أطر معالجة ثورة 25 يناير 2011 المصرية فى المواقع الإلکترونية لصحيفتى النيويورک تايمز الأمريکية والجارديان البريطانية "دراسة تحليلية مقارنة"

نوع المستند : مقالات علمیة محکمة

المؤلفون

1 المدرس المساعد بقسم الإعلام بکلية التربية النوعية بطنطا

2 أستاذ ورئيس قسم الصحافة کلية الإعلام جامعة القاهرة

3 أستاذ الإعلام التربوى المساعد کلية التربية النوعية جامعة المنصورة

المستخلص

الملخص العربي :
مثلت الثورة المصرية رکيزة أساسية لثورات الربيع العربى، وإن کانت البداية فى تونس ، لکنها لم تشهد اهتماماً إعلامياً محلياً أو دولياً مثلما شهدت ثورة 25 يناير 2011 المصرية - بما حملته من رسائل قوية ضد القهر والاستبداد وفساد النظم الحاکمة وقدرة الشعوب علي تغيير واقعها بأيديها سعيا لحرية لم يتمتعوا بها طويلاً، وهو ما لاقي صدي کبيراً في عدد من نظيرتها العربية التي تتقاسم شعوبها ذات القهر والاستبداد ، وهو ما شکل خطوة أولي في طريق تغيير الصورة النمطية للدول والشعوب العربية في وسائل الإعلام الغربية والدولية التي لم تخرج عن إطار التخلف
والهمجية والإرهاب .

واستهدفت الدراسة التعرف على أطر معالجة ثورة 25 يناير 2011 المصرية في المواقع الالکترونية لصحيفتى النيويورک تايمز الأمريکية والجارديان البريطانية، للکشف عن مدى اهتمام موقعى الدراسة بأحداث ثورة 25 يناير ، وکيف تم تصويرها من خلال الأطر الاعلامية التى وظفها موقعى الدراسة ، والتعرف على أوجه الشبه والاختلاف بين موقعى الدراسة في الأطر المستخدمة في کل منهما ، وذلک من خلال تحليل الأطر الکيفى  والکمى للمواد الصحفية التى تناولت ثورة 25 يناير 2011 المصرية.
وتوصلت نتائج الدراسة إلى أن موقعى الدراسة قد اهتما بأحداث ثورة 25 يناير 2011 اهتماماً کبيراً ، وهو ما بدا واضحاً في حجم التغطية التى حظيت بها هذه الأحداث في موقعى الدراسة، کما أوضحت نتائج تحليل الأطر اختلاف الأطر المستخدمة في معالجة ثورة 25 يناير 2011 المصرية في موقعى الدراسة واختلاف ترتيبها في موقعى الدراسة، وجاء إطار ردود الأفعال کإطار مهيمن على التغطية الصحفية لأحداث ثورة 25 يناير 2011، کما غلبت الصفة السلبية على تغطية أحداث الثورة في موقعى الدراسة.

الموضوعات الرئيسية


مقدمة

مثلت الثورة المصرية رکيزة أساسية لثورات الربيع العربى، وإن کانت البداية فى تونس ، لکنها لم تشهد اهتماماً إعلامياً محلياً أو دولياً مثلما شهدت ثورة 25 يناير 2011 المصرية - بما حملته من رسائل قوية ضد القهر والاستبداد وفساد النظم الحاکمة وقدرة الشعوب علي تغيير واقعها بأيديها سعيا لحرية لم يتمتعوا بها طويلاً، وهو ما لاقي صدي کبيراً في عدد من نظيرتها العربية التي تتقاسم شعوبها ذات القهر والاستبداد ، وهو ما شکل خطوة أولي في طريق تغيير الصورة النمطية للدول والشعوب العربية في وسائل الإعلام الغربية والدولية التي لم تخرج عن إطار التخلف
والهمجية والإرهاب .

بدأت الثورة المصرية فى 25 يناير 2011 يوم الاحتفال بعيد الشرطة وکأنها بداية لنهاية الظلم والقهر والتعذيب الذى تمارسه الشرطة مع المواطنين المصريين، وأيضاً بداية نهاية الفساد والتزوير والقهر والفقر الذى عانى منه الشعب المصرى طويلاً حيث کانت البداية قبل يوم 25 يناير 2011 حيث قُتل الشاب السکندري خالد سعيد علي يد رجال أمن مصريين جرّاء اعتراضه علي تعاملهم الفظ معه فى 6 يونيو 2010 والذى تبعه وقوف احمد نصار الناشط الحقوقى امام قسم سيدى جابر يدعوا إلى وقفه احتجاجيه للمطالبه بتسليم المجرمين إلى العداله وکانت بداية الاحتجاجات تضامنا مع خالد سعيد واعتقال حسن عبد الفتاح واحمد جابر نشطاء حرکة شباب 6 أبريل، وتوالت الاحتجاجات على شبکة الانترنت والفيس بوک تحديداً حيث أنشأ مجهول – عُرف فيما بعد بأنه وائل غنيم- صفحة على الفيس بوک باسم " کلنا خالد سعيد" حيث اشراک فيها الآلاف الشباب وکانت بداية انطلاقة ثورة 25 يناير 2011، وإن سبقتها أحداث أخرى مثل التزوير الفج لانتخابات مجلس الشعب 2010، وانتشار الفساد فى کل المجالات والمحسوبية، وارتفاع الأسعار وغيرها من الأسباب التى تداخلت مع بعضها لتشعل الشعب المصرى ليبدأ ثورة لم يکن يتوقعها أحد فى الداخل أو فى الخارج.

ومن جانبها ،  قامت وسائل الإعلام الرسمية في مصر بالتعتيم على التظاهرات والتقليل من شأنها کمرحلة أولي ، تلتها معالجتها کأعمال تخريب وفوضى وخروج علي النظام والقانون، وهو ما لم يدم طويلاً، بفعل المتغير الجديد الذي مثل عامل الحسم في انطلاق ونجاح هذه الثورة ، وهو اعتماد الشباب في کلا البلدين علي شبکة الانترنت  ، وخاصة شبکات التواصل الاجتماعي مثل الفيس بوک وتوتير، في الدعوة للثورة وتوسيع مداها ودعم استمرارها ، لتتواصل التظاهرات بدعوات الانترنت لتنجح في النهاية في إسقاط واحدأً من أقوي وأرسخ نظم الحکم في العالم العربي.

وهو ما يشير إلي أهمية  وفعالية الدور السياسي للانترنت وللشبکات الاجتماعية بخاصة، الذي تعدي حدود تبادل المعلومات والأفکار ، ليصل إلي التفاعل مع الواقع الاجتماعي والسياسي وإحداث تغييرات جوهرية به، حيث أتاحت مواقع التواصل الاجتماعي الفرصة للثوار للتواصل وتبادل المعلومات وتنظيم التظاهرات الحاشدة ومواجهة الخطط الحثيثة لوأد الثورة ومنع انهيار النظام، وهو ما أکدته شواهد کثيرة ، کان أبرزها قيام نظام الحکم في مصر إبان ثورة شعبها،علي حجب شبکة الانترنت وقطع الاتصالات اعترافا منهما بالدور الفعال لهذه الوسيلة.

وعلى الصعيد الدولى أثارت هذه الثورة ردود أفعال دولية غير مسبوقة مثلت تحولا حادا في نظرة العالم – رسميا وشعبيا -  للشعوب العربية ودولها ، وصلت إلي حد الإقرار بأن الثورة المصرية ألهمت الشعوب الغربية  سبل التحضر والسلمية لتحقيق الحرية والعدل والديمقراطية.

حيث تابعت وسائل الإعلام الغربية وعلى رأسها وسائل الإعلام الأمريکية والبريطانية  والإسرائيلية بشغف وخوف شديدين من الثورات العربية وخاصة الثورة المصرية حيث تعتبر مصر الحليف الآمن لأمريکا فى منطقة الشرق الأوسط، وسط مخاوف شديدة من جانب اسرائيل من الغاء معاهدة السلام.

ومن ثم تباينت ردود الأفعال ، سواء الأمريکية أو البريطانية أو الاسرائيلية، تجاه أحداث ثورة 25 يناير 2011 بين مؤيد لتنحى مبارک ظاهراً وبين محايد لم يتبنى اتجاهاً واضحاً وبين رافضاً للثورة ونشر الديمقراطية والحريات فى مصر، ومن ثم تابعت وسائل الاعلام ردود الأفعال هذه وقدمتها بأشکال وطرق مختلفة وفقاً لتوجهات کل صحيفة وانتماءاتها السياسية ومدى تبنيها لوجهة نظر معينة قد تکون وجهة النظر الرسمية فى البلاد، وبناءاً على ذلک قدمت المواقع الاخبارية بما فيها موقعا النيويورک تايمز والجارديان أحداث ثورة 25 يناير 2011 وردود الأفعال الدوليه تجاه هذه الأحداث من زاوية معينة بالترکيز عليها وإغفال زوايا وجوانب أخرى فى الأحداث.

فکان هناک حاجة للتعرف علي سمات المعالجة الإعلامية أو الصحفية فى المواقع الصحفية الأمريکية والبريطانية  لأحداث ثورة 25 يناير 2011 المصرية ومدى التحيز فى هذه المعالجة باعتبارهما العمل الحاسم في رسم مستقبل العلاقة بين الدول العربية الجديدة ونظيرتها الغربية وبخاصة الولايات المتحدة وبريطانيا باعتبارهما من القوى العظمى فى العالم والمتحکمة فى الرأى العام العالمى، و فضلا عن الدولة العبرية ، وهو ما تسعي الدراسة الحالية لتحقيقه.                                                        

وفي سبيل إنجاز هذا الهدف تعتمد الدراسة علي الفروض الأساسية لنظرية تحليل الأطر الإعلامية  باعتبارها المدخل النظري وثيق الصلة بجوهر أهداف هذه الدراسة ، للتعرف علي الأطر التي وظفتها مواقع الصحف الأمريکية والبريطانية متمثلة فى موقع النيويورک تايمز الأمريکى، وموقع الجارديان البريطانى في معالجة أحداث ثورة 25 يناير 2011 المصرية وأهم العوامل المؤثرة في بناء هذه الأطر.

موقع البحث من الدراسات السابقة:

باطلاع الباحث على الدراسات السابقة المتعلقة بموضوع الدراسة ، وجد أنه يمکن تقسيم هذه الدراسات إلى محورين رئيسيين :

المحور الأول : دراسات تناولت نظرية الأطر الإعلامية فى معالجة القضايا المختلفة وخاصة السياسية، والمتعلقة بالثورات العربية بخاصة ،حيث اقتصرت على الدراسات التى تناولت الصحافة بشقيها التقليدي والإلکتروني والاعلام الجديد فقط، وعدم التعرض للدراسات التى تناولت الأطر فى الحروب والقضايا الأخرى، أوالتى تناولت الأطر فى التليفزيون.

1-استهدفت دراسة أيمن محمد إبراهيم بريک (2013) (1)رصد أطر المعالجة الصحفية لقضايا العالم الإسلامي في الصحافة الإلکترونية الأمريکية ، وذلک من خلال التعرف على نوعية هذه الأطر و الاستراتيجيات ( جوانب الترکيز ) التي تعتمد عليها المواقع الصحفية الإلکترونية الأمريکية في معالجتها لقضايا العالم الإسلامي ومنها قضية ثورات الربيع العربى، واعتمدت الدراسة على منهج المسح الاعلامى ، کما استعانت الدراسة بأداة تحليل المضمون والأطر ، وکانت أهم النتائج تبنى موقع النيويورک تايمز اتجاها أقل تحيزا ، وإن کانت معالجته لقضية ثورات الربيع العربى جاءت سلبية في مجملها ، کما هو الحال فيما يتعلق بباقي مواقع الدراسة . وقد رکز هذا الموقع على الأطر السلبية و استراتيجيات الصراع و الرفض و المسئولية ، ولکنه رکز أيضا على استراتيجيات الأخلاق و الاهتمامات الإنسانية في بعض الأحيان.

2- رصدت دراسة شيرين سلامة السعيد الدسوقي (2012) (2) أطر معالجة خطاب کتَاب وکاتبات مقالات الرأي بصحيفة المصري اليوم تجاه أحداث ثورة 25 يناير في الفترة من 27 يناير وحتى 11 فبراير، بهدف تحليل وتفسير علاقة المعتقدات الجندرية السائدة في المجتمع بطبيعة واتجاهات الخطاب الصحفي موضع الدراسة. اعتمدت الدراسة على منهجى المسح الإعلامى إلى جانب المنهج المقارن، کما استعانت الدراسة بأدوات تحليل الخطاب الإعلامي ، وتم اختيار عينة عمدية لمقالات الرأي الخاصة بکتَاب وکاتبات صحيفة المصري اليوم والتي تناولت أحداث ثورة 25 يناير فى الفترة من 27 يناير وحتى 11 فبراير، وتوصلت إلى أن  إطارى الصراع والإستراتيجية کانا الأکثر بروزاً لدى الکتَاب، بينما انفردت الکاتبات بإطار التقييم الأخلاقي والذي لم يظهر لدى الکتَاب على الإطلاق، ويمکن تفسير ذلک في إطار صفتي العقلانية والعاطفية لدى کل منهما حيث يتسم الرجل بالعقلانية، بينما تتسم المرأة بالعاطفية، إلا أنه کان هناک تشابه کبير فيما بينهما في إستخدام إطاري المسئولية والضحية  والجاني.

3- سعت دراسة نائلة حمدى، إيهاب جمعة Naila Hamdy , Ehab H. Gomaa  (2012) .(3) لمعرفة کيف أطرت وسائل الاعلام الحکومية والمستقلة ووسائل الإعلام الاجتماعية الانتفاضة المصرية فى يناير 2011، وذلک من خلال التعرف على کيفية تأطير کل وسيلة للاحتجاجات ، وکيف تم تعريف أو تقديم الاحتجاجات فى کل وسيلة، وکيف تم تصوير أسباب الاحتجاجات ، وکيف تم تصوير الحلول فى کل وسيلة ودرجة الاختلاف أو التشابه بين کل وسيلة، وذلک من خلال تحليل محتوى کمى لعينة الدراسة التى تم اختيارها فى الفترة من 25 يناير 2011 حتى 12 فبراير 2011 من صحف حکومية وصحف مستقلة ، أم بالنسبة لوسائل الاعلام الاجتماعية تم جمع 800 رسالة ، وتوصلت إلى أن إطار الصراع کان أکثر الأطر المهيمنة فى الصحف الحکومية حيث جاء بنسبة 60% ، کما جاء نفس الإطار کإطار مهيمن فى الصحف المستقلة بنسبة 40% ، واختلف الإطار المهيمن فى وسائل الإعلام الاجتماعية حيث کان إطار الاهتمامات الإنسانية بنسبة 80%. أما بالنسبة لتعريف الاحتجاجات فى وسائل الاعلام ، أظهرت نتائج الدراسة أن الصحف الحکومية أطرت الأحداث على أنها مؤامرة conspiracy على الدولة المصرية محذرة من عواقب اقتصادية وتوجيه اللوم والمسئولية عن الفوضى للآخرين، فى حين استخدمت وسائل الإعلام الاجتماعية إطار الاهتمامات الإنسانية فى تعريف الاحتجاجات على أنها " ثورة من أجل الحرية والعدالة الاجتماعية" ، بينما استخدمت الصحف المستقلة مزيجاً combination من هذه الأطر .

4-اهتمت دراسة کيلسى جلوفر kelsey glover (2011).(4) بکيفية تأطير وسائل الإعلام الأمريکية للإخوان المسلمين أثناء الثورة المصرية 2011، ، وذلک لفهم کيف تم تقديم الإخوان المسلمين للشعب الأمريکى. وتم ذلک من خلال تحليل نصوص البث لشبکتى الـ سى إن إن والفوکس نيوز فى الفترة من 25 يناير 2011 وحتى 16 فبراير أى بعد خمسة أيام من استقالة مبارک ،وتوصلت إلى أن الفوکس نيوز خصصت أکثر تغطيتها فى المتوسط للإخوان المسلمين فى برامجها أکثر من الـ سى إن إن . وبعد دراسة السياق الذى ناقش الإخوان المسلمين فى جميع نصوص شبکات الکابل ، ارتبطت النتائج فى معظم الأحيان بالإسلام الراديکالى أو کتهديد للأفکار الديمقراطية لأنه هدف الإخوان فى الفقة الإسلامى . وبلغ متوسط الفوکس نيوز ما يقرب من 98 من کل 100 نص ربطت الإخوان المسلمين بالإرهاب، فى حين بلغ متوسط الـ سى إن إن 35 من کل 100 نص. وذکرت الفوکس نيوز بطريقة روتينية الإخوان المسلمين کعدو للديمقراطية، فى حين قدمت الـ سى إن إن تعليقات ومناقشات أکثر اعتدالاً بين الإخوان المسلمين والرافضين للديمقراطية الإسلامية وأعدت تقارير لذلک.

5-حللت دراسة  اريا عمرانى     Aria Omrani(2011).  (5) کيف أن تأطير الأخبار يُستخدم کأداة لتقديم معنى الإنتفاضة الأخيرة فى العالم العربى، ورکزت الدراسة على ثلاثة مجالات فى هذه العملية التحويلية التى لها أهمية خاصة هى (کيف أن التغييرات فى الأطر الإخبارية ربما تکون واحدة من الأسباب التى أدت إلى الإنتفاضة الأخيرة؟، ما الجمهور الأکثر أهمية لتأطير القصة؟، ما السياق السياسى المحيط بتأطير القضية عندما تم بناء القصة؟)، کما سعت الدراسة للتعرف على کيف يمکن دراسة العلاقة بين السياسات والإعلام فى الإنتفاضة الأخيرة فى مصر وتونس .وتوصلت الدراسة إلى أن وسائل الإعلام لا تعکس مجرد التغيير السياسى، ولکن فى کثير من الحالات تضخم وتسرع التغيير، کما أنها – وسائل الإعلام- يمکن أن تؤدى لتهميش الجماعات السياسية الرئيسية من خلال الأطر أو العناوين.

ثانياً: دراسات تناولت المواقع الإخبارية الإلکترونية  المحلية والدولية والصحافة الإلکترونية، والشبکات الإجتماعية فى معالجة القضايا المختلفة، وخاصة الثورة المصرية .

1-سعت دراسة أشرف جلال حسن محمد (2012).(6) للتعرف على طبيعة وحدود والتأثير الذي قامت به الشبکات الاجتماعية في تشکيل الرأي العام العربي نحو الثورات العربية، اعتمدت هذه الدراسة على منهج المسح بشقيه الوصفى والتحليلى ،کما استخدمت الدراسة أداة الاستقصاء، وتوصلت إلى أن هناک تفوق واضح للشبکات الاجتماعية في تکوين أراء الجمهور نحو الثورات العربية نتيجة لتوافر عاملين أساسيين - کما يؤکد النموذج الديمقراطي المشارک-  وهما سماح هذه الوسائل بحرية أکبر بکثير من الوسائل التقليدية وقدرتها على تحقيق المشارکة بفاعلية. وأن هناک تهديد حقيقي للوسائل التقليدية  التي ثبت عجزها وفشلها  بدرجات مختلفة - سواء کانت خاصة او حکومية – وخاصة مع تطور الشبکات الاجتماعية بوجه خاص والمضمون المرتکز علي المتلقي  Content receive basedبوجه عام.

2-حللت دراسة نواف عبد النبى مسقطى (2012) (7) تغطية الصحف للاحتجاجات المصرية 2011، کما سعت للکشف عن نوع وکثافة التغطية الصحفية للاحتجاجات المصرية والتحولات المحتملة فى النغمات وطبيعة التفاعل بين وسائل الإعلام الرسمية ووسائل الإعلام الاجتماعية، وذلک من خلال تحليل مضمون عينة من صحف "الأهرام المصرية" ، وصحيفة "أخبار العرب" Arab News ، وصحيفة " الصين اليومية" China Daily ، کما تم تمثيل وجهة النظر الأمريکية من خلال صحيفة " الهيرالدتريبيون" Herald Tribune ووجهة النظر الأوربية من خلال صحيفة "الجارديان الدولية" Guardian International وأخيراً صحيفة "الجيروزاليم بوست" الإسرائيلية ، وتوصلت إلى أن کل من کثافة وموضوعية التغطية التى تم تقديمها فى کل صحف الدراسة قد تأثرت إلى حد کبير ، على الرغم من اختلاف سياسات الحکومة والعلاقات الدبلوماسية للدول التى تصدر فيها هذه الصحف . وأکدت الدراسة أيضاً النتائج التى توصلت إليها مکارثى وآخرون (Mc carthy et.al.(1996 وجيتلين (Gitlin 1980)  عن دور الموضوعات Themes السائدة prevailing ودورات اهتمام وسائل الإعلام فى تجديد النوع والکثافة للتغطية المقدمة، وخاصة فى حالة صحيفتى الهيرالدتريبيون والجارديان الدولية. واستخدمت صحيفة الأهرام بصفة خاصة – باعتبارها موالية للحکومة- العديد من الکلمات السلبية من أجل تصوير المحتجين بشکل سلبى، فى محاولة منها لنزع شرعية  delegtimize المتظاهرين ومطالبهم.

3-ناقشت دراسة ناهد الطنطاوى وجولى ويست Nahed EL tantawy, Julie B. Wiest (2011).(8) جدوى أو فائدة نظرية تعبئة الموارد resource mobilization theory فى شرح الحرکات الاجتماعية وتأثيرها من خلال الاستکشاف والاستخدام لوسائل الاعلام الاجتماعية فى الثورة المصرية 2011 من خلال دراسة حالة محددة. واستخدمت الدراسة أسلوب دراسة الحالة الکيفية، وتوصلت إلى  انخراط النشطاء منذ 2009 فى المناقشات على الانترنت حول الظروف الاجتماعية والسياسية التى تطورت فى نهاية المطاف لثورة کاملة القوة. وتم نشر المعلومات حول الأحداث التى أدت إلى الاحتجاجات من خلال تکنولوجيا وسائل الاعلام الجديد، کما قدمت وسائل الاعلام الاجتماعية السرعة والتفاعلية التى لم تکن ممکنة من خلال الاعتماد على تعبئة الموارد التقليدية .

4-  اهتمت دراسة جيلاد لوتان وآخرون Gilad Lotan (2011) (9) بالتعرف على تفاصيل إنتاج الشبکات الاجتماعية وتوزيع الأخبار على تويتر أثناء الثورتين المصرية والتونسية 2011، کما سعت الدراسة للتعرف على العلاقة التکافلية the symbiotic relationship بين وسائل الاعلام والأفراد والأدوار المتميزة للمستخدمين، وکيف کان لتويتر دوراً رئيسياً فى تضخيم amplifying  ونشر المعلومات فى الوقت المناسب فى جميع أنحاء العالم. کما سعت الدراسة للتعرف على الأسباب والدوافع التى أدت إلى قيام الثورة المصرية وکيف کان لوسائل الإعلام الاجتماعية دوراً فى دعم الثورة المصرية، وتوصلت إلى أن الأخبار على تويتر قد شارک فى بنائها المدونين والنشطاء جنباً إلى جنب مع الصحفيين، وهذا يؤکد الفکرة القائلة بأن تويتر يدع المحادثة المنتشرة بين المشارکين والصحافة. خاصة فى سياق الأحداث الإخبارية الرئيسية أوالکبيرة مثل أحداث الثورتين المصرية والتونسية.

5-کشفت دراسة شارلوت ل. هيکسون Charlotte L Hickson(2011)(10)عن العلاقة بين مؤسسات الإعلام التقليدى ووسائل الإعلام الصغيرة فيما يتعلق باستخدام المصادرفى الأخبار ووقت الأزمة، کما سعت الدراسة للمقارنة بين الثورة الإيرانية 1979 والانتفاضة المصرية 2011 من خلال معرفة ما إذا کان الصحفيون يعتمدون الآن أکثر على مواقع وسائل الإعلام الاجتماعية للعثور على أدلة ومصادر موثوق بها اليوم، وعما إذا کانت وسائل الإعلام على الانترنت أصبحت تحت هيمنة واضعى الأجندة مقارنة بوسائل الإعلام المطبوعة، وذلک من خلال تحليل عينة من المواد المنشورة فى صحيفتى النيويورک تايمز الأمريکية والجارديان البريطانية ، وتوصلت إلى أن  وسائل الإعلام الصغيرة أصبحت أداة مفيدة وموثوق بها للصحفيين، وقدمت هذه الدراسة دليلاً على ذلک من خلال المصادر التى اعتمدت عليها صحيفتى النيويورک تايمز والجارديان.

التعليق على الدراسات السابقة :

استفاد الباحث من مراجعة التراث العلمي الخاص بدراسة المواقع الصحفية الإلکترونية، ووسائل الإعلام الإجتماعية فى معالجة الثورات العربية والقضايا السياسية ونظرية تحليل الأطر الإعلامية في عدة نواحي :

- استطاع الباحث بلورة وتحديد مشکلة الدراسة وحدودها، کما ساعدت الباحث فى تحديد الأطر التى يمکن دراستها فى موقعا الدراسة ، کما اهتمت معظم الدراسات بوسائل الإعلام الإجتماعية متمثلة فى الشبکات الاجتماعية مثل الفيس بوک وتويتر،  بينما الدراسة الحالية ترکز على أطر معالجة موقعا النيويورک تايمز والجارديان لأحداث ثورة 25 يناير المصرية، وهو مالم تدرسه أى من الدراسات السابقة بشکل مباشر .

- استفاد الباحث من الدراسات السابقة ، في تحديد النظرية العلمية التي يعتمد عليها البحث فى معالجة موقعا النيويورک تايمز والجارديان لأحداث ثورة 25 يناير 2011 والتي تتمثل في نظرية تحليل الأطر Framing Analysis ، والتي أثبتت - من خلال دراسات عديدة علي المضمون الإخباري في الصحف والتليفزيون – فاعليتها في دراسة سمات واتجاهات المعالجة الإخبارية من قبل وسائل الإعلام للقضايا المثارة وتأثير الأطر التفسيرية التي توظفها هذه الوسائل في معالجتها لهذه القضايا علي اتجاهات الجمهور ومعرفته بشأن هذه القضايا , وأحکام الجمهور وتقييماته للقضايا موضع المعالجة.

- أفادت مراجعة الدراسات السابقة الباحث في تحديد مجتمع  وعينة الدراسة التحليلية، من حيث المضمون ، والفترة المناسبة للتحليل ووحدات التحليل وفئاته.

مشکلة البحث وتساؤلاته :

نظراً لأهمية الثورات العربية وثورة 25 يناير  المصرية2011 بخاصة ، فقد لاقت اهتماماً بالغاً من وسائل الإعلام العربية والغربية ، حيث قامت وسائل الإعلام العالمية بتغطية الأحداث فى هذه الثورة لحظة بلحظة نظراً لأهمية مصر فى منطقة الشرق الأوسط فى الحفاظ على أمن إسرائيل وأهمية مصر للعالم، لذلک أولت وسائل الاعلام العالمية اهتماماً خاصاً بتغطية أحداث ثورة 25 يناير 2011، ومن ملاحظة الباحث المبدئية ونتائج بعض الدراسات السابقة اتضح للباحث أن وسائل الإعلام تناولت التغطية لأحداث ثورة 25 يناير 2011 المصرية بطرق مختلفة وفقاً لتوجه کل وسيلة اعلامية ووفقا لتوجه دولتها سياسياً نحو العرب بصفة عامة ومصر بصفة خاصة ، وهذا هو لب نظرية
الأطر الإعلامية.

وهکذا تتحدد مشکلة الدراسة فى رصد کيفية معالجة وتأطير المواقع الصحفية الإلکترونية الأمريکية والبريطانية ( النيويورک تايمز والجارديان) لأحداث ثورة 25 يناير2011  المصرية ، من خلال رصد الأطر الاعلامية واتجاهها والأطر المرجعية التى اعتمد عليها موقعا الدراسة لإبراز أحداث معينة وإغفال أحداث أخرى، و التعرف على مدى التناغم بين أطر النص وأطر الصورة فى موقعا الدراسة کوسيلة من وسائل إبراز المعنى وتأکيده .

تحاول الدراسة الإجابة عن تساؤل رئيسي هو ما الأطر الاعلامية التي استخدمها موقعا  النيويورک تايمز والجارديان في معالجة أحداث ثورة 25 يناير 2011 المصرية.

