمراض.

 ويُعرف شيلي جابل وجوناثان هيدت (Gable & Haidt ; 2005 : 104)علم النفس الايجابي بانه : الدراسة العلمية الموضوعية للظروف والعمليات التي تسهم في ازدهار وتمکين الافراد , والجماعات , والمؤسسات من الاداء الوظيفي الفعال او المثالي . دراسة کافة مکامن القوة لدي البشر , دراسة کل ما من شانه وقاية البشر من الوقوع في براثن الاضطرابات النفسية والسلوکية , اضافة الي دراسة کل العوامل الفردية , الاجتماعية , والمجتمعية التي تجعل الحياة الانسانية جديرة بان تعاش .

 ويؤکدPeteerson ; 2006 : 4 )) على أن علم النفس الايجابي يدرس السمات والخصائص الايجابية کالشفقة , والاهتمامات والمواهب , والقدرات , والمؤسسات التي تجعل الحياة جيدة مثل الصداقة , الزواج , الاسرة , والتربية , الدين ... الخ .

 ويعرفه محمد جبر ( 2013 : 15 ) بأنه العلم الذي يدرس جوانب القوة في شخصية الانسان لتعينه علي مواجهة الضغوط وحل المشکلات وتحقيق الوجود الافضل .

3.    مستويات علم النفس الايجابي :

 اقتصر اهتمام الباحثين الاوائل في علم النفس الايجابي بالجوانب الانفعالية مثل السعادة ، والامل ، والتفاؤل ، والمودة ، والانتماء ، والتعاطف ، والحب والاعتداد بالنفس , ولم يهتموا بالجوانب السلوکية الايجابية الاهتمام الأمثل رغم أنه کانت متواجدة على الساحة العلمية بشکل واضح في کتابات جوردن ألبورت عن الخصائص الانسانية الايجابية , وابراهام ماسلو عن تقدير الذات , وما کليلاند واتکينسون وکلارک ولويل عن دافعية الانجار وسلفاتور مادي وخوشابا وکوبازا عن الصلابة النفسية ورودن وکوين وهاوس عن المساندة الاجتماعية .

 قد يرجع سبب ذلک الي عدم الاهتمام بمکونات الشخصية الاربعة الايجابية والانفعالية والعقلية والسلوکية والاجتماعية الي ان تنبه الباحثون فلم يغفلوا دراسة ايجابيات المکونات الاربعة للشخصية , فتواجدت بحوث عن السعادة والمساندة الاجتماعية والحکمة والصلابة النفسية .... الخ , بل تعدوا ذلک الي البحث في الوجود الافضل الذي يتطلب تکامل المکونات الاربعة للشخصية بطريقة ايجابية , ففي کل انفعال يوجد مکون وجداني يتعلق بالمشاعر , وآخر حسي , وثالث عقلي , ورابع سلوکي . ( Seligman , 2002 a : 31 )

 من هذا المنطلق قسم العلماء علم النفس الايجابي ثلاثة مستويات :

1. المستوي الذاتيSubjective: والذي يدل علي الخبرات الذاتية الايجابية مثل : الوجود الافضل , جودة الحياة , الرضا , القناعة , والاشباع , هذه الخبرات ترتبط بماضي الانسان , بينما الارتقاء والسعادة شعوران فيرتبطا بالحاضر المعاش له , ثم الامل والتفاؤل اللذين يرتبطان بالمستقبل فالمستوي الذاتي يرتبط بتاريخ الانسان ومسيرته في الماضي والحاضر والمستقبل ومحکه الخبرة الذاتية المدرکة .

2. المستوي الشخصي Personal : ويشمل السمات الشخصية الايجابية مثل : القدرة علي الحب والعمل , اداء المهام , الشجاعة , مهارة تکوين علاقات شخصية , الحساسية للجمال , المثابرة , القدرة علي المغفرة , الاصالة , الابداع , الرؤية المستقبلية الروحانية , المقدرة العالية , والحکمة هذا يتضح من التعامل مع الاخر , فالمحک هنا مدي تفاعل المرء مع البيئتين الاجتماعية والمادية المحيطة به .

3. المستوي الاجتماعي Social : ويتضمن الفضائل والقيم والاعراف مثل : الشعور بالمسئولية , القدرة علي الرعاية , الکياسة , الاعتدال , الصبر , والعمل الاخلاقي , والقيم هي المحک لهذا المستوي .

 وقد حدد بيترسون وسيلجمان Peterson&Seligman ست مستويات مرکزية للفضائل تندرج تحتها أربع وعشرين فضيلة تمثل جوانب القوة في الشخصية .

4.   الارشاد النفسي القائم على الدعم النفسي

وفي الدراسة الحالية تتناول الباحثة الدعم النفسي کأحد مداخل علم النفس الايجابى ، وفيما يلي ستعرض الباحثة لأهم ما تناولته الأدبيات عن الدعم النفسي أو کما أسمته بعضها بالدعم الذاتي

 فالدعم يعتمد علي اعتبار الفرد ذاته هو الأداة الفعالة في سبيل تغيير أو تعديل سلوکه فيبدأ المرشد بتقديم التدعيم بشکل ينتقل معه الفرد من تلقي التدعيم الخارجي الي الدعم الذاتي لسلوکياته الصحية . ( عادل عبد الله ، 2011 : 337 )

 ويشير جبر محمد ( 2013 : 64 ) الي أن الدعم النفسي يمثل أحد أنواع المساندة الاجتماعية ويسميه بالمساندة النفسية حيث تتضمن جوانب سلوکية ووجدانية مثل : تدعيم الثقة بالنفس ، وتقدير الذات وفاعليتها ، والتقبل من الآخرين .

 ويعتمد الارشاد النفسي الايجابي علي تنمية مجموعة من السمات والقوي الانسانية کالشجاعة والتفاؤل والواقعية والکفاءة الذاتية والتدفق والمهارات الاجتماعية والمسئولية الشخصية والاستبصار والذى يسهم في اکتشاف الفرد لما هو مشوه في حياته وتنمية ما هو ايجابي لديه .

( ليزا ج. اسبينوول ، أورسولا م. ستودينجر، 2006 : 430 )

 وفي هذا الصدد أکد محمد نبيل کاظم (2008 : 98) أن التخلص من الغضب يکون بالترکيز علي الايجابيات سواء ايجابيات الذات من الحلم والتسامح والمرونة ، أو ايجابيات الآخرين ومن ثم فان الترکيز علي الايجابيات سيلغي استدعاء السلبيات فيّ أو في الآخرين .

 ويؤکد يوسف أبو الحجاج ( 2010 : 100 ) أن الأفعال والسلوکيات الايجابية تقاوم مشاعر الغضب وتنجح تماما في القضاء عليها وذلک من خلال التفکير الايجابي وتعدد الخيارات لتحقيق أهداف الحياة .

 يُعرف لافاساني وآخرون ( Lavasani,M. et al.2011:1852-1856) الدعم النفسي بأنه کيفية استفادة الفرد من قدراته .

 ويرى عبد الستار ابراهيم (2011 : 379-380 ) أنه تفعيل لنواحي القوة ومکامن الفضائل الانسانية وصولا الى التکيف الايجابي وصناعة التغير وتعديل السلوک وفق آلية تحسين نوعية وجودة الحياة الانسانية .

 کما عرفه شيا وزملاؤه ( Xia,L.X.et al,2012,156-160 ) بأنه تکامل مجموعة من سمات الشخصية بما يساعد الأفراد في حل المشکلات الأساسية في الحياة اليومية وتيسير التنمية الشخصية .

 وتعرفه الباحثة اجرائيا بأنه توظيف وتفعيل سمات الشخصية الايجابية وقدرات الفرد الکامنة والتي من شأنها تعديل سلوکياته غير المرغوبة في المواقف المثيرة للغضب .

 هذا وقد حددت الباحثة مجموعة من سمات الشخصية الايجابية والتي من شأنها خفض انفعال الغضب لدى الطلاب ذوو سمة الغضب وذلک في ضوء مکونات علم النفس الايجابي ( عبد الستار ابراهيم ، 2011 ؛ Seligman ,M.E.P.,2002؛ جبر محمد جبر ، 2013 ؛ کارولين آدامز ميلر ، 2011 ؛ ستيف شاندلر ، 2006 ؛ أسبينوول ، ستودينجر ، 2006 ؛ Linely , P . A ., et al , 2006 ؛ Sheldon , K.M. , & King , L. , 2001 ؛ Snyder, C. & Lopey , J. , 2002 ) ، ونماذج الارشاد النفسي ( حامد زهران ، 2005 ؛ سعيد العزة ، جودت عزت ، 2015 ؛ أحمد عربيات ، أحمد أبو أسعد ،2011 ؛ محمد نجيب الصبوة ، 2008 ؛ طه عبد العظيم حسين ، 2004 ؛ سيد صبحي ، 2002 ؛ روبرت وابولدينج ، جون بريکل ، 2005) والتراث النفسي فيما يتعلق بمسببات الغضب وعلاجه ( يوسف أبو الحجاج ، 2010 ؛ محمد سعفان ، 3002 ؛ سناء سليمان ، 2007 ؛ زينب شقير ، 2010 ؛ محمد نبيل کاظم ، 2008 ؛ طه عبد العظيم حسين ، 2007 ؛ Dunbar , B., 2004 ؛ رشاد عبد العزيز ، نيللي العمروسي ، 2011 )

وتلک السمات الايجابية هي : الثقة بالنفس ، المرونة ، التسامح ، الصبر ، الحکمة ، الانضباط ، القدرة على المرح .

