اثر البيئة على رسوم الأطفال في منطقة عسير ( دراسة مقارنة )

نوع المستند : مقالات علمیة محکمة

المؤلف

محاضر بکلية التربية جامعة نجران -المملکة العربية السعودية

المستخلص

ملخص البحث
هدف البحث الى التعرف على عناصر بيئة منطقة عسير والتي تظهر في تعبيرات الاطفال الفنية في مرحلة محاولة التعبير الواقعي کما هدف الى التعرف على مدى تأثير بيئة منطقة عسير على تعبيرات الاطفال الفنية في مرحلة محاولة التعبير الواقعي, وهدف کذلک الى اظهار الفروق بين فئات عناصر بيئة منطقة عسير في رسوم الاطفال الذکور والاناث في سنوات مرحلة محاولة التعبير الواقعي .
وتتلخص نتائج البحث على النحو التالي:
1.اتضح للباحثة أن تأثير بيئة منطقة عسير على رسوم الاطفال في مرحلة محاولة التعبير الواقعي جاءت بنسبة(30,2%) وهذه النسبة تعتبر ضئيلة , حيث ترى الباحثة بأن السبب في ذلک يعود لکون عينة الدراسة من مجتمع مدني .
2.لاحظت الباحثة بأن بند (المناخ ) وبند (التضاريس) قد ظهرت بشکل کبير بينما تقل بنود (التراث الشعبي) و(الحيوان) في رسوم الاطفال في مرحلة محاولة التعبير الواقعي .
3.من خلال تحليل رسوم الاطفال في مرحلة محاولة التعبير الواقعي لوحظ بأن طلاب الصف الخامس (10-11سنة) هم الاکثر تأثر بعناصر بيئة منطقة عسير .
4.لاحظت الباحثة ان اغلب اطفال العينة قاموا برسم البيئة العسيريه وصوروا جوانبها المختلفة ولم يختفي أي عنصر من عناصرها من رسومهم  وقد کان ترتيب الاشياء التي رسموها کالتالي (التضاريس , المناخ, معالم من صنع الانسان, النبات , التراث الشعبي, الحيوان ) .
5.لاحظت الباحثة تفوقا واضحاً للإناث حيث ان رسومهن مليئة بالعناصر الدالة على البيئة العسيرية وعللت الباحثة ذلک بان يکون السبب الى تفوق الاناث على الذکور في قدرتهن على التعبير, وتصويرهن للجوانب المختلفة للطبيعة.

الموضوعات الرئيسية


المقدمة :

أن من نعم الله علينا في هذا الوطن الحبيب  المملکة العربية السعودية اختلاف بيئاتها ومن تلک البيئات بيئة منطقة عسير, وهي منطقة تقع في الجنوب الغربي من المملکة العربية السعودية وتقدر مساحتها بنحو (80) الف کيلو متر مربع وتمتد من سهول تهامة الموازية للبحر الاحمر  غربا الى منطقة نجران شرقا, ومن حدود اليمن جنوبا الى حدود الباحة شمالا، أعطاها موقعها أهمية حيوية وميزتها التضاريس بجمال الطبيعة من جبال وسهول تناغمت مع البيئة والطبيعة لتکون مرتعاً للطيور الجارحة والنادرة, تتمتع منطقة عسير بمناخ جميل طوال أيام السنة وخاصة صيفاً لتصبح مقصد اهل الجزيرة العربية صيفاً للسياحة. لها تاريخ يمتد إلى حضارات سبأ ومدين والأزديين وما قبل الإسلام , ولقد حبا الله هذه المنطقة بجمال طبيعي سواء کان في جبالها الشاهقة اوفي سهولها, وهذا الجمال کان له تأثير على من يتعامل معه أو يشاهده أو ينشأ فيه.(مجلة السياحة الإلکترونية, 2 /1/1433هـ)

ونظرا لأن البيئة تؤثر على تنشئة الطفل وتلعب دورا کبيرا في تنمية مواهبه وتجذب انتباهه ويتعلم منها ويمر بمراحل النمو فيها , بالإضافة الى دورها الفعال في اکسابه  مدرکات يراها ويعبر عنها بطريقته الخاصة, ويظهر ذلک من خلال رسومات الاطفال وتعبيراتهم. والطفل لا يستطيع أن يعيش بعيدا عن ما حوله من أحداث, لذلک فأن تعبيراته البصرية تعد بمثابة المرآة التي يعکس من خلالها مدرکاته ومعارفه عن العالم الخارجي , ويکشف من خلالها عن مشاعره وانطباعاته تجاه موضوعاته المختلفة, ففي غالب التعبيرات الفنية نجد ان هناک علاقة فعليه بالاشخاص والموضوعات التي يعيشها الطفل في بيئته, ومن وسائل معرفة اثر البيئة على الطفل هو تحليل رسومه ومعرفة تأثير البيئة عليها ومالها من أثر ينعکس على تعبيراته الفنية, وذلک لارتباطها ارتباطا کاملا بما حول الطفل وبما يشاهده.

ولقد اختارت الباحثة هذا الموضوع لترصد ذلک التأثير على کلا من الذکور والاناث, حيث ان للبيئة العسيرية تأثير على الفنان الکبير, ولذلک کان من الضروري معرفة تأثيرها على الاطفال وفي هذا البحث ستحاول الباحثة الوقوف على تأثير البيئة على رسوم الاطفال من سن 9سنوات الى 12سنه لکل من الذکور والاناث , بالإضافة الى ما يمکن ان تسهم به سواء للمعلمين او المهتمين بتطوير المناهج وذلک في تحديد المواضيع واختيار العناصر المحببة للطفل وامکانية جذب انتباهه وملامسة رغباته واستثارة تعبيراته

مشکلة البحث :

من خلال دراسة الباحثة لماده رسوم الأطفال  في مرحلة البکالوريوس ومن خلال اعدادها لبعض الموضوعات والبحوث في رسوم الاطفال في تلک المرحلة وملاحظتها بأن هناک فروق بين رسوم الاطفال من الجنسين الذکور والاناث وبين الفئات العمرية ونظرا لعدم وجود دراسات حسب علم الباحثة على اطفال منطقة عسير بصفه عامه ومدى تأثير البيئة العسيريه على رسومهم بصفة خاصه فقد رأت الباحثة ضرورة إجراء تلک البحث لمعرفة مدى تأثير البيئة على رسوم الأطفال في منطقة عسير وذلک لأهميةمعرفة ذلک التأثير واثره على العملية التعليمية وفائدته للمسئولين عن المناهج في المنطقة.

وقد نبعت مشکلة البحث فى التساؤلات الأتية :-

س1: ما تأثير بيئة منطقة عسير وعناصرها على رسوم الاطفال في مرحلة محاولة التعبير الواقعي ؟

س2: ما مدى تأثير بيئة منطقة عسير على تعبيرات الاطفال في مرحلة محاولة التعبير الواقعي ؟

س3: ما أبرز الفروق بين فئات عناصر بيئة منطقة عسير في رسوم الاطفال الذکور والاناث في سنوات مرحلة محاولة التعبير الواقعي  ؟

اهداف البحث : يهدف البحث الى:

1-            الوقوف على عناصر بيئة منطقه عسير والتي تظهر في رسوم الاطفال الفنية الذکور والاناث في مرحلة محاوله التعبير الواقعي.

2-            التعرف على مدى تأثير بيئة منطقه عسير على رسوم الاطفال الفنية الذکور والاناث في مرحلة محاولة التعبير الواقعي.

3-            رصد مدى تأثير بيئة منطقه عسير على رسوم الاطفال الفنية الذکور والاناث في سنوات مرحلة محاولة التعبير الواقعي.

أهمية البحث :

1- التعرف على أثر البيئة على رسوم الاطفال الذکور والاناث .

2- معرفة الموجزات الشکلية البيئية التي تظهر في مرحلة محاولة التعبير الواقعي .

3- معرفة عنا صر البيئة العسيريه التي تظهر في رسوم الاطفال الذکور والاناث فى مرحلة محاولة التعبير الواقعى.

4- تثقيف الطفل بصريا من خلال ربط رسومه بالبيئة بطريقه محببه وسليمه:

حدود البحث:-

الموضوعية : اقتصار البحث على الاطفال الذکور والاناث من سن 9الى 12سنه

الزمانية : نفذ البحث في الفصل الدراسي الاول من العام( 1432 / 1433هـ)

المکانية : تم تطبيق البحث في ثمان مدارس اربعة للذکور واربعة للإناث لمرحلة محاولة
التعبير الواقعي .

منهجية البحث :

أتبعت الباحثة لتحقيق اهداف البحث المنهج الوصفي التحليلي المقارن وذلک لتناسبه مع طبيعة البحث وتساؤلاته حيث انه من خلال هذا المنهج ستقارن الباحثة بين رسوم کل من الذکور والاناث في مرحلة محاولة التعبير الواقعي لمعرفة اثر البيئة العسيريه على رسومهم. وقد عرف (العساف ,2003م) المنهج الوصفي بأنه "کل منهج يرتبط بظاهره معاصره بقصد وصفها وتفسيرها".

مجتمع وعينة البحث :

يتألف مجتمع البحث من جميع طلاب وطالبات منطقه عسير لمرحلة محاولة التعبير الواقعي ونظرا لکبر المجتمع الاصلي فقد تم اخذ عينه صغيره حيث تم اختيار العينة بالطريقة العشوائية البسيطة , وقد عرفها (عبيدات , 2003م ) بأن العينة العشوائية البسيطة يتم اختيارها في حال توفر شرطين اساسيين هما ان يکون جميع افراد المجتمع الاصلي معروفين, وأن يکون هناک تجانس بين هؤلاء الأفراد.

