دور فلسفة الحرکة عند ممارسي الباليه في صياغة التصوير المعاصر

نوع المستند : مقالات علمیة محکمة

المؤلفون

1 طالبة بمرحلة الماجستير

2 أستاذ ورئيس قسم التربية الفنية سابقا کلية التربية النوعية جامعة المنصورة

3 أستاذ الرسم والتصوير و وکيل کلية التربية النوعية جامعة الزقازيق

المستخلص

الملخص
تکمن متعة الفنان في البحث عن حقيقة العمل الفني, وفن الباليه فن راقي وغني بالقيم الجمالية التي يمکنها إشباع الرغبة في البحث والدراسة لإکتشاف أعمال فنية جديدة مبتکرة, في هذا البحث تحاول الباحثة دراسة الحرکات الإيقاعية لفن الباليه والاستفادة منها لإستحداث موضوعات جديدة في اللوحة التصويرية. 
تناولت الباحثة دراسة فلسفة الحرکة لراقصي الباليه کما تناولت الأوضاع الإيقاعية لفن الباليه والأبعاد الفلسفية للحرکة لدي راقص الباليه, کما تناولت نماذج موضوعية من الباليه.وتناولت الباحثة کيفية بناء التکوين في فن التصوير، وتناولت أيضا مجموعة من أعمال بعض الفنانين الذين اهتموا بتصوير فن الباليه.
وتوصلت الى أن هناک ارتباط بين أنواع الفنون المختلفة مثل  فن الباليه (الدراما الراقصة) والفن التشکيلي يمکن أن تفيد اللوحة التصويرية.

الموضوعات الرئيسية


خلفيـة البحث :

ان الاهتمام بالفنون وسيلة لاکتشاف الذات واکتشاف الآخرين واکتشاف الحياة وليس يعني ذلک أن الفن هو مجرد وسيلة للتعبير عن الذات أو الآخر أو الحياة. انما الفن بطبيعة الحال يمنحنا الشجاعة لان نذهب أعمق داخل ذواتنا  وداخل الحياة کي نفهم طبيعة الاعماق الخفية والتجليات الظاهرة الخاصة للذات والآخر والحياة، فالفن يسمح لنا بأن نتجاوز ذواتنا الي رحابة أوسع ، وفضاء أکثر امتدادا ([1]).

 "  والفن ان لم يکن قادرا علي التواصل ، فقد اهتم دائما بالتوصيل ([2])"   لذلک قد أثر العمل الفني سواء أکان لوحة فنية أو عمل نحتي أو عمل ترکيبي علي عمليات الوعي والتواصل بين مجتمعات الأرض المختلفة وتغيير وجه العالم کثيرا ولم تعد صورة العمل الفني وسيط في التواصل المعرفي والثقافي بل تعداه الي رسم الملامح الاکثر عمقا والاکثر ملامسة للقضايا الانسانية الکبرى.

 ويمکن لمس صورة العمل الفني في فن الباليه الذي يکسب الفرد الجمال الحرکي الذي يمکن تنميته عن طريق النشاط البدني ،والمتأمل في حرکات راقصة الباليه يشعر حقا بالجمال الخلاق ويحسه، أما الممارس لهذه الحرکات فهو لا يستشعر بجمال الحرکة فقط ولکنه يعيشها.

يعتمد فن الباليه على الحرکة کعنصر أساسي لترجمة العمل الفني المطلوب ، فالحرکة لا غنى عنها في فن الباليه ، وعلي هذا قسمت الحرکة إلى عناصر أدائية لها المنهجية الخاصة بها وهي تختلف من مادة فنية إلى مادة فنية أخرى ، فعرض الباليه المقدم على المسرح قد يشتمل على باليهات کلاسيکية أو باليهات Demi Classic أو حفل منوعات يشتمل علي عناصر مختلفة وألوان عديدة من الرقص وسواء کان هذا أو ذاک فالحرکة في کل أنواع الرقص هي الأساس له . وحيث أن الحرکة هي الأساس فقد تناولها المتخصصون بشئ من الاهتمام لتطويرها لإبراز واظهار الإمکانيات الحرکية الموجودة عندنا حتى وصل هذا الفن إلى الاستقلال بذاته وأصبح من الفنون الرفيعة التي لها أسلوبها  في الأداء ولها أيضا جمهورها  الکبير([3])

وتلعب جمالية الصورة دورا کبيرا في جذب الانتباه للمتلقي، وهذا يقتضي من القارئ التقاط النقاط المضيئة في الصورة والبحث عن مسالک التذوق الفني کمقدمات ضرورية لفهم بنية الصورة، وترتبط الصورة بالخيال ارتباطا وثيقا فبواسطة الخيال ونشاطه تنفذ الصورة إلى مخيلة المتلقي فتطبع فيها بشکل معين وهيئة مخصوصة ناقلة إحساس الفنان اتجاه  الاشياء وانفعاله بها وتفاعله معها.([4])