وللإجابة عن هذا السؤال الرئيسي توجد مجموعة أسئلة فرعية يسعى البحث للاجابة عليها هي:

1. ما أطر المعالجة الإخبارية التي استخدمها موقعا الدراسة ( النيويورک تايمز الأمريکى، والجارديان البريطانى) في معالجتهما لثورة 25 يناير 2011 المصرية؟

2. ما نوع  الأطر ( خاصة أو عامة)  التي استخدمها موقعا الدراسة ( النيويورک تايمز الأمريکى، والجارديان البريطانى) فى تغطية أحداث ثورة 25 يناير 2011 المصرية؟

3.   ما اتجاه الأطر التى استخدمها موقعا الدراسة ( النيويورک تايمز الأمريکى، والجارديان البريطانى) فى تغطية أحداث ثورة 25 يناير 2011 المصرية؟

4. ما الأطر المرجعية التى استخدمها موقعا الدراسة ( النيويورک تايمز الأمريکى، والجارديان البريطانى) فى تغطية أحداث ثورة 25 يناير 2011 المصرية؟

5.   ما الأطر المصورة التى استخدمها موقعا الدراسة ( النيويورک تايمز الأمريکى، والجارديان البريطانى) فى تغطية أحداث ثورة 25 يناير 2011 المصرية؟

6. ما مدى التناغم بين أطر النص وأطر الصور التى نشرها موقعا الدراسة ( النيويورک تايمز الأمريکى، والجارديان البريطانى) فى تغطية أحداث ثورة 25 يناير 2011 المصرية؟

7. ما أوجه التشابه والاختلاف بين الأطر المستخدمة في  معالجة  أحداث ثورة 25 يناير 2011 المصرية  فى موقعا الدراسة ( النيويورک تايمز الأمريکى، والجارديان البريطانى)؟

أهمية الدراسة :

ترجع أهمية الدراسة إلي عدد من الاعتبارات المتعلقة بأهمية دراسة أطر معالجة المواقع الصحفية الإلکترونية الأمريکية والبريطانية ( النيويورک تايمز والجارديان) لأحداث ثورة 25 يناير 2011 وذلک على النحو التالى:

1. أهمية ثورة 25 يناير 2011 المصرية التى غيرت نظرت العالم للشعب المصرى وللعرب عموماً، واللذان ظل يُنظران إليهما على أنهما شعوب غير متحضرة وهمجية ولا تصلح لها الديمقراطية ولا الحرية، فجاءت ثورة 25 يناير 2011 المصرية لتؤکد للعالم مدى تحضر الشعب المصرى ، وقدرته على التغيير السلمى، ومدى استحقاقة للديمقراطية والحرية

2. أهمية التعرف على مايکتبه الغرب عن العرب بصفة عامة – خاصة بعد ثورات الربيع العربى- وعن أحداث ثورة 25 يناير 2011 المصرية بصفة خاصة، لکى يتسنى لنا أن نتعامل مع هذا الآخر بناءً على ما يصله عنا عبر وسائل الإعلام الخاصة بهم ، وبالتالى محاولة تحسين الصورة ان کانت سيئة.

3. شهدت الخدمة الصحفية بالمواقع الإلکترونية طفرة تکنولوجية علي مستوي الإمکانات الفنية والمادية والبشرية من حيث الإستعانة بتقنيات وسائل الإعلام الجديد، لذا من المهم التعرف على مدى التأثير الذى أحدثه هذا التطور التقنى والبشرى للمواقع الإخبارية على مستوى تغطيتها ومعالجتها لأحداث ثورة 25 يناير 2011 المصرية ، وإلي أي مدي تتمتع هذه التغطية بالاستقلالية والمهنية والموضوعية  في أسلوب التناول بما يُعلي من قيم المهنية والموضوعية.

4. تحاول الدراسة التعرف على طبيعة الأطر الرئيسية والفرعية التى تناولتها الأخبار عن أحداث ثورة 25 يناير 2011 المصرية ، ومدى اختلاف هذه الأطر بين المواقع الصحفية الإلکترونيةالأمريکية والبريطانية - عينة الدراسة- ، وبالتالى توضيح اتجاه کل وسيلة نحو أحداث ثورة 25 يناير 2011، ومن ثم  توضيح اتجاه الغرب نحو العرب بعامة ومصر بخاصة من خلال معالجة وسائلهم الإعلامية لأحداث ثورة 25 يناير .

الاطار النظرى ( نظرية الأطر الاعلامية ).

تُعد نظرية الأطر الإعلامية من أبرز النظريات الإعلامية المعاصرة لتعدد تطبيقاتها البحثية، فضلاً عن تعدد روافدها العلمية والمنهجية ، حيث لاقت اهتماماً کبيراً من قبل الباحثين فى مجال العلوم الاجتماعية والسلوکية والسياسية وأخيراً دراسات الإعلام .

کما تعد إسهامات کل من Berger & Luck man 1967 محاولات قوية وجادة لتطوير مصطلح الأطر ، فقد أوضحا الباحثان کيفية تکوين جماعات من الجمهور خبراتها بالنسبة للواقع حتى تکتسب المعلومات التى يتلقونها معنى کى يفهموا الأحداث.(11)

وعرف الاطار Roya Akavan (2000) (12) بأنه شىء ضمنى وليس تقييماً واضحاً للعبارات، ولکنه يمکن استخلاصه من خلال الکلمات الدالة والاستعارات والمصطلحات والرموز والصور المرئية المصاحبة للسرد الخبر .

وتأکيداً على ذلک قدم Entman (2003) (13) صياغة أخرى لتعريف الأطر الإعلامية هدفها توسيع مجال هذه الأطر بحيث لا يقتصر على القضايا أو الأحداث فقط مع احتفاظه بالإشارة لآليات هذه الأطر ووظائفها ، فقد أکد أن التأطير يتطلب الانتقاء والترکيز على بعض جوانب الأحداث والقضايا وربطها معاً للحصول على تفسيرات وتقييمات أو حلول خاصة بها.. فالاتصال السياسى الناجح ينظر إلى تأطير الأحداث والقضايا والشخصيات بهدف التأثير فى عملية إدراکها وتفسيرها بما يفيد طرف ويلحق الضرر بطرف آخر.

 وتبدو أهمية نظرية تحليل الأطر الإخبارية في الدور الذي تمارسه في تشکيل الواقع الاجتماعي لدى الجماهير، وقد أشار "تاشمان" Tashman في هذا الصدد إلى أن الأطر الإخبارية هي التي تنظم واقع الحياة اليومية، لأنها جزء لا يتجزأ من هذا الواقع. وفي مجال الصحافة، تُعد الأطر بمثابة روتين يومي للصحفيين يسمح لهم بسرعة تحديد المعلومات وتصنيفها(14)، وفي هذا الصدد حدد بول دي أنجيلو Paul D'angelo أربعة أهداف تجريبية تحاول دراسات وأبحاث نظرية الأطر الإخبارية تحقيقها وهي:-(15)

1.  تحديد الوحدات الموضوعية المسماة بالأطر أو القوالب.

2.  دراسة الظروف السابقة التي أدت إلى إنتاج هذه الأطر.

3. دراسة کيفية تنشيط الأطر الإخبارية وتفاعلها مع التجارب الفردية السابقة للتأثير على التفسيرات، واستدعاء المعلومات، واتخاذ القرارات أو تقييم المخرجات.

4.  التعرف على کيفية تشکيل الأطر الإخبارية للعمليات الاجتماعية مثل القضايا السياسية الجدلية التي تهم الرأي العام.

فالتأطير الخبرى يعتمد بالأساس على إعادة انتاج جوانب القصة بوضعها فى إطار محدد يعود إلى ذهن صانعه، حيث يقوم منتج النص الخبرى بتأطيره بما يتناسب مع أفکاره واتجاهاته، وذلک بالترکيز على بروز جوانب دون أخرى داخل النص الخبرى ، وتهميش عناصر دون أخرى لتحقيق أهداف القائم بالاتصال ، وجعل المتلقى وعاء لهذا الاطار لتحقيق أهداف فکرية خاصة به، أو بالوسيلة الإعلامية التى أنتج من خلالها النص.(16) ومن هنا يمکن القول بأن التأطير هو عملية تهدف إلى تدعيم أو رفض قراءة معينة للواقع، وبالتالى فکل خبر منحاز بطريقة أو بأخرى ، مما يعنى انتفاء صفة الموضوعية للخبر، وهذا ما أشارت إليه دراسة سليمان صالح 2001   حيث أشار إلى أن الموضوعية مصطلح مثالى ليس له وجود فى الواقع ، وأن بعض وسائل الإعلام استخدمت هذا المصطلح لإضفاء المصداقية على موضوعاتها ، فى حين أنه يرى أنه يجب استبدال هذا المصلح بمصطلح آخر وهو الحيادية.(17)

وحاولت کل من " لانج ولانج Lang &Lang "  استخدام تحليل الإطار للتعرف على المتغيرات التى تؤثر فى بناء أولويات اهتمام وسائل الإعلام وذلک فيما بين عام 1981 و 1983  حيث يعد ما قدمه الباحثتان هو الأساس العلمى الجاد لمرحلة مهمة ضمن مراحل نشأة وتطور هذه هذه النظرية والتى تعرف بتکامليتها مع أطر نظرية إعلامية أخرى ضمن بحوث الإعلام المختلفة ، کما توصلت هاتان الباحثتان فى دراستيهما السابق الإشارة إليهما إلى أهمية الأطر الخبرية فى عملية تصنيف الأحداث المختلفة ضمن فئات محددة يسهل فهمها من قبل أفراد الجمهور، فضلاً عن دور هذه الأطر فى عملية بناء أولويات الاهتمام بوسائل الإعلام.(18)

وقدمت العديد من دراسات الأطر تطوراً آخر لمفهوم الأطر الإعلامية ، وهو مفهوم إعادة التأطير Reframing ، حيث قدمت دراسة sanda kaufman& Michael Elliot& Deborah shmueli 2003 الأهمية البالغة لطرح مفهوم إعادة تأطير الأطر الخبرية لمواجهة الانتقادات الموجهة إلى الممارسات الإعلامية بالتحيز عبر إبرازها لأطر خبرية دون غيرها، کما أکد الباحثون على أن تطوير نظرية الأطر مرهون بتطبيقات فعلية لمفهةوم إعادة تأطير الأطر فى الممارسات الإعلامية مع رصد تأثيرات عملية إعادة التأطير فى بناء جسور الثقة بين الجمهور ووسائل الإعلام.(19)

العوامل المؤثرة فى تشکيل الإطار :

من المعروف أن أى نص إخبارى لا بد وأن يمر بعملية وضع القضايا التى يحتويها، وعرضها من خلال أطر لتنظيم المعنى وربط الأحداث، فوسائل الإعلام تقوم بوضع أطر مرجعية يستخدمها الأفراد لفهم القضايا العامة (20) لذلک قام کثير من الباحثين بمحاولات للتعرف على أهم تلک المتغيرات التى تؤثر على بناء ذلک المحتوى الاعلامى.

فبناء الأطر الخبرية يتأثر بالعوامل الحاکمة لعملية إنتاج الأخبار في المؤسسات الإعلامية ،بصفة عامة، والتي تحيط بالعاملين بها وتحدد اختباراتهم وقراراتهم المهنية. وقد أصبح من المفهوم علي نطاق واسع أن محرري الأخبار قد طوروا إجراءات وقيم وسبل عمل لمساعدتهم علي مواجهة المهمة الصعبة ، المتمثلة في إنتاج الأخبار بسرعة وعلي نحو منتظم.(21)

وقد أصبحت البحوث التي قام بها کل من "تاتشمان "Tuchman  و"جتلين "Gitlin أساس البحوث التي ترکز علي العوامل التي تؤثر في بناء أطر وسائل الإعلام.(22)

إذ يرى (Gitlin, 1980) أن العوامل المؤثرة فى تشکيل الإطار تتمثل فى الآتي:(23) (طبيعة الممارسة المهنية ،النظام المؤسسى، الأيديولوجيا، السياسات، الأنماط الاقتصادية فى المجتمع) .

ويتفق معه Wolfsfeld  أن هناک خمسة متغيرات أساسية تتحکم فى تحديد الإطار الإعلامي هى:(24) (مدى الاستقلال السياسى لوسائل الإعلام، نوع مصادر الأخبار، أنماط الممارسة الإعلامية، المعتقدات الأيديولوجية والثقافية للقائمين بالاتصال، طبيعة الأحداث ذاتها) .

 کما لخص ( Shoemaker& Reese 1996) العوامل المؤثرة فى تشکيل الاطار الإعلامي وبالتالى التأثير على المحتوى الإعلامي النهائى المقدم إلى الجمهور ، بدءا من الأکثر عمومية وغير المباشرة إلى الأکثر مباشرة والخاص فيما يلى : (25) (الأيديولوجية، عناصر النظام السياسى والاجتماعى، قيود التنظيم الإعلامي، الخصائص الفردية للعاملين فى وسائل الإعلام).

وقد صنَّف D. Scheufele (1999)" عددً من العوامل ، تمثل فئات أکثر شمولاً للعوامل  المؤثرة في بناء  وتشکيل الإطار الخبري في وسائل الإعلام ،يمکن تلخيصها فيما يلي:(26)

1.  العوامل الأيديولوجية والأعراف والقيم الاجتماعية والثقافية التي يحملها القائم بالاتصال.

2.  تأثير المصادر الإخبارية وجماعات الضغط والمصالح والقوي الاجتماعية والسياسية.

3.  الضغوط المؤسسية وأساليب الممارسة الإعلامية في عملية صنع الأخبار.

الإطار المنهجى والإجرائى:

  • ·   نوع البحث:

تعتبر هذه الدراسة من البحوث الوصفية المسحية بشقيها الوصفى والتحليلى ، التي تهدف إلي تحليل وتقييم خصائص موقف معين أو ظاهرة ما ، وهي هنا أطر معالجة المواقع الصحفية الإلکترونية الأمريکية والبريطانية لأحداث ثورة 25 يناير 2011 المصرية.

ولا تقف هذه الدراسة عند حد معرفة أطر معالجة المواقع الصحفية الإلکترونية الأمريکية والبريطانية لأحداث ثورة 25 يناير 2011، ولکنها تتعدى ذلک لإجراء مقارنة بين هذين الموقعين ومعرفة أسباب الإختلاف فى التغطية بين هذين الموقعين إن وجد.

  • ·   منهج الدراسة:

منهج المسح الإعلامي :

يعتبر جهدا علميا منظما للحصول علي بيانات ومعلومات وأوصاف عن الظاهرة موضع البحث وهي أطر معالجة موقعا النيويورک تايمز والجارديان لأحداث ثورة 25 يناير 2011 المصرية، واعتمد الباحث على المسح الشامل لکل الفنون الصحفية والموضوعات  التى نشرت عن أحداث ثورة 25 يناير 2011 المصرية فى موقعا الدراسة خلال فترة الدراسة، عدا المدونات التابعة لهذين الموقعين. کما اعتمد الباحث على المقارنة المنهجية لمقارنة نتائج الدراسة التحليلية ، لمعرفة أوجه التشابه والاختلاف بين موقعا الدراسة فى تغطيتهما لأحداث ثورة 25 يناير 2011 المصرية.

ثانياً: عينة الدراسة :

أولا :- بالنسبة للمواقع الصحفية الإلکترونية موضع الدراسة :

قام الباحث باختيار عينة المواقع الصحفية الإلکترونية الأمريکية والبريطانية  بحيث تکون ممثلة لتوجهات کل دولة نحو السياسة العربية ومصر تحديداً ، وذلک لکي يمکن التعميم من نتائج الدراسة ، وإمکانية المقارنة بين هذه التيارات المختلفة فتم اختيار موقع صحيفة الجارديان  البريطانية(http://www.theguardian.com/uk) وهى يومية تصدر باللغة الإنجليزية، کممثل لتيار المواقع الصحفية الإلکترونية  الأوربية ، وهى تنتمى إلى يسار الوسط ، وهى من الصحف الأکثر قراءة فى بريطانيا وخارج بريطانيا، کما تم اختيار موقع صحيفة النيويورک تايمز الأمريکية (http://www.nytimes.com)  الصادرة باللغة الإنجليزية، باعتبارها ممثلة لتيار المواقع الإخبارية الأمريکية الليبرالية ، حيث تعتبر الصحيفة الرسمية فى الولايات المتحدة.

مبررات اختيار موقعا الدراسة:

1- يُعد موقعا الدراسة من کبريات مواقع الصحف الأمريکية والبريطانية ، ويمثل کل موقع رمزًا إعلامياً مهماً في الدولة التي تصدر منها، ولها جمهور غالبيته من المثقفين على مستوى العالم .

2- خصص موقعا الدراسة باباً خاصاً بمنطقة الشرق الأوسط ، حيث اهتم هذا الباب بأحداث ثورة 25 يناير 2011، حتى إن کل موقع  قد خصص مدونة ترصد أحداث الثورة
لحظة بلحظة.

3- خصص موقع الجارديان البريطانى موقعاً باللغة العربية يرصد أحداث ثورة 25 يناير2011.

4- يضم الموقعان نخبة من کبار الکتاب المتميزين الذين يؤثرون في الرأي العام العالمى.

5- يمثل کل موقع توجهاً سياسياً متفرداً، في تناولهما لأحداث ثورة 25 يناير 2011.

ثانيا : المواد الصحفية التى تم تحليلها  :

قام الباحث بتحليل کل المواد الصحفية المتعلقة بأحداث ثورة 25 يناير 2011وما يصاحبها من صور أو فيديوهات إلى غيره من وسائل التعبير عن المضمون الصحفى، والتى تم نشرها فى المواقع الإلکترونية عينة الدراسة خلال فترة الدراسة.

ثالثا : الإطار الزمني للدراسة :

تم اختيار الفترة 25 يناير 2011 حتى 20 فبراير 2011 وهى تمثل بداية ثورة 25 يناير 2011 المصرية وبعد فترة مناسبة من تنحى مبارک الذى کان فى 11 فبراير 2011، وبعد ما عُرف بجمعة النصر 18 فبراير 2011 بيومين ، وقام الباحث خلالها بمسح شامل لکل ما کُتب  عن أحداث ثورة 25 يناير 2011 فى موقعا الدراسة خلال فترة الدراسة.

ثالثاً: أدوات جمع البيانات :

اعتمد الباحث على أداة تحليل المضمون ، حيث يعتبر تکنيک بحثى للوصف الموضوعي المنظم الکمي للمحتوى الظاهر للاتصال (27)، ويتميز بمميزات منها الانتظام أي أن له نظاما تاما في التحليل ، والوصف لموضوع الدراسة ، والموضوعية وهي من أهم الصفات التي يجب توافرها في البحث العلمي، وإعطاء المعلومات صفة الأرقام والبيانات التي توضح نتائج الدراسة (28) واختار الباحث هذه الأداة لتحليل شکل ومضمون وأطر الموضوعات التى نشرها موقعا الدراسة عن أحداث ثورة 25 يناير 2011 المصرية وذلک لتحقيق أهداف الدراسة ، وقام الباحث بتحديد الوحدات والفئات التي يتکون منها التحليل بناءً علي أهداف وتساؤلات الدراسة.

اجراءات تحليل المضمون :استطاع الباحث من خلال مسح التراث النظري الخاص بنظرية الأطر الاعلامية والاطلاع علي بعض الدراسات السابقة من تحديد وحدات التحليل وفئاته على
النحو الآتي:-

وحدة التحليل : اعتمد الباحث على الموضوع الصحفى کوحدة للتحليل ، وبلغ عدد الموضوعات التى تم تحليلها 466 موضوعاً فى موقعا الدراسة ، منها 193 موضوعاً فى موقع النييويورک تايمز الأمريکى، 273 موضوع فى موقع الجارديان البريطانى .

فئات التحليل :

1ـ نوع الإطار من حيث کونه محدد أو خاص وينقسم إلى  :

  • · الإطار الخاص أو المحدد : وهو الإطار المرتبط بأحداث محددة ، ويقدم حالات عملية وأمثلة ملموسة لهذه الأحداث، مثل أسباب الثورة مثلاً مقتل الشاب خالد سعيد، أو
    الانتخابات البرلمانية.
  • · الإطار العام أو المجرد : وهو الإطار الذي يقدم القضايا والأحداث المثارة في سياق عام أو مجرد مثل أسباب الثورة مثلاً الفساد، الانهيار الاقتصادي ...إلخ .
  • ·  الإطار المزدوج : وهو الذي يجمع بين أحداث محددة وأحداث عامة .

2-أنواع الأطر الاعلامية وتنقسم إلى:

  • ·  إطار ردود الأفعال: يرکز على مواقف الدول والحکومات والرؤساء والملوک من أحداث الثورة.
  • ·  إطار الجيش ( القوات المسلحة): يرکز على مواقف الجيش وتفاعلاته مع الأحداث.
  • ·  إطار الصراع: يرکز على المواجهات والاشتباکات والعنف والصراع بين المحتجين والشرطة.
  • ·  إطار الأسباب: ويرکز على أسباب ثورة 25 يناير 2011.
  • ·  إطار الاحتجاج: و يرکز على الحشود والمظاهرات فى الشوارع ، ومطالب هذه الحشود.
  • ·  إطار الحلول: يرکز على  الحلول التى طرحها موقعا الدراسة کحلول للخروج من الأزمة .
  • ·  إطار إعلامى: يرکز على على دور وسائل الاعلام المختلفة فى الثورة .
  • ·  إطار الاخوان المسلمين: يقصد به دور الاخوان المسلمين فى ثورة 25 يناير 2011.
  • ·  إطار الترحيب بتنحى الرئيس وانتصار الثورة: ويرکز على فرحة المصريين بتنحى الرئيس.
  • ·  إطار الانترنت والشبکات الاجتماعية: يرکز على دور الفيس بوک وتويتر واليوتيوب والمواقع الاخبارية فى ثورة 25 يناير 2011.
  • ·  إطار النتائج الاقتصادية، يرکز على الآثار والاقتصادية المترتبة على الأحداث فى مصر.
  • ·  إطار الترهيب: يرکزعلى أساليب التخويف التى استخدمتها الحکومة لتخويف المحتجين.
  • ·  إطار المسئولية : ويرکزعلى إلقاء اللوم فى الأحداث على أطراف معينة.
  • ·  إطار الثورة الشعبية: يرکز على دور الشعب المصرى بکل طوائفة فى ثورة 25 يناير2011.
  • ·  إطار الاشادة بالثورة وشبابها: يرکزعلى الثناء على شباب مصر والثناء على الثورة المصرية.
  • ·  إطار التعاون والروح الوطنية: يرکز على التعاون بين المحتجين فى الميدان ومساعدة بعضهم.
  • ·  إطار تأثيرات الثورة على الشرق الأوسط: يرکز على تأثير الثورة على الدول المجاورة.
  • ·  إطار شيطنة الاسلاميين: يرکز على الصفات السلبية التى تشيطن الاسلاميين.
  • ·  إطار الثورة مستمرة: يرکز على إصرار الشباب والمحتجين على مواصلة ثورتهم.
  • ·  إطار الهدوء: يرکز على مشاهد الهدوء فى الميدان وحالة الاستقرار فى البلاد .
  • ·  إطار الرفض: يرکز على رفض بعض الدولالأشخاص لتصرفات معينة.
  • ·  إطار تأييد ومساندة الرئيس: يرکز على تأييد ودعم الرئيس لبقائه فى السلطة .
  • ·  إطار الرعايا: يرکز على الاجراءات التى اتخذتها الدول لحماية مواطنيها وإجلائهم من مصر.
  • ·  إطار المعارضة: يرکز على موقف القوى المعارضة من أحداث ثورة 25 يناير 2011.
  • ·  إطار التبرير أو الدفاع: يرکز على الأساليب التى يستخدمها البعض لتبرير تصرفات معينة.
  • ·  إطار الاهتمامات الانسانية: ويعنى الترکيز على المواقف والأحداث الانسانية .
  • ·  إطار المؤامرة: يرکز على تصوير الأحداث على أنها مؤامرة سواء داخلية أو خارجية.
  • ·  إطار استعادة الأمن: ويقصد به عودة الأمن والأمان والاستقرار فى البلاد .
  • · أخرى  وهى تشمل أطر أخرى غير الأطر المذکورة وتشمل أطر (الانقسام ، مستقبل الثورة، اللجان الشعبية، إطار شخصى، ثروة عائلة مبارک،  الشعارات، انتقاد قادة الغرب).

3- اتجاه الإطار : وتم تقسيمه إلى ما يلى :

  • ·  سلبي : يرکز على مواقف وأحداث سلبية مثل العنف والاشتباکات والفوضى، والنهب.
  • ·  محايد: أن يعرض الأحداث بدون الترکيز على جوانب ايجابية أو سلبية.
  • ·  إيجابي: ويعني أن يرکز على جوانب إيجابية مثل التعاون وحماية الأحياء ...إلخ.

4-الأطر المرجعية : وتم تقسيمها لإلى ما يلى:

  • ·  تاريخية : وتعني الاستناد إلى الخلفيات والجوانب التاريخية في تناول الأحداث .
  • ·  قانونية: و تعنى الاستدلال بالمرجعيات القانونية في معالجة أحداث ثورة 25 يناير 2011 .
  • ·  سياسية: ويقصد بها الاستناد إلى الخلفيات السياسية في معالجة أحداث ثورة 25 يناير 2011 .
  • ·  إنسانية : الاستناد إلى خلفيات إنسانية في معالجة أحداث ثورة 25 يناير 2011 .
  • ·  لا يوجد : ويقصد بها عدم الاعتماد على أى من الخلفيات السابقة.

5-أطر الصورة : وتشمل:

  • ·  إطار الاحتجاج: يشمل الصور التى تتضمن حشود ومظاهرات واحتجاجات لها مطالب محددة.
  • ·  إطار الجيش: الصور التى تتضمن معدات الجيش مثل الدبابات، وأيضاً أفراد وضباط الجيش.
  • ·  إطار الصراع (الاشتباکات): الصور التى تتضمن اشتباکات وعنف بين فريقين.
  • ·  إطار الدمار والفوضى: وتشمل صور محلات مکسرة ، وتتم فيها أعمال النهب والسرقة.
  • ·  إطار إعلامى: ويشمل صور طاقم قناة إعلامية أو صحفيين تعرضوا للضرب من قبل الشرطة.
  • ·  إطار الهدوء: وتشمل صور الحشود فى حالة هدوء فى ميدان التحرير وفى الشوارع المصرية.
  • ·  إطار الإهتمامات الانسانية: وتشمل صور حالات قتلى وجرحى وخاصة من الأطفال أو النساء.
  • ·  إطار الاحتفال وتنحى مبارک: وتشمل صور الفرحة ورفع الأعلام المصرية و الألعاب النارية.
  • ·  إطار إعادة الاستقرار: ويشمل صور سيطرة الأمن على البلاد وتامين المواطنين.
  • ·  إطار ردود الأفعال: وتشمل صور رئيس أو مسئول حکومى أو أکثر من مسئول ، أو اجتماعات.
  • ·  إطار أمنى: وتشمل صور اجراءات أمنية ، انتشار لقوات الشرطة وتعاملها مع الأحداث.
  • ·  أخرى: وتشمل أى أطر أخرى غير السابق ذکرها.

6-التناغم بين أطر النص و أطر الصورة :

  • ·  يوجد تناغم : أى يوجد تناسق وتکامل بين المواد التحريرية والمواد المصورة المصاحبة له.
  • ·  لا يوجد تناغم: أى لا يوجد تکامل بين المواد التحريرية والمواد المصورة المصاحبة لها.

الصدق والثبات:

تم إجراء صدق استمارة التحليل من خلال المحکمين، حيث تم عرض الاستمارة على عدد من المتخصصين في مجال الدراسات الإعلامية (29) وفي ضوء الملاحظات التي أبداها المحکمون تم تعديل الاستمارة لکي تتناسب مع موضوع البحث، أما فى الثبات تم الاعتماد على أسلوب حساب الثبات بين الباحث ونفسه، وذلک من خلال إعادة تحليل نسبة 20% من عينة الدراسة وذلک بعد مرور فترة من إجراء التحليل الأول ، ووجد الباحث أن نسبة الاتفاق بين نتائج التحليل فى المرتين
حوالى 90%.

نتائج البحث

1 ـ تغطية موقعا الدراسة لأحداث ثورة 25 يناير 2011 المصرية:

جدول (1)

إجمالي الموضوعات التى تناولت لأحداث ثورة 25 يناير 2011 فى موقعا الدراسة

                              ثورة 25 يناير 2011

      الموقع

ک

%

النيويورک تايمز

193

41.4

الجارديان

273

58.6

الإجمالي

466

100

تشير بيانات الجدول ( 1 ) إلى ما يلي:

اهتم موقعا الدراسة بتغطية أحداث ثورة 25 يناير 2011 المصرية ، ولکن جاء موقع الجارديان فى المقدمة، حيث جاء اهتمام هذا الموقع بتغطية أحداث الثورة المصرية بنسبة 58.6%، ثم جاء موقع النيويورک تايمز بنسبة 41.4%. 

ويرجع اهتمام موقعا الدراسة بأحداث ثورة 25 يناير المصرية ، إلى أهمية هذه الثورة، وأهمية مصر وموقعها الجغرافي فى الشرق الأوسط، وإلى دورها المحورى فى المنطقة، وإلى العلاقات المصرية الأمريکية، ودور مصر فى الحفاظ على أمن إسرائيل من خلال معاهدة السلام، وإلى الخوف الذى صدره مبارک من خطورة صعود الإسلاميين للحکم ، وإلى خطورة فقدان مبارک حافظ السلام والصديق المقرب لإسرائيل وأمريکا، کما سيتم توضيحه فى النتائج التالية.

2ـ نوع الإطار:

جدول (2)

نوع الأطر طبقاً لتقسيمها إلى أطر عامة وخاصة فى موقعا الدراسة

الموقع

نوع الإطار

النيويورک تايمز

الجارديان

ک

%

ک

%

عام

38

14.7

86

27.6

خاص

206

79.9

216

69.2

المزدوج

14

5.4

10

3.2

الإجمالي

258

100

312

100

تشير بيانات الجدول ( 2 ) إلى ما يلي:

تشابه ترتيب نوع الأطر فى موقعا الدراسة حيث جاء الإطار الخاص* فى المرتبة الأولى التي اعتمد عليها موقعا الدراسة في معالجتهما لأحداث  ثورة 25 يناير 2011  بنسبة مرتفعة ، وإن جاءت فى موقع النيويورک تايمز بنسبة أعلى من موقع الجارديان وهذا يؤکد على اهتمام موقع النيويورک تايمز بالترکيز على أحداث محددة إما أشخاص أو أحداث واضحة المعالم، فى حين رکز موقع الجارديان على أحداث محددة أيضاً ولکن بشکل أقل من موقع النيويورک تايمز ، ثم جاء فى المرتبة الثانية الاطار العام  حيث اعتمد عليه موقع الجارديان بنسبة أعلى من اعتماد موقع النيويورک تايمز عليه ، ويرجع ذلک إلى ترکيز موقع الجارديان على تناول  أحداث ثورة 25 يناير 2011 بشکل عام أکثر من موقع النيويورک تايمز، ثم جاء فى المرتبة الثالثة والأخيرة الاطار المزدوج، حيث اعتمد عليه موقع النيويورک تايمز بنسبة أعلى من اعتماد موقع الجارديان عليه، وإن جاء الاثنان بنسبة قليلة مقارنة بالاطار الخاص و العام.

