الأثاث المصري المعاصر وعلاقته بالهوية

نوع المستند : مقالات علمیة محکمة

المؤلفون

1 معيدة بکلية الفنون التطبيقية قسم التصميم الداخلي والأثاث- جامعة دمياط

2 الأستاذ المتفرغ بقسم التصميم الداخلي والأثاث کلية الفنون التطبيقية - جامعة حلوان

3 عميد کلية الفنون الجميلة جامعة المنصورة

المستخلص

ملخص البحث:
الحضارة المصرية ثرية بموروثها الفني فهي حصاد الفنان المصري الذي رواها بأبتکاريته وحسه الفني وسعيه الدائم للأکتشاف والتعلم , فأخذ يتأمل بيئته المحيطة بشمسها وأشجارها نيلها وجبالها وما تنعم به من طيور وحيوانات وثروات طبيعية فصار يحاکيها تارة ويرمز لها تارة أخري بعدما أضف عليها من روحه ووجدانه فتجلت أبداعاته في شتي نواحي الحياة و خاصة الفنون الدقيقة ( النحت , الحلي والمعادن , الخزف , الأثاث ) , وما توصل أليه المصري القديم في تلک الأونة خاصة في مجال الأثاث کان سبقا أبهر به جميع الحضارات الأخري فعقله الهندسي وروحه المبدعة وصبره علي السعي والعلم والعمل جعلته دوما في المقدمة وما وصل الينا للعديد من القطع  علي رأسها مقنايات مقبرة توت عنخ أمون خير دليل علي ذلک  فجأت معرفة بعاداته ومعتقداته وقدراته الابتکارية وأصالتها خاصة استمرار استخدام نفس أساليب التراکيب التي تدل علي براعته إلي وقتنا الحالي .
الحضارة هي ثقافة تطورت تطورا ذاتيا , فالحضارة لها خاصية التجدد والتطور والحرکة في مسار التقدم او الانتکاس ",وتبقي لکل أمة حضارتها مادامت الثقافة _وهي خصوصيتها _تقود هذه الحضارة وتحدد مسارها , إن الأمر يتوقف علي جهد أبناء الثقافة في ترسيخ ونشر ثقافتهم , ومدي الوعي الفکري الثاقب الذي يتمتع به الأفراد أصحاب تلک الثقافات , من هنا نحتاج الي للحفاظ علي الهوية الثقافية والأنخراط في العلوم التکنولوجيا المعاصرة التي تنشر التنمية في المجتمع .
يتمتع موروثنا الحضاري بالعديد من العناصر الفنية والبنائية التي يستطيع المصمم تطويعها في أبتکار تصميمات أثاث حديثة ومعاصرة حاملة لسماتنا الأصيلة مؤکدا بذلک علي هويتنا المصرية الأصيلة .

الموضوعات الرئيسية


مقدمة:

الأثاث والإنسان کلاهما ساکن للفراغ مکون لمحتواه مصورا لما يدور به من أشکال الحياة, حيث يستمد الأثاث وجوده من حاجات الأنسان ورغباته وميوله التي تشکل أنواعه وهيئاته وسماته , فکلاهما يحمل بين جنباته تعبيرا عن هوية الآخر, ولذا يعد الأثاث شاهدا حاضرا علي حضارات الأمم وحالها الاجتماعي والاقتصادي والثقافي, ومعرب فصيح عن واقع تلک الحضارة في سياق التطور والتقدم لغيرها من الحضارات .

ويذکر التاريخ أن لمصر حضارة عظيمة تجلت في جميع نواحي الحياة ,حيث تميز الإنسان المصري بابتکاريته وحسه الفني المبدع فشعب مصر شعب خاص وقد جعلهم تاريخهم وجغرافيتهم يختلفون عن سکان أية أمة من الأمم [1], فکان للأنسان المصري السبق الأول في مجال صناعة الأثاث التي کانت خير معرف بعاداته ومعتقداته وقدراته الابتکارية وأصالتها خاصة استمرار استخدام نفس أساليب التراکيب التي تدل علي براعته إلي وقتنا الحالي .

ومن خلال رصد واقع صناعة الأثاث المعاصر في مصرنجد أنه يعاني من أزمة هوية فهو فاقدا لي أهم المميزات والسمات التي طالما ميزت حضارته عن سائر الحضارات , وعلي الرغم من أننا نمتلک موروثا حضاريا زاخر بالعناصر والأساليب الفنية التي يمکن صياغتها في هيئة أبداعية جديدة تتواکب مع تکنولوجية وروح العصر الا اننا أبتعدنا عنه حتي فقد الأثاث سماته ومميزاته الحضارية الأصيلة وصار يحمل تارة سمات تنتمي للطرز الکلاسيکية الأروبية وتارة أخري صار هجين للعديد من الطرز ومابين أضافات وحذف تجعله يعاني من أزمة هوية .

خلفية المشکلة :

  • · إن نقص الوعي بمدي ثراء الموروث الحضاري وکيفية صياغته في هيئة إبداعية عصرية تحقق نوع من التوازن بين الفن والذوق العام أدي إلي حالة من الاغتراب الإنساني في هوية
    الأثاث المعاصر .

مشکلة البحث:

يمکن ايجاز مشکلة البحث في التساؤل البحثي التالي:

  • هل نملک أثاث مصري معاصر کيانه التوافق الحضاري والهوية المصرية ومتطلبات السوق – المحلية والعالمية - ؟

أهدف البحث :    

  • إلقاء الضوء علي أهمية المورث الثقافي و دوره في الحفاظ علي هويتنا الحضارية  .
  • · التعريف بخصائص الأثاث المعاصر المعبر عن سمات الموروث الثقافي الملائم للعرق
    والبيئة وإحتياجتهم .
  • · طرح رؤية تصميمية تقوم علي الفکر الفلسفي لهوية الشخصية المصرية بما يتفق مع متطلبات العصر بکيانه الاقتصادي والاجتماعي من مبدأ التغير مع الإبقاء على الثوابت.

أهمية البحث :

  • · مواجهة حالة الجمود التي يعاني منها الأثاث المعاصر بالتعرض للأسباب التي أدت لافتقاره إلي السمات المصرية المعاصرة , فالواقع أن التقدم الحضاري والتطور ليس فقط مسألة تکنولوجيا في بيئة طبيعية ولکنه أيضا قضية أيدولوجيا في بيئة أجتماعية[2].
  • تفعيل دور مصمم الأثاث في تحقيق حلقة الاتصال بين حاضر المجتمع وحضارته في إطار قوامه ثقافة المجتمع وکيانه الحضاري والاقتصادي .

فروض البحث :

من خلال المشکلة السابقة  تفترض الدارسة ما يلي :

  • هناک علاقة إيجابية بين الموروث الحضاري وإبتکار تصميمات أثاث معاصر يتوافق والهوية المصرية ومتطلبات العصر .

الکلمات المفتاحية :

الأثاث المصري _Egyptian Furniture: هو الأثاث النابع من ابتکارية الإنسان المصري في ماضيه وحاضره لکيان مميز له معبر عنه ملائم لبيئته .

الهوية[3]  _IDENTITY: جاء مصطلح الهوية في اللغة العربية من کلمة: هو. والهوية هي مجمل السمات التي تميز الشي عن غيره أو شخصا عن غيره أو مجموعة عن غيرها ".

أولا : الحضارة المصرية القديمة

إن الحضارات المتعاقبة علي أرض مصر تشبه الطبقات الجيولوجية المليئة بعروق الذهب التي تمتد وتتواصل فيما بينها . وان الحضارة المصرية القديمة بحقبها الثلاثة : القديمة والدولة الوسطي والدولة الحديثة وفنونها التي تميزت عن غيرها من فنون البلاد الأخرى , اختلفت باختلاف مراحل التاريخ في العرض لا في الجوهر , فکان لکل مرحلة نمطها الخاص الذي يوائم شئ من تلک الحقبة الزمنية ظروفا وبيئة بما يضيفه إلي الأسلوب المصري العام أو يشکل فيه , ولکن هذا الأسلوب العام کان أشبه بالإطار الجامع يضم وحدات تتفق في عموميتها وان اختلفت في خصوصيتها.

