الفروق بين التعبيرات الجرافيتة لثوار25 يناير، وثوار30 يونيو

نوع المستند : مقالات علمیة محکمة

المؤلف

مدرس علم نفس التربية الفنية کلية التربية الفنية -جامعة حلوان

المستخلص

الملخص
تعمل  الفنون بجميع أشکالها على استحضار المعالم التاريخية والمظاهر الاجتماعية للانساق الفکرية والايدولوجية والسيکولوجية  للمجتمع ، لأنه الوسيلة للتعبير عن المشاعر والاحاسيس الدفينة فى النفس الإنسانية، کما تعبر أبلغ تعبير عن مجريات الأحداث فى العالم کله . فالفنون من ( فن تشکيلى، أدب، موسيقى، سينما، ومسرح) وغيرها من الفنون ذات الدور الفعال فى تحليل وتفسير الأحداث المحيطة بنا والمعبرة عن النواحى والدلالات النفسية للإنسان من أجل التعبيرعن الرأى الحر.
     انطلاقاً من هذا يهدف البحث الراهن إلى الدخول في مجتمع الشباب وتحديد رؤيته لذاته ولعالمه، في محاولة تحليل الرسوم الجرافيتة حول ثورة 25 يناير، وثورة 30 يونية،  والفترة التالية لها من خلال تعبيراتهم الفنية ( بالرسوم الجرافيتية على الحوائط والجدران) للتعرف على الفروق بين رسوم ثوار 25 يناير ورسوم ثوار 30 يونيو. التى هى لغة بصرية ذات دلالات إنفعالية معبرة عن الفترة المظلمة التى عاشتها مصر من أجل الحصول على الکرامة الإنسانية، والمحافظة على استقرار مصر الدائم بعيداً عن هيمنة الدول الخارجية.
من خلال الاجابة على التساؤلات الاتية:
1 ) ما هى الدلالات الانفعالية التى ظهرت فى التعبيرات الفنية للتعبير عن الحرية فى ثورة 25 يناير وثورة 30 يونيو.
2) ما هو الدور الذى لعبته الدلالات الرمزية للأشکال والکتابات فى الرسوم الجرافيتية فى ثورة 25 يناير وثورة 30يونيو. 
3 ) ما هى الفروق بين التعبيرات الجرافيتية لثورة 25 يناير وثورة 30 يونيو.
 

الموضوعات الرئيسية


خلفية المشکلة:

الفنون هى جوهر النشاط الإنسانى، وهى الدليل على قدرة الإنسان على الإبداع الفنى الحر،والسينما، والمسرح، والغناء، والأدب والفن التشکيلى وما به من مجالات متعددة ذات صلة بالواقع الذى يعيشه الإنسان، تجعله يسجل تاريخه، وحضارته على مر العصور. ويکتمل تعبير الإنسان عن واقعه من خلال الإتحاد بين المضمون والشکل المعبر به عن هذا الواقع، الذى يکون بطريقة رمزية إيحائية لها علاقة بقدرة الفنان على التخيل المبدع ، وکذلک قدرته على التعبير عن مکنوناته النفسية التى تؤثر فيها مجريات الأحداث فى مجتمعه ومن حوله. والتى من خلالها يحاول الحصول على حريته وحقوقه التى تسلب منه فى بعض الأحيان بسبب غدر بعض الحکام بشعوبهم.

وقبل أن يعرف الإنسان اللغة المنطوقة عرف کيف يعبر عن نفسه على جدران المعابد وأوراق البردى إلى أن تحولت إلى لغة يتبادلها مع الآخر.من المؤکد أن نشأة الرموز قد بدأت مع نشأة الحضارة و الفن، کما ظهرت تخطيطات هندسية بسيطة ترمز إلى الظواهر المحيطة بالإنسان فى البيئة.

والفن التشکيلي بطبيعته هو تعبير عن احتياجات إنسانية ، وقد اضفى الإنسان بفنونه التشکيلية على کل ما حوله طابعاً جمالياً خاصاً ورمزاً فنياً ، فالرمز فى مجال الفن التشکيلي متطور واکثر حرية فهو يسمو بالإشارة على الأشياء المألوفة ، متخذاً معنى جديداً ، وهو ينشأ اصلا من ارتباطات شخصية تولد فى عقل الفنان وتعبر عن خصوبة رؤيته الفنية وهو ما يسمى
بالرمز الفني .

" فالأعمال الفنية هى رسائل عابرة للتاريخ وللجغرافيا أيضاً، حيث يحمل کل عمل فنى خصائص عصره الثقافية والإجتماعية والسياسية وينقلها من زمن إلى آخر. فالفن يرصد ويوثق کل ما يمر على البشر من أحداث تؤثر فيه ويتأثر بها. فالفنان يرصد عبر أعماله کل التحولات الأجتماعية والسياسية وما يحدث عبر الفضائيات وثورة الاتصالات وتکنولوجيا المعلومات". (خالد بغدادى ، 2012 : 101)

يستمد الإنسان قيمته الحقيقية من وجوده الإنسانى البحت و من المقوماته الخاصة به ومنها الإرادة ، والحرية، والإختيار، التى تشکل ماهيته النوعية التى تميزه عن باقى الأجناس والأنواع، وعلى أساسها يمتاز الفعل الإنسانى بالقيمة والموضوعية. وعلى أساس الإرادة والإختيار تترتب منظومة الحقوق والواجبات فى تطبيقاتها، ولعل أولى الإستحاقات الأساسية للوجود الإنسانى الحقيقى، هى : المساواة، والحرية، والعدالة، وهى ذاتها مقومات البناء العضوى للدولة الناجحة المستندة إلى
الشرعية الحقيقية.   

لقد شهدت البشرية علي مر العصور العديد من الثورات لدرء الظلم والفساد الموجه للمواطنين من قبل الحکومات والمتمثل في الديکتاتورية وغياب الحرية والعدالة الاجتماعية بالإضافة إلي القمع الأمني والتضليل الاعلامي لهم .ومن بين هذه الثورات، الثورة الفرنسية 1789م والتي کانت نهاية حقيقية لعصر الملکية والإقطاع في أوروبا ، والثورة البلشفية الروسية 1917م والتي أسست للنظام الشيوعي العالمي، والثورة الإيرانية 1979م والتي أزاحت أعتى نظام ملکي معتمدة علي الجماهير الشعبية، والتي کان للشباب دوراً حيوياً فيها .

"کما استشعر العالم کله أهمية وحيوية الشباب في أعقاب ثورة مايو 1968م بفرنسا حين رفع الشباب علي جدران جامعة السربون شعاراً مؤداه الثورة البرجوازية ثورة قانونية، والثورة البروليتارية ثورة اقتصادية، والثورة الفرنسية ثورة نفسية ثقافية "( سناء الخولي ،2002 :112) .

 "تعد جميع الثورات المصرية بدءاً من الهکسوس وحتى ثورة 1952 کانت ضد الاحتلال الأجنبى بهدف الاستقلال والتحرر من القيود الأجنبية، وباستعراض الثورات المصرية فى العصر الحديث، نجد أنها بدأت بالثورة العرابية فى عام 1881، وانتهت فى 23 يوليو 1952 بعزل آخر ملوکها وإعلان الجمهورية ، فقد شهد عام 1881 أول ثورة قام بها ضباط الجيش ضد الخديوي توفيق؛ وهى الثورة العرابية التي تزعمها ثلاثة من الضباط هم أحمد عرابي، وعلي فهمي، وعبد العال حلمي، مطالبين بحقوقهم کضباط مصريين في الترقي والوصول إلى المناصب العليا في الجيش- والتي کانت مقصورة آنذاک على الشراکسة ، وأيضاً زيادة الرواتب التى تکفل لهم حياة کريمة".
( نصر محمد، 2011 :240)

أما ثورة (25يناير) ، وثورة ( 30 يونيو) هي ثورات بلا قائد لأن الأجيال الجديدة من الشباب تؤمن بقيم المساواة وتکره ادعاءات الزعامة ؛ لأن الثورة بحکم طبيعة تفاعلاتها بلا قائد .. تسودها قيم حرية التفکير و حرية التعبير. وقد أثبتت أبحاث المسح العالمي للقيم، إن الأجيال الجديدة من الشباب في مختلف أنحاء العالم قد تخلت عن تبني الإيديولوجيات المغلقة مثل المارکسية المتطرفة أو الرأسمالية الجامدة، وهم يميلون إلى المزج بين الأفکار وبناء أنساق فکرية مفتوحة، شعاراتها الأساسية هي الحرية السياسية والعدالة الاجتماعية واحترام الکرامة الإنسانية.  

مشکلة الدراسة:

يأتى الفن التشکيلى على قمة الفنون المعبرة بطريقة رمزية عن الأحداث فى الثورات العربية فى الوقت الراهن، حيث عبر الشباب بالرسوم على الحوائط ( الفن الجرافيتى )  أبلغ تعبير عن آرائهم وأحلامهم المغتصبة من قبل الحاکم والرغبة فى الحرية والتغيير إلى الأفضل، وهذا لايأتى الإ بالتضحية بکل غالى ونفيس ( دم الشهداء) فالوعى بأهمية الحرية والحقوق الإنسانية هى ما دفعت الشباب للتضحية بأنفسهم فى سبيل الحصول عليها.

ففي ثورتى يناير ويونيه ثار الشباب على المجتمع الواقعي بکل ما يزخر به من قيود على حرية    التفکير وحرية التعبير وحرية التنظيم، والعمل بالسياسة بدون قهر وقيود وضعتها النظم السلطوية، إلى عالم التعبير بکل الطرق عن الإنسان الغاضب والثائر على النظم الديکتاتورية والسلطوية مما أوجد مجالا رحبا للتعبير الطليق عن الذات دون قيود ، وهذه الطليعة من الشباب المصري الذين يعرفون فنون الإبحار في شبکة الإنترنت، والفنون المختلفة والمطلعين على أحوال العالم، والمتابعين للموجة الثالثة للديموقراطية وسقوط الشمولية إلى الأبد.

انطلاقاً من هذا يهدف البحث الراهن إلى الدخول في مجتمع الشباب وتحديد رؤيته لذاته ولعالمه، في محاولة تحليل الرسوم الجرافيتة حول ثورة 25 يناير، وثورة 30 يونية،  والفترة التالية لها من خلال تعبيراتهم الفنية ( بالرسوم الجرافيتية على الحوائط والجدران) للتعرف على الفروق بين رسوم ثوار 25 يناير ورسوم ثوار 30 يونيو. التى هى لغة بصرية ذات دلالات إنفعالية معبرة عن الفترة المظلمة التى عاشتها مصر من أجل الحصول على الکرامة الإنسانية، والمحافظة على استقرار مصر الدائم بعيداً عن هيمنة الدول الخارجية.

