واقع القضية الفلسطينية في مبحثي الثقافة الإسلامية والثقافة العامة في المرحلة الثانوية واتجاهات الطلبة نحو القدس في المدارس الأردنية

نوع المستند : مقالات علمیة محکمة

المؤلفون

1 علم نفس تربوي / قياس وتقويم کلية الشوبک الجامعية جامعة البلقاء التطبيقية - الأردن

2 مناهج وأساليب تدريس کلية الشوبک الجامعية جامعة البلقاء التطبيقية - الأردن

المستخلص

ملخص البحث:
هدفت الدراسة إلى التعرف على واقع القضية الفلسطينية في مبحثي الثقافة الإسلامية والثقافة العامة في المرحلة الثانوية، بالإضافة إلى التعرف على اتجاهات الطلبة نحو القدس في المدارس الأردنية.
وللإجابة على أسئلة الدراسة، قام الباحثان وبعد الاطلاع على الأدب التربوي باستخدام إستبانة أبو عمره (2011)، وذلک بعد تعديل وتطوير بعض فقراتها بما يتلاءم مع البيئة الأردنية، حيث تکونت الأداة من (32) فقرة، وطبقت الأداة على عينة من (200) طالباً وطالبة، تم اختيارهم عشوائياً من مدارس مديرية التربية والتعليم المنتشرة في جميع مناطق لواء البتراء.
کما استخدم الباحثان بطاقة تحليل المحتوى لمبحثي الثقافة الإسلامية والثقافة العامة للمرحلة الثانوية والبالغ عددها (4) مباحث دراسية للصفين (الحادي عشر والثاني عشر) الثانوي.
وقد تم استخدام النسب المئوية والتکرارات، والمتوسطات الحسابية، والانحرافات المعيارية لمعالجة البيانات، کما قامت الدراسة باستخدام اختبار (ت) (T-test)، وتحليل التباين الأحادي، وذلک للتعرف على متوسط الفروق بين مجموعات الدراسة.
وبناءاً على النتائج أوصت الدراسة ببعض التوصيات کان من أهمها:
- تعزيز الوعي بالقضية الفلسطينية بشکل عام، والقدس بشکل خاص من خلال المناهج الدراسية، وذلک بزيادة الموضوعات المتعلقة بهما، وبما يتلاءم مع الفئات العمرية المختلفة.
- التأکيد على أن القضية الفلسطينية ليست قضية الفلسطينيين فقط، وإنما هي قضية إسلامية عربية، فهي أرض الحشد والرباط، ومهبط الديانات السماوية الثلاث، وفيها أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.
- زيادة عدد الآيات القرآنية، والأحاديث النبوية الشريفة المتعلقة بالقدس في المباحث
الدراسية المختلفة.
-      التنوع في ذکر الموضوعات المتعلقة بالقضية الفلسطينية عامة، والقدس بشکل خاص .
الکلمات المفتاحية: القضية الفلسطينية، القدس، اتجاهات، الثقافة الإسلامية، الثقافة العامة، المدارس الأردنية.

الموضوعات الرئيسية


مقدمة

إن الهجمة الشرسة التي تشنها إسرائيل نحو القضية الفلسطينية، وتهدف منها إلى  طمس معالم المدينة المقدسة وتاريخها، وأحقية المسلمين فيها. يلاحظ أنها قد ازدادت في الفترة الأخيرة، وأخذت مناحي متعددة حتى شملت الدين والجغرافيا والتاريخ، واستغلت الرسم الذي يعتبر من الوسائل المعبرة للإنسان منذ أقدم العصور، لذا کان من الضروري اعتماد بعض المباحث في المنهاج الحديثة کوسيلة حضارية، وقيمية لتعزيز حضور ومکانة القدس؛ والقضية الفلسطينية  في وجدان وثقافة الطلبة في جميع أنحاء العالم العربي والإسلامي(حماد، 2009).

فلابد أن تکون المناهج معززة بمباحث أو موضوعات توجه نحو خدمة قضايانا المعاصرة، ولاسيما القضية الأهم وهي القضية الفلسطينية، وربطها بقدس الأقداس ومهد الديانات، بحيث تبني شخصية ووجدان الطفل العربي منذ صغره، فتغرس فيه قيم الحق والسعي إلى تحرير مقدساتنا وعودة القدس إلى أصحابها.

تاريخ القضية الفلسطينية

ولقد شکلت القضية الفلسطينية وتداعياتها على امتداد أکثر من خمسين عاماً مضت محور اهتمام أساسي في يوميات منطقتنا العربية والإسلامية، بل والدولية في کثير من الأحيان، على مختلف الأصعدة الإنسانية والسياسية والعسکرية والاقتصادية.

وعند الحديث عن القضية الفلسطينية، لابد من الرجوع إلى جذور هذه القضية، والتي بدأت بأطماع اليهود الغربيين في الأراضي الفلسطينية من العصر الحديث منذ عام (1530)م، عندما کان اليهود الغربيون يحاولون الفرار من الاضطهاد الغربي، فحاول اليهودي الإيطالي يوسف ناسي؛ والذي کان يعتبر اغني رجل في العالم حينها بناء مستعمرة لليهود الغربيين يفرون إليها، وقد نجح هو وأمثاله هؤلاء في شراء بعض الأراضي من السلطان العثماني في منطقة طبريا، وقد کانت عملية البيع تتم مقابل تسديد الديون المستحقة على الدولة، فسمح لهم بذلک بأقلمة المستعمرات في مناطق عدة مثل: طبريا، وقد قوبلت عمليات البيع هذه بعدة انتفاضات شعبية بسيطة من قبل الأهالي البسطاء، ورغم قسوة الجيش العثماني في قمع هذه المقاومة الشعبية إلا أن إصرار الأهالي مدار مئات السنيين افشل عدة مشاريع مماثلة(الحوت، 1991).

وفي القرن التاسع عشر نشأت فکرة الوطن التاريخي في فلسطين(ارض الميعاد) کما  يعتقدون، والذي يعتبرونه الوطن الديني ليهود العالم، فبدأت هجرة اليهود إلى فلسطين، وقد عمد اليهود على استملاک أراضٍ  فلسطينيّة بشتّى الطرق والوسائل.

وعليه  فإن بدايات القضية الفلسطينية ترتبط بشکل جذري بنشوء الصهيونية، والهجرة اليهودية إلى فلسطين، والدور الذي لعبته الدول العظمى في أحداث المنطقة، لذا تتمحور القضية الفلسطينية حول قضية اللاجئين الفلسطينيين، وشرعية إسرائيل واحتلالها للأراضي الفلسطينية بعدة مراحل، ولا نغفل الدور الذي لعبته قرارات الأمم المتحدة کقرار (242) وقرار (338) .

فقد بدأ اليهود الغربيون في ثمانينيات القرن التاسع عشر بتبني نظريات جديدة في استعمار الأراضي الفلسطينية؛ تقوم على فکرة استبدال محاولات السيطرة السلمية بالسيطرة المسلحة، وقد کان من أکبر المتبنين لهذه النظرية الحرکة الصهيونية العالمية؛ التي قالت إن اليوم الذي نبني فيه کتيبة يهودية واحدة هو اليوم الذي ستقوم فيه دولتنا، وهذا التحرک شبه العسکري ولّد لدى أهالي المنطقة ردة فعل لم تکن منظمة في بداياتها، ومن ثم سرعان ما تحولت إلى حرکة سياسية منظمة ممزوجة بالغضب الشعبي تجاه تلک المحاولات الصهيونية، تعرف حتى اليوم باسم الثورة
الفلسطينية المعاصرة.

وقد ضمت تلک الثورة نوعين من الکفاح الوطني الفلسطيني، الکفاح السياسي: الذي يتمثل في الجهود والقرارات والمواقف الوطنية، والعربية والإسلامية والعالمية التاريخية التي بذلت في سبيل نصرة هذا الشعب، والکفاح المسلح : الذي تمثل في  الانتفاضة المسلحة بکافة أشکالها والتي قدمها هذا الشعب في غفلة من أمته عنه في سبيل تحقيق ذاته، التي يؤمن بها والتي تتلخص في مصطلح الحرب أو الحروب الفلسطينية (دروزة، 1979).

القدس ومکانتها التاريخية

عند الحديث عن القضية الفلسطينية فإن قدس الأقداس لها النصيب الأکبر في هذه القضية، وهي المحور الأساس لها، فالقدس مدينة قديمة قدم التاريخ، ويؤکد مؤرّخون أنّ تحديد زمن بناء القدس غير معروف، ويرتبط بداية وجودها بالمسجد الأقصى، الذي بني بعد المسجد الحرام بـ(40) عاماً، وتذکر المصادر التاريخية أن القدس کانت صحراء خالية منذ نشأتها، وهي ارض عربية بداية، فقد کانت أولى الهجرات العربية الکنعانية إلى شمال شبه الجزيرة العربية قبل الميلاد بنحو ثلاثة آلاف عام، واستقرّت على الضفة الغربية لنهر الأردن، ووصل امتدادها إلى البحر المتوسط، وسميت الأرض من النهر إلى البحر، بـ"أرض کنعان"، وأنشأ هؤلاء الکنعانيون مدينة (أورسالم).

وقد اتّخذت القبائل العربيّة الأولى من المدينة مرکزاً لهم، واستوطنوا فيها وارتبطوا بترابها، وهذا ما جعل اسم المدينة "يبوس" (المحاسنة، 2003).

ثم جاء الإسکندر الأکبر واستولى على فلسطين بما فيها القدس، وبعد وفاته استمر خلفاؤه المقدونيون والبطالمة في حکم المدينة، واستولى عليها في العام نفسه بطليموس وضمّها مع فلسطين إلى مملکته في مصر عام (323) ق.م. (غاودي، 1991)

وفي عام (63) ق.م، خضعت القدس إلى الإمبراطورية الرومانية، وقد کانت فلسطين من القسم الشرقي البيزنطي، ومن ثم جاء ملک الفرس "کسرى الثاني" (برويز) وامتد زحفه، حتى تمّ احتلال القدس، ودمر الکنائس والأماکن المقدسة فيها. وهکذا فقد البيزنطيون سيطرتهم على البلاد. ولم يدمْ ذلک طويلاً، إذ أعاد الإمبراطور "هرقل" احتلال فلسطين سنة (628) م.