وفيما يلي ستعرض الباحثة التعريفات الاجرائية لتلک السمات والتي بناء عليها تم تصميم محتوى جلساتها في البرنامج .

1. الانضباط : أحد أهم أدوات التنمية الشخصية المتوفرة لدي الفرد حيث انه السمة الأولي التي تقوم عليها حياة الانسان العملية ؛ فهو يؤدي الى احترام الذات ، والشعور بالسعادة ، والثقة بالنفس ، والمرونة في مواجهة المشکلات وعدم الانصياع للاغراءات .

 وعرفه اجرائيا محمد عبد الرحمن ، وصالح أبو عباة في مقياس التحليل الاکلينکي ( 1998 : 29 ) بانه القدرة علي ضبط النفس ، فالأشخاص ذوي الانضباط الذاتي المرتفع مرتبين لا يترکون الأشياء للصدفة ، وصعبي المراس يصعب تغيير وجهتهم .

 وتُعرف الباحثة الانضباط بانه قدرة الفرد علي تحديد أهدافه وأولوياته ومثابرته لتحقيقها من خلال الالتزام بخطة زمنية والمواظبة علي توجيه طاقته لانجازها ، وهي سمة تکتسب بالتدريج وتنمي بالتدريب وتتضمن العوامل التالية :

  • ·   تحديد الأهداف .
  • ·   التخلص من العادات .
  • ·   التعلم من الأخطاء .
  • ·   التعرف على نواحي القوة والضعف في الذات .
  • ·   ادراک الالم والمتعة .
  • ·   التعود علي مواجهة المشکلات .

2. قوة الارادة : تعد قوة الارادة من أهم الرکائز والدعائم التي يجب أن يتحلي بها کل انسان يريد أن يحقق السعادة والطمأنينة لنفسه ، وترتبط قوة الارادة بالانضباط ، فالشخص قوي الارادة لا تضعف عزيمته ولا تثبط همته مهما لقي من مصاعب وعقبات

( عثمان نجاتي ، 2005 : 299 ) .

 وقوة الارادة صفة انسانية يمکن تقويتها ، فکلنا نمتلک قوة الارادة بالفعل ولکن بعض الناس أکثر قوة من الآخر ، ولذلک يستطيع الجميع اکتساب المزيد منه بالممارسة والتدريب (ام جيه رايان ،2012 : 7 – 8).

 وتُعرف الباحثة قوة الارادة بانها القدرة علي التحمل في ظل الظروف الضاغطة ، والصمود المستمر علي الألم النفسي دون اظهار ملامح الاستياء أو الانفعال .

3. المرونة النفسية : تعد المرونة النفسية من السمات الملازمة للحياة ، وهي قوة کامنة خلقها الله تعالى في الانسان ولا يمکن أن تتحول الى ميزة الا اذا فعلها الفرد بالتجربة والممارسة .

 ولا يمکن الحديث عن المرونة بعيدا عن أحداث الحياة الضاغطة حيث يتحدد نصيب الفرد من المرونة بقدر ما يستطيع أن يواجه تلک الأحداث ويتأثر بها ويؤثر فيها

 تُعرفها نعمات علوان ، عبد الرؤوف الطلاع (2014: 170) بأنها القدرة على اعادة التوازن النفسي ، والتوافق الفعال مع کافة الضغوط التي تواجه الشخص من خلال تحمل المسئولية ومواجهة المشکلات .

ووردت في احدي اصدارات الجمعية الأمريکية لعلم النفس (APA , 2002) على انها عملية التوافق الجيد والمواجهة الايجابية للشدائد أو الصدمات أو النکبات أو الضغوط النفسية العادية التي يواجهها البشر مثل المشکلات الأسرية ، مشکلات العلاقات مع الآخرين ، المشکلات الصحية الخطيرة ، ضغوط العمل ، المشکلات المالية ، کما تعني القدرة علي التعافي من التأثيرات السلبية لهذه الشدائد أو النکبات أو الأحداث الضاغطة والقدرة على تخطيها أو تجاوزها بشکل ايجابي ومواصلة الحياة بفاعلية واقتدار .

 وتُعرف الباحثة المرونة بانها استعداد الفرد وقدرته على التکيف والتفاعل الايجابي مع ظروف الحياة المتغيرة وأحداثها الضاغطة والتي تنعکس على استجاباته السلوکية للمواقف الحياتية وعلاقاته الاجتماعية.

4.  القدرة على المرح / الفکاهة : تشير الي ذلک الاتجاه الباسم أو الضاحک من احداث الحياة الضاغطة .

 وهي قدرة معقدة تنطوي علي جوانب انفعالية وسلوکية واجتماعية وابداعية في القدرة علي النکات وصنع مواقف فکاهية . ( شاکر قنديل ، 2003 : 15 )

 وتعد القدرة على المرح والفکاهة من القدرات الخاصة جدا ، وبعض الشخصيات بطبيعتها تتمتع بسمة القبول والبشاشة والمرح واطلاق المزاحات والفکاهات المقبولة.(يوسف الأقصري،2006 :74)

 وتُعرف الباحثة القدرة علي المرح بانها قدرة الفرد علي توظيف الفکاهة والدعابة في المواقف الضاغطة التي يمر بها من أجل تخفيف شدة تأثير تلک المواقف عليه وتجاوزها بسلام .

5.  التسامح : يکون التسامح بالصفح والتماس الأعذار للآخرين لأن الخطأ أمر طبيعي لا يُستنکر بذاته طالما خلا من التعدي والقصد ، غير أننا کلنا مخطئون وهذا عزاؤنا فيما يخطئ به الآخرون تجاهنا ، هذا فضلا عن أثر وفوائد التسامح (محمد کاظم ، 2008 : 137) .

 وتُعرف سناء سليمان ( 2007 : 71 ) التسامح بأنه استراتيجية تسمح للفرد باطلاق مشاعره السلبية الناتجة عن غضبه من الآخرين بطريقة ودية ، وأضافت أنه من الأهمية أن يتعلم الناس التسامح حيث يساعد على تخفيض ضغط الدم والقلق والتوتر .

 وتعرف الباحثة التسامح بانه التغاضي عن أخطاء الآخرين والتماس الأعذار لهم والتخلي عن الاستجابات السلبية تجاههم کالبغض والعدائية والرغبة في الانتقام واستبدالها باستجابات ايجابية کالتقبل واللين والمودة .

6. الحکمة :احدي الملکات العقلية العليا التي يمنحها الله لمن يشاء من عباده ، ومن ينالها فقد نال الکثير. فالحکمة قدرة القدرات العقلية تمثل نقطة التوازن الذهني بين الذکاء الموضوعي والاجتماعي والشخصي ( جبر محمد ،2013: 244 ).

 ويُعرفها يوسف أبو الحجاج ( 2010 :45 ) بأنها التعقل في التفکير والتصرف ، وعدم التسرع والقفز الي الاستنتاجات .

 ويري محمد سعفان ( 2003 : 130 ) انها مرادفة للتفکير الهادئ والتروي ويمکن التدريب عليها لانها تلزم في تعلم المهارات المعقدة ، ويمکن من خلالها أن نعبر عن سلوکنا بکفاءة أکثر ويکون لدينا وعي کامل بالبيئة عن طريق الملاحظة الدقيقة والتي ترتبط بمهارات الترکيز .

 وتناولها بالتز وآخرون ( P.B.Baltes , J.Gluck & U.Kunzmann , 2002 : 330 ) من عدة أوجه کالتالي :

  • ·   الحکمة تعني معالجة القضايا الهامة والصعبة ووضع الخطط حول التواصل وجودة الحياة .
  • ·   تتضمن الحکمة المعرفة حول الأطر والغيبيات الکونية .
  • ·   تمثل الحکمة أعلى مستوى من المعرفة والتقييم وتقديم المشورة .
  • ·   تشکل الحکمة المعرفة المتعمقة والمتوازنة والتي تم تجربتها .
  • ·   تنطوي الحکمة على تناغم العقل والشخصية .
  • ·   تمثل الحکمة تجارب الفرد في الحياة .

 وتُعرف الباحثة الحکمة بانها التروي والهدوء في التفکير والتعقل والتأني في التصرف والتعلم من الاخطاء والاستفادة من تجارب الحياة في المواقف اليومية والقدرة علي اسداء النصح .

7. الثقة بالنفس : تلعب الثقة بالنفس کأحد متغيرات الشخصية دورا لا يستهان به في مساعدة الفرد على مواجهة التحديات وصعوبات الحياة اضافة الى التکيف مع الخبرات الجديدة .

