تدريبات مقترحة لتنمية المصاحبة الهارمونية فى الارتجال الموسيقى من خلال مؤلفات کارل تشيرنى

نوع المستند : مقالات علمیة محکمة

المؤلفون

1 المعيد بقسم التربية الموسيقية بکلية التربية النوعية جامعة المنصورة

2 أستاذ بقسم الصولفيج الغربي والإيقاع الحرکي والإرتجال کلية التربية الموسيقية جامعة حلوان

3 أستاذ البيانو المساعد بقسم التربية الموسيقية کلية التربية النوعية جامعة المنصورة

الموضوعات الرئيسية


مقدمة :

الموسيقى فن أزلي ينبض ويتطور عبر الزمن بمختلف أوجهه وأساليبه لکن طبيعته لا تتغير قط وهى اللغة العالمية الوحيدة التي تخاطبنا مباشرة وتملئنا بهجة وسرورا, والموسيقى کغيرها من الفنون تعکس تطور الحضارات والفکر الإنساني, فهي المرأة التي تعکس الاتجاهات الفکرية للحضارات على مر العصور, وهى المنظومة المعرفية الوجدانية التي تتصف بالجمال الصوتي المسموع سواء کان غنائيا أو آليا, يتم من خلال التعبير عن المشاعر الإنسانية فهي وسيلة التواصل الوجداني بين الشعوب وصورة من صور الحياة العصرية التي تعکس اتجاهات المجتمع.([1])

ويعتبر الارتجال فرع من فروع الموسيقى, حيث شهد اهتماما کبيرا خلال القرون الماضية, لما له من دور عظيم في إثراء المؤلفات الموسيقية وتنمية لملکة الخيال الحر لدى الفنان والعازف الموسيقى.([2])

ويعتمد الارتجال الموسيقى على العوامل الفطرية والاستعداد الطبيعي والموهبة لدى الإنسان, علاوة على بعض العوامل المکتسبة التي تنمى بالدراسة, کالمهارة الفردية في العزف والإلمام بالقواعد الهارمونية والتمتع بالسمع الداخلي الجيد فالارتجال يعنى تأليف فوري يتخيل فيه العازف المؤلفة الموسيقية المرتجلة حيث يستمع إليها داخليا فورا في شکل معزوفة واضحة الفکرة والبناء, وقد مر الارتجال بمراحل متنوعة خلال العصور المختلفة, حيث بدأت الموسيقى بالارتجال عندما کانت القبائل البدائية تحتفل بشتى طقوس الحياة بارتجال إيقاعات تتفق مع طبيعة الحرکة, وذلک في المناسبات المختلفة.([3])

والمصاحبة کما وردت في قاموس المورد تعنى مرافقة ومسايرة وهى عبارة عن الدور المصاحب أي دور ثانوي في العزف أو الغناء حيث يؤدى إلى تقوية للآلة الرئيسية أو الصوت الرئيسي أو تکملة لها. وتعنى المصاحبة الشيء الملازم وبمعنى آخر هي تقوية للحن مفرد.([4])

وترجع جذور الهارمونية التقليدية القائمة على تجميع ثالثات عمودية في شکل تآلفات ثلاثية إلى القرنين الثاني عشر والثالث عشر, وکانت هذه التجميعات الهارمونية قائمة على مسافات تامة التوافق کالأوکتاف والخامسة التامة بالإضافة إلى مسافة الرابعة التامة.([5])

فقد کانت التآلفات تدور حول دعامة تونالية واحدة وهى تآلف الدرجة الأولى "Tonic" والدرجة الخامسة "Dominant" والدرجة الرابعة "Sub-Dominant", فقد سيطر التوازن على علاقة کل من تآلفي الدرجة الرابعة والخامسة بتآلف الأساس.([6])

مشکلة البحث

من خلال قيام الباحث بتدريس مادة الارتجال التعليمى لطلاب کلية التربية النوعية-جامعة المنصورة لاحظ وجود صعوبة فى مصاحبة ألحان موضوعة بأساليب مصاحبة متنوعة، وأيضاً وجود قصور فى ابتکار ألحان بمصاحبة هارمونية بأشکال متعددة.

  ومن ثم تتلخص مشکلة البحث في التساؤل التالي:

  1. هل تساعد مقطوعات کارل تشيرني لآلة البيانو الطالب فى استخدام أساليب متعددة للمصاحبة؟
  2. هل التدريبات المقترحة من قبل الباحث تساعد فى تنمية أداء الطلاب للمصاحبة فى مادة الارتجال التعليمي.

أهداف البحث

يسعى هذا البحث الى الاستفادة من بعض مؤلفات کارل تشيرني مصنف (849) للبيانو، لإکساب الطالب القدرة على التنوع باستخدام أساليب المصاحبة لألحان مبتکرة.