أما مرحلة الفتح الإسلامي للمدينة المقدّسة؛ فقد بدأت عندما أسري بالنبي محمد صلى الله عليه وسلّم، فکانت معجزة الإسراء والمعراج حيث تجلّى الارتباط العقائدي  بين المسجد الأقصى والمسجد الحرام، ثم جاء عصر الخليفة الراشدي الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه، حين دخل مدينة القدس سنة (636/15هـ) أو (638) م على اختلاف في المصادر، فکتب معهم "العهدة العمرية" المشهورة، وبقي اسم المدينة في ذلک الوقت (إيلياء)، ومن ثم تغير إلى (القدس) في زمن العباسيين؛ وقد ظهرت أول عملة عباسية في عهد المأمون تحمل اسم (القدس) (شراب، 1987).

ومنذ ذلک الحين اتخذت مدينة القدس طابعها الإسلامي، واهتمّ بها الأمويون (661 - 750م) والعباسيون (750 - 878م). کما خضعت القدس لحکم السلاجقة عام (1071)م، وفي العهود الطولوني، والإخشيدي، والفاطمي؛ فقد أصبحت القدس، وفلسطين تابعة لمصر.

وبحسب المصادر التاريخية  يذکر ان مدينة القدس، قد سقطت  في أيدي الفرنجة ما يقارب خمسة قرون من الحکم الإسلامي، نتيجة صراعات على السلطة بين السلاجقة والفاطميين، وبين السلاجقة أنفسهم.

ثم جاء صلاح الدين الأيوبي في معرکة حطين، فقام بتحرير القدس من الفرنجة عام (1187)م. ولکن الفرنجة نجحوا في السيطرة على المدينة بعد وفاة صلاح الدين في عهد الملک فريدريک ملک صقلية، وظلّت بأيدي الفرنجة (11) عاماً، إلى أنْ استردّها نهائياً الملک الصالح نجم الدين أيوب عام (1244)م.

وتوالت الأحداث حول مدينة القدس فتعرّضت للغزو المغولي عام (1243/1244) م، لکن المماليک هزموهم بقيادة سيف الدين قطز، والظاهر بيبرس في معرکة عين جالوت عام (1259)م، وضمّت فلسطين بما فيها القدس إلى المماليک (المحاسنة، 2003).

أما أيام الحکم العثماني فقد فتحت المدينة  بتاريخ (28 ديسمبر 1516) م (الرابع من ذي الحجة 922هـ). وأصبحت القدس مدينة تابعة للإمبراطورية العثمانية، وظلت في أيديهم أربعة قرون تقريبًا (المدني، 2004).

وفي التاريخ الحديث سقطت القدس بيد الجيش البريطاني في (8-9/12/1917) م ، وبهذا أصبحت بريطانيا هي المنتدبة على فلسطين بحسب الحق الذي منحته لها عصبة الأمم، وذلک من خلال البيان الذي أذاعه الجنرال البريطاني اللنبي، وبهذا أصبحت القدس عاصمة فلسطين تحت الانتداب البريطاني (1920-1948).

ولقد تزامن إعلان بريطانيا نيتها الانسحاب من فلسطين يوم (14 أيار/مايو 1948)، مع إعلان ما يُسمّى (مُخلّص الدولة المؤقت الإسرائيلي) عن قيام دولة إسرائيل، الأمر الذي أعقبه بعد ذلک دخول وحدات من الجيوش العربية للقتال إلى جانب سکان فلسطين، وکان من نتيجة الحرب أن وقعت مدينة القدس فضلاً عن مناطق أخرى تقارب أربعة أخماس فلسطين تحت سيطرة الاحتلال الصهيوني. وفي عام (1967) اندلعت حرب حزيران، وکانت النتيجة فيها أن أتيحت الفرصة لاحتلال بقية المدينة، ثم تلا بعد ذلک أن بادر مناحيم بيغين لاقتحام المدينة القديمة في صبيحة (السابع من حزيران/يونيو 1967)، وأقيمت إدارة عسکرية للضفة الغربية بعد ظهر اليوم نفسه، وعلى الفور قام جيش الاحتلال بتنظيم وحدات الحکم العسکري لإدارة المناطق التي تحتلها دولة الاحتلال في حالة نشوب حرب (عناب، 2001).

إن الباحث في تاريخ هذه المدينة العريقة والقديمة، يسجل تعاقب الأمم والحاضرات عليها، کما أن الصراع الکبير الذي رسم تاريخها يبين المکانة العظيمة التي من اجلها سارت إمبراطوريات عظيمة؛ لکي تبسط نفوذها عليها، وتجعل منها درة تزين بها أعظم انجازاتها، وما کان ذلک إلا لما تمثله القدس من قداسة ضمت أعظم ديانات الأرض.

مکانة القدس عند المسلمين

القدس مدينة مبارکة نص الإسلام على تبريکها، فقد جاءت الکثير من النصوص القرآنية  تذکر هذا التبريک الذي کان قبل ظهور الإسلام، وقبل إسراء النبي صلى الله عليه وسلم إليها، وکان هذا قبل ارتباطها بالعقيدة الإسلامية، وإن کنا نعتبر ذکر القرآن لها بالتبريک تقريراً لمبارکتها ومکانتها في العقيدة الإسلامية، فحين يصف الله سبحانه وتعالى القدس وما حولها بالأرض المبارکة، فإن في ذلک إشارة جلية لمکانتها، ويعتبر تعريف للمسلمين بأهميتها، أمراً يعزز ما وجه المسلمين إليه بعد الإسلام من تقديرها وقدسيتها (أبو حلبية، 2001).

ثم جاءت الحادثة العظمى التي غيرت تاريخ القدس، وهي الإسراء إلى بيت المقدس، والمعراج منها إلى السماوات العلا، والتي سجل الله تبارک فيها ارتباط العقيدة الإسلامية بالقدس، وخصها بالإسراء إليها والمعراج منها، وتوکيداً لقدسيتها وبياناً مکرراً لبرکتها، وسجل الله ذلک في سورتين کريمتين سورة الإسراء، وسورة النجم؛ قال سبحانه في سورة الإسراء (سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي بارکنا حوله لنريه من آياتنا إنه السميع البصير)، وذلک توکيد على مکانة القدس في الإسلام وتقرير إلى أنها أصبحت جزءاً من عقيدة المسلمين (الباش، 2004). وتجدر الإشارة إلى أن الصعود إلى السماوات العلا من صخرة بيت المقدس فيه تعزيزاً لها في التوکيد والتقرير على مکانتها للأسباب التالية:

أولاً: سجل الله في القرآن الکريم الإسراء والمعراج، والمؤمن لا يصح إيمانه إلا أن يؤمن بالقرآن وما فيه، لأنه الکتاب المنزل على محمد عليه الصلاة والسلام من عند الله عز وجل.

ويشير ابن عساکر في فضل ومکانة المسجد الأقصى انه لو لم يکن لبيت المقدس من الفضيلة غير هذه الآية – ويقصد ما جاء في سورة الإسراء-  لکانت کافية وبجميع البرکات وافية، لأنه إذا بورک حوله فالبرکات فيه مضاعفة، ولأن الله تعالى أراد أن يعرج بنبيه صلى الله عليه وسلم إلى سمائه، جعل طريقه عليه من بيت المقدس تبياناً لفضل هذا المکان، وليجمع له فضل البيتين، وشرفهما، وإلا فالطريق من البيت الحرام إلى السماء کالطريق من بيت المقدس.

ثانياً: الإسراء والمعراج جانب من جوانب سيرة المصطفى عليه الصلاة والسلام، ويجب الإيمان بسيرته، وکذلک وجوب العمل بها قال تعالى  "لقد کان لکم في رسول الله أسوة حسنة" "، "وما أتاکم الرسول فخذوه وما نهاکم عنه فانتهوا"، "إن هو إلا وحي يوحى".

ثالثاً: في ليلة الإسراء والمعراج  فرضت الصلاة، وجاء تکرير فرضها في آيات القرآن الکريم، وهي رکن من أرکان الإسلام لا يصح إيمان المسلم إلا بالاعتقاد بفرضيتها.

رابعاً: رافق النبي صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء جبريل، وهو من ملائکة الله عز وجل، وقد ثبت ذلک في الأحاديث، ففي الکتب الصحاح جاء انه صحب النبي صلى الله عليه وسلم من مکة إلى بيت المقدس، ودخلها من بابها اليماني، وورد انه ربط في سور المسجد دابته (البراق)، کما روي عن شداد بن أوس، وقد عرف الباب اليماني فيما بعد (بباب المغاربة)؛ حين بنى الملک الأفضل بن صلاح الدين جامعا للمغاربة بجوار مربط البراق، وقرب الباب الذي دخله رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسمي حائط السور بحائط البراق.

خامساً: اعتبرت القدس المدينة الثالثة في الإسلام، و اعتبر المسجد الأقصى ثالث الحرمين الشريفين.

ومما لا شک فيه أن مکانة القدس کقبلة المسلمين الأولى أعطاها مکانة روحية عظيمة في نفوس المسلمين، والتي ظلت على مدى ستة عشر أو سبعة عشر أو ثمانية عشر شهراً – على اختلاف الروايات- بعد هجرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، القبلة التي توجه إليها الرسول صلى الله عليه وسلم قبل التحول إلى مکة، وکان ذلک بأمر من الله  في السنة الثانية من الهجرة بدليل قوله تعالى : (قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِکَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّکَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَکَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا کُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَکُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْکِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ) (البقرة:144) (أبو حلبية، 2001).

