أمثال المتنبي بين التأثر والابتکار

نوع المستند : مقالات علمیة محکمة

المؤلف

-


الحمد لله على آلاءه والصلاة والسلام على محمد وآله ومن تبعه بهدى إلى يوم الدين

وبعد :

أبو الطيب المتنبي من أشهر الشعراء إن لم يــکن أشـهـرهم على الإطــلاق ،ومن أکثر ما تميز بــه حسن ضرب المثل ، وهذا هــو الصاحب بن عباد يضع رسالة يجـمــع فيها أکثر من سبعين و ثــلاثمـائـة بيت من الأمثال السائرة في شعر المتنبي ، وهو على عـــدائـــه للمتنبي يــقـول في مـقدمتها : "وهـــذا الـشاعر مـــع تميزه وبــراعته و تــبريــزه في صناعته له في الأمثال خصوصاً مذهب سبق به أمثاله." (1).

وکـــذلک نجـــد الثعالبي في "يتيمة الدهر" يعقد باباً للمتنبي و يخـــص المثل في شعره بــثـلاثـة فصول منه ، وقــــد أشار حـــازم القرطاجني إلى براعة المتنبي في ضرب المثل (2).

 وقد ذکـــر الدکتور عبد الرحمن شعيب مشيراً إلى من جمع أمثال المتنبي :" ثم انتهت مهمتهم عند هذا الجمع والاستقصاء، ولم نجد من قدامى النقاد من تقدم خطوة أو خطوات إلى الأمام فتناول هذه الحکم والأمثال بالدراسة المنقبة - عن سر اهتمام المتنبي بها- الفاحصة عن قيمتها وصدقها .الباحثة عن دلالتها النفسية وآثارها الاجتماعية والأدبية .مع أنها مجال لدراسات خصبة وفيرة ." (3).

 وقد تناول هذا البحث مـصدر المثل عند المتنبي ،وهل استقى المتنبي أمثاله من ثقافته أو خبرته أو من قراءاته المتنوعة أو من کل ذلک ، وکيف کان تأثره بها ؟.وهل جدد فيها ؟ وکيف کان ذلک التجديد؟. وهل کانت له ابتکارات في المثل ؟

 وقد اتبعت فيه المنهج الوصفي التقريري والتحليلي عند الحاجة إليه.

التمهيد

مفهوم المثل في اللغة :

ورد في لسان العرب :" مِثل: کلمةُ تَسْوِيَةٍ. يقال : هذا مِثْله ومَثَله کما يقال شِبْهه وشَبَهُه ، والمَثَلُ: الشيء الــذي يـــُضرَب لشيء مثلاً فيجعل مِثْلَه، وفي الصحاح: ما يُضرَب به من الأَمْثال." (1)

وفي الاصطلاح :

عـــرفــه المـــبرد فقال :"المثل مأخوذ من المثال و هو : قـــول سائر يُـــشبه بـــه حال الثاني بالأول"(2).

وقال عنه إبراهيم النظام :"يجتمع في المثل أربعة لا تجتمع في غيره من الکلام : إيجاز اللفظ ، وإصابة المعنى ، وحسن التشبيه ، وجــودة الکناية ، فهو نهاية البلاغة " (3).

ومن الواضح أن هذه المزايا قد يــوجـد بعضها في أي فن آخر لکنها لا تجتـمــع إلا في المثل ، ويبدو أن المقصود بالکناية هنا هو معناها اللغوي ،وهو خفاء المعنى المقصود بالمثل خفاءً محدوداً يثير الفکر ويمتع النفس .

ولا يختلف تــعريـــف المحدثين للمثل عن القدماء کثيراً، فهو عند المحدثين " عبارة موجزة يستحسنها الناس شکلاً و مضموناً ، فتنتشر فيما بينهم ،ويتناقلها الخــلــف عن السلف دون تــغـيير ، متمثلين بها ، غالباً في حــــالات مشابهة لما ضرب لها المثل أصلاً ،وإن جــُهل هذا الأصل " (4).

"والأمثال في حقيقتها أصدق من فنون القول الأخرى شعراً و نثراً، فهي بــعيدة عن زيــف الحقائق وطـعـن المصادر . ولذلک وجـــدنــا أن الشعراء والکتاب و الخطباء تسلقوا جدار الأمثال واعــتلوا سنامها حتى يـــکون لــقــولهم سند من الحق و الصدق والتأثير في النفس ." (1).

 وکثيراً ما يـــلــتـبس الأمر بين الحکمة والمثل ، بيد أن بينهما فروق عدة وإن کانا يلتقيان أحيانا،ً ومن الفروق بــين الحکمة والمثل مايلي:

  1. الشـــيــوع : فـــالحکمة لا تسير سير المثل ولا تشيع شيوعه .وإلا لأصبحت مثلاً .وهنا تلتقي الحــکــمــة بالمثل ،مثل قول المتنبي :

 ومن نکد الدنيا على الحر أن يرى      عدواً له ما من صداقته بد

وقوله :

 إذا کانت النفوس کـــــبـــــــــــاراً       تعبت في مرادها الأجسام

 يقول أبو هلال الـعـسـکري : "...ثم جُعل کل حکمة سائرة مثلا، ً وقد يأتي القائل بما يحسن أن يتمثل به ، إلا إنه لا يتفق أن يسير ،فلا يکون مثلاً." (2).

 بمعنى أنه ربما أتى الــقــائـــل بحکمة تــصلح مثلاً لکن لا يکتب لها الشيوع و الصيرورة ، فلا تکون مثلاً ، فليس بــالضرورة في کل حکمة أن تکون مثلاً کقول المتنبي :

 وأنــفـــس مــــــا لـلـفـتى لـــبـــه        وذو اللـــــب يـــکـــره إنـــفــاقـــــــه

2. صدق النظرة وصواب المضمون فــالحکمة ولــيــدة تجـــربة و عقل مفکر وهي تصدق غالباً في کل زمـــــان و مــــکان .أما المثل فربما لا يتضمن فکرة ثـــاقبة و لا رأياً سديداً ، إذ قد يکون (تعبيراً مثلياً) يتمثل به لتشبيه شيء بشيء ، أو لتوضيح فکرة أو لـــوصف حــالــة ، أو لنحو ذلک کقول المتنبي :

 إذا رأيت نيوب الليث بارزة        فلا تظنن أن الليث مبتسم

 وقـــد يــکون المثل عـــبارة تــقليدية تستخدم في الــــدعاء والخــطــاب و التحية و غيرها ، وهذا أکثر ما يکون في النثر .

3. إن المـــثــل أســــــاســـــه الـتـشـبـيه ، أي تشبيه مـــــضــربــه بمــورده .أما الحکمة فأساسها
إصابة المعنى.

  1. إن المثل مـــوجــز الأسلوب ،أما الحکمة فقد تکون مـــوجــزة الأسلوب و قـــد لا تکون .
  2. إن الـغـايـة من المثل الاحتجاج في أغلب الأحوال ، أما الغاية مــن الحکمة فــالــوعظ والإرشاد. (1)

 وقد فرق الدکتور المطعني بين المثل و الحکمة فقال :"والتفرقة الحقة بين المثل والحکمة إنما تکون على الوجه الآتي :

المثل لابد فيه من ستة أمور :

  1. الإيجاز .
  2. الإصابة .
  3. التشبيه .
  4. الشهرة .
  5. المورد.
  6. المضرب ." (1)

وهذا الرأي يضيق مفهوم المثل إذ يــشترط فيه أن يکون له مورد و مضرب وإن يــقــوم على التشبيه ، فهنالک أمثال لا تقوم على التشبيه مثل :"المال في الغربة و طن "، وهناک أمثال ليس لها مورد مثل : "آلف من حمام مکة ".

وقد يجانب المثل الصواب مثل :" بيدي لا بيد عمرو " فلهذا المثل خلفيته السلبية ، و قولهم :"زوج من عود خير من العقود" .

والمــثــل أکثر اســـتـــهواءً للــنــفوس و ســــيـطرة عـــلى القلوب ، وهي عنصر مهم من عناصر الأدب ، وهذا السيوطي يـنـقـل لنا في المــزهـــــر قـــول الــفـــارابــي في المثل فــيقــول : " المثل : ما تراضاه العامة والخاصة ، في لفظه و معناه ، حتى ابتذلــوه فيما بينهم ، وفــاهــوا به في السراء والضراء ،واستدروا به الممتنع من الـــدر ، ووصـــلـــوا به إلى المطالب الــقــصــيــة ، وتــفــرجــوا بــه عن الکرب والمکربة ، وهو أبلغ من الحکمة ، لأن الناس لا يجــتــمــعــون على نــــاقــص أو مقصر في الجــودة ، أو غــير مبالغ في بـــلــوغ المدى في النفاسة "(2).

 أولاً: الأمثال التي تأثر بغيره فيها .

إن أمثال المتنبي ما هي إلا أبيات سارت واشتهرت لأن معانيها عامة نابعة من تجربة إنسانية يمکن أن تـُعمم على شريحة کبيرة من الناس على اختلاف مشاربهم ،ومن طبيعة المعاني العامة أن يسبق بها المقدم المتأخر ،وهذا کثير في الشعر وبين الشعراء، وقديماً قال عنترة:

 غادر الشعراء من متردم         أو هل عرفت الدار بعد توهم

 فإذا کان هذا لسان شعر عنترة الشاعر الجاهلي فماذا يقول الشعراء بعد ذلک ؟.

 "وهذا باب متسع جداً ،لا يقدر أحد من الشعراء أن يدعي السلامة منه ،وفيه أشياء غامضة ،إلا عن البصير الحاذق بالصناعة ،وأُخر فاضحة لا تخفى عن الجاهل المغفل " (1).

ولذلک لا سرقة في المـعـان التي" يــشترک الناس في معرفتها لاسـتقرارها في العقول والعادات" (2) ، لــکن المعنى المشترک يمکن أن يتفرع لمعان خاصة يتفتق عنها فکر الشاعر فإن کان "مما لا يـنال إلا بفکر ولا يصل إليه کل أحد فهذا يجوز أن يدعى فيه الاختصاص والسبق، وأن يقضى بين القائلين فيه بالتفاضل ،وأن أحدهما فيه أفضل من الأخر " (3).

 وورد في العمدة :" السرق أيضاً إنما هو في البديع المخترع الذي يختص به الشاعر ،لا في المعاني المشترکة التي هي جارية في عاداتهم ،ومستعملة في أمثالهم ومحاوراتهم مما ترتفع الظنة فيه عن الذي يورده أن يقال : إنه أخذه من غيره " (4).

 وقد تأثر المتنبي بالشعراء قبله ،لکن ذلک لا ينفي عنه أن يکون له السبق في معان کثيرة تفتق عنها ذهنه وأحسن سبکها في شعره .

 وقد أُلفت حول ما يسمى بـ" سرقات المتنبي "العديد من الکتب (5) ، وقد تحامل عليه بعض المؤلفين (6) وأنصفه آخرون (7).

 وهذا الفصل سيتناول بعض هذه المعاني التي تأثر بها المتنبي بمن سبقه من الشعراء ،وکيفية هذا التأثر .

 وقد سُمي التأثر بالسرقة لکني أفضل لفظ "تأثر " لأنه يفترض حسن النية ، وعدم الاتهام بالسرقة المتعمدة ، ولاسيما أن الشعراء الکبار کالمتنبي تختلط معاني السابقين بنفسه ثن تخرج بطريقته هو عند وجود المثيرات ،فالمناسب لهذا هو التأثر لا السرقة .

 وقد قسم النقاد التأثر أو ما اصطلحوا على تسميته "سرقات أدبية "إلى قسمين :

 أ - سرقة ظاهرة .         ب - سرقة غير ظاهرة .

 فأما الظاهرة فأقسامها ثلاث هي :

(1) النسخ والانتحال :

" وهو أن يؤخذ المعنى کله إما مع اللفظ أو بعضه وإما وحده ،فإن کان المأخوذ الفظ کله من غير تغيير لنظمه فهو مذموم مردود ،لأنه سرقة محضة " (8).

