المناخ الأسري المدرک وعلاقته بالذکاء الروحي لدى طلاب الجامعة

نوع المستند : مقالات علمیة محکمة

المؤلفون

1 باحث ماجستير بقسم الصحة النفسية کلية التربية بالمنصورة

2 أستاذ الصحة النفسية بکلية التربية -جامعة المنصورة

3 مدرس الصحة النفسية بکلية التربية -جامعة المنصورة

المستخلص

الملخص:
هدفت الدراسة إلى التعرف على المناخ الأسري وعلاقته بالذکاء الروحي لدى طلاب الجامعة وفي ضوء الجنس والتخصص الدراسي. وأجريت على (782) من طلاب الجامعة (269 ذکور، 513 إناث) بواقع (454) من الکليات النظرية و(328) من الکليات العملية من کليات جامعة المنصورة. واستخدمت مقياسين (المناخ الأسري المدرک- الذکاء الروحي)، من إعداد الباحث. وانتهت الدراسة إلى النتائج الآتية:
1.    وجود فروق دالة بين الجنسين في المناخ الأسري المدرک لصالح الذکور.
2.    وجود فروق دالة بين طلاب الکليات النظرية والکليات العملية في المناخ الأسري المدرک ولصالح الکليات النظرية.
3.    عدم وجود فروق دالة بين الجنسين في الذکاء الروحي.
4.وجود فروق دالة بين طلاب الکليات النظرية والکليات العملية في الذکاء الروحي ولصالح
الکليات النظرية.

5.    وجود علاقة ارتباطية دالة بين المناخ الأسري المدرک والذکاء الروحي.
6.وقدمت الدراسة مجموعة من التوصيات لتوفير مناخ أسري جيد لتنمية الذکاء الروحي
لأبناء المجتمع.

الموضوعات الرئيسية


المقدمة:

مصر تمر بأحداث سريعة ومتلاحقة في جميع مجالات الحياة وطلاب الجامعة أکثر الفئات تأثيرًا وتأثرًا بهذه الأحداث لشدة حساسيتهم بکل ما يحيط بهم ولدورهم حاليًا ومستقبلًا في عملية التنمية، والاستفادة من طاقاتهم يتوقف على مدى فهمنا لخصائص شخصياتهم.

ولذا فإن هناک اهتماماً متزايداً من جانب علماء علم النفس بطالب الجامعة ودراسة کافة جوانب شخصيته العقلية والنفسية والاجتماعية بغرض تنمية طاقته ومواجهة مشکلاته وتعديل اتجاهاته والتعرف على العوامل المؤثرة فيها.

وعلى أثر هذا الاهتمام والتقدم الحضاري المعاصر اتجه البحث العلمي فى هذا الاتجاه للبحث فى الجوانب المادية لحياة الشباب وکذلک الجانب الروحى لهم لما له من تأثير على شخصية الفرد وتحقيق الکمال الإنساني لهم بما يحدثه من تکامل بين العقل والوجدان. من ثم يعد المدخل إلى التغيير والتحسين في شخصية الفرد-وخاصة فى عصر ثقافة العولمة وضياع الهويات وافتقاد الأفراد للقيم والمعايير اللازمة لتوجيه السلوک- بتعميق الوعى بالوجود الإنساني وتأصيل الشعور بالحرية والمسئولية واستثارة القيم الخيرة لدى الفرد لتساعده على تجاوز ذاته والانفتاح على العالم بإيجابية والتوجه إلى المستقبل بنظرة متفائلة (;Selman, etal., 2005 24    خديجة الدفتار، 2011: 9؛ فتحي الضبع، 2012: 141).

وبالرغم من أهمية کافة مؤسسات البيئة الاجتماعية فى بناء شخصية أبناء المجتمع إلا أن الأسرة تعد من أهم جوانب البيئة الاجتماعية تأثيراً في النمو العقلي والنفسي والاجتماعي للفرد، فالأسرة هي البيئة الاجتماعية الأولى لخبرات الطفل وإن هذه الخبرات تحدد ما ستکون عليه شخصيته وسلوکه بوجه عام (بدر محمد الأنصاري، 1997، 212؛ ابتسام الخفيفي، 1999، 3).

ولذا يتبين أهمية المناخ الأسرى الذى يأتي فى مقدمة عوامل البيئة الاجتماعية التي ينمو فى إطارها الفرد وتتشکل فيها الملامح الأولى لشخصية الفرد وسلوکه الروحى، وهو المصدر الأساسي لإشباع حاجاته واستثارة طاقاته وتنميتها من خلال التفاعل والتعايش مع الأسرة  (عبد المطلب القريطي، 1989: 38؛ فؤاد البهي، 2000: 30-31؛ إسماعيل عبد الکافي، 2002: 55-59).

وقد أجريت العديد من الدراسات في هذا الشأن وانتهت إلى أهمية المناخ الأسري في تشکيل شخصية الفرد، ولکنها اختلفت حول الفروق بين الجنسين وبين التخصصات الأکاديمية في إدراک المناخ الأسري من جانب الأبناء ومن هذه الدراسات:

-     دراسة فتحية نصير (1993) والتي هدفت إلى التعرف على العلاقة بين کل من المناخ الأسري بأبعاده (الأمان- التضحية والتعاون- وضوح الدور- تحديد المسئوليات- إشباع الحاجات- الحياة الروحية) والشخصية بأبعادها. وأجريت على (30) فرد وأسرهم من المدمنين، و(30) فرد وأسرهم من غير المدمنين، واستخدم مقياس المناخ الأسري إعداد محمد خليل، واختبار أيزنک للشخصية. وانتهت الدراسة إلى وجود معاملات ارتباط دالة بين المناخ الأسري بأبعاده والشخصية بأبعادها.

-     دراسة برات وآخرون (Prat &etal, 1999) والتي سعت إلى التنبؤ بالتفکير الأخلاقي للمراهقين من خلال المناخ الأسرى. أجريت على (40) أسرة کندية، يتراوح أبناءها المراهقون بين (14-16) عامًا. تناولت الدراسة ثلاث قياسات من المناخ الأسرى (الأنماط الوالدية- الحوار التفاعلي- حکى القصص بصوت الوالدين) وتأثيرها على التنشئة الاجتماعية الأخلاقية للمراهقين وعلى أساس نظرية فيجوتسکى الاجتماعية والثقافية. وأشارت الدراسة إلى أهمية وضرورة دور کل من الوالدين فى عملية التنشئة الاجتماعية الأخلاقية.

-     دراسة آمال محمود حجازي (2000) والتي هدفت إلى الکشف عن طبيعة العلاقة بين المناخ الأسري وبين النضج الخلقي للأبناء المراهقين. وأجريت على (100) من مدينتي القاهرة والجيزة في عمر يتراوح بين 15- 21 سنة ومن مستويات اقتصادية مختلفة. واستخدمت مقياس الميل للمعايير الاجتماعية من إعداد علاء الدين کفافي، ومقياس العلاقات الأسرية إعداد "موس" وترجمة فتحي عبد الرحيم وحامد الفقي واختبار النضج الخلقي تعريب إبراهيم قشقوش واختبار للمستوى الاجتماعي الاقتصادي. وانتهت إلى وجود علاقة موجبة ودالة بين المناخ الأسري وأبعاده (العلاقات والنمو الشخصي) والنضج الخلقي وعدم وجود علاقة بين بعدي المناخ (التنظيم والضبط) والنضج الخلقي، وعدم وجود فروق دالة بين الجنسين في إدراک المناخ الأسري وأبعاده (العلاقات- النمو الشخصي- التنظيم والضبط) والنضج الخلقي.

-     دراسة کاور وجاسوال (Kaur &Jaswal, 2005) والتي هدفت إلى التعرف على العلاقة بين استراتيجيات الذکاء العاطفي والمناخ الأسرى. أجريت على (200) مراهقة من مدينة بالبنجاب. استخدمت مقياس الذکاء العاطفي لماير وسالوفى، ومقياس المناخ الأسرى حيث کانت أبعاده (التقييد مقابل الحرية- الانغماس مقابل التجنب- التحيز مقابل العدالة-  الاهتمام مقابل الإهمال- القبول مقابل الرفض- دفء العلاقات مقابل الباردة- الهيمنة مقابل الخضوع- الأمل مقابل اليأس- التواصل المفتوح مقابل التواصل المغلق). وانتهت إلى وجود علاقة إيجابية بين الأداء المرتفع على مقياس استراتيجيات الذکاء العاطفي والمناخ الأسرى.

-     دراسة موهنراج ولاثا (Mohanraj &Latha, 2005) والتي هدفت إلى التعرف على العلاقة بين البيئة الأسرية المدرکة والتکيف والتحصيل الأکاديمي. أجريت على (106) من الطلاب الذکور، و(86) من الإناث. استخدمت مقياس "موس وموس" وقائمة بيل للتکيف والسجلات المدرسية. انتهت الدراسة إلى أن التکيف والأداء الأکاديمي يتأثر بما يسود الأسرة من تماسک ونظام وتوجه ثقافي والاستقلال وتوجه نحو الإنجاز مع حد أدنى من الصراع والسيطرة. کما أنه توجد اختلافات فى إدراک البيئة الأسرية بين الذکور والإناث، فالإناث أکثر إدراکاً للصراع الأسرى بينما الذکور أکثر إدراکاً للسيطرة داخل الأسرة، کما أن البيئة الأسرية تتنبأ بقدرة أفرادها على التکيف خارج المنزل.

-     دراسة فاطمة البدراني (2009): والتي هدفت إلى التعرف على قياس المناخ الأسرى ومعرفة علاقته بمتغير الجنس والتخصص. أجريت الدراسة على (253) طالباً وطالبة من جامعة الموصل بالعراق. انتهت الدراسة إلى أن عينة الدراسة تمتع بمناخ أسرى جيد، وعدم وجود فروق بين الذکور والإناث أو التخصص فى المناخ الأسرى.

-     دراسة بيجاه (Pegah, 2009) والتي هدفت إلى دراسة البيئة الأسرية والحالة العقلية الإيجابية (السعادة- التفاؤل- الأمل). أجريت على (400) مراهق يتراوح أعمارهم بين (16- 19) عام، من إيران والهند. وانتهت الدراسة إلى أن البيئة الأسرية بأبعادها (العلاقات الأسرية والتوجه نحو الهدف والنظام والنمو الشخصي) ترتبط بالحالة العقلية الإيجابية لدى المراهقين، کما تشير النتائج أيضًا إلى أن هناک فروقًا بين الجنسين فى المتغيرات المدروسة.

-     دراسة فاطمة المهنا (2011) والتي هدفت إلى الکشف عن المناخ الأسري وعلاقته بالتفکير الإبداعي لدى طلبة جامعة الجوف. وأجريت على (611) طالب وطالبة من جامعة الجوف بطريقة عشوائية. واستخدمت مقياس "تورنس" للتفکير الابتکاري، ومقياس للمناخ الأسري المعد بواسطة "موس" (1986) بعد تعريبه. وأظهرت النتائج أن المناخ الأسري لدى طلبة جامعة الجوف کان إيجابيًا، وتوجد فروق بين التخصصات في المناخ الأسري ولصالح التخصصات العلمية. کما وجد أن التفکير الإبداعي منخفض بين أفراد العينة، وتوجد فروق في التفکير الإبداعي على أثر الجنس والتخصص والفروق لصالح الإناث والتخصصات العلمية. ووجود علاقة بين المناخ الأسري ومستوى التفکير الإبداعي.