واستناداً إلى هذه الأصول العقائدية، والمرتکزات الروحية لمکانة القدس في العقيدة الإسلامية، ترتبت فضائل کثيرة لبيت المقدس، جعلت منه محط أنظار العالم اجمع، والعالم الإسلامي والعربي بشکل خاص، لأنه يشکل جزءاً کبيراً من الهوية الإسلامية، فبيت المقدس جوهر لا يمکن فصله عن قضية فلسطين، وعليه ليست قضية فلسطين خاصة بمن ولد على أرض فلسطين دون النظر إلى دينه وعقيدته، بل هي قضية إسلامية تخص المسلمين أينما ولدوا، وحيثما وجدوا.

القضية الفلسطينية في المناهج الأردنية

إن المناهج الدراسية في أية دولة يجب أن تقوم على مجموعة من الأسس والمنطلقات العقائدية والفکرية والاجتماعية التي يؤمن بها ذلک البلد، وان تلک الأسس يجب أن تصنع المنهج الواضح والصادق بحيث يمثلها هذا المنهج تمثيلاً حقيقاّ، لأنه من أهم الوسائل في تحديد شخصية المجتمع وشخصية الأفراد الذين ينتمون إليه، أي أن مناهج التعليم تمثل جوهر العملية التعليمية کما تشکل نوعية محتواها الإطار النفسي والفلسفي والاجتماعي والفکري للمتعلم، وناشئة اليوم إنما يعبرون في مناهجهم واتجاهاتهم ومواقفهم وسلوکهم وتصرفاتهم في المستقبل عما يتلقونه في تربيتهم؛ من مبادئ وقيم ومفاهيم، لذا فان مناهجنا اليوم تسهم إلي حد کبير في تکوين نوعية أفراد مجتمع الغد، بکل فئات هذا المجتمع، ومن هنا تستقطب المناهج جهد التربويين والعلماء وإليها يعزى تقدم المجتمع  وإيجابياته أو سلبياته وتتحمل التربية العبء الأکبر من ذلک (الخياط، 2005).

کما أکد معالي وزير التربية والتعليم في الأردن أن مناهج وزارة التربية والتعليم تضع في اعتبارها الترکيز على قضايا المسجد الأقصى والقضية الفلسطينية باعتبار أنها قضية قومية إسلامية جامعة، بالإضافة إلى تأکيد هذه المناهج على الحقوق والواجبات، وتعميق مفاهيم المواطنة والتعددية وقبول الآخر والاعتدال ونبذ العنف والتطرف (مظهر، 2014).

ومن هنا فأن الأمم والشعوب تولي المناهج جل اهتمامها، لأنها وسيلة تشکيل هويتها وتوجهاتها وصورتها الحضارية، وتدعيم فلسفتها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية واتجاهاتها المرغوبة، وربط حاضرها بماضيها، ومن خلالها تخطط لمستقبلها برؤية واضحة تنعکس في مناهجها، وبالتالي تحافظ من خلالها على کيانها وإستمراريتها، وهويتها الثقافية الوطنية (درويش، 2010).

 والأردن يرتبط ارتباطاً کبيراً مع القضية الفلسطينية بشکل يختلف عن غيره من البلدان المتخمة لفلسطين لعدة أسباب من أهمها (الصمادي، 1998):

أولاً: الموقع الجغرافي؛ فهو يشترک مع الحدود الفلسطينية بأطول خط حدودي مقارنة مع غيره من البلدان المجاورة للحدود الفلسطينية.

ثانياً: التاريخ المشترک والذي يتمثل في مقاومة المحتل على الأرض الفلسطينية حتى يومنا هذا.

ثالثاً: الهوية الثقافية والاجتماعية التي تربط کلا الشعبين الأردني والفلسطيني.

وقد طبق النظام التعليمي الأردني في الضفة الغربية، وبعد عملية الضم التي تمت وإعلان القدس "مدينة موحدة" من قبل إسرائيل، ألغيت القوانين الأردنية، وخصوصاً قانون التربية والتعليم رقم (16) للعام (1964) (عزيزة، 2012).

لقد کان لهذا الارتباط بين الأردن وفلسطين الأثر الکبير کما يبدو، وقد تجلى ذلک الأثر في ترکيز المناهج الأردنية على القضية الفلسطينية حتى انه تم إقرار مبحث مخصص بعنوان: القضية الفلسطينية والذي کان يدرس في الصف الثالث الثانوي في الأردن حتى عام (1996) ( الذويب، 2011).

ويمکن تلخيص فلسفة القضية الفلسطينية، وعلاقتها بالمناهج التربوية في المملکة الأردنية الهاشمية  بما جاء في (قانون التربية والتعليم لسنة 1994 وتعديلاته)، مادة (3 ب) الأسس الوطنية والقومية والإنسانية، متمثلة بالفقرتين:

-التمسک بعروبة فلسطين وبجميع الأجزاء المغتصبة من الوطن العربي، والعمل على استردادها.

-القضية الفلسطينية قضية مصيرية للشعب الأردني،  والعدوان الصهيوني على فلسطين تحدٍ سياسي وعسکري وحضاري للأمة العربية الإسلامية بعامة (وزارة التربية والتعليم الأردنية، قانون التربية والتعليم لسنة 1994).

ولکن المناهج الأردنية وکما هي حال المناهج العربية حتى في فلسطين بدأت بمسألة الحذف والتقويض لکل ما يتعلق بالقضية الفلسطينية حتى أصبحت أشلاء ممزقة بين صفحات الکتاب، فکان أول قرار حذف منهاج القضية الفلسطينية من نظام التعليم الأردني عام (1996)(الذويب، 2011)، ومن ثم بدأ تقليص المحتوى من جميع المباحث، وبات يقتصر ذکر القضية الفلسطينية على مجموعة من المواقف، أو الدروس التي تتناول أحداث لها علاقة بالقضية الفلسطينية.

وذکرت أبو يوسف (2014) في مقال لها في جريدة الدستور: "أن نقابة المعلمين الأردنية أکدت على أن الرد على المواقف الصهيونية المتطرفة والعدوانية تجاه القدس والأقصى؛ يتم من خلال تعميق معرفة النشء والطلبة بمکانتهما الدينية والسياسية، وطالبت النقابة بإدراج مکانة القدس والأقصى في المناهج الدراسية المدرسية والجامعية، والقيام بمبادرات عملية لحماية الأقصى والقدس؛ ومن کافة الجهات الرسمية والنقابية والشعبية، ودعت إلى ضرورة حشد الجهد الرسمي لکافة المواقف الإقليمية والدولية ضد ممارسات العدو الصهيوني والمقدسات الدينية في فلسطين، وأضافت أن الاستهداف الصهيوني المباشر للمسجد الأقصى بتهويده تمهيدا لهدمه يؤکد أن العدو الصهيوني يستهدف هوية وحضارة الأمة العربية والإسلامية، وأن الصراع معه صراع وجود لا صراع حدود، ويجعلنا جميعا أنظمة وشعوبا في دائرة الاستهداف الصهيوني، وقالت أن قضية القدس والأقصى من القضايا القومية والإسلامية الجامعة، التي توحد ولا تفرق، والالتفاف حول قضية القدس والأقصى واجب ومصلحة لأمتنا العربية والإسلامية".

الدراسات السابقة

للقدس والقضية الفلسطينية أهمية بالغة في الوجدان العربي والإسلامي، وخاصة في ظل تسارع الإحداث والصراعات في المنطقة، لذلک نجدهما تحتلان مکانة کبيرة في الأدب التربوي والتاريخي، حيث تناولت العديد من الدراسات، والأبحاث أهمية ومکانة القدس والقضية الفلسطينية من کافة النواحي، والوقوف على مدى تمثيل حضورهما في المقررات الدراسية.

وهناک العديد من الدراسات التي بينت أهمية القدس والقضية الفلسطينية بالنسبة للفلسطينيين وغيرهم من العرب والمسلمين، مستخدمة المنهج التاريخي، ومن هذه أهم الدراسات:

دراسة النحوي (2007)، والتي هدفت إلى معرفة دور الأمة المسلمة في حماية فلسطين والقدس، وحماية مقدساتها ومعالمها التاريخية والأثرية، حيث استخدمت الدراسة المنهج التاريخي في تتبع النصوص وتحليلها ومقارنتها، حيث أوضح الباحث أهمية القدس وفلسطين بالنسبة للديانات الثلاث، وواجب الفلسطينيين والأمة العربية والإسلامية تجاه القضية الفلسطينية، وأوصت الدراسة بضرورة إبراز مکانة القدس والقضية الفلسطينية وتوضيح  دور العالم العربي والإسلامي تجاهها.

ودراسة العامودي (2009)، والتي هدفت إلي بيان أهمية القدس من خلال القرآن الکريم والسنة النبوية، وتنبيه أبناء الأمة إلى الخطر المحدق بالقدس وفلسطين، واستخدمت الباحثة المنهج التاريخي لتوضيح مکانة القدس وفلسطين، من خلال جمع الآيات والأحاديث التي تتعلق بالقدس وترتيبها ترتيباً يحقق لها تفسيراً موضوعيا متکاملاً، وتوصلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج کان من أهمها، أن القضية الفلسطينية قضية إسلامية لا تتعلق بأحد بحد ذاته، وإنما هي قضية عقائدية تخص کل مسلم ومسلمة.

وکذلک جاءت دراسة عياش (2009) لتؤکد مکانة القدس في نفوس المسلمين،  والتي هدفت إلى تحديد قيمة المسجد الأقصى وقبة الصخرة وقيمتهما في نفوس المسلمين، واستخدمت الدراسة المنهج التاريخي لتقصي الحقائق والنصوص التي تبين مکانة وقيمة المسجدين، وأکدت نتائج الدراسة أن لهما مکانة کبيرة وأهمية عظيمة عند کل المسلمين، وأن هذه المکانة والقيمة لا تخص أحداً بعينه وإنما هي قضية إسلامية يجب أن تهم الجميع.

وهناک دراسات أخرى کثيرة أکدت على أهمية القدس والقضية الفلسطينية بشکل عام، وأنها قضية عقائدية ويجب على جميع المسلمين الوعي بها والدفاع عنها کما في دراسة طبازة (2009)، ودراسة الخزندار(2010) والتي أوصت بضرورة الوعي بالقضية الفلسطينية بعامة والقدس بخاصة من خلال مناهج التربية والتعليم في العالم العربي والإسلامي.