أولاً : نوع الأطر طبقاً لتقسيمها إلى أطر عامة وخاصة فى موقع النيويورک تايمز:

جاء الاطار الخاص فى المرتبة الأولى بنسبة 79.9%، ثم الاطار العام فى المرتبة الثانية بنسبة 14.7%، ثم الاطار المزدوج فى المرتبة الثالثة والأخيرة بنسبة 5.4%، وقد يرجع مجيء الإطار الخاص في المرتبة الأولى إلى أنه کانت هناک أحداث محددة وواضحة فى ثورة 25 يناير 2011 ، ومن أمثلة ذلک ما نشره موقع النيويورک تايمز کدليل على الأطر الخاصة (المحددة)، ومنها أسباب ثورة 25 يناير 2011، ومنها الترکيز على هروب الاسلاميين من السجون، وخاصة أعضاء جماعة الإخوان المسلمين، " فالغرب دائماً متخوف من أنه إذا جاءت جماعة الاخوان المسلمين إلى السلطة سوف تنهى الحريات أو تفعل شيئاً سلبياً مع إسرائيل"(30)

وإن کان هناک نسبة لا بأس بها قد تناولت أحداث ثورة 25 يناير باستخدام الاطار العام، وذلک عندما يتم تناول الديمقراطية والحرية، ونزاهة الانتخابات وغيرها ، وجاء الاطار المزدوج الذى يجمع بين أحداث محددة وأحداث عامة مجردة فى المرتبة الثالثة والأخيرة ، وهو ما يرجعه الباحث إلى حالة الزخم الکبيرة التي صاحبت هذه الثورة بشکل خاص و ما صاحبها من أحداث و تداعيات وهو ما جعلها الأکثر بروزا سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي ، فتم تناول الأحداث تارة بشکل محدد وهو الأکثر ، وتارة أخرى بشکل عام ، ومرة ثالثة يجمع بينهما.

ثانياً : نوع الأطر طبقاً لتقسيمها إلى أطر عامة وخاصة فى موقع الجارديان:

جاء الاطار الخاص فى المرتبة الأولى أيضاً بنسبة 69.2%، ثم جاء الاطار العام فى المرتبة الثانية بنسبة 27.6%، ثم جاء فى المرتبة الثالثة والأخيرة الاطار المزدوج بنسبة 3.2%، ويرجع ذلک إلى اعتماد موقع الجارديان على ردود فعل دولية محددة تجاه أحداث ثورة 25 يناير 2011، مثال ذلک ، عندما ذکر موقع صحيفة الجارديان أن أسباب الثورات تتشابه فى جميع الدول العربية، وعلى قادة الدول العربية المهزوزين أن يثبتوا جدارتهم فى مواجهة الجمهور الغاضب " التظاهرات الغاضبة فى مصر وتونس ولبنان تسلط الضوء اليوم على مظالم فى جميع أنحاء العالم العربى ...."(30) ، کما اعتمد موقع الجارديان على الاطار العام ليبرز أن المصريين غير مجهزين للديمقراطية.

وتتفق هذه النتيجة مع ما توصلت إليه دراسة (1993 , Iyengar & Simon) (31) ، والتي أشارت إلى أن الإطار الخاص أو المحدد Episodic Frame جاء في مقدمة أنواع الأطر التي اعتمدت عليها شبکة NBC في تغطيتها لحرب الخليج الثانية ، و إن اختلفت عينة الدراسة عن الدراسة الحالية، کما تتفق هذه النتيجة أيضاً مع ما توصلت إليه دراسة ( أيمن بريک ، 2013) (32)، والتى توصلت إلى أن الاطار المحدد جاء فى مقدمة أنواع الأطر التى اعتمدت عليها المواقع الالکترونية الصحفية الأمريکية، فى قضية ثورات الربيع العربى.


3ـ الأطر الإعلامية:

جدول (3)

الأطر الإعلامية لأحداث ثورة 25 يناير2011  فى موقعا الدراسة

      الموقع

 

الأطر الإعلامية

New York Times

Guardian

ک

%

ک

%

إطار ردود الأفعال

66

25.6

64

20.6

إطار الجيش ( القوات المسلحة)

32

12.3

31

9.9

إطار الصراع

16

6.2

34

10.9

إطار الأسباب

24

9.3

18

5.8

إطار الاحتجاج

10

3.9

27

8.8

إطار الحلول

12

4.7

12

3.8

إطار إعلامى

7

2.7

14

4.5

إطار الاخوان المسلمين

8

3.1

11

3.5

إطار الترحيب بتنحى الرئيس وانتصار الثورة

10

3.9

9

2.9

إطار الانترنت والشبکات الاجتماعية

10

3.9

6

1.9

إطار النتائج الاقتصادية

7

2.7

9

2.9

إطار المسئولية

5

1.9

11

3.5

إطار الترهيب

6

2.3

7

2.2

إطار الاشادة بالثورة وشبابها

6

2.3

7

2.2

إطار الثورة الشعبية

7

2.7

6

1.9

إطار التعاون والروح الوطنية

4

1.6

6

1.9

إطار تأثيرات الثورة على الشرق الأوسط

9

3.5

2

0.6

إطار شيطنة الاسلاميين

5

1.9

5

1.6

إطار الثورة مستمرة

0

0

9

2.9

إطار الهدوء

6

2.3

2

0.6

إطار الرفض

0

0

7

2.2

إطار تأييد ومساندة الرئيس

3

1.2

3

1

إطار الرعايا

0

0

5

1.6

إطار المعارضة

3

1.2

0

0

إطار التبرير أو الدفاع

0

0

3

1

إطار الاهتمامات الانسانية

0

0

3

1

إطار المؤامرة

2

0.8

0

0

إطار استعادة الأمن

0

0

1

0.3

الإجمالي

258

100

312

100

تشير بيانات الجدول ( 3 ) إلى ما يلي:


أولاً: الأطر الإعلامية التى قدم بها موقعا ( النيويورک تايمز) و ( الجارديان) أحداث ثورة 25 يناير 2011 المصرية:

توصلت نتائج البحث إلى أن موقعا البحث ( النيويورک تايمز) و ( الجارديان) قد اهتما بمجموعة من الأطر الاعلامية فى تغطيتهما لأحداث ثورة 25 يناير 2011 المصرية وهى : (إطار ردود الأفعال، إطار الجيش ( القوات المسلحة)، إطار الصراع، إطار الأسباب، إطار الاحتجاج، إطار الحلول، إطار إعلامى، إطار الاخوان المسلمين، إطار الترحيب بتنحى الرئيس وانتصار الثورة، إطار الانترنت والشبکات الاجتماعية، إطار النتائج الاقتصادية، إطار المسئولية، إطار الترهيب، إطار الاشادة بالثورة وشبابها، إطار الثورة الشعبية، إطار التعاون والروح الوطنية، إطار تأثيرات الثورة على الشرق الأوسط، إطار شيطنة الاسلاميين،إطار الثورة مستمرة، إطار الهدوء، إطار الرفض) ، بالاضافة إلى ظهور مجموعة أخرى من الأطر ولکن جاءت بنسب ضئيلة کما هو موضح فى الجدول (3).

واختلف ترتيب معظم الأطر الاعلامية فى الموقعين ما عدا إطار ردود الأفعال الذى جاء فى المرتبة الأولى فى کل منهما ، وإطار الإخوان المسلمين الذى جاء فى المرتبة الثامنة فى کل منهما، وإطار النتائج الاقتصادية الذى جاء فى المرتبة التاسعة فى کل منهما ، وإطار الترهيب ، وإطار الاشادة بالثورة وشبابها الذين جاء فى المرتبة العاشرة فى کل منهما .

وجاء إطار ردود الأفعال فى المرتبة الأولى فى کل من موقعا الدراسة کإطار مهيمن على التغطية الإعلامية لأحداث ثورة 25 يناير 2011 المصرية فى موقعا ( النيويورک تايمز) و ( الجارديان)، ويرى الباحث أن مجيء إطار ردود الأفعال فى المرتبة الأولى من بين الأطر الإعلامية التى اعتمد عليها موقعا الدراسة في معالجتهما لقضية ثورة 25 يناير 2011، ربما يرجع ذلک إلى أن الدول الغربية متمثلة فى الولايات المتحدة وبريطانيا ، الممثلتين لموقعا الدراسة تحاولان إظهار ردود الفعل الأمريکية والعربية تجاه هذه الأحداث الفريدة من نوعها والتى تحدث لأول مرة فى منطقة عُرف عنها دائماً أنها منطقة مستقرة بسبب الاستبداد والحکام المدعومين غربياً ليضمنوا استقرار المنطقة، وأمن إسرائيل فى المقام الأول، ولذک کان لابد من توضيح الدور الأمريکى الداعم لمبارک فى بداية الأحداث ، والمتردد فى وسط الأحداث، والمتخلى عن مبارک الداعم للمحتجين فى نهاية الأحداث مع تنحى مبارک، وأيضاً ردود الفعل البريطانية المؤيدة والداعمة لمبارک فى بداية الأزمة، والمتخلية عنه فى نهايتها، فضلاً عن ردود الفعل العربية المتخوفة من عدوى انتقال الثورة إلى بلدانهم، وفى النهاية ردود الفعل الإسرائيلية المترقبة والقلقة من الأحداث، ومتخوفة من صعود الإسلاميين للسلطة، وهو ما سوف يتم توضيحه فى النتائج التالية، ثم جاءت أطر أخرى فى مراتب متأخرة يوضحها الجدول (3)

ثانياً : الأطر الإعلامية لثورة 25 يناير 2011 فى موقع النيويورک تايمز:

جاء إطار ردود الأفعال فى المرتبة الأولى من بين الأطر الاعلامية التى اعتمد عليها موقع النيويورک تايمز فى تغطيته لأحداث ثورة 25 يناير  2011وذلک بنسبة 25.6 % ، ، وقد يرجع  مجيء إطار ردود الأفعال کإطار مهيمن أو مسيطر dominant frame  إلى ترکيز هذا الموقع على ردود الأفعال الغربية والعربية والاسرائيلية على أحداث الثورة المصرية الفريدة من نوعها والتى تبعت ثورة تونس التى أطاحت بالرئيس زين العابدين بن على، وهو حدث لفت أنظار العالم أجمع فضلاً عن أمريکا وإسرائيل وبريطانيا والدول العربية إلى تطورات الأحداث فى مصر، فضلا عن الاهتمام بعرض دور الولايات المتحدة فى الأحداث، على الرغم من أن الموضوعات الصحفية فى موقع النيويورک تايمز قد قدمت العديد من الانتقادات للإدارة الأمريکية بسبب ترددها فى دعم الثوار فى مصر ، وترددها فى الدفع بمبارک خارج السلطة ، وإن أظهرت المعالجة الصحفية فى موقع النيويورک تايمز الولايات المتحدة فى بعض الأحيان بأنها ضعيفة ولا تستطيع أن تفعل شيء تجاه مبارک العنيد الذى لا يريد أن يترک السلطة قبل سبتمبر 2011، وتأرجحت ردود الأفعال الأمريکية تجاه الأحداث فى مصر منذ بدأ الثورة فى 25 يناير 2011 ، حيث فى البداية أيدت وساندت الرئيس مبارک ، فى محاولة لتهدئة الاحتجاجات ، وعدم خسارة حليف قديم ، وراعى أساسي للمفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، ولکن سرعان ما تغيرت ردود الأفعال الأمريکية بزيادة الاحتجاجات ، وتفاقم الأحداث ، وزيادة العنف فى مصر، بل أحياناً تعارضت ردود الأفعال فى الولايات المتحدة ، مثل ما حدث عندما صرح فرانک ويزنر المبعوث من قبل الرئيس أوباما بأنه يجب أن يظل مبارک فى السلطة ، وأنه خدم البلاد کثيراً ويجب دعمة من الولايات المتحدة، على الفور خرجت وزيرة الخارجية الأمريکية هيلارى کلينتون، وقالت أن هذه التصريحات لا تعبر عن وجهة النظر الأمريکية، ولکنه رأيه الشخصى(34)، وهذا يدل على مدى الانفصال واختلاف وجهات النظر فى الإدارة الأمريکية، والتوتر الذى أصاب الإدارة من جراء هذه الأحداث المفاجئة للولايات المتحدة ، والتى لم تکن مستعدة لها على الإطلاق ، وانقسمت ردود الفعل التى أظهرتها التغطية الصحفية لموقع صحيفة النيويورک تايمز لثورة 25 يناير 2011، إلى : ( ردود فعل أمريکية، ردود فعل عربية، ردود فعل إسرائيلية).

وفيما يلى بعض الاستشهادات من الموضوعات التى وردت فى الموقع الالکترونى لصحيفة النيويورک تايمز خلال فترة الدراسة ، والتى تؤکد على تغير الاطار الاعلامى فى تغطية موقع النيويورک تايمز خلال فترة الدراسة  :

1.      ردود فعل أمريکية:

جاءت ردود الفعل الأمريکية فى المرتبة الأولى، حيث رکز عليها موقع النيويورک تايمز بشکل کبير، وانقسمت إلى  ردود فعل مؤيدة لمبارک، وردود فعل مترددة، وردود فعل مؤيدة للمحتجين، وانتقاد ردود الفعل الأمريکية تجاه الأحداث فى مصر ومبارک والمحتجين، وأخيراً ازدواجية السياسة الخارجية للولايات المتحدة فى الشرق الأوسط.

حيث ذکر البرادعى استياؤه واستغرابه لرد فعل وزيرة الخارجية الأمريکية تجاه الاحتجاجات فى مصر، والذى بدا على أنه تدعيم ومساندة لمبارک لکى يبقى فى السلطة " أنه ذُهل من رد فعل وزيرة الخارجية الأمريکية هيلارى کلينتون تجاه الاحتجاجات المصرية، فى بيان لها بعد اشتباکات الثلاثاء، أنها حثت على ضبط النفس ، ولکنها وصفت الحکومة المصرية بأنها مستقرة، وتبحث عن طرق للاستجابة للاحتجاجات والمطالب المشروعة للشعب المصرى"، وأشار البرادعى إلى سوء نية الولايات المتحدة على لسان وزيرة خارجيتها من کلمة استقرار قائلاً : " الاستقرار کلمة خبيثة جداً، وأن الاستقرار جاء على حساب 30 عاماً من قانون الطوارئ ، والانتخابات المزورة" (35).

کما کان رد فعل الإدارة الأمريکية أن : " دعت وزيرة الخارجية الأمريکية هيلارى کلينتون مبارک علناً لإجراء إصلاحات ، وألا يمنع الاحتجاجات السلمية، وتحتاج الإدارة لإقناعه للقبول بشرعية الاحتجاجات، والبدء فى التحدث مع مجموعات المعارضة، وأن مصر تحتاج للتغيير، ومن شأن الانتقال السلمى أن يکون الأفضل للجميع".(36)

وأوضحت تغطية موقع النيويورک تايمز لثورة 25 يناير 2011 المصرية  إلى بداية تغيير فى ردود أفعال الولايات المتحدة الأمريکية تجاه مبارک، وکان ذلک فى يوم الجمعة  28/1/2011 فيما عُرف بجمعة الغضب، حيث عقدت الإدارة الأمريکية مناقشات مکثفة حول الأحداث فى مصر وفى منتصف النهار :

" انتقد کبير مستشارى الرئيس أوباما David Axelrod بشکل علنى تصرفات الحکومة المصرية، وقال روبرت جيبس السکرتير الإعلامى أن الولايات المتحدة ربما تقطع المساعدات ، إذا سحق مبارک المتظاهرين، وقبل وقت مبکر من المساء، خاطب السيد أوباما الأمة، وذکر أنه دعا نظيره المصرى وحذره من رد فعل عنيف ، وتعهد بأن الولايات المتحدة سوف تقف مع حقوق الشعب المصرى".(37)

وفى إشارة إلى الازدواجية فى المعايير الأمريکية فى التعامل مع الأمور، خاصة مع الديمقراطية وحقوق الإنسان ، يشير موقع النيويورک تايمز إلى ذلک قائلا: " فى الماضى، سحبت واشنطن ضغوطها على حقوق الإنسان والديمقراطية لحماية التحالفات الأمنية الشريرة مع الديکتاتوريين، مثل فرديناند مارکوس فى الفلبين، وجاء الوقت الذى بات فيه واضحاً أن الترابط مع مارکوس يفسد مصالح الأمن الأمريکى والرئيس ريجان- جنباً إلى جنب مع ثورة الشعب- لعب دوراً فى تسهيل خروجه سلمياً من السلطة".

ورکزت تغطية موقع النيويورک تايمز على رد فعل البيت الأبيض تجاه الأحداث فى مصر ، والضغوط التى مارسها البيت الأبيض على الرئيس مبارک، من خلال تقليل المعونة العسکرية، أو التهديد بإلغائها : " وسوف يکون السيد أوباما على استعداد لخفض المعونة إذا ما حول السيد مبارک الإحتجاجات إلى حمام دم، وفشل فى تحقيق الديمقراطية ونشر الحريات فى مصر". (38)

وفى تطور آخر لردود الفعل الأمريکية تجاه الأحداث فى مصر ، وتغير الاطار ، أوضحت تغطية موقع النيويورک تايمز فى تغطيتها لأحداث ثورة 25 يناير 2011، فى إطار ردود الفعل الأمريکية، حياد الولايات المتحدة وعدم انحيازها لأى من الطرفين ، مبارک، وتطلعات الشعب المصرى ، الذى دعا أوباما کثيراً للوقوف بجواره وحث مبارک على تنفيذ ما تنادى به الولايات المتحدة من حريات وديمقراطية وحقوق الانسان وغيره:  " سارت الإدارة الأمريکية فى الأيام الأخيرة على خط جيد، موازنة تحالفها مع السيد مبارک ، الشريک المهم فى محادثات السلام فى الشرق الأوسط، مع رغبتها ألا تکون فى الجانب الخطأ من التاريخ".

وفى إشارة فى نفس الموضوع حول خوف وقلق الولايات المتحدة ممن سيخلف مبارک ، قال أحد المسئولين : " أن البيت الأبيض امتنع عن دعوة مبارک للتنحى علناً، لأنه قلق بشأن فقدان النفوذ ، والمساهمة فى فراغ سياسى فى مصر ، والذى ربما يُملأ بالمتطرفين والقوى المعادية للولايات المتحدة".(39)

وتتفق هذه النتيجة مع ما توصلت إليه دراسة  (Chyi& McCombs 2004)(40) حيث اختبرت الدراسة مفهوماً مهماً في إطار نظرية تحليل الأطر الخبرية وهو ما يمکن تسميته " تغيرية الإطار  Frame - Changing " عبر الزمن ، حيث تقوم وسائل الإعلام ، أحيانا ً، بإعادة تأطير الحدث خلال فترة التغطية من خلال التأکيد على جوانب مختلفة من الحدث، سواء بشکل متعمد أو بشکل غير واعي ، من أجل الإبقاء على القضية مثارة ومتجددة ومن ثم فهى عملية مستمرة
عبر الزمن.

2.      ردود الفعل العربية:

أبرزت المعالجة الصحفية لموقع صحيفة النيويورک تايمز لثورة 25 يناير 2011، ردود الفعل العربية فى المرتبة الثانية بعد ردود الفعل الأمريکية، نظراً للخوف العربى لدى المستبدين العرب أصدقاء امريکا ، وخوفهم الشديد من عدوى انتشار مثل هذه الثورة فى بلدانهم، وتباينت ردود الفعل العربية تجاه ثورة 25 يناير کما أظهرتها تغطية موقع صحيفة النيويورک تايمز بين مؤيد للثورة ومرحب بتنحى مبارک، وبين معارض للثورة ومعارض أيضاً لتنحى مبارک، بل اعتبر البعض ثورة 25 يناير أنها مؤامرة لنشر الفوضى فى مصر، وکانت بداية هذه الردود فى منتدى دافوس الاقتصادي العالمي الذى عقد فى 26 يناير 2011 فى دافوس (سويسرا)، وقد فاجأت أحداث مصر کبار الزعماء السياسيين ورجال الأعمال ، وأصبحت الموضوع الأهم والأکثر سخونة بين النخبة العربية .

وقال الشيخ محمد بن عيسى آل خليفة الذى يترأس مجلس التنمية الاقتصادية فى البحرين ، فى إشارة إلى اهتمام النخبة العربية بأحداث مصر وکيف أنها ستؤثر على بقية العالم العربى " إنها – الانتفاضة المصرية- حديث کل الأشخاص" ويقصد کل الأشخاص المشارکين فى منتدى دافوس .(41)

وکان رد فعل المملکة العربية السعودية إيذاء الأحداث فى مصر کما ذکرتها وکالة الأنباء السعودية على لسان الملک عبد الله ملک السعودية: " لا يوجد عربى ولا مسلم يمکن أن يتسامح مع أى تدخل فى أمن واستقرار مصر العربية الإسلامية من قِبل أولئک الذين اخترقوا الشعب باسم حرية التعبير ، ويستغلونها لحقن کراهيتهم المدمرة".

3.      ردود الفعل الإسرائيلية:

تناولت المعالجة الصحفية لثورة 25 يناير 2011 فى موقع النيويورک تايمز ، إطار ردود الأفعال الإسرائيلية ، ولکن فى مرحلة تالية لردود الفعل العربية، حيث رکزت عليه المعالجة بشکل کبير ، نظراً لطبيعة العلاقات المصرية الإسرائيلية، خاصة بعد معاهدة السلام 1979، والعلاقة القوية بين الرئيس المصرى حسنى مبارک وإسرائيل ،فقد أثارت أحداث 25 يناير 2011 خوف وقلق الحکومة الإسرائيلية والجيش، مما دفعهم إلى عقد جلسات استراتيجية مع کبار المسئولين على مدار الساعة، والتى هدفت إلى إعادة النظر فى علاقاتهم الإقليمية الأکثر أهمية، حيث يعتمد التخطيط العسکرى الإسرائيلي على السلام مع مصر، و يتم استيراد ما يقرب من نصف الغاز الطبيعى الإسرائيلى من مصر، بالإضافة إلى أن الميزانية العسکرية فى إسرائيل قبل 1979  کانت أکثرمن30% من الناتج الإجمالي المحلى ، تم تخفيضها بعد معاهدة السلام إلى 7%، وتم تحويل الفرق إلى التنمية والازدهار الاقتصادي فى إسرائيل، وکل هذا يؤکد العلاقة القوية بين مصر وإسرائيل، ومن ثم فإن تغيير النظام فى مصر ، يؤثر على العلاقات المصرية الإسرائيلية، ولا سيما معاهدة السلام، والخوف الإسرائيلى أيضاً من صعود الإسلاميين للسلطة فى مصر ، وخاصة جماعة الإخوان المسلمين القوة المعارضة الأکثر تنظيماً فى مصر، ومن الأمثلة التى ذکرها موقع صحيفة النيويورک تايمز تجاه ردود الفعل الإسرائيلية ما يلى  :

 أکدت تغطية موقع النيويورک تايمز أيضاً على القلق الإسرائيلي بشأن صعود الإسلاميين للسلطة وخاصة الإخوان المسلمين ، حيث أشار البعض إلى : " أن القوة السياسية الأکثر تنظيماً فى مصر هى جماعة الإخوان المسلمين ، و هى معادية لإسرائيل، وقريبة من حماس والحکم الفلسطيني فى غزة، وهم يهربون الأسلحة، وتعمل الحکومة المصرية على منعها".

وتأکيداً لذلک قال Giora Eilandمستشار الأمن القومى السابق وزميل رفيع فى معهد دراسات الأمن القومى فى جامعة تل أبيب، فى نفس التقرير : " حتى لو أن مصر لم تلغى معاهدة السلام مع إسرائيل غداً ، أو بعد خمس سنوات ، فإن حکومة يسيطر عليها الإخوان المسلمين ربما تعنى، أنه لا يمکن استبعاد احتمال نشوب حرب مع مصر".

وتتفق هذه النتيجة مع ما توصلت إليه دراسة مى مصطفى عبد الرازق 2013 (42) حيث أشارت إلى ظهور إطار ردود الأفعال فى تغطية وکالات الأنباء العربية والدولية لثورة 25 يناير 2011.

-إطار الجيش

جاء إطار الجيش فى المرتبة الثانية فى المعالجة الصحفية لثورة 25 يناير 2011 فى موقع النيويورک تايمز بنسبة 12.3% ، ويرجع ذلک إلى الدور الکبير والمحورى الذى لعبه الجيش المصرى فى ثورة 25 يناير 2011 منذ أن أمره مبارک للنزول للشوارع فى 28 يناير 2011  لحفظ الأمن خاصة بعد هروب الشرطة من الشوارع وحتى وصول الدکتور محمد مرسى للرئاسة فى 30 يونيو 2012، لعب الجيش دوراً رئيسياً ومحورياً فى السياسة المصرية، وإن اقتصرت هذه الدراسة على الفترة من 25 يناير 2011 حتى 20 فبراير 2011، أى بعد جمعة النصر 18 فبراير 2011 بيومين، فقد استمر دور الجيش الحيوى فى السياسة المصرية حتى 30 يونيو 2012، وقد انقسم إطار الجيش إلى مجموعة من الأطر الفرعية، حيث عرضت تغطية موقع النيويورک تايمز الجيش فى بداية الأمر أنه نزل لحماية الشعب وحفظ الأمن والإستقرار ، وبالفعل تفاءل المحتجون المناهضين للحکومة بنزول الجيش للشوارع، ثم بعد ذلک تطور إطار الجيش ليقف على الحياد کما أظهرته تغطية موقع النيويورک تايمز، عندما لم يتدخل لفض الاشتباکات بين المحتجين المناهضين للحکومة والمحتجين المؤيدين للحکومة تارة، وتارة أخرى عندما لم يتدخل أيضاً لفض الاشتباکات بين المحتجين المناهضين للحکومة من جانب والشرطة من جانب آخر ، ثم بعد ذلک تطور إطار الجيش مرة أخرى لتظهره تغطية موقع النيويورک تايمز أنه کان سلبياً حتى أن بعض المحتجين اتهم الجيش بأنه کان يقف متفرجاً بل وحامياً للمحتجين المؤيدين لمبارک عندما هجموا على ميدان التحرير للقضاء على المحتجين المناهضين لمبارک فى يوم 2 فبراير 2011 ، - وهو اليوم التالى لخطاب مبارک العاطفى الذى أبکى الملايين -  وهو ما عُرف إعلامياً "بموقعة الجمل" ، کما أوضح موقع النيويورک تايمز الجيش بأنه لديه شبکة أعمال کبيرة تشمل کل قطاعات الاقتصاد المصرى تقريباً ، وبالتالى أظهرته التغطية أنه يحاول جاهداً الحفاظ على المميزات العديدة التى يتمتع بها الجيش، وأکدت تغطية موقع النيويورک تايمز على موقف الجيش غير الواضح لعدة أيام ولم تُظهر أن الجيش مؤيد لمبارک او داعم للثوار ، حتى خرج المشير طنطاوى وزير الدفاع المصرى ورئيس الأرکان سامى عنان ليطمئنوا المحتجين بتحقيق مطالبهم والاتجاه نحو الديمقراطية الحقيقية، کما أظهرت تغطية موقع النيويورک تايمز قلق المحتجين من تصريحات الجيش وموقفه ودوره المستقبلى فى البلاد، وخاصة بعد تنحى مبارک وتأييد الجيش للثورة، وتولى المجلس العسکرى للسلطة فى البلاد بدأ القلق يزداد من دور الجيش. وبالتالى أبرزت تغطية موقع النيويورک تايمز الجيش سلباً وإيجاباً صعوداً وهبوطاً منذ نزول الجيش للشوارع فى 28 يناير 2011 وحتى بعد تنحى مبارک وتولى المجلس العسکرى مقاليد السلطة فى البلاد حتى 20 فبراير 2011 وهى فترة الدراسة.

ومن أمثلة ما نشره موقع صحيفة النيويورک تايمز فى إطار الجيش أو المجلس العسکرى
ما يلى:

فى اليوم الثالث للاحتجاجات المصرية، وبداية نزول الجيش بمرکباته العسکرية لحماية المنشآت الحيوية فى البلاد، جاء فى مقدمة التقرير صعوبة التکهن بالدور الذى يمکن أن يلعبه الجيش فى الأحداث الحالية، لأنه اختبار جديد من نوعه، ولأنها المرة الأولى منذ العام 1952 التى ينزل فيها الجيش للشوارع، فکان من الصعب التکهن بالدور الذى يمکن أن يلعبه :" حتى مع انتشار المرکبات العسکرية المدرعة حول المؤسسات الحکومية المصرية الهامة فى يوم الجمعة، للمرة الأولى منذ عقود، لا يزال من الصعب التکهن بالدور الذى ربما يلعبه الجيش ، إما فى قمع الاضطرابات ، أو تسهيل خروج الرئيس حسنى مبارک من السلطة".