أهمية البحث

تکمن أهمية هذا البحث فى تعميق مفهوم الموسيقى لطالب الکلية من خلال الاستفادة من بعض المواد وربطها ببعض للارتقاء بمستوى الطالب في الابتکار والقدرة على التحليل الموسيقى والحکم على الأعمال الموسيقية مما يعود بالأثر الإيجابى على الفرد والمجتمع والارتقاء بالذوق العام.

فروض البحث

  1. يفترض الباحث وجود أشکال مصاحبة هارمونية عند کارل تشيرنى يمکن استخدامها في مادة الارتجال التعليمي.

2. يفترض الباحث اقتراح بعض التدريبات لأشکال المصاحبة الهارمونية قد تساهم فى تنمية أداء الطلاب فى مصاحبة الألحان فى مادة الارتجال التعليمى.

إجراءات البحث:

منهج البحث:

يستخدم هذا البحث المنهج الوصفى (تحليل محتوي).

أدوات البحث:

  1. تدريبات مقترحة.
  2. استمارة استطلاع رأى الخبراء المتخصصين فى مجال الموسيقى فى التدريبات المقترحة.

عينة البحث:

مقطوعات رقم ( 7 ، 8 ) للمؤلف کارل تشيرني مصنف (849) للبيانو.

مصطلحات البحث

1- الارتجال "Improvisation":

يعرفه " لانجستون هيوز " بان الارتجال هو التأليف أثناء العزف أو إضافة بعض التنويعات إلي الحان قديمة يتم أداؤها دون الاستعانة بالمدونات.[7]

2- الارتجال التعليمي الموسيقى "Music Educational Improvisation":

هو طريقه ابتکرها دالکروز للمساعدة في تدريس الموسيقى وهو مکمل لطريقته المعروفه باسم الإيقاع الحرکي مهتما فيه بإعداد المدرس المتمکن الذي يستطيع أن يصاحب دروس الإيقاع الحرکي بعزف مبتکر متنوع ومشوق وجعل للارتجال هدف تعليمي ومقيد مسبقا في ذهن المعلم لتحديد أهداف تعليمية, ولذا أطلق عليه الارتجال التعليمي.[8]

3- الهارمونى "Harmony":

تعنى کلمة هارمونى التوافق أو الانسجام أو ائتلاف في الشعور والأسلوب وتوافق
الأفکار المختلفة.[9]

4- المصاحبة الهارمونيه "Harmonic Accompanying":

المصاحبة کما ورد فى قاموس المورد تعنى مرافقة ومسايرة وهى عبارة عن الدور المصاحب أى دور ثانوى فى العزف أو الغناء حيث يؤدى الى تقوية للآلة الرئيسية أو الصوت الرئيسى أو تکملة لها[10]، وتعنى المصاحبة الشئ الملازم وبمعنى آخر هى تقوية للحن مفرد.

5- التدريبات المبتکرة:

هو أسلوب تأليف مبتکر مبنى على قواعد وأسس محددة لتحقيق هدف معين، والمقصود بالتدريبات المبتکرة فى البحث الحالى هى تمارين مستوحاة من مؤلفات کارل تشيرنى مصنف (849) للبيانو وفق قواعد محددة لتنمية المصاحبة الهارمونية والارتجال التعليمى.

دراسات سابقة

  • الدراسة الأولى: "أثر دراسة أسلوب مؤلفات دالکروز للبيانو في تنمية الارتجال الموسيقى"[11]

هدف الدراسة

هدفت تلک الدراسة الى تنميه الارتجال الموسيقى للطلاب من خلال استخدام هارمونيات وقفلات مختلفة من مؤلفات دالکروز للبيانو .

نتائج الدراسة

أظهرت تلک الدراسة مدى رفع مستوى الإرتجال والابتکار لدى الطلاب نتيجة تأثير البرنامج التجريبي المقترح القائم على استخدام الهارمونيات والقفلات المنتقاة من مؤلفات دالکروز لآلة البيانو، وبذلک يکون قد تحققت صحة فروض الدراسة.

تعليق الباحث

تتفق تلک الدراسة مع موضوع البحث الراهن، في تنمية قدرة الطالب الارتجالية،  وتختلف في ترکيز الدراسة على بعض الهارمونيات والقفلات من مؤلفات دالکروز لآلة البيانو. بينما البحث الراهن استخدم مؤلفات کارل تشيرني مصنف (849) للبيانو لتنمية المصاحبة الهارمونية فى مادة الارتجال التعليمى.