أما الدراسات التي تناولت واقع القدس في المناهج الدراسية، فقد تبين أن هناک العديد من الدراسات العربية التي تناولت هذا الموضوع ومن هذه الدراسات:

دراسة جبر(1997)، والتي هدفت إلى الوقوف على مکانة القدس في مناهج المرحلة الأساسية في مدارس الضفة الغربية، واستخدم الباحث الأسلوب التحليلي لتحديد مواطن الحديث عن القدس والقضية الفلسطينية في مناهج المرحلة الأساسية، کما صمم الباحث استبانة مکونة من (11) بنداً حول واقع تعليم القدس، وزعت على المعلمين وتوصلت الدراسة من خلالها إلى مجموعة من الاقتراحات من أهمها:

-ضرورة أن يکون الحديث عن القدس في جميع المراحل الدراسية، بما يتناسب مع کل مرحلة، حيث لوحظ ضعف في الحديث عن القدس في المراحل العليا.

-أن يکون هناک تکامل بين جميع المباحث في طرح الموضوعات التي تتحدث عن القدس والقضية الفلسطينية، وبينت الدراسة أن المناهج في الضفة الغربية لا تلعب دوراً هاماً في إبراز أهمية القدس والقضية الفلسطينية.

وأما دراسة عليان وعيسى (2008)، فقد هدفت إلى معرفة وعي الشباب الفلسطيني بمکانة القدس وواجبهم تجاهها، واستخدمت الدراسة المنهج الوصفي، حيث تم تصميم اختبار الوعي واستبانة تحديد الواجبات تجاه القدس، حيث تم حساب معامل الاتساق الداخلي من خلال معامل الارتباط بين کل مستوى والدرجة الکلية للاختبار.

وکشفت نتائج الدراسة عن وجود تدني واضح وشديد  بمستوى وعي الشباب بمکانة القدس في کافة المجالات، وعزت الدراسة ذلک إلى عدة أسباب من أهمها، ضعف الثقافة العربية والفلسطينية فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية. کما بينت نتائج الدراسة أن واجبات الشباب الفلسطيني تجاه القضية الفلسطينية والقدس غير مرتفعة؛ ولذلک نجد الدراسة توصي بضرورة تعزيز محتوى الکتب المدرسية بمعارف ومعلومات عن أهمية القدس ومکانتها، وکذلک زيادة عدد المقررات الدراسية المرتبطة بالقدس والقضية الفلسطينية، بالإضافة إلى تکثيف الأنشطة والندوات ذات العلاقة.

أما دراسة حماد ( 2009 )، فقد سعت إلى معرفة واقع حضور القدس في المنهاج الفلسطيني الجديد، والمباحث التي يمکن إثراؤها بحضور القدس، کما هدفت إلى إيجاد منهجية موحدة لتعزيز حضور القدس في المناهج، وقد کشفت نتائج الدراسة أن المادة المتعلقة بالقدس قد شغلت نسبة عالية في الکتب المدرسة حيث بلغت (270) صفحة من مجموع صفحات الکتب المدرسية، وهذه النسبة العالية لمدينة واحدة إن دلت على شيء فإنما تدل على أهمية القدس، واقترحت الدراسة مجموعة ممن التوصيات الدراسة من أهمها، زيادة الکم المعرفي والمعلوماتي حول القدس في المقررات الدراسية، وکذلک تنويع الأنشطة المدرسية، المرتبطة بمعالم فلسطين ،وعقد ندوات داخل المدارس بشکل أسبوعي في موضوع القدس والمسجد الأقصى، وتکليف کل طالب بإعداد نشاط واحد على الأقل لکل فصل ، وتشکيل لجان ثقافية مدرسية ، بهدف زيارة وعي الطلبة بالقضية الفلسطينية، وخاصة
قضية القدس.

وهناک أيضا العديد من الدراسات کدراسة عيسى وأبو ربيع (2009)، ودراسة المدني (2009)، التي أکدت على ضرورة احتواء المناهج الدراسية على معلومات ومعارف تبين مکانة القدس والقضية الفلسطينية، وحث القائمين على المناهج التربوية وعلى رأسهم وزارة التربية بضرورة تعزيز المناهج الدراسية بالموضوعات الخاصة بالتعريف عن القدس والقضية الفلسطينية.

ودراسة أبو عمرة (2011) والتي هدف إلى معرفة مکانة القدس في مبحثي اللغة العربية والتربية الإسلامية للمرحلة الثانوية، واتجاهات الطلبة نحوها، واستخدمت الدراسة الأسلوب التحليلي وأسلوب تحليل المحتوى، وتکونت أدوات الدراسة من بطاقة تحليل المحتوى، ومقياس الاتجاه نحو القدس، وأظهرت نتائج الدراسة ضعفاً واضحا في الموضوعات المتعلقة في مکانة القدس بشکل متباين، کما أن هناک خلل في التوازن وعدم التکامل عند توزيع الموضوعات بين المقررات، ومن أهم ما أوصت به الدراسة هو  ضرورة الوعي بقضية القدس من خلال المناهج، وزيادة الموضوعات المتعلقة بالقدس بحيث تناسب المراحل العمرية، مع ضرورة مراعاة التکامل في طرح الموضوعات بين المباحث والتوازن في المبحث الواحد.

ومن خلال استعراض الدراسات السابقة، يلاحظ أن جميع هذه الدراسات تؤکد على أهمية مکانة القدس والقضية الفلسطينية، وأنها ليست قضية متعلقة بطائفة أو منطقة بعينها، وإنما هي قضية عقائدية تخص جميع المسلمين والعرب، وتبين أن المقررات والمناهج الدراسية تعاني من نقص واضح من حيث مضمون البناء المعرفي المتعلق بالقدس والقضية الفلسطينية، کما تؤکد أن المناهج  التربوية يقع على عاتقها الدور الهام في التوعية، والتثقيف بالقدس والقضية الفلسطينية، وأن القائمين على بناء المناهج عليهم مسؤولية معالجة هذا التدني في الطرح.

کما يلاحظ أن الدراسات التي تناولت مکانة القدس الدينية أو التاريخية، قد استخدمت الأسلوب التاريخي بينما استخدمت الدراسات التي تناولت مکانة القدس في المنهاج الأسلوب التحليلي وتحليل المحتوى، بالإضافة إلى بعض المقاييس الإحصائية لتحديد الاتجاهات والواجبات.

وتختلف هذه الدراسة عن الدراسات السابقة بأنها تناولت المناهج في المملکة الأردنية الهاشمية، للوقوف على واقع مکانة القضية الفلسطينية فيها، واتجاهات الطلبة نحو القدس، وفي حدود اطلاع الدراسة أنه لا يوجد دراسات أجريت على مناهج التربية والتعليم في الأردن حول
نفس الموضوع.

مشکلة الدراسة وأسئلتها

إن فلسطين جزء من أرضنا العربية الإسلامية، والقدس جزء من عقيدتنا، فهي محط الإسراء ومنطلق المعراج، وأولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، وقد شاءت الأقدار أن تکون فلسطين مهبطاً للديانات السماوية الثلاثة، والقضية الفلسطينية هي أرث للمسلمين وقضية قومية دينية جامعة، يجب أن تکون ضمن المناهج والمباحث المدرسية في کل المراحل التعليمية، بحيث تعمل هذه المناهج والمباحث الدراسية على توجيه الأنظار إلى هذه القضية الإسلامية العربية، وإلى القدس بشکل خاص لتعزيز الانتماء إليها، ويعمل على توعية النشىء بما تتعرض له من هجمة شرسة لتهويدها وطمس هويتها.

ولافتقار المکتبة العربية عامة، والمکتبة الأردنية خاصة لمثل هذه الدراسة، فقد ارتأى الباحثان أن يقوما بهذه الدراسة لمعرفة واقع القضية الفلسطينية في مبحثي الثقافة الإسلامية والثقافة العامة في المرحلة الثانوية واتجاهات الطلبة نحو القدس في المدارس الأردنية.

وتتحد مشکلة الدراسة في الأسئلة التالية:

  1. ما واقع القضية الفلسطينية في مبحث الثقافة الإسلامية في المرحلة الثانوية ؟
  2. ما واقع القضية الفلسطينية في مبحث الثقافة العامة في المرحلة الثانوية ؟
  3. ما هي اتجاهات الطلبة نحو مدينة القدس ؟
  4. هل تختلف اتجاهات الطلبة نحو القدس باختلاف الجنس؟
  5. هل تختلف اتجاهات الطلبة نحو القدس باختلاف فرع الثانوية العامة؟

أهداف الدراسة

تهدف الدراسة إلى التعرف على واقع القضية الفلسطينية في مبحثي الثقافة الإسلامية والثقافة العامة في المرحلة الثانوية، وذلک من خلال تحليل موضوعات المبحثين، کما تهدف إلى التعرف على اتجاهات الطلبة نحو القدس من خلال الأداة التي أُعدت لذلک، وفيما إذا کان هناک فروقاً ذات دلالة إحصائية في اتجاهات الطلبة نحو القدس تعزى لکل من متغيري (الجنس، فرع الثانوية العامة). 

أهمية الدراسة

تنبع أهمية هذه الدراسة من :

  1. أنها ستکشف عن مدى تضمين محتوى مبحثي الثقافة الإسلامية والثقافة العامة للقضية الفلسطينية بکافة أبعادها.
  2. إثراء المناهج الدراسية بالموضوعات التي تعمق فهم الطلبة للقضية الفلسطينية، وتعزز إنتمائهم إلى القدس.

3. تسليط الضوء على أهمية القضية الفلسطينية بشکل عام، ومکانة القدس بشکل خاص، مع التأکيد بأن هذه القضية ليست خاصة بالشعب الفلسطيني فقط، وإنما هي قضية
عربية إسلامية.

  1. فتح المجال أمام الباحثين لإجراء المزيد من الدراسات التي تعنى بالمقدسات الإسلامية، والإرث العربي الإسلامي.