أشارت التغطية إلى الدور المحوري الذى يمکن أن يلعبه الجيش فى الفترة القادمة، عندما تم تعيين عمر سليمان نائباً للرئيس وتعين أحمد شفيق رئيساً للوزراء  :

" کانت التعينات لجنرالين سابقين هما السيد سليمان وأحمد شفيق ، الذى تم اختياره رئيساً للوزراء ، أشارت إلى الدور المحورى الذى ستلعبه القوات المسلحة فى تشکيل نتائج الإضرابات ، کما أن الجيش يحظى بشعبية واسعة لدى الجماهير ". (43)

أکدت تغطية موقع النيويورک تايمز موقف الجيش المتعاطف مع الثورة، کما انهم أصروا على ألا يطلقوا النار على الشعب کان واضحاً منذ اليوم الأول للثورة، وقال بيان المجلس الأعلى للقوات المسلحة قبل استقالة مبارک أنه کان " ملتزم برعاية المطالب الشرعية للشعب" فى السعى لتحقيق " مجتمع ديمقراطي حر " وتحدث البيان عن " الشرفاء الذين رفضوا الفساد" (44)

- إطار الأسباب

أبرزت تغطية موقع النيويورک تايمز إطار الأسباب فى المرتبة الثالثة بنسبة 9.3%، ويرجع ذلک إلى اهتمام موقع صحيفة النيويورک تايمز بذکر أسباب ثورة 25 يناير 2011، وخاصة بعد أن أکدت التغطية على إطارى ردود الفعل ، و إطار الجيش ، ثم جاء بعد ذلک إطار الأسباب ، وقد أبرز موقع النيويورک تايمز مجموعة من الأسباب المحددة والواضحة التى يرى الموقع من وجهة نظره أنها کانت أسباب رئيسية لثورة 25 يناير المصرية وهى: (مستوحاه من اسقاط الحکومة التونسية، الفساد والتردى الاقتصادي، قانون الطوارئ، رئاسة مبارک البيروقراطية، قمع المعارضة، البطالة، ارتفاع الأسعار، حالة الإحباط والغضب من الأوضاع فى البلاد، الفقر، المحسوبية، تزوير الانتخابات البرلمانية فى 2010، انعدام الحريات، انعدام العدالة الاجتماعية، غياب الکرامة الانسانية).

ومن الأمثلة التى ذکرها موقع النيويورک تايمز مايلى : " کانت الاحتجاجات فى مصر مستوحاه جزئياً على الأقل عن طريق إسقاط الحکومة الاستبدادية فى تونس "

کما أشارت تغطية موقع النيويورک تايمز إلى قانون الطوارئ واستبداد نظام مبارک بالسلطة ، وعدم إعطاء الفرصة لأى حزب أو شخص لممارسة السياسة إلا فى إطار شکلي ليضفي نوعاً من الديمقراطية على الحياة السياسية. " .... بدت الاحتجاجات تعکس القلق المنتشر مع قضايا السيد مبارک من تمديد قانون الطوارئ الذى يسمح بالاعتقالات من دون تهمة، إلى رئاسته البيروقراطية ، ... وتعرض مجموعات المعارضة للمضايقات من قِبل الحکومة ، وکسر احتکار مبارک للحياة السياسية"(45)

وأوضح موقع النيويورک تايمز سببين آخرين من أسباب ثورة 25 يناير 2011، وهما المعاملة السيئة من قِبل الحکومة للشعب: " ... ولکن الحديث الأکثر واقعية حول التحول من أن انتفاضة أسبوع فقط قد حدثت مع شعب تم معاملته کتابع وليس کمواطنين، من قِبل دولة رأت الانتخابات کممارسة مکتوبة فقط للتأکيد على وجود ديمقراطية".(46)

-إطار الصراع

وظفت المعالجة الصحفية لثورة 25 يناير 2011 فى موقع صحيفة النيويورک تايمز إطار الصراع فى المرتبة الرابعة بنسبة 6.2% ، وهو صراع کان طرفيه کل من النظام المصرى بما فيه الحکومة المصرية والشرطة بصفة خاصة، هذا من جانب، ومن جانب آخر الشعب المصرى بکل طوائفه وطبقاته متمثلاً فى الثوار المحتجين فى الشوارع طلباً للعيش والحرية والکرامة الانسانية ، وقد يرجع مجئ إطار الصراع فى المرتبة الرابعة إلى اهتمام موقع النيويورک تايمز بمحاولة إبراز ردود الفعل الأمريکية التى جاءت فى المرتبة الأولى من بين الأطر الاعلامية، ثم إبراز دور الجيش الذى يعتبر هو مفتاح خروج وتنحى مبارک، وأيضاً محاولة الموقع عدم إبراز الصراع بين الشرطة والمحتجين المناهضين لمبارک، والذى يظهر عنف الشرطة فى التعامل مع المحتجين، وما يؤکد ذلک أن الولايات المتحدة قالت فى بداية الأحداث أنها تدعو جميع الأطراف لمحاولة ضبط النفس وعدم استخدام العنف.

حيث عرضت الموضوعات الصحفية فى موقع صحيفة النيويورک تايمز إطار الصراع من خلال الترکيز على الاشتباکات بين الشرطة والمتظاهرين فى الشوارع ، ومن خلال ضرب الشرطة للمحتجين، ومواجهة المحتجين للشرطة من خلال إلقاء الحجارة ، وحرق سيارات الشرطة کرد فعل لتعامل الشرطة مع المحتجين بإلقاء الغاز المسيل للدموع واستخدام خراطيم المياه فى محاولة لتفريق المحتجين والسيطرة على الشوارع ومن ثم القضاء على الثورة.

وأوضح موقع النيويورک تايمز هذه العبارات التى تتضمن تأکيداً على إطار الصراع فى محاولة لإبرازه لکى يؤثر على جمهور القراء ، ويوضح أن هناک اشتباکات عنيفة بين المحتجين ضد حکم مبارک وبين شرطة مبارک، وهو ما أکده عنوان القصة الخبرية،" الاشتباکات العنيفة سمة الاحتجاجات ضد حکم مبارک"، وفى إشارة إلى أن ما يحدث فى شوارع مصر هى عبارة عن معرکة متوازنة القوى – وهو غير حقيقى – بين المحتجين والشرطة کان :  " ..... وتم تحويل الإعتصام إلى معرکة منتشرة، إشترک فيها آلاف الناس- مع القليل من ضبط النفس- قام ضباط الشرطة السرية بالتعدى بالضرب على العديد من المتظاهيرين، فى حين قام المتظاهرون بقلب سيارة تابعة للشرطة وأشعلوا فيها النيران ".

وأشارت التغطية إلى أن  الشرطة لا تبدأ بالتعرض للمتظاهرين إلا إذا بدأ المحتجون بالتعامل العنيف مع الشرطة بإلقاء الحجارة والمولوتوف وغيره: " .... سار المئات خلال الشوارع، بينما قوات الأمن بفرض کردون حولهم وطوقتهم، اندلعت مشاجرات بين المحتجين والشرطة عندما حاول الضباط منع المسيرة..."

وأوضحت الموضوعات الصحفية فى موقع النيويورک تايمز الصراع الدائر فى الشوارع لليوم الخامس على التوالى ، وأشارت إلى هذا الصراع على أنه "حرب شاملة" : " وبعد حرب شاملة ضد مئات الآلاف من المحتجين الذين تدفقوا على الشوارع ليلة الجمعة، انسحبت جحافل شرطة الأمن التى ترتدى ملابس سوداء ( الأمن المرکزى)".(47)

کما أبرزت المعالجة الصحفية لثورة 25 يناير 2011 فى موقع النيويورک تايمز المعرکة التى وقعت بين الشرطة والمحتجين المناهضين لمبارک على کوبر قصر النيل، لتوضيح الصراع والاشتباکات بين الشرطة والمحتجين: " واجهت قوات الأمن المحتجين بخراطيم المياه، والغاز المسيل للدموع، أثناء توجههم نحو الميدان الرئيسى، ودفعتهم للتراجع عبر کوبرى قصر النيل فى القاهرة، والذى يعد جزءاً من المعرکة التى استمرت ساعات".(48)

وتتفق هذه النتيجة مع دراسة (De Vreese & Semetko, 2001 ) (49) حيث توصلت إلى أن إطار الصراع هو الاطار الذى تم توظيفه فى تقديم الموضوعات السياسية.


-إطار الحلول

أشارت تغطية موقع النيويورک تايمز لثورة 25 يناير إلى "إطار الحلول" ، فى المرتبة الخامسة بنسبة بلغت 4.7%، وقد يرجع مجئ إطار الحلول فى المرتبة الخامسة ، إلى أن هذه الحلول لم يتم طرحها إلا بعد أن تفاقمت الأحداث وبدأت الأطراف العربية والدولية فى التدخل وطرح الحلول التى لم يوافق عليها مبارک.

کان هناک مجموعة من الحلول أبرزتها التغطية الصحفية لموقع النيويورک تايمز، وانقسمت هذه الحلول إلى ، حلول من جانب المحتجين ، أى طرحها المحتجين لإنهاء التظاهرات، وحلول مطروحة من جانب أطراف عربية ودولية على رأسها الولايات المتحدة، وکان أبرزها " انتقال منظم للسلطة"، وأخيراً حلول قدمها   الرئيس حسنى مبارک، لإنهاء الاحتجاجات ومنها: (تنحى الرئيس حسنى مبارک، إقالة الحکومة، حل مجلسى الشعب والشورى، إجراء إصلاحات سياسية ودستورية، تعيين عمر سليمان نائباً للرئيس، تشکيل حکومة إنقاذ وطنى، انتقال منظم للسلطة).

ومن الأمثلة التى قدمها موقع النيويورک تايمز للتأکيد على إطار الحلول ما يلى :

أوضحت تغطية موقع النيويورک تايمز بعض الحلول التى طرحها مبارک لمحاولة وقف الاحتجاجات وحل الأزمة: " اندلعت الاحتجاجات فى الشوارع لليوم الخامس، أقال السيد مبارک حکومته ، وعين عمر سليمان ساعده الأيمن ورئيس المخابرات فى البلاد، فى منصب نائب الرئيس"(50)

وأبرزت تغطية موقع النيويورک تايمز أحد الحلول المطروحة لإنهاء الأزمة على لسان البرادعى  فى مقابلة له على قناة C : " أن السيد مبارک يجب أن يتنحى فوراً، ويجب تشکيل " حکومة إنقاذ وطنى" ممثلة کل من الشعب والجيش ، ويجب أن تُعقد بعد ذلک " انتخابات حرة ونزيهة".(51)

کما أوضحت الموضوعات الصحفية فى موقع النيويورک تايمز بعض الحلول التى طرحتها الحکومة کمحاولة للسيطرة على الاحتجاجات، واستعادة الاستقرار فى البلاد: " وأکثر ما يلفت النظر، الطريقة التى بدأت الحکومة فيها بالتخلى عن نخبة الأعمال التجارية التى أحاطت بها منذ أشهر فقط. کما أعلن المسئولين تجميد أصول وممتلکات العديد من الوزراء، ومنع سفر أحمد عز، قطب الحديد والصلب المکروه، والعضو القيادى البارز فى الحزب الحاکم، کما تم منع رشيد محمد رشيد وزير التجارة والصناعة السابق، وأحمد المغربى وزير الاسکان السابق، وزهير جرانه وزير السياحة السابق".(52)

-إطار الاحتجاج

أوضحت تغطية موقع النيويورک تايمز لثورة 25 يناير 2011، ثلاثة أطر جاءت فى المرتبة السادسة بنفس النسبة 3.9%، وهى أطر،  "إطار الاحتجاج"، "إطار الترحيب بتنحى الرئيس وانتصار الثورة"، "إطار الانترنت والشبکات الاجتماعية"، ومن الغريب فى هذه النتيجة أن يأتى إطار الاحتجاج فى مرحلة متأخرة، ولکن قد يرجع ذلک إلى أن موقع النيويورک تايمز لم يرد أن يرکز بشکل کبير على المظاهرات والاحتجاجات فى مصر ، وخاصة أن هذه الاحتجاجات کانت مفاجئة للولايات المتحدة والعالم أجمع، وأيضاً الخوف من انتشار مثل هذه الاحتجاجات فى الدول العربية الحليفة منذ فترة طويلة للولايات المتحدة ، وبالتالى لم يرکز موقع النيويورک تايمز فى تغطيته لثورة 25 يناير 2011 على أحداث الاحتجاجات، بينما أوضحت الموضوعات الصحفية الاحتجاجات التى خرجت من أجل تنحى مبارک، وأشارت التغطية أيضاً على أن هذه الاحتجاجات لم تکن مدفوعة من قوى أجنبية ، بل کانت احتجاجات جماهيرية، وشعبية خرجت من أجل " عيش ، حرية، عدالة اجتماعية، کرامة انسانية".

 ومن الأمثلة التى قدمتها الموضوعات الصحفية فى موقع النيويورک تايمز للاحتجاجات
ما يلى:

" وأشار المنظمون فى الأيام الأخيرة إلى أنهم قصدوا التوسع فى الخروج للميدان للحفاظ على الضغط على الحکومة، ثم بعد ذلک حوالى الساعة الثالثة بعد الظهر، قاد رجل ملتح معه ميکرفون، موکباً حول الدبابات التى تحرس الميدان والمبانى العديدة للبرلمان".(53)

وردا على خطاب مبارک الثالث فى 10 فبراير 2011، الذى توقع المحتجون – فضلاً عن الولايات المتحدة- تنحى مبارک، ولکنه أصر على البقاء، ازدادت الاحتجاجات غضباً على عدم تنحيه، حيث أبرزت الموضوعات الصحفية فى موقع النيويورک تايمز هذه الاحتجاجات:

قال المنظمون : " أن المتظاهرون يخططون لمسيرات فى ستة مواقع فى أنحاء العاصمة فى يوم الجمعة، ثم بعد ذلک تتلاقى ليس فقط فى ميدان التحرير کما حدث فى الماضى، ولکن أيضاً أمام البرلمان ومبنى التليفزيون" وأضاف المنظمون " أن المسيرات يوم الجمعة ربما تکون من أکبر الاحتجاجات حتى الآن، وکانوا يتحدثون بنغمات حزينة حول ما يقدمونه الآن، بالنظر إلى ما يراه الکثير من عزم السيد مبارک على البقاء مهما کانت الأرقام"(54)

-إطار " الترحيب بتنحى مبارک وانتصار الثورة"

جاء إطار " الترحيب بتنحى مبارک وانتصار الثورة" بنسبة 3.9%، وظهر هذا الاطار بشکل خاص بعد تنحى مبارک فى 11 فبراير 2011 ، فقد کان هذا الترحيب مرة من المحتجين والقوى المعارضة فى مصر، ومرة أخرى من الولايات المتحدة الأمريکية، ومرة ثالثة من قادة بعض الدول العربية: " اندلعت صيحات " الله أکبر" من ميدان التحرير بعد الغروب، عندما أعلن نائب الرئيس، ورئيس المخابرات لفترة طويلة ، عمر سليمان، أن مبارک قد تخلى عن السلطة، ونقل کل سلطاته إلى قادة المجلس العسکرى".(55)

وأکدت التغطية أيضاً ترحيب أوباما بتنحى مبارک وانتصار الثورة : " أغدق الرئيس أوباما الثناء على المحتجين السلميين الذين أطاحوا بمبارک فى يوم الجمعة معلناً أن " مصر لن تکون هى نفسها"، حتى مع اعتراف فريقه للأمن القومى أن الانتفاضة السريعة سوف تقلب بالتأکيد الاستراتيجية الأمريکية فى الشرق الأوسط".(56)

-إطار الانترنت والشبکات الاجتماعية

أکدت تغطية موقع النيويورک تايمز لثورة 25 يناير2011 على إطار الانترنت والشبکات الاجتماعية بنسبة 3.9%، وتناولت الموضوعات الصحفية هذا الاطار من خلال الترکيز على دور الانترنت والشبکات الاجتماعية فى التمهيد لثورة 25 يناير 2011 من خلال صفحة " کلنا خالد سعيد"، وأيضاً دور الانترنت والشبکات الاجتماعية فى أثناء الثورة من خلال تنظيم وحشد المحتجين ، وتنظيم المسيرات ومواعيدها وأماکنها، وأيضاً تناول هذا الاطار قطع الانترنت فى مصر أثناء الثورة، وکيف أن ذلک أدى إلى تزايد عدد المحتجين فى ميدان التحرير وليس تقليلها، کما تناولت التغطية أيضاً ضمن هذا الاطار کيف يمکن للدول الاستبدادية استخدام شبکة الانترنت والشبکات الاجتماعية فى السيطرة على المحتجين من خلال الهاکرز الذين يخترقون المواقع الشخصية ويحصلون على معلومات عن أصحابها .

فى إشارة إلى خطورة شبکة الانترنت ، ولا سيما الشبکات الاجتماعية، والهواتف النقالة ، ودورها الکبير فى ثورة 25 يناير، فضلاً عن ثورات الربيع العربى ، فقد قامت الدولة بقطع خدمة الانترنت وخدمة شبکات الهواتف النقالة فى محاولة للسيطرة على الأحداث: " بدت شبکات الهاتف غير متاحة للذين يحاولون الاتصال من ميدان التحرير ، وکان العديد من الناس يواجهون صعوبات فى الوصول إلى تويتر، أداة الشبکة الاجتماعية التى ساعدت فى نشر أخبار الاحتجاجات، وأکدت رويترز أنه تم حجب تويتر فى مصر " .

کما أبرز مقال للکاتب روجر کوهين ، أهمية دور الانترنت ، ووسائل الاعلام الاجتماعية فى ثورات الربيع العربى مثل  ثورة تونس وثورة 25 يناير 2011، وأوضح أيضاً کيفية استخدام الحکومات القمعية مثل روسيا البيضاء والصين، يستخدمون وسائل الاعلام الاجتماعية ، وهيمنة الشرکات الأمريکية على هذه الوسائل ، وتحدث عن دور هذه الوسائل فى التنظيم والحشد .(57)

وأشارت بعض المقالات الصحفية إلى عدم اهتمام الحکام العرب بالانترنت والشبکات الاجتماعية، وأنهم لم يتوقعوا أن تکون سبب فى خروجهم من مناصبهم: " ... ولکن بقطع الانترنت فى مصر والخدمة اللاسلکية أواخر الأسبوع الماضى، فى مواجهة احتجاجات الشارع الضخمة، فإن الرئيس مبارک خدعه خوفه الشخصى- من أن الفيس بوک وتويتر واللاب توب والهواتف الذکية يمکن أن تمکن خصومه ، وتفضح ضعفه للعالم، وتُسقط نظامه".(58)

-إطار تأثيرات الثورة على الشرق الأوسط

جاء إطار تأثيرات الثورة على الشرق الأوسط فى المرتبة السابعة بنسبة 3.5% ، حيث أوضحت الموضوعات الصحفية فى تغطية موقع النيويورک تايمز ، کيف تأثرت بلدان کثيرة فى الشرق الأوسط بالثورة المصرية، مثل ليبيا وسوريا والأردن واليمن والبحرين... وغيرها من بلدان الشرق الأوسط، حيث قامت احتجاجات مماثلة فى هذه البلدان، فاتخذت إجراءات لوقف هذه الاحتجاجات مثل زيادة الدعم، وزيادة المرتبات، وبعض الدول الأخرى اتخذت إجراءات أمنية مشددة للقضاء على هذه الاحتجاجات فى بلدانهم مثل القمع والاعتقال، وبالتالى کان هناک خوفاً شديداً لدى حکام هذه الدول من الاطاحة بهم کما حدث للرئيس التونسى زين العابدين بن على.

فقد أشارت التغطية إلى امکانية انتشار مثل هذه الثورات فى کل بلدان العالم العربى : " بينما تجتاح المطالب بتغيير النظام منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، تارکة الدبلوماسيين والمحللين الجيوسياسيين يکافحون لمواکبة الأحداث، فإن المحللين الماليين يتحولون إلى المؤشرات الاقتصادية لتوجيه رهاناتهم إلى أى الدول سوف تکون عرضة أکثر للعدوى".(59)

وأوضحت التغطية أيضاً تأثير الثورة على دولة اليمن: " قال زعماء المعارضة فى اليمن بعد الاحتجاجات التى جعلت الالاف يخرجون إلى شوارع العاصمة صنعاء يوم الجمعة ، أکنه من المتوقع أن يعلن الرئيس على عبد الله صالح عن مزيد من التنازلات قريباً، وصرح الأسبوع الماضى أنه سيعلق التعديلات الدستورية التى تسمح له بالبقاء فى السلطة مدى الحياة، وهو مطلب للمعارضة التى يقودها الإسلاميين منذ فترة طويلة، ووعد بأن ابنه لن يرث السلطة، کما رفع رواتب الجيش والموظفين المدنيين، وخفض الضرائب على الدخل إلى النصف ، وأمر بالرقابة على الأسعار"

وأظهرت التغطية تأثير مختلف للثورة المصرية على إيران فکان : " عندما خرج آلاف المتظاهرين الايرانيين إلى شوارع طهران بشجاعة، أرسلت الحکومة شرطة مکافحة الشغب لتهديد وضرب أى شخص تجرأ على المطالبة بإنهاء الحکم الملالى، کما أعلن القضاء سجن 1500 شخص، وقال عضو فى البرلمان أنه قُتل شخصان، وتم منع الصحفيين من تغطية الاحتجاجات ....".(60)

-إطار الاخوان المسلمين

أظهرت تغطية موقع النيويورک تايمز لثورة 25 يناير 2011، إطار الاخوان المسلمين فى المرتبة الثامنة بنسبة 3.1%، وأوضحت الموضوعات الصحفية فى موقع النيويورک تايمز أن جماعة الإخوان المسلمين لم تنضم رسمياً للمظاهرات فى 25 يناير 2011 ، على الرغم من مشارکة بعض أعضائها بشکل غير رسمى، ولکنها سرعان ما أن انضمت إلى الثورة فى اليومين التاليين، وکان لها دور فى يوم "جمعة الغضب" ، وفى يوم ما عُرف إعلامياً " بموقعة الجمل " ، بالإضافة إلى أن هذا الإطار يشيرإلى مدى تخوف النظام منها، فضلاً عن تخوف أمريکا وإسرائيل على وجه الخصوص، وأنهم سوف يحولون ثورة مصر إلى ثورة إسلامية تشبه ثورة إيران، فضلاً عن الخوف من وصولهم للحکم وتحول مصر إلى دولة إسلامية راديکالة تکون خطر على أمريکا وإسرائيل، فضلاً عن إمکانية إلغاء معاهدة السلام مع إسرائيل . وأبرزت التغطية عدم مشارکة الإخوان المسلمين فى مظاهرات يوم 25 يناير بالتحديد بشکل رسمى: " ...وقالت جماعة الإخوان المسلمين أنها لن تشارک رسمياً فى مظاهرات 25 يناير، على الرغم من أن البعض منهم کانوا من بين المحتجين فى القاهرة". (61)

وفى إطار شيطنة الإخوان المسلمين ، يشير البرادعى إلى استفادة الغرب من شيطنة مبارک لجماعة الإخوان المسلمين قائلاً: " لسنوات ، انتفع الغرب من شيطة السيد مبارک لحرکة الإخوان المسلمين کلياً، مالياً وسرياً وتطرفاً، والفکرة أن البديل الوحيد فقط هنا هم هؤلاء الشياطين المسمون الاخوان المسلمين ، الذين هم مساوون للقاعدة".(62)

تتفق هذه النتيجة أيضاً مع دراسkelsey glover, 2011)  )(63) والتي توصلت إلى أن شبکتي CNN و Fox News قد اعتمدتا على إطار الخوف، وذلک في تأطيرهما لجماعة الإخوان المسلمين خلال الثورة المصرية ، بعد دراسة السياق الذى ناقش الإخوان المسلمين فى جميع نصوص شبکات الکابل ، ارتبطت النتائج فى معظم الأحيان بالإسلام الراديکالى أو کتهديد للأفکار الديمقراطية لأنه هدف الإخوان فى الفقة الإسلامى .

-إطار إعلامي

أکدت المعالجة الصحفية لثورة 25 يناير 2011 فى موقع النيويورک تايمز على الاطار الاعلامي، حيث جاء فى المرتبة التاسعة بنسبة 2.7%،  ويشير هذا الاطار إلى دور وسائل الإعلام المختلفة فى الثورة، من نشر الأخبار والمعلومات حول أحداث الثورة لحظة بلحظة، سواء کانت هذه التغطية موضوعية أو متحيزة، حيث جاء على رأس هذه الوسائل قناة الجزيرة العربية والانجليزية، حيث نقلت أحداث الثورة لحظة بلحظة، لدرجة أن وزارة الداخلية المصرية إتهمتها بأنها تروج لنشر الفوضى فى البلاد، کما أوضحت الموضوعات الصحفية فى موقع النيويورک تايمز دور قناة الجزيرة الانجليزية فى نشر معلومات وأخبار عن الثورة فى دول أجنبية خاصة بعض المناطق فى الولايات المتحدة الأمريکية، وعلى الجانب الآخر أبرزت تغطية موقع النيويورک تايمز الدور المتحيز لوسائل الإعلام الرسمية فى مصر، حيث أبرزت الموضوعات الصحفية، أن هذه الوسائل کانت تبرز دائماً أن أعداد المحتجين قليلة جداً،  مقارنة بما تعرضها وسائل الاعلام الخاصة فى البلاد، وکثيراً ما وصفت وسائل الاعلام الرسمية المحتجين بأنهم عملاء تابعين لدولة اسرائيل تحديداً، ومدفوعين من قبل دول أجنبية، کما أبرز هذا الاطار أيضاً، ما تعرض له الصحفيين الأجانب أثناء تغطيتهم للأحداث فى مصر، من اعتقالات، وضرب وسب أو ما تعرضت له وسائل الاعلام بسبب بث أحداث الثورة، فى إدانة إلى النظام الحاکم، وإدانة أعمال الشرطة التى تصفها فى بعض الأحيان بالأعمال الإجرامية والعنيفة وأعمال القمع، وبناءً عليه تتعرض هذه الوسائل الإعلامية أو بعض صحفييها أو مراسليها إلى الاعتداء والضرب والاعتقال من جانب الشرطة .

فقد أبرزت تغطية موقع النيويورک تايمز لثورة 25 يناير 2011 دور قناة الجزيرة فى نشر أحداث الثورة ، ونقلت أحداثها للمنطقة العربية والعالم أجمع ، والعقبات التى تعرضت لها:  "...شاهد العالم الاحتجاجات تتکشف عبر قناة الجزيرة ، التى أصرت على البث المباشر المستمر تقريباً، رغم الجهود المتکررة التى تبذلها الحکومة المصرية لمنع البث ".

وعلى صعيد العقبات التى تعرضت لها وسائل الاعلام المختلفة ، العربية منها والأجنبية أبرزت الموضوعات الصحفية أن : " الجزيرة واصلت تغطيتها على الرغم من العقبات الخطيرة، حيث ألغت الحکومة المصرية صباح يوم الجمعة قناة البث الحى المنفصلة من القمر الصناعى، ووفقاً لبيان صادر عن محطة الجزيرة أن تليفونات مکاتبها فى القاهرة تم قطعها ، وتم التشويش على إشارة القناة الإخبارية والرئيسية"

کما أبرز التغطية الصحفية فى موقع النيويورک تايمز مدى تحيز الاعلام الرسمى المصرى فى نقل أحداث الثورة، فقد أبرزت قناة الجزيرة مدى تضليل وکذب الاعلام الرسمى المصرى لمشاهديه: " قسمت الجزيرة الشاشة لنصفين ، أحدهما بث حى لمقطع فيديو لسيارة شرطة تم إضرام النار فيها عن طريق المحتجين الذين يتحدون حظر التجوال، مع أصوات الأعيرة النارية والانفجارات، والجزء الآخر من الشاشة، يبث من التليفزيون الرسمى للدولة ، منظر هادئ لليل السماء فى وسط القاهرة، مع رسالة بأن حظر التجوال قد فُرض".(64)

- إطار النتائج الاقتصادية

أوضحت تغطية موقع النيويورک تايمز لثورة 25 يناير 2011 إطار النتائج الاقتصادية جاء فى المرتبة التاسعة بنسبة 2.7% ، ويشير هذا الإطار إلى النتائج الاقتصادية المترتبة على الأحداث فى مصر، سواء کانت هذه النتائج الاقتصادية إيجابية أو سلبية، وسواء ما کان منها متعلقاً بالآثار السلبية على السياحة، ومن ثم على الاقتصاد، أو ما کان متعلقاً منها بالمساعدات الأمريکية التى تصل حوالى 1.3 مليار دولار سنوياً، حيث هددت الولايات المتحدة بقطع هذه المساعدات إذا انتهجت الحکومة العنف مع المحتجين، أو ما کان منها متعلقاً بإغلاق البورصة والبنوک ، وبالتالى التأثير السلبى على الاقتصاد المصرى، وفيما يلى بعض الأدلة والشواهد التى تؤکد هذا الإطار  من موقع صحيفة النيويورک تايمز .