( 2) الإغارة أو المسخ :

 إذا أخذ اللفظ کله مع تغيير لنظمه ، أو بعضه ،فإن کان الثاني أبلغ من الأول لاختصاصه  بفضيلة کحسن السبک أو الاختصار أو الإيضاح أو زيادة معنى فهو ممدوح مقبول (9).

 أما إذا کان الثاني فيه أبلغ من الأول فهو قبيح جداً (10).

( 3 ) الإلمام والسلخ : وهو أخذ المعنى ويکون على ثلاثة أقسام :

  • أن يحسن الثاني أکثر من الأول .
  • أن يحسن الأول أکثر من الثاني .
  • أن يتساوى الاثنان .

 أما أقسام السرقة غير الظاهرة :

 (1) أن يتشابه المعنى وإن اختلف الغرض .

 (2 ) أن ينقل المعنى الأول إلى غير محمله .

 (3 ) أن يکون المعنى الثاني أشمل .

 (4 ) قلب المعنى للنقيض .

 (5 ) أن يؤخذ المعنى ويضاف عليه إضافة حسنة (11).

 وهکذا نجد أن التأثر إما أن يکون کاملاً "لفظاً /معنى" ، أو غير کامل "لفظ فقط أو معني فقط".

والتأثر غير الکامل أکثر بطبيعة الحال ،لأن التأثر الکامل في اللفظ والمعنى ما هو إلا نقل للبيت کما هو بلا تغير فهو سرقة محضة ، وربما يکون تضميناً .

 والمعاني العامة المشترکة إنما تفضل بالصياغة وطريقة الأداء وحسن السبک ومثال ذلک قول المتنبي:

 و َقَيَّدْتُ نَفْسِي في ذَرَاکَ محَبَّةً       وَمَنْ وَجَدَ الإحْسَانَ قَيْداً تـَقَيَّدَا (12)

فالمعنى معروف و"الاستعارة في أصلها مبتذلة معروفة ،فإنک ترى العامي يقول للرجل يکثر إحسانه إليه وبره له ،حتى يألفه ويختار المقام عنده :"قد قيدني بکثرة إحسانه إلي ،وجميل فعله معي ،حتى صارت نفسي لا تطاوعني على الخروج من عنده "، وإنما کان ما ترى من الحسن ،بالمسلک الذي سلک في النظم والـتأليف " (13).

وقد آثرت أن أحدد مجالات الأخذ هذه في حدود ما هو موجود فعلاً في أمثال المتنبي على النحو التالي :

  • أمثال المتنبي التي أحسن تقديمها مع التأثر بغيره .
  • أمثال المتنبي التي تساوى فيها مع بغيره.
  • أمثال المتنبي التي تفوق غيره عليه فيها .

ومعروف أن الإحسان والإبداع والتفوق أمر نسبي فقد يتفوق المتنبي في بيت على أحد الشعراء مثلاً ويتساوى مع غيره ويتقدم عليه غيره في نفس البيت .

أمثال المتنبي التي أحسن تقديمها مع التأثر بغيره :

منها قوله :

 لا خَيْلَ عِنْدَکَ تُهْدِيهَا وَلاَ مَالُ    فَلْيُسِعِد النُّطْقُ إنْ لمَ ْتـُسْعِدِ الْحَال ُ (14)

 هو معنى مشهور کما ذکر القاضي الجرجاني (15) وقد سبقه إليه عدد من الشعراء منهم يزيد المهلبي حين قال :

 إن يعجز الدهر کفي عن جزائکم     فإنني بالهوى والشکر مجتهد (16)

 فإن يزيد يجعل الحب والشکر جزاءً لو عجز عن الجزاء المادي ويعتمد في تقديم المعنى أسلوب الشرط فإن أعجزه الدهر مادياً فسيجازيهم بالحب والشکر ، وإن لم يعجزه الدهر مادياً فماذا عساه فاعلاً ؟! هل يجازيهم بالمال فقط دون الاجتهاد في المحبة والشکر .

 ثم إنه ذکر الجزاء الذي يعني مجرد المکافأة ، في حين ذکر المتنبي الإهداء، وهو أحرى بالمعنى وأولى بهذا الغرض .

 إذن فالتفوق هنا من نصيب المتنبي حيث أن بيته أدق تعبيراً وأکثر إظهاراً للمودة ،فضلاً عن سلاسة صياغته ،ثم إنه يتحدث بضمير الخطاب ويقصد نفسه ،وهي طريقة تدل نفسياً على خجل الشاعر من نفسه ،حتى يجرد منها شخص يخاطبه.

وفي نفس المعنى قال الحطيئة :

 إلا يکن مال يُــثاب فإنه         سيأتي ثنائي زيد بن مهلهل (17)

 وهنا حدد من يثني عليه "زيد بن مهلهل "بينما لا يذکر المتنبي اسماً بعينه وإن کان يعني شخصاً معيناً ،ومن الطبيعي أن يساعد کون البيت عاماً على سرعة انتشاره وذيوعه .

 ولذلک فاق المتنبي الحطيئة في هذا المعنى بهذا البيت الذي يحمل معنى عاماً استطاع المتنبي أن يعرضه بطريقته الخاصة فجعل له معني ظاهراً وهو الشکر بالثناء العاطر -الذي يبقى أکثر من الخيل والمال - لفاتک المجنون ،وإيحاءات داخليه تحمل التعرض بکافور وبخله حيث لم يغدق عليه الأموال وهو في ضيافته بمصر .

 ومن الأمثال التي أحسن فيها وأبدع قوله :

 بذَا قضتِ الأيامُ ما بَيـْن أهْلِها       مَصَائِبُ قوْمٍ عند قوْمٍ فَوَائِدُ (18)

وقد تفوق فيه على بيت أبي تمام :

 ما إن ترى شيئاً لشيءٍ مُحبباً       حتى تـُلاقيه لآخر قاتلا (19)

 حيث أن أبا تمام ذکر أن الشيء الذي يحبب لشخص قاتل لغيره ،فخص الحب والقتل ،أما المتنبي فقد عمم "مصائب /فوائد" دون تحديد هذه المصائب أو الفوائد ،وهذا أشمل وأفضل ثم إن المعنى عند المتنبي جاء أوجز في شطر بيت ،ولذلک اُشتهر وسار حتى صار مثلاً يضرب في اختلاف تأثير الحوادث على الناس تبعاً لاختلاف أحوالهم .

ومن الأمثال التي تفوق فيها المتنبي قوله :

 و إَذَا خَامَرَ الْهًوًى قَلْبَ صَبَّ        فَـعَـلَيْه لِکْلِّ عَيْنٍ دَلِيلُ (20)

فقد أخذ من قول أبي نواس :

 يَدل على ما في الضمير من الهوى      تقلب عينيه إلى شخص من يهوى (21)

وقد أجاد المتنبي في أخذه وأحسن وعرض المعنى بشکل أشمل وأدق في الصياغة ،فحين قال أبو نواس إن تقلب عيني المحب حين ينظر في عين من يهوى يدل على ما في ضميره من الهوى ،نجد المتنبي يخبر بطريقة أعمق أن الهوى إذا تسلل للقلب وتمکن فإنه يخامره ويخالطه حتى يظهر أثره بادياً لکل عين لا لمحبوبة فحسب ، وقد عد البديعي (22) هذا البيت ضمن من"يأخذ المعنى فيکسبه عبارة أحسن من الأولى وهذا هو المحمود الذي يـُخرجه حسنه عن باب السرقة " (23)، والتفوق ليس في العبارة فحسب ولکن أيضاً في شمول المعنى ودقته .

ومن أمثال المتنبي التي أبدع فيها قوله :

 إذَا أَنـْتَ أَکْرَمْتَ الـْکَرِيمَ مـَـلَکْتَهُ       وَإِنْ أَنـْتَ أکْرَمْتَ اللَّئِيمَ تمَرَّدَا (24)

 فنجد هذا البيت يشبه لحد کبير قول منصور بن سلمة بن الزرقاني النمري (25) الذي
سبق المتنبي :

 وإذا عفوت عن الکريم ملکته       وإذا عفوت عن اللئيم تجرما (26)

في معناه و صياغته وأسلوبه وتقسيم البيت ، فکلا البيتين بنيا على صيغة الشرط والجواب في کل شطر ،بيد أن بيت المتنبي أشمل لقوله "أکرمت "وهي أشمل من "عفوت "فالعفو جزء من الکرم ،کما أنه قال "تمردا " وهي أعم من "تجرما "فالتجرم لا يکون إلا بعد التمرد وليس کل متمرد مجرم ، ووجود اللئيم المتمرد أکثر من اللئيم المتجرم .

 کما أن المتنبي بثقافته اللغوية الثرية يعرف الفرق بين "إذا "وبين "إن " فاختار في الشطر الأول "إذا"وفي الثاني "إن" والفرق بينهما أن " إذا" تأتي في الشرط المقطوع بوقوعه أما "إن" فتکون في الغير مقطوع بوقوعه ،فالمتنبي هنا يقول إن الکريم الشهم العالي النفس يقدر الإکرام حق التقدير فإذا أنت أکرمته صار کأنه مملوک لک ،لأنه مقدر لکرمک له حافظ يدک عليه ،واستعمال "إذا"هنا في موقعه المناسب ،فأي إنسان يصادف کريماً يتمنى أن يکرمه لما جبلت عليه النفوس من حب الکرام ، وقد أتي الفعل "أکرمت"ماضياً ليناسب دلالة المقطوع بوقوعه ،ونأتي للشطر الأخر الذي يبين صدى الإکرام مع اللئيم الجاحد يقصد استمالته ،فإن ذلک اللئيم سيزداد عتواً وجراءةً عليه لما جبل عليه اللئيم من خسة الطباع ونکران الجميل،وهنا أتى بـ"إن" لأن إکرام اللئيم أمر غير مقطوع به فليس من عادة الناس تقدير اللئام وإکرامهم بل المتعارف عليه النفور منهم وعدم التقرب لهم ، وقد أتى الفعل "أکرمت" ماضياً مع أنه لا يناسب الأمر الغير المقطوع بوقوعه ،ولعل ذلک يعود لضرورة الوزن ، أو للإشارة إلى أن هذا الأمر مستبعد الحدوث فلو حدث فرضاً و أکرمت اللئيم مثلاً فلا تنتظر منه غير التمرد ،فالمتنبي وإن أخذ معنى وصياغة النمري فإنه قد تصرف منه تصرف يسير بعث فيه الحيوية والتألق والتفوق ، ولهذا التفوق في البيت أُشتهر شهرة واسعة وسار بين الناس حتى أصبح مثلاً .

ومن إبداع المتنبي قوله :

 إذَا تَرَحَّلُتَ عَنْ قوْم ِ وَقَدْ قَدَرُوا       أنْ لا تـُفَارقَهُمْ فالرَّحِلُونَ هُم ُ (27)

"قال ابن وکيع (28)- کعادته- هذا مأخوذ من قول أبي تمام :

 وما القفر بالبيد القواء بل التي      نَبَتْ بي وفيها ساکنوها هي القفر

وأين هذا من ذاک " (29).

أبو تمام يتحدث في بيته عن المکان القفر ،يبدأ البيت ويختمه به ،يعرفه من وجهة نظره بأنه المکان الذي نبا به وجفاه حتى ولو کان يغص بالسکان ،وليس القفر هو المکان الخالي من وجهة نظره ،لکن المتنبي يتحدث عن صلته بالناس وليس بالمکان فبقل مخاطباً نفسه أو أي شخص مثله :إذا دُفعت للرحيل عن قوم وکان بمقدورهم أن يستبقوک ولم يفعلوا فهم الراحلون عن فؤادک الساقطون من حساباتک فالترحل الأول حقيقي والثاني مجازي ،أتى به للمشاکلة التي اقتضاها المعنى .

