البناء التصميمي للتکرارات في المقرنصات الإسلامية کمدخل تجريبي لإثراء التصميم في اللوحة الزخرفية

نوع المستند : مقالات علمیة محکمة

المؤلفون

1 باحث دکتوراه بقسم التربية الفنية کلية التربية النوعية- جامعة المنصورة

2 أستاذ بکلية الفنون التطبيقية جامعة حلوان

3 مدرس بقسم التربية الفنية کلية التربية النوعية- جامعة المنصورة

المستخلص

ملخص البحث:
تناولت الدراسة الأسس التناسبية والجمالية والزخرفية للمقرنص وتضمنت تنوع أساليب استخدامه، والخامات وأساليب تنفيذه، واستهدفت جماليات التصميم الزخرفي للمقرنص، وکذلک القيم الجمالية والزخرفية له والإفادة منهم في تصميم اللوحة الزخرفية، وقامت الدراسة بالربط بين أسلوب التقنية الإنشائية لوحدة المقرنص وبين أساليب أخري مستحدثة يمکن أن تقابل الجوانب النفعية المعاصرة في مجال التربية الفنية لمادة التصميم الزخرفي.
وقد قامت الدراسة برصد الأسس الإنشائية التي قام عليها المقرنص ثم تحليل هذه الأسس من حيث مکوناتها الجزئية ثم استثمرت معطيات تقنية الحاسب الآلي في عمل نماذج واستحداث تصميمات زخرفية من خلال التکرارات في عنصر المقرنص في اللوحة الزخرفية مراعياً الأسس والعناصر في التصميم بداية من ترتيب العناصر الفنية الموجودة علي اللوحة الزخرفية لإنتاج إنجاز فني قادر علي صياغة العناصر ومراعياً قيم التوازن والإيقاع والظل والنور والتماثل والتکرار في التصميمات المستحدثة.

الموضوعات الرئيسية


مقدمة:

إن ما يذخر به التراث الفني للعمارة الإسلامية بمصر من قيم جمالية وأفکار معمارية يمکن أن يساير کافة العصور ويتفق وفق التطور العلمي والتکنولوجي للعصر الحديث،  ولقد کان الفنان والمعماري المسلم خير من عبر بعناصره عن روح وقيم المجتمع الذي عاش فيه.

والتراث الفني هو ذلک الإرث بما يحمله من أشکال ومضامين، فالتراث الفني الإسلامي في مراحله المتعاقبة يعکس لنا نمواً متکاملاً قائماً علي أساس من الفکر تحرکه مجموعة من العوامل الثقافية؛ فالتراث هو وسيلة، والتجديد هو الغاية وهي الإسهام في تطوير الواقع وحل مشکلاته.

ويعد فن العمارة الإسلامية واحداً من أهم مجالات الحضارة الإسلامية، وقد حظي بالکثير من الابتکارات عبر عصورها المختلفة؛ تلک الابتکارات التي أضفت عليه الکثير من مظاهر الجمال والفن إلي جانب ما له من أبعاد وظيفية، ونتيجة لذلک فقد أصبحت العمارة الإسلامية تتميز بتعدد أنواعها وأشکالها ووظائفها، وتنفرد بأنواع من الزخارف الأمر الذي يجعلها جزءاً هاماً من التصميم المعماري ورموزاً تعکس کثيراً من قيم العمارة الإسلامية.

وقد اهتم الفنان والمعماري في العمارة الإسلامية بالأشياء الکبيرة والصغيرة، لذلک نجده قد وضع المقرنص في المکان الذي يفيد المسجد من الناحية الجمالية والشکلية، فهي تعد من النسائل التي ساعدت علي إبراز الواجهات المعمارية.

ولذلک تعد المقرنصات واحد من عناصر العمارة الإسلامية التي تستحق الدراسة والاهتمام لما تحتويه من عناصر إنشائية وزخرفية تطورت وتنوعت علي مر العصور وحتى وقتنا هذا.

 وقد أخذ الفنان والمعماري في العمارة الإسلامية علي عاتقهما تطوير أشکال المقرنصات من خلال إدخال التطوير المناسب علي نسبها وشکلها وزخارفها بما يلائم فکرهما.

وتدرک أهمية المقرنص من خلال تواجده المتنوع في العقود وتيجان الأعمدة، والمداخل والفتحات والکرانيش والکوابيل والأسقف والقباب والمآذن والمحاريب إلي غير ذلک من الاستخدامات الثرية والمميزة، وندرک هذه الأهمية له أيضاً من خلال تعدد أشکاله وأنواعه وتنظيم أجزائه وتناسبها في کل منطقي متناسق مع الکيان المعماري بکل عناصره، وما يضاعف من أهميته هذه صياغته الهندسية التي تمثل جمالاً خالصاً يضفي علي العمارة الإسلامية تناسقاً وانسجاماً يعمل في اتساق مع التناسب الجمالي للمبني بکل مکوناته بما تضفيه من إمکانية متنوعة في الملامس والعلاقات التي تستقطب الظل والنور، ومن ثم تصبح دراسة جماليات التصميم الزخرفي للمقرنص في العمارة الإسلامية ذات أهمية خاصة ندرک من خلالها الأسس التي بنيت عليها هذه الجماليات في الطراز السلجوقي والأندلسي والمملوکي والعثماني.

فإذا کان للمقرنص هذه الأهمية التي تعتمد علي تفرده وتنوعه وثرائه في مجال العمارة، فإنه ما من شک تکون له ذات الأهمية في مجال الزخرفة الإسلامية، خاصة إذا استخلصت قواعده الهندسية ونظامه التناسبي وقيمه التشکيلية والجمالية ووضعت في إطار اللوحة الزخرفية باستخدام الحاسب الآلي وبرامجه، باعتباره تقنية حديثة ومتطورة يمکن من خلالها الوصول إلي رؤية إبداعية تعطي إمکانيات اکثر اتساعاً وشمولاً لدراسي الفنون والزخرفة.

والمقرنصات من عناصر العمارة الإسلامية التي تتعدد صياغتها وتتنوع اشکالها من خلال التنظيمات المتباينة في متوليات بصرية قائمة عن نظم هندسية وعلاقات فراغية وقوانين تشکيلية يمکن أن يستفاد فها من خلال دراستها و تحليلها وتکرارها في إنتاج مفردات تشکيلية جديدة يمکن توظيفها في تصميم اللوحة الزخرفية باستخدام تقنية الحاسب الآلي.

وما يدعوا الباحث لاختيار المقرنصات کإحداي عناصر العمارة الإٍسلامية ما تحويه المقرنصات من قيم فنية وجمالية تحتاج إلي دراستها وتتطلب المزيد من البحث للکشف عن هذه القيم التى ما زال الکثير منها غامضاً، وما لهذه العناصر المعمارية من صياغات تشکيلية متوائمة مع الخامات المختلفة والمساحات الوظيفية المستخدمة فيها، والتي حققت التنوع والوحدة رغم ثبوت الخامة وتنوع المعالجات التشکيلية لها.

وتهدف التربية الفنية بمفهومها المعاصر إلي ربط حاضر المتعلم بالتراث ليدرک حقيقة المستويات التي وصل إليها التراث، ولعناصر العمارة الإٍسلامية بصفة عامة والمقرنصات بصفة خاصة حلول فنية ومعالجات تشکيلية وصفات إنشائية کانت مصدراً للاستلهام وثراء التصميم الزخرفي کما تسهم في حل بعض المشکلات الفنية التي تواجه الطلاب أثناء ممارساتهم موضوعات التراث الفني الإسلامي.

