آلة العـود من خلال مخطوط "کِتَاب کَشْف الهُمُوم والکُرَبْ فِي شَرْحِ آَلَةِ الطَّرَبْ"

نوع المستند : مقالات علمیة محکمة

المؤلف

أستاذ مساعد بقسم التربية الموسيقية ـ تخصص موسيقي عربية (تاريخ ومخطوطات) ـ کلية التربية النوعية ـ جامعة المنصورة.

المستخلص

ملخص البحث:
بدأت الباحثة بمقدمة عن مخطوط "کتاب کشف الهُموم والکُرَبْ في شَرْحِ آَلَة الطَّرَبْ" و أهميته وبخاصة ما تناوله في فصل آلة العود ، ثم عرضت مشکلة البحث، وأهدافه، وأهميته، وأسئلته، والإجراءات التي اتخذتها لتحقيق المخطوط، ثم جاءت بمصطلحات البحث في ضوء عنوانه. کذلک عرضت دراستان سابقتان أکثر ارتباطًا بموضوع البحث.
الإطار النظري: تناولت فيه الباحثة المفاهيم النظرية للبحث منها نبذة عن تاريخ الآلة وتطور أوتارها من حيث العدد والمادة المصنوعة منها، ومسميات الآلة قديمًا، وتطور عدد الدساتين، ونسبة کل منها، والتسوية المشهورة للآلة مع تدعيم ذلک بآراء عدد من الفلاسفة القدامى، وصور وردت بمخطوطات أخري.
الإطار التحليلي: اشتمل علي

بطاقة فهرست وتصنيف النسخة المخطوطة المصورة التي تم الاعتماد عليها في التحقيق.
تحليل محتوي "المخطوط" وشرح وتفسير ما تناولته وبخاصة "فصل آلة العود" في ضوء الدراسة والتحقيق.
عرض نبذة مختصرة لأهم ما ورد بباقي فصول الکتاب.
· عرض جميع الصور والرسوم التوضيحية المزوِّد بها الکتاب والتعليق عليها لتوضيح محتواها، وبخاصة (لوحة آلة العود) حيث تناولتها الباحثة بالوصف والتحليل.

ثم اختتم البحث بالنتائج وما تم استخلاصه من البحث.
توصي الباحثة بضرورة العمل علي جمع تراثنا الموسيقي المخطوط وتحقيقه، للاستفادة منه في ترسيخ أصول موسيقانا العربية، وفقا لجذورها الأولي، اعتمادا علي المصادر الأولية، ونقلها رصينة للأجيال الحالية والقادمة إن شاء الله، لتکون مدعاة لفخرهم بموسيقاهم وقوميتهم، بين سائر الأمم. ويلي التوصيات؛ ملخص للبحث باللغة العربية، وآخر باللغة الانجليزية.

الموضوعات الرئيسية


مقدمة البحث:

يزخر تراثنا الموسيقي العربي بالعديد من المخطوطات التي تحمل بين طياتها معلومات نفيسة عن أصول علم الموسيقي وآلاته الموسيقية، والحياة الموسيقية عند العرب عبر عصور تاريخنا المختلفة؛ من ثم فکل مخطوط يتم تحقيقه ونشرة يعد إضافة لتراثنا الموسيقي ؛ تتمثل فيما يقدمه من مادة علمية جديدة، أو تدعيم لمعلومات موسيقية سبق التوصل إليها.

يعد مخطوط "کتاب کشف الهُموم والکُرَبْ في شَرْحِ آَلَة الطَّرَبْ" من المخطوطات الفريدة والهامة في هذا المجال؛ نظرا لثراء مادته العلمية؛ لاحتوائه علي الکثير من المعلومات القيمة عن آلات الطرب (الموسيقية) السبعة المشهورة خلال القرن(9 ه/15م)، فقد خصص لکل منها فصل يتناول الآلة بالوصف والشرح المفصل، المزوِّد بالرسوم النادرة واللوحات التوضيحية، مع ذکر ما أباحه الشرع منها، وما أبطله منها بالأدلة، وکذلک الربط بين علم الموسيقي وآلات الطرب، وحرکة الأنغام وعددها، علي أحکام الفلک والبروج والکواکب السيارة، والعوالم العلوية، وبالزمن وعناصر الکون وطبائع وأمزجة بن أدم وتأثيرها فيه، ربطًا محکمًا.

کما يحتوي المخطوط علي تراجم لعدد من الشخصيات في هذا المجال؛ ممَنْ نقل عنهم المؤلف هذا العلم، ومن أهم هؤلاء الفارابي، والخوارزمي، بالإضافة إلي نقله الکثير من الحکايات والأساطير، التي تتضمن دروس مستفادة ومعلومات مرتبطة بأدبيات وتاريخ هذا العلم، وبعض منها مشهور، وتأکيد علي المکانة الرفيعة لأرباب هذه الصناعة قديمًا.

مشکلة البحث:

بالرغم من أهمية مخطوط "کتاب کشف الهُموم والکُرَبْ في شَرْحِ آَلَة الطَّرَبْ" إلا أنه لم يتم نشرة محققًا حتى وقتنا هذا ، قد يکون هذا نظرًا لطول مادته العلمية؛ حيث يقع في (372) صفحة؛ من ثم جاءت فکرة هذا البحث، وهي تناول أحد فصوله (فصل آلة العود) بالدراسة والتحقيق([1])، حيث أنه "سلطان الطرب" کما نعته علماء العرب قديما ووُصِفَ بالمخطوط (*)، وقد اختصَّه المؤلف بالفصل الأول من کتابه، وسوف تقوم الباحثة بعرض نبذة لأهم ما ورد بالمخطوط عن آلات الطرب الأخرى، وعلاقة علم الموسيقي بالفلک بشکل موجز قدر الإمکان.

أهداف البحث:

  1. التعرف علي محتوي مخطوط "کتاب کشف الهُموم والکُرَبْ في شَرْحِ آَلَة الطَّرَبْ ".
  2. التعرف على العلاقة التي تربط علم الموسيقى وآلات الطرب، بأحکام "الفلک، والزمان، والحرکة، والإنسان"، کما ورد بالمخطوط.
  3. تبسيط وتفسير محتوى فصل (آلة العود) بمخطوط "کشف الهُموم والکُرَبْ في شَرْحِ آَلَة الطَّرَبْ".

أهمية البحث:

بتحقق الأهداف السابقة يمکن التعرف على الکثير من المعلومات القيمة عن علم الموسيقى وکشف الغموض حول فلسفة الربط بينه وبين علم الفلک وقاعدة الأربعة قديمًا، والتعرف على الآلات الموسيقية "آلة الطرب" المتداولة خلال القرن (9 هـ - 15م)، وبخاصة "سلطان الطرب" آلة العود، مما يفيد الدارسين والباحثين فى مجال الموسيقى العربية بوجه عام، والمتخصصين منهم في (آلة العود) بوجه خاص.

تساؤلات البحث:

  1. ما هو محتوى مخطوط "کتاب کشف الهُموم والکُرَبْ في شَرْحِ آَلَة الطَّرَبْ" ؟
  2. ما هى فلسفة الربط بين علم الموسيقى وآلات الطرب بقاعدة الأربعة؟
  3. ما هو محتوى (فصل آلة العود) بمخطوط "کتاب کشف الهُموم والکُرَبْ في شَرْحِ آَلَة الطَّرَبْ ؟

إجراءات البحث:

  • منهج البحث:

يتبع هذا البحث المنهج التاريخي والوصفي (تحليل محتوي).

  • عينة البحث:

مخطوط " کتاب کشف الهُموم والکُرَبْ في شَرْحِ آَلَة الطَّرَبْ " المحفوظ بمکتبة دار الکتب المصرية، تحت رقم "1" فنون جميلة، وهي نسخة مصورة عن نسخة الأصل المحفوظة بمکتبة " طوﭘـقـﭘو (طوﭗ قـﭘو) سرايي کتبخانه سندن" بالأستانة، بمکتبة احمد الثالث اسطنبول / تحت رقم 3465، وتم الإشارة لهذا المخطوط داخل البحث بـ (مخـ).

  • أدوات البحث:

أسطوانة مدمجة (C.D) تحتوي علي صورة ملونة ديجيتال طبق الأصل من النسخة الأصلية للمخطوط، لاب توب لتشغيل الـ (C.D) لتيسير الإطلاع علي محتوي المخطوط بدقة؛ من خلال التقنيات التکنولوجية الحديثة.

  • حدود البحث:

فصل (آلة العود) من الصفحة (110: 145)، وکل ما يختص بها ويسهم في تفسير ما جاء بهذا الفصل، بالإضافة لعرض أهم ما ورد بمقدمة المخطوط وما بها من صور، کذلک عرض کافة الصفحات التي تحمل رسوم توضيحية تبين صفة آلات الطرب السبعة، التي وردت بالمخطوط عينة البحث.

المصطلحات:

جاءت في ضوء عنوان البحث وهي کالتالي:

  • آلة العود:

يمکن تعريفها إجرائياً بمفهومنا المعاصر، بأنها آلة موسيقية وترية مصنوعة من الخشب، يُعزف عليها بنبر أوتارها باستخدام الريشة باليد اليمني، وکذلک استخدام أصابع اليد اليسري لعفق النغمات المطلوبة التي علي رقبة العود في أماکنها المتعارف عليها، وتحتوي علي خمس أو ستة أوتار مزدوجة

وقد عرفت عند العرب قديما بهذا الاسم منذ القرن الثاني الهجري؛ نسبة لعود الشبوط الذي ابتکره منصور زلزل (ت عام 174هـ) على هيئة سمکة الشبوط (12 – 117).

  • مخطوط:

هو کل کتاب أو جزء من کتاب يمثل جانبًا هامًا من تراث البشرية، ويکون مکتوب بخط اليد علي الرق أي " الجلد "، أو الِهرْق اسم: أي " الثَّوبُ الخَلَق "، أو الأديم أي "الجلد المدبوغ"، أو اللخاق أي " الحجر الرقيق"، أو " أوراق البردي"، وأخيرا الورق العادي، الذي انتقلت صناعته إلي العرب، وذلک قبل نشأة الطباعة بالحرف العربي منذ مائتي عام تقريبًا، ويعد المصحف هو أقدم المخطوطات العربية الکاملة في العالم وقد دون في القرن الأول للهجرة (19- 4).

تستخدم بمفهومنا المعاصر للدلالة علي الکتب المکتوبة بخط اليد، والتي خلفها لنا القدماء، لم تستخدم بهذا المعني إلا عام 1594م؛ في مقابل کلمة (مطبوع) من (Manuscript us) أي الکتابة باليد (6 _ 545 ، 546).

  • کشف الهموم والکُرَبْ:

جاءت في المخطوط للدلالة علي إزاحة الضيق والهم، وتفريج الکرب عن أنفس المشتغلين بصناعة الموسيقى والطرب، ممن يعانون عدم الإلمام بالجانب النظري والفلسفي ولا يدرکوا الکثير عن هذا العلم، وآلاته.

  • آلة الطَرَب:

جاءت في المخطوط للدلالة علي معنى الآلات الموسيقية الأصلية المشهورة ومشتقاتها، حيث ذکر المؤلف في(ص42)، وبأکثر من موضع في المخطوط عبارة: "جميع آلة الطرب" بصيغة الجمع.

 

الدراسات السابقة:

  • دراسة صيانات حمدى (1973م) ( 27) بعنوان: " تتبع تاريخ آلة العود عبر التاريخ"

هدفت هذه الدراسة إلى التعرف على تطور تاريخ آلة العود عبر العصور التاريخية المختلفة، وقد تناول الفصل الثاني تاريخ آلة العود عند العرب وهو ما سوف يتعرض له البحث الراهن ضمن الإطار النظري وبخاصة العصور الإسلامية حتى ق (9ه/ 15م).

  • دراسة ظمياء محمد عباس (1984م) ( 28) بعنوان: "من المخطوطات العربية في الموسيقي کشف الهُموم والکَربْ في شَرْحِ آَلَةِ الطَّرَبْ" لمؤلف مجهول".

هدفت هذه الدراسة إلى وصف هذا المخطوط وما يحتويه من معلومات، وهو ما سوف يتناوله البحث الراهن، إلا أن هذه الدراسة تناولت فصل "آلة العود" وهو موضوع البحث الراهن؛ في عدة أسطر بشکل مقتضب بالصفحة رقم (139)، وکذلک باقي الآلات التي تم تناولها جميعا، حيث تقع هذه الدراسة في(6 صفحات هي کل البحث) وقد عُرض بها ثلاث صور فقط من المخطوط، ودون تعليق أو توضح إلي ما تشير إليه تلک الصور، وهي علي الترتيب: صورة (لآلة الموسيقي) التي صنعها الفارابي، وصورة لآلة الجنک، والصورة الأخيرة لطريقة جلوس آخر قسم بحزب الطرب (نموذج للفرقة الموسيقية، وجلوس قائدها علي رأسها). کما أنها لم تتوصل لأسم مؤلف هذا المخطوط؛ وقد ورد هذا بالبحث الراهن.

الإطار النظري للبحث:

نبذة عن تاريخ آلة العود:

تؤکد المکتشفات الأثرية القديمة، أن تاريخ ظهور آلة العود يرجع إلي عصور ما قبل الميلاد، فقد تواجدت هذه الآلة في جل حضارات العالم القديمة، حيث وجدت لها رسوم منقوشة ومحفورة على جدران المعابد والمقابر وعلي الأختام الأثرية القديمة، وبأشکال مختلفة من حيث الحجم والشکل، إلا أن شخصية آلة العود بقيت هي البارزة.

ومن الحضارات العريقة التي عرفت (آلة العود)، الحضارة الفرعونية عند قدماء المصريين؛ فقد عرف بنوعيه (العود ذو الرقبة الطويلة، والعود ذو الرقبة القصيرة)، خلال عهد الدولة الحديثة عام(1580-1090 ق. م)، وهو شبيه إلى حد کبير بالعود المصري المعاصر(27– بتصرف)؛ فصندوقه بيضاوي الشکل رقيق الجدران، إلا أنه کان ينبر على أوتاره بريشة من الخشب تربط بحبل فى الآلة.

ويرى البعض أن أول ظهور لآلة العود کان بالعراق فى العصر الأکادي عام (2170-2350 ق.م)، وقد عرف في اللغة الأکديه (البابلية الأشورية) باسم (اينو)، ويقابلها باللغة السومرية (کوده أو کودي)، ويقصد بها (الخشب الُمحدِث للصوت، أو العصا المتکلمة, أو الآلة التي يعزف عليها), و کانت تدون کلمة (کيش)؛ أى (الخشب) بجانب اسم الآلة؛ وذلک للدلالة علي المادة المصنوع منها هذه الآلة، لتمييزها عن باقي الآلات الموسيقية المختلفة الأخرى(8 -153).

استمر استعمال هذه الآلة خلال عصور ما قبل الإسلام، والعصور الإسلامية المختلفة، حيث کان أول ظهور له في العصر الجاهلي على يد "سليمان الفارسي"، أما أول ظهور لآلة العود عند العرب فکان على يدي ابن سريج و سائب خاثر؛ وفقا لما ذکره أبى الفرج الأصفهاني بکتابه "الأغاني"، إلا أنه في الحقيقة ليس نفس آلة العود؛ کما نعرفها بمفهومنا المعاصر. حيث کان العود (ذو وجه جلدي)، ويُعد النضر بن الحارث (ت عام 624م) هو أول من تخلى عن العود ذو الوجه الجلدي، وجعل وجهه مصنوع من الخشب، مما أدى إلى تطور ملحوظ في صوت الآلة.

تعد کلمة (العود) لفظ عربي الأصل، ويعني باللغة العربية (الخشب أو العصا) (16 -461)، غير أن هذا اللفظ لم يکن اسمًا تختص به آلة بعينها؛ - بل کان لفظًا عامًا يطلقه المؤرخون القدامى على أصناف عدة من الآلات الموسيقية ذوات الأوتار- ، إلا فيما يلي نصف القرن الثاني الهجري، عندما ظهر "عود الشبوط" الذي استنبطه عازف العود "منصور زلزل" المتوفى (عام 174هـ) أشهر مزاولي آلة العود في الدولة العباسية(10 - 41)، حيث کان الصندوق المصوت للآلة يشبه (سمکة الشبوط)(18-49).

وقد ظل شکل آلة العود کما هو حتى عهد الأمويين( 661- 750م)؛ حيث يحمل أربعة أوتار وجميع أجزائه تصنع من الخشب، غير أن المؤرخون لم يحددوا بالضبط في أي زمنٍ أضيف الوتر الرابع، لکن المراجع التاريخية و الآثار التي عثر عليها تشير إلى وجوده قبل الإسلام.

وقد تبوأت آلة العود مکانة رفيعة ومتميزة لدي العلماء العرب، فقد أولوها اهتماما عظيما وأسهبوا في معالجتها في کتبهم، باعتبارها الآلة التي استندوا إليها وضع نظرياتهم الموسيقية وبخاصة علماء العصر العباس(750_ 1258م) (132_656ه) وما بعده.

ويعد الکندي (ت874م) أول وأقدم موسيقى عربي يتناول موضوع العود بصورة مفصلة في رسائله، فقد عالج کيفية صناعته وقياساته، وتسويات أوتاره، ومن أمور فريدة في باب العود (رسالة الکندي في اللحون والنغم)، وضع تمرين للضرب على العود, وهذا يعد أقدم وثيقة موسيقية للحن مدون عند العرب, بل وفى تاريخ آلة العود على الإطلاق انظر الملحق الثاني( 15- ص 11 وما بعدها).

کذلک يعد أول من ذکر العلل النجومية لمشاکلة أوتار العود بالفلک، والبروج، والأطوار المتتابعة في عمر الإنسان، والمزج بينها وبين عناصر الطبيعة( 14 - 50)، وفقا لقاعدة الأربعة التي سار عليها الفلاسفة القدماء(8_155).

کما استفاض الفارابي (ت 950م) أيضا في معالجة هذه الآلة؛ فيما يزيد عن المائة صفحة من کتابة المشهور (الموسيقى الکبير)، فتناول وصف الآلة وعدد دساتينها المشهورة ونسبها بکل دقة وتسويات الأوتار عليها، وابتکر دستان سماه (غريب)(7- 49).

أما ابن سينا(ت 1037م ) فقد عالج موضوع العود بشکل مختصر نسبيا، وقد ذکر هذه الآلة باسمها العربي (العود) في کتابه "جوامع علم الموسيقي من کتاب الشفاء) (1_144: 146)، وکذلک ذکرها باسمها الفارسي (البربط) في کتابه (النجاة).

وقد جاء بعده تلميذه ابن زيله (ت440ه - 1044م) صاحب کتاب (الکافي في الموسيقى), فقام بنقل وإتباع ما جاء به أستاذه ابن سينا في کتابه بحذافيره(8-157)، ( 2-16).

وجدير بالذکر أن ابن سينا ذکر أيضا في کتابه "الشفاء " آلة تسمي ( بالعنقاء)، وقد ذکرها أيضا أبي المنصور الحسين ابن زيله، ونظرا لعدم وجود رسم توضيحي، ولا شرح يصف شکلها، من ثم لا نعرف عنها سوي الاسم وأنها من الآلات الوترية الخالية من الدساتين فقط(8-230)
(2- 73).