أدوات البحث :

تم تصميم استمارة تحتوي على فئات لعناصر البيئة العسيريه لکل من الذکور والاناث وإجراء مقارنه بينهم من خلال تحليل رسومهم واستخراج النتائج.

مصطلحات البحث:

البيئة :

عرفها (عبدالکريم, 1994م) بأنها "الظروف المحيطة التي تؤثر في النمو والحياة وهي نوعان البيئة الطبيعية والبيئة الحضرية ,والطبيعية هي التي من صنع الله اما البيئة الحضرية هي ما اقامه الانسان من منشئات على هذه البيئة الطبيعية وتلک المنشآت تتأثر الى حد بعيد بها "

وقد عرفتها الباحثة تعريف اجرائي بانها اجمالي الاشياء التي تحيط بنا ويکون لها التأثير البالغ في الکبار ويشتد الاثر في الاطفال مما ينعکس على رسومهم .

التعبير الفني عند الاطفال: 

عرفها (البسيوني, 1985م) "بأنها التخطيطات الحرة التي يعبر بها الاطفال على أي سطح کان ,منذ بداية عهدهم. بمسک القلم, او ما يشبهه, أي في السن التي يبلغون عندها عشره شهور تقريبا, إلى أن يصلوا الى مرحلة البلوغ"

رسوم الاطفال:

"المقصود برسوم الأطفال هي تلک التخطيطات الحرة التي يعبرون بها على أي سطح کان منذ بداية عهدهم بمسک القلم أو ما يشابهه, أي في السن التي يبلغون عندها عشرة شهور تقريبا إلى ان يصلوا إلى مرحلة البلوغ " (البسيوني, 1984, ص17), ورسوم الأطفال في المجال التربوي هي "کل إنتاج تشکيلي ينجزه الأطفال على أي سطح کان سواء کان ورق أو جدران أو أرصفة مستخدمين الأقلام والألوان أي أن مصطلح رسوم الأطفال يعکس سمات الطفولة بکل أبعادها الجسمية والانفعالية والأخلاقية والنفسية في کل مرحلة من مراحل النمو" (البسيوني،1983م ص210).

الأطار النظري :

يتناول الإطار النظري ثلاث محاور رئيسية هي (بيئة منطقة عسير-مرحلة محاولة التعبير الواقعي من ( 9 إلى 12سنة) -رسوم الأطفال -البيئة والتعبير الفني ).

المحور الأول- بيئة منطقة عسير:

تعريف البيئة:"Environment"

وعرفها (عبدالکريم 1994م) "بأنها الظروف المحيطة التي تؤثر في النمو والحياة وهي نوعان البيئة الطبيعية والبيئة الحضرية ,والطبيعية هي التي من صنع الله وتشمل کل ما يقع على السطح الجغرافي ويکون المنظر الطبيعي من جبال وانهار ووديان وبحيرات وصحراء و ما علية من نبات وحيوان وانسان, کما تشمل الجو المحيط بالأرض حيث المناخ البارد او الحار او الجاف او الرطب او المعتدل اما البيئة الحضرية هي ما اقامه الانسان من منشئات على هذه البيئة الطبيعية وتلک المنشآت تتأثر الى حد بعيد بها "

 وقد يتناول المحور الاول عده محاور وهي :

 أ‌ -موقع البيئة العسيرية:-

تقع منطقة عسير في وسط الجزء الجنوبي الغربي للمملکة بين خطى عرض 17.25 و 19.50 شمالاً. وخطى طول 50,00 و 41,50 شرقاً وتقدر مساحة المنطقة بنحو (81,000) کيلو متراً مربعاً. وتمتد منطقة عسير من حدود الدرب والشقيق وبيش (منطقة جازان) في الجنوب الغربي إلى حدود اليمن في الجنوب الشرقي. ومن حدود وادي الدواسر (منطقة الرياض) في الشمال إلى رنيه (منطقة مکة المکرمة) إلى غامد وزهران (منطقة الباحة) إلى منطقة مکة المکرمة في السهل الساحلي
التابع للقنفذة

ب‌-تضاريسها :- تنقسم تضاريسها الى أربعة أنواع أساسية هي:-

1- تهامة الساحلية:-

وتشمل السهول الساحلية المنبسطة والممتدة من ساحل البحر الاحمر حتى بداية مرتفعات الصدر, وترتفع من مستوى سطح البحر کما يشير (الشهراني, 1420ه )"بمعدل يتراوح من 100 الى 350م, ويتخللها عدد من الاخاديد والوديان  التي تحمل مياه الامطار من قمم المنحدرات الغربية لسلسلة جبال السروات حيث تصب في البحر الاحمر" وتمتاز ارضي هذا الجزاء من عسير بخصوبتها وملائمتها للزراعة وتعتبر محافظة محايل عسير من اشهرها .

2-الاصدار:

وتمتد من تهامة الساحلية الى مرتفعات السراة, ولأنها مرتفع عن سطح البحر فهي قليلة الرطوبة ومعتدلة الحرارة وقد ادت الامطار الهاطلة على مرتفعات السراة الى تعدد ينابيعها
وخصوبة تربتها 0

3-مرتفعات السراة:

هي سلسلة جبال تفصل بين الاصدار والهضاب الداخلية وتمتد لتشمل اجزاء کبيرة من منطقة عسير. وتمتاز بکثرة أمطارها واعتدال مناخها صيفا وبرودتها شتاء. تنتشر بها صخور متنوعة منها البازلت والجرانيت والديورايت, ونتيجة لهذ الاختلاف فان مساکنها الحجرية مختلفة الالوان والاشکال ويوکد ذلک (الشريعي, 1999م) بقولة: "تبدو المساکن ذات الوان مختلفة وذلک طبقا لنوع الصخر المستخدم في البناء ففي منطقة ظهران الجنوب ونظرا لانتشار نوعية من الصخور البرکانية يمکن ان تطلق عليها صخور البازلت نجد ان المساکن الريفية بالمنطقة يغلب عليها اللون الرمادي الداکن"ص94.وتعتبر مدينة ابها ومحافظتي خميس مشيط وسراة عبيدة من اشهر المناطق التي تمثلها .

4-الهضاب الداخلية:

هي الهضاب الشرقية المنبسطة والتي تمتد من مرتفعات السراة حتى تقترب من صحراء النفوذ مشکلة بذلک اکبر جزاء من  منطقة عسير, ويتراوح ارتفاعها من 1000 الى1400متر, وعلى الرغم من قلة امطارها الى ان اراضيها رعوية, ويکثر بها الطين الصالح للبناء لذلک فهي تنفرد بالنمط الطيني. وتعتبر محافظتي بيشة وتثليث من اشهر المحافظات التي تمثلها .

ت‌-معالم من صنع الانسان في منطقة عسير:

تقصد به الباحثة کل ما برز وتميز من انشاء الانشاء سواء کان ذلک قصر مثل (قصر شدا, قصر المقر, قصر البان, قصر البديع) أو کان منزلا مثل( المنازل الاثرية المبنية من الطين, المنازل الاثرية المبنية من الحجر, المنازل المبنية من الطين والحجر ,القصب) ومن المعالم ايضا السدود: وهيفي اماکن محدودة بنهاية الوادي وذلک لکي تحجز مياه الامطار اثناء جريانها . ومن المعالم ايضا الابار التي يستخرج منها الماء, ومن المعالم ايضا المدرجات الزراعية.

ث‌-التراث الشعبي :-

يقسم (القحطاني, 1996م)التراث الشعبي الى قسمين, قسم ينطوي تحت المأثورات الثقافية, والتي تعني(العادات, التقاليد, الاعراف, اللهجات, الادب الشعبي)بينما القسم الاخر يعني المأثورات الشعبية والتي تتمثل في التراث الشعبي وهي الحرف الشعبية

وقد عرف التراث الشعبي على انه ذلک" الجانب من ثقافة الشعب الذي حفظ شعوريا اولا شعوريا في العادات والتقاليد واللهجات المحلية والاشعار والامثال الشعبية وکذلک نوع من الفنون والحرف التي تعبر عن عقلية وفکر الجماعة وليس الفرد"-وقد قسمت الباحثة عناصر التراث الشعبي الى اربعة بنود اشتملت على :  أولاً: عادات وتقاليد:-

وهي الامور التي تتبعها القبائل والاهلي في المنطقة والتي قد تکون متشابهة تبع للعرف مثل (العرس, المعونة, الاعياد,.......)

ثانياً: زخارف عسيريه:- ويقصد بها تزيين جدران المنازل بأشکال هندسية وخطوط متناسقة والتي تسمى في منطقة عسير بفن القط, حيث اشتهرت هذه المنطقة بهذا النوع من
الفن الشعبي.