-     دراسة أمل ميرة (2012) والتي هدفت الدراسة إلى التعرف على المناخ الأسرى عند طلبة الجامعة، والفروق فى الجنس والتخصص، والتعرف على العلاقة بين المناخ الأسرى والتکيف الأکاديمي. أجريت الدراسة على (150) ذکراً من التخصص العلمي والإنساني و(150) أنثى من التخصص العلمي والإنساني. انتهت الدراسة إلى أن الطلبة يتمتعون  بمناخ أسرى سوى. وعدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية فى المناخ الأسري تبعاً لمتغير الجنس، بينما وجدت فروق فى المناخ الأسرى تبعًا لمتغير التخصص لصالح التخصصات الإنسانية. ووجود علاقة دالة موجبة بين المناخ الأسرى والتکيف الأکاديمي.

-     دراسة محمد الطالب (2012) والتي هدفت الدراسة إلى التعرف على مستوى البيئة الأسرية الداعمة لنمو الموهبة کما يدرکها التلاميذ الموهوبون وعلاقتها ببعض المتغيرات الديموغرافية. أجريت على (338) تلميذاً (173 ذکراً، 165 إناثاً) من مدارس الموهوبين بمدينة الخرطوم. استخدمت استمارة بيانات ومقياس للبيئة الأسرية الداعمة للموهبة. وانتهت الدراسة إلى أن البيئة الأسرية الداعمة للموهبة کما يدرکها الموهوبون تتسم بأنها مرتفعة ودالة فى درجتها الکلية وأبعادها. کما أنه لا توجد فروق دالة إحصائياً فى البيئة الأسرية الداعمة لنمو الموهبة المدرکة وأبعادها على أثر متغير النوع. وتوجد فروق دالة تعزى للمکان لصالح الحضر. وتوجد علاقة ارتباطية بين الدرجة الکلية للبيئة الأسرية الداعمة لنمو الموهبة والمستوى التعليمي للوالدين، والمستوى الاقتصادي للأسرة، وعلاقة عکسية دالة مع متغير حجم الأسرة.

وقد أکدت العديد من الدراسات السابقة للذکاء الروحي على أهمية دور البيئة الأسرية بمختلف جوانبها وعناصرها فى تحديد مسار ونمو قدرات الذکاء الروحى،

ففي الأسرة يتلقى الفرد الکثير من الخبرات التي تشکل سلوکه وأفعاله ويتلقن ثقافة مجتمعه، کما يمارس فيها علاقاته مع أعضائها المحيطين به والمناخ السائد فيها يسهم فى توفير الفرص التي تشجع الفرد على التأمل والاشتراک فى الأنشطة الجماعية التي تهتم بالممارسات والمعتقدات الروحية، والاستقلال وممارسة الديمقراطية، وقبول الآخر، والتسامح، والوعى الذاتي، والحکمة والتساؤل (Lorie, 2000: 4).

ويتوقع أن هذا يعزز وينمى الذکاء الروحي لديه (;Gardner, 2000: 27 إيمان الخفاف وأشواق ناصر، 2012: 377-380).

والأنماط الوالدية السلبية (الحماية الزائدة- التدليل- التسلط والسيطرة- الإهمال) تؤثر سلبًا على الذکاء الروحى (Javadan &Nickkerdar,2011)، والبيئة الأسرية الملائمة تزيد من الذکاء الروحى(Pacheri & Jhun,2012)، والحياة الأسرية أفضل من الإقامة فى دور الرعاية فى التأثير على الذکاء الروحي (Jain& (purohit, 2006، والثقافة والخبرة واکتساب القيم والفضائل عبر عملية التنشئة الاجتماعية تلعب دوراً فى تشکيل الذکاءات المتعددة لدى الفرد Gardner, 2000: 27)). وقد أجريت العديد من الدراسات في هذا الشأن ومنها:

-    دراسة نوبل (Nobel, 2001) والتي بدأت هذه الدراسة برؤية أن الذکاء الروحي هو قدرة إنسانية فطرية يمکن أن تُربي فى الإنسان وتُنمي هذه القدرة بطريقة نفسية وعرضية وطولية، وتناولت الذکاء الروحي کنوع من الوعي يشمل قدرات ذات أهمية ومتعمقة في الشخصية، وأن الذکاء الروحي ينمو من خلال التفاهم وتحمل الصدمات ورفض ما هو مخز والتعاطف والشفقة والمشارکة في الحياة وأن کل ذلک يتم التدريب عليه عبر عملية التنشئة الاجتماعية في مؤسسات التنشئة الاجتماعية، وأجريت على عدد من البالغين من خلفيات ثقافية
ودينية مختلفة.

-    دراسة جان و بورهيت  (Jain & Purohit, 2006) والتي هدفت إلى التعرف على الذکاء الروحي لدى کبار السن. وأجريت على (100) مسن يعيشون مع عائلاتهم و (100) يعيشون فى دور المسنين. انتهت الدراسة أن هناک فرق کبير بين من يعيشون مع أسرهم ومن يعيشون فى دور المسنين فى الذکاء الروحى لصالح الذين يعيشون مع أسرهم.

-    دراسة جوفان ونيکردار (Javdan, & Nickkerdar, 2011) والتي هدفت إلى الکشف عن العلاقة بين الأنماط الوالدية والذکاء الروحي وأجريت على 160 طالبا. وأظهرت النتائج أن الأنماط الوالدية الإيجابية لها علاقة إيجابية بالذکاء الروحي، بينما الأنماط الوالدية السلبية (الاستبداد والإهمال) لها علاقة سلبية مع الذکاء الروحي، ونمط العلاقة المتساهلة ليس له علاقة دالة بالذکاء الروحي.

-    دراسة محمد- ياري  (Mohammadyari, 2012)والتي هدفت إلى التعرف على العلاقة بين الذکاء الروحي للوالدين والصحة النفسية للأبناء. أجريت على عينة (185) تلميذًا بالمدرسة الثانوية العليا (95 ذکرًا، 90 بنتًا) ووالديهم من مستويات تعليمية مختلفة (80 أبًا، 105 أمًا) من مدينة خوي بإيران. انتهت الدراسة إلى أن مستوى الصحة النفسية للأبناء يرتبط إيجابيًا بالذکاء الروحي لدى الآباء والأمهات. ومستوى الصحة النفسية للأبناء مرتفع لمن يتمتع والديه بالذکاء الروحي العالي ومستوى تعليمي عالي مقارنة بمن يتمتع والديه بمستوى تعليمي أقل (ابتدائي- ثانوي). وهذا يتفق مع القول بأن الذکاء الروحي لدى الوالدين يمکنهم من صنع مناخ أسري جيد يمکن الأبناء من التمتع بالصحة النفسية المرتفعة. ولم يوجد تأثير للجنس أو العمر على الذکاء الروحي.

-    دراسة باتشاري وجيهان (Pacheri& Jhunj, 2012) والتي هدفت إلى التعرف على تأثير التفاعل بين تقدير الذات والبيئة الأسرية على الذکاء الروحي وأجريت على مجموعة من المعلمين ما قبل التخرج بلغت (2000) طالب، من (90 فصلًا دراسيًا). وانتهت إلى أن هناک فروقًا بين مجموعات البيئة الأسرية (الملائمة- غير الملائمة) في الذکاء الروحي لصالح البيئة الأسرية الملائمة. وسلطت الضوء على دور المناخ الصفي الداعم وعلاقته بتعزيز الانتماء للمعلم وتشکيل السلوک الأفضل للطالب.

-    دراسة فيبا (Vibha, 2012) والتي هدفت إلى التعرف على تأثير تقدير الذات والبيئة الأسرية على أبعاد الذکاء الروحي لدى الطلاب المعلمين، والتعرف على أثر التفاعل بين تقدير الذات والبيئة الأسرية على أبعاد الذکاء الروحي. انتهت الدراسة إلى عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين منخفضي ومرتفعي تقدير الذات في أبعاد الذکاء الروحي (التجاوز- الترابط-التوسع الذاتي- الإدراک خارج الحواس- الاستفسارات الوجودية). بينما کانت هناک فروق بين مجموعتي البيئة الأسرية المتجانسة وغير المتجانسة في الذکاء الروحي لصالح البيئة الأسرية المتجانسة. وأن التفاعل بين تقدير الذات والبيئة الأسرية غير مؤثر على الذکاء الروحي.

ونحن الآن فى مصر فى أمس الحاجة إلى دراسة الذکاء الروحى، والذى يتوقف عليه فهم الشباب لذاته ووعيه بها ووضعها فى إطارها الصحيح فى الحياة الاجتماعية واستخدام الحاسة الروحية فى النشاطات اليومية، وربط النفس البشرية بالأرض، وتحديد المشکلات بشکل واقعى، واستخدام المشاعر فى حل المشکلات، وتغيير حياته وتحسين نوعية حياته، وتحقيق الاستقرار، والتمتع بالصحة النفسية، والإيمان بضرورة السلام الاجتماعي والمشارکة فى تحقيقه (;Levin, 2000: 131;Seybold& hill, 2001: 21;Vaughan, 2002: 33   ;Selman, etal., 2005: 23;Saidy, etal., 2009: 68 إيمان الخفاف وأشواق ناصر، 2012: 379- 380).

وفي مرحلة الشباب تکتمل المنظومة الروحية لدى الفرد ويلعب المناخ الذي يتربى فيه دورًا في تشکيل سلوکه وتحديد مسار نمو قدراته الروحانية التي هي مصدر لإشباع حاجاته واستثارة طاقاته وتنميتها (مدثر أحمد، 2004: 289؛ (Hosseini& etal., 2010. وکما أن هذا الشباب دائمًا مستهدف للمؤثرات الفکرية والعقائدية ومن ثم يحتاج دائمًا إلى المتابعة وتعميق الروحانية وخاصة أنه يسعى لتطوير شخصيته وهويته.

ولذلک فإن الدراسة الحالية تحاول التعرف على العلاقة بين العوامل البيئية لطلاب الجامعة المتمثلة في المناخ الأسري والجانب الروحي المتمثل في الذکاء الروحي، وذلک مساهمة في التحکم في هذه العوامل البيئية لتوفر نقطة ارتکاز لنمو الجانب الروحي للفرد.

واختلفت الدراسات السابقة حول الفروق بين الجنسين وبين التخصصات الأکاديمية في الذکاء الروحي ومن هذه الدراسات:

-     دراسة مدثر أحمد (2004) والتي هدفت إلى التعرف على الذکاء الروحى لدى طلاب الجامعة وعلاقته بتوافقهم النفسي والاجتماعي والمهني. أجريت على (453) طالب وطالبة من کليات جامعة جنوب الوادي وکلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر بأسوان. انتهت الدراسة إلى أن هناک فروقًا ذات دلالة إحصائية بين طلاب أنواع التعليم الثانوي (أزهري، علمي، إنساني) فى الذکاء الروحى لصالح الکليات الأزهرية والإنسانية. کذلک توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين الذکور والإناث  فى الذکاء الروحى لصالح الإناث، وأن هناک فروق ذات دلالة إحصائية بين المرتفعين والمنخفضين فى الذکاء الروحى في توافقهم النفسي والاجتماعي لصالح مرتفعي الذکاء الروحى ولا توجد فروق بينهم فى توافقهم المهني. وأنه توجد علاقة ارتباطية بين الذکاء الروحى والتوافق المهني والنفسي والاجتماعي.