والظاهر أنه کان يقصد بالراحلين سيف الدولة لکنه عرض به فتحدث بصيغة الجمع ولم يصرح تأدباً معه ليبقي على الشعرة التي بينهما عند العتاب .

 والحديث عن المکان مهما کان شجياً فأنه لا يرقى لدرجة الحديث عمن نحب بهذه اللوعة والعتب الحزين المنبثق من تجربة شخصية عميقة ومؤثرة و لذلک کان أوقع في النفس من بيت أبي تمام حتى لو کان يقصد من نبو المکان نبو السکان .

وقد ذکر العميدي (30) في الإبانة أن المتنبي في بيته السابق سلخ بيت إبراهيم بن عيسى :

 من لم يعنک على المقام        فقد أعان على الرحيل (31)

وإن صح ما قال فالمتنبي قد أجاد وأبدع في بيته فإبراهيم بن عيسى يعرض الأمر عرضاً محايداً يذکر فيه أن من لم يعن على المکوث فقد أعان بطريقة غير مباشرة على الرحيل ،في حين يغص بيت المتنبي بالمرارة والحرقة والإيحاء بهذا الفقد القاسي ،وانظر إلى قوله "ترَحَّلتَ "على وزن "تفعلت "وکيف دلت على المشقة وتکلف الرحيل الذي لم يکن سهلاً على النفس ولا مرغوباً فيه فضلاً عن جواب الشرط "الراحلون هم "الذي يحمل معناً نفسياً هو صدى الشرط ،وبهذه الصياغة نجد المتنبي يتفوق على إبراهيم بن عيسى وأبي تمام ولذلک ذاع بيته وأُشتهر وسار بين الناس حتى
أصبح مثلاً .

ومن تفوق المتنبي قوله :

 إِنْ کَانَ سَرَّکُمُ مَا قَالَ حَاِسدُنَا      فَمَا لُجــرْحٍ إِذَا أَرْضَـاکُمُ ألَــــــــم ُ (32)

وقد قال بشار قبله :

 إذا رضيتم بأن نـُجْفَى وسَرَّکم       قول الوشاة فلا شکوى ولا ضجرا (33)

 فبشار يقول " لا شکوى ولا ضجرا"ولم ينف وجود الألم أو عدم الإحساس به ، کما أنه لم يذکر أن ذلک سبب له جرحاً .

وقريباً من هذا المعنى يأتي بيت ابن الرومي :

 إذا ما الفجائع يکسبن لي        رضاک فما الدهر بالفاجع (34)

وهذا قول يعم فواجع الدهر والمعنى إن فواجع الدهر التي تسبب رضا الممدوح عنه لا يعتبرها فواجع لما سببته له من الرضا وهذه مبالغة ظاهرة .

 أما بيت المتنبي فهو حالة إنسانية خاصة لم يذکر فيها الدهر لکنه ذکر الحاسد ولم يذکر الفجائع بل ذکر الجرح ، المتنبي هنا يتحدث عن تجربة أليمة مر بها مع سيف الدولة – وليس مجرد مدح – سببت له جرحاً يبقى وإن نفى عنه الألم ،ويخيم على البيت جو شفيف من ألم يستعطف الرضا وشت به کلمة "جرح "،لذلک کان أکثر صدقاً وأشد حميمية وأسرع انتشاراً.

ومن الأبيات التي تفوق فيها المتنبي قوله:

 تُرِيدِينَ لُقْيَانَ المَعالِي رَخِيصَةً       ولا بـُـدَّ دُونَ الشَّهْدِ مِنْ إبرَ ِالنَّحْلِ (35)

ذکر البرقوقي (36) وقبله القاضي الجرجاني (37) أن العتابي (38) سبق للمعنى حين قال :

 فإن جسيمات المعالي مشوبة       بمستودعات في بطون الأساود(39)

 العتابي يصور المشاق الجسام في طريق المعالي وکأن المعالي تلک مستودعات في بطون الحيات فمن أرادها صبر على اللدغ والمشقات لکنه بهذه الصورة يهول أمر المعالي وکأنه يصد الناس عنه ،بينما يصور المتنبي المعالي تصويراً محفزاً للوصول إليه إذ جعله کالشهد الحلو المذاق والذي دونه أبر النحل

وأبر النحل ليست بمانعة للوصول للشهد کما هو الحال مع الحيات ،ولذلک تفوق على العتابي لأن صورته أوضح وأدق وأکثر بياناً .

ومن الأمثال التي تفوق فيها المتنبي قوله :

 ويــُظْهرُ الجَهْلَ بي وَأَعْرِفهُ        وَالدُّرُّ دُرُّ بـِرَغْمِ مَنْ جَهِلَهْ (40)

وقد ذکر ابن بسام (41) و البرقوقي (42) أن جميل قد سبق بالمعنى حين قال :

 إذا ما رأوني طالعاً من ثنية        يقولون من هذا وقد عرفوني

لکن معنى المتنبي أوجز وأفضل لأنه أتى بمعنى جميل في بيت واحد ،ثم صوره بواسطة التشبيه الضمني الذي يمثل فيه نفسه حين تجاهله بالدر الذي لا يضره من تجاهله ،ويضمن ذلک أن تجاهل ذلک الشخص نابع من الحقد عليه لتفوقه کما تفوق الدر على ما سواه ،ثم إن جميل جعل جمعا ًمن الناس متجاهلين له ،وهذا يثير تساؤل عنه لماذا يجتمع الناس على تجاهله ؟!، بينما تکلم المتنبي عن متجاهل واحد لم يذکره لکنه قدره في الفعل "يـُـظهر"تجاهلاً له فهو أبلغ تحقير المتجاهل.

 ومن خلال تلک الموازنات يظهر أن المتنبي وإن تأثر بمن سبقه فقد أبدع في إعادة معانيه في صورة جديدة تتميز بالإيجاز والتصوير الذي يحمل معاني نفسية عميقة تدل على عبقرية شعرية متميزة فضلاً عن صياغته السهلة السلسة والتي ساعدت على سيرورة أبياته وشيوعها حتى صارت أمثال يرددها الناس في کل وقت .

 

أمثال المتنبي التي تساوى فيها مع غيره:

 ومن الأمثال التي تساوى فيها مع غيره قوله :

 لا خَيْلَ عِنْدَکَ تُهْدِيهَا وَلاَ مَالُ       فَلْيُسِعِد النُّطْقُ إنْ لمَ ْتـُسْعِدِ الْحَال ُ(43)

 الذي تفوق فيه على بيتي يزيد المهلبي و الحطيئة نجده هنا يتساوى فيه مع أبي العتاهية
في قوله :

 أزف أبکار أشعاري إليک فما عندي سوى الشکر لا خيل ولا مال

 فاقبل هدية من تـصفـو مـودته       إن لم تـساعده فيما رامـــه الحــــال (44)

 فأبو العتاهية يقدم المعنى في صورة استعارة رشيقة يصور خلالها معاني شعره التي يهديها لممدوحه بالعرائس الأبکار لأنه لم يقدمها لأحد قبله ،وهذا تکريم له کما أن لفظ "أزف" يناسب هذه الاحتفالية بالممدوح وهو يذکر الدافع النفسي وراء هديته والثناء والشکر وهو صفو الوداد،و يخاطب أبو العتاهية في بيته ممدوحه بينما يتحدث المتنبي عن نفسه وحديث النفس أکثر حميمية وبساطة ومکاشفة للذات بمعاناتها ولذلک هو الأصدق والأشد تأثيراً ،وقد رکز المتنبي معناه في بيت واحد بينما أتى به أبو العتاهية في بيتين ، وبيت المتنبي يحمل معاني ظاهرية منها المدح والاعتذار لأبي شجاع فاتک ،ومعنى باطن وهو التعريض بکافور الذي لم يغدق عليه العطاء وهو بمصر .

 وقد علق العميدي على بيت المتنبي بقوله :"هذه الأنواع من السرقات فاضحة لصاحبها ،لأنه أخذ اللفظ والمعنى والروي ، ثم أدعى هذه المعجزات لنفسه " (45)، وهذا تحامل واضح لأن المعنى مشهور کما ذکر القاضي الجرجاني (46) وأبو العتاهية ليس أول من أتى به فالعبرة إذن في
خصوصية التعبير.

 وهکذا نجد أبا العتاهية و المتنبي قد أجادا في التعبير عن المعنى کلاً بطريقته التي تميز فيها وألفاظ المتنبي وإن کانت أوجز فإن زيادات أبي العتاهية کانت لفوائد ظاهرة کما تقدم ، فلا نرجح بينهما لأنهما متساويان .

 ومن أبياته التي تساوى فيها مع غيره قوله:

 فَإنَّ الْجُرْحَ يَنْفِرُ بَعْدَ حِينٍ        إذَا کَانَ البِنَاءُ عَلَى فَسَادِ (47)

وقول البحتري :

 إذا ما الجرح رُمَّ على فساد        تبيَّن فيه تفريط الطبيب (48)

 فلو تأخر البحتري عن المتنبي لقلت أن البحتري يکمل معنى المتنبي فکأنه قرأ بيته " فَِإنَّ الْجُرْحَ يَنْفِرُ بَعْدَ حِينٍ "فذکر سبب هذا الفساد وهو إهمال الطبيب علاجه کما يجب .

ومن جهة أخرى فإن المتنبي يهتم بما يترتب على معنى البناء على فساد وهو استمرار الفساد "ينفر بعد حين"ففي کل منهما ميزة إذ يهتم المتنبي بالنتيجة و يهتم البحتري بالسبب مما
يجعلهما متساويين .

ومن الأمثال التي تساوى فيها مع غيره قوله يخاطب السجن :

 لوْ کَانَ سُکْنَاي فِيکَ مَنْقَصَةً       لم يَکْن الدُّرُّ سَاکِنَ الصَّدفِ (49)

ذکر صاحب الإبانة أن أبا هقان (50) سبق للمعنى حين قال :

 تعجبت دُر من شيبي فقلت لها       لا تعجبي فطلوع البدر في السدف

 وزادها عجباً أن رحت في سَمَل       وما درت دُرُّ أن الدُّرَّ في الصدف (41)

نجد السياق هنا مختلف فکل بيت له سياقه الخاص فحين يتحدث أبو هقان عن "در"التي تعجبت من کبر سنه ورثاثة ثيابه فأجابها بأن البدر يطلع في الظلام وأن الدر يسکن الصدف ،بينما يتحدث المتنبي عن مقامه في السجن ،وأن ذلک لا ينقص من شأنه فهو کالدر الذي يسکن الصدف ، فهما لا يلتقيان إلا في صورة المشبه به .

 ويشبههما قول الخبز أرزي(52):

 وليس سکناي نقصاناً لمنزلتي       فيکم کما الدر لا يزري به الصدف (53)

 وهو في نفس المعنى ولا يعتبر التشبيه بالدر في الصدف بالشيء الثمين في المکان الذي لا يليق به سرقة لأنه تشبيه عام منتشر يعتبر في مقام المثل وليس حکراً على أحد بعينه ،لکن التفاضل يکون في طريقة تقديمه وعرضه والتعبير عنه وهنا نجد الشعراء الثلاثة متساوين تقريباً في التعبير عن المعنى .

ومن تساوي المتنبي مع غيره قوله :

 قَصَدْتُکَ وَالرَّاجُونَ قَصْدِي إلَيْهِمُ      کَثِيرُ ولَکِنْ لَيْسَ کَالذَّنـَبِ الأنـْفُ (54)

وقد ذکر البرقوقي (55) وقبله القاضي الجرجاني(56) وابن بسام (57) أن الحطيئة سبق بالمعنى حين قال :

 قوم هم الأنف والأذناب غيرهم       ومن يساوي بأنف الناقة الذنبا

 وهما في نفس السياق "المدح" وبنفس التشبيه والمفاضلة بين الأنف والذنب ، المتنبي يفضل ممدوحه على بقية من يرجون مدحه ويجعله أنفاً ويجعل غيره ذنباً لذلک فإنه يترکهم ويتجه إليه ، و الحطيئة کان يسعى لإزالة استنقاص الناس من تسمية القوم بـ"أنف الناقة " ونجح في ذلک ، بل ورفع شأنهم عندما جعلهم کالأنف وغيرهم کالأذناب ،فميزة الحطيئة بقيام الصورة بهذا الدور الخطير وميزة المتنبي في توظيف الصورة في سياق أخر هو المدح ،وهکذا لم يتفوق أحدهما على الأخر فهما متساويان .