المحور الثانى:- مرحلة محاولة التعبير الواقعي (من 9 الى 11سنة)

هي المرحلة التي تقابل الصفوف العليا في التعليم العام في المملکة العربية السعودية وهي التي تسبق مرحلة المراهقة, وقد حددها معظم العلماء بين سن التاسعة, والثانية عشرة. وعن خصائص هذه المرحلة يقول(زهران, 2005م):"بأن الطفل في هذه المرحلة يصبح سلوکه اکثر جدية وهي تعتبر مرحلة إعداد للمراهقة, وتتميز ببطء معدل النمو بالنسبة لسرعته في المرحلة السابقة, والمرحلة اللاحقة, وزيادة التمايز بين الجنسين بشکل واضح, وتعلم المهارات اللازمة لشؤن الحياة, وتعلم المعايير الخلقية والقيم, وتکوين الاتجاهات, والاستعداد لتحمل المسئولية, وضبط الانفعالات أما عن الصفات الفنية فهي في مجموعها تکملة للتطور الطبيعي الذي طرأ على حياة الطفل ، فمثلا کان يلجأ الطفل في المرحلة السابقة إلى استخدام المدرکات الشکلية ويکررها بشکل شبه آلي ، أما الآن وقد زاد وعيه للعالم الخارجي وزاد معه شعوره بفرديته ومکانته کفرد صغير يعيش في وسط معين أصبحت وسيلته الأولى في التعبير لا تلائم التطور الجديد ، لذلک نلاحظ على طفل هذه المرحلة تحول من المدرکات الشکلية واستخدام العلامات أو المظاهر التي تعبر عن فردية الأشخاص أو الأشياء ، وهو في ذلک محاولا الاعتماد على الخبرة البصرية في التعبير ، فمثلا إذا طلب منه التعبير عن شخص فأنه يلجأ إلى إظهار الميزات الخاصة به من ملابس أو غطاء الرأس أو الشارب أو اللحية . وليس الأمر مقصور على هذا بل يبدأ الطفل في التحول عن بعض الصفات السابقة کخط الأرض ويبدأ في التعبير عن القريب والبعيد من الأشياء محاولا تغطية بعضها لبعض ، کما أنه يبدأ في التحول من المدر اللوني ويستخدم اللون في بعض الأحيان معتمدا على الخبرة البصرية . ولقد تأکدت على أن هذه الصفا ت والسمات موجودة في نفس العمر الذي يمر به هذا الطفل وأهم هذه الصفات هو أن الطفل في هذه المرحلة يرسم ما يراه لا ما يعرفه ".

ومن أهم مظاهر النمو في هذه المرحلة:-

1- النمو العقلي :

يقول(القحطاني عن زيدان,1990م) بأن الاطفال الذکور في سن التاسعة , والعاشرة يمتازون بالذکاء عن البنات. وأن الاطفال في هذه المرحلة بمقدورهم الکشف عن العلاقات البسيطة سواء الزمانية او المکانية. کما ان الطفل لا يمکنه ان ينتبه الى مجموعة من الموضوعات الا اذا کان عددها صغيرا, والعلاقة بينها بسيطة, اما مدة الانتباه اللاإرادي حول موضوع معين تزداد بسرعة من سن السابعة الى الحادية عشرة. اما التذکر فنلاحظ ان الطفل في هذه المرحلة يميل الى التذکر عن طريق الفهم. کما يلاحظ انه يفکر بواسطة الصور البصرية. اما التخيل فمن سمات اطفال المرحلة السابقة(الطفولة الوسطى), وفي هذه المرحلة يجب ان تصاغ تخيلات الاطفال في صيغة واقعية.

کما لخص(القحطاني, 2003م) نقلا عن کفاني بعض المظاهر المميزة لطفل هذه المرحلة, فنمو الذکاء يطرد عنده حتى سن الثانية عشرة. وتنمو مهارة القراءة عنده, وتتضح تدريجيا قدرته على الابتکار. ويستمر التفکير المجرد في النمو, فهو يستطيع ان يفسر الاشياء من حوله بشکل اوضح من المرحلة السابقة, وفي هذه المرحلة يتضح افق الابداع, وتزداد قدرته على التعلم, ونمو المفاهيم, ويتحمس الطفل في هذه المرحلة لمعرفة الکثير عن البيئة.

ومما سبق يتضح ان الطفل يتجه الى الرسم الواقعي. ويدرک کثيرا من العلاقات المکانية بين الاشياء المرسومة. ويميل الى اکتشاف البيئة المحيطة, وهذا مما يساعد معلم التربية الفنية في اختيار المواضيع التي يحبها الطفل في هذه المرحلة .

2.النموالجسمي:-

اتفق (زيدان 1990م) و (زهران 2005م) على ان الجسم ينمو في هذه المرحلة نمو تدريجيا, وقد تحدث في نهايتها قفزات في النمو, ويلاحظ بط معدل النمو بالنسبة لسرعته في المرحلتين السابقة واللاحقة. ويلاحظ في هذه المرحلة ان النسب الجسمية تتعادل وتصبح قريبة الشبه من الراشد, ويتحسن ابصار الطفل, وتزداد المهارات الجسمية, ويقاوم الطفل في هذه المرحلة المرض بدرجة ملحوظة, ولکنه يلاحظ ان اطفال هذه المرحلة يعانون من مشکلات نمو الاسنان کما تنتشر حالات تلف کثير من الاسنان کما يلاحظ على اطفال هذه المرحلة النشاط الحرکي الواضح, وسرعة وقوة الحرکة, کما انهم ممتلئون نشاط وحيوية ويفضلون في هذه المرحلة اللعب والحرکة.

3.النموالانفعالي:-

يميل الطفل في مرحلة الطفولة المتأخرة الى الهدوء واثبات الذات من خلل احساسه انه کبر ويذکر ذلک( المليجي,2003م) من خلال الملاحظة ان الطفل في هذه المرحلة يقوم عادة بضبط الانفعالات ومحاولة السيطرة على النفس, ويحب المرح, وفي هذه المرحلة تبدا الاتجاهات الوجدانية بالنمو, وفي هذه المرحلة يتمکن الطفل من ضبط مشاعره , کما انها تضعف لديه الغرائز الطفلية, والارتباط العاطفي للوالدين والاسرة, ويزيد انتمائها لأصدقائه واصحابه.

ويذکر (القحطاني, 2003م) أن" التعبير الفني مهم للطفل في هذه المرحلة, فعن طريقه يمکن ان يخرج انفعالاته, ورغباته, کما يمکنه التفريغ عن بعض هذه الانفعالات"

4.النمو الاجتماعي:-

يزداد في هذه المرحلة ارتباط الطفل بأقرانه وبمن يکبرونه في العمر, ويعد نفسه ليصبح کبيرا, ويميل الى الاستقلالية في رايه, وبالتالي فانه يتطلب من معلم التربية الفنية التوجه في هذه المرحلة للأعمال الجماعية, وذلک تلبية لرغباته في تلک المرحلة.

ويرى (زهران,2005م) بان من العوامل المؤثرة على الطفل "الثقافة, ووسائل الاعلام, والخلفية الثقافية للأسرة , والطبقة الاجتماعية التي نشاء فيها ويلاحظ ان اثر الصحبة في هذه المرحلة اقوى من اثرها في المرحلة السابقة فالصداقة اکثر بقاء واستقرار"

ويضيف (القحطاني,2003م) " أن الطفل في هذه المرحلة يعيش مرحلة انتقالية للمراهقة, ويلاحظ عليه انه يحاول تقليد الکبار, وانه يعد نفسه لان يصبح رجلا. وهذه المرحلة تعتبر مرحلة انتقالية للواقعية وبها يبتعد عن الخيال الذي کان يعيشه في المرحلة السابقة, وتظهر عليه الذاتية والاستقلالية بالراي, کما يلاحظ حاسة المس لدية بشکل کبير تفوق البالغ, وهذا ما يجب استغلاله في دروس التربية الفنية".

المحور الثالث:-رسوم الاطفال :-

بدء الاهتمام برسوم الاطفال وخصائصها, کما ذکر (القحطاني,2003م) نقلا عن (الحيلة) "بان البحث في خصائص رسوم الاطفال ومراحل نموهم بداء في سنة(1857م) على يد مجموعة من الباحثين اهمهم : ( جيمس سولي وفيکتور لون فيلد وهيربرت ريد وفرانز شيزيک)"ص36. ويذکر(الحداد والمهنا,2000)انه في عام1887م کتب الايطالي (کورادو ريتشي) کتيبا باسم "فن الطفل", وربما کانت هذه اول مرة يستخدم فيها مصطلح الفن مرتبطا بالأطفال, وفي العام نفسه نشر الالماني(الفريد ليشتفورک) کتابا باسم "الفن في المدرسة", وفي عام1895م نشر (جيمس سولي) کتابا بعنوان "دراسات حول الطفولة" وقد نشر له طبعة منقحة عام1903م, وتحدث فيه بشکل موسع عن فنون الاطفال, رغم انه حذر من ميل الکبار الى الحکم على الاطفال من خلال معاييرهم الخاصة.

وقد أشار( القريطي,2001م)انه مع بدايات القرن العشرين اخذت البحوث والدراسات في مجال رسوم الاطفال تتوالى, لتکشف شيئا فشيئا عن الاهمية الفنية والجمالية والتربوية والسيکولوجية لتلک الرسوم.

وتعتبر رسوم الاطفال  وتعبيراته الفنية شکلا من اشکال فهمه تنفيس انفعالاته, فهي بمثابة رسائل موجهة الى الاخرين, ويوکد ذلک(الحداد والمهنا,2000م)بأن "رسوم وتخطيطات الطفل تعبيرا عما يجول بخاطره وذهنه, لذلک فهي لغة تواصل بينه وبين المشاهد وتعطي صورة صادقه عن مکنوناته فيما اذا کانت هذه المکنونات ايجابية او سلبية".