أهمية الدراسة :

1 )  أهمية التعبير وخاصة  (الرسوم الجرافيتية )  ورمزيتها من خلال الأشکال والألوان والرموز الدلالية المعبرة بها فى ثورة 25 يناير وثورة 30 يونيو.  

2 ) بيان مدى مصدقية تلک الرسوم فى التعبير عن والواقع الذى يعيش فيه الإنسان من خلال التعبيرات الجرافيتية  فى ثورة 25 يناير وثورة 30 يونيو.

أهداف الدراسة :

1) التعرف على الرسالة التى توجهها الرسوم الجرافيتية فى ثورة 25 يناير وثورة 30 يونيو.

2 ) تحليل الرسوم الجرافيتية التى عبر بها الشباب عن الحرية والحقوق لأى مواطن فى ثورة 25 يناير وثورة 30يونيو.

تساؤلات الدراسة:

1 ) ما هى الدلالات الانفعالية التى ظهرت فى التعبيرات الفنية للتعبير عن الحرية فى ثوة 25 يناير وثورة 30 يونيو.

2) ما هو الدور الذى لعبته الدلالات الرمزية للأشکال والکتابات فى الرسوم الجرافيتية فى ثورة 25 يناير وثورة 30 يونيو. 

3 ) ما هى الفروق بين التعبيرات الجرافيتية لثورة 25 يناير وثورة 30 يونيو.

مصطلحات الدراسة:

         1) مفهوم الثورة                          2)  الفن التشکلى الثورى   

         3) الرمز                                    4) الفن الجرافيتى  

1) مفهوم الثورة :Revolution  

الثورة فى اللغة" تعنى الهيجان والوثوب والسطوع، وهى تغيير أساسى فى الأوضاع السياسية والاجتماعية يقوم به الشعب فى دولة ما، کما تعنى أيضاً " التغيير المفاجىئ السريع بعيد الأثر فى الکيان الاجتماعى لتحطيم استمرار الأحوال القائمة فى المجتمع وذلک لإعادة تنظيم وبناء النظام الاجتماعى بناءً جذرياً".(طلعت رضوان، 2013 :88 )

الثورة کمصطلح سياسى: "هى الخروج عن الوضع الراهن سواء إلى وضع أفضل أو أسواء من الوضع القائم، أما التعريف المعاصر والاکثر حداثة هو " التغيير الذى يحدثه الشعب من خلال أدواته کالقوات المسلحة، أو من خلال شخصيات تاريخية لتحقيق طموحاته لتغيير نظام الحکم العاجز عن تلبية هذه الطموحات ولتنفيذ برنامج من المنجزات الثورية غير الاعتيادية". (ممدوح عبد الله، 2013 :14)

الثورة إجرائياً: (25 يناير، 30 يونيو)هى ثورة مصرية شعبية سلمية قام بها الشعب المصرى، وهى ثورة حرکها الشباب وأکملها معه الشعب واحتضانها الجيش المصرى، وذلک احتجاجاً على الاوضاع المعيشية والسياسية والاقتصادية السيئة، وفساد نظام الحکم فى البلاد . 

فالثورة تؤثر فى المجتمع بکل ما فيه اقتصاديا، اجتماعياً، سياسياً، وثقافياً لذلک توجد هلاقة وثيقة بين الفن والثورة.

" فالعلاقة بين الثورة والفن مردها أن الفن بطبيعته ثورى، وثوريته تلک لها طابع فوضوى حاد، بمعنى أنه لا يتقبل أيه وصاية، لذلک نقول أنه يوجد بين الفن والثورة تناغم واتساق، ذلک أن الثورة تبدأ من تحرير الإنسان والمجتمع، فتقوم الثورات من أجل المطالبة بالحريات، والحرية هى غاية الفن، فهو يثور قبل قيام الثورات الاجتماعية على قوائم المحظورات والممنوعات التى لايجوز الاقتراب منها ليثبت أن تلک الحرية المزعومة التى يجمل بها الظام الحاکم نفسه وصورته أمام العالم ما هى إلا کذبة کبرى.(رباب هاشم، 2008 : 42)

ففى بحث ( محمود حسين ، ممدوح مکاوى) التى هدفت للتعرف على التأثيرات المختلفة لمواقع التواصل الاجتماعى على الشباب الجامعى وعلاقة ذلک بمشارکتهم السياسية فى ثورة 25 يناير، حسب اختلاف المستوى الاجتماعى والاقتصادى ونوع التعليم، وهى دراسة وصفية تعتمد على منهج المسح الإعلامى، واشتملت الدراسة على عينة قوامها 400 فرد من شباب الجامعات، وأوضحت النتائج إلى أن مواقع التواصل الاجتماعى لها تأثيرات سياسية ملحوظة على طلاب الجامعة، وظهر ذلک من خلال الاعداد لثورة 25 يناير وأثناءها وبعدها من خلال توجيه دعوة صريحة ومباشرة للانخراط فى أحد أشکال المشارکة السياسية وتنوعت هذه الدعوات ما بين التظاهر، التصويت، الاحتجاج ، وذلک يوضح أهمية مواقع التواصل الاجتماعىلدى شباب الجامعات.(محمود حسين، ممدوح مکاوى، 2013 :215 )

2 ) الفن التشکيلى الثورى :Revolutionary Fine Art

تتعدد وتتنوع أشکال التعبير والإبداع  أثناء الثورات منها المسرح، الغناء، المسيقى، السينما، الأدب، والفن التشکيلى وغيرها من مجالات الإبداع والتعبير الحر "وقد برز خلال العصر الحديث الکثير من المبدعين ويتقدمهم (رب السيف والقلم) الشاعر محمود سامى البارودى أحد قادة الثورة العرابية، والمبدع عبد الله النديم هو لسان حال الثورة العرابية. بل إن أحمد عرابى نفسه کان يکتب الشعر. فالمبدع لايأتى بأعماله إلا من خلال الرؤية، وتلک الرؤية لا تأتى إلا من الثقافة، والثقافة لا تأتى إلا من القراءة للحضارات، والمشاهدة والمعايشة للواقع الحاضر. فالثوار وأصحاب الرؤى کانوا وما زالوا قلة نادرة، ويأتى فى مقدمتهم غاندى- نهرو- عبد الناصر- مانديلا، ورغم ندرة هؤلاء الثوار إلا أنهم أصحاب بصمات حفروها على جدران الخلود لتکون قدوة ونبراساً للإنسانية". (محمد الشافعى،2013 :8،9 )  

الرسم نوع من أنواع التعبير التى عرفها الإنسان منذ القدم، فهو لغة ووسيلة تفاهم بين البشر يعبر بها الإنسان عن أفکاره وآرائه للآخرين. والرسم يمثل الشکل والحجم کما هوفى مخيلة الرسام، والذى يتکون من الخطوط ، والرموز، والاشکال للتعبير عن الأفکار والاحداث بطريقة تعبيرية ذات مغذى ودلالات رمزية، تجعل المشاهد يربط ما بين التراث والاحداث المعاصرة.

فمضمون العمل الفنى هو جوهر الرؤية الفنية وهو الناتج عن الفعل الأدائى الکلى، للعناصر وتنظيم الوحدات وترابطها واتزانها، وجملة العمل الفنى وتأثيره العميق فى النفس البشرية. ومعنى المضمون تحدده رؤية الفنان وثقافته ووعيه بالحاضر "(طارق عابدين2012 :  115 ) ، ان العلاقة بين المضمون و الشکل المعبر عنه ليست علاقة غاية بوسيلة بل هى علاقة أعمق ، هى علاقة ترابط و اتحاد علاقة عنصرين يدعم کل منهما الآخر ليعطى هذا الارتباط دلالة تعبيرية أو معنى ، هذا المعنى لايمکن أن يکون شىء منفصل عن ذلک الاتحاد .  

ففى بحث سابق للباحثة عن ( ثقافة التغيير کما عبر عنها فنيا شباب ثورة 25 ينايروعلاقتها بالانتماء والهوية 2012) فقامت الباحثة بتصوير وعرض وتحليل بعض الرسوم الجرافيتية التى قام الشباب برسمها على الاسوار فى المياديين فى وسط القاهرة، ومن خلال هذا البحث تم الاجابة عن بعض التساؤلات  - ما دلالة الرموز المستخدمة فى الرسوم للتعبير عن الانتماء والهوية، - کشف العلاقة بين استخدام التراث للتعبير عن الانتماء والهوية فى الرسوم، - ما هى دلالات الکتابة التى استخدمها الشباب فى رسومهم ودلالتها بالنسبة لموضوع الثورة، - ما أشکال وأساليب الفن التشکيلى فى رسوم الشباب للتعبير عن الثورة وثقافة التغيير." حيث عبرت معظم الرسوم عن الهوية المصرية من خلال تعبيرهم بالرسوم الفرعونية عن أحداث الثورة فى 25 يناير، مما يؤکد على درجة إنتمائهم لهذا البلد، من أجل المحافظة عليه من نهب خيراته وتدميره . کذلک تم تعبيرالرسوم باساليب فنية مختلفة منها الواقعى والرمزى والسريالى الرمزى والتعبيرى. وظهرت رموز ذات دلالات تعبيرية ورمزية مختلفة فى تلک الرسوم". (سهام بدر، 2012:  20، 29 )   

ويوجد علاقة وثيقة بين الحرية والفن وهى علاقة جدلية قائمة على حرية الفنان نفسه، من خلال تعبيره عن شعوره الداخلى، ذلک أن الفن والحرية حاجة إنسانية ضرورية، حيث نستطيع الوصول للحرية من خلال الفن بکل أشکاله المعبرة عن نبض المجتمع وما به من قضاياتساعد على الحفاظ على الفن کقيمة جمالية وفکرية للمنتج الفنى.