مشکلة البحث:

تتميز  عناصر العمارة الإسلامية بصفة عامة  والمقرنصات بصفة خاصة ببناء تصميمي وجمالي ذي طابع خاص، ويعتبر مجالاً خصباً يستفاد منها في مجال التصميمات الزخرفية، ونظراً لندرة الدراسات التي تناولت هذا المجال فإن مشکلة البحث تترکز حول إلقاء الضوء علي البناء التصميمي للعلاقة الترابطية بين المقرنصات من خلال الأسس الترکيبية والمنطلق البنائي القائم علي أعمال التراث للاستفادة منها في الممارسات الفنية، وذلک دون تقليده أو تکراره، مع توفير تصنيفات وتفسيرات عملية لأنماط البناء التصميمي والجمالي لتحقيق أکبر قدر من المداخل الجديدة للدراسة والتجريب في مجال التصميمات الزخرفية.

وترتبط مشکلة البحث أيضاً بالمعطيات التناسبية والجمالية للمقرنص کأحد عناصر العمارة الإسلامية الذي يمثل نموذجاً متميزاً للزخرفة الهندسية الإسلامية، وکيف يمکن الاستفادة من ذلک من خلال استخدام تقنية الحاسب الآلي في استحداث تصميمات زخرفية مبتکرة.

تساؤلات البحث.

وتتبلور مشکلة البحث في عدة تساؤلات يتحدد من خلالها طبيعة المشکلة التي نستهدفها بالدراسة ويمکن عرضها علي النحو التالي:

1.  هل هناک علاقة تناسبية بين المقرنص وبين الشبکيات الخاصة بالزخرفة الهندسية؟

2.  هل اختلفت نسب المقرنص باختلاف أنواعه؟

3.  مدي تواجد علاقة تناسبية بين الکيان المعماري والمقرنصات المتحدة معه تصميمياً؟

4.  ما هي المعطيات الجمالية والزخرفية للمقرنص في طرز العمارة الإسلامية؟

أهداف البحث.

 يهدف البحث إلي:

  • · توظيف نتائج الوصف والتحليل المستخلصة من الأسس الإنشائية والزخرفية للمقرنص في تصميم لوحات زخرفية مبتکرة باستخدام تقنية الحاسب الآلي کمدخل تجريبي لإثراء التصميم في اللوحة الزخرفية.
  • · الاستفادة من التراث للخروج بأحد العناصر المعمارية والجمالية (المقرنص) کشکل متوارث إلي شکل يحمل صفة الجدة و التنوع في أعمال فنية يمکن توظيفها کمدخل لإثراء
    التصميم الزخرفي.
  • · استخلاص صيغ جديدة للمفردة التشکيلية والجمالية والزخرفية (المقرنص) تکون ذات أساس وصلة بالفن الإسلامي وتحمل صفة المعاصرة، والاستفادة من إمکاناتها لتوظيفها تصميم اللوحة الزخرفية.

حدود البحث:

يرکز البحث علي دراسة النسق الزخرفي للمقرنصات في مختارات من المقرنصات ببعض مساجد القاهرة عبر العصور الإسلامية، بداية من العصر الفاطمي مروراً بالعصر الأيوبي وعصر المماليک الجراکسة حتى العصر العثماني.

دراسة تجريبية ذاتية يقوم بها الباحث لاستنباط تقنية زخرفية جمالية جديدة للمقرنص لاستحداث تصميمات زخرفية مبتکرة باستخدام تقنية الحاسب الآلي.

أهمية البحث:

تکمن أهمية البحث في انه يعالج بالدراسة عنصراً معمارياً جوهرياً من عناصر العمارة الإسلامية له صياغة هندسية وزخرفية ذات تشکيل بارز وغائر، ويحتوي في هيکله التشکيلي علي معيار له معطياته وخصائصه الفنية المتميزة، وله أيضاً إمکانية ثرية فيما يحققه من ملامس وعلاقات تقوم علي استقطاب الظل والنور يسهم في العملية الابتکارية، وهو في ذلک يستقل بذاته المميزة عن باقي العناصر الزخرفية في الفن الإسلامي.

کما تبرز أيضاً أهمية البحث في إخضاع ما ينتهي إليه الباحث من نتائج التطبيق العملي من خلال الحاسب الآلي باعتباره تقنية تعليمية لها امکاناتها الفنية بما يوسع من إمکانيات دارسي الفنون والعمارة والزخرفة الإسلامية.

فروض البحث:

دراسة النسق الزخرفي للمقرنص عبر العصور الإسلامية المتتابعة، وما يرتبط به من طرز وأشکال، وتنوع في عناصره الإنشائية والجمالية والزخرفية يمکن أن يکون مدخلاً لإثراء التصميم في اللوحة الزخرفية.

من خلال الدراسة التطبيقية وتحليل البناء التصميمي الذي يتحقق بالعلاقة الترابطية بين بعض التکرارات في المقرنصات يمکن توفير مداخل جديدة لإثراء التصميم في اللوحة الزخرفية باستخدام تقنية الحاسب الآلي.

منهج البحث وخطواته:

سوف يتخذ البحث المنهج التاريخي الذي يسعي فيه الباحث إلي الوصول الأولي للمقرنص، ومراحل تطوره إلي أن تحقق له هذا التميز المرتبط بطراز العمارة الإسلامية.

وسيتبع الباحث أيضاً المنهج الوصفي من خلال دراسته العلاقات المتبادلة لما لذلک من أهمية استخلاص أسس تصميم المقرنص وجمالياته من خلال نماذج مختارة من العمارة الإسلامية.

وأيضاً سيتبع الباحث المنهج التحليلي في الدراسات المعمارية للمقرنص بتجزئة عنصر المقرنص إلي وحداته وإلي أشکاله الزخرفية والمعمارية، کتحليل المقرنص من حيث أنواعه ووحداته المقسمة بأبجدية تشکيلية، ليتمکن الباحث باتباع الأسلوب التجريبي من تطبيقه في تشکيل تلک الأبجدية بطريقة آلية متطورة وبعدة حلول ممکنة.

وتقوم التجربة العملية التي يقوم بها الباحث علي استحداث تصميمات زخرفية مبتکرة قائمة علي استثمار الأسس التشکيلية والزخرفية والإنشائية المستخلصة من عنصر المقرنص وتوظيفها في التطبيقات العملية من خلال التکرار في الشکل التجريدي للمقرنص باستخدام تقنية الحاسب الآلي لإثراء التصميم في اللوحات الزخرفية.

الإطار النظري:

تعد المقرنصات عنصراً أساسياً في العمارة الإسلامية قديماً وحديثاً، لذلک فهي ظاهرة معمارية فريدة استخدمها الفنان والمعماري المسلم في کل مکان وأصبحت طابعاً مميزاً لعمارتهم من الهند إلي إسبانيا، ولعبت دوراً هاماً کعنصر إنشائي وزخرفي، شکل رقم (1)، وکانت في بدايتها بسيطة ثم دفع الفنان المسلم حبه للزخرفة والجمال إلي تطويرها وإثرائها زخرفياً، فخرجت عن بساطتها الأولي إلي أشکال تدعو إلي الدهشة والعجب لما تشهد به مهارة الصناع وذوقهم الفني الرفيع فنراها تجمع بين الوظيفة المعمارية والطابع الزخرفي.

والمقرنص حلية معمارية من عناصر العمارة الإسلامية المتميزة، وظهرت المقرنصات في القرن الحادي عشر، وهي عبارة عن حليات معمارية توضع دائماً مدلاة في طبقات منتظمة تسمي حطات، وتکون هذه الطبقات مصفوفة بالتبادل بعضها فوق بعض واستعمل في التدرج والتمهيد بها من أرکان المربع إلي المحيط الداخلي للقبة کما تقوم الکوابيل خاصة أسفل حطات المآذن (المنارات)، وتستعمل کذلک أسفل الشرفات کما تحلي بالکرانيش في أسفلها.