-     دراسة ماکسيمو  (Maximo, 2010)والتي هدفت إلى التعرف على العلاقة بين الذکاء الروحى وإدارة الضغوط، وتأثير بعض الأبعاد الديموغرافية على الذکاء الروحى. أجريت الدراسة على عينة بلغت (225) موظفًا من العاملين بجامعة سانت لويز بمدينة باجيو. واستخدمت الدراسة مقياس الذکاء الروحى، ومقياس الالتزام الديني ومقياس استراتيجيات إدارة الضغوط. انتهت الدراسة إلى أن الذکاء الروحى مفهوم متعدد الأبعاد (المعنى والغرض والقيمة، الإحساس بالتوافق والسلام، طبيعة الإيمان خلال العلاقات الهادفة، الانفتاح على الخبرة، التسامي، ممارسة الفضائل الأخلاقية، العمل الهادف والاندماج فى الحياة، الإحساس بالذات، القدرة على التمييز الذاتي). کما أشارت النتائج إلى أن هناک علاقة بين الذکاء الروحى وکل من إدارة الضغوط، والالتزام الديني. کما أن الإناث تفوقن على الذکور فى بعض أبعاد الذکاء الروحى وخاصة التي تتعلق بالاتصال بالآخرين، ولم تظهر أية فروق بينهما فى الدرجة الکلية للذکاء الروحى. کما أنه لم تظهر فروق فى الذکاء الروحى ترجع إلى العمر الزمنى أو الديانة أو المهنة أو
الحالة الاجتماعية.

-     دراسة مدثر سليم أحمد (2006) والتي هدفت إلى قياس الذکاء الروحى لدى بعض الشرائح المهنية، والتعرف على علاقته ببعض الأبعاد (السن-الجنس-الديانة-المهنة). أجريت هذه الدراسة على (1414) فرداً، يمثلون خمسة عشر مهنة. استخدمت الدراسة مقياس وولمان من ترجمة وإعداد صاحب الدراسة. وانتهت الدراسة إلى أن نسبة الذکاء الروحى مرتفعة لدى عينة البحث. وأن الإنسان کلما تقدم فى العمر ازداد ذکاؤه الروحى، ولا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين الجنسين فى الذکاء الروحى، ولا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين المسلمين والمسيحين فى الذکاء الروحى. وتوجد فروق ذات دلالة إحصائية بين المهن المختلفة فى الدرجة الکلية وأبعاد مقياس الذکاء الروحى.

-     دراسة بشرى إسماعيل (2007) والتي هدفت إلى فحص العلاقة بين الذکاء الروحى وعوامل الشخصية الخمس الکبرى، وفحص کفاءة مقياس الذکاء الروحى لأمرام ودراير فى البيئة العربية. وأجريت على عينة بلغت (150) فرداً تراوحت أعمارهم بين (18-45) عامًا بمتوسط عمرى (27.53) سنة وانحراف معياري (0.18) من وزارات مختلفة فى محافظة الشرقية وطلبة الفرق الدراسية والدراسات العليا بجامعة الزقازيق. استخدمت مقياس الذکاء الروحى لــ(Amram& Dryer)  من ترجمة الباحثة. انتهت الدراسة إلى وجود ارتباط موجب دال إحصائيًا بين الذکاء الروحي (الدرجة الکلية - الأبعاد) وبين العوامل الخمسة الکبرى للشخصية لدي أفراد العينة. وأن الجنس والعمر لهما تأثير على الذکاء الروحي (الدرجة الکلية - الأبعاد). کما أوضحت نتائج الدراسة وجود فروق بين الموظفين و طلبة الدراسات العليا وطلبة الجامعة فى الذکاء الروحي لصالح طلبة الدراسات العليا. کما وجدت الدراسة فروقًا بين الذکور والإناث في الذکاء الروحي (الدرجة الکلية – الأبعاد الفرعية) وکانت الفروق لصالح الإناث. کذلک وجدت الدراسة أن درجات الفرد على الانفتاح على الخبرة و الضمير الحي و الانبساطية تتنبأ بدرجته على الذکاء الروحي.

-     دراسة بشرى إسماعيل (2008) والتي هدفت إلى التعرف على العلاقة بين الذکاء الروحى وجودة الحياة. أجريت على عينة مکونة من (163) فرداً من موظفي المؤسسات الحکومية بمحافظة الشرقية (محاسبون- مدرسون- مهندسي کمبيوتر- محامون)، بلغ عدد الذکور (95) وعدد الإناث (68). وتراوحت أعمارهم بين (29-40) عامًا. انتهت الدراسة إلى وجود ارتباط دال إحصائياً بين درجات أفراد العينة على مقياس الذکاء الروحى ومقياس جودة الحياة، ووجود فروق دالة إحصائيًا بين متوسطات درجات الذکور والإناث فى الدرجة الکلية وأبعاد للذکاء الروحى لصالح الإناث.

-     دراسة أمرام ودراير (Amram& Dryer, 2008) والتي هدفت إلى تطوير والتحقق من صدق وثبات اختبار الذکاء الروحى المتکامل النسخة الکاملة والمکونة من (83) عبارة، وکذا النسخة المختصرة والمکونة من (45) عبارة، والتعرف على العلاقة بين الذکاء الروحى والإلهام والسعادة، والتعرف على تأثير الجنس والعمر على الذکاء الروحى. أجريت الدراسة على عينة مکونة من (263) فرداً، وقسموا إلى ست مجموعات عمرية، وانتهت الدراسة إلى التحقق من صدق وثبات مقياس الذکاء الروحى المتکامل، والتحقق من صدق وثبات الصورة المختصرة للمقياس فقد بلغ معامل الارتباط بين النسخة الأصلية والصورة المختصرة (0.99). کما أن هناک تأثير للجنس والعمر على الذکاء الروحى حيث أوضحت الدراسة أن هناک فروق بين الذکور والإناث في الذکاء الروحي لصالح الإناث، وأفراد العينة الأکبر سنًا کان متوسط درجاتهم فى الذکاء الروحى أعلى من الأقل عمرًا. کما توجد علاقة ارتباطية دالة بين کل من الذکاء الروحى والإلهام والسعادة.

-     دراسة کريستوفر (Christopher,2010) والتي هدفت إلى التعرف على دور الخيال فى تشکيل الذکاء الروحى فى کل مرحلة من مراحل نموه، وفحص تأثير مجموعة من المتغيرات على الذکاء الروحى (الجنس- العمر-التدين- العرق- الطالب العادي والموهوب- نوع الموهبة- نوع المدرسة). وأجريت على مجموعة من الطلبة الموهبين من تلاميذ المدارس الکاثوليکية والعادية بنيوزيلندا وکانوا من مراحل تعليمية مختلفة من (7-13) سنة. انتهت الدراسة إلى أن ممارسة وتنمية الخيال تؤدى إلى تطوير الذکاء الروحى، والنهوض بالذکاء الروحى لدى الطلاب يحتاج إلى مساعدة المعلمين فى ترسيخ القيم والمعتقدات. وأن العمر والعرق عوامل غير مؤثرة فى الذکاء الروحى، وأن التدين عامل مؤثر فى الذکاء الروحى، وهناک فروق بين الذکور والإناث فى الذکاء الروحى لصالح الإناث.

-     دراسة فري مان وآخرون (Freeman& etal., 2011) والتي هدفت إلى التعرف على علاقة الذکاء الروحى بأنماط الشخصية (النمط الواقعي، البحثي، الفني، المغامر، الاجتماعي، التقليدي). وأجريت الدراسة على (480) طالب وطالبة بواقع (250) طالبًا و(221) طالبة. وانتهت الدراسة إلى أنه توجد فروق ذات دلالة إحصائية فى الذکاء الروحى بين الذکور والإناث لصالح الإناث، وأن طلبة الجامعة عموماً لديهم ذکاء الروحى، کما أظهرت النتائج وجود علاقة إيجابية ودالة بين النمط الاجتماعي والفني وبين الذکاء الروحي وکما وجدت علاقة ضعيفة وسالبة مع النمط المغامر والتقليدي وعلاقات معتدلة مع باقي الأنماط.

-     دراسة هيلدبرانت (Hildebrandt, 2011)والتي هدفت إلى التعرف على العلاقة بين الذکاء الروحي والنمو الأخلاقي والقيادة الأخلاقية، وترى الدراسة أن الذکاء الروحي بمثابة الموجه لبوصلة القائد الداخلية للوصول إلى قدراته القيادية الروحية والأخلاقية. وأجريت على مديرين من الجنسين من ثقافات مختلفة ومستويات تعليمية مختلفة ومن أعمار أکبر من 21 سنة. وأظهرت النتائج وجود أبعاد عميقة للقيادة الروحية وللدور الذي تلعبه في البناء المؤسسي الفعال، ووجود علاقة ارتباطية بين الذکاء الروحي ومراحل النمو الأخلاقي المرتفعة. وأن مستوى الذکاء الروحي لا يرتبط بالعمر ولا بالجنس ولا بالمستوى التعليمي ولا بالانتماءات الثقافية.

-     دراسة تيري ونوکيلانين (Tirri& Nokelainen, 2011) والتي هدفت إلى التعرف على صدق مقياس الحساسية الروحية، والذى تکون من (الوعى، لغز الاستشعار، الاستشعار بالقيمة، الاستشعار بالجماعة). أجريت على (496) من المراهقين والراشدين، وقد طبق عليهم کذلک مقياس الذکاءات المتعددة. انتهت الدراسة إلى صدق المقياس، وأن الروحانية تزيد لدى الکبار عن المراهقين، ولا توجد فروق بين الجنسين.

-     فتحي عبد الرحمن الضبع (2012) والتي هدفت إلى التعرف على العلاقة بين الذکاء الروحى والسعادة النفسية. وأجريت الدراسة على (180) طالباً من الذکور المراهقين والراشدين من طلاب جامعة الملک خالد بأبها، وکان المراهقون (97) طالباً من طلاب البکالوريوس من کليات الشريعة و أصول الدين والعلوم الإنسانية والهندسة حيث بلغت متوسط أعمارهم (17،19)، بينما کان الراشدون (83) طالباً من طلاب الدراسات العليا ودبلوم التوجيه والإرشاد بکلية التربية حيث بلغت متوسط أعمارهم (26.19). استخدم الباحث مقياس الذکاء الروحى من إعداد الباحث، ومقياس أکسفورد للسعادة النفسية. وانتهت النتائج إلى وجود علاقة ارتباطية دالة إحصائيًا بين الذکاء الروحى والسعادة النفسية للمراهقين والراشدين، ووجود فروق دالة إحصائية بين المراهقين والراشدين فى الذکاء الروحى لصالح الراشدين ما عدا بعد الممارسة الروحية. ووجود فروق فى الذکاء الروحى لصالح ذوى التعليم الديني ثم يليه الإنساني مقارنة بالعلمي، ويمکن التنبؤ بالسعادة النفسية من خلال الذکاء الروحى.

-     دراسة کاور و سنج ( Kaur& Pal Singh, 2013) والتي هدفت هذه الدراسة إلى التعرف على الفروق بين المعلمين والمهندسين فى الذکاء الروحى وکذلک معرفة أثر الجنس والمکان على الذکاء الروحى، وأجريت على (92) طالب وطالبة من کليات المعلمين والمهندسين. وأظهرت النتائج أن هناک فروقًا فى أبعاد الذکاء الروحى لدى المعلمين والمهندسين، وأنه لا توجد فروق على أثر الجنس أو المکان فى الذکاء الروحى.

-     دراسة کاور (Kaur, 2013) والتي هدفت إلى فحص العلاقة بين الذکاء الروحي والرضا الوظيفي لدى معلمي المدارس الثانوية. بلغت العينة (100) معلم من معلمي المدرسة الثانوية، طبق عليهم مقياس الذکاء الروحي ومقياس الرضا الوظيفي. انتهت الدراسة إلى وجود علاقة إيجابية ذات دلالة إحصائية بين الذکاء الروحي للمعلمين ورضاهم الوظيفي، ووجود فروق ذات دلالة بين معلمي المدارس الحکومية والخاصة في الذکاء الروحي، وأن الذکاء الروحي والرضا الوظيفي لا يتأثر بالنوع.