وبهذه الوحدة کان الفن في مصر خير وسيلة لجميع المشارب والميول ,وکما عاش هذا الفن لتأليف بين الطبقات عاش لتمجيد رب البلاد ورفعه إلي مرتبة الآلهة وجمع الناس علي إکباره والدينونة له , وکان الفن العقائدي من أهم ما شغل الفکر المصري و لقد عاش هذا الفن العقائدي يمثل کلمة الآلهة إلي الناس يقربهم بها إليهم ويصل ما بينهم بما يشکل من مخاوفهم وأمالهم .

وکما شغل الفن المصري بالدين شغل بالملوک ,إذا کانوا جزءاٴ من هذا الدين فلقد نظر إليهم المصري علي أنهم أبناء اللألهة .وعاش هذا الفن الملکي يساير حياة الملوک يزدهر بازدهارها وينکمش بانکماشها ,وکان من هؤلاء الملوک من نلحظ له أثرا ملموساٴ في حياة هذا النوع من الفن مثل زوسر وحتشبسوت و أمنحتب الثالث وأخناتن وسيتي الأول ورمسيس الثاني وغيرهم [4] .

ولعل الحفاظ علي الموروث الذي طبع المصري عليه لم يحول بينه وبين أن يجدد فيه , فسرعان ما استبدل المواد الهشة في البناء بالحجر, ثم هو لم يقف عند طراز بعينه في بناء الأهرام بل لقد خطا من هرم سقارة المدرج إلي هرم الجيزة ,ثم من مصاطب الدولة القديمة الي مقابر الدولة الحديثة ,وهذا مما يدل علي أن المصري لم يقف جامدا بتقاليده , بل کانت له مع هذه التقاليد حرية الأخذ والإعطاء دون خروج عن النهج المتصل الذي تمليه البيئة ويوحي الزمان به , فإذا ما أنتج کان نتاجه کأنه جزء من الطبيعة المحيطة لا ينفصل عنها الا بتلک اللمسات التي انضافت إليه , وإذا هذه اللمسات هي الصفات التي ميزت هذا الفن عن غيره من الفنون , وإذا هي مستوحاة من إيمان هذا الشعب بالخلود واللانهائية[5] .

وأدت عوامل الطبيعة الجغرافية وبخاصة نهر النيل إلي نشأة العقيدة الدينية والأيمان المطلق الخلود بعد البعث , وکان الفن التشکيلي هو التعبير عن ذلک .  وکانت حياة المصري علي شطأن نيله وفوق واديه الخصيب وفي تلک البيئة التي لا تحس فيها تقلبات الجو مما خلق فيه الاستقرار علي أرضه وهذا الاستقرار هو الذي لفت المصري لنيله العظيم يتعرف إبان فيضه وإبان غيضه    يجري أموره علي مجراه , وهو الذي لفته إلي سمائه يحسب أيامه وهو الذي جذبه الي ما بين يديه ليفکر في استئناس الحيوانات والتنقيب في الأرض واستخراج معادنها والانتفاع بجبالها بنحت صخورها , هذا الاستقرار جعل منه هادئ الطبع مطمئن النفس يرخي لفکره وعقله ووجدانه فإذا فنونه کلها فيها طابع الفکر والعقل والإحساس والوجدان . 

وما من شک في أن الفن کان من أول الوسائل التي أفصح بها الإنسان عن نفسه ,وهو حين أرسي قواعد مدينته کان الفن من بين تلک القواعد التي قامت عليه حضارته الأولي . من أول الأعمال التي أشتغل بها المصري القديم هو ميدان الفنون الدقيقة ( کالنحت والزخرفة والحلي والأثاث ) والتي أجاد فيها تارکا لنا أثار عرفنا منها کيفما کان عشقه لما هوجميل ,وشغفه بما کان فيه إعمال للفکر وحرصه علي کل مافيه إبداع وإتقان , هذا إلي ما اوتيه من صبر وأناة. , کان بدأ المصري في هذا الفن يوم بدأ يتخذ لنفسه أدواته من الحجر يستخدمها في حياته اليومية ,ويوم بدأ ذوقه المرهف يملي عليه أن يصوغها أشکال فيها فن وابتکار[6] .

 

الأثاث في مصر القديمة :

کانت صناعة الأثاث قد بلغت قدرا عظيماً من التقدم،حيث کانت حرفة النجارة وصناعة الأثاث من أهم الحرف والمهن , ولعل ماوصلتنا من نماذج راقية من مختلف أنواع الأثاث مثل الأسرة والکراسي والمقاعد والصناديق والأواني والموائد ومواطئ الأقدام. وقد عثر على کل هذه الأنواع من الأثاث، بأعداد کبيرة، في مقبرة توت-عنخ-آمون.

"وقد کان النجار وعامل الأثاث هما المنوط بهما تصنيع الأثاث في مصر القديمة وهي فئة العمال والحرفين ,وقد حملوا ألقابا متعددة منها  النجار الملکي المزدوج ,ونجار مصر السفلي ,ونجار بيت الأبدية ,هذا بالإضافة لبعض التخصصات الأخرى نجار دق وصقال", ولم يکن هناک تميز بين النجارين , فالنجار وصانع الموبليا لم يکن بينهما فرق ,وکان لهما وضع متميز بين الحرفيين, ويرقون الي مرتبة المهنيين [7]".

تعددت الأعمال الفنية التي قاموا بها کاجتثاث الأشجار ونقل جذوعها بعد تشذيبها ثم شقها وقطعها بالبلطة ونشرها بالمنشار وتشکيل أجزائها بالقادوم ثم استعدالها وتکويعها بوسائل فنية مختلفة , ثم ثقبها بالمثقاب والأزاميل وتعشيق أجزائها بوصلات مسطحة وزاوية ثم ثقلها وتلميعها , وکان يعاونهم حرفيون ثانويون , منهم المتخصصون في أعمال التهذيب واللحام , والقشرة والتطعيم والنحت والتجصيص والرسم والکتابة والتلوين , وتمثل دورهم في إسباغ نوع من القداسة والمهابة الدينية وإضفاء لمسات من الجمال علي الأعمال الخشبية . 

وتشير نقوش المقابر إلي وجود صور لمقاعد وطيدة ليست بالصغيرة ولا کبيرة ,وصور لکراسي لا ظهور لها , منها ماهو قعيد يمثل طراز العهد الذي سبق الأسرة الرابعة, ومنها ما هو قائم يمثل طراز العهد الذي جاء بعد هذا وصور لکراسي بظهور وأذرع ,وصور لأسرة أنيقة بقوائم تحاکي قوائم الحيوانات ,وصور لمحفات وصناديق وخزانات ,وکانت تلک الصناعة تتمتع  بقدر من الإتقان منذ  أيام الأسرة الرابعة لا سيما المحفات والآسرة وغيرها ,وقد بلغ فن صنعها قدرا من التقدم العظيم مثل تطعيم بالعاج ذي لون طبيعي أو مصبوغ مع استعمال مختلف فنون الطلاء بالذهب أو الفضة.[8] 

صناعة التوابيت والصناديق :

ظهرت النجارة في مصر واضحة، بداية من صناعة التوابيت في عصر بداية الأسرات ؛" وقد صنعت من ألواح متراکبة ثبتت معا عند الأرکان بالربط من خلال ثقوب, وبدا استخدام عوارض الخشب في توابيت الأسرة الثالثة , والتي کانت تصنع من ست قطع من خشب الأرز متصلة معا ٴ; بحيث تأخذ الألياف اتجاهات متعاکسة , وکانت الأخشاب الرخيصة تدهن بطبقة من الورنيش , سمکها حوالي سبعة أعشار المليمتر ; لکي تعطيها مظهرا أکثر فخامة وتألقا "[9] .