 تُعرفها کريمان بدير ( 2011 : 19 ) بأنها قبول الفرد غير الخاضع للجدل لقيمه وأفکاره ومشاعره وانفعالاته باعتبارها المؤشرات الصادقة لخبراته التي تعبر عن احساسه بما هو عليه بالفعل ، وتعبر عن مدي ارتياحه لشعور الآخرين تجاهه واحترامه لهم .

 ويُعرفها تريفور باول ( 2005 : 81 ) بانها طريقة تتعلق بسلوک الفرد يحدث من خلالها توصيل المشاعر والأفکار والاعتقادات باسلوب واضح وصريح دون التعدي علي حقوق الآخرين .

 وتعرفها الباحثة اجرائيا بانها طريقة الفرد في التعبير عن حقوقه وآرائه ومشاعره وانفعالاته باسلوب واضح وصريح وبدون انتهاک حقوق أو حريات الآخرين مما يشعره بالاطمئنان الداخلي وبما يؤهله لتحمل المسئولية واتخاذ القرار والاعتماد علي نفسه في أداء المهام المنوطة به وتجاوز الضغوط اليومية وتحقيق أهدافه .

دراسات سابقة :

 فيما يلي عددًا من الدراسات العربية والأجنبية السابقة التي تخدم متغيرات الدراسة الحالية :

استهدفت دراسة ميتراني (2010Mitrani, A.,T.) التحقق من فعالية برنامج تدريبي لادراة الغضب قائم علي العلاج المعرفي السلوکي , اُجريت الدراسة على عينة قوامها 56 طالب وطالبة من طلاب الفرقة الأولي بعلم النفس ( 28 طالب بالمجموعة التجريبية و 28 طالب بالمجموعة الضابطة ) , وقد تم تطبيق مقياس اوزر ( 1994Ozer; ) للغضب کسمة وکحالة وبرنامج لادارة الغضب مدته ستة أسابيع بمعدل جلسة اسبوعيا , مدة الجلسة 90 دقيقة . وأسفرت نتائج الدراسة عن : وجود فروق دالة بين متوسطي درجات عينة البرنامج في القياسين القبلي والبعدي علي مقياس الغضب کحالة وکسمة لصالح المجموعة التجريبية في القياس البعدي في الوضع الأفضل ( تحسن التحکم في الغضب ) .

 استهدفت دراسة فاليزدي وآخرون ( 2010,Valizadeh , SH.,et al) التحقق من فعالية التدريب على مهارات ادارة الغضب في خفض العنف لدى عينة من المراهقين بالمدارس الثانوية تکونت عينة الدراسة من 40 طالب من طلاب المدارس الثانوية تم تقسيمهم الي مجموعتين تجربيبة وضابطة وتم تدريب المجموعة التجربيبة علي مهارات ادارة الغضب على مدار عشر أسابيع بمعدل جلسة اسبوعيا ومدة الجلسة 70 دقيقة , ومن أهم ما اسفرت عنه الدراسة ان مهارات ادارة الغضب تلعب دور هام وفعال في خفض العدوان عامة لاسيما السلوکيات والأفکار العنيفة لدي طلاب المدارس الثانوية .

 هدفت دراسة يکتا وآخرون ( 2010,Yekta, M. SH., et al. ) الي التحقق من فعالية التدريب على ادارة الغضب بمدخل معرفي سلوکي وتأثيره على علاقة الأم بطفلها المتأخر عقليا وبطئ التعلم , اعتمدت الدراسة علي المنهج شبه التجريبي من خلال اجراء قياس قبلي وبعدي ولکن بدون مجموعة ضابطة , تکونت عينة الدراسة من 35 أم متطوعة حيث تم تطبيق مقياس تقييم الغضب ( 2007Zamani, ) , استمارة أسباب الغضب متعددة الأبعاد ( ,1986Sigel) وتم تنفيذ ورش العمل للبرنامج على مدار سبعة أسابيع بواقع ساعتين اسبوعيا وتم اجراء قياس بعدي ثم قياس تتبعي بعد 12 شهر , وأظهرت النتائج من تحليل القياسات المتکررة وجود فروق دالة في المواقف المثيرة للغضب , والتعبير الصريح عن الغضب , وکبت الغضب , کما توصلت الدراسة الي ان الأمهات قلت لديهم أسباب استثارة وشدة الغضب , والمواقف المثيرة للغضب المتعلقة بأطفالهم .

 هدفت دراسة جمال منصور سالم ( 2010 ) الي اختبار فعالية برنامج ارشادي لتنمية التفکير العقلاني لدي عينة من الطلاب الجامعيين واثره علي متغيري الغضب والرضا عن الحياة ، استخدمت الدراسة مقياسا للافکار اللاعقلانية وآخر للغضب وثالث للرضا عن الحياة , اضافة الي البرنامج الارشادي الذي صُمم وفق النظرية العقلانية الانفعالية السلوکية لالبرت اليس والذي طُبق على أفراد المجموعة التجريبية . وقد أظهرت النتائج فاعلية البرنامج في تنمية التفکير العقلاني وفي خفض مستوى الغضب وزيادة درجة الرضا عن الحياة لدى أفراد المجموعة التجريبية المشارکين في البرنامج مقارنة بأفراد المجموعة الضابطة وفي القياس البعدي مقارنة بالقياس القبلي .

 في حين استهدفت دراسة عبد الرحمن سعيد فرج ( 2008 ) التحقق من فعالية برنامج قائم علي أسلوب حل المشکلات في ادارة الغضب لدي عينة من طلاب کلية التربية , وتکونت عينة الدراسة من 455 طالب بالفرقة الثالثة للعام الجامعي 2007- 2008 , اختير منهم 20 طالب وطالبة مرتفعي الغضب وفي ذات الوقت منخفضي استخدام اسلوب حل المشکلات , وتم تقسيمهم الي مجموعتين مجموعة تجريبية ( ن = 10 طلاب ) , ومجموعة ضابطة ( ن = 10 طلاب ) بمتوسط عمر19.5 وانحراف معياري 0.6 ومن أهم ما أسفرت عنه الدراسة من نتائج وجود علاقة ارتباطية سالبة بين الغضب واسلوب حل المشکلات ، ووجود فروق دالة بين متوسطي درجات المجموعة التجريبية علي مقياسي الغضب , واستخدام اسلوب حل المشکلات في القياسين القبلي والبعدي لصالح القياس البعدي , بينما لم توجد فروق دالة بين متوسطي درجات المجموعة التجريبية في القياسين البعدي والتتبعي على ذات المقياسين .

 هدفت دراسة ايمان العيوطي (2004) الي اختبار فعالية برنامجين ارشاديين في خفض حدة الغضب لعينة من المراهقات باستخدام الارشاد النفسي الديني والارشاد السلوکي , حيث أجرت الباحثة دراسة استطلاعية على عينة قوامها 55 طالبة لتحديد أسباب الغضب لدى المراهقات , أما الدراسة الميدانية فقد اُجريت على عينة قوامها 17 طالبة من الصف الأول الثانوي , قُسمت الي ثلاث مجموعات هي : المجموعة التجريبية الأولي (ن = 6 للبرنامج الديني) , المجموعة التجريبية الثانية (ن = 5 للبرنامج السلوکي) , المجموعة الضابطة ( ن = 6 ), وتم تطبيق اختبار الذکاء المصور , مقياس المستوى الثقافي للأسرة , مقياس الغضب کسمة , البرنامجين الارشاديين واستمارة أسباب الغضب . وقد أظهرت نتائج الدراسة وجود فروق دالة احصائيا بين القياسات القبلية والبعدية للبرنامجين لصالح القياس البعدي ولصالح المجموعات التجريبية الاولي فقط , کما اظهرت النتائج ارتفاع قوة تاثير البرنامج الارشادي النفسي الديني عن مثيلتها للبرنامج الارشادي السلوکي .

فروض الدراسة :

في ضوءالأدبيات النظرية ، والدراسات السابقة يمکن صياغة فروض الدراسة الحالية کالتالي :

1.  لا توجد فروق دالة احصائيا بين متوسطي رتب درجات المجموعتين الضابطة , والتجريبية في القياس القبلي لمقياس الغضب.

2. توجد فروق دالة احصائيا بين متوسطي رتب درجات المجموعتين الضابطة والتجريبية في القياس البعدي لمقياس الغضب لصالح المجموعة التجريبية مقارنة بالمجموعة الضابطة من حيث درجاتهم في القياس القبلي .

3.  توجد فروق دالة احصائيا بين متوسطات درجات القياسات ( القبلي ، البعدي , التتبعي ) للمجموعة التجريبية .

الإجراءات المنهجية :

أولا : المنهج المستخدم في الدراسة :

 استخدمت الباحثة المنهج التجريبيى ( التصميم التجربيبي ذو المجموعتين : المجموعة التجريبية والمجموعة الضابطة ذات القياس القبلي والبعدي ) بهدف التعرف على فعالية البرنامج الارشادي القائم على الدعم النفسي للجوانب الايجابية في الشخصية لخفض انفعال الغضب .

ثانيا : عينة الدراسة :

 تکونت العينة الأساسية من ( 598 ) طالبا وطالبة من طلبة الفرقة الرابعة , بکلية التربية جامعة المنصورة من التخصصات الأدبية والعلمية , بمتوسط عمر زمني قدره ( 21.5 ) وانحراف معياري قدره (0,678) والجدول الآتي يوضح بيانات هذه العينة .