" إن الفن والثورة مفهومان متلازمان، فالثورة لا تتم دون أن يمهد لها الفن ويشحن الناس معنوياً ويهيىء النفوس والعقول لقبول التغيير، کما أن الثورة بعد قيامها تکون دافعاً للمبدعين للتعبير عن الأفکار الثورية، وتبنى أفکار جديدة تعبر عن الانتماء للوطن (ممدوح عبد الله، 2013: 34)

وقامت (حنان محمود ببحث عن ثورة 25 يناير کما عبر عنه بالرسم عينة من الأطفال المصريين للتعرف على أکثر الرموز المعبرة عن ثورة 25 يناير، الفروق بين رسوم الأطفال الذکور والأناث فى ثورة 25 يناير، الفروق فى رسوم الأطفال فى ثورة 25 يناير تبعا لمتغير العمر الزمنى، من خلال استمارة تحليل الرسوم اعداد الباحثة، وأوضحت النتائج على أن أکثر العناصر المعبرة عن ثورة 25 يناير هى المتظاهرين- لافتات- الشهداء- المصابين- الکتابات ، کما يوجد فروق فى رسوم الذکور والاناث فى بعض بنود استمارة تحليل الرسوم(حنان محمود، 2014 : 6)

" وکان الفن ذا بصمة واضحة فى ثورة يوليو، حيث يزخر متحف الفن الحديث بالعديد من الأعمال الفنية التى جسدت الثورة ومطالبها، حيث انطلقت طاقات التعبير تصور إرادة الإصرار وبسالة المقاومة والمعانى الفکرية والأجتماعية الجديدة، حيث ارتسمت على الألواح والتماثيل حرکة الحياة وأصبح الإنسان بين الطبيعة والآلة، وقد عبرالفنانين  صلاح طاهر وعبد الهادى الوشاحى عن الثورة أبلغ تعبير، وقضية الاصلاح الزراعى عبر عنه کلاً من السجينى فوزى وإنجى أفلاطون وجاذبية سرى و راغب عياد وعبد الهادى الجزار وحامد ندا وغيرهم من الفنانين العظام التى تزخر بهم مصر على مر العصور، للتأکيد على التعبير عن بنية الشخصية المصرية من خلال الرمز والتأکيد على فکرة الحرية و الکبرياء والانتصار لجماليات الواقع المصرى والهوية المصرية ".(أحمد نوار، 2013: 32،36)

يمکن القول أن قوام عمليات التمرد والحرکات الرافضة هم الشباب بحکم ترکيبهم السيکولوجي وميلهم للتغيير ورفض الوضع القائم .وتشير العديد من الدراسات إلى أن المکون الرئيسي لحرکات التمرد والثورة هم الشباب بالنظر إلى الخصائص السيکولوجية والسلوکية للمرحلة العمرية التي يمرون بها، فالشباب يمثلون طاقة وقوة واندفاع، ومن ثم قد يتسم سلوکه السياسي بالخيال والمثالية، مع رفض للواقع والسعي لإيجاد إطار أو نظام حياة جديد. وقد تکون أحد العوامل الدافعة لتمرد الشباب هو تشکيل ما يسمى بالثقافة الفرعية الخاصة بالشباب. وقد أثار الدور الذي قام به الشباب المصري في إشعال الثورة المصرية موضوعات حيوية تُحيي الجدل الدائر دوماً بين الأقلام حول الشباب وثقافتهم.

لقد کان لأنعدام حرية الرأي والتعبير سبباً رئيسياً من أسباب قيام ثورة 25 يناير 2011، وفي الحقيقة لقد ظن الکثيرون أن الأمر قد يتغير بعد الثورة، إلا أن الجميع فوجئوا بوجود تحديات کثيرة تواجه حرية الرأي والتعبير؛ حيث لم يتوقع أحد أن تکون هناک مثل هذه التحديات بعد ثورة 25 يناير، فالوضع السياسي المصري حالياً ينذر بوضع صعب في مجال حرية الرأي والتعبير، مما أدى إلى قيام ثورة 30 يونيو التى خرج فيها ملايين المصريين للتعبير عن تماسک الشعب المصرى واتحاده وعدم تفککه، ففترة حکم الاخوان کانت من الفترات العصيبة التى مرت بها مصر، حيث ازداد احباط المصريين بسبب ترضى الاوضاع السياسية والاجتماعية مما أدى إلى قيام مجموعة من الشباب إلى تجميع ملايين التوقعات من المصريين لتنحية الرئيس مرسى ( حرکة تمرد) .

ففى دراسة ( نصر محمد) التى هدفت إلى التعرف على فاعلية برنامج تدريبى مقترح فى تنمية الکفايات المهنية والانعکاسات التربوية لثورة 25 يناير على مراکز الشباب ودورها فى تعزيز قيم المواطنة، وقد اعتمد الباحث على المنهج الوصفى متمثلا فى تجميع الحقائق والمعلومات المتعلقة بثورة 25 يناير، وتحليلها ووصف وتحليل الانعکاسات التربوية لثورة 25 يناير على مراکز الشباب بمحافظتى سوهاج والوادى الجديد، الادوات کانت عبارة عن استبانه للعاملين وآخرى للشباب المتترددين على تلک المراکز للتعرف على اتجاهاتهم نحو الانعکاسات التربوية لثورة 25 يناير، ومن خلال نتائج الدراسة قام الباحث بالتعرف على ماهية مراکز الشباب وأهدافها التربوية، ودورها فى تعزيز قيم المواطنة بعد ثورة 25 يناير. (نصر محمد محمود، 2011 : 276 ، 313 )  

ففى ثورة الخامس والعشرين، وثورة الثلاثين من يونيو عبر العديد من الفنانين التشکليين عن الحرية والکرامة الإنسانية بالعديد من الصور والرسوم التى تسجل الأحداث يوماً بيوم، من خلال الوسيلة هى الرسالة " فالوسيلة کانت الفنون والتکنولوجيا، والرسالة هى إسقاط الأنظمةالدکتاتورية المستبدة" حيث کان هذا الحراک الفنى يحمل مفاهيم أکثر نضجاً وتطوراً وجرأة. حيث کشفت لنا الثورتين عن نضج فکرى وسياسى لقاعدة عريضة من أفراد المجتمع من مختلف الطبقات الرافضين للرياء والکذب وبيع الوطن.

" لان الفن هو مرآة الواقع وانعکاس حقيقى لما يدور فى المجتمع من مستجدات، ودائماً ما يرتبط بالاحوال الاجتماعية، والسياسية بشکل مباشر، فکان للأحداث السياسية تأثير مباشر على الفنون ومنا الثورات التى تعتبر إحدى أدوات التقدم الحتمى للبشرية نحو مجتمع تسوده الحرية، فدائماً فأن الفن التشکيلى من الشعب وإلى الشعب، فهو ترجمة للحالة النفسية والشعورية لما يجول فى أواصر الجماهير، ولم تقتصر وظيفة الفن عموماً على المتعة والتسلية وإنما للارتقاء بمستوى الحياة الواقعية.(حنان محمود، 2014: 4)

"  فلکل عمل فنى لغز يسکن أعماقه، ويغرى بمحاولة اکتشافه، من خلال ما تحمله الفکرة من أسرار، وکذلک المعنى الذى يتجاوز العالم المرئى وعلى المشاهد أن يبدأ فى سبر أغوارها ومحاولة النفوذ إلى أعماقها وتجاوز المظهر المرئى للوصول إلى المعنى الکامن خلف العناصر والأشکال التى يعبر بها الفنان. کذلک لکل فنان موقفه الفنى والفکرى الذى يحدد طبيعة العلاقة الجدلية بين الإنسان والکون المحيط به، والتى تتحکم فيها العديد من دوائر التجاذب والتقاطع، بعضها فنى جمالى والآخر أيديولوجى تحدده طبيعة الجغرافيا وعمق التاريخ وخصوصية اللحظة الثقافية الراهنة."(خالد بغدادى، 2012: 85، 137 )

3 ) الرمز: Symbols 

الرمز شىء مادى يمثل فکرة معنوية وهو أسلوب لملاحظة "أوجه التشابه بين ما هو وجدانى بالنسبة للفنـان و بين ما هو مادى ، مع دمج صور الأشياء الحسية (أشکال الرموز) و بين المعنويات (المرموز اليها) و خلق الرمـز عن طريـق الدور المشـترک لکل من خيـال الفنـان و الواقع المدرک ، و وجوب اتيان الرمز حـاملا مغزى انفعالى و فکرى و جمالى واجتماعى"  ( صلاح الدين عبد الحميد حسن– 1999: 315 (

  وقد أوضحت سوزان لانجر رأيها فى الرموز الفنية فهى تعتبر الفن ککل " رمزاً " للوجدان البشري ، فالفن کرمز هو کل مدرک أو متخيل يعرض العلاقات بين الأجزاء الخاصة بهذا الکل ، فهي تميز بين الرمز الفني والفن کرمز ، فکل نظرياتها فى علم الجمال ترتکز على هذا ( الرمز ) ، وتعتقد سوزان لانجر أن الرمز قد يستخدم فى الفن دون أن يکون هناک فن رمزي ، فهناک الکثير من الرموز التى نستخدمها فى الفن غير أن الفن رمز مفرد لا يتجزأ ، ويدرک مباشرة ککل ، فالفن عندها کشکل يتکون من مجموعة من العناصر المتنوعة التى ترتبط وتتفاعل معاً فى إبراز هذا الشکل ، بحيث يعطي بوضوح وموضوعية بحيث يمکن إدراکه(http://faculty.ksu.edu.sa)

4 ) الفن الجرفيتى:  Graffiti Art 

کلمة الجرافيتي أصلها إيطالي «جرافيتو» والتي تعني الکلمات أو الرسومات المطبوعة على الجدران، وکان يعرف بأنه فن الطبقات الفقيرة التي تهدف إلى التعبير عن نفسها بهذا الفن، وازدادت الظاهرة وبدأت الطبقات الأخرى التعبير أيضاً عن تمردها على السلطة، بکتابة شعاراتها، مرفقة برسوم تعبر عنها؛ کان الأمر أشبه بفن الکاريکاتير مرسوماً على الجدار بمساحات واسعة نسبياً عما يوجد بالصحف والمجلات. وما يميزها بشکل واضح هي أنها توضع على أماکن بارزة في الشوارع والميادين الرئيسية وعلى الأملاک العامة عادة؛ ليراها العابرون، وهي ذات طابع خارج عن المألوف والمعتاد، أغلبه سياسي، ويتهمه البعض بأنه تخريب للفضاء العام وليس تعبيراً عن الرأي.