کما عثر بالمقابر أيضا على صناديق مصنوعة من ألواح مطعمة متصلة بطريقة النقر واللسان أو بمفاصل. حيث کانت صناعة الصناديق أکثر صقلا وحنکة , ولها أغطية منزلقة , وأرکان موصولة من الجانبين , وأربطة جلدية من خلال ثقوب وزوايا , وأتقن النجارون فن النجارة  حينئذ دون استخدام الغراء بعد الاسرة الخامسة . وکانت معظم المنازل مجهزة بالعديد من الصناديق والخزانات للحفظ [10] , وصنعت صناديق للانتقال باستعمال قضبان جانبية للحمل. وقد بلغ فن صنعها قدرا من التقدم عظيما , مثل تطعيم صناديق الخشب وغيرها، بعاج ذي لون طبيعي أو مصبوغ مع استعمال مختلف فنون الطلاء بالذهب أو الفضةکما نجد نقوشا محفورة تملأ بخليط ملون في الخشب، ونقوشا تملأ بالعجائن، وتکسى برقائق الذهب

 

صندوق مزخرف بأرجل طويلة کما في الصورة 1 .

 

صندوق مطلي باللک الأبيض ويزدان سطحه بالحفر البارز للزخارف الموشاه بالذهب والکتابات الملونة[11] _المتحف المصري _ کما في الصورة 2 .

 

صندوق الأواني الکانوبية _المتحف المصري __کما في الصورة 3

صناعة الکراسي  والمقاعد :

کان فن صناعة الأثاث قد بلغ قدرا عظيماً من التقدم، مثل الأسرة والکراسي والمقاعد والصناديق والأواني والموائد ومواطئ الأقدام. وغالبا ما کانت تلک القطع من الأثاث تستقر علي أرجل تحاکي في شکلها سيقان وحوافر الحيوانات , وکانت الکراسي عادة بمقاعد منخفضة ومساند مستقيمة للظهر غالباٴ ما تکون معقدة الشکل ومرصعة بالذهب , وکانت مقاعد الکراسي البسيطة القابلة للطي تصنع من الجلد حتى يمکن حملها بسهولة لساحات الصيد أو القتال ,و کان يتم تجميع أجزائها  بالتعشيق، فضلا عن مسامير من خشب أو نحاس أو برونز، وکان يتم إنتاج مقاعد مبتکرة التصميم بتقليد المقاعد المطوية، وإن کانت ذات قوائم صلبة ثابتة تنتهي برؤوس البط[12] .

 

کراسي العرش لتوت عنخ أمون _المتحف المصري صورة رقم4.

 

 

عرش الاحتفالات لتوت عنخ آمون_المتحف المصري_ صورة رقم5.

صناعة الأسرة :

تميزت الأسرة بأناقتها ,فکانت قوائمها الأمامية تحاکي الجزء الأمامي لبعض الحيوانات کالبقرة وأنثي الأسد والبعض الأخر من الأسرة تحاکي قوائمه أرجل الحيوانات وتغطي سطوحها  بشباک من الجلد أو البوص اوالکتان , وعلي رؤوس الأسرة نري صورا للإلهة لتحرس النائم من الأرواح الشريرة خلال استغراقه في النوم [13]. 

 

سرير من مجموعة أثاث مقبرة توت عنخ أمون_المتحف المصري _ صورة رقم 6.

 

سرير جنائزي فى شکل بقرتين _ المتحف المصري _صورة رقم 7 .

الرموز والأشکال في صناعة الأثاث:

أهتم الفنان المصري بالوحدات ذات الطابع الزخرفي , وأعتمد في تصميماته علي الأشکال والعناصر التي أستلهمها من الأنسان والحيوان والطيور والنباتات وعبر عنها في حياته اليومية ,فأخذ يدون ويسجل أحداث التاريخ والطقوس الدينية وغزوات الملوک ومشاهد الحياة اليومية ,وتميزت تلک الوحدات الزخرفية بالنضج والحس المرهف کما تعددت صور وأشکال هذه الوحدات منها العناصر الطبيعة والکتابية والرمزية والهندسية .

فتنوعت الرموز والأشکال المصورة علي الاثاث المصري القديم ,منها ما يشير الي علامات أمورعقائدية تعبر عن معتقداته وميوله صاغها في أشکال ورموز أفاض عليها من روحه وخياله .

  • ·   علامة العنخ (الحياة )

وهي عادة ما کانت توجد مصورة على جدران المقابر والمعابد، يمسک بها الآلهة بکلنا اليدين، أو قريباً من أنوف الملوک والموتى؛ لمنحهم رائحة الحياة [14](کما في الصورة رقم 8) .

 

علامة العنخ (الحياة )صورة رقم 8 .


  • ·   حيةالکوبرا (الحامية) والجعران (کمافيالصورةرقم 9)

قدس المصريون الثعابين وعرف في الدولة القديمة تحت عدة أسماء مثل (نحب _کاو ) المرتبطة بالأيمان بمذهب الکلمة المقدسة ,کما أطلق عليه أسم أمون أي الخفي ويعتبر من أکثر الرموز التي عبرت عن معاني مختلفة , وحي0 الکوبرا کانت الشکل المثالي لأنثي الثعابين وکانت تستخدم کشارة لتاج الملک وأطلق عليها ( الربة المضيئة ) Wadjyt  - واجيت .

 

حية الکوبرا الحامية من الشرور والجعران وفوقه قرص الشمس رمزا للبعث والخلود [15] صورة رقم 9.

  • ·   زهرةاللوتسLotus (ترمزلمصرالعليا _ وترتبطبفکرةالخلقوالخلود ) (کمافيالصورةرقم 10)

وينمو الوتس في البرک ساکنة المياه في سفوح التلال الصحراوية وتمتد جذوره في الأعماق الطنية وأزهاره تفتح نهار وتغلق ليلا ويرمز عند المصريين للخلود والبقاء .

 

زهرة اللوتس وعرف المصريون نبات اللوتس الأبيض وکان يسمي سسن ثم اشتقي منه اسم السوسن ,کما عرف بالبشنين وعرائس النيل وعرف أيضا اللوتس الأزرق ويتميز برائحته الذکية وکانت تستخدمها النساء في عمل أکاليل لرؤوسهن  صورة رقم10.

 

  • ·   الصولجان  ويرمزاليالهيمنةوالسلطانوالسيطرة (کمافيالصورةرقم 11).

 

الصولجان  ويرمز الي الهيمنة والسلطان والسيطرة , مقبرة توت عنخ _المتحف المصري _صورة رقم11.

  • ·   المعبودحورس (صقرالحماية ) (کمافيالصورةرقم 12)

الصقر أهم طيور السماء عند المصرين القدماء ,وقد رمزوا بهذا الطائر للأله حورس .

 

المعبود حورس (صقر الحماية ) صورة رقم12.

  • ·   رمزجدthe ad symbol  (کمافيالصورةرقم 13):

وتعني کلمة جد الثبات والدوام[16] وربما يأخذ شکله من عمود بردي مزرکش أو شجرة معقودة الأطراف [17].

 

رمز جد صورة رقم 13.

  • ·   رمزالخرطوشcartouche (کمافيالصورةرقم 14):

ويعبر عن فکرة الکون عند المصريين القدماء التي صمموها علي هيئة حبل معقودة الطرفين , تعبرا عن أن الدنيا کلها کانت في قبضة الملک لذلک کتبوا أسمه داخله .

 

رمز الخرطوش صورة رقم 14.