محددات الدراسة

-      الحدود المکانية: اقتصرت الدراسة على طلاب وطالبات مدارس مديرية تربية لواء البتراء.

-      الحدود الزمانية: تم تطبيق الاستبانة في الفصل الأول من العام الدراسي 2013/2014.

- تقتصر الدراسة الحالية على التعرف على واقع القضية الفلسطينية في مبحثي الثقافة الإسلامية والثقافة العامة في المرحلة الثانوية واتجاهات الطلبة نحو القدس في المدارس الأردنية.

-      اقتصرت عينة الدراسة على (200) طالباً وطالبة، لذلک يمکن تعميم نتائجها على مجتمعها الإحصائي فقط والمجتمعات المماثلة لها.

-      نتائج الدراسة محدودة بظروف التطبيق والتحليل.

مصطلحات الدراسة

مبحث الثقافة الإسلامية:

محتوى الکتاب المدرسي الذي قررته وزارة التربية والتعليم الأردنية لطلبة المرحلة الثانوية للعام الدراسي (2013/2014)، جزأين للصف الحادي عشر ، وجزء واحد  للصف الثاني عشر.

مبحث الثقافة العامة:

محتوى الکتاب المدرسي الذي قررته وزارة التربية والتعليم الأردنية لطلبة المرحلة الثانوية للعام الدراسي (2013/2014)، ويتکون من جزء واحد فقط  للصف الثاني عشر.

المرحلة الثانوية:

هي المرحلة الدراسية التي تلي المرحلة الأساسية، ومدتها سنتين هما الصف الحادي عشر، والصف الثاني عشر.

فرع الثانوية العامة:

عبارة عن فروع الثانوية العامة (العلمي، الأدبي، والإدارة المعلوماتية، الصناعي، الزراعي، الصحي، المنزلي، البريدي، الشرعي، الأزياء، الفندقي ........).

فروع أخرى:

عبارة عن فروع الثانوية العامة الأخرى غير فروع (العلمي، الأدبي، والإدارة المعلوماتية)، ومن الفروع الأخرى ما يلي:(الصناعي، الزراعي، الصحي، المنزلي، البريدي، الشرعي، الأزياء،
الفندقي ........).

منهج الدراسة

استخدم الباحثان في هذه الدراسة المنهج الوصفي التحليلي، للتعرف على واقع القضية الفلسطينية في مبحثي الثقافة الإسلامية والثقافة العامة في المرحلة الثانوية، وذلک من خلال تحليل الموضوعات لهذين المبحثين، کما استخدم الباحثان استبانة أبو عمرة (2011) بعد تطويرها للتعرف على اتجاهات الطلبة نحو القدس في المدارس الأردنية.

مجتمع الدراسة

تکون مجتمع الدراسة من کافة طلبة وطالبات مديرية التربية والتعليم في لواء البتراء للفصل الدراسي الأول (2013/2014)، والبالغ عددهم (926) طالباً وطالبة، وذلک حسب إحصائيات قسم التخطيط في المديرية، موزعين على (11) مدرسة ثانوية، منتشرة في مناطق مديرية تربية
لواء البتراء.

عينة الدراسة

تکونت عينة الدراسة من (200) طالباً وطالبة في مدارس مديرية تربية لواء البتراء، موزعين على کافة مدارس اللواء، وبنسبة (22%) من إجمالي أفراد مجتمع الدراسة، حيث تم اختيار أفراد عينة الدراسة بالطريقة العشوائية البسيطة، الجدول (1) يوضح توزيع أفراد عينة الدراسة حسب الصف وفرع الثانوية العامة تبعاً لمتغير الجنس.


جدول رقم (1)

توزيع أفراد عينة الدراسة حسب الصف وفرع الثانوية العامة تبعاً لمتغير الجنس

المتغير

مستوى المتغير

ذکور

إناث

المجموع

الحادي عشر

أدبي

9

13

22

علمي

11

9

20

إدارة معلوماتية

14

16

30

فروع أخرى

13

20

33

الثاني عشر

أدبي

9

11

20

علمي

13

12

25

إدارة معلوماتية

7

11

18

فروع أخرى

14

18

32

المجموع

90

110

200

صدق أدوات الدراسة وثباتها

1. أداة تحليل المحتوى:

قام الباحثان بعرض بطاقة تحليل المحتوى على مجموعة من المحکمين بلغ عددهم (5) محکمين، من مدرسي المبحثين، والمشرفين التربويين، والمتخصصين في المناهج وأساليب التدريس، وقد تم الأخذ بآراء واقتراحات المحکين.

أما فيما يتعلق بصدق بطاقة تحليل المحتوى فقد تم اختيار (4) من مدرسي المبحثين، وطلب منهم التحليل بشکل مستقل، وأسفرت النتائج عن وجود اتفاق کبير بين نتائج التحليل وصلت إلى نسبة (88%)، وهذا يشير إلى معامل ثبات مقبول للبطاقة يفي بتحقيق أهداف الدراسة الحالية.

2. استبانة الاتجاه نحو القدس:

قام الباحثان بعرض الأداة (الاستبانة) على مجموعة من المحکمين بلغ عددهم (15) محکماً، من أساتذة التربية، وأساتذة علم النفس والقياس والتقويم، ومعلمي الثقافة الإسلامية، ومعلمي الثقافة العامة، ومجموعة من معلمي المدارس المشمولة في عينة الدراسة، والمشرفين التربويين في مديرية تربية البتراء، وذلک بهدف التعرف على آرائهم في الاستبانة من حيث: سلامة الصياغة اللغوية لفقراتها، ومدى شمول وتمثيل الفقرات لمحور الاستبانة، ومدى ملاءمة الاستبانة، ومناسبتها للدراسة الحالية، قام الباحثان بالأخذ بآراء المحکمين، حيث تم حذف وإضافة بعض الفقرات، وإجراء بعض التعديلات وفقاً لملاحظات وتوجيهات المحکمين، ووضعت الأداة في صورتها النهائية وفقاً لتعديلات المحکمين وآرائهم.

أما فيما يتعلق بثبات أداة الدراسة (الإستبانة)، فقد تم حساب الثبات لکل للإستبانة ککل، وذلک باستخدام ثبات کرونياخ ألفاً (Alpha Cronbachs)، وطريقة التجزئة النصفية، وثبات الاستقرار بالإعادة، حيث تم تطبيق الإستبانة على عينة مکونة من (50) طالب وطالب من غير أفراد عينة الدراسة، ثم أعيد تطبيق الإستبانة على نفس العينة بعد أسبوعين من التطبيق الأول، والجدول (2) يبين معاملات ثبات الأداة.

جدول رقم (2) معاملات ثبات الأداة (الاستبانة)

الرقم

معامل الثبات

قيمة معامل الثبات

1.

کرونياخ ألفاً (Alpha Cronbachs)

0.91

2.

طريقة التجزئة النصفية

0.90

3.

ثبات الاستقرار بالإعادة

0.89

وتبين النتائج السابقة الجدول (2) أن جميع معاملات الثبات مرتفعة، وهي کافية لتحقيق أهداف هذه الدراسة، وإمکانية الاعتماد على نتائجها.

المعالجات الإحصائية

قام الباحثان بحساب الإحصائيات الوصفية (الوسط الحسابي، الانحراف المعياري، والنسب المئوية، والتکرارات) لمتغيرات الدراسة تبعاً لما تطلبت أسئلتها.

وتم إجراء اختبار (ت) (T- test) لفحص الفروق بين المتوسطات لاستجابات أفراد عينة الدراسة على فقرات الأداة لمتغير الجنس.

کما تمّ استخدام تحليل التباين الأحادي (One Way Anova) لفحص الفروق بين استجابات أفراد عينة الدراسة على أداة الدراسة تبعاً لمتغيرات الدراسة (فرع الثانوية العامة، الجنس).

نتائج الدراسة ومناقشتها والتوصيات

السؤال الأول

للإجابة على السؤال الأول: ما واقع القضية الفلسطينية في مبحث الثقافة الإسلامية في المرحلة الثانوية ؟ قام الباحثان بحساب التکرارات والنسب المئوية لکل النصوص التي وردت عن القضية الفلسطينية في أجزاء ودروس مبحث الثقافة الإسلامية، والجدول (3) يوضح ذلک.

جدول رقم (3)
التکرارات والنسب المئوية لکل النصوص التي وردت عن القضية الفلسطينية
في أجزاء ودروس مبحث الثقافة الإسلامية

الصف

الجزء

عدد الصفحات

عدد الدروس

التکرارات

% التکرارات

الحادي عشر

الأول

164

33

17

85%

الثاني

156

30

3

15%

المجموع

63

20

100%

الثاني عشر

الثالث

219

39

-

-

المجموع الکلي

102

20

100%

يتضح من الجدول (3) أن مبحث الثقافة الإسلامية يتکون من (3) أجزاء، موزعة في (102) درساً، تدرس للطلبة في ثلاث فصول دراسية هما: الفصل الدراسي الأول والثاني للصف الحادي عشر، والفصل الأول أو الثاني للصف الثاني عشر، وتشير النتائج أن تکرارات النصوص التي تحدثت عن القضية الفلسطينية في الجزء الأول کانت (17)، وبنسبة مئوية بلغت (85%).

أما الجزء الثاني فقد بلغت التکرارات (3)، وبنسبة مئوية (15%)، في حين أن الجزء الثالث لم يتحدث أبداً عن القضية الفلسطينية.

ويرى الباحثان أن هذه النسبة غير کافية للإشارة إلى القضية الفلسطينية، وهذا يؤکد افتقار مبحث الثقافة الإسلامية إلى القضية الفلسطينية، والتي تعتبر القضية الأساس لکل القضايا العربية والإسلامية؛ وحتى للعديد من القضايا العالمية، وذلک بالرغم من وجود العديد من الموضوعات التي يمکن أن يتناولها المبحث الدراسي موضوع الدراسة الحالية، کالفتوحات الإسلامية، وتحرير القدس الشريف على يد صلاح الدين الأيوبي من الصليبيين، والعديد من المواضيع الأخرى التي يزخر بها تاريخنا الإسلامي کفضائل المسجد الأقصى، وکنيسة القيامة، وکنيسة المهد، والحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل، وغير ذلک من المقدسات والأماکن التاريخية والإسلامية.