أبرزت التقارير الصحفية تأثير الانتفاضات على نوعية الائتمان: " ... وفى حالة مصر، فإن وکالة the Standard and Poor’s ratings agencyقد خفضت هذا الأسبوع تصنيف عملتها الأجنبية على المدى الطويل من BB+إلى BB، کما خفضت تصنيف العملة المحلية على المدى الطويل والقصير من BBB-/A-3إلى BB+/B، قائلة أن عدم الاستقرار السياسى المستمر والاضطرابات تعوق النمو الاقتصادي المصرى ويؤثر سلباً على المالية العامة ".(65)

وأبرزت تقارير أخرى مدى الخسائر التى تعرضت لها البنوک والبورصة بسبب الاضطرابات السياسية :" فقدت البورصات العربية ما يقرب من 50 مليار دولار فى الأسبوع الأخير من يناير فقط، بسبب تصاعد الاضطرابات السياسية فى تونس ومصر، وأرجع محللون السبب فى هروب رأس المال إلى قلق المستثمرين بشأن إمکانية مزيد من عدم الاستقرار فى المنطقة".(66)

-إطار الثورة الشعبية

تناولت المعالجة الصحفية فى موقع النيويورک تايمز لثورة 25 يناير 2011 إطار الثورة الشعبية فى المرتبة التاسعة أيضاً بنسبة 2.7%، وهذا الإطار يشير إلى أن ثورة مصر کانت ثورة شعبية بکل ما تحمله الکلمة من معنى، حيث اشترکت فيها کل الفئات الاجتماعية المختلفة ، وکل المهن ، والأغنياء والفراء والمسلمين والمسيحيين تحت شعار واحد " عيش ، حرية ، کرامة إنسانية وعدالة إجتماعية" الکل يريد " إسقاط النظام" ، وکان هناک العديد والموضوعات التى أکدت هذا المعنى وأبرزته ففى افتتاحية النيويورک تايمز أکدت على شعبية الثورة المصرية، وأن کل الفئات والطبقات الاجتماعية کانت مشارکة، ولم تکن تعبر عن صوت فصيل واحد: " وطبقاً للتقارير الإخبارية، فقد جاء المتظاهرون من کل الطبقات الاجتماعية والأيديولوجيات".(67)

-إطار الترهيب والفوضى

احتل إطار الترهيب والفوضى المرتبة العاشرة بنسبة 2.3%، على الرغم من انتشار حالات الترهيب والفوضى التى عمت البلاد خاصة من يوم 28 يناير 2011بعد هروب الشرطة من الشوارع ، حيث تضمن هذا الاطار الترکيز على أعمال السلب والنهب من قبل اللصوص، للمحلات والمولات التجارية، کما تضمن أعمال الفوضى من حرق لمقرات الحزب الوطنى، وأقسام الشرطة، فضلاً عن الانسحاب المفاجئ للشرطة من الشوارع، والتى وصفته المعالجة الصحفية بأنها محاولة من قبل الحکومة المصرية لنشر الفوضى فى البلاد، وتأثير ذلک على حالة الهلع التى أصابت المواطنين، کما أبرزت التغطية دور المواطنين فى التصدى لحالة الفوضى هذه فى البلاد، عن طريق تکوين لجان أمن شعبية من المواطنين لتأمين أحيائهم ومحلاتهم وممتلکاتهم.

فقد أبرزت بعض الموضوعات الصحفية فى موقع النيويورک تايمز أعمال السلب والنهب والفوضى التى عمت فى البلاد على إثر الأحداث والاحتجاجات المستمرة لليوم الخامس على التوالى :" وحطم اللصوص نوافذ المحلات ، ونهبوا مراکز التسوق، کما أحرقوا أقسام الشرطة ، ومقرات الحزب الوطنى خلال الليل ، وقال کبير مسئولى الآثار فى البلاد أنه تم تدمير اثنين من الممياوات فى المتحف المصرى فى القاهرة ".

کما أشارت التقارير الصحفية فى موقع النيويورک تايمز  إلى بعض التکهنات بأن سبب انسحاب الشرطة هو لخلق حالة  الفوضى فى البلاد: " وتکهن البعض بأن الانسحاب المفاجئ للشرطة من المدن ، حتى أن بعض المتاحف والسفارات تُرکت بلا حراسة ، کان مقصوداً لخلق حالة من الفوضى ، والتى يمکن أن تبرر حملة القمع".

وأشار العديد من المحتجين بشکل حزين، إلى أن الحکومة کانت وراء انهيار السلطة کوسيلة لتبرير قمع ، أو حملة تشويه المحتجين من أجل التغيير ، حيث أعلنت صحيفة حکومية فى يوم الأحد الموافق 30/1/2011 إلى :" مصر تتحدى الفوضى"

وردت عليها صحيفة مستقلة فى عنوان رئيسى، تصادف وتشارکت الجريدتان نفس المکان فى کشک لبيع الجرائد وسط القاهرة، قائلاً:" مؤامرة من قِبل الأمن لدعم سيناريو الفوضى".

وأبرزت بعض الموضوعات الصحفية تهديدات السيد عمر سليمان نائب الرئيس المعين حديثاً للمحتجين :" ... وقال سليمان لن تکون هناک نهاية للنظام لأن هذا يعنى الفوضى، وحذر المحتجين ألا يحاولوا مزيد من العصيان المدنى مسمياً ذلک " خطيراً للغاية"، وأضاف " لن نتسامح مع هذا إطلاقاً".(68)


-إطار الاشادة بالثورة وشبابها

أوضحت المعالجة الصحفية فى موقع النيويورک تايمز لثورة 25 يناير  إطار الاشادة بالثورة وشبابها  فى المرتبة العاشرة أيضاً بنسبة 2.3% ،وغالباً ما بدأ هذا الاطار فى الظهور منذ بداية الثورة فى 25 يناير 2011، ولکنه بدأ فى التزايد  بعد تنحى مبارک فى 11 فبراير 2011 ، للثناء على الشباب الذين قاموا بهذه الثورة وضحوا من أجلها بالغالى والنفيس حتى تنحى مبارک، کما رکز هذا الاطار على دور الشباب المصرى فى ثورة 25 يناير 2011، من حيث الاعداد للاحتجاجات على الفيس بوک وتنظيم المسيرات من حيث مکان خروج المسيرة والمناطق التى تمر بها ، والمکان الذى تستقر فيه، وأيضاً تنظيم الاعتصامات فى ميدان التحرير ، وتحديد مواعيد معينة للاحتجاجات، وأيضاً الاشادة بهم کشباب من مهن محترمة ومن کل المجالات، وأنهم لم يأتوا إلى الميدان لأنهم يحتاجون الأموال أو السلطة، ولکنهم جاؤا من أجل الحرية والعدالة الاجتماعية، کما صورتهم المعالجة الصحفية فى موضوعات النيويورک تايمز.

وقال محمد البرادعى فى مقابلة يوم الأربعاء عبر الهاتف من مکتبه فى فيينا " لقد کان الشباب هم الذين أخذوا المبادرة، وحددوا الموعد ، وقرروا الخروج"(69)

-إطار الهدوء والاستقرار

رصدت تغطية موقع النيويورک تايمز لثورة 25 يناير 2011 إطار الهدوء والاستقرار فى المرتبة العاشرة أيضاً بنسبة 2.3% ،حيث رکز هذا الاطار على الاستقرار الذى دعت إليه الولايات المتحدة ، وأيضاً ما أبرزه التليفزيون الرسمى المصرى من أن أوضاع البلاد مستقرة، رغم کل الاحتجاجات والاضرابات التى تحدث فى البلاد.

حيث أبرزت افتتاحية النيويورک تايمز دعوتها لمبارک ليستغل الفرصة فى إعادة الاستقرار لبلاده:" السيد مبارک، ربما لا يزال لديه فرصة لتوجيه بلاده إلى مسار مستقر دون التضحية بها لعناصر متطرفة، وهذا سوف يتطلب أمر قوات الأمن بممارسة ضبط النفس ضد المحتجين ، وبسرعة إعطاء المصريين مصداقية ، والتقدم أکثر على المسار الديمقراطى"(70)

وفى خطاب مبارک الذى بثة التليفزيون الرسمى مساء الثلاثاء 1 فبراير 2011 ، کرر کلاماً حول الأمن والاستقرار ، وأشار إلى أنه سوف يبقى فى السلطة حتى الانتخابات الرئاسية القادمة لاستعادة الأمن والاستقرار، مما أثار غضب المحتجين فى ميدان التحرير : " وعاد إلى کلامه المکرر- الذى أکدته عقوده الثلاثة فى السلطة – الأمن والاستقرار ، وتعهد بأنه سيقضى الشهور المتبقية لاستعادة الهدوء".

-إطار المسئولية

جاء إطار المسئولية فى المرتبة الحادية عشر بنسبة 1.9% فى التغطية الصحفية فى موقع النيويورک تايمز لثورة 25 يناير 2011 ، حيث جاء هذا الإطار ليلقى باللوم أو المسئولية عن أحداث الثورة  على أطراف محددة فضلاً عن أحداث العنف والشغب والفوضى فى البلاد مرة  على الإخوان المسلمين ، باعتبارها الفزاعة التى استخدمها النظام المصرى فى الداخل ليرهب المصريين بها فى حالة ما إذا أصبحت جماعة معترف بها، واستخدمها تارة أخرى کفزاعة أيضاً للعالم الخارجي وخاصة أمريکا وإسرائيل فى حال ما إذا وصلت للسلطة فى البلاد ، باعتبارها ممثلة الاسلام الراديکالي المتشدد ، وبالتالى لا تشدد أمريکا على ضرورة تطبيق الديمقراطية أو تدافع عن حقوق الانسان وتکتفى بالجانب الشکلى لتطبيق الديمقراطية ، ومرة أخرى يلقى النظام باللوم والمسئولية على قوى أجنبية خارجية فى تناقض غريب من طبيعة العلاقة بينه وبين هذه النظم الأجنبية التى کانت مستميتة فى الدفاع عنه حتى آخر لحظة، ومرة ثالثة تلقى باللوم على المحرضين .

ورکزت بعض التقارير على هذا المعنى قائلة :" وبسرعة وضعت الحکومة اللوم الخاص بالاحتجاجات على حرکة المعارضة الأکبر فى مصر، الإخوان المسلمين ..." .(71)

وفى اليوم الخامس للتظاهرات ألقى ملک السعودية باللوم فى الاحتجاجات والمظاهرات على : "المحرضين، المجهولين " (72)

وتناولت بعض المقالات مسئولية مبارک الکاملة عن الأحداث التى وقعت فى مصر فى 25 يناير 2011، بل إنها ذهبت أبعد من ذلک، حيث أشارت إلى أن نظام مبارک هو المسئول عن أحداث 11 سبتمبر فى أمريکا على الرغم من أنه الحليف القديم والموثوق به لدى الولايات المتحدة الأمريکية :" إنه من الممکن جداً إذا لم يحکم مبارک مصر کديکتاتور لمدة 30 عاماً الماضية، ربما کان لا يزال مرکز التجارة العالمى قائماً"

ويشير الکاتب موضحاً الأسباب المنطقية وراء تبنيه لوجهة النظر هذه قائلاً: " على الرغم من أن نظام مبارک حليف قديم للولايات المتحدة، وهو شريک فى مکافحة إرهابنا، وعدو للتطرف الدينى، بل إن نظامه هو کل هذا، ويشير غلى کلمات لـ " لورانس رايت" فى کتابه " برج يلوح فى الأفق"  يقول " أن مأساة أمريکا فى 11 سبتمبر ولدت فى سجون مصر ، من خلال السجن والتعذيب، والنفى لجماعة الإخوان المسلمين ، بالفعل منع مبارک أى احتمالية لثورة إسلامية فى بلاده، ولکنه أيضاً ساعد فى تطرف وتدويل الإسلاميين".(73)

وتتفق هذه النتيجة مع ما توصلت إليه دراسة ( نائلة حمدى ، وإيهاب جمعة ، 2012) (74) حيث أظهرت نتائج الدراسة أن الصحف الحکومية أطرت الأحداث على أنها مؤامرة conspiracy على الدولة محذرة من عواقب اقتصادية، وتوجيه اللوم والمسئولية عن الفوضى للآخرين.

-إطار شيطنة الاسلاميين

أکدت تغطية موقع النيويورک تايمز لثورة 25 يناير 2011 على إطار شيطنة الاسلاميين فى المرتبة الحادية عشر بنسبة 1.9% ، و أظهر هذا الاطار دائماً الاسلاميين فى صورة الشيطان الأکبر، الذى يخشى منه النظام فى الداخل من الوصول للسلطة إذا انتشرت الديمقراطية والحرية، والذى يخشاه الغرب أيضاً من الوصول للسلطة ، وبالتالى تصدير الارهاب للعالم، فضلاً عن معادة الاسلاميين للولايات المتحدة وإسرائيل، وبالتالى الخوف من وصولهم للسلطة ، بحجة أنهم سوف يقضون على الحريات وخاصة حرية المرأة، کما أن التغطية الصحفية تبرز أن الاسلاميين لا يؤمنون بالديمقراطية، مما يشکل خطراً على أم اسرائيل.

ويشير إلى هذا المعنى الکاتب طارق رمضان فى موقع النيويورک تايمز قائلاً: " إن وجود الاسلاميين على مدى عقود قد برر قبول الغرب لأسوأ الديکتاتوريات فى العالم العربى، وأنها کانت نفس الأنظمة التى شيطنة demonizedخصومهم الاسلاميين، لا سيما جماعة الاخوان المسلمين فى مصر، والتى تمثل أول حرکة جماهيرية منظمة تنظيماً جيداً فى البلاد مع النفوذ السياسى".(75)

کما تناولت بعض الموضوعات الصحفية فى موقع النيويورک تايمز تخطيط الاسلاميين لاستغلال الفوضى فى البلاد لتحقيق مصالحه والتى تتلخص فى الوصول إلى رأس السلطة فى مصر، ومن ثم صورتهم التغطية أنهم يدعون أعوانهم للجهاد فى مصر، وإحداث الفوضى فى البلاد، من حرق وتدمير وتخريب فى البلاد:" تم تبادل التناقضات The ambivalenceللجماعات المتطرفة هذا الأسبوع على منتدياتهم على الانترنت ، الأداة الرئيسية المنظمة للحرکة، مع دعوات إستخدام الفوضى لصالحهم".

کما أبرز الموضوع کلام Jarret Brachmanمستشار مکافحة الارهاب ومؤلف کتاب "الجهادية العالمية" Global Jihadismوالذى يراقب المواقع الجهادية قالت " کالعادة، حرکة القاعدة على الانترنت ترى هذا من خلال عدسات الانتهازي ببراعة" فى إشارة إلى نظرتهم للثورة
فى مصر.

وأوضح التقرير أيضاً دعوات الجهادين على الانترنت لإحداث الفوضى فى البلاد :" ومن جهة أخرى ، حثت منشورات الويب ، الجهاديين فى مصر لمهاجمة خط أنابيب الغاز ( العريش – أشکيلون) والذى يمتد لإسرائيل".

وتتفق هذه النتيجة مع ما توصلت إليه دراسة (کيلسى جلوفرkelsey glover 2011) (76)، حيث أشارت نتائج الدراسة إلى ارتباط النتائج الخاصة بالاسلاميين واصة جماعة الاخوان المسلمين فى معظم الأحيان بالإسلام الراديکالى أو کتهديد للأفکار الديمقراطية لأنه هدف الإخوان فى الفقة الإسلامى .

-إطار التعاون والروح الوطنية

تناولت المعالجة الصحفية فى موقع النيويورک تايمز لثورة 25 يناير 2011 إطار التعاون والروح الوطنية،  فى المرتبة الثانية عشر بنسبة 1.6% ، حيث يشير هذا الاطار إلى التعاون بين المحتجين فى ميدان التحرير ، وتنظيف الميدان ، وتبادل الغذاء ، وتوزيعه على المحتجين، بالإضافة إلى تنظيم المرور خاصة بعد انسحاب الشرطة من الشوارع .

وترکز بعض الموضوعات على هذا المعنى وتؤکده:" ... أخذ الشباب على عاتقهم تنظيم حرکة المرور التى تعطلت بسبب انسحاب الشرطة من الشوارع، ونظف الأولاد الصغار القمامة المتبقية من الحريق .... وسحب الاخرين الحواجز المؤقتة أمام المتحف المصرى ،.... وصاح مصطفى محمد مواطن، يوزع الماء على المحتجين " هذا هو ماء الشعب"(77)

-إطار تأييد ومساندة الرئيس

جاء إطار تأييد ومساندة الرئيس فى المرتبة الثالثة عشر بنسبة 1.2%، حيث جاء هذا التأييد تارة من الولايات المتحدة الأمريکية وبريطانيا ودول أجنبية أخرى مثل ألمانيا وغيرها، وتارة أخرى جاء هذا التأييد من بعض الدول العربية ، وأحياناً يأتى هذا التأييد من حکومته وبعض رجال الأعمال،  وأخيراً جاء هذا التأييد من المحتجين المؤيدين لمبارک.

وفى إشارة إلى دور الإدارة الأمريکية فى دعم الرئيس حسنى مبارک، باعتباره حليف حيوى ومهم فى منطقة الشرق الأوسط، ودوره القوى والفعال فيما يسمى السلام الفلسطينى الإسرائيلى، وحفظه للتوازن فى المنطقة ، خاصة فى وجود سوريا وإيران بجوار إسرائيل. ذکر مقال بتاريخ 28/1/2011، ما يلى :" تظهر برقيات مسربة عن طريق ويکيليکس أن إدارة أوباما حثت سراً السيد مبارک على التنبه، وإطلاق سراح المعارضين المسجونين، کما کافحت الإدارة الأمريکية لتوصيل رسالتها العلنية بشکل صحيح هذا الأسبوع، ففى يوم الخميس أوضحت الإدارة أنه على الرغم من أن السيد مبارک حليف ذو قيمة، إلا أنها لم تنحاز إلى أحد الجانبين، ولکنها تحاول العمل مع کل من المحتجين والحکومة".(78)

وأشارت بعض التقارير إلى کيفية توظيف وسائل الإعلام الحکومية فى مساندة ودعم الرئيس مبارک، بعد ظهوره على شاشة التليفزيون الرسمى فى اجتماع مع القادة العسکريين ، خلال هذا اليوم : " بث التليفزيون الرسمى تعهدات بالولاء من متصل بعد آخر ، فيما صرح شخص : خلفک 80 مليون شخص يقولون نعم لمبارک!" .(79)

کما جاءت مجموعة من الأطر الأخرى فى مراتب متأخرة مثل إطار المؤامرة، وإطار المعارضة، وإطار الانقسام ...وغيرها .

ثالثاً : الأطر الإعلامية لثورة 25 يناير 2011 فى موقع الجارديان:

-إطار ردود الأفعال

أبرزت تغطية موقع الجارديان إطار ردود الأفعال فى المرتبة الأولى کإطار مهيمن أو مسيطرة على تغطية موقع الجارديان لثورة 25 يناير 2011،  وجاء هذه الاطار بنسبة 20.6% حيث انقسمت ردود الأفعال إلى ردود فعل أمريکية جاءت فى المرتبة الأولى، وردود فعل بريطانية جاءت فى المرتبة الثانية ، ثم ردود الفعل العربية، ثم ردود الفعل الإسرائيلية، وأخيراً ردود الفعل الدولية الأخرى تجاه الأحداث فى مصر .

1.  ردود فعل أمريکية.

أکدت تغطية موقع الجارديان على إطار ردود الفعل الأمريکية بشأن أحداث الثورة المصرية فى المرتبة الأولى، وکان موقع الجارديان أکثر انتقاداً لردود الفعل الأمريکية والبريطانية من موقع النيويورک تايمز ،  مع أنه کان من المفترض أن تظهر ردود الفعل البريطانية فى المرتبة الأولى وسابقة على ردود الفعل الأمريکية، وربما يرجع ذلک إلى اقتناع موقع الجارديان، بأهمية ردود الفعل الأمريکية نحو أحداث ثورة 25 يناير 2011، ودورها فى تحريک الأحداث والسيطرة عليها، بل وتأثير الأحداث على الولايات المتحدة وتابعتها إسرائيل قبل أن تؤثر على بريطانيا، وقد يرجع إلى أن بريطانيا نفسها تنظر إلى الولايات المتحدة باعتبارها الدولة العظمى والأقوى فى العالم، ومن ثم هى من تخطط وتحدد مسار الأحداث فى العالم.

وأوضحت الموضوعات الصحفية فى موقع الجارديان ردود الفعل الأمريکية فى مراحل مختلفة ، ففى بداية الأحداث أبرز موقع الجارديان ردود الفعل الأمريکية على أنها مساندة لمبارک - الحليف القديم، وراعى السلام فى الشرق الأوسط، وخاصة الفلسطيني الإسرائيلي، بل أبعد من ذلک هو حامى العالم من الاسلاميين المتطرفين ومن ثم من الارهاب – حتى يبقى فى السلطة، حيث أبرزت افتتاحية الجارديان إلى أن الثورة ليست تهديد فقط لنظام حسنى مبارک، ولکن أيضانً تهديد للاستراتيجية التى شيدتها الولايات المتحدة وبريطانيا فى الشرق الأوسط.(80) وذلک عندما صرحت هيلارى کلينتون وزيرة الخارجية الأمريکية مساء الثلاثاء الموافق 25 يناير 2011 أول يوم فى الثورة المصرية داعمة لمبارک قائلة : " تقييمنا هو أن الحکومة المصرية مستقرة، وتبحث عن سبل استجابة للمطالب المشروعة ، ومصالح الشعب المصرى" ، وعلق کاتب المقال سيمون تيسدال نائب رئيس تحرير الجارديان على تصريحات کلنتون قائلاً " انهم اعتقدوا أن ثورة مصر تشبه ثورة تونس بن على أيضاً، وبناء عليه فإن کلمات کلينتون السريعة أظهرت کم هم قلقون".(81)

کما أبرزت موضوعات الجارديان تصريحات هيلارى کلينتون وزيرة الخارجية الأمريکية بشأن الأحداث فى مصر ، حيث انتقدت بعض الموضوعات تصريحات کلينتون فى وصفها لمصر بأنها " مستقرة": " ولم تنتقد هيلارى کلينتون الحکومة المصرية – حليف رئيسي فى الشرق الأوسط- وقالت فقط أن البلاد مستقرة، وأن المصريين لهم الحق فى الاحتجاج، بينما حثت کل الأطراف على تجنب العنف ، وأضافت " نحن نعتقد بشکل قوى أن الحکومة المصرية لديها فرصة عد هذه اللحظة للبدء فى الاصلاح الاقتصادي والسياسي والاجتماعي".(82)

وقد تناولت المعالجة الصحفية لثورة 25 يناير 2011، المفاجأة التى تعرضت لها الولايات المتحدة بل والعالم أجمع من الأحداث فى مصر، وأنها لم تکن متوقعة على الأقل فى هذا التوقيت، مما أدى إلى تردد الولايات المتحدة فى اتخاذ موقف واضح ومحدد تجاه الأحداث فى مصر .

" تفاجأت إدارة أوباما بالاضطرابات المتصاعدة فى مصر ، کما أن إدارة أوباما يائسة من تجنب أى ظهور علنى متحيز" ، " عندما بدأت الاحتجاجات فى مصر ، حثت هيلارى کلينتون جميع الأطراف على " ضبط النفس" ، ويعلق کاتب المقال على ذلک قائلاً " هذه العبارة تکون مفيدة عندما يکون السياسيون غير متأکدين من موقفهم ".(83)

وفى إشارة إلى استمرار دعم الولايات المتحدة لمبارک - الحليف منذ فترة طويلة - أرسل أوباما رسالة إلى مبارک تشير إلى أن واشنطن سوف تستمر فى دعمه، وبعد أن ألقى الرئيس المصرى خطابه الأول للأمة ووعد بتغيير الحکومة ، ولکنه لن يتسامح مع ما أسمه بالتهديد المستمر لأن البلاد من المحتجين المطالبين باستقالته،  قال أوباما : " عندما خاطب الرئيس مبارک الشعب المصرى الليلة تعهد بديمقراطية أفضل، ومزيد من الفرص الاقتصادية " وأضاف قائلاً " أخبرته أن عليه مسئولية أن يعطى معنى لتلک الکلمات، ويتخذ الخطوات الملموسة والإجراءات التى تفى بهذا الوعد، کما أخبره أن العنف لن يعالج مظالم الشعب المصرى، وأن قمع الأفکار لن ينجح أبداً فى القضاء عليهم"، کما حذر البيت الأبيض الحکومة المصرية من أنه سوف يعيد النظر فى مساعدته السنوية لمصر والتى تبلغ 1.5 مليار دولار معظمها مساعدات عسکرية".(84)

وفى تحول آخر فى ردود الفعل الأمريکية تجاه الأحداث فى مصر ، أوضحت موضوعات الجارديان دعم الولايات المتحدة لعمر سليمان نائب الرئيس، بعد أن فشلت فى دعم ومساندة مبارک نظراً للضغوط الشعبية والدولية التى تعرضت لها الولايات المتحدة، حيث أکدت وزيرة الخارجية الأمريکية هيلارى کلينتون على الحاجة لانتقال منظم يترأسه نائب الرئيس عمر سليمان، وقالت کلينتون، فى محاولة لإظهار أن الولايات المتحدة ضغطت على مبارک للتکنحى وتحقيق الديمقراطية والاستقرار فى البلاد، قالت " أن الرئيس مبارک أعلن أنه لن يترشح لإعادة انتخابة ، ولا نجله ، وقد أعطى رساتلة واضحة لحکومته لقيادة ودعم عملية الانتقال".(85)

وأکدت موضوعات الجارديان على العجز الأمريکي أمام إصرار مبارک على تشبثه بالسلطة وتحديه للعام أجمع بما فيه الولايات المتحدة الأمريکية، کما انتقدت موضوعات الجارديان سذاجة أوباما وإدارته فى توقع تنحى مبارک، وخاصة بعد أن أعلن ليون بانيتا مدير وکالة الاستخبارات الأمريکية أدلة أمام لجنة الاستخبارات فى مجلس النواب ، وتوقع أن هناک " احتمال قوى بأن يتنحى مبارک قبل نهاية اليوم" (86)، حيث أعرب أوباما عن استيائه من فشله فى اقناع الرئيس المصرى حسنى مبارک بالتنحى .

کما أوضح موقع الجارديان التحول فى موقف الادارة الأمريکية بعد تخلى مبارک عن السلطة ونقل صلاحياته للمجلس العسکرى ، حيث دعا الرئيس أوباما - الذى أيد بقاء مبارک فى السلطة حتى تکوين إدارة انتقالية مستقرة- قادة الجيش الجدد أن يتخذوا خطوات ملموسة نحو التغيير الديمقراطى وقال : " لقد خدم الجيش بوطنية ومسئولية کحارس للدولة، والآن عليه أن يضمن انتقال ذو مصداقية فى عيون الشعب المصرى، وهذا يعنى حماية حقوق مواطنى مصر، ورفع قانون الطوارئ ، ومراجعة الدستور والقوانين الأخرى لجعل هذا التغيير لا يمکن الرجوع فيه، ووضع مسار واضح لانتخابات حرة وعادلة".(87)

2.  ردود فعل بريطانية:

تناولت المعالجة الصحفية لثورة 25 يناير 2011 فى موقع الجارديان ردود الفعل البريطانية تجاه الأحداث فى مصر، حيث جاءت تدعو إلى ضرورة ضبط النفس من قبِل الشرطة والمحتجين المناهضين لمبارک، ومرة أخرى تدعو إلى تأييد مبارک ودعمه لمواجهة الاحداث فى مصر، وفى النهاية جاءت ردود الفعل البريطانية مؤيدة للمحتجين وداعمة للثورة، وتدعو إلى ضرورة تنحى مبارک، وکأن ذلک يعنى أنها تدعم حليف قديم لها، ولکن عندما اشتدت الأحداث وأدرکت بريطانيا أنه لا مفر من خروج مبارک، وأن الاستمرار فى دعمه قد يؤثر على مصالحها فاضطرت إلى التخلى عن مبارک، فى رد فعل مشابهه تماماً لرد فعل الولايات المتحدة الأمريکية، وکأن ذلک أيضاً يعنى ترابط المصالح البريطانية والأمريکية مع المصالح المصرية.

فقد أوضحت موضوعات الجارديان ردود فعل وزير الخارجية البريطانى وليم هيج ، التى أبرزت أسفه على الخسائر فى الأرواح ، ودعا کل الأطراف لضبط النفس، دون أى ضغوط ، وکأنهم يساندون ويواسون مبارک ،حيث قال : " نحن نأسف بشدة للخسائر فى الأرواح بسبب الاحتجاجات المصرية، ويجب أن تُظهر کل الأطراف ضبط النفس، وتجنب العنف ، کما أنه من المهم أن تستمع الحکومة لهموم هؤلاء المتظاهرين ، وتحترم حقوق الانسان والحريات وهى عوامل مهمة للاستقرار".

