الأمومة والاستفادة منها في استحداث تشکيلات نحتيه معاصره

نوع المستند : مقالات علمیة محکمة

المؤلفون

1 باحثة ماجستير - والمعيدة بقسم التربية الفنية کلية التربيه النوعيه – جامعه المنصوره

2 استاذ النحت ورئيس قسم التربيه الفنيه -جامعة المنصورة والمشرف علي فرع منية النصر

3 استاذ النحت المساعد بقسم التربية الفنية-جامعة المنصورة

المستخلص

ملخص البحث
يتناول البحث علاقة الأمومه ، وما تتضمنها من مشاعر الحب والحنان بالدراسه ، من خلال التعرف علي هذه المشاعر والتعبير عنها بأسلوب نحتي معاصر ، ومن ثم يتطرق البحث الي امکانية الاستفاده من الأمومة في استحداث تشکيلات نحتيه معاصره ، ومن هنا طرح هذا التساؤل .. کيف يمکن الاستفادة من الأمومة في مجال النحت لإستحداث تشکيلات نحتيه معاصره ؟ وتم الاجابه علي هذا التساؤل من خلال عرض بعض الأعمال النحتيه لبعض النحاتين الأوروبين والمصريين المعاصرين والتي تتضمن مشاعر الأمومه ودراستها ،وتم عرض کل من المفاهيم الاتيه ( الأمومه ، والمعاصره ، التشکيل النحتي الحديث) وعرض الأطر النظريه للبحث ، ومن ثم عرض بعض النتائج والتوصيات التي توصل البحث لها .

الموضوعات الرئيسية


مقدمة البحث :

الحياه مليئه بالعلاقات الانسانيه العاطفيه المتعددة أشکالها ، وتتنوع اشکال هذه العلاقات ما بين ..علاقة الحب بين الرجل والمرأه أو بين الزوج وزوجته ، وما يظهر بها من مشاعر حب وارتباط عاطفي ، وعلاقة الأمومة بين الأم وأطفالها وما يظهر بها من مشاعر الحب والعطف والأمان ، والعلاقه الأسريه بين أفراد الأسره وما يظهر بها من مشاعر الحب والولاء والانتماء إلى
بعضهم البعض .

(الأمهات عزة العالم ، فلولا الشمس لما ازهرت الزهور ، ولولا الحب لما کانت السعاده ، ولولا المرأه لما کان الحب ، ولولا الأم لما کان هناک شاعر) . ([1])

وقد قام الفنان التشکيلي علي مر العصور بتمثيل کافة مظاهر الحياه والتعبير عنها بأسلوبه الفني ، فقد قام النحات المصري القديم والنحات المعاصر ايضا  بالتعبير باسلوبه النحتي عن  اشکال العلاقات العاطفيه الانسانيه التي عاشها وتأثر بها ، وخاصة علاقة الأمومة بين الأم وأطفالها وما يکمن بها من مشاعر الحب والحنان والعطف والأمان والانتماء ، کل منهم بواسطة أدواته النحتيه المختلفه وبأسلوبه النحتي المعاصر لزمنه .

وفن النحت يختلف في أسلوبه عن باقي الفنون الأخري ،حيث أنه لا يتعامل مع الأشکال المسطحة مثل التصوير وإنما يتضمن تشکيلات نحتية سواء کانت منحوتات مجسمه ثلاثيه الأبعاد أو لوحات من النحت البارز، ونحن نجد المتعة الفنية بداخل الأعمال النحتية ليس فقط عن طريق المشاهدة، إنما أيضا عن طريق الملمس والحرکة المجسمة .

وقد شهد فن النحت في القرن العشرين عدة تغيرات أدت إلى تطور مفهوم النحت الحديث، حيث خرجت صياغته التشکيلية عن المفهوم التقليدي ، واتجه فيها النحات إلى الأشکال المجردة والتعبير عن المضامين والمفاهيم ، وتقلص ظهور أعمال النحت المجسم أو البارز أو الغائر بشکلها العادي إلا فيما ندر، بذلک تنوعت رؤية النحات في صياغة الخامات و التقنيات وأسلوب إخراج العمل النحتي المعاصر. ([2])

مشکلة البحث:

يمکن تحديد مشکلة البحث في التساؤل الرئيسي التالي :

کيف يمکن الاستفادة من الأمومة في مجال النحت لاستحداث تشکيلات نحتيه معاصره ؟

ويتفرع من هذا التساؤل التساؤلات الفرعيه التاليه :

1 -  ما امکانية الاستفادة من مظاهر الأمومة في النحت ؟

2 – کيف يمکن الاستفاده من الخامات المستحدثه في النحت في التعبير عن مظاهر الأمومه ؟

فروض البحث :

1 – يوجد تنوع في بعض الاتجاهات الفنيه الحديثه في معالجة موضوع الأمومة في مجال النحت .

2 – توجد علاقه بين موضوع الأمومة وصياغة الاشکال النحتيه باعتبارها مدخل لاثراء
النحت المعاصر .

أهمية البحث :

تکمن أهمية البحث في النقاط التاليه :

1 -الإسهام في تأمل مظاهر الأمومة وتحليلها والاستفادة منها في صياغه الاشکال
النحتيه المعاصرة.

2 - الاستفادة من رؤى فنانى الاتجاهات الفنيه الحديثه ، والخامات المستحدثه في النحت .

3 -تنويع مصادر الرؤى في النحت المعاصر .

أهداف البحث :

1 -تحليل الأطر النظريه لمفهوم النحت والأمومه .

2 -التأکيد علي دور العلاقات الانسانيه وخاصة علاقة الأم باطفالها کمصدر لالهام العديد من الفنانين في مجالات الفنون المتعدده .

3 -القاء الضوء علي النحت المعاصر بصفه عامه والعلاقه بين تماثيل الأم وأطفالها بصفه خاصة والافاده منها في مجال فن النحت المعاصر .

4 -التوصل لصياغات نحتيه مستحدثه تحمل جوانب انسانيه و تکون مدخلا لاثراء فن
النحت المعاصر .

منهجية البحث :

يتبع البحث کل من ( المنهج الوصفي التحليلي ) فيما يتعلق بالجوانب النظريه من البحث ، و( المنهج التجريبي ) في الجانب المرتبط بالدراسات العمليه والتجريبيه .

حدود البحث :

يتم تطبيق البحث الحالي في ضوء المحددات التاليه :

(1) -  دراسة وتحليل بعض الأعمال النحتيه المعاصره ذات مضمون الأمومة في شکلها.

(2)- الاقتصار علي استخدام خامة (الاستريوفوم ) فى تنفيذ أعمال التجربه.

مصطلحات البحث :   

المعاصره contemporary  :

المعاصرة مفهوم شمولي يحتوي بطياته کافه التطبيقات التي تبحث عن انتماء إلي ذات أو تاريخ أو فکر أو تطبيق وغيره ، إذن فان المعاصرة هي إجابه مباشره علي مأزق الانتماء فمن خلالها تعلق وانتمي الکثير من الفنانين إلي حرکات واتجاهات واقعيه أو وهميه ،حيه أو بائدة ، مهجورة أو فعاله ، فهي المجيب الذي يمکن للجميع تعليق أو تحقيق أسباب النجاح أو الفشل عليها. ([3])

تشکيلات نحتيه sculptural formations  ([4]) :

تختلف التشکيلات النحتية في أسلوبها عن الفنون الأخرى ، فهي لا تتعامل مع المسطحات مثل فن التصوير، وإنما تتضمن تشکيلات مجسمه ذات أبعاد ثلاثيه ، تعددت  خاماتها واستخداماتها الوظيفية وأغراضها الفنية ، وانقسمت التشکيلات النحتية إلي قسمين :

  • ·   منحوتات مجسمة يتم فيها رؤية التمثال من جميع الزوايا وتمثل النحت ثلاثي الابعاد
  • ·   جداريات من النحت البارز

الامومة motherhood  : 

الأمومة هي نظام تعلو فيه مکانة الأم علي مکانة الأب ، وهي علاقه بيولوجية ونفسية بين امرأه ومن تنجبهم وترعاهم من الأبناء. ([5])

الإطار النظري للبحث

1 – الأمومة من وجهة نظر علماء الاجتماع :

تلعب المرأه دورا أساسيا وجوهريا في الحياه الأسريه ، فهي تعد رأس المال البشري الذي يفوق في أهميته أي شئ أخر ، وهي المنظم لحرکة الأسره ، وفي حال غيابها لأي سبب لا تستطيع الأسره أن تعيش بنفس الکفاءه ، فأدوار المرأه متعدده في اشباع حاجات الأسره الماديه والنفسيه وأنجاح الاطفال وتربيتهم وکذلک العمل داخل المنزل وخارجه .([6])

فالأمومة شيء غريزي وطبيعي داخل کل امرأه ، وهي المشاعر ربما تکون الوحيدة التي نجحت في کل اختبارات الحياه في السراء والضراء ، وصمدت تحت عصف أقصى الظروف والضغوط ، ومشاعر الأمومه من أرقي وأروع مشاعر الحب لدي المرأه ، فالأمومة لا يمکن تقديرها بمقدار
أو قياسها بمقياس .

2 – بعض أعمال الفنانين الأوروبين والمصريين المعاصرين الذين تناولوا الأمومة في أعمالهم النحتية :

قام النحات بالتعبير بأسلوبه النحتي الخاص عما يشاهده ويعيشه من عواطف ومشاعر الأمومة ، ويتضمن هذا البحث دراسة وتحليل لبعض الأعمال النحتيه الأوروبيه والمصريه المعاصره المعبره عن الأمومة ومنهم :

1 – الفنانMichel Angelo  " مايکل أنجلو " 1475 – 1564 :

ولد الفنان " مايکل انجلو " في 6 مارس عام 1475 م بالقرب من ارزو ، جمهورية فلورنسا بايطاليا ، وتوفي 18 فبراير عام 1564 م عندما تراوح عمره 88 عام . 

ومن أعمال الفنان " مايکل أنجلو " التي تعبر عن مشاعر الأمومة تمثال السيدة العذراء بعد إنزال السيد المسيح من علي الصليب کما في الشکل رقم 1.([7])

 

شکل رقم (1)([8]) _ الباکيه بيتا

مايکل انجلو 1498

الشکل رقم 1 – الباکيه بيتا – للفنان "مايکل أنجلو "

تعد - الباکيه بيتا - تحفه من منحوتات " مايکل انجلو " يضم في کتدرائية القديس بطرس ، وقد أنجز "مايکل انجلو" التمثال من کتلة واحدة من الرخام واستغرق العمل فيه حوالي سنتين وأتمه عام (1501) وعمره لا يتجاوز العشرون عاما ، هذا العمل الشهير يصور المسيح في حضن أمه العذراء بعذ إنزاله من علي الصليب ، هو عمل ذات اهميه کبيره فهو توازن بين المثل العليا للجمال الکلاسيکي مع طبيعه النهضه ، جسد به مشاعر الأمومة الحزينه.([9])

يعتبر تمثال - الباکيه بيتا - مثالا للتعبيريه التي اضفاها احد عظماء فنان عصر النهضه علي اعماله ، وفي صورة بيتا لمايکل انجلو ،وفيه يحاول تصوير العذراء في هيئه سيده شابه وعلي محياها علامات الخشوع والسکينه ، بينما تحتضن في وقار جثة ابنها الميت في اللحظات التي اعقبت صلبه ، وقد نري في التمثال الوضوح التعبيري لمشاعر الأمومة والتي تمتاز بالاسلوب الحساس الشائق ، وبحنان الشعور ، وبشاعرية التصميم ، وبجلال الروح ، وبادراک للشکل وقدره مدهشه
في التنفيذ.
([10])

والتعبير هنا يأخذ شکل حنان دافق ، يمس کل خط ، کل شکل ووضع ، کل حرکه في التمثال ...ليونة الايدي ، واعتصام اللحم ، وتدلي الرؤوس ، واستدارة کل ثنيه في اقمشة الثياب ... وانما يدل هذا کله علي شعور فائق يصدر رأسا من الفنان شعور بالغ القوه ، حتي ليذيب بشده الرخام المتصلب ، ويحيله الي موسيقي ناعمه وحزينه ، ولکنه شعر جميل ، يتدفق في انحاء
التمثال کله .
([11])

الشکل رقم 2 – مادونا علي السلالم – للفنان "مايکل أنجلو"

أما عن العمل الثاني(شکل رقم (2)) للفنان مايکل أنجلو فهو من النحت البارز ، فقد تم حفره بأسلوب مبدع علي طريقة دوناتيللو بأسلوب الحفر البارز المضغوط ، وتقف العزراء مادونا في اللوحه علي حجر مکعب ويظهر خيال للفراغ عن طريق السلالم وکذلک تظهر أشکال صغيره غير مکتمله في الخلفيه،و عدد من التفاصيل الغير ملائمه مثل نحت قدم العذراء اليمني ، حيث تشير انها من أعماله المبکره .([12])

 

شکل رقم (2)([13]) _ مادونا علي السلالم

مايکل أنجلو 1491

2- الفنان Henry Moore " هنري مور "1898 - 1986 :

ولد " مور " 30 يوليو عام 1898م وتوفي 31 اغسطس عام 1986 م ، هو نحات انجليزي من نحاتي القرن العشرين ، ولد مور في انجلترا ببلده صغيره تسميCastleford ( کاسلفورد ) في غربYorkshire ( يورکشاير) وکان والديه من اصل ايرلندي ، والده کان نائب مدير منجم وکان يعمل مهندس معادن ، يعتبر "مور " الطفل السابع لعائله تملک ثماني اطفال عاشو في فقر ، عندما حصل علي شهادته بالمدرسه الابتدائيه شرع فى العمل علي نماذج من الصلصال والحفر علي الخشب وهو في سن الحاديه عشر ، وبعد ان سمع بانجازات مايکل انجلو قرر ان يصبح نحات . ([14])

ما بين العام 1930، 1932 قام (مور) بنحت عدد اثني عشر منحوتة من الأم والطفل ، فبعد عام 1932 لم يکن هناک اي استحداث في موضوع الأم والطفل حتي صنعت التماثيل الفخاريه في نهاية الحرب ، ومن المفاجئ انه لم يکن هناک أي تشکيلات نحتيه لشکل مستلقي متحد مع الأم والطفل ، مثل الأم والطفل لثلاثين سنه قادمه .([15])

غالبا الاشکال التي يستخدمها "مور " هي تجريد صوره الانسان واستخدام الاشکال المتکأة في اعماله مثل  الأم مع الإبن  ، وکانت أعماله تحتوي علي أشکال بها ثقوب أو أحجام فارغه.

"تتمثل اعمال الفنان هنري مور في موضوعات خشبيه او حجريه ، وقد صمم الکثير من هذه الاعمال لتظل قائمه في أماکن مفتوحه ، يستخدم الفجوات والفتحات في اعماله ليؤکد صفه الابعاد الثلاثه ، هذه الفتحات تخلق احساسا بالکتله او الحجم وکان يربط بين هذه الفتحات في تناغم وتناسق . ([16])

 

شکل رقم (3)([17]) _ الأم والطفل

هنري مور 1925

الشکل رقم 3 – الأم والطفل – للفنان "هنري مور"

لقد نفذ هنري مور هذا التمثال من حجر الهورنتين ، ويبلغ ارتفاعه 22.5بوصه وهو موجود بقاعة الفن في مانشستر ، والتمثال عباره عن تکوين اکثر موضوعيه واکثر اقترابا من معني الام والطفل والخصوبه ، وتختلف کتلة الجسم الثقيله في هذا التمثال عن غيره وتغطي هذه الکتله الحجوم بعضها البعض في شکل يميل الي اعلي في اتجاه مخروطي ، والزراع الايمن القوي يرتفع مثل الحائط الخاص امام وجه الام ، والطفل يعتلي کتفي امه ويميل بشده ناحية جبهتها متمسکا بها ، وکل ذلک في حجوم مکعبه مجرده تشکل وحده بينها وبين الحجوم الدائريه العضويه للأم . ([18])

يعد هنري مور من الفنانين المعنيين بحقوق الانسان ، لتناوله افکار مألوفه ، اختبرناها جميعا ، في هذه القطعه يصور مور العلاقه بين الام والطفل بشکل تجريدي ، يعطي اتصال الشکل الکبير بالشکل الصغير ، احساسا بالحمايه ، ربما کان مور متأثرا بعلاقته بأمه . ([19])

 

شکل رقم (4)([20]) –مادونا والطفل

هنري مور 1967

الشکل رقم 4 – مادونا والطفل – للفنان "هنري مور"

يعد تمثال "مادونا والطفل " مثالا علي إستخدام( مور) للمقاومات الطبيعيه للحجر ، ليضفي علي عمله المزيد من التعبيير و في هذا التمثال ، تجري العروق الحمراء بين الشکلين ، لتبعث فيهما الحياه ، وتوحي بالعلاقه

بينهما وفي نفس الوقت تذکرنا الانحناءات المثقوله بنعومة ورقة جسد الانسان ومدي اهتمام بفکرة الام والطفل في جميع اعماله . ([21])

3-الفنان " جمال السجيني " 1917 -1977

ولد جمال السجيني في 7 يناير 1917 في حواري القاهره القديمه ،حيث الحرکه والصخب والناس والألوان والمعابد ،حيث ( فرحة زخارف المباني العتيقه تلقي ظلالا حاده مع أضواء الشمس وبريقها )، في ذلک المحيط الانساني المعماري المفعم برحيق التاريخ . ([22])

تطور اسلوبه في فن النحت متاثر باعمال الفنان (هنري مور ) واستفاد من طريقته في تبسيط الملامس والسطوح ، بينما التفت الي النحت المصري القديم يستلهم منه حلوله الموفقه في اقامه تماثيل ذات کتله متماسکه، واسطح عريضه صريحه .([23])

ومن اهم اعمال  "السجيني " التي توضح تطور الشکل الادمي هو تمثال ( الامومة ) کما في شکل 5 ،6  وهو من اروع الاعمال بساطه وتعبيرا .

 

شکل رقم (5)([24]) – أمومة

جمال السجيني 1965

 الشکل رقم 5 – أمومه – للفنان "جمال السجيني" 1956

نلاحظ في هذا التمثال الأم تظهر بحجم کبير نسبيا ويجلس علي رجلها طفلها الرضيع وهي تضمه الي حضنها في وقت واحد ، ويلتف شعرها حول طفلها لتحتويه في عطف وحنان وتنظر اليه باهتمام وحب وهو يرکز نظره اليها أيضا ، وبهذا التمثال نلاحظ قوة الارتباط العاطفي بين الأم وابنها سواء من خلال نظرة الأم الي ابنها وهو يرضع من ثديها ، وهذا يدل علي مدي احتياج الابن الي امه ومدي اهتمامها به وقوة الارتباط العاطفي بينهم ، ويظهر جسد الأم بشکل مبالغ فيه وهذا يدل علي انها مصدر القوه ومرکز الأمان لطفلها الرضيع .

ان الخط الخارجي للتمثال ، والصيغة الکلية للکتله تجعلنا لا نلقي اهتماما کبيرا بباقي التفاصيل سواء التي جاءت علي الملابس أو أصابع القدمين أو مکان خروج اليد الممسکه بالثدي ، فالأبعاد الجماليه التشکيليه في هذا العمل واضحه وثريه اذا استطاع الفنان أن يهتم بالکتله الکليه ، وأيضا اهتمامه بدور الفراغ الداخلي کقيمة تشکيلية الي جانب التفاصيل المحسوبة التي لم تعرقل أو تقلل من قيمة العمل ، واذا کان عدم وجودها سيعطي قيمه أکبر للعمل .([25])

 

شکل رقم (6) ([26])– أمومه

جمال السجيني

الشکل رقم 6 – أمومه – للفنان "جمال السجيني"

نفذ الفنان هذا العمل النحتي بأسلوب تجريدي تعبيري، حيث انه اهتم بالکتلة الکليه للتمثال وتجريده من التفاصيل،حتي وان وجدت بشکل بسيط جدا في وجه الأم وطفلها لتعبر عن ملامحهما ، ونحن نلاحظ التفاف أزرع الأم حول طفلها بدون أن يظهر خط واضح للأزرع ولا يظهر من الطفل سوي رأسه الصغير هو وأمه ، ونجدهم ينظران الي الأمام وکأنها يأخذان صوره ، ويعبر لنا هذا العمل النحتي عن مدي اهتمام الأم بطفلها واحتوائها له ومدي احتياج الطفل الي أمه .

4-الفنان " حسن حشمت "  1920- 2006

يعتبر الفنان حسن حشمت واحدا من أبرز المثالين المصريين الذين ارتبطو بالواقع المحلي کما أنه رائد ومؤسس لمدرسة فنية شديدة الخصوصيه ، حيث أنه اتخذ من ابن البلد وبنت البلد محورا لأعماله النحتيه وهو من أول من أنتج التماثيل الصغيره التي تعبر عن روح مصر بحاضرها وماضيها من خامة البورسلين والتي دخلت الاف البيوت في مصر والعالم ، ثم تفرغ منذ ذلک الحين لانتاج التماثيل المتوسطه والصرحية الکبيره بالاضافه الي جدارته في فن النحت فهو ايضا من أبرز الخزافين .([27])

 

شکل رقم (7)([28]) _ عطاء الأمومه  _ نحت خزفي

حسن حشمت 1920 ، 60سم

الشکل رقم 7 – عطاء الأمومه – للفنان " حسن حشمت "

نفذ الفنان "حسن حشمت " هذا العمل بأسلوب النحت الخزفي ، ونري بهذا العمل الفني الأم تقف الي جوار ابنتها وهم يرتدون ثياب الفلاحه البسيطه وتنظر الأم الي ابنتها في نعومه ودلال وتضع يدها اليمين علي رأسها في حنان ويدها الأخري تمسک طرحتها بدلال ورقه ، وتفق ابنتهامن عام  الي جانبها وکأنها مستمتعه بيد أمها علي رأسها ، وتظهر الخطوط ذات الانحناءات البسيطه علي طرحة الأم الي جانب الخطوط الهندسيه في ثياب طفلتها ، وهذا يدل علي بساطه أسلوب الفنان في تنفيذه للعمل ، ويعبر هذا العمل عن غريزه الأمومه وعطائها واهتمامها بطفلتها ورعايتها لها .

3 – تجارب الباحثه لتناول مفهوم الأمومة في النحت المعاصر :

العمل رقم 1 :

تناولت الباحثه هذا العمل النحتي بأسلوب تجريدي تعبيري علي خامة الفوم في صورته الأوليه ، حيث ظهرت الأم وهي تجلس وأمامها طفلها في کتله واحده مجرده من التفاصيل ، ونري الطفل وکأنه ينظر الي امه في اهتمام وشغف ، والأم تنظر اليه وکأنها تدلل طفلها وتحاوره ، وتعبر هذه التجربه النحتيه عن مشاعر الأمومه بين الأم وطفلها .

العمل رقم 2 :

يعبر هذا العمل عن مشاعر الأمومه بين الأم وطفلها ومدي احتياج الطفل لأمه ، حيث انه يستمد منها القوه والأمان ويظهر ذلک من خلال وقفة الطفل أمام أمه ومد زراعه ليلامس يديها ويلتصق بها ليأخذ منها القوه ويشعر بالعطف والأمان .

العمل رقم 3 :

في هذا العمل نري الأم واقفه علي احدي قدميها وترفع زراعيها في رشاقه وبساطه ويلتصق بها طفلها الصغير وهو يرفع احد زراعيه مثل أمه وکأنهما يلعبان ويحلقان بالهواء ، وهذا يدل علي مدي سعادة الطفل مع أمه ومدي ارتياحه وهو بجانبها ومدي رعياتها له .

 

 

العمل رقم 1

    

العمل رقم 2         العمل رقم 3

النتائج والتوصيات :

أولا النتائج :

_ الأمومة تحمل العديد من المشاعر التي تتيح الفرصه للنحات أن يخوض بخياله في التعبير عنها بأسلوب نحتي حديث .

_ الأمومة لها دور عظيم في اثراء الفکرالابداعي لدي العديد من النحاتين الأوروبين
والمصريين المعاصرين .

_ فن النحت الحديث يحمل العديد من القيم الجماليه والتعبيريه التي تساعد النحات المبتدئ علي استحداث تشکيلات نحتيه جديده .

_ الخامات النحتيه الحديثه تتيح للنحات ابتکار العديد من المنحوتات الحديثه والتي تحمل العديد من القيم الجماليه والفنيه.

ثانيا التوصيات :

_ الأهتمام بالعلاقات الانسانيه بصفه عامه والأمومه بصفه خاصه والقاء الضوء علي دراستها وتحليلها والاستفاده منها في التشکيلات النحتيه الحديثه .

_ الاستفاده من اتجاهات فن النحت الحديث في ابتکار أعمال نحتيه جديده  ومواکبة
العصر الحالي.

_ ضرورة السعي الدائم في البحث والتجريب وراء کل حديث في فن النحت .

_ ضرورة التعرف علي الخامات والأدوات النحتيه الحديثه بشکل مستمر ومعرفة کيفية استخدامها في فن النحت .

_ الاهتمام بدراسة القيم الفنيه والتعبيريه والجماليه لفن النحت الحديث وذلک لاثراء الخيال الابداعي لدي النحات .



[1]ف . تشيماروف :" الأم والطفل " ترجمة الدکتور: عيسي مسوح، ليکسيکا ، موسکو ، 1987 ، ص 41 .

[3]رشا صبحي مجيد , أسيل إبراهيم محمود : " النحت والعماره والمعاصره " بحث منشور ، المجله العراقيه للهندسه المعماريه ، العراق ، 2010، ص 3 .

[5]http://www.Almaay@waseed.com

[6]مهدي محمد القصاص: " علم الاجتماع العائلي " ، عامر للطباعه والنشر ، المنصوره ، 2008 ،ص171.

[7]http://en.wikipedia.org/wiki/Michelangelo

[8]Rupert Hodson :” Michelangelo”, Philip wilson , florance,1999,p38

[9]http://en.wikipedia.org/wiki/Piet

[10]جورج فلانجان : " حول الفن الحديث " ، ترجمة کمال الملاخ ، دار المعارف بمصر ، 1962،ص41،43.

[11]محمد جلال : " فن النحت الحديث وکيف نتذوقه " ، هلا للتوزيع والنشر، مصر ،2003 ،ط 1 ،ص7

[12]Rupert Hodson :” Michelangelo”, Philip wilson , florance,1999,p21

[13]Rupert Hodson :” Michelangelo”, Former Reference,1999,p26

[14]ميرفت أحمد عبد الغني :"الرؤيه الفنيه للعناصر الطبيعيه في اعمال النحات هنري مور "،رسالة ماجستير منشوره،  کليه التربيه الفنيه ، جامعه حلوان ، مصر،2001، ص 19،18 .

[15]David  Mitchinson and Julian stallabrass :”Henry moore” , Academy Editions, London, 1992,p 11.

[16]ميرفت احمد عبد الغني : "الرؤيه الفنيه للعناصر الطبيعيه في اعمال النحات هنري مور " ، مرجع سابق، ص18 .

[17]ميرفت احمد عبد الغني : "الرؤيه الفنيه للعناصر الطبيعيه في اعمال النحات هنري مور " ، مرجع سابق، ص58 .

[18]نفس المرجع ، ص58,57.

[19]سالي اورلي :"فنانون عالميون (بول کلي-هنري مور-اندي وورل)"،ترجمه دکتور طه حسين ،الجزء الثالث ،مکتبة الاسره ،القاهره ،2013،ص76.