" يختلف المهتمون بالجرافيتي على تاريخ بدء هذا الفن الحديث في مصر، فالبعض يقول إنه بدأ في الستينيات من هذا القرن إبان حرب 1967 حيث ظهر رسم جرافيتي بعنوان -نهاية الأعور- يصور العسکري الإسرائيلي موشيه دايان 1915 - 1981 مصاباً بصاروخ على جدار أحد مداخل کوبري قصر النيل المؤدي إلى «ميدان التحرير». کما يعتبر البعض أن الرسومات التي انتشرت في مدينة السويس عقب تحرير سيناء عام 73 نوع من الجرافيتي. غير أن الحديث عن انتشار واسع للرسم على الجدران بشکل مستمر ومکرس للثورة وطموحاتها في مصر أصبح لافتاً أکثر بعد ثورة 25يناير" . (http://www.aldohamagazine.com).                                                          

أنها ظاهرة مميزة هامة ومُحفزة عبّر فيها الفنان عن قضيته السياسية والثورية بعمل يحمل روح التراث المصرى بأسلوبه الفنى الخاص، ويجد أن هذا الأسلوب يحفز على تأصيل روح التراث المصرى فى وجدان المتلقى، کما کان التراث المصرى مؤثر أيضا فى الأساليب التى کان يستخدمها فنانى مصر فى مختلف أنواع الفنون التى قدموها، فنجد منهم من تأثر فى أعماله بالفن الفرعونى أو القبطى أو الاسلامى مع حفاظه على تقديم العمل بأسلوبه الفنى الخاص، وأکد على أن الفنان کلما تأثر بالتراث المصرى وعکسه فى أعماله، هکذا يتأثر المتلقى حين رؤيته لهذا الفن.

فالفن لا يکون حياديا خارج منظومة الزمن، فهو جزء من عملية التطور الثقافى للشعوب، بما يحمله من فکر ورؤية فالفنان هو ابن بيئته وثقافته وعصره، لذلک لا يمکن أن ينفصل عن مشاکل بلاده فى أى عصر من العصور. وقد أنعکست ثنائية اللغة والفن فى ثورتى الخامس والعشرين، والثلاثون من يونيو التى قامت للتعبير عن رغبة الشعب فى إنهاء حالة القهر وکبت الحريات، مما أنعکس فى أشکال تعبيرية عديدة رصدت ماجاش فى صدور المصريون. فى محاولة صادقة للتعبير السلمى، وإثبات الذات ورفض الهيمنة الدکتاتورية، والمطالبة بالحرية والعيش الکريم، مستخدمين فى ذلک شتى وسائل التعبير حيث تلونت الجدران والحوائط بالرسوم والجداريات (الجرافيتى) التى رصدت حرکة الثورة وتطوراتها. 

فالعمل الفنى عبارة عن کتاب مفتوح أمام المتلقى، فهو ترجمة حقيقية للواقع الاجتماعى والظروف السياسية، فالرسوم وما بها من ألوان وخطوط ورموز تعبر عن القيم والمبادىء والموروثات الثقافية التى تزخر بها المجتمعات.

ففى ثورة الخامس والعشرين من يناير تألق رسم الجرافيتى الذى عکس روح الثورة الطليقة وروح شخصية مصر الفريدة، حيث أصبح علم مصر هو الأيقونة الأساسية للثورة والفن، بما يعکس روح الانتماء والعطاء. وکذلک فى ثورة الثلاثون من يونيو حيث تألق العلم المصرى وأصبح العلامة والشارة مع خروج ملايين من أفراد الشعب فى سابقة لم تحدث فى تاريخ الثورات على مر العصور.

المنهج والاجراءات:

 1 ) العينة:

تتکون عينة البحث (106) صورة من بعض الرسوم الجرافيتية التلقائية التى قام شباب الثورة برسمها على جدران المبانى فى الشوارع والميادين العامة. وقد تم انتقاء أکثر الرسوم الجرافيتية ذات التعبيرات الرمزية المستمدة من الثقافات والحضارات المختلفة للتعبير عن الواقع الحالى بطريقة إيحائية معبرة عن المشاعر الداخلية لکل أفراد المجتمع، والتى يتم من خلالها التنفيس ولکن بطريقة رمزية بالالوان والاشکال المعبرة عن الاحداث التى تعيشها البلاد فى تلک الفترات العصيبة.

 2 ) منهج الدراسة:  

تتبع الباحثة المنهج الوصفى التحليلى من خلال عرض الأعمال الجرافيتة والرسوم المعبرة عن الحقوق والحريات فى ثورة 25 يناير و ثورة 30 يونيو،  وکيفية تعبير هذه الرسوم عنها ببعض الرموز والدلالات الفنية التى تؤکد أهمية التمسک بهذه الحقوق وعدم التفريط فيها .

  3 ) أدوات الدراسة: 

قامت الباحثة بتصميم استمارة لتحليل وتوصيف الرسوم الجرافيتية المعبرة عن حرية التعبير المکفولة للإنسان فى أى دولة وتفسير الرموز الموجودة فى هذه الرسوم من خلال
المتغيرات التالية:

صدق الاستمارة:  قامت الباحثة بعرض الاستمارة على عدد من المحکمين بلغت عشر محکمين، واختيرت المفردات التى حصلت على نسبة اتفاق بين المحکمين لا تقل عن 85 %  مما يدل على أن الاستمارة صالحة لتحليل الرسوم الجرافيتية.

ثبات الاستمارة : تم حساب ثبات الاستمارة من خلال تصحيحها من قبل ثلاثة مصححين، وحساب معامل الارتباط بينهم ، جدول (1 ) يوضح ذلک.

جدول (1 )يوضح معامل الارتباط بين ثلاثة مصححين  لاستمارة تحليل الرسوم الجرافيتية

 

توصيف الاستمارة  : تحتوى الاستمارة على ثلاثة بنود هى

1 ) الرموز المستخدمة فى الرسوم وتحتوى على عدد من المفردات منها(العلم المصرى- القفص- اليد والقضبان- الحمامة- العصفور- فک القيود- اللحية- اشارة رابعة)

2) الدلالات التعبيرية المستخدمة للتعبير عن الرموز وتحتوى على عدد من المفردات ( الاهرامات- القلعة- الهلال- الصليب- الشهيد- صندوق الانتخابات- قنبلة الغاز- الشرطة- المرايا- قناع الغاز- اسماء الروايات الادبية)

3) استخدام الکتابات للتعبيروتحتوى على بعض المفردات منها( ثورة- ارحل کلمات الغضب- کلمات السخرية- 25 يناير- تمرد- احاديث نبوية- آيات قرآنية-  کلمات بالانجليزية)

1-الرموز المستخدمة التى سيتم حصرها من الرسوم الجرافيتية لثورة 25 يناير،
ثورة 30 يونيو.

2-الکتابات والعبارات المستخدمة وسيتم حصرها من الرسوم الجرافيتية لثورة 25 يناير، ثورة 30 يونيو.

3-الدلالات التعبيرية للرموز والکتابات المستخدمة فى الرسوم الجرافيتية لثورة 25 يناير، ثورة 30 يونيو.

وذلک تمهيداً لمعرفة دلالة تلک الرموز والکتابات:

استمارة لتحليل الرسوم الجرافيتية لثورة (25 يناير، ثورة 30 يونيو)  جدول (2 )

نسبة رسوم 30 يونيو

نسبة رسوم 25 يناير

الرموز

البنود

م

% 3 4 ,30

-

-

-

-

-

% 04 , 13

% 04 , 13

30  %

3,33  %

3,33%

5%

3,33%

5%

-

-

- العلم المصرى

- القفص

- اليد والقضبان

- الحمامة

- العصفور

- فک القيود

- اللحية (الذقن )

- اليد ( اشارة رابعة)

الرموز المستخدمة فى الرسوم

1

-

-

-

-

% 08 , 26

-

-

% 52 , 6

% 39 , 17

% 34 ,4

% 17 ,2

% 17, 2

% 33 , 3

%  33, 3

% 5

% 5

% 33, 18

% 33 , 3

% 33 , 3

5%

% 10

-

-

-

- الاهرامات

- القلعة

- الهلال

- الصليب

- الشهيد

- صندوق الانتخابات

- القلعة

- قنبلة الغاز

- الشرطة

- المرايا

- أسماء الروايات الأدبية

- قناع الغاز

الدلالات التعبيرية المستخدمة للتعبير عن الرموز

2

% 04 , 13

% 21 , 15

% 8 , 10

% 5 , 19

-

-

% 6 , 8

% 34 , 4

% 17 , 2

11,66

% 33, 18

5%

% 6,66

% 13,33

6 6 , 6

-

% 45 , 8

-

- ثورة

- ارحل

- کلمات الغضب

- کلمات السخرية

- 25 يناير

- آيات قرآنية

- تمرد

- کلمات بالانجليزية

- أحاديث نبوية

استخدام الکتابات للتعبير

3

تعقيب على الجدول:

ومن الجدول السابق نرى أن نسبة وجود العلم المصرى فى الرسوم هى أکبر نسبه وذلک لرمزية العلم ودلالته على مصرنفسها، ويأتى فى المرتبة الثانية صور الشهداء لتعبيرهم عن التضحية بالنفس والدم من أجل رفعة الوطن، يتساوى معها نسبة کلمة أرحل دلالة على طول المدة التى جلس فيها الحاکم فى سدة الحکم، وما قام به من أفعال جعلت الشعب يثور عليه. يلها کلمة ثورة سواء باللغة العربية أو اللغة الأنجليزية دلالة على أستخدام کل اللغات للتعبير للحاکم عن رغبة الشعب فى رحيله.

يأتى العلم المصرى على قمة الرموز المستخدمة فى الرسوم الجرافيتية لثورة 30 يونيو، دلالة رمزية عن مصر ومکانتها عند الشعب المصرى، فالدولة التى ذکرها الله سبحانه وتعالى فى القرآن الکريم سوف تظل فى حمايته إلى يوم القيامة أن شاء الله. وجاء رمز الشهيد فى المرتبة الثانية وکلمات السخرية المعبرة عن الحالة القاسية التى تعيشها مصر فى هذه الفترة، وکلمة أرحل، واللحية کرمز ودلالة عن الأخوان المسلمين. حيث أستغل الدين الأسلامى أسواء أستغلال فى
هذه الثورة.

تفسير النتائج فى ضوء تساؤلات البحث: التسؤال الأول:-

1) ما هى الدلالات الانفعالية التى ظهرت فى التعبيرات الجرافيتية للتعبير عن الحرية فى ثورة 25 يناير وثورة 30 يونيو

کل ثقافة من الثقافات في مختلف الحضارات وتاريخ البشرية لها معاييرها المستقلة، والتي تميز شعب عن أخر، ففي خضم التحولات تغيرت حرکة فعل الإنسان واتسع أفقه، وأصبح هناک ما يعرف بالثقافة البصرية فکانت التغيرات المتسارعة في صراع وتعارض مع القوى الاجتماعية تارة ومع القوى الثقافية تارة أخرى ، ويعد الفن شکل من أشکال الثقافة وهو أيضا شکل من أشکال الحياة فهو مجال تنفيس لخلجات النفس والمشاعر والأحاسيس وهو في مختلف مجالات الفنون نشاط إنساني رفيع. يحاول الإنسان من خلاله التعبير عن أفکاره، وأحلامه، وأمانيه تارة وتارة يعبر عن أفکار، وأحلام، وأماني مجتمعه أو أمته .