والمقرنص من الأشکال التي اعتمد في بنائها علي الرياضيات والهندسة وهو ظاهرة معمارية فريدة لعبت دوراً کبيراً ومميزاً کعنصر إنشائي وزخرفي.

لقد أخذت معالم المقرنص تتبلور وتتضح بأشکال متعددة وأساليب مميزة من خلال استمرارية تلک الأصول والأساليب التنفيذية التي نبع منها المقرنص ثم صاغها المعماري المسلم في تنوعات جديدة ومبتکرة تشير إلي تميز وتقدم الوحدة الزخرفية الهندسية المجسمة التي صيغت عبر العصور المختلفة بما يعکس معالم الشخصية المعمارية الإسلامية.

الخامات والتقنيات التي اعتمد عليها المقرنص في نظامه الإنشائي وأساليب تشکيلها

لقد نفذ عنصر المقرنص بأساليب فنية متعددة أظهرت من خلاله قدرة الفنان المسلم علي التعامل مع الخامات المختلفة التي لها صفات متنوعة تتسم بالليونة والصلابة والخشونة والنعومة، مظهراً بذلک قدرته علي تطويع الخامات التي شکل عليها عنصر المقرنص وفق معالجات تکنيکية تختص بها کل خامة، فقد شکل المقرنص علي الجص والحجر والخشب، مما أدي بهذا التنوع والتعدد في الخامة إلي إضافة لمسات زخرفية مبتکرة لعنصر المقرنص (کزخارف نباتية وهندسية) وذلک لتتلاءم مع الخامة من جهة ولتظهر قدرة هذا العنصر علي التکيف مع الخامة من جهة أخري، هذا ما جعل الفنان المسلم يطور عنصر المقرنص ليتلاءم مع الخامات المختلفة، فأکسب عنصر المقرنص هذا التطور والتحور والتنوع ثراءً فنياً، يمکن أن تلمسه من خلال بعض النماذج التي تناولت هذا العنصر بأساليب تنفيذية متعددة، ومن بين هذه الأساليب التنفيذية:

استخدام الجص في المقرنصـــات:

استخدم الجص في المقرنصات التي تلعب الدور الزخرفي أکثر منه في الإنشائية وأسلوب تشغيله عادة يتم من خلال عمل قوالب علي مقرنصات سابقة التنفيذ ومعظمها من الخشب ثم يتم بعد ذلک نسخ مقرنصات متعددة بواسطة تلک القوالب ثم ترکب تلک المقرنصات في الأماکن المخصصة بها.

ويظهر من خصائص الجص الطبيعية والتي تتمثل في سهولة تشکيله وتحوله إلي مرحلة الصلابة بسرعة متخذاً الهيئات التي صُب فيها، وترک لنا الحرفي الإسلامي مجموعات متعددة من المقرنصات التي تميزت بانتشار عناصر بنائية غائرة وبارزة ومفرغة علي جسم المقرنص، وذلک نظراً لسهولة إنتاج هذه المقرنصات.

أولا: الأساليب التنفيذية لاستخدام الجص في المقرنصات.

لقد استخدم الفنان الجص لأنه أکثر ليونة في تنفيذ المقرنص، وتتضح الأساليب الفنية في استخدام الجص في المقرنص علي النحو الآتي:

1.  أسلوب الحفر المباشر علي الجدران المغطاة بالجص.

2.  أسلوب الصب وعمل القوالب اللازمة.

وقد استخدمت طريقة الصب علي المراحل التالية: عمل نموذج المقرنص وحفره مع مراعاة البدء بالعناصر الکبيرة الخارجية ثم الأقل إلي الداخل، وفي هذه الحالة تظهر المقرنصات بارزة فوق  الأرضية الغائرة مع مراعاة المحافظة علي نموذج المقرنص لاستخدامه مرة أخري، وفي حالة تکرار المقرنص الواحد علي الجدران ومطابقة بعضها البعض، ويطلق علي هذه العملية القالب السلبي أو الفارغ، وتبدا بعد ذلک عملية الصب في هذا القالب أي يستخرج شکل النموذج الأصلي للقالب مع ملاحظة وجوب ملئ التجاويف خاصة الأحرف الدقيقة أثناء عملية الصب، وذلک بنفخ السائل الجصي بشدة حتى تنطبع تفاصيل أجزاء نموذج المقرنص صغيرها وکبيرها، والأساليب الفنية في عمل المقرنصات الجصية قريبة الشبه بما کان متبع في خامتي الحجر والرخام مثل (الحفر المباشر).

ومن الطرق التنفيذية أيضاً: طريقة تلوين المقرنص، أي بطلاء الجص بالألوان الذهبية والأزرق والأحمر لکي تساير النظام المعروف.

ومن أمثلة المقرنصات الجصية ما يوجد في واجهة وأعمدة وعقود وتيجان أعمدة ومحراب مسجد مولاي سيدي إدريس بمدينة فاس – المغرب، شکل رقم (2).

ثانيا: أساليب التنفيذ علي الرخام:

الرخام مادة صخرية يتکون من التحول الحراري للحجر الجيري، ويتکون من کربونات الکالسيوم المتبلورة، وبصفة عامة فإن الرخام يعتبر من الصخور والأحجار المتماسکة والمدکوکة لدرجة تسمح بصقلها صقلاً شديداً، أما لونه فيغلب عليه اللون الأبيض والرمادي، وکثيراً ما يکون مجزأ بمختلف الألوان کما أنه يمتاز بجماله الطبيعي وحسن المظهر وصلابته وملمسه الناعم وسهولة تنظيمه وتشکيله، وقد عرفته العمارة الإسلامية وشکلت به روائع من الزخرفة والتحف الفنية.

وأسلوب تشکيل المقرنص من الرخام يبدأ أولا بقطعة من محجره، حيث يتم تحديد المساحة المطلوبة بأن تقطع باستخدام لون واضح يختلف عن لون الرخام، وذلک باستخدام أدوات خاصة، وللحصول علي الألوان الجلية البراقة للرخام يحک ويجلي بعد قطعه استخدام اسطوانة صنفره حتى يظهر اللون، ويتم لمعانه باستخدام قطعة من القماش مبتلة بالماء وبها ملح بارد مع کبريتات الحديد.

وقد تشکل المقرنص من الرخام بالنحت في عمل مقرنصات الأعمدة (التاج المقرنص) والأعمدة المدمجة بالنواص والأعمدة المختلفة، والکرانيش في الواجهات والبانوهات، وأسفل العقود في منطقة الانتقال من المربع إلي الدائرة تحت القباب والمآذن وبعض المنابر والمحاريب، شکل رقم (3).

ونتيجة لتعدد أساليب التنفيذ في المقرنص فقد اشتهرت في العصر المملوکي مهنة لنوع من الصناع المهرة أطلق عليها (مرخم) ، وهو مشتق من  الرخام، ويدخل تحت بنده کل من مارس أعمال الرخام وعمل المقرنصات وصناعة
الأعمدة وتيجانها.

وتحقق مقرنص الرخام کما في مئذنة ومحراب جامع سنان باشا في دمشق في العصر العثماني (995ه/1586م)،
شکل رقم (4).

ثالثا: أساليب التنفيذ علي الأحجار.