کما قال ديفيد کاميرون رئيس الوزراء البريطانى أنه تحدث إلى مبارک عبر الهاتف مساء يوم السبت ليعرب له عن " قلقه البالغ" بشأن العنف ضد المتظاهرين المناهضين للحکومة ، وحث مبارک على " اتخاذ خطوات جريئة لتسريع الاصلاح السياسى ، وبناء الشرعية الديمقراطية" بدلاً من محاولة قمع المعارضة .(88)

وبعد خطاب مبارک الأخير يوم 10 فبراير 2011، أبرزت الجارديان استياء بريطانيا من تشبث مبارک بالسلطة، حيث أصدر وزير الخارجية البريطانى وليم هيج بياناً مساء الخميس قائلاً أنه کان يدرس خطاب مبارک عن کثب وقال " ليس من الواضح الآن ما هى الصلاحيات المسلمة إلى عمر سليمان ، وما هى الآثار الکاملة "، ودعا إلى انتقال عاجل ومنظم لحکومة لته فى جميع أنحاء العالم وقال " أنا لم أن أتوقع أن له أصول ضخمة هنا أوسع.(89)

 وأبرز موقع الجارديان ردود الفعل البريطانية عقب إعلان مبارک تخليه عن السلطة، حيث دعا رئيس الوزراء البريطانى الادارة الجديدة فى مصر أن تضمن انتقال إلى حکم مدنى ديمقراطى.(90)

3.  ردود فعل عربية:

تناولت المعالجة الصحفية فى موقع الجارديان لأحداث ثورة 25 يناير 2011 ردود الفعل العربية تجاه هذه الأحداث بين مؤيد لهذه الأحداث ومُرحب بها وبرحيل مبارک وضرورة نشر الديمقراطية والحرية فى مصر، و بين معارض لهذه الأحداث ووصفها بالفوضى والمؤامرة وأحيانأً وصفها بأنها تدخلات من قوى أجنبية تهدف إلى نشر الفوضى فى البلاد، کما کان رد فعل قادة بعض الدول العربية تجاه الأحداث فى مصر ، أن أجروا بعض التعديلات وقدموا بعض التنازلات، بالإضافة إلى زيادة المرتبات والعلاوات، وزيادة الدعم فى بعض الدول ، فى محاولة من قادة هذه البلدان العربية من تجنب انتقال مثل هذه الأحداث أو الانتفاضات إلى بلدانهم، خاصة أن شعوب البلاد العربية تتشارک تقريباً نفس المشاکل والصعاب ، ونفس انعدام الحريات.

فقد اختلفت ردود الأفعال العربية تجاه الأحداث فى مصر بشکل کبير ، وقد أبرزت الجارديان ردود فعل دول عربية بشئ من السخرية ،  فقد کان رد فعل زعيم المعارضة الايرانية مير حسن موسوى – الذى اعتقد الکثير أنه فاز بالانتخابات الرئاسية المتنازع عليها فى العام 2009 قال أنه يأمل فى أن الاحتجاجات تجلب لمصر تغييراً ديمقراطياً والذى استعصى على بلاده حتى الآن.

وعلى العکس من ذلک تماماً ، کان رد فعل المملکة العربية السعودية مختلفاً عن سابقه الايرانى ، وکان مساعداً ومسانداً ومدعماً لمبارک، حيث صرح الملک عبد الله ملک السعودية مشيراً إلى أن قوة أجنبية شريرة وراء الأحداث فى مصر. وقال  " لا يوجد عربى أو مسلم يمکن أن يتسامح مع التدخل فى الأمن والاستقرار فى مصر العربية والاسلامية، من قِبل أولئک الذين تسللوا إلى الناس باسم حرية التعبير ،مستغلين ذلک لحقن کراهيتهم المدمرة ".(91) کما أن المملکة العربية السعودية هددت بدعم مبارک إذا حاول البيت الأبيض أن يُجبره على الخروج من السلطة بشکل سريع، وقالت صحيفة التايمز أن الملک عبدالله أخبر أوباما منذ أسبوعين ألا يسعى فى إذلال مبارک، وأن السعودية سوف تخطو لإستبدال 1.5 مليار دولار المساعدة السنوية الأمريکية لمصر ، إذا قطعت واشنطن المساعدة، والتى يعود معظمها للجيش، مما شجع سليمان الذى کان قلقاً بشأن قطع المساعدات العسکرية الأمريکية.(92)

4.  ردود فعل إسرائيلية:

أکدت المعالجة الصحفية لثورة 25 يناير فى موقع الجارديان على اطار ردود الفعل الاسرائيلية، حيث يعد هذا الاطار من الأطر الاعلامية المهمة سواء فى الصحافة الأمريکية أو البريطانية، نظراً للعلاقات المصرية الاسرائيلية، والقلق الشديد من وصول الاسلاميين للحکم فى مصر، خاصة جماعة الاخوان المسلمين، ومن ثم امکانية الغاء معاهدة السلام حتى ولو على المدى البعيد، خاصة وأن الشعب المصرى بطبيعته ينظر نظرة سلبية لإسرائيل ومن ثم سوف يدعم أى اجراء لإنهاء معاهدة السلام، ومن ثم تشکيل خطر کبير على إسرائيل .

فقد عبر رئيس الوزراء الاسرائيلى بينيامين نتنياهو عن قلقه المتزايد من أن الحليف العربى الرئيسى لبلاده يمکن أن يتحول إلى عدو مرة أخرى فى ظل حکومة جديدة، وقال نتنياهو " نحن نتابع الأحداث فى مصر عن کثب ... فى هذا التوقيت يجب أن نظهر المسئولية وضبط النفس" وأضاف " جهودنا المقصود منها الاستمرار فى الاستقرار وحفظ الأمن، وأود أن أذکرکم أن السلام بين مصر واسرائيل استمر لأکثر من ثلاث عقود".(93) وکأنها إشارة أن اسرائيل لم تعد تستطيع العيش بدون سلام مع مصر بصفة خاصة، وبالتالى القلق الشديد بشأن الأحداث فى مصر ، وما ستسفر عنه من امکانية خروج مبارک من السلطة، ومن سيأتى بعده، وکيف ستکون العلاقة بين مصر وإسرائيل، کل هذه المخاوف بلا شک تؤثر على إسرائيل.

أبرز مقال للکاتب Jonathan Freedland القلق الذى انتاب إسرائيل من الأحداث فى مصر ، وخوفهم من تکرار ثورة إيران فى مصر وتحولها إلى ثورة إسلامية يسيطر عليها الاسلاميون ومن ثم السيطرة على السلطة فى البلاد، وبناءاً عليه إلغاء معاهدة السلام مع مصر والتى من شأنها أن تعرض أمن إسرائيل لخطر تجنبته أکثر من ثلاثين عاماً ، وبالتالى فإن اسرائيل تخشى من الديمقراطية فى العالم العربى وخاصة مصر ، لأنها سوف تجلب الاسلاميين للسلطة ، وبالتالى يؤکد الکاتب على أنه عندما تهتز مصر من الاضطرابات والاحتجاجات ، فإن اسرائيل ترتعد من الخوف والقلق على أمنها .(94)

5.  ردود فعل دولية أخرى:

تناولت موضوعات الجارديان ردود فعل دولية أخرى شملت رد فعل  الاتحاد الأوربى کجمعية دولية ، ورد فعل الدول الأوربية کل دولة على حده، حيث انتقد مقال للکاتب تيموثى جارتون آش  Timothy Garton Ash ردود فعل الاتحاد الأوربى تجاه الأحداث فى العالم العربى بصفة عامة وفى مصر وتونس بصفة خاصة ، ووصف هذه الأحداث بأنها تهم الاتحاد الأوربى أکثر مما تهم الولايات المتحدة الأمريکية، ولکنه انتقد بطء ردود فعل الاتحاد الأوربى ووصفها بأنها "لم يکن له صوت مسموع" ، کما أنه حذر من تشابة ثوررات الربيع العربى مع ثورة إيران فى العام 1989، ومن تحول حکومات العالم العربى إلى حکومات إسلامية .(95)

وأوضحت موضوعات الجارديان رد فعل الاتحاد الأوربى فى قمة بروکسل ، حيث دعت القمة نظام مبارک إلى : " تحقيق طموحات الشعب المصرى بالإصلاح السياسى، وليس بالقمع، أما بالنسبة للانتقال المنظم لحکومة ذات قاعدة عريضة، فإن هذه العملية يجب أن تبدأ الآن"

کما انتقد مارتن شولتز الزعيم فى البرلمان الأوربى والذى يمثل يسار الوسط ، انتقد الاتحاد الأوربى بسبب ضعفه فى ادراک الأحداث قائلاً:  " فى المسائل المتعلقة بالسياسة الخارجية، غالباً ما يتصرف الاتحاد الأوربى مثل الأرنب الخائف من ضوء المصابيح الأمامية للسيارة " وأضاف " على الاتحاد الأوربى أن يصدر بياناً واضحاً أن وقت الرئيس مبارک قد انتهى، انهم بحاجة أن يکونوا أکثر صراحة بکثير، ويجعلوا من الواضح أن أوربا لن تتسامح مع مبارک المتشبث بالسلطة بشکل يائس " .(96)

وفى تناقض غريب لما سبق ، أبرزت الجاريان فى مقال لکاثرين آشتون النائب الأول لرئيس المفوضية الأوروبية منذ 9فبراير 2010  ، و الممثل السامي للاتحاد لشؤون السياسة الخارجية والأمن منذ  1 ديسمبر 2009، أن الاتحاد الأوربى يدعم الديمقراطية العميقة فى مصر ، وأن الاتحاد يقدم دعمه الکامل لمصر ، والتى تتحرک بدون تأخير نحو انتقال سياسى حقيقى ، کما أبرزت آشتون أن " الديمقراطية العميقة هى الأفضل، ويمکن القول لأولئک الذين يخافون من أن الاطاحة بالاستبداد ستؤدى إلى التطرف والشعبوية المعادية للغرب، فإن تجربة أوربا تخبرنا أن الديمقراطية الحقيقية هى الأساس الضرورى للتسامح والسلام والازدهار".(97) وکأن آشتون تريد أن تؤکد أن الديمقراطية الحقيقية هى التى توجد فى أوربا، فإذا کان هذا حقيقى فلماذا تردد الاتحاد الأوربى فى دعم المحتجين المناهضين للحکومة، ولماذا تردد فى دعوة مبارک للتنحى وترک السلطة، فهذا إن دل فإنما يدل على أن الغرب يرى الديمقراطية الحقيقية ويطبقها وقتما يتفق هذا مع مصالحه، ويتجنبها ويغض الطرف عن الاستبداد کلما کان ذلک فى مصلحته أيضاً، أى أن مصلحة الغرب هى الأساس فى التعامل مع العرب .

کما أعرب المدير التنفيذى لهيومن ريتس ووتش Kenneth Roth عن خيبة أملة واستياؤه من خطاب مبارک الأخير، کما انتقد الولايات المتحدة وأوربا أنها لم تستخدم الضغط المناسب على مبارک لتُجبره على التنحى : " خطاب مبارک جاء بعيداً عن الانفصال المطلوب عن النظام الفاسد لمدة 30 عاماً الماضية، ويجب على حکومات الولايات المتحدة والاتحاد الأوربى استخدام نفوذهم، ومساعدتهم فى تشجيع الاصلاح الحقيقى".(98)

-إطار الصراع

جاء إطار الصراع فى المرتبة الثانية بنسبة 10.9%  فى المعالجة الصحفية لأحداث ثورة 25 يناير 2011 فى موقع الجارديان، وهذه النتيجة تتفق مع معظم الدراسات التى تناولت الأطر فى وسائل الإعلام، وخاصة التى تناولت قضايا عربية ، حيث جاء إطار الصراع فى مرتبة متقدمة فى معظم هذه الدراسات (99)

حيث أکدت بعض الموضوعات الصحفية فى موقع الجارديان على الاستشهادات التى تبرز إطار الصراع ، حيث انقسم هذا الصراع إلى اشتباکات بين المحتجين المناهضين لمبارک والشرطة ، وبين المحتجين المؤيدين لمبارک والمحتجين المناهضين لمبارک ، وخاصة فيما عُرف اعلامياً "بموقعة الجمل " حيث رکز موقع الجارديان بشکل کبير على هذا الحدث ، ونشر العديد من التقارير والقصص الاخبارية والمقالات حول هذا الموضوع ، حيث أبرز الموقع الاشتباکات العنيفة التى وقعت بين المحتجين المؤيدون لمبارک والمناهضين له، کما أبرزت الموضوعات الموقف السلبى للجيش فى التعامل مع هذا الحدث بصفة خاصة، کما أنه لم يتدخل لفض الاشتباکات أو حتى منعها من البداية، بل الأکثر من ذلک أن موضوعات الجارديان أبرزت أن الجيش متورط فى بعض أعمال العنف وخطف المحتجين وتعذيبهم، کما يشمل هذا الاطار أيضاً عنف الشرطة فى التعامل مع المحتجين، ومن بين الاستشهادات التى رکزت على الطريقة التى تعاملت بها الشرطة مع المحتجين  : " استخدمت الشرطة المصرية الغاز المسيل للدموع، والرصاص المطاطى، کما اعتدت الشرطة بالضرب على المحتجين المناهضين لمبارک فى محاولة لإخلاء الالاف المتظاهرين من ميدان التحرير فى وقت متأخر الليلة الماضية بعد خروج الناس للشوارع فى وقت سابق من اليوم مطالبين بإنهاء حکم الرئيس مبارک المستمر منذ 30 عاماً فى مظاهرة حاشدة...". (100)

وأوضحت بعض موضوعات الجارديان الصراع والاشتباکات الدائرة بين الشرطة والمحتجين ووصفتها بـ "المعارک"، وکأنها معرکة متساوية القوة بين الطرفين ، فى حين أن الشرطة مسلحة بکل الأسلحة الحديثة بالإضافة إلى خراطيم المياه والغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطى، فى حين أن المحتجين لا يملکون أسلحة سوى الحجارة وعلى أقصى تقدير المولوتوف، فأين توازن القوى فيما وصفته الجارديان بالمعرکة ، فهذا يعد تحيزاً من جانب الجارديان ضد المحتجين : " استمرت المعارک بين الشرطة والمحتجين المناهضين للحکومة فى مصر لليوم الثانى على الرغم من الحظر الرسمى من قِبل الحکومة بشأن الاحتجاجات والتجمعات ، مع الانتشار الضخم للشرطة فى القاهرة، کما انطلقت شرطة مکافحة الشغب والشرطة السرية مسلحين بالعصى والقضبان ليفرقوا مظاهرة أمام أحد الفنادق السياحية  الکبيرة فى العاصمة".

وفى إشارة إلى عنف المحتجين وحالة الفوضى التى عمت البلاد ذکرت رويترز  : " ... وفى المدينة الصناعية الأهم استراتيجياً ، طالب الآلاف بنهاية نظام حسنى مبارک ، وتکاثروا على الشرطة وأضرموا النيران فى قسم شرطة ". (101)

وأبرزت بعض الموضوعات فى موقع الجارديان ما عُرف اعلامياً بـ "موقعة الجمل" والتى حدثت يوم 2 فبراير 2011عقب خطاب مبارک الثانى الذى أثر فى المحتجين فى ميدان التحرير ، حتى أن البعض تعاطف مع مبارک وقرر العودة للبيت ، حيث قام عدد من البلطجيةبالهجوم على المتظاهرين في ميدان التحريرإبان اعتصامهم للمطالبة برحيل نظام حسني مبارک. قام البلطجية بالهجوم على المتظاهرين بالحجارة والعصي والسکاکين وقنابل الملوتوف. وامتطى رجال آخرون من البلطجيةالجـِـمال والبغال والخيول وهجموا بها على المتظاهرين وهم يلوحون بالسيوف والعصي والسياط، فسقط الکثيرون جرحى وبعضهم قتلى على مرأى ومسمع من الجيش دون أى تدخل لفض الاشتباکات .(102)

-إطار الجيش ( القوات المسلحة)

أبرزت المعالجة الصحفية لثورة 25 يناير 2011 فى موقع الجارديان إطار الجيش فى المرتبة الثالثة بنسبة 9.9% بعد إطارى ردود الأفعال، وإطار الصراع، حيث أوضحت الموضوعات الصحفية فى موقع الجارديان دور الجيش فى ثورة 25 يناير 2011 منذ نزول الجيش للشوارع فى 28 يناير 2011 وهروب الشرطة من الشوارع، وذلک بأمر من الرئيس لحفظ الأمن وفرض حظر التجوال للسيطرة على الاحتجاجات ولکن ذلک لم يفلح، وأبرز موقع الجارديان أيضاً ظهور الرئيس على التليفزيون الحکومى يزور مرکز عمليات الجيش ويستمع إلى الملخصات کما لو أنه يدير معرکة، ويحيط به نائبة المعين حديثاً ورئيس المخابرات السابق عمر سليمان، ووزير الدفاع أيضاً لفترة طويلة محمد حسين طنطاوى، فى إشارة إلى أن الجيش يدعمه ويسانده، کنوع من الترهيب والتهديد للمحتجين بشکل غير مباشر.(103) کما أبرز موقع الجارديان أيضاً الدور المحايد للجيش فى أحداث ثورة 25 يناير 2011 حيث وقف على الحياد بين المحتجين المناهضين لمبارک والمحتجين المؤيدين لمبارک، وأيضاً وقف على الحياد - وإن کان ليس على الحياد ولکن کان سلبيا- بين عنف ووحشية الشرطة التى تستخدم خراطيم المياه والغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطى بل والرصاص الحى ، فى مواجهة المحتجين المسلحين بالحجارة ، وتارة أخرى أبرزت موضوعات الجارديان الجيش وهو متهم فى السماح للمحتجين المؤيدين لمبارک بالهجوم بالجمال على المحتجين المناهضين لمبارک فيما عُرف بـ "موقعة الجمل " ، بل تم اتهام الجيش أيضاً بأنه تورط فى تعذيب بعض المحتجين المناهضين لمبارک واعتقالهم ، وأيضاً أبرزت الموضوعات الصحفية فى موقع الجارديات فى تحول لإطار الجيش ، أبرزت الجيش على أنه حامى الثورة والثوار، وأنه تخلى عن مبارک، وخاصة عندما صرح المتحدث باسم الجيش فى طمأنة للمحتجين ، أن الجيش سوف يحقق مطالب الشعب المشروعة . کما رکز إطار الجيش أيضاً على الثناء الذى وجهه المحتجين للجيش من أنه جيش وطنى، وأنه جيش الشعب، وهکذا، وأيضاً ثناء الولايات المتحدة على الجيش المصرى واحترافيته فى التعامل مع مثل هذه الأحداث، وأيضاً رکز هذا الاطار على شبکة الأعمال الواسعة للجيش وأن يتخلل فى کل جوانب الاقتصاد المصرى.

وفى محاولة من جانب الجيش لطمأنة المحتجين ، حسبما ذکرت وکالة أنباء الشرق الأوسط التى تديرها الدولة ، ذکر بيان للجيش أن : " وجود الجيش فى الشوارع لأجلکم، ولضمان سلامتکم وأمنکم، کما أن القوات المسلحة لن تلجأ إلى استخدام القوة ضد شعبنا العظيم" وأشار البيان إلى " المطالب المشروعة للمواطنين الشرفاء ". (104)

کما أکدت موضوعات الجارديان على الانتقادات الموجهة للجيش نظراً لدورهم السلبى فى فض الاشتباکات بين المحتجين المؤيدين لمبارک والمحتجين المناهضين لمبارک، کما وصفت صحيفة الجارديان الجيش بأنه " لم يبذل أى جهد لمنع المواجهة، .... کما أنهم عند مرحلة معينة فتحوا الطريق أمام المتظاهرين المؤيدون لمبارک ليصلوا إلى خصومهم "(105) فى موقف سلبى من قِبل الجيش، ولم يُفهم لماذا فعلوا ذلک ، هل للقضاء على المحتجين المناهضين لمبارک، ومن ثم القضاء على الثورة؟، أم أنهم لم يريدون أن يتدخلوا لضرب الشعب أياً کان اتجاهه؟، وإن کان من المفترض على الأقل أن يقفوا على الحياد ويمنعوا الاشتباکات من الأساس، وخاصة أنه ذُکر أن الجيش متورط فى حالات خطف وتعذيب لبعض المحتجين المناهضين لمبارک.

ولعل البرقيات الدبلوماسية الأمريکية التي کشف عنها النقاب مؤخراً من خلال موقع ويکيليکس العالمي ترسم صورة واضحة للمؤسسة التي طالما واجهت تحديات داخلية شديدة وعانت من تراجع مکانتها في المنطقة. وإذا ما نظرنا إلى طنطاوي، الذي يبلغ من العمر 85 عاماً ويکبر الرئيس مبارک سناً، لوجدنا الضباط حديثي العهد بالجيش يستخفون به ويصفونه، بحسب ما جاء في تقرير نشر عام 2008، بـ " الکلب المدلل لمبارک".(106)

وفى تطور وتحول جديد فى موقف الجيش من الاشتباکات بين المؤيدين والمناهضين لمبارک، بعد ليلة دامية من الاشتباکات ، قرر الجيش فصل أنصار مبارک ومنعهم من الهجوم على المحتجين المناهضين للحکومة، فى محاولة من جانب الجيش لتحسين صورتهم التى بدت على مدى الأيام الماضية أنها سيئة نظراً لدورهم السلبى فى منع هذه الاشتباکات ، وقد يرجع هذا التحول فى موقف الجيش نتيجة الدعوات والضغوط الخارجية من جانب بريطانيا والولايات المتحدة الأمريکية خاصة بمنع المعونات العسکرية أو تقليصها، حيث أبرزت أحد الموضوعات قول ميک مولن رئيس هيئة الأرکان المشترکة الأمريکية أن " الولايات المتحدة ربما تقوم بتعليق المساعدات على الفور ، إذا قام الجيش بقمع المتظاهرين السلميين على طريقة الحرس الثورى الايرانى فى العام 2009، والجيش الصينى فى العام 1989، وأضاف مولن أنه کان على اتصال مع نظيره المصرى ، وأکد له أن الجيش سوف يبقى على الحياد ولن يطلق النار على المحتجين"(107) وقد يرجع أيضاً إلى أن الجيش رأى أن الأحداث تتطور بسرعة ورأوا أيضاً إصرار الحتجين المناهضين للحکومة على استمرار ثورتهم حتى يتنحى مبارک، وقد يرجع أيضاً إلى أن الجيش رأى أن أى مواجهه مع الشعب قد يخسر فيها الجيش کثيراً فى الداخل والخارج.

وتناولت موضوعات الجارديان موقف الجيش المحرج بعد خطاب مبارک الأخير الذى توقع فىيه الجميع داخلياً وخارجياً تنحى مبارک، ولکنه أصر على البقاء فى السلطة ليشرف على عملية الانتقال، فقد وضع الجيش فى موقف محرج فى أن يختار بين دعمه لمبارک المکروه، ومن ثم يضطر الجيش لمواجه مع الشعب المصرى الذى ينظر للجيش على أنه حامى الدولة والشعب ، وينظر إليه باحترام ومن ثم يکون هناک حمام من الدم نتيجة الاشتباکات بين الجيش والشعب، والتى لم تحدث من قبل، أو أن يضطر الجيش للتخلى عن مبارک العسکرى الذى هو منهم، والذى أعطى الجيش امتيازات لا حدود لها خلال الثلاثين سنة من حکمه، ومن ثم قد يؤثر ذلک على امتيازاته التى حصدها منذ ستون عاماً – وهذا ما حدث- وينحاز لإرادة الشعب ، ومن ثم يحمى البلاد من فتنة قد تشعل البلاد، وتغرقها فى حمام من الدم ، الجيش بالفعل فى موقف لا يُحسد عليه، ظلت الأنظار مترقبة لموقف الجيش، وهذا ما تناولته افتتاحية الجارديان ، ولم توضح إلى من ينحاز الجيش .(108)

وبعد تولى المجلس العسکرى للسلطة فى البلاد ، دعا المتجين لمغادرة الميدان لتحقيق الاستقرار فى البلاد، ولکن النشطاء رفضوا نداء الجيش لأنهم متشککين فى نوايا الجيش بشأن الانتقال السياسى ، لأن القيادة العسکرية لم تعطى أى جدول زمنى للانتقال السياسى، کما سعى المجلس العسکرى أيضاً إلى تهدئة المخاوف الأمريکية والاسرائيلة ، قائلاً أن مصر سوف تستمر فى احترام المعاهدات الدولية التى وقعتها .(109) وکأنها إشارة إلى أمريکا وإسرائيل أن اطمئنوا على أمن اسرائيل واستمروا فى دعمکم للجيش، فنحن مستمرون فى الحفاظ على علاقاتنا.

-إطار الاحتجاج

تناولت المعالجة الصحفية فى موقع الجارديان لثورة 25 يناير 2011 إطار الاحتجاج فى المرتبة الرابعة بنسبة 8.8%، حيث رکز على أعمال الاحتجاج من قِبل المحتجين المناهضين للحکومة، والمطالبين بسقوط مبارک، کما أبرز هذا الاطار أيضاً احتجاجات المتظاهرين المؤيدين لمبارک، وأيضاً مدى کبر هذه الاحتجاجات وانتشارها فى کل أنحاء الجمهورية، وأيضاَ تکتيکات وتنظيم هذه الاحتجاجات من قِبل الشباب المنظمين لهذه الاحتجاجات، کما أبرزت المعالجة الصحفية لثورة 25 يناير 2011 فى موقع الجارديان دور جماعة الاخوان المسلمين فى الاحتجاجات ، ومشارکتهم فى المظاهرات منذ يوم 28 يناير 2011  .

کما أوضحت بعض الموضوعات فى موقع الجارديان حجم هذه الاحتجاجات : " ... ولکن الاحتجاجات واسعة النطاق يوم الثلاثاء کانت مختلفة بشکل کبير، حيث أرسلت إشارات مقلقة إلى النظام الذى جعل الرضا عن النفس complacency  أسلوب حياة. مظاهرات " يوم الغضب " فى القاهرة لم تکن مجرد وقوف وهتافات فى مجموعات صغير کما هو معتاد ، إنهم لم يبقوا فى مکان واحد، بل انضموا معاً وساروا ، وفى بعض الحالات لم تتمکن الشرطة من وقفهم".(110)

أوضحت موضوعات الجارديان استمرار الاحتجاجات لليوم السابع عشر فى القاهرة، وتکهنات بامکانية تنحى مبارک، حيث توقع رئيس الوزراء المصرى، وکبار المسئولين فى الجيش المصرى تنحى مبارک، فى حين أعلن التليفزيون الحکومى أن الرئيس المصرى سوف يوجه خطاباً للأمة، والذى توقع فى العديد من المسئولين خارجياً وداخلياً أن يُعلن فيه تنحيه.(111) وفى تحدِ جديد للإدارة الأمريکية  فاجأ الجميع بأنه مستمر فى السلطة حتى سبتمبر المقبل وقال "أنه سوف يسلم صلاحياته لنائبه عمر سليمان ، ولکنه سيبقى فى السلطة حتى سبتمبر ليشرف على ما أسماه " الانتقال المنظم" إلى حکومة منتخبة، وکرر تعهده بأنه لن يسعى لإعادة انتخابه".(112) ، فازدادت الاحتجاجات وزاد غضب المحتجين ، ولوح العديد بالأحذية کنوع من الغضب الشديد على تشبث مبارک بالسلطة ، وقرر زعماء المعارضة فى مصر أنهم سوف يصعدون الاحتجاجات لتشمل إضرابات النقل العام، وبعض المستشفيات، والمصانع ... إلخ.

-إطار الأسباب

جاء إطار الأسباب فى المرتبة الخامسة بنسبة 5.8%  فى المعالجة الصحفية لثورة 25 يناير 2011 فى موقع الجارديان، حيث رکز هذا الاطار على أسباب ثورة 25 يناير 2011 من وجهة نظر موقع الجارديان حيث تمثلت أسباب الثورة فى الأسباب التالية: ( القمع، الفساد، البطالة، انحطاط المستوى التعليمى، الخدمات الصحية المتدنية، غياب الحريات المدنية والسياسية، قانون الطوارئ، تزوير الانتخابات، ارتفاع الأسعار، انخفاض وتدنى الأجور، تعذيب الشرطة، وفاة خالد سعيد بالتعذيب على أيدى الشرطة).

رکزت موضوعات موقع الجارديان على أن أسباب ثورة 25 يناير 2011 لم تکن أسباب حالية فقط ، ولکنها أسباب تراکمية قديمة، ومنها التعديلات الدستورية، والفساد المستشرى فى کل مؤسسات الدولة تقريباً، بالإضافة إلى تعذيب الشرطة، فيقول أحد الأطباء المحتجين أسباب انضمامه للاحتجاجات قائلاً: " انضممت للاحتجاجات لأول مرة فى العام 2005 بعد أن أُصيب صديق لى إثر هجوم عنيف من قِبل الشرطة فى مظاهرة ضد التعديلات الدستورية، انضممت للاحتجاجات بعد أن عانيت سنوات من الفساد المنتشر فى کل مکان ، والجامعات الفاشلة، والمستشفيات العامة التى تفتقد إلى أبسط شئ هو : الکرامة".

کما أوضح المعالجة الصحفية فى موقع الجارديان أن من أسباب ثورة 25 يناير 2011 المصرية تدنى الأجور وعدم اکتراث المسئولين – حکومة رجال الأعمال – بهذه القضية، مع تفشى البطالة وارتفاع الأسعار، مع أنهم يرون الأوضاع مناسبة والأجور مناسبة للأسعار فى مصر کما وصف تعليقاتهم موقع الجارديان : " ... وعلى مدى سنوات فقد کان نظام مبارک يتجه نحو کارثة مع تفشى البطالة وارتفاع السعار ، وحالة الطوارئ المستمرة 30 سنة، فقد سقطت شعبيته إلى أدنى مستوى على الاطلاق، ولکن الأهم من ذلک تجاهله للرأى العام بشکل متکرر".