 

شکل (1  )

 فمضمون الرسوم يتضمن مجموعة العلاقات الداخلية والروابط الرمزية التى تندرج تحت الفکرة التى يعبر عنها الفنان، وما يتبناه المجتمع والفرد من أفکار ورؤى.فإدراک العلاقة بين الشکل والمضمون فى العمل الفنى يسهم فى تطور أدوات الفن. ففى شکل (1) عبر الشباب عن الرغبة فى الکلام من خلال الصراخ بصوت مرتفع لتوصيل صوته وفکره إلى من لايراه ولا يشعر به، وما به من معاناه فى البحث عن وظيفة أو عدم القدرة على تکملة تعليمه فالحاکم لا يرى إلا نفسه وسلطته التى يريد المحافظة عليها أکبر وقت ممکن من أجل سرقة خيرات الوطن. ففکرة التعامل بشکل مباشر مع الحقيقة والواقع وما ينتج عنهما من عمل فنى رمزى يضيف بعداً جمالياً وإنسانياً على فکرة العمل نفسه للعمل على نقل الواقع من خلال دلالات إيحائية بطريقة رمزية.

 

شکل (2 )

فمن خلال تحليل الرسوم تبرز القيم ذات الدلالات النابضة والمعنى الحسى والعقلى للأوضاع التى يعيشها المجتمع، فالرسم کان وما زال وسيلة التعبير الفردية والجماعية، التى لها دور ما فى تصحيح بعض الأوضاع فى حياة الناس. ففى شکل رقم (2) نجد کثير من المعان والدلالات البصرية التى عبر بها الشباب عن الثورة المصرية منها الرغبة فى الحرية ، حرية الحرکة حرية التعبير حرية الاختيار من خلال خروج ثورة 25  يناير من القفص وتقطيعه بألونها المتمثله فى لون علم مصر تعبيراً رمزياً عن تحرر مصر والمصريين من القهر والظلم عشرات السنوات.

 

شکل (3 )

فالرسوم  تتفاعل مع مفردات وثنايا التکوين لتشکيل رؤية کلية محملة بالأبعاد والدلالات، حيث ترفع العناصر الحواجز بين الرؤية البصرية المرتبطة بالحواس والمادة والحسابات الذهنية، وبين الرؤية البصرية المرتبطة بالحدس والبصيرة حينئذ سوف يمتزج الواقع بالفن بطريقة التفاعل المتزامن فتتوحد العناصر وتثير الوجدان وتحرک الشعور، فى محاولة لفهم المغزى المقصود من تلک التعبيرات الفنية. وهذ ما يوجد فى شکل رقم (3) حيث عبر الفنانين عن ثورة 25  يناير بعدد من المفردات التى ساعدت على أظهار المغزى المقصود منها مثل ( الحمامة المنطلقة بحرية حيث ترمز إلى انتهاء عصر الظلم والقدرة على البوح بما داخلنا بحرية- علم مصر واللون الأحمر الذى يسيل منه قطرات حمراء تدل على تضحية المصريين بدمائهم من أجل الحرية والکرامة الإنسانية –الفيس بوک يدل على دور التکنولوجيا فى الثورة -الأيادى التى کسرت القيود الحديدية – الشاب الذى يصرخ بکل ما فيه من قوة للمطالبة بالحرية – الاتحاد بين الصليب والهلال للمطالبة برفع الظلم والعدالة الاجتماعية وتعايش المصريين کلهم مع بعض بالرغم من أختلاف الديانة.

ثورة 30 يونيو:

فالفن الجرافيتى هو تعبير إنسانى ينطبق عليه فى العموم ما ينطبق على أى عمل فنى تشکيلى ويتکون من ذات المکونات التى يتکون منها أى عمل تشکيلى آخر فمهما کانت سعته وعظمته فهو يصمم من أجل أن يفهمه الناس من نظرة سريعة بما يحمله من مؤشرات بصرية مرکزه ومختصرة ولکنها ذات تأثير مباشر ومقدرة على اجتذاب النظر والإنتباه. تتميز الرموز البصرية التى يبدعها الفنان بالتعبيرية والرمزية، حيث تلعب الصورة فى الوقت الراهن دوراً هام وفعال فى توصيل الرسائل بدون أستخدام اللغة اللفظية، فصارت اللغة الشکلية هى المحرک للثورات المصرية.

 

شکل (4 )

فرسم صور الشهداء والجماجم يعبر عن صرخة فى وجهه الظلم الذى أغتصب الدم والدولة والحياة من زهرات الشباب، وحل محل الزهور الهياکل العظمية والجماجم البشرية التى تطالب بالقصاص والعدل .ففى الشکل رقم(4) يقوم بتذويدنا بمعلومات عن أحداث الثورة فى 30 يونيو والشهداء من خلال الألوان التى قام الشباب بأستخدامها للتعبير عن العناصر الموجودة فى الواقع بالفعل، وتوضيح الانفعالات المختلفة التى ظهرت فى ملامح الشهدين فى الجانب الايمن والجانب الايسر وأمتداد أيديهم لتمسک ببعضهن وفى أسفل اليدين توجد بعض الصور الخاصة
بباقى الشهداء.

 

شکل (5 )

أن مجمل الدلالات التى تثيرها لغة الرسوم ليست وليدة معان بارزة فى أشکال لاتتغير، وأنما هى أبعاد اجتماعية وإنسانية وفطرية، وقيم کبرى ظلت الفلسفات القديمة تبحث فيها وهى الحق والخير والجمال، بأعتبارها صناعة بشرية ترعرعت فى ظل التجربة والتأريخ والأحداث ويلعب فيها الإدراک دوراً مرکزياً بأعتباره نقطة التقاء المعرفة بالواقع عن طريق العقل، فى تحديد دلالات ومعانى المدرکات الحسية.

ففى شکل (5 ) نجد مجموعة من الشهداء فى مقدمة الصورة وفى الخلفية نجد صورة لجيکا أشهر شهيد فى ثورة 30 يونيو هو والصحفى أبو ضيف الذين قتلوهم عند قصر الاتحادية
بمصر الجديدة.

 

شکل (6 )

ونرى فى شکل ( 6)  صورة لمرسى وقد تم تدميرها إلى قطع صغيرة دلالة على قوة الشعب المصرى حيث أثبت الشعب للعالم قوته وقدرته فى حماية بلاده، وفى الجانب الايمن نجد صورة لشهيد رمز دلالى على التضحية بالحياة من أجل أن تعيش مصر قوية أبيه.            

                      

شکل (7 )

تعد الرموز ودلالتها من العناصر الأساسية التى يلعب الخيال دوراً هاماً فى تفسيرها ومحاولة فهمها من قبل المتذوق أوالمشاهد العادى، فالصور والاشکال يکون کلا منها له دلالة معينة فمن خلال أستخدام بعض الاشکال والرموز التى تعبر عن معانى ودلالات تراثية ونفسية. ففى شکل (7) نجد مجموعة من الشهداء فى مقدمة اللوحة بأجنحة باللون الاصفر، وهذه الاجنحة دلالة رمزية عن الملائکة فى الديانة الميسحية، وفى خلفية الصورة نجد صورة للشهيد جيکا، وبعض الکتابات
باللغة العربية.

 

شکل (8 )

لذلک فأن مصدر قوة الرسوم يکمن فى کونها بمثابة نص مرئى مفتوح، بما يسمج بقراءات متعددة، من خلال تجاوز الرسوم مرحلة البصر إلى البصيرة وما بها من دلالات وإيحاءات وتعبيرات تنتمى إلى رسالة مرئية تخرج من الرسوم إلى حيز الواقع والمعرفة القابلة للتغيير. ففى شکل (8) نرى وجه شهيد ومن حوله الدماء، وجملة مکتوبة ( لو لسه الصورة محتاجة) .

التسؤال الثانى :

2) ما هوالدور الذى لعبته الدلالات الرمزية للأشکال والکتابات فى الرسوم الجرافيتية فى ثورة 25 يناير وثورة 30 ينيو.

ثورة 25 يناير( 2011 ):

 

شکل (9 )

رسام الجرافيتى  يحاول التأکيد على العمل الذي ينطوي على مضامين عميقة بوضع المعنى في سياق محدد، يمکن المتلقي من الإحساس بما يحاول أن يقوله فى الصورة البصرية. ففى هذه اللوحة شکل (9) نرى رسم لوجه رجل وعدة أيادى تم وضعها على عيون الرجل وفمه، مما يوضح لنا قدرة الاشکال البصرية على التعبير عن المعانى بدلالات لفظية يدرکها المشاهد ويفهمها بدون کلام مکتوب. فوضع الايادى على العيون والفم يوحى للمشاهد أن هذا الشخص لن يتحدث مرة أخرى، ولن تکون لديه الفرصة للوصول إلى هدفه، وهذه الصورة ترجمة رمزية للخبرة التى أکتسبها الشعب من خلال التعامل مع الحاکم.کما أنها لغة مرئية تعبر عن الخبرات التى مر بها الشعب.

 

شکل (10 )

فالعمل الفنى صاحب الإنسان عبر الخوف والمجهول، حتى تحول إلى ذاکرة ترصد القفزات والتحولات النوعية فى الوعى البشرى، حيث تتوقف قوة الشکل على تأثيره الجازب للروح والعقل على طاقته المختبئة وراء المعنى فى الرسوم، وهى تجاذبات تجمع ما بين الفکرة والشکل المستخدم وبين المضمون والمحتوى. حيث تبقى الرسوم محتفظة بأسرارها الکامنة فى کل ثنايا وفجوات النص البصرى، وذلک لأختلاف مستويات الوعى بين الناس، مع اختلاف لحظات حضور العمل الفنى فى الزمان والمکان .ففى شکل (10) نجد التراث برموزه الحاضرة لتعبر عن الواقع الأليم الذى يعيشه الشعب المصرى معبراً عن صمود هذا الشعب عبر الزمان . والاتحاد ما بين الهلال والصليب والتراث الاسلامى متمثل فى المسجد والمآزن والتراث الفرعونى متمثل فى الاهرام، وارضية اللوحة متمثلة فى العلم المصرى، تعبيراً دلالالياً عن أرض مصر التى تجمع هذا التاريخ العريق.