وقد عرض ابن الطحان المصري الذي (کان حيا عام 1035م)، في المقالة الثانية من الباب الثاني بکتابه (حاوي الفنون وسلوه المحزون) (24 - 18.، 19) الذي ألفه أثناء فترة الخلافة الفاطمية في مصر، بعض الروايات والأساطير حول أول من استنبط آلة العود ، کما تناول ابن الطحان الخشب الذي يصنع منة العود بالتفصيل ثم قياساته, وأسماء العود العربي وما يضر العيدان ويفسدها وعدة الأوتار والدساتين وأسمائهما، والمواد التي تصنع منها الأوتار (8 _ 159).

کذلک عالج أخوان الصفا موضوع آلة العود باعتبارها أتم آلة استخراجها الحکماء وأن العود أحسن ما صنعوا، وقد استفاضوا في شرح مقاييس صنع الآلة ، وعدد ونسب أوتارها المادة المصنعة منها (4- 202، 204)، وذلک بالرسالة الخامسة من(رسائل إخوان الصفا وخلان الوفا في الموسيقي)، والتي ألفوها بالنصف الثاني من القرن العاشر الميلادي (العصر العباسي) (8- 159).

وفى (عام 1227م - 625ه) انهي الحسن بن احمد بن على الکاتب تأليف کتابة "کمال أدب الغناء"وقد عالج بموضوع (باب حدود النغم) دساتين آلة العود، ونسبها ( 7).

کذلک عالج صفى الدين الأرموي البغدادي(1216م_1294م) موضوع آلة العود في کتابه الثاني (الرسالة الشرفية في النسب التأليفية)، استکمالا وإضافة لکتابه الأول الأدوار، حيث انتهى من تأليفها في (سنة 1286م)، أي في العصر المغولي الذي أعقب انهيار العصر العباسي حيث ذکر:".. أعلم أن أشهر الآلات وأثمنها هي الآلة المسماة العود، يشد عليها خمسة أوتار؛ أعلاه البم، يتلوه المثلث، والمثنى، والزير والحاد...والمشهور في زماننا هذا سبعة دساتين يشد علي أطراف ذي المدتين مستويا، ومنعکسا أحدهما علي نهاية الربع الأول" (9 – 140، 141)، وقد زود الأرموي کتابه "الأدوار في الموسيقي" برسم تخطيطي لعود يحتوي على خمسة أوتار ثنائية الشد، وعلي ساعده سبعة دساتين، کما بالشکل المقابل.

ومن المؤلفات الهامة في القرن الخامس عشر الميلادي کتاب " الرسالة الفتحية فى الموسيقى" للاذقى (ت1494م)، والذي أورد به أن الآلات ذوات الأوتار في زمانه لها 14 صنف حيث ذکر: " .. أما الأصناف المشهورة .....في زماننا فأربعة عشر صنفا وهي: عود قديم، وعود کامل، وعود أکمل.." ( 17 – 173)، وقد أوضح أن العود ذو الخمس أوتار هو الکامل کما ذکر: " ..ولهذا سموها بعود کامل، ثم اتفقوا علي أن اشرف الآلات ذوات الأوتار هو العود الکامل....وبعض العَمَلَه (المشتغلون) المتأخرين يشدون علي ساعد الآلة وترا سادسا؛ ويسمونها عودا أکمل، ..." ( 17 – 178، 179).

وقد ذکر ميخائيل مشاقة (1800-1880م) بکتابه" الرسالة الشهابية في الصناعة الموسيقية" وصف للعود السباعي خلال القرن التاسع عشر، أوضح أن أوتاره مزدوجة الشد، من اجل تضخيم الصوت، کما أوضح أن الغالب استعمال أربع أزواج منها، وان الثلاثة الأخر يندر استعمالها ( 5 - 27)، ووصفه( 5 - 145) کما في الشکل التالي:

 

شکل (3 ) رسم توضيحي لآلة العود (السباعي) کما ورد بمخطوط الرسالة الشهابية

المسميات القديمة لآلة العود وفصائلها:

أطلق العرب على آلة العود أسماء مختلفة من أشهرها: البربط: هو لفظ فارسى قديم بمعنى (باب النجاة) – أى أن صوت العود مأخوذ من صرير باب الجنة، وله تفسير آخر بمعنى (صدر البط) حيث أن شکله يشبه صدر البط (26)، ( 8 -232) وهو محرف عن الأصل (بار باتره) ويعنى (الطنبور ذو الدف)، أى المعلق به صندوق مستدير کالطبلة، ويتميز بطول ساعده، الذى يقسم بدساتين کثيرة فى مواضع محددة منه. وهو ذو وجه جلدي وجميعه قطعة واحدة محفورة وصندوقه صغير، وهو من الملاهي ويشبه العود( 25- 41).

ومنها أيضا: المزهر– الأوطبة أو ( العرطبة )(25-63)، والکنيرة أو الکنارة، والکران، المعزف(21 – 48) الموتر.

المزهر: هو العود فى العصر الجاهلي، وکان ذو بطن جلدى(21 -261).

الکنيرة أو الکنارة: من جنس المعازف ذوات الأوتار المطلقة التى يحاط من جوانبها الأربعة على استعراض، ويستخرج منها النغم(25-60). وهو يشبه آلة العود تمام الشبه، وربما اشتق من أصل سريانية (26).

الکران جمع اکرنة وهي البربط والصنج والمزهر، وکلها اسم للعود الذي يضرب به
(25-47)

الموتر: ومعناه الحرفى (آلة من أوتار) ويعرف بالعود فى قاموس العرب الأقدمين، وکان الضرب عليه فيما يظهر يتم بإبهام اليد(26)، أو بالريشة (المضراب) (25-47) ( 8- 36)، وکذلک (ذو العتب), (ذو الزير), و(المستجيب ), و (المعزاف) وجميعها آلات تنتمي لآلة العود.

تطور أوتار آلة العود:

شهدت أوتار العود تطورات هامة عبر العصور المختلفة کما سبق وأن تبين؛ سواء من حيث العدد، أو المادة المصنوع منها الأوتار، وهي کالتالي:

أولا- من حيث العدد: حدث تطور في عدد أوتار العود؛ فبعد أن کانت ثلاثة أوتار في عصور ما قبل الإسلام، کما وأن أوضح ابن سينا(1 - 145)، أصبح عددها أربعة أوتار عند الأمويين، والکندي والفارابي وابن سينا وإخوان الصفا وخلان الوفا أي (خلال العصر العباسي) تستخدم عمليًا، أما الوتر الخامس استخدم نظريًا، حتي أضافه زرياب (789 – 857 م)، واستخدمه عمليا في عوده الذي بلغ ثلث وزن العود العادي، مستخدما ريشة من قوادم النسر(18-54 ،55)، وکذلک کانت الأوتار خمسة فى زمن صفى الدين الأرموي البغدادي(1216-1294م)، ثم وجد العود الذى يحتوى على ستة أوتار وفقا لما ذکره اللاذقى (المتوفى 1494م)، خلال (الفترة المظلمة) ( 8 -163)، کما أکد ميخائيل مشاقة علي وجود العود الذى يحتوى على سبعة أوتار خلال القرن التاسع عشر( 5 - 27)، وجميعها أوتار ثنائية الشد، يعطي الزوج منها نغمة واحدة. کما هو متبع فى وقتنا هذا، وقد أدي هذا لظهور تسميات للعود ترتبط بعدد أوتاره، منها:

  • العود القديم: وهو الذى يحتوى على أربعة أوتار.
  • العود الکامل: وهو الذى يحتوى على خمسة أوتار.
  • العود الأکمل: وهو العود الذى يحتوى على ستة أوتار (18-126) .
  • العود السباعي: وهو العود الذى يحتوى على سبعة أوتار(5-27، 145).

وقد ورد ( بالمخطوط موضوع البحث) مسميات أخري سوف يأتي ذکرها في محلها.

ثانيا- من حيث المادة المصنوع منها الأوتار: حدث کذلک تطور في المادة المصنوع منها أوتار العود(18-55)، فبعد أن کانت تصنع من أمعاء الحيوانات کالماعز والماشية، أصبحت أوتاره تصنع من أمعاء شبل الأسد عوضا عن أمعاء سائر الحيوانات الأخرى علي يد زرياب(789 – 857 م).

وقد ذکر الکندي أن الوترين الأثقلين – أي وتر البم ووتر المثلث – کانا يصنعان من الأمعاء، أما وتر المثنى ووتر الزير فکانا يصنعان من الإبريسم أي الحرير حيث ذکر أن هذين الوترين في زماننا هذا فقط اللذان يصنعان من الإبريسم. أما في زمن إخوان الصفا فقد أصبحت جميع أوتار العود من الإبريسم، إذ أنهم قالوا: "أن يکون البم أربعاً وستين طاقة ابريسم،.." ( انظر جدول 1)

 

مسميات أوتار آلة العود قديما، ومفهومها المعاصر:

يوضح (الجدول التالي) أوتار العود (قديما) وترتيبها من الطبقة الأثقل إلى الطبقة الأحد، مع بيان حکم الأوتار الأربعة للعود (القديم)؛ على قاعدة الأربعة کما کان متداولاً عند الحکماء قديماً، والتي تترکب علي عناصر الکون (الأربعة)، وامتزاجات وطبائع ابن آدم، باعتبار أن کل وتر يحرک منها ما کان على طبعه. (7– 135)، ( 30- 108)، ( 25-53)، (12– 41)( 14– 50،51) (4- 202، 204).

جدول (1)

المسمى القديم لأوتار العود(*)

يقابلها بمفهومنا المعاصر

ترتيب الأوتار من الغلظ للحدة

علاقتها بعناصر الکون

(ما ألف منه الخلق)(**)

البم

وتر العشيران

الوتر الأول الأثقل، ولفظه محرف عن اللفظ الفارسي (بام) أي الأعلى، ويسمي أيضا بالأبح لثقل صوته، و طاقته 64 ابريسم

الأرض – السوداء التراب

(يابس – بارد)

المثلث

وتر الدوکاه

الوتر الثاني في الثقل مما يلي البم، وينطق علي وزن مَفْعَلْ، وطاقته 48 ابريسم

الهواء – البلغم

(رطب – بارد)

المثنى

وتر النوى

الثالث في الثقل مما يلي البم، والثاني في الحدة مما يلي الزير وطاقته 36 ابريسم

الهواء – الدم

(رطب – حار)

الزير

الکردان

الرابع (الحاد الطبقة) وهو لفظ فارسى بمعنى (الأسفل فى الترتيب)

وطاقته 27 ابريسم

النار – الصفراء

(يابس – حار)

الزير الثانى

الخامس(الحاد)

جواب الجهارکاه

(الماهوران)

الخامس من البم والأول من جهة الحدة أسفل أوتار العود

يخرج عن قاعدة الأربعة.

دساتين([2]) آلة العود قديما ونسبها:

يقصد بالدساتين تلک العلامات التي توضع على سواعد الآلات ذات الأوتار؛ ليستدل بها على مخارج النغم من أجزاء الوتر(9 - 141) (10- 45)، سواء کانت هذه العلامات أوتار مشدودة على ساعد الآلة أو خطوطًا مرسومة عليها.

ومن الدساتين ما هو ضروري، ولا يمکن أن يلغي منه شيء، وهي (الدساتين الأربعة المشهورة) عند العرب قديما، وهي منسوبة للأصابع الأربعة ومواضعها کالتالي(7 -48) (13- 31):

 

شکل (4) رسم توضيحي للدساتين الأربعة المشهورة علي العود القديم بأوتاره الأربعة

ويقصد بالمطلق: الوتر المطلق دون قيد (عفق).

السبابة: المراد به وضع الإصبع الأول مما يلي الإبهام على الدستان الأول على رقبة العود ويقع على نسبة      من مطلق الوتر المهتز، وحبس       .

الوسطى: موضع الإصبع الثاني مما يلي السبابة على رقبة العود (وعرفت ثلاثة أنواع للوسطيات قديما بنسب مختلفة) انظر الرسم التوضيحي (بشکل 5) .

البنصر: الإصبع الثالث مما يلي الوسطى على الدستان الثالث على رقبة العود ويقع على نسبة            من مطلق الوتر.  

الخنصر: هو الإصبع الرابع ويقع على نسبة          من مطلق الوتر، وبينه وبين البنصر النسبة     وهو أيضاً نغمة مطلق الوتر الذي تحته من ناحية الحدة ( 1- 148 بتصرف).

وقد اختلف العلماء فيما بينهم في عدد الدساتين المقسم بها الوتر؛ فبينما قسم الکندى الوتر إلى ستة دساتين جاءت وفقا للترتيب التالي: (مطلق الوتر– مجنب السبابة– السبابة– الوسطى– البنصر– الخنصر). وصل عدد الدساتين التي ذکرها الفارابي بکتابه "الموسيقي الکبير" إلي عشرة دساتين بيانها کالتالي( 3- 515):

 

شکل (5) رسم توضيحي للدساتين العشرة علي العود القديم بأوتاره الأربعة عند الفارابي

التسوية المشهورة لآلة العود:

وفقا لما أورده بن سينا هي کالتالي:" وأما تسويتهم المشهورة للبربط: فأن يجعلوا نغمة مطلق کل وتر سافل (أسفل) مساوية لخنصر الوتر الذى فوقه، حتى يقوم بدل ثلاثة أرباعه، ويوجد حينئذ فى البربط من النغم أربعة أضعاف الذى بالأربعة.

وقد کان يشد عليه وتر خامس، ليستخرج من سبابته وبنصره طنينيان، لتتمة الذى بالکل مرتين.... وقد يسوى العود تسويات أخرى" (1- 145).

وکذلک عند الأرموي کالتالي: "..وأما اصطحابها-(تسويتها)- فهو أن تجعل مطلق کل وتر مساوياً لثلاثة أرباع ما فوقه، فيصير الجمع الکامل مندرجاً فيما بين المطلق الأعلى الذي هو البم، وبنصر الأسفل الذي هو الحاد.." ( 9 – 140،141).

الإطار التحليلي للبحث:

أولا: بطاقة فَهرست وتصنيف المخطوط:

جدول (1)

عنوان المخطوط:

"کتاب کشف الهُموم والکُرَبْ في شَرْحِ آَلَة الطَّرَبْ" ([3])

أسم المؤلف وشهرته([4]):

تاريخ الوفاة ([5]):

مجهول المؤلف.

لا يوجد.

اسم المکتبة / رقم المخطوط بها/ عدد المجلدات:

دار الکتب المصرية/ تحت رقم (1) فنون جميلة (عربي) رصيد عام/ 2مجلد، نسخة تعتبر((أصلية))، مصورة فوتوغرافيا عن نسخة الأصل([6]) المحفوظة بمکتبة " طوﭘـقـﭘو (طوﭗ قـﭘو) سرايي کتبخانه سندن" بالأستانة، مکتبة احمد الثالث (باسطنبول)/تحت رقم ((3465)(19- 60) (28- 136).

عدد أوراق المخطوط:

372 صفحة، 186 لوحة مصورة فوتوغرافيا.

مقاس الورقة:

((7,17 × 2,24 سم )).

التسطير(عدد الأسطر) بالصفحة

(( 11 )) سطر.

نوع الخط:

 خط النسخ

الوصف المادي لنسخة المخطوط بدار الکتب المصرية:

  1. علامات الترقيم:

 

 

 

 

 

 

 

  1. حالة النسخة:
  2. ورقة الغلاف:

 

 

 

  1. ملاحظات أخري:

 

 

  • (( وهذه هي نسخة الأصل الأولي وقد اعتمدت عليها الباحثة في التحقيق وعرض الصور))، نظرا لاحتوائها علي الکثير من الصور النادرة، لآلات الطرب الموسيقية، وبخاصة آلة العود.
  • لا توجد علامات ترقيم بالمخطوط.
  • بينما استخدمت علامة () کعلامة ترقيم للدلالة علي انتهاء فقرة، أو موضوع، أو فصل.
  • جاءت فواصل العبارات بالصفحة (2 ،3) مزخرفة علي شکل ورود صغيرة.
  • يوجد ضبط بالشکل (تشکيل) لکثير من الکلمات.
  • إلا أنه لم يتم استخدام همزات(ء)، إلا نادرا واستخدمت حروف المد بدلا منها في الکتابة.
  • يوجد أرقام لعدد صفحات الکتاب، وسط أعلي الصفحة.
  • سيئة؛ لکن لا توجد حاجة ماسة للترميم.
  • هي الصفحة والورقة الأولي من الکتاب، وتتميز بالتنميق والزخرفة، وقد کتب في أعلاها بخط عادي دون زخرفة وباللغة الترکية القديمة (العثمانية) ذات الأحرف العربية: "طوﭘـقـﭘو سرايي کتبخانه سندن" وهو(اسم المکتبة المحفوظ بها الکتاب فى الأستانة)، وأسفلها مباشرةً، کتب عنوان المخطوط قبل التعديل وهو: "کشف الغموم والکُرب في شرح آلة الطرب في الموسيقي والهمو".
  • وقد تم تدوين العنوان الصحيح للمخطوط وسط الصفحة، بخط مزخرف وکبير نسبيا داخل أشکال هندسة مزخرفة ومنمقة وبجانبه إمضاء غير معروف صاحبه.
  • وقد جاء العنوان مقسوم لقسمين، الأول لأعلي: "کتاب کشف الهموم والکرب" ، والثاني لأسفل: "في شرح آلة الطرب".
  • ودوِّنت العبارة التالية داخل دائرة مزخرفة لتتوسطهما: "رسم الخزانة العَالية المولويّة المُحترميَّة المخدُوميَّة السَّيفيَّة سَيْف الدِين أبو بَکر بن المقَر المرحوم منِکلي يُغَا الفخري رحمه الله".
  • يوجد (ختم المکتبة) بيضاوي الشکل أسفل صفحة العنوان جهة اليسار.
  • ويوجد نفس الختم علي الصفحة الأخيرة للمخطوط، بالأسفل من الجهة اليمني.
  • يوجد ختم دائري أعلي الصفحة الأولي من المقدمة (ص 2) من الجهة اليمني، وکتب به: "الحمد لله الذي هدانا لهذا وما کنا لنهتدي لولا أن هدانا الله"،وبالختم إمضاء مزخرف.

بداية المخطوط:

"بسمِ الله الرّحمَن الرّحيْم

الحمد لله الذي خلق الموجودات وقدرها، ]وأتقن الأشياء[ )[7])بلطفه ودبرها، ..... ".

نهاية المخطوط:

"..وهذا ما انتهي إلينا من هذا العلم وبالله التوفيق وحسبنا الله ونعم الوکيل وصلي الله علي سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليمًا کثيرًا"

بيانات المخطوط المحفوظ بمکتبة الأزهر: التي ورد بها في نسبته للمشهدي، وهي موثقة بقاعدة البيانات علي الرابط التالي:

http://192.168.0.122/g ate/scriptlnfo.aspx?id=7208&gNo=1

الأزهر الشريف

مجمع البحوث الإسلامية

الإدارة المرکزية لمکتبة الأزهر

 

Al-Azhar Alsharif

Islamic ResearchAcademy

The Azhar Library

بيانات المخطوطة

المکتبة : أباظة                              الفن : موسيقى

الرقم الخاص : 13                      الرقم العام : 7208

عدد المجلدات : 1                         نوع النسخة: أصلية                           عدد الأوراق : 59

العنوان : "کتاب کشف الهموم والکرب في شرح آلة الطرب"

المؤلف : محمد بن علي بن أحمد بن عبد الرحمن الأنصاري المعروف "بالمشهدي".