کما ذکر (القريطي, 2001م) ان "رسوم الاطفال تعد انعکاسا لشخصية الطفل في اعتدالها وانحرافها, وفي حالاتها الشعورية واللاشعورية, فهي مفتاح لفهمها, والکشف عن اغوارها,
وتقويمها وتوجيهها".

وقد ذکرت (سناء علي 1994م) ان "رسوم الاطفال تعتبر لغة عالمية يتحدث بها جميع اطفال العالم, ولذلک ان نعرف ان لهذه اللغة سمتان هما:

1- سمه عالمية تتعلق بالأسلوب الذي يتبعه الاطفال في التعبير بالرسم, الذي يتغير من مرحلة
الى اخرى

2- سمة اقليمية تتعلق بملامح البيئة المميزة, والتي تحمل جذور ثقافية معينه لها ارتباط بعادات الشعوب وتقاليدها وثقافتها وحضارتها" 0وبالتالي فان فنون الاطفال تتأثر بالثقافة السائدة في بيئتهم , وينعکس هذا في الرسوم بشکل خاص.

مراحل تطور رسوم الاطفال مشتمل على تقسيم (فيکتور لو نفيلد )وتقسيم (هيربرت ريد )

يعتبر سلم النمو الفني عند الأطفال موضوع أساسي الأطفال فقد قامت الکثير من الدراسات التي تهتم بتفسير خصائص رسوم الأطفال تبعا للعمر ألزماني لذلک صنف الکثير من العلماء رسوم الأطفال إلى مراحل تبعا للعمر ألزماني, مثل نظرية کير شنشتاينرG.kerschen Steiner ,نظرية لوکيه lujuet,نظرية تشيزک Franz cizek, نظرية فيکتور لونفيلد وبريتنLowenfie &LBrittain

تقسيم فيکتور لونفيلد عام (1947م):- ويمکن أن نتعرف على نظرية فيکتور لونفيلد Lowenfied  کما تناولها (المليجي, 2003م)والتي سوف تعتمد على تقسيمها لسلم النمو الفني لدى الأطفال .فتؤکد أن الأطفال يتغيرون لذلک يتغير فنهم , وکان تقسيمها لارتقاء نشاط الرسم عند الأطفال کما يلي

1- مرحلة ما قبل التخطيط             :      من سن الولادة إلى سن الثانية .

2-مرحلة التخطيط                         :      من سن2 إلى 4 سنوات.

3-مرحلة تحضير المدرک الشکلي        :      من سن4 إلى 7 سنوات.

4-مرحلة المدرک الشکلي                    :     من سن7 إلى 9 سنوات.

5-مرحلة محاولة التعبير الواقعي      :    من سن9 إلى 11 سنوات.

6- مرحلة التعبير الواقعي                 :     من سن11 إلى13 سنوات.

تقسيم هيربرت ريد(1970م):

قام هيربرت ريد(1970م)بتقسيم مراحل تطور رسوم الاطفال وهي کالتالي :

1-  مرحلة الشخبطة وتبدا من سنتين الى خمس سنوات ويبلغ ذروته في ثلاث سنوات

2- الخط في سن 4سنوات

3- الرمزية الوصفية, من سن 6:5سنوات

4- الواقعية الوصفية , من سن 8:7سنوات

5- الواقعية البصرية, من سن 10:9سنوات

6- الکبت , من سن 14:11سنة

7- الانتعاش الفني (بواکير المراهقة ), من سن الخامسة عشر

سمات رسوم الاطفال:-

بناء على تقسيم هيربرت ريد وفکتور لونفيلد فأنها تنقسم هذه المراحل داخليا فيما بينها الى عدة مراحل کل مرحلة تتسم بسمات خاصه بها ومنها

1- مرحلة ما قبل التخطيط من سن الولادة الى سنتين ومن سماتها

نجد ان الطفل في هذه المرحلة يقوم بعمل تخطيطات غير متحکم فيها مضطربة غير منتظمة, تأتي نتيجة وضع القلم على الورق ((تخطيطات عشوائية))

2- مرحلة التخطيط من سن 4:2وتنقسم الى اربعة اقسام لکل منه سمات

يقوم فيها الطفل بعمل اربعة انواع من التخطيطات ومنها

أ‌-    التخطيط غير المنتظم

ب‌- التخطيط المنتظم

ت‌- التخطيط الدائري

ث‌- الرموز المسماة

3- مرحلة تحضير المدرک الشکلي من 7:4سنوات ومن سماتها  :

أ‌-    رسوم محملة بالخبرة الواقعية

ب‌- رسوم تغلب عليها الناحية شبه الهندسية

ت‌- تنوع في رسوم العنصر الواحد

ث‌- اتجاه ذاتي نحو العلاقات المکانية للأشياء

ج‌-  استخدام اللون من اجل المتعة والتفرقة بين الرسوم

4 - مرحلة المدرک الشکلي من 9:7سنوات ومن سماتها :

أ‌-   التکرار في الرسوم

ب‌-               المبالغة والحذف

ت‌-              التسطيح

ث‌-              الشفافية

ج‌- الجمع بين المسطحات المختلفة في حين واحد

ح‌- الجمع بين الازمنة والامکنة المختلفة في حيز واحد

خ‌- خط الارض

5-مرحلة محاولة التعبير الواقعي من سن 11:9سنة حيث هي المحور الذي يقوم عليه البحث
ومن سماتها

أ‌- التحول من الاتجاه الذاتي الى الاتجاه الموضوعي فالطفل ينتقل من الرسم من الذاکرة والخيال الى مرحلة الرسم من الطبيعة ولهذه المرحلة دوران :

دور البعدين _ دور الثلاثة ابعاد فيحاول إظهار صفة الصلابة, ويوجه الانتباه نحو الاشکال المتدخلة والمنظورة, ويحاول الطفل کذلک استخدام التضليل, وبعض القواعد التي تساعده من آن لآخر على اظهار الاشياء کما هي مرئية, ويحاول کذلک ابراز المناظر الطبيعية.

ب‌-  التمسک بالعلاقات والمظاهر المميزة للأشياء

ت‌-  اختفاء بعض الاتجاهات السابقة

6- مرحلة المراهقة.:- هي استمرار للمرحلة السابقة الى اننا يمکن ان نميز بين رسوم الجنسين تمييزا واضحا

جـ -الفرق بين رسوم الذکور والاناث:- تؤکد دراسات علم نفس النمو ان الاطفال مع قرب نهاية مرحلة الطفولة وبداية المراهقة ينزعون الى الانخراط في شلل من نفس نوع جنسهم, ويمارسون سويا انشطة والعابا تختلف من البنين الى البنات . وغالبا ما يصاحب ذلک تعصبا لجنسهم. کما يزداد شعور الطفل بالفروق الموجودة بينه وبين افراد الجنس الاخر. وهذا ينعکس کله على سلوک الطفل وخصائص شخصيته , وميوله واهتماماته, وصداقاته وعلاقاته , کما ينعکس ايضا على رسومه باعتبارها مظهر من مظاهر سلوکه ونشاطه العقلي . وتبدو الفروق بين رسوم الاطفال اکثر وضوحا مع بداية المراهقة المبکرة(سن الثانية عشرة )الا انها قد تظهر في رسوم بعض الاطفال مبکرا ابتداء من ست التاسعة وربما قبل ذلک. ونظر لما للفروق بين رسوم الجنسين من اهمية ودلالات نفسية ونمائية وتطبيقات تربوية فقد تناولها دراسات کثيرة ومنها (البسيوني1987م, حنفي1980م, عبدالعزيز 1999م)


وبذلک يمکن تلخيص الفروق بين رسوم افراد الجنسين, وتصنيفها على النحو التالي :

1-           من حيث الموضوعات المفضلة ::-يميل افراد کل جنس الى رسم موضوعات مستمده من الاهتمامات والنشاطات التي يمارسونها ,فالذکور غالبا يفضلون رسم الموضوعات التي تعکس القوه الجسمية والعضلية ,مثل تسجيل الموضوعات البطولية ومواقف العمل کالبناء وايضا الرياضات العنيفة  مثل کرة القدم والرکوب الخيل وغيرها کما يهتمون برسم وسائل النقل  اما الاناث فيميلون الى رسم الموضوعات الاکثر علاقه بنشاطهن مثل الاعمال المنزلية وتنسيق الزهور والعرائس والفراشات  وغيرها .وقد تعکس هذه الفروق الى حد بعيد اهتمامات کل جنس. کما يبدو ان للخلفية الثقافية علاقه بالفروق في مظاهر التعبير الفني لکل من الذکور والاناث من بيئة الى بيئة حيث انها تختلف ادوار الجنس من جماعه الى اخرى فاء ادى الاعمال البدنية الشاقة قد يکون من الادوار التقليدية للذکور في جماعة ما وربما يکون في جماعة احرى متعلق بالاناث0

2-           من حيث الرموز المتضمنة في الرسوم :-قد تختلف الموضوعات التي يرسمها افراد الجنسين اختلافات تتعلق بنوعية الرموز الشائعة في رسومهم  فالأولاد يهتمون برسم بعض الرموز المرتبطة بخبرات غريبه وخطيره ,بينما تميل الاناث الى رسم عدد اکبر من رموز الاشکال الإنسانية والرموز المعبرة عن مشاعرهن وعواطفهن مثل القلوب واکاليل الزهور.