-     دراسة فيصل الربيع (2013) والتي هدفت الدراسة إلى معرفة مستوى الذکاء الروحي لدى طلبة کلية التربية في جامعة اليرموک، وماذا إذا کان هذا المستوى يختلف باختلاف الجنس ومستوى التحصيل، ومدى إمکانية التنبؤ بالتحصيل من خلال مکونات الذکاء الروحي. بلغت عينة الدراسة (256) طالبًا وطالبة. انتهت الدراسة إلى أن مستوى الذکاء الروحي لدى عينة الدراسة متوسطًا، وأن هناک فروقًا ذات دلالة إحصائية عند مستوى 05, بين الجنسين في الذکاء الروحي. وأن هناک فروقًا في الذکاء الروحي على أثر مستوى التحصيل الدراسي لصالح مرتفعي التحصيل الدراسي، وأنه يمکن التنبؤ بمستوى التحصيل من خلال أبعاد الذکاء الروحي (التفکير الوجودي الناقد، إنتاج المعنى، الوعي المتسامي).

-     دراسة عزيزي وزامانيان (Azizi& Zamaniyan, 2013) والتي هدفت هذه الدراسة إلى التعرف على العلاقة بين الذکاء الروحى واستراتيجيات تعلم المفردات. و أجريت هذه الدراسة على 120 طالباً من جامعة EFLالعامة وجامعة أسد الإسلامية بشيراز. واستخدمت مقياس الذکاء الروحي لــ"King, 2008". وانتهت النتائج إلى وجود علاقة ذات دلالة إحصائية بين الذکاء الروحى واستراتيجيات تعلم المفردات. وکان هناک فروق بين الذکور والإناث فى الذکاء الروحى لصالح الإناث.

-     دراسة سيديکيو (Siddiqui, 2013) والتي هدفت الدراسة إلى التعرف على تأثير دافعية الإنجاز والجنس على الذکاء الروحى. أجريت على (400) طالب وطالبة (200 للذکور، 200 أنثى) من جامعة أليجار الإسلامية بالهند. انتهت الدراسة إلى أن هناک تأثير کبير من الدافعية للإنجاز على الذکاء الروحى، وأنه لا توجد فروق دالة إحصائيًا بين الجنسين فى
الذکاء الروحى.

والدراسة الحالية محاولة من الباحث للتعرف على الفروق في الذکاء الروحي على أثر الجنس والتخصص لدى طلاب الجامعة.

مشکلة الدراسة

باستعراض الإطار النظري والدراسات السابقة المرتبطة بالذکاء نجد أن هناک من يرى بأن الذکاء استعداد فطري، وأن وراثة الذکاء نهاية لا تقبل الجدل(Velden ,1999) ، کما أن هناک من يرى بأن العوامل البيئية والسياق الاجتماعي الذي ينشأ فيه الفرد يلعبان دورًا مهمًا وفعالًا في إثارة هذه القدرة الفطرية (وفيق مختار، 2005؛ روبرت ستيرنبرج، 2010: 40 -87)، فالوراثة والبيئة يتفاعلان لإنتاج السلوک وبالأخص الذکاء  ;Hay- Haley,1999)طارق عامر، 2008: 40) وهذا يتفق مع ما جاءت به نظرية الذکاءات المتعددة في أن الذکاء الروحي فطري ويمکن تربيته وتدعيمه وتنميته بطريقة نفسية عرضية طولية في البيت (;Noble, 2001:65 مدثر سليم أحمد،
2006: 386).

فهو إمکانية بيولوجية يعبر عنها فيما بعد کنتاج للتفاعل بين العوامل التکوينية والعوامل البيئية والناس يختلفون فى مقداره وطبيعته وکيفية تنميته ;Gardner, 1999: 6)خديجة الدفتار، 2011: 28-29).

وإن کانت الدراسات الأجنبية اهتمت بتناول أثر البيئة على الذکاء الروحى إلا أن هناک ندرة فى تناول الذکاء الروحى وعلاقته بالمناخ السائد فى مؤسسات المجتمع العربي بصفة عامة، رغم أننا فى أمس الحاجة إلى ذلک الآن نظراً للتغيرات الواسعة فى مجتمعنا وهو البوصلة الموجهة للحياة (بشرى إسماعيل، 2008: 315).

والدراسة الحالية محاولة للتعرف على العلاقة بين المناخ الأسري المدرک والذکاء الروحي للتعرف على إمکانية تغيير وتربية هذا الذکاء الروحي من خلال مؤسسات التنشئة الاجتماعية، التي يقع عليها عبء تعميق الذکاء الروحى لطلاب الجامعة من أجل مواجهة التغيرات المتلاحقة وأخطار العولمة، وفي ظل هذه التغيرات الواسعة التي تشهدها الساحة العربية التي أصبحت محل اهتمام مؤسسات التنشئة الاجتماعية المختلفة ويأتي في مقدمتها الأسرة، والتي تُعني بتزويد أفرادها بالمعارف والقيم والفضائل والمهارات التي يستطيع بها التفاعل مع العالم المعاصر دون أن يؤثر ذلک على شخصيته فيجعله ذلک إيجابيًا تجاه المشکلات التي تحدث حوله متجاوزًا لها.

والدراسات السابقة اختلفت حول الفروق بين الجنسين في إدراک المناخ الأسري حيث أشارت بعض الدراسات (Pegah, 2009: 79; Mohnraj& latha, 2005: 8) إلى وجود فروق بين الذکور والإناث في إدراک المناخ الأسري، بينما هناک دراسات أخرى (آمال حجازي، 2000؛ فاطمة البدراني، 2009؛ محمد الطالب، 2012؛ أمل ميرة، 2012) لم تجد فروق بين الذکور والإناث في إدراک المناخ الأسري.

کما اختلفت الدراسات السابقة حول الفروق بين أصحاب التخصصات الأکاديمية في إدراک المناخ الأسري، حيث أشارت دراسة (أمل ميرة، 2012) إلى وجود فروق بين طلاب التخصصات العلمية والأدبية والإنسانية في إدراک المناخ الأسري لصالح التخصصات الإنسانية، بينما وجدت دراسة فاطمة المهنا (2011) فروقًا لصالح التخصصات العلمية. بينما انتهت دراسة (فاطمة البدراني، 2009) إلى أنه لا توجد فروق بين طلاب العلمي والأدبي في إدراک المناخ الأسري.

والدراسات السابقة اختلفت حول الفروق بين الجنسين فى الذکاء الروحى، حيث أشارت بعض الدارسات إلى وجود فروق بين الجنسين فى الذکاء الروحى ولصالح الإناث (مدثر أحمد، 2004؛  بشرى إسماعيل، 2007؛ ;Freeman& etal., 2011; Christopher, 2010 ;Azizi& Zamaniyan, 2013 محمد الثقفي، 2013). بينما أشارت دراسات أخرى إلى أنه لا توجد فروق بين الجنسين في الذکاء الروحي (مدثر أحمد، 2006؛ ;Maximo, 2010   ;Tiri& ;Nokelainen, 2011;Mohammadyari, 2012  Kaur& singh, 2013 ;Siddiqui, 2013).

کما اختلفت الدراسات السابقة حول الفروق بين أصحاب التخصصات الأکاديمية فى الذکاء الروحى، حيث أشارت بعض الدراسات إلى وجود فروق بين التخصصات الأکاديمية فى الذکاء الروحى ولصالح التعليم الديني والأزهري والدراسات الإنسانية (مدثر أحمد، 2004؛ فتحي الضبع، 2012). بينما أشارت دراسات أخرى إلى أنه لا توجد فروق بين أصحاب المهن المختلفة في الذکاء الروحي (مدثر أحمد، 2006) ولا فروق في الذکاء الروحي على أثر المستوى التعليمي (Hildebrandt, 2011)ولا فروق بين المعلمين والمهندسين في الذکاء الروحي (Kaur& singh, 2013).

ولهذا فإن الدراسة الحالية تحاول أيضاً الکشف عن هذه الفروق بين الجنسين وبين التخصصات الأکاديمية المختلفة فى کل من إدراک المناخ الأسرى والذکاء الروحى.

وفى ضوء ما سبق يمکن للباحث الحالي صياغة مشکلة الدراسة الحالية فى الأسئلة الآتية:

  1)      هل تختلف درجات الذکور عن درجات الإناث من طلاب الجامعة على مقياس المناخ ا
لأسرى المدرک؟

  2)      هل تختلف درجات طلاب الکليات النظرية عن درجات طلاب الکليات العملية على مقياس المناخ الأسرى المدرک؟

  3)      هل تختلف درجات الذکور عن درجات الإناث من طلاب الجامعة على مقياس الذکاء الروحى؟

  4)      هل تختلف درجات طلاب الکليات النظرية عن درجات طلاب الکليات العملية على مقياس الذکاء الروحى؟

  5)      هل توجد علاقة بين درجات طلاب الجامعة على مقياس المناخ الأسرى المدرک ودرجاتهم على مقياس الذکاء الروحى؟

أهداف الدراسة:

تهدف الدراسة الحالية إلى :

  • ·     الکشف عن الفروق بين الجنسين فى إدراک المناخ الأسرى (المدرک) والذکاء الروحى.
  • ·     الکشف عن الفروق بين طلاب الکليات النظرية والعملية فى إدراک المناخ الأسرى (المدرک) والذکاء الروحى.
  • ·     الکشف عن العلاقة بين المناخ الأسرى المدرک والذکاء الروحى.

وهذا يوضح أثر الجانب البيئي المتمثل في المناخ الأسري على الجانب العقلي من شخصية الطالب الجامعي والمتمثل فى الذکاء الروحى.

أهمية الدراسة:

تنبع أهمية الدراسة الحالية من أهمية العينة التي تجري عليها ومن أهمية المتغيرات التي تتناولها والعلاقة بينها، وذلک يتضح من أن الدراسة الحالية:

§       تجري على طلاب الجامعة الذين يمثلون شريحة مهمة من شرائح المجتمع والتي تنتمي إلى المراهقة المتأخرة (بداية مرحلة الشباب) وهي تتميز بخصائص مهمة لکونها مرحلة التشکيل النهائي للمراهقة.

§      تلقي الضوء على أثر المناخ الأسري المدرک (متغير بيئي اجتماعي) على متغير من متغيرات الشخصية وهو الذکاء الروحي (متغير عقلي) لدى طلاب الجامعة عدة الوطن في
الحاضر والمستقبل.

§      تلقى الضوء على مکونات الذکاء الروحي والذى يعد من المفاهيم الحديثة فى ميدان العلوم النفسية والذى له تأثيره فى حياة الأفراد الاجتماعية والخلقية کما تلقى الضوء على تطوره کامتداد لنظرية جاردنر (Gardner) عن الذکاءات المتعددة وتأثره بالمناخ المدرک فى الأسرة.

§      الدراسة تجرى فى وقت تحول وتغير سريع يمر به المجتمع وانعکست آثاره على مناخ مؤسسات التنشئة الاجتماعية، وضرورة إعادة بنائه بطريقة ملائمة تمکنهم من تجاوز مخاطر الحداثة وذلک بتشکيل ذکائهم الروحى الذى يعد مدخلاً مهماً للتغيير وتوجيه السلوک فى ظل ثقافة العولمة وضياع الهوية.

 

تضيف بعض المقاييس السيکولوجية في الموضوعات التالية :

* المناخ الأسري المدرک.     *الذکاء الروحي.