اسم الناسخ: محمود عبد الرازق النابلسي                              تاريخ النسخ: 1275

الطول : 24                                   العرض : 14                       المسطرة : 25

الشکل: کتاب                              المادة المکتوب عليها: الورق

الزخارف : لا يوجد نوع الخط: النسخ

لون المداد في العنوان الرئيسي : أسود في العنوان الفرعي: أحمر في النص:أسود وأحمر

حالة النسخة : النسخة بها أکل أرضة، تلوث، رطوبة، تفکک

الحاجة للترميم: متوسطة

مجموعة بها مخطوطتين يليه : المجموع في علم الموسيقي

فاتحة المخطوط: الحمد لله الذي خلق الموجودات وقدرها و أتقن الأشياء باطنه ودبرها، وأحصاها بعلمه اللوح

خاتمة المخطوط: فقال الخليفة الحمد لله الذي هدانا لهذا فانه هادي المضلين وهذا ما نتها الينا

تليفون : 4/ 3/ 25881152 - 27871701

فاکس : 25881156    

 

Web Site: www.alazharlibrary.gov.eg

                  www.alazharlibrary.org

                  www.alazharonline.gov.eg

                  www.alazharonline.org

E-Mail : info@alazharlibrary.gov.eg

       

شکل (6) يوضح بيانات المخطوط بقاعدة بيانات مکتبة الأزهر

 

 

شکل (7) يوضح فهرست المخطوط کما تم نشرها علي موقع مکتبة الأزهر

وتوجد فهرسة لهذه النسخة، تم نشرها بشبکة المعلومات الدولية بـ (المکتبة الشاملة الاصدار الثاني – بکتاب خزانة التراث- الباب 110158، الجزء 155، ص 1)، کما هو موضح بالشکل التالي:

 

شکل (8) يوضح فهرست المخطوط کما تم نشرها بشبکة المعلومات الدولية (الانترنت)

ثانيا: تحليل محتوي المخطوط في ضوء الدراسة والتحقيق:

تمهيد: يحتوى هذا المخطوط على مقدمة وثمانية فصول، سبعة منها تحمل أسماء آلات الطرب الأصول المشهورة فى القرن(9 هـ / 15م) التي ذکرها المؤلف، وقد بدأ فصول کتابه بسلطان الطرب "آلة العود" موضوع البحث الراهن، أما الفصل الثامن (الأخير)، فتناول من خلاله (قسمة حزب الطرب)، وفيما يلي عرض لأهم ما وَرَد بصفحات المخطوط.

      

شکل (9) صفحة عنوان المخطوط نسخة دار الکتب المصرية ثم نسخة المکتبة الأزهرية

  • ·  تحليل مقدمة الکتاب (المخطوط):

تقع مقدمة هذا المخطوط فى (110 صفحة) من أصل (372) هى عدد صفحات کل المخطوط، أي ما يقرب من ثلث الکتاب، من ثم تعد من طوال مقدمات الکتب؛ وقد احتوت على معلومات في غاية الأهمية، ومنها ما ذکره السلف عن علم الموسيقى وآلاتها وربطها بالأفلاک وبقاعدة الأربعة التي سيتم تفسيرها في الصفحات التالية.

الاستهلال: استهل المؤلف کتابه بالبسملة والحمد لله، کالمعهود في کتابة الکتب والرسائل قديما، حيث ذکر التالي: " بسمِ الله الرّحمَن الرّحيْم الحمد لله الذي خلق الموجودات وقدرها]، ([8])[و]أتقن الأشياء[ )[9]) بلطفه ودبرها، وأحصاها بعلمه في اللوح وسطرها، خلق الأفلاک بحکمته ودوَّرها، وشعشع الکواکب بقدرته ونورها، ..(مخـ -2).

   

شکل (10) الصفحة الأولي من مقدمة المخطوط بنسخة دار الکتب المصرية ثم نسخة المکتبة الأزهرية

بيان موضوع هذا الکتاب، والدافع إلى تأليفه جاء تاليًا للاستلال حيث ذکر: "...أمَا بَعدُ، فقد سألني بعض الأصحاب ممن يعانى صناعة الطرب، أن أشرح له مختصراً يشتمل على آلة الطرب، وکيفيتها وصفة العمل بها، وعدة ]أسمائها[، ومن ]صنعها[[10]، وسبب عملها، وما أباح الشرع منها، وحلله، وما أبطله وحرمه" (مخـ -2، 3) أنظر الشکل التالي:

 

شکل (11) يوضح الدافع إلي تأليف الکتاب،(نهاية ص3، وبداية ص4) من المخطوط

المصادر التي اعتمد عليها المؤلف في تأليف کتابه بيَّنها المشهدي قائًلا: "ففکرت في (ذهني) واستخرت عقلي، وفهمي فوجدت باباً أدخلني إليه، ومسلکاً أوصلني إليه ودلني عليه، وهو ما نقله المتقدمين فى کتبهم من الحکايات، ومما أوضحوه من العبارات، وبرهنوا عنه..." (مخـ -4)

 

شکل (12) يوضح المصدر الذي اعتمد عليه المؤلف في تأليف کتابه (مخـ - ص4)

اسم الکتاب "عنوانه"وقد اشتملت المقدمة علي ذکره وکذلک طريقة ترتيب مادته العلمية بما يخدم الراغب في العمل بهذه الصناعة من طالب المبتدئ ، أو عالم منتهي ، ونصه: "..وسميته کتاب کشف الهموم والکُرَب فى شرح آلة الطرب، وجعلته فصول مبوبه ليسهل على الطالب المبتدئ حفظه، ويعجب الحافظ المنتهي من تأليفه ...." (مخـ - 4، 5) أنظر الشکل التالي:

 

شکل (13) اسم (عنوان) الکتاب وطريقة ترتيب مادته (نهاية ص4، وبداية ص5)

ثم دعي المؤلف الله تعالي، بالنص التالي: "..وأرجوا من الله تعالى أن يهون على جمعه، و]لا[ ([11]) يُعسر على أمره، ليکون لي بذلک تذکارًا بين أبناء جنسي، وشرفاً وفخارًا على من سلف من (أهل) فنى" (مخـ - 5) أنظر الشکل التالي.

 

شکل (14) يوضح سبب آخر لتأليف الکتاب، ودعاء بتيسير جمعه (جزء من ص5)

تناولت المقدمة کذلک تراجم لبعض أعلام السلف ممن نقل عنهم المؤلف، و بيَّن أنهم توارثوا هذه الصنعة عن أسلافهم، وأولهم وأهمهم ذکر بالنص: " الشيخ العالم العارف تقي الدين محمد أبي عبد الله بن الحسن الفارابي شيخ هذه الطريقة وإمام هذا العلم وما نقله عن غيره من السلف أهل العلم والفضل ([12]) الذين بينوا في کتبهم ، وبرهنوا عن علمهم،.. " أنظر الشکل التالي:

 

شکل (15) ذکر ترجمة للفارابي وهو أول وأهم من نقل عنهم المؤلف (بنهاية ص5)

 کما بين المؤلف أن بعضهم هؤلاء السلف يقتدي ببعض؛ علي قدر طبقاتهم واختلاف درجاتهم کما هو موضح بالشکل التالي:

 

شکل (16) بداية ص6 من المخطوط

 وقد أوضح المؤلف تتابع بعض مشايخ هذا العلم، والمتکلمين فيه،وأن بعضهم نَقَلوا عن أشياخهم، ونُقِل عنهم، لأنهم تابعين لبعضهم بعض، کما هو موضح بالشکل التالي:

 

شکل (17) جزء من ص10 يوضح أن مشايخ هذا العلم بعضهم تابع لبعض

أسماء العلماء اللذين ورد ذکرهم بصفحات المخطوط:

فيما يلي عرض لأسماء هؤلاء العلماء، بترتيب ذکرهم بالصفحات من (6: 10) بمقدمة المخطوط، حيث جاء ترتيبهم من الحديث إلى القديم ، ونقلهم عن بعضهم البعض (بتصرف):

  1. أحمد بن محمد بن أيوب الخوارزمي، ووالده (مخـ - ص6، 10).
  2. أبو الغالية بن سلمان ([13]) (مخـ - ص7، 10).
  3. صالح بن عبد الله بن کريم النيسابورى (مخـ - ص6، 10).
  4. أبو الفتح بن نصر بن المعظمى معلم جواري الخليفة المأمون (مخـ - ص7، 8، 10).
  5. خالد بن أحمد بن إسماعيل بن حسن الفيروزي، وجده حسن الفيروزي(مخـ - ص8، 10).
  6. عبد المؤمن بن حسن بن زکريا "زکريَّ" (مخـ - ص9، 10).
  7. الشيخ العالم تقي الدين محمد أبي عبد الله بن الحسن الفارابي (مخـ - ص5، 10).

ملحوظة: من العلماء الذين ورد ذکر ترجمة لهم بهذا المخطوط؛ ولم يأتي ذکر اسمه بالمقدمة "الشيخ حسن التوريزي الششترى" (مخـ - ص 128)، وقد نقل عنه الخوارزمي.

 ثم يستطرد المؤلف حديثه بقوله: " ثم اعلم أيها الطالب وفقک الله تعالى..." وتدلل العبارة على ما يتمتع به مشايخ أهل هذا العلم من فن وأدب التعامل مع طالب العلم ورفقهم به، کما هو موضح بالشکل التالي:

 

شکل (18) عبارة تعد مثال لفن تعامل الأستاذ (المؤلف) مع الطالب المبتدئ (مخـ - ص11).

وقد ورد بالمخطوط أمثلة کثيرة من هذا القبيل،وسوف يأتي ذکرها في موضعها.

ويتفق المؤلف مع أسلافه من فلاسفة أهل الفن ممن ربطوا بين الأنغام والفلک والنجوم والطبائع والعناصر والزمان والإنسان، ربطًا محکمًا أمثال: الکندي الذي يعد أول من تکلم في موضوع الربط بين الموسيقي والفلک، وکذلک وإخوان الصفا وخلان الوفا والفارابي, وغيرهم وبخاصة الأخير.

فقد ذکر المؤلف للطالب المبتدئ أن الوجود بأسره يترکب علي قاعدة أربعة،حيث أورد النص التالي:

 

 

شکل (19) جزء من ص12يوضح أن الوجود بأسره يترکب علي قاعدة الأربعة

تعليق الباحثة: يمکن تلخيص هذه القاعدة التي يترکب عليها الوجود بأسره (بتصرف) کالتالي:

جدول رقم 2 يوضح قاعدة الأربعة التي يترکب عليها الوجود بأسره.([14]) (مخـ - ص11)

 القاعدة                       تقسيمها

الربع الأول

الثاني

الثالث

الرابع

عناصر الکون ([15])

]الهواء[

النار

التراب

]الماء[

العناصر المرکبة في جسد ابن آدم

الدم

الصفراء

السوداء

البلغم

الزمان مرکب علي الفصول

الربيع

الصيف

الخريف

الشتاء

منازل الخلق في بني آدم

الطفل

الشاب

الکهل

الشيخ

وقد أوضح المؤلف أن العلم المنصوص عليه في کتابه هذا، مرکب علي هذه القواعد

الأربعة السالفة، فمن عرفها استدل بها علي علمه، وسوف يصل إلي إدراک هذا العلم کله:

 

شکل (20) يوضح القواعد الأربعة المرکب عليها علم الموسيقى([16]) والطرب ( ص11، 12)

کما بين أن جميع السلف استخرجوا علم الطرب من علم الطبيعة، ومن هذه القاعدة استخرج الفارابي علم الموسيقي وحکمها، وتمييز بهذا علي جميع من تکلم في هذا العلم، کما بالنص التالي:

 

شکل (21) يوضح أن علم الطرب مستخرج من علم الطبيعة وعلي حکم القاعدة المذکورة (ص 12)

وبذلک يتفق مع کثير من علماء وفلاسفة العرب ممن ربط بين الموسيقي والعناصر الکونية (النار والهواء والتراب والماء)، والطبائع والأمزجة والبروج الفلکية أمثال الکندي، وإخوان الصفا وخلان الوفا، وغيرهم.

حکاية نقلًا عن الفارابي: تتناول المقدمة أيضًا هذه الحکاية الطريفة، والمشهورة عن الفارابي والخليفة المأمون، وقد بدأها المؤلف کالتالي:

 

شکل (22) يوضح حکاية للفارابي مع الخليفة المأمون تبرهن على علو منزلة الفارابي (نهاية ص12)

جدير بالذکر أن المؤلف نقل هذه "الحکاية" عن الفارابي وهي ليست للتسلية والترفيه، وإنما لعرض بعض ما ذکره الفارابي عن هذا العلم، وتمکنه فيه وحکم العمل فيه علي أحکام الفلک وغيره، وکذلک وصف من خلال هذه الحکاية (آلة الموسيقي) التي صنعها الفارابي، وقدمها هدية للخليفة المأمون، وقد وضح صفة هذه الآلة بالرسم التالي:

 

شکل (23) رسم توضيحي لشکل (آلة موسيقي) التي صنعها الفارابي (ص47)

وقد جاء وصف هذه الآلة بـ (مخـ - 48 وما بعدها)، مبينًا مدي إتقان الفارابي في صنعها علي قاعدة الأربعة، وکذلک عدد أنغامها وعلاقتها بالفلک حسابيًا(مخـ - 76 وما بعدها)، فيما يسمي بميزان الآلة (مخـ - 84)، وطبائع أرياح فصول السنة الأربعة وأثرها علي أوتار الآلة، وتأثير النغم الذي يخرج من هذه الأوتار علي أعضاء جسم ابن آدم، وفقا لأمزجته وطبائعه (مخـ - 48 وما بعدها)، مما يبرهن أنها أکمل الآلات؛ وأن حکمها علي حکم البروج الإثني عشر.

 وتعد هذه الآلة أکمل الآلات جميعا، حيث ورد بالمخطوط (ص 169)، أن أبا الحسن الشعار سئل عن أطيب الآلات بعد"آلة العود"، فذکر"آلة الموسيقي" التي صنعها الفارابي حيث قال:

 

شکل (24) يوضح رأي أبا الحسن الشعار حول أطيب الآلات (ص 169)

فکان يستعان بها في علاج المرضي في البيمارستان (المارستان)([17])؛ ممن يعتريه خلط، أو جنون فيضرب له بها حتى يروق ذهنه، ويهدئ عنه ذلک المرض، حيث أن الطرب ينعش الجسد السقيم.

کما ذکر المؤلف: "صفة العمل فى الموسيقى على ما نصه الفارابي"( مخـ-41: 46) على حکم قاعدة الأربعة، وقسمها إلي أربعة أنواع من الضرب.

قامت الباحثة بجمع وإيجاز ما ذکره المؤلف عن حيل الطرب_(أساليب العزف)_ أو ما يسمي بـ"الضرب المحرک"، وأنواعه، وما يوافقه من عناصر الکون وبروج الفلک الإثني عشر، والأنغام الإثني عشر، والزمن و(مراحل عمر الإنسان) و(منازل الخلق) وفقا لطبيعة صوته، وما يناسبه من جميع آلات الطرب لکل ضرب في الجدول التالي:

جدول 4 صفة العمل فى الموسيقى وأنواع "الضرب المحرک"([18])

 نوع الضرب

ما يوافقه علي القاعدة

النوع الأول

النوع الثاني

النوع الثالث

النوع الرابع

من الزمان (فصل)

الربيع

الصيف

الخريف

الشتاء

العناصر المرکبة في جسد ابن آدم

الدم

الصفراء

السوداء

البلغم

الأرياح الموسيقية الأربعة

حار رطب

حار يابس

بارد يابس

بارد رطب

من البروج الإثني عشر

الحمل، الثور، الجوزاء

السرطان، الأسد، السنبلة

الميزان، العقرب، القوس

الجدى، الدلو، الحوت

من الأنغام

راست، عراق، زورکند (زيرافکند)

أصفهان، زنکلا، بزرک

رهاوى، حسينى، ماية

أبوسليک، نوى، عشاق

صوته

رقيق ضعيف

قوى الحس صيت

جرسه غليظ

ضعيف خفى

صوته يشبه من منازل خلق الإنسان

صوت الطفل

صوت الشباب

صوت الکهول

صوت المشايخ

يوافقه من الآلات(*)

السنطير

الدف

الشبابة

العود

السبب

لأنه أرق الآلات حاسية وأحلاها طرباً.

لأنه أصبر على العمل وأقوى الآلات.

صوته حنون النغمة.

لأنه سلطان الطرب کله.

تأثير سماعه على بن آدم

يسمعه الطفل الصغير ينام فى مهده من وقته لا يختلج، ولا يتحرک.

إذا سمعه الشاب القوى الشديد الحيل لا يملک نفسه من قوة الطرب وطيبه.

إذا سمعه الکهال من الرجال طاشت عقولهم وحنت جوارحهم للطرب من غير تکلف.

يحصل للمشايخ منه ما يحير عقولهم ويسلب قلوبهم إذا ما تم الضرب به.

(*) أوضح المؤلف أن الأربعة آلات السابقة المختارة من السبعة الأصول هي التي عليها حيل الطرب:

 

شکل (24) جزء من ص45 يوضح أن الآلات الأربع المختارة هي التي عليها حيل الطرب.

کذلک يمکن بتغيير الضرب -(العزف)- علي الآلة الوصول لقمة الطرب؛ من خلال تبديل النغم، وکذلک باختلاف الزخمات، مما يزيد من تأثير الطرب في نفس بن آدم.

 

شکل (26) توضيح المؤلف لإمکانية تغيير الضرب (العزف) جزء من ص186.

خاتمة الحکاية(مخـ-46): تنتهي هذه الحکاية بموقف طريف يبرهن علي مدي تمکن وإتقان الفارابي لحيل الضرب "المحرک" علي هذه الآلة، ومدي ولع الخليفة بعلم وفن هذا الفيلسوف، حتى أنه لم يکن يسمح للفارابي (بالانصراف) عنه، ولو ساعة واحدة، وقد وکل له غلاما يحرسه؛ فما کان من الفارابي إلا أنه استخدم حيل الضرب في العزف علي آلته (بعد إتقانه لها)، فضرب بها حتي ضحکوا، ثم ضرب لهم حتي بکوا، ثم ضرب لهم حتي دهشوا، ثم ضرب لهم حتي ناموا، فخرج هو من بينهم، ولم يشعر به أحدًا منهم، کما ورد بالنص التالي:

 

شکل (27) يوضح براعة الفارابي في تغيير الضرب بالآلة واختلاف تأثيره في النفس جزء من ص 46

 

(آلة اليرغل): ذکر المؤلف أنه لا يشارک هذه الآلة (الموسيقي) في جميع الآلات إلا (آلة اليرغل)؛ حيث إن الفرنج جعلوا حکمه على حکم نصف (آلة الموسيقى) فعله کفعلها، وضربه کضربها.