3-البيئة الماثلة في الرسم :- ان البيئة الماثلة في رسوم البنات مستمده غالبا من داخل المنزل بدرجة اکبر مما هي عليه في رسوم الا اولاد الذين يعکسون في تعبيراتهم جو البيئة الخارجية  وذلک لأن المنزل يمثل محور مرکزيا لاهتمامات البنات  حيث يحظى بقدر من تفکيرهن  بينما يعطي الذکور تشجيعا واستقلاليه اکبر للانطلاق الى نشاطات خارج المنزل .

4-من حيث الطابع العام للرسم : -رسوم البنين يغلب عليها الطابع التعبيري, والاهتمام بمضمون الحرکة والانفعالات  القوية وعدم الالتزام بالواقعية البصرية ولذلک تتسم رسومهم بالتحريف والمبالغة والحذف وقد تتسم احيانا بالطابع الکاريکاتوري. بينما يغلب على رسوم الاناث الطابع الزخرفي مع تأکيد المظاهر الواقعية کالنسب للأشکال الطبيعية حيث يفضل اغلبهن رسم الموضوعات المشبع لهن مثل الملابس المزرکشة والوجوه الانسانية مع
الاهتمام بتفاصيلها.

5 - من حيث تفاصيل الرسم : -يظهر اهتمام البنين بإبراز الصورة العامة لموضوع الرسم والاکتفاء بالخطوط الکلية للأشکال المرسومة دون العناية بالتفاصيل  بينما يظهر في رسوم الاناث الاهتمام الاکبر بالتفاصيل مثل الرموش  والحواجب وتسريحات الشعر کما يهتمون بتسجيل ملامح سطوح الاشياء والظل والنور.

6-من حيث خطوط الرسم:-تتسم خطوط الاشکال في رسوم الذکور بالقوة والصرامة وحدة الزوايا وعدم التحديد ,حيث يبدو الخط الواحد مؤلفا من عدة خطوط متقطعة متجاورة  اما الاناث فتبدو خطوطهن صريحة ومتصلة ورقيقه, وتبدو في اغلب الاحوال وکأنها نظمت على مهل کما يميلون الاناث الى استخدام الممحاة وذلک للحرص على اخراج الخطوط
مضبوطة ونظيفة .

7 -من حيث الالوان المستخدمة في الرسم :- يميل الذکور الى استخدام الألوان الممزوجة المتداخلة وغير الصريحة , بينما تستخدم الاناث الوانا صريحة وزاهية تعطي انطباعا بالترتيب .

8-من حيث نوع الاشخاص الماثلة في الرسم :- يبدى کل من البنين والبنات اهتمام کبيرا برسم اشخاص من نوع جنسهم , وربما يعطونها اهتماما اکبر مما يعطونه لا افراد الجنس الاخر کالتکبير  فالبنين يتضح في رسومهم صور الذکور بدرجه اکبر من صور الاناث والعکس
ايضا للبنات .

البيئة والتعبير الفني:-

ففي دراسة (السيد,1994م) عن اختلاف البيئة أکدت أن لاختلاف البيئة بمکوناته الطبيعية والاجتماعية , والاقتصادية وکذلک نمط الثقافة السائد أثر واضح في تحديد الإطار العام والخاص الذي يتحرک فيه الفرد, والذي ينعکس ويوثر في مکوناته النفسية وإدراکا ته لکل المؤثرات التي
تحيط به .

فالبيئة عادة تحوي القيم الجمالية التي شکلها الإنسان في مصنوعاته أو وفرتها الطبيعة في مخلوقاتها وإنتاجها , فالطفل عادة له قدم راسخة في البيئة وهو لا يستطيع أن يرسم شيئاً بنجاح ليس له صدى في بيئته , فکلما کان موضوع الرسم مرتبطاً بالبيئة کان معنى ذلک أن الموضوع يحرک شيئا في کيانه له جذوره في حياته , ولذلک عندما يرسمه فإنه يعکس هذا التأثر بصورة واعية .وإن الأشکال التي يتأثر بها الطفل في البيئة لها طبيعة مميزة حسب البيئة التي يوجد بها .(البسيوني ,1988,ص168)

  وتؤکد سناء السيد أن فنون الأطفال تتأثر بالثقافة السائدة في بيئتهم , وينعکس هذا في الرسوم بشکل خاص , فالبيئة الثرية بالمدرکات البصرية المرئية تساعد على وجود فروق جوهرية بين رسوم الأطفال. (السيد ,1994م,ص74)

کما يذکر (البسيوني, 1985م) انه يجب ربط موضوعات الرسم المعطاة للتلاميذ بالواقع , فذکر انه کلما ارتبطت العناصر التي يرسمها الطفل بخبرة سابقة کان ذلک ادعى الى رسمها محملة بالمعاني. ولذلک يجب ان تمس موضوعات الرسم الى حد کبير بيئة التلميذ, اذا ليس من المتوقع  من طفل المدن ان يرسم منظر لسوق ريفي ,ملي بحيوانات الفلاحين بالشکل الذي يصوره الطفل الذي يعيش في القرية .کما ان طفل القرية لن يرسم شوارع المدينة کماهي .فالبيئة جزاء لا يتجزأ من کيان الفرد وهي التي کونت له استجاباته المختلفة , ولذلک فانه کلما انتقينا الموضوعات المناسبة والمرتبطة بحياة التلميذ وبيئته کان ذلک حافزا للنجاح .

کما ذکر(السيد, عبدالرازق, بدون تاريخ) انه يمکن عن طريق الرسم ايجاد العلاقة ما بين الطفل  وبيئته. وذکر ايضا ان من العوامل التي تؤثر على رسوم الاطفال "تأثير البيئات المختلفة على التعبير الفني". وعلل ذلک بانه عند استعراض رسوم الاطفال من بيئات مختلفة فانه ينصح جليا تلک الصلة ما بين هذا التعبير عند الاطفال وبين التراث الحضاري للمنطقة التي يعيشون فيها .ثم عدد بعض الامثلة لأطفال من بيئات مختلفة, فذکر اهتمام اطفال الشرق الاقصى بالطبيعة وعناصرها. فيما يهتم اطفال اخرون بموضوعات الاسرة والمنزل واخرون يهتمون بموضوعات
العمل والزراعة .

کما ذکرت (العدوى,2003م) أن التکيف والتواصل مع البيئة المحيطة من اهم دوافع التعبير الفني عند الاطفال , فذکرت ان الوسط المحيط والبيئة المجاورة للطفل هي التي تشکل قاموس الوعي التشکيلي عند الطفل . واشارات ان المنبهات  والمثيرات الخارجية في البيئة هي ما يثير الاحساس الجمالي عند الطفل وتساعد على تنشيط دوافعه نحو التعبير الفني. وأشارت ايضا الى ان الطفل عندما يرسم فانه يتکيف مع بيئته ويتفاعل معها, وقد ذکر شقين للتکيف وهما:

-انه يغير الفرد في البيئة المحيطة به

-في نفس الوقت يتغير الفرد بتأثير البيئة.

وقد عللت (حنفي,1980م) بان الطفل يعکس مظاهر الحياة من حوله لأنه لا يعيش في معزل عن الاحداث, وان فنونه بمثابة المرآه التي يعکس من خلالها کل مدرکاته ومعارفه عن العالم.

الدراسات السابقة

تم الأطلاع على الدراسات السابقة من خلال شبکة المعلومات وقواعد البيانات الرقمية الخاصة بالجامعات المصرية. ومن خلال دورة البحث هذ دراسات وبحوث مرتبطة بموضوع
البحث کالتالى :-

وقد حظي مجال التربية الفنية باهتمام الباحثين والمفکـرين التربويين، فقد وجدت الباحثة في الآونة الأخيرة اهتماما متزايدا من قبل الباحثين حول موضوع التربية الفنية بشکل عام وما يتعلق على وجه الخصوص بموضوع البحث الحالية. و قد تعددت أدبيات البحث وشملت اثر البيئة على رسوم الاطفال واستحداثها في تدريس التربية الفنية. وبعد الاطلاع على أدبيات البحث اقتصرت الباحثة على استعراض الدراسات ذات العلاقة المباشرة بموضوع البحث الحالية و التي تناولت موضوع اثر البيئة في رسوم الاطفال . ومن هذه الدراسات ما يلي:

1-      حمدي عبدالکريم, (1994م) مشروعات تجميل وتحسين البيئة (القرى السياحية بالمدن الجديدة).

ترى الباحثة انها ترتبط هذه البحث بالبحث الحالية في کونها تطرقت لتعريف البيئة الطبيعية والحضرية وکونها عرفت کما ذکرت بأن الانسان يتأثر بالبيئتين الطبيعية والحضرية حيث انه يتأثر بسهولها وجبالها وانهارها وبحارها ومناخها

وبذلک اوردته الباحثة هذه البحث لأنها تلقي الضوء على تأثير البيئة على الانسان في شتى مجالات حياته.

2-      انشراح الشال , (1997م), رسوم الطفل بين المحلية والعالمية .