 

  • الدراسة الثانية: "الاستفادة من مؤلفات بيلا بارتوک العالم الصغير في الإرتجال التعليمي"[12]

هدف الدراسة

هدفت تلک الدراسة الى استنباط الخصائص والأساليب الفنية لعناصر الخيال الموسيقى من مؤلفات بيلا بارتوک " العالم الصغير Mikrokosmos " عن طريق تحليلها والاستفادة منها في تنمية الارتجال التعليمي من خلال وضع نماذج مبتکره من الباحثة.

نتائج الدراسة

أظهرت تلک الدراسة اساليب المصاحبة التى استخدمها بيلا بارتوک فى مؤلفاته وتمثلة فى اسلوب الاوستيناتو والمصاحبة اللحنية واسلوب المصاحبة التآلفات المفککة وکيفية الاستفادة منها فى مادة الارتجال التعليمى.

تعليق الباحث

تتفق تلک الدراسة مع موضوع البحث الراهن، في تنميه وخدمه ماده الارتجال الموسيقى، وتختلف فى ترکيز الدراسة على تحليل ودراسة مؤلفات بيلا بارتوک (العالم الصغير) من حيث الايقاع واللحن والهارمونى. بينما البحث الراهن استخدم مؤلفات کارل تشيرني مصنف (849) للبيانو لتنمية المصاحبة الهارمونية فى مادة الارتجال التعليمى.

  • الدراسة الثالثة: "برنامج مقترح لتنميه المصاحبة الهارمونية في مادة الارتجال الموسيقى التعليمي من خلال بعض الحان عمر خيرت".[13]

هدف الدراسة

هدفت تلک الدراسة إلي تنمية عنصر المصاحبة الهارمونية من خلال برنامج مقترح من وضع الباحثة بعزف بعض الأفکار اللحنية لعمر خيرت ووضع مصاحبات تتناسب مع فکرته الموسيقية ليستفيد منها طالب الکلية ويبتکر على نهجها.

نتائج الدراسة

توصلت تلک الدراسة إلى التعرف على بعض أعمال عمر خيرت فى الموسيقى التصويرية ودراستها استماعاً وتحليلاً وعزفاً مما أدى إلي ابتکار مصاحبات مختلفة الأشکال لکل عمل من هذه الأعمال، وتنمية الإبتکارية لعنصر المصاحبة الهارمونية من خلال الاستفادة من مصاحبات مبتکرة لبعض أعمال عمر خيرت والابتکار على نهجها.


تعليق الباحث

تتفق تلک الدراسة مع موضوع البحث الراهن، في تنمية المصاحبة الهارمونية المستخدمة في ماده الارتجال عموما ففي تلک الدراسة قامت الباحثة باستخدام بعض أعمال عمر خيرت في الموسيقى التصويرية وتحليل المصاحبات الموجودة بها لابتکار مصاحبات على نهجها،  وتختلف في اهتمام البحث الراهن باستنباط بعض أساليب المصاحبة الهارمونية من مؤلفات کارل تشيرنى مصنف (849) للبيانو والاستفادة منها في تنمية وخدمة المصاحبة في مادة الارتجال التعليمي.

أولا : الإطار النظري :

  • تعريف الارتجال

تعرف أميمة أمين بأنه فن الأداء الذي يجمع بين التأليف والأداء الموسيقي في آن واحد وبشکل فوري ويقوم علي الذاتية والتصور الشخصي.[14]

جاء تعريف " ميجيل Megel " بأن الارتجال هو الأداء الفوري لموسيقي جديدة ليست من الذاکرة أو من مدونة موسيقيه.[15]

ويعرفه " کينيث سمبسون " بأن الارتجال هو أشبه بالحديث أو فن التکلم حيث التفکير أولا ثم التعبير في کلمات, ويکون التفکير ذا معني في شکل مسترسل ومتصل بمجرى الحديث.[16]

عناصر الارتجال الموسيقى

يشمل الارتجال الموسيقى على عدة عناصر :-

( الإيقاع – اللحن – المصاحبة الهارمونية )

1- الإيقاع :

إن الإيقاع هو أول مظهر من مظاهر الحياة، فهو موجود حولنا بشکل منظم حيث أنه ظاهرة جوهرية للطبيعة مثل تعاقب الليل والنهار، فذلک بمثابة إيقاع ثنائي، أو تعاقب الفصول الأربعة بمثابة إيقاع رباعي.

وفى الإنسان أيضاً نجد إيقاعاً منتظماً في جميع الأجهزة اللاإرادية مثل ضربات القلب والتنفس وعملية الهضم، وقد تتغير سرعة الإيقاع تبعاً للحالة النفسية للإنسان. فإذا شعر بالخوف أو الفزع أو إذا قام بمجهود مثل المشي أو الجري نجد تغيراً في سرعته، أي أننا نجد إيقاعاً في جميع حرکات الإنسان اليومية وأيضاً في کلامه وإشارته وعمله، إلا أنه غير منتظم.