 

شکل ( 11 )

من هنا نستنتج أن للون والشکل مدلولات رمزية ، فاللون الرمزي هو اللون الذي يطلق العنان لدينا لاستجابات غير عادية ونابعة من الاعماق الداخلية، أما الشکل کرمز هو أکثر الاشکال الرمزية تأثيراً هى تلک التى لا تفهم مباشرة على اساس ابتداعات الطبيعية  .ففى شکل (11)عبروا عن ثورة25 يناير من خلال التجمعات البشرية التى مثلها الشعب المصرى وتمجيده لرمز بلده وهو علم مصر بالون الأسود والأبيض والأحمر. فالاحمر يعبر عن التضحية التى يقدمها أبناء الشعب فى سبيل حريته ، والابيض يعبر عن طهارة الثورة وغرضها النبيل ومکانة مصر وأهميتها فى قلوب المصريين، والاسود يعبر عن عراقة وأصالة تراب مصر التى يجب المحافظة عليه بکل غالى ونفيس.

 

شکل (12)

نجد أن الرموز البصرية وسيلة لتمييز المدرکات والدلالة عليها، وهى وسيلة لتکوين المفاهيم، من حيث أنها أشکال مرکبة محملة بالمعانى. ففى شکل (12) نجد فيه العلم المصرى فى خلفية الصورة وفى المقدمة نجد صندوق الانتخابات الذى تم تزويرها، وکانت عاملاً من عوامل قيام الثورة ناهيک عن قمع الحريات وأخذ الحقوق. فالعلم المصرى دلالة رمزية عن أرض مصر وشعبها، أما الصندوق دلالة على القمع والتزوير والنهب الذى يحدث. ويوجد کتابات ( ثورة من جديد / وصوتى للشهيد) دلالة لاستمرارية الثورة فى فترة الحکم العسکرى قبل أن يستولى عليها الإخوان، وکذلک فى فترة حکمهم.

ثورة 30 يونيو( 2013 ): 

حينما حددت الفلسفة مهام الفن وماهيته جعلت منه محاکاة للطبيعة ثم محاکاة لکل ما يتبع هذا الموضوع من حيث محاکاة الفن للشخصيات والمواقف والأشکال علي اعتبار ان هذه الأشياء جميعا تشکل الأجزاء الرئيسية لمصطلح طبيعة ، ثم بعد ان تطورت وتنوعت قضايا الفن بشکل مطرد ومع تطور الحاجات واشباع هذه الحاجات بالنسبة للکائن البشري من الناحية الفکرية، والفنية وتعددت حدود المحاکاة بالنسبة للفن واصبحت ايضا تضم موضوع التعبير عن الذات، أو کما يقول العالم النفسي توماس يونج الحاجة إلى تمثيل الذات فعليا واستخراج مکنوناتها سواء الواضحة أو المستترة منها علي إعتبار أن الجزء الأکثر تأثيرا هو هذا الجزء المستتر والذي قد نطلق عليه اصطلاحا اللاوعي. وبالنسبة للاوعي علي حد تعبير يونج يعتبر هو أهم المحرکات الدافعة لتحفيز الفنان علي المضي قدما في مشروعه الفني بحيث يجد نفسه مدفوعا بقوة غامضة للتعبير عن شيء ما، قد لا يستبين کنهه في باديء الأمر ثم بعد ذلک حينما يتم عمله قد يکتشف أ ن هذه القوة الدافعة کانت بسبب انفعاله بحدث ما او هاجس ما في منطقة اللاوعي، ومن هنا نشأت نظريات کثيرة تتناول العمل الفني ومنظوره النفسي .

 

شکل (13 )

   ففى شکل (13) نجد الشباب عبروا عن تعدى أفراد الشرطة فى فترة حکم( مرسى) ثورة 30 يونيوعلى أفراد الشعب والصحفيين والمصورين، وبدلاً منأن تصبح الشرطة فى خدمة الشعب، أصبحت فى خدمة السلطة.فمن المعروف أن وظيفة الشرطة مساعدة أفراد الشعب من أخذ حقوقهم بطريقة شرعية بعيداً عن المشاحنات والمشاکل، ولکنهم فى فترة حکم مرسى أصبحوا يتعدوا على من لا
ينصاع لآوامرهم.

 

شکل (14 )

     تمثل اللوحة شکل (14) رجل تنقسم ملامحه تعبيراً عن الاخوان الذين انقسموا عن مصر فى محاولة لترکها فريسة فى يد التنظيم الدولى للأخوان المسلمين وتقسيم مصر بعد ذلک إلى دويلات صغيرة لا تقدر على مواجهه أى عدوان خارجى وظهر الحاکم وملامحه الغريبة وظهر فى عينيه الحول والبعد عن الواقع الذى تعيشه مصر، وفى الجانب الايسر من اللوحة نجد بعض الوجوه ذات اللحية رمزاً لأفراد جماعة الاخوان.

 

شکل (15 )

وفى شکل (15) يجلس المرشد على کرسى حکم مصر بجانب مرسى وهو الذى يصدر الأوامر ( أنا صاحب القرار) قبل بداية ثورة 30 يونيو حيث استخدمت اللغة اللفظية واللغة البصرية بطريقة رمزية ذات أبعاد دلالية للتعبير عن الواقع التى أصبحت فيه مصر فى ظل حکم مرسى حيث أصبح حکم مصر فى يد شزرمة لا تفقه شيئاً عن طبيعة مصر التاريخية والتراثية، التى لم يستطع أى أستعمار خارجى أوداخلى النيل منها مهما طال بقائه، فمصر دائماً صامدة فى وجه أى عدوان.

 

شکل (16 )

حيث تناولت الرسوم الواقع المرئى وعملت على إعادة صياغته بصورة جديدة، حيث يقوم بترجمة الرموز التى تتطلب إدراکاً ذهنياً من خلال مجموعة من الصيغ التى تمکن المتلقى من الفهم المباشر للعمل . فالأشکال فى هذه اللوحة لها طبيعة رمزية على أساس أن الخطوط والألوان امتزجت بذاتية الفنان ومشاعره للأحداث الثورية فى الثورتين ، من خلال ما تضمنه من أبعاد خفية ، أو وجود عناصر مثير للخيال على المستوى التعبيرى، من خلال اندماج العناصر المحيطة بالحائط مع العمل الفنى. ففى الشکل (16) نجد السيارة المحترقة ومجموعة الأطفال الجالسين عليها أصبحوا عنصر هام من عناصر تلک اللوحة . فمضمون هذه اللوحة يعبر عن الرئيس المخلوع مرسى ووقوفه فى ميدان التحرير و فتح قميصه على أنه لا يلبس أى واقى من الرصاص وأنه عندما يأمره الشعب بالرحيل سوف يترک منصبه ولکن ما حدث هو العکس حيث قتلوا الشباب وأفراد الشعب من أجل البقاء فى المناصب وأصبحت الدماء رخيصة فى نظرهم وليس لها قيمة فى سبيل استمرارهم.

يحتوى الرسم على معانى بصرية واقعية استخدامها الرسام لإيصال المعانى والأفکار للجمهور من خلال الجوانب الفکرية المختزنة لديه، فالواقع الذى يعيشه الشباب، والواقعية الذهنية عکسها فى رسومه من أجل التعبير عما بداخله، لأيضاح ملامح شخصيته ومناقشة قضايا مجتمعه، من خلال إدراکه الحسى واستلهام الوقائع الحقيقية فى العمل الفنى. 

 

شکل (17)

  فالقارىء لرواية عودة الروح لتوفيق الحکيم التى کتبها (1927) يجد أن هذه الرواية هى رواية الثورة حيث عبر فيها بنشيد الموتى وقال " عندما يصير الزمن إلى خلود سوف نراک من جديد لأنک صائر إلى هناک حيث الکل فى واحد"  ونرى من هذا التعبير اللفظى الذى أورده توفيق الحکيم قد أخذه المصريين فى هتافهم حيث أنصهر الکل فى واحد، مما ساعد توحد الشعب المصرى على هدف واحد وهو الحرية والکرامة. فهذه الرواية تعبر عن مصر من خلال بطلتها سنية التى هى معادل موضوعى لمصر والعائلة التى تدور حولها الرواية کلها تحب مصر. والأسرة نفسها يسميها الحکيم " الشعب" حيث سلم الشعب أموره للست المکلفة برعاية الأسرة ، فإذا بها حکومة جاهلة تؤمن بالخرافات وتنفق مالية الشعب على نزواتها ويلجأ الشعب إلى تغييرها، ويعط الميزانية للخادم مبروک، فإذا به أسوأ منها، والأسرة أو الشعب فى حالة توهان، لکنه يفيق فى النهاية يقيام الثورة والتوحد فى حب مصر.ففى شکل (17) وعبر رسم الشباب صورة شخصية للکاتب توفيق الحکيم مع أسم روايته عودة الروح باللغة العربية والأنجليزية، وذلک لتعبيرها بدلالات رمزية عن واقع مصر فى الوقت الحاضر، فالرواية کانت تعبر عن ثورة 1919 إلا أنها مناسبة جداً لثورتى الشعب فى الوقت الحاضر وتعبر أصدق تعبير عن الواقع المعاش وأحساس الشعب بالتوحد بعد البعد والمصرية الخالصة. وقد أستخدم فى الخلفية ألوان علم مصر للدلالة على أصالة الفکرة والمضمون للتعبير عن عن الحاضر الذى يعيشه الشعب المصرى.

 

شکل ( 18)

 نرى فى هذا الشکل العصافير وهى تلبس القناع الواقى من الغازات التى تطلقها اليد الممسکة بالسلطة لترهيب الشعب وقتلهم، حيث رمزت هذه العصافير إلى أفراد الشعب الذى خرج للمطالبة بالحرية والعدل والمساواة، ولم يلاقى إلا الغدر من الحاکم ومحاولة قتله بکل الطرق. ومن هنا نرى دلالات العناصر البصرية المعبرة عن واقع الشعب المصرى.