الحجر الذي نفذ عليه المقرنص علي نوعين هما:

1.  الحجر الجيري بأنواعه:

الحجر الجيري حجر کلسي يستعمل للبناء، ويتميز الحجر الجيري بالصلابة وحباته الرفيعة، والحجر الجيري أکثر شيوعاً في عمل حليات واجهات العمائر وهو يتکون من أکاسي معدنية باللون الأبيض والأصفر والأحمر، وقد استعمل في بعض حليات المقرنص وواجهات العمائر والمداخل وفي بعض الأعتاب العلوية للمداخل وفي المآذن أيضاً في بعض المساجد، وفيها استعملت المقرنصات کعنصر إنشائي في النهاية العلوية للطابق السفلي لتحميل الشرفة.

کيفية استخدام الحجر في النظام الإنشائي لعنصر المقرنص:

من الممکن رصد الخطوات الإجرائية لکيفية استخدام الحجر الجيري في النظام الإنشائي للمقرنص وذلک من خلال مجموعة من المراحل التنفيذية التي يقوم بها مجموعة من الحرفيين حيث يتم التفاعل بين الحرفي البناء والحرفي نحات المقرنص فيحدد البناء للنحات وضع المقرنص ومدي خروجه عن بدن المربع کما في شکل وذلک إيذاناً ببدء تحويل المربع إلي الشکل الدائري في القباب الإسلامية.. أو الانتقال من مستوي البدن الرأسي إلي الميل للخارج في الوظائف الأخرى للمقرنص کالکورنيش وطواقي المداخل.

وهناک خطوات تنفيذية لمراحل تشکيل المقرنص باستخدام الحجر هي:

• مرحلة التخطيط.     • مرحلة التنفيذ.    • مرحل التجميــــع.

2.  الحجر الرملي:

وهو عبارة عن حبات رملية ناتجة من تفکيک الصخور الأقدم عهداً منه وتتماسک مع بعضها بمساعدة کربونات لکالسيوم واکسيد الحديد، ويمتاز باللون الرمادي، ومع وفرة الأنواع السابقة من الأحجار وقطعها من محاجرها وتشکيلها علي مبانيها، فقد ظهرت لها وظائف هامة في العصور الإسلامية وهي لفظ (حجار) وتعني مکسر الاحجار وناحتها  وناقشها.

أما الأساليب التي استخدمت في المقرنصات المعمارية الحجرية فهي الحفر المباشر وتتم هذه الطريقة باستخدام آلات حادة کالأزميل المعدني بأنواعه، مع مراعاة فهم الأسس العلمية المدروسة لنوع وشکل المقرنص الزخرفي المراد تنفيذه، حيث تبدو في النهاية وکأنها علي مستوي عال من الصنعة خالية من الروح الآلية المملة.

رابعاً: أساليب التنفيذ علي الخشب.

الخشب من المواد الأولية التي استعملت جذوعاً واغصاناً ثم خشباً في البناء عموماً والعمارة بشکل خاص، ومن أنواع الأخشاب التي استخدمت في تنفيذ المقرنص الأخشاب اللينة والأخشاب الصلبة، فالأخشاب اللينة مثل الصنوبر وموطنها وسط أسيا والعزيزى وموطنه الشام، والأرز وموطنه لبنان، أما الأخشاب الصلبة فهي البلوط والتک والجوز والأبنوس وموطنها بلاد السودان والحبشة، أما خشب الزان فيستخدم لجميع الأغراض اللينة والصلبة.

کثرت الأشغال الخشبية في العصر الإسلامي وازدادت دقة في عمل المقرنصات للأرکان العليا في الغرف والقباب والمنابر، ولقد استخدمت طرق وأساليب فنية لعمل المقرنصات مثل
الحفر المباشر،

وقد استخدم الخشب کخامة طبيعية خفيفة الوزن نسبياً مقارنة بالخامات الأخرى المستخدم في البناء في عمل مقرنصات کبيرة الحجم وهي في مجملها تمثل إحدى العلاقات المترابطة بين هيئات وعناصر المکان؛ فالحوائط، والمبني، والقباب، والأبواب، کل هذه العناصر في مجملها ترديد لوحدة التآلف بين أجزاء داخل الحيز المعماري.

وللخشب اهمية کبري في عملية التشغيل المختلفة فهو خامة طبيعية لها خصوصيتها تقبل التشغيل مع خامات أخري تتوالف معه وتکمله باعتباره وسيط أساسي، فهو يقبل التلوين والتطعيم والحفر، وهذه العمليات التقنية تعطي عملية تشکيل المقرنصات أبعاداً في جملتها تختلف عنها في الخامات الأخرى.

وإذا تتبعنا تاريخيا طرق تشکيل المقرنص وخاصة في خامة الخشب نجد أن الحرفي الإسلامي ترک مجموعة متنوعة من هذه المقرنصات والتي تتفاوت في أحجامها وأساليب تصنيعها وتنوع علاقاتها الجمالية، ويمکن تصنيف المقرنصات حسب أحجامها وحسب وجود علاقة ارتباطية بين الحجم وأسلوب التنفيذ وما يترتب علي ذلک من حلول إنشائية وجمالية .. علي النحو التالي:

1.  المقرنصات الکبيرة الحجم.

2.  المقرنصات المتوسطة الحجم.

3.  المقرنصات الصغيرة الحجم.

المقرنصات الکبيرة الحجم:

ظهرت المقرنصات کبيرة الحجم لحل المشاکل الإنشائية الداخلية في القباب الکبيرة حيث تطلب الأمر تحويل المربع إلي حيز دائري في المساحات الکبيرة شکل رقم (5).

إن استخدام الحرفي لمجموعة من الدعامات الخشبية المستعرضة علي الجوانب لتتحمل تحول البناء في مساحته الواسعة بالأرکان تطلب الأمر وجود حلول جمالية تغطي هذه المساحات وتحولها، ومن ثم ظهر المقرنص الذي يبلغ ارتفاعه عدة أمتار، فهو يبدأ بتقسيم  المکان إلي خطوط جمالية ويتبع ذلک ببناء هياکل خشبية رئيسية للإنشاء علي هذا المخطط تثبت في الجدار الحجري وهي بذلک تعتبر بمثابة الخط الخارجي لأجزاء المقرنص.

المقرنصات المتوسطة الحجم:

وهي مقرنصات محدودة الاستخدام فهي تقتصر علي عمل (کرانيش) او نهايات لبعض (الکوابيل)، وهذه المقرنصات تعتمد في تنفيذها علي جزء واحد خشبي أو أکثر.. وهذه المقرنصات مثل مقرنصات الکابولي أو بعض المقرنصات المستخدمة في عمل أفريز من شکل متماثل متکرر، شکل رقم (6).

وتنفذ هذه المقرنصات بالجمع بين أسلوبين: الأول هو تقطيع أجزاء متماثلة من الخشب والحفر عليها، والثاني تجميع نفس هذه الأجزاء المتماثلة مع بعضها في هيئات متنوعة للمقرنص، وهذا الأسلوب قريب الشبه من نفس التقنيات المستخدمة في الحجر.

المقرنصات الصغيرة الحجم:

المقرنصات الصغيرة الحجم لها من صفة التراکيب البنائية المتنوعة التي يمکن الاستفادة منها في مجال التصميم الزخرفي والجمالي، خاصة ما يعرف بالمقرنص الشامي والذي تميز بتنوع أجزائه وتشعب تشکيل بنيته الداخلية شکل رقم (7).

ويقوم النظام الإنشائي للمقرنص علي مجموعة متوافقة من تلک التي يمکن أن تفتح المجال للابتکار، وذلک عند إعادة صياغة مفردات أجزائه في ظل متغيرات متعددة، وذلک عند تدريس الأعمال الفنية بصفة عامة واللوحة الزخرفية بصفة خاصة.

أما المواد المستعملة في طريقة تشکيل المقرنصات بالأخشاب فهي الأزميل للحفر والمسح والمبرد لتنعيم الزوايا والفأرة لمسح الخشب.