وأوضح مقال للکاتبة سلوى اسماعيل أستاذ السياسة بجامعة لندن، الأسباب العميقة والقديمة وراء قيام ثورة فى مصر ، وأسباب نشر بلطجية تابعة لرجال الأعمال لترهيب وتخويف المواطنين للعودة لمنازلهم وانهاء احتجاجاتهم ، ومن ثم انهاء تهديد مصالحهم وأعمالهم التى اکتسبوها من فساد النظام ، فقد أشارت الکاتبة إلى سياسات الخصخصة الواسعة التى قامت بها الدولة فى ظل نظام حسنى مبارک، لکى تنتفع حفنة صغيرة من رجال الأعمال على حساب المواطنين الفقراء، فقد خصصوا المؤسسات العامة ، واستولت مجموعة صغيرة من رجال الأعمال على الأصول العامة فى البلاد، واکتسبوا موقع احتکارى فى أسواق السلع الاستراتيجية مثل الحديد والصلب والأسمنت والخشب، وغيرها، کما توسعت صناعات القطاع الخاص فى انتاج مواد خطرة على البيئة والانسان مثل السراميک والرخام والأسمدة بدون تنظيم من قانون أو دولة، کل ذلک جاء على حساب انهيار القطاع العام، کل ذلک کانت من أسباب قيام ثورة فى مصر.(113)

-إطار إعلامي .

تناولت المعالجة الصحفية لثورة 25 يناير 2011 المصرية فى موقع الجارديان إطار إعلامي فى المرتبة السادسة بنسبة 4.5%، وشمل هذا الاطار الترکيز على دور وسائل الاعلام المختلفة سواء محلية فى مصر أو اقليمية مثل قناة الجزيرة أو دولية مثل الصحف والقنوات العالمية، ودور هذه الوسائل فى تغطية الأحداث فى مصر ، وأيضاً دور الصحفيين الأجانب فى تغطية أحداث ثورة 25 يناير المصرية، وما تعرضوا له من ضرب واعتقال وغيرها من العقبات التى واجهتهم فى سبيل تغطية أحداث المظاهرات والاحتجاجات فى مصر ، فضلاً عن دور وسائل الاعلام الاجتماعية والتى تم وضعها فى إطار خاص بها نظراً لدورها البارز فى ثورة 25 يناير المصرية، کما تتضمن الاطار الإعلامي کيف تناولت وسائل الاعلام هذه الأحداث ، حيث جاءت تغطية وسائل الاعلام العربية والدولية فى بداية الأحداث فى مصر مخيبة للآمال ، حيث جاءت التغطية ضعيفة فى بداية الأحداث ، وعندما تصاعدت الأحداث فى مصر فى الأيام التالية اتمت معها وسائل الاعلام العربية وعلى رأسها قناة الجزيرة القطرية، ووسائل الاعلام الغربية وعلى رأسها CNN، BBC، کما اختلف وصف وسائل الاعلام للأحداث فى مصر، فوصفتها مثلاً وسائل الاعلام المصرية وخاصة الرسمية منها مثل صحيفة الأهرام، والتلفزيون الرسمى فى مصر ، أبرزوا الأحداث فى مصر على أنها مؤامرة من جانب حکومات أجنبية وخاصة إسرائيل، ومرة أخرى يصفونها على أنها أحداث فوضى قامت بها مجموعة من الشباب الذين تم تحريضهم من قِبل قوى وأياد أجنبية، ومرة أخرى يصفون الصحفيون الأجانب على أنهم عملاء إسرائيليون جاؤوا من أجل نشر الفوضى فى البلاد، وکأنهم لا يرون أن الشعب المصرى لديه أية مؤهلات للقيام بثورة تزيح النظام، وکأنهم يرون أن الشعب المصرى غير مهئ للديمقراطية کما صرح بذلک السيد عمر سليمان نائب الرئيس، فى حين أن وسائل الاعلام الأجنبية وخاصة الأمريکية والأوربية کانت فى حرج شديد ، حيث وصفتها بعض وسائل الاعلام الغربية على أنها مظاهرات واحتجاجات، والبعض وصفها على أنها فوضى، والبعض الآخر – القليل- وصفها على أنها ثورة، فى حين کان لقناة الجزيرة القطرية سواء الناطقة باللغة العربية أو الناطقة باللغة الانجليزية دور بارز وهام فى نقل الأحداث لحظة بلحظة إلى العالم المعربى وأيضاً إلى العالم الغربى وخاصة أمريکا، حيث کانت تبث قناة الجزيرة باللغة الانجليزية فى الولايات المتحدة فى مناطق محددة، فضلاً عن بثاً ومتابعتها من قِبل الأمريکيين عبر موقعها على شبکة الانترنت، حتى أن بعض المسئولين المصرين وصفوها بأنها محرضة على الأحداث فى مصر من أجل نشر الفوضى فى البلاد.

فقد أبرزت تغطية موقع الجارديان لثورة 25 يناير 2011 تجربة شخصية لأبرز مراسليها فى مصر وما تعرض له أثناء تغطيته لأحداث ثورة 25 يناير 2011 من ضرب واهانة واعتقال فى إشارة إلى ما تعرض له الصحفيون الأجانب المراسلون فى مصر أثناء تغطيتهم لأحداث مصر فى 25 يناير 2011: " .... جنباً إلى جنب مع المحتجين، هربت إلى الشارع ، وکان بجوارى عدد قليل من الشباب العادي کانوا يجرون فى اتجاهي، وبعد لحظات جاء اثنان باتجاهي يرتدون ملابس مدنية، وعلى ما يبدو أنهم " أمن دولة"، وألقوا اللکمات على ، وطرحوني على الأرض ، وقد أمسکوني من رقبتى وجروني نحو صفوف الشرطة، ... وعندما أخبرتهم بالعربية والانجليزية أننى صحفي دولى کانوا يقابلونى بمزيد من اللکمات والصفعات، واستطعت أن أميز حولى محتجين آخرين يتلقون نفس المعاملة ، ويختنقون من الغاز المسيل للدموع، وعندما تم عرضى على رتبة کبيرة أخبرته أننى صحفي بريطاني رد بالعربية قائلاً " اللعنة عليک وعلى بريطانيا".(114)

-إطار الحلول.

أبرزت المعالجة الصحفية لثورة 25 يناير 2011 فى موقع الجارديان إطار الحلول بنسبة 3.8%، حيث شمل هذا الاطار حلول من جانب النظام ، أو حلولاً من جانب المعارضة، أو حلولاً من جانب المحتجين أنفسهم ، ومن أبرز الحلول التى کانت مطروحة لإنهاء الأزمة ما يلى : ( تنحى الرئيس حسنى مبارک، إقالة الحکومة، حل مجلسى الشعب والشورى، إجراء إصلاحات، سياسية ودستورية، تعيين عمر سليمان نائباً للرئيس، تشکيل حکومة إنقاذ وطنى، انتقال منظم للسلطة، استرضاء المحتجين) .

وفى إطار الحلول التى طرحها النظام ، کانت فى أول خطاب لمبارک فى 29 يناير 2011 ، حيث طرح بعض الحلول لإنهاء الاحتجاجات فى مصر والتى هى فى يومها الخامس ، وإن جاءت هذه الحلول ناقصة وغير مقبولة لدى المحتجين لشکهم فى نوايا النظام :" فى خطاب تليفزيوني من 10 دقائق  ، وفى نهاية يوم مضطرب ، قال أنه سيتم تشکيل حکومة جديدة لمعالجة البطالة وتعزيز الديمقراطية ، على الرغم من أنه لم يعطى أى  إشارة أنه يفکر فى الدعوة لانتخابات برلمانية، أو فتح سباق رئاسى فى وقت لاحق هذا العام ، فضلاً عن أنه لم يشير إلى نهاية قانون الطوارئ، وهو مطلب رئيسى للمعارضة".(115) کل ذلک جعل المحتجون يتشککون فى نوايا النظام لإنهاء الاحتجاجات فى الشوارع ثم بعد ذلک اعتقالهم وتعذيبهم، وبمجرد أن انتهى من خطابه، زاد الناس فى الشوارع متحدين حظر التجوال الليلى وطالبوه بالرحيل، حيث أکدت موضوعات الجارديان أن التضحية بوزراء الحکومة لليرضى الشعب ليس کافياً ، ولکن يجب على الرئيس أن يرحل.(116)

وتناولت بعض الموضوعات فى موقع النيويورک تايمز بعض الحلول التى طرحتها الحکومة لمحاولة انهاء الاحتجاجات فى البلاد : " ... فى محاولة واضحة لتهدئة الغضب الشعبى ، قاتل نائب الرئيس المصرى أن مبارک طلب منه البدء فى حوار مع کل الأطراف السياسية فى البلاد ، ووفقاً للتليفزيون الرسمى ، قال عمر سليمان أنه سيشمل اصلاحات دستورية وتشريعية".(117)

کما أکدت موضوعات الجارديان على أربعة مطالب محددة من قبل ائتلاف ساعد فى التخطيط للمظاهرات المبدئية الأسبوع الماضى ضد مبارک ونظامه، کأحد الحلول المطروحة لإنهاء الاحتجاجات فى البلاد وشملت : " الاطاحة بمبارک، وحل الحزب الوطنى بأکمله وأيضاً النخبة حوله، کما أنه من الأسباب التى تحول دون انتقال سلس للسلطة أن نائب الرئيس عمر سليمان ، الحليف المقرب لمبارک، يتولى السلطة بمجرد أن يترک مبارک السلطة".(118)

-إطار الاخوان المسلمين .

تناولت المعالجة الصحفية فى موقع الجارديان لثورة 25 يناير 2011 إطار الاخوان المسلمين بنسبة 3.4%، حيث رکز هذا الاطار على دور جماعة الاخوان المسلمين فى ثورة 25 يناير 2011 منذ اللحظة الأولى (119) ، عندما صرحت الجماعة أنهم لن يشارکوا فى الاحتجاجات بشکل رسمى، إلى أن أعلنت الجماعة أنها سوف تشارک فى الاحتجاجات بشکل رسمى يوم 28 يناير 2011 (120)، ودورها البارز فى موقعة الجمل ، ثم بعد ذلک رکز هذا الاطار أيضاً على تأييد جماعة الاخوان المسلمين للبرادعى لکى يقود المحادثات مع الحکومة والتى کانت مرفوضة فى البداية حتى يتنحى مبارک، ولکن بعد ذلک حدث لقاء بين بعض المحتجين بما فيهم جماعة الاخوان مع نائب الرئيس عمر سليمان، لکنها لم تسفر عن شئ، وتم اتهام عمر سليمان بأنه يشوه صورة المحتجين، کما أبرز هذا الاطار اعلان جماعة الاخوان المسلمين أنهم لم يتصدروا المشهد حتى لا يکونوا سبباً فى القضاء على الاحتجاجات ، لأنه فى هذه الحالة سوف تتذرع الحکومة بأنها تواجه المتطرفين، ولکنهم أرادوا أن تکون ثورة شعبية ناجحة، کما أبرز هذا الاطار أيضاً هروب الاخوان المسلمين من السجون أثناء ثورة 25 يناير 2011 وهو ما يثير المخاوف لدى النظام ، ولدى الغرب أيضا، کما يخشى الغرب بشکل کبير وعلى رأسهم الولايات المتحدة وبريطانيا من وصول الإخوان المسلمين للحکم فى مصر (121) ، ومن ثم فتح المعابر بين مصر وغزة، واحتمالية الغاء معاهدة السلام بين مصر واسرائيل وبالتالى الخطر على أمن إسرائيل (122) ، وفى العموم کان هذا الاطار سلبياً بصفة عامة.

وقد قلل موقع الجارديان من أهمية ومن خطورة دور الاخوان المسلمين فى الثورة، حيث أبرز الموقع ما قاله خليل العنانى الخبير فى الاسلام السياسى فى مصر من جامعة دورهام :

" هناک مبالغة واسعة الانتشار حول دور الاخوان المسلمين فى المجتمع المصرى، وأعتقد أن تلک المظاهرات أوضحت ذلک"، وأضاف " فى البداية أظهرت الحرکة اهتماماً قليلاً بالاحتجاجات ، وأعلنت أنهم لن يشارکوا، وفى وقت لاحق تجاوزتها الأحداث وأُجبرت على المشارکة، أو أن تُعرض نفسها لخطر فقدان مصداقيتها"، وأضاف العنانى حول ما تريده جماعة الاخوان المسلمين من مشارکتها فى الأحداث فى مصر قائلاً : " ما تريد الاخوان الخروج به من هذه الثورة هو الاعتراف الرسمى ، وانهاء الحظر القانونى لها، وهذا هو الحد الأدنى للمطالب، ولکن ما وراء ذلک أنه لو قدمت مصر ما بعد مبارک سبل حقيقية للمشارکة السياسية وعدالة النظام الانتخابي فإن الحرکة سوف تکون سعيدة".(123)

فى حين ينتقد أستاذ التاريخ الأمريکى Richard Bulliet ازدواجية السياسة الأمريکية فى الشرق الأوسط ، حيث يوجه رسالة إلى أوباما بضرورة قبول جماعة الاخوان المسلمين کجزء محتمل من حکومة ما بعد مبارک، حيث أنها ظلت لفترة طويلة تدعم الحکومات الاستبدادية فى تونس ومصر وتدعم قمعها للأحزاب الاسلامية ، وينتقد أيضاً موقف الادارة الأمريکية المتردد بشأن مبارک، والمحتجين الذين يطالبون بالديمقراطية التى تدعيها الولايات المتحدة الأمريکية، فى موقف محرج للغاية، بين دعم ديکتاتور حليف قديم حافظ على أمن وسلامة إسرائيل أکثر من ثلاثين عاماً، وبين الحقوق العالمية والديمقراطية التى تنادى بها الولايات المتحدة .(124)

-إطار المسئولية .

أبرزت المعالجة الصحفية لثورة 25 يناير 2011 المصرية فى موقع الجارديان إطار اللوم أو المسئولية بنسبة 3.4% ، حيث رکز هذا الاطار على الالقاء باللوم من قِبل وزارة الداخلية المصرية على جماعة الاخوان المسلمين بأنهم هم المتسببون فى أعمال الشغب والاحتجاجات فى البلاد، کما ألقت الداخلية باللوم أيضاً على أياد أجنبية غير محددة تحرض الناس ضد حکامهم المحبوبين ، فى حين ألقت وسائل الاعلام الرسمية فى البلاد باللوم على الصحفيين الأجانب باعتبارهم عملاء لإسرائيل، وأنهم جاؤا لنشر الفوضى فى البلاد، وفيما يلى بعض الاستشهادات التى وردت فى بعض موضوعات الجارديان لتؤکد على إطار اللوم :

حيث أبرزت بعض الموضوعات إطار اللوم من جانب الحکومة المصرية بشئ من السخرية من هذا اللوم حيث : " اتهمت وزارة الداخلية " أياد أجنبية" غير محددة بالتحريض على اثارة المتاعب وتحريض الناس ضد حکامهم المحبوبين الذين يخشون الله".

" وأصدرت الداخلية بياناً تحظر فيه أى احتجاجات، کما أنها تلقى باللوم على الاخوان المسلمين بما أسمته أعمال الشغب فى الشوارع، کما لامت على أعضائها باختراق الحشود لتعيث فى الأرض فساداً ".(125) وهى إشارة أيضاً إلى شيطنة الاسلامين ، والتأکيد على الرعب الذى صدره مبارک لإرعاب الغرب من الاسلاميين، ومن ثم تفادى ضغوط المطالبة الغربية بالديمقرطية والحريات المدنية والسياسية.

-إطار الترحيب بتنحي الرئيس وانتصار الثورة .

جاء إطار الترحيب بتنحى مبارک وانتصار الثورة بنسبة 2.9 %، حيث بدأ هذا الاطار فى الظهور مساء الجمعة الموافق 11 فبراير 2011 بعد أن أعلن نائب الرئيس عمر سليمان تخلى مبارک عن السلطة وتسليم ها للمجلس الأعلى للقوات المسلحة ليدير شئون البلاد، بدأت الفرحة تم شوارع مصر بتنحى مبارک بعد ثورة استمرت 18 يوماً من الاحتجاجات فى کل شوارع مصر، وانطلقت الألعاب النارية فى ميدان التحرير ، وبدأ مئات الآلاف من المحتجين ليلة من الاحتفال.

" ليلة سعيدة فى القاهرة، يالها من نعمة أن تکون على قيد الحياة، إنهم يهتفون فى ميدان التحرير " مصر حرة، وانتصرنا ".(126)

-إطار النتائج الاقتصادية .

أبرزت المعالجة الصحفية لثورة 25 يناير 2011 فى موقع الجارديان إطار النتائج الاقتصادية بنسبة 2.9% ، ورکز هذا الاطار على النتائج الاقتصادية المترتبة على أحداث الاضطرابات فى مصر ، حيث أغلقت البنوک، وأغلقت البورصة أيضاً وکل ذلک أثر على الاقتصاد المصرى ، کما أغلقت المصانع ، وتوقفت الأعمال والاستثمارات فى البلاد بسبب انتشار حالة الفوضى فى البلاد، والتى توقع الخبراء أنه ربما تؤدى إلى تراجع المستثمرين الذين ربما لا يعودون خاصة لو رحل مبارک لأنهم يتوقعون أن الازمة الحقيقية تحدث بعد رحيل مبارک، کما تأثرت أيضاً السياحة فى البلاد والتى تعتبر مصدر دخل أساسى  للعملة الأجنبية فى البلاد بسبب حالة الانفلات الأمنى فى البلاد وانتشار الفوضى من حرق ونهب وبلطجة وغيره.(127)

أکدت تقارير أخرى على  مخاوف بشأن الاضرابات فى مصر والتى من شأنها أن تعطل شحنات النفط التى تمر عبر قناة السويس ومن ثم تشمل الشرق الأوسط کله، قد تتسبب فى رفع أسعار النفط الخام إلى 100 دولار للبرميل للمرة الأولى منذ أکثر من عامين .(128)

-إطار الثورة مستمرة .

تناولت تغطية موقع الجارديان لثورة 25 يناير 2011 إطار الثورة مستمرة بنسبة بلغت 2.9% ، حيث رکز هذا الاطار على جهود حرکة الاحتجاج فى ضرورة اکمال الثورة وضرورة استمرارها حتى يتنحى مبارک وتتحقق مطالب الثوار بالکامل ، فقد أبرزت بعض الموضوعات الصحفية ، اصرار المحتجين المناهضين لمبارک على مواصلة احتجاجاتهم حتى تحقيق مطالبهم. وأصر الشباب على أنه لا عودة للوراء .(129)

وفى اليوم الرابع عشر من الاحتجاجات ، واصل مئات الآلاف من المحتجين فى ميدان التحرير احتجاجاتهم ، رافضين تنازلات من مبارک بشأن نقل السلطة فى سبتمبر .(130)

-إطار الترهيب والفوضى .

جاء إطار الترهيب والفوضى بنسبة 2.2% ، ورکز هذا الاطار على الفوضى التى عمت فى البلاد أولاً بسسب هروب الشرطة من الشوارع فى 28 يناير 2011، وأيضاً بسبب قيام المحتجين المناهضين لمبارک بحرق مقرات الحزب الوطنى، وحرق أقسام الشرطة ، وحرق سيارات الشرطة،(131) والفوضى التى حدثت بعد هروب الشرطة من نهب للمولات والمحلات التجارية ، ونهب ماکينات الصراف ، وأيضاً شمل هذا الاطار الترهيب والتهديد الذى صرح به مبارک فى البداية " إما أنا أو الفوضى"، أو التهديد الذى هدد به عمر سليمان نائب الرئيس المعين حديثاً، إما الحوار وانهاء الاحتجاجات أو الانقلاب أو الفوضى فى البلاد.(132)  وقال عبد الرحمن سمير المتحدث باسم ائتلاف من خمس مجموعات رئيسية من الشباب  " إنه يهدد بفرض الأحکام العرفية ، وهو ما يعنى أن الجميع فى الميدان سوف يُسحق".

وقال سليمان متحدثاً إلى رؤساء تحرير الصحف الحکومية والخاصة، عن احتجاجات التحرير " لا يمکننا تحمل هذا طويلاً" وأضاف " لا بد أن تکون هناک نهاية لهذه الأزمة فى أقرب وقت ممکن"، وأضاف " لا نريد أن نتعامل مع المجتمع المصرى من خلال أدوات الشرطة"، وقال مهدداً بالانقلاب ، إذا لم ينجح الحوار، فإن البديل هو " أن انقلاب يحدث، وهذا يعنى خطوات غير محسوبة وسريعة، بما فى ذلک الکثير من اللاعقلانية".(133) کل هذه التهديدات جعلت المحتجون المناهضون يصرون على استکمال ثورته ويصرون على عدم مغادرة الميدان حتى يتنحى مبارک، لأنه کان يعتقدون أنهم لو غادروا الميدان قبل رحيل مبارک ، فإنهم جميعاً سوف يتم اعتقالهم وتعذيبهم.

-إطار الاشادة بالثورة وشبابها .

تناولت المعالجة الصحفية فى موقع الجاردين إطار الاشادة بالثورة وشبابها بنسبة 2.2% ، حيث رکز هذا الاطار على الدور المهم للشباب فى التخطيط والتنسيق للمسيرات والاحتجاجات فى البلاد، کما رکز هذا الاطار أيضاً على أن شباب مصر لم يکن شباب فارغ ولم يکن لديه هدف کما کان يُروج ، بل هو شباب على وعى ويعرف جيداً ماذا يريد، إنهم يريدون الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، کما أبرز هذا الاطار أيضاً  الأسباب التى دفعت هذا الشباب للقيام بالثورة، من بطالة وفساد ووحشية الشرطة وتدهور التعليم إلى غير ذلک.

کما أبرز هذا الاطار أيضاً شجاعة هؤلاء الشباب الذين قاموا بالثورة، وإصرارهم على التغيير ، حيث يجمعهم الظلم والغضب الذى لا يمکن ترويضه.(134)

وفى إشارة إلى دور الشباب المصرى فى حماية مکتبة الأسکندرية من اللصوص والبلطجية والخارجين على القانون ، أبرزت بعض الموضوعات الصحفية فى موقع الجارديان ثناء مدير مکتبة الأسکندرية اسماعيل سراج الدين على شباب الأسکندرية فى حماية مکتبة الأسکندرية من النهب وأخبر بذلک أصدقائه حول العالم .(135)

-إطار الرفض .

أبرزت المعالجة الصحفية لثورة 25 يناير 2011 فى موقع الجارديان إطار الرفض بنسبة 2.2% ، وشمل هذا الاطار رفض بعض الناس الاحتجاجات بحجة أن الاحتجاجات والمظاهرات لا تؤدى إلا إلى تخريب البلاد ونشر الفوضى .(136) کما شمل أيضاً رفض بعض القيادات فى حکومة مبارک تنحى مبارک وخروجه من السلطة فوراً لانهاء الاحتجاجات فى البلاد ، حيث رفض نائب الرئيس عمر سليمان خروج مبارک الفورى من السلطة ، وأصر على أنه لا توجد أى فرصة لتنحى مبارک قبل انتخابات الخريف ، مذراً من أنه يجب أن يتم حفظ الأمن والاستقرار فى البلاد لکى يمکن أن تمضى التعديلات الدستورية قدماً ، کما رفض نائب الرئيس عمر سليمان أيضاً عشية ما أسماه المحتجون " جمعة الرحيل "، رفض محاولات الولايات المتحدة والحکومات الغربية الأخرى لإقناع مبارک بالتنحى قبل الانتخابات المقبلة وقال " ألوم بعض الدول الصديقة لقولها بأشياء خاطئة"، وقال أن خدمة مبارک الطويلة والمخلصة لمصر تتطلب أنه ينبغى أن يکمل ولايته.(137) ، کما رفض وزير الخارجية المصرى أحمد أبو الغيط مطلب واشنطن باتخاذ إجراءات ملموسة لإظهار أن تغييراً رئيسياً فى طريق تحقيقه، وقال أنه لا ينبغى أن تفرض واشنطن إرادتها .(138)

-إطار الانترنت والشبکات الاجتماعية .

أکدت تغطية موقع الجارديان لثورة 25 يناير  على 2011 إطار الانترنت والشبکات الاجتماعية فى المرتبة السابعة عشر بنسبة 1.9% ،  وهى مرتبة متأخرة ، مقارنة بدور شبکة الانترنت والشبکات الاجتماعية فى تنظيم المسيرات، بل وتسريع الثورة، ونشرها فى کل بلدان العالم العربى، وقد يرجع ذلک إلى اهتمام موقع الجارديان بابراز بعض الأطر الأخرى مثل ردود الأفعال الدولية، وإطار الصراع، وإطار الاحتجاج، وغيرها من الأطر، کما قد يرجع إلى عدم اعتراف موقع الجارديان بأن الانترنت والشبکات الاجتماعية بأنها المحرک الأساسى للثورة، وترى أنها مجرد أدوات استخدمتها حرکة الاحتجاج فقط، وأن الأصل فى نشر الاحتجاجات هم الشباب باستخدام هذه الأدوات ومنها وسائل الاعلام التقليدية أيضاً مثل قناة الجزيرة والدور الرائد لها فى هذه الثورة، حيث جاء الاطار الإعلامي  فى مرتبة متقدمة.

وأوضحت الموضوعات الصحفية فى موقع الجارديان بعض النماذج والاستشهادات التى تؤکد هذا الاطار وتبرزه، حيث رکزت على إغلاق الدولة المصرية لمواقع الانترنت، وأبرزت خوف الحکومة المصرية من استخدام الشباب للشبکات الاجتماعية فى نشر الاحتجاجات:

" تم غلق مواقع الانترنت مثل الفيس بوک وتويتر داخل مصر اليوم، بينما تحاول حکومة الرئيس حسنى مبارک منع استخدام وسائل الاعلام الاجتماعية من قِبل الشباب لمنع نشکر الاضرابات"

کما أبرزت الموضوعات الصحفية فى موقع الجارديان تعمد الحکومة المصرية تعطيل أبراج التليفون المحمول ، وذلک لمنع أى تواصل بين المحتجين من ناحية، ومن ناحية أخرى منع التواصل بين المحتجين ووسائل الاعلام العربية والدولية ومن ثم نشر أخبار الاحتجاجات فى مصر فى کل أنحاء العالم ، وکسب تعاطف الحکومات والشعوب ، وهو ما لا تريده الحکومة المصرية : " وتقول تقارير أن الحکومة عطلت أبراج التليفون المحمول وخدمات التليفون، وکل الاتصالات تعطلت، ولکن هذا لم يتأکد بعد".(139)

-إطار الثورة الشعبية .

جاء إطار الثورة الشعبية بنسبة 1.9% ، وقد رکز هذا الاطار على أن ثورة 25 يناير کانت ثورة شعب، ولم تکن ثورة فئة معينة ، أو جماعة محددة، أو طائفة بعينها، ولکن شارک فيها کل الفئات وکل الطبقات، الغنى والفقير، الذى يعمل والعاطل، المرأة والرجل وحتى الأطفال ، المسلمين والمسيحيين، کل الطبقات شارکت فى الثورة، ولم تظهر أى شعارات تؤکد على وجود فئة معينة بل کان الشعار الأساسى " الشعب يريد اسقاط النظام "، اشترک الشعب المصرى فى الهدف وهو
اسقاط النظام.

" الاحتجاجات تشمل کباراً وصغاراً، والطبقات المتوسطة والفقيرة فى المناطق الحضرية ، وأولئک الذين لم ينزلوا للشوارع لوحوا من الشرفات، وألقوا زجاجات المياه والبصل للحشود ليستخدموها ضد الغاز المسيل للدموع ..."، " وکان من بين الحشود الأطباء فى معاطفهم البيضاء، والطلاب وأساتذة الجامعات ، والعاملين فى المنظمات غير الحکومية، وربات البيوت، والأطفال، وموظفى الفنادق، وأصحاب المحال التجارية".(140)

-إطار التعاون والروح الوطنية .

أبرزت المعالجة الصحفية لثورة 25 يناير 2011 المصرية فى موق الجارديان إطار التعاون والروح الوطنية بنسبة بلغت 1.9%، وبرز هذا الاطار فى موضوعات الجارديان  بالترکيز على روح التعاون فى ميدان التحرير ، حيث تمرير الماء وتوزيع الطعام على بعضهم البعض، وتبال أطراف الحديث بدون تفرقة بين إسلامي وليبرالي وبين محجبة أو غير ذلک ، الکل ذاب فى إطار الروح الوطنية التى تجمع بين المصرين، الکل فى الميدان مصريون ، کباراً وصغاراً وشباباً رجالاً ونساءً، مسلمين ومسيحين ، لا تفرقة الکل يهتف بشعار واحد، " الشعب يريد إسقاط النظام "

-إطار شيطنة الاسلاميين .