والسبب الأول: قول بعضهم أن هذه الآلة نصف حکم (آلة الموسيقى) تشاکلها في القدر والعظم والهيئة، وفيه بعض الطرب لأنه مقسوم علي الأوازات الستة، لا علي قسمة الأنغام الإثني عشر، لأنه أيضا وضع على القواعد الأربعة ويظهر أنغام تشبهها.

حکاية: ومفادها أن آلة اليرغل مسروق من(آلة الموسيقى)؛ حيث قام بصنعه حکيم من الإفرنج، وقد أورد (حکاية) هذا الحکيم ومحاولاته لسرقة سر(آلة الموسيقى) وصنعتها والعمل بها، وأن الملک قد کافأه بعطايا کثيرة.

أما السبب الثاني: أن أصحاب الطرب قد ذکروا أن ضربه يابس، وإنه لا يحرک الطرب إلا (الضرب المحرک)، لذا حکموه بنصف (آلة الموسيقى) التي فيها الطرب جميعه، يضرب بها على الخفيف والثقيل، وکذلک فيها رجالا أقل منه، وهيئته أصغر منها، لکن ضربه على الأربع عناصر (القواعد الأربعة)، وتخرج منه أحکام الأنغام الإثني عشر، إلا أن ستة منها موقوفة قد بطل العمل منها، وستة محکومة بالعمل بجميع النغمات؛ من ثم يقع حکمها على عمل الأوازات الستة، لا علي الأنغام الإثني عشر، فلأجل ذلک هو نصف (آلة الموسيقى).

(فرخ اليرغل) فمن اليرغل صُنِع (اليرغل الصغير) الذى اتُخِذ منه وهو من جنسه، وربما نقص عنه فى القدر والعظم، وکانوا يضربون به فى کنائسهم فى أوقات الصلاة والعبادة عندهم، أما (اليرغل الکبير) فادخروه ليضربون به ] في[ [19]يوم عيدهم.

 

شکل (28) جزء من ص 74 يوضح الفرق بين آلة اليرغل الکبير، و" فرخه" (آلة اليرغل الصغير)

وقد رسمت لهذه الآلة الصورة موضحة بالشکل التالي:

 

 

شکل (29) يوضح شکل (آلة اليرغل) کما جاءت بالخطوط ص 75

آلات الطرب: وتناولت المقدمة أيضا آلات الطرب الأصلية التي يدور عليها الطرب کله، والداخلة فى حکم الموسيقى، وجميعها سبعة فقط هي المختارة، وإن حکمها على حکم الکواکب السبعة السيارة (أي على عددها)، ومشتقة من طبائعها([20])، وقد أکد المؤلف علي ذلک في أکثر من موضع من المخطوط کالتالي:

 

شکل (30) يوضح أن الآلات الطرب سبعة، على عدد الکواکب السيارة (ص 105)

 

شکل (31) يوضح أن کل آلات الطرب سبعة ص109

 بيان لآلات الطرب السبعة، وما يخرج منها من آلات (مشتقة):

أوضح المؤلف أن آلات الطرب سبعة وهي الأصول، وما عداها فهو مستخرج أي(مشتق) منها، کما وأن کل آلة منها تنفرد بضرب، لا يشبه ضرب الأخرى. وقد أجملها في الشکل التالي:

 

شکل (32) يوضح إجمالي الآلات السبعة الأصول، وما اشتق منها (مخـ - 106، 107).

  1. آلة العود انظر الشکل رقم( 99، 100): يستخرج منها آلة القبز الترکي، وهو يشبهها.
  2. آلة القانون انظر الشکل (104): يستخرج منها السنطير إن کان هناک اختلاف طفيف.
  3. آلة الجنک انظر الشکل رقم(102):(عجمي) يستخرج منه المصري، وهو على نوعه.
  4. آلة الطار انظر الشکل رقم(107): يستخرج منه الدف، وهو عوضه.
  5. آلة الشبابة انظر الشکل رقم(111): يستخرج منها الموصول، وهو من جنسها.
  6. آلة الرباب ([21])انظر الشکل رقم(115): يستخرج منها (الکمنجة)([22]).
  7. آلة (الشعيبية)([23]) انظر الشکل رقم(117): لم يخرج منها شيئًا؛ لأنها مشتقة من القصب.

المواد التي تصنع منها آلات الطرب السبعة:

بَيَّن المؤلف المواد التى تصنع منها هذه الآلات السبعة وبخاصة "التى تدور بين أيدي الناس ([24]) ومن هذه المواد: النحاس، والخشب، والجلد، والقصب، الخيط، والحرير، والعصب" بالإضافة : "..الشعر" ([25])، وجاءت بالنص التالي:

 

شکل ( 33) يوضح المواد المصنوع منها آلات الطرب (مخـ - 110)

 

شکل (34) يوضح المواد المصنوع منها آلات الطرب (بنسخة مکتبة الأزهر ص 18)

ومن هذه الآلات ما صنع من الذهب والفضة، وبخاصة آلة (الشبابة)، إلا أنها بهذه الصفة (غير متداول) بين أيدي الناس العامة. کما أنه لم يُغنى عن صُنعها من القصب الطبيعي لما به من سر إلآهي.....کما بالنص التالي:

 

شکل (35) يوضح صنع الآلة الموسيقية من معدن الذهب والفضة. بداية ص242

ومن الآلات ما يُطعَّم بهذه المعادن النفيسة؛ بالإضافة للماس ومثلها: آلة العود التي تصنع من أجل الملوک ...

 

شکل ( 36) يوضح أن الماس کان يدخل في تطعيم آلة العود للملوک (مخـ - 132)

وجدير بالذکر أنه لا يزال حتى وقتنا هذا تصنع بعض آلات النفخ الخشبية من المعادن المختلفة، ومنها النفيسة، وکذلک آلات النفخ النحاسية.

تعليق: وقد أوضح المؤلف أنه سوف يتم تناول کل آلة من آلات الطرب السبعة؛ في فصل خاص بها، کما هو موضح بالشکل التالي:

 

شکل (37 ) جزء من ص 110 بالمخطوط

تعليق: غير أن ترتيب الفصول بالکتاب يختلف إلي حد ما؛ عما أورد في ( ص106).

وکل آلة من هذه السبعة؛ تعد دائرة طرب في حد ذاتها؛ تخرج منها جميع أنغام دائرة الطرب 360؛ وقد أوضح المؤلف أن حکمها يکون علي عدد العروق360 الموجودة في جسد ابن آدم، وأن جميع هذه الآلات السبعة مشترکة في هذه الصفة؛ مهما صغرت الآلة أو کبرت سواء في الحجم أو في عدد الأوتار کما يتضح من الشکل التالي:

 

شکل(38 ) يوضح أن کل آلة صغيرة أم کبيرة يخرج منها جميع أنغام الطرب، 360 نغمة (مخـ - 107).

أما إذا تفرق الطرب جميعه(360 نغمة) علي هذه آلات السبعة: کما أورد المؤلف ذلک، استنادا على ما ذکره الفارابي: فإنه من ثم يخص کل آلة منها (51,5) درجة، کل آلة مثل الستة الأخريات وبالتساوي، ولا توجد قسمة أقل من ذلک، وجاء هذا بالشکل التالي:

 

شکل( 39) يوضح نصيب کل آلة من السبعة بقسمه جميع أنغام الطرب عليهم(مخـ - 107، 108)

فکل آلة من الآلات السبعة السابقة تعد قسم من کل، وکل قسم منه له عدد من دائرة أنغام الطرب وحکم علي دائرة الفلک کالتالي:

 

شکل(40 ) يوضح أن لکل من الآلات السبعة قسم من دائرة أنغام الطرب والفلک (مخـ -109)

ونقلًا عن(الفارابي) أورد المؤلف النص التالي:

ليوضح من خلاله کيفية حساب (ذلک القسم)-الذي يختص بآلة واحدة- ؛ علي حکم القاعدة، وبداية الحساب بالنص کالتالي:

 

شکل( 41) يوضح أن لکل قسم من الآلات السبعة حکم يدور علي أنغام الطرب ودائرة الفلک (مخـ -108)

تفسير الباحثة: مما سبق يتضح أنه في حال الاستماع إلي ضرب کل آلات الطرب السبعة معًا، فإنها تشکل سبع أقسام تتکامل جميعا، فتخرج جميع أنغام دائرة الطرب(5360) مقسمة عليها، بحيث تختص کل آلة منهم بقسم معين من الأنغام دون غيرها، ومن ثم يخص کل آلة منهم حسابيًا (51,5) درجة بالتساوي، حيث أن: (360 نغمة) ÷ (7 آلات) = ½51 درجة.

أما حسابها فلکيا علي نص الفارابي؛ ووفقا لقاعدة الأربعة؛ فبيانه بشکل مبسط کالتالي:

= بقسمة الأنغام (360 درجة) التي تدور علي دائرة الفلک ÷ (7 آلات) = (51,5)

= والناتج ينطق (51 درجة ، وخمس دقائق).

= وهو " تکسير([26])" (درجات ودقائق الدائرة) ÷ (عدد الآلات) = (نصيب الآلة الواحدة).

= وعند جبر هذا الکسر (51,5) = 52 تقريبًا (نصيب الآلة الواحدة مجبورًا).

= ثم نسقط منه القاعدة = 52 – 4 (القاعدة) = 48

= 48 = 24 (قيراط) × جزأين = أي جزأين/ لکل قيراط ([27])

= کل جزء له قسمه (نصيب) من دائرة الفلک علي حکم البروج 12.

=لأن 12 × (جزء) = 12 (درجة)

= ولأن 12 × (جزئين) = 24 (قيراط)

= 12 (برج) × 4 (حکم القاعدة) = 48(هي مدار فلک) / 7 (الکواکب السيارة) .

= ثم نضيف إليها 4 ( القاعدة التي سبق إسقاطها من قبل ) = 48 + 4 = 52 درجة (وهو تمام حساب التکسير المجبور) الذي ورد ببداية الحساب بهذا النص.

المختار من جميع آلات الطرب: وقد تم اختيار (أربعة آلات)([28]) فقط من جميع آلات الطرب السبعة، حيث تعد الأطيب نغمًا، وهي: "العود، والقانون -(السنطير)-، والجنک، والدف"، کما يتضح من الشکل التالي:

 

شکل ( 42) يوضح أن الآلات الأربع المختارة هي الأطيب نغمًا ( مخـ -110)

 

شکل (43 ) يوضح أن الآلات الأربع المختارة عليها حيل(أساليب) الضرب ( مخـ -45)

أبحر الطرب السبعة:

نقلها المؤلف عن الخوارزمي نصًا بأنها: "..الأبحر ]التى[([29]) يستمد منها الطرب سبعة"، وأنها علي رأي أهل العراق محکومة بالعدد، ويخرج منها الطرب جميعه، وقد قامت الباحثة بجمع وإيجاز ما تم ذکره بالمخطوط في هذا الصدد بالجدول التالي؛ لتوضيح هذا الحکم: 

 

جدول 5

الترتيب

حکم البحر

الأول

الثاني

الثالث

الرابع

الخامس

السادس

السابع

بالعدد العربى

أحد

اثنين

ثلاثة

أربعة

خمسة

ستة

سبعة

بالعدد الفارسى

يَک

دو

سَا

جَهار([30])

بنج

ششت

هفت

بالأنغام

يکاه

دوکاه

سيکاه

جهارکاه([31])

بنجکاه

ششتکاه

هفتکاه

 

 

شکل (44) يوضح قول الخوارزمي أن البحور التى يستمد منها الطرب سبعة (مخـ -89)

هذه الأبحر السبعة تدور على آلات الطرب السبعة المشهورة کما أورد المؤلف بالنص التالي:

 

شکل ( 45) يوضح أن الأبحر السبعة السابقة تدور على آلات الطرب السبعة (مخـ -89)

الأبحر الأربعة المختارة والمشهورة من السبعة:

نقلا عن الخوارزمي ورد، أنه بما أن آلات الطرب السبعة؛ التي يدور عليها الأبحر السبعة؛ يخرج منها أربعة آلات مختارة، وهي الآلات المشهورة منها، وأنها مرکبة على العناصر الأربعة؛ کذلک يخرج من الأبحر السبعة؛ أربعة أبحر مختارة منها، وهي أم الطرب وأبوه، وهي أيضًا مرکبه على العناصر الأربعة، وهذا کما يلي:

 

شکل(46) يوضح أن المختار من الأبحر والآلات السبعة (أربعة مشهورة) مرکبة على العناصر الأربعة(مخـ-90)

وکذلک أورد أن کل بحر من هذه الأبحر الأربعة، يخرج منه عدد من أنغام الطرب 360؛ لا تخرج مثلها من البحور الأخرى، ولکل نغم منها مخرج يميزه عن سائر الأنغام الأخرى، کما أن هذه الأنغام مختلفة في العدد أيضًا، وبالتالي فلکل بحر مرتبة وحکم بذاته وبالتالي لا يشترک معه؛ ولا يقوم مقامه في العمل غيره لا في الحکم ولا في القسمة، کما يتضح مما يلي:

 

شکل (47) يوضح أن الأبحر الأربعة المختار وهي أم الطرب وأبوه

تختلف فيما بينها في عدد الأنغام التي تخرج منها (مخـ-88، 89)

 

شکل (48) يوضح أن الأنغام التي تخرج من کل بحر تختلف فى العدة والحساب (مخـ-97)

 

شکل (49) يوضح أن لکل نغم مخرج يميزه عن سائر الأنغام وفقا للمرتبة التي يقع فيها(مخـ-102)

 

شکل (50 ) يوضح أن لکل نغم مرتبة وحکم بذاته لا يخالطه فيها غيره (مخـ-102)

أحکام الأبحر الأربعة المشهورة:استفاض المؤلف في شرح وتوضيح أحکام الأبحر الأربعة المختارة، وحساب أنغام کل بحر وما يتفرع منها وفقا لقاعدة الأربعة ( مخـ -90 :102) ونظرا لطول وتعقيد وصف المؤلف لهذه الجزئية، فقد قامت الباحثة بتبسيط وإيجاز ما ورد بالمخطوط في هذا الصدد في الجدول التالي:

جدول 6

الترتيب العددى للأبحر الأربع المختارة

صفته

يقابله بالأنغام

(الدائرة)

المشتقة منه

عدد أنغامه

نسبته/ لربع دائرة الفلک= (590)

الأول

أقصرها البحور

الدوکاه

الصغرى

32 نغمة

أقل من ربعها بـ58 درجة (شکل رقم 47)

الثانى

أضيقها

السيکاه

الکبرى

64 نغمة

أقل من ربعها بـ 526

الثالث

أوسعها

]الجهارکاه[

الدايرة

144 نغمة

ازدادت عن ربعها بـ554

الرابع

أطولها

بنجکاه

العظمى

192 نغمة

زادت على نصفهابـ12 5

تعليق: وجدير بالذکر ما أورده المؤلف عند بيان حکم البحر الأول من هذه الأربعة، بأن حکمه بمنزلة اليکاه (أول الأبحر السبعة)؛ إلا أنه تم استبدال اسمه بـ (راست)، وهو أول درجة من الطرب، وکذلک أول الأنغام الإثني عشر ، وقد تم استبداله بالبحر الثاني من السبعة؛أي بـ(بحر الدوکاه)؛ ليکون البحر الأول من الأربعة المختارة، ثم شرع يوضح باستفاضة کل بحر من الأربعة المختارة وما يشتق منها من دوائر؛ وفقا لعدد نغم کل منها، وکيفية حسابها.......

 

شکل (51) يوضح البحر الأول وعدد أنغامه وبداية کيفية حسابها(مخـ-90، 91)

وقد بين المؤلف في موضع آخر من المخطوط أن الأنغام أيضا لها أربعة مراتب علي حکم القاعدة، وهي:

 

شکل (52) يوضح المراتب الأربعة للأنغام (مخـ-362)

کما أنه جمع کل ما ذکره أهل الفضل عن علم الطرب، وبرهنوا عنه في کتبهم، ووضعه علي دائرة من دوائر الفلک تدل عليه، وهي أم الدوائر، ومنها يُعرف نص أهل العلم جميعه، حيث ذکر بها النغم الإثني عشر المشهورة، بأسمائها، وما له من أعضاء بجسم الإنسان، ومن الأيام في الأسبوع، وأي الأيام يفضَّل فيها عمله، وأي الأيام يذم فيه ذلک، والمناسب له من الشهور العربية، والقبطية، وأي شهر يوافقه، وأي شهر لا يوافقه، وما له من الأقاليم السبعة، والمعادن، البروج النارية و....الخ(عناصر الکون)، وما يناسبه من البروج المذکرة والمؤنثة، ومن هذه البروج الإثني عشر يُعرف حصة الأنغام المذکورة وطباعها، وأي شيء يکون لکل نغم، وجنسه، وقسمته (مخـ - 102: 105)، والشکل التالي يوضح صفة هذه الدائرة:

 

شکل (53) يوضح الدائرة الجامعة لنص أهل العلم جميعه؛ لکشف هموم أهل هذه الصناعة (مخـ -104)

  • تحليل و تفسير ما ورد بالفصل الأول: "فصل في العود ".

بدء المؤلف هذا الفصل بقوله: " سُبحان من (أوجد) (العُود من عُود)(**) ، ويسبح للملک المعبود، موجد (هذا الوجود)(5)، الذي صنع (الأشياء) بحکمته..". کما بالشکل التالي:

 

شکل (54) يوضح بداية فصل آلة العود (مخـ - 110)

موضحًا أن اسم (العود) مشتق من أن (آلة العود مصنوعة من الخشب).

وجاء اشتقاق معنى اسم العود في موضع آخر من المخطوط کالتالي: أنه "مشتق من العودة، وهي الرجعة، کما "عُود" لعل أيام السرور تعود"کما بالنص التالي:

 

شکل (55) يوضح معنى اسم العود (مخـ -124)

نعت العود (بسلطان الطرب):

ورد وصف العود "بسلطان الطرب"، فى أکثر من موضع بالمخطوط؛ مما يؤکد علي المکانة الرفيعة لهذه الآلة منذ القدم، کما يتضح في الشکل السابق، والمثال التالي:

 

شکل (56) يوضح موضع آخر لنعت العود بـ (سلطان الطرب) (مخـ -45)

سبب نعت العود (بسلطان الطرب):

ومن أسباب نعت العود (بسلطان الطرب) کما جاء بمخطوط "کشف الهموم.." :

أن العود أقرب للطرب من جميع الآلات، بالإضافة إلي أنه إذا کان عزفه بالمعرفة، والعلم لا (بالرهج)([32] ) کان تأثيره أقوي في جسد ابن آدم، فتنجذب إليه جميع الأعضاء، فلا يبقى فيه عرق ولا عضو ولا مفصل؛ إلا دخله الطرب، من ثم فهو "سلطان للطرب" ويتضح ذلک من الشکلين السابقين، والمثال التالي:

 

شکل (57) يوضح (سبب) نعت العود بـ "سلطان الطرب" (جزء من 124)

 

شکل ( 58) يوضح تأثير الضرب الجيد بالعود في جسد ابن آدم. (جزء من ص123)

وقد أکد المؤلف علي هذا في أکثر من موضع والسبب في ذلک کالآتي:

 

شکل (59) يوضح تناسب عروق بن آدم مع نوع الضرب على الآلة (مخـ - 112).

وبالتالي فإذا ضرب علي العود عازف ماهر يعلم علاقة الأوتار بالعروق حدث التالي :

 

شکل (60) يوضح اختلاف تأثير نوع الضرب على الآلة في عروق الإنسان (مخـ - 112).

من ثم : يشترط المؤلف في بداية (ص123) أن يکون عازف العود من أهل العلم؛ ممن لديهم معرفة بالأصول والضرب، فلا يضرب به إلا مجيد.

وقد جاء وُصِف العود "بسلطان الطرب"، في أکثر من مخطوط، ومنها "بلوغ الأوطار في بيان ترنم الأوتار في علم الموسيقي" (لناصر الکلبي العودي)([33]) کما يتضح بالشکل التالي:

 

شکل (61) يوضح نعت العود بـ "سلطان الطرب" وسببه (جزء من ص4) بمخطوط "بلوغ الأوطار ..

 دار الکتب المصرية/ رقم (12) موسيقي تيمور

ويتضح إضافة ناصر العودي سمات أخري للعود منها أن: ".. في سماعه نفع للجسد واعتدال في المزاج، ويرطب الدماغ ويرزن العقل، وهو غذاء الأرواح، ويجلب الأفراح ويذهب الأتراح وينعش القلوب ويجلي الکروب".من أجل ذلک نعت العود (بسلطان الطرب)..".

مشاکلة العود کله لجسد بن آدم: ويأتي هذا التأثير؛ وفقا لما نقله المؤلف عن أهل هذا العلم من السلف أيضا، من أن کلاهما يتکون من 24 قيراط؛ متى کان العود يحتوى على 12 وتر، ويکون حکمه علي حکم بروج الفلک 12، کما يوضح الشکل التالي:

 

  

شکل (62) يوضح مشاکلة العود ذو 12 وتر، لجسد بن آدم (مخـ -111)

وحکمه بذلک يکون على حکم البروج الإثني عشر، وأيضا علي الأنغام الإثني عشر، وقسمتها علي الأوازات الستة بحکم الضرب (الخفيف والثقيل) حيث أن: 24 (قيراط) = 12(الأنغام) × 2 (ضرب خفيف وثقيل) = 6 أوازات × 4 أجزاء (علي نص القاعدة). کما يوضح الشکل التالي:

 

شکل (63) يوضح حکم الأوتار في العود علي الأنغام الإثني عشر وقسمتها علي حکم الأوازات (مخـ -111)

وهذا ما يفسر قوله: "..فإذا امسک أحدًا العود وجسه بيديه حنت تلک ]الأعضاء التي [في جسد ابن آدم، واشتاقت نفسه للطرب فانجذب کل عرق إلي ما يخصه من الأوتار.

إن کان عرق ساکن، فله ضرب يحرکه، وإن کان العرق متحرک؛ فله عرق يسکنه".(مخـ-112).

وقد ورد هذا المعني بأکثر من موضع بالمخطوط ومثاله کالتالي:

 

شکل (64) يوضح أثر الضرب بأوتاره العود علي أعضاء جسم ابن آدم (سببه) (مخـ - ص112، ص123)

"..فإذا مسک أحد من ]الناس[ العود وجسه بيديه جساً، ثم ]ساواه[ ([34]) على الوضع، وضرب به على الضرب المفهوم بالعمل المقسوم، حتى يوافق ضربه ضرب العروق الساکنة أو المتحرکة التي في جسد ابن آدم، حنت تلک العروق إلى ذلک السماع الطيب، وانجذبت إليه جميع الأعضاء، فلا يبقى فيه عرق ولا عضو ولا مفصل؛ إلا دخله الطرب، لأن العود أقرب إلى الطرب من جميع الآلات کلها.." (مخـ - 123 ،124) وکذلک بالشکل التالي:

"....فأي نغم وافق عرق من العروق التي في جسد ابن آدم، حنت إلي الطرب جوارحه، جميع ]أعضائه[؛ فلا يبقى فيه عضوًا ولا مفصلًا؛ إلا دخل فيه الطرب، وقد ترکبت تلک الأعضاء المذکورة جميعها علي القاعدة الأربعة التي هي مزاج ابن آدم...." (مخـ - 360 ،361).

 

شکل (65) يوضح موضع آخر لأثر الضرب بأوتاره العود علي أعضاء الجسم وحکمها(مخـ - 360 ،361)

أنواع آلة العود ومراتبها علي حکم عدد أوتاره:

جاء بها المؤلف نقلا عما ذکره المتقدمين؛ وقسمها وفقاً لاختلاف عدة الأوتار؛ إلي عدة مراتب، کما يتوضح من الشکل التالي وهي:

 

شکل (66) يوضح اختلاف أنواع العود وفقا لعدد أوتاره (ص113)

  1. العود إثنى عشر: أي (ذو الإثني عشر وترا).
  2. عود معشر: أي (ذو عشرة أوتار) .
  3. عود مثمن : أي (ذو ثمانية أوتار) .
  4. وعود آخر ذو الأربعة (وأوتاره ثنائية الشد، أي مزدوجة)، وغيرها من الأنواع.

وحکم کل منها على عدة الأوتار ]بحسب[ اختلاف عدتها، زادت أو نقصت، الأکثر بالأکثر والأقل بالأقل"، وکذلک على "حکم الضرب" تتوقف مرتبة کل منهم:

 

شکل (67) يوضح أن اختلاف مراتب العود عند المتقدمين تتوقف علي عدد أوتاره (جزء من ص113)

وقد أورد کذلک: ".. أن هذا النص لا يختص بالعود وحده، ولکنه في جميع ]آلات[ الطرب التي بالأوتار.."

 

شکل (68) يوضح أن الحکم في الآلات الوترية يتوقف على عدة الأوتار(جزء من ص113)

" أما] آلات الطرب[ التي لا تختص بالأوتار، فحکمها على الضرب؛ لأنها أيضا تضرب علي الخفيف أو الثقيل" کما يلي:

 

شکل (69) يوضح أن الحکم في الآلات الغير وترية يتوقف على الضرب الخفيف والثقيل (جزء من ص113)

المرتبة الأولى) عود الإثني عشر وترا وهو (أصح العود) وحکمه علي عدة الأوتار:

وقد ذکر ذلک المؤلف بيَّن حکمه حسابيا (مخـ - 114 ،115) ويمکن تبسيطه کالتالي:

  • عدد أوتاره اثني عشر وتراً ، وهي مساوية لعدد الأنغام الإثني عشر، کل وتر منها بنغم.
  • وإنه عند قسمة الأنغام (360 نغمة) الدائرة على دائرة الفلک (360 درجة) ÷ عروق بن آدم (360 عرق) = لکل (نغمة / درجة) عرق.
  • وبقسمة العروق 360 ÷ الأوتار 12 = 30 عرق / وتر.
  • کل عرق له حکم في الضرب الخفيف والثقيل ووفقا لما أورده المؤلف حسابه کالتالي:

يأخذ من 30 (عرق) – 6 (الأوازات الستة) = 24 قيراط في الضرب الخفيف والثقيل.

نقسم 24 ÷ 12 (وتر) = 2جزء / من الضرب (الخفيف، الثقيل).

ويمکن تقسيم 24 قيراط من الضرب ÷ 24 جزء من تلک العروق الساکنة أو المتحرکة في جسد بن آدم.

 

شکل (70 ) يوضح أصح الأعواد وحکم أوتاره (مخـ - 114 ،115)

المرتبة الثانية (العود معشر) وحکمه وأول من صنعه:

العود معشر: (ذو العشرة أوتار) وهو ثاني مراتب العود ، وحکم أوتاره علي عدد العروق العشرة في قدم ابن آدم، وقد ذکر المؤلف أن (الفارابي) أول من صنعه، کما يتضح من الشکل التالي:

 

شکل (71) يوضح المرتبة الثانية من مراتب العود وأول من صنع الفارابي

( جزء من ص115) مخطوط کشف الهموم

ومن المخطوطات التي تتفق مع (المشهدي) في أن (الفارابي) أول من صنع العود، مخطوط ناصر الکلبي العودي ("بلوغ الأوطار.." - ص4) کما بالنص التالي:

 

شکل (72) يوضح جزء من ص 3 بمخطوط" بلوغ الأوطار.." لناصر الکلبي

المحفوظ بدار الکتب المصرية/ رقم (12) موسيقي تيمور

سبب عمل الفارابي (لعود معشر):

إلا أن الروايتان مختلفتان عن سبب صنع الفارابي للعود وهما کالآتي:

الرواية الأولي: الأکثر شهرة وهي أن الفارابي صنعه بعد وفاة والده، وقد جاءت في أکثر من مخطوط ومثاله من المخطوطات:

 

شکل (73) يوضح سبب صنع الفارابي للعود کما جاء بمخطوط ناصر الکلبي "بلوغ الأوطار.." - ص4

رواية الثانية)[35]): مثالها کما ورد بکتاب (کشف الهموم والکرب)؛ أنه بينما کان الفارابي يسير بين المقابر بعد أن تم دفن أحد الموتى؛ فإذا به يشاهد ميتاً وقد ألقى على ظهره في مقبرته وقد خرجت منها رجله، وقد بانت عروقه، فعد الفارابي تلک العروق، فإذا بها عشرة ممتدة في الخمس أصابع، لکل أصبع عرقين، فيهم الساکن والمتحرک، فصنع الفارابي العود على نحو ما رأى من مثاله في بني آدم، کما بالنص:

 

 شکل (74) يوضح حکم العود ذو العشرة أوتار من جسد ابن آدم (ص116، بداية ص117)

حکمه: يختلف عود المعشر في الحکم عن الأول، حيث تقسم الأنغام الدايرة في دائرة الفلک، على الأوتار العشرة، فيخص کل وتر منها ستة وثلاثين قسماً، لها حکمها فى الساکن والمتحرک، علي حکم البروج والأنغام الإثني عشر، ويمکن بيان هذا الاختلاف حسابيا کالتالي:

إن خروج أنغام دائرة الطرب 360 نغمة من 10 أوتار يختلف في القسمة، عما إذا خرجت تلک الأنغام نفسها من 12 وتر وذلک کالتالي:

360 ÷ 10 = 36 نغمة من کل وتر من العشرة

360 ÷ 12 = 30 نغمة من کل وتر من الإثني عشرة.

ومن ثم يتضح أن استخراج الضرب الثقيل والخفيف في کل منهما مختلف.

       
       

 

 

علماً بأن البعد      =

       
   
     
 

 

 

    والبعد       =

 

وهما من نسب المتوالية العددية لبعد الإرخاء (1-25)، ويصعب على الأذن البشرية تمييز الفرق بينهما بدقة عمليا، فلا يوجد فرق بينهما في السمع.

بينما هو من ناحية الحساب الموسيقى نظرياً والذي يتميز بالدقة المتناهية عن العرب فهناک ويتضح هذا الفرق کما بالشکل التالي:

 

شکل (75) يوضح حکم العود ذو 10 أوتار( جزء من ص117)

المرتبة الثالثة عود (المثمن) وحکمه:

 

شکل (76) يوضح (المرتبة الثالثة في حکم العود) (ص120)

عود مثمن: أي (ثمانية أوتار) وللعود المثمن أيضا أحکامه فى الساکن والمتحرک، وقسمة الأنغام على أوتاره وقد بين المؤلف أن هناک رأيين في حکم أوتاره الثمانية وهي کما يلي:

الرأي الأول: بين المؤلف کيفية حساب ما يخص کل وتر من الأنغام فلکيا وفقًا للقاعدة کالتالي:

 

شکل (77) يبين حساب حکم (العود المثمن) جزء من ص119، بداية ص 120

 وبيانه حسابيا کالتالي:

يجب أولا لاستخراج أنغامه أن يأخذ من (دائرة الانغام360)ْ – (8 أنغام لکل وتر نغمة) = 360 – 8 = (352°) نغمة دائرة علي دائرة الفلک.

ثم قسمتها علي عدد الأوتار= 352 ÷ 8 = 44 نغمة / الوتر.

نضيف القاعدة=(4) + (44) وهو ما يخص قسم من الثمانية = 48 نغمة

نسقطهم (نقسمهم) علي 24 قيراط = 48 ÷ 24 = 2جزء/ قيراط

جزء للضرب الساکن ، وجزء للضرب المتحرک

الرأي الثاني: وهو علي ما ] قاله الحکماء[أن حکم أوتار العود المثمن، علي حکم الامتزاجات الثمانية. ويري المؤلف أن هذا هو (الأصح)؛ لأنه لا ينقص من الأوتار الثمانية شيء.

 کل منها مزدوج على حکم الامتزاجات الثمانية (حار يابس – بارد يابس – بارد رطب – حار رطب)، ويضاف لها الأربعة التالية: ( حار - بارد – رطب - يابس ). وذلک وفقاً لأصول هذا العلم، کما أورد ( مخـ -122، 123) کما يتضح من الشکل التالي:

 

شکل (78) يبين حکم أوتار العود المثمن علي حکم الامتزاجات. (جزء من ص122)

المرتبة الرابعة فى حکم العود (ذو أربعة أوتار):

 

شکل ( 79) يوضح (المرتبة الرابعة) فى حکم العود علي قاعدة الأربعة( جزء من ص120. جزء من ص121)

حکم العود ذو الأربعة أوتار:

 يکون على حکم قاعدة الأربعة، وطبائعها (الدم – الصفراء – السوداء – البلغم).

ويشترط أن تکون الأوتار الأربعة مزدوجة، وبالتالي يکون علي حکم الامتزاجات الأربعة:

(حار يابس – بارد يابس – بارد رطب – حار رطب).

والسبب في ذلک يتضح في الشکل التالي:

 

شکل ( 80) يوضح سبب إضافة وتر آخر لکل وتر من أوتار عود (المرتبة الرابعة فى حکم). جزء من ص121

غير أن المؤلف يري أن هذا غير جائز (مخـ - ص121).([36])

السبب: أنه لا يشترط أن يعوض وتر، وتراً آخر يساويه فى الدرجة؛ إلا أن يکون فى منزلته أى (بنفس التردد)، وهذا يصعب على من لا يدرى هذا العلم.

 

. شکل رقم (81) توضح رأى المؤلف فى ازدواج أوتار العود ذو الأربعة. جزء من ص122

أنواع العود الأخرى من حيث عدد الأوتار: وقد ذکر منها:

فرخ العود (ذو الستة أوتار) (عود الششته) (الطربرب):

] فرخه[ وهو العود ] ذو [ الستة أوتار، تسمى (الششتة) أو(ششکاه)([37]) ]وهو [ (الطربرب)، وحکمها على حکم الأوزات الستة.

 

شکل (82) يوضح العود ذو الستة أوتار (الششتة) (ششتا) (ششکاه) جزء من ص124

 

شکل (83) يوضح حکم العود ذو الستة أوتار(ششتا) (ششکاه) (الششتة) جزء من ص125

وحکم أوتاره الستة علي حکم الأوازات الستة وذلک بخلاف العود.

حيث أن 6 أوازات × 4 القاعدة = 24 قيراط = (العود کله).

لکل نغمة قيراطين للضرب الخفيف، وقيراطين للضرب الثقيل.

العود ذو (الثمانية عشر وتر):

وهو من أنواع العود أيضا، وقد أوضح أن القوم – ( من أهل الصناعة)- قد تغالوا فى صناعة العود وزادوا فى أوتاره حتى صنعوا فيه 18 وتر؛ وهو العود (ذو الثمانية عشر وتر).

 

شکل (84 ) يوضح صنع عود من (ثمانية عشر وترًا). جزء من ص125

 وقد أوضح أن هذا هو غاية ما يمکن من أوتار، وإنه لو زادت الأوتار عن هذا لاتسع ]عليها[ العمل وتبدد الطرب. ولم يوضح ما إذا کانت مزدوج الأوتار أي يخرج منه ( 9 نغمات)، أم (مفرد الأوتار)، غير انه في الغالب الأعم مزدوج الأوتار.

وبين أن حکمه على حکم (الإثني عشر والستة) حکماً صحيحاً،] ليس[ بالقياس.

 

شکل ( 85) يوضح حکم العود ذو (الثمانية عشر وتر) جزء من ص125

کما أوضح المؤلف قائلا: "...وقد ذکرنا أن الأوتار کلما قلت رق الطرب وحلا وحسن وطاب، وکلما کثرت الأوتار کثر غوسها وقوى زخم الآلة بها".

 

شکل (86) يوضح اثر عدة أوتار الآلة علي الطرب جزء من ص126

وکذلک:

 

 

شکل ( 87) يوضح موضع آخر من المخطوط عن عدة الأوتار ... (ص 172)

وقد أوضح أنه لو شرح العمل بالآلة في أحکام هذه الثمانية عشر وتر؛ لطال الشرح فيها لکن الاختصار فيها أجمل لأن المعاني في أحکام العود کثيرة.

من أنواع الأعواد (العود المحکم)

العود المحکم: ذکر المؤلف أن المعانى في أحکام العود کثيرة عند المتقدمين، وأن "أصحهم العود المحکم"،

 

شکل (88) يوضح أن العود المحکم (أصح الأعواد) جزء من ص126

وصف العود المفکک:

وأورد المؤلف أن الحکماء قد اختلفت آرائهم حول (صفاته)، فمنهم من قال:

"العود المفکک: الذي يفرد ويُجَمَّع، صنعوه قطعاً متفرقة، ثم تجمع ]أجزاؤه[ وترکب بعضها في بعض، فتصير عوداً صحيحاً کاملاً من غير نقص ولا عوز، وأوتاره على وجهه مستوية فيه من غير علة...".

 

شکل (89) يوضح وصف العود المحکم (المفکک) جزء من ص126، بداية ص127)

سبب صناعة العود المفکک:

وفقا لما ذکره المؤلف کالتالي: "..هذا من صنعة الحکماء، صنعوه للملوک لأجل خفته، إذا کانوا في سفر ورواح ومجيء، حملوه معهم مفکک قطعاً متفرقة، فإذا استقروا في مکان واحد، جمع لهم من غير تکليف؛ فصار عوداً کاملاً من غير نقص فيه، ثم يضرب به في حضرتهم".

 

شکل (90) يوضح سبب صناعة الحکماء للعود (المفکک). جزء من ص127

صفات وخصائص (العود المحکم) من خلال حکاية نقلاً عن الخوارزمي:

ونقلاً عن الخوارزمي وضح المؤلف صفات وخصائص (العود المحکم) على ما قاله الحکماء في زمن الخوارزمي حيث ورد بالمخطوط.

 

شکل (91) يوضح بداية حکاية الخوارزمى عن وصف العود المفکک. جزء من ص127

وهذه الحکاية مفادها:

أن الخوارزمي سأل شيخه (أبو العالية بن سامان) عن العود المحکم، فأخبره بأنه سبق وأن سُئل هذا السؤال لأکابر أهل العلم ، فلم يجيب منهم أحد، وأخبروا جميعا أن من يدريه هو الشيخ (حسن التوريزي الششتري)، فسافر إليه الخوارزمي، وقد وجده شيخ طاعن في السن يبلغ من العمر (130) مائة وثلاثون عام إذ ذاک، ووجد الناس يترافدون علي بابه طلبا للعلم، وبين يديه شباب يکتبون ما يقول لهم، _ وهم ما کان يطلق عليهم المستملين _ وحوله کتبا کثيرة.

وبعد طول انتظار اجتمع الخوارزمي مع الشيخ، وعندما سأله عن حاجته؛ وأخبره بالأمر قائلًا العبارة الموضحة بالشکل التالي:

 

شکل ( 92) يوضح حديث الخوارزمى مع الشيخ والعالم التوريزى (الششترى) جزء من ص130

تعليق : توضح العبارة السابقة کثير من الدروس المستفادة ومنها مثابرة الخوارزمي، وتأدبه في طلب العلم والصبر عليه .

 

شکل (93) يوضح رفق الأستاذ المُعَلم وهو الششترى بطالب العلم وهو الخوارزمي ص 130 من المخطوط

أصل العود المحکم: جاء تعريف الخوارزمي له نقلاً عن أحد شيوخ السلف، قائلا بأنه: "ما خف خشبه، ورق طربه، وقلَّت أوتاره، واستويا دوره ومداره ، والمتفق عليه أن .... "

 

شکل ( 94) يوضح خصائص العود المحکم ص 131 من المخطوط

أخشابه: أما عن الأخشاب التي يصنع منها العود المحکم فقد ذکر:

" .....وکان السلف المتقدمين يصنعونه من أربعة أخشاب وهو أطيب للآلة، وأطرب، وأقواها حساً، وأصبر للعمل، وهم : خشب الزَّان، والدرَدَار، والسَازْ، والميس..."

 

شکل (95) يوضح أنواع الأخشاب التي کان يصنع منها العود المحکم، خصائص کل منها

ص 131 من المخطوط

(فلما تعذرت عليهم هذه الأربعة....عوضوها بغيرها ما لم يقم مقامها في الزى ولا في العمل، کما عوضوا قوم بقوم من أهل الصنعة يدرونها أم لم يدرونها"..

وخصائص تلک الأخشاب: التي يصنع منها العود المحکم فهي کما بالنص التالي:

"... وفيهم أربع خصال ليست في غيرهم من سائر الأخشاب] وهي[:

 فالزان يعطى رنة وصقالة، الدِرَّدَارْ يعطى رقة ونعومة، والساز لا يسوس، ويبقي زمنًا طويلا، وله رائحة ذکية، کما وأنه أي خشب - (آخر)- اختلط به لا يسوس أيضا، والميس خشب يعطي للعود طرب وحسن صوت ورقة في النغمة، أما الماس فهو معدن لا يوجد ألا في خزائن الملوک ويتميز بسهولة قطعه لأنواع المعادن، والجواهر، والياقوت"( مخـ - 131، 132).

إلا أن لما تعذرت هذه الأخشاب الأربعة استعاضوا عنها بأخشاب أخري لا تساويها لا في المقام ولا الفعل.

حکاية نقلا عن أبو الفتح بن المعظمى:

أورد المؤلف بهذه الحکاية: وصف دقيق للعود المفکک، وهو ما يمکن أن تفرق أجزائه إلي قطعا صغيرة، ثم تجمع، ويصنع من ترکيبها عوداً صحيحًا.

 

شکل ( 96) يوضح بداية حکاية أبو الفتح بن المعظمى(مخـ - ص133)

وصف أبو الفتح بن المعظمى (لآلة عود ثمين): حيث کانت تقوم بالعزف عليه صبية فائقة الجمال، فجاء وصف الآلة کالتالي:

 

شکل (97) يوضح وصف (آلة عود ثمين) صـ 136

تعليق: کما يتضح من هذه الحکاية الکثير والکثير من المعلومات حول المنزلة الرفيعة لأهل هذه الصناعة عند الخلفاء وبين الناس في ذلک العصر؛ وکذلک براعة أبو الفتح وحسن صنعته في جمع وترکيب العود المفکک، وخفه أنامله في العزف عليه بمهارة فائقة أدهشت المستمعين إليه وأثرت فيهم حتي خيل لهم أن المنزل يرقص والحيطان تتحرک کما جاء(مخـ - ص140: 142)، ومعرفة قدره رغم أنهم يجهلونه ولا يعرفون شخصيته، فلما سمع کلامهم قام هو بالإفصاح عن نفسه کما بالنص التالي:

 

شکل (98) يوضح ترجمة لأبن المعظمى کما ورد ب(مخـ - ص 143)

وأنهي المؤلف هذه الحکاية برسم صورة توضيحية تبين وصف آلة العود وأنها توضع في حجر العازف يحرکها بأصابعه (مخـ - 144) وصفته کالتالي:

 

شکل (99) رسم توضيحي لعازف يضرب بآلة العود (ص144 من المخطوط)

وصف وتحليل الباحثة للرسم التوضيحي لآلة العود کما جاءت بالمخطوط:

من الناحية الموسيقية: الصندوق المصوت للآلة کبير, وهو(بَصَلي) الشکل, ذو عنق طويل, والبنجق متجه نحو الأسفل- ( کما هو الحال في رسم العود عند الأرموي)-, أما عدد الملاوى (المفاتيح) فعددها احدي عشر مفتاح, وعدد الأوتار علي وجه العود ستة, وقد استُخدِم مضرب صغير للعزف على الآلة، ويوجد على صدر العود ثمانية فتحات صغيرة دائرية الشکل، وضعت بصورة متوازية مع الأوتار، أربع فتحات منها لأعلى والأربعة الأخرى لأسفل کل ثلاثة من الأربعة تقع قبل الفرس من جهة الأنف، والفتحتان الباقيتان تقعان بعد الفرس.

 

شکل ( 100) رسم توضيحية مکبرة لآلة العود کما جاء بـ (ص144 من المخطوط )

ولکن وضع ورسم اليد اليسري للعزف غير دقيق، حيث ظهرت قبضة اليد بالإصبع الإبهام أمام الأوتار، وقد يکون ذلک لتوضيح شکل اليد کاملة علي (رقبة الآلة) أثناء العفق.

أما وضع اليد اليمني للعازف صحيحة.

لم يتم الإشارة لدساتين الآلة في الرسم، ولا توضيح نسبها أثناء الشرح.

من الناحية الفنية: العواد الذي يحمل الآلة شيخ وملتحي بلحية مهذبة، يضع على رأسه عِمامة، تظهر زخرفة بأشکال هندسية منمقة علي ملابسه، وکذلک على البساط الذي يجلس عليه.

نبذة عن أهم ما ورد بباقي فصول المخطوط:

الفصل الثاني- فصل في آلة الجنک:

 

شکل (101 ) يوضح بداية فصل آلة الجنک (ص145- مخـ)

ومن أهم ما تناوله هذا الفصل هو أن لآلة الجنک " نوعين: جنک عجمي، و جنک مصري([38])،– فالجنک العجمي: له وجه واحد يضرب به من الناحيتين علي غير ستر ولا ]حاجز([39]) [ بين الأوتار، وهو القديم الذي اتخذه الأولون، أما الجنک المصري: فله وجهين، وفيه دفة من الخشب ]حاجزة[ بين الأوتار ...".وقد ذکر المؤلف ثلاث مميزات لهذه الدفة، وکيفية الضرب بالآلة وطريقة الإمساک بها، وعدة أوتار فيها، وأول من صنعها، مما لا يتسع المجال لذکره بهذا البحث، وقد رسمت لهذه الآلة الصورة الموضحة بالشکل التالي:

 

شکل (102) يوضح عازف علي آلة الجنک (مخـ - 165)

الفصل الثالث- فصل في السنطير:

 

شکل (103) يوضح بداية فصل آلة السنطير (نهاية ص165 من المخطوط)

ومن أهم ما تناوله هذا الفصل أن لهذه الآلة اسمين کما بالنص: "وله اسمين([40]) القانون بلغة أهل الشام، والسنطير (لأهل)[41] مصر.." وقد أوضح وجه الاختلاف بين آلة السنطير وآلة (القانون) بالنص التالي: ".. والفرق بينهما معروف، ما کان مربع من جوانبه الأربعة من غير رجل فيه زائدة، ]فهو([42])[ قانون، وما کان مستوياً من جوانبه الثلاثة والرابع فيه رجل زائدة بخلاف القانون، فإنه سنطير..."، کما ذکر أول من صنعه، وسبب تسميته، وعدة أوتاره وحکمها، وغيرها من المعلومات التي لا يتسع المجال لذکرها بهذا البحث، وقد رسمت الصورة الموضحة بالشکل التالي لتبين صفة آلة السنطير:

 

شکل (104) يوضح عازف لآلة السنطير (القانون) ص188 من المخطوط

الفصل الرابع- فصل في الدف:

 

شکل (105) بداية فصل آلة الدف ص189 من المخطوط

 ومن أهم ما يتناوله هذا الفصل أن الدف محدث وآلة الطار أقدم منه ، وقد وصفه المشهدي تفصيلا کما صنع بالعصر الجاهلي، وبين أن جميع العرب کانوا يحبون سماعه ويفضلونه على جميع آلات الطرب الأخرى، وقد بين حکم الشرع في الضرب بالدف؛ وأنه أحل آلات الطرب جميعاً ودليل علي ذلک أن النبي (صلي الله عليه وسلم) عندما هاجر من مکة للمدينة خرج أهل المدينة لاستقباله وهم ينقرون الدفوف، ولم ينکرها عليهم الرسول (صلي الله عليه وسلم)، کما ورد بالنص التالي:

 

شکل (106) يوضح دليل الحکم بجواز عزف وسماع آلة الدف وأنه أحل آلات الطرب جميعا( مخـ - ص 189)

وقد بين المؤلف أيضا أنواع الدفوف المحرم سماعها، وطرق الضرب علي هذه الآلة، وحکم الضرب عليها، وغيرها من المعلومات التي لا يتسع المجال لذکرها بهذا البحث، وقد رسمت صورة توضيحية تبين صفة هذه الآلة کما بالشکل التالي:

 

شکل (107) يوضح عازف يضرب بآلة الدف (الطار القديم) ص 224 من المخطوط

الفصل الخامس- آلة الشبابة:

ومن أهم ما تناوله هذا الفصل أن لآلة الشبابة نوعين، کما يتضح من النص التالي:

 

شکل (108) يوضح النوع الأول من نوعي آلة الشبابة وهو (شبابة العرب) ص 225من المخطوط

النوع الأول: "..فالقديم شبابه العرب: وهى قطعة واحدة بغير وصلة ]ويسمونها[ المنجارة " وهذا الاسم أطلقه عليها عرب الجاهلية، وکانوا يغنوا عليها قصائدهم، أما المحدث فهو: "الموصول وهو قطعتين، ]بدن[ ووصلة" وهذا سبب تسميته، کما بالنص التالي:

 

شکل (109) يوضح النوع الثاني من آلة الشبابة (المحدث) وهو (الموصول) ص 225من المخطوط

 

وقد ذکر المؤلف عدد الفتحات المصوتة للآلة (الأبخاش)، وحکمها علي حکم الکواکب، وسبب تأثيرها في جسد ابن آدم، وحکم الشرع في الضرب بها، کما بين أن بها سر إلآهي فهو نبات عجب يشبه لون الذهب يخرج من أرض صماء رويت بالماء، يدخل فيه النفس الواحد في مدخل واحد ومن شخص واحد مفرد، فيخرج بحنين من الأبخاش وتتفرق منه جميع أنغام دائرة الطرب، فيا لله العجب, هل السر في النفس أم السر في القصب(مخـ - 241: 243):

 

شکل (110) يوضح قدرة الله في خلقه التي تتجلى في الأنغام منبعثة من آلة الشبابة ( مخـ - ص242)

هذا بالإضافة إلي الکثير من المعلومات التي لا يتسع المجال لذکرها بهذا البحث، وقد رسمت صورة توضيحية تبين صفة هذه الآلة وهي کالتالي:

 

شکل (111) يوضح عازف([43] ) علي آلة الشبابة ص 262 من المخطوط

 

الفصل السادس- آلة الربابة (الکمنجا):

 

شکل (112) يوضح بداية فصل آلة الربابة ص263 من المخطوط

من أهم ما تناوله هذا الفصل أن أول من صنع آلة الربابة امرأة من آل طي تسمي سعدا بنت عامر العبسي، کما يتضح من النص السابق، وقد بين سبب صنعها لهذه الآلة، وحکم الضرب بها، وأن من أنواع الرباب: (الکمنجا) وهي مشتقه منه, جنسها کجنسه وفعلها کفعله, لکنها أرق طرباً منه وأحلي وأطيب صوتاً، کما بين حکمها في ضرب الوتر وهو علي خلاف حکم الرباب، کما بين شرطان يجب توافرهما في الضارب بهذه الآلة، وقد ذکر أيضا حکاية حدثت في عهد الملک الکامل بمصر، مفادها أن له جارية تدعى "نزهة القلوب" کانت تجيد العزف علي آلة (الکمنجا)، وقد أوکل تعليمها لشخص من أهل الفضل يدعى محمود الکندي، کان يضرب بکل الآلات هو ممن حفظ العلم ونقله عن الفارابي کما ورد بالنص التالي:

 

شکل (113) يوضح جزء من ص 282 بالمخطوط ذکر به اسم محمود الکندي

 

شکل (114) يوضح جزء من ص 283 بالمخطوط ذکر به اسم جارية الملک الکامل

تعليق الباحثة: يستنتج من هذه الرواية إطلاق اسم الکمنجا على آلة الربابة، وتأکيد علي أن (نزهة القلوب) احدي جواري الملک الکامل([44]) وقد أغدق عليها الکثير من العطايا، وکذلک هذه الحکاية تعد من الدلائل علي أن هذا الکتاب کتب بمصر، حيث ذکر المؤلف أسم مصر خاصة بمواضع کثيرة من المخطوط. وقد رسمت الصورة التوضيحية التالية لتبين صفة هذه الآلة:

 

شکل ( 115) يوضح ص 293 بالمخطوط وتحتوي علي عازف لآلة ربابة "الکمانجا" بثلاث أوتار ويعزف عليها بالقوس، وطول الآلة غير واضح وکذلک وضع الأصابع علي أوتار الآلة غير دقيق.

الفصل السابع- فصل في الشعيبية:

 

شکل (116) يوضح بداية فصل آلة الشعيبية بالمخطوط- ص294

من أهم ما تناوله هذا الفصل أن أکثر الناس زعموا: " أن نبى الله شعيب صلوات الله وسلامه على نبينا وعليه صنعها، وحاشا الأنبياء من ذلک، فإنهم معصومون من صنعه الشيطان، لأنها من لهو الدنيا، وحرام على ]الأنبياء[ إيجاد اللهو أو إباحة سماعه...". وإنما سميت هکذا لأنها صنعت فى زمانه.

 وقد ذکر المؤلف وصفها وعدد أضلاعها، وأنها تختلف عن آلة القصب بأمرين في طريقة إصدار الصوت، وکما ذکر أسباب حدة وغلظ الصوت الصادر من أضلاعها، وحکم العمل بها، بالإضافة للکثير من المعلومات التي لا يتسع المجال لذکرها بهذا البحث، وقد رسمت الصورة التوضيحية التالية لتبين صفة هذه آلة:

 

شکل (117) يوضح عازف يضرب بآلة الشعيبية(مخـ -334)

الفصل الثامن: هو الفصل الأخير من الکتاب...

 

شکل ( 118) يوضح بداية الفصل الأخير في قسمة حزب الطرب (مخـ -335)

ويتناول (قسمة حزب الطرب) أو ما يسمى بمفهومنا المعاصر(الفرقة الموسيقية) وتنظيمه وأقسامه وقد ذکر المؤلف أن (حزب الطرب) يقوم على سبعة ضروب (مخـ- 335: 358 بتصرف) بيانها کالتالي:

القسم الأول هو(الضرب المفرد): سمى بذلک لأنه يقع من شخص واحد، فإن کان المغنى يغنى بلسانه بغير آلة أو ضرب بآلة بدون غناء، فالضرب مفرد "وهو أول الضروب، وبدء العمل في الآلة، ومنه يبدأ الطرب، وعليه الجميع يبنوا".

 القسم الثاني (الضرب المقسوم): هو ضرب (مؤلف)، يقع من شخص واحد، سمى بذلک لأن صاحبه يضرب على الآلة بيديه ويغني بلسانه، فصار الضرب بذلک مقسوماً بين اليدين واللسان.

وهو(مقسوم) کذلک إن وقع من اثنين: أحدهما يضرب على الآلة بيديه، والآخر يغني. ووجه القسمة في ذلک، أن أحدهما يؤدي بيديه والآخر بلسانه.

 القسم الثالث (الضرب المشترک): هو ضرب يقع من (اثنين)؛ احدهما يغني بالصوت والآلة، والآخر إما أن يکون على شاکلته أو بآلة وحدها أو بصوت بغير آلة، ومن ثم لا ينبغى أن يتعدى واحد منهما صاحبه.

 القسم الرابع (الضرب المجموع): سمى بذلک لأنه قد "تکاثرت فيه الجمع وقويت فيه الضروب"، حيث به من يضرب بالآلة، ومن يغنى بلسانه: ".. وضربه مقسوم على العناصر الأربعة: الدم، والصفراء، والسوداء، والبلغم([45]) "، فإذا اجتمعت العناصر الأربعة([46]) إنجلب الطرب ، فأي ضرب وقع من إحدى الجماعة الذين يغنون بالآلة والصوت، فوافق عرق من عروق أحد مستمعيهم؛ فيدخل في جميع أعضائه وعروقه کلها، الطرب، وملک قلبه وتحرک به روحانياته، فترتاح نفسه له؛ فيطيب ويطيش، فلا يرجع يملک عقله، فلذلک أکثر الناس يرقص" –(أثناء الاستماع).

 القسم الخامس (ضرب الجمع) وهو "الحزب کله": حيث يقع الضرب من سبعة أشخاص في العدد- بما فيهم "رئيس القوم"([47])- "..ولکن في القسمة ثمانية"، لأن رئيس الحزب -(الفرقة)- ينوب عن اثنين: فجُعِل مقام نفسه، ومقام غيره، فصار محسوباً بربع الحزب".

حيث أن عدد أفراد الفرقة بدونه =6 ، وهو يقوم مقام =2 فيصبح مجموع الفرقة في (حکم 8) = (6 أعضاء) +( الرئيس = 2)، بالتالي فهو ¼ الفرقة (2 / 8).

غير أنه في الحقيقة يعد المغنى بمثابة الحزب کله؛ لأنه رئيس القوم-(الفريق)- والکل تابعين له، فمتى خرج أحدًا منهم عن الضرب رشَّدَه،- حتي لا- يتعدى أحد صاحبه ولو بقدر ذرة، فستفسد الصنعة وتتلف منهم، وإنما هم (الجميع) ماسکين الضرب بعضهم لبعض.

وحکم الحزب بالثمانية، يؤخذ علي عدة الأمزجة المرکبة علي طبائع بن ادم وهي: (حار يابس، بارد يابس، حار رطب، بارد رطب) وفي الشکل التالي بيان لهذا:

 

شکل ( 119) يوضح أن قسمة الحزب علي حکم الثمانية، أما عدد الموسيقيين السبعة (مخـ- 358)

القسم السادس "الضرب اليابس": وصاحب هذا الضرب إذا کان معه آلة حرکت له الطرب، لأنها تقويه على الغناء، أما متي لم يکن معه آلة يبس الطرب، إلا إذا استعان بمحرکات الطرب الأخرى مثل: الدق بالکعب، والتصفيق باليدين. ثم يتبع ذلک باللسان " فعند ذلک تحن إليه الجوارح ويتحرک الطرب، وتميل تلک الأعضاء الطالبة للطرب لتلک الأعضاء المتحرکة ".

القسم السابع "الضرب المحرک" أو(السماعي): وهو (الطرب الکامل)، سمي بذلک، لأن جميع أعضاء الإنسان الأربعة – والتي تحرک الطرب وتجلب اللذة، وهي: العين واللسان واليدين والقدمين – تتحرک فيه.

وقد ذکر أن الضرب (العزف) علي الآلة له أربعة أنواع مختلفة، وهي ما قصد بها (حيل الطرب کله) وقد سبق توضيحها. والشکل التالي يوضح هيئة جلوس أفراد حزب الطرب کله:

 

شکل (120) يوضح کيفية جلوس حزب الطرب (مخـ - 357)

ثلاثة أفراد يضربون بشبابات، ثم ثلاثة يضربون بدفوف، ورئيسهم جالس بدف في أعلى الدائرة

 

  • خاتمة المخطوط (مخـ - 372):

أنهى المؤلف کتابة بخاتمة (کعبارة) على لسان أحد الخلفاء؛ قد ورد ذکره فى آخر حکاية بالمخطوط حيث قال: "الحمد لله الذي هدانا لهذا([48])، فإنه هادى المضلين والحمد لله رب العالمين هذا ما انتهى إلينا ... وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليماً کثيراً ".

 

شکل (121) يوضح خاتمة المخطوط بنسخة دار الکتب المصرية ثم نسخة المکتبة الأزهرية

خاتمة نسخة المکتبة الأزهرية: " تم الکتاب بعون الملک الوهاب بقلم الفقير إلي رحمة ربه القدير؛ محمود عبد الرازق النابلسي السامي، نهار الجمعة المبارکة خلت من شهر شعبان المعظم ثمانية وعشرون يوما؛ وذلک سنة 1275من الهجرة النبوية، علي صاحبها أفضل الصلاة واتم التسليم أمين م م م

" قوبلت هذه النسخة علي أصلها المنقول منها بحسب الطاقة ولا أضمن صحتها لرکاکة عباراتها والنسخة المنقول منها مؤرخة يوم الخميس الخمسة عشر خلون من شهر ] ذي[ القعدة سنة سبع وستين وتسعمائة، کتبه عبد الحميد نافع غفر له ".

نتائج البحث:

جاءت نتائج البحث للرد علي تساؤلاته، وهي کالتالي:

  • أولًا: ما هو محتوى مخطوط "کتاب کشف الهُموم والکُرَبْ في شَرْحِ آَلَة الطَّرَبْ" ؟

يحتوى مخطوط "کتاب کشف الهُموم والکُرَبْ في شَرْحِ آَلَة الطَّرَبْ" علي مقدمة طويلة وعدة فصول؛ سبعة منها تناولت آلات الطرب السبعة الأصول، وفصل أخير تناول قسمة الحزب (الفرقة الموسيقية) إلي سبعه أقسام (نماذج)، وعرض لـ(حيل الضرب) أي أساليب العزف المختلفة، وهي أربعة أنواع، وبين سبب أن حکم الحزب المکون من ستة عازفين ورئيسهم يکون علي الثمانية.

وقد تناولت المقدمة التعريف بموضوع الکتاب، والدافع لتأليفه، وسبب تسميته، والمصادر التي اعتمد عليها المؤلف في التأليف؛حيث اعتمد علي ما ذکره علماء علي جانب کبير من الأهمية في تاريخ الموسيقي العربية، وقد أشار إليهم بأسمائهم، فيقول: " قال الخوارزمي.."، أو "حکي الفارابي .." ، أو "هکذا نصه الفارابي في علمه..."، أو "سألت ابن سليمان...فأجابني.."، سألوا أبو حامد...فقال...".إلخ، وقد أورد تراجم لبعض أعلام السلف ممن نقل عنهم، إلا أنه اعتمد بالدرجة الأولي علي مؤلفات کل من الفارابي، والخوارزمي الذي نقل هو الأخر عن الفارابي.

کما تزودنا المقدمة بمعلومات قيمة حول علم الموسيقى والطرب، والربط بين الأنغام والفلک والنجوم والطبائع والعناصر والزمان والإنسان، ربطًا محکمًا؛ علي أساس أن الوجود بأسره يترکب علي قاعدة الأربعة التي استخرجها الفارابي، ونقلها عنه المؤلف، وقد أکد المؤلف علي أن من عرف هذه القاعدة، أدرک العلم کله المنصوص عليه في کتابه هذا، وقد قام بعرض رسم توضيحي (لـدائرة من دوائر الفلک) جامعة لکل ما قيل في علم الموسيقي من أهل العلم.

کذلک ورد بالمقدمة بعض الحکايات التي تم التعرف من خلالها علي الکثير من المعلومات؛ ومنها حکاية عن صنع الفارابي ل(آلة الموسيقي) کهدية للخليفة المأمون، والتعرف علي صفتها، وکيفية العمل بها، وعرض رسم توضيحي لها، وکذلک حکاية أخري لمحاولة حکيم من الفرنج لسرقة سر صناعة آلة الفارابي وعرض رسم للآلة التي صنعها (آلة اليرغل) وربما قصد(الأرغن)، وکذلک نقل المؤلف عن بحور الطرب السبعة الأصلية، والأربعة المختارة منها، وحکمها کما ذکرها الخوارزمي بنص أهل العراق. والآلات الأصلية السبعة المشهور، وما يشتق منها، والمواد المصنوعة منها، والآلات الأربعة المختارة منها؛ وأطيب آلات الطرب نغمًا، وحکم کل منها علي القاعدة.

وقد جاء ترتيب فصول الکتاب علي النحو التالي: الفصل الأول تناول آلة العود، ثم فصل لآلة الجنک ومنه العجمي والمصري، ثم فصل لآلة السنطير(المصري) ويسمى بالقانون عند السوريين، ثم فصل للدف وهو الغربال، ثم فصل للشبابة، ثم فصل للربابة (الکمانجا)، ثم فصل لآلة الشعيبية، وقد تناول کل فصل منها سبب تسمية الآلة وکيفية صناعتها، وأول من صنعها، وقوانين العزف عليها، وما أباحه الشرع منها، وحکاية مما ذکره السلف عن کل آلة، وکذلک رسوم توضيحية تبين صور هذه الآلات، يتضح من خلالها شکل وترکيب الآلة وطريقة إمساک العازف لها آنذاک؛ أي خلال القرن (9ه/14م).

  • ثانيًا: ما هى فلسفة الربط بين علم الموسيقى والنغم وآلات الطرب بقاعدة الأربعة کما ورد بالمخطوط ؟

يمکن استخلاص هذه الفلسفة اعتمادًا علي ما ورد بالمخطوط؛ من أن القاعدة التي بني عليها الوجود بأسره (أربعة)([49])، وأن جميع السلف استخرجوا علم الطرب من علم الطبيعة، وبالتالي تتم المشاکلة بين عناصرها، وفقاً للحسابات الموضحة بالجدول التالي:

جدول 7

 دلالة الرقم

القاعدة

360

12

30

24

4

7(**)

الفلک

درجة/ الدائرة

برج/ الدائرة

درجة/ البرج

قيراط/ الدائرة

العناصر الکون

الکواکب السيارة

الزمان

يوم/ السنة

شهر/ السنة

يوم/ الشهر

ساعة/ اليوم

فصول السنة

الأسبوع

الحرکة

(خروج النغم) من الحلق

نغمة مختلفة/ من الحلق (الطرب جميعه)

الأنغام المشهورة(*)

نغم مختلفة/ الإثني عشر المشهورة

قيراط/ الطرب جميعه

بحور، وآلات الطرب المختارة المشهورة

بحور، والآلات الطرب الأصول مراتب النغم

الإنسان

عرق/الجسم

عضو/الجسم

عرق/ العضو

قيراط/ الجسم

طبائع البشر، أرکان البدن،

مراحل العمر

(*) وتنقسم إلي ستة أوازات بضرب خفيف، وأخري بضرب ثقيل.

(**) ويأتي حکم السبعة في الإنسان =(24 قيراط) يضاف إليها + (القاعدة 4) = 28 وهي منازل القمر. فتقسم 28 (الناتجة) ÷ 2(عرق ساکن وآخر متحرک في جسد الإنسان) = 7. #

وهکذا يمکن أن يتم إرجاع أي رقم إلي هذه القاعدة إما بالإضافة أو القسمة أو الضرب أو الطرح، أو أکثر من عملية؛ للحصول علي حکم العدد المطلوب وفقا للقاعدة.

علما بأنه بطل هذا الربط بين الموسيقي والفلک في عصرنا هذا، وجدير بالذکر أن (الشيخ الرئيس ابن سينا) يعد أول من اعتبر أن هذا الربط زعم لا يجوز، وأن الموسيقي علم رياضي يرتبط بمبادئ من علوم أخري، منها ما هو عددي، ومنها ما هو طبيعي، ويوشک أن يقع فيها ما هو هندسي في قليل من الأحوال(1- بتصرف).

  • ثالثًا: ما هو محتوى (فصل آلة العود) بمخطوط "کتاب کشف الهُموم والکُرَبْ في شَرْحِ آَلَة الطَّرَبْ؟

احتوي فصل (آلة العود) بمخطوط "کتاب کشف الهُموم والکُرَبْ في شَرْحِ آَلَة الطَّرَبْ علي معلومات قيمة حول هذه آلة جاء فيها ما يلى:

1. أن جذور تسمية آلة العود ترجع إلى أنه مصنوع من الخشب (أعواد الشجر)، أو أن اسمه من العودة وهى الرجعة.

2. نعت العود (بسلطان الطرب) نظرا لمکانته الرفيعة عند علماء العرب، وقوة تأثيره في الإنسان.

3. تقسيم آلة العود إلي أربع مراتب (أنواع) ، وفقا لعدد أوتاره ولکل مرتبه منهم حکم وهي:

  • · العود ذو اثني عشر وتراً (وهو أصح الأعواد) وحکم أوتاره علي عدد البروج والأنغام الإثني عشر.
  • · وعود معشر و(أول من صنعه الفارابي) وحکم أوتاره علي عدد العروق العشرة في قدم ابن آدم.
  • · وعود مثمن علي حکم الامتزاجات الثمانية.
  • · وعود ذو الأربعة وأوتاره أربعة تعضدها أربعة أخري؛ وهو علي حکم قاعدة الأربعة.

مع بيان حکم کل مرتبة منها، وعدد ما يخص کل وتر بها من الأنغام 360 الدائرة علي دائرة الفلک، وحکمها فى الساکن والمتحرک بالتفصيل حسابيا بمتن البحث.

4. من أنواع العود أيضا وفقا لعدد الأوتار: (فرخ العود) وهو أصغرها، وعدد أوتار ستة، ويسمى (بالششتا) وهى( الطربرب)، وحکمها على حکم الأوازات الستة.

5. من أنواع العود وفقا لعدد الأوتار: الذي غالوا في صنعه وهو ذو الثمانية عشر وتراً، وحکمها على حکم الأنغام الإثني عشر والأوازات الستة. وأن ما زاد علي ذلک ليس له أصل.

6. أن المعاني في أحکام العود کثيرة عند المتقدمين وأصحهم العود المحکم وفيه خلاف.

  1. 7.  من أنواع العود المحکم (العود المفکک) ، وقد جاء بيان وصفه، وسبب صنعه تفصيلا بمتن البحث.

8. تم سرد حکاية توضح تعريف الخوارزمي له نقلاً عن أحد شيوخ السلف ، وبيان بصفات (العود المحکم) ، وأخشاب التي کان السلف يصنعونه منها، وخصائص کل نوع منها، وقد احتوت هذه الحکاية علي الکثير من الحکم وآداب وفن التعامل بين کل من المعلم والمتعلم.

9. کما ذکر حکاية أخري نقلا عن أبو الفتح بن المعظمى، يصف فيها آلة (العود المحکم المفکک)، وأثر العزف البارع بالعود علي نفوس البشر، ومکانة الرفيعة للعازف البارع بين القوم، وعند الملوک قديمًا.

استنتاجات البحث:

توصلت الباحثة من خلال تحليل النتائج السابق ذکرها إلى ما يلي:

1. تتفق الباحثة مع الآراء التي تقول بأن هذا الکتاب تم تأليفه في مصر(22 - 111 )،( 19- 60)، وذلک نظرا لذکر فصول بعض الآلات بمسمياتها المصرية مثل "فصل في السنطير" بدلا من القانون الذي بلغة أهل الشام، " الجنک المصري"، "بشمستين-(شمسيتين)- ..مصنوعة من الذهب المصري (مخطوط – 136)"،کثرة ذکر أسم مصر بالمخطوط، وذکره لحکايات وقعت علي أرضها ربما للتقرب من أهلها.

2. وتتفق الباحثة مع ناسخ المخطوط المحفوظ بمکتبة الأزهر في أن لغة کتابة المخطوط رکيکة، وتؤکد الباحثة أن المؤلف ليس مصريًا؛ نظرًا لکثرة أخطائه في التعبير اللغوي،والإملائي مثل:

  • · "..جميع آلة الطرب کلهم .." (نسخة دار الکتب للمخطوط– 109)
  • · " أربعة وعشرين جز من تلک العروق الذي في جسم ابن ادم..." ( نفس نسخة المخطوط – 115).
  • · "...بنحو أي (بنجق) العود؛ کقدمه (يقصد قدم ابن آدم)، والأوتار العشرة الذي فيه علي عدد العروق العشرة التي رأىم"( نفس النسخة -116، 117)، الکثير من هذه الأمثلة التي تصف المؤنث بنعت مذکر أو أسم موصول مذکر، أو العکس تأنيث المذکر، وکذلک استخدام لفظ الموسيقة بدلا من الموسيقي.
  • · عند عرض المؤلف للآلات الأصول بالمقدمة (مخـ -106) ذکر أنها: (سبعة ويخرج منها سبعة مشتقه منها)؛ غير أنه لم يذکر سوي (سبعة يخرج منها ستة آلات مشتقة) حيث أن آلة الشعيبية کما أورد هو؛ أنه لا يخرج منها شيء لأنها مشتقة من القصب، وهو ليس من الآلات السبعة الأصول وهي: " العود – القانون- الجنک- الطار- الشبابة- الربابة- الشعيبية".

أما فيما يتعلق بفصل العود:

وهو موضوع البحث؛ وبالرغم من الجهد الذي بذله المؤلف في نقل الکثير من المعلومات القيمة والشيقة عن آلة العود وبشکل مفصل طبقًا ما ذکره السلف، وقد ورد تحليله وتفسيره بالبحث الراهن، إلا أن الباحثة تري أن المؤلف قد أغفل ذکر کثير من النقاط الهامة التي تتعلق بهذه الآلة، ومنها علي سبيل المثال إغفال ذکر:

  • · الدساتين المشدودة علي الآلة من حيث ( التعريف، والعدد، نسبها الدالة علي مواضع النغم).
  • · طريقة تسوية أوتار العود.
  • · المادة أو المواد التي کانت تصنع منها أوتار الآلة.
  • · سُمْکْ ونسب أوتار العود.
  • · نوع الشد (هل مزدوج الأوتار بحيث يعطي کل زوج منها نغمة واحدة)، أم (مفرد الشد بحيث يعطي کل وتر منها نغمة واحدة). غير أن هذا يمکن استنتاجه من خلال وصفه ( لعود الفارابي) فقد ذکر المؤلف أنه يحتوي علي عشرة أوتار، والثابت تاريخيا أن الفارابي استخدم العود ذو الأربعة أوتار عمليا، واستخدم الوتر الخامس نظريا لاستخراج تتمة الذي بالکل مرتين/ الجمع الأعظم (الأوکتافين بمفهومنا المعاصر).

من ثم فرغم أن الأوتار قديما کانت ثنائية الشد کما هو الثابت عند کثير من علماء السلف، إلا أن المؤلف ذکرها مفردة، وقد جاء رأيه صريحا بنص المخطوط ( مخـ-121)، في عدم جواز الشد المزدوج للأوتار، وهو أن هذا غير جائز لأن کل وتر منهم له قسمة .....وله ضرب وحکم في قسمة الأنغام أيضا؛ فلا يشترط أن يتعوض وتر بغيره؛ إلا أن يکون في منزلته، مهما کان حجم التباين بينهما ضئيلًا، وهذا يصعب على من لا يدرى هذا العلم.

وبالتالي يجب قسمة عدد الأوتار التي ذکرها المؤلف لأنواع آلة العود علي (÷2) لمعرفة عدد أوتاره بمفهومنا المعاصر.

  • وبالقياس فأن المؤلف ذکر بمفهومنا المعاصر من أنواع الأعواد (ثنائية أو المزدوجة الشد):
  • العود ذو الستة أوتار: المعروف قديما(بالأکمل)، وکما ورد بالمخطوط (عود الإثني عشر).
  • العود ذو الخمسة أوتار: (الکامل) / (عود المعشر).
  • العود ذو الأربعة أوتار: (القديم) / ( المثمن)، (وذو الأربعة بحکم الامتزاجات الثمانية).
  • § وکذلک ذکر العود الصغير ذو الثلاث أوتار: (فرخ العود/ الطربرب/ عود الششتکاه). وقد أشار ابن سينا أيضًا للعود ذو ثلاث أوتار؛ فقط ليطبق عليه تسويته (1- 144، 145).
  • کذلک ذکر المؤلف العود ذو تسعة أوتار وهو غير مشهور قديما، وکذلک لا يستخدم في وقتنا هذا.
  • کما أن المؤلف لم يذکر مسميات أوتار العود قديما.
  • کذلک لم يذکر مقاييس صنع آلة العود والنسب بين أجزائها کما أورده السلف، وذکر اخوان الصفا هذا بکل دقة (4).

توصيات البحث:

  • · توصي الباحثة بضرورة تضافر الجهود لحصر تراثنا من المخطوطات الموسيقية، والعمل علي جمع نسخ طبق الأصل منها، من کافة مکتبات العالم، وکذلک حصر وجمع ما تم تحقيقه منها، ومحاولة إعادة نشر ما قد نفذ من هذه الکتب المحققة؛ أو العمل علي رفعها علي شبکة المعلومات الدولية (الإنترنت)؛ لتسهيل إطلاع الباحثين المتخصصين الجدد عليها، والاستفادة منها في ترسيخ أصول موسيقانا العربية؛ باعتبارها من المصادر الأولية للحصول علي تاريخ وأصول موسيقانا العربية.
  • ضرورة التوسع في تدريس تاريخ، وتدوين المخطوطات للطلاب المتخصصين.
  • · العمل علي عقد ورش عمل لتدريب الکوادر الصاعدة من الباحثين المتخصصين في مجال التاريخ والمخطوطات من الموسيقيين؛ علي کيفية تحقيق المخطوطات بطريقة علمية سليمة؛ لنقلها رصينة للأجيال الحالية والقادمة إن شاء الله، لتکون مدعاة لفخرهم بموسيقاهم وقوميتهم، بين سائر الأمم.
  • · وضع منظومة للباحثين الراغبين في تحقيق ما لم يتم تحقيقه من هذه المخطوطات، وذلک بتسجيل أسم الباحث أمام المخطوط الذي يريد تحقيقه، حتى لا يتناول تحقيق المخطوط أکثر من باحث، أو مجموعة بحث في نفس الوقت، مع الالتزام بفترة محددة يتم خلالها التحقيق.