مواد وخامات صناعة الأثاث :

تنوعت المواد والخامات التي أستخدمها المصري القديم لصناعة الأثاث الخاص به ,ومن أهم تلک الخامات هي الأخشاب ,ومنها الأخشاب المستوردة کالسرو والأرز الطويلة من_ لبنان _ففي عهد الأسرة الرابعة أرسل الملک "سنفرو" أسطول مکون من أربعين سفينة لجلب خشب الأرز من فينيقيا لبنان حاليا لصنع بوابة قصر الملک ,وأشجار النبق من فلسطين , والدردار من سوريا والأبنوس من الصومال لصناعة الأثاث الأکثر صلابة للأثرياء .

  • ·   أشجار النخيل Palm trees:

کان يوجد أکثر من نوع من أنواع النخيل مثل نخيل البلح ,ونخيل الدوم ,أما عن نخيل البلح فأن هذه الشجرة عادة ماتکون صغيرة [18],وکانت معروفة في مصر القديمة ,وکانت تستخدم بعض أجزائها في صناعة الکراسي مثل السعف والليف ,أما عن نخيل الدوم فقد کانت موجودة في مصر العليا ,وهو خشب جاف جدا وصلب ,وقد أستغلت أليافه في صناعة الحبال التي أستعملت في عمليات الربط والتثبيت لبعض أجزاء قطع الأثاث [19] (کما في الصورة 15 ).

 

رسم علي أحد جدران مقبرة باشدو بدير المدينة صورة رقم15.

  • ·   أشجارالأثل 

هذا النوع من الأشجار حتي الأن في مصر وتتميز الشجرة بارتفاعها المتوسط ونموها السريع ,وقد أستخدمت أخشابها في صناعة قطع الأثاث الکبيرة کالأسرة وغيرها ,ونظرا لجودة خشبها ومقاسها الصغير استخدم أيضا في صناعة الکراسي [20].

  • ·   أشجار الجميزSycamore trees  :

تعد من أهم الأشجار التي کانت تنمو في مصر منذ عصر ماقبل الأسرات , وقد استخدم المصري القديم أخشابها في صناعة التماثيل والتوابيت والصناديق والأثاث الجنائزي والدنيوي ,کما في ذلک الکراسي والمقاعد والمحافات .

  • ·   العاج  ivory :

کان المصريون يحصلون علي العاج من أنياب فرس النهر وتمتاز أنياب فرس النهر بـأنها صلبة للغاية ولقد هيأت الطبيعة في مصر في عصور ماقبل التاريخ مناخا جيدا ساعد علي تواجد أفراس النهر بکثرة وقد عبر المصريون القدماء عن العاج في کتاباتهم باسم obw , وکان يتم الحصول علي العاج من بلاد النوبة [21](کما في الصورة 16 ).

 

لوحة من لغطاء تبين توت عنخ آمون وزوجته عنخ إسن أمون في حديقة ، الدولة الحديثة _المتحف المصري _صورة رقم16.   

  • ·   الجلد  leather :

واستخدم الجلد في صناعة الکراسي حيث قام بمعالجة الجلد الخام وتطريته حتي يسهل استخدامه وصيغه بألوان جميلة مستخلصة من بعض العصارات من أشجار السنط ,ولقد أستخدم لتغطية الأثاث أواستخدم کأربطة لربط قطعتين من الأثاث أستخدم في تنجيد المقاعد المفصلية حيث تثبت ألألواح الجلدية علي أقطاب المقعد [22], کما أستخدم الجلد الملون خيوطا ورقعا لزخرفة الأبسطة والوسائد والخيم الجنائزية [23].

  • ·   الکتان  flax:

يعد الکتان من أهم النباتات ذات الألياف التي زرعت في مصر منذ عصر ماقبل التاريخ ,وقد أستخدمه المصريون وصنعوا منه المنسوجات وأيضا بعض الظلات حول الأسرة ,وصنعوا منه أيضا الحبال المنسوجة واستخدموها کتربيطات في صناعة المقاعد والکراسي  (کما في الصورة 17 ). 

 

سرير ذو سطح من کتان منسوج  من أثاث توت عنخ أمون _المتحف المصري _صورة رقم17.

وذهب المصري يکتشف ما حوله من خامات من أحجار ومعادن محولا إياها إلي أعمال فنية فاستطاع تطويع المعادن الي قدر يسمح بأستخدام النحت .

کثر الذهب بسبب استغلال مناجمه في مصر والنوبة ,ولم تعد الفضة نادرة کما کانت من قبل ,وأبتکر الألکتروم وهو مکون من مزيج بين معدنين سبائک فيها جزء من الفضة وثلاثة أجزاء
من الذهب
[24] .

 

جزء من قطعة حلي استخدم فيها کل من اللألکتروم والعقيق والفيروز والفلسبار والزجاج والعاج والجمشت _ المتحف المصري _صورة رقم18.

من الطرح السابق يمکن لنا أستخلاص أهم سمات ومميزات الأثاث المصري القديم التالية :

  • · فنون مصر کانت موصولة بأساطيرها ومعتقداتها الدينية , فنري الجانب الزخرفي متمثل في النقوش والرسوم للألهة والمعبودات التي تشغل الأسطح وتزينها .
  • · ايمان المصري بفکرة الخلود والأبدية ,ورفع الملوک الي مرتبة الألهة مما دفعه الي ابتکار نوعين من الأثاث يختلف بأختلاف وظيفته , أثاث  دنيوي وأثاث جنائزي يرافق الملوک والأثرياء أعتقادا منهم في فکرة الخلود بعد البعث .
  • · أثراء قطع الأثاث والاهتمام بأدق تفاصيلها في محاولات لاعمال العقل واستغلال أمکانيات الطبيعة من معادن وأحجار کريمة وأخشاب ثمينة ,فاستخدم التطعيم بالصدف والعاج والاحجار الکريمة کاللازورد والفيروز والفلسبار والعقيق والمعادن والقشرة الزخرفية للاخشاب الثمينة کالابنوس .
  • · استخدام الذهب في عمل تغظية من الذهب علي المشغولات الخشبية وأيضا في التطعيم وذلک لي إسباغ نوع من القداسة والمهابة الدينية وإضفاء لمسات من الجمال علي الأعمال الخشبية, وکان هناک معتقد بانه مرتبط بالشمس وکذلک الخلود لان المصريين القدماء اعتقدوا أن أصل المعبودات من الذهب لذلک اهتموا باللون الأصفر.
  • · محاکاة قوائم الأسرة والکراسي والمقاعد لي قوائم الحيوانات کالأسد لابراز مظاهر القوة ومعبودات أخري کمنقار البط في المقاعد المفصلية القابلة للطي ,وجسم البقرة وفرس النهر في الأسرة .
  • أستخدام أسلوب التفريغ وهو الذي ينطوي علي عمل فتحات عديدة تتاخذ معا شکلا زخرفيا .
  • · استخدام الرموز والأشکال المصورة فقد تمت زخرفة الاثاث بعلامات تشير الي أمور دينية تعبر عن معتقداته وميوله صاغها في أشکال ورموز أفاض عليها من روحه وخياله , مثل علامة العنخ ( الحياة ) والحية الکوبرا الحامية والجعران وأزهار اللوتس وعين الأوجات التي ترمز لحماية الجسد والصولجان .
  • · ان حرفة النجارة من الحرف الأکثر تقدما وتطور ,حيث أبتکر المصرييون القدماء التراکيب الصناعية لتعشيق أجزائها بوصلات مسطحة وزوايا ,واصبحت صناعته أکثر حنکة و صقلا عندما أستخدم الأربطة الجلدية من خلال ثقوب ذات زوايا دون أستخدام غراء أومسامير ,وقد أستخدم الغراء بعد الأسرة الخامسة ,ومن هنا يتضح لنا مدي أسبقية الحضارة المصرية في تأثيث أصول صناعة الأثاث التي لازالت بنسبة کبيرة تتبع في وقتنا الحاضر .
  • · تطورت صناعة الکراسي والمقاعد ,حيث کانت أول المقاعد بدون مسند للظهر ثم أصبحت مزودة بمسند للظهر کان في البداية مستقيما ثم اخذ بعد ذلک وضعا مائلا ليحقق وضع الراحة للجالس , وکذلک الجلسة کانت تاخذ شکلا منحني للتحقق المزيد من الراحة وغالبا ما کانت تزود بوسائد من الجلد ,أما ارجل الکرسي فکانت تحاکي قوائم الحيوانات کالسد وزودت المسافة بين الارجل بدعائم أفقية لتزيد من متانة الکرسي ويتعامد عليها دعامة أفقية تأخذ شکل أحد الرموز والعلامات الزخرفية سما_تاوي وتعني علامة التوحيد للشمال والجنوب, کما ذودت کراسي الملوک بمواطئ الأقدام التي زينت أسطحها بالنقوش والرسوم لاعداء الملک وخصومه واستخدم العاج والأحجار والمعادن الثمينة في تطعيم الزخارف والتفاصيل الدقيقة.
  • · الاسرة کانت من بين القطع الأکثر تأنقا وجمالا ,وتدل علي مدي ترف صاحبها وتحضره ,وکانت قوائمها تحاکي قوائم الحيوانات وسطحها العلوي عبارة عن نسيج مشدود من الکتان وکانت أطراف قوائمها مصفحة بالنحاس ,وکانت الأسرة تأخذ وضع ميول أتجاه القدمين.
  • · الصناديق وهي وحدات التخزين والحفظ للأغراض المختلفة , وکانت في بادئ الأمر من ألولح خشبية متداخلة , ثم صارت تصنع في عهد الدولة القديمة من أطر خشبية تسدها ألواح من خشب ولها غطاء نصف أسطواني أو مثلثي الشکل ,وأبدعوا في زخرفة وتکسية أسطحها من نقوش ورسوم للاساطير والکتابات للمعتقدات کما في صورة .