 

 

جدول (1)

التوصيف العددي للعينة الأساسية من حيث التخصص والنوع

عينة

التخصص

النوع

الفرقة

التقنين

أدبي

علمي

بنين

بنات

الرابعة

400

198

64

534

598

وقد تم اختيار العينة التجريبية من العينة الأساسية وفقا للخطوات الاتية :

-       تطبيق مقياس الغضب على العينة الأساسية .

-       اتضح من نتائج تصحيح المقياس ان ( 66 ) طالبة من ذوي الغضب المرتفع ( الارباعي الأعلى ) .

- تم التواصل مع العينة التجريبية وسؤالهم عن مدى استعدادهم في الاشتراک في البرنامج الارشادي للحصول على الفائدة المرجوة منه في خفض انفعال الغضب الذي يعانون منه ، وقد أبدي البعض الرغبة دون الآخر , ويمثل الجدول الآتي بيانات العينة التجريبية والضابطة للبرنامج :

جدول (2)

التوصيف العددي للعينة التجريبية والضابطة

العينة

العدد

الضابطة

8

التجريبية

8

ثالثا : الأدوات المستخدمة في الدراسة :

1.   مقياس الغضب :

قامت الباحثة باعداد مقياس الغضب کأداة للتعرف على سمة الغضب لدى طلاب کلية التربية , وقد استفادت الباحثة من الأدبيات النظرية والدراسات السابقة في تحديد مظاهر الغضب وطرق الاستجابة له ، وکذلک بعض المقاييس الأجنبية المتاحة مثل :

1.   Anger Inventory Novaco Anger Scale .

2.   Self-Perceptions of Angry Feelings .

3.   Spielberger's State Trait Anger Expression Inventory .

4.   G.F.Ronan et al .,Practitioner's Guide to Empirically Supported Measures of Anger , Aggression , Violence , ABCT Clinical Series DOI 10.1007/978-3.319-00245-3-3,© Springer International Publishing Switzerland 2014 .

 فضلا عن دراسة استطلاعية أجرتها الباحثة علي عينة قوامها (100) طالب وطالبة من طلاب الفرقة الرابعة من التخصصات المختلفة بکلية التربية – جامعة المنصورة , وذلک من خلال طرح سؤال عام عن مواقف الغضب التي يتعرض لها الطلاب وردود أفعالهم تجاهها وتقييمهم لأنفسهم في مواقف الغضب المختلفة, وقد تم تحليل مضمون استجابات الطلاب والاستفادة منها في صياغة العبارات والمواقف .

 وقامت الباحثة بصياغة عدد من العبارات والمواقف , تصل الى (25) عبارة تعبر کلها عن سمة الغضب , و (30) موقف لکل موقفا ثلاث بدائل يمثل أحدها سمة الغضب ، والآخر الغضب المعتدل ، والثالث التحکم في الغضب .

المؤشرات السيکومترية لمقياس الغضب

أولا : صدق المقياس :

أ. صدق المحتوي : قامت الباحثة بعرض مفردات المقياس علي عدد من المحکمين المتخصصين في مجال التربية وعلم النفس , وکانت نسب الاتفاق بينهم على عبارات مقياس الغضب لا تقل عن 90 % بينما قلت نسب اتفاقهم حول خمسة من المواقف عن 50% وقد تم حذفهم من الصورة النهائية للمقياس ، ومما سبق يتضح صدق محتوي المقياس وصلاحيته لما وضع لقياسه .

ب. الصدق التلازمي ( صدق المحک ) : قامت الباحثة بتطبيق المقياس الذي أعدته ومقياس الغضب کسمة اعداد محمد السيد عبد الرحمن وفوقية حسن عبد الحميد ( 1998 ) علي عينة التقنين وقوامها (40) طالب وطالبة من طلاب الفرقة الرابعة بکلية التربية – جامعة المنصورة ، وتم تصحيح المقياسين وفقا لمفتاح تصحيح کل منهما ، ثم حساب معاملات الارتباط بين المقياسين في کل من الارباعي الأعلي ، والارباعي الأدني ، والدرجة الکلية ، ويوضح الجدول التالي ما تم التوصل اليه من نتائج :

جدول (3)

معاملات الارتباط ومستويات الدلالة بين مقياس الغضب اعداد الباحثة ، ومقياس الغضب کسمة اعداد محمد عبد الرحمن وفوقية عبد الحميد (1998)

البيان

عدد الأفراد

معامل الارتباط

مستوى الدلالة

الارباعي الأعلي

10

0.82*

0.01

الارباعي الادني

10

0.78*

0.01

الدرجة الکلية

40

0.76**

0.01

*القيمة الجدولية عند 0.05 = 0.39 ، وعند 0.01 = 0.52

**القيمة الجدولية عند 0.05 = 0.42 وعند 0.01 = 0.56

ويتضح من الجدول السابق أن معاملات الارتباط بين الارباعي الأعلي في کلا من المقياسين ، والارباعي الأدني ، والدرجة الکلية دالة عند مستوى 0.01 مما يؤکد صدق مقياس الغضب اعداد : الباحثة .

أولا : ثبات المقياس : قامت الباحثة بحساب ثبات المقياس بطريقة ألفا کرونباخ , حيث طُبق المقياس على عينة التقنين ، وکانت قيمة معاملات الثبات لعبارات ومواقف المقياس دالة عند (0.01) .

 کما استخدمت الباحثة طريقة اعادة التطبيق حيث طبقت المقياس على عينة التقنين ثم أعادت تطبيقه على نفس العينة بفاصل زمني قدره ثلاث أسابيع ، مع مراعاة تشابه ظروف التطبيقين الى حد کبير ، وتم حساب معامل الارتباط بين التطبيقين بطريقة بيرسون فکان معامل الارتباط 0.78 وهي قيمة مرتفعة تدل على ثبات المقياس .

مما سبق يتضح ان المقياس بدرجات صدق وثبات مناسبة تبرر استخدامه في الدراسة الحالية :

2. البرنامج القائم على الدعم النفسي للجوانب الايجابية في الشخصية

( اعداد الباحثة )

قامت الباحثة ببناء برنامج الدعم النفسي للجوانب الايجابية في الشخصية لخفض انفعال الغضب لدى طلاب کلية التربية وذلک استعانة بالمصادر الآتية

-   الأسس النظرية لعلم النفس الايجابي .

-   الأسس النظرية للارشاد النفسي .

-   الأدبيات حول جوانب الشخصية الايجابية المتعلقة بخفض انفعال الغضب .

-   الدراسات السابقة التي تناولت الارشاد والعلاج الايجابي .

-   الدراسات السابقة التي تناولت برامج خفض انفعال الغضب .

وقد راعت الباحثة في بناء البرنامج ما يلي :

  • · تحديد أهداف البرنامج بحيث تتفق مع أهداف علم النفس الايجابي ، فلا تنحصر أهداف البرنامج في مجرد خفض انفعال الغضب للتخلص من آثاره السلبية على الصحة العامة والنفسية للطلاب المعلمين ، بل تتعدي ذلک لتنمية السمات الايجابية ومواطن القوة في شخصياتهم بما يساعدهم على تخطي العقبات وتحمل الضغوط اليومية ، فضلا عن تدعيم السلوکيات والممارسات الايجابية الفعالة.
  • · مناسبة البرنامج لأفراد المجموعة الاسترشادية المطبق عليهم حيث انهم في نهاية مرحلة المراهقة وبداية مرحلة النضج ، کما أنهم حجر الزاوية في العملية التعليمية وأحد أهم أرکانها .
  • ·   الجمع بين الطابع العلمي النظري والطابع العملي التطبيقي .
  • ·   تکامل العناصر النفسية والتربوية والاجتماعية في البرنامج .
  • ·   اشراک أفراد المجموعة الاسترشادية ايجابيا في تنفيذ البرنامج .

أهداف البرنامج :

أ‌. الهدف الرئيس للبرنامج :تحقيق أهداف التوجيه والارشاد النفسي والتي يمکن اجمالها فيما يلي تحقيق الذات ، تحقيق التوافق ، تحقيق الصحة النفسية ، تحسين العملية التربوية ، تحقيق أفضل مستوى من النمو .

ب‌.   الهدف العام للبرنامج : تنمية الجوانب الايجابية في شخصيات عينة من طلاب کلية التربية، ويتفرع منه :

  • ·  تبصير الطلاب أفراد عينة البرنامج بانفعال الغضب لديهم والآثار المترتبة عليه .
  • · تعريف الطلاب أفراد عينة البرنامج ببعض الجوانب الايجابية في شخصياتهم والتي قد تسهم في تحسين استجابتهم لمختلف المواقف المثيرة لغضبهم بصفة دائمة ومفرطة .
  • · تنمية بعض الخصائص الايجابية لدي الطلاب أفراد عينة البرنامج مثل الثقة بالنفس وقوة الارادة والمرونة والتسامح والحکمة والانضباط والقدرة على المرح والتدريب على ممارستها عمليا مما قد يسهم في خفض انفعال الغضب لديهم .