§      تعد الدراسة الحالية مکملة لسلسة الدراسات فى مجال الذکاء بصفة عامة والذکاء الروحى بصفة خاصة، کما أنها تفيد أولياء الأمور والمربين في تهيئة مناخ أسرى مناسب يمکن من نمو الذکاء الروحي لدى الأبناء الطلاب.

فروض الدراسة

بناء على الإطار النظري الذي بنيت عليه الدراسة الحالية وما توصلت إليه الدراسات السابقة من نتائج، أمکن للباحث أن يصوغ فروض الدراسة على النحو التالي:

1.     لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات الذکور ومتوسطات درجات الإناث من طلاب الجامعة على مقياس المناخ الأسرى المدرک.

2. لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات طلاب الکليات النظرية ومتوسطات درجات طلاب الکليات العملية على مقياس المناخ الأسرى المدرک.

3.     لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات الذکور ومتوسطات درجات الإناث من طلاب الجامعة على مقياس الذکاء الروحى.

4. لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات طلاب الجامعة فى الکليات النظرية ومتوسطات درجات طلاب الکليات العملية على مقياس الذکاء الروحى.

5.     توجد علاقة ارتباطية ذات دلالة إحصائية بين درجات طلاب الجامعة على مقياس المناخ الأسرى المدرک ودرجاتهم على مقياس الذکاء الروحى.

المفاهيم الإجرائية للدراسة

أمکن للباحث الحالي أن يقدم تعريفًا للمناخ الأسري المدرک والذکاء الروحي مؤسسًا على ما قدمه الباحثون السابقون في هذا المجال، وهذا التعريف هو:

أولاً: المناخ الأسرى المدرک Family Climate:

ويعرفه الباحث على أنه: الطابع العام للحياة الأسرية (محمد خليل،2000، 16؛ على حنفي وعبدالفتاح مطر،  2004؛ 807) المدرک من قبل أفراد الأسرة، ويعمل کقوة مهمة ورئيسة في التأثير على سلوکهم  ;Altman& Hodgetts, 1985, 607)عرفة محمود، 2009؛ 6)، حيث تتشکل من خلاله شخصية الفرد وتنمى وتستثمر طاقاته (أمل ميرة، 2012: 253)، وهذا المناخ هو الذى يسمح للأسرة أن تقوم بوظائفها بفاعلية  (زينب غريب، 1993) ويشمل:

1)    مجموعة التفاعلات والعلاقات المتبادلة بين أفراد الأسرة، والتي تتمثل في: التماسک والترابط الأسرى- التعبيرية- إدارة الصراع (فتحي عبدالرحيم وحامد الفقي، 1980؛;Moos& Moss, 1986: 2على حنفي وعبد الفتاح مطر، 2004؛ هبة حافظ، 2007؛   ;Pegah, 2009: 79علاء الدين کفافي، 2010: 17).

2)    اتجاهات الأسرة نحو النمو الشخصي لأفرادها، والتي تتمثل في: الاستقلال- الاهتمام بالإنجاز والأنشطة الثقافية والترفيهية والرياضية- الاهتمام بالحياة الروحية للأسرة ;Moos& Moss, 1986: 2)   ;Braun, 1998محمد خليل، 2000: 21؛ على حنفي وعبد الفتاح مطر، 2004;          ;Bansal& Jaswal, 2006Pegah, 2009: 79).

3)    النظام السائد في الأسرة، والذى يتمثل في: التنظيم والضبط (فتحي عبدالرحيم وحامد الفقي، 1980؛ ;Moos& Moss, 1986: 2محمد خليل، 2000: 21؛ ;Kaur& Jaswal, 2005          Pegah, 2009: 79).

وفي ضوء الإطار النظري والدراسات السابقة وتعريفات المناخ المرتبطة بالمناخ الأسرى (;Ashforth, 1985 ;Moos& Moss, 1986: 2آمال حجازي، 2000؛  محمد خليل، 2000: 21؛ ;Mohanraj& Latha, 2005: 8(Fosco& Grych, 2012.

أمکن للباحث أن يعرف أبعاد المناخ الأسري المدرک من وجهة نظر عضو الأسرة کما يلى: (التماسک والترابط- الأسرى التعبيرية- إدارة الصراع الأسرى- الاستقلال- الاهتمام بالإنجاز والأنشطة المختلفة- الاهتمام بالحياة الروحية الأسرية- التنظيم- الضبط)*.

 ويعرف الباحث المناخ الأسرى المدرک إجرائيًا في الدراسة الحالية  بمجموع الدرجات التي يحصل عليها الطالب الجامعي على أبعاد مقياس المناخ الأسرى المدرک المستخدم في الدراسة الحالية.

ثانيًا: الذکاء الروحي

ويعرف الباحث الحالي الذکاء الروحي على أنه: مجموعة من القدرات أو السمات أو المهارات الفطرية الإنسانية المترابطة غير المستقلة ;Nobel, ;2001: 65) مدثر أحمد، 2006؛ ;Wigglesworth, 2006 بشرى إسماعيل، 2007;  ;Amram& Dryer, 2008 ;King, 2008 فتحي الضبع، 2012) والتي تتکامل مع الذکاءات الأخرى ((Emmons,2000: 10 وهى تتغير مع تغير العمر وتتفاوت من شخص لآخر (;Emmons, 2000: 10Vaughan, ;2002: 16  مدثر أحمد، 2006) والتي تدعمها بيئة الفرد لکى تکسبه القدرة الروحية ;Mayer, 2000 ;Emmons, 2000;Nobel, 2001 مدثر أحمد، 2004) التي تمکنه من الدخول في حالات من السمو والترکيز والسيطرة على العمليات العقلية (;Emmons, 2000;Mayer, 2000;Nobel, 2001 ;Wolman,2001: 83 مدثر أحمد، 2004) والدخول في حالات روحانية عالية     (Mayer, 2000 ;Emmons, 2000) والإجابة عن الأسئلة النهائية حول معنى الحياة والموت ومواجهة مشکلات وأحداث الحياة ( فتحي الضبع، 2012، 120- 139؛ Wolman,2001) والعيش في سلام داخلي بغض النظر عن الظروف(;Wigglesworth, 2006) والمشارکة في الحياة الاجتماعية وتقدير الاختلافات بين البشر (;Wolman, 2001;Wigglesworth, ;2006: 8(Tiri& Nokelainen, 2011وتحقيق التوازن الإنساني بالربط بين الجسد والعقل والنفس والروح ;Vaughan,2002);Zohar& Marshall, 2004: 79 بشرى إسماعيل، 2007) ومن ثم هو مفهوم متعدد الأبعاد؛ ويشمل: (الوعى المتسامي- التفکير الناقد الوجودي- الممارسات الروحية- الشعور (التوجه نحو) بالجماعة- التکامل (السلام) النفسي)*.

ويعرف الباحث الذکاء الروحي إجرائيًا في الدراسة الحالية بمجموع الدرجات التي يحصل عليها الطالب الجامعي على أبعاد مقياس الذکاء الروحي المستخدم في الدراسة الحالية.

إجراءات الدراسة

عينة الدراسة

طبق الباحث أدوات دراسية على (782) طالب وطالبة من الفرقة الثالثة من کليات التربية والآداب والعلوم بجامعة المنصورة بواقع (269) ذکر، و( 513) أنثى، بواقع (454) طالب من الکليات النظرية (ذکور وإناث)، و(328 ) طالب من الکليات العملية (ذکور وإناث)، وقد راعى الباحث في اختيار هذه العينة  أن تکون من المصريين والتماثل في الفرقة الدراسية.

أدوات الدراسة الحالية:

1. مقياس المناخ الأسرى*يتکون المقياس من (64) مفردة موزعة على ثمانية أبعاد (التماسک والترابط الأسرى- التعبيرية- إدارة الصراع الأسرى- الاستقلال- الاهتمام بالإنجاز والأنشطة المختلفة- الاهتمام بالحياة الروحية الأسرية- التنظيم- الضبط). ويستجيب المفحوص باختيار واحدة من الاستجابات التالية (دائمًا- غالبًا- أحيانًا- نادرًا- أبدًا) وتراوحت الدرجة على کل بعد ما بين (8- 40) والدرجة الکلية من (64- 320) والدرجة العالية تشير إلى جودة المناخ الأسري، وقد راعى الباحث الشروط السيکومترية اللازمة للتأکد من صلاحيته للقياس.

2. مقياس الذکاء الروحى*يتکون المقياس من (70) مفردة موزعة على خمسة أبعاد (الوعي المتسامي- التفکير الناقد الوجودي- الممارسات الروحية- التوجه نحو الجماعة- التکامل النفسي). ويستجيب المفحوص باختيار واحدة من الاستجابات التالية (دائمًا- غالبًا- أحيانًا- نادرًا- أبدًا)، وتراوحت الدرجة على کل بعد بين (14- 70) والدرجة الکلية بين (70- 350) والدرجة المرتفعة تشير إلى تمتع الفرد بدرجة عالية من الذکاء الروحي.

نتائج الدراسة مناقشتها وتفسيرها

في ضوء مشکلة  الدراسة والفروض التي قامت عليها قام الباحث بتحليل بيانات الدراسة الحالية على النحو التالي:

-    الفرض الأول للتحقق من هذا الفرض قام الباحث بحساب الفروق بين متوسطات درجات الذکور في العينة الکلية ومتوسطات درجات الإناث في العينة الکلية وذلک على مقياس المناخ الأسري المدرک وجدول (1) يوضح ذلک

جدول (1) المتوسطات والانحرافات المعيارية وقيم (ت) بين مجموعتي الذکور والإناث في العينة الکلية
 في درجات أبعاد المناخ الأسري المدرک (ن ذکور 269، إناث 513)

أبعاد المناخ الأسري المدرک

الجنس

م

ع

ت

1-       التماسک والترابط الأسري

ذکور

34.88

4.79

2.36*

إناث

34.00

5.05

2-       التعبيرية

ذکور

33.21

4.97

91.

إناث

31.86

5.18

3-       إدارة الصراع الأسري

ذکور

32.65

4.72

2.13*

إناث

31.89

4.82

4-       الاستقلال

ذکور

33.00

4.16

2.70**

إناث

32.10

4.57

5-       الاهتمام بالإنجاز والأنشطة المختلفة

ذکور

31.89

4.48

1.88

إناث

31.24

4.69

6-       الاهتمام بالحياة الروحية

ذکور

33.51

4.23

3.21**

إناث

32.29

5.44

7-       التنظيم

ذکور

32.65

4.20

4.59**

إناث

30.97

5.19

8-       الضبط

ذکور

33.92

3.97

4.93**

إناث

32.17

5.06

الدرجة الکلية

ذکور

265.71

25.80

4.03**

إناث

257.50

27.73

* دال عند 05.         ** دال عند مستوى01.

ويتضح من جدول (1): أنه توجد فروق دالة إحصائيًا بين متوسطات درجات الذکور والإناث في العينة الکلية على مقياس المناخ الأسري المدرک في الدرجة الکلية والأبعاد (فيما عدا بعدي التعبيرية والاهتمام بالإنجاز والأنشطة) لصالح الذکور وبذلک لم يتحقق الفرض الأول کليًا.

وتتفق هذه النتائج مع ما توصلت إليه بعض الدراسات السابقة من أنه توجد فروق بين الجنسين في إدراک المناخ الأسري (;Mohnraj& Latha, 2005 Pegah, 2009) وتختلف عن نتائج بعض الدراسات الأخرى التي لم تجد فروقًا بينهما في إدراک المناخ الأسري (آمال حجازي، 2000؛ فاطمة البدراني، 2009؛ أمل ميرة، 2012؛ محمد الطالب، 2012).