ومن تساوي المتنبي مع غيره قوله :

 نَبْکِي عَلَى الدُّنْيَا وَمَا مِنْ مَعْشَرٍ      جَمَعَـتْهُمُ الـدُّنْيَا فَلمْ يــَتـَـفَــرَّقُـوا(58)

ومثله قول جرير :

 لا يــلبث الـــقرنــاء أن يـتفرقوا       لــيـــــــل يـــکر عـلـيهم ونــــــــهــار (59)

وکلا البيتين يدوران على معنى الفراق بعد الألفة والاجتماع والتحسر واضح في نبرتهما ،فالمتنبي يبدأ البيت بــ"نبکي "وجرير يقول "لا يلبث " تعبيراً عن الأسى لقصر اللقاء وسرعة الفراق ،ويعبر بــ"القرناء"والقرين هو الصديق القريب ،وفي البيتين تسليم بالقضاء الذي ليس خاص بأحد بل قضاء واقع لکل البشر مادام الليل والنهار يتعاقبان ، والبيتان متساويان في مستوى التعبير عن المعنى لم يتفوق أحدهما على الأخر .

 وتقدير مستوى الشعر وقيمته بالقياس لغيره تعتمد أساساً على الذوق ،والذوق مما لا يتفق عليه الناس ،ولذلک فما ذهبت إليه من التفوق أو التساوي لا أعده حکماً نهائياً على کل حال .

أمثال المتنبي التي تفوق غيره عليه فيها :

ومن الأبيات التي تفوق غير المتنبي عليه فيها قوله :

 وَقَنِعْتُ باللْقـَيــــــا وَأَوَّلِ نـَظْرَةٍ        إِنَّ الْقَلِيلَ مِنَ الْحِبيبِ کَثِيرُ(60)

تفوق عليه جميل بثينة في نفس المعنى حين قال :

 وإني ليرضيني قليل نوالکم        وإن کنت لا أرضى لکم بقليل (61)

ولتوبة الحميري قوله :

 وأقنــع من لــيــلى بما لا أناله       ألا کل مـا قرت به العين صالح (62)

 لقد حدد المتنبي هذا القليل الذي قنع به وهو اللقاء والنظرة الأولى فيما لم يحدده جميل بل ترکه مبهماً عاماً حين قال "نوالکم "، ونجد قول جميل أعمق وأکثر حميمية من قول المتنبي وربما يعود ذلک لأن جميل کان عاشقاً بالفعل وليس کالمتنبي الذي لم يــُعرف عنه العشق
ولا الغزل.

 جميل يبدأ البيت بتأکيد أن قليل النوال من الحبيب يرضيه وإن لمح في الشطر الأخر إلى أنه لا يرضى للحبيب بإعطاء القليل لأنه أکرم من ذلک .

 لا يخلو هذا من الاستعطاف والحيلة لحصول على المزيد ورغم رضاه بالقليل وفيه تعبير صادق عن النفس الإنسانية التي لا تتوقف رغباتها عند حد معين .

و في حين يتحدث المتنبي عن نفسه "قنعت"، نجد جميل يتوجه بالحديث للحبيب ويعبر بالرضا وهو أدق وأصدق ،کما يخاطب المحبوب بصيغة الجمع "نوالکم " بما يدل على ما في نفسه له من التعظيم والإجلال .

وأما قول توبة :

 وأقنــع من لــيــلى بما لا أناله       ألا کل مـا قرت به العين صالح

فإنه يتجاوز کل ذلک ، لأنهلا ينال شيئاً أصلاً ، ولا ندري إذا کان لا ينال من محبوبة شيئاً فبماذا قرت عينه ؟!إلا أن يکون أوکل أمره للخيال الذي يعوضه عن الواقع ،وهذه مبالغة مقبولة من محب يتحدث عمن يحب .

إذن في هذا الجانب يتفوق العشاق على المتنبي .

ومن تفوق غير المتنبي عليه قوله :

 وَلِلنَّفْسِ أَخْلاقٌ تـَدُلُّ عَلَى الفَتَى      أَکانَ سَخَاء مَا أَتَى أَمْ تَسَاخِيَا (63)

و يبزه قول زهير بن أبي سلمى:

 ومهما تکن عند امرئ من خَلِيقَةٍ      ولو خالها تخفى على الناس تــُعلم ِ (64)

 فبيت زهير أعم وأشمل لأنه لم يحدد خُلقاً معيناً مثلما حدد المتنبي السخاء خاصة ،وبيت زهير أعمق وأدق حين قال "ولو خالها تخفى "فحتى لو ظن المرء أن تلک الصفة خفية فأنها تظهر مهما کانت صغيرة في حين يذکر المتنبي أن المرء يـُعرف من أخلاقه التي تظهر عليه إذا کان هذا الخلق من طبعه أم أنه يتطبع به إلى حين .

وللعمق والشمول والدقة في سبر أعماق المعنى في بيت زهير کان أکثر سيرورة ً رواجاً .

ومن الأبيات التي تفوق عليه غيره فيها قوله :

 وَ مَنْ يَـجْعَل الضِّرْغَامَ بـَازاً لِصَيْدِهِ      تـَـصَيَّدَهُ الضِّرْغَامُ فِيما تــَصَيَّدَا(65)

وقد سبقه بهذا المعنى معن بن أوس حين قال :

 أعلمه الرماية کل يــــــوم        فلما اشتد ساعده رماني

 وکم علمته نظم القوافــــي        فلما قال قافية هجاني!!

المتنبي يصور المعنى في صورة الأسد الذي يـُدرب على الصيد ثم يصيد من علّمه ودربه في حين يصوره معن في صورة المدرب الذي يدرب الصبي على الرماية فلما أشتد وقوي ساعده رمى من علّمه ويزيد الصورة ليظهر أنه لم يعلمه فنون الرماية والفروسية فقط بل علمه الشعر أيضاً فلما نظم الشعر جعله في هجاء من علمه ،وهذا مثل يـُضرب في الجحود وإنکار المعروف ،وقد أبدع معن في تصويره وفاق غيره بمن فيهم المتنبي الذي عبر بــ"ضرغام" مرتين وهي کلمة فيها ثقل ، وبيته أتى کنصيحة تحذيرية بينما يتحدث معن عن تجربة شخصية ونفسية قاسية لذلک کان أکثر
صدقاً وتأثيراً .

ومن الأمثال التي تفوق غير المتنبي عليه فيها قوله :

 وَمَن صَحِبَ الدُّنـْيَا طَوِيلاً تـَقَلَّبَتْ      عَلَى عَيْنِهِ حَتَّى يـَرَى صِدْقَهَا ِکذْبَا (66)

وذکر البرقوقي (67) وقبله ابن بسام (68) أن هذا المعنى ينظر لقول أبي نواس :

 إذا امتحن الدنيا لبيب تکشفت       له عن عدو في ثياب صديق

 فيبدأ المتنبي بالفعل "صحب" وصحبة المرء غيره تبين له طبيعته ،والإنسان يعرف من التجارب والمواقف فشبه الدنيا بالصاحب الذي لا يعرف إلا بعد التجربة فتظهر حقيقته من زيفه بينما نجد أبا نواس يعبر بالفعل "امتحن "وهو أدق في وصف معاناة الإنسان في الدنيا من "صحب "وکذلک لفظ "لبيب " التي تدل على أن غير اللبيب لن يفطن لتغير أحوال الدنيا التي يصورها بأنها عدو في ثياب

صديق ، وهذا تمثيل و تشخيص يبرز سهولة الانخداع بها لتناقض ظاهرها عن باطنها فالصورة هنا أدت دوراً کبيراً في إيصال المعنى المراد لذلک فاق بيت أبي نواس بيت المتنبي .

 وهکذا نجد تأثر المتنبي بغيره واضحاً وهذا أمر طبيعي بين الشعراء ولا يعد سرقة لأن أکثر معاني الأمثال متداولة والعبرة بطريقة الأداء من صياغة وأسلوب وتصوير فهذا ما يميز شاعر عن غيره ،وکما قال الجاحظ :" والمعاني مطروحة في الطريق يعرفها العجمي والعربي والقروي والبدوي، وإنما الشأن في إقامة الوزن وتخير اللفظ وسهولة المخرج ،وصحة الطبع ،وکثرة الماء ،وجودة السبک " (69).

 وقد ذکر الشيخ عبد القاهر الجرجاني في معرض حديثه عن الأخذ والسرقة :"اعلم أن الحکم على الشاعر بأنه أخذ من غيره وسرق ، واقتدى بمن تقدم وسبق ، لا يخلو من أن يکون في المعنى صريحاً،أو في صيغة تتعلق بالعبارة "،ثم ذکر أنه لا سرقة في المعاني العقلية العامة التي تجري مجرى الأمثال والحکم المأثورة . (70)

ثانياً: الأمثال التي أبدع فيها المتنبي .

 بدع الشيء يَبْدعُه بَدْعاً وابتْدَعَه : أنشأه وبدأه .

البِدْعُ : الشيء الذي يکون أولاً. (71)

 وقد ورد الإبداع بمرادفيه من اختراع وابتکار لدى النقاد العرب ، وللشاعر المبدع لديهم مکانة تفضل غيره من الشعراء غير المبدعين ،وهذا ابن رشيق (72) يفرد باباً في "العمدة "أسماه "باب المخترع والبديع "يبدأه بقوله :"هو ما لم يــُسبق إليه صاحبه ،ولا عمل أحد من الشعراء قبله نظيره ، أو ما يقرب منه " (73).

 ويفرق بينه وبين الاختراع فيقول :"والفرق بين الاختراع والإبداع – وإن کان معناهما في العربية واحداً – أن الاختراع خلق المعاني التي لم يُسبق إليها ،والإتيان بما لم يکن منها قط .والإبداع إتيان الشاعر باللفظ المستظرف الذي لم تجر العادة بمثله ،ثم لزمته هذه التسمية ،حتى قيل
له "بديع"". (74)

فالاختراع عنده خاص بالمعاني ، والإبداع خاص بالألفاظ .

 ويتطور مفهوم الإبداع لدى حازم القرطاجني (75) فشمل المعنى واللفظ والنظم والأسلوب يقول :"لا يخلو الإبداع في المبادي من أن يکون راجعاً إلى ما يقع في الألفاظ من حسن مادة واستواء ونسج ولطف وانتقال وتشاکل اقترن وإيجاز عبارة وما جرى مجرى ذلک مما يستحسن في الألفاظ ،أو ما يرجع إلى المعاني من حسن محاکاة ونفاسة مفهوم وتطبيق مفصل بالنسبة إلى الغرض وما جرى مجرى ذلک مما يستحسن في المعاني ،أو إلى ما يرجع إلى النظم من إحکام بنية وإبداع صيغة ووضع وما ناسب ذلک مما يحسن النظم ،أو ما يرجع إلى الأسلوب من حسن منزع ولطيف منحى ومذهب وما جرى مجرى ذلک مما يستحسن في الأساليب " (76).

 وهکذا نجد مفهوم الإبداع قد تطور لدى حازم القرطاجني حتى شمل المعنى واللفظ والنظم والأسلوب ،ولسنا نستطيع تجزئة العملية الإبداعية، فالبيت يمکن أن يتفوق فيه جانب على جانب من الناحية الإبداعية لکن ذلک لا ينفي الإبداع عن بقية الجوانب وهذا ما سيتضح من
خلال الدراسة .