تعريف الإيقاع :

إذا عرفنا الإيقاع تعريفاً علمياً دقيقاً نجد أنه کل ما يتعلق بالشق الزمني للصوت الموسيقى، فهو الوقت الذي تستغرقه الأصوات الموسيقية وتحدث فيه.[17]

هناک تعريفاً آخر للإيقاع الموسيقى يتلخص في أن الإيقاع هو تدفق وتموج اللحن وفق ترتيب خاص لنبراته القوية والضعيفة ولعلاماته المختلفة في مددها الزمنية المحددة.[18]

والإيقاع هو عنصر أساسي يساعد على إظهار طابع الموسيقى وشخصيتها المميزة عن طريق الميزان والوحدة الإيقاعية والسرعة المطلوبة لنوع الموسيقى، فالإيقاع المميز لموسيقى الفالس مختلف تماماً عن إيقاع المارش والميزان أيضاً في کل منهما مختلف وذلک هو الذي يعطى للموسيقى الطابع المميز لها والذي يجعلنا نميزها بمجرد الاستماع إليها.[19]

وفى ضوء التعريفات السابقة استطاع الباحث أن يتوصل لتعريف الإيقاع على أنه هو تلک الضربات المنظمة التي تستغرقها العلامات الإيقاعية في فترات زمنية متفاوتة في الألحان المختلفة تبعاً للميزان الموسيقى الذي يحدد عدد معين من الإيقاعات ونوع محدد من الوحدات الموسيقية.

2- اللحن :

هو کل ما يتعلق بالشق الصوتي للموسيقى من حيث علاقة الأصوات يبعضها من ناحية الحدة والغلط، وذلک موجود حولنا في الطبيعة مثل صوت حفيف الأشجار وزقزقة العصافير
وخرير المياه.

تطور اللحن :

في عصر الباروک تم الاهتمام بعنصر التعبير الإنساني في الموسيقى، حيث نرى مؤلفي القرن السابع عشر قد اهتموا بإمکانيات التعبير عن عواطفهم والتأثير في مشاعر مستمعيهم، فکانت موسيقاهم ذات ألحان واضحة ومحددة لتجسيم التعبير العاطفي والتعبير عما بداخل الفنان الموسيقى من عواطف وأحاسيس.[20]

کما ظهر أيضاً أسلوب الروکوکو فى الفترة الانتقالية التي تصل بين عصر الباروک والعصر الکلاسيکي، وتميز هذا الأسلوب باستخدام الزخارف والحليات الموسيقية بشکل منسق ومبالغ فيه والاعتماد على لحن أساسي له الأهمية الأولى في المقطوعة.[21]


تعريف اللحن :

قام " عزيز الشوان " بتعريف اللحن على أنه مجموعة من الأصوات المتتالية تخضع في تنظيمها لرغبة المؤلف وتختلف هذه الأصوات من حيث الدرجة والزمن إلى جانب الصعود والهبوط في خطوات سلمية أو قفزات، وبالرغم من أن المؤلف الموسيقى له حرية التنقل بين الدرجات الصوتية کيفما يشاء، غير أن هذه الحرية ليست مطلقة،بل تقيدها بضعة قيود مثل الصوت الذي يمثل أساس السلم أو قراره " Tonic "، وهو أهم الأصوات حيث يرتد إليه اللحن في آخر الأمر، فتحس الأذن عندئذ بأن اللحن انتهى نهايته الطبيعية.[22]

المصاحبة الهارمونية:

تعريف الهارمونى :

تعنى کلمة هارمونى التوافق أو الانسجام أو ائتلاف في الشعور والأسلوب وتوافق الأفکار المختلفة[23]، وهناک تعريف آخر للهارمونى على أنه الخط الرأسي للموسيقى وهو يرتبط بتجميع الأصوات مختلفة الطبقات الصوتية، بحيث تسمع معاً، کما يرتبط أيضاً بالعلاقات بين هذه التجميعات ( التآلفات ) وبعضها البعض وبينها وبين مرکز تونالى معين.[24]

تعريف المصاحبة:

المصاحبة کما ورد فى قاموس المورد تعنى مرافقة ومسايرة وهى عبارة عن الدور المصاحب أى دور ثانوى فى العزف أو الغناء حيث يؤدى الى تقوية للآلة الرئيسية أو الصوت الرئيسى أو تکملة لها[25]، وتعنى المصاحبة الشئ الملازم وبمعنى آخر هى تقوية للحن مفرد، وهى الخلفية الموسيقية الأقل فى الأهمية من الصوت الأصلى فهى مسانده لعازف منفرد أو مغنى يؤديها عازف البيانو أو الأورکسترا.[26]والمصاحبة هى إضافة ثراء وتقوية للمؤدى الأصلى سواء مغنى أو عازف آلة صولو وذلک بواسطة عازف أو عازفين آخرين[27]، وبالنسبة للغناء فإن المصاحبة تعنى إثراء وإضافة أهمية لمعانى الکلمات وقوة تعبير فى أدائها وتعتبر جزء متمم للأغنية ککل وليس کبداية أو خاتمة فقط[28]، والمصاحبة عبارة عن ملازمه ومساعده لأى جزء أو أجزاء من المؤلفات الموسيقية وممکن أن تکون مستقلة أو أن تکون مقدمة طبق الأصل لجزء منفرد أو لبعض الأجزاء[29]، والمصاحبة هى ألحان إضافية غالباً ما تکون آلية تضاف الى لحن أو الحان رئيسية وقد تکون المصاحبة تکراراً فحسب کما يحدث مع آلة الأرغن مثلاً فى موسيقى التراتيل الکنيسية وفى هذه الحالة يمکن الإستغناء عنها ولکن غالبا ما تکون المصاحبة مستقله وتتضمن بعض التفاصيل من الأجزاء الرئيسية[30]، والمصاحبة هى الأجزاء الثانوية التى تساعد أى نسيج موسيقى فمستمعى الأغانى الشعبيه يصفقون بأيديهم لمصاحبة غناء المغنى وعازف الأرغن فى الکنيسه يعمل على تجميع الأصوات الغنائيه ويحافظ على التوقيت فى المصاحبة التى يعزفها وفى مقطوعات آلة البيانو تزود اليد اليمنى بمصاحبتها باليد اليسرى ويصاحب الموضوع المضاد الموضوع الأصلى فى مؤلفات الفيوج للموسيقى " باخ ".[31]

کارل تشيرنى

  • حياة کارل تشيرنى وإنتاجه الفني :

ولد کارل تشيرنى Carl Gzerny  بمدينة فيينا في 21 فبراير عام 1791 م، وتوفى بها في 15 يوليو عام 1857 م، وکان مدرساً وعازفاً للبيانو ومؤلفاً موسيقياً. وکتلميذ لبيتهوفن ومدرس لليست احتل مکانه فريدة بين عازفي البيانو في القرن التاسع عشر، ليس فقط کناقل للأفکار الموسيقية من أستاذ عظيم الى آخر، بل أيضاً بفضل إنتاجه الغير عادى خلال العصور التي اشتملت على معظم التغييرات الدرامية في التکنيک والتراث الخاص بآلة البيانو. کانت وصية تشيرنى الأخيرة في 13 من يونيو عام 1857م-قبل شهر من وفاته –تعکس حياة العزلة ومراعاة لمشاعر الآخرين وطيبته واهتماماته، فبخلاف المال الذي خلفه لمديرة منزله وأخوها، والمال الذي خصصه للموسيقى المصاحبة لقداس التجنيز –إحدى قداساته المتأخرة-والاحتفال السنوي بذکرى وفاته، قام بتوزيع ثروته بين هيئة محبي الموسيقى لمعاونة المحتاجين من الموسيقى ومعهد الصم والبکم وأديرة الرهبان والراهبات
في فيينا.

نشأ تشيرنى في عائله موسيقيه. فقد کان جده لأبيه عازفا للکمان وموظفا ببلده نيمبورج Nimburg بالقرب من مدينة براغ Prague . وکان أبيه فينتسل Wenzel عازفا للأورغن والأبوا ومغنيا ومدرسا للبيانو، کما کان يقوم أيضاً بإصلاح آلات البيانو. انتقلت عائلة تشيرنى وهو في سن الستة أشهر الى ولاية بولنديه في مصاحبة والده الذي عمل بها مدرساً للبيانو. واستقرت العائلة هناک حتى عام 1795م، عادت بعدها الى مدينة فيينا تجنباً لعدم الاستقرار السياسي في بولندا في ذلک الوقت. نال کارل تشيرنى تعليمه الموسيقى المبکر تحت إشراف والده من خلال دراسته لأعمال کل من باخ وموتسارت وکليمنتى. وفى سن الثالثة استطاع کارل تشيرنى العزف على البيانو. وبدأ بتدوين أفکاره الموسيقية الخاصة وهو في سن السابعة من عمره، وأصبحت لديه حصيلة موسيقيه جيده وهو في العاشرة من عمره. کما اتسعت مجالات تعلمه لتشمل بصفه خاصة الأدب وکل من اللغات الإيطالية، الفرنسية والألمانية على يدي بعض تلاميذ والده من غير القادرين، مقابل قيام والده بتعليمهم الموسيقى. وفى سن العاشرة قدمه فينستل کرومفولتز Wenzel Krumpholtz صديق والده الى بيتهوفن. وکان کرومفولتز يعمل عازفا للکمان بأورکسترا الأوبرا لفترة طويلة ومن أشد المعجبين بمؤلفات بيتهوفن وتنويعاته، وأسلوب تأليفه الموسيقى، مما انعکس على تشيرنى الصغير بتعرفه المبکر على أعمال بيتهوفن وأفکاره الموسيقية من حيث السرعة، التعبير، التلوين والعبارات الموسيقية. وفى فترة دراسة تشيرنى على يدي بيتهوفن کان ترکيزه على مؤلفات کارل فيليب إيمانويل باخ من حيث الأداء المتصل لمناسبته لآلة البيانو فورت، کبديل لأسلوب موتسارت في العزف الشبه متقطع، ومع ذلک کان تشيرنى متأثراً بالوضوح والدقة التي اتسم بها الأداء الشبه المتقطع- الغير مترابط دائماً-عندما استمع بعد ذلک بعدة سنوات لأداء هيومل Hummel تلميذ موتسارت، وکليمنتى بإحدى الحفلات الموسيقية التي أقامتها أرملة موتسارت[32].

 

ثانيا : الإطار التحليلي ويشمل:

أولاً تحليل المقطوعات:

المقطوعة الأولى: مقطوعة رقم ( 7 ) مصنف (849)

 

 

 

 

تحليل المقطوعة

السلم / سلم دو الکبير

   الميزان

الأشکال الإيقاعية / استخدم المؤلف في تلک المقطوعة من الناحية الإيقاعية تقاسيم داخلية على وحدة الکروش وکانت فى اليد اليمنى الأشکال الإيقاعية التالية: تا إس فى ، نوار ، تا فى ، کروش ، سکتة کروش ، تا تى. بينما استخدم في اليد اليسرى الأشکال الإيقاعية التالية: تريولى على الکروش ، کروش.

الهارمونيات / استخدم المؤلف في تلک المقطوعة کل من تآلفات الدرجات : I – IV – V -  تآلف دخيل للدرجة الخامسة – II.

شکل المصاحبة / استخدم المؤلف في تلک المقطوعة شکل المصاحبة عبارة عن التآلفات المفرطة ( Aberti Bass )، وقام بالتنويع في الطبقات الصوتية للمصاحبة.

المقطوعة الثانية: مقطوعة رقم ( 8 ) مصنف (849)

 

تحليل المقطوعة

السلم / سلم دو الکبير

الميزان

الأشکال الإيقاعية / استخدم المؤلف في تلک المقطوعة من الناحية الإيقاعية تقاسيم داخلية على وحدة الکروش وکانت في اليد اليمنى الأشکال الإيقاعية التالية: ت ف ت ف على الکروش ، کروش ، سکتة کروش ، نوار ، تا تى. بينما استخدم في اليد اليسرى الأشکال الإيقاعية التالية: کروش ، سکتة کروش ، سکتة نوار ، تا تى ، نوار ، بلانش.

الهارمونيات / استخدم المؤلف في تلک المقطوعة کل من تآلفات الدرجات : I – V -  تآلفات الدخيل  ( VII7 – V7 ) – IV.

شکل المصاحبة / استخدم المؤلف في تلک المقطوعة شکل المصاحبة عبارة عن التآلفات المتکاملة ( Blok Chords ).

ثانياً التدريبات المقترحة :

النوع الأول التآلفات المفرطة ( Alberti Bass ):

  • ·   التمرين الأول:

يعتمد التمرين على تنمية أسلوب المصاحبة الهارمونية التآلفات المفرطة (Alberti Bass).

 

الهدف من التمرين:

اتقان مهارة عزف أسلوب المصاحبة الهارمونية التآلفات المفرطة ( Alberti Bass  ).

  • ·   التمرين الثانى:

يعتمد التمرين على تنمية أسلوب المصاحبة الهارمونية التآلفات المتکاملة (Block chords ).

 

الهدف من التمرين:

اتقان مهارة عزف أسلوب المصاحبة الهارمونية التآلفات المتکاملة (Block chords ).

نتائج البحث

قد أجاب الباحث عن فروض البحث فى

أولاً: أن مقطوعات کارل تشيرني تحتوى على العديد من الأشکال الإيقاعية وعلى التنوع فى استخدام عمل اليدين فى أداء الخط اللحنى للمقطوعات واستخدام الهارمونيات المختلفة من حيث التنويع فى الدرجات واستخدام أشکال المصاحبة الهارمونية المختلفة (التآلفات المفرطة ( Alberti Bass ) ، التآلفات المتکاملة (Block chords )) ويمکن استخدامها لتنمية الأداء فى مادة الارتجال التعليمى.

ثانياً: أن التدريبات المقترحة من قبل الباحث قد تساعد الطلاب فى التعرف على بعض أشکال المصاحبة الهارمونية المختلفة (التآلفات المفرطة ( Alberti Bass ) ، التآلفات المتکاملة (Block chords )) واستخدامها لتنمية الاداء فى مادة الارتجال التعليمى.