وقد هدفت هذه البحث  الى معرفة الاختلافات الفردية في رسوم الطفل في السعودية تبعا لا اختلاف الجنس والهوية وقد اتبعت الباحثة في بحثها المنهج الوصفي التحليلي حيث رکزت هذه البحث على عينة من رسوم الاطفال في المنطقة الغربية من المملکة العربية السعودية والتي تم اختيارها عشوائيا من بين بعض تلاميذ المدارس الابتدائية والمتوسطة حيث بلغ اجمالي هذه العينة (1689) من الذکور والاناث وقد توصلت الباحثة الى النتائج التالية :

تأکيد البحث على ان المحافظة على ابداع الطفل في الرسم وتنميته مواهبه يتطلب ان يکون الاباء والمعلمون على دراية بفنون الطفل , وايضا توفير اقسام تربوية في المتاحف هدفها تنظيم برامج للأطفال  لمزاولة النشاط الفني , وايضا تزويد المکتبات بمراجع الفن الحديث المتصل
بفن الطفل

3-      محمد حسين الضويحي  "نظريات رسوم الأطفال: النشأة والتطور"

يهدف هذا البحث  الى التحدث عن نظريات رسوم الأطفال؛ فيؤرخ لنشأتها ، والظروف التي أدت إلى ظهورها ، ويعرف أعلامها ومبتکريها ، وتطورها عبر السنين . وبالتالي فهدفها الاساسي هو جمع کل نظريات رسوم الاطفال في کتاب واحد بدلا من وجودها متفرقه .وعرضها تاريخيا ابتداء بأقدامها ولفت نظر التربويين الى الاهتمام بها ومراعاتها عند التخطيط للبرامج التربوية.

، وقد أوصى الباحث ببعض المقترحات التي يأمل أن تجد طريقها إلى التطبيق في المجال التربوي في المؤسسات التربوية المتخصصة ، وعلى مستوى الأسر الصغيرة.

4-      محمد حسن القحطاني (2003م), نمو التعبير الفني في مرحلة الطفولة المتأخرة ومقارنتها بما يقابلها من مراحل تقسيم (فيکتور لونفيلد وهيربرت ريد).

هدفت هذه البحث الى التعرف على سمات وخصائص تعبيرات اطفال مرحلة الطفولة المتأخرة ومدى تطور التعبير الفني في تلک المرحلة بالنسبة للزمن .وقد توصل الباحث الى
النتائج التالية:

لا يمکن تحديد مراحل نمو التعبير الفني بفترات قصيرة. کما إن نتائج هذا البحث تختلف عما ورد في المراحل المقابلة لها من تقسيمي (لونفيلد و ريد).

هناک بعض خصائص تعبيرات الأطفال التي مازالت ملاحظة على تعبيرات أطفال مرحلة الطفولة المتأخرة. کما تلاحظ الهيئات شبة الواقعية على أشکال تعبيرات أطفال هذه المرحلة. يغلب على تعبيرات أطفال هذه المرحلة الرسم ثنائي الأبعاد

5-      فاطمه حمد الحربي, (2007م) (نوع وکم المدرکات البصرية في رسوم طفل ما قبل المدرسة )

هدفت هذه البحث الى التعرف على مدى اختلاف نوع وکم المدرکات البصرية لدى الطفل  وقد اتبعت فيه الباحثة المنهج الوصفي المقارن ويهدف الى وصف الحقائق المتعلقة بالمتغير المستقل وصفا تفسيريا بدلالة الحقائق المتوفرة ودراسة التغيرات التي تحدث نتيجة لاختلاف العمر وقد توصلت الباحثة الى النتائج التالية .

أن سلوک الطفل يتشکل وفقاً للبيئة التي نشأ فيها وتفاعل معها فينعکس ذلک على ثقافة وأحاسيسه وإعماله .

وبهذا تراجع أهمية تصميم المثيرات الشکلية لحجرة الطفل من رسوم وصور وملصقات وزخارف جدرانه کوسائل اتصال تعليمية وذلک لتنمية قدراته الثقافية والوجدانية والجمالية والارتقاء بسلوکه العام. کما نلاحظ أن هناک فروق في الکم والنوع للمدرکات البصرية لصالح عينة الاطفال التمهيدي المتقدم والمتأخر.

کما اوصت الباحثة بزيادة الأبحاث التي تتناول الإدراک البصري لأهمية المدرکات البصرية في التعرف على البيئة المحيطة بالطفل.

والبحث في المجالات الأخرى الفنية في فنون الطفل کالأشغال الفنية – الصلصال وغيرها من مجالات التعبير الفني وعلاقتها بالإدراک البصري.

أن تعي الأسرة بأهمية تشجيع الطفل على التعبير الفني وتنمية قدرات الطفل الجسمية والعقلية والنفسية.

کما اوصت الباحثة بالاهتمام برسوم الطفل والتي يعبر بها عن نفسه وعما حوله من أحداث هامة بالنسبة له بصورة تلقائية مما يزيد من توازنه النفس والاجتماعي.

کما يجب على الأسرة والمربون تفسير تلک المدرکات البصرية التي يرسمها الطفل لبناء تواصل جيد مع الطفل و فهم طبيعة شخصيته.

6-      ساميه عبدالعزيز الراشد, (2008م) , الفروق في خصائص رسوم الأطفال في مرحلة المدرک الشکلي بين الملتحقين وغير الملتحقين بمرحلة ما قبل المدرسة.

هدفت هذه البحث الى الکشف على الفروق في خصائص رسوم الأطفال في مرحلة المدرک الشکلي بين الملتحقين وغير الملتحقين بمرحلة ما قبل المدرسة.

والتعرف عن مدى تأثير الالتحاق بمرحلة ما قبل المدرسة على خصائص رسوم الأطفال في مرحلة المدرک الشکلي. وقد توصلت الباحثة الى النتائج التالية:

لاحظت ظهور فروق في خصائص رسوم الأطفال في مرحلة المدرک الشکلي بين الملتحقين وغير الملتحقين بمرحلة ما قبل المدرسة لصالح الأطفال الملتحقين ،وکان يظهر هذا الفرق بشکل کبير في القدرة على التعبير الفني في الرسم ، وکان في المرتبة الثانية قدرة الأطفال على التفکير الابتکاري من خلال الرسوم وقد کانت رسوم الأطفال الملتحقين أکثر ابتکارا من رسوم الأطفال الغير ملتحقين ، ولقد أتسمت خصائص رسوم الأطفال الملتحقين بظهور خصائص أکثر من  رسوم غير الملتحقين وإن کان هذا أقل المحاور ظهورا للفرق إلا أنه کان فرقا يتميز به رسوم الأطفال الملتحقين عن غير الملتحقين.

کما أوصت الباحثة ,بتوعية الأسرة عن طريق وسائل الإعلام عن مدى أهمية مرحلة ما قبل المدرسة لنمو الطفل من جميع النواحي ، العقلية والمعرفية والاجتماعية ، وبناء الشخصية
المتکاملة للطفل.

ضرورة الاهتمام بمرحلة ما قبل المدرسة وجعلها ضمن السلم الإلزامي للتعليم.

ضرورة التواصل بين الأسرة والمدرسة بما يعود بالنفع على الأطفال.

الاستغناء في مرحلة ما قبل المدرسة عن الکتب التي تحوي نماذج تلوين جاهزة لا يستطيع معها الطفل التعبير ولا تنمية قدراته الخيالية والإبداعي.

     ومن خلال العرض السابق يتضح  تنوع الدراسات التي تناولت رسوم الأطفال وتعددت  مداخلها حيث أکدت على البيئة الثقافية التي يعيشها الأطفال ومدى تأثيرها على رسومهم واعتبارها مدخلا هاما للتعبير لديهم , وقد ظهر من خلال هذه الدراسات مدى نمو رسوم الاطفال وتطورها تبعا لمراحل النمو المختلفة وکيف تتنوع هذه الرسوم وتختلف من حيث البيئة وبين الفئات العمرية المختلفة لکل من الذکور والاناث .

إجراءات البحث :- منهج البحث:-

استخدمت الباحثة المنهج الوصفي التحليلي المقارن, حيث حددت الباحثة مواضيع للرسم يتم تجميعها من التلاميذ والتلميذات الملتحقات بمرحلة (محاولة التعبير الواقعي وهي من سن( 9الى 12سنة ) وتم تحليل الرسوم تبعاً لاستمارة تحليل الرسوم (من إعداد الباحثة) ومن ثم مقارنة رسم الطلاب مع رسم الطالبات حيث ستستخدم الباحثة اسلوب الوصف الکمي في نتائج التحليل لتفسير الارقام ودلالاتها , کما اکد (عدس واخرون,2005م) بأن "دور الباحث ان يجد عدد الحالات والتکرارات الواقعة في کل فئة منها ليستخلص من ذلک في النهاية وصفاً محدداً ودقيقاً لها".

اختيار العينة :

يهدف البحث الى التعرف على تأثير البيئة في منطقة عسير على کل من الطلاب والطالبات والفرق بينهم في مرحلة محاولة التعبير الواقعي  في التعبير الفني. وقد اختارت الباحثة مرحلة محاولة التعبير الواقعي  (من 9 الى 12سنة) وهو ما يعادل في التعليم العام الصف الرابع والصف الخامس والصف السادس من المرحلة الابتدائية .وذلک في العام الدراسي 1432/1433ه.

ونظرا لکبر المجتمع الاصلي للدراسة فقدتم الاتفاق مع المشرف على البحث وتم اختيار عينة صغيرة من المدراس حيث تم اختيار 8 مدارس اختارتها الباحثة حيث تم اختيار العينة بالطريقة العشوائية البسيطة, وبعد ان اختارت الباحثة عينة المدراس  , قامت الباحثة بزيارة معلمات التربية الفنية الى جانب مخاطبة معلمي التربية الفنية واطلاعهم  على البحث واهدافه, وعلى طريقة تحليل نتائجه وذلک للوصول للأهداف المنشودة من اجراء هذا البحث.