کما تجدر الإشارة إلى العديد من الشخصيات الدينية التاريخية التي ارتبط تاريخهم بفلسطين عامة، ومدينة القدس خاصة؛ وعلى رأسهم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم؛ في رحلة الإسراء والمعراج، والصحابة الذين فتحوا فلسطين، واستشهدوا على أرضها أمثال: خالد بن الوليد، أبو عبيدة عامر بن الجراح، جعفر بن أبي طالب (جعفر الطيار)، وعبد الله بن رواحه، وزيد بن حارثة، وأرض الحشد والرباط لا زالت شاهدة على العديد من أضرحة هؤلاء الصحابة، والذين استشهدوا على أرض الأردن وفلسطين.

ويعزو الباحثان افتقار مبحث الثقافة الإسلامية إلى الموضوعات الخاصة بالقضية الفلسطينية إلى وجود ضغوط خارجية على واضعي المناهج، بالإضافة إلى اتفاقيات السلام التي وقعت بين الأردن وإسرائيل، کما يرى الباحثان أن من أسباب افتقار المبحث إلى الموضوعات المتعلقة بالقضية الفلسطينية، هو اهتمام المبحث بالموضوعات المتعلقة بالقرآن الکريم وتفسيره، والحديث الشريف، ومواضيع الفقه والعقيدة الإسلامية.

واتفقت نتائج الدراسة الحالية مع نتائج بعض الدراسات، التي أکدت بأن المناهج لا تلعب دوراً هاماً في إبراز أهمية القدس والقضية الفلسطينية، وأوصت هذه الدراسات بتعزيز محتوى الکتب المدرسية بمعارف، ومعلومات عن أهمية القدس ومکانتها، وکذلک زيادة عدد المقررات الدراسية المرتبطة بالقدس وفلسطين، ومن هذه الدراسات: (جبر، 1997)، (عليان وعيسى، 2008)، (عيسى وأبو ربيع، 2009)، ودراسة (المدني، 2009)، (أبو عمرة، 2011).

السؤال الثاني

للإجابة على السؤال الثاني: ما واقع القضية الفلسطينية في مبحث الثقافة العامة في المرحلة الثانوية ؟ قام الباحثان بحساب التکرارات والنسب المئوية لکل النصوص التي وردت عن القضية الفلسطينية في أجزاء ودروس مبحث الثقافة العامة، والجدول (4) يوضح ذلک.

جدول رقم (4)

التکرارات والنسب المئوية لکل النصوص التي وردت عن القضية الفلسطينية
في أجزاء ودروس مبحث الثقافة العامة

الصف

الجزء

عدد الصفحات

عدد الدروس

التکرارات

% التکرارات

الثاني عشر

الأول

142

18

36

63%

 

الثاني

136

14

21

37%

المجموع الکلي

32

57

100%

يتضح من الجدول (4) أن مبحث الثقافة العامة يتکون من جزأين ، موزعان في (32) درساً، يدرس المبحث للطلبة في فصلين دراسيين، هما الفصل الدراسي الأول و الفصل الدراسي الثاني للصف الثاني عشر، وتشير النتائج أن تکرارات النصوص التي تحدثت عن القضية الفلسطينية في الجزء الأول کانت (36)، وبنسبة مئوية بلغت (63%)، أما الجزء الثاني فإن النتائج تشير إلى أن تکرارات النصوص التي تحدثت عن القضية الفلسطينية کانت (21)، وبنسبة مئوية بلغت (37%).

ويرى الباحثان أن هذه النسبة غير کافية للإشارة إلى القضية الفلسطينية، وهذا يؤکد افتقار مبحث الثقافة العامة إلى القضية الفلسطينية، والتي تعتبر القضية الأساس لکل القضايا العربية والإسلامية؛ وحتى للعديد من القضايا العالمية، وذلک بالرغم من وجود العديد من الموضوعات التي يمکن أن يتناولها المبحث الدراسي موضوع الدراسة الحالية، کالفتوحات الإسلامية، وتحرير القدس الشريف على يد صلاح الدين الأيوبي من الصليبيين، والعديد من المواضيع الأخرى التي يزخر بها تاريخنا الإسلامي کفضائل المسجد الأقصى، وکنيسة القيامة، وکنيسة المهد، والحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل، وغير ذلک من المقدسات والأماکن التاريخية والإسلامية.

کما تجدر الإشارة إلى العديد من الشخصيات الدينية التاريخية التي ارتبط تاريخهم بفلسطين عامة، ومدينة القدس خاصة؛ وعلى رأسهم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم؛ في رحلة الإسراء والمعراج، والصحابة الذين فتحوا فلسطين، واستشهدوا على أرضها أمثال: خالد بن الوليد، أبو عبيدة عامر بن الجراح، جعفر بن أبي طالب (جعفر الطيار)، وعبد الله بن رواحة، وزيد بن حارثة، وأرض الحشد والرباط لا زالت شاهدة على العديد من أضرحة هؤلاء الصحابة، والذين استشهدوا على أرض الأردن وفلسطين.

کما يرى الباحثان أن من أسباب افتقار لموضوعات القضية الفلسطيني، هو اهتمامه بالموضوعات المتعلقة بتاريخ الأردن، والثورة العربية الکبرى، والحياة البرلمانية في الأردن، وتاريخ الهاشميين، وقيامهم على مشروع إعمار المسجد الأقصى وقبة الصخرة المشرفة، والأوقاف الإسلامية في القدس الشريف، وکان من الضروري الحرص على تضمين القضية الفلسطينية والقدس في مبحث الثقافة العامة، في موضوعات أکثر وتنوع أکبر، وذلک لخصوصية ارتباط الهاشميين والأردنيين بشکل عام بفلسطين شعباً وأرضاً وعقيدة.

واتفقت نتائج الدراسة الحالية مع نتائج بعض الدراسات، التي أکدت بأن المناهج لا تلعب دوراً هاماً في إبراز أهمية القدس والقضية الفلسطينية، وأوصت هذه الدراسات بتعزيز محتوى الکتب المدرسية بمعارف، ومعلومات عن أهمية القدس ومکانتها، وکذلک زيادة عدد المقررات الدراسية المرتبطة بالقدس وفلسطين، کما حثت القائمين على المناهج التربوية، وعلى رأسهم وزارة التربية والتعليم على تعزيز المناهج الدراسية بالموضوعات الخاصة بالتعريف عن القدس وفلسطين، ومن هذه الدراسات: (جبر، 1997)، (عليان وعيسى، 2008)، (عيسى وأبو ربيع، 2009)، ودراسة (المدني، 2009)، (أبو عمرة، 2011).

السؤال الثالث

للإجابة على السؤال الثالث: ما هي اتجاهات الطلبة نحو مدينة القدس ؟ قام الباحثان بحساب مجموع الاستجابات لأفراد عينة الدراسة، والمتوسطات الحسابية للاستجابات، والوزن النسبي لکل فقرة من فقرات الأداة، والجدول (5) يوضح ترتيب الفقرات تنازلياً حسب الوزن النسبي لها.

جدول رقم (5)

مجموع الاستجابات والمتوسطات الحسابية والوزن النسبي لفقرات الأداة (ن= 200)

الترتيب

الفقرة

مجموع الاستجابات

المتوسط الحسابي

الوزن النسبي

1

افتخر أنني أقيم على ارض الرباط لأن مدينة القدس جزء منها

541

2.705

90.16

2

اعتقد أن الأمة الإسلامية والعربية يجب أن يکون لها دور داعم في الحفاظ على هوية القدس

532

2.660

88.66

3

احزن عند قيام إسرائيل بأي حفريات تهدد المسجد الأقصى

502

2.510

83.66

4

أعارض سياسة إسرائيل التي تهدف إلى تفريغ القدس من سکانها المقدسيين

497

2.485

82.83

5

أتمنى المشارکة في أي نشاط يدعم القضية الفلسطينية بشکل عام والقدس بشکل خاص

489

2.445

81.50

6

ارفض فکرة وجود هيکل سليمان تحت المسجد الأقصى

481

2.405

80.16

7

اقدر دور الهاشميين في اعمار المسجد الأقصى

473

2.365

78.83

8

ادعم الأفکار التي تعزز مکانة القدس في مبحثي الثقافة الإسلامية
والثقافة العامة

461

2.305

76.83

9

أرى أن الموضوعات المدرجة عن القدس في مبحثي الثقافة الإسلامية والثقافة العامة قليلة

452

2.260

75.33

10

أشاهد البرامج التلفزيونية التي تتحدث عن قضايا القدس

449

2.245

74.83

11

أرى أن مبحثي الثقافة الإسلامية والثقافة العامة يبرزان دور بعض الشخصيات الهامة التي دافعت عن القدس

441

2.205

73.50

12

أحاول فهم القضايا والأحداث التي تدور حول القدس والمسجد الأقصى

439

2.195

73.16

13

أرى أن وسائل الإعلام لا تعطي مکانة القدس الاهتمام الکافي

430

2.150

71.66

14

أحرص بأن أکون عضواً مشارکاً في الإذاعة المدرسية التي تتحدث عن القضية الفلسطينية والمسجد الأقصى

426

2.130

71.00

15

أساعد زملائي في تعليق بعض الملصقات التي توضح مجريات الأمور حول المسجد الأقصى

419

2.095

69.83

16

اعتقد أن جعل القدس عاصمة للثقافة العربية له دور إعلامي کبير في نشر القضية الفلسطينية

416

2.080

69.33

17

احرص على فهم الحقائق المتعلقة بتاريخ مدينة القدس

413

2.065

68.83

18

احزن عند رؤية بعض البرامج المضللة للحقائق التاريخية المتعلقة بالقدس الشريف

409

2.045

68.16

19

تشدني الأبحاث التي لها علاقة بمدينة القدس

403

2.015

67.16

20

احرص على متابعة الأخبار ووقائع المؤتمرات التي تناقش القضايا والحلول المتعلقة بمدينة القدس