الواقع أن مصر لم تنعم بحکومة ثابتة منتظمة الأ زمن أستقلالها الفعلي ( أي ستة الألأف سنة تقريبا قبل الميلاد) ثم توالت عليها الغارات والمحن بعد ذلک ( مدة ألفي سنة ) فأنتقل الحکم فيها الي الفرس , اليونان والرومان , و العرب , والمماليک , والأتراک , وقد تغير عليها في حکم کل دولة أسر مختلفة وأفراد متباينون و کان لکل تلک الحقبات التي تعرضت فيها الي الغزو دورها في ترسيخ أزمة الهوية التي تعرض لها الأثاث علي مدي تراکمي .

ثانيا : الهوية  :

تعبر الهوية[25] عن حقيقة الشئ المطلقة المشتملة علي صفاته الجوهرية التي تميزه عن غيره , "فلکل جماعة أو أمة مجموعة من الخصائص والمميزات الاجتماعية والنفسية والمعيشية والتاريخية المتماثلة التي تعبر عن کيان ينصهر فيه قوم متشابهون بتأثير هذه الخصائص والسمات التي تجمعهم , ومن هذا الشعور القومي ذاته , يستمد الفرد إحساسه بالهوية والانتماء إلي ثقافة مرکبة من جملة من المعايير والرموز والصور" .

فأنه لمن الضروة أن يکون هناک لکل شعبا هويته التي تميز طبيعته , وفي حالة انعدام  شعور الفرد بهويته نتيجة عوامل داخلية وخارجية تسعي لدمج لمجموعة من الهويات القادمة من ثقافات متفرقة و تحويلها إلي هوية واحدة سينتج عنها کائن مسخ ذي هوية مضطربة يعاني من أزمة وعي Wariness crisis تؤدي به إلي ضياع الهوية نهائيا , فينتهي بذلک وجوده [26].

وعلي الرغم من إن المفهوم الأساسي للهوية قائم علي الثبات ,فهي في تغير دائم لتأثره بالعديد من العوامل  ذاتية أو خارجية ,ولکن يجب أن يکون في ظل قانون التوازن بين العناصر الثابتة والاخري المتغيرة کالعادات والتقاليد والقيم وطرق التفکير نتيجة لتحول الأوضاع التاريخية والاجتماعية .فهوية الشئ هي ثوابته التي ((تتجدد ))ولا ((تتغير ))[27]

فالتاريخ يؤکد علي وجود ثقافات سادت العالم ثم بادت , وأخري فرعية نمت وازدهرت , إن الأمر يتوقف علي جهد أبناء الثقافة في ترسيخ ونشر ثقافتهم , ومدي الوعي الفکري الثاقب الذي يتمتع به الأفراد أصحاب تلک الثقافات ,من هنا نحتاج الي المتخصصين في مختلف الفروع والمجالات الفنية والأدبية للحفاظ علي الهوية الثقافية والأنخراط في العلوم التکنولوجيا المعاصرة التي تنشر التنمية في المجتمع .[28]

ولعل التاريخ يؤکد الدورالحضاري المصري عبر العصور والذي کان للمناخ دور فعال تميز بالتألق الأبتکاري والحس الأبداعي في خلق حالة من الأختلاف لديهم عن سکان أية أمة  .فکان للإنسان المصري السبق الأول في مجال صناعة الأثاث التي کانت خير معرف بعاداته ومعتقداته وقدراته الفنية وأصالتها خاصة استمرار استخدام نفس الأصول الصناعية التي تدل علي براعته إلي وقتنا الحالي .

وتتجه دراسة البحث نحو إذا ما کانا نملک ألان أثاثا مصريا معاصرا کيانه التوافق الحضاري والهوية المصرية ومتطلبات السوق المحلية والعالمية في دمياط احدي أهم مدن صناعة الأثاث بمصرفي محاولة لتشخيص حال الأثاث في عصرنا الحالي والي آي حد استطعنا الحفاظ علي هويتنا علي غرار تلک الحضارة العظيمة في ظل النمو المتسارع للمعارف والعلوم التکنولوجيا المضطردة .

لا يمکن إن تظل ثقافة مجتمع نقية تماماً بدرجة مطلقة خاصة في عصرنا هذا ولکن ما حال  احدي أهم المجالات الصناعية في مصر _تصميم وصناعة الأثاث_ وعلاقتها بثقافتنا وهويتنا الحضارية ؟ هل نحن في أفضل حال ولازلنا أصحاب المهارة والسبق الأول في مجال تصنيع الأثاث أم تمکنت منا براثن الاغتراب الإنساني  في ظل عصر ساده التکنومعلوماتية؟ 

من هنا کان لزاما علينا  التعرض إلي مفاهيم کلا من الثقافة , الهوية الحضارية , التکنومعلوماتية أوالعولمة .

مفهوم الثقافة : culture

إن الثقافة[29] هي ذلک الطابع العام الذي ينطبع عليه شعب من الشعوب ,والتي تميزه عن غيره من الجماعات , بما تقوم به من العقائد والقيم واللغة والمبادئ ,والسلوک والقوانين والتجارب ,وتتميز الثقافة بأنها إنتاج کمي مستمر تاريخيا , فهي بقدر ماتضيف من الجديد ,تحافظ علي التراث السابق ,وتجدد قيمه الروحية والفکرية والمعنوية [30]

و في نسق الفکر الأسلامي تعني کل مايسهم في عمران النفس وتهذيبها , وهي تهذيب النفس الإنسانية بالأفکار والعقائد والقيم والآداب والفنون [31].

من هنا نستطيع ان نقول أن الثقافة حصيلة السلوک الإنساني لأصحابها, والذي يعد نتاج لجوانبها المادية والغير مادية ,ويعتنقها أصحابها بهدف توجيه سلوکهم وأسلوب حياتهم لتحقيق التقدم والرقي لهم,عبر التمسک بمفاهيمهم وقيمهم باعتبارها صمام الأمان للحفاظ علي وجودهم ,وايجابية تفاعلها وسط الثقافات الأخرى ,"فالثقافة تنمو وتزدهر بمدي قدرتها علي التفاعل مع الثقافات الأخرى[32] ".

ويعد تعدد الثقافات سمة من سمات الکون بهدف التکامل ,وتؤکد التعددية الثقافية علي وجود اختلاف وتنوع بين الثقافات ويشير الي أهمية التفاعل بما هو لصالح أصحاب الثقافات بما يحقق التکامل والإثراء .

فالباجث الحقيقي يري أن هنالک ثمة علاقة وثيقة بين الهوية والثقافة ,بحيث يتعذر الفصل بينهما ; إذ ما من هوية إلا وتختزل ثقافة ,فلا هوية بدون منظور وخلفية ثقافية , فالثقافة في عمقها ,وجوهرها هوية قائمة الذات . وقد تتعددت الثقافات في الهوية الواحدة ,وذلک ما يعبر عنه التنوع في إطار الوحدة ,فقد تنتمي هوية شعب الي ثقافات متعددة ,تمتزج عناصرها ,وتتلاقح مکوناتها , فتتبلور في هوية واحدة .کما في الهوية الإسلامية والتي تتشکل من ثقافات الشعوب والأمم التي دخلها الإسلام ,سواء اعتنقته أو ظلت علي عقائدها ,التي کانت تؤمن بها ,فهذه الثقافات التي امتزجت بالثقافة العربية الإسلامية, هي جماع الأمم والشعوب التي انضوت تحت لواء الحضارة العربية الإسلامية , وهي بذلک هوية إنسانية, منفتحة. 

وعلي الجانب الأخر يمکن أن نقول وبشي کبير من الثقة أن "الحضارة فهي ثقافة تطورت تطورا ذاتيا ,فالحضارة لها خاصية التجدد والتطور والحرکة في مسار التقدم او الانتکاس ",وتبقي لکل أمة حضارتها مادامت الثقافة _وهي خصوصيتها _تقود هذه الحضارة وتحدد مسارها.

من هنا نتسال ما هو الخطر الذي يهدد هويتنا الثقافية او ما هو العائق الذي يحول بين هويتنا الحضارية وتواجدها في مکانها المناسب علي المسار الصحيح ؟

ويري  المتخصصون بأن الإجابة تکمن في مصطلح العولمة ,إذا يجب البحث في ماهية العولمة و ما الفرق بينها وبين العالمية ؟

  • ·   ماهية العالمية : International

ماهية "العالمية تنحصرفي التفاعل الحر والأختياري بين الحضارات المتعددة والمتمايزة والتي تمثل القاسم المشترک والجامع لهذه الأمم والحضارات ... أي القاسم المشترک الأنساني العام بينهم , والذي لا ينفي تمايزها في الخصوصيات والمحليات"[33].

ولتحرير مضمون العالمية لابد أن نبدأ بالتمييز بينها وبين (( العولمة ))  ..

أما العولمة بجوانبها الاجتماعية والثقافية والسياسية , فهي واقع کان مستمر منذ فترة طويلة, ولکنه بدأ يأخذ في شکله الجدي بعد انهيار الاتحاد السوفيتي مع بداية العقد الأخير من
القرن العشرين .

ويشير المتخصصون الي ان العولمة هي اجتياح الشمال الي الجنوب ... اجتياح الحضارة الغربية لکل مادونها ,بل بالأحري هي الأطاحة بکل الثقافات الغير غربية  , وهي" القسر والأجبار والأکراه علي لون من الخصوصية , في محاولة لأذابة خصائص المجتمعات وخصوصياتها" [34].

ثالثا دور المصمم

المصمم هو الشخص القادر علي عمل صياغة أبتکارية لما حوله من عناصر وإعادة تنظيمها في ترکيب بنائي وانشائي جديد من خلال ما مر به من خبرات معرفية للتاريخ الفنون والحضارات والتطبيقية في مجال التکنولوجيا والتقنية الحديثة والأبتکارية في عملية التصميم , کما أنه يعد المتحدث الواعي المکلف بنشر المفهوم السليم للأثاث المعاصر في أطار ترسيخ الموروثات الثقافية لحضارتنا ويمکن تلخيص أهم أدواره في الأتي :

  • · المعرفة التاريخية بالمراحل التاريخية التي مرت بها صناعة الأثاث محليا وعلميا عبر العصور التاريخية واستخلاص السمات الأساسية بکل فترة للحفاظ علي الهوية .
  • · العمل علي تطوير أساليب  استخدام هذه السمات وأخراجها في شکل يتناسب مع
    إمکانيات العصر .
  • · أن دور المصمم لا يقتصر فقط علي المعرفة الأکاديمية والنظرية لعلم تصميم الأثاث بل أنه يشمل بدوره المعرفة الصناعية للمنتج والأساليب التکنولوجيا الحديثة التي تعد من أهم أدواتها في عملية التصميم , فکل من المصنع والصانع والمصمم هم شرکاء في عملية الصناعة ولکل منهم دوره الذي يکمل الأخر ولا ينجح أحدهم بدون تعاون وتفاعل باقي الأفراد في أداء أدوارهم .

رابعا طرح رؤية تصميمية فلسفية

من خلال الطرح السابق وماتم الوصول إليه من تحديد لأهم سمات الأثاث المصري القديم ودور المصمم في بلورة وصياغة أثاث معاصر حامل لسماتنا المصرية ومناسب لبيئتنا ومجتمعنا تقدم الباحثة رؤية تصميمية فلسفية لعدد من تصميمات الأثاث المعاصر والموائم لسمات المکان والإنسان المصري وذلک من خلال محاولة لأنشاء ترکيب بنائي معاصر يحقق في ذاته کل من بساطة الشکل وأصالة الجوهر, يحمل في ملامحه سمات حضارتنا المصرية القديمة, بغية الأبقاء علي هويتنا بصياغة جديدة تنسجها أبتکارية المصمم وتشارکه تقنيات العصر في حالة من التوازن بين الفن والذوق العام والهوية المصرية ومتطلبات السوق من خلال :

  • ·   نموذج  (1) وحدة کونصول  consol .
  • ·   نموذج  (2) وحدة أدراج (خزانة ) cabinet. 
  • ·   نموذج  (3) غرفة طعم (سفرة) dining room .

 

أولا نماذج لأثاث معاصر يحمل سمات الفن المصري القديم :

  • ·     نموذج (1) وحدة کونصول consol  

 

وحدة کنصول معاصرة تحمل سمات الفن المصري القديم أعتمدت فيها الدارسة علي أستخدام الأشکال الهندسية المجردة من البناء التشکيلي للأثاث المصري القديم ومنها الخط المائل في وحدات الأدراج والذي استخدمه المصريون قديما في العديد من الصناديق والمقصورات وواجهات المعابد کما أستخدمت الدارسة الأرجل المسلوبة المأخوذة من أرجل الکراسي أما عن الشرائح البارزة والغائرة في کل من الدرج الأيسر والأرجل المخروطة فهي مستوحة من الشرائط الزخرفية التي تزدان بها الأقنعة الخشبية وأغطية الرأس والوفرات _أغطية من الشعر المستعار_ وأستخدم الدارسة أسلوب الخرط في الأرجل بمستويين الغائر والبارز واکدت عليها بأختلاف اللون أما الشرائح التي تحيط بالدرج فهي تعد عن طريق ماکينة الحلايا أو cnc 3d router  , أما اطار المرأة الدائري فهو مزدان بوحدات زخرفية من الخرز مستوحاة من العقد أو الحلي الذي يطوق العنق لنموذج محفرظ بالمتحف المصري , أما الطلاء فهو دمج بين طلاء اللک الأبيض والأسود  _ تصميم الدارسة (صورة رقم 19).

 

 

نموذج لوحدة کونصول مصري معاصر تصميم الدارسة يتکون من وحدتين أدراج متراکبتين أحدهم نعلو الأخرى وترتکز کل منهما علي زوج من الأرجل وعمدت الي استخدام الأشکال الهندسية المجردة وترتيبها في تناسق حرکي متوازن و متباين من خلال تأکيد التضاد بين العناصر فنلاحظ أن زوج من الأرجل مربعة المقطع وطويلة الارتفاع 75 سم مسلوبةذات طلاء أسود والزوج الأخر دائري المقطع واقل ارتفاع 59 سم مخروطة تنقسم الي مجموعة من الأشرطة المأخوذة من الرمز جد _رمز الثبات والدوام عند المصري القديم_ ذات طلاء متبادل بالأبيض والأسود أما عن الأدراج فتنقسم الي وحدة يمني مکونة من درج واحد والاخري يسري تعلوها وترتکز عليها مکونةمن درجين ذو جنبين ووجه يميزهما الخط المائل ويزين کل منهما ثلاث مقابض مربعة هرمية ذهبية اللون أما عن أطار المرأةفهي دائرية يحيط بها أطار خشبي محلي بزوج من الحلايا أما المسافة بين الأطار والمرأة فتزدان بتطعيم من الخرز الملون لعقد يحاکي عقد موجود بالمتحف المصري_ تصميم الدارسة (صورة رقم 20 ).

العناصر المستخدمة في التصميم Mood board:

 

 

 

 

المساقط الأفقية :

 

رسم للمساقط الهندسية للکونصول

التوصيف : کونصول

لوحة رقم :1

الطراز : مصري قديم

مقياس رسم 1/ 10

  • نموذج  (2) وحدة أدراج (خزانة ) cabinet:

 

نموذج لخزانة مکونة من عدة أدراج من أهم عناصرها التصميمية الخط المائل والخط المنکسر (الزجزاج ) والذي أستوحي المصري القديم شکله من حرکات الموجات المائية , کما أضاف اليه بعض الأشرطة المموجة وغيرها لأستکمال التصميم الفني الزخرفي وأستخدمه أيضا في الکتابة الهيروغليفية , فقد کان يمثل حرف (نون) وذلک في حالة کتابته بصورة منفردة , وأذا ما کرر هذا الحرف فوق بعضه ثلاث مرات ينطق (مو) بمعني ماء وأتبعت الدارسة أسلوب الفنان المصري والذي يقوم فيه بوضع الخطوط المنکسرة بجوار بعضها البعض فينتج عنها أشرطة من مربعات منحصرة بين هذه الخطوط (صورة رقم 21) . 

 

نموذج شريط للوحدات الزخرفية المنکسرة المستخدمة في وحدة الأدراج تم أعدادها بواسطة برنامج ART CAM وتنفيذها بماکينة d router cnc3 _ تسميم وعمل الدارسة .

التکوين الإنشائي وفلسفة التصميم :

 


العناصر المستخدمة في تکوين التصميم وخلفيته التاريخية

أستخدم المصري القديم الصناديق کخزانات لحفظ الأغراض ومع مرور الوقت تطور هذا النموذج من ناحية المظهر وتقنيات التنفيذ فصار منها وحدات الأدراج وأخري ذات أبواب أو ضلف , حاولة الدارسة المزج بين أهم سمات الصناديق في المصري القديم فأستحدمت الأرجل الطويلة اما عن الأدراج قسمتها الي زوجين متقابلين ذات خطوط مائلة کثيرا مأستعملها المصري القديم في واجهات العمارة والأثاث , وللحفاظ علي وحدة التصميم أستخدمت الخطوط المنکسرة والمتقابلة في الوحدات الزخرفية التي تزدان بها القطعة والمستوحة من حرکة المياه والتي رمز بها الفنان المصري في هيئة خط متعرج zigzag (صورة رقم 22 ).

المساقط الأفقية :

 

التوصيف : خزانة أدراج cabinet

لوحة رقم :1

الطراز : مصري قديم

مقياس رسم 1/ 10

 

 

 

 

 

  • نموذج  (3) غرفة طعم (سفرة) dining room:

 

نموذج  لغرفة طعام مکونة من بوفيه  cabinet وطاولة طعام لي 6 أفراد ووحدة عرض فاترينة display unit ولي مراعاة المساحات الصغيرة صممت کل قطعة لتجمع بين الوظيفة والقيم الجمالية وملامح الحضارة المصرية والحجم المناسب للفراغات الصغيرة بما يتناسب مع حداثة العصر وتقنياته التکنولوجيا والأميکانيات الأقتصادية ومتطلبات السوق _ تسميم وعمل الدارسة (صورة رقم 23).

 

نموذج لطاولة طعام _ تصميم الدارسة (صورة رقم 24 ).

نتائج البحث :

  • · الحضارة المصرية رغم کونها من أقدم الحضارات في العالم ,الا انها في نفس الوقت أکثرها عراقة وأصالة , ثم هناک الإنسان المصري الذي کان مؤهلا للنهوض بعبء هذه الحضارات, والذي تفاعل مع کل المقومات السابقة , فنتج عن هذا التفاعل ذلک الإبداع
    الحضاري المتميز.
  • · نجح المصريون قبل غيرهم في صناعة الأثاث و أثراءها والاهتمام بأدق تفاصيلها في محاولات البحث والأکتشاف أعملا للعقل واستغلال أمکانيات الطبيعة من معادن وأحجار کريمة وأخشاب ثمينة ,فاستخدم التطعيم بالصدف والعاج والاحجار الکريمة کاللازورد والفيروز والفلسبار والعقيق والمعادن والقشرة الزخرفية للاخشاب الثمينة کالابنوس .
  • · ابتکار نوعين من الأثاث يختلف بأختلاف وظيفته , أثاث  دنيوي ( الکراسي والمقاعد والأسرة والصناديق ) وأثاث جنائزي(صناديق توابيت کراسي أسرة )  يرافق الملوک والأثرياء أعتقادا منهم في فکرة الخلود بعد البعث وأنما يدل علي فکره الواعي لأختلاف الوظيفة .
  • · الفنان المصري متأمل للطبيعة صاغ عناصره منها وجردها في رموز وأشکال من وقع خياله الأبتکاري فجأت معبرتا عنه فيها تبدو روحه وتتجسد عراقته وشکلت أهم سماته فنه الذي کان ولايزال جاليا لغيره من الحضارات .
  • · برع المصري القديم في العديد من المجالات الهندسية مما يدل علي قدرته القوية علي التحليل والاستنتاج المقرون بالخيال الفني فقد أرسي أصول فن النجارة وصناعة الأثاث وأبتکر من التراکيب والتعاشيق الصناعية التي لازلات تستخدم حتي الأن وأخري قام علي غرارها
    ماهو جديد .
  • · أرتباط المصري بالجانب الديني فغلب علي کل أعماله استخدام الذهب في عمل تغظية من الذهب علي المشغولات الخشبية وأيضا في التطعيم فکان هناک معتقد بانه مرتبط بالشمس وکذلک الخلود لان المصريين القدماء اعتقدوا أن أصل المعبودات من الذهب لذلک اهتموا باللون الأصفر.
  • · تعبر الهوية عن حقيقة الشئ المطلقة المشتملة علي صفاته الجوهرية التي تميزه عن غيره , "فلکل جماعة أو أمة مجموعة من الخصائص والمميزات الاجتماعية والنفسية والمعيشية والتاريخية المتماثلة فمن الضروة أن يکون هناک لکل شعبا هويته التي تميز طبيعته.
  • هناک علاقة إيجابية بين الموروث الحضاري وإبتکار تصميمات أثاث معاصر يتوافق والهوية المصرية ومتطلبات العصر .
  • · المصمم هو الشخص القادر علي عمل صياغة أبتکارية لما حوله من عناصر وأعادة تنظيمها في ترکيب بنائي وانشائي جديد ويقع علي عاتقه مسؤولية حماية هذه الهوية لتجنب ضياعها .