 ج . الأهداف الاجرائية ( السلوکية ) للبرنامج : تنبثق تلک الأهداف من الأهداف العامة وتتحقق مباشرة من خلال جلسات البرنامج وهي کالتالي :

1.    تعارف الباحثة والمسترشدين و توطيد العلاقة الارشادية بينهم .

2.    تعريف الطلاب أفراد عينة البرنامج علي انفعال الغضب وآثاره السلبية .

3.    تبصير الطلاب أفراد عينة البرنامج بالجوانب الايجابية في الشخصية .

4.    تعريف الطلاب أفراد عينة البرنامج علي مفهوم وأهمية الانضباط وعواقب اهماله .

5.    تعريف الطلاب أفراد عينة البرنامج علي أساليب تنمية الانضباط الذاتي .

6.    تعريف الطلاب أفراد عينة البرنامج علي مفهوم قوة الارادة وأهميتها .

7.    تعريف الطلاب أفراد عينة البرنامج علي المواقف التي تستوجب قوة الارادة

8.    ممارسة الطلاب أفراد عينة البرنامج تدريبات متنوعة لتنمية قوة الارادة .

9.    تعريف الطلاب أفراد عينة البرنامج علي مفهوم وآلية المرونة .

10. تعريف الطلاب أفراد عينة البرنامج علي أهمية المرونة وفوائد تنميتها .

11. تعريف الطلاب أفراد عينة البرنامج أهمية التعاون في مواجهة المشکلات.

12. تدريب الطلاب أفراد عينة البرنامج علي التخطيط الجيد .

13. تدريب الطلاب أفراد عينة البرنامج علي حل المشکلات واتخاذ القرار .

14. تدريب الطلاب أفراد عينة البرنامج علي تعدد الأدوار في الحياة اليومية .

15. تدريب تعريف الطلاب أفراد عينة البرنامج على التوفيق بين تحقيق الأهداف الشخصية وخدمة أهداف الجماعة .

16. تعريف الطلاب أفراد عينة البرنامج أهمية الضحک والمرح في حياة الانسان .

17. تعريف الطلاب أفراد عينة البرنامج علي ضوابط استخدام الدعابة في المواقف الضاغطة .

18. ممارسة استخدام الفکاهة في مواقف حياتية .

19. تعريف الطلاب أفراد عينة البرنامج علي مفهوم وآلية التسامح .

20. تعريف الطلاب أفراد عينة البرنامج علي أسباب عدم التسامح .

21. تبصير الطلاب أفراد عينة البرنامج الشعور الفعلي باحساس التسامح .

22. تعريف الطلاب أفراد عينة البرنامج ماهية الحکمة وسمات الشخص الحکيم .

23. تعريف الطلاب أفراد عينة البرنامج علي أهمية الحکمة والهدوء في المواقف الضاغطة .

24. ممارسة الطلاب أفراد عينة البرنامج تمرينات بسيطة لتنمية الحکمة والهدوء في التفکير والتصرف .

25.  تعريف الطلاب أفراد عينة البرنامج علي ماهية الثقة بالنفس ، وأهميتها .

26. تعريف الطلاب أفراد عينة البرنامج علي سمات الأفراد الواثقين بذواتهم .

27. تعريف الطلاب أفراد عينة البرنامج مظاهر عدم الثقة بالنفس والعواقب .

28. تعريف الطلاب أفراد عينة البرنامج علي درجة ثقة أفراد عينة البرنامج بانفسهم .

29. تعريف الطلاب أفراد عينة البرنامج علي أساليب تنمية الثقة بالنفس .

30. تدريب الطلاب أفراد عينة البرنامج علي التعبير عن الذات والحقوق والواجبات .

31. تدريب الطلاب أفراد عينة البرنامج علي تقبل النقد البناء ومواجهة النقد الهدام .

32. تدريب الطلاب أفراد عينة البرنامج علي سرعة اتخاذ القرار المناسب في المواقف الطارئة .

33. التعرف علي مدي استفادة المشارکين من البرنامج وجلساته .

34. استمرار التواصل بين الباحثة والمشارکين .

رابعا : أسس / منطلقات البرنامج :

 تنطلق الباحثة في افتراضها للأسس التي يقوم عليها البرنامج الحالي من خلال رؤية حامد زهران ( 2005 : 61-87 ) التي يفترض فيها الأسس التالية عند بناء أى برنامج ارشادي أو علاجي وهي : الأسس العامة ، الأسس الفلسفية أو النظرية ، الأسس النفسية والتربوية ، الأسس الاجتماعية ، وتوظفها الباحثة الحالية هاهنا على النحو التالى :

1.  الأسس العامة :

 قد حرصت الباحثة على تکوين علاقة طيبة مع أفراد العينة التجريبية من خلال التقبل غير المشروط حيث تتسم العلاقة بين الباحثة والمسترشدين بالود والحب واستيعاب مشاعرهم وعدم التفرقة بينهم في المعاملة ، واحترام حق کل منهم في التعبير عن رأيه بحرية وکذلک التنفيس الانفعالي بشکل ايجابي .

2. الأسس الفلسفية :

 وتشير الى الفلسفة أو النظرية التي تحکم بناء وتطبيق البرنامج وحيث أن اتباع نظرية واحدة والتمسک بها لدرجة التعصب نوعا من الجمود العلمي غير المرغوب ، فأي نظرية مهما کانت لا تعلو على النقد ، ولا توجد قوانين عامة للسلوک البشري تنطبق على کل الناس بصدق کامل ، فالمرشد حينما يتعامل مع مشکلات بشرية معقدة لابد أن يقوم عمله على أساس عدد من النظريات ، وليس نظرية واحدة ، لأنه لا وجود لمثل هذه النظرية الشاملة بخصوص السلوک البشري في علم النفس ( حامد زهران ، 1998 : 92 ) ، لذا بناء على ما تقدم فان الباحثة قد اعتمدت في بناء برنامجها الحالي على عدة أسس نظرية .

3. الأسس النفسية والتربوية :

 راعت الباحثة في اعدادها للبرنامج مبدأ الفروق الفردية ومطالب النمو الخاصة بالمرحلة العمرية لأفراد العينة التجريبية وذلک من خلال ملائمة المعارف المطروحة في البرنامج لطلاب الجامعة .

4.  الأسس الاجتماعية :

 وتشير تلک الأسس الى الاهتمام بعضوية الفرد في الجماعة ، وقد ترجمت الباحثة ذلک في برنامجها بالاعتماد على أسلوب الارشاد الجماعي في تخطيط جلسات البرنامج .

خامسا : استراتيجية البرنامج :

 يقوم البرنامج على الارشاد الممرکز حول الحل ( solution-focussed )والذي ظهر على يد ستيف دي شازر( Steve de shazer : 1985 )والذي يهدف الى تهيئة مناخ يتسم بالتقبل والمساندة والتعزيز لنقاط القوة الايجابية في شخصية المسترشد دون الالتفات الى جذور المشکلة أو ماضيها ( محمد القرني ، 2008: 6 )

أسلوب الإرشاد المتبع في البرنامج :

 اتبعت الباحثة أسلوب الارشاد الجماعي في تطبيق البرنامج الحالي : وهو ارشاد عدد من الأفراد (المسترشدين) تتشابه مشکلاتهم واضطراباتهم في مجموعات صغيرة ( حامد زهران ، 2005 : 321 ) ، کما يري طه عبد العظيم ( 2007 : 119 ) أنه أحد الأساليب التي تستخدم بفاعلية في خفض انفعال الغضب لما يستند عليه من أسس رئيسية تتمثل في أن الانسان کائن اجتماعي بطبعه لا يستطيع أن يعيش بمعزل عن الآخرين ، کما أن التدريب الجماعي سيعمل على زيادة ثقة الفرد بنفسه حيث يشعر أنه ليس الشخص الوحيد الذي يعاني من مشکلة الغضب ، کما أنه يساعد الفرد على تعلم کيفية التعامل والتعبير عن الانفعالات لديه بطريقة مقبولة اجتماعيا مع مراعاة مشاعر الآخرين واحترامها ، هذا فضلا عن أن عملية الارشاد الجماعي مفيدة في خفض انفعال الغضب لأنها ستجعل الأفراد يتبادلون الخبرات والتجارب في تعرفهم على أفکارهم ومشاعرهم تجاه المواقف التي يتعرضون لها وعلى استجابتهم لهذه المواقف والنتائج المترتبة عليها . ( Dunbar,2004:16 )

 هذاوقداستندتالباحثة اليالنظريةالانتقائية في الارشاد النفسيالتي بدأت أصولها مع فردريک ثورن عام 1950 وتابعها آرنولد لازورس تحت مسمي العلاج متعدد الوسائل .