399

1.995

66.50

21

أحب أن اشغل أوقات فراغي بقراءة کتاب يتعلق بالقدس

391

1.955

65.16

22

أحب دراسة الموضوعات التي تتناول المقدسات الإسلامية في مدينة القدس

388

1.940

64.66

23

أرى أن حفاظ الفلسطينيين على هويتهم مرتبط بالحفاظ على هوية القدس

381

1.905

63.50

24

أحرص على حضور الندوات المتعلقة بمدينة القدس

375

1.875

62.50

25

أحاول البحث عن استطلاعات الرأي العام العربي والعالمي حول قضايا تتعلق بالقدس الشريف

361

1.805

60.16

26

اعتقد أن مبحثي الثقافة الإسلامية والثقافة العامة يناقشان الکثير من القضايا المتعلقة بمدينة القدس والمسجد الأقصى

355

1.775

59.16

27

أرى أنه يجب تخصيص مبحث خاص بقضايا القدس الشريف

342

1.710

57.00

28

أرى أن مبحثي الثقافة الإسلامية والثقافة العامة يجب أن يبينا دور الصهيونية في العمل على تهويد مدينة القدس

331

1.655

55.16

29

اشعر بعدم الارتياح لعدم فهمي بعض الموضوعات المتعلقة بقضايا القدس الشريف

327

1.635

54.5

30

أحب المشارکة بالمسيرات التي تنادي بتحرير القدس

319

1.595

53.16

31

اشعر بالملل عند شرح المعلم لموضوعات تتعلق بالقدس الشريف

310

1.50

51.66

32

اشعر بالملل عند استذکار الدروس المتعلقة بقضايا القدس الشريف

304

1.20

50.66

مستوى الاتجاه العام

71.10

تشير النتائج في الجدول (5) إلى أن الفقرة " افتخر أنني أقيم على ارض الرباط لأن مدينة القدس جزء منها "، احتلت المرتبة الأولى بوزن نسبي (90.16)، تليها الفقرة " اعتقد أن الأمة الإسلامية والعربية يجب أن يکون لها دور داعم في الحفاظ على هوية القدس "، بوزن نسبي (88.66)، وفي المرتبة الثالثة جاءت الفقرة " احزن عند قيام إسرائيل بأي حفريات تهدد المسجد الأقصى "، بوزن نسبي مقداره (83.66).

أما الفقرة التي تنص على " أعارض سياسة إسرائيل التي تهدف إلى تفريغ القدس من سکانها المقدسيين "، فقد جاءت في المرتبة الرابع بوزن نسبي (82.83)، وتلتها في الترتيب الخامس الفقرة التي نصت على " أتمنى المشارکة في أي نشاط يدعم القضية الفلسطينية بشکل عام والقدس بشکل خاص "، بوزن نسبي (81.50)، وجاءت الفقرة " ارفض فکرة وجود هيکل سليمان تحت المسجد الأقصى "، بوزن نسبي مقداره (80.16) في الترتيب السادس.

ويمکن تفسير حصول هذه الفقرات على أوزان نسبية عالية إلى شعور الطلبة بالفخر والإعتزاز لوجودهم على أرض الحشد والرباط، وانتمائهم لمدينة القدس والحفاظ على هويتها، ورفضهم القاطع لادعاءات اليهود بوجود الهيکل لتهويد المدينة المقدسة، وقناعتهم بأنها حق تاريخي وإسلامي لهم، فالقدس لها مکانتها العظيمة لدى أتباع الديانات السماوية الثلاث، فهي مهبط هذه الديانات، وفيها أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، وفيها مسرى ومعراج الرسول صلى الله
عليه وسلم.

وتشير النتائج في الجدول السابق (5) إلى أن الفقرات: " أرى أن مبحثي الثقافة الإسلامية والثقافة العامة يجب أن يبينا دور الصهيونية في العمل على تهويد مدينة القدس "، " اشعر بعدم الارتياح لعدم فهمي بعض الموضوعات المتعلقة بقضايا القدس الشريف "، " أرى أنه يجب تخصيص مبحث خاص بقضايا القدس الشريف "، " أحب المشارکة بالمسيرات التي تنادي بتحرير القدس "، " اشعر بالملل عند استذکار الدروس المتعلقة بقضايا القدس الشريف "، " اشعر بالملل عند شرح المعلم لموضوعات تتعلق بالقدس الشريف ". قد احتلت المراتب الأخيرة في المقياس بأوزان نسبية جاءت على التوالي (57.00،  55.16، 54.5، 53.16، 51.66، 50.66).

ويعزو الباحثان ذلک إلى أن الطلبة بالرغم من افتخارهم واعتزازهم بالقدس، وعلى الرغم من حبهم لها وتعلقهم بها، إلا أنهم لا يفضلون قراءة الکتب الخارجية، بالإضافة إلى أن ما يقدم لهم في مبحثي الثقافة الإسلامية والثقافة العامة مواضيع تقليدية لا تضيف لهم شيئاً جديداً.

أما مستوى الإتجاه العام نحو مدينة القدس جاء بوزن نسبي (71.10)، وهي نسبة مقبولة من وجهة نظر الباحثين، وهذا ما يؤکد اهتمام الطلبة في هذه المرحلة العمرية بمدينة القدس، ومکانتها المقدسة، وحبهم لها وتعلقهم بها، کما يرى الباحثان أن ارتفاع هذه النسبة لا يعود إلى اهتمام مبحثي الثقافة الإسلامية والثقافة العامة بالقدس، کما أظهر ذلک تحليل المحتوى لهذين المبحثين، وإنما هناک عوامل أخرى کان لها الأثر في الحصول على هذا المستوى من الإتجاه نحو القدس الشريف، قد يکون من هذه العوامل : الأسرة، المسجد، وسائل الإعلام وغير ذلک.

واتفقت النتائج الحالية مع نتائج کل من: دراسة (النحوي، 2007)، و دراسة (العامودي، 2009)، ودراسة (عياش، 2009)، ودراسة (أبو عمرة، 2011)، حيث أکدت هذه الدراسات على مکانة فلسطين، والقدس في نفوس المسلمين، ونفوس أتباع الديانات السماوية الثلاث، وواجب الفلسطينيين والأمة العربية والإسلامية کافة اتجاه القضية الفلسطينية، کما أوصت هذه الدراسات بضرورة إبراز مکانة القدس، وتوضيح دور العالم العربي والإسلامي اتجاهها.

السؤال الرابع

للإجابة على السؤال الرابع: هل تختلف اتجاهات الطلبة نحو القدس باختلاف الجنس؟ تم إجراء اختبار (ت)(T-test) لفحص الفروق بين متوسطات إستجابات أفراد الدرسة على أداة الدراسة، والجدول رقم (6) يوضح نتائج اختبار (ت) لفحص الفروق بين متوسطات استجابات أفراد العينة تبعاً لمتغير الجنس.

جدول رقم (6) نتائج اختبار (ت) لفحص الفروق بين متوسطات استجابات أفراد العينة تبعاً لمتغير الجنس

نوع العينة

العدد

المتوسط الحسابي

الانحراف المعياري

قيمة (ت)

درجات الحرية

مستوى الدلالة

ذکور

90

63.35

11.8

0.673

198

0.502

إناث

110

64.45

11.2

 

 

 

تشير النتائج جدول (6) أن قيمة (ت) کانت (0.673)، وهي غير دالة إحصائياً عند مستوى دلالة (α > 0.05)، مما يدل على عدم وجود فروقاً معنوية بين اتجاهات أفراد عينة الدراسة تبعاً
لمتغير الجنس.

ويعزو الباحثان ذلک لأن الشعب الأردني (الذکور والإناث) هو توأم للشعب الفلسطيني، وهما نسيج واحد، يعاني ما يعاني الفلسطينيون في فلسطين من وبال الاحتلال وظلم اليهود وغطرستهم، والأردنيون هم أصحاب أطول حدود مع فلسطين، ويشعرون بکل ضرر يمس إخوانهم في فلسطين، وتشکل الأصول الفلسطينية نسبة لا بأس بها في المجتمع الأردني، حيث اختلطت الأصول والمنابت الأردنية، بالأصول والمنابت الفلسطينية في النسب، واتجاهات أفراد المجتمع الأردني بشقيه الذکور والإناث هي بنفس المستوى نحو القدس، وهذا ما أکدته نتائج الدراسة. 

ولم تتفق هذه النتيجة مع نتائج دراسة أبو عمرة (2011)، التي أظهرت وجود فروق معنوية بين الجنسين لصالح الطلبة الذکور، کما لم تتفق مع نتائج دراسة عليان وعيسى (2009)، التي أسفرت نتائجها عن وجود فروق ذات دلالة إحصائية کانت لصالح الإناث.

السؤال الخامس

للإجابة على السؤال الخامس: هل تختلف اتجاهات الطلبة نحو القدس باختلاف فرع الثانوية العامة ؟ قامت الدراسة باستخدام تحليل التباين الأحادي لمعرفة أثر فرع الثانوية العامة على اتجاهات الطلبة نحو القدس، والجدول رقم (7) يوضح نتائج هذا التحليل.

جدول رقم (7)

تحليل التباين الأحادي لمعرفة أثر فرع الثانوية العامة على اتجاهات الطلبة نحو القدس

مصدر التباين

 

مجموع المربعات

درجات الحرية

متوسط المربعات

قيمة (F)

مستوى الدلالة

فرع الثانوية العامة

بين المجموعات

1710.43

3

570.142

4.562

0.004

داخل المجموعات

24497.30

196

124.986

 

 

التباين الکلي

26207.73

199

 

 

 

يلاحظ من النتائج جدول (7) وجود فروق دالة إحصائياً في اتجاهات الطلبة نحو القدس تعزى لمتغير فرع الثانوية العامة، ولمعرفة دلالة هذه الفروق ولصالح أي فرع من فروع الثانوية العامة(العلمي، الأدبي، الإدارة المعلوماتية، فروع أخرى)، قامت الدراسة بتطبيق اختبار شيفيه (Scheffe) للمقارنات البعدية، والجدول (8) يوضح نتائج هذه المقارنات.