 ويبدو لي أن الوسيلة العلمية الموضوعية لتحديد مبتکرات الأمثال عند المتنبي تقتضي مراجعة الشعر العربي کله قبل المتنبي إلا أن هذا ليس متاحاً لي في الوقت المحدد لإنجاز البحث ،لـــذلک سألجأ

لوسائل أخرى منها حديث النقاد عن بدائع المتنبي ،وما غلب على ظني کأبياته التي لم يتعرض لها الذين تحدثوا عن سرقاته فلو أن المتنبي أخذها من غيره لما ترکوا الإشارة لذلک .

 ومن الصعب إحصاء ابتکارات شاعر ما لا سيما وأن الشاعر لا يـنـبـغ ولا تـظهر بــواکــير شاعريته ألا بعد أن يستوعب ويحفظ ويتمثل کثيراً من أشعار المتقدمين ولذلک عندما يصوغ تجاربه الخاصة فإنه لا يمکن أن يتخلص من التأثر بالسابقين مع تفاوت مقدار التأثر من شاعر لآخر ،لکن الشعراء أصحاب العبقريات الفذة والمواهب الأصـيلـة لا يکونـون فـريــسة لکل أفکار الآخـــــــرين وصياغتها ولکن تکون لهم بصمتهم الخاصة التي تميزهم مثلما نجد عند المتنبي .

 ورغم أن المتنبي له بصمته الخاصة إلا أن کثيراً من أبياته التي دوى صيتها لا تخلص تماماً من التأثر بأفکار السابقين إلا أن ما يُذکر للمتنبي فيها أمران:

 1 – أنه يعيد تمثل معاني الآخرين ويطوعها لتجاربه الخاصة ،فإذا أخذ معنى شاعر آخر لا يکون عن قصد بل قد يکون ترسب في نفسه ثم استحضره في سياقه الخاص الذي يختلف عن سياق الذي سبقه .

 2 - المتنبي يعيد تشکيل تلک المعاني و يفرغ عليها من فکره و عبقريته بما يجعلها تتحول له لا ينازعه أحد إياها ويعترف بها النقاد له ‘إذ "ليس لأحد من أصناف الناس غنىً عن تناول المعاني ممن تقدمهم والصب على قوالب من سبقهم ،ولکن عليهم – إذا أخذوها – أن يکسوها ألفاظاً من عندهم ويبرزوها في معارض من تأليفهم ،ويوردوها في غير حليتها الأولى ،ويزيدوها في حسن تأليفها وجودة ترکيبها وکمال حليتها ومعرضها ،فإذا فعلوا ذلک فهم أحق بها ممن سبق إليها " (77).

إبداع المتنبي في تداخل تجاربه: 

 للمتنبي أسلوب مميز في مزج تجاربه السابقة وبلورتها في سياق موحد فهو يمدح ومع هذا يفخر بل ويهجو في إطار سياق لا يقلقه تعدد التجارب وتداخلها ،والمتنبي قناص بارع للفرص فيستثمر تجاربه ليثري بها القصيدة ويصل إلى ما يريده ويحدث ذلک بحيث لا يشعر المتلقي أن هنالک انفصالاً أو حشواً أو استطراداً ومن ذلک قوله :

 أرَى الْمُتَشَاعِرِينَ غَرُوا بِذَمِّي       وَمَنْ ذَا يَحْمَدُ الدَّاءَ الْعُضَالا

 وَمَنْ يَکُ ذَا فَم ٍ مُـرٍّ مَرِيضٍ        يَجِدْ مُراً بِهِ الْمَاءَ الزُّلاَلاَ (78)

 والبيتان من قصيدة يمدح بها بدر بن عمار (79) ويعرض عليه فيها ما يلاقيه من کيد "ولا ندري ما الذي کان يکاد به أبو الطيب ؟ولکنا نظن أنهم کانوا يتغامزون به وبشعره وما فيه من الغلو والطموح ،وما يرد في أثنائه من الوعيد للطغاة والملوک والأعداء ،والإنذار لهم أن يصيبهم من قبله
کل مکروه .

والحقيقة أن هذه المعاني في شعر أبي الطيب مما يستجلب التنبه لها ،والوقوف عندها فليس في العربية کلها شاعر قد کثرت في شعره المعاريض کما کثر ذلک في شعر أبي الطيب ،بل أنت تقلّب دواوين الشعراء جميعاً فلا تکاد تجد فيها هذه المعاني في الإنذار والوعيد والتربص ،وخاصة في المديح الذي يـُراد به عطف القلوب لاستخراج مکنونها ،وإلانة الأيدي لقبض نوالها .وهذه المعاني مما يعکس على الشعراء مرادهم إن راموه وتعاطوه في أشعارهم .أما أبو الطيب فقد جعلها عمود شعره غير مبال ولا حافل .فمن هذه الظاهرة في شعره – أعني اعتماده في کثير منه على الإنذار والوعيد- بدأ أعداؤه في جوار بدر يسمونه "المتنبي" ويغيظونه بذلک ،ويعنون أنه يتشبه بالأنبياء ،إذ کان عمود نبوَّتهم الإنذار والوعيد أيضاً ،وهو قد جعل بنيان شعره على هذين ولعل المراد بقوله:"أرى المتشاعرين غروا (بذمي)" .فهذا ذمه عندهم کما ترى " (80).

وإن يکن المتنبي قد خالف الشعراء في طريقتهم في المديح وأتى بطريقة جديدة تخصه ، فإنه أيضاً أبدع في التصوير في هذين البيتين حيث شبه نفسه في البيت الأول بالداء العضال الذي لا شفاء منه ،ومن يستطيع أن يحمده داءه الذي لا يشفى منه ؟!.

فشبه نفسه بالداء العضال وهم بالمرضى الذين ابُتلوا به فلا يملکون إلا ذمه والانتقاص منه وذلک لا يشفيهم بل يزيدهم سقماً وحقداً ، ووجه الشبه هو عدم الشفاء أو الراحة واستمرار المعاناة .

وهذه صورة مبتکرة لم يُسبق إليها .

وفي البيت الثاني فإن المعنى معروف لکن الإبداع برز في التصوير عن طريق الاستعارة التمثيلية " وَمَنْ يَکُ ذَا فَم ٍ مُـرٍّ مَرِيضٍ .....".لتکشف أن أعداءه مرضي في أفهامهم وأذواقهم حتى يستهجنون الجيد ويستقبحون الحسن فيشبههم حين إذن بالمريض الذي يجد الماء الزلال في فمه مراً فلا يهنأ له شيء في الحياة .

والزلال هو العذب الصافي الذي يزل في الحلق (81)، ويقصد بالمريض المر الفم - الذي لا يجد شيئاً طيباً حتى الماء الزلال يجده مرا-ً أعداءه ،و الماء الزلال هو شعره طبعاً ،فالمتنبي هنا يعود بالنقص والعيب على أعدائه حيث لم يستطيعوا أن يصلوا إلى فهم شعره وتذوقه واستساغته ،وذلک لفساد ذائقتهم ، وهنا نجد الاستعارة التمثيلية قد قامت بدور مهم في إيصال المعنى وبيانه بدقة متناهية ،بل کانت دليلاً على صحة الفکرة وسلامتها ،ولو أنه لجأ للتعبير عنها بالحقيقة المحضة ،وقال مثلاً :شعري جميل لکنهم لا يملکون ذوقاً سليماً. لفقد المعنى الکثير الکثير من وهجه ومصداقيته .

کما أن الصورة لها دلالاتها الإيحائية بذکر المرض والمرارة وأثرهما في جعل الزلال مراً ، والمتنبي هنا يرفع شعره لمکانة عالية وإنه لکذلک.

قوة الذات في شعره وإبداعه في تصويرها : 

 ومما يبرز إبداع المتنبي وتفوقه أکثر من غيره من الشعراء قوة الذات في شعره ،وذلک لشعوره القوي بنفسه واعتداده بها فقد صورها في صور عدة مبتکرة غير مسبوقة ،کان لها أثر کبير في القصائد التي قيلت فيها وفي المتلقي فبقيت في الذاکرة العربية رمزاً لشاعر عظيم ومن تلک الأبيات قوله :

 أَنـَامُ مِلءَ جُفُونِي عَن شَوارِدِهَا        و َيَسْهَرُ الخَلْقُ جَرَّاهَا وَيخْتَصِمُ (82)

 الشوارد : سوائر الأشعار ، والهاء عائدة على الکلمات وهذا ما رجحه ابن جني "وهذا أشد في المبالغة "،"وهو يقول :أنام ملء جفوني عن شوارد الشعر لا أحفل بها لأني أدرکها متى شئت بسهولة أما غيري من الشعراء فإنهم يسهرون لأجلها ويتعبون ويختصمون .قال الواحدي :و معنى الاختصام اجتذاب الشيء من النواحي والزوايا مأخوذ من الخصم وهو طرف الوعاء ،يقول إنهم يجتذبون الأشعار احتيالاً واستکراهاً" (83).

 وسواء کان يقصد بالخلق الشعراء أم سائر الناس فإن" الأنا" هنا ظاهرة جلية ، وکان يرتبط بها تدفق الشاعرية عند المتنبي ،وقد غدا هذا البيت شعاراً يطلق على أبيات المتنبي التي
تثير الخلاف

بين الناس وکثيراً ما تکون کذلک حتى أن بعض المؤلفين ألف عنها مثل :"الفتح الوهبي على مشکلات المتنبي "تأليف ابن جني (84) و "مشکل شعر المتنبي "لابن سيده الأندلسي (85) .

 هذا البيت شهادة منه على شعره بأنه مبتکر غير مسبوق يختلف الناس في توجيه معناه أو الإتيان بمثله .

وهو القائل في بيته الذي أزعم أن کل عربي يحفظه :

 فاَلخَيْلُ واللَّيْل ُوَالبيَدْاءُ تـَعْرِفُني      وَالسَّيْفُ وَالرُّمْحُ وَالقْرِطَاسُ وَالقَلَمُ (86)

فالخيل تعرفه لتقدمه في فروسيته والليل يعرفه لکثرة سراه فيه وطول إدراعه له ، والبيداء تعرفه لمداومته قطعها واستسهاله لصعبها ،والسيف والرمح يشهدان بحذقه في الضرب بهما ،والقراطيس تشهد لإحاطته بما فيها والقلم عالم بإبداعه فيما قيده،إذن هو يصف نفسه بالفروسية والشجاعة والخبرة في القتال ومعرفة العلوم وإجادة الکتابة، وقد جمع هذه الأشياء في بيت واحد وبرموز توحي بصورها وما يمکن أن يتولد في ذهن المتلقي لها ، "ونحس فيه جمالاً وسحراً ،نتذوقه دون أن نستطيع له تعليلاً .إن مجيء سبعة مـــعــطوفات مــعــــاً في بيت واحد لا يـفصل بينهما سوى کلمة "تعرفني "شيء غير مقبول ،ولکن هذه المعطوفات هنا عبرت عن حاجة نفسية في داخل الإنسان ،يطمع إليها ويود لو يمتلکها .إنها الاعتزاز بالذات وما تناضل من أجله وتسعى للحصول عليه "(87).

 ولهذا سار هذا البيت کأشهر بيت يحفظه الخاص والعام ،ويقال أن هذا البيت هو سبب مقتل المتنبي وليس قصيدته في" ضبة"فقد ورد في ترجمة المتنبي عند ابن العديم (88) (89) قوله :"بلغني أن المتنبي لما خرج عليه قطاع الطريق ومع ابنه وغلمانه ،أراد أن ينهزم ،فقال له ابنه :ابه :وأين قولک ؟:

 فاَلخَيْلُ واللَّيْل ُوَالبيَدْاءُ تـَعْرِفُني      وَالسَّيْفُ وَالرُّمْحُ وَالقْرِطَاسُ وَالقَلَمُ

فقال له :"قتلتني يا ابن اللخناء ،ثم ثبت وقاتل حتى قتل "(90).