ونظراً لانتشار هذه المهنة في فترات العصور الإسلامية سمي صانعها النجار وقد زاولها کثير من أشراف العرب، ويشهد علي ذلک الارتقاء المتحضر في فن النجارة والتي خلفتها العصور الإسلامية، وقد تفرع من النجار عدد من المتخصصين مثل المطعم، المرصع، صانع الزرکشات، الصدفي، الخراط، الحفار، والدهان.

التحليل المورفولوجي والنسق الزخرفي للمقرنص:

يقصد بالتحليل (المورفولوجي) التحليل الخاص بشکل الشيء وبنيته، وقد ارتبط (المورفولوجي) الهندسي بالأشکال الفراغية الهندسية الأساسية المنتظمة مثل الهرم والمکعب والمنشور والأسطوانة والمخروط والکرة وأجزائها وغيرها من الأشکال الأساسية.

وجميع هذه الأشکال موجودة بصورة مباشرة أو غير مباشرة في الطبيعة، کما أن جميع هذه الأشکال متزنة وأغلبها متماثل وبعضها يتکون من خلايا مجمعة في حدود الشکل الفراغي الهندسي.

وأن تأکيد طبيعة الأشکال الهندسية هي مهمة المعماري في أي عصر، وخاصة الأشکال ذات الانحناءات والتموجات، وبدون ذلک يفقد النسق شکله الهندسي والجمالي.

وعن التحليل الشکلي فإنه يتحقق من خلال التصرف (المورفولوجي) من خلال
المعالجات التالية:

1.      الإضافة       Addition

2.      الحذف       Subtraction

3.      التجميع                      Articulation

4.      التکرار                        Repetition

5.      التطوير       Development

6.      التراکم       Accumulation

7.      الحذف والإضافة             Subtraction and Addition

8.      التکوين       Composition

9.      الکتلة والفراغ     Mass and Space

10.   التحول       Transformation

القيم الفنية التي تحققت في النسق الزخرفي العام للمقرنص:

القيم الفنية هي القيم التي يصبو العمل الفني إلي تحقيقها لتؤدي المعني المقصود، حيث أنها الأساس الذي وجده التزامنا التلقائي بها في أعمالنا عند تشکيلها وعند حکمنا عليها.

والمقصود بالقيم الجمالية هنا مجموعة المواصفات أو الصياغات التي توفر أنظمة تشکيلية محکمة الترابط في العناصر الزخرفية بالمقرنصات.

وتعد القيم التعبيرية والقيم التشکيلية محصلة للتفاعل، تلک العناصر فيما بينها من خلال علاقات ونظم التشکيل وترابطها داخل النسق الزخرفي للمقرنص.

وکل هذه القيم التعبيرية والتشکيلية تؤثر وترتبط بقيمة العمل الفني لأنها المحصلة النهائية للصياغات التي تحقق الوحدة بما يتفق مع المضمون والفکرة، وإذا کانت القيم التشکيلية تنتج بشکل مباشر عن النظام البنائي والشکلي لنسق المقرنص، أي إنها تمثل محصلة الجانب المادي والمدرک البصري لهذا النسق، فإن القيم التعبيرية تمثل الجانب المعنوي الذي يستشعره المتأمل لهذا النسق، کالإحساس بالسمو والتعالي.

وهکذا فإن التشکيل الإنشائي والزخرفي للمقرنصات علي کثرتها وتنوعها إلا أنها تتوحد جميعاً في علاقات تکاملية تلک العلاقات هي التي تؤدي في النهاية إلي ذلک النسق وهو نسق المقرنص، وهکذا فإن المقرنصات إنما تنتج عن تفاعلات العناصر الإنشائية والزخرفية والعلاقات بينها، وهذه العناصر تتحرک وفق نظام بنائي تصميمي ممکن وتتثمل قيم النسق في الإيقاع والاتزان والوحدة والتنوع والترديد والتکرار والتناسب بين التراکيب المعمارية والعناصر الزخرفية، والتوافقات اللونية، والظل والنور.

قيمة الإيقاع Rhythm:

يمثل الإيقاع احد القيم الجمالية داخل العمل الفني، ويعرف الإيقاع بأنه تکرار لعنصر علي مسافات زمنية أو طولية متساوية أو منتظمة التدريج تصاعدياً أو تنازلياً، ويعرف الإيقاع في الفن الإسلامي أنه إيقاع يعتمد علي التماثل والتناظر والتبادل بين الخطوط اللينة والهندسية والمساحات المتعددة في توزيعها.

وهناک من يعرفه بأنه ترديد للحرکة بصورة منتظمة تجمع بين الوحدة والتغير، ويمکن الاستدلال علي الإيقاع من خلال سلسلة فکرية منظمة من القيم الفرعية وهي التکرار- التدرج- التنوع- الاستمرار.

والايقاع کمفهوم في الفن يرتبط بعنصرين أساسيين هما .. الزمان والمکان حيث يمثل المکان في العمل الفني الحدود المکانية التي تشغلها العناصر الشکلية أو المفردات، ويمثل الزمان والحرکة والسرعة والانتظام والتغير في معدل الفترات المتخللة ما بين المفردة وتکرارها.

ويمکن القول إن الإيقاع يتواجد حينما يحاول الفنان أن يحقق الوحدة والاتزان والتعادل في تصميماته، ويعبر الإيقاع عن الحرکة ويتحقق عن طريق التکرار بغير آلية باستخدام
العناصر الفنية.

والإيقاع سمة من سمات الفن الإسلامي، حيث نجد أن الفنان الإسلامي اعتمد علي التناظر والتبادل والخطوط الهندسية واللينة وتعد المساحات سواء في توزيعها وتنويعها في تحقيق الإيقاع الذي اتخذه في صياغته للعناصر الزخرفية.

فلقد استطاع الفنان المسلم أن يحقق الإيقاع من خلال الترديد المستمر لنظام معين خلال أسلوب حياته، وکذلک في صور مرئيات الطبيعة من حوله وتکرار العناصر داخلها، وقناعته بأن الإيقاع في حياة الفرد علاقة وثيقة وأصل عضوي في نظام الحياة، وانعکست تلک القناعة في أغلب فنونه ومنها العمارة.

ولهذا اتخذ الفنان المسلم في صياغته التشکيلية للتکوين العام للمقرنص بأحجامه وکتلته ودراسة العناصر الزخرفية به بأنه يعتمد علي التکرار الإيقاعي، والإيقاع قد يکون بسيطاً أو مرکباً أو متنوعاً أو متزايداً أو متناقصاً أو حراً ..

قيمة الاتزان Balance:

إلي جانب أن الاتزان أساسي وضرورة معمارية وإنشائية فهو يعد أيضاً من القيم الفنية الأساسية في تکوين المقرنص حيث انه يلعب دوراً هاماً في تنظيم العناصر الزخرفية بها.

والاتزان هو: الموازنة في توزيع العناصر التشکيلية أو الوحدات الهندسية، وتناسق علاقاتها ببعض وبالفواصل والمساحات المحيطة بها ووفق نظام محکم في توزيع العناصر من أجل الوصول إلي بناء تکوين جيد الترابط، أما " أراناهيم" فيقول عن التوازن: "إن التوازن ترابط أشکاله يتحقق بواسطة قانونين متعادلين في شدتها ويتجاذبان في اتجاهين متضادين، وفي أغلب النظم البصرية مراکز ومحاور جذب"، حيث أن الارتياح البصري هو نوع من التوازن قد يکون للتکوين المنجم صفات أخري: ثابتاً مستقراً أو ديناميکياً مثيراً" ، ويضيف أرنهايم بأن: "التوازن في التصميم يغير توزيع العناصر بحيث تؤدي کل الحرکات إلي السکون والتوازن، وهناک نوعان من التوازن:

أ-التوازن بالتقابل.

ب-التوازن بغير التقابل".

ومن خلال التعريفات السابقة يعرف الباحث التوازن بأنه: قيمة فنية يسعي المعماري إلي تحقيقها من خلال توازن العناصر الزخرفية من خلال العلاقات الرأسية والأفقية القائمة علي الأسس الإنشائية، القائمة علي نسق توزيع العناصر الزخرفية علي جسم المقرنص، کاستغلال العناصر الزخرفية کالمقرنصات والشرفات والإطارات والأفاريز التي تتحرک أفقياً لکي تعطي إحساساً بالاستقرار والسکون للعناصر وتوزيع العقود والدخلات، والأعمدة بطريقة مصفوفة دائرية، وکل منهم يعطي تعامداً وثباتاً واستقراراً، ويري أيضاً أن الاتزان هو تنظيم للعناصر الزخرفية المعمارية بحيث يوضع کل عنصر أو کل جزء في موضعه المناسب بأسلوب معين وبنظام ما لا يقبل التغير، فإذا تغير هذا النظام يحدث خلل في نسق العناصر الزخرفية.

ومن ثم فإن الاتزان يعد من أهم القيم التي لها السيادة والمقدمة بين مجموعة القيم المحققة للنسق الزخرفي للمقرنص..

 

قيمة التباين Contrast:

من المعروف أن علاقة التضاد من أهم العلاقات التي تبرز المعني وتؤکده، ومن ثم فإن (الظل والنور) يعد من أهم القيم الفنية الناتجة عن البناء الجمالي العام لنسق المقرنصات، فقد اهتم الفنان المسلم في مجال العمارة بعنصر الضوء (ضوء الشمس) في إظهار القيم الجمالية لزخارف الأسطح الخارجية للبناء المعماري حيث اهتم بضبط نسب العناصر الزخرفية مع زوايا سقوط الضوء وانکساره علي تلک السطوح بشکل يساعد علي إبراز الغائر والبارز في تلک العناصر وفي تأکيد التباينات المختلفة للمعالجات الزخرفية للأسطح الخارجية للأبنية، فالشکل أو الأشکال تستمد واقعها عن طريق الضوء وتتغير قوي ترکيزها حسب الضوء المسلط عليها.

فضوء الشمس عامل هام في تحقيق القيم الجمالية للعناصر الزخرفية بالمقرنص من حيث التناقضات الضوئية بين الظل والنور، والتي تقع علي العناصر الزخرفية المجسمة فتؤکد کافة تفاصيلها فشکل المقرنص يختلف باختلاف أوقات النهار، وذلک تبعاً لاختلاف الضوء الساقط عليه في کل وقت من هذه الأوقات مما يحدث اختلافاً في کمية الظلال وتوزيعاتها، ويحدث نوعاً من الحرکة الإيهامية للعناصر، ونظراً لأن إضاءة الشمس تحدث تأثيراً وتحليلاً للکتلة الصلبة أو التراکيب المعمارية بالإضافة إلي زيادة القوة العاکسة لأسطح التراکيب المعمارية، فإن الضوء المنعکس علي سطح المقرنص قد ساعد في خلق حرکة وهمية عن طريق ربط الضوء بعنصر اللون "لون الحجر" ليؤکد البعد الثالث للعناصر الزخرفية.

وإذا اعتبرنا الإضاءة عنصراً إيجابياً فإن الظلال هي المقابل السلبي لها، فهي نتيجة حتمية لسقوط الضوء علي الأجسام الثلاثية الأبعاد.

قيمة اللون (التوافقات اللونية) Colours Accord :

علي الرغم من قلة مجموعة الألوان التي استخدمها المعماري المسلم إلا أن معظم العمائر الإسلامية تتفاوت درجات ألوانها بين الفاتح والقاتم مما جعل للون سمة خاصة في التشکيل الفني للعمائر الإسلامية، وإذا کان اللون يعد "الصفة الطبيعية من صفات الأشياء بل ان المصدر جمال کثير من الأشياء مستمد من ألوانها".

"فإن الفنان المسلم قد استعمل ألوان الخامات الطبيعية استعمالاً جمالياً بغرض إبراز جمال لون الخامة، والمزاوجة بين هذه الخامات ذات الألوان المختلفة"، فضلاً عن استخدام ألوان بعينها لتميز العمائر الإسلامية خاصة الدينية من خلال إدراک الفنان المسلم لخصائص اللون وتفهمه لأهميته، فقد استعمل الفنان ألوان الحجر بصورة مباشرة تساعده في تجميل العمائر وعلي سبيل المثال فقد استخدم حجارة متقاربة فاتحة الألوان وذلک للإيحاء بخفة ثقل المواد المبني بها المآذن، وأيضاً للتحقيق التوافق اللوني علي تلک العمائر بل وتحقيق التوافق بين ألوان المآذن والعناصر الموجودة بها کالمقرنصات ، وألوان السماء التي تشکل خلفية ثابتة لها مما ساعد علي إبراز جماليات تلک العمائر وعناصرها، وهکذا فاللون له دوره وشخصيته في مجال العمارة الإسلامية ولا يمکن تجاهله، فهو يستمد ويعتمد مباشرة علي الخامات الطبيعية کالرخام والأحجار الجيرية الملونة (الابيض
والأحمر والرمادي).

قيم الوحدة والتنوع Unity and Variety:

هما قيمتان أساسيتان من قيم الفن، ومن ذلک فن العمارة الإسلامية، ومع تعدد وتنوع الطرز المعمارية الإسلامية في البناء والزخرفة إلا أنه من الملاحظ أن للوحدة مفهوم لدي المعماري المسلم يتمثل في اتحاد المضمون مع وحدة الشکل ذات النظام الخاص من العلاقات بين العناصر الزخرفية ويمکن إدراکها من خلال نسق المقرنص لأن لها کياناً خاصاً يتم عن وحدته "مبدأ الوحدة في الفنون الإسلامية کان هو المبدأ الواضح في أذهان الکثير من المستشرقين، مما جعلهم يصفون الفن الإسلامي بانه فن زخرفي قائم علي وحدة العناصر والأشکال، ولعل في هذا تجاوز للحقيقة"، وقد کان مبعث هذا الحکم الجائر هو أن هذه الفئة لم تدرک غير الوحدة العامة في الطابع، التي يتميز بها فن العمارة وفنون الزخرفة الإسلامية وأنها عجزت عن إدراک فن العمارة وفنون الزخرفة الإسلامية وأنها عجزت أيضاً عن إدراک التنوعات الدقيقة في التفاصيل.

وتعد قيمتا الوحدة والتنوع من القيم التي تبرز شخصية المقرنص، فالمقرنص يقسم إلي عناصر ذات أشکال هندسية مختلفة يشتمل علي عناصر زخرفية مختلفة، کذلک نجد هذه العناصر مستمدة من عناصر طبيعية أو نباتية أو هندسية أو خطية، وقد تجمع کل هذه العناصر الزخرفية في جسم المقرنص کما نلاحظ أيضاً الانتقال من عناصر زخرفية ذات طبيعة خاصة إلي عناصر أخري،

ومن ذلک يتضح "أن الوحدة" کقيمة في المقرنصات لم تکن هي القيمة الوحيدة التي يسعي المعماري المسلم ليحققها فقط، بل هي القيمة النابعة عن ذات المعماري والمتأصلة في عقيدته وما المقرنصات والمآذن إلا تعبير عن ذلک.

إذاً فمن خلال ما سبق نجد أن الفنان المسلم عند تکراره لبعض العناصر کان يغير بصورة أو بأخري في شکلها ويحورها لابتکار عناصر أخري جديدة فعملية التکرار والترديد المستمر للمفردات الزخرفية والإنشائية تکسب المقرنص نوعاً من الإيقاع والتناغم الهندسي المتکامل.

وهکذا فالتکرار لا تقف أهميته عند حد أنه وسيلة للتغلب علي مشکلة الفراغ، بل إنه إيقاع وتناغم ينتج عن انتظام الوحدات والمفردات.

وتنوعت أساليب التکرار فمنها البسيط والمتبادل والمتماثل، ومن المعروف أن تصميم المقرنص هو انعکاس للمفاهيم الرياضية، والأسس الهندسية في الحضارة الإسلامية، حيث يتضح أن هناک ثراء منبثقاً عن الحس الفني للمعماري باستخدامه العناصر الزخرفية المتعددة في توالدات محکمة، لذلک فإن التکرار يرتبط ترکيبياً بالمقاييس الحسابية اللازمة لتحقيق التناظر، فهي تخضع لقوانين هندسية حتى يتولد التناظر من  التکرار بتتابع بتکرار لا ينتهي، ومن هنا نستطيع أن نتبين أن التکرار إنما وجد أيضاً في العمارة الإسلامية إرضاء لحاجة التناظر، وهذا التناظر اللازم لتأکيد الإيقاع المستمر، والذي يرمز إلي الحرکية المتميزة بالانتشار والقادرة علي عدد لا نهائي من الانقسامات.

ومن أهم ما يميز الزخرفة الإسلامية التکرار اللانهائي وهذا التکرار الذي يحکمه أساس رياضي، لإيجاد علاقة ترابطية بين وحدة وأخري في إطار هذا التکرار المستمر، ويتضح من ذلک ان الفنان الإسلامي کان يستخدم منطقاً رياضياً هندسياً يحل فيه معادلات للتقابل والتماثل والتکرار البسيط والمتضاعف، فينشأ عن ذلک تکوينات أکثر تعقيداً وعمقاً نتيجة إحکام هذا التکرار، وضبط شکله وقيمته الجمالية.

ويتضح ذلک في زخرفة المقرنصات، فتکرار العناصر يعتمد علي الهندسيات لأنها من أدق الأساليب التي تبرز مهارة الفنان المسلم لأنه إذا حدث خطأ ولو بسيط يؤثر علي الرؤية البصرية ويفسدها لأن العنصر يعتمد علي ا لتجريد والخط بأنواعه وزواياه ويشکل منها عناصر ذات خطوط هندسية أو لينة أو يجمع بينها أحياناً، وحکم هذا التکرار يعتمد علي قوانين حسابية ورياضية ومتوالية هندسية، فالتکرار نوع من الإيقاع الذي يمثل ترديداً لفکرة، وهذا الترديد لا يتم علي وتيرة واحدة، فلابد أن يتضمن عنصر التنوع حتى يکسبه ثراءً وقوة في آن واحد.

فمن خلال تکرار وانتشار الوحدات والعناصر يحدث إيقاع يبدأ من البسيط إلي الأکثر ترکيباً ومن الجزء إلي الکل، حيث يتکون النسق الزخرفي للمقرنص من أجزاء في کليات وفق تکرارات تتباين وتتعدد في أنماطها.

والتکرار يعتبر من أبسط أشکال النظام، ولکن ليس کل نظام تکرار، وتتعين أنماط التکرار تبعاً للنظام الذي تصاغ به.

وتتم تکرارات العناصر الزخرفية بانتظام داخل نسق المقرنص في صورة مفردات متنوعة ونظم مختلفة، وفي التماثل والتناظر والتبادل والتتابع، التصغير والتکبير لنفس المفردة، وربما يتبادر إلي الذهن ان التکرار اللانهائي يسبب الملل غير أن الفنان المسلم حينما کرر وکثف ورکز وقنن ، وبعد هذا التفنن أنشأ وحداته ومواصفاته ومقاساته ونظمه فبدت أشکاله أکثر ثراء عما کانت وحدة واحدة أو وحدتين، فکلما زادت تکرارات وحداته زادت جمالياته وترابطت ارتباطاً وثيقاً، وعلي هذا الأساس فإن التکرار لا يتألف مع الملل أو يتحالف معه بل علي العکس فإن ذلک أولاً وأخيراً يرجع إلي عمق نظرة الفنان المسلم فنتجت عن رؤيته قيم جمالية تشکيلية متسعة تدوم وتتضاعف.

ومن ثم فإن التکرار من  القيم التي لا يمکن إغفالها، حيث أن تکرار العناصر الزخرفية عدة مرات يحول هذه العناصر إلي بانوراما.

التجربة البحثية:

مجال التصميم الزخرفي هو أحد المجالات التي تهتم ببناء الفکر الابتکاري في إطار صورة متکاملة يرتبط فيها کل من الجانبين الجمالي والوظيفي بالتراث الإنساني، وخاصة التراث الإسلامي والذي أمدنا بتلک المعطيات الفکرية والحلول الفنية التي تم التوصل إليها في هذا الدراسة، من خلال تحليل النظام الإنشائي لعنصر المقرنص وما يتضمنه من فکر لتراثنا الإسلامي.

وتقوم هذه الدراسة علي الاستفادة من هذا الموروث الفني (عنصر المقرنص) لعمل تصميمات زخرفية مستحدثة مستمدة من نظامه الإنشائي، مما يضعنا أمام قضية هامة وهي
(التراث والتجديد).

ومن هذا التوجه يمکن التوفيق بين التراث والتجديد، وذلک في إطار من الاستيعاب العقلي للمعطيات الثقافية للتراث الإسلامي وما يتضمنه من جوانب تشکيلية وتقنية في النظام الإنشائي لعنصر المقرنص بصورة منهجية.

ويعد التراث المعماري الإسلامي أهم الروافد ذات العلاقة الوثيقة بأهداف التربية الفنية حيث أنها تقوم علي احترام التراث والحفاظ علي تطويره.

وتقوم التجربة البحثية علي الاستفادة من بعض الصياغات التشکيلية للمقرنص کأحد عناصر العمارة الإسلامية وهي خاصة بالنظام البنائي الزخرفي للمقرنص ويتناول طرق تنظيم المقرنص کمفردة تشکيلية جديدة في إطار اللوحة الزخرفية.

ولتنظيم عناصر العمل الفني داخل إطار اللوحة الزخرفية هناک بعض الأسس التي يجب مراعاتها والتي تم التأکيد عليها من خلال التجربة البحثية وهي : الشکل والأرضية والتي أسفرت عن نتاج الکثير من التصميمات الزخرفية المنبثقة عن تکرار وتنظيم المفردة الأصلية (المقرنص) الموزعة علي سطح التصميم، وقد ظهر من خلال التجريب علاقات الشکل والأرضية التي خضعت لعلاقات مثل إدراک المشاهد للشکل أمام الأرضية وعلي العکس في بعض التجارب تأکدت الأرضية کأشکال وکان هناک محاور يبني عليها التصميم مستمدة من المحاور التي اتبعها الفنان المسلم في إنشاءه عناصره ، المحاور الرأسية والمحاور الأفقية و المحاور المنحنية والمحاور الدائرية والمحاور الإشعاعية وتظهر هذه المحاور في سياق العمل الفني والتصميم الزخرفي في التجربة البحثية.

وقد قام الباحث بإنتاج مجموعة من التصميمات الزخرفية للتکرارات في المقرنص کمدخل تجريبي لإثراء التصميم في اللوحة الزخرفية وقد راعي الباحث في التصميمات الزخرفية الأسس الإنشائية والجمالية للمقرنص من خلال القيم السابق ذکرها مراعياً (الوحدة ، والتنوع، والاتزان، والإيقاع ، والظل والنور) مستخدماً تقنية الحاسب الآلي.