جدول رقم (8)

نتائج تحليل التباين الأحادي؛ نتائج اختبار شيفيه (Scheffe) للمقارنات البعدية

مصدر التباين

فرع الثانوية العامة

الفرق بين المتوسطات

مستوى الدلالة

 

فرع الثانوية العامة

علمي

أدبي

6.366

0.074

 

معلوماتية

-1.416

0.948

 

أخرى

3.428

0.495

 

 

أدبي

علمي

-6.366

0.074

 

معلوماتية

-*7.783

0.012

 

أخرى

-2.938

0.608

 

 

معلوماتية

علمي

1.416

0.948

 

أدبي

*7.783

0.012

 

أخرى

4.844

0.162

 

 

أخرى

علمي

-3.428

0.495

 

أدبي

2.938

0.608

 

معلوماتية

-4.844

0.162

* القيمة دالة عند مستوى دلالة (α > 0.05)

تشير النتائج في الجدول (8) أن هناک فروقاً دالة إحصائياً بين الفرعين الأدبي والمعلوماتية، وکانت الفروق لصالح طلبة فرع الإدارة المعلوماتية عند مستوى دلالة (α > 0.05)، وقد يعزى ذلک إلى أن طلبة هذا الفرع يدرسون بعض المباحث التي ترکز معظم موضوعاتها على القدس وأهميتها مثل: التاريخ والجغرافيا، کم وأن  وجود الفروق في اتجاهات الطلبة نحو القدس تبعاً لمتغير فرع الثانوية العامة، يؤکد أن مبحثي الثقافة الإسلامية والثقافة العامة ليسا هما اللذان يعززان اتجاه الطلبة نحو القدس، خصوصاً وأن المبحثين عبارة عن مواد مشترکة لکل فروع الثانوية العامة.

وهذا يؤکد أيضاً أن هناک العديد من العوامل الأخرى؛ التي تسهم بشکل کبير في تشکيل وعي الطلبة، وانتمائهم وحبهم للقدس الشريف، وهذه العوامل؛ تمثل التربية غير المقصودة فيها دوراً کبيراً ومهماً في تعزيز الإتجاه نحو القدس، واتفقت نتائج الدراسة مع نتائج دراسة (أبو عمرة، 2011).

التوصيات

بناءً على نتائج الدراسة، يوصي الباحثان بما يلي:

- تعزيز الوعي بالقضية الفلسطينية بشکل عام، والقدس بشکل خاص من خلال المناهج الدراسية، وذلک بزيادة الموضوعات المتعلقة بهما، وبما يتلاءم مع الفئات العمرية المختلفة.

- التأکيد على أن القضية الفلسطينية ليست قضية الفلسطينيين فقط، وإنما هي قضية إسلامية عربية، فهي أرض الحشد والرباط، ومهبط الديانات السماوية الثلاث، وفيها أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.

- زيادة عدد الآيات القرآنية، والأحاديث النبوية الشريفة المتعلقة بالقدس في المباحث
الدراسية المختلفة.

-   التنوع في ذکر الموضوعات المتعلقة بالقضية الفلسطينية عامة، والقدس بشکل خاص .

-   التأکيد على أن القدس لها مکانتها لدى أتباع الديانات السماوية الثلاث.

-   وضع صور المسجد الأقصى وقبة الصخرة المشرفة على أغلفة المباحث الدراسية ذات العلاقة.

- العمل على عرض المزيد من الأفلام والعروض التقديمية للطلبة، توضح إصرار الصهاينة على طمس الهوية العربية الإسلامية للقدس الشريف، وذلک بالحفريات تحت المسجد الأقصى وقبة الصخرة الشريفة بحجة البحث عن الهيکل المزعوم، وتهجير السکان (المقدسيين) من القدس.

المراجع
 
القرآن الکريم.
أبو حلبيه،
أحمد.(2001). أحاديث فضائل القدس والمسجد الأقصى. ط3، مجلس طلاب الجامعة الإسلامية: فلسطين.
أبو يوسف،
غادة.(2014). المعلمين تطالب بإدراج مکانة الأقصى في المناهج المدرسية والجامعية. استرجعت بتاريخ29/2/2015.                                                                                   http://www.addustour.com/17397/                 
الباش،
حسن.(2004). القدس من الإسراء إلى وعد الآخرة. ط1، دار قتيبة: عمان.
أبو عمرة،
سامية، ابريک.(2011).واقع مکانة القدس في مبحثي اللغة العربية والتربية الإسلامية في المرحلة الثانوية واتجاه الطلبة نحوها. رسالة ماجستير. جامعة الأزهر: غزة.
جبر،
أحمد.(1997). تعليم القدس في المنهاج الفلسطيني. وقائع المؤتمر الثانوي السادس، وزارة الثقافة الفلسطينية، فلسطين: مرکز الدراسات والتطبيقات التربوية.
حماد،
خليل.(2009). تعزيز حضور القدس في المناهج الفلسطينية. خطوة رائدة لتعزيز ثقافة المقاومة، بحث مقدم للمؤتمر التربوي  بعنوان،  تعزيز ثقافة المقاومة، رام الله: فلسطين.
الحوت،
بيان.( 1991 ). فلسطين، القضية، الشعب، الحضارة ( التاريخ السياسي من عهد الکنعانيين حتى القرن العشرين1917 ). دار الاستقلال:  بيروت.
الخزندار،
محسن.(2010). عروبة القدس عبر التاريخ والأطماع الصهيونية فيها . المؤتمر الدولي الأول لنصرة القدس، غزة: قدس نت للدراسات والإعلام والنشر الالکتروني.
الخياط،
عبد الکريم.( 2005 ). تقويم منهج المواد الاجتماعية للمرحلة الابتدائية في دولة الکويت. المجلة التربوية، تصدر عن کلية التربية، جامعة الکويت، العدد السادس عشر- المجلد الخامس.
دروزة،
محمد .( 1979 ).العدوان الإسرائيلي القديم، والعدوان الإسرائيلي الحديث على فلسطين. دار الکلمة للنشر: بيروت.
درويش،
عطا.( 2010 ). نحو بناء إطار فلسطيني للتربية المدنية. ورشة عمل عقدتها وزارة التربية والتعليم العالي بالتعاون مع مرکز إبداع المعلم، رام الله.
الذويب،
الذويب.(2011). تسرعنا في حذف کتاب القضية الفلسطينية من مناهج التربية والتعليم. موقع الصحفي جو، تاريخ النشر: 29-Aug-2011 /
http://www.sahafi.jo/files/9a269e3246292ff2fe3f6d1305730337ac6ca255.html
شراب،
محمد.(1987). معجم بلدان فلسطين . دار المأمون للتراث: دمشق وبيروت.
الصمادي،
سليمان.(1998). المختصر في تاريخ الأردن وفلسطين . مطبعة الروزنا: اربد.
طبازة،
شادي.(2009). الجهاد والرباط في بيت المقدس. بحث مقدم لمؤتمر القدس بعنوان" القدس بين سياسات التهويد وبرنامج الصمود والمقاومة"، جمعية أساتذة الجامعات: غزة.
العامودي،
عبهرة.(2009). أهمية القدس في القرآن الکريم والسنة . بحث مقدم لمؤتمر القدس بعنوان، القدس بين سياسات التهويد وبرنامج الصمود والمقاومة، جمعية أساتذة الجامعات: غزة.
عزيزة،
علي.(2012). مقال بعنوان" محاضرة في رابطة الکتاب تعاين مفردات الصراع الثقافي في القدس الشرقية. جريدة الغد،  نشر بتاريخ: 23/06/2012
عليان،
محمد؛ وعيسى، حازم.(2009). دور وسائل الإعلام الفلسطيني في تنمية الوعي بمکانة القدس السياسية لدى الشباب الفلسطيني. المؤتمر الدولي الثالث لنصرة القدس، غزة: قدس نت للدراسات والإعلام والنشر الالکتروني.
عناب،
محمد.(2001). الاستيطان الصهيوني في القدس 1967-1993. ط1، بيت المقدس: عمان.
عياش،
حسن.(2009). المسجد والأقصى وقبة الصخرة وقيمتها الدينية، ومکانتها في نفوس المسلمين. مجلة جامعة القدس المفتوحة، العدد (18)، کانون الثاني.
عيسى،
حازم وأبو ريبع، خالد.(2009). واقع القدس في المناهج الفلسطينية للمرحلة الأساسية الدنيا الفلسطيني. المؤتمر الدولي الثالث لنصرة القدس، غزة: قدس نت للدراسات والإعلام والنشر الالکتروني.
غارودي،
روجيه. (1991). فلسطين ارض الرسالات السماوية. ترجمة قصي اتامي وميشيل واکيم، ط1، دار طلاس: دمشق.
المدني،
رشاد.(2009). واقع حضور القدس في المناهج الفلسطينية . بحث مقدم لمؤتمر القدس بعنوان" القدس بين سياسات التهويد وبرنامج الصمود والمقاومة"، جمعية أساتذة الجامعات: غزة.
المدني،
زياد.(2004). مدينة القدس وجوارها في أواخر العهد العثماني 1831-1918م. الطبعة الأولى.
المحاسنه،
محمد وآخرون.(2003). تاريخ مدينة القدس. ط1، دار حنين: عمان.
مظهر،
آلاء.(2014). الذنيبات: لا تدخل في المناهج الدراسية ونرکز فيها على الأقصى ونبذ العنف. استرجعت بتاريخ 1/3/2015
http://alghad.com/articles/839265-25
النحوي،
عدنان.(2007).فلسطين والقدس ودور الأمة المسلمة في حمايتها وحماية مقدساتها ومعالمها الأثرية والتاريخية الإسلامية. المؤتمر الدولي الأول لنصرة القدس، غزة: قدس نت للدراسات والإعلام
والنشر الالکتروني.
وزارة،
التربية والتعليم .(1994). قانون التربية والتعليم لسنة 1994. وزارة التربية والتعليم : الأردن.