جمع العينة :

قامت الباحثة بجمع الرسومات  من عينة المدارس التي وقع عليها الاختيار  في نهاية الفصل الدراسي الاول من عام 1432-1433ه حيث تم حصر الرسومات والتي بلغ  مجموعها ( 554  ) رسمة من ثمان مدارس حيث وقعت البحث عليها کما في الجدول التالي

جدول رقم (1)

عدد الرسومات لکل صف من صفوف مرحلة محاولة التعبير الواقعي

 

الصف

عدد الرسومات

الذکور            الاناث

الرابع

90

100

الخامس

80

99

السادس

97

88

المجموع

267

287

قامت الباحثة بإعداد اداة تحليل المحتوى لرسوم الاطفال , وقد قامت الباحثة بالاطلاع والاستعانة بأکثر من اداة قبل ان تصل اداة تحليل هذا البحث لصورتها النهائية. ومن اول ما طلعت عليه الباحثة في بنائها لأداة تحليل المحتوى ما تضمنته دراسة (الشال ,1997م) حيث وضح هذا البحث للباحثة کيفية بناء الاداة لتمکنها من الوصول الى اهداف البحث. ثم اطلعت الباحثة اداة تحليل المحتوى في دراسة (القحطاني,2003)ص76, وقد قامت الباحثة ببناء اداة تحليل المحتوى وعرضها على مجموعة من المحکمين ذوي الاختصاص للاسترشاد بآرائهم , وبعد الأخذ بتوجيهات المحکمين حول الأداة وتعديلها في ضوء تلک التوجيهات ظهرت الأداة في صورتها النهائية.

نتائج البحث

السؤال الاول : ما تأثير عناصر بيئة منطقة عسير والتي تظهر في تعبيرات الاطفال في مرحلة محاولة
التعبير الواقعي؟

يتحقق الهدف الاول في هذا البحث من خلال الاجابة على السؤال الاول, فقد قامت الباحثة بأجراء تحليل وصفي لعينة عشوائية من رسوم اطفال منطقة عسير في مرحلة محاولة التعبير الواقعي ومقدارها 200 رسمة ,حيث توصلت الباحثة الى وجود عدد من العناصر والموجزات الشکلية, حيث ظهرت بتکرارات ونسب متفاوتة في رسوم الاطفال  والعناصر کما يلي (موجزات شکلية تدل على اجواء ممطرة , موجزات شکلية تدل على کثافة السحب والضباب,  موجزات شکلية تدل على الغابات , نباتات تکثر في منطقة عسير, حيوانات اليفة وغير اليفة , جبال , هضاب, سهول , اودية, بحر, مباني تراثية سدود, ابار , مدرجات زراعية , ادوات تراثية , عادات وتقاليد , ملبوسات وزخارف عسيريه) کما في الجدول التالي :


جدول رقم(2)

نسب التکرارات الواردة لدى التلاميذ في رسم الموجزات الشکلية لبيئة منطقة عسير

البنود

الفئات

التکرارات

النسب

مناخ

موجزات شکلية تدل على اجواء ممطرة

127

63.5

موجزات شکلية تدل على کثافة السحب والضباب

146

73

نبات

موجزات شکلية تدل على الغابات

49

24.5

نباتات تکثر في منطقة عسير

13

6.5

حيوان

حيوانات اليفة

8

4

حيوانات غير اليفة

21

10.5

تضاريس

جبال

183

91.5

هضاب

16

8

سهول

6

3

اودية

102

51

بحر

19

9.5

معالم عسيريه من صنع الانسان

مباني تراثية

163

81.5

سدود

4

2

آبار

22

11

مدرجات زراعية

10

5

تراث شعبي

ادوات تراثية

24

12

عادات وتقاليد

7

3.5

ملبوسات عسيريه

11

5.5

زخارف عسيريه

18

9

السؤال الثاني :ما مدى تأثير بيئة منطقة عسير على تعبيرات الاطفال الفنية في مرحلة محاولة التعبير الواقعي؟

للإجابة على هذ السؤال  فقد قامت الباحثة بإجراء تحليل باستخراج (التکرارات ,النسب المئوية , المتوسطات ,الترتيب ) بما يختص بالبنود في اداة التحليل 0

جدول رقم ( 3 )

التکرارات والنسب المئوية والمتوسطات والترتيب لبنود التأثير

البنود

الصف الرابع

الصف الخامس

الصف السادس

المتوسط

الترتيب

متوسط التکرارات

%

متوسط التکرارات

%

متوسط التکرارات

%

ک

%

مناخ

138

72,5

134

74,8

137

74,3

136,5

73,9

1

نبات

31

16,3

40,5

22,6

44,5

24,1

61,2

21

4

حيوان

18,5

9,7

23

12,8

20

10,8

26,7

11,2

6

تضاريس

61,6

32,4

65,6

36,6

55,8

30,2

61

33,1

2

معالم عسيريه من صنع الانسان

53,3

28

54,3

30,3

48

25,9

51,9

28,1

3

تراث شعبي

16,5

8,7

28,5

15,9

32,5

17,6

25,8

14,1

5

المتوسط

27,95%

32,5%

30,5%

30,2%

-تشير نتائج الجدول رقم (3) الى ان متوسطات تحديد مدى تأثير الطفل بالبيئة العسيريه في مرحلة محاولة التعبير الواقعي جات على النحو التالي : (27,95) للصف الرابع من (9- 10 سنوات), و(32,5) للصف الخامس  من (10-11سنة), و(30,5) للصف السادس  من(11الى 12سنة).

وهذا يعني ان متوسط مدى تأثر الطفل بالبيئة من خلال رسوم هذه المرحلة يزداد عند الصف  الخامس بمعدل (4,55) عن الصف الرابع, ثم يقل عند الصف السادس. وبالتالي فانه يمکن ترتيب بنود مدى تأثير بيئة منطقة عسير على رسوم الاطفال في کل سنة من سنوات مرحلة محاولة التعبير الواقعي  على النحو التالي :

  • الصف الرابع من (9 -10سنوات):"مناخ, تضاريس, معالم عسيريه , نبات ,تراث شعبي".
  • ·    الصف الخامس من (10-11سنة):"مناخ, تضاريس, معالم عسيرية, نبات , تراث شعبي, حيوان ".
  • ·    الصف السادس من(11-12سنة) :"مناخ, تضاريس ,معالم عسيريه, نبات, حيوان , تراث شعبي ".

 بالتالي فان متوسطات تأثير البيئة على رسوم الاطفال في مرحلة محاولة التعبير الواقعي کالتالي: متوسط(المناخ) بنسبة(73,9%)حيث کان اکبر المتوسطات بواقع (72,6%) للصف الرابع ,و(74,8)للصف الخامس ,و (74,3%)للصف السادس. وترى الباحثة ان هذا يعود الى ارتفاع منطقة عسير وبرودة الطقس.

ثم  جاء بند (تضاريس )بمتوسط(33,1%), بواقع(32,4%)للصف الرابع,  و(36,6 %) للصف الخامس, و(30,2 %) للصف السادس.

ثم جاء بند (معالم عسيرية من صنع الانسان ) بمتوسط(28,1%), منها(28%)للصف الرابع , (30,3%)للصف الخامس , و(25,9%) للصف السادس .

يأتي في المرتبة الرابعة بند(نبات)بمتوسط (21%)ليصل في الصف الرابع الى(16,3%), وفي الصف الخامس بلغ(22,6%) و(24,1%) للصف السادس .

اما بند( التراث الشعبي) فيأتي بالمرتبة الخامسة  بمتوسط(14,1%), وجاء بواقع (8,7%)للصف الرابع (, و(15,9%)للصف الخامس (17,6%)للصف السادس .

اخيرا کان بند (حيوان) بمتوسط(11,1%) , بواقع (9,7%)للصف الرابع, و(12,8)للصف الخامس, وبلغ الصف السادس (10,8%).

السؤال الثالث: ما أبرز الفروق بين فئات عناصر بيئة منطقة عسير في رسوم الاطفال الذکور والاناث في سنوات مرحلة محاولة التعبير الواقعي؟

من خلال تتبع تکرارات محتوى الرسومات، فقد أظهرت النتائج بشکل عام أن الإناث کن أکثر تجسيداً للعناصر المختلفة الدالة على البيئة ، وکانت أبرز الفروق بين الأطفال الذکور والإناث کالتالي:

 

جدول رقم ( 4 )

 تحليل محتوى رسوم الاطفال الذکور والاناث في منطقة عسير لمرحلة محاولة التعبير الواقعي

البنود

الفئات

الجنس

يوجد

لا يوجد

ملاحظات

المناخ

موجزات شکليه تل على اجواء ممطره وکثافة السحب والضباب

ذکور

 

 

 

أناث

 

 

 

التضاريس

موجزات شکليه تدل على جبال - هضاب - اوديه – سهول

ذکور

 

 

 

أناث

 

 

 

النباتات

موجز شکلي يدل على الغابات

ذکور

 

 

 

أناث

 

 

 

معالم من صنع الانسان

مباني تراثيه - أبار- مزارع

ذکور

 

 

 

أناث

 

 

 

تراث شعبي

ادوات تراثيه - عادات وتقاليد وملبوسات وزخارف عسيريه

ذکور

 

 

 

أناث

 

 

 

أولاً: الرسومات التي تکررت لدى الإناث أکثر منها لدى الذکور

  • ·      الفروق في رسم المناخ (موجزات شکليه تدل على اجواء ممطره وکثافة السحب والضباب)

أظهرت النتائج أن الإناث قمن برسم الاجواء الممطرة أکثر من الأولاد الذکور وربما يعکس ذلک أنهن کن أکثر تأثراً من أقرانهن، وبما أن الامطار يمکن مشاهدتها من کل مکان ،الاان  أن الأهالي في الغالب لا يسمحون للفتيات بالخروج في مثل هذه الظروف، مما يعني اتساع رقعة مشاهدة الأولاد للأمطار عن البنات، ومن المستغرب أن الأطفال الذکور في عسير قد يتدافعون في أحيانٍ کثيرة للأماکن الخطرة دون تردد، فمثلاً قد يندفعون بالمئات لمشاهدة السيول الغزيرة والامطار، في حين يندر مشاهدة البنات في تلک المواقف.