 وتشير النظرية الانتقائية في الارشاد النفسي الي " منظومة ذات طابع متسق من الفنيات الارشادية تنتمي کل فنية الى نظرية علاجية خاصة ، وتم انتقاء تلک الفنيات بشکل تکاملي بحيث تسهم کل منها في علاج جانب من جوانب اضطراب شخصية العميل وذلک بالرجوع الي تشخيص دقيق لحالة العميل ولطبيعة الاضطراب أو المشکلة السلوکية . ( سعيد العزة ، جودت عبد الهادي ، 2015 : 214 )

الإجراءات التنظيمية للبرنامج :

  • · المحددات الزمنية :المدى الزمني المقرر للبرنامج ثمان أسابيع بواقع جلستان أسبوعيا ، ويتراوح زمن الجلسة في المرحلة التمهيدية والختامية من 60 : 120 دقيقة .
  • · المحددات المکانية : سوف يتم تنفيذ جلسات البرنامج بکلية التربية – جامعة المنصورة وذلک في قاعات الدراسة ، علما بأن تلک القاعات مزودة بجهاز الداتا شو ، وسوف يتم تصوير الجلسات فيديو ، مع مراعاة توفر الهدوء والاضاءة الجيدة.
  • · المحددات البشرية : تم تطبيق برنامج الدراسة الحالية على عينة من طلاب الفرقة الرابعة بکلية التربية – جامعة المنصورة ممن حصلوا على درجات مرتفعة على مقياس الغضب ( اعداد : الباحثة ) في القياس القبلي مع ملاحظة تجانس وتکافؤ المجموعة التجريبية والمجموعة الضابطة من حيث العمر الزمني وارتفاع درجات الغضب .
  • · نظام جلسات البرنامج : يتبع البرنامج نظاما أساسيا في جلساته حيث تبدأ الباحثة بمراجعة موضوع الجلسة السابقة ، فحص الواجبات المنزلية السابقة – ان وجدت- ثم تقديم محتوى الجلسة ، تقديم الواجبات المنزلية الجديدة في نهاية الجلسة ، وفي الجلسات الاجرائية لتنمية الجوانب الايجابية في الشخصية تقدم الباحثة محتوى نظري مبسط عن السمة الايجابية المستهدف تنميتها يتضمن معلومات ومعارف عن الجانب الايجابي بالشخصية کمفهومها ، أهميتها ، خصائصها ، أبعادها ، آليات تنميتها ، ثم تقوم بتدريبات عملية وممارسات مهارية لتوظيف تلک السمة الايجابية لدى المسترشدين .

الفنيات المستخدمة في البرنامج :

1. المحاضرة : وهي اسلوب تعليمي تقليدي يهدف الي تقديم المعلومات والمعارف والمفاهيم الي المتلقين لتوضيحها ، وتحاول الباحثة ( في الدراسة الحالية ) ادخال مجموعة من التعديلات على أسلوب المحاضرة لرفع قيمتها التأثيرية مثل استخدام العروض التقديمية Power point وعرض النماذج و الأفلام والمالتيميديا .

2. المناقشة الجماعية : وهي أحد أساليب الارشاد الجماعي ، ويکون لها طابع تعليمي قائم علي استجلاء مفاهيم بعينها ، وتهدف في الاساس الي تغيير الاتجاهات لدي المسترشدين وذلک من خلال الحوار واقناع المرشد للمسترشد .

3. القراءة : وتعتمد تلک الفنية علي انتقاء المرشد للکتب والنشرات والقصص التي تساعد المسترشد في تقوية سلوک معين بحيث تناسب المادة المقروءة مشکلة وظروف المسترشد .

4. الواجبات المنزلية : وتعد أحد الفنيات المهمة حيث تعمل على تأکيد ما اکتسبه الفرد أثناء الجلسات الارشادية من خلال الممارسة العملية وتطبيق ما تم اکتسابه خلال الجلسات في الحياة اليومية العادية .

5. التسجيل الذاتي : وتشير تلک الفنية الي تدوين المسترشد لما يدور حوله من أحداث ومواقف وکذلک رد فعله تجاه تلک الأحداث أو المواقف وذلک في سجل مواقف الغضب مما يمکنه من المراقبة والمحاسبة والمتابعة .

6. النمذجة : وتشير الي ملاحظة الفرد لنموذج مؤثر يسلک بطريقة صحيحة وتهدف لمساعدة الفرد على الاقتداء بالنموذج ، ويشترط بأن يکون لدي الفرد الوعي السليم بما يقلد حتي يمکنه الاستفادة والتغلب على اضطرابه الانفعالي .

7. لعب الدور : وتشير تلک الفنية الي تدريب الفرد علي ممارسة الاستجابة الصحيحة من خلال دور تمثيلي وتهدف الي بيان وجهة النظر البديلة للفرد .

8.     القصة الرمزية : ويُقصد بها أن يروي المرشد قصة قصيرة بهدف توضيح فکرة معينة أو ايصال معني بشکل غير مباشر للمسترشدين.

9. التنفيس الانفعالي الايجابي : ويعني اخراج المشاعر والانفعالات السلبية بداخل الانسان بصورة ايجابية ، ويکون التفريغ اما بالکتابة أو بالرسم أو بأي نشاط ايجابي وصولا للهدوء النفسي والراحة .

10. الاسترخاء : أحد الفنيات المهمة في الارشاد السلوکي وما ينبثق عنه من نماذج ارشادية ، يمکن استخدامه في مراحل متعددة کلما تطلب الارشاد ذلک ومن أساليبه :

  • · التأمل : هي أحد أساليب فنية الاسترخاء ، وتعني الاستغراق في أحد المشاهد (التأمل البصري) أو الاندماج مع أحد المقاطع الصوتية (التأمل اللفظي) التي تبث السکينة والاطمئنان للنفس للوصول به لحالة من الاسترخاء النفسي أو العضلي ، وتساعد المسترشد علي التفکر المتروي في مشکلاته وأزماته .
  • · التخيل : هي أحد أساليب فنية الاسترخاء ، وتعني استدعاء صورة ذهنية لأحد المشاهد أو المناظر الممتعة التي تبعث الراحة والهدوء في النفس للوصول لحالة من الاسترخاء النفسي أو العضلي .

11. التنشيط السلوکي الايجابي : التعريض المنهجي لأنشطة ايجابية مما يسهم في تعزيز السلوکيات الصحية وتحسين الحالة الوجدانية ومن ثم خفض الاضطراب أو الانفعال.

12. المشارکة الوجدانية الايجابية : وتعني تقديم المساعدة من فرد لآخر حيث يتفهم الأول مشاعر الآخر ويتقبل أفکاره ومن ثم يشارکه انفعاليا باظهار علامات الاهتمام والتعاطف ، وعن طريق التواصل الانفعالي يمکن للأول نقل معارفه وخبراته لصاحب المشکلة ( الآخر ) من أجل اعادة فهم المشکلة والتصرف فيها .

13.  اتخاذ القرار : أي المفاضلة بين البدائل المطروحة لتحقيق الأهداف والقدرة علي اختيار أفضلها وأنسبها لانجاز تلک الاهداف .

تقويم البرنامج :

تمثلفي ثلاثأنواعهي التکوينيوالختاميوالتتبعي کما يلي

1. التقويمالتکويني :ويتم من خلال توزيعبطاقةالتقييمالخاصةبکلجلسةفينهايتها أو في نهاية کل مجموعة جلسات مشترکة لتحقيق ذات الهدف .

2. التقويم الختامي / البعدي : وذلکباعادة تطبيقمقياس الغضب علىأفرادالمجموعةالتجريبيةوالضابطة للتعرف على مدى فاعلية البرنامج والتأکدمنتحقيق البرنامج لأهدافهالمرجوة.

3. التقويمالتتبعي:ويتم بعدالانتهاءمنتطبيقالبرنامجبنحوشهرين وذلکباعادة تطبيقمقياس الغضبعلىالمجموعةالتجريبية بغيةالتأکدمناستمرارفعاليةالبرنامجوتحقيقهلأهدافه .

رابعا : الأساليب الاحصائية المستخدمة في الدراسة :

 نظراً لصغر حجم العينة وتعذر شروط الاختيار العشوائى، فقد استخدمت الباحثة الأساليب الإحصائية اللابارامترية للتحقق من صحة فروض الدراسة وهي :

  • · اختبار کروسکال والس (Kruskal-Wallis Test) للکشف عن دلالة الفروق بين متوسطي رتب درجات مجموعتي الدراسة التجريبية والضابطة ، وتم التحقق من دلالتها عن طريق قيمة (Chi-Square) المناظرة.
  • · اختبار مان– ويتنى (Mann Whitney U)، للکشف عن دلالة الفروق بين متوسطى رتب درجات أزواج المجموعات(مجموعتين مستقلتين) فى المقارنات البعدية، وتم التحقق من دلالتها عن طريق قيمة (Z) المناظرة.
  • · اختبار ويلکوکسون لإشارة الرتب(Wilcoxon signed-rank test)، للکشف عن دلالة الفروق بين متوسطى رتب درجات المجموعة التجريبية فى القياسين القبلى والبعدى (مجموعتين مرتبطتين)، وتم التحقق من دلالتها عن طريق قيمة (Z) المناظرة.

نتائج الدراسة ومناقشتها :

نتيجة الفرض الأول وتفسيره :

 ينص الفرض الأول على أنه : لا توجد فروق دالة إحصائيا بين متوسطي رتب درجات طلاب المجموعتين الضابطة والتجريبية فى القياس القبلى لمقياس الغضب .