ويمکن للباحث تفسير الفروق بين الجنسين في إدراک المناخ الأسري والتي جاءت لصالح الذکور، في ضوء ما يتيحه المجتمع بمؤسساته المعنية بالتنشئة الاجتماعية للأفراد وخاصة الذکور من فرص وإمکانات التعرض لمواقف الحياة المختلفة والتي تصقله وتزوده بالخبرات. وفي ضوء ما تمنحه الأسرة المصرية والمجتمع من حرية للذکور أکثر في التفاعل وما تکرسه من جهد لإعدادهم لتحمل المسئولية والدور الاجتماعي لهم في المستقبل، وکل ذلک يساعدهم على تفهم وإدراک المناخ الأسري بطريقة أفضل.

-    الفرض الثاني للتحقق من هذا الفرض قام الباحث بحساب الفروق بين متوسطات طلاب الکليات النظرية ومتوسطات درجات طلاب الکليات العملية على مقياس المناخ الأسري المدرک. وجدول (2) يوضح ذلک

جدول (2) المتوسطات والانحرافات المعيارية وقيم (ت) بين مجموعتي الکليات النظرية والعملية
في درجات أبعاد المناخ الأسري المدرک {ن الکليات النظرية (454)، الکليات العملية (328)}

أبعاد المناخ الأسري المدرک

المجموعة

م

ع

ت

1-       التماسک والترابط الأسري

النظرية

34.28

4.85

13.-

العملية

34.33

5.16

2-       التعبيرية

النظرية

33.26

4.74

1.84

العملية

32.59

5.56

3-       إدارة الصراع الأسري

النظرية

32.53

4.59

2.58**

العملية

31.63

5.03

4-       الاستقلال

النظرية

32.74

4.16

2.48*

العملية

31.94

4.80

5-       الاهتمام بالإنجاز والأنشطة المختلفة

النظرية

32.05

4.29

4.21**

العملية

30.65

4.95

6-       الاهتمام بالحياة الروحية

النظرية

33.10

4.79

2.56**

العملية

32.16

5.44

7-       التنظيم

النظرية

32.24

4.55

4.70**

العملية

30.58

5.29

8-       الضبط

النظرية

33.05

4.50

1.91

العملية

32.39

5.13

الدرجة الکلية

النظرية

263.25

25.17

3.55**

العملية

256.27

29.65

* دال عند 05.         ** دال عند مستوى01.

ويتضح من الجدول (2): أنه توجد فروق دالة إحصائيًا بين متوسطات درجات طلاب الکليات النظرية والعملية على مقياس المناخ الأسري المدرک وذلک بالدرجة الکلية والأبعاد: إدارة الصراع الأسري- الاستقلال- الاهتمام بالإنجاز والأنشطة المختلفة- الاهتمام بالحياة الروحية- التنظيم ولصالح طلاب الکليات النظرية، وبذلک لم يتحقق الفرض الثاني کليًا.

وهذه النتائج تتفق مع ما انتهت إليه بعض الدراسات بشأن وجود فروق بين أصحاب التخصصات العلمية والأدبية والإنسانية في إدراک المناخ الأسري ولصالح التخصصات الإنسانية (أمل ميرة، 2012) بينما وجدت فاطمة المهنا (2011) أن هذه الفروق لصالح التخصصات العلمية، کما أن هذه النتائج تختلف عن نتائج الدراسات الأخرى التي لم تجد فروقًا بين أصحاب التخصصات العلمية والأدبية والإنسانية في إدراک المناخ الأسري (فاطمة البدراني، 2009).

والفروق بين طلاب الکليات النظرية والعملية على مقياس المناخ الأسري المدرک والتي جاءت لصالح طلاب الکليات النظرية، ويمکن تفسيرها في ضوء ما يتعرض له طالب الکليات النظرية من مناهج وخبرات إنسانية تمکنه من الإلمام بخبرات وثقافات مختلفة تساعده على تقييم تصرفات الآخرين وما يحدث في أسرته على نحو أفضل، والاهتمام بحياته الروحية، وتجعله يأمل في المزيد من حرية التعبير والاستقلال والاهتمام بالأنشطة وممارسة الحياة الروحية والتنظيم والضبط.

-   الفرض الثالث للتحقق من هذ الفرض قام الباحث بحساب الفروق بين متوسطات درجات الذکور والإناث في العينة الکلية على مقياس الذکاء الروحي. وجدول (3) يوضح ذلک

جدول (3) المتوسطات والانحرافات المعيارية وقيم (ت) بين مجموعتي الذکور والإناث في العينة الکلية
في درجات أبعاد الذکاء الروحي (ذکور 296، وإناث 513)

أبعاد الذکاء الروحي

الجنس

م

ع

ت

1-       الوعي المتسامي

ذکور

54.18

6.03

57.

إناث

53.18

6.69

2-       التفکير الناقد الوجودي

ذکور

57.18

6.21

1.54-

إناث

57.90

6.24

3-       الممارسات الروحية

ذکور

57.25

5.79

29.

إناث

57.13

5.69

4-       التوجه نحو الجماعة

ذکور

56.18

5.91

05.

إناث

56.16

5.21

5-       التکامل النفسي

ذکور

56.03

6.73

48.

إناث

55.79

6.71

الدرجة الکلية

ذکور

280.82

24.19

03.-

إناث

280.87

24.78

* دال عند 05.         ** دال عند مستوى01.

ويتضح من جدول (3) أنه لا توجد فروق دالة إحصائيًا بين متوسطات درجات الذکور والإناث في الأبعاد والدرجة الکلية في العينة على مقياس الذکاء الروحي، وبذلک تحقق الفرض الثالث کليًا.

وهذه النتائج تتفق مع نتائج الدراسات التي لم تجد فروقًا بين الجنسين في الذکاء الروحي مثل دراسة (;Maximo, 2010 مدثر أحمد، 2006؛ ;Hildebrant, 2011 ;Kaur, 2013 (Siddiqui, 2013.

ولکنها تختلف عما انتهت إليه دراسات أخرى من وجود فروق بين الجنسين في الذکاء الروحي مثل دراسة (مدثر أحمد، 2004؛ بشرى إسماعيل، 2007؛ Azizi& Zamaniyan, 2013).

ويمکن للباحث تفسير عدم وجود فروق دالة إحصائيًا بين الجنسين في الذکاء الروحي في ضوء الإطار الثقافي والاجتماعي والديني المصري الذي تشجع فيه التنشئة الاجتماعية على المساواة بين الجنسين في الکثير من الأدوار الاجتماعية. وتطالب کل منها بالتسلح بالوعي والقدرة على التفکير والالتزام بالفضائل ومراعاة حقوق الآخرين والمرونة لتحقيق توازن بين السلام الداخلي والخارجي للفرد.

وفي ضوء ما يسود هذا الإطار من أحکام وتعاليم دينية لا تفرق بينهما فکل منهما مطالب بإضفاء القدسية على سلوکه في علاقته بخالقه والناس والتصرف وفق الفضائل المتعارف عليها، وفي ضوء الطريقة الواحدة التي تتعامل بها مؤسسات التنشئة الاجتماعية مع الجنسين وتعرضهما لدراسات ومقررات واحدة وتطالب کل منهما بتوظيف قدراته ومهاراته في التعامل مع المواقف الحياتية والروحانية وإظهار سلوکيات روحانية متقاربة، لذا فإن الجنس لم يعد متغيرًا فارقًا في الممارسات الروحانية.

-    الفرض الرابع للتحقق من صحة هذا الفرض قام الباحث بحساب الفروق بين متوسطات درجات طلاب الکليات النظرية ومتوسطات درجات طلاب الکليات العملية على مقياس الذکاء الروحي. وجدول (4) يوضح ذلک

جدول (4) المتوسطات والانحرافات المعيارية وقيم (ت) بين مجموعتي الکليات النظرية والعملية
في درجات أبعاد الذکاء الروحي (ن النظرية 454، ن العملية 328)

أبعاد الذکاء الوحي

المجموعة

م

ع

ت

1-       الوعي المتسامي

النظرية

54.54

6.55

2.76**

العملية

53.25

6.29

2-       التفکير الناقد الوجودي

النظرية

57.53

6.26

62.-

العملية

57.81

6.20

3-       الممارسات الروحية

النظرية

57.70

5.49

1.90

العملية

56.71

6.01

4-       التوجه نحو الجماعة

النظرية

56.72

6.08

3.02**

العملية

55.39

6.06

5-       التکامل النفسي

النظرية

56.75

6.18

4.36**

العملية

54.65

7.24

الدرجة الکلية

النظرية

283.05

24.94

2.95**

العملية

277.82

23.72

* دال عند 05.         ** دال عند مستوى 01.

ويتضح من جدول (4) وجود فروق دالة إحصائيًا بين مجموعتي الطلاب في الکليات النظرية ومجموعة الطلاب في الکليات العملية في الدرجة الکلية للذکاء الروحي وبعض أبعاده (الوعي المتسامي- التوجه نحو الجماعة- التکامل النفسي) ولصالح طلاب الکليات النظرية، وبذلک لم يتحقق الفرض الرابع کليًا.

وهذه النتائج تتفق مع نتائج الدراسات التي وجدت فروقًا على أثر التخصصات ونوع التعليم والمهن المختلفة في الذکاء الروحي مثل دراسة (مدثر سليم، 2004؛ بشرى إسماعيل، 2007؛ فتحي الضبع، 2012). لصالح أصحاب الدراسات الدينية والإنسانية والأدبية مقارنة بالدراسات العلمية. بينما تختلف عن نتائج دراسات أخرى لم تجد فروقًا على أثر التخصص ونوع التعليم مثل دراسة (مدثر أحمد، 2006؛ Hildebrant, 2011).

ويمکن للباحث تفسير وجود فروق دالة إحصائيًا بين طلاب الکليات النظرية وطلاب الکليات العملية في الذکاء الروحي ولصالح طلاب الکليات النظرية، في ضوء طبيعة التخصص وما يدرسه الطالب من مقررات في الکليات النظرية تتناول قضايا تختص بالتفاعل والعلاقات الإنسانية والمهارات الاجتماعية وتشجع على العلاقات الاجتماعية والتواصل الاجتماعي وتعزز الثقة بالنفس والتعاطف مع الأخرين والتوجه إليهم ومراعاة مشاعرهم، کما أن هذه المقررات تتضمن معالجة لقضايا إنسانية تسمو بالروح والصلة بالخالق والبشر مقارنة بما يدرسه طلاب الکليات العملية من مقررات تتعامل مع أرقام ومعادلات رياضية وقوانين علمية. هذا لا يعني أن طلاب الکليات العملية ليس لديهم ذکاء روحي ولکن يعني أن نمط التخصص يساعد على تبني أنماط سلوکية وتعزيزها وقد تکون بعيدة عن الجوانب الروحية.

-    الفرض الخامس للتحقق من هذا الفرض قام الباحث بحساب معامل الارتباط بين درجات أفراد العينة على مقياس المناخ الأسري المدرک ودرجاتهم على مقياس الذکاء الروحي. وجدول (5) يوضح ذلک

جدول (5) معاملات الارتباط بين درجات أبعاد المناخ الأسري المدرک
وکل من درجات أبعاد الذکاء الروحي لطلاب العينة ن= 782

                           أبعاد الذکاء الروحي

أبعاد المناخ الأسري المدرک

الوعي

المتسامي

التفکير

الناقد الوجودي

الممارسات

الروحية

التوجه

نحو الجماعة

التکامل

النفسي

الدرجة

الکلية

1-    التماسک والترابط الأسري

040.

012.

042.

022.

067.

041.