 وکل هذه الأبيات تخلص له لا ينازعه إياها أحد بيد أن هنالک بيتاً شهيراً أيضاً ذکره القاضي الجرجاني في الوساطة وذکر قبله بيتاً لأبي تمام ولم يعلق عليهما .وبيت أبي تمام هو :

 قد قَلَّصَتْ شَفَتاهُ منْ حَفِيظِتهِ       فَخِيّلَ مِنْ شِدَّةِ التَّعْبيسِ مُبْتَسِما (91)

وبيت المتنبي هو:

 إذا نَظَرْتَ نُيُوبَ اللَّيْثِ بَارَزِةً        فَلاَ تَظُنّنَّ أَنْ اللَّيْثَ مُبْتَسِمُ (92)

 والمعنى العام واحد وهو مخالفة الحقيقة لما تظنه الرأي أو تناقضها مع ما يظن ، لکن طريقة التعبير وتقديم المعنى وتصويره تختلف اختلافاً کلياً و"ابتکار المعنى والسبق إليه ليس هو الفضيلة يرجع إلى المعنى ،وإنما هو فضيلة ترجع إلى الذي ابتکره وسبق إليه ،فالمعنى الجيد جيد وإن کان مسبوقاً إليه ،والوسط وسط ،والرديء رديء ،وإن لم يکنا مسبوقاً إليهما " (93).

وإن افترضنا أن المتنبي قد استوحى فکرته من بيت أبي تمام فإنه قدمها في صورة أفضل على کافة المستويات فصاغ الجملة على الشرط والجملة الشرطية من أقوى الجمل تماسکاً ،وأکدها بأکثر من مؤکد وصور المعنى بطريقة تجعل المتلقي يتخيل منظر الليث إذ يبرز أنيابه ، و المتنبي هنا يقصد نفسه ويتوعد من وصفه بالجاهل في البيت السابق لهذا البيت إذ قال :

 وَجَاهِلٍ مَدَّهُ فيِ جَهْلِهِ ضَحِکِي       حَتى أَتَتْهُ يَدٌ فَرَّاسَةٌ وَفَـمُ

و المتنبي هنا يقصد التحذير في حين أن أبا تمام يقصد المبالغة في تصوير العبوس .

 وکل هذه الأبيات في الفخر بالذات، و الوعيد للأعداء کانت من قصيدته التي عاتب بها سيف الدولة الحمداني قبيل خروجه من حلب والتي مطلعها :

 وَاحَرَّ قَلْبَاهُ مِمَّنْ قَلْبُهُ شَبِمُ        وَمَنْ بجِسْمِي وَحَاليِ عنْدَهُ سَقَمُ  (94)

 فالسياق هو العتاب لکنه يدخل فيه المدح ثم الفخر بنفسه ثم الوعيد لأعدائه ثم الفخر بنفسه مرة أخرى ثم أخذ يراوح بين العتاب والفخر على طريقته الخاصة .

وللمتنبي إبداعاته في مجالات مختلفة : 

ولها مظاهر متعددة منها :


1 – تناسب الألفاظ والمعاني في القوة کقوله :

 لا يَسْلَمُ الشَّرَفُ الرَّفِيعُ مِنَ الأذَى      حَتَّى يُرَاقَ عَلَى جَوَانِبِه الدَّمُ (95)

 أي لا يسلم للشريف شرفه من أذى الحساد والمعادين حتى يقتل حساده وأعداءه ،فإذا أراق دماءهم سلم شرفه ،لأنه يصير مهيباً فلا يتعرض له ،"قال ابن جني :أشهد بالله لو لم يقل إلا هذا لکان أشعر الشعراء المجيدين ولکان له أن يتقدم عليهم "(96).

والإبداع هنا يتجلى في تصويره لمعنى الدفاع عن الشرف وهو القتال دونه حتى "يـُراق على جوانبه الدم "فهذه الصورة تحمل من الإيحاءات ما يبين شدة القتال وضراوته فکلمة "يــُراق "تشع بالحرکة المستمرة وکلمة "دم "تعطي المشهد لوناً يبرق بهول الموقف وشدته ،وهذه الکناية عن القتال الذي لا يهدأ تبعث الرهبة في النفوس ،والمتنبي إذ يعبر بهذه الصورة فلأنه متمرس بالحرب عارف بها، فتجربته تمده بمواد هذه الصورة وترکيبها ،وکلمة "جوانبه " والضمير عائد على "الشرف "تبين أن هذا القتال والدفاع لا يکون بعيداً عن المُدافع عنه بل قريب منه ليظل أثر الدماء رادعاً لکل من تسول له نفسه أن يمسه بأذى .

2 – مرارة التجربة وصدقها کقوله :

 عيدٌ بـِأَيـَّةِ حَالٍ عُدْتَ يـَا عِيدُ       بِمَا مَضَى أَمْ بأَمْرٍ فِيکَ تَجْدِيدِ

 أمَّا الأحِبَّةُ فالبَيْداءُ دُونَـــهُمُ        فَلَيْتَ دُونَکَ بِـيداً دُونَهَا بيِـــدُ (97)

 وهو مطلع قصيدته التي قالها إثر هروبه من مصر ليلة العيد وهو بيت ينضح بتجربته المرة في کنف کافور و " بهذا البيت يفتح لنا دروب الأحزان التي خاضها ،فهو يخاطب العيد مستنکراً عودته .ويناجيه في ملل لا حدود له :هل تعود بما مضى ؟ أم تحمل لي شيئاً جديداً ؟!!والعيد معنى للفرح والاجتماع والالتقاء بالأحباب ،وممارسة اللذات والمباهج .فإذا جاء حمل معه کل معاني الأنس و البهجة و الفرح ،أما المفارقة المثيرة فهي ألا يحمل للإنسان هذه المعاني ،بل يفجر عکسها ،ولقد استغل المتنبي هذه المفارقة في تفجير مشاعر الحزن في تجربته الشعرية ، وراح يصور لنا کل مفارقات حياته ،وکأنه يسجل تاريخ قلبه وصراعه مع الدنيا من خلال ربط کل تجارب حياته بهذه اللحظة التي اقتنصها وجمدها وألقى عليها الأضواء ،وهي اللحظة التي بدأت رياح العيد تهب عليه وهو حزين ،فما قيمة العيد والأحبة بعيدون عنه ،بينه وبينهم بيد دونها بيدٌ ،ولهذا يرفض مجيء العيد ،ويصرخ في وجهه ليتک تبعد عني ،وتفصلني عنک هذه البيد التي تفصلني عن أحبتي ،والمراد بالأحبة هنا کل من أحب وما أحب من رجال ونساء وأمجاد ومطامع " (98).

 وانظر کيف "تحمل الموسيقى الناجمة عن الاستفهام المتکرر کل ما يحسه الشاعر تجاه هذه الأيام التي يفرح بها الآخرون ولا يرى هو فيها سوى أيام مکررة متشابهة لا جديد فيها
ولا تجديد" (99).

 و"يکاد المتنبي يکون أکثر الشعراء تکراراً لألفاظه ، ونجد هذا التکرار في کل قصائده ،بل إن بعض القصائد لا يکاد يخلو بيت فيها من تکرار اللفظ ،وهذه الظاهرة لا يلجأ إليها المتنبي عبثاً ،وإنما هو يتعمدها لما لها من أثر ووقع في الأذن وفي النفس معاً ،والذي يروعنا في تکراره أننا لا نمل هذا التکرار، وإنما نرى جزءاً لا يتجزأ من موسيقى الشعر التي هي جزء لا يتجزأ من القصيدة " (100).

3 – کثرة الأمثال في أوجز عبارة مع التلاؤم کقوله :

 فَالَموْتُ َأعْذَرُ لِي وَالصَّبْرُ َأجْمَلُ بي     وَالْبَرُّ َأوْسَعُ وَالدُّنْيًا لَمِنْ غَلَبا(101)

 فالمتنبي يقول أن الموت هو أفضل الأعذار للمرء عن تحصيل المعالي إذا کان سببه رفضه لأن يعيش ذليلاً وأن يدخل لذلک حرباً يموت فيها ،وإلى أن يحين ذلک فالصبر على المکاره هو أفضل ما يتجمل به المرء ،وخاصة في طلبه العيش الکريم ،وسفره من بلد يضيق به إلى البر الواسع الذي ربما وجد فيه مبتغاه ،وهذا المبتغى لا يتأتى للمرء وهو وادع ساکن ولکن لابد له من المغالبة والمزاحمة في طلبه ،وهکذا نجد الأفکار لدى الشاعر مترابطة متسلسلة في ذهنه عبر عنها بألفاظ موجزة بطريقة مرکزة تؤدي المعنى بل وتحفظه من التسرب والتفلت، فأتى بأربعة أمثال في بيت واحد وهذا أمر نادر وقد نوه لذلک ابن رشيق في العمدة :"ولم أرَ بيتاً فيه أربعة أمثال کل واحد منها قائم بنفسه إلا قليلاً ،وأنشد الأصمعي :

 فَالهَمُّ فَضْلٌ وطُولُ العَيشِ منُقْطِعٌ      والرِّزْقُ آتٍ ورَوْحُ الله مُنْتَظَرُ

وقال أبو الطيب وحکم عليه الوزن أيضاً :

 والمرءُ يأملُ ،والحياة شهية        والشيبُ أوقَرُ ، والشبيبة أنـْـزَقُ

فأتى بمثلين في کل قسم "(102).

 ومع أن بيت المتنبي الذي أورده لم يعد مثلاً سائراً الآن إلا أني قست عليه البيت الذي أنا بصدده فهي أربعة أمثال في تقسيم بديع "وهذا اللون من التقسيم إذا أجاده الشاعر بعث في النفس لذة ونشوة ،ويحتاج إلى قدرة عظيمة تمکن الشاعر من تخير الکلمات ذات الأوزان المتساوية ثم إلى مهارة في توزيعها على شطري البيت دون أن يترک مللاً أو کللاً " (103).

4 – قوة المعاني النفسية کقوله :

 إذَا غَامَرْتَ في شَرَفٍ مَرُوم ٍ        فَلا تـَقْنَعْ بِمَا دُونَ النُّجُومِ

 فَطَعْمُ المَوْتِ في أَمْرٍ صَغِيرٍ        کَطَعْمِ المَوْتِ في أَمْرٍ عَظِيمٍ (104)

وفي رواية :

 فَطَعْمُ المَوْتِ في أَمْرٍ حَقِير ٍ        کَطَعْمِ المَوْتِ في أَمْرٍ عَظِيمٍ (105)

 وهو الأشهر والأبلغ فکلمة "حقير "أکثر تعبيراً عن الاستهانة والتهوين من کلمة "صغير ".

والمتنبي هنا يلجأ للخطاب فيقول إذا حاولت الشرف وخاطرت بنفسک في سبيل الحصول عليه فلا تقتنع بما دون أعلاه ولا ترض باليسير منه لأن طعم الموت في الأمر الهين کطعمه في الأمر العظيم الصعب ،وإذن فلا سبيل للمغامرة إلا أن يقصد أسمى الأمور " (106). ولاشک أن کثيراً من أمثال المتنبي تعکس نفساً قوية ،ولکن هذا البيت يتميز باستنهاض الهمم وحفز العزائم لتحقيق معالي الأمور دون تهيب أو خوف .

 و نجد صوت المتنبي هنا حماسي و هو يربط الطموح بما وراء النجوم ،ويشکل هذا البيت ما يسمى بـ"الإيحاء الإيجابي "الذي يدفع الإنسان للتقدم المستمر دون کلل أو ملل ،ويصنف الدکتور محمد التونجي هذا البيت تحت عنوان فلسفة المجد ويرى أن المتنبي يدعو للمجد و طلبه حتى الموت وفيه (107) ، وهو عندما دعا إلى هذه المغامرة الکبيرة لم ينس أن يطمئن المرء إلى أن ما يخافه في سبيل تحقيق مبتغاه – وهو غالباً الموت- سيأتي في کل الأحوال وطعمه وهو يقطف الأرواح لا يختلف في سائر الأحوال ولکن العبرة تکون في أي أمر أتى .