وللتحقق من هذا الفرض استخدمت الباحثة اختبار کروسکال والس (Kruskal-Wallis Test) للمقارنة بين المجموعتين الضابطة والتجريبية من حيث درجاتهم فى القياس القبلى لمقياس الغضب وجاءت النتائج کما يوضحها جدول (4) على النحو الآتى:

جدول (4)

متوسطات الرتب لدرجات الطلاب فى القياس القبلى لمقياس الغضب وقيمة کا2 لاختبار کروسکال والس ودرجات الحرية ومستوى الدلالة

البعد

المجموعة

العدد

N

متوسط الرتب

Mean Rank

کا2

Chi-Square

درجات الحرية

Df

مستوى الدلالة

 

الدرجة الکلية لمقياس الغضب

الضابطة

8

17.25

3.636

3

0.304

غير دالة

التجريبية

8

12.06

يتضح من نتائج جدول (4) أنه لا توجد فروق دالة إحصائياً بين متوسطات رتب درجات طلاب المجموعتين الضابطة والتجريبية فى القياس القبلى لمقياس الغضب؛ حيث جاءت قيمة (کا2 = 3.636) غير دالة إحصائياً. ويشير ذلک الى التکافؤ بين المجموعتين الضابطة والتجريبية فى القياس القبلى لمقياس الغضب مما يضمن حيادية النتائج بعد تعرض المجموعة التجريبية للبرنامج دون المجموعة الضابطة .

نتيجة الفرض الثاني وتفسيره :

 ينص الفرض الثاني على أنه : توجد فروق دالة إحصائيا بين متوسطي رتب درجات طلاب المجموعتين الضابطة والتجريبية فى القياس البعدي لمقياس الغضب لصالح المجموعة التجريبية مقارنة بالمجموعة الضابطة من حيث درجاتهم في القياس القبلي .

 وللتحقق من هذا الفرض استخدمت الباحثة اختبار کروسکال والس (Kruskal-Wallis Test) للمقارنة بين المجموعتين الضابطة والتجريبية (مجموعات مستقلة) من حيث درجاتهم فى القياس القبلى لمقياس الغضب وجاءت النتائج کما يوضحها جدول (5) على النحو الآتى:

جدول (5)

متوسطات الرتب لدرجات الطلاب فى القياس البعدى لمقياس الغضب وقيمة کا2 لاختبار کروسکال والس ودرجات الحرية ومستوى الدلالة

البعد

المجموعة

العدد

N

متوسط الرتب

Mean Rank

کا2

Chi-Square

درجات الحرية

df

مستوى الدلالة

 

الدرجة الکلية لمقياس الغضب

الضابطة

8

26.56

14.244

3

0.01

 

التجريبية

8

11.00

 يتضح من نتائج جدول (5) أنه توجد فروق دالة إحصائياً بين متوسطات رتب درجات طلاب المجموعتين الضابطة والتجريبية فى القياس البعدى لمقياس الغضب؛ حيث جاءت قيمة (کا2 = 14.244) دالة إحصائياً عند مستوى دلالة (0.01) ودرجة حرية (3) ، ولتحديد اتجاه هذه الفروق؛ قامت الباحثة بالمقارنات المتعددة (البعدية)Multiple Compression (Post Hoc)باستخدام اختبار مان ويتنى (Mann-Whitney) وجاءت النتائج کما بجدول (6) .

جدول (6)

قيمة z ودلالتها لاختبار ( مان ويتني) للمقارنات البعدية بين متوسطى رتب المجموعتين الضابطة والتجريبية فى مقياس الغضب فى القياس البعدى

الأبعاد

المجموعات

العدد

متوسط الرتب

مجموع الرتب

قيمة Z

مستوى الدلالة

الدرجة الکلية لمقياس الغضب

الضابطة

8

12.31

98.50

-3.208

0.01

التجريبية

8

4.69

37.50

يتضح من نتائج جدول (6) توجد فروق دالة إحصائياً بين المجموعتين الضابطة والتجريبية فى مقياس الغضب فى القياس البعدى لصالح المجموعة التجريبية (متوسط الرتب الأقل= 4.69) حيث جاءت قيم (Z = 3.208) دالة إحصائياً عند مستوى دلالة (0.01) ، مما يعد مؤشرًا على فعالية البرنامج التدريبى القائم على الدعم النفسي للجوانب الايجابية في الشخصية في خفض انفعال الغضب لدى طلاب کلية التربية ، ويؤکد على العلاقة الايجابية بين الجوانب التي تم تدعيمها وانمائها في الشخصية وبين خفض انفعال الغضب .

نتيجة الفرض الثالث وتفسيره :

 ينص الفرض الثالث على أنه " توجد فروق دالة إحصائيا بين متوسطي رتب درجات طلاب المجموعة التجريبية فى القياسين القبلى والبعدى لمقياس الغضب لصالح القياس البعدي "

 وللتحقق من هذا الفرض استخدمت الباحثة اختبار ويلککسون لإشارات الرتب (Wilcoxon signed-rank test) للکشف عن دلالة الفروق بين متوسطى رتب درجات المجموعة التجريبية فى التطبيقين القبلى والبعدى (مجموعتين مرتبطتين) لمقياس الغضب وجاءت النتائج کما يوضحها جدول (7) على النحو الآتى:

جدول (7)

قيمة z ودلالتها الإحصائية لاختبار (ويلککسون لإشارات الرتب) للفرق بين متوسطى رتب درجات طلاب المجموعة التجريبية فى التطبيقين القبلى والبعدى لمقياس الغضب

المتغير

الرتب

العدد

متوسط الرتب

مجموع الرتب

قيمة Z

مستوى الدلالة

حجم التأثير

مقدار التأثير

الدرجة الکلية لمقياس الغضب

السالبة

8

4.50

36.00

-2.524

0.05

89.3%

کبير

الموجبة

0

0.00

0.00

المتعادلة

0

 

 

المجموع

8

 

 

 يتضح من جدول (7) أنه لا توجد هناک أى حالات موجبة بعد الترتيب فى مقابل ثمان حالات سالبة فى الدرجة الکلية لمقياس الغضب ، أى أن القياس البعدى حصل ثمان مرات على مراتب أقل من القياس القبلى فى الدرجة الکلية لمقياس الغضب ، وهذا بدوره يدل على وجود فروق دالة إحصائياً بين متوسطى رتب درجات طلاب المجموعة التجريبية فى القياسين القبلى والبعدى فى الدرجة الکلية لمقياس الغضب، وذلک لصالح القياس البعدى ( حيث کان متوسط رتب الحالات السالبة فى الدرجة الکلية لمقياس الغضب = 4.5، بينما کان متوسط رتب الحالات الموجبة = صفر؛ حيث جاءت جميع قيم "Z" دالة إحصائياً عند مستوى دلالة (0.05) مما يدل على فعالية البرنامج الارشادي القائم على مکونات علم النفس الايجابي وفنياته في خفض انفعال الغضب ، کما يوضح جدول (7) أن حجم تأثير البرنامج القائم علي الدعم النفسي للجوانب الايجابية في الشخصية في خفض انفعال الغضب کبير وبذلک تم الاجابة على التساؤل الرابع للدراسة .

توصيات الدراسة :

 في ضوء ما أسفرت عنه الدراسة من نتائج توصي الباحثة ببعض الارشادات لعلها تفيد القائمين على تطوير العملية التربوية ، وتتمثل فيما يلي :

1. متابعة البرامج الارشادية لکافة الاضطرابات الانفعالية کالقلق والاکتئاب على مراحل عمرية مختلفة وخاصة مرحلة المراهقة .

2. تنظيم ندوات علمية بالتنسيق بين المدارس وکلية التربية وبمشارکة أساتذة الصحة النفسية للتوعية بأسباب الغضب وعواقبه على الفرد والمجتمع .

3. توعية المعلمين والمربين بضرورة الترکيز على الجوانب الايجابية للأبناء والطلاب لأهميتها في تحفيزهم أکثر من علاج جوانب القصور .

بحوث ودراسات مقترحة :

1. فعالية برنامج قائم على الدعم النفسي الايجابي في خفض قلق المستقبل لدى طلاب الجامعة .

2. فعالية کل من الدعم النفسي الايجابي والتدخل المعرفي السلوکي في خفض انفعال الغضب لدى طلاب الجامعة .