2-    التعبيرية

055.

038.-

040.

040.

056.

039.

3-    إدارة الصراع الأسري

007.

013.

018.

028.

069.

028.

4-    الاستقلال

062.

018.-

022.-

035.

091.*

040.

5-    الاهتمام بالإنجاز والأنشطة المختلفة

059.

026.

055.

080.*

090.*

079.*

6-    الاهتمام بالحياة الروحية

058.

013.

040.

045.

073.*

059.

7-    التنظيم

075.*

030.

069.

057.

105.**

086.*

8-    الضبط

034.

024.-

035.

015.

041.

026.

الدرجة الکلية

069.

007.*

050.

057.

104.**

071.*

* دال عند 05.         ** دال عند مستوى 01.

ويتضح من جدول (5) أن هناک علاقة إيجابية دالة إحصائيًا بين بعد الاستقلال وبعد التکامل النفسي، وبين الاهتمام بالإنجاز والأنشطة وکل من بعدي التوجه نحو الجماعة والتکامل النفسي وبالدرجة الکلية للذکاء الروحي، وبين بعد الاهتمام بالحياة الروحية للأسرة وبعد التکامل النفسي، وبين التنظيم وکل من الوعي المتسامي والتکامل النفسي والدرجة الکلية للذکاء الروحي، وبين الدرجة الکلية للمناخ الأسري المدرک وبين کل من بعد التکامل النفسي والدرجة الکلية للذکاء الروحي، وبذلک فإن الفرض الخامس تحقق جزئيًا.

وتوجد علاقات ارتباطية دالة بين المناخ الأسري والذکاء الروحي يتفق مع ما يراه منظري الذکاء الروحي من أنه قدرة فطرية ومکتسبة يمکن تربيتها في الإنسان من خلال التدريب عليه في مؤسسات التنشئة الاجتماعية (Nobel, 2001) وأن الممارسات الوالدية الإيجابية لها علاقة بالذکاء الروحي (Javdan& Nickkerdar, 2011) وأن البيئة الأسرية الملائمة لها تأثير على الذکاء الروحي (Vibha, 2013 ;Pacheri& Jhunj, 2012) فبيئة الفرد هي التي تکسبه القدرة الروحية التي تمکنه من الدخول في حالات روحانية عالية والعيش في سلام داخلي والمشارکة في الحياة الاجتماعية Emmons, 2000; Wigglesworth, 2006)).

ويفسر الباحث هذه العلاقات الإيجابية بين المناخ الأسري المدرک والذکاء الروحي في ضوء أن قواعد السلوک الروحي والتدرب عليه وممارسته تعد نواحي مکتسبة ومن ثم فإن الروحانية مرکب اجتماعي مکتسب من البيئة وتعتمد على:

      1)    اکتساب معلومات وتنمية قدرات روحانية لإصدار الممارسات الروحانية.

      2)    تحويل القدرات الروحانية إلى أفعال عن طريق الإثارة والتحفيز من جانب القائمين على التربية لأبناء الأسرة.

وعندما لم تظهر علاقات بين بعض جوانب المناخ الأسري المدرک والذکاء الروحي فإن الباحث يعتبرها حالات خاصة يصعب تقييمها وقبولها ولذا فهي بحاجة إلى دراسات مقبلة
للتأکد منها.

توصيات الدراسة

وبناء على ما سبق، وإذا جاز للباحث الحالي أن يستند إلى ما انتهت إليه الدراسة الحالية من نتائج فإنه يستطيع في نطاق حدودها أن يتقدم ببعض التوصيات التي تسهم في تکوين وتنمية وتعميق قدرات ومکونات الذکاء الروحي لدى طلاب الجامعة واستثارة ممارساتهم الروحية وتهيئة الظروف المناخية الملائمة للارتقاء بذکائهم الروحي. وهذه التوصيات تضم ما هو نمائي وما هو وقائي؛ وهي:

-    ضرورة أن ترکز الدراسات النفسية على الجوانب الإيجابية لدى طلاب الجامعة لما له من تأثير إيجابي على مستوى الفرد والمجتمع.

-    ضرورة إتاحة الفرص للأبناء بممارسة التأمل في الکون والطبيعة والنفس وفي مخلوقات الله ولو لبعض الوقت.

-    ضرورة قيام الوالدين والمربين والمرشدين بمناقشة الأبناء في طموحاتهم وأهدافهم وإرشادهم إلى کيفية تحقيقها بطريقة سليمة مما يساهم في إدراکهم لمعاني حياتهم.

-    الاهتمام بالتنشئة الدينية والأخلاقية داخل الأسرة ووضع برامج دينية هادفة تنمي الوعي الروحي وتکون نسقًا قيميًا وأخلاقيًا وفلسفة للحياة تساعدهم على تحديد أهدافهم.

-    على الأسرة استغلال الوازع الديني لدى الأبناء في تکوين اتجاهات إيجابية نحو ظروفهم الحالية وتقبلهم لأنفسهم والرضا عن حياتهم.

-    مساعدة الأبناء على البحث عن معنى الحياة وامتلاک النية والإرادة لتحقيق الهدف من الحياة.

-    مساهمة الأسرة في تنمية الثقة بالنفس والإيمان بقضاء الله وقدره والتحلي بالفضائل.

-    التزام الوالدين والمربين بإضفاء القدسية على السلوک لتقديم نماذج قدوة متعمقة
بالذکاء الروحي.

-    تدريب الأبناء على مراعاة حقوق الآخرين.

-    ضرورة اهتمام الأسرة بتدريب الأبناء على التسامي بالذات، وغرسها في نفوسهم عن طريق تدريبهم على الحساسية تجاه مشاعر الآخرين والاهتمام بها.

-    اهتمام الأسرة بإتاحة الفرص أمام الأبناء للمشارکة في الأنشطة الدينية وتحت رعاية ذوي الفکر الديني الوسطي.

-    توعية الآباء بأهمية قضاء وقت کاف مع الأبناء وفي ظل جو نفسي مشبع بالحب والود والأمن والتقبل والتقدير والحوار والتعبير عن الذات.

-    الاهتمام بالمناسبات الدينية وأحداث الحياة لأخذ العبر الروحية منها وتقوية الاتصال بالخالق.

-    التزام الآباء والمربين بوضع ضوابط للعمل والالتزام بها.

-    تدريب الأبناء على تحمل المسئولية والإحباط ومواجهة المصاعب المختلفة.

-    حرص الآباء والمربين على مراعاة العدالة والالتزام بالأخلاق الحميدة.

-    تدريب الأبناء على إثارة روح الجماعة وسيادة الروح العائلية والبعد عن الأنانية ونبذ الفردية وإعلاء التعاون والتضحية وإنکار الذات.

-    تدريب الأبناء على الالتزام بالمعايير والعقود والوفاء بالوعود.

-    تقديم الخدمات النفسية والاجتماعية الإرشادية والتربوية من جانب المجتمع لطلاب الجامعة لکي يصبح کل منهم متمتعًا بذکاء روحي يمکنه من الانخراط في الحياة الاجتماعية وهو مسلح بالوعي والقدرة على التفکير الناقد ملتزمًا بالفضائل الأخلاقية ومحبًا للآخرين
ومتوازنًا نفسيًا.

أخيرًا.......... الدراسة الحالية لا تعدو أن تکون محاولة لمزيد من الدراسات التي تهدف إلى التعرف على طبيعة الذکاء الروحي والعوامل التي يمکن أن تؤثر فيه (ومنها المناخ الأسري) وذلک من أجل صورة أکثر وضوحًا عن الذکاء الروحي.

الدراسات المقترحة

بناء على نتائج الدراسة الحالية واستکمالًا لها يمکن للباحث أن يقترح إجراء الدراسات التالية:

-    الذکاء الروحي للآباء وعلاقته بالذکاء الروحي لدى الأبناء.

-    الذکاء الروحي وعلاقته بأنماط الشخصية.

-    الذکاء الروحي وعلاقته بالتطرف الديني.

-    الذکاء الروحي وعلاقته بأساليب مواجهة الضغوط الأسرية لدى الآباء.

-    الذکاء الروحي وعلاقته بالتوافق المهني والزواجي لدى المعلمات.

-    فعالية برنامج إرشادي في تنمية الذکاء الروحي لدى طلاب الجامعة من ذوي
التخصصات العلمية.



* يمکن الرجوع إلى رسالة الماجستير المقدمة من الباحث للتعرف على تعريف هذه الأبعاد

 