والمتنبي هنا يدعو لأمر عظيم ربما بلغ الموت لکنه يقنعنا به تماماً بل ويحببه إلينا .

 وهکذا نجد المتنبي شاعر کل العصور لما يحمل شعره من مصداقية تجاربه التي يشعر بها کل إنسان ،خاصة لو کانت أبياتاً مبتکرة ً غير مسبوقةً لأن هذا يعزز مکانتها في نفس المتلقي وإن أتى بعده من استلهم الکثير منه فلا يزال له قصب السبق بها ، وفضيلة السبک لها .

الخاتمة

 المتنبي من أکثر الشعراء الذي اشتهروا بأمثالهم ،وهذه الأمثال هي مادة الدراسة في هذا البحث ، ومن خلال تتبع المباحث السابقة يتبين أنه يرکز على النقاط التالية :

 أولاً: مصادر المثل عند المتنبي وجدت أنه قد تأثر بغيره على عادة الشعراء وهذا التأثر ضرورة لابد منها ولا يسمى التأثر بالسرقة في کل أحواله ،فمن معروف أنه لا ســـرقــــة في المـعـان التي" يــشترک الناس في معرفتها لاسـتقرارها في العقول و العادات " ،ولــکن السبق لمن يجدد في التصوير والصياغة ولقد کان المتنبي کذلک .

 کما أن طبيعة الأمثال کمعان متعارف عليها تبين أن التأثر بها أو فيها أمر طبيعي بين الشعراء ولا يعد سرقة لأن أکثر معاني الأمثال متداولة والعبرة بطريقة الأداء من صياغاته وأسلوب وتصوير فهذا ما يميز شاعر عن غيره .

 ومن خلال بعض الموازنات يظهر أن المتنبي و إن تأثر بمــن سبقه فقد أبدع في إعادة مــعــانـيـه في صور جــديــدة تـتـميز بالإيجـــــاز و التصويــر الذي يحـمـل مـعـاني نــفـسـيـة عـمـيـقـة تــــدل على عـبـقـريــة شـعـريـــة مـتـمـيـزة فـضـلاً عن صــياغـتـه السهلة الــســلــسة والتي ســاعــــدت على سيرورة أبــيــاتــه وشــيـوعــها حتى صارت أمثالاً يـــرددها الناس في کل وقت .

 وتقدير مستوى الشعر وقيمته بالقياس لغيره يعتمد أساساً على الذوق ،والذوق مما لا يتفق عليه الناس ،ولذلک فما ذهبت إليه من التفوق أو التساوي لا أعده حکماً نهائياً على کل حال .

 ثانياً: هذا لا يعني أنه لم يکن له إبداعاته الخاصة والتي تنوعت في مجالات عديدة مثل :

  • قوة الذات في شعره وإبداعه في تصويرها .
  • تناسب الألفاظ والمعاني في القوة .
  • مرارة التجربة وصدقها.
  • کثرة الأمثال في أوجز عبارة مع التلاؤم.
  • قوة المعاني النفسية

المصادر

 - أسرار البلاغة ،للشيخ عبد القاهر الجرجاني ،تحقيق :محمود شاکر ،مطبعة المدني ،الطبعة الأولى 1412 هـ/1991م.

- أشعار الشعراء الستة الجاهليين ،اختيار العلامة يوسف بن سليمان بن عيسى المعروف بالأعلم الشنتمري .منشورات دار الآفاق الجديدة –بيروت .الطبعة الثالثة 1403هـ/1983 م.

- الأمثال السائرة من شعر المتنبي ،للصاحب بن عباد تحقيق الشيخ محمد حسن آل ياسين.مطبعة المعارف- بغداد .طـ 1، 1385 هـ.

- الإبانة عن سرقات المتنبي لأبي سعد محمد بن أحمد العميدي ،تقديم وتحقيق وشرح :إبراهيم الدسوقي البساطي ،دار المعارف بمصر.

- الصبح المنبي عن حيثية المتنبي ،للبديعي ، تحقيق :مصفى السقا ومحمد شتا وعبده زيادة عبده ،دار المعارف ،الطبعة الثالثة .

- العمدة في صناعة الشعر ونقده. لأبي الحسن بن رشيق القيرواني ،تحقيق الدکتور النبوي عبد الواحد شعلان ،الناشر مکتبة الخانجي بالقاهرة ،الطبعة الأولى 1420 هـ/2000م ،

- الوساطة بين المتنبي وخصومه . القاضي علي بن عبد العزيز الجرجاني .تحقيق :هاشم الشاذلي.دار إحياء الکتب العربية

- بغية الإيضاح لتلخيص المفتاح في علوم البلاغة .تأليف :عبد المتعال الصعيدي .مکتبة إحياء الکتب الإسلامية .بيروت .

- دلائل الإعجاز لعبد القاهر الجرجاني :تحقيق :محمود شاکر ،مطبعة المدني ،الطبعة الثالثة 1413هـ/1992م ،

- سرقات المتنبي ومشکل معانيه ،لابن بسام النحوي ،تحقيق سماحة الأستاذ الإمام الشيخ :محمد الطاهر ابن عاشور ،الدار التونسية للنشر.

- لسان العرب لأبن منظور.

-کتاب الصناعتين الکتابة والشعر ،لأبي هلال الحسن بن عبد الله بن سهل العسکري ،تحقيق :على محمد البجاوي و محمد أبو الفضل إبراهيم ،الطبعة الثانية ،دار الفکر العربي.

- مجمع الأمثال للميداني تحقيق محمد محي الدين عبد الحميد المکتبة العصرية 1419 هـ

-منهاج البلغاء وسراج الأدباء لأبي الحسن حازم القرطاجني ،تحقيق :محمد حبيب ابن خوجه ، دار
الکتب الشرقية .

- يتيمة الدهر في محاسن أهل العصر ،تأليف: أبو منصور عبد الملک الثعالبي النيسابوري ،شرح وتحقيق الدکتور :مفيد محمد قميحة ،دار الکتب العلمية –بيروت ،الطبعة الثانية 1403 هـ/1983م.

  1. المراجع

    - أروع ما قيل من الأمثال .إعداد إميل ناصيف .ط 1 /1415 هـ دار الجيل

    - ألوان من التربية العربية (حکمة– أمثال- خطابة- وصايا) تأليف محمود سيد شقير ود/عبد الله محمد القويزاني ، مطابع مواسم

    - إمبراطورية الشعراء الشاعر الأسطورة ، للدکتور عائض القرني ، مکتبة العبيکان ،ط 1  ،1423هـ/2002م

     -الأمثال العربية القديمة مع اعتناء خاص بکتاب الأمثال لأبي عبيد .تأليف المستشرق الألماني  رودلف زلهايم، ترجمة عن الألمانية وحققه وعلق عليه وصنع فهارسه د/ رمضان عبد التواب .ط2 /1402 هـ .
    مؤسسة الرسالة.

    - الشوقيات لأمير الشعراء أحمد شوقي ، دار الکتاب العربي ،ط 13 ، 1422 هــ /2001 م.

    - المتنبي لمحمود شاکر.دار المدني .1407هـ/1987

    - المتنبي مالئ الدنيا وشاغل الناس ، تأليف الدکتور :محمد التونجي .عالم الکتب ،الطبعة الثانية  1413هـ/1992م.

    - المجموعة الکاملة ،ديوان حسين عرب .

    - دراسة الأسلوب بين المعاصرة والتراث ،تأليف الدکتور أحمد درويش ،دار غريب للطباعة والنشر
    والتوزيع ، القاهرة.

    - ديوان إيليا أبو ماضي .دار العودة – بيروت

    - ديوان الفرزدق ، شرحه وضبط نصوصه وقدم له الدکتور عمر فاروق الطباع ،دار الأرقم بن أبي الأرقم ، بيروت ،ط 1 ، 1418 هــ/ 1997 م.

    - شرح المعلقات العشر وأخبار شعرائها ،لأحمد بن أمين الشنقيطي ،دار الکتاب العربي ،عام  1409 هـ /1988م.

    - شرح ديوان أبي فراس الحمداني ،منشورات دار مکتبة الحياة ، بيروت.

    - شرح ديوان المتنبي لعبد الرحمن البرقوقي،دار الکتاب العربي ،بيروت – لبنان 1400 هـ/1980م.

    - لغة الحب في شعر المتنبي .تأليف الدکتور :عبد الفتاح صالح نافع .دار الفکر للنشر والتوزيع –  عمان.الطبعة الأولى 1403هـ/1983م

     - في عالم المتنبي للدکتور :عبد العزيز الدسوقي ،دار الشروق ،الطبعة الثانية1408هـ/1988م.

     -ديوان شيخ شعراء العربية أبي الطيب المتنبي الدکتور :عبد المنعم خفاجي وسعيد جودة السحار والدکتور عبد العزيز شرف .

    1. الأمثال السائرة من شعر المتنبي ،للصاحب بن عباد تحقيق الشيخ محمد حسن آل ياسين.مطبعة المعارف- بغداد .طـ 1، 1385 هـ صـ22  .

    2. انظر  منهاج البلغاء وسراج الأدباء لأبي الحسن حازم القرطاجني ،تحقيق :محمد حبيب ابن خوجه ،دار الکتب الشرقية ،صــ219 .

    3. انظر المتنبي  بين ناقديه في القديم والحديث .تأليف الدکتور محمد عبد الرحمن شعيب . الطبعة الثانية .دار المعارف بمصر .صــ135 .

    1. لسان العرب لابن منظور دار صادر ،الطبعة الأولى ،جــ14،صــ18 .

    2.  مجمع الأمثال للميداني تحقيق محمد محي الدين عبد الحميد المکتبة العصرية  1419 هـ صـ5 .

    3.  نفسه صـ 6 .

    4. أروع ما قيل من الأمثال .إعداد إميل ناصيف .الطبعة الأولى 1415 هـ دار الجيل.صــ7.

    1.  ألوان من التربية العربية (حکمة– أمثال- خطابة- وصايا)تأليف محمود سيد شقير ود/عبد الله محمد القويزاني ،مطابع مواسم .صـ 10 .

    2.  أنظر  أروع ما قيل من الأمثال .إعداد إميل ناصيف . صـ 8 .

    1.  انظر أروع  ما قيل من الأمثال صـ 8 .

    1. الحکمة والمثل والتمثيل  ،نظرات في أصولها وخصائصها البلاغية ،بحث للدکتور عبد العظيم المطعني ،مجلة "بحوث کلية اللغة العربية "الصادرة عن جامعة أم القرى ،العدد الثاني 1404 /1405 هـ ،صــ149.

    2.  الأمثال العربية القديمة مع اعتناء خاص بکتاب الأمثال لأبي عبيد .تأليف المستشرق الألماني رودلف زلهايم ،ترجمة عن الألمانية وحققه وعلق عليه وصنع فهارسه د/ رمضان عبد التواب .ط2 /1402 هـ .مؤسسة الرسالة .صـ25 .

    1.العمدة في صناعة الشعر ونقده. لأبي الحسن بن رشيق القيرواني ،تحقيق الدکتور النبوي عبد الواحد  شعلان  ،الناشر مکتبة الخانجي بالقاهرة ،الطبعة الأولى 1420 هـ/2000م ،جـ2،صــ1072.

    2. انظر بغية الإيضاح لتلخيص المفتاح في علوم البلاغة .تأليف :عبد المتعال الصعيدي .مکتبة إحياء الکتب الإسلامية .بيروت .جـ 4،صـ110.

    3. نفسه  والصفحة نفسها.

    4. العمدة لابن رشيق ،جـ2،صـ1073.

    5. مثل :سرقات المتنبي لابن بسام .