أهداف التجربة:

  • · تقوم التجربة البحثية علي الافادة من الخواص الهندسية والسمات الفنية للمقرنص کأحد أهم عناصر العمارة الإسلامية لاستحداث تصميمات زخرفية جديدة.
  • ·   استخلاص صيغ جديدة لتکرار المفردة التشکيلية، والمقرنص والإفادة من إمکانياته الجمالية التشکيلية لتوظيفها في تصميم اللوحة الزخرفية.

حدود التجربة:

  • ·   تقوم التجربة علي استخدام الأسود والأبيض والألوان.
  • · يستفيد الدارس من إمکانيات الحاسب الآلي من الناحية التقنية وليس من إمکانات البرامج الجرافيکية المختلفة کالمؤثرات الآلية لعدم اتساع المجال بالبحث.

النتائج:

مما سبق يمکن استخلاص النتائج الآتية:

  • · باستعراض الدراسة التاريخية وجد أن مراحل تطور العناصر المعمارية قد قامت علي أساس بنائي هندسي وفکري ورياضي يمکن ان يُستفاد به في مجال التصميم.
  • · امکانية استخدام الحاسب الآلي في فن الرسم الهندسي والتصميم الزخرفي مکن الباحث من عمل تصميم نموذجي لوحدة المقرنص بالأبعاد التناسبية التي استخلصها من العلاقة الجمالية في العمارة الإسلامية وأن وحدة المقرنص مکتملة بأبعادها الثلاثية (الطول، العرض، الارتفاع)، وکأنه عمل حقيقي تم تشکيله نحتاً.
  • · العناصر المعمارية ومنها المقرنص لها صفة ترکيبية بنائية قابلة للتوسع والانتشار والامتداد لتنوع صياغتها ويرجع ذلک لاعتماده علي النظام الهندسي.
  • · تعددت محاور التکوين البنائي للمقرنص في  اللوحة الزخرفية في عدة تنظيمات (تنظيمات خطية ، شبکية ، إشعاعية ، حلزونية ، دائرية ، مرکزية ، وتنظيمات عنقودية)، يمکن الاستفادة منها في إنشائية وجمالية التصميم الزخرفي للوحة الزخرفية.
  • · أنه نتيجة لتکامل العلاقات بين العناصر المعمارية والزخرفية فقد تحقق في النسق الزخرفي للمقرنص کثير من القيم الجمالية کالوحدة والتنوع والاتزان والإيقاع والتناغم.
  • · أمکن من خلال التوجهات التربوية والعملية التوفيق بين التراث الإسلامي والتجديد من خلال استثمار معطيات النظام الانشائي لعنصر المقرنص في عملي تصميمات زخرفية لها سمات التراث والمعاصرة في آن واحد.

التوصيات :

1. ضرورة الاهتمام بأبجديات الفن الإسلامي مع تأکيد التوازن في التخطيط والتصميم الفني، وإعادة النظر في أعمال الزخارف المعمول بها حالياً بإسراف مما يؤدي إلي الرتابة والملل وفقد البساطة الفنية وواقع ماضي عظيم.

2. ضرورة الاهتمام بدراسات عن الجماليات الإسلامية قائمة علي أساس علمي وتقني وتهدف إلي تحقيق طراز إسلامي جمالي معاصر بمصر تتضمن هذه الدراسات مناهج تعني بإبداع جماليات الفن الإسلامي تجمع بين المعاصرة وبين التراث القديم.

3. إمکانية الاستفادة من تقنيات الحاسب الآلي في التربية الفنية بالارتقاء بفنونها والمتعة لمزاولة الفن والاستمتاع به علي أسس حديثة ومفاهيم جديدة تساير هذا العصر السريع .. الذي لا زال .. وسيظل يقدم کل ابتکار ومفهوم جديد واسع وشامل يخدم به طموح الإنسان.

 

 

التجربة الذاتية للباحث باستخدام تقنية الحاسب الآلي

 

التصميم الأول

 

التصميم الثاني

 

 

التصميم الثالث

 

التصميم الرابع

 

 

 

التصميم الخامس

 

التصميم السادس

 
 المراجع
1.     أبو صالح الألفي: الفن الإسلامي، أصوله، فلسفته، مدارسه، المطبعة العالمية، القاهرة، 1966.
2.أحمد محمد عبد الکريم: إنتاج تصميمات زخرفية قائمة علي تحليل النظم الإيقاعية لمختارات من الفن الإٍسلامي الهندسي، رسالة ماجستير، کلية التربية الفنية، جامعة حلوان، 1985م.
3.أمل عبد الله أحمد: جماليات البناء التشکيلي في مختارات من العمائر الإسلامية بالقاهرة کمدخل للتذوق الفني، رسالة دکتوراه، کلية التربية الفنية، جامعة حلواه، 2007م.
4.إيهاب بسمارک نصر الله: توظيف الطاقة الکامنة في العناصر الشکلية لتحقيق البعد الجمالي في إنشائية التصميم، رسالة دکتوراه، کلية التربية الفنية، جامعة حلوان، 1991.
5.     حسن الباشا: مدخل إلي الآثار المصرية، دار الاتحاد العربي للطباعة، 1979م.
6.     روبرت جيلام سکوت: اسس التصميم، ترجمة/ عبد الباقي محمد ابراهيم، محمد محمود يوسف، دار النهضة، مصر، 1968.
7.زينب علي إبراهيم السيد: تتبع الصياغات التشکيلية لمفردة نباتية ورقية في الفن الإسلامي کمدخل لتصميم لوحات زخرفية مسطحة، رسالة ماجستير، کلية التربية الفنية، جامعة حلوان، 1997م.
8.السعيد احمد حسن: استحداث تصميمات معاصرة للمنحوتات تحمل سمات الفن الإسلامي، وإمکانات توظيفها معمارياً في القري السياحية، رسالة دکتوراه، کلية الفنون التطبيقية، جامعة حلوان، 1984م.
9.     عبد الرحمن غالب: الموسوعة المعمارية الإسلامية- الطبعة الأولي- بيروت- لبنان- 1999م.
10.  عبد المجيد محمود صباغ: جماليات التصميم الزخرفي للمقرنص في العمارة الإسلامية، رسالة ماجستير، کلية التربية، جامعة أم القري، مکة المکرمة، 1993م.
11.  کمال الدين سامح: العمارة الإسلامية في مصر، جامعة القاهرة، 1970م.
12.  محمد أمين محمد: عمارة المجمعات المعمارية الإسلامية بالقاهرة حتى نهاية العصر المملوکي، رسالة دکتوراه، کلية الفنون الجميلة، جامعة حلوان، 1987م.
13.محمد محمود عبد السلام: توظيف بعض عناصر العمارة الإسلامية في تصميم اللوحة الزخرفية، رسالة ماجستير، کلية التربية النوعية، جامعة عين شمس، 2002.
14.  محمود محمد سعيد: دراسة تجريبية لمشغولات خشبية مستمدة من النظام الإنشائي للمقرنص، رسالة دکتوراه، کلية التربية الفنية، جامعة حلوان، 1993م.
المراجع الأجنبية:
15.Dorothea: Design Elements and principles, U.S.A.,1995.
16.Pope (A.U: Survey of Persian Art, Vol IV part II .
17.Saria, A. Sidky: Analysis of Dynamic interplay Encountered in an Islamic Geometrical art. Unit: A system perspectives Ph.D., State University, New York at Buffalo. September,1989.
18.Wilber Du Donald: The Architecture of Islamic Iran: The Ilkanid period – Princeton University,1955.