* يمکن الرجوع إلى رسالة الماجستير المقدمة من الباحث للتعرف على تعريف هذه الأبعاد

المراجع:
 1)ابتسام مفتاح الخفيفي (1999): بعض أساليب المعاملة الوالدية کما يدرکها الأبناء وعلاقتها بالقدرة على التفکير الابتکاري لدى عينة من طلبة جامعة قاريونس ، رسالة ماجستير ، غير منشورة ، کلية الآداب ، جامعة قاريونس.
   2)      إسماعيل عبد الفتاح عبد الکافي (2002): الذکاء وتنميته لدى أطفالنا. القاهرة: مکتبة الدار العربية للکتاب.
 3)آمال محمود حجازي (2000): العلاقة بين المناخ الأسرى والنضج الخلقي للأبناء المراهقين. رسالة ماجستير غير منشورة، معهد الدراسات العليا والبحوث التربوية، القاهرة.
 4)أمل کاظم ميرة (2012): المناخ الأسري وعلاقته بالتکيف الأکاديمي عند طلبة الجامعة. مجلة البحوث التربوية والنفسية، کلية التربية للبنات، بغداد. العدد 33، 793- 852.
 5)إيمانعباس الخفاف وأشواق صبر ناصر (2012): الذکاء الروحى لدى طلبة الجامعة. مجلة کلية التربية الأساسية، جامعة المستنصرية. العدد 75، المجلد 18، 377-455.
   6)      بدر محمد الأنصاري (1997) :الشخصية من المنظور النفسي ، الکويت : دار الکتاب الجامعي.
 7)بشرى إسماعيل أحمد أرنؤوط ( 2008 ): الذکاء الروحي وعلاقته بجودة الحياة. القاهرة: مجلة رابطة التربيةالحديثة, عدد 2، مجلد 1, 313 - 389 .
 8)بشرى إسماعيل أحمد أرنؤوط (2007): الذکاء الروحي وعلاقته بسمات الشخصية لدى عينات عمرية مختلفة، مجلة کلية التربية ،جامعة بنها ، عدد 17، 125-190.
 9)خديجة إسماعيل الدفتار (2011): الذکاء الروحي لدى الأطفال. عمان: دار الفکر
للنشر والتوزيع.
  10)     روبرت ستيرنبرج (2010):الحکمة والذکاء والإبداعية رؤية ترکيبية (ترجمة هناء سليمان). القاهرة: المرکز القومي للترجمة، العدد 1683.
 11)زينب عبد الرازق غريب (1993): شبکة الاتصال بين أفراد الأسرة المصرية وعلاقتها بالجو الأسرى العام. رسالة ماجستير، غير منشورة، کلية البنات، جامعة عين شمس.
 12)سامية بن لادن (2001): المناخ الدراسي  وعلاقته بالتحصيل والطمأنينة النفسية لدى طالبات کلية التربية. مجلة کلية التربية بالرياض، عدد 25، ج1.
  13)     طارق عبد الرؤوف عامر (2008):الذکاءات المتعددة. القاهرة: دار السحاب للنشر والتوزيع.
 14)عبد المطلب القريطي (1989) :المتفوقون عقليا مشکلاتهم في البيئة الأسرية والمدرسية ودور الخدمات النفسية في رعايتهم .مجلة رسالة الخليج العربي ،مکتب التربية العربي لدول الخليج ،العدد 28 ، السنة9.
  15)     علاء الدين کفافي (2010): مقاييس المناخ الأسري والعمليات الأسرية. الفيوم: دار العلم.
 16)علي حنفي وعبد الفتاح مطر (2004): المناخ الأسرى وعلاقته باضطرابات الأکل لدى المراهقين سمعياً. المؤتمر السنوي للإرشاد بجامعة عين شمس، السنة 11، 794- 852.
  17)     فاطمة خلف المهنا (2011): المناخ الأسري وعلاقته بالتفکير الإبداعي لدى طلبة جامعة الجوف. رسالة ماجستير، غير منشورة. جامعة اليرموک.
 18)فاطمةمحمد صالح البدراني (2009): المناخ الأسري لدى طلبة جامعة الموصل. مجلة أبحاث کلية التربية الأساسية-جامعة الموصل- العراق، المجلد ٨ ، العدد ٤، 90.
 19)فتحي عبد الرحمن الضبع (2012): الذکاء الروحى وعلاقته بالسعادة النفسية لدى عينة من المراهقين والراشدين. دراسات عربية فى التربية وعلم النفس، العدد29، الجزء
الأول، 137- 176.
 20)فتحي السيد عبد الرحيم وحامد الفقي ( 1980 ): مقياس العلاقات الأسرية والتطابق بين أعضاء الأسرة. کتاب التعليمات، القاهرة: مکتبة الأنجلو المصرية.
 21)فتحية أحمد إبراهيم نصير (1998): إدمان الأبناء وعلاقته بالمناخ الأسري وشخصية الأبناء (دراسة ميدانية). رسالة دکتوراة، غير منشورة. کلية البنات،  جامعة عين شمس.
  22)     فؤاد البهي السيد (2000): الذکاء، ط5. القاهرة: دار الفکر العربي.
 23)فيصل خليل الربيع (2013): الذکاء الروحي وعلاقته بالجنس ومستوى التحصيل لدى طلبة کلية التربية بجامعة اليرموک بالأردن. المجلة الأردنية للعلوم والتربية. مجلد9،
عدد4، 353- 364.
 24)محمد بيومي خليل (2000): سيکولوجية العلاقات الأسرية. القاهرة: دار قباء للطباعة
والنشر والتوزيع.
 25)محمد عبد العزيز الطالب (2012) البيئة الأسرية الداعمة لنمو الموهبة کما يدرکها التلاميذ المتفوقين وعلاقتها ببعض المتغيرات الديموغرافية، دراسة ميدانية على تلاميذ الموهوبين بولاية الخرطوم. المجلة العربية لتطوير التفوق -جامعة العلوم والتکنولوجيا، اليمن.
المجلد 3، العدد5.
 26)مدثر سليم أحمد (2004 ): الذکاء الروحى لدى طلاب الجامعة وعلاقته بتوافقهم النفسي والاجتماعي وتوافقهم المهني ( دراسة تطبيقية ). المؤتمر السنوي الحادي عشر للإرشاد النفسي، جامعة عين شمس، 289 – 331 .
 27)مدثر سليم أحمد (2004): نحو بناء جديد لنظرية في الذکاء. مجلة دراسات في الخدمة الاجتماعية والعلوم الإنسانية- تصدرها کلية الخدمة الاجتماعية بجامعة حلوان، عدد16، ج2، إبريل، 563- 600.
 28)مدثر سليم أحمد (2006): قياس الذکاء الروحي لدى بعض الشرائح المهنية وعلاقته ببعض الأبعاد الديموجرافية (دراسة تطبيقية) ،القاهرة، المجلة المصرية للدراسات النفسية، إبريل، المجلد 16، العدد 51، 373- 410.
 29)هبة محمد حافظ (2007): المناخ الأسري وبعض المتغيرات النفسية لدى عينة من الأطفال المتلجلجين (المتلعثمين). رسالة ماجستير، غير منشورة. معهد الدراسات والبحوث التربوية، جامعة القاهرة.
 30)وفيق صفوت مختار (2005): سيکولوجية الأطفال الموهوبين ، القاهرة : دار العلم والثقافة
للنشر
والتوزيع.
31)     Altman, A., & Hodgetts, L. (1985): Organization behavior theory. New York: Jovanovich publishers. 607- 635.
32)     Amram, Y.,& Dryer, C.(2008): The Integrated Spiritual Intelligence Scale (ISIS): Development and Preliminary Validation. Paper Presented at the 116th Annual Conference of the American Psychological Association Boston, MA, August 14-17.
33)     Ashforth, B. (1985): Climate formation : issues and extensions. The Academy of Management Review, VOL. 10, NO. 4, 837-847.
34)     Azizi, M., & Zamaniyan, M. (2013): The relationship between spiritual intelligence and vocabulary learning strategies in EFL learners .Theory and Practice in Language Studies, Vol. 3, No. 5, 852-858, May.
35)     Bansal, S.,& Jaswal, T. (2006): Relationship Between Quality of Home Environment, Locus of Control and Achievement Motivation Among High Achiever Urban Female Adolescents. Journal of Human Ecology, Vol.19, No.4, 253-257.
36)     Christopher, K. (2010): Spiritual intelligence and imagination in new zealand students. Thesis submitted in fulfilment of the requirements for the degree of Doctor of Education, The University of Auckland, New Zealand.
37)     Emmons, R. (2000a): Is spirituality an intelligence? Motivation, Cognition and the Psychology of Ultimate Concern. International journal for the psychology of religion, VOL. 10, NO. 1, 3- 26.
38)     Fosco, G., & Grych, J. (2012): Capturing the family context of emotion regulation: a family systems model comparison approach. Journal of Family, VOL. 33, 1-22.
39)     Freeman, M., & etal.(2011): relationship intelligence spiritual to the personal patterns of college students. Counselor education and supervision, Vol. 46, No. 4, 254-265.
40)     Gardner, H. (1999): Frames of Mind: The theory of multiple intelligences. New York: Basic Books.
41)     Gardner, H. (2000): A case against spiritual intelligence. International Journal for the Psychology of Religion, Vol. 10No. 1, 27-34.
42)     Hay, D. (1999): The development genetics of intelligence , In Anderson Mike(ED): The development of intelligence, Press/ Taylor &Francis, Hove, England (UK) .
43)     Hildebrant, l.  (2011): Spiritual intelligence: Is it related to a leader's level of ethical development. Un published doctoral thesis, school of business technology, Capella University.
44)     Hosseini, M., Elias, H.,  Krauss, S., & Aishah, S. (2010): A review study on spiritual intelligence adolescence and spiritual intelligence factors that may contribute to individual differences in spiritual intelligence, and the related theories. International Journal of Psychological Studies, VOL. 2, NO. 2, 179- 188. 
45)     Jain, M.,& Purohit, P. (2006): Spiritual Intelligence: A Contemporary Concern with Regard to Living Status of the Senior Citizens. Journal of the Indian Academy of Applied Psychology, Vol. 32, No. 3, July , 227 - 233.
46)     Javdan, M., & Nickkerdar, A. (2011) :the study relationship between parenting styles and spiritual intelligence . journal of life science and biomedicine, Vol. 1, 24 - 27.
47)     Kaur, G., & Pal Singh, R. (2013) : Spiritual intelligence of prospective engineers .and teachers in relation to their gender, locality and family status. Educationia Confab, VOL. 2, NO. 1, January ,27:42.
48)     Kaur, M. (2013): Spiritual Intelligence of Secondary School Teachers in Relation to Their Job Satisfaction. International Journal of Educational Research and Technology, VOL. 4, NO. 3, 104-109.
49)     Kaur, R., & Jaswal, S.(2005): Relationship between strategic emotional intelligence and family climate of Punjabi adolescents. Anthropologist, Vol. 7, No. 4, 293-298.
50)     King, D. (2008): Rethinking claims of spiritual intelligence: a definition, model, and measure. Thesis Submitted to the Committee on Graduate Studies in Partial Fulfillment of the Requirements for the Degree of Master of Science in the Faculty of Arts and Science, Ontario, Canada.
51)     Levin, S. (2000): Putting the shoulder to the wheel: a new biomechanical model for the shoulder girdle. Biomed Sci Instrum, VOL. 33, 131- 136.
52)     Lorie, A. (2000) :Making creativity and imagination part of curriculum, E.D. 444, VOL. 197, 1 - 4.
53)     Maximo, S. (2010): The concept of spiritual intelligence, its correlates with stress management and variation across selected variables. Thesis M.S. : Guidance and Counseling, Saint Louis University, Baguio City.
54)     Mayer, J. (2000) :Spiritual intelligence as spiritual consciousness, international, journal for psychology of religion, VOL. 10, No. 1, 47-50.
55)     Mohammadyari, G. (2012): Relationship between Parent’s Spiritual Intelligence, Level of Education and Children’s Mental Health. Procedia - Social and Behavioral Sciences, VOL. 69, 2114 – 2118.
56)     Mohanraj, R., & Latha. (2005): Perceived Family Environment in Relation to Adjustment and Academic Achievement. Journal of the Indian Academy of Applied Psychology, Vol. 31, No.1, 18-23.
57)     Moos, R., & Moos, B. (1986): Family environment scale manual. Palo Alto, CA: Consulting psychologists press.
58)     Noble, K. (2001) :Riding the wind horse : spiritual intelligence and growth of the self. advanced development Journal, Vol. 9, 65-82.
59)     Pacheri, B, Jhunj. H. (2012) :spiritual intelligence in relationship to self-esteem and family environment of the pre-service teacher at the secondary stage. An international research journal, VOL. 4, 59- 60.
60)     Pegah, F. (2009): Study of Family Environment and Adolescents' Positive Mental States viz. Happiness, Optimism and Hope: A Cross-Cultural Perspective. Andisheh va Raftar, Vol.4, No. 13, 79- 90.
61)     Pratt, M.,& etal. (1999): Predicting Adolescent Moral Reasoning From Family Climate: A Longitudinal Study. Journal of Early Adolescence, Vol. 19 No. 2, 148- 175.
62)     Selman, V.,& etal. (2005): Spiritual- Intelligence/Quotient. College Teaching Method and Styles Journal. Vol. 1, N. 3, 23- 30.
63)     Seybold, K,.& Hill, P. (2001): The role of religion in mental and physical health. Current directions in psychological science, VOL. 10, NO. 1, 21-24.
64)     Siddiqui,  Z. (2013): Effect of Achievement Motivation and Gender on Spiritual Intelligence. Educationial confab, Vol. 2, No. 6, 320- 325.
65)     Tirri, K., & Nokelainen, P. (2011): Spiritual Sensitivity Scale. Moral development and citizenship education, Vol. 5, 15-36.
66)     Vaughan, F. (2002): What is Spiritual Intelligence. Journal of Humanistic Psychology, Vol. 42, No. 2, 16-33.
67)     Velden, M. (1999) : The heritability of intelligence: A never ending debate. Cahiers de psychologie cognitive, VOL. 70, NO. 2, 110- 115.
68)     Vibha, K. (2012): Spiritual Intelligence in Relation To Self-Esteem and Family Environment of The Pre-Service Teachers at The Secondary Stage.International Indexed& Referred Research Journal, VOL. 5, No. 26, 59- 60.
69)     Wigglesworth, C. (2006): Why Spiritual Intelligence Is Essential to Mature Leadership. Review, VOL. 6, NO. 3, 1-7.
70)     Wolman, R. (2001) :thinking with your soul: spiritual intelligence and way it matters, New York, random house.
71)     Zohar, D.,& Marshal, I (2004): Spiritual capital: wealth we can live. California: Berrett-Koehler.