 

  

شکل رقم (1)                                    شکل رقم (2)

منال عبدالله                                          مهند ظافر

  • ·      الفروق في رسم التراث الشعبي (ادوات تراثيه - عادات وتقاليد وملبوسات وزخارف عسيريه)

  

      شکل رقم(3)                              شکل رقم(4)

       اسماء فايز                                                 يزن محمد

يلاحظ ان نسبة البنات اللاتي رسمن بيوتاً وملابس وزخارف عسيريه فاقت نسب الأولاد وقد ترجح الباحثة أن البنات اکثر دقة في الزخارف العسيريه الى جانب رسم الادوات والملبوسات وذلک ربما لکون البنات أکثر إحساسا بما يمثله البيت من الأولاد

کما انها لا تستبعد الباحثة أثر ثقافة المجتمع في ذلک، والتي کثيراً ما تکرس لدى الطفل الذکر مفاهيم معينة تجعله ينفر من بعض الميزات التي يربطها الکبار بالبنات، ومنها الزينة والاهتمام بالأمور المنزلية

 

ثانياً: الرسومات التي تکررت لدى الذکور أکثر منها لدى الإناث0

  • ·      الفروق في رسم التضاريس (موجزات شکليه تدل على جبال - هضاب - اوديه – سهول)

       

           شکل رقم(5)                                            شکل رقم(6)

             فيصل علي                                                رهف حسن

أظهرت النتائج أن الأطفال الذکور کانوا أکثر رسماً للهضاب والجبال والأودية من الإناث ، وترى الباحثة أن ذلک ربما يعود لزيادة الفرص لدى الذکور للخروج من مناطق سکناهم إلى مناطق أخرى حيث يظهر لدى الذکور جراه في الرسم.

ثالثاً: الرسومات التي تکررت بنسب متقاربة لدى الجنسين

على الرغم من تفوق التلميذات عموماً على أقرانهن الذکور في تصوير الجوانب المختلفة الممثلة للبيئة العسيريه، إلا أن الفئتين تقاربتا في بعض الجوانب والتي کان أهمها:

معالم من صنع الانسان (مباني تراثية –ابار- مزارع)

 حيث کانت نسبة من رسومهم متشابهة تماماً بين الجنسين ، ومن الملفت للنظر أن الإناث تفوقن في تجسيد نوعية الزخارف في المباني الى جانب اهتمام الذکور برسم السيارات وادوات الزراعة بشکلها المميز. ويرجع الاختلاف بينهم الى رؤيتهم الخاصة للرموز الصديقة والمعادية حيث يحاولون أبراز العناصر التي يقتنعون بوجودها بشکل اکبر في محيط بيئتهم .کما ترى الباحثة ان فئة (مباني تراثية )جات اولا لبداية ادراک الاطفال بجمالية وفنون هذه المباني التراثية ولتنوع
انماط بنائها.

 

         

           شکل رقم(7)                                                شکل رقم (8)

            طيف محمد                                                     بندر عايض

رسم النباتات (موجز شکلي يدل على الغابات)

  

شکل رقم(9)                                      شکل رقم(10)

محمد مصلح                                    مرام علي

أظهرت النتائج تقارباً في رسم الغابات بين الأولاد والبنات . و يمکن تفسير ذلک على أن الأطفال الذين رسموا الغابات، قد يکونون عايشوا ذلک فعلاً، وذلک لأنها تعد من طبيعة البيئة العسيرية التي عاشوا في وسطها.

 

التوصيات :

بناء على النتائج التي توصلت اليها البحث , توصي الباحثة ببعض التوصيات والتي يمکن تحديدها فيما يلي :

1-  بناء على نتائج البحث فانه بآلامکن اعتبار رسوم الاطفال مدخلا لمعرفة مدى تأثير البيئة
على الطفل.

2-  على اولياء الامور ومعلمي التربية الفنية تعزيز جانب الحفاظ على التراث المحلي لدى اطفال المرحلة الابتدائية.

3-  تقترح الباحثة اجراء دراسات على تأثير البيئة على المراحل المتبقية من مراحل نمو التعبير الفني لدى الاطفال.

4-  تقترح الباحثة اقامت متاحف تعليمية خاصة بالتراث متاحة لطلاب المراحل الدراسية, وذلک لتنمية التذوق وتعزيز الجانب الثقافي.

5-  توصي الباحثة بالاهتمام بالدراسات الخاصة برسوم الاطفال للبيئات المختلفة.

المراجع:-
1-المعجم الوسيط, مکتبة الشروق الدولية
2-البسيوني, محمود "الرسم في المدرسة الابتدائية", القاهرة , دار المعارف, 1983م
3-البسيوني, محمود "التربية بين الغرب والشرق الاوسط" القاهرة, دار المعارف, 1984م
4-البسيوني, محمود "سيکولوجية رسوم الاطفال" القاهرة, دار المعارف , 1985م
5-البسيوني, محمود "تحليل رسوم الاطفال" القاهرة, دار المعارف,1987م
6-الحداد, عبدالله عيسى, وعبدالله المهنا, "تطور رسوم الطفل التعبيرية من الطفولة الى المراهقة" الکويت, مکتبة الفلاح للنشر والتوزيع,2000م
7-زهران, حامد عبدالسلام, علم نفس النمو "الطفولة والمراهقة" عالم الکتب, مکتبة العبيکان2005م
8-زيدان, محمد مصطفى "النمو النفسي للطفل والمراهق" جدة, دار الشروق1990م
9-سناء, السيد "الموجز الشکلي عند الطفل ما قبل المدرسة في البيئة المصرية والبيئة السعودية "دراسة مقارنة" جامعة حلوان, مؤتمر الفن والبيئة1994م
10-السيد, عبدالرزاق محمد "رسوم الاطفال (التعبير الفني عند الاطفال) جدة , کنوز المعرفة بدون تاريخ
11-انشراح , الشال "رسوم الطفل بين المحلية والعالمية" جدة دار المسافر للنشر والتوزيع1997م
12-الشريعي, احمد البدوي "جغرافية العمران الريفي" مصر, دار الفکر العربي1999م
13-الشهراني, علي مرزوق "العناصر الفنية والجمالية للعمارة التقليدية بمنطقة عسير" مکة المکرمة, جامعة أم القرى  1420ه
14-عبدالعزيز, مصطفى محمد "سيکولوجية التعبير الفني عند الاطفال" القاهرة, مکتبة الانجلو المصرية1999م
15-عبدالکريم, صلاح الدين القمري "دور البيئة المصرية واثرها في تنشيط دوافع الابداع الفني" جامعة حلوان, مؤتمر الفن والبيئة1994م
16-عبيدات, ذوقان, البحث العلمي "مفهومة , ادواته, اساليبه" جدة , اشراقات للنشر والتوزيع2003م
17-عبلة حنفي "فنون اطفالنا" القاهرة, مکتبة النهضة المصرية1980م
18-عدس, عبدالرحمن, وآخرون, البحث العلمي" مفهومة, ادواته , اساليبه" الرياض دار اسامة للنشر والتوزيع2005م
19-العدوى, منال محمدي طه "فنون الأطفال وتطورها" الرياض دار النشر الدولي2003م
20-العساف, صالح محمد" المدخل الى البحث في العلوم السلوکية" الرياض, مکتبة العبيکان2003م
21-القحطاني, عبدالله سالم "التراث الشعبي في منطقة عسير" الرياض ادارة المطبوعات بوزارة الاعلام 1996م
22-القحطاني , محمد سفران" نمو التعبير الفني في مرحلة الطفولة المتأخرة ومقارنتها بما يقابلها من مراحل تقسيمي فيکتور لونفيلد وهيربرت ريد" مکة المکرمة ,جامعة ام القرى2003م
23-القريطي, عبدالمطلب امين" مدخل الى سيکولوجية رسوم الأطفال" القاهرة , دار الفکر
العربي 2001م
24-المليجي, علي " تعبيرات الأطفال البصرية" القاهرة حورس للنشر والطباعة2003م
25-النعمى, هاشم سعيد "تاريخ عسير في الماضي والحاضر" بدون تاريخ
المراجع الأجنبية :
26-Incday, Michael(2001) : Children and Their Art Orlando: Fl,Harcourt College Publishers
27-Markus,janet (2002): Student Assessment And Evaluation In Studio Art . PhD .Dissertation ,University Of Toronto, Canada .
28-Tomaselli,  Linda ( 2013 ) :  An Investigation Of The Development And Use Of Memory In Representational Drawings Made By Children 5 29– 12 Years. PhD .  Columbia University , America .