توصيات البحث:

  • · ضرورة زيادة الوعي بأمکانية تطوير مانملکه من تراث تقافي يستطيع أن يتواکب مع مانعاصره من حداثة لاستراجاع ماحققه أجدادنا من أمجاد في مجال صناعة الأثاث .
  • نشر الوعي بمفهوم الأثاث المعاصر من خلال المعرفة التاريخية والثقافية السليمة .
  • · النهوض بمستوي صناعة الأثاث من جانب المحاکة الي جانب الأبتکار النابع من
    سماتنا وبيئتنا .
  • · أهتمام المصممين ببذل أقصي جهودهم للتقديم أثاث معاصر حامل لسمات هويتنا مشابه لتکويننا البيئ الذي خصنا الله تعالي به مواکب للرکب التقدم والتکنولوجي العالمي .


[1] جمال حمدان , شخصية مصر(دراسة فيعبقرية المکان), دار الهلال ,2001 ,ص 34.

[2]جمال حمدان – کتاب شخصية مصر في دراسة لعبقرية المکان ,الفصل 21 ص 465 .

[3]عبير بسيوني رضوان , أزمة الهوية والثورة علي الدولة ,دار السلام ,2012,ص 85 .

[4]د ثروت عکاشة ,الفن المصري , الهيئة المصرية العامة للکتب , الطبعة الثانية ,1990 ,ص292-297.

[5]نفس المرجع السابق .    

[6]د ثروت عکاشة ,الفن المصري , الهيئة المصرية العامة للکتب , الطبعة الثانية ,1990 ,ص 1037_1033.

[7]عبد الحليم نور الدين, مهاب درويش , فضل الحضارة المصرية علي حضارات العالم القديم , مکتب ة الاسکندرية , مصر, يناير 2008 , ص 6.

[8]د ثروت عکاشة ,الفن المصري , الهيئة المصرية العامة للکتب , الطبعة الثانية ,1990 ,ص1044.

[9]عبد الحليم نور الدين, مهاب درويش , فضل الحضارة المصرية علي حضارات العالم القديم , مکتب ة الاسکندرية , مصر, يناير 2008 , ص 6.

[10]عبد الحليم نور الدين , مهاب درويش , الاثاث في مصر القديمة , مکتبة الاسکندرية , 15 نوفمبر 2009 , ص 4.

[11]الموقع الألکتروني ,مصر الخالدة ,  http://www.eternalegypt.org/online: ,5 يونيه 2013 , 3 .pm

[12] ثروت عکاشة ,الفن المصري , الهيئة المصرية العامة للکتب , الطبعة الثانية ,1990 ,ص 1050.

[13]ثروت عکاشة ,الفن المصري , الهيئة المصرية العامة للکتب , الطبعة الثانية ,1990 ,ص 1050.

[14] د.سمير أديب : موسوعة الحضارة المصرية القديمة ، الطبعة الأولي ، 2002م ، صـ302.

[15]عبد الحليم نور الدين , مهاب درويش , الاثاث في مصر القديمة , مکتبة الاسکندرية , 15 نوفمبر 2009 , ص 6.

[16]Ions, Veronica , Egyption mythology , Hamlyn Publishing Grpoup, bage,165, , 1968.

[17]أميرة مصطفي کمال , المعايير التصميمية لمسطحات الأثاث في الحضارة المصرية القديمة , رسالة ماجستير ,
2006 , ص 242.

[18] أميرة مصطفي کمال , المعايير التصميمية لمسطحات الأثاث في الحضارة المصرية القديمة , رسالة ماجستير ,2006 , ص 200.

[19]عبد الحليم نور الدين ,   مهاب درويش , الاثاث في مصر القديمة , مکتبة الاسکندرية , 15 نوفمبر 2009 , ص 8.

[20]الباحث مهاب درويش , الاثاث في مصر القديمة , مکتبة الاسکندرية , 15 نوفمبر 2009 , ص 8.

[21]عبد الحليم نور الدين ,   مهاب درويش , الاثاث في مصر القديمة , مکتبة الاسکندرية , 15 نوفمبر 2009 ,ص 10.

[22]المرجع السابق نفسه , 15 نوفمبر 2009 ,ص11.

[23]عبد الحليم نور الدين ,   مهاب درويش , الاثاث في مصر القديمة , مکتبة الاسکندرية , 15 نوفمبر 2009 ,ص 10.

[24]د ثروت عکاشة ,الفن المصري , الهيئة المصرية العامة للکتب , الطبعة الثانية ,1990 ,ص 1057.

[25] "جاء مصطلح الهوية في اللغة العربية من کلمة: هو. والهوية هي مجمل السمات التي تميز الشي عن غيره أو شخصا عن غيره أو مجموعة عن غيرها "راجع د.عبير بسيوني رضوان , أزمة الهوية والثورة علي الدولة ,دار السلام ,2012,ص 85 .

[26]د.عبير بسيوني رضوان , أزمة الهوية والثورة علي الدولة ,القاهرة , دار السلام ,2012,ص 85 _ 88 .

[27].محمد عمارة ,مخاطر العولمة علي الهوية الثقافية , القاهرة,دار نهضة مصر ,1999,ص6 .

[28].لطيفة ابراهبم خضر ,هويتنا الي أين ,عالم الکتب ,2009 ,ص 228_264 .

[29]الثقافة کلمة عريقة في اللغة العربية و تعني صقل النفس والمنطق والفطنة وفي القاموس المحيط [29]  : ثقف  ثقًا وثقافة , صار حاذقًا خفيفًا فطنًا,وثقفه تثقيفًا سواه ,وهي تعني بتثقيف الإنسان ,وتسويته فکرا ووجدانا ,وتقويم سلوکه ومعاملة .راجع القاموس المحيط , مادة ( ث ق ف ) .

[30]محمد عمارة ,مخاطر العولمة علي الهوية الثقافية , القاهرة,دار نهضة مصر ,1999, ص97.

[31]المرجع السابق نفسه , ص 5 .

[32]د.لطيفة ابراهبم خضر ,هويتنا الي أين ,عالم الکتب ,2009 ,ص259_260.

[33].محمد عمارة ,مخاطر العولمة علي الهوية الثقافية ,الفاهرة, دار نهضة مصر ,1999,ص13.

[34]نفس المرجع السابق ص14 .

  • المراجع:

    أولا: المراجع العربية:

    • ·   الکتب العربية

    1.   جمال حمدان , شخصية مصر(دراسة فيعبقرية المکان), دار الهلال ,2001.

    2.   عبير بسيوني رضوان , أزمة الهوية والثورة علي الدولة ,دار السلام ,2012.

    3.   ثروت عکاشة ,الفن المصري , الهيئة المصرية العامة للکتب , الطبعة الثانية ,1990.

    4.   عبد الحليم نور الدين, مهاب درويش , فضل الحضارة المصرية علي حضارات العالم القديم , مکتب ة الاسکندرية , مصر, يناير 2008 .

    5.   سمير أديب : موسوعة الحضارة المصرية القديمة ، الطبعة الأولي ، 2002م.

    6.   محمد عمارة , مخاطر العولمة علي الهوية الثقافية , القاهرة,دار نهضة مصر .

    7.   لطيفة ابراهبم خضر , هويتنا الي أين ,عالم الکتب ,2009.

    ثانيا: المراجع الأجنبية:

    • ·   الکتب الأجنبية

    1.  Ions, Veronica , Egyption mythology , Hamlyn Publishing Grpoup, 1968, NO,165.

    ثالثا :الرسائل العلمية :

    1. أميرة مصطفي کمال , المعايير التصميمية لمسطحات الأثاث في الحضارة المصرية القديمة ,
    رسالة ماجستير.

    مواقع الإنترنت:

    1.  الموقع الألکتروني ,مصر الخالدة ,  http://www.eternalegypt.org/ online: ,5 يونيه 2013 , 3 .pm