المراجع :
1. القرآن الکريم .
2. أحمد عبد الحليم عربيات ، أحمد عبد اللطيف أبو أسعد ( 2015 ) : نظريات الارشاد النفسي والتربوي ، الطبعة الثالثة . الأردن : دار المسيرة للنشر والتوزيع.
3. ام جيه رايان ( 2005 ) : الثقة بنفسک . کيف تکف عن الشعور عن العجز وتعيش أکثر سعادة بجهد أقل . الرياض : مکتبة جرير للنشر والتوزيع .
4. ايمان حسني محمد العيوطي ( 2004 ) : فعالية برنامجين للارشاد النفسي الديني والارشاد السلوکي في خفض حدة الغضب لعينة من المراهقات , رسالة ماجستير غير منشورة , کلية التربية , جامعة الزقازيق
5. جبر محمد جبر ( 2013 ) : علم النفس الايجابي . الطبعة الثانية .
6. جمال منصور سالم بن زيد ( 2010 ) : فعالية برنامج ارشادي لتنمية التفکير العقلاني لدى عينة من الطلاب الجامعيين وأثره على بعض المتغيرات النفسية ، رسالة دکتوراة غير منشورة ، کلية البنات، جامعة عين شمس .
7. حامد زهران ( 1997 ) : علم نفس النمو : الطفولة والمراهقة ، الطبعة الخامسة ، القاهرة : عالم الکتب .
8. حامد زهران ( 2005 ) : التوجيه والارشاد النفسي . الطبعة الثالثة . القاهرة : عالم الکتب.
9. حسين علي فايد ( 2008 ) : علم النفس الاکلينيکي , الاسکندرية : مؤسسة حورس الدولية .
10. رشاد علي موسي , نيللي حسين العمروسي ( 2011 ) : سيکولوجية الغضب , الطبعة الاولي . الاسکندرية : دار الوفاء للطباعة والنشر .
11. سعيد حسني العزة ، جودت عزت عبد الهادي ( 2015 ) : نظريات الارشاد والعلاج النفسي . الأردن : دار الثقافة للنشر والتوزيع .
12. سناء محمد سليمان ( 2007 ) : الغضب : أسبابه . أضراره . الوقاية . العلاج . سلسلة ثقافة سيکولوجية للجميع . الطبعة الأولي . القاهرة : عالم الکتب .
13. سيد صبحي ( 2002 ) : الارشاد النفسي ( الواقع والمأمول ) . القاهرة : ميديا برنت .
14. شاکر عبد الحميد قنديل ( 2003 ) : الفکاهة والضحک . سلسلة عالم المعرفة عدد ( 289 ) . الکويت : المجلس الکويتي للثقافة والفنون الآداب .
15. طه عبد العظيم حسين ( 2004 ) : الإرشاد النفسي النظرية - التطبيق - التکنولوجيا ، الطبعة الأولى . الأردن: دار الفکر .
16. طه عبد العظيم حسين ( 2007 ) : استراتيجيات ادارة الغضب والعدوان ، الطبعة الأولى . الأردن : دار الفکر.
17. عبد الرحمن سعيد فرج بلخير ( 2008 ) : فاعلية أسلوب حل المشکلات في ادارة الغضب لدى طلاب کلية التربية بجامعة أسيوط ، رسالة دکتوراة غير منشورة ، کلية التربية ، جامعة أسيوط .
18. عبد الستار ابراهيم ( 2001 ) : العلاج النفسي السلوکي المعرفي الحديث – أساليبه وميادين تطبيقه - . القاهرة : الهيئة المصرية العامة للکتاب .
19. عثمان نجاتي ( 2005 ) : القرآن وعلم النفس ، الطبعة الثامنة ، القاهرة : دار الشروق .
20. فاروق السيد عثمان ( 2001 ) : القلق وادارة الضغوط النفسية . القاهرة : دار الفکر العربي .
21. کارولين آدامز ميلر ( 2011 ) : اصنع حياة أفضل لک . الطبعة الأولى . الرياض : مکتبة جرير .
22. کريمان بدير ( 2011 ) : سيکولوجية المشاعر وتنمية الوجدان ، الطبعة الأولى . القاهرة : عالم الکتب .
23. ليزا ج. أسبينوول ، أورسولا م. ستودينجر ( 2006 ) : سيکولوجية القوى الانسانية : تساؤلات أساسية وتوجهات مستقبلية لعلم النفس الايجابي ، ترجمة : صفاء الأعسر وآخرون ، القاهرة : المجلس الأعلى للثقافة.
24. محمد احمد ابراهيم سعفان ( 2003 ) : دراسات في علم النفس والصحه النفسية _ اضطراب انفعال الغضب _ ( الخلفية النظرية _ التشخيص _ العلاج ) . القاهرة : دار الکتاب الحديث .
25. محمد احمد محمد سفعان ( 2002 ) : فعالية الارشاد العقلاني الانفعالي السلوکي والعلاج القائم علي المعني في خفض الغضب کحالة وکسمة لدي عينة من طالبات الجامعة : دراسة مقارنة , مجلة کلية التربية , جامعة عين شمس , العدد ( 25 ) : 169 – 229 .
26. محمد السعيد أبو حلاوة ( 2014 ) : حالة التدفق : المفهوم – الأبعاد – القياس ، بحث مقدم ضمن فعاليات المؤتمر الاقليمي السابع لقسم علم النفس " علم النفس والطب النفسي معا من أجل حياة أفضل ، ابريل ، کلية الآداب ، جامعة طنطا .
27. محمد السيد عبد الرحمن ، صالح بن عبد الله أبو عباة ( 1998 ) : مقياس التحليل الاکلينکي ، الجزء الأول . القاهرة : دار قباء للطباعة والنشر والتوزيع .
28. محمد السيد عبد الرحمن , فوقيه حسن عبد الحميد ( 1998 ) : مقياس الغضب کحالة وسمة . القاهرة : دار قباء للطباعة والنشر والتوزيع .
29. محمد بن مسفر القرني ( 2008 ) : المداخل العلاجية المعاصرة للعمل مع الأفراد والأسر .
30. محمد عبد الظاهر الطيب ( 1994 ) : مبادئ الصحة النفسية ، الاسکندرية : دار المعرفة الجامعية .
31. محمد نبيل کاظم ( 2008 ) : کيف نتحرر من نار الغضب . سلسلة التفکير الناجح . القاهرة : دار السلام للطباعة والنشر .
32. محمد نجيب الصبوة ( 2008 ) : علم النفس الايجابي تعريفه ، تاريخه ، موضوعاته ، والنموذج المقترح له . مجلة علم النفس ، العدد ( 76 – 79 ) ، الهيئة المصرية العامة للکتاب ، ص ص 16 – 42 .
33. يوسف أبو الحجاج ( 2010 ) : کيف تسيطر علي غضبک وتستمتع بالهدوء وراحة البال . القاهرة : دار الکتاب العربي .
34. يوسف الأقصري ( 2006 ) : ابحث عن نقاط النجاح في شخصيتک . سلسلة اکتشف نفسک وقدراتک . دار اللطائف .
35. Avrill, J. R. (1983) : Studies on anger and aggression : implications for theories of emotions . Americans Psychologist , V (38) , Pp 1145- 1160 .
36. Beck, A. T. ( 1967 ) : Depression Causes and Treatment . Philadelphia : University of Pennsylvania Press .
37. Dunbar , B.,D., ( 2004 ) : " Anger Management : A Holistic Approach ." Journal of The American Psychiatric Nurses Association , V (10) , NO (1) , Pp 16 – 23 .
38. Gable, Sh. & Haidt, J. (2005). What (and why) is Positive Psychology, Review of General Psychology, Vol. 9 (2): 103-110.
39. Lavasani, M. G., Borhanzadeh , SH., Afzali ,L.,Hejazial ,E., ( 2011 ) : The relationship between perceived parenting styles , social support with psychological well-being. Social and Behavioral Sciences , V (15) , Pp 1852 – 1856 .
40. Linely , P . A ., Josph , S. , Harrington , S. , & Wood , A. ,M. ( 2006 ) Positive Psychology : Past , present , and ( possible ) future . The Journal of Positive Psychology , 1 ,3 – 16 .
41. Mitrani, A, T, ( 2010 ) : Outcome of anger management training program in a sample of undergraduate students Social and Behavioral Sciences , V (5) , Pp 399 – 344 .
42. Novaco , R. ,( 1976 ) : The function and regulation of the arousal of anger . American Journal of Psychiaty , V(133), P 1124.
43. Peterson, C.& Seligman, M. (2004). Character strengths and virtues: A handbook and classification. Washington, DC: American Psychological Association.
44. Quinn, A. (2002). State – trait theory of anger in adolescents: Emotional and physiological differences. Proquest Dissertation and Theses, Umi Number: 3189538.
45. Seligman ,M.E.P. , Csikszentmihalyi , M. ( 2000 ) . Positive Psychology : An Introduction . American Psychologist , 55 ( 1 ) , 5-14
46. Seligman, M. (2002). Positive Psychology, Positive Prevention, and Positive Therapy. In C.R. Snyder 7 S.J. Lopez (Eds) (2002). The Handbook of Positive Psychology (3-9). New York: OxfordUniversity Press.
47. Sheldon , K.M. , & King , L. ( 2001 ) . Why Positive Psychology Is Necessary . American Psychologist , 56 , 216-217 .
48. Snyder, C. & Lopey , C. ( 2002 ) : Positive Psychology ,Oxford University Press , Inc. New York .
50. Spielberger, C. D. ( 1988 ) : State- Trait Anger Expression Inventory. Orlando , FL : Psychological Assessment Resources .
51. Xia, L., Liu, J., Ding, C., Hollon, S,D., Shao, B. & Qi Zhang (2012): The relation of self-supporting personality, enacted social support and perceived social support. Personality and Individual Differences, V (52) , Pp 156-160.