توصيات البحث:

يوصى الباحث بما يلى:

- وضع تمارين تکنيکية تساهم فى تذليل صعوبات أداء بعض أشکال المصاحبة الهارمونية المختلفة (التآلفات المفرطة ( Alberti Bass ) ، التآلفات المتکاملة (Block chords )).

- استخدام مؤلفات کارل تشيرني لاستنباط تمارين تکنيکية ومهارية لتنمية المصاحبة الهارمونية فى مادة الارتجال التعليمى.

- ادراج مؤلفات تحتوى على مهارات تکنيکية وعزفية لأشکال المصاحبة المختلفة ضمن مناهج مادة الارتجال التعليمى بالکليات المتخصصة.



[1] آمال احمد مختار صادق: لغة الموسيقى- دراسة فن علم النفس اللغوي وتطبيقاته في مجال الموسيقى, مرکز التنمية البشرية, القاهرة, 1998، ص 10.

[2]لانجستون هيوز: موسيقى الجاز, ترجمة نيلي عبد النور, القاهرة, دار النهضة العربية, 1967، ص 62.

[3]سمحة الخولي: "الارتجال وتقاليده في الموسيقى العربية", مجلة عالم الفکر, الکويت , المجلد(6), العدد (1), 1975، ص ص 16- 17.

[4]منير البلعبکى: المورد (قاموس إنجليزي عربي), دار العلم للملايين, بيروت, 1974،ص 23.

[5]Cooper, Paul (1981): Perspective in Music Theory, Harper and Raw N.Y, P148.

[6]Persichetti, Vincent (1978): Twentieth Century Harmony, Faber and Faber L.T.D, London, P 66.

[7] لانجستون هيوز: موسيقي الجاز – ترجمه نيللي عبد النور – القاهرة – دار النهضة العربية – 1962 ص62.

[8] داود محمد سمير (2002): "برنامج مقترح لتنمية مصاحبة الأناشيد والأغاني المدرسية من خلال الارتجال الموسيقى التعليمي", رسالة دکتوراه غير منشورة, کلية التربية الموسيقية, جامعة حلوان, ص ص 10-11.

[9] Hummel Fishburn : Fundamentals Of Music Appreciation, London Longrmans, Green and Co. 1956 . P . 113.

[10]منير البلعبکى : مرجع سابق , ص 23.

[11] داوود محمد سمير : رسالة ماجستير ، کليه التربية الموسيقية، جامعة حلوان، 1998.

[12] رانيا مصطفى عبد القادر: رسالة ماجستير، کلية التربية الموسيقية، جامعة حلوان، 1999.

[13] دليلة رفيق: بحث غير منشور –مجلة علوم وفنون الموسيقى –المجلد 12-کلية التربية الموسيقية-جامعة حلوان-القاهرة -2005 - ص 844.

[14] أميمه أمين , عائشة سليم : ينابيع الأفکار الفنية لتعليم الإرتجالات الموسيقية – القاهرة – مکتبة الانجلو المصرية – 1988- صفحة 1.

[15] Paul ,Tanner ,O.W. and Others : Jazz 6th . Edition , Dubuque , Lowa , Um.C.Brown Publishers , 1988 page251.

[16] Kehnth Simpson : Keyboard Harmony and Improvisation, Alfred , Lengnick. Itd Parley Stution, 1963, P.43

[17] ونى شاکر – أميمه أمين – کتاب المعلم في الإيقاع الحرکي والألعاب الموسيقية – الأهرام – القاهرة – 1973م – ص 83 ، 84 .

[18] عائشة صبري – سمحة الخولى – التربية الموسيقية – وزارة التربية والتعليم – 1958م – ص14.

[19] Gretrude Price Wallnet : Improvi Sation In Music, Boston, Bruce, Humphries Publishers. 1970 . P. 17

[20] سمحة الخولى – محيط الفنون2 – ص 92 .

[21] أحمد المصري – محيط الفنون2 – دار المعارف بمصر – 1970م – ص 38.

[22] عزيز الشوان – الموسيقى للجميع – الهيئة المصرية العامة للکتاب – القاهرة 1979م – ص 110.

[23] Hummel Fishburn : Fundamentals Of Music Appreciation, London Longrmans, Green and Co. 1956 . P . 113.

[24] Stanly Sadi: New Grove's Dictionary of Music and Musicians. 6th Edit. London, Macmillan Publisher. Vol. 9. 1980, P . 52.

[25]منير البلعبکى : مرجع سابق , ص 23.

[26] Apel Willi : "Harvard Dictionary of Music"2nd , ed,  London. Hien mann Educational Book's,Ltd,1971, P.6.