 أدت الأطر النظرية التي ظهرت في مجال علم النفس إلي تغيير جوهري في مفهوم التربية البدنية حدود الجسم لتشمل آفاق الفکر والادراک والمشاعر والانفعالات والدوافع والميول والحاجات وغمرت بفيضها جميع جوانب الشخصية وخرجت عن نطاق عظام وعضلات الفرد إلي الفرد ککل.([5])

کما أن حرکات الإنسان تتم بشعور وتکون ذات هدف محدد کفن الباليه الذي يعد من الفنون المسرحية ، التي يدخل في إطارها العديد من العناصر الفنية المختلفة مثل الموضوع والموسيقى والديکور والملابس والحرکة الراقصة وأداء المؤديين والتکوين الحرکي والإضاءة وغيرها.

والباليه هو أحد التعبير الحرکي ولکنه يختلف عن غيره من الأنشطة الحرکية في انه يتطلب قدرات عالية وامکانيات بدنية وفسيولوجية تساعد علي رفع مستوي الأداء واستمراريته ، وأيضا في تشکيل مفاصل وعضلات الجسم بما يتناسب مع نوعية الحرکات التي تتضمنها مهارات هذا الفن.

ومن هنا فان العمل الفني يمکنه ان يحوي داخله طاقة کامنه تتمثل في تصوير تلک الحرکة في أعمال تصويرية معاصرة. ومن هنا رأت الباحثة أنه ينبغي عليها تأکيد العلاقة بين فن التصوير وبين ممارسة الباليه وفلسفته وسيکولوجية الحرکة به..

مشکلة البحث :

 تتلخص مشکلة البحث في أنه بالرغم من التطور السريع في الحرکة التشکيلية المعاصرة وأثر هذا التطور في تعدد الاساليب والاتجاهات الفنية في الحرکة التشکيلية الا ان مشکلة هذه الدراسة تتمثل في محاولة التعرف علي فلسفة القدرة الحرکية لدي الإنسان کمدخل لبناء التصوير المعاصر.

ويمکنأننستخلصمماسبقالسؤالالتالي :

  • ما امکانية استحداث موضوعات جديدة للوحة التصويرية مستلهمة من الحرکة لدى ممارس فن الباليه ؟

أهداف البحث :

يسعىالبحثلتحقيقالأهدافالآتية:

  • إلقاء الضوء على أهمية فلسفة حرکة لاعب الباليه في اثراء اللوحة التصويرية.
  • الاستفادة من حرکة لاعبي الباليه في استحداث لوحات تصويرية معاصرة.
  • دراسة لأساليب مدى استخدام حرکة جسم اللاعب في التصوير المعاصر.
  • توضيح التنوع في انفعالات اللاعب وتحرکاته في فن الباليه  والاستفادة منها في التصوير المعاصر.
  • الاستفادة من حرکة جسم الانسان في صياغة التکوينات في اللوحة .

أهمية البحث :

  • يسهم البحث في إيجاد أعمال فنية معاصرة مستوحاة من حرکات ممارسي الباليه المختلفة .
  • الکشف عن  التأثيرات المختلفة لتشريح جسم الإنسان في اثراء اللوحة التصويرية المعاصرة.
  • طرح حلول جمالية معاصرة من خلال الاستفادة من مختارات من ألعاب الباليه الجماعية والفردية.
  • تأصيل الجانب الجمالي والفلسفي في مجال التصوير المعاصر.
  • تنمية  الحس الفني لدي ممارس التصوير من خلال تذوقه لحرکة جسم الانسان.

فروض البحث:

  • هناک علاقة بين حرکة ممارسي الباليه وفن التصوير يمکن أن تفيد في استحداث تکوينات باللوحة.
  • مناهج البحث :
  • يتبع البحث المنهج الوصفي التحليلي .

الإطار النظري للبحث

أولا: فلسفة التعبير الحرکي في عروض الباليه:

مناهج الحرکة فى الباليه ترتکز على أسس وقواعد أشبه ما تکون بالجبرية والإلزام، خاصة فيما يتعلق بأجساد الراقصين والراقصات، لذلک قد تم تقسيم التعبير الحرکي إلى ثلاثة أنواع رئيسة: (أولها) حرکة تعبيرية بملامح الوجه، (ثانيها) حرکة إيمائية إشارية باستخدام الرأس، أو الجزأ العلوى من الجسد، (ثالثها) حرکة انتقالية فى المکان من خلال الساقين.

 بالنسبة "التعبير بملامح الوجه يُعد أهم جزء فى جسد الممثل، وخاصة الفم والعينين, وهو أحد الأعضاء کبيرة الأهمية بالنسبة إلى التعبير الانفعالى, إذ يتفرد من دون سائر الأعضاء بقدرة هائلة على التعبير المرکب, فيرسل إشارات واعية، أو غير واعية، تدلنا على حالة صاحبه الشعورية، والصحية، ودرجه انتباهه، وموقفه العام"[6].

فالعين مثلاً تلعب دوراً جوهرياً ضمن عناصر التعبير الحرکى بوصفها أکثر أجهزة إرسال الإشارات الاجتماعية, فنراها حيناً تبکى، وحيناً تلتمع، وحيناً تتجول باحثة عن شئ ما، وحيناً ترقب سير الأمور وتفطن إلى مغزاها، کما يستخدم التحديق بالعين بوصفه وسيلة للبحث عن الحميمية، أو محاولة للابتزاز، والتهديد، وغيره, فمنذ القدم والعين ترمز إلى نوافذ القلب والروح, لذلک اکتسبت العيون الماکرة دلالة الشر.

وفيما يخص الإشارات والإيماءات؛ فيعرفها (لامب ووطسون) بأنها حرکات مقصورة على أجزاء معينة من الجسم کاليد، أو حاجبى العينين مثلاً؛ وهى الأجزاء التى عادة ما يتم اختيارها، واستخدامها بشکل واعٍ من أجل توصيل رسالة معينة إلى الآخرين, ونتيجة لذلک فإن الإيماءات تتسم بکونها متغيرة الدلالة، وفقاً للثقافة الخاصة بها کما في شکل رقم (1).

 

شکل رقم (1)

 

أما الحرکة الانتقالية عن طريق الساقين؛ فهى ضرورة أساسية فوق خشبة المسرح  لأنها شرط جوهرى من شروط تحقيق عملية الأداء التمثيلى سواء بالنسبة إلى دخول الممثلين وخروجهم فى بعض العروض - وهو أبسط الأمور- أو بالنسبة للمهمات الأکثر تعقيداً Attitudesهو الوقوف علي أحد القدمين (مرتکزا" علي القدم کلها أو علي أصابعها) مع رفع الرجل الأخري خلفا" بزاوية 90 درجة وأنثناء بسيط في الرکبة , وفي هذا الوضع تکون الذراع المقابلة للرجل المرفوعة في الوضع الثالث والاخري في الوضع الرابع , وله نوعان :

  1.  بالتقاطع : At. Croise

وفيه يکون وضع الجسم کالآتي :

  • الوقوف علي القدم اليمني في الزاوية رقم 1 مع فرد الرکبة .
  • رفع الرجل اليسري خلفا" بزاوية 90 مع انثناء بسيط في الرکبة .
  • تقوس الظهر وميل الجذع قليلا" للأمام .
  • تأخذ الذراع اليمني الوضع الرابع واليسري الوضع الثالث.
  • يتجه الرأس والنظر الي اليد اليمني.

 

  1. بالمواجهة : At.effacee

کالوضع السابق الا ان اتجاه الرأس والنظر يکون علي اليد اليسري المرفوعة . کذلک يکون الجسم في الزاوية رقم 2 حتي تصبح الرجل اليسري المرفوعة مواجهة للامام.

 

Arabesque

ومن الأوضاع الأساسية بالنسبة للباليه في العصر الحالي . وهو يحتاج الي امتداد کامل للرجل وله أنواع کثيرة اهمها:

  1. الوضع الاول :[7]
  • الوقوف علي الرجل اليمني مواجهة للرقم 6(أي بروفيل).
  • رفع الرجل اليسري خلفا" بزاوية 90درجة وهي ممتدة للرقم 8.
  • فرد الذراع اليمني أماما" واليسري خلفا" مع اتجاه باطن اليدين لاسفل.
  • ميل الجذع قليلا" للامام.
  • ملاحظة أن يکون الکتفان علي ارتفاع واحد.
  1. الوضع الثاني:
  • وضع الجسم والرجلين کما في الوضع الأول.
  • فرد الذراعين اليسري أماما" واليمني خلفا" حتي تظهر بوضوح للجمهور ويکون الذراعان في خط مائل مستقيم .
  • ميل الجذع قليلا" للأمام.
  • ميل الرأس قليلا للخلف والنظر من فوق الکتف الأيسر في اتجاه الجمهور.


  1. الوضع الثالث:

يشبه الوضع الثاني تماما فيما عدا أن الوقوف يکون مواجها" للرقم 8 وبذلک تکون الرجل اليسري المرفوعة في الجانب البعيد عن الجمهور.

  1. الوضع الرابع :

      يشبه الوضع الأول إلا أن الرجل المرفوعة تکون في الجانب البعيد عن الجمهور. ويمکن التنويع وذلک يميل الجسم للأمام حتي ترفع الرجل خلفا" بزاوية منفرجة تقريبا.

 

Ecarte

 هو وقوف الجسم في خط مائل مع فع أحد الرجلين جانبا". ويؤدي بطريقتين :

   أ‌-  خلفي :

  • وقوف علي الجل اليمني في الزاوية رقم 2.
  • رفع الرجل اليسري زاوية 90 درجة بعمل Developpe ثم رفعها في اتجاه الزاوية رقم 4.
  • دوران فخذ الرجل اليسري المرفوعة بقوة حتي تتجه الرکبة الأعلي .
  • ميل الجذع جانبا" جهة قدم الارتکاز (اليمني) .
  • تأخذ الذراع اليسري الوضع الثالث واليمني الرابع .
  • تتجه الرأس جهة اليمين والنظر علي امتداد الذراع الأيمن .

 

    ب‌-  أمامي :

  • الوقوف علي الرجل اليسري في الزاوية 4 .
  • رفع الرجل اليمني کالطريقة السابقة ولکن في الزاوية 1.
  • ميل الجذع جهة قدم الارتکاز کما في الوضع السابق .
  • تأخذ الذراع اليمني الوضع الثالث واليسري الوضع الرابع.
  • يتجه الرأس والنظر علي اليد اليمني العالية .

 

Passe

وهو وضع يستعمل للتبديل في اتجاهات الرجل ؛ فمثلا" يقف المتمرن في الزاوية 2 الرجل اليمني مفرودة أماما" من حرکة Developpe  ولکي ترجع الرجل للخلف بثني الرکبة مع احتفاظ الفخذ بارتفاعة 90 درجة ويلامس طرف الاصبع الکبير باطن رکبة القدم المرتکز عليها , ومع مراعاة أن اتجاه الرکبة يکون للخارج .

 

صورة لوضع ال Passe ومنه تفرد الرجل خلفا" أو جانبا" .

الباليه هو ذلک الفن الصامت الذي يتحرک فيه الراقص فى الزمان والمکان بالاستناد إلي الموسيقي , وتتحد فيه الوح والجسد؛ ليعبر عن أحاسيس معينة.وهو دراما حرکية تنقل إلي المشاهد من خلال الرقص الأکاديمي أو الأداء التمثيلي الصامت .

وکفاءة حرکة الجسد في فن الباليه تنتج في کل الأحيان عن شکل من أشکال ارتقاء الأداء , وتعتبر الحرکة المنظمة هي حالات العقل الذي عن طريقه يستطيع الراقص أن يسيطر علي حرکاته وعلي دوافعه الذاتيه ,وکامل التحکم في نفسه , فهو يستطيع الجمع بين عدد من المتناقضات في حرکة واحدة مثال (القوة في حرکات الساق تصاحبها ليونة في حرکات الذراعين, أو السرعة في حرکات الساق يصاحبها بطء في حرکات الذاعين, أو تغيرات في خط الظهر والرقبة مع استقامة السيقان.... بمعني آخر يستطيع الراقص الجمع بين عدد من المتناقضات في عنصر حرکي واحد بسلامة وتحکم وانسجام مع الاحتفاظ بعنصر الجمال.[8]

ويعتمد فن الباليه علي الحرکة کما يعتمد علي الثبات والثبات بعد الحرکة في هذا الفن يعني جزءا" من المهارة الحرکية والقدرة علي التمکن في الأداء.وعلي الرغم من أن الحرکة هي المحتوي الأساسي لفن الباليه وهي الوسيلة الأساسية للتعبير عن هذا النوع من الفن الحرکي إلا أن الثبات أيضا" له جزء في أساسيات العرض.[9]

ويختلف فن الباليه عن الفنون الأخري المرئية في طريقة التعبير عن الانفعالات المختلفة من حيث أهمية وضرورة اتصاف أدائه بالجمال, فعلي سبيل المثال عند تصوير مشهد فتاة تتألم وتصرخ في الدراما المسرحية أو السينمائية أو التليفزيونية يمکن التعبير عن ذلک بالمبالغة في البکاء وإظهار الانفعال الزائد , دون الالتزام بأهمية التمسک بقيمة الجمال في الأداء کما يحدث في فن الباليه.          

حيث التعبير في هذه الفنون قد يلجأ إلي الأداء المبالغ فيه أو الأسلوب الواقعي بکل مظاهره, کما نراها في الحياة جميلة کانت أو قبيحة بخلاف ما يحدث في فن الباليه الذي تصبح فيه قيمة الجمال شرطا" مقيدا" ومحددا" لکل عناصر العمل , فإذا کان فن الباليه يعالج الجمال في شتي صوره , فإن أولي هذه الصور هي جدارة الرؤية الدرامية التي تنقل للمشاهد من خلال حرکات منظمة ومعبرة ؛ أصدق صفاتها هي صفة الجمال.[10]

 

ثانيا: التکوين المحتوي علي راقصي الباليه :

  • ·   لوحة فصل الرقص 1880[11]

  وقد زحزح ديجاه شخوصه الأربعة إلي الجانب الأيمن من اللوحة , وسجل التضاد بين الأردية الشفافة الرقيقة التي ترتديها الفتاتان الراقصتان , وبين ثياب الخروج الثقيلة القاتمة التي ترتديها السيدتان المرافقتان والواقفتان خلف الراقصين. ونلمح تضادا" إنسانيا" يتجلي بين وجهي الفتاتين وقسمات السيدة المسنة التي ربما کانت أما لإحدي الفتاتين, أو ربما کانت راقصة قديمة بدورها اعتزلت الرقص بسبب سنها .

 

للرسام الفرنسي إدجار ديجا

1880 ـ ألوان زيتية

  • ·  لوحة درس الباليه :

نري في تکوين هذه اللوحة تفاعل الراقصات في درس الباليه حيث نجد منهم من يقوم بأداء الحرکات بسهولة ويسر ومنهم من ينتظر دوره للقيام بالحرکات التي قد تدرب عليها ونجد مدرس الباليه قد نصب أعينه تجاه الراقصات ليشدوا بأدائهم أو يملي عليهم الإرشادات الواجب اتباعها ليتمکنوا من أداء الحرکات ببساطة

 

للرسام الفرنسي إدجار ديجا 1871 – 1874 - زيت علي قماش

من مقتنيات محطة متحف أورسي

  • ·  الراقصات الصفراء ذات الأجنحة :

في مقدمة هذا التکوين الجذري يوجد ثلاث راقصات باليه رشيقي القوام  يقومو بضبط أزيائهم , مرتدين فساتين مزرکشة يغلب عليها اللون الأصفر , ونلمح أقدام لعدد من الراقصات في خلفية الصورة وأيضا يرتدين ملابس صفراء اللون , کما يوجد في الخلفية أشجار خضراء لونها يدل علي النماء والنضرة والجمال الباهي وتوجد منازل في صورة مصغرة کما يوجد نهر يعلو أقدام الراقصات ونلمس في هذا العمل التناغم والانسجام بين عناصر هذا التکوين ومرونة أجسام الراقصات.

 

للفنان الفرنسي إدجار ديجا 1874 – 1876  - ألوان زيتية

من مقتنيات متحف الفن الحديث

  • ·  بروفة رقص الباليه :

رفض ديجا في هذه اللوحة تصوير نجوم الباليه المتلألئة علي المسرح المغمورة بالضوء, وقرر يبين لنا الحياة الخلفية لمسرح أوبرا باريس, تمثلت في فصل رقص حيث يتدرب الراقصون الصغار تحت إشراف معلم متمرس.

ونجد في تکوين هذه اللوحة أن الجزء المرکزي من مساحة الصورة فارغا حيث يتم تجميع الشخصيات التي تدربت في الجزء العلوي الأيسر, وفي الجهة اليمني في المقدمة نري راقصة باليه شابة تنتظر دورها وترافق والدتها مرافقتهم.

ويوجد أحد الراقصين في المقدمة هي حافة مقصوصة بشکل غير متوقع من الصورة, ويوجه الدرج الحلزوني نظرة المشاهد في شکل متعرج إلي الأعلي ثم للأسفل وللاعلي مرة أخري, عبر أذرع وأرجل الراقصين, مما يخلق إحساسا بالحرکة ويربط التکوين بأکمله معا.

 

للرسام الفرنسي إدجار ديجا 1879 – 1880 - زيت علي قماش –

من مقتنيات جاليري جورجوران للفنون , واشنطن

  • ·  قبل الصعود إلي خشبة المسرح :

البنية الترکيبية للصورة غريبة للغاية: في بعض الراقصات ,يري المشاهد الساقين فقط ,والبعض الآخر فقط الجسم.

تظهر راقصة واحدة فقط بالکامل ,لکنها أيضا في وضع معقد. نري أن الراقصة مسترخية تماما ,وهي تستريح ,ورأسها أسفل ,ويدها اليسري تضغط علي کاحلها.

 

إدجار ديجا – 1879   99.9*119.9 ـ باستيل

  • ·  بروفة الباليه علي خشبة المسرح:

يصور هذا التکوين الراقصات أثناء التدريب أمام معلمهم الجالس يراقب من بعيد ,نجد بعض الراقصات يؤدين الحرکات المطلوبة والبعض الآخر جالس في انتظار دورهم ,والبعض يستعد.

کما حقق ديجاه في هذه اللوحة تباين غير عادي في تعبيرات وإيماءات الراقصات.

هي إحدى افضل وأشهر لوحات ديغا وفيها يصوّر مجموعة من الراقصات وهنّ يؤدّين بروفة في الرقص.

بالإضافة إلى حيوية وتناغم الألوان في اللوحة، ثمّة ترکيز خاص على إبراز أشکال الرّؤوس والأذرع من خلال استخدام الخطوط القاتمة.

وفي هذا العمل، کما في جميع أعماله الأخرى، لا يبدو ادغار ديغا مهتمّا بتصوير التعابير على وجوه راقصاته أو إبراز جمالهن، بل کان حريصا على تصوير سحر الباليه فحسب.

 

إدجار ديجا 1874 - 180*152سم

زيت علي کانفاس

  • ·  الراقصات في بروفة[12]:

رکز ديجاه علي نقل الحرکة ,واللعب بالألوان الجذابة بشکل مثير للدهشة ,فهي تخلق إحساسا بالحرکة المؤثرة.

 

إدجار ديجا 1897 ألوان زيتية

  • ·  راقصتان:

راقصتان أحد أعمال ديجاه خلف الستار ,في اللحظة التي يقومون بتصحيح شيء ما:حزام ,قرط ,تصفيفة الشعر- الحياة وراء الکواليس- لفتة سجل فيها الفنان بدقة وتألق المشهد.

نجد في هذا التکوين الهرمي الذي يتمتع بأکبر قدر من الاستقرار ,فيتکون الشکل الهرمي من الأسفل من تنانير الراقصين. وفي الجزء العلوي يتشکل هرم آخر ,يد مرفوعة أو منخفضة مع الرأس ,تعطي الخطوط العريضة لها وکلا الجزأين مرتبطان بهرم مقلوب.

نجد احدي الراقصات يدها مرفوعة تصحح شعرها ,والأخري تنخفض يدها اليسري بينما يدها اليمني مرفوعة لأعلي تصحح القرط.

 

إدجار ديجا  1898 ألوان باستيل علي ورق

متحف الأرميتاج الحکومي, سانت بطرسبرغ, روسيا

ثالثا : النتائج

ومن خلال ما سبق توصلت الباحثة إلي:

  1. أن هناک ارتباط بين أنواع الفنون المختلفة مثل  فن الباليه (الدراما الراقصة) والفن التشکيلي يمکن أن تفيد اللوحة التصويرية.
  2. أن الفنون الأدائية (فن الباليه) فن راقي يمکنه أن يتيح للفنان إبتکار العديد من اللوحات التي تحمل العديد من القيم الجمالية.
  3. الاستفادة من حرکة راقصي الباليه في استحداث لوحات تصويرية معاصرة.
  4. الاستفادة من حرکة جسم راقصي الباليه في صياغة التکوين في اللوحة.

رابعا: التوصيات

  1. ضرورة السعي الدائم في البحث والتجريب وراء کل حديث في فن التصوير.
  2. ضرورة الاهتمام بالمجالات الواسعة للفنون لفتح آفاق جديدة في مجال التصوير.
  3. ضرورة إجراء دراسات عن الفنون الأدائية والتعمق بها لإثراء الرؤية التشکيلية.
  4. تشجيع الباحثين ودارسي فن التصوير علي دراسة کل ما هو جديد والعمل علي مواکبة العصر الحالي.


[1] ) شاکر عبد الحميد : الفنون البصرية وعبقرية الادراک ، دار العين للنشر ، القاهرة ،2007 ، صــ40.

[2] ) ريجيس دوبري : حياة الصورة وموتها ،ترجمة فريد الزاهي، دار افريقيا الشرق،المغرب،2002، صـ36.

[3] ) أحمد حسن جمعة :  الحرکة في فن الباليه  ،2000  ص52

[4] ) شاکر عبد الحميد، "الفنون البصرية وعبقرية الأدراک"، الهيئة المصرية العامة للکتاب، القاهرة،2008،صـ20 .

[5] ) سمير عبد العزيز أبو العلا: التوجيه الفني لدي مدرسي وموجهي التربية الرياضية، رسالة ماجستير ، کلية التربية الرياضية ، جامعة حلوان ، القاهرة،1979

[6] محمد الشربيني: مســــــــرح بلا صـداء، إصدرات خاصة، ع(81)، القاهــرة، الهيئة العامة لقصــور الثقــافــة، 2010.

 

[7] نجاح التهامي : الباليه , مرجع سابق, ص 74,75.

[8] راجية عاشور : تذوق فن الباليه , دار الشروق ,طبعة اولي سنة 2000م , ص29

[9]أحمد جمعة : الحرکة في فن الباليه,الهيئة المصرية العامة للکتاب,سنة 1997,ص 90

[10] راجية عاشور :تذوق فن الباليه ,مرجع سابق,ص 30.

 

[11] نعيم عطية : المرجع السابق , ص 56.

[12] https:\\ar.painting-planet.com

  1. المراجـــــــع :

    1. إبتسام رجب عبدالجواد: تکوين الصورة في الفن المعاصر, رسالة ماجستير غير منشورة, کلية التربية الفنية,  جامعة حلوان, 199..
    2. أحمد أمين ، و بثينة محمد : سيکولوجية الشخصية الرياضية ،المکتبة المصرية للطباعة والنشر والتوزيع ،الاسکندرية ، 2005م
    3. أحمد جمعة : الحرکة في فن الباليه,الهيئة المصرية العامة للکتاب,سنة 1997,ص 90
    4. أحمد حسن جمعة :  الحرکة في فن الباليه  ،2000 .
    5. أحمد علي ابراهيم العطار: دراسة تحليلية لديناميکية الإيقاع الحيوي وعلاقته بالإصابات الرياضية لدي لاعبي المستويات في بعض رياضات المنازلات، رسالة ماجستير .کلية التربية الرياضية قسم التدريب الرياضي جامعة طنطا 2000 .
    6. أحمد محمد السيد امام : الخيال الأسطوري کمصدر لاستلهام في التصوير العربي المعاصر و أبعاده التعبيرية والفلسفية ، رسالة دکتوراه غير منشورة ،2008 .
    7. ثروت عکاشة : المعجم الموسوعي للمصطلحات الثقافية , مکتبة لبنان, الشرکة المصرية العالمية للنشر, لونجمال,1990 .
    8. جلال جميل محمد : مفهوم الضوء والظلام في العرض المسرحي, الهيئة المصرية العامة للکتاب, القاهرة, 2007 .
    9. حمدي محمد حمدي: فن الحرکة الفعلية والإفادة منها في تدريس الفنون، رسالة ماجستير غير منشورة ، کلية التربية الفنية جامعة حلوان ،1976
    10. د.أسامة الفقي : جولة في فن وتاريخ التصوير الزيتي, مکتبة الأنجلو المصرية, 2003.
    11. دعاء سالم يوسف يوسف: الاستفادة من حرکة الأشکال الفعلية والتحرکات الضوئية لتحقيق الديناميکية في اللوحة التصميمية, رسالة ماجستير, کلية التربية النوعية, جامعة المنصورة,2010..
    12. دعاء سالم يوسف: الاستفادة من حرکة الأشکال الفعلية والتحرکات الضوئية لتحقيق الديناميکية في اللوحة التصميمة, رسالة ماجستير, کلية التربية النوعية, جامعة المنصورة, ـ2010.
    13. راجية عاشور : تذوق فن الباليه , دار الشروق ,طبعة اولي سنة 2000م.
    14. رحاب نور الدين محمد احمد حميد : مفهوم التناسب کقيمة جمالية لشکل الانسان في الفن قديما" وحديثا"  رسالة ماجستير غير منشورة  ، کلية الفنون الجميلة ، قسم التصوير ،جامعة حلوان القاهرة ،سـ2001م
    15. روبرت جيلام سکوت : أسس التصميم ، ترجمة عبد الباقي و اخرون ، الطبعة الثانية ، دار نهضة مصر ، القاهرة ،1980.
    16. ريجيس دوبري : حياة الصورة وموتها ،ترجمة فريد الزاهي، دار افريقيا الشرق،المغرب،2002.
    17. سعاد عبدالعزيزإبراهيم:الإيقاع والتعبير الحرکي کمدخل إلي التربية الموسيقية,القاهرة,ص115.
    18. سمر الباجوري : البناء اللوني في أعمال بعض المدارس الفنية الحديثة کمدخل لإثراء القيمة التعبيرية في اللوحة التصويرية ،رسالة ماجستير غير منشورة ، کلية التربية الفنية ، جامعة المنصورة ، 2009م.
    19. سمير عبد العزيز أبو العلا: التوجيه الفني لدي مدرسي وموجهي التربية الرياضية، رسالة ماجستير ، کلية التربية الرياضية ، جامعة حلوان ، القاهرة،1979
    20. سناء کمال أحمد کمال: القيم التشکيلية للجسم الانساني في التصوير الحديث ، رساله ماجستير، کليه فنون جميلة ، جامعة حلوان،1984
    21. شاکر عبد الحميد : الفنون البصرية وعبقرية الادراک ، دار العين للنشر ، القاهرة ،2007.
    22. شاکر عبد الحميد، "الفنون البصرية وعبقرية الأدراک"، الهيئة المصرية العامة للکتاب، القاهرة،2008.
    23. صباح مصطفي نعيم : المفاهيم الفنية والفلسفية للتعبير عن جسم الانسان في التصوير المعاصر، رسالة دکتوراه غير منشورة ، کلية التربية فنية ، جامعة حلوان ن القاهرة ، سـ2003م
    24. ليلي أبو السعود محمد فضل : تحوير الشکل الانساني في التصوير المصري المعاصر، رسالة دکتوراه غير منشورة ،کلية التربية الفنية ،جامعة حلوان ، القاهرة ، سـ2003
    25. محمد الشربيني: مســــــــرح بلا صـداء، إصدرات خاصة، ع(81)، القاهــرة، الهيئة العامة لقصــور الثقــافــة، 2010.
    26. محمود أحمد الحفني: فن الباليه تاريخه ومدارسه ونماذج من روائع قصصه ,الهيئة العامة لشئون المطابع الأميرية , سنة 1961م .
    27. محمود لطفي بکر : أثر الضوء علي البناء اللوني في التصوير الحديث .رسالة ماجستير غير منشورة، کلية التربية النوعية ،جامعة المنصورة 2000م.
    28. محمود فوزى انور زهري : العلاقة التبادلية بين الکادر السينمائي والتکوين التشکيلي کمثير للإبداع في التصوير المعاصر, رسالة ماجستير, کلية التربية الفنية, قسم الرسم والتصوير, جامعه حلوان, 2014.
    29. مختار العطار : الفنون الجميلة, الهيئة المصرية العامة للکتاب, القاهرة, 2002.
    30. المعجم الوجيز: مجمع اللغة العربية, طبعة خاصة بوزارة التربية والتعليم, سـ1993.
    31. الموسوعة العربية العالمية:مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع, الطبعة الثانية,ص136.
    32. الموسوعة العربية العالمية:مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع, مرجع سابق, ص136.
    33. ناصر الجيلاني نبيه : الشکل الانساني في التصوير المصري المعاصر ، رسالة ماجستير غير منشورة ،کلية الفنون الجميلة، قسم التصوير ، جامعة القاهرة، سـ1997م
    34. نجاح التهامي:الباليه, القاهرة,1997م, ص15.
    35. نرمين حسن أحمد العلايلي :التکوين في التصوير في النصف الأول من القرن العشرين, رسالة ماجستير, کلية الفنون الجميلة, جامعة الإسکندرية, 2005.
    36. نشوي محمد نافع : التعبير الحرکي (الباليه – الرقص الحديث – الشعبي ), کلية التربية الرياضية, جامعة المنصورة, 2007.

    ثانيــاً: المواقع الاليکترونية  :

    1-      file:///C:/UsersHYPERLINK "file:///C:/Users/الشرکة%20العربية/Downloads/Documents/repository1_publication145811_29_027.pdf"/HYPERLINK "file:///C:/Users/الشرکة%20العربية/Downloads/Documents/repository1_publication145811_29_027.pdf"الشرکةHYPERLINK "file:///C:/Users/الشرکة%20العربية/Downloads/Documents/repository1_publication145811_29_027.pdf"%20HYPERLINK "file:///C:/Users/الشرکة%20العربية/Downloads/Documents/repository1_publication145811_29_027.pdf"العربيةHYPERLINK "file:///C:/Users/الشرکة%20العربية/Downloads/Documents/repository1_publication145811_29_027.pdf"/HYPERLINK "file:///C:/Users/الشرکة%20العربية/Downloads/Documents/repository1_publication145811_29_027.pdf"Downloads/Documents/repository1_publication145811_29_027.pdf

    2-    http://www.uobabylon.edu.iq/uobColeges/lecture.aspx?fid=14HYPERLINK "http://www.uobabylon.edu.iq/uobColeges/lecture.aspx?fid=14&depid=1&lcid=40059"&HYPERLINK "http://www.uobabylon.edu.iq/uobColeges/lecture.aspx?fid=14&depid=1&lcid=40059"depid=1HYPERLINK "http://www.uobabylon.edu.iq/uobColeges/lecture.aspx?fid=14&depid=1&lcid=40059"&HYPERLINK "http://www.uobabylon.edu.iq/uobColeges/lecture.aspx?fid=14&depid=1&lcid=40059"lcid=40059