تناولت المعالجة الصحفية لثورة 25 يناير 2011 فى موقع صحيفة الجارديان إطار شيطنة الاسلاميين بنسبة 1.6% ، ويرکز هذا الاطار على أن الاسلاميين هم عبارة عن مجموعة من الشياطين الذين يسعون للسيطرة على السلطة بأساليب ماکرة ، ثم ينشرون الارهاب فى العالم لنشر ما يعرف بـ " الخلافة الاسلامية"

حيث أبرز موقع الجارديان فى بعض الموضوعات تحليل أستاذ التاريخ والمؤرخ الإسرائيلي Benny Morris لجماعة الاخوان المسلمين وهدفها الأساسى من المشارکة فى ثورة 25 يناير 2011، مستنکراً ومنتقداً بشدة هذا الدور ،  والذى رأى أن هدف الاخوان المسلمين هو السيطرة على الدولة المصرية من خلال العملية الديمقراطية ، ثم بعد ذلک وضع نهاية للديمقراطية ، وأضاف أن الاخوان المسلمين يلعبون لعبة سياسية ماکرة هدفها الاستيلاء على السلطة، وألا تعطى أحداً فرصة للشک فى هذا، کما أنه يرى أن الاخوان المسلمين سوف يتبعون نموذج ايران وحماس فى غزة، وکلاهما استخدم العنف الشديد لسحق منافسيهم الحقيقيين والمحتملين للحفاظ على السلطة، ويحذر المراقبين فى الغرب أنه لا ينبغى أن يخدعوا أنفسهم بشأن هذه الحرکة، فهو يرى أن حرکة الاخوان المسلمين ليست مؤمنة بالديمقراطية ، ويرى أن قادتها يستخدمون الديمقراطية مجرد وسيلة لتحقيق غاية ، وهذه الغاية هى ناية الديمقراطية.(141)

کما کشفت البرقيات المسربة أن رئيس الاستخبارات السابق الذى تم تعينه نائباً للرئيس ، اتهم جماعة الاخوان المسلمين بالتطرف ، وذلک فى اتصالاته مع المسئولين الأمريکيين، کما سعى إلى تشويه صورتهم لدى الأمريکان، وتثير البرقيات تساؤلاً حول ما إذا کان يمکن أن تکون الجماعة بمثابة وسيط فى الأزمة السياسية فى البلاد.(142) على الرغم من أن هذه الجماعة نفسها هى التى استخدمها مبارک ونائبه من ورائه لإرهاب أمريکا بأنه لو حدثت ديمقراطية فى مصر ، فسوف تکون النتيجة وصول هذه الجماعة المتطرفة إلى السلطة ومن ثم الغاء معاهدة السلام مع إسرائيل.

-إطار الرعايا

جاء إطار الرعايا بنسبة 1.6% ، ورکز هذا الاطار على المواطنين الأجانب فى مصر من دول مختلفة ومناشدات دولهم فى تحذيرهم من الذهاب للمدن الکبرى فى مصر التى بها احتجاجات واضطرابات ، وعتهم أيضاً إلى ضرورة العودة لبلادهم کلما کان ذلک ممکناً وفى أقرب وقت ممکن، حيث صرح وزير الخارجية البريطانى وليام هيج : " يجب على الرعايا البريطانيين أن يتجنبوا السفر غير الضرورى إلى المدن الکبرى مثل القاهرة والأسکندرية والسويس ، ولکن الحکومة لا تدفع للمساعدة فى إجلائهم".

ولکن على عکس الولايات المتحدة وإسرائيل وترکيا ، أرسلوا طائرات لإجلاء مواطنيهم ، کما نصحت الدول الأخرى مواطنيهم للخروج باى وسيلة ممکنة .

وجاءت أطر أخرى بنسب ضئيلة کما هو موضح بالجدول (3) وهى إطار التبرير،إطار الاهتمامات الانسانية ،إطار تأثيرات الثورة على الشرق الأوسط ،إطار استعادة الأمن .

4 ـ اتجاه الأطر:

جدول (4)

اتجاه الأطر فى موقعا الدراسة

             الموقع

اتجاه  الإطار

 

النيويورک تايمز

الجارديان

ک

%

ک

%

سلبي

133

51.6

172

55.1

محايد

32

12.4

25

8

إيجابي

93

36

115

36.9

الإجمالي

258

100

312

100

تشير بيانات الجدول رقم ( 4 ) إلى ما يلي:

تشابه ترتيب اتجاه الأطر فى موقعا الدراسة وإن اختلفت النسب ، حيث جاء الإطار السلبي فى المرتبة الأولى من بين الأطر التي اعتمد عليها موقعا الدراسة في معالجتهما لقضية ثورة 25 يناير 2011 المصرية ، وجاء الاطار السلبى فى موقع الجارديان بنسبة 55.1%، أعلى من نسبة الاطار السلبى فى موقع النيويورک تايمز حيث جاء بنسبة 51.6%. ويرى الباحث أن ارتفاع نسبة الأطر السلبية التي اعتمد عليها موقعا الدراسة في معالجتهما لقضية ثورة 25 يناير 2011 المصرية يرجع إلى ترکيز هذين الموقعين في کثير من الأحيان على الأشياء السلبية من اشتباکات وصراعات بين الشرطة والمحتجين المناهضين للحکومة.


أولاً: اتجاه الأطر فى موقع النيويورک تايمز :

جاء الإطار السلبى فى المرتبة الأولى بنسبة بلغت 51.6% ، أى تعدت النصف ، ويرجع مجئ الاطار السلبى فى المرتبة الأولى إلى أن صحيفة النيويورک تايمز رکزت على جوانب سلبية منها أسباب ثورة 25 يناير 2011، وهى أسباب کلها سلبية منها الفقر والبطالة والاستبداد والفساد وغيرها من أسباب ثورة 25 يناير 2011، ومنها " سمعت الکثير من الشکاوى هنا فى الشوارع المضطربة ، وکثيراً ما تکررت کلمات مثل الفساد، والسرقة، واللصوص ، ولا شئ يثير الغضب أکثر من نظام يرعى الفوضى ، حيث الصواب والخطأ لايقرر فى المحاکم ولکن فى رأس مبارک"(143)، بالإضافة إلى ترکيز موقع النيويورک تايمز على إطار الصراع وهو فى معظمه سلبى، لأنه أيضاً رکز على الاشتباکات العنيفة بين المحتجين المناهضين للحکومة والشرطة ، وأعمال العنف والقتل من الجانبين ومنها " ... وفى الساعة التاسعة مساءً يوم الأربعاء قال مسؤولون فى الحکومة لأن حوالى 600 شخص أصيبوا بجروح، وقتل ثلاثة أشخاص فى الاشتباکات ، کما توفى حوالى 150 شخص خلال أسبوع من أعمال العنف".(144)

ثم جاء الاطار الإيجابي فى المرتبة الثانية بنسبة بلغت 36% وهى أيضاً نسبة معقولة، وقد يرجع ذلک أيضاً إلى المفاجئة التى أحدثتها ثورة 25 يناير 2011 لدى العالم الغربى قبل العالم العربى، والاشادة التى أشاد بها العالم لشباب ثورة 25 يناير حيث أشاد الرئيس أوباما بالمحتجين السلميين الذين أطاحوا بحسنى مبارک فى يوم الجمعة معلناً أن " مصر لن تکون هى نفسها أبدأ قبل الثورة"(145).

ثم جاء فى المرتبة الأخيرة الإطار المحايد بنسبة بلغت 12.4%، ويرجع ذلک إلى التردد فى بعض ردود الأفعال الدولية والتى وقفت على الحياد فى بداية الثورة خشية تأييد أحد الجانبين وينتصر فى النهاية الجانب الأخر، وهذا ظهر بشکل کبير فى ردود الفعل الأمريکية والانقسام داخل الولايات المتحدة بشأن تأييد مبارک أو دعم المحتجين المناهضين للحکومة.

ثانياً: اتجاه الأطر فى موقع الجارديان:

جاء الإطار السلبى فى المرتبة الأولى فى موقع الجارديان أيضاً بنسبة بلغت 55.1% ، أى تعدت نصف العينة، وهذا أيضاً يؤکد أن موقع الجارديان هو الآخر رکز على الأطر السلبية بشکل کبير، وکانت هى أطر الصراع وأطر ردود الأفعال وخاصة السلبية سواء کانت من دول غربية أو الولايات المتحدة أو بريطانيا، أو حتى ردود فعل الدول العربية وخاصة المملکة العربية السعودية التى أيدت بشکل کبير ضرورة وجود مبارک فى السلطة، ورکز موقع الجارديان أيضاً على أطر الإخوان المسلمين، حيث عرضتهم بشکل سلبى فى طمعهم فى الوصول إلى السلطة  عن طريق الديمقراطية ثم بعد ذلک تکون نهاية الديمقراطية، کما کان من أهم الأطر السلبية التى رکز عليها موقع الجارديان ، إطار المسئولية أو اللوم، حيث أبرز الموقع الحکومة المصرية وعلى رأسها الرئيس المصرى حسنى مبارک، ورئيس مخابراته عمر سليمان ووزير الخارجية أحمد أبو الغيط ، فضلاً عن الاعلام الحکومى، إلقاء اللوم على أياد أجنبية وعملاء إسرائيليين ، وأيضاً على الصحفيين الأجانب، ومرة أخرى على قناة الجزيرة، فى نشر الفوضى فى البلاد ومحاولة قلب نظام الحکم فى مصر ، ولکنها فشلت فى
الترويج لذلک.

ثم بعد ذلک جاء الاطار الايجابى فى المرتبة الثانية بنسبة 36.9%، وهى أيضاً نسبة ليست قليلة، ولکنها أيضاً کان من المفترض أن تکون أکبر من ذلک، وخاصة أننا نتحدث عن ثورة من أجل الديمقراطية والحرية، فکان يجب أن يغلب عليها الأطر الايجابية، ولکن قد يرجع ذلک إلى طبيعة الأحداث التى وقعت خلال أيام الثورة، وهى أحداث فى معظمها سلبية من اشتباکات وعنف وقتل ونهب وسرقة، وأعمال فوضى إلى غير ذلک، ولکن أيضاً کان هناک مشاهد إيجابية مثل التعاون والروح الوطنية واستعادة الأمن، وإن جاءت مثل هذه الأطر بنسب ضئيلة.

ثم جاء فى المرتبة الثالثة والأخيرة الاطار المحايد بنسبة 8%، حيث شملت هذه الأطر بعض من أطر ردود الأفعال الدولية وخاصة الأمريکية والبريطانية فى تردد أوباما أحياناً، وفى عرض موضوعى للأحداث التى تقع بشکل يومى ، وأيضاً حياد الجيش وعدم انحيازه لأحد الأطراف.

5 ـ  الأطر المرجعية :

جدول (5)

الأطر المرجعية فى موقعا الدراسة

الموقع

الأطر المرجعية

النيويورک تايمز

الجارديان

ک

%

ک

%

تاريخية

70

56

54

41.2

قانونية

9

7.2

6

4.6

سياسية

39

31.2

65

49.6

إنسانية

7

5.6

6

4.6

الإجمالي

125*

100

131

100

 (*) جاء إجمالى الأطر المرجعية أقل من إجمالى الأطر الاعلامية ، لأن هناک نسبة کبيرة من الموضوعات فى موقعى الدراسة  لم تعتد على أطر مرجعية فى معالجتهما لأحداث الثورة.

تشير بيانات الجدول (5) إلى ما يلى :

جاءت الأطر التاريخية فى المرتبة الأولى من بين الأطر المرجعية التى اعتمد عليها موقع النيويورک تايمز فى معالجته لأحداث ثورة 25 يناير 2011 بنسبة بلغت 56% أى تعدت النصف ويرجع ذلک إلى ترکيز موقع النيويورک تايمز بشکل أکبر على ذکر الخلفيات التاريخية للأحداث خاصة فى المقالات الصحفية، مثل الترکيز على مقارنة ثورة 25 يناير 2011 بثورات مشابهة مثل ثورة إيران الاسلامية 1979 ، والثورة الفرنسية 1789، والثورة الأمريکية 1773، وغيرها من الثورات حول العالم ، بينما جاءت الأطر السياسية فى المرتبة الأولى من بين الأطر المرجعية التى اعتمد عليها موقع الجارديان فى معالجته لأحداث ثورة 25 يناير 2011 بنسبة 49.6% ، ويرجع ذلک إلى ترکيز موقع  الجارديان بشکل أکبر على التفاعلات السياسية وردود الأفعال الدولية المختلفة تجاه الأحداث فى مصر ، " ... وبعد عدة ساعات من بيان الجيش ، ظهر مبارک على شاشة التليفزيون الرسمى واعترف بالأخطاء لأول مرة، وتعهد بمحاکمة المسئولين عن سقوط مئات القتلى، ووعد بتعديل الدستور، ودون توضيح السبب قال أنه قرر تفويض صلاحيات وسلطات الرئيس إلى نائب الرئيس".(146)

أولاً: الأطر المرجعية فى موقع النيويورک تايمز :

جاء الاطار التاريخى فى المرتبة الأولى کإطار مرجعى حيث جاء بنسبة بلغت 27.1% وهى أعلى نسبة فى الأطر المستخدمة من قِبل موقع النيويورک تايمز فى معالجة أحداث ثورة 25 يناير 2011، وهذا قد يرجع إلى اعتماد الموقع بشکل کبير على الخلفيات التاريخية فى سرد الأحداث والمقارنة بين ثورة 25 يناير 2011 المصرية ، وغيرها من الثورات حول العالم " المسألة الأساسية فى مصر يمکن أن تنتهى إلى طهران فى العام 1979 أم برلين العام 1989؟" (147) ثم بعد ذلک جاء الاطار السياسي کإطار مرجعى فى المرتبة الثالثة بنسبة 15.1%، حيث رکز موقع النيويورک تايمز فى معالجته لثورة 25 يناير 2011 على النواحى السياسية سواء فى ردود الفعل الأمريکية والاسرائيلية والبريطانية والسعودية بشکل خاص ، ثم الاطار القانونى بنسبة 3.5% متمثلاً فى الجوانب القانونية مثل الفراغ الدستورى الذى قد يُحدثه تنحى مبارک الفورى ، وأخيراً جاء الاطار الانسانى کاطار مرجعى بنسبة 2.7% من خلال الترکيز على المشاهد الانسانية من قتلى وجرحى سواء من جانب الشرطة أو من جانب المحتجين.

ثانياً: الأطر المرجعية فى موقع الجارديان :

جاءت فئة " لا يوجد " فى المرتبة الأولى من بين الأطر المرجعية المستخدمة فى معالجة موقع الجارديان لثورة 25 يناير 2011 بنسبة بلغت 58%، وجاء فى المرتبة الثانية الاطار السياسى کإطار مرجعى  بنسبة بلغت 20.8% وهى أعلى نسبة من بين الأطر المرجعية التى استخدمها موقع الجارديان فى معالجة ثورة 25 يناير 2011 ويرجع ذلک إلى أن موقع الجارديان رکز على الجوانب السياسية وخاصة فى ردود الفعل الأمريکية فى التعامل مع الأحداث فى مصر بصفة عامة، وفى التعامل مع خروج مبارک من السلطة بشکل خاص، وفى الانقسامات داخل الادارة الأمريکية بشأن خروج مبارک  الفورى من السلطة، ثم جاء الاطار التاريخى فى المرتبة الثالثة بنسبة 17.4% حيث رکز على المواقف التاريخية للولايات المتحدة بشأن الديمقراطية فى العالم ، وفى العالم العربى بشکل خاص، کما رکز أيضاً على الجوانب التاريخية فى الجيش المصرى ودورة فى حالات الفوضى فى البلاد، والمکاسب والامتيازات التى حققها الجيش المصرى على مدار التاريخ، ثم جاء فى المرتبة الأخيرة کل من إطارى القانونى والانسانى کأطر مرجعية بنسبة ضئيلة بلغت 1.9% لکل إطار، ويرجع ذلک إلى عدم ترکيز موقع الجارديان على النواحى الانسانية أو القانونية فى إبراز أحداث ثورة 25 يناير 2011.

 

6-  أطر الصورة

جدول (6)

أطر الصورة فى موقعا الدراسة

                 الموقع

أطر الصورة

النيويورک تايمز

الجارديان

ک

%

ک

%

إطار الاحتجاج

68

31

107

30.4

إطار الجيش

27

12.3

42

11.9

إطار الصراع (الاشتباکات)

27

12.3

53

15

إطار الدمار والفوضى

12

5.5

15

4.3

إطار إعلامى

8

3.7

15

4.3

إطار الهدوء

19

8.7

15

4.3

إطار الإهتمامات الانسانية

8

3.7

8

2.3

إطار الاحتفال بنجاح الثورة وتنحى مبارک

25

11.4

42

11.8

إطار إعادة الاستقرار

3

1.4

0

0

إطار ردود الأفعال

22

10

47

13.4

إطار أمنى

0

0

8

2.3

الإجمالي

219

100

352

100

تشير بيانات الجدول (6) إلى ما يلى :

اختلف ترتيب معظم الأطر المصورة المستخدمة فى موقعا النيويورک تايمز والجارديان، ما عدا إطار الاحتجاج الذى جاء فى المرتبة الأولى فى موقعا الدراسة، وإطار الصراع والاشتباکات الذى جاء فى المرتبة الثانية فى موقعا الدراسة، وإطار الدمار والفوضى الذى جاء فى المرتبة السادسة فى موقعا الدراسة، وإطار الاهتمامات الانسانية الذى جاء فى المرتبة السابعة فى موقعا الدراسة.

وجاء إطار ردود الأفعال فى المرتبة الثالثة فى موقع الجارديان وفى المرتبة الرابعة فى موقع النيويورک تايمز، بينما جاء إطار الجيش فى المرتبة الثانية فى موقع النيويورک تايمز جاء فى المرتبة الرابعة فى موقع الجارديان .

أولاً: أطر الصور المقدمة مع الموضوعات فى موقع النيويورک تايمز :

جاء إطار الاحتجاج فى المرتبة الأولى من بين أطر الصورة التى اعتمد عليها موقع النيويورک تايمز، بنسبة 31%، حيث شملت صور للحشود فى الشوارع وفى ميدان التحرير،ثم جاء فى المرتبة الثانية إطارى الجيش والاشتباکات بنسب متساوية بلغت 12.3%، ثم جاء إطار الاحتفال بتنحى مبارک بنسبة 11.4%، ثم جاء إطار ردود الأفعال بنسبة 10% ، ثم جاء إطار الهدوء بنسبة 8.7%، ثم الدمارو الفوضى بنسبة 5.5%، ثم الاطار الاعلامى وإطار الاهتمامات الانسانية فى مرتبة متأخرة  بنسبة 3.7%، وأخيراً جاء إطار إعادة الاستقرار بنسبة 1.4%، لأنه لم يکن الهدف فى هذه المرحلة هى إعادة الاستقرار بقدر ما کان الهدف هو تنحى مبارک الفورى، ويرجع مجئ إطار الاحتجاج فى المرتبة الأولى يليه الجيش والاشتباکات ثم ردود الأفعال إلى طبيعة الأحداث التى رکز عليها موقع النيويورک تايمز ، ويرجع إلى طبيعة الأطر الاعلامية الخاصة بالمادة التحريرية لکى يکون هناک تناغم بين أطر النص وأطر الصورة.

ثانياً: أطر الصور المقدمة مع الموضوعات فى موقع الجارديان :

جاء إطار الاحتجاج أيضاً فى المرتبة الأولى من بين أطر الصورة التى اعتمد عليها موقع الجارديان فى تغطية أحداث ثورة 25 يناير 2011، بنسبة 30.4%، ثم جاء فى المرتبة الثانية إطار الاشتباکات بنسبة 15% ، ثم جاء فى المرتبة الثالثة إطار ردود الأفعال بنسبة 13.4%، ومن الملاحظ غلبة الطابع السلبى على هذه الأطر حتى ردود الأفعال الدولية غلب عليها الطابع السلبى فى موقع الجارديان،  کما فى موقع النيويورک تايمز ولکن بشکل أکبر نسبياً من موقع النيويورک تايمز ، وهذه النتيجة تتفق مع نتائج جدول اتجاه الأطر الذى غلب عليه الطابع السلبى للتغطية ولکن موقع الجارديان کان أکثر سلبية فى تغطيته من موقع النيويورک تايمز، ثم جاء إطارى الجيش والاحتفال بتنحى مبارک بنسب متساوية بلغت 10.8%.

7-التناغم بين أطر النص و أطر الصورة

جدول (7)

  التناغم بين أطر النص و أطر الصورة فى موقعا الدراسة

الموقع

التناغم بين أطر الصورة وأطر النص

النيويورک تايمز

الجارديان

ک

%

ک

%

يوجد تناغم

165

75.3

229

65.1

لا يوجد تناغم

54

24.7

123

34.9

الإجمالي

219

100

352

100

تشير بيانات الجدول (7) إلى ما يلى :

يوجد تناغم بنسبة کبيرة بين أطر النص وأطر الصورة فى  موقعا الدراسة وهى أکبر بکثير من نسبة عدم التناغم بين أطر الصورة وأطر النص ، ولکن جاءت نسبة التناغم بين أطر النص وأطر الصورة أعلى فى موقع النيويورک تايمز من موقع الجارديان وهذه النتيجة تؤکد اهتمام موقعا الدراسة بالتناغم بين النص والصورة والذى يؤکد المعنى الذى يريد الموقع توصيله للقارئ ويبرزه، وهذا يتوافق مع أهداف نظرية الأطر،المدخل النظرى الدراسة.


أولاً: التناغم بين أطر النص وأطر الصورة فى موقع النيويورک تايمز :

اهتم موقع النيويورک تايمز بالتناغم بين أطر النص وأطر الصورة فى تغطيته لثورة 25 يناير 2011 بشکل أکبر من اهتمام موقع الجارديان وإن إهتم الموقعين بالتناغم بين النص والصورة، حيث بلغت نسبة التناغم بين أطر النص وأطر الصورة فى موقع النيويورک تايمز 75.3% أى أکثر من ثلثى العينة تقريباً وهذا يؤکد حرص واهتمام موقع النيويورک تايمز بتأکيد المعنى وإبرازه من خلال زيادة هذا التناغم بين النص والصورة، وظهر هذا التناغم من خلال صور الاحتجاجات فى ميدان التحرير وفى شوارع مصر والمحتوى التحريرى الذى يوضح ردود الأفعال الدولية المختلفة المؤيدة والمعارضة للاحتجاجات، کما شملت أيضاً صور لمدرعات وجنود الجيش تتناغم مع المحتوى التحريرى الذى يؤکد على حيادية الجيش فى التعامل مع الأحداث فى مصر أو حتى مع سلبية الجيش فى فض الاشتباکات بن المؤيدين لمبارک والناهضين للحکومة.

کما أن من بين الصور التى لا يوجد بها تناغم مع المحتوى التحريرى ، صورة للجيش وهم يزيلون الأسلاک الشائکة من ميدان التحرير بعد إستقالة مبارک، فى حين کان المحتوى التحريرى يتحدث عن ردود أفعال الولايات المتحدة قبل وبعد تنحى مبارک.

ثانياً: التناغم بين أطر النص وأطر الصورة فى موقع الجارديان :

اهتم أيضاً موقع الجارديان بالتناغم بين أطر النص وأطر الصورة فى تغطيته لثورة 25 يناير 2011، حيث بلغت نسبة التناغم بين أطر النص وأطر الصورة فى موقع الجارديان 65.1% وهى نسبة ليست قليلة أيضاً ،وبلغت نسبة عدم وجود تناغم بين أطر النص وأطر الصورة 34.9%، وهذه النتيجة تؤکد أيضاً اهتمام موقع الجارديان بالتناغم بين أطر النص وأطر الصورة لإبراز المعنى وتأکيده، ومن أمثلة التناغم بين أطر النص وأطر الصورة فى موقع الجارديان ما يلى :

صورة لعدد من المتظاهرين يحتشدون وسط القاهرة ، وتحدث المحتوى التحريرى حول احتجاجات الشوارع والتى تستعد للانتشار يوم 27 يناير 2011 فى بداية ثورة 235 يناير 2011(148) وأيضاً صورة أخرى تتضمن اشتباکات بين شرطة مکافحة الشغب والمتظاهرين المناهضين للحکومة فى اليوم الثانى للاحتجاجات، وتتضمن المحتوى التحريرى تفاصيل هذه الاشتباکات وبدايتها وأسبابها، فى محاولة للتأکيد على إطار الاشتباکات .(149)

وکان من بين أمثلة الصور التى لايوجد بينها وبين النص تناغم ، صورة صورة لمتظاهرون يحتفلون فوق دبابة تابعة للجيش أثناء الاحتجاجات فى القاهرة، فى حين کان المحتوى التحريرى يتحدث عن ردود الأفعال الأمريکية وتصريحات أوباما تجاه الأحداث فى مصر .(150)

مناقشة النتائج :

انتهت الدراسة الحالية إلى مجموعة من النتائج يمکن مناقشتها فيما يلى :

1- توصلت نتائج الدراسة إلى أن موقع النيويورک تايمز الأمريکى وموقع الجارديان البريطانى  قد أولى اهتماما کبيرا وملحوظا لأحداث ثورة 25 يناير 2011 المصرية  وهو ما بدا واضحا من حجم التغطية التي حظيت به هذه الأحداث فى موقعا الدراسة، وهذا يدل على أهمية مصر فى منطقة الشرق الأوسط، وأهميتها أيضاً لدى الولايات المتحدة وبريطانيا، والأهم من ذلک أهميتها لأمن إسرائيل فى المنطقة، وثانياً أهمية قناة السويس فى التجارة الدولية، وبالتالى کانت تغطية أحداث ثورة 25 يناير 2011والتى من شأنها أن تؤثر على العالم أجمع وعلى توازنات القوى فى العالم .

2- أبرزت نتائج تحليل الأطر ، سيطرة الأطر الخاصة أو المحددة على تغطية موقعا الدراسة لأحداث ثورة 25يناير 2011 المصرية، وهذه النتيجة تبرز مدى سيطرة أحداث محددة ومعروفة فى تغطية موقعا الدراسة لأحداث ثورة 25 يناير 2011، وکان من أبرز هذه الأحداث ، الاشتباکات العنيفة بين الشرطة والمحتجين، أو بين المحتجين المناهضين للحکومة والمحتجين المؤيدين لمبارک، وأحداث العنف والنهب والسرقة بعد هروب الشرطة من الشوارع فى 29 يناير 2011، وأحداث جمعة الغضب التى راح ضحيتها کثير من المحتجين والتى کانت يوم 28 يناير 2011، وأحداث " موقعة الجمل" والتى کانت يوم 2 فبراير 2011، وخطابات مبارک الثلاثة، وردود الفعل الغاضبة من المحتجين والمعارضين، وردود الفعل الدولية تجاه الأحداث فى مصر، وأحداث " فرحة واحتفال المحتجين بتنحى مبارک" يوم 11 فبراير، ثم أحداث الاضرابات العمالية التى تبعت تولى المجلس العسکرى للسلطة، ثم الشک فى توجهات الجيش نحو الديمقراطية، خاصة بعد إجبار المحتجين على مغادرة الميدان بعد تنحى مبارک، کانت هذه هى الأحداث الرئيسية فى تغطية موقعا الدراسة لأحداث ثورة 25 يناير 2011 ولذلک جاءت تغطية موقعا الدراسة متشابهة فى ترکيزها على الاطار الخاص ، وتتفق هذه النتيجة مع ما توصلت إليه دراسة ( أيمن بريک 2013) (151) ودراسة (Iyengar & Simon, 1993)  (152) والتي أشارت إلى أن الإطار الحدثي ( الخاص أو المحدد ) Episodic Frame جاء في مقدمة أنواع الأطر التي اعتمدت عليها شبکة NBC في تغطيتها لحرب الخليج الثانية ، و إن اختلفت عينة الدراسة و القضية التي أجريت عليها عن الدراسة الحالية.

3- أوضحت نتائج تحليل الأطر اختلاف الأطر الاعلامية فى موقعا الدراسة خلال فترة الدراسة، حيث جاء إطار ردود الأفعال کإطار مهيمن Dominant Frame على تغطية موقعا الدراسة لأحداث ثورة 25 يناير 2011 المصرية، وإن جاء فى موقع النيويورک تايمز بنسبة أعلى من موقع الجارديان، ولکنه جاء کإطار مهيمن على التغطية بوجه عام، وهذه النتيجة تؤکد أهمية إبراز موقعا الدراسة لردود الفعل الأمريکية والبريطانية والاسرائيلية والعربية والدولية الأخرى، وإن جاءت ردود الأفعال الأمريکية فى المرتبة الأولى فى موقعا الدراسة، وهذه النتيجة تؤکد أهمية مصر وخطورة أحداث الثورة فى مصر وتأثيرها على السياسة الأمريکية وعلى أمن إسرائيل تحديداً، وعلى السياسة الخارجية فى العالم، فضلاً عن تأثيرها على دول الشرق الأوسط والوطن العربى تحديداً، حيث تراوحت ردود الأفعال هذه بين مؤيد مبارک فى بداية الأحداث والدفاع عن بقاء مبارک فى السلطة، ثم بعد زيادة الاحتجاجات أصبحت ردود الأفعال متحيرة ، ثم بعد إصرار المحتجين على الديمقراطية والحرية ، تغيرت المواقف وردود الأفعال وخاصة الأمريکية ، لتظهر تأييدها للمحتجين المناهضين للحکومة، وإن کانت فى الواقع غير ذلک وتريد أن يبقى مبارک للأبد باعتباره " کنز استراتيجى"
فى المنطقة.

4- جاء "إطار الجيش" فى المرتبة الثانية فى موقع النيويورک تايمز الأمريکى ، فى حين جاء "إطار الصراع" فى المرتبة الثانية فى موقع الجارديان البريطانى ، وهذه النتيجة قد ترجع إلى طبيعة العلاقة بين الجيش المصرى والولايات المتحدة الأمريکية وخاصة المساعدات الأمريکية التى تصل إلى حوالى 1.3 مليار دولار سنوياً، فى حين أن موقع الجارديان قد رکز فى المرتبة الثانية على إطار الصراع لإبراز الاشتباکات والعنف والفوضى التى تصور أحداث ثورة 25 يناير 2011 فى مصر على أنها حالة سلبية ، وهى الصفة التى غلبت على تغطية موقعا الدراسة لأحداث الثورة، وإن جاء إطار الصراع فى مرتبة متأخرة نوعاً ما فى موقع النيويورک تايمز ، لمحاولة إظهار الموقع على أنه موضوعى فى تناول أحداث ثورة 25 يناير 2011، کما جاء إطار الجيش فى المرتبة الثالثة فى موقع الجارديان البريطانى للتأکيد على وإبراز أهمية الجيