فاعلية برنامج قائم على الإرشاد بالواقع في خفض قلق المستقبل لدى المراهقين مکفوفي البصر

نوع المستند : مقالات علمیة محکمة

المؤلفون

1 مدرس مساعد قسم الصحة النفسية کلية التربية – جامعة المنصورة

2 أستاذ الصحة النفسية قسم الصحة النفسية کلية التربية – جامعة المنصورة

الموضوعات الرئيسية


مقدمة :

يتصف عصرنا الحالي بالقلق ؛ نظراً لما يشهده من أحداث وظروف ومتغيرات متزايدة ، فالعصر الذي نعيشه يُطلق عليه "عصر القلق" لأنه محـفـوف بالتـغـيرات الاجتماعـية والاقـتصادية ، بالإضافة لبعض العوائق البيئية والشخصية والتي تحول دون إشباع الحاجات البيولوجية والنـفـسية ، فـکـل هـذا من شأنه يزيد معدلات القـلـق ويجـعـله يـتـفـاقـم لدى الفـرد . ومع تـقــدم الحـياة الحـديثة وتطورها السريع أصبح الإنسان يواجه العديد من المواقـف التي قـد تـهـدد حـياته ومستـــقــبـله ؛
وتزيد من قـلقـه تجاه ما يکـتـنـف مستـقـبل حـياته (محمد جـعـفـر ، 1997 : 32
Hooley , et al. , 1989 : 297 ;) .

ويشير محمد عاطف (2000 : 97) إلى زيادة القـلـق لدى المراهـقـين ؛ فـفـي هـذه المرحـلة يتأثر المراهـق بأفـکاره وأحلامه وآماله وطموحاته بما يـنـتـظـره أو يتوقـعه في المستـقــبل ، وقد لا تـتوافـق الظروف لتهيئة المراهـق لما يريده ، ومن هـنا تأتي أهـمية مساعـدة المراهـق على الفـهـم الکامل لطبيعة النمو وفـق المرحلة التي يـمـر بها ، ويزداد الأمر صعوبة لدى المراهـق المعاق بصرياً بصفة عامة والمراهق الکـفـيـف بصفة خاصة ؛ الذي تزداد معاناته بشأن التـفـکير والتوقع السلبي لمجريات أموره مستـقــبلاً سواء في مجال الدراسة أو العمل أو تکوين أسرة أو الصحة .        

وتسهم البيئة التي يعيشها الفـرد إسهاماً فعالاً في نشأه القـلـق لدى الفـرد ؛ فـحـيـنما تکـون البيئة مليئة بألوان الإحـباط والحـرمان والتناقض والفـشل والتعـقـيد والتـهديد والإحـباط تجـعـل الفـرد يستـشعر مشاعـر الـقـلـق ويترقب حـدوث الفـشـل دائماً في کـافة المواقـف والتحـديات (فاروق عثمان ، 1993 : 39) .                           

ويشير طلعت منصور (1995 : 41) إلى ما يـثـيـره التـفـکـير في المستـقـبل من قـلق لدى المراهـقـين؛ فالمراهق عـندما يشعــر بعـدم وضوح أو عـدم تحـديد المـستـقـبل المهني فـيـسـتـشعـر إحـباطاً وقـلقاً عـلى ذاته ومستـقـبله ووجوده .

ويشعر المراهـق بصـفـة عامة والمراهـق الکـفـيـف بصفـة خاصة في مجـتـمعـنا المصري بالقـلق من المستـقـبل ؛ وذلک نتيجة العديد من الظروف المحيطة به مـثـل : ما الکـلية التي سيلتحـق بها بعـد عـدة سنوات؟ ، هـل يوجـد وظيفة عـندما يتخرج ؟ ، ماذا سيحـدث له في المستـقــبل إذا لم يجـد الوظيفة المناسبة ؟ هـل يستطيع تلبية مـطالب واحتياجات الزواج ؟ ... الخ ، وهـذا ما تهتم به الدراسة الحالية من مساعـدة المراهـق الکـفـيـف على خـفـض قـلق المستـقـبل لديه من خلال أسـس ومبادئ وفنيات
الإرشاد بالواقع .

وتـنعکس خـطـورة قـلـق المستـقـبـل سلباً على إدراک المراهـقـين مکـفـوفي البصر وقدراتهم وطـمـوحهم المستقبلي ؛ مما يجعلهم عـرضة للاضطرابات النفسية والسلوکية ، وعـدم القـدرة على التوافـق الفـعال ، وهـذا بدوره يؤثر على مستـقـبلهم الأکاديمي والمهني والأسري والصحي . وفي ضوء ما سبـق وجـد الدافع إلى دراسة وفـهـم الآثار المحـتـمـلة لقــلق المسـتـقـبل عـلى الجوانب النـفسية والشخـصية ، وخـاصة ما يتعـلق بالآمال والطـمـوحات والتطـلعات المستقبلية ، ويلاحظ أن قـلـق المستـقـبل يشغـل حـيزاً کـبيراً من المشکلات والاضطرابات النـفـسية لـدى المراهـقـيـن المکـفـوفـين .

وإذا کان إعداد البرامج الإرشادية للشباب والمراهقين العاديين أمراً ضرورياً وملحاً ؛ فإن إعداد مثل هذه البرامج لذوي الاحتياجات الخاصة يصبح أمراً أکثر إلحاحاً وأهمية ، نظراً لما يعانونه من قيود تفرضها طبيعة الإعاقة وغيرها من الظروف الخاصة بهم (ظروف شخصية واجتماعية) ، وما تفرضه عليهم أعباء وضغوط تجعل قلق المستقبل لديهم أشد وأعمق أثراً . وبالتالي تصبح حاجتهم إلى المساعدة والإرشاد النفسي أقوى من أقرانهم العاديين ، وهذا ما تهدف إليه الدراسة الحالية .  

مشکلة الدراسة :

تشکل الإعـاقة البصرية لدى الفرد ما يـشبه بالـقـيد النـفـسي والذي يشعـر من خلاله المعاق بأنه غـير واثـق من الـنـجاح في الأمـور التي سيـقــدم عليها ؛ کـما تولد الإعاقة لديه شعوراً بعـدم الـثـقـة في ما سـينجـز من أعـمـال ، وشـعـوره بـهـذا العـجـز سيجـعـله قـلـقـاً متوتراً ؛ الأمر الذي يعـرضه للـضـغوط النـفـسية والشعـور بـعـدم الثـقـة والأمن ويضعـف ذلک إلى حـد بـعـيـد شعـوره بالقـدرة عـلى إنجـاز ما يأمل أو يـسعى إلى إنجـازه مستقبلاً ؛ مما يولـد لديه قـلـقـاً من المستــقـبل .

ويـتزايد قـلـق المراهـقـين مکـفـوفي البصر من المستقبل بسبب الخـوف مـن الفـشـل الدراسي والتـفـکـير المـستمـر في اخـتـيار مـهنة المستـقــبل وتوقع عـدم القـدرة عـلى تکـوين أسـرة والتـشاؤم مـن الـظـروف الصحـية مستــقــبلاً ، ويتجـاوز ذلک إلى القـلق نـحـو ما يحـمـله المستـقـبل بـعـد إنهاء الدراسة ، ويتـضـاعـف في حالة توقع الخـطـر وعـدم الشـعـور بالأمن وتحـقـيـق الطـمـوحات المشـروعـة التي يـطـمح إلى تحـقـيـقـها کالحصول على مهنة مناسبة وتکوين أسرة ، وفي حالة عـدم إشباع هـذه الحاجات يزداد يـظهر التوتر ، ويعتري المراهق القـلـق الذي يحـد من قـدراته وإمکاناته .

ويعـد اهـتمام المراهـق الکـفـيـف بـمـستــقــبله وتـحـدياته وتوقـعاته الـتي تبدو مـعــظـمها سلـبـية مـن أکثر الأمور التي تـشـغـل تـفـکـيره ؛ حيث يدور بذهـنه عـدة تساؤلات تـتـعـلق بمـسـتـقـبله المهني والدراسي والأسري والصحي ، ويشير أبو بکر مرسي (1997 : 339) إلى أهـمـية البعــد المستـقــبلي في تحـديد هـوية المراهـق وقـدرته عـلى الإنجاز وتخـطـيـط أهـدافـه المستـقـبـلـية ، لـذا يـعــتـبـر المراهـقـون الذين يـعـيـشون في ظـل أزمة البحـث عـن الهـوية فإنهم يفـتـقـرون إلى وجود ذلک البعد المستقبلي .

ويؤکد حـسين فـايد (2004 : 260) عـلى ما سبق ؛ حـيث يشيـر إلى أن الفـرد الـذي يـعـاني من القلـق بصفـة دائـمـة تـظهـر عليه عـدة أعـراض منها : عـدم القـدرة عـلى الترکيز ، الإنهاک ، التعـب ، ألم العـضلات ، الأرق ، صـعـوبة التـنـفس ، جـفـاف الحـلـق ، العـرق المتزايد ، الغـثـيـان ... الخ ، بالإضافـة إلى تأثـيـر القـلـق عـلى الجـوانب العـقـلية والانـفـعالية والاجـتماعـية سلباً لـدى الفـرد .

ويرى الباحـث أن ما تـفـرضه الإعاقة البـصرية على المراهـق الکـفــيـف من ضـغــوط ومشـکـلات وتحـديات ، بالإضافة إلى معـاناته مـن أنواع عـديدة من الصـراعات لـعـل أهـمـها الحـاجـة إلى الاسـتـقـلال والحاجة إلى طـلب الرعاية والمساعـدة ؛ فإذا کانت مـرحـلة المراهـقـة هي فـترة البـحـث عـلى إثبات الذات والتمتع بالاستـقـلالية فالـمراهق الکــفـيـف عـندما يريد الخـروج من عـباءة الاعـتمادية وطلب المساعـدة من الآخرين ، ويريد أن يـکون مستـقـل معـتمداً عـلى نـفـسه دون غــيـره يـفـشـل ، ومع تـکـرار الصراعات والفـشـل في حلها يصاب الکـفـيـف بإحباط .

ويرى الباحـث أن ما تـفـرضه الإعاقة البـصرية على المراهـق الکـفــيـف من ضـغــوط ومشـکـلات وتحـديات ، بالإضافة إلى معـاناته مـن أنواع عـديدة من الصـراعات لـعـل أهـمـها الحـاجـة إلى الاسـتـقـلال والحاجة إلى طـلب الرعاية والمساعـدة ؛ فإذا کانت مـرحـلة المراهـقـة هي فـترة البـحـث عـلى إثبات الذات والتمتع بالاستـقـلالية ، فالـمراهق الکــفـيـف عـندما يريد الخـروج من عـباءة الاعـتمادية وطلب المساعـدة من الآخرين ويريد أن يـکون مستـقـل معـتمداً عـلى نـفـسه دون غــيـره يـفـشـل ، ومع تـکـرار الصراعات والفـشـل في حلها يصاب الکـفـيـف بإحباط .

أضف إلى ذلک غــموض المـستـقـبل لديه ، وعـدم وضوحه بالنسبة له وترقــبه له ، وتـوقـعه الدائم بالفــشل والإخـفـاق في کافة المواقـف التي تـقابله حالياً ومستـقـبلاً ، الخـوف مـن المـجـهـول ، واعـتـقـاده بالنظـرة الدونية من قـبل الآخرين ؛ ومن ثم تـتـولد لديه مـشاعـر النـقـص والعـجـز . بالطبع ما ذُکـر من أسـباب وعـوامل تُهـيئ إلى زيادة قـلـق المستـقـبـل لدى المراهـق الکـفـيـف ، ومن ثـم جاءت مشکـلـة الـدراسة ؛ خاصة أن العـديد من الـدراسات العربية والأجـنـبـيـة _ في حـدود عـلـم الباحث _ اهـتـمـت بدراسة قـلـق المـستـقــبل لـدى العاديين من المراهـقـيـن والشباب ؛ مـثل دراسة : سلوى عبد الباقي ، 1993 ؛ رأفت الشافعي ، 1994؛     Zaleski , 1996؛  Matthew , 1997 ؛ أحمد حسانين ، 2000 ؛ عـاشور دياب ، 2001 ؛ Thomas , 2002 ؛ إبراهـيم مـحـمود ، 2003 ؛ إيمان صبري ، 2003 ؛ عبد الرازق الربيعي وأحمد المعمري ، 2003 ؛ Heiman , 2004 ؛ محمود عشري ، 2004 ؛ Audrey & Wright , 2004 ؛ نجلاء العجمي ، 2004 ؛ Iron & Gilbert , 2005؛ Burke , et al., 2005  ، محمود مندوه ، 2006 ؛ سناء مسعود ، 2006 ؛ محمد السفافة وشاکر المحاميد ، 2007 ؛ Bosacki , et al., 2008  ؛ غالب المشيخي ، 2009 ؛ محمد أبو العلا ، 2010 ؛ إبراهيم أبو الهدى ، 2011 ؛ Jolanta , 2012 ؛ De-Jung , 2013 ؛ محمد المومني ومازن نعيم ، 2013 ؛ Rappaport , 2015 ؛ Ari , 2015 . ولم تعطي اهتماماً بدراسة هذا المتغير لدى المعاقين وخاصة المکفوفين ، مـن الأسـباب التي دعـت الباحـث إلى اختـيـار هـذه المشکـلة ودراستها :

§      دراسة استطلاعية : قام الباحث بإجراء دراسة استطلاعية من خلال توجيه سؤال مفتوح للمکفوفين حول أکثر الأمور التي تشغل تفکيرهم وتؤرقهم ، ووجد الباحث أن التوقع السلبي والتشاؤم من المستقبل من أکثر التحديات التي تشعرهم بالخوف والقلق .

§      النتائج التي توصل إليها الباحـث في دراسته للماجـسـتـير (کريم منصور ، 2012) ؛ حيث احتـلـت الضغـوط المستـقـبلية المرتبة الأولى لدى المـراهـقـيـن مکـفـوفي البصر .

§      محـدودية الخـدمات والبرامج الإرشادية المـقـدمة للمعـوقـين بـصـرياً في خـفـض القـلـق ؛ خاصة المراهـقــين المـکـفـوفـيـن ؛ وذلک في حـدود عـلم الباحث .

وتحاول الدراسة الحالية الإجابة عـن التساؤل الرئيس التالي :

ما فعـالية برنامج قـائم على الإرشـاد بالـواقع في خـفـض قـلـق المستـقـبـل لدى عـينة مـن المـراهـقـيـن مکـفـوفي البصر ؟ . ويتفـرع من هـذا الـتساؤل الرئيس الأسئلة الفـرعـية التالية :

1. هل توجد فروق بين المجموعة التجريبية والمجموعة الضابطة في القياس البعدي على مقياس قـلـق المسـتـقـبـل بأبعاده (قـلق المستقبل الأکاديمي ــــ قـلق المستقبل المهني ــــ قـلق المستقبل الأسري ــــ قـلق المستقبل الصحي) والدرجة الکـلية بعد تطبيق البرنامج ؟ .

2. هل توجد فروق بين القياسين القبلي والبعدي للمجموعة التجريبية على مقياس قـلق المستـقـبل بأبعاده (قـلق المستقبل الأکاديمي ــــ قـلق المستقبل المهني ــــ قـلق المستقبل الأسري ــــ قـلق المستقبل الصحي) والدرجة الکلية ؟ .

3. هل توجد فروق بين القياسين البعدي والتتبعي للمجموعة التجريبية على مقياس قـلق المستـقـبل بأبعاده (قـلق المستقبل الأکاديمي ــــ قـلق المستقبل المهني ــــ قـلق المستقبل الأسري ــــ قـلق المستقبل الصحي) والدرجة الکلية ؟ .

أهداف الدراسة :

تهـدف الدراسة الحالية إلى تـحـقـيـق الأهـداف الآتية :

1ـ التحقق من فعالية برنامج إرشادي قائم على نظرية الإرشاد بالواقع في خفض قــلـق المستـقــبل بجوانبه المختلفة (قـلق المستقبل الأکاديمي ــــ قـلق المستقبل المهني ــــ قـلق المستقبل الأسري ــــ قـلق المستقبل الصحي)  لدى المراهـقـيـن مکــفــوفي البـصـر .

2ــ تعميم برنامج الدراسة الحالية _في حالة نجاحه والتحقق من فاعليته_ على المراهقين المکفوفين واستخدامه في خــفـض قـلـق المستـقـبـل لديهم .

3ــ رصد الدلالات الإکـلـيـنـيـکـيـة للحالات الأکـثر والأقــل استـفـادة من برنامـج الدراسة الحالي بعد تطـبـيـقه على أفـراد المـجـمـوعـة التـجـريـبـيـة .

أهمية الدراسة :

تـتـضح الأهـمية النظـرية للـدراسة من خلال :

1ــــــ أهـمية تناول فـــئة المکـفـوفـين کـأحـد فـئات الإعـاقة ؛ فـتـعـد رعايتهم ومساعدتهم من الموضوعات جديرة البحث والدراسة ، فهم طاقة بشرية ينبغي استثمارها بدلاً من أن يظلوا عالة على المجتمع أو يتحولوا إلى عوامل هدم لأنفسهم ولمجتمعاتهم .

2ــــ حداثة المفاهيم المستمدة من نظرية جلاسر Glasser للعلاج بالواقع Reality Theory  وضرورة الاهتمام بها لتـقـيـيـم فعاليتها.

3ـــــ دراسة فعاـلية أسلوب الإرشاد بالواقع مع فـئة المکـفـوفـين على الرغـم من عـدم وجـود دراسات عــربية أو أجـنـبـيـة تناولـت هذا الأسلوب مع المکـفـوفـين في حـدود علم الباحث . وتأتي رؤية الباحـث فـي إمکانية فعالية الإرشاد بالواقـع مع هـذه الـفـئة من خـلال إشارة بعض الأدبـيـات([1]) إلى توافـر وجـهـة الضبـط الداخـلي والقـدرة على تحـمـل المسئولية لدى المکـفـوفـين .

وتظـهـر الأهمية التطبيقية للدراسة من خلال :

1ــــ التحقق من قدرة برنامج يتبنى استراتيجيات وقائية وعلاجية مستمدة من إحدى النظريات الإرشادية (نظرية الإرشاد بالواقع لوليام جلاسر) في خـفـض قـلـق المستـقـبـل لدى المراهقين المکفوفين .

2ـــــ التنمية البشرية المستدامة ؛ فيرکز البرنامج على تنمية وتعظيم القوى (کتنمية المسئولية ــــ هوية النجاح ـــ حرية الاختيار ـــ الترکيز على السلوک المسئول ) داخل المراهق الکفيف .

3ــ مساعدة المراهقين مکفوفي البصر على إدراک مشکلاتهم الحالية وتوقعاتهم السلبية تجاه مستقبلهم ومحاولة تبصيرهم بقدراتهم وإمکانياتهم ووضع خطط تساعدهم على تحقيق أهدافهم وطموحاتهم ، وذلک من خلال برنامج الدراسة القائم على الإرشاد بالواقع .

تحديد المصطلحات :

1 - البرنامج الإرشادي Counseling Program :

هو برنامج مخطط ومنظم يتضمن خدمات إرشادية مباشرة أو غير مباشرة فردية أو جماعية لجميع من تضمهم المؤسسة بهدف مساعدة أفراده على تحقيق النمو السوي والقيام بالاختيار الواعي وتحقيق التوافق النفسي (حامد زهران ، 1997 : 44) .

 

2 - الإرشاد بالواقع Reality Counseling  :

يعرف الباحث الإرشاد بالواقع إجرائياً بأنه عملية تعليم وتعلم قابلة للتطبيق على الأفراد الذين يعانون من مشکلات سلوکية بشکل فردي أو جماعي ، مرکزاً على وجود حوار عقلي منطقي بين المرشد والمسترشد بهدف مساعدة المسترشد على أن يصبح واعياً بسلوکه ، وأن يصدر أحکاماً تقويمية ويبنى خططاً لتغيير سلوکه من أجل الوصول في وقت قصير نسبياً لهوية ناجحة ، وأن يواجه الواقع ويشبع حاجاته في إطار الواقع دون إيذاء ذاته أو إيذاء الآخر ؛ من أجل الوصول لسلوک واقعي ومسئول وصائب.

3 -  قلق المستقبل  Future Anxiety :

يعرف الباحث قلق المستقبل لدى المراهق الکفيف على أنه حالة من عدم الارتياح والتفکير السلبي تجاه المستقبل يصاحبها شعور بالخوف والعجز وعدم الکفاءة نتيجة لأحداث سيئة أو غير مواتية ؛ ومن ثم تضعف قدرته على مواجهة الأحداث الحياتية الضاغطة ويتدنى مفهوم الذات لديه ، وتضعـف ثـقـته بنفسه ويشعـر بعـدم الأمـن في حياته المستقبلية .

ويُقاس قـلـق المستـقـبل لدى المراهـقـين مکفوفي البصر في هذه الدراسة من خلال أربعة
أبعاد ؛ هي:

أ ـ قلق المستـقـبل الأکاديمي : وهو شعـور المراهـق الکـفـيـف بحالة مـن التهـديد والفـزع نـتـيـجـة تـفـکـيره المستـمـر في أمـور دراسـته الجامعـية مستـقـبلاً ، وتوقـعـه لـمـشکلات وتـحـديات قـد تـؤثر عـلى مستوى تحـصـيله ورغـبـته في استـکـمال دراسـته الجامـعـية .

ب ـ قلق المستـقـبل المهني : وهو حالة من التوقعات السلبية التي تنتاب المراهق الکفيف عند التفکير في مستقبله المهني نتيجة تخوفه من عدم الحصول على فرصة عمل مناسبة وتشاؤمه من تحقيق طموحاته وأهدافه المهنية مستقبلاً .

ج ـ قلق المستقبل الأسري : وهو حالة من التشاؤم يشعر بها المراهق الکفيف عند التفکير في الزواج وقدرته على تکوين أسرة نظراً لظروف إعاقته وعدم اتساع دائرة تفاعلاته الاجتماعية .

د ـ قلق المستـقـبل الصحي : وهو شعور المراهق الکفيف بحالة من التهديد والخوف على صحته مستقبلاً ؛ ويرجع ذلک إلى مشکلات صحية ومتاعب جسمية تظهر نتيجة التفکير في المستقبل کالشعور بالتوترــــ الأرق ــــ اضطرابات النوم ــــ نقص الطاقة الحيوية ــــ ضعف الترکيز ــــ شرود الذهن .

4 - المراهقون مکفوفي البصر  Blind Adolescents :

يقصد الباحث بالمراهقين مکفوفي البصر (عينة الدراسة الحالية) على أنهم الأفراد الذين يتراوح أعمارهم بين (15ــــ19) سنة ، وتتوافر فيهم الشروط التالية : فقد القدرة الکلية على الرؤية واستقبال المثيرات البصرية ــــ قوة إبصاره بمقياس سنلن أقل من (6/60) متراً في العينين أو في العين القوى بعد العلاج والتصحيح بالمعينات البصرية ــــ مجال الرؤية أقل من (20°) درجة ـــــ عدم القدرة على متابعة البرامج التعليمية العادية المقدمة ما لم تقدم له مطبوعة بطريقة برايل .

أولاً : الإعاقة البصرية :

تمثل حاسة البصر أهمية خاصة في حياة الإنسان ؛ نظراً لما تقوم به من تشکيل المدرکات والمفاهيم البصرية لديه ، ومساعدته على تحقيق التفاعل مع بيئته التي يعيش فيها بمکوناتها المادية وغير المادية ؛ والجزء الأکبر من التعلم يُکتسب عن طريق حاسة البصر ، لذا يُعد الحرمان من البصر أسوأ شيء يمکن أن يحدث بالنسبة للإنسان (عبد المطلب القريطي ، 1996 : 180) .

ويتم تحديد کف البصر في إطار محکين أساسين هما : حدة الإبصار وتعني قدرة الفرد على رؤية الأشياء وتمييز خصائصها وتفاصيلها ، ومجال الرؤية وهو المحيط أو المجال الذي يُمکن الفرد من الإبصار في حدوده دون تغيير في اتجاه الرؤية (عادل عبد الله ، 2004 : 21) .

ويعرف عبد العزيز الشخص (1990 : 192) الکفيف من الناحية التربوية بأنه مَنْ انخفضت حدة إبصاره بدرجة تجعله في حاجة إلى خدمات تربوية خاصة کي تمکنه من السير بنجاح في العملية التعليمية کالقراءة بطريقة برايل مثلاً .

ومن العوامل المؤثرة في شخصية الکفيف توقيت حدوث الإعاقة ؛ فالطفل الذي يُصاب قبل سن الخامسة يکاد يتساوى مع مْنَ ولد فاقد للبصر نظراً للتلاشي التدريجي للصور والمعلومات البصرية ، وأسباب حدوث الإعاقة فالشخص الذي أُصيب بالإعاقة نتيجة عوامل وراثية غير الشخص الذي أصيب بالإعاقة نتيجة عوامل نفسية أو حادثة ؛ فتتأثر شخصية الفرد الکفيف خاصة حينما يبتعد عن القيام بأنشطة کان يقوم بها . کذلک تتأثر شخصية الکفيف بالاتجاهات الاجتماعية نحوه ؛ فإما يغلب عليها الإهمال والنبذ أو والشفقة والحماية الزائدة . وهذه الاتجاهات تسبب له التوتر والإحباط والشعور بالقلق وعدم الثقة بالنفس (عبد الصبور منصور ، 2003 : 171) .                      

ثانياً : قلق المستقبل :

 ظهر مفهوم قـلـق المـسـتـقـبـل منذ منتصف القرن الماضي حين بدأت دراسات القلق تجاه المستقبل تحت مسميات عديدة ومختلفة . ويرتبط قـلـق المـسـتـقـبـل بسمة القلق العام لدى الأفراد القلقين ؛ فالغموض والتشکک يمکن أن يصبحا مصدراً للهم والخوف والقلق تجاه المستقبل لدى أي شخص ميال بطبعه للقلق والتوقعات السلبية نحو نواتج الأحداث المستقبلية أکثر من نزوعه لتوقع النواتج الإيجابية (Boehnke , 2000 : 53).

وتشير نتائج دراسة توماس Thomas (2002) إلى وجود ارتباط دال إحصائياً بين قـلـق المـسـتـقـبـل وقلق السمة ، ويعتقد المراهق الکفيف فشلاً متوقعاً في الحصول على عملاً مناسباً ، عدم القدرة على تحقيق الذات وإخفاق في تکوين علاقات ناجحة مع الآخرين وتکوين أسرة .

وهناک تعريفات کثيرة في أدبيات علم النفس تناولت تعريف قـلـق المـسـتـقـبـل ويمکن تصنيف تعريفات قـلـق المـسـتـقـبـل إلى أربعة أنواع رئيسة : تعريفات تناولته کخوف ، أخرى تناولته کحالة انفعالية ، وتعريفات تناولته کتوقعات سالبة وأخرى تناولته کحالة من التشاؤم والاکتئاب .

يعرف أحمد رجب (2010 : 14) قـلـق المـسـتـقـبـل بأنه حالة من الخوف والانزعاج عند التفکير في المستقبل الاجتماعي أو الاقتصادي للأسرة بوجه عام ؛ ومنها يتملک الفرد الشعور بالتوتر والخوف والقـلـق من المستقبل والشعور بعدم الأمن والطمأنينة نحوه ، والشعور بعدم تحقيق الآمال وفقدان القدرة على الترکيز. ويعرف بارلو (Barlow , 2011 : 63) قـلـق المـسـتـقـبـل بأنه حالة مزاجية سلبية تتميز بأعراض التوتر البدني والتخوف من المستقبل ؛ کما أنها تتميز بالتأثير السلبي من حيث أن الشخص يرکز على احتمالية  خطر أو سوء حظ لا يمکن السيطرة عليه .

ويوجه مصطفى عبد المحسن (2007 : 14) تعريفه لقـلـق المـسـتـقـبـل لدى المراهق على أنه حالة من التوتر والتشاؤم يشعر بها الفرد الجامعي لندرة فرص العمل بعد التخرج . ويشير إبرو وآخرون (Ebreo , et al.,  2012 : 424) إلى قـلـق المـسـتـقـبـل على أنه استعداد أو ميل شخصي تجاه التفکير السلبي في المستقبل مصاحباً ذلک حالة من الخوف والشعور بالعجز وعدم الکفاءة لمواجهه تلک الأحداث .

ويميل الباحث إلى تعريف قـلـق المـسـتـقـبـل باعتباره توقعات سلبية من أنسب التعريفات الخاصة بعينة الدراسة_ المراهقين مکفوفي البصر _ فيشعر المراهق الکفيف بحالة من عدم الارتياح والتفکير السلبي تجاه المستقبل يصاحبها شعور بالخوف والعجز وعدم الکفاءة نتيجة لأحداث سيئة أو غير مواتية ؛ ومن ثم تضعف قدرته على مواجهة الأحداث الحياتية الضاغطة ويتدنى مفهوم الذات لديه ، وتضعـف ثـقـته بنفسه ويشعـر بعـدم الأمـن في حياته المستقبلية .

من خلال الإطلاع على الخصائص العقلية والأکاديمية للکفيف يمکن أن يتمثل قلق المستقبل الأکاديمي في : شعور الکفيف بعدم القدرة على مواصلة الدراسة الجامعية مثل أقرانه العاديين ، توقع زيادة الأعباء والمهام والمسئوليات التي تقع على کاهله بسبب ظروف إعاقته ، توقع نقص التحصيل الدراسي أثناء الدراسة الجامعية ، شعور المراهق الکفيف برفض زملائه المبصرين له بسبب إعاقته ، شعور المراهق الکفيف بأن الجامعة ليست المکان المناسب لتقديم الخدمات النفسية والتربوية المناسبة له ، الخوف من التعرض لمشکلات الحياة اليومية أثناء انتقاله من المنزل للجامعة .

ويتمثل قلق المستقبل المهني لدى الکفيف في خشيته من العمل مع مبصرين بسبب ظروف إعاقته،  عدم الثقة في قدراته وإمکاناته ؛ فيجدها دائماً ضعيفة ، توقعه أن مهنة المستقبل لا تستطيع تلبية احتياجاته ومتطلبات أسرته ، عدم القدرة على تحمل مسئوليات العمل ومتطلباته ومهامه في المستقبل . أما قلق المستقبل المهني فيتمثل في الخجل والخوف من خوض تجربة الزواج نتيجة توقعه السلبي لاتجاهات الآخرين نحوه ، الافتقار للمبادأة في إيجاد حلول للمشکلات الأسرية ، ضعف الثقة بالنفس في تحمل مسئوليات ومتطلبات الأسرة في المستقبل .

وقلق المستقبل الصحي لدى المراهق الکفيف يتمثل في التوقع بعدم القدرة على الحرکة مستقبلاً ، الکـفـيـف لا يمکنه التحرک بنـفـس الخـفـة والمهارة التي يتحرک بها الشخص العادي ، الکفيف أکثر عرضة للإجهاد العصبي نظراً لاستخدام جميع حواسه عـدا حاسة البصر ، معاناة الکفيف من السلوکيات الحرکية النمطية کالحرکة المستمرة بالجزء العلوي من الجسم إلى الأمام والخلف أو فرک العينين ، أو اللعب بالأصابع أو العبث بخصلات الشعر ، وهذه الحرکات کثيرة وشديدة لدرجة تلفت أنظار المحيطين به .

ثالثاً : الإرشاد بالواقع :

الإرشاد بالواقع عملية يقوم فيها المرشد النفسي بتقديم المساعدة إلى الفرد ؛ بحيث يتمکن من المواجهة الإيجابية للواقع والتکيف معه وإشباع الحاجات في إطاره وفق مفاهيم المسئولية والواقعية والصواب. ويتضمن الإرشاد المواجهة المباشرة لمشکلة الفرد مع الترکيز على ما يقوم به من سلوک ، ويوظف الفرد القائم على عملية الإرشاد والعلاج خبراته بما يجعل المسترشد واعياً بسلوکه غير السوي ، ويتعلم سلوکاً أفضل لإشباع حاجاته (Palmatier , 2012 : 28) .

وحدد إيلزورث (Ellsworth , 2007 : 12) خمس حاجات أساسية يقوم الإرشاد بالواقع على إشباعها لدى الفرد ؛ وهي : الحاجة الفسيولوجية ، الحاجة للحب والانتماء ، الحاجة للقوة ، الحاجة للحرية والحاجة للمرح . والفشل في إشباع هذه الحاجات أساس معظم المشکلات السلوکية والنفسية ؛ فالإرشاد بالواقع يساعد المسترشد على التقييم الذاتي لتفکيره وسلوکه ، تفادي أساليب الحياة الفاشلة ، تحمل المسئولية ، التخلص من السلوک غير المسئول واختيار السلوک الأکثر فاعلية والذي يلبي حاجاته الأساسية بدون تعارض مع حاجات الآخرين .

ومن المسلمات النظرية للإرشاد بالواقع : السلوک يأتي من داخل الفرد لتلبية حاجاته النفسية کالحاجة للانتماء والقوة والمرح والحرية ، الفرد هو الذي يختار سلوکه ويسيطر عليه ، ليس هناک مرض نفسي بل هناک اختيار سلوکي غير سليم ، مکونات السلوک الأربعة (التفکير ـــــ المشاعر ـــــ الفعل ـــــ وظائف الأعضاء) ذات طبيعة مترابطة ومتفاعلة ، السلوک يرتبط بمجموعة الصور في العقل . وتتمثل مسلمات الإرشاد بالواقع التطبيقية في : التفاعل مع المسترشد ، رفض تبريرات المسترشد ، تقبل المسترشد ورفض سلوکه غير المسئول ، مواجهة المسترشد بواقع سلوکه ، تجنب العقاب ، مواجهة المسترشد بواقع سلوکه ، المثابرة وعدم الاستسلام ، الترکيز على السلوک وليس الموقف ، الترکيز على الحاضر وليس الخبرات الماضية . 

من فنيات الإرشاد بالواقع والمستخدمة في الدراسة الحالية : الاندماج ، الترکيز على السلوک أکثر من المشاعر ، الحکــم القيمــي وإصدار أحکام تقييمية ، التخطيط لسلوک مسئول (الخطة) ، الالتزام (التعهد) بخطوات الخطة ، رفض الأعـذار ، استبعاد العقاب .

وتُستمد خطوات الإرشاد بالواقع من المسلمات التطبيقية له ؛ حيث وضع کل من (حامد زهـران،1997 : 377 ؛ إجلال سري ، 2000 : 181) مجموعة من الخطوات التي يمکن للمرشد الواقعي Reality Counselor استخدامها مع مرشده لمساعدته على تحمل المسئولية ووضع خطط واقعية مسئولة تمکنه من تحقيق أهدافه بواقعية ومنطقية ، وتتضح هذه الخطوات على النحو التالي :

1)    إقامة علاقة إرشادية إنسانية بين المرشد والمسترشد أساسها المشارکة والاندماج وقوامها الثقة والصدق ؛ لأن هذه المشارکة الإيجابية تمتد للاندماج مع الآخرين .

2)    دراسة السلوک الحالي غير الواقعي (غير المسئول) Unrealistic في ضوء إدراک الواقع ، رفض هذا السلوک وتقبل الواقع في إطار الترکيز علي الحاضر .

3)    تقييم السلوک الحالي ومدي إشباعه لحاجاته ؛ تمهيداً لتغييره حتى يشبعها المسترشد
بسلوک مسئول .

4)    تحديد احتمالات السلوک المسئول .

5)    اختيار السلوک المشبع للحاجات في العالم الواقعي ، والالتزام بعمل ما هو واقعي
ومسئول وصائب.

6)    تقييم النتائج السلوکية لتنفيذ الالتزام .

7)    إثابة الذات علي السلوک الملتزم المسئول .

8)    المثابـرة حتى يتحقق الهدف ؛ وهو تغيير السلوک غير السوي إلي سلوک مسئول .

دراسات سابقة :

نظراً لعدم توافر دراسات کافية ومباشرة _في حدود علم الباحث_ استخدمت نظرية الإرشاد بالواقع لخفض مشکلات واضطرابات سلوکية لدى المکفوفين ، سيتم عرض الدراسات السابقة التي تناولت الإرشاد بالواقع وقلق المستقبل لدى عينات مختلفة من المراهقين العاديين وذوي الاحتياجات الخاصة ، کذلک البرامج الإرشادية والعلاجية المستخدمة في خفض قلق
المستقبل لديهم .

قام مولين (Moline , 1995) بدراسة هدفت إلى تقديم المساعدات والتدخلات النفسية لمساعدة المراهقين المعاقين بصرياً الذين يظهرون أنواعاً من الغضب بسبب قلق المستقبل . تکونت الدراسة من (10) مراهق من ذوي الإعاقة البصرية وتراوحت أعمارهم بين (15ـــــ18) سنة ، وتظهر عليهم أعراض الغضب والانفعال السريع . أشارت النتائج إلى أهمية تقديم المساعدات والخدمات النفسية والاجتماعية لهؤلاء الفئة من المراهقين المعاقين الذين يعانون من قلق المستقبل عـن طريق وضع البدائل المختلفة والحلول المتنوعة للمشکلات التي يواجهونها ، واستخدام منظور المستقبل وتشجيعهم على عمل تعريفات مختلفة للموقف الحالي والذي يمکن تغييره بسهولة .

وقام جونسون (Johnson , 1997) بدراسة العلاقة بين المستوى الاجتماعي والاقتصادي للمعاقين بصرياً والقلق الاجتماعي وقلق المستقبل . تکونت عينة الدراسة من (67) طالباً من طلاب الصفوف الرابع والخامس والسادس بالمدارس العليا ممن يتراوح أعمارهم بين (14ـــــ17) سنة . انتهت الدراسة بأن الطلاب المعاقين بصرياً ذوي المستوى الاقتصادي والاجتماعي المتدني يتسمون بانخفاض في تقدير الذات وارتفاع في القلق الاجتماعي وقلق المستقبل مقارنة بأقرانهم ذوي المستوى الاقتصادي والاجتماعي المرتفع ؛ فالعلاقة بين المستوى الاقتصادي والاجتماعي وکل من القلق الاجتماعي وقلق المستقبل عکسية، وبين المستوى الاقتصادي والاجتماعي وتقدير الذات طردية .

هدفت دراسة إيمان لطفي (2003) إلى تخفيف حدة الاضطرابات السلوکية (السلوک العدواني والسلوک الانطوائي) لدى التلاميذ المکفوفين في المرحلة الابتدائية باستخدام برنامج قائم على الإرشاد بالواقع . تکونت عينة الدراسة من (10) تلاميذ ؛ بواقع (5) من الصف الرابع و(5) من الصف الخامس تتراوح أعمارهم ما بين (10ـــــ12) سنة ، وتمت مجانسة أفراد العينة في درجة فقد البصر (کف کلي) والجنس والعمر الزمني ونسبة الذکاء والمستوى الاقتصادي الاجتماعي الثقافي للأسرة . توصلت نتائج الدراسة إلى فعالية الإرشاد بالواقع في خفض حدة الاضطرابات السلوکية لدى الطفل الکفيف في المرحلة الابتدائية .

وهدفت دراسة بورک وآخرين (Burke , et al. , 2005) إلى التعرف على إمکانية التنبؤ بقلق المستقبل عندما يعاني المراهقون من بعض الاضطرابات الوجدانية والسلوکية . تکونت عينة الدراسة من (177) مراهق تراوحت أعمارهم (14ـــــ19) سنة . وأظهرت النتائج معاناة المراهقين من بعض الاضطرابات الوجدانية والسلوکية مصاحبة باکتئاب وقلق متزايد ، وأن هذه الاضطرابات من العوامل المنبئة بقلق المستقبل والاکتئاب والقلق العام ؛ وهذا ما أسماه بورک وزملاؤه بـــ"الاکتئاب المستقبليFuture Depression” .

وقام بيدﭺ(Page , 2009) بدراسة فعالية استخدام برنامج علاجي بالواقع في تعديل سلوک المراهقين المضطربين انفعالياً . تکونت عينة الدراسة من (24) طالب مراهق بالمرحلة الثانوية ممن تراوحت أعمارهم بين (17ــــ19) سنة ويعانون من الاضطرابات الانفعالية . وأظهرت نتائج الدراسة أن عينة الدراسة تأثرت إيجابياً بتطبيق فنيات العلاج بالواقع ، وتعلمت طرق أفضل لتحقيق وإشباع حاجات المراهقين ، ومساعدتهم بطريقة فعالة للحصول على ما يريدونه من الحياة ؛ فانخفضت الاضطرابات الانفعالية لديهم ، وأحرزوا نتائج إيجابية على مقياس الدراسة (مقياس
السلوک التکيفي) .

ودراسة کاروب (Carob , 2012) هدفت إلى التحقق من فعالية العلاج الجمعي القائم على العلاج بالواقع على سلوک طلاب المدرسة المتوسطة المعرضين للخطر . تکونت عينة الدراسة من (40) طالب وطالبة من طلاب الصف السابع بمدرسة الأباما بالولايات المتحدة الأمريکية ؛ تم اختيارهم بشکل عشوائي ممن يتراوح أعمارهم بين (12ــــ14) سنة ، وتم تقسيمهم على مجموعتين : تجريبية (20) طالب وطالبة وضابطة (20) طالب وطالبة . وأسفرت نتائج الدراسة عـن فعالية العلاج الواقعي في خفض المشکلات السلوکية (العدوان والجنوح) لدى الطلاب المراهقين ، وزيادة الکفاءة الاجتماعية والتواصل مع الآخرين وتقدير الذات وکفاء الأداء المدرسي لدى عينة الدراسة .

وأجريت دراسة مورو (Morrow , 2011) بهدف تحديد العلاقة بين القـلـق ومنظور الوقت المستقبلي لدى طلاب الکليات من المعاقين بصرياً . تکونت عينة الدراسة من (75) طالب جامعي من المعاقين بصرياً مقسمين إلى ثلاث مجموعات : (25) مريضاً باضطراب قلق السمة ، (25) طالب باضطراب قلق الحالة ، (25) مريضاً باضطرابات القلق الأخرى کالوسواس القهري الأولي والخوف الاجتماعي . أوضحت النتائج أن اضطرابات مرضى قلق السمة کانوا أکثر هماً وانزعاجاً تجاه المستقبل من مرضى قلق الحالة ، وکانوا مرضى اضطرابات القلق الأخرى مهمومين أکثر بالمستقبل من مرضى اضطرابات قلق الحالة وقلق السمة .  

وهدفت دراسة مها عبد الحميد (2014) إلى اختبار فعالية برنامج يستخدم الإرشاد بالواقع في خفض قلق الاختبار لدى عينة الطلاب شهادة المدرسة الثانوية . تکونت عينة الدراسة من (40) طالب من المراهقين الذکور والإناث الذين يعانون من قلق الامتحان ، وتنقسم العينة إلى أربع مجموعات: مجموعتين تجريبيتين (10 من الذکور و 10 من الإناث) ، مجموعتين تحکم (10 من الذکور و 10 من الإناث) المراهقين . توصلت نتائج الدراسة إلى وجود فروق ذات دلالة بين متوسطات درجات الذکور والإناث على مقياس قلق الامتحان لصالح الذکور ، فعالية البرنامج في خفض قلق الاختبار لدى المجموعة التجريبية بأبعاده (قلق الاختبار البدني ـــــ المعرفي ـــــ السلوکي) .

من خلاصة الدراسات السابقة توصل الباحث إلى صياغة فروض البحث على النحو التالي :

1. توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطي رتب درجات المجموعة التجريبية ورتب درجات المجموعة الضابطة في القياس البعدي على مقياس قلق المستقبل بأبعاده (القلق الأکاديمي ـــــ القلق المهني ـــــ القلق الأسري ـــــ القلق الصحي) والدرجة الکلية لصالح المجموعة التجريبية .

2. توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطي رتب درجات المجموعة التجريبية في القياسين القبلي والبعدي على مقياس قلق المستقبل بأبعاده (القلق الأکاديمي ـــــ القلق المهني ـــــ القلق الأسري ـــــ القلق الصحي) والدرجة الکلية لصالح القياس البعدي .

3. لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطي رتب القياسين (البعدي والتتبعي) للمجموعة التجريبية في قلق المستقبل بأبعاده على مقياس قلق المستقبل بأبعاده (القلق الأکاديمي ـــــ القلق المهني ـــــ القلق الأسري ـــــ القلق الصحي) والدرجة الکلية .

حدود الدراسة :

تتحدد الدراسة الحالية بمنهج الدراسة ، العينة ، الأدوات المستخدمة ، الأساليب الإحصائية المستخدمة في تحليل البيانات والتحقق من الفروض ؛ وذلک على النحو التالي :

أ ـ منهج الدراسة : اتبعت الدراسة المنهج شبه التجريبي تصميم قبلي بعدي لمجموعتين (تجريبية وضابطة) بإجراءاته المعروفة .

ب ـ عينة الدراسة : تکونت من (20) عشرين طالب کفـيف من الطلاب الذکور بالمرحلتين الإعدادية والثانوية بمدرسة النور للمکفوفين التابعة لإدارة غرب المنصورة بمحافظة الدقهلية ، وممن تتراوح أعمارهم بين (15ــــــ 18) سنة والذين حصلوا علي أعلي الدرجات على مقياس قـلـق المـسـتـقـبـل (إعداد الباحث) . وقد تم إجراء التکافؤ بين المجموعتين من حيث المستوى الثقافي الاقتصادي للأسرة وقلق المستقبل ، ويتضح ذلک من خلال الجدولين التاليين :

جدول (1) : دلالة الفروق بين المجموعتين التجريبية والضابطة في العمر الزمني ومستوى الأسرة

المتغير

المجموعة

العدد (ن)

متوسط الرتب

مجموع الرتب

قيمة U

 قيمة Z

مستوي الدلالة

العمر

الزمني

ضابطة

10

85 ‚10

5‚108

5‚46

269‚0

غير دالة

تجريبية

10

15 ‚10

5‚101

مستوى الأسرة

ضابطة

10

70 ‚9

00‚97

00‚42

608‚0

غير دالة

تجريبية

10

30 ‚11

00‚113

يتضح من الجدول السابق عدم وجود فـروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطي رتب درجات المجموعتين التجريبية والضابطة في العمر الزمني والمستوى الاقتصادي الاجتماعي للأسرة ؛ وهذا يدل على التکافؤ بين المجموعتين التجريبية والضابطة في القـياس القـبلي .

جدول (2) : دلالة الفروق بين المجموعتين التجريبية والضابطة على مقياس قـلـق المـسـتـقـبـل (القياس القبلي)

الأبعاد

المجموعة

ن

متوسط الرتب

مجموع الرتب

قيمة U

 قيمة Z

مستوي الدلالة

البعد الأکاديمي

ضابطة

10

85 ‚11

118.5

36.5

1.037

غير دالة

تجريبية

10

15‚9

91.5

البعد المهني

ضابطة

10

05‚10

100.5

45.5

0.344

غير دالة

تجريبية

10

95‚10

109.9

البعد الأسري

ضابطة

10

60‚9

96

41

0.689

غير دالة

تجريبية

10

40‚11

114

البعد الصحي

ضابطة

10

30‚11

113

42

0.612

غير دالة

تجريبية

10

70‚9

97

الدرجة الکلية

ضابطة

10

45‚10

104.5

49.5

0.038

غير دالة

تجريبية

10

55‚10

105.5

ج ـ أدوات الدراسة : استخدمت الدراسة الأدوات التالية : استمارة المستوى الثقافي والاقتصادي الاجتماعي ـــ مقياس قلق المستقبل لدى المراهقين مکفوفي البصر ــــ برنامج قائم على
الإرشاد بالواقع .

ـ استمارة المستوى الثقافي والاقتصادي الاجتماعي (إعداد الباحث) :

قام الباحث بتصميم استمارة المستوي الثقافي الاجتماعي الاقتصادي بهدف تجانس المجموعة التجريبية والضابطة في متغير المستوي الثقافي والاجتماعي والاقتصادي للمراهـقين المکـفـوفـين وأسرهم . وتتکون الاستمارة من ثلاث أبعاد هي : البعد الثقافي للطالب ـــــ البعد الاجتماعي للأسرة ــــــ البعد الاقتصادي للأسرة . والحد الأدنى لمجموع درجات الاستمارة (23) درجة والحد الأقصى لها (66) درجة ، ومن خلال حساب الارباعي الأعلى والارباعي الأدنى تم تصنيف المستوي الثقافي الاجتماعي الاقتصادي للطلاب المکفوفين إلى ثلاثة مستويات على النحو التالي :

§     المستوي الثقافي الاجتماعي الاقتصادي المنخفض = أقل من 32 درجة .

§     المستوي الثقافي الاجتماعي الاقتصادي المتوسط = من 32 ــــــ 43 درجة .

§     المستوي الثقافي الاجتماعي الاقتصادي المرتفع = أکبر من 43 .

ـ مقياس قـلـق المـسـتـقـبـل لدى المراهقين مکـفـوفـي البصر (إعداد الباحث) :

قام الباحث بإعداد أداة تقيس قـلـق المـسـتـقـبـل لدى المراهقين مکفوفي البصر بعد الإطلاع على الأدبيات والدراسات السابقة . ويتـکون مقـياس قـلـق المـسـتـقـبـل لدى المراهـقـين مکـفـوفي البـصر من (45) مفردة موزعة على (4) أربعة أبعاد ، وأمام کل مفردة (3) ثلاثة بدائل ؛ هي : غالباً ــــــــ أحياناً ـــــــ نادراً ؛ يختار المفحوص بديل واحد فقط من بينهم ، وتوزع عبارات المقياس على أبعاده على
النحو التالي :

جدول (3) : توزيع المفردات على أبعاد المقياس

م

البعد

المفردات

عدد المفردات

1

قلق المـسـتـقـبـل الأکاديمي

1 ، 5 ، 9 ، 13 ، 17 ، 21 ، 25 ، 29 ، 33 ، 37 ، 41 ، 45 .

12

2

قلق المـسـتـقـبـل المهني

2 ، 6 ، 10 ، 14 ، 18 ، 22 ، 26 ، 30 ، 34 ، 38 .

10

3

قلق المـسـتـقـبـل الأسري

3 ، 7 ، 11 ، 15 ، 19 ، 23 ، 27 ، 31 ، 35 ، 39 ، 40 ، 42 ، 44 .

13

4

قلق المـسـتـقـبـل الصحي

4 ، 8 ، 12 ، 16 ، 20 ، 24 ، 28 ، 32 ، 36 ، 43 .

10

طريقة تطبيق وتصحيح المقياس : قام الباحث بقراءة مفردات المقــياس مفــردة تلي الأخرى على المفحوص بمفرده. وقام الباحث بوضع علامة (√) في الخانة التي تعبر عن رأي المفحوص ؛ وتُعطي درجات (3ـــــــ2ـــــــ1) على ترتيب بدائل المقياس (غالباً ــــــــ أحياناً ـــــــ نادراً) وتتراوح درجات المقياس بين
(45 ـــــــ 135) درجة .

الإجراءات السيکومترية للمقياس :

1 ـ ثبات المقياس : تم التحقق من ثبات المقياس من خلال طريقتين :

أ ـ طريقة إعادة التطبيق : قام الباحث بتطبيق المقياس علي عينة التقنين ، ثم إعادة التطبيق على نفس العينة بفارق زمني أسبوعـين بين التطبيق الأول والثاني وحساب معامل الارتباط بين متوسط درجات العينة في التطبيقـين . وکانت معاملات الارتباط دالة إحصائياً عند (0.01) بين التطبيقين (الأول والثاني) ؛ حيث تراوحت قيم معاملات ارتباط بيرسون بين (0.882) و(0.987) مما يدل علي أن الاستمارة تتمتع بدرجة عالية من الثبات .

ب ـ طريقة ألفا کرونباخ : قام الباحث بحساب معامل ألفا کرونباخ للتحقق من ثبات المقياس ، وکانت معاملات ألفا کرونباخ جميعها عالية ، وأن معامل الثبات الکلي (0.985) وهذا يدل على أن المقياس يتمتع بدرجة عالية من الثبات .

2 ـ صدق المقياس : تم التحقق من صدق المقياس بثلاث طرق :

أ ـ الصدق الظاهري : اعتمد الباحث على رأي مجموعة من المحکمين المتخصصين في الصحة النفسية والتربية الخاصة بکليتي التربية والآداب بجامعات المنصورة ودمياط والزقازيق، والذين اتفقوا على أن مفردات المقياس تنتمي لکل بعد من أبعاده ، وتم حساب معامل الاتفاق على مفردات الاستمارة، وتراوحت نسب اتفاق المحکمين على مفردات المقياس
بين (80%) و(100%) .

ب ـ صدق المحک : قام الباحث بالتأکد من صدق المقياس باستخدام صدق المحک من خلال تطبيق مقياس قـلـق المـسـتـقـبـل(1)لدى المعاقين بصرياً (إعداد : سميرة أبو الحسن ، 2005) _ وکان يتمتع هذا المقياس بدرجة عالية من الثبات والصدق _ ومقـياس قلق  المستـقـبل لدى المراهـقـين مکــفـوفي البصر (إعداد الباحث) على عـينة التقنين . وأسفر التطبيق عن وجود علاقة ارتباطية دالة إحصائياً عند (0.01) بين متوسط درجات العينة على المقياسين ؛ حيث تراوحت قيم معاملات ارتباط بيرسون بين (0.930) و(0.992) مما يدل علي أن المقياس يتمتع بدرجة عالية من الصدق .

ج ـ صدق المقارنة الطرفية (الصدق التمييزي) :  قام الباحث بالتحـقــق من قدرة الاختبار على التمييز من خلال حساب قيم مان ويتني (Mann Whitney) لحساب دلالة الفروق بين متوسطي رتب أعـلى (27%) وأدنى (27%) على مقياس الباحث وباستخدام مقياس قلق المستقبل لدى المعاقين بصرياً (سميرة أبو الحسن ، 2005) وکانت دلالة الفروق موضحة کما في
الجدول التالي :

جدول (4) : دلالة الفروق بين أعلى (27%) وأدنى (27%) على مقياس الباحث ومقياس سميرة أبو الحسن (2005)

الأبعاد

المجموعة

ن

متوسط الرتب

مجموع الرتب

قيمة U

 قيمة Z

مستوي الدلالة

البعد الأکاديمي

أعلى 27%

15

00‚8

120.00

0.000

4.854

  دالة

أدنى 27%

15

00‚23

345.00

البعد المهني

أعلى 27%

15

00‚8

120.00

0.000

4.743

  دالة

أدنى 27%

15

00‚23

345.00

البعد الأسري

أعلى 27%

15

00‚8

120.00

0.000

4.862

  دالة

أدنى 27%

15

00‚23

345.00

البعد الصحي

أعلى 27%

15

00‚8

120.00

0.000

4.735

دالة

أدنى 27%

15

00‚23

345.00

الدرجة الکلية

أعلى 27%

15

00‚8

120.00

0.000

4.678

دالة

أدنى 27%

15

00‚23

345.00

يتضح من الجدول السابق وجود فـروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطي رتب درجات أعلى وأدنى (27%) على مقياس الباحث بأبعاده ؛ مما يدل على تمتع المقياس بدرجة عالية من القدرة
على التمييز .

 

ـ برنامج الدراسة القائم على الإرشاد بالواقع (إعداد الباحث) :

أهداف البرنامج :

يهدف البرنامج الحالي إلى اختبار فعالية برنامج قائم على الإرشاد بالواقع في خفض قـلق المستـقـبـل لدى عينة من المراهقين مکفوفي البصر، ومن ثم تحقيق الصحة النفسية والتوافق النفسي . ويندرج تحت الهدف الرئيسي للبرنامج الإرشادي مــجــمــوعــة من الأهــداف الخاصة ؛ والتي يسعى الباحث إلى تحــقــيــقــها من خلال جــلسات البرنامج والتي تتمثل في :

§      التعارفبينالمرشد والمسترشدين والاتفاق على مواعـيد جـلسات البرنامج وتحـقـيـق جــو من التــقــبل والألــفة بين المرشد والمسترشدين .

§      التعـريف بالمتـغـير المستـقـل (الإرشاد بالواقع) ومفاهيمه الأساسـية ، أسـسه ومـدى مناسبته للمرحـلة لعـينة الدراسة في خـفــض قـلـق المستـقـبـل لـديهم .

§      تـنـمية مـعـارف المسترشـدين حـول قـلـق المستقبل ومـظـاهـره وأعـراضه .

§      الـتعرف على أسباب قـلق المستـقـبل الأکـاديمي والمهني والأسري والصحي لدى المراهـق الکـفـيـف، وتهيئته للمشکلات المتوقع مواجـهـتها مستـقـبلاً ومساعـدته على التغـلب عـليها .

§      مساعــدة المسترشد عــلى الترکيز عــلى الحاضر من خلال سلوکياته وتصرفاته في مواقف الحياة المختلفة .

§      التـعـرف على مـعـنى حرية الاختيار ، واستخـدامها في المواقف الحياتية لدى المسترشد .

§      مساعـدة المسترشد على التخطيط للسلوک المسئول من خلال نظام "WDEP".

§      مساعــدة المسترشــد عــلى وضع خــطة واقعـية مـقــبولة والالــتــزام بخــطــواتها لتـحــقــيــق هــدف يسعى للوصول إليه .

§      التــحــقــق من مــدى نجاح البرنامج وفاعلــيته في خــفــض قــلــق المستــقــبــل
لدى المسترشدين .

محتوى البرنامج :

يتکون برنامج الدراسة من (28) جلسة ؛ تم تطبيقهم على مدار شهرين ونصف تقريباً بواقع ثلاث جلسات أسبوعياً بمدرسة النور للمکفوفين بمدينة المنصورة في الفصل الدراسي الثاني من العام الدراسي 2014 / 2015 .

الخطوات الإجرائية للدراسة :

1ـــــ تم اختيار عينة الدراسة من طلاب مدرسة النور للمکفوفين التابعة لإدارة غرب المنصورة بمحافظة الدقهلية، وتطبيق مقياس قلق المستقبل (إعداد الباحث) على طلاب الصف الثالث الإعدادي والصفوف الثلاث الثانوية .

2ـــــ تم اختيار عينة الدراسة من بين الطلاب الذين حصلوا على أعلى الدرجات على مقياس الدراسة ، والبالغ عددهم (20) عشرين طالب کفيف ، وتم جمع البيانات الأساسية من خلال استمارة المستوى الثقافي الاقتصادي الاجتماعي للأسرة لتحقيق التکافؤ بين مجموعتي الدراسة
(تجريبية وضابطة) .

3ــــــ تم تطبيق البرنامج الإرشادي على أفراد المجموعة التجريبية (مجموعة الدراسة) دون
المجموعة الضابطة .

4ــــــ تم إجراء القياس البعدي للمجموعتين التجريبية والضابطة بعد الانتهاء من تطبيق البرنامج ، وبعد مرور ثمانية أسابيع من القياس البعدي لمقياس قلق المستقبل تم إجراء القياس التتبعي .

5ــــــ تم تصحيح استجابات المفحوصين بالمجموعة التجريبية والضابطة وتجميع البيانات وتحليلها باستخدام الأساليب الإحصائية المناسبة والتحقق من فروض الدراسة ومناقشة النتائج وتفسيرها.

عرض نتائج الدراسة :

ينص الفرض الأول على : "وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطي رتب درجات المجموعة التجريبية ورتب درجات المجموعة الضابطة في القياس البعدي على مقياس قلق المستقبل بأبعاده والدرجة الکلية لصالح المجموعة التجريبية "

للتحقق من صحة الفرض تم استخدام اختبار مان ويتني Mann-Whitney Test اللابارامتري لحساب دلالة الفروق بين متوسطي رتب درجات أفراد المجموعة التجريبية والضابطة، ويتضح ذلک من خلال الجدول التالي :

جدول (5) : قيم (U)لدلالة الفروق بين متوسطي رتب درجات مجموعتي الدراسة
بعد تطبيق البرنامج على مقياس قلق المستقبل

الأبعاد

المجموعة

ن

متوسط الرتب

مجموع الرتب

قيمة U

 قيمة Z

مستوي الدلالة

القلق الأکاديمي

تجريبية

10

5‚5

55.00

0.000

3.798

دال

 عند (0.01)

ضابطة

10

5‚15

155.00

القلق المهني

تجريبية

10

10‚7

71.00

16.000

2.590

دال

عند (0.01)

ضابطة

10

90‚13

149.50

القلق الأسري

تجريبية

10

90‚5

59.00

4.000

3.498

دال

عند (0.01)

ضابطة

10

00‚15

150.00

القلق الصحي

تجريبية

10

65‚7

76.50

21.50

2.173

دال

عند (0.05)

ضابطة

10

35‚13

133.50

الدرجة الکلية

تجريبية

10

5‚5

55.00

0.000

3.784

دال

عند (0.01)

ضابطة

10

5‚15

155.00

وتتضح الفروق بين متوسطي رتب درجات المجموعة التجريبية ورتب درجات المجموعة الضابطة في القياس البعدي (بعد تطبيق البرنامج) على مقياس قلق المستقبل بأبعاده من خلال الشکل التالي:

 

شکل (1) يوضح  متوسطي رتب درجات مجموعتي الدراسة في القياس البعدي على مقياس قلق المستقبل

مناقشة وتفسير نتائج الفرض الأول :

يفسر الباحث هذه النتيجة بتعرض المجموعة التجريبية لجلسات البرنامج الإرشادي القائم على الإرشاد بالواقع لوليم جلاسر ، حيث أثبتت النظرية فعاليتها بمبادئها وأسسها (الواقعية ــــ المسئولية ــــ إشباع الحاجات الأساسية کالبقاء والقوة والحب والحرية ــــ الترکيز على الحاضر ــــ الصواب والخطأ ــــ التخطيط للسلوکيات المسئولة) وفنياتها کالاندماج والتفاعل ، الترکـيز علي السلوک أکثر من الترکيز علي المشاعــر ، التقييم الذاتي ، الخطة ،  الالتزام بالإضافة إلى مجموعة من الفنيات العامة کالتعزيز الموجب ، الواجبات المنزلية ، النشاط الحر ، النشاط التمثيلي .

استطاع البرنامج الإرشادي خفض قلق المستقبل الأکاديمي لدى أفراد المجموعة التجريبية من خلال مبادئ الواقعية ــــ الترکيز على الحاضر ــــ الصواب والخطأ ــــ التخطيط . ساعد الباحث المسترشدين على التعبير عن واقعهم الأکاديمي من خلال وضع أهداف دراسية في المستقبل بشکل واقعي في ضوء قدرات المسترشد العقلية وإمکاناته التحصيلية والاستيعابية . ونجح البرنامج أيضاً في مساعدة المسترشدين على کيفية وضع خطة لتحقيق أهدافهم سواء قصيرة المدى (التفوق في المرحلة الثانوية) وطويلة المدى (الالتحاق بالجامعة مستقبلاً) .

انخفض قلق المستقبل المهني لدى أفراد المجموعة التجريبية من خلال أسس الإرشاد بالواقع ؛ وهي: الواقعية ــــ الترکيز على الحاضر ــــ الصواب والخطأ ــــ التخطيط . طلب الباحث من المسترشدين ضرورة أن تکون مهنة المستقبل مناسبة لهم ، وأن تکون في نفس مجال الدراسة أو قريب منه ، وأن يکون المسترشد واقعي ومنطقي في طموحاته وأهدافه المهنية . وساهم البرنامج الإرشادي أيضاً في خفض قلق المستقبل الأسري لدى المسترشدين ؛ وذلک من خلال إصدار أحکام تقييمية وحرية الاختيار وتحقيق الهوية الناجحة والمسئولية ، فنجح البرنامج في أولى جلساته الخاصة بهذا الجانب في مساعدة المسترشد على إصدار أحکام تقييمية بأن مخاوفه والقلق الزائد من المستقبل بشأن الزواج وتکوين أسرة وتربية الأبناء ما هي إلا مثبطات لطاقات الفرد ، ومن ثم على المسترشد السعي لتحقيق الهوية الناجحة من خلال حرية اختياره لزوجة صالحة مستقبلاً .

من خلال مبادئ الترکيز على الحاضر وإشباع الحاجة للمتعة والقوة والواقعية نجح البرنامج الإرشادي في خفض قلق المستقبل الصحي لدى أفراد المجموعة التجريبية ؛ فکان قلق المسترشدين تجاه حالتهم الصحية مستقبلاً زائد ويشوبه التهديد والخوف والذي بدوره يؤثر على صحتهم سلباً ، ويصاحب ذلک أعراض فسيولوجية ونفسية سالبة کالتعرق ــــ زيادة معدل نبضات القلب ــــ الدوران ــــ الغثيان کذلک الأرق ــــ الأحلام المزعجة . کل هذه الأمور تقلص فرص المسترشدين في التمتع والاستمتاع بالحياة ، لذا حث الباحث المسترشدين على ضرورة الترکيز
على الحاضر .
   

ينص الفرض الثاني على : " فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطي رتب درجات المجموعة التجريبية في القياسين القبلي والبعدي على مقياس قلق المستقبل لصالح القياس البعدي"

للتحقق من صحة هذا الفرض تم استخدام اختبار ويلکوکسون لإشارات الرتب Wilcoxon Signed Ranks Test اللابارامتري لحساب دلالة الفروق بين متوسطي رتب درجات أفراد المجموعة التجريبية في القياسين القبلي والبعدي على مقياس قلق المستقبل ، وتتضح دلالة الفروق بين متوسطي رتب درجات المجموعة التجريبية من خلال الجدول التالي :

جدول (6) : قيم (Z)لدلالة الفروق بين متوسطي رتب درجات المجموعة التجريبية
قبل وبعد تطبيق البرنامج على مقياس قلق المستقبل

البعد

اتجاه فروق الرتب

ن

متوسط الرتب

مجموع الرتب

المتوسط الحسابي

الانحراف المعياري

Z

حجم التأثير

مقدار التأثير

 

القلق الأکاديمي

السالبة

10

5.5

55.00

29.70

2.983

 

2.821

 

 

0.892

 

کبير

الموجبة

صفر

صفر

صفر

23.20

2.201

المتعادلة

صفر

----

----

----

----

الکلي

10

----

----

----

----

 

القلق المهني

السالبة

6

3.50

21.00

21.70

2.869

 

2.226

 

0.704

 

کبير

الموجبة

صفر

صفر

صفر

19.80

2.741

المتعادلة

4

----

----

----

----

الکلي

10

----

----

----

----

 

القلق الأسري

السالبة

7

5

35.00

27.10

4.095

 

2.383

 

0.754

 

کبير

الموجبة

1

1

1.00

22.70

2.497

المتعادلة

2

----

----

----

----

الکلي

10

----

----

----

----

 

القلق الصحي

السالبة

8

5.44

43.50

24.40

3.307

 

2.494

 

0.789

 

کبير

الموجبة

1

1.5

1.5

20.50

2.506

المتعادلة

1

----

----

----

----

الکلي

10

----

----

----

----

 

الدرجة الکلية

السالبة

10

5.5

55

102.90

8.425

 

2.810

 

0.889

 

کبير

الموجبة

صفر

صفر

صفر

86.20

5.116

المتعادلة

صفر

----

----

----

----

الکلي

10

----

----

----

----

ويتضح حجم تأثير برنامج الدراسة في خـفـض جوانب قلق المستقبل لدى أفراد المجموعة التجريبية بعد القياس البعدي لمقياس قلق المستقبل من خلال الشکل التالي :

 

شکل (2) يوضح حجم تأثير البرنامج على خفض قلق المستقبل لدى المجموعة التجريبية

تفسير نتائج الفرض الثاني :

يفسر الباحث فعالية برنامج الدراسة الحالي القائم على الإرشاد بالواقع في خفض قلق المستقبل الأکاديمي لدى أفراد المجموعة التجريبية ؛ حيث کانت معظم تقديرات المسترشدين في السنة الدراسية متوسطة وکان منهم مَنْ وکان هناک مَنْ کانت تقديراته مرتفعة . وفي بداية الجلسات الخاصة بهذا الجانب (قلق المستقبل الأکاديمي) هناک مَنْ کان يطمح في الالتحاق بکليات القمة على الرغم من تواضع قدراته التحصيلية أو يتغاضى عـن ظروف إعاقته ويريد الالتحاق بکليات الطب أو الهندسة مثلاً . استخدم الباحث أسس ومبادئ البرنامج الإرشادي کالواقعية ــــ المسئولية ــــ الصواب والخطأ ــــ التخطيط في خفض القلق الأکاديمي لدى المسترشدين . وکان للواقعية دور في أن يضع المسترشد أهدافه وطموحاته الأکاديمية في ضوء قدراته العقلية وإمکاناته التحصيلية بحيث لا تکون آمال وأماني بعيدة المنال وذلک من خلال مساعدة المسترشد على تحديد قلق المستقبل الأکاديمي لديه وإيجاد العلاقة بين قلق المستقبل الأکاديمي الزائد والفشل الدراسي .

في بداية الجلسات الخاصة بخفض قلق المستقبل المهني من خلال أسس الإرشاد بالواقع اتضح ارتفاع القلق المهني لدى مجموعة الدراسة ؛ وعلى الرغم من أن مشکلة البطالة وقلة فرص العمل مشکلة اجتماعية ظاهرة لدى جميع فئات مجتمعنا المصري يعاني منها کافة الشباب والمراهقين إلا أن معاناة المراهقين المکفوفين منها بالغة وتؤرق تفکيرهم . في بادئ الأمر استخدم الباحث مبدأ الواقعية وطلب من کل مسترشد وصف مستقبله المهني وأسباب قلقه تجاه المهنة أو العمل الذي سيلتحق به مستقبلاً ، وإن کانت مشکلة تقلص فرص العمل مشترکة لدى العاديين وذوي الفئات الخاصة ، إلا أن الکفيف يجد ظروف الإعاقة وطبيعة العمل واختلاف المهنة عن مجال الدراسة وعدم القدرة على توفير الاحتياجات من أهم الأسباب التي تؤرق المراهقين مکفوفي البصر .

استخدم الباحث مبادئ الإرشاد بالواقع لجلاسر في خفض قلق المستقبل الأسري لدى أفراد المجموعة التجريبية کإصدار أحکام تقييمية ـــــ حرية الاختيار ـــــ تحقيق الهوية الناجحة ـــــ المسئولية ، وأثبتت هذه المبادئ فعالية في خفض هذا الجانب . في البداية وجه الباحث سؤال لکل مسترشد : لماذا يسعى الإنسان للزواج ؟ أو ما أهمية الزواج بالنسبة لک ؟ . استمع الباحث إلى إجابات المسترشدين وناقشهم فيها وکان من إجاباتهم المنطقي ، وعقب الباحث أن الإنسان مثله کسائر جميع المخلوقات يسعى إلى  البقاء على قيد الحياة ؛ لکن الفرق بين الإنسان وسائر المخلوقات يکمن في أن الإنسان يدرک ضرورة بقائه في الحياة ، فالحاجة للبقاء حاجة أساسية نص عليها جلاسر في نظريته .

بالنسبة للجانب الأخير من قلق المستقبل لدى المراهقين مکفوفي البصر ؛ ألا وهو قلق المستقبل الصحي فتم خفضه من خلال مبادئ النظرية المستخدمة : المتعة والاستمتاع ــــ الدافعية ــــ الواقعية . بدأت جلسات هذا الجانب من خلال طلب الباحث من کل مسترشد إعطاء وصف لحالته الصحية عندما يزيد لديه القلق بصفة عامة أو عندما يخشى من المستقبل وغموضه ، واشترک المسترشدون في معاناتهم من جوانب التعب والإرهاق ـــــ الأرق ـــــ الأحلام المزعجة ـــــ التعرق ـــــ  اضطرابات الجهاز الهضمي على الرغم من عدم معاناتهم من أي إعاقات أخرى أو اضطرابات جسمية أخرى ؛ إلا أن تظهر لديهم مثل هذه المتاعب مع زيادة القلق والخوف الزائد . في النهاية يمکن القول أن البرنامج الإرشادي وفق نظرية جلاسر "الإرشاد بالواقع" بمبادئه وأسسه وفنياته ساهمت بشکل کبير في خفض جوانب قلق المستقبل (قلق المستقبل الأکاديمي ــــ قلق المستقبل المهني ــــ  قلق المستقبل الأسري ــــ قلق المستقبل الصحي) لدى أفراد المجموعة التجريبية .

ينص الفرض الثالث على : " عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطي رتب درجات المجموعة التجريبية في القياسين البعدي والتتبعي على مقياس قلق المستقبل" .

للتحقق من صحة هذا الفرض تم استخدام اختبار ويلکوکسون لإشارات الرتب Wilcoxon Signed Ranks Test اللابارامتري لحساب دلالة الفروق بين متوسطي رتب درجات أفراد المجموعة التجريبية في القياسين البعدي والتتبعي على مقياس قلق المستقبل ، وتتضح دلالة الفروق للمجموعة التجريبية في القياسين البعدي والتتبعي على المقياس من خلال الجدول التالي :


جدول (7) : قيم (Z)لدلالة الفروق بين متوسطي رتب درجات المجموعة التجريبية
في القياسين البعدي والتتبعي على مقياس قلق المستقبل

البعد

اتجاه فروق الرتب

ن

متوسط الرتب

مجموع الرتب

المتوسط الحسابي

الانحراف المعياري

Z

مستوى الدلالة

 

القلق الأکاديمي

السالبة

6

5.75

34.50

23.20

2.201

 

1.469

 

 

غير دال

 

الموجبة

3

3.5

10.50

22.00

3.127

المتعادلة

1

----

----

----

----

الکلي

10

----

----

----

----

 

القلق المهني

السالبة

صفر

صفر

صفر

19.80

2.741

 

2.549

 

دال

عند (0.05)

الموجبة

8

4.5

36.00

21.40

2.914

المتعادلة

2

----

----

----

----

الکلي

10

----

----

----

----

 

القلق الأسري

السالبة

8

4.56

36.50

22.70

2.497

 

1.784

 

غير دال

 

الموجبة

1

8.50

8.50

22.00

2.906

المتعادلة

1

----

----

----

----

الکلي

10

----

----

----

----

 

القلق الصحي

السالبة

8

4.69

37.50

20.50

2.506

 

1.045

 

غير دال

 

الموجبة

2

8.75

17.50

19.90

2.601

المتعادلة

صفر

----

----

----

----

الکلي

10

----

----

----

----

 

الدرجة الکلية

السالبة

6

4.08

24.50

86.20

5.116

 

1.784

 

غير دال

 

الموجبة

3

3.50

3.50

84.90

5.087

المتعادلة

1

----

----

----

----

الکلي

10

----

----

----

----

وتتضح الفروق بين متوسطي رتب درجات المجموعة التجريبية في القياسين البعدي والتتبعي على مقياس قلق المستقبل بأبعاده من خلال الشکل التالي :

 

شکل (3) يوضح اتجاه فروق الرتب للمجموعة التجريبية في القياسين البعدي والتتبعي على مقياس قلق المستقبل

تفسير نتائج الفرض الثالث :

تتفق هذه النتيجة مع نتائج الدراسات السابقة في استمرار فعالية البرامج الإرشادية والعلاجية في خفض قلق المستقبل لدى المراهقين وإن اخـتـلفـت الأساليب الإرشادية لکن أثبتت فعاليتها ونجاحها بعد تطبيق هذه البرامج ، وظهر ذلک من خلال حساب الفروق بين متوسطي درجات المجموعة التجريبية في القياسين البعدي والتتبعي کما في دراسات (وفاء الشافعي ومحمد عبد الرازق ، 2005 ؛ مصطفى عبد المحسن ، 2007 ؛ محمد  عبد الرحيم ، 2007 ؛ حسن الفنجري،  2008 ؛ Bijstra & Jackson , 2012 ؛ Camino , 2014) وفي حدود علم الباحث لم توجد دراسة أظهرت فروق دالة إحصائياً بين متوسطي درجات المجموعة التجريبية في القياسين البعدي والتتبعي ، وإن حدث فيدل على عدم فاعلية البرنامج في معالجة متغير الدراسة .

يفسر الباحث استمرار فعالية برنامج الدراسة الحالي القائم على الإرشاد بالواقع في خفض قلق المستقبل لدى عينة الدراسة (أفراد المجموعة التجريبية) ؛ حيث استطاع البرنامج الإرشادي بفاعلية خفض قلق المستقبل الأکاديمي لدى المسترشدين والقلق المرتبط بالدراسة الجامعية والطموحات والآمال البعيدة عن القدرات والإمکانات والانتقال والتحرک للذهاب إلي الجامعة وداخلها والطموحات والآمال البعيدة ، کل هذه الأمور استطاع البرنامج الإرشادي  إثبات  فعالية الإرشاد بالواقع في خفض قلق المستقبل الأکاديمي ، کذلک نجح برنامج الدراسة في خفض قلق المستقبل الأسري والجوانب المرتبطة باختيار الزوجة وتوفير متطلبات واحتياجات الزواج والأسرة مستقبلاً ومسئولية تربية الأبناء وواجبات المسترشد وحقوقه کزوج وواجبات الزوجة وحقوقها تجاهه مستقبلاً . عندما اتضحت مثل هذه الأمور لدي المسترشد انخفض قلق المستقبل الأسري لديه وتم مناقشة مخاوف الکفيف وأسباب قلقه تجاه مستقبله واقتناعه بالحلول والسعي نحو بناء خطة لتحقيق أهدافه وطموحاته وظهر ذلک في القياس التتبعي ، حيث کانت استجاباته في ذلک القياس متقاربة مع استجاباته في القياس البعدي (بعد الانتهاء من تطبيق البرنامج) .

نجح البرنامج الإرشادي القائم علي نظرية جلاسر "الإرشاد بالواقع" واثبت فعالية في خفض قلق المستقبل الصحي ، ووجد المسترشد أن لا مناص أو فائدة من القلق الزائد والخوف الشديد خاصة أنه سيؤثر سلباً علي حالته الصحية وتسبب له المتاعب والأمراض الجسمية ، کذلک لا فائدة أيضاً من توقع الإصابة بالأمراض ؛ فطالما رزقنا الله بصحة جيدة فعلينا الشکر والحمد واستغلالها في العمل النافع المفيد،   وعلينا أن ننظر بواقعية ومنطقية إلى حالتنا الصحية الحالية وأن نهتم بها مع تنمية الحواس المتبقية . مع استمرار الجلسات الخاصة بهذا الجانب واکتساب المسترشدين مهارة التخطيط والمسئولية سعى بعض المسترشدون إلى مزاولة الأنشطة الرياضية المحببة لهم حفاظاً علي قوامهم الجسمي وحالتهم الصحية بواقع مرتان أو ثلاث مرات أسبوعياً من ناحية ووسيلة لخفض قلق المستقبل الصحي والتنفيس عن جوانب القلق والتوتر من ناحية أخرى ، وهذا يدل علي فعالية البرنامج الإرشادي في خفض قلق المستقبل الصحي لدي أفراد المجوعة التجريبية .

لم يحقق البرنامج فعالية ونجاح في خـفـض قلق المستقبل المهني وإن کان قد انخفض في القياس البعدي ، إلا أنه لم تستمر فعاليته في القياس التتبعي . وقد لاحظ الباحث أثناء جلسات البرنامج بإمکان المسترشد أن يجد ويجتهد في الدراسة _وان کان هذا واجب عليه_ ويسعى لتحقيق الهوية الناجحة وإثبات الذات ؛ إلا أنه يجد نفسه في النهاية لا يمکنه الالتحاق بفرصة عمل مناسبة أو يمتهن بوظيفة حکومية مثلاً وتکون في نفس مجال تخصصه الدراسي ، وجاء اقتناعهم بهذا لما وجدوه ولمسوه في مجتمعهم من أقارب أو أصدقاء معهم يحملون مؤهلات عليا ولم يُمنحوا فرصة العمل المناسبة . هذا ليست مشکلة خاصة بمعاقين أو مکفوفين ، وإنما مشکلة اجتماعية اقتصادية من الدرجة الأولى ، والحديث عنها الآن ليس محل دراستنا . وإنما طلب الباحث من المسترشدين _على أنهم أفراد أسوياء_ ضرورة الإصرار علي الهدف والسعي لتحقيقه خلال خطه بناءة . وطالما أنت تريد عمل مناسب لک وتجتهد من أجله وتتميز فستجد العمل المناسب لک ، فيقول رسولنا الکريم r في حديثه الشريف : "إن الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً" .



1 الأدبيات : محمد الطيب (1989) ؛ مجدي عبد الله (1996) ، بشير الرشيدي (1998) ، وليم جلاسر (2000) ، مفتاح عبد العزيز (2001) ، (Glasser & Zunin, 2003) ، ستينباک  (Stainback , 2007) ، بريکيل (Brickell , 2007) مورو وکوتمان  (Muro & Kutman , 2010) وچريجوار وچنجرز  (Gregoire & Jungers , 2010) .

المــراجــع
1.     أبو بکر مرسي (1997) : أزمة الهوية والاکتئاب النفسي لدى الشباب الجامعي . مجلة دراسات نفسية ، القاهرة ، دار الکتب المصرية ، المجلد السابع ، العدد الثالث ، ص ص : 336 ـــــــ 369 .
2.     أحمد حسانين أحمد (2000) : قلق المستـقـبل وقلق الامتحان في علاقتهما ببعض المتغيرات لدى عينة من طلاب الصف الثاني الثانوي . رسالة ماجستير غير منشورة ، قسم علم النفس، کلية الآداب، جامعة المنيا .
3.     أحمد رجب السيد (2010) : فاعلية برنامج إرشادي في خفض قـلـق المـسـتـقـبـل لدى أسر الأطفال المعاقين عقلياً وأثره على تعديل السلوک اللاتکيفي لدى هؤلاء الأطفال . رسالة دکتوراه غير منشورة ، کلية البنات ، جامعة عين شمس .
4.     إبراهيم أبو الهدى (2011) : دراسة سيکومترية إکلينيکية لقلق المستقبل وعلاقته بمعـنى الحياة ووجهة الضبط لدى عينة من المعاقين بصريا والمبصرين . رسالة دکتوراه غير منشورة ، قسم الصحة النفسية ، کلية التربية ، جامعة عين شمس .
5.     إبراهيم محمود إبراهيم (2003) : مستوى التوجه نحو المستقبل وعلاقته ببعض الاضطرابات لدى الشباب الجامعي . المجلة المصرية للدراسات النفسية ، جامعة عين شمس ، المجـلد الثاني عشر، العدد الثامن والثلاثون ، ص ص : 157 ـــــ 213 .
6.     إجلال سري (2000) : علم النفس العلاجي .الطابعة الثانية ، القاهرة ، عالم الکتب .
7.     إيمان صبري إسماعيل (2003) : بعض المعتقدات الخرافية لدى المراهقين وعلاقتها بقـلـق المـسـتـقـبـل والدافعية للإنجاز . المجلة المصرية للدراسات النفسية ، القاهرة ،المجلد الثالث عشر ، العدد الثامن والعشرون ، ص ص : 53 ـــــ93 .
8.     إيمان لطفي (2003) : فاعلية برنامج للعلاج الواقعي في تخفيف حدة الاضطرابات السلوکية لدى الطفل الکفيف في المرحلة الابتدائية . رسالة ماجستير غير منشورة ، قسم الصحة النفسية ، کلية التربية ، جامعة عين شمس .
9.     بشير الرشيدي (1998) : الإرشاد النفسي الواقعي وفق نظرية العلاج الواقعي . الکويت ، مکتبة الکويت الوطنية .
10.  حامد عبد السلام زهران (1997) : الصحة النفسية والعلاج النفسي .الطابعة الثالثة ، القاهرة ، عالم الکتب .
11.  حسين فايد (2004) : علم النفس المرضي (السيکوباثولوجي) . سلسلة علم النفس ، القاهرة ، مؤسسة طيبة للنشر والتوزيع .
12.  رأفت محمد الشافعي (1996) : الاتجاهات الوالدية کما يدرکونها الأبناء وعلاقتها بتصورهم للمستقبل . دراسة مقارنة على عينة من الجنسين. رسالة ماجستير غير منشورة ، قسم العلوم النفسية والتربوية ، معهد الدراسات العليا للطفولة، جامعة عين شمس .
13.  سلوى عبد الباقي (1993) : مسببات القلق : خبرات الماضي والحاضر ومخاوف المستقبل . مجلة دراسات نفسية وتربوية ، المجلد الثامن ، العدد الثامن والخمسون ، القاهرة ، عالم الکتب، ص ص : 216ــــ243 .
14.  سميرة أبو الحسن عبد السلام (2005) : فاعلية برنامج إرشادي في خفض قـلـق المـسـتـقـبـل لدى المراهقين المعاقين بصرياً . المؤتمر السنوي الثاني عشر لمرکز الإرشاد النفسي ، جامعة عين شمس، المجلد الثاني عشر ، ص ص : 1135ـــــ1237 .
15.  سناء منير مسعود (2006) : بعض المتغيرات المرتبطة بقـلـق المـسـتـقـبـل لدى عينة من المراهقين دراسة تشخيصية . رسالة دکتوراه غير منشورة ، قسم علم النفس ، کلية التربية ، جامعة طنطا .
16.  طلعت منصور (1995) : أسس علم النفس . القاهرة ، مکتبة الأنجلو المصرية .
17.  عادل عبد الله محمد (2004) : الإعاقات الحسية . القاهرة ، دار الرشاد .
18.  عاشور أحمد دياب (2001) : فاعلية الإرشاد النفسي الديني في تخفيف قـلـق المـسـتـقـبـل لدى عينة من طلاب الجامعة . مجلة البحث في التربية وعلم النفس، جامعة المنيا ، المجلد الخامس عشر ، العدد الحادي عشر ، ص ص : 436ـــــ466 .
19.  عبد الرازق محسن الربيعي وأحمد علي المعمري (2003) :  الاتجاهات المستقبلية وعلاقتها بوجهة الضبط (الداخلي ــــ الخارجي) لدى طلبة جامعة الحديدة تهامة . مجلة اليمن التربوية ، العدد السادس ، ص ص : 172ــــــ 211 .
20.  عبد الصبور محمد منصور (2003) : مقدمة في التربية الخاصة ــــ سيکولوجية غير العاديين وتربيتهم . القاهرة ، مکتبة زهراء الشرق .
21.  عبد العزيز الشخص (1990) : أثر المعلومات في تغير الاتجاهات نحو المعوقين . مجلة العلوم التربوية ، جامعة الملک السعود ، الرياض ، المجلد الثاني ، ص ص : 190 ـــــ 224 .
22.  عبد المطلب القريطي (1996) : سيکولوجية ذوي الاحتياجات الخاصة وتربيتهم . الطابعة الثانية ، القاهرة، دار الفکر العربي .
23.    غالب بن محمد علي المشيخي (2009) : قلق المستقبل وعلاقته بکل من فاعلية الذات ومستوى الطموح لدى عينة من طلاب جامعة الطائف . رسالة دکتوراه غير منشورة ، کلية التربية ، جامعة الطائف ، المملکة العربية السعودية .
24.    فاروق السيد عثمان (1993) : أنماط القلق وعلاقته بالتخصص الدراسي والجنس لدى طلاب الجامعة أثناء أزمة الخليج . مجلة علم النفس ، الهيئة المصرية العامة للکتاب ، العدد الخامس والعشرون ، ص ص : 38 ــــــ 53 .
25.    کريم منصور عسران (2012) : الضغوط النفسية وأساليب مواجهتها لدى المراهقين مکفوفي البصر والحاجات الإرشادية لرعايتهم . رسالة ماجستير غير منشورة . قسم علم النفس التربوي ، کلية التربية ، جامعة المنصورة .
26.    مجدي محمد عبد الله (1996) : علم النفس المرضي . الإسکندرية ، دار المعرفة الجامعية .
27.    محمد السفاسفة وشاکر المحاميد (2007) : قلق المستقبل المهني لدى طلبة الجامعة الأردنية وعلاقته ببعض المتغيرات . مجلة العلوم التربوية والنفسية ، المجلد الثامن، العدد الثالث ، ص ص : 127 ــــــ 142 .
28.    محمد أحمد المومني ومازن محمود نعيم (2013) : قلق المستقبل لدى طلبة کليات المجتمع في منطقة الجليل في ضوء بعض المتغيرات . المجلة الأردنية في العلوم التربوية ، المجلد التاسع ، العدد الثاني ، ص ص : 173 ـــــ 185 .
29.    محمد أبو العلا (2010) : قلق المستقبل وعلاقته بهوية الأنا لدى عينة من الطلاب الجامعيين . المؤتمر الدولي الأول ، المعهد العالي للخدمة الاجتماعية ، القاهرة ، ص ص: 138 ـــــ 173 .
30.  محمد جعفر (1997) : علاقة بعض المتغيرات بالقلق العام لدى طلاب وطالبات المرحلة المتوسطة والثانوية في المملکة العربية السعودية . مجلة علم النفس ، الهيئة المصرية العامة للکتاب ، العدد الثاني والأربعون ، ص ص : 32ـــــــ45.
31.    محمد عاطف رشاد (2000) : دراسة عبر ثقافية لمشکلات طلاب الجامعة . مجلة علم النفس ، الهيئة المصرية العامة للکتاب ، العدد الثالث والخمسون ، ص ص : 96ــــــ121 .
32.    محمد عبد الظاهر الطيب (1989) : تيارات جديدة في العلاج النفسي . الإسکندرية ، دار
المعرفة الجامعية
.
33.  محمود محي الدين عشري (2004) : قـلـق المـسـتـقـبـل وعلاقته ببعض المتغيرات الثقافيةـــــ دراسة حضارية مقارنة بين طلاب کلية التربية بمصر وسلطنة عمان . المؤتمر الحادي عشر لمرکز الإرشاد النفسي "الشباب من أجل مستقبل أفضل ــــ الإرشاد النفسي وتحديات التنمية" ، جامعة عين شمس ، ص ص : 145ـــــ 178 .
34.  محمود مندوه محمد سالم (2006) : قلق المستقبل وعلاقته ببعض مظاهر التوافق النفسي الدراسي لدى طلاب الجامعة . المجلة المصرية للدراسات النفسية ، جامعة عين شمس ، المجـلد السادس عشر ، العدد الثالث والخمسون ، ص ص : 219 ـــــ 271 .
35.    مصطفى عبد المحسن (2007) : فعالية الإرشاد النفسي الديني في خفض قلق المستقبل المهني لدى طلاب کلية التربية بأسيوط . رسالة ماجستير غير منشورة ، قسم الصحة النفسية ، کلية التربية ، جامعة أسيوط .
36.  مفتاح عبد العزيز (2001) : علم النفس العلاجي اتجاهات حديثة . القاهرة ، دار قباء للطباعة والنشر والتوزيع  .
37.  مها عبد الحميد (2014) : فاعلية برنامج للعلاج الواقعي في خفض قلق الاختبار لدى عينة من طلاب الشهادة الثانوية العامة . رسالة ماجستير غير منشورة ، قسم الصحة النفسية ، کلية التربية ، جامعة عين شمس .
38.  نجلاء محمد العجمي (2006) : بناء أداة لقياس قـلـق المـسـتـقـبـل لدى طلاب الملک سعود . رسالة ماجستير غير منشورة ، کلية التربية ، جامعة الملک سعود ، المملکة العربية السعودية
39.  وليم جلاسر (2000) : العلاج بالواقع :توجه جديد في العلاج النفسي . ترجمة : إدارة البحوث والدراسات بمکتب الإنماء الاجتماعي . الکويت ، الديوان الأميري .
40.  Ari , R. (2015) : Analysis of Ego Identity Process of Adolescents in Terms of Attachment Styles and Gender . Procedural Social and Behavioral Sciences , Vol . (2) , No . (10) , PP : 744-750 .
41.  Audrey , L. & Wright , W. (2004) : High Anxiety Counseling the Job Insecure Client . Journal of Employment Counseling , Vol. (41) , No. (1) , PP: 2 -15 .
42.  Barlow , D. (2011) : The measurements of pessimism : The Hopelessness scale. Journal of Consulting and Clinical Psychology , Vol . (54) ,
PP : 61
ــ86.
43.  Boehnke , K. (2000) : Social Stress in Adolescence : Results from Follow up Survey on War and Anxiety about Destruction of the Environment  . Journal of Social Behavior , Vol . (34), No . (2) , PP : 53 ــ 64 .
44.  Bosacki , C. , Sandra , R., Northwick , M. & Knight , J. (2008) : Peer Relations and Internalizing Problems in Adolescents : Mediating Role of Self-Esteem . United Kingdom , Taylor and Francis Publishers .
45.  Brickell , J.  (2007) : Reality Therapy- Helping People Take More Effective Control of Their Lives . Centre for Reality Therapy . United Kingdom . Counseling at Work .
46.  Burke , J. , Loeber , R. , Lahey , B. , Rathouz , J. (2005) : Developmental Transitions among Active and Behavioral Disorders in Adolescent Boys. Journal of Child Psychology and Psychiatry , Vol . (46) , No . (11) , PP : 200-210 .
47.  Carob , B.  (2012) : The Behavioral Effects of Group Therapy on at Risk Middle School Students . Master Thesis . College of Arts and Science . University of South Alabama . U.S.A.
48.  De-Jung , P. (2013) : Implicit Self-Esteem and Future Anxiety : Differential Self Favoring Effects in High and Low Anxious Individuals . Behavior Research and Therapy , Vol . (40) , No . (5) , PP : 501-521 .
49.  Ebreo , S. , Angela , R. , Veining , A. & Joanne , W. (2012) : How Similar are Recycling and Waste Reduction ? Future Orientation and Reported Behavior . Journal Of Environment and Behavior, Vol. (33), No . (3) , PP : 424 ــ448.
50.  Ellsworth , L. (2007) : Using Reality Therapy in the Treatment of Sexually Abused Children . New York : Rout ledge .
51.  Glasser , W. & Zunin , L. (1993) : Reality Therapy . New York: Harper Collins .
52.  Gregoire , J. & Jungers , C. (2010) : The Counselor's Companion : What Every Beginning Counselor Needs to know . New York : Rout ledge.
53.  Heiman , T. (2004) : Parents of Children with Disabilities : Resilience , Coping , and Future Expectations . Journal of Developmental and Physical Disabilities , Vol . (14) , No . (2) , PP :159-171 .
54.  Hooley , J. , Neale , J. , Davison , G. (1989) : Readings in Abnormal Psychology .  New York , Harper Collins Publishers .
55.  Irons , C. & Gilbert , P. (2005) : Evolved Mechanisms in Adolescent Anxiety and Depressions Symptoms : The Role of the Attachment and Social Rank System . Journal of Adolescence , Vol. (28) , No . (3) , PP : 325 – 341 .
56.  Johnson , W. (1997): Social Anxiety , Self-Esteem and Future Anxiety in Children with Visual Handicap . Dissertation Abstracts International , Vol . (58) , No . (4) , PP : 240-258 .
57.  Jolanta , S. (2012) : Adolescents Future Orientation and Academic Achievement. Journal of Psychology , Vol . (29) , No . (3) , PP : 52-69.
58.  Matthew , T. (1997) : The Effects of Foreign and Second Language Student’s Irrational Beliefs and Anxiety on Classroom . Journal Citation , Reports of Research , Vol. (15) , No. (4) , PP : 36 47 .
59.  Johnson , W. (1997): Social Anxiety , Self-Esteem and Future Anxiety in Children with Visual Handicap . Dissertation Abstracts International , Vol . (58) , No . (4) , PP : 240-258 .
60.  Morrow , J. (2011) : The Relationship of Anxiety and Future Time Perspective in Blind Male College Students . Journal of Anxiety Disorders . Vol . (12) , No . (3) , PP : 223-261 .
61.  Page , D. (2009) : The Effects of a Program of Behavior Modification and Reality Therapy on the Behavior of Emotionally Disturbed Institutionalized Adolescents . Exceptional Child . Vol . (28) , No . (3) , PP : 191 – 205.
62.  Palmatier , L. (2012) : Using Quality School Principles to Provide Excellence in Adult Education . International Journal of Reality Therapy , Vol . (25) , No . (6) , PP : 27 – 39 .
63.  Rappaport , H. (2015) : Future Time , Death Anxiety and Life Purpose among Older Adults . Death Studies , Vol . (17) , No . (4) , PP : 369-379 .
64.  Stainback , S. ; Stainback W. ; East , K. & Sapon , S. (2007) : Commentary on Inclusion and the Development of Positive SelfــIdentity by People with Disabilities . Exceptional children , Vol. (6) , No. (6) , PP : 486 490 .
65.  Thomas , B. (2002) : The Relation between Trait Anxiety and Future Anxiety Regarding . Abnormal Personality Social , Vol. (5) , No. (2) , PP : 3 16 .
66.  Zaleski , Z. (1996) : Future Anxiety : Concepts Measurement , and Preliminary Research . Personal Individual Difference,  Vol . (21) , No . (2) , PP : 156 – 167 .