[27] Scholes A. Percy : "The Oxford Companion to music" 10th. Ed. London: OxfordUniversity Press., 1875. P.509.

[28] MeConathy , Osbourne, ET., AL., New Music Horizons Series. (Teacher's Book) New York :Silver Burdett Company., 1953, P iv.

[29] Illing, Robert, Pergamon Dictionary. Music. Part II, London: Pergamon Press, 1964, P.3-4

[30] Westrup, Sir Jack, and F. Li. Harrison, Collins Encyclopedia of Music. London: Collins.,1978, P.20.

[31] Stanly Sadi: OP.Cit. P.37.

[32] Blom , Eric : Grove's Dictionary of Music and Musicians, The Mac,illan Press LTD., Fifth Edition , New York , U .S .A, 1975, P 137.

المراجع
أولا المراجع العربية:
1- آمال احمد مختار صادق: لغة الموسيقى- دراسة فن علم النفس اللغوي وتطبيقاته في مجال الموسيقى, مرکز التنمية البشرية, القاهرة،1998م.
2- أحمد المصري – محيط الفنون2 – دار المعارف بمصر – 1970م.
3- أميمه أمين , عائشة سليم : ينابيع الأفکار الفنية لتعليم الإرتجالات الموسيقية – القاهرة – مکتبة الانجلو المصرية – 1988.
4- داوود محمد سمير : رسالة ماجستير ، کليه التربية الموسيقية، جامعة حلوان، 1998.
5- داود محمد سمير: "برنامج مقترح لتنمية مصاحبة الأناشيد والأغاني المدرسية من خلال الارتجال الموسيقى التعليمي", رسالة دکتوراه غير منشورة, کلية التربية الموسيقية, جامعة حلوان,2002.
6- دليلة رفيق: بحث غير منشور –مجلة علوم وفنون الموسيقى –المجلد 12-کلية التربية الموسيقية-جامعة حلوان-القاهرة -2005.
7- رانيا مصطفى عبد القادر: رسالة ماجستير، کلية التربية الموسيقية، جامعة حلوان، 1999.
8- سمحة الخولي: "الارتجال وتقاليده في الموسيقى العربية", مجلة عالم الفکر, الکويت , المجلد(6), العدد (1), 1975.
9- سمحة الخولى – محيط الفنون2 – دار المعارف بمصر-1970م.
10- عائشة صبري – سمحة الخولى – التربية الموسيقية – وزارة التربية والتعليم – 1958م.
11- عزيز الشوان – الموسيقى للجميع – الهيئة المصرية العامة للکتاب – القاهرة 1979م.
12- لانجستون هيوز: موسيقى الجاز, ترجمة نيلي عبد النور, القاهرة, دار النهضة العربية,1967م.
13- منير البلعبکى : المورد (قاموس إنجليزي عربي), دار العلم للملايين, بيروت,1974.
14- ونى شاکر – أميمه أمين – کتاب المعلم في الإيقاع الحرکي والألعاب الموسيقية – الأهرام – القاهرة – 1973م .
ثانيا المراجع الأجنبية :
1- Apel Willi : "Harvard Dictionary of Music"2nd , ed,  London. Hien mann Educational Book's,Ltd,1971.
2- Blom , Eric : Grove's Dictionary of Music and Musicians, The Mac,illan Press LTD., Fifth Edition , New York , U .S .A, 1975.
3- Cooper, Paul: Perspective in Music Theory, Harper and Raw N.Y. 1981.
4- Gretrude Price Wallnet : Improvi Sation In Music, Boston, Bruce, Humphries Publishers. 1970 .
5- Hummel Fishburn : Fundamentals Of Music Appreciation, London Longrmans, Green and Co. 1956.
6- Illing, Robert, Pergamon Dictionary. Music. Part II, London: Pergamon Press, 1964.
7- Kehnth Simpson : Keyboard Harmony and Improvisation, Alfred , Lengnick. Itd Parley Stution, 1963.
8- MeConathy , Osbourne, ET., AL., New Music Horizons Series. (Teacher's Book) New York :Silver Burdett Company., 1953.
9- Paul ,Tanner ,O.W. and Others : Jazz 6th . Edition , Dubuque , Lowa , Um.C.Brown Publishers , 1988..
10- Persichetti, Vincent: Twentieth Century Harmony, Faber and Faber L.T.D, London, 1978.
11- Scholes A. Percy : "The Oxford Companion to music" 10th. Ed. London: OxfordUniversity Press., 1875.
12- Stanly Sadie: New Grove's Dictionary of Music and Musicians. 6th Edit. London, Macmillan Publisher. Vol. 9. 1980.
13- Westrup, Sir Jack, and F. Li. Harrison, Collins Encyclopedia of Music. London: Collins.,1978