[1] ) جدير بالذکر أنه نمي لعلم الباحثة أثناء إجراء بحثها هذا؛ أن مخطوط " کشف الهموم والکرب"، حاليا تحت الدراسة والبحث لتحقيقه کاملا، بأمر تکليف من دار الکتب المصرية، لکل من:

ا.د/ ايزيس فتح الله جبراوي أستاذ الموسيقي العربية، ومنشئ قسم التاريخ والمخطوطات بکلية التربية الموسيقية – ج. حلوان، وکذلک ا./ مصطفي موسي الباحث بدار الکتب.

*) کما أنها آلة التخصص للباحثة.

* (1 – 156).

**) وفقا لما أورده الشاعر العربي المسمى أبو نصر محمود بن حسين المشهور بـ "کشاحم" (ت عام 350 هـ - 961م) في أرجوزته عن علاقة أوتار العود بعناصر الکون وطبائع الخلق (29 – 99).

[2]) دساتين جمع، ومفردها (دستان) : وهو کلمة فارسية معناها موضع عفق الأصابع على الوتر(18).

 ([3] ورد ذکر هذا العنوان في نهاية (ص4)، وبداية (ص5) من نسخة هذا المخطوط التي تم الاعتماد عليها في التحقيق. علمًا بأنه ورد بتوثيق هذه النسخة بمکتبة دار الکتب: "إن العنوان الموثق لم يوثق من المراجع، إنما يعتبر عنوان تقديري"، وتري الباحثة أن التوثيق يجب أن يعتمد علي معلومات مؤکدة وليست تقديرية.

[4]) وقد تم التوصل إلي أن هذا المخطوط نسب خطأ لمحمد بن علي بن أحمد بن عبد الرحمن الأنصاري المعروف (بالمشهدي)؛ بالنسخة المحفوظة بالمکتبة الأزهرية تحت رقم:[1] 18879،[13 موسيقي] أباظة 7208، وهي نسخة منقولة عن الأصل بقلم الناسخ/ محمود عبد الرازق النابلسي، وهي خالية من اللوحات، ومؤرخة بتاريخ 28/شعبان/ 1275ه، وقد ذکر أن تاريخ النسخة التي نقل عنها کان يوم: الخميس خمسة عشر من/ شهر ذي القعدة/ سنة 967ه، وکتبها عبد الحميد بک نافع. لذلک تم الاعتماد علي النسخة الأولي في تحقيق المخطوط وعرض ما به من صور، ولم يتم العثور علي أي ترجمة لهذا المؤلف، وهذا نظرًا للظروف السياسية بهذه الفترة والمعتقدات الدينية السائدة وانتشار المذهب الحنبلي الذي يحرِّم الموسيقي والغناء والعمل بهذه الصناعة؛ کذلک ندرة وجود علماء من الکُتَّاب والمؤرخين علي قدر أبي الفرج الأصفهاني(22- 12،13)،(21- 237، 249: 251).

وجدير بالذُکِر أن هذا المخطوط جاء بالعديد من المراجع والأبحاث(22 - 111 )،( 19- 60)، (28-136)،(23- 124)،(8- 45، 162) (مجهول المؤلف) أو" أن مؤلفه ربما کان من رجال (ق 9ه/14م) أو(ق 9ه/15م) (22- 111)، (19- 60).

[5]) علمًا بأن تاريخ وفاة مؤلف المخطوط جاء محرفًا عند توثيق هذه النسخة ، حيث ورد أنه من أهل ( ق6هـ).

[6]) وتوجد منه نسخ أخري مصورة عن هذه النسخة، بمعهد المخطوطات العربية بجامعة الدول العربية- ميکروفيلم رقم] 38[، ]39[ موسيقي. ونسخة أخري محفوظة ضمن مخطوطات الموسيقي والغناء المصورة في قسم المخطوطات/ بالمؤسسة العامة للآثار والتراث- بغداد، تحت رقم/35826، القياس/372 ص، 11س، الموسيقيون والمغنون ص96.(23-124)

[7]) جاءت في الأصل بدون همزات "واتقنا لاشيا.." وکذلک باقي الکلمات المهموزة، وتم تصحيحها جميعا بمتن البحث وفقا لمفهومنا المعاصر في التدوين.

[8] ( جاءت (فواصل العبارات) علي شکل وردة، وقد قامت الباحثة باستخدام علامات الترقيم الحديثة في التدوين المعاصر لعبارات المخطوط.

[9]) جاءت في الأصل المعتمد عليه في التحقيق بدون (همزات)، وهذا ينطبق علي سائر همزات المخطوط، والصحيح وفقا لتدويننا المعاصر ما جاء بالمتن.

[10]) جاءت في الأصل " ومن صنعتها".

[11] ) جاءت في الأصل غير واضحة.

[12]) ويقصد ضمناً "الکندي" أول عالم عربي تصل إلينا مؤلفاته وقد شرح عن الإغريق.

[13]) جاء ذکره في (ص7، 127) بهذا المخطوط " سامان"، بينما ورد ذکره في (ص10) يدعي "سليمان".

[14] ) هذا الجدول غير موجود بمتن المخطوط، وتم إدراجه للتوضيح وهذه القاعدة ذکرها وأکد عليها المؤلف في الکثير من المواضع في کتابه .

[15] ) جاءت بالمخطوط " النار، التراب، ا لهوي، المآ"، وقد تم ترتيب هذه العناصر وفقا لما يناسبها من منازل الخلق والزمان والعناصر المرکبة الاعتماد علي کتاب "الشجرة ذات الأکمام".

[16]) وقد جاء تدوينها بسائر المخطوط محرفًا هکذا (موسيقة): وهو لفظ يوناني معرب يطلق على فنون العزف على آلات الطرب، وقد أقر مجمع اللغة العربية بالقاهرة عام 1984م أن تکون بهذا الرسم (الموسيقا) غير أن الشائع کتابتها هکذا (الموسيقي) ( 11 - 7).

[17] ) المارستان : يقصد بها المستشفي بمفهومنا المعاصر( 20-326).

[18] ) لم يرد هذا الجدول بمتن المخطوط إلا أن الباحثة أوردته للتبسيط والتوضيح.

[19] ) جاء هذا الحرف في الأصل بالهامش (الأيمن) بالصفحة (74).

[20]) وفي ذلک أقاويل کثيرة، حيث کان من الشائع قديما الربط بين الموسيقي والأنغام بالفلک، وطبائع البشر وعناصر الکون وزمان، ومشاکلة الأوتار لبروج الفلک الامتزاجات.. وغيرها فيما يسميه المؤلف هنا ( بقاعدة الأربعة)، ولعل أقدمها ما ذکره يعقوب بن إسحاق الکندي، في رسالته (أجزاء خبرية في الموسيقي) (14 – 48وما بعدها)(11- 125، 162).

[21] ) في أصل المخطوط: دون اسمها بجانب آلة الجنک خطأ، وقد تم حذفه ثانيتًا؛ ليوضع في مکانه الصحيح.

[22] ) جاءت في أصل المخطوط: " الکمنجا ". ويعد قطب الدين الشيرازي(1236-1310م) أول من أطلق کلمة "کمانجة" وفضلها علي "الربابة" وقبله کانت تطلق کلمة ربابة فقط علي الاثنين (18-112)(21-249).

[23] ) جاءت في أصل المخطوط: " الشعبية "، وهو تحريف والصحيح ما اثبت في المتن.

[24]) أي أنها الآلات الأکثر استعمالاً وشيوعاً وتداولاً بين الناس.

[25] ) کما ورد المخطوط المحفوظة بنسخة مکتبة الأزهر ص 18.

[26]) جاءت في أصل المخطوط : " التکسير" بمعني التقسيم الذي به کسور.

[27]) جاءت في أصل المخطوط خطأ کالتالي :"جزومن" والصحيح ما اثبت في المتن "جزين لأن خارج قسمة 48÷ 24= لابد أن = 2 .

[28]) جاءت في أصل المخطوط: " الآلات جميعها أربعة وهي أطيب الآلة... ".

[29] ) جاءت في أصل المخطوط: " الذي ".

[30] ) جاءت في أصل المخطوط: " جار ".

[31] ) جاءت في أصل المخطوط: " جارکاه "، قد ورد هذا المصطلح في بعض المخطوطات مرادفا لمصطلح "جرکا" أو "جرکه" (19).

(**) يقصد سبحان الله الذي أوحي للإنسان أن يصنع (آلة العود)، من خشب (أعواد الشجر).

(5) في المخطوط: " هذا الموجود ".

[32]) يتضح من قول المؤلف "بالمعرفة لا بالرهج": أن العزف عن علم أفضل من العزف عن الجهل وهو عکس العلم.

[33]) ناصر الکلبي العودي: مخطوط "بلوغ الأوطار في بيان ترنم الأوتار في علم الموسيقي"، محفوظ بدار الکتب المصرية تحت رقم (12موسيقي تيمور)، ونسخة أخري (31 فنون جميلة).

[34] ) جاءت في الأصل: " .... سَا رَهُ " والصحيح ما جاء بالمتن.

[35] ) وهناک روايات أخري: منها ما ورد بکتاب (اللهو والملاهي لابن خرداذبة)، و(مروج الذهب للمسعودي) بأن أول من عمل العود هو رجل من بني قبيل يقال له قايين بن آدم، أو يقال له لَمْکُ بن متشولح بن محويل بن عاد بن خنوع بن قاين بن ادم، وعن سبب الصنع؛ أنه عمّر زماننا ثم رزقه الله بولد، ولکنه ما لبث أن توفى الطفل بعد خمس سنوات؛ فجزع عليه، وحتى لا تذهب عنه صورته؛ أخذه وعلقه علي شجرة، إلي نهاية هذه الرواية المعروفة.. فأخذ عوداً وشققه ورققه وألف بعضه على بعض فصنع عودًا صدره (وجهه) علي صورة الفخذ، والعنق (الرقبة، أو ساعد العود) علي صورة الساق، الأيزيم (الملاوى أو المفاتيح) کالأصابع، ثم علق عليه الأوتار کالعروق، وجعل في وسطه ثقبين، ليدور الصوت إذا دخل في عمق العود، ثم يخرج من حيث دخل، وکان يضرب به ويبکي وينوح حتى عمي وتوفي بعد خمس سنوات من صنعه، وغيرها من الروايات التي تعد من الأساطير(25- 43،44) (22- 300).

[36] ) قد يکون هذا من الناحية النظرية؛ نظراً لاختلاف حکم قسمة الأنغام فى کل وتر مهما ضئل حجم هذا الاختلاف.

[37] ) وتعني بالفارسية (العدد ستة)، أو (النغمة السادسة) في الترتيب وتشبه بمفهومنا المعاصر (نغمة الحسيني)(11-130).

[38]) ويستدل بهذا أن الکتاب تم تأليفه في مصر.

[39]) جاءت في الأصل "جايز".

1) والصحيح أن له نوعان باسمين.

2) أي بلغة أهل مصر.

3) أي أنه قائم الزوايا.

[43] ) ويتضح من الصورة أن رسم طريقة وضع يد وأصابع العازف على الآلة غير مناسب.

[44]) وهو السلطان الملک الکامل ناصر الدين محمد بن الملک العادل أبي بکر بن أيوب ت (635 ه/1238م( هو خامس سلاطين الدولة الأيوبية تملک الديار المصرية تحت جناح والده عشرين سنة (31) .

[45]) وهذه -(الأخلاط)- التى فى بنى آدم.

[46]) التي يبني عليها علم الطرب( الفلک ، الزمان والحرکة والإنسان).

[47]) (قائد الفرقة) بمفهومنا المعاصر.

[48] ) وردت هذه الکلمات بالعبارة التي يحملها خاتم المؤلف الموجود على الصفحة الأولى من هذا المخطوط.

[49] ) وهي الموضحة بالجدول (رقم 3) بهذا البحث.

  1. مراجع البحث:

    1. أبو الحسن على ابن سينا : جوامع علم الموسيقى من کتاب الشفاه، جزء الرياضيات، تحقيق زکريا يوسف، تصدير ومراجعة محمود أحمد الحفنى ، وأحمد فؤاد الأهوانى، القاهرة، 1956م.

    1. ابو منصور بن زيله: الکافي في الموسيقي، تحقيق زکريا يوسف، توزيع دار القلم، القاهرة 1964م.

    3. أبو نصر الفارابي: الموسيقى الکبير، تحقيقه وشرحه غطاس عبد الملک خشبة، مراجعة وتصدير محمود الحفنى – أحمد فؤاد الأهوانى، المطبعة الأميرية، القاهرة 1956 م .

    1. إخوان الصفا وخلان الوفا: رسائل إخوان الصفا، المجلد الأول, الرسالة الخامسة من القسم الرياضى فى الموسيقى، دار صادر، بيروت 1957م.
    2. إيزيس فتح الله: الرسالة الشهابية في الصناعة الموسيقية، دار الفکر العربي، القاهرة 1996م.
    3. أيمن فؤاد سيد : الکتاب العربي المخطوط وعلم المخطوطات، ط 1،ج1 ،الدار المصرية اللبنانية، القاهرة، 1977م.
    4. الحسن بن احمد بن علي الکاتب: کمال أدب الغناء، تحقيق غطاس عبد الملک خشبة، مراجعة محمود الحفنى،الهيئة المصرية العامة للکتاب، القاهرة 1975م.
    5. صبحي أنور رشيد: تاريخ الموسيقي العربية، السلم الموسيقي_ الإيقاع _ الآلات، الجزء الأول، ط1، مؤسسة بافاريا للنشر والإعلام، ألمانيا الاتحادية 2000م.
    6. صفى الدين الأرموى البغدادى: الرسالة الشرفية فى النسب التأليفية، شرح وتحقيق الحاج هاشم محمد الرجب، دار الرشيد 1982م.
    7. صفى الدين عبد المؤمن الأرموي : کتاب الأدوار في الموسيقى ، تحقيق غطاس عبد الملک خشبه، مراجعة محمود الحفنى، الهيئة العامة المصرية للکتاب، القاهرة 1986م .
    8. صلاح الدين الصفدي: رسالة في علم الموسيقا، دراسة وتحقيق عبد المجيد دياب وغطاس عبد الملک خشبة، الهيئة المصرية العامة للکتاب، القاهرة 1991م.
    9. غطاس عبد الملک خشبه وإيزيس فتح الله جبراوى: الشجرة ذات الأکمام الحاوية لأصول الأنغام، الهيئة المصرية العامة للکتاب، القاهرة، 1983م.
    10. غطاس عبد الملک خشبه: الموجز في شرح مصطلحات الأغاني، الشرکة المصرية للطباعة والنشر، الهيئة المصرية العامة للکتاب، القاهرة 1979م.
    11. الکندى: رسالة الکندى فى أجزاء خبرية فى الموسيقى، تحقيق وشرح وتعليق محمود أحمد الحفنى، القاهرة 1959م.
    12. الکندى: رسالة الکندى فى اللحون والنغم، تحقيق: زکريا يوسف، ملحق ثان لکتاب مؤلفات الکندى الموسيقية، بغداد 1965م.
    13. محمد بن أبي بکر بن عبد القادر الرازي: قاموس مختار الصحاح .
    14. محمد بن عبد الحميد اللاذقى: الرسالة الفتحية فى الموسيقى، شرح وتحقيق الحاج هاشم محمد الرجب، الکويت 1986م.
    15.  نبيل عبد الهادي شورة: قراءات في تاريخ الموسيقى العربية، دار العلاء للطباعة، القاهرة، 1997م .
    16. نبيل عبد الهادي شورة: کتاب المخطوط الموسيقي، دار علاء الدين للطباعة والنشر، القاهرة، 1999م.
    17. هـ. ج فارمر: تاريخ الموسيقي العربية، ترجمه جرجيس فتح الله، لبنان 1975م.
    18. هـ. ج فارمر: تاريخ الموسيقي العربية، ترجمه حسين نصار، دار القلم، القاهرة 1956م.
    19. هـ. ج فارمر: مصادر الموسيقي العربية، ترجمه حسين نصار، مکتبة مصر، القاهرة 1957م.

     

    الأبحاث العلمية:

    1. أسامة ناصر النقشبندي: مخطوطات الموسيقي والغناء المصورة في قسم المخطوطات بالمؤسسة العامة للآثار والتراث ببغداد، بحث منشور، مجلة الموارد، المجلد13، العدد 4، وزارة الثقافة والإعلام، الجمهورية العراقية، 1984م.
    2. الحاج هاشم الرحب: مقال عن حاوي الفنون وسلوه المخزون لابن الطحان، بحث منشور، مجلة الفنون,العدد (136) سنة1981م.
    3. صادق محمود الجميلي: تحقيق کتاب الملاهي وأسمائها لأبو طالب الفضل بن سلمة (المتوفى 902م) ، بحث منشور، مجلة الموارد العراقية، وزارة الثقافة والإعلام، المجلد13، العدد (4) لسنة 1984م.
    4. صالح رضا صالح: تاريخ السلم الموسيقى العربي، رسالة دکتوراه غير منشورة، کلية التربية الموسيقية، جامعة حلوان، القاهرة 1994م.
    5. صيانات محمود حمدي: تتبع تاريخ آلة العود عبر التاريخ، رسالة ماجستير غير منشورة، کلية التربية الموسيقية، ج حلوان، القاهرة 1973م.
    6. ظمياء محمد عباس: من المخطوطات العربية في الموسيقي کشف الهُموم والکَربْ في شَرْحِ آَلَةِ الطَّرَبْ" لمؤلف مجهول"، بحث منشور، مجلة المورد، المجلد13، العدد 4، وزارة الثقافة والإعلام، الجمهورية العراقية، 1984م.
    7. مايسة مرسي الحطاب: دراسة مخطوط أرجوزة في الموسيقي، رسالة دکتوراه غير منشورة، کلية التربية الموسيقية، جامعة حلوان، القاهرة 2001م.
    8. محمود أحمد الحفني: الآلات الموسيقية، بحث منشور، مجلة الموسيقي العربية، القاهرة 1971م.
    9. موسوعة ويکيبيديا الحرة علي شبکة المعلومات الدولية./https://ar.wikipedia.org/wiki

    المخطوطات:

    1. المشهدي: "کشف الهموم والکرب فى شرح آلة الطرب"، القرن الثامن الهجرى، إستانبول، خزانة طوب قابو سراى رقم (3456).
    2. ناصر الکلبي العودي:مخطوط "بلوغ الأوطار في بيان ترنم الأوتار في علم الموسيقي" ، المحفوظ بدار الکتب المصرية تحت رقم (12موسيقي تيمور)