دور الجامعة في الحفاظ على الهوية الثقافية لطلابها في ضوء بعض المتغيرات المعاصرة

نوع المستند : مقالات علمیة محکمة

المؤلف

أستاذ أصول التربية المساعد بکلية التربية النوعية بقنا جامعة جنوب الوادي

الموضوعات الرئيسية


مقدمة البحث:

تواجه العديد من الدول بصفه عامه ودول العالم الثالث بصفة خاصه مشاکل وأزمات خطيرة تهدد وحدتها الوطنية بالانهيار، ومن أخطر هذه الأزمات بل وأکثرها جدلا أزمة الهوية الثقافية التي تتعلق بتکوين شعور مشترک بين أفراد المجتمع الواحد بأنهم متميزون عن باقي المجتمعات، ومن هنا أصبحت الهوية الثقافية المحور الرئيسي للأمم والشعوب (1).

فالهوية من أهم السمات المميزة للمجتمع، فهي التي تجسد الطموحات المستقبلية في المجتمع، وتبرز معالم التطور في سلوک الأفراد وإنجازاتهم في المجالات المختلفة، بل تنطوي على المبادئ والقيم التي تدفع الإنسان إلى تحقيق غايات معينة.

 وعلى ضوء ذلک فالهوية الثقافية للمجتمع لابد ان تستند إلى أصول تستمد منها قوتها، وإلى معايير قيمية ومبادئ أخلاقية وضوابط اجتماعية وغـايـات سامية تجعلهــا مرکـزاً للاستقطـاب العالمي والإنسانـي (2).

فقد أشار عابد الجابري إلى أهمية الهوية في تشکيل الشخصية الفردية والمجتمعية عندما قال أنه لا تکتمل الهوية الثقافية ولا تبرز خصوصيتها إلا إذا تجسدت في کيان تتطابق فيه ثلاث عناصر هي الوطن(الجغرافيا والتاريخ)، الدولة(التجسيد القانوني لوحدة الوطن والأمة )، والأمة(النسب الروحي الذى تنسجه الثقافة المشترکة) (3).

إن من أبرز الدوافع نحو تأکيد الهوية الثقافية هو ما يشهده العالم اليوم من أحداث ومتغيرات متمثلة في الانفتاح والنمو والتقدم التکنولوجي الذي ربما يکون له تأثير على الهوية الثقافية للمجتمع (4)، بالإضافة إلى العولمة الثقافية التي أصبحت تباشر تأثيرها علي الأجيال الجديدة من أبناء المجتمع، وسرت مفاهيم جديدة ومفردات غربية غلى لغتنا العربية، وصار الشباب يرددها ويدافع عنها، بل صار مکمن الخطورة يتمثل فيما يمکن أن تتعرض له قيم الانتماء والاعتزاز بالوطن من تهديد؛ وصار من الواجب على مؤسسات الدولة عامة والتعليم خاصة وعلى رأسه التعليم الجامعي أن تتحمل مسئولياتها لاستعادة التوازن المفقود والدفاع عن هويتنا الثقافية (5).

مشکلة البحث:

 يعد تأصيل الهوية الثقافية من أهم سبل تشکيل الشخصية القومية، وللتربية دور خطير في تأکيد تلک الهوية من خلال محاربة الخلل الثقافي الذي من شأنه إضعاف تلک الهوية.

وقد زاد دور التربية بظهور بعض المتغيرات التي أثرت علي الهوية مثل تنامي تأثير اللغات العالمية مقابل اللغة المحلية بالإضافة لبعض المتغيرات الأخرى ذات التأثير المباشر علي الهوية الثقافية، وخاصة في ظل تراجع دور المؤسسات التربوية التقليدية (کالأسرة والمدرسة) (6)، مما دفعنا إلي البحث والتأکيد علي مؤسسات أخرى أکثر تأثيراً کالجامعات لما لهذه المؤسسات من تأثير على أهم الفترات حساسية وتأثيراً في حياة الشباب .

وعلي هذا أکدت الکثير من الدراسات علي أهمية دور مؤسسات التربية بصفة خاصه ، في الحفاظ علي الهوية الثقافية في ظل بعض التحديات مثـــــل دراسة  عطية أبو الشيخ، التي تناولت الهوية الثقافية في ظل بعض التحديات وخاصــة العولمة (7).

ودراسة محمد إبراهيم عطوة التي أشارت إلى مخاطر العولمة وتهديدها للهوية الثقافية للمجتمع المصري ودور التربية في مواجهتها، والتي انتهت إلي وضع استراتيجية من ثلاثة محاور لمواجهة العولمة  هي البناء القيمي والأخلاقي للفرد ، ثم التفوق العلمي والتکنولوجي، ثم قبول التعددية والانطلاق نحو العالمية (8).

بالإضافة إلي دراسة محسن خضر التي أکدت علي أهمية تدعيم قدرة التربية علي ترميم التصدع الذي أصاب عملية بناء الهوية الثقافية إذاء الضغوط المتراکمة من بعض المتغيرات
کالعولمة  (9).

في ظل هذه الأهمية للتربية في التأکيد والحفاظ علي الهوية الثقافية؛ رأى الباحث ضرورة تناول دور الجامعة بصفتها من أهم مؤسسات التربية التي تحافظ على الهوية الثقافية لطلابها وخاصة في ضوء بعض المتغيرات المعاصرة، وعلي ذلک تمثلت مشکلة البحث في التساؤلات الأتية:

  • س1: ما المقصود بمفهوم الهوية الثقافية؟ وما مکوناتها؟
  • س2: ما أهم التحديات المعاصرة التي تواجه الاحتفاظ بالهوية الثقافية؟
  • س3: ما دور الجامعة في المحافظة علي الهوية الثقافية لطلابها؟
  • س4: ما التوصيات المقترحة لتدعيم دور الجامعة في المحافظة على الهوية الثقافية لطلابها؟

أهمية البحث:

تتحدد أهمية البحث الحالي في:

1- يتناول هذا البحث دور الجامعة في الهوية الثقافية وهذا ما لم تتناوله أي من الدراسات السابقة على حد علم الباحث.

2- يسهم هذا البحث في التعريف بالدور الذي يمکن أن تلعبه الجامعة تجاه قضية
الهوية الثقافية.

3- النتائج التي يتوصل إليها البحث قد تفيد کثيراً أصحاب القرار في الجامعات العربية والمصرية بصفة خاصة.

4- قد يُظهر البحث أثر بعض المتغيرات المعاصرة على قضية الهوية الثقافية.

أهداف البحث:

يهدف البحث الحالي إلى:

1- التعرف على مفهوم الهوية الثقافية، ومکوناتها.

2- معرفة أهم المتغيرات المعاصرة ذات التأثير علي الهوية الثقافية.

3- التوصل إلي دور الجامعة في قضية المحافظة علي الهوية الثقافية.

4- التوصل إلى مجموعة من التوصيات قد تفيد في تدعيم دور الجامعة في هذه القضية.

منهج البحث:

استخدم الباحث المنهج الوصفي التحليلي  الذى يقوم على مسح ووصف البيانات والمعلومات المتعلقة بالظاهرة موضوع البحث، وعلى هذا قام الباحث بمسح ووصف البيانات والمعلومات المتعلقة بموضوع الهوية الثقافية بالإضافة لبعض التحديات التي تواجهها، وذلک من خلال الاطلاع علي الدراسات السابقة في هذا الموضوع والتي استطاع الباحث الوصول لها اضافة للإطار النظري لهذا البحث، ثم القيام بالدراسة الميدانية لتحديد دور الجامعة في الحفاظ على الهوية الثقافية لطلابها في ضوء بعض المتغيرات المعاصرة.

أدوات البحث:

تمثلت في استبانه موجهة لعينة من طلاب الجامعة ، وذلک للتعرف علي دور الجامعة في الحفاظ علي الهوية الثقافية لطلابها فى ضوء بعض المتغيرات.

عينة الحث:

تمثلت في عينة من طلاب جامعة جنوب الوادى بقنا وقد بلغ حجم العينة 1770 طالب من مختلف کليات الجامعة ما بين کليات نظرية وتطبيقية.

حدود البحث:

  • حدود بشرية: تتمثل في عينة من طلاب جامعة جنوب الوادى بقنا.
  • حدود مکانية: تتمثل في جامعة جنوب الوادى بقنا.
  • حدود موضوعية: تتمثل في الهوية الثقافية ، وبعض المتغيرات المعاصرة.                

 

مصطلحات البحث:

  • الهوية الثقافية:

  هي مجموعة السمات والخصائص التي تنفرد بها الشخصية المصرية غن غيرها؛ وتتمثل في مجموعة الخصائص مثل الدين واللغة والتاريخ والتراث والعادات والتقاليد والأعراف وغيرها من المکونات الثقافية ذات السمة العربية .

  • المتغيرات المعاصرة:

 هي مجموعة من العناصر أو العوامل الحديثة والتي ارتبط وجودها بظهور بعض المستجدات والتي تفرض الأخذ بها ومراعاتها والعمل من خلالها.

الدراسات السابقة:

من خلال مسح الباحث للأدبيات التربوية ذات العلاقة بموضوع البحث، توصل الباحث إلى مجموعة من الدراسات تتصل بموضوع البحث، يمکن عرضها على النحو التالي:-

1. دراسة أحمد کنعان (2000) (10):

هدفت الدراسة إلي إلقاء الضوء علي مفهوم العولمة ومظاهرها ومدي انتشارها وتأثيرها وخاصة علي الهوية الثقافية وموقف الباحثين والتربويين منها، واستخدمت الدراسة المنهج الوصفي، کما استعانت بالاستبانة کأداة للدراسة، وتمثلت العينة في عينة من أعضاء هيئة التدريس بجامعة دمشق، وتوصلت الدراسة إلي مجموعة من النتائج منها: ضرورة التسلح بالعلم والمعرفة بالإضافة إلي إتقان لغة البحث العلمي في مختلف مناحي الحياة مع الحفاظ علي قيمنا الأصيلة.

2. دراسة ابراهيم الحسين (2001) (11):

هدفت الدراسة إلي تناول اتجاهات طلاب الجامعة نحو مفهوم العولمة وانعکاساتها علي الهوية الثقافية، وتمثلت عينة البحث في عينة من طلاب الدراسات العليا بکلية التربية بجامعة دمشق، وتمثلت أهم النتائج في: لدي الطلاب وعي بهوياتهم الثقافية وهذا الوعي متأصل فيهم، کما رأى الطلاب أن العولمة تعطي فرصة للهوية علي الانفتاح والتعرف والتفاعل مع مستجدات العلم والمعرفة، کما رأى الشياب أن التأثير السلبي للعولمة متمثل في الإعلام ووسائل الاتصال من خلال تسطيح البرامج الإعلامية والثقافية.

  1. 3.  دراسة محمد ابراهيم عطوة (2001)(12):

هدفت الدراسة إلي التعرف علي بعض مخاطر العولمة التي تهدد الهوية الثقافية للمجتمع المصري ودور التربية في مواجهتها، وانتهت الدراسة إلي مجموعة من المقترحات منها: وضع استراتيجية مقترحة تتکون من ثلاثة محاور متداخلة ومتکاملة لمواجهة العولمة والتفاعل معها؛ تتمثل في البناء القيمي والأخلاقي للفرد، والتفوق العلمي والتکنولوجي، ثم قبول التعددية والانطلاق
نحو العالمية.

4. دراسة هاني محمد يونس (2009)(13):

هدفت إلي التعرف علي کيفية إسهام التربية في تعزيز الهوية الثقافية للمجتمع العربي والحفاظ عليها، واستخدمت الدراسة المنهج الوصفي، وتوصلت إلي استراتيجية لتحقيق دور التربية في تعزيز الهوية مـن ملامح هـذه الاستراتيجية : تعزيز البناء القيمي والاخلاقي للفرد، الايمان بأهمية التواصل الحضاري، أهمية الجمع بين الأصالة والمعاصرة، بالإضافة إلي النهوض باللغة العربية.

5. دراسة سليمان کايد (2011)(14):

هدفت الدراسة إلى وضع تصور واضح لمفهوم العولمة الثقافية والهوية العربية الأصيلة والمعاصرة، وتوضيح العلاقة بين العولمة والهوية العربية، کما هدفت إلي توضيح تأثير العولمة الثقافية على هوية الأمة، وتوضيح دور الجامعات في مواجهة العولمة في بعدها الثقافي إضافة إلي توضيح دور الجامعات في المحافظة علي عروبة الهوية العربية الإسلامية وأصالتها، واستخدم البحث
المنهج التحليلي

وقد توصل البحث إلي مجموعة من النتائج منها وضع تصور لدور الجامعات في مواجهة العولمة الثقافية من أهم ملامحه التأکيد علي دور الجامعات في تنمية القدرات الابداعية والابتکارية، التأکيد علي دور استاذ الجامعة ، بالإضافة إلي تأکيد الجامعة علي مبادئ حقوق الانسان.

التعليق على الدراسات السابقة:

تناول الباحث في الجزء السابق مجموعة من الدراسات السابقة ذات الصلة بموضع البحث الحالي، حيث تناولت هذه الدراسات موضوع البحث الحالي من جوانب متعددة، فغلي سبيل المثال دراسة (احمد کنعان، 2000) ودراسة( ابراهيم الحسين،2001) تناولتا العولمة وتأثيرها علي الهوية الثقافية، بالإضافة لدراسة (هاني  يونس ،2009) تناولت دور التربية في  تعزيز الهوية الثقافية ، إضافة لدراسة(سليمان کايد، 2011) والتي تناولت دور الجامعات في مواجهة تحديات العولمة الثقافية وبناء الهوية العربية الأصيلة والمعاصرة. وعلى هذا يمکن تحديد أوجه الاتفاق بين البحث الحالي والدراسات السابقة وکذلک أوجه الاختلاف بالإضافة لجوانب الاستفادة على النحو التالي:

أولاً: جوانب الاتفاق بين البحث الحالي والدراسات السابقة:

وتتمثل في الآتي:

1. منهج البحث، حيث استخدمت بعض الدراسات السابقة المنهج الوصفي وهو نفس منهج
البحث الحالي.

2. اتفق البحث الحالي مع الدراسات السابقة في مجال البحث وهو الهوية الثقافية

3. أدوات البحث، حيث يتفق البحث الحالي مع بعض الدراسات السابقة في اختيار أداة البحث ، وهى الاستبانة.


ثانياً: أوجه اختلاف البحث الحالي مع الدراسات السابقة:

وتتمثل في:

  1. مشکلة البحث، حيث يهتم البحث الحالي بدراسة  دور الجامعة في الحفاظ على الهوية الثقافية لطلابها في ضوء بعض المتغيرات المعاصرة
  2. الأهداف التي يسعى البحث إلى تحقيقها.
  3. منهج البحث، حيث اختلف البحث الحالي مع بعض الدراسات السابقة في اختيار منهج البحث.
  4. أدوات البحث ، فقد اختلف البحث الحالي مع بعض الدراسات السابقة في اختيار أداة البحث.

ثالثاً: أوجه استفادة البحث الحالي من الدراسات السابقة:

تتمثل أوجه الاستفادة في:

  1. صياغة مشکلة البحث الحالي.
  2. ساعدت الباحث في اختيار منهج البحث.
  3. ساعدت الباحث في صياغة تساؤلات البحث.
  4. مساعدة الباحث في اختيار عينة البحث.
  5. معاونة الباحث في تحديد منهج وأدوات البحث.
  6. مساعدة الباحث في تحليل وتفسير نتائج البحث.

خطوات السير في البحث:

وتتمثل في:

أولا: الإطار النظري:

ويتمثل في:

  1. الإجابة علي التساؤل الأول والمتمثل في : التعرف علي مفهوم الهوية الثقافية ومکوناتها.
  2. الإجابة علي التساؤل الثاني والمتمثل في : عرض للتحديات المعاصرة التي تواجه الاحتفاظ بالهوية الثقافية.

ثانيا: الدراسة الميدانية:

وتتمثل في:

  1. الإجابة علي التساؤل الثالث والمتمثل في: التعرف علي دور الجامعة في المحافظة علي الهوية الثقافية لطلابها في ضوء بعض المتغيرات.

2. الإجابة علي التساؤل الرابع والمتمثل في : عرض بعض التوصيات المقترحة لتدعيم دور الجامعة في المحافظة على الهوية الثقافية لطلابها في ضوء نتائج الدراسة الميدانية.

 

أولا: الإطار النظري

مفهوم الهوية الثقافية ومکوناتها:

أ. مفهوم الهوية الثقافية:

بدون هوية اجتماعية وثقافية يغترب الأفراد عن بيئاتهم الاجتماعية والثقافية، بل وعن أنفسهم تماماً، وبدون تحديد واضح للأخر لا يمکنهم تحديد هوياتهم الاجتماعية والثقافية.

ويشير برهان غليون إلي أنه لا تستطيع الجماعة أو الفرد إنجاز مشروع مهما کان نوعه أو حجمه دون أن تُعرف نفسها وتحدد مکانها ودورها وشرعيـة وجودهــا کجماعـة متميزة فقبـل أن تنهـض لابد لهـا أن تُکـون ذاتاً (15).

ومن الملاحظ أن الکتابات العربية والأجنبية تزخر بالکثير من الدراسات التي تناولت موضوع الهوية، مما قد يوقع الباحث في نوع من اللبس عند تناول هذا الموضوع بالبحث، وتأتي المعضلة من صعوبة إيجاد تعريف محدد لمفهوم الهوية، بسبب تعدد المدارس الفکرية التي تناولت الموضوع، بالإضافة إلي سعته وشموليته، حيث تشارک في تکوينه متغيرات متعددة وخاصة المتغيرات المجتمعية التي تطرأ وتؤثر في الفکر، فالهوية مفهوم له دلالته اللغوية واستخداماته الفلسفية والاجتماعية
والنفسية والثقافية.

وبالنسبة لمفهوم الهوية في اللغة نجد أن المعجم الوسيط أشار إلي أن الهوية في الفلسفة حقيقة الشيء أو الشخص التي تميزه عن غيره أو هي بطاقة يثبت فيها اسم الشخص وجنسيته ومولده وعمله، وتسمي البطاقة الشخصية أيضاً (16).

وبناء علي ذلک استخدم اللفظ ليدل علي الإحساس العميق والمتواصل للإنسان بنفسه وماضيه وحاضره ومستقبله والمستمد من مشاعره ومعتقداته وأفکاره.

وبالتالي ذکرت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم أن الهوية الثقافية هي النواة الحية للشخصية الفردية والجماعية، والعامل الذي يحدد السلوک ونوع القرارات والأفعال الأصيلة للفرد والجماعة، والعنصر المحرک الذى يسمح للمجتمع  بمتابعة التطور والإبداع مع الاحتفاظ بمکوناته الثقافية الخاصة وميزاته الجماعية، التي بفعل التاريخ الطويل واللغة والسيکولوجية المشترکة وطموح الغد(17) .

في ضوء ذلک يمکن تعريف الهوية الثقافية بأنها مجموعة السمات والخصائص التي تنفرد بها شخصية المجتمع المصري ، وتجعله متميزة عن غيره من الهويات الثقافية الأخرى، وتتمثل تلک الخصائص في اللغة والدين والعادات والتقاليد والأعراف وغيرها من المکونات الثقافية ذات
السمة العربية.

ب. مکونات الهوية الثقافية:

الهوية الثقافية تتکون من عدة عناصر مرتبطة ببعضها، وأي إخلال في أحدها يؤدى إلي خلل في باقي مکوناتها ، ومن أبرز هذه المکونات:

  1. اللغةـ:

تُعد اللغة هي المکون الأول والرئيسي في الهوية الثقافية، فهي حياة أي مجتمع وهي بدايته ونهايته، لأن اللغة في أي مجتمع ليست مجرد کلمات وألفاظ للتفاهم بين أفراد المجتمع، ولکنها وعاء يحوي مکونات عقلية ووجدانية ومعتقدات وخصوصيات هذا المجتمع، وبالتالي فالحفاظ علي اللغة يعني ضمان بقاء واستمرارية أي مجتمع.

إن اللغات هي من المقومات الجوهرية لهوية الأفراد والجماعات، وعنصر أساسي في تعايشهم السلمي، کما أنها عامل استراتيجي للتقدم نحو التنمية المستدامة ، وللربط السلس بين القضايا العالمية والمحلية،  لذا تدعو اليونسکو الحکومات وهيئات الأمم المتحدة ومنظمات المجتمع المدني والمؤسسات التعليمية والجمعيات المهنية إلي مضاعفة أنشطتها الرامية إلي ضمان احترام وتعزيز وحماية جميع اللغات، ولاسيما اللغات المهددة، وذلک في جميع مجالات الحياة الفردية
والجماعية (18).

إذاً فالعلاقة بين اللغة والهوية الثقافية علاقة قوية لا تنفصم، ولهذا کان من أهم مقاييس رقي الأمم مقدار عنايتها بلغتها تعليماً ونشراً وتيسيراً لصعوباتها(19).

وفي ظل العولمة ازداد ما تتعرض له اللغة العربية من محاولات تذويبها والقضاء عليها، حتي صار الشباب يتفاخر بتناقل الألفاظ والمصطلحات بلغة أجنبية، وصارت أسماء المحال التجارية تکتب باللغات الأجنبية، وغيرها من السلوکيات التي تنبئ بخطورة الأمر خاصة في ظل الانفتاح الإعلامي والثورة الهائلة في علم الاتصالات، ولکن ستبقي اللغة العربية ما بقي القرآن الکريم الذي تعهد
الله بحفظه.

  1. الدين:

  تستمد الهوية الثقافية للشعوب العربية مقوماتها من الدين الاسلامي الذي يدعو للحق ويتخذ من الإنسان موضوعاً له، فالخطاب القرآني موجه للناس جميعاً، فالدين هو المکون الأساسي لهويتنا الثقافية، کما أن التوحيد بمعناه الشامل يمثل أبرز ملامح هويتنا الثقافية، والتدين هنا لا يعنى ممارسة الشعائر الدينية وحدها بل هو موقف من ثوابت کثيرة، منها ما يرتبط بالأسرة وکيفية تکوينها بشکل صحيح فهذا مکون رئيسي من مکونات الهوية الثقافية، ومنها ما يرتبط بالمنهج العلمي الذي اعتمد علي العقل والوحي بشکل متوازي وهذا يمثل أيضاً ملمحاً من ملامح هويتنا الثقافية (20).

  1. التاريخ:

لا يمکن لأية أمة أن تشعر بوجودها بين الأمم إلا عن طريق تاريخها، الذي يمثل أحد قسمات هويتها، فالتاريخ هو السجل الثابت لماضي الأمه وديوان مفاخرها وذکرياتها، وهو آمالها وأمانيها، بل هو الذي يميز الجماعات البشرية بعضها عن بعض، فکل الذين يشترکون في ماض واحد يعتزون ويفخرون بمآثره يکونون أبناء أمة واحده، فالتاريخ المشترک عنصر مهم من عناصر المحافظة علي الهوية الثقافية (21)، وعلي ذلک يکون طمس تاريخ الأمة أو تشويهه أو الالتفاف عليه هو أحد الوسائل الناجحة لإخفاء هويتها أو تهميشها.

  1. التراث الأخلاقي والقيمي:

يتميز المجتمع العربي بصفة عامة والمجتمع المصري بصفة خاصة بامتلاکه تراث أخلاقي وقيمي علي درجة عالية من الرقي نظراً لأن مصدرة الدين الذي طالما يحث علي التمسک بالأخلاق الفاضلة ومراعاة القيم التي ارتضاها المجتمع لنفسه، ذلک التراث الجم أعطي للمجتمع العربي بصفة عامه شخصية نادر تکرارها وأصبح هناک تميز للهوية العربية في أي مکان، بل أصبحت درجة حرص المجتمع علي التمسک بقيمه تشبه کثيراً حرصه علي تمسکه بدينه.

کل هذه العناصر التي تشکل في مجموعها الهوية الثقافية، أصبح من المهم التمسک بها والحرص عليها من الاندثار أو الضياع لأن ضياعها فيه اندثار لهويتنا الثقافية وخاصة في ظل وجود مجموعة من التحديات ذات التأثير المباشر علي الهوية الثقافية والتي سيتناولها الباحث في
الجزء التالي.

المتغيرات المعاصرة التي تواجه الاحتفاظ بالهوية الثقافية:

1. المتغيرات العلمية والتکنولوجية:

يشهد العالم ثورة علمية وتکنولوجية متقدمة، وتتسابق الدول في الأخذ بزمام هذه الثورة للسيطرة عليها وامتلاک مقدراتها، ولقد بات التقدم العلمي والتکنولوجي من أهم التحديات التي تميز هذا العصر الحديث، وتعود أهميته إلي التأثير العميق الذي يحدثه في کافة جوانب الحياة، ويعتمد التقدم العلمي والتکنولوجي علي المعرفة، والاستخدام الأمثل لها والقدرة علي توليدها وتنظيمها وتخزينها واستردادها، وسرعة تطبيق نتائج العلم.(22).

ويرتبط التقدم العلمي والتکنولوجي بمجموعة من المفاهيم من أهمها الانفجار المعرفي أو الإفراط المعلوماتي کما يطلق عليه البعض، ومن مؤشراته أن البشرية الأن أصبحت قادرة علي أن تنتج في سنوات قلائل کماً من المعرفة يفوق ما کانت تنتجه سابقاً في قرون(23).

وکذلک من هذه المفاهيم مفهوم المعلوماتية وهو يشير إلي مجموع النظم العلمية المختلفة التي تعني بالدراسة النظرية والتطبيقات العلمية، وکافة الجوانب الفنية والاجتماعية المتعلقة باستخدام وتوظيف تکنولوجيا المعلومات مثل علوم الحاسب الآلي والبرمجيات وشبکات الاتصال، ونقل البيانات وغيرها (24).

وقد اصبح التقدم العلمي والتکنولوجي بمثابة تحدياً أمام الهوية الثقافية لما له من تأثير علي احتفاظ الاجيال بهوياتهم الثقافية، ويمکن إظهار ذلک في النقاط الأتية:

  • · في ظل التقدم العلمي والتکنولوجي انهارت الفکرة القائلة بأن تزويد الطالب ببعض المعلومات  والخبرات والتدريب عليها من شأنه أن يساعده على الاحتفاظ بهويته الثقافية، لأنها معلومات وخبرات منتقاه بما يتناسب مع تلک الهوية، ولکن الأن أصبحت مصادر تلک المعلومات والخبرات کثيرة ولا يمکن تحديدها في شيء واحد وبالتالي لا يمکن السيطرة علي کم ونوعية المعلومات الواردة منها ومن ثم سهل التأثير علي ثقافة القارئ لها وخاصة أن المسيطر علي تلک المعلومات دول غير عربية ولها مصلحة في تشويه هويتنا الثقافية.
  • · ارتبط بالتطور العلمي والتکنولوجي تقدم کبير في وسائل النقل والاتصالات أدى إلي الاقلال من الحدود الفاصلة بين المجتمعات المختلفة من ناحية؛ وإلى سرعة التبادل الثقافي بينها من ناحية أخري، حيث أصبح الانسان قادراً وبسهولة على ملاحقة مجريات الأحداث السياسية والاقتصادية والتربوية وغيرها في أي مکان علي سطح الأرض (25)، ومن ثم أصبح تأثره ثقافياً بما يحدث في هذه المجتمعات أمراً في غاية السهولة واليسر، وأصبح من السهل دخول الکثير من المفردات الثقافية والقيم غير المنتشرة في ثقافة المجتمع علي هويتنا الثقافية بشکل طبيعي لا يشعر به إلا من ينتبه إلي ذلک وهذا ما حدث في ثورة يناير 2011 .

2. المتغيرات الاقتصادية:

شهدت العقود الثلاثة الأخيرة من القرن العشرين تحولات هائلة علي الصعيد الاقتصادي سواء علي مستوي الأداء والإنتاج، وتتجلي هذه التغيرات في العديد من الجوانب التي لها تأثيرها الکبير علي الهوية الثقافية، ومن أهمها التغير السريع في المفاهيم الاقتصادية ومضامينها، فمفاهيم الإنتاج والاستهلاک والادخار والاستثمار تغير مدلولها، فأخذت أشکالاً مغايرة عما کانت عليه من قبل، الأمر الذي يتطلب إلمام القائمين علي تعليم الطلاب بمدلولات هذه المفاهيم، وتوضيح أبعادها لهم (26).

ويرى الباحث أن تأثير التحديات الاقتصادية هذه علي الهوية الثقافية يتمثل في:

  • تغير المفاهيم الاقتصادية الراسخة في الهوية الثقافية إلي مفاهيم أخري تتطلب نوعا من الإعداد للطلاب لاکتسابها وتعلمها.
  • · أدت التغيرات الاقتصادية الحادثة في المجتمع إلي سهولة تنازل الکثير من أفراد المجتمع عن بعض القيم والمثل الراسخة في الثقافة من أجل القدرة علي التعامل مع تلک التغيرات.
  • ثقافة الأمانة والإخلاص في العمل أصبحت عملة نادرة الأن بسبب هذه التحديات.

3. المتغيرات السياسية:

تشمل التحديات السياسية جوانب وأبعاد کثيرة من أبرزها المد الديمقراطي، والتقارب الدولي وتزايد الاهتمام بالسلام العالمي، وبخصوص زيادة المد الديمقراطي يمکن القول بأن العالم يشهد الآن حرکة مطردة نحو مزيد من المشارکة الاجتماعية في القرارات المتعددة، وعلي الرغم من بعض السلبيات التي قد تنجم عن المد الديمقراطي، والمتمثلة في حرية تدفق الأفکار والمعلومات عبر الحدود الوطنية دون قيود أو ضوابط، وما تنطوي عليه من غزو ثقافي وأفکار وافدة تهدد الثقافة الوطنية؛ فإنه يحمل أيضاً في طياته الکثير من المزايا والتي تتمثل في تراجع بعض الأيدولوجيات السياسية، وسقوط الأسوار بين الشرق والغرب، وانزواء الشمولية وبروز الديمقراطية والتعددية (27).

ويري الباحث أن من أهم شواهد هذا التحدي علي الهوية الثقافية المصرية ثورة الخامس والعشرين من يناير وما تبعها من تحديات، حيث حدث تغير واضح في فکر الشباب وتأثير أيضاً کبير من قبل الغير في المفاهيم السياسية الأمر الذي ترتب عليه حدوث هذه الثورة وما تبعها من تغيرات إلي الأن نراها واضحة علي الساحة السياسية في الفکر وطريقة العمل.

4. المتغيرات الثقافية:

أدى تطور أساليب الاتصال إلي التفاعل المباشر بين أرجاء العالم في کل لحظة، ونتج عن ذلک سيطرة بعض عناصر الثقافة العالمية علي الثقافات المحلية وسعي بعض الدول المتقدمة بصورة مباشرة أو غير مباشرة إلي نشر ثقافاتها وإلباسها ثوب الحضارة الإنسانية المعاصرة(28).

وعلي الرغم من أن التحدي الثقافي من الإشکاليات القديمة التي واجهت الهوية الثقافية؛ فإن حدته زادت وتفاقمت في هذا العصر الذي نعيشه، بسبب عوامل متعددة ومتشابکة من أبرزها الثورة الهائلة في مجال العلم وتطبيقاته التکنولوجية، وما نجم عنها من تطور سريع في مختلف مجالات الحياة الإنسانية.

ومن أبرز مظاهر التحديات الثقافية علي الهوية الثقافية کما يراها الباحث؛ التحديات التي تواجه اللغة، حيث ظهرت مفردات جديدة علي ثقافتنا أصبحت واضحه في لغة أبنائنا، وأصبح من النادر التحدث باللغة العربية الفصحي بل أصبح من قبيل التطور التحدث باللغة الأجنبية، هذا بالإضافة إلي التحديات التي تواجه الدين والمتمثلة في تعلم بعض العادات والتقاليد المنقولة من خلال المسلسلات الأجنبية عبر وسائل الإعلام والتي تعارض ديننا، فأصبح معظم شبابنا بعيد عـن القيام بواجباته الدينية بشـکل صحيـح

5. المتغيرات الاجتماعية:

وتتمثل في تعرض مؤسسات المجتمع لکثير من الضغوط الخارجية التي تستهدف التأثير في معتقدات أبنائه ومشاعرهم واتجاهاتهم وانتمائهم إلي مجتمعهم من خلال مجموعة التقنيات الحديثة المتطورة، والبث الإعلامي المباشر واختراق سماء تلک الحدود ومن شأن ذلک التأثير في شخصية الفرد نفسيا واجتماعيا وعقليا بتقبل ما يستقبله من افکار تؤثر في انتمائه للمجتمع(29)..

ويري الباحث أن تلک التحديات باتت واضحه الأن في مجتمعنا بعدما شاهدنا شباب يدمر في المجتمع ويستعدي بعض مؤسساته بسبب بعض الأفکار الغريبة التي نجحت بعض المجتمعات الخارجية في غرسها في عقول هؤلاء الشباب.

ثانياً: الدراسة الميدانية

بعد أن إنتهى الباحث من الإطار النظرى للبحث، سوف يتناول هنا الدراسة الميدانية، حيث يتناول أداة البحث وعينة البحث ثم الإنتهاء بتحليل نتائج عينة البحث، وذلک على النحو التالى:

 

أداة البحث:

تمثلت فى استبانة موجهة لعينة البحث مکونة من أربع محاور کل محور يحتوى على سبع عبارات، وبذلک بلغ حجم عبارات الإستبانة ثمانى وعشرون عبارة، وقد تمثلت محاور الإستبانة فى المحاور الأتية:

  1. المحور الأول: يدور حول دور الجامعة فى الحفاظ على اللغة.
  2. المحور الثانى: يدور حول دور الجامعة فى الحفاظ على الدين.
  3. المحور الثالث: يدور حول دور الجامعة فى الحفاظ على التاريخ.
  4. المحور الرابع: يدور حول دور الجامعة فى الحفاظ على التراث والتقاليد.

ثبات الاستبانة:

لحساب ثبات الاستبانة، استخدم الباحث طريقة إعادة التطبيق، حيث تم تطبيق الاستبانة على عينة من طلاب الجامعة الذين تم تطبيق عليهم الاستبانة فيما بعد، وبعد مرور أسبوعين قام الباحث بإعادة تطبيق الاستبانة على نفس العينة، وتم حساب معامل الارتباط بين درجات التطبيق الأول، ودرجات التطبيق الثانى بالمعادلة(30):

ر=

ن مجـ س ص - مجـ س × مجـ ص

(ن مجـ س2 - (مجـ س)2) (ن مجـ ص2 - (مجـ ص)2)

وقد وجد أن معامل الثبات يساوى (0.72) وهذا يشير إلى معامل ثبات مناسب.

صدق الاستبانة:

ولإيجاد صدق الاستبانة استخدم الباحث الصدق الذاتى الذى يقاس بحساب الجذر التربيعى لمعامل ثبات الاستبانة(31).

   معامل ثبات الاستبانة = 0.72.

 معامل صدق الاستبانة =   0.72  = 0.85.

وهذا يشير إلى معامل صدق ملائم.

عينة الدراسة:

تم تطبيق أداة البحث على عينة عشوائية من طلاب الجامعة بجامعة جنوب الوادى بقنا، ، وقد بلغ حجم العينة (1770) طالباً کما بلغ حجم المجتمع الأصلى 33298 طالباً وبذلک بلغت نسبة العينة بالنسبة للمجتمع الأصلى حوالى   5.32% وبذلک يرى الباحث أنها نسبة مناسبة.

تحليل نتائج الدراسة الميدانية:

قام الباحث فى هذا الجزء بتحليل نتائج الدراسة الميدانية، وذلک على النحو التالى:

 

1- المحور الأول: يدور حول دور الجامعة في الحفاظ على اللغة:

جدول (1)

آراء أفراد العينة حول دور الجامعة فى الحفاظ على اللغة

م

العبارة

 

موافق

أحيانا

غير موافق

1

تحرص الجامعة عند إعداد اللوائح الدراسية للکليات أن يدرس الطلاب في إحدى الفرق مادة اللغة العربية.                                 

ت

940

450

380

٪

53.22

25.31

21.47

2

تنظم رعاية الشباب بکليات الجامعة ندوات أدبية وشعرية للطلاب.

ت

550

960

260

٪

31.07

54.24

14.69

3

تنظم رعاية الشباب المرکزية بالجامعة مسابقات أدبية للطلاب.

ت

400

470

900

٪

23

27

50

4

تعقد الجامعة لقاءات لبعض الأدباء في المناسبات المختلفة يحضرها الطلاب                            

ت

980

407

383

٪

55

23

22

5

يحرص أعضاء هيئة التدريس عند إلقاء المحاضرات على التحدث باللغة العربية الفصحى.

ت

994

400

376

٪

56

23

21

6

يطالب أعضاء هيئة التدريس الطلاب عند الحديث معهم على الحديث باللغة العربية الفصحى.

ت

1001

400

369

٪

57

23

20

7

يطالب أعضاء هيئة التدريس من الطلاب مراعاة قواعد  اللغة العربية عند الإجابة على الامتحانات.

ت

1224

300

246

٪

69

17

14

  • · يتضح من الجدول السابق أن العبارة (7) جاءت فى المرکز الأول من حيث الترتيب حيث وافق 69% من أفراد العينة على أن أعضاء هيئة التدريس يطالبون الطلاب بمراعاة قواعد اللغة العربية عند الاجابة على الإمتحان، ويرى الباحث فى هذه الاستجابة مراعاة من الجامعة للغة التى تُعد إحدى رکائز الهوية الثقافية. وهذا يرجع کما يرى الباحث إلى المستوى الردىء للطلاب فى اللغة ومحاولة السادة أعضاء هيئة التدريس تحسين هذا المستوى بطلبهم هذا، کما أن ذلک من وجهة نظر السادة أعضاء هيئة التدريس يحفظ للطلاب هويتهم الثقافية حيث تشغل اللغة مکانة مهمة فى الهوية الثقافية.
  • · کما جاءت العبارة (6) فى الترتيب الثانى حيث حصلت العبارة على نسبة موافقة بلغت 57%، فقد وافق أغلب أفراد العينة على أن أعضاء هيئة التدريس يطالبونهم بالحديث باللغة العربية الفصحى عند الحديث معهم، وهذا لإعتبار أعضاء هيئة التدريس أن ذلک الأمر فيه مساعدة للطلاب على التمسک باللغة والتمرس على إستخدامها وهذا يتفق مع دراسة (هانى محمد يونس،د.ت)(32) ، التى أشارت إلى أنه من بين طرق الحفاظ على الهوية الثقافية التعويد على الحديث باللغة العربية الفصحى.
  • · جاءت العبارة (5) فى الترتيب الثالث، حيث وافق 56% من أفراد العينة على حرص أعضاء هيئة التدريس على التدريس باللغة العربية الفصحى ثقتاً منهم فى مساعدت ذلک الطلاب على التمسک بالهوية الثقافية، وهذا کما يرى الباحث يتفق مع نتيجة العبارة السابقة.
  • · جاءت العبارة (4) فى الترتيب الرابع، حيث وافق 55% من أفراد العينة على قيام الجامعة بعقد بعض اللقاءات فى المناسبات المختلفة يحضرها بعض الأدباء ويُدعى الطلاب لحضورها، وهذا کما يرى الباحث فيه تأکيد للهوية الثقافية من خلال دعوة الأدباء الطلاب للتمسک باللغة من خلال استخدامهم للغة العربية الفصحى وإظهارهم لجمالها من خلال الشعر أو الأدب.
  • · جاءت العبارة (1) فى الترتيب الخامس، حيث وافق 53.22% من أفراد   العينة على أن الجامعة عند اعداد اللوائح الدراسية أن يدرس الطلاب فى احدى الفرق اللغة العربية، ويرى الباحث فى ذلک توطيد لصلة الطلاب باللغة العربية واستمرار لعلاقة الطلاب بها، وهذا کله من شأن أن يساعد بشکل أو بآخر على تأکيد الهوية الثقافية للطلاب.
  • · جاءت العبارة (2) فى الترتيب السادس، حيث وافق فقط حوالى 31.07% من أفراد العينة على أن رعاية الشباب فى الکليات تنظم ندوات أدبية وشعرية للطلاب، ويرى الباحث أن ذلک قد يرجع إلى إنشغال رعاية الشباب فى معظم الأحيان بأنشطة أخرى فنية ورياضية وبالتالى فهى مقصرة فى ذلک الامر بعض الشىْ، وهذا کما يرى الباحث سبب قلة نسبة موافقة الطلاب على
    تلک العبارة.
  • · فى المرکز الآخير؛ جاءت العبارة (3)، حيث وافق 23% فقط من أفراد العينة على أن رعاية الشباب المرکزية بالجامعة تنظم مسابقات أدبية للطلاب، ويرى الباحث أن نتيجة تلک العبارة تتمشى مع نتيجة العبارة السابقة، فنفس أسباب إنشغال رعاية الشباب بالکليات هو نفسه سبب إنشغال رعاية الشباب المرکزية بشکل أکبر، مما يجعلها مقصرة فى دورها فى الحفاظ على هوية الطلاب الثقافية.

 

2-المحور الثانى: يدور حول دور الجامعة فى الحفاظ على الدين:

جدول(2)

آراء أفراد العينة حول دور الجامعة فى الحفاظ على الدين

م

العبارة

 

موافق

أحيانا

غير موافق

1

تحتفل الجامعة بالمناسبات الدينية المختلفة.

ت

1000

700

70

٪

56.5

39.5

4

2

تعقد الجامعة من خلال رعاية الشباب المرکزية مسابقات لحفظ أجزاء من القرأن الکريم.

ت

880

700

190

٪

50

40

10

3

اللوائح الدراسية فى بعض الکليات تقوم بتدريس علوم القرأن الکريم للطلاب.

ت

605

1005

160

٪

34

57

9

4

تسمح بعض الکليات کالتربية والأداب للباحثين بالتسجيل لدرجتى الماجستير أو الدکتوراة فى الموضوعات التى لها علاقة بعلوم الدين.

ت

691

950

128

٪

39

54

7

5

تسمح الجامعة للأسر الطلابية بممارسة بعض الانشطة الدينية کعقد المسابقات والندوات الدينية.

ت

1100

400

270

٪

62

23

15

6

تستضيف الجامعة على مدار العام الجامعى بعض الشخصيات الدينية المعروفة لإلقاء بعض الندوات.

ت

795

500

475

٪

45

28

27

7

تحتفل الجامعة بالطلاب الذين يفوزون فى المسابقات الدينية سواء داخل أو خارج الجامعة.

ت

900

500

370

٪

51

28

21

يتضح من الجدول السابق ما يلى:

  • · العبارة (5) جاءت فى المرکز الأول حيث وافق 62% من أفراد العينة على أن الجامعة بتسمح للأسر الطلابية بممارسة بعض الأنشطة الدينية کعقد المسابقات والندوات الدينية، ويرى الباحث أن ذلک يؤکد دور الجامعة فى الحفاظ على الهوية الثقافية لطلابها، وذلک من خلال تأکيد الجامعة من خلال تلک الأنشطة على الجانب الدينى لدى الطلاب الذى هو جزء أساسى فى الهوية الثقافية.
  • · جاءت فى المرتبة الثانية العبارة (1) حيث وافق 56.5 %من أفراد العينة على أن الجامعة تحتفل بالمناسبات الدينية المختلفة، وفى هذه الموافقة دلالة على على دور الجامعة الايجابى فى الجانب الدينى حيث تعقد الجامعة إحتفالات ببعض المناسبات الدينية مثل المولد النبوى، رأس السنة الهجرية، ويأتى هذا الدور بصفة خاصة فى ظل الکثير من التغيرات المعاصرة التى تأثر بشکل سلبى على الطلاب وعلى درجة تمسکهم بالجانب الدينى وعلى فقدانهم لهويتهم الثقافية،
  • · فى المرتبة الثالثة، جاءت العبارة ( 7) حيث وافق 51% من أفراد العينة على أن الجامعة تحتفل بطلابها الذين يفوزون فى المسابقات الدينية سواء داخل أو خارج الجامعة       ، ويرى الباحث فى ذلک تشجيع للطلاب على حفظ القرأن الکريم الذى يُعد مصدر من مصادر الحفاظ على الهوية الثقافية للطلاب، وخاصة فى ظل المتغيرات الثقافية التى کثيراً ما تنسى الطلاب هويتهم الثقافية وتبعدهم عن القرأن الکريم.    
  • · فى المرکز الرابع جاءت العبارة (2)، حيث وافق 50% من أفراد العينة على أن الجامعة تعقد من خلال رعاية الشباب المرکزية مسابقات لحفظ القرأن الکريم، ومعرفة الطلاب بهذا النشاط دليل على اهتمام الجامعة بتزويد الطلاب بجرعات ايمانية تعطيهم القدرة على مواجهة التحديات المعاصرة الطارئة على المجتمع وتحفظ لهم هويتهم الثقافية، ويرى الباحث أن إهتمام الجامعة بهذا الدور يأتى من خلال المجتمع الصعيدى الذى يحيط بالجامعة والذى يَعد مجتمعاً محافظاً.  
  • · فى المرکز الخامس جاءت العبارة (6)، حيث وافق 45% من أفراد العينة، على أن الجامعة تستضيف على مدار العام بعض الشخصيات الدينية المعروفة لإلقاء بعض الندوات، ويرى الباحث أن ذلک النشاط من قبل الجامعة فيه نوع من المواجهة لبعض ما تحمله المتغيرات المعاصرة من أمور لها تأثير سلبي على الهوية الثقافية للطلاب، وذلک من خلال توضيح هؤلاء الضيوف للطلاب الأساليب الدينية التي يجب أن يحاربوا بها تلک المتغيرات ويحافظوا بها على هويتهم الثقافية.   
  • · فى المرکز السادس جاءت العبارة (4)، حيث وافق 39% فقط من أفراد العينة على أن بعض کليات الجامعة کالتربية والأداب تسمح بالتسجيل للطلاب في درجتي الماجستير والدکتوراه فى الموضوعات التى لها علاقة بعلوم الدين، ويرى الباحث أن ضعف نسبة الموافقة على تلک العبارة من قبل أفراد العينة قد يرجع لجهل معظمهم بهذا الموضوع لأنه ليس محل اهتمامهم فى هذه المرحلة الدراسية. 
  • · فى المرتبة الأخيرة جاءت العبارة (3)، حيث وافق فقط 34% من أفراد العينة على أن اللوائح الدراسية فى بعض الکليات تقوم بتدريس بعض العلوم الى لها علاقة بعلوم الدين، ويرى الباحث أن إنخفاظ نسبة الموافقة على تلک العبارة قد يرجع إلى جهل الکثير من الطلاب بلوائح الکليات المختلفة وعدم علمهم إلا بلوائح کلياتهم.

 

3- المحور الثالث: يدور حول دور الجامعة في الحفاظ على التاريخ:

          جدول (3)

آراء أفراد العينة حول دور الجامعة فى الحفاظ على التاريخ

م

العبارة

 

موافق

أحيانا

غير موافق

1

تحتفل الجامعة بالمناسبات التاريخية المختلفة.

ت

1000

700

70

٪

56.5

39.5

4

2

تنشأ الجامعة أقسام ببعض الکليات ککلية الآداب تختص بعلم التاريخ.

ت

960

770

40

٪

54.24

43.5

2.26

3

تنظم الجامعة من خلال إدارة رعاية الشباب المرکزية أو من خلال الأسر بالکليات زيارات للطلاب لبعض الأماکن التاريخية کالأقصر وأسوان.

ت

1003

720

47

٪

57

41

2

4

تقيم الجامعة مسابقات بين الطلاب أسئلتها ذات طابع تاريخي.

ت

800

700

270

٪

45

40

15

5

تضفى الجامعة على بعض مبانيها الطابع التاريخي.

ت

400

500

870

٪

23

28

49

6

تکلف الجامعة بعض أعضاء هيئة التدريس من قسم التاريخ بکلية الإداب ليقوموا بعقد الندوات  ذات الطابع التاريخي مع الطلاب.

ت

400

600

770

٪

23

34

43

7

تقيم الجامعة معارض تحتوى على أعمال تحاکى التاريخ سواء بالصور أو الاعمال النحتية.

ت

430

490

850

٪

24

28

48

يتضح من الجدول السابق ما يلى:

  • · جاءت فى المرکز الأول من حيث نسبة الموافقة، العبارة (3)، حيث وافق 57%  من أفراد العينة على أن الجامعة تنظم من خلال ادارة رعاية الشباب المرکزية أو من خلال الأسر بالکليات زيارات للطلاب لبعض الأماکن التاريخية کالأقصر واسوان، ويرى الباحث موافقة معظم أفراد العينة على هذه العبارة فيه إشارة لحرص الجامعة على زيادة ثقافة الطلاب بتاريخ بلادهم ومعرفتهم بالأماکن التاريخية المشهورة والتى تميز بلادنا عن غيرها من البلاد لما لهذا من أثر إيجابى على الهوية الثقافية للطلاب، وزيادة قدراتهم على الوقوف أمام الکثير من المتغيرات المعاصرة التى تحاول أن تطمس هويتهم الثقافية.
  • · جاءت فى المرکز الثانى العبارة (1)، حيث وافق 56.5% من أفراد العينة على أن الجامعة تحتفل بالمناسبات التاريخية المختلفة، وجاءت نسبة الموافقة هذه کما يرى الباحث من خلال شعور الطلاب بما تقوم به الجامعة فى هذا الشأن لما لذلک من دور فى تذکير الطلاب بثقافتهم وزيادة تأکيد هويتهم الثقافية من خلال معرفتهم بالمناسبات التاريخية المهمة فى
    تاريخ بلادهم.
  • · فى المرکز الثالث؛ جاءت العبارة (2)، حيث وافق 54.24% من أفراد العينة على أن الجامعة بتنشأ أقسام ببعض الکليات ککلية الأداب تختص بعلم التاريخ، ويرى الباحث أن هذه المعلومة معروفة بشکل جيد عند الکثير من الطلاب لأنه أمر يهم الطالب الجامعى أن يعرف تخصصات کليات الجامعة، وبالتالى فوجود ذلک يعزز من دور الجامعة فى الحفاظ على التاريخ الذى هو جزء أساسى من الهوية الثقافية للطلاب، ويعطى للطالب القدرة على مواجهة المتغيرات المعاصرة التى فى الغالب تحاول التزييف فى الحقائق التاريخية.
  • · فى المرکز الرابع؛ جاءت العبارة (4)، حيث وافق فقط 45% من أفراد العينة على أن الجامعة تقيم مسابقات بين الطلاب أسئلتها ذات طابع تاريخى، ويرى الباحث إنخفاض نسبة موافقة أفراد العينة على العبارة؛ قد يرجع لعدم معرفة معظم أفراد العينة بأنشطة الجامعة التى تشکل تلک المسابقات جزء منها.
  • · فى المرکز الخامس؛ جاءت العبارة (7)، حيث وافق فقط 24% من أفراد العينة على أن الجامعة تقيم معارض تحتوى على أعمال تحاکى التاريخ سواء بالصور أو الاعمال النحتية، ويرى الباحث أن نتيجة هذه العبارة تتناسب مع نتيجة العبارة السابقة، فجهل معظم الطلاب بأنشطة الجامعة قد يکون هو السبب الرئيسى فى تلک النتيجة، أو قد يرجع ذلک لقلة نشاط الجامعة فى هذا الشأن.
  • · جاءت العبارة (5) فى المرکز السادس، حيث وافق فقط 23% من أفراد العينة على أن الجامعة تضفى على بعض مبانيها الطابع التاريخى، ويرجع الباحث قصور الجامعة فى هذا الجانب إلى وجود طابع معمارى واحد تعتمده الجامعة وبالتالى تبنى وفقاً له مبانيها .
  • · جاءت فى المرکز السادس مکرر، العبارة (6)، حيث وافق فقط 23% من أفراد العينة على أن الجامعة تکلف بعض أعضاء هيئة التدريس من قسم التاريخ بکلية الإداب ليقوموا بعقد الندوات  ذات الطابع التاريخي مع الطلاب، ويرجع الباحث أن هذا القصور فى هذا الجانب قد يرجع إلى ندرة هذه الندوات وقلتها وبالتالى لا يشعر الطلاب بهذا النشاط.

 

4-المحور الرابع: يدور حول دور الجامعة فى الحفاظ على التراث والتقاليد:

جدول (4)

آراء أفراد العينة حول دور الجامعة فى الحفاظ على التراث والتقاليد

م

العبارة

 

موافق

أحيانا

غير موافق

1

تمنع الجامعة الطلاب من إرتداء الملابس الغريبة البعيدة عن الملابس العادية التى يقبلها المجتمع.

ت

1006

699

65

٪

57

39

4

2

تشجع الجامعة الأنشظة الطلابية التى تحاکى عادات وتقاليد المجتمع.

ت

1020

600

150

٪

58

34

8

3

تضع الجامعة مجموعة من قواعد السلوک التى تحافظ بها على السلوکيات العامة المتوارثة للطلاب.

ت

1200

500

70

٪

68

28

4

4

تعاقب الجامعة الطلاب المخالفين للأعراف والتقاليد المجتمعية.

ت

1400

270

100

٪

79

15

6

5

تقيم الجامعة ندوات تعريفية بالتراث والثقاليد المجتمعية.

ت

1000

400

370

٪

56

23

21

6

تنظم الجامعة رحلات لبعض الأماکن التى تعرف الطلاب بالعادات والتقاليد الموروثة مثل متحف النوبة

ت

1500

270

-

٪

85

15

-

7

يمنع أعضاء هيئة التدريس الطلاب من حضور المحاضرات فى حالة ارتداء ملابس غير مقبولة اجتماعياً.

ت

1450

300

20

٪

82

17

1

يتضح من الجدول السابق ما يلى:

  • · جاءت فى المرکز الأول من حيث الترتيب العبارة (6)، حيث وافق 85% من أفراد العينة على أن الجامعة تنظم رحلات لبعض الأماکن التى تعرف الطلاب بالعادات والتقاليد الموروثة مثل متحف النوبة، ويرى الباحث أن إستحواذ العبارة على نسبة الموافقة هذه يرجع إلى قيام الجامعة بهذا الدور سواء عن طريق رعاية الشباب المرکزية أو عن طريق الأسر الموجودة داخل الکليات، خاصة مع قرب المسافة بين الجامعة وهذه الأماکن، وهذا کما يرى الباحث يعزز من دور الجامعة فى الحفاظ على الهوية الثقافية للطلاب.
  • · فى المرکز الثانى جاءت العبارة (7)، حيث وافق 82% من أفراد العينة على أن أعضاء هيئة التدريس يمنعوا الطلاب من حضور المحاضرات فى حالة ارتداء ملابس غير مقبولة اجتماعياً، ويرجع الباحث إرتفاع نسبة الموافقة على هذه العبارة إلى حرص أعضاء هيئة التدريس على الحفاظ على تقاليد الجامعة التى هى جزء أساسى من ثقافة المجتمع، وبذلک تمنع الجامعة الطلاب من التقليد الأعمى للأشياء التى تنقلها الکثير من المتغيرات المعاصرة وخاصة المتغيرات الثقافية.
  • · جاءت العبارة (4) فى المرکز الثالث، حيث وافق 79% من أفراد العينة على أن الجامعة تعاقب الطلاب المخالفين للأعراف والتقاليد المجتمعية، ويرى الباحث اتفاق نتيجة هذه العبارة مع نتيجة العبارة السابقة، ففى هذه العبارة تأکيد على دور الجامعة فى الحفاظ على ثقافة المجتمع وتذکير الطلاب بها.
  • · جاءت العبارة (3) فى المرکز الرابع، حيث وافق 68% من أفراد العينة على أن الجامعة تضع مجموعة من قواعد السلوک التى تحافظ بها على السلوکيات العامة المتوارثة للطلاب، ويرى الباحث اتفاق هذه النتيجة أيضاً مع نتائج العبارات السابقة، فثقافة الجامعة جزء أصيل من ثقافة المجتمع الکبير، وهذا فيه تأکيد على دور الجامعة فى الحفاظ على الهوية الثقافية لطلابها ومحاربة المتغيرات المعاصرة التى تواجه الطلاب.
  • · جاءت العبارة (2) فى المرکز الخامس، حيث وافق 58% من أفراد العينة على أن الجامعة تشجع الأنشظة الطلابية التى تحاکى عادات وتقاليد المجتمع، وهذه النتيجة أيضاً منسجمة مع نتائج العبارات السابقة، ويرى الباحث أن جميعها تأکد على الدور الأساسى للجامعة فى الحفاظ على هوية الطلاب الثقافية من خلال تذکيرهم بعادات وتقاليد المجتمع بشکل
     أو بأخر.
  • · جاءت العبارة (1) فى المرکز السادس، حيث وافق 57% من أفراد العينة على أن الجامعة تمنع الطلاب من إرتداء الملابس الغريبة البعيدة عن الملابس العادية التى يقبلها المجتمع، وهذه العبارة أيضاً تأکد على حرص الجامعة على تمسک الطلاب بعاداتهم سواء فى الملابس أو فى السلوک، وبذلک يزداد تمسک الطلاب بثقافتهم وبهويتهم.
  • · فى المرکز الأخير، جاءت العبارة (5)، حيث وافق 56% من أفراد العينة على أن الجامعة تقيم ندوات تعريفية بالتراث والثقاليد المجتمعية، وهذه العبارة توضح دور الجامعة فى التوعية بثقافة المجتمع، وبذلک تقوم الجامعة بدور التدريب على التمسک بتفصيل الثقافة وبدور التوعية بتفاصيل هذه الثقافة.

ملخص نتائج البحث:

من خلال عرض وتفسير النتائج يتضح قيام الجامعة بدور مهم وأساسى فى الحفاظ على هوية المجتمع وخاصة أمام الکثير من المتغيرات المعاصرة التى تلعب دور العدو للهوية الثقافية فى أغلب الاحيان، ويمکن عرض أهم أدوار الجامعة فى هذا الشأن من خلال عرض ملخص لأهم النتائج على النحو الأتي: 

1-تدريب الجامعة الطلاب على مراعاة قواعد  اللغة العربية من خلال الإجابة على الامتحانات، حيث وافق 69% من أفراد العينة على هذه العبارة.

2-يطالب أعضاء هيئة التدريس الطلاب عند الحديث معهم على الحديث باللغة العربية الفصحى، حيث وافق 57% من أفراد العينة على هذه العبارة.

3-تسمح الجامعة للأسر الطلابية بممارسة بعض الانشطة الدينية کعقد المسابقات والندوات الدينية، حيث وافق 62% من أفراد العينة على هذه العبارة.

4-تحتفل الجامعة بالمناسبات الدينية المختلفة، حيث وافق على هذه العبارة 56.5% من
أفراد العينة.

5-تنظم الجامعة من خلال ادارة رعاية الشباب المرکزية أو من خلال الأسر بالکليات زيارات للطلاب لبعض الأماکن التاريخية کالأقصر واسوان، حيث وافق 57% من أفراد العينة
على العبارة.

6-تحتفل الجامعة بالمناسبات التاريخية المختلفة، حيث وافق 56.5% من أفراد العينة على العبارة.

7-تنظم الجامعة رحلات لبعض الأماکن التى تعرف الطلاب بالعادات والتقاليد الموروثة مثل متحف النوبة، حيث وافق 85% من أفراد العينة على العبارة.

توصيات البحث:

من خلال النتائج السابقة يمکن عرض بعض التوصيات على النحو التالى:

1-زيادة الدعم المالى للجامعات فى مجال الأنشطة الطلابية.

2-إعطاء المزيد من الصلاحيات للجامعات فى التعامل مع الطلاب غير الملتزمين.

3-الترکيز على الدور التاريخى للجامعات.

4-شمول دورات تنمية أعضاء هيئة التدريس على جوانب الهوية الثقافية.

5-شمول دورات تنمية أعضاء هيئة التدريس على کيفية تدريب الطلاب على التعامل ومواجهة التحديات المختلفة.

  1. الهوامش والمراجع

    1. هاني محمد يونس، "دور التربية في الحفاظ على الهوية الثقافية للمجتمع العربي"، کلية التربية، جامعة بنها،د.ت،ص2

    2. عبد الودود مکروم، "إنماء قيم الهوية الثقافية – مدخل لتحديد دور التعليم العالي في بناء مستقبل الأمة العربية"، المؤتمر العلمي العشرون "مناهج التعليم والهوية الثقافية"، المنعقد في الفترة من 30-31 يوليو القاهرة: الجمعية المصرية للمناهج وطرق التدريس  ،2008) ص1375.

    1. محمد عابد الجابري، "العولمة والهوية الثقافية"، مجلة المستقبل العربي، ع 228،(بيروت: مرکز دراسات الوحدة العربية،1998) ص14-22.

    4. سهيل سالم سلمان، "دور مناهج التربية الفنية بالمملکة العربية السعودية في تعزيز القيم وإبراز الهوية الثقافية"، المؤتمر العلمي العشرون مناهج التعليم والهوية الثقافية في الفترة من 30-31 يوليو( القاهرة: الجمعية المصرية للمناهج وطرق التدريس  ،2008)ص 531  .

    5. نادية بنت سالم بن سعد، " بعض مسئوليات المدرسة الثانوية تجاه تعزيز الهوية الثقافية لطلابها"، المؤتمر العلمي العشرون مناهج التعليم والهوية الثقافية في الفترة من 30-31 يوليو( القاهرة: الجمعية المصرية للمناهج وطرق التدريس  ،2008) ص1196 .

    1. هاني محمد يونس، مرجع سابق، ص 7.

    7. عطيه إسماعيل أبو الشيخ، " الهوية الثقافية في الفکر التربوي العربي وتحديات العولمة"، المؤتمر العلمي العشرون مناهج التعليم والهوية الثقافية في الفترة من 30-31 يوليو( القاهرة: الجمعية المصرية للمناهج وطرق التدريس  ،2008) ص645-701.

    8. محمد إبراهيم عطوة، " بعض مخاطر العولمة التي تهدد الهوية الثقافية للمجتمع ودور التربية في مواجهتها" مجلة مستقبل التربية العربية، مجلد 7، ع 22،2001،ص 157-206 .

    1. محسن خضر، "استجابة التربية العربية لتحولات الهوية الثقافية تحت ضغوط العولمة"، مجلــة کلية التــربية ،جامــعة عين شمس ، ع 30 ،ج 1، 2006، ص 9-21.

    10. أحمد کنعان،" العولمة والبحث العلمي واقعاً وطموحاً"، ندوة العولمة والتعليم العالي والبحث العلمي في الوطن العربي من 20 : 23 نوفمبر (تونس: جامعة العلوم والتقنيات والطب بالتعاون مع اتحاد الجامعات العربية،2000).

    11. ابراهيم الحسيني، " اتجاهات طلبة الجامعة نحو مفهوم العولمة وانعکاساتها علي الهوية الثقافية،
    (د.م: د.ن، 2001).

    12. محمد ابراهيم عطوة، "بعض مخاطر العولمة التي تهدد الهوية الثقافية للمجتمع ودور التربية في مواجهتها، مجلة مستقبل التربية العربية، مجلد 7، ع 22، يوليو 2001، ص 157-206.

    14. سليمان کايد، "دور الجامعات في مواجهة تحديات العولمة الثقافية وبناء الهوية العربية الأصيلة والمعاصرة"، جامعة القدس المفتوحة،د.ت.

    15. برهان غليون، اغتيال العقل( القاهرة: مکتبة مدبولي،1990) ص32.

    16. مجمع اللغة العربية، المعجم الوسيط (المنوفية: مکتبة الصحوة،د.ت) ص 1039.

    17. المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ، الخطة الشاملة للثقافة العربية، ط2(تونس : ادارة
    الثقافة د.ت) ص21.

    18. السيد کويشيرو ما تسورا، "رسالة المدير العام لليونسکو بمناسبة الاحتفال بالسنة الدولية للغات"

    Available at: http: www. Un.org/Arabic/events/ty1 ,last visit 25/9/2014           

    19. سعيد إسماعيل علي ،ثقافة البعد الواحد ( القاهرة: علم الکتب،2003) ص16 .

    20. محمد أحمد محمد، "برنامج مقترح لتفعيل دور أنشطة نادي الطفل لتأصيل الهوية الثقافية"، مجلة کلية التربية، تصدر عن کلية التربية جامعة عين شمس، ع 30،ج3،2006،ص 391.

    21. عبد الرحمن عمر الماخي، "العولمة واستلاب الهوية الثقافية للمسلم"، المؤتمر العام التاسع عشر للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، في الفترة من 27-30 مارس 2007،ص 654.

    22. فتحي درويش عشيبة، " أدوار الادارة الجامعية في مصر علي ضوء التحديات المعاصرة"، کلية التربية بدمنهور، جامعة الإسکندرية، 2007، ص7.

    23. نبيل علي، "العقل العربي وسط إعصار المعلومات"، مجلة العربي، تصدر عن وزارة الإعلام بالکويت، العدد 494، يناير 2000،ص 29.

    24. محمد علي نصر، "إعداد عضو هيئة التدريس للتعليم والبحث العلمي لمواجهة بعض تحديات عصر المعلوماتية"، مؤتمر التنمية المهنية لأستاذ الجامعة في عصر المعلوماتية في الفترة من 23-24 نوفمبر، مرکز تطوير التعليم الجامعي، جامعة عين شمس، 1999،ص 92 .

    25. فتحي درويش عشيبة، مرجع سابق، 9.

    26. فتحي درويش عشبية، مرجع سابق، ص11.

    27. حسن حسين الببلاوي، "التعليم واحتياجات المجتمع المصري في القرن الحادي والعشرين"، مجلة التربية المعاصرة، تصدر عن رابطة التربية الحديثة، العدد 46، 1997، ص ص81-82.

    28. فتحي درويش عشبية، مرجع سابق، ص 14.

    29. أحمد علي کنعان، "الشباب الجامعي والهوية الثقافية في ظل العولمة الجديدة-دراسة ميدانية علي طلبة جامعة دمشق، کلية التربية، جامعة دمشق، 2013، ص417.

    30. فؤاد أبو حطب، آمال صادق، مناهج البحث وطرق التحليل الإحصائى فى ([1]) محمد الصرفى، التطوير التنظيمى(الإسکندرية:دار الفکر الجامعى،2006)ص109.

    31. فؤاد البهى السيد، علم النفس الإحصائى وقياس العقل البشرى، ط3 (القاهرة: دار الفکر العربى،
     1979) ص553.

    32. هانى محمد يونس، مرجع سابق،ص15.