[20]ميرفت احمد عبد الغني : "الرؤيه الفنيه للعناصر الطبيعيه في اعمال النحات هنري مور " ، مرجع سابق، ص94 .

[21]سالي اورلي :"فنانون عالميون (بول کلي-هنري مور-اندي وورل)" ، مرجع سابق ، ص66.

[22]عبد الرحمن حسن عبد الرحمن : " جمال السجيني " ، الهيئه العامه للاستعلامات ، سلسلة وصف مصر من خلال الفنون التشکيليه ، کلية تربيه فنيه ، جامعة حلوان ، ص 15 ، 39 .

[23]عبد الرحمن حسن عبد الرحمن : مرجع سابق ، ص 15.

[24] جريدة الاهرام ، العدد 45286 ، 2 ديسمبر ، 2010.

[25]هشام عبد الله عبد المعطي :" النحت المصري الحديث بين عولمة الشکل والهويه القومية "، دکتوراه ، تربيه فنيه ، جامعة حلوان ، 2009، ص78.

[26]جريدة الشرق الأوسط ، العدد 10930، 31 أکتوبر ، 2008 .

[27]www.fineart.gov.eg/arb/musem

[28]حنان محمد علي شرف :" دور خريجي التربيه الفنيه في النحت المصري المعاصر " ، ماجيستير ، کلية التربيه الفنيه ، حلوان ، 2002 ،ص 407 .

المراجع :
أولا المراجع العربيه :
1-عبد الرحمن حسن عبد الرحمن : " جمال السجيني " ، الهيئه العامه للاستعلامات ، سلسلة وصف مصر من خلال الفنون التشکيليه ، کلية تربيه فنيه ، جامعة حلوان .
2-محمد جلال : " فن النحت الحديث وکيف نتذوقه " ، طبعه اولى ، هلا للتوزيع والنشر ،2002  .
3-جريدة الشرق الأوسط ، العدد 10930، 31 أکتوبر ، 2008 .
4-جريدة الاهرام ، العدد 45286 ، 2 ديسمبر ، 2010.
ثانيا المراجع المترجمه :
1-جورج فلانجان : " حول الفن الحديث " ، ترجمة کمال الملاخ ، دار المعارف بمصر ، 1962.
2-سالي اورلي :"فنانون عالميون (بول کلي-هنري مور-اندي وورل)"،ترجمه دکتور طه حسين، الجزء الثالث ،مکتبة الاسره ،القاهره ،2013.
3 -ف . تشيماروف :" الأم والطفل " ترجمة الدکتور: عيسي مسوح، ليکسيکا ، موسکو ، 1987 .
ثالثا الرسائل العلميه:
1-ميرفت أحمد عبد الغني :"الرؤيه الفنيه للعناصر الطبيعيه في اعمال النحات هنري مور "،رسالة ماجستير منشوره،  کليه التربيه الفنيه ، جامعه حلوان ،2001 .
2-هشام عبد الله عبد المعطي :"النحت المصري الحديث بين عولمة الشکل والهويه القومية "، دکتوراه ، تربيه فنيه ، جامعة حلوان ، 2009، ص 78.
رابعا البحوث المنشوره :
1 -رشا صبحي مجيد , أسيل إبراهيم محمود : " النحت والعماره والمعاصره " بحث منشور ، المجله العراقيه للهندسه المعماريه ، العراق ، 2010.
خامسا المراجع الأجنبيه :
1-David  Mitchinson and Julian stallabrass :”Henry moore”,Academy Editions,London,1992.
2-Rupert Hodson :” Michelangelo”, Philip wilson , florance,1999.
سادسا المواقع الالکترونية:
1-http://www.ibtesama.com Was published on, 7/1/2007.
2-http://en.wikipedia.org/wiki/Michelangelo Was published on,18/2/2016.
3-http://en.wikipedia.org/wiki/Piet Was published on,26/3/2015.
4-http://www.fineart.gov.eg/arb/musem. Was published on17/5/2007.
5-http://www.whyzz.com/what-is-modern-art, Was published on5/8/2010.