 

شکل ( 19 )

تتعدد العناصر المرئية فى هذه اللوحة المعبرة شکل (19) عن الشهداء الذين قتلهم النظام والحمام الذى يعبر عن الحرية والطيران، حول الشهداء من خلال تحية تقدير واحترام فى
ثورة 30 يونيو

 

شکل ( 20 )

عبر فى هذه اللوحة(20) عن مجموعة رؤوس للأخوان المسلمين واللحية الخاصة بهم التى هى بالنسبة لهم تعبير عن الإيمان والتقوى التى يخدعوا بها الناس فى معظم الاقطار العربية، وقد تم أستخدام الکتابة من خلال حديث شريف لسيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) " أن الله لاينظر إلى صورکم وأموالکم ولکن ينظر إلى قلوبکم وأعمالکم"  ففى الجانب الأيسر من اللوحة نجد أشکال ترمز إلى وجوه الأخوان واللحية التى تميزهم عن غيرهم . وفى الجانب الايمن نجد صور لمجموعة من الشهداء، ويوجد بعض الکلمات التى تعبر عن الشهيد وحقه الذى لا يعود( يعنى مفيش ديه) .

 

شکل ( 21 )

مثلما فعل حسنى فعل مرسى حيث لم يتوقعوا قيام الشعب المصرى بثورتيه للتحرر من الظلم ونهب خيرات الوطن وتوزيعها على جماعة بعينها حيث نجد فى شکل ( 21 ) شکل يعبر عن العامل المصرى وکتب على ملابسه الثورة باللغة العربية وبالقرب من قدمه الثلاثة أهرام بنفس لون ملابس العامل مما يؤکد على أن تراثنا العريق وحضارتنا التى قادت الامم من قبل ما زالت قادرة على ازهال الشعوب بالمواقف المصيرية التى وقفها الشعب المصرى فى وجهه تفتيت وطنه من خلال جماعة لا تعى معنى وطن ومواطنة. حتى أن رئيسهم لم يستوعب الدرس السابق عليه ولم يتوقع قيام ثورة أخرى فى 30 يونية التى حاربت تقسيم مصر والدول العربية بخروج 30 مليون مصرى ومصرية وأکثر إلى الشوارع للمطالبة برحيل جماعن الاخوان المسلمين ورئيسهم، الذى حمى الشعب الفلسطينى وترک شعبه للفقر ونهب خيراته،  وحمى ورعى الارهاب التى تعانى مصر منه الأن 

 

شکل ( 22)

  استخدمت الکتابات بطرق عدة للتعبير عن رأى الشعب فيمن يحکمه وفى ثورته فکان لفظ ( أرحل ) مکتوب بخط کبير وفى داخله تکرار لهذا اللفظ وذلک تأکيداً على رغبة الشعب فى رحيل من باع الوطن خان الأمانة ونهب ودمر حياة الناس. ونرى فى هذه الصورة أن اللغة اللفظية لعبت دور اللغة البصرية للتأکيد على الهدف المشترک بين اللغة اللفظية واللغة البصرية فى القدرة على توصيل الرسالة للمتلقى والتى تحوى نفس المعنى والمضمون.

 

شکل (23)

للفن طبيعة خاصة کونه مرتبط ارتباطاً عضوياً بالواقع وفى طبيعته کنتاج فکرى ، نقدى انتقائى قادر على رسم صورة صحيحة للواقع والتنبؤ بأحداث المستقبل ، وذلک لما للأحداث السياسية والأجتماعية الاقتصادية التى مر بها الشعب المصرى من دور هام فى إبراز دور الفن التشکيلى کلغة بصرية يتعامل معها کل البشر بمختلف ميولهم واتجاهاتهم، فهذه اللغة يتم التعرف عليها من خلال العين ويتم الاستعانة بالخيال وإعمال الفکر وشد الانتباه عن طريق الالوان والاشکال وما بها تعبيرات تمثل الواقع المعاش بصورة رمزية أو صريحة للتعبير عن آمال وطموحات الشعب فى التغيير .ففى شکل (23) قام الشباب بالتعبير عن( حسنى ومرسى) فى ثورة 30 يونيو بنفس الهيئة ونفس الحرکة حتى نفس معنى الکلمات المکملة للرسوم( خليهم يتسلوا – إلى خليهم يتشلوا ) ، فيتبين لنا مدى استهتار الحاکم دائماً برأى شعبه فيه أوفى طريقه حکمه للبلاد التى عمل على نهب خيرها.

 

شکل (24 )

  يصف( سارتر) موقف الإنسان تجاه الآخر، بأنه موقف ملتبس لإنسان مهزوم ومأزوم. وفى حالة من التيه والفقدان والاحتراق، يشعر بسلطة القهر وقهر السلطة، فإذا کان الآخرون جحيما بالنسبة لى .. ففى الوقت نفسه أکون أنا " أخر" بالنسبة لهذا الآخر، وربما کان جحميى أشد قسوة وإيلاماً. ومن هنا تنتج هذه التقابلية الوجودية المبهمة، فبداخل کل منا وجهان وربما وجوه کثيرة. . " (خالد بغدادى، 2012: 194 )

ففى شکل ( 24 )  الذى يؤکد على أن الرئيسان هما نفسهم وجهان لعملة واحدة  ففترة السنة التى تلت عزل حسنى لا تختلف عن الثلاثين سنة التى قضاها الشعب فى ظلم وقهر، فلا يختلف مرسى عن حسنى فى طريقة الامباللاة التى يتعامل بها مع الشعب والقضايا المصيرية التى تأزمت خلال فترة حکم الأخوان.

 

شکل (25)

فالفن التشکيلى يستخدم لغة خاصة جدا تخاطب العين والحواس، ومن هنا کان لاستقراء العمل الفني التشکيلي أهمية قصوي، فبعض النظريات تجد أن قراءة العمل الفني او اللوحة يجب ان تعتمد علي الانفعال  من خلال الخبرة الحسية التي استطاع ترجمتها لعمل فني و ما بداخله من نوازع وانفعالات. إن العمل الفني الناجح قد يلامس أحاسيس المتلقي، ويداعب خياله من خلال انه يعبر عن رؤية شخصية لدي الفنان انطلاقا من تعبيره عن مکنونات المتلقي، وانطلاقا من عالمية المشکلات البشرية والنوازع الإنسانية قد تري انه هناک فنان يبعد عنک کمتلقي بآلاف الأميال بل وقد يفصل بينک وبينه عشرات السنين ومع ذلک تراه يعبر عن مشاکلک وانفعالاتک الحالية بشکل شديد ، وکأنه يعايش کل هذه المشکلات والتحولات التي تعيشها علي الرغم من هذا الفارق المکاني والزماني، وعلي ذلک نري ان العديد من الفنانين التشکيليين قد نجحوا في استقطاب عدد کبير من المتلقين علي مر عصور مختلفة لأنهم عبروا عن قضايا عالمية وإنسانية لا تموت ولا يغير منها الزمان مهما تعاقبت عليها العصور.ففى الشکل ( 25) عبر الشباب بالتراث الأصيل عن مجريات الأحداث فى الوقت الحاضر من خلال التعبير عن الملک مينا وهو يمسک بأسرى الحرب الغزاه الذين حاولوا محاربة مصر ويعطيهم الدرس الذين يستحقوه. 

3 ) ما هى الفروق بين التعبيرات الجرافيتية لثورة 25 يناير وثورة 30 يونيو.

تعد ثورة 25 يناير / وثورة 30 يونيو الثورات السلمية التى قليلاً ما نراها فى أى بلد خاصة من التطورات الحديثة فى مجال صناعة السلاح، حيث قام الشعب المصرى بحماية الوطن من نهب أمواله وخيراته فى الثورة الأولى، أما فى الثانية فقد قام بحماية خيراته وحمايته من مخطط التفکيک الذى يخطط له کل من أمريکا وأسرائيل، من أجل السيطرة على مقدرات الشرق الأوسط والسيطرة عليه.

ثورة 30 يونيو: حرکة تمرد

فبعد انتخاب مرسى لم يکن المرشح الأمثل الذي تطمح إليه جماهير الشعب المصري، بدليل حصوله على 51 بالمئة من الاصوات، إلا أنه کان الخيار الأفضل فى مواجهة مرشح نظام ساقط فاقد للشرعية، نظام مبارک، وفاقت الثقة المخاوف المثارة ضده، وذلک بعد أصداره الاعلان الدستورى فى نوفمبر 2012 الذى يرکز کل سلطات الدولة فى يده وحده. مما ساعد على شعور الشعب بخيبة الامل فى وجود حاکم عادل، مما ساعد حرکات المعارضة على القيام بدورها. فقامت بعض الاحزاب بشجب هذا الاعلان والبعض الاخر بمقاطعة السلطة.ولکن قام بعض الشباب بکتاب استمارة تطالب فيها المواطنين بالتوقيع عليها لسحب الثقة من الرئيس مرسى، وإجراء انتخابات رئاسية مبکرة.

ولکن الأخوان المسلمين بعد خروج الملايين فى الشوارع لم يعجبهم هذاحيث خرج فى جميع المحافظات ما يفوق عن 40 مليون مصرى من أجل عزل مرسى وايقاف مخطط تفکيک مصر والوطن العربى، وهذا العدد يفوق من خرجوا فى ثورة 25 يناير بکثير. وبدأو فى محاربة أفراد الشعب بکل ماما لديهم من قوة وسلاح وبدعم من أمريکا. واعتصم الشعب فى الميادين من أجل تنحية مرسى ولکنه رفض، وقام الجيش المصرى للمرة الثانية بحماية البلاد من النزاع والحرب وأمهل المجلس العسکرى مرسى ثلاثة أيام لکى يتفق مع المعارضة. ولکنه لم يتفق معهم فقام المجلس العسکرى بتحديد أقامة مرسى فى وزارة الدفاع وعدم مقابلته لأحد، وإيقاف العمل بالدستور الباطل وألغاء الاعلان الدستورى. ولکن الأخوان المسلمين لم يعجبهم هذا، وقاموا بالاعتصام فى ميدان رابعة العدوية فى مدينة نصر، وفى ميدان النهضة بجوار جامعة القاهرة .

 

      شکل ( 26)                                                              شکل (27 )

ففى شکل (26) نجد صورة لمرسى و ويد کبيرة تضربه فى ووجهه ممثلة فى حرکة تمرد التى ألهمت المصريين مواجهة مرسى وجماعته وهى ملونة بألوان العلم المصرى، رمز دلالى يعبر عن مصر وشعبهاورغبتهم فى عزل مرسى وتخليص مصر من سلطة باطلة.أما فى شکل (27) فيوجد فيها شکل قنبلة ومکتوب بجانبها جملة باللغة العربية ( غضبى مش هدليک عليه بس هخليک تحس بيه) مما يؤکد أن الشعب المصرى لن يخاف من القنابل ولا الرصاص ولاغيره من الاسلحة، فمصر وشعبها لايخاف من شىء فالقنبلة وشکلها يرمز إلى أسلحة الأخوان المسلمين.