                   الإبانة  عن سرقات المتنبي  للعميدي .

                   المنصف في نقد الشعر وبيان سرقات المتنبي ومشکل شعره لبن وکيع .

                  والوساطة بين المتنبي   وخصومه للقاضي الجرجاني وغيرها .

    6. کابن وکيع والعميدي وابن بسام .

    7. کالقاضي الجرجاني .

    8. انظر بغية الإيضاح لتلخيص المفتاح في علوم البلاغة جـ4 ،صـ110 .

    9. انظر بغية الإيضاح لتلخيص المفتاح في علوم البلاغة ،جـ4 ،صـ 115 .

    10. انظر السابق جـ4 ،صـ118 .

    11. انظر السابق،جـ4  صـ124 وما بعدها .

    12. شرح ديوان المتنبي لعبد الرحمن البرقوقي جــ2 ،صـ15 .

    13. دلائل الإعجاز لعبد القاهر الجرجاني   :تحقيق :محمود شاکر ،مطبعة المدني ،الطبعة الثالثة 1413هـ/1992م ، صـ 105 .

    14. شرح ديوان المتنبي لعبد الرحمن البرقوقي جـ  3 ، صــ 395.

    15. الوساطة بين المتنبي وخصومه . القاضي علي بن عبد العزيز الجرجاني .تحقيق :هاشم الشاذلي .دار إحياء الکتب العربية ،صـ301.

    16. نفسه .

    17. سرقات المتنبي ومشکل معانيه ،لابن بسام النحوي ،صــ108 .

    18. الوساطة بين المتنبي وخصومه  صـ251 .

    19. نفسه والصفحة نفسها .

    20. شرح ديوان المتنبي لعبد الرحمن البرقوقي جــ 3 ،صـ268 .

    21. الصبح المنبي عن حيثية المتنبي ،للبديعي ، تحقيق :مصفى السقا ومحمد شتا وعبده زيادة عبده ،دار المعارف ،الطبعة الثالثة ، صـ202 .

    22. البديعي يوسف أديب وشاعر ،ت 1662 م .من المنجد في الأعلام  -الموجود في کتاب المنجد في اللغة والأعلام  - ، من تأليف مجموعة کبيرة من الاساتذة ،المشرف الثقافي :سليم دکاش ،الطبعة السادسة والعشرون 2003م ، دار المشرق ،بيروت ،صــ116.

    23. الصبح المنبي عن حيثية المتنبي ،للبديعي ، صـ202 .

    24. شرح ديوان المتنبي لعبد الرحمن البرقوقي جـ2 ، صـ11.

    25. شاعر عباسي ،ت 805 م.،من المنجد صــ688 .

    26. الإبانة عن سرقات المتنبي  لأبي سعد محمد بن أحمد العميدي ،تقديم وتحقيق وشرح :إبراهيم الدسوقي البساطي ،دار المعارف بمصر ،صـ 59 .

    27. شرح ديوان المتنبي لعبد الرحمن البرقوقي جــ4 ،صـ89 .

    28. هو:أبو محمد الحسن بن علي بن أحمد بن خلف بن حيان بن صدقة بن زياد الضبي المعروف بابن وکيع التنيسي ،شاعر بارع ،وعالم جامع له ديوان شعر جيد ،وکتاب عن سرقات المتنبي سماه "المنصف".من شرح ديوان المتنبي لعبد الرحمن البرقوقي جــ1 ،صــ105 .

    29. نفسه .

    30. هو :أبو سعيد محمد بن أحمد بن محمد العميدي ،أديب ونحوي ولغوي،صاحب کتاب "الإبانة عن سرقات المتنبي  ".من شرح ديوان المتنبي لعبد الرحمن البرقوقي جــ1 ،صــ104.

    1. 31.  الإبانة عن سرقات المتنبي  لأبي سعد محمد بن أحمد العميدي ، صـ 107 .

    32. شرح ديوان المتنبي لعبد الرحمن البرقوقي جـ4،صـ87.

    33. الإبانة عن سرقات المتنبي   صـ58 .

    34. نفسه .

    35. شرح ديوان المتنبي لعبد الرحمن البرقوقي جــ4 ،صـ4 .

    36. نفسه .

    37. الوساطة بين المتنبي وخصومه  ، صـ206 .

    38. هو کلثوم بن عمرو التغلبي ،شاعر مترسل بليغ ،ت 835 م.من المنجد ،صــ370.

    39. الأساود: الحيات .

    40. شرح ديوان المتنبي لعبد الرحمن البرقوقي جــ3 ،صـ387.

    41. هو :علي بن محمد ،أديب وشاعر بغدادي .من المنجد صــ5.والکتاب : سرقات المتنبي ومشکل معانيه ،لابن بسام النحوي ،تحقيق سماحة الأستاذ الإمام الشيخ :محمد الطاهر ابن عاشور ،الدار التونسية للنشر . صــ108 .

    42. شرح ديوان المتنبي لعبد الرحمن البرقوقي جــ3 ،صـ387.

    43. شرح ديوان المتنبي لعبد الرحمن البرقوقي جـ  3 ، صــ 395.

    44. الإبانة عن سرقات المتنبي  ، صـ165 .

    45. الإبانة عن سرقات المتنبي  ،صـ 165 .

    46. انظر الوساطة بين المتنبي وخصومه ،صـ 301 .

    47. شرح ديوان المتنبي لعبد الرحمن البرقوقي جـ  2 صــ83 .

    48. الوساطة بين المتنبي وخصومه  ،صـ 262 .

    49. شرح ديوان المتنبي لعبد الرحمن البرقوقي جــ3 ،صـ24 .

    50. لم أعثر له على ترجمة .

    51. الإبانة عن سرقات المتنبي   ،صـ32.

    السدف : من السدفة أي الظلمة .سمل :الخلق من الثياب .

    52. هو :نصر بن أحمد ،شاعر من أهل البصرة قصر شعره على الغزل ،کان يخبز الأرز بمريد البصرة ومنه اسمه ،ت 939 م.من المنجد  ،صـ229 .

    53. الإبانة عن سرقات المتنبي  ،صـ32 .

    54. شرح ديوان المتنبي لعبد الرحمن البرقوقي جــ3 ،صـ32 .

    55. نفسه .

    56. الإبانة عن سرقات المتنبي ،صـ306 .

    57. سرقات المتنبي ومشکل معانيه ،لابن بسام النحوي  ،صـ65 .

    58. شرح ديوان المتنبي لعبد الرحمن البرقوقي جــ3،صـ 75 .

    59. نفسه .

    60. شرح ديوان المتنبي لعبد الرحمن البرقوقي جـ  2 ،صــ237 .

    61. نفسه .

    62. نفسه .

    63. شرح ديوان المتنبي لعبد الرحمن البرقوقي جــ4 ،صـ420 .

    64. أشعار الشعراء الستة الجاهليين ،اختيار العلامة يوسف بن سليمان بن عيسى المعروف بالأعلم الشنتمري .منشورات دار الآفاق الجديدة –بيروت .الطبعة الثالثة 1403هـ/1983 م .جـ 1،صـ 288 .

    65. شرح ديوان المتنبي لعبد الرحمن البرقوقي جــ2 ،صـ10 .

    الضرغام :الأسد، يقول :من أتخذ الأسد بازاً يصيد به أتى عليه الأسد فصاده .

    66. شرح ديوان المتنبي لعبد الرحمن البرقوقي جــ1 ،صـ182 .

    67. نفسه .

    68. سرقات المتنبي ومشکل معانيه ،لابن بسام النحوي  ، صـ14 .

    69. بغية الإيضاح لتلخيص المفتاح في علوم البلاغة ،جـ1،صـ 29 .

    70. انظر أسرار البلاغة ،للشيخ عبد القاهر الجرجاني  ،تحقيق :محمود شاکر ،مطبعة المدني ،الطبعة الأولى 1412 هـ/1991م .صـ263 وما بعدها .

    71. لسان العرب لأبن منظور، دار صادر ،بيروت ،الطبعة الأولى. جـ2 ،صــ37 .

    72. هو :أبو حسن علي الحسن ،شاعر وأديب ومؤرخ .

    73. العمدة لأبن رشيق .جـ1،صــ421.

    74. نفسه .جـ1 ،صـ426.

    75. هو :أبو الحسن حازم القرطاجني ،شاعر وأديب ،ت 684هـ ،انظر کتاب منهاج البلغاء ،صــ52.

    76. منهاج البلغاء لحازم القرطاجني .صــ309.

    77. کتاب الصناعتين الکتابة والشعر ،لأبي هلال  الحسن بن عبد الله بن سهل العسکري ،تحقيق :على محمد البجاوي و محمد أبو الفضل إبراهيم ،الطبعة الثانية ،دار الفکر العربي ،صــ202 .

    78. شرح ديوان المتنبي لعبد الرحمن البرقوقي جـ 3 صــ344 .

    79. هو :أبو الحسن بدر بن عمار الأسدي والي طبرية .

    80. انظر المتنبي لمحمود شاکر.دار المدني .1407هـ/1987 م .صــ270 .

    81. انظر شرح ديوان المتنبي لعبد الرحمن البرقوقي جـ  3 صــ344.

    82. شرح ديوان المتنبي لعبد الرحمن البرقوقي جــ4 ،صــ84 .

    83. أنظر نفس المرجع السابق ونفس الصفحة   .

    84. نحوي بصري ،من أحذق أهل الأدب وأعلمهم بالنحو والتصريف ، من المنجد صــ6 .

    85. ابن سيده علي ،نبغ في اللغة والأدب والمنطق کان ضريراً.من المنجد صــ9 .

    86. شرح ديوان المتنبي لعبد الرحمن البرقوقي جــ4 ،صـ85.

    87. لغة الحب في شعر المتنبي  .تأليف الدکتور :عبد الفتاح صالح نافع .دار الفکر للنشر والتوزيع - عمان.الطبعة الأولى 1403هـ/1983 م.صـ322.

    88. هو :عمر بن أحمد کمال الدين ،قاض ووزير ،مؤرخ حلب ،من المنجد صــ11.

    89. · الملحقة بکتاب "المتنبي "لمحمود شاکر ..

    1. 90.  المتنبي  لمحمود شاکر ،صـ651 .

    91. الوساطة بين المتنبي وخصومه  صـ392.

    92. شرح ديوان المتنبي لعبد الرحمن البرقوقي جـ  4 صــ85 .

    93. الصناعتين لابن هلال العسکري صـ203.

    94. شرح ديوان المتنبي لعبد الرحمن البرقوقي جــ4 ,صــ80

    95. شرح ديوان المتنبي لعبد الرحمن البرقوقي جــ4،صـ252.

    96. نفسه ونفس الصفحة .

    97. شرح ديوان المتنبي لعبد الرحمن البرقوقي جــ2 ،صـ139 .

    98. في عالم المتنبي للدکتور :عبد العزيز الدسوقي ،دار الشروق ،الطبعة الثانية1408هـ/1988م.صـ87.

    99. لغة الحب في شعر المتنبي ،صــ325 .

    100. نفسه ،صـ315 .

    101. شرح ديوان المتنبي لعبد الرحمن البرقوقيجـــ1 صــ249 .

    102. العمدة لابن رشيق.جــ 1 .صــ464 .

    103. لغة الحب  في شعر المتنبي  .صـ322.

    104. شرح ديوان المتنبي لعبد الرحمن البرقوقي جـ4 .صــ245.

    105. ديوان شيخ شعراء العربية أبي الطيب المتنبي  الدکتور :عبد المنعم خفاجي وسعيد جودة السحار والدکتور عبد العزيز شرف .صـ364.

    106. شرح ديوان المتنبي لعبد الرحمن البرقوقي جـ4 .صــ245

    107. انظر " المتنبي  مالئ الدنيا وشاغل الناس "تأليف الدکتور :محمد التونجي .عالم الکتب ،الطبعة الثانية 1413هـ/1992م.صــ225.