لذلک فالفن هو الطريق الوحيد تقريباً للنجاة حيث يترک لنا حرية التحليق والانطلاق إلى أبعاد متتعددة يتيح لنا جميعاً آلية التنفيس عما يعتمل بداخلنا، من هواجس وأحزان، وشرور إنها حرية التقمص الفنى فالشخصيات تعبر عن الماضى والحاضر. والتعبير عن الخوف الذى يسود الحياة، والتشاؤم الذى يثقل کاهل الناس، والتعبير عن الثورة فى مواجهة القوى المجهولة المتحکمة فى مصائرنا، فى محاولة لتبديد الخوف الذى سيطر على الناس سنين عدة ، من خلال تعبيرات بصرية ودلالات نفسية مليئة بالثراء والتنوع الشکلى واللونى. فلکل عصر ثقافته التى تؤثر فى أعمال فنانى هذا العصر، فى محاولة منه لتقديم رؤية إبداعية تعبير عن مجريات الأحداث بصورة رمزية. 

 

شکل (28)

ففى شکل (28) نجد رأس رجل مکرر أکثر من عشر مرات ومخه وهو الذى يظهر باللون الأحمر، وفى أسفل هذه التکرارت للرجل نجد رسم للمخ وهو تسيل منه الدماء. ويتضح لنا الدلالة الرمزية التى تبعثها هذه الصورة للتأکيد على غسيل المخ الذى يقوم به الأخوان المسلمين لکل من ينضم إليهم، حيث نراه يتبعهم بدون تفکير أو سؤال بطريقة عمياء ولا يکون له رأى فى شىء.

  فالتعبير الرمزى للصورة يؤکد لنا أهمية الأشکال والألوان فى التعبير عن الرمزوالدلالة الخاصة به فالصورة ليس بها أى کلام يشرحها، ولکن دلالة الشکل ساعدت على فهمه وتفسيره.ومن هنا يأتى أهمية دور الفن التشکيلى فى التعبير عن مجريات الأحداث فى ثورة 30 يونيو.

 

شکل ( 29)                                                          شکل ( 30)

ففى ثورة 30 يونيو قام الأخوان المسلمين بأستغلال الدين فى صراعه على السلطة والحکم، وهذا شىء غيرمقبول عند الشعب فمصر وطن لکل المصريين ( مسيحين ، مسلمين) أنما العمل السياسى شىءآخر. ففى شکل (29)  يوضح لنا تمسک الأخوان المسلمين بالشرعية الأسلامية ولکنهم لم يحافظوا عاى هذه الشرعية فالدين شىء مقدس لايجوز مساسه، أنما الحياة السياسية والاجتماعية شىء أخر، فجميع الدول العربية الاسلامية تطبق الشريعة الدينية السمحة طبقا لتعاليم الرسول (صلى الله عليه وسلم) ولکن بعض الحکام يأخذون الشريعة ستاراً لأغراض شخصية وطموحات دولية. وترمز اللحية هنا إلى جماعة الأخوان المسلمين وأغراضهم الدنيئة بعد صراع ما يقرب عن ثمانين عاماً فى محاولة للوصول إلى حکم مصر، ولکنهم لم يحافظوا على هذه النعمة ولکن قاموا بمحاولة بيعها لمن يدفع أکثر، حيث تم استخدام الدين فى السياسة من أجل ترهيب الناس بالحساب والعقاب يوم القيامة لمن يخرج عن الحاکم المسلم، .

أما شکل (30) فهو دلالة عن ميدان رابعة العدوية فى مدينة نصر حيث اعتصم عدد من الأخوان المسلمين فى هذا المکان ما يفوق ثلاثة أسابيع، وقامت الحکومة بأعطاء هذه الجماعة مهلة لکى يذهب کل منهم إلى منزله، وقاموا بمقاومة الشرطة وضربهم بالرصاص، وحدثت بعض الوفيات. وتم فض أعتصام رابعة والنهضة. ولم يسکت الأخوان على ذلک فأخذوا دلالة المکان وقاموا برسمه على هيئة أربع أصابع على المبانى والورق، وما زالوا إلى الأن يرفعون أشارة رابعة کدلالة رمزية
عن المکان .

العناصر المشترکة فى الثورتين :

         ( العلم المصرى / کلمة أرحل / صورة الشهيد / الشرطة/ قنبلة الغاز)

وقد ظهرت عناصر مشترکة فى الثورتين مثل ( العلم المصرى لتعبيره عن مصر ومل بها من أرض وشعب ، کلمة أرحل حيث کانت عامل مشترک فى الثورتين وذلک لأنهم لهم نفس الهدف وهو رحيل الحاکم، صورة الشهيد وذلک لوفاة عدد کبير من الثوار فى کلا من الثورتين، الشرطة وعناصرها حيث کانت تستخدم لردع الثوار، أما قنبلة الغاز فکان ظهورها واضح فى الثورتين .                             

الخلاصة:

التعبيرات فى رسوم الثورة وما بها من دلالات بصرية ورمزية وعلاقتها بالحرية والعدالة والحقوق علاقة طردية مع حرية التعبير الممنوحة، والتى عليها قيود فى بعض الاحيان. لا يقلل من أهميتها وقيمتها الفنية والتعبيرية والتشکيلية فى توصيل الرسالة البصرية لکى يعى کل من تسول له نفسه اخماد الحريات، فالفن بکل صوره هو المحرک الاساسى لوجدان ووعى الشعوب على مر التاريخ، فمنذ العصر الحجرى والإنسان يقوم بتسجيل أحداث يومه بصورة دائمة لتکون سجل عالمى لحفظ التاريخ والمراحل التطورية فى العالم. فطرق التعبير المختلفة تعد الذاکرة الاساسية لمجريات الاحداث فى العالم کله وذلک من خلال المفردات والرموز وما بها من دلالات تعبيرية ترمز للوعى با البيئة و الواقع المعاش فى الوقت الحاضر مع تضمين التراث والتاريخ ليعبر عن هذه الاحداث.

يعد کل من اللغة، الأسطورة، الفلسفة، العلم، والفن، هي مجالات تعبير لها خصوصيتها حسب صيغة التعبير الظاهرة ونوع الحواس المدرکة لها.  و يعتبر الفن لغة عالمية وفهم مشترک وتوحيد لمشاعر الناس وتوعية لسلوکهم، فالتعبير الفني والتشکيلي من أغنى أنواع التعبير إثراء في تطوير الإنسان فهو يعبر عن علاقة الإنسان بالحياة بأکملها وخبراته بها وهو أيضاً تعبير عن إحساسه الجمالي وتذوقه الفني فهو ليس إفراغ طاقة بل إثراء مدرکات لأفراد المجتمع على
أختلاف ثقافتهم.                                                                   

التوصيات :

1 -أهمية توثيق الرسوم الخاصة بالثورات لأنها دلالات رمزية عن حرية التعبير.

2 -التعريف بأهمية الفن الجرافيتى وعدم محواه لأنه وسيلة من وسائل التعبير المنتشرة فى
العالم کله.

3 -تدريس مادة التربية القومية کمادة اساسية فى کل المراحل الدراسية حتى فى الجامعة لتعريف الطلاب بأهمية الوطن والمراحل الأنتقالية التى مر بها منذ بدأ الخليقة لتنمية حب الوطن وعدم التخلى عنه، والمحافظة على استقراره، وحمايته من التفکيک، وتنمية روح
المواطنة لديهم.

   المراجع:
1 ) أحمد نوار- 2013 – يوليو... عندما تثور الألوان- الثورة والإبداع- مجلة الهلال- القاهرة- العدد 120
2 ) حنان محمود أحمد- 2015- ثورة 25 يناير کما عبر عنها بالرسم عينة من الأطفال المصريين- مجلة کلية التربية الفنية- جامعة حلوان – العدد
3 ) خالد بغدادى- 2012 – تجاذبات الصورة و النص فى الفن المصرى المعاصر- القاهرة- الهيئة العامة للکتاب.
4 ) رباب هاشم خليفة- 2008- المعالجة التليفزيونية لقضايا الإصلاح السياسى فى المجتمع المصرى ودورها فى تشکيل معارف الجمهور – رسالة دکتوراه – کلية الإعلام- جامعة القاهرة.
5 ) سناء الخولى- 2002 – ازمة السکن ومشاکل الشباب- الاسکندرية – دار المعرفة الجامعية
6 ) سهام بدر الدين سعيد- 2012- ثقافة التغيير کما عبر عنها فنياً شباب ثورة 25 يناير وعلاقتها بالإنتماء والهوية- المؤتمر العلمى الدولى السابع عشر-کلية الاداب والفنون- جامعة فيلادلفيا- الأردن.
7 ) صلاح الدين عبد الحميد- 1999- الرمز فى النحت الجدارى فى الحضارة الفرعونية وحضارة بلاد ما بين النهرين دراسة مقارنة- رسالة ماجستير- کلية الفنون الجميلة- جامعة حلوان.
8 ) طارق عابدين- 2012- قراءة الصورة التشکيلية بين الحقيقة والايحاء- مجلة العلوم الإنسانية والاقتصادية- جامعة السودان للعلوم والتکنولوجيا- العدد الاول.
  9 ) طلعت رضوان(2013) – مصر الحضارة والانتصار للحياة – مجلة الهلال – العدد 120
10 ) محمود حسين إسماعيل، ممدوح عبد الله مکاوى- 2013 – التأثيرات السياسية لشبکات التواصل الاجتماعى على الشباب المصرىلثورة 25 يناير- مجلة دراسات الطفولة – معهد الدراسات العليا للطفولة- جامعة عين شمس – المجلد 16- الإصدار 56 أبريل، يونيو.
11 ) محمد الشافعى- 2013- ثورة الإبداع وإبداع الثورة - مجلة الهلال- العدد 120- يناير.
12) ممدوح عبد الله محمد(2013) معالجة الصحف والقنوات الفضائية العربية للأحداث السياسية فى مصر بعد ثورة 25 يناير وعلاقتها بالمشارکة السياسية لدى الشباب المصرى، معهد الدراسات العليا للطفولة، رسالة دکتوراه، قسم الإعلام وثقافة الطفل، جلمعة عين شمس.
13 ) نصر محمد- 2011- فاعلية برنامج تدريبى مقترح فى تنمية الکفايات المهنية والانعکاسات التربوية لثورة 25 يناير على مراکز الشباب ودورها فى تعزيز فيم المواطنة- المجلة التربوية- جامعة سوهاج- العدد (30)
مواقع نت
(15 http://faculty.ksu.edu.sa
 (16http://www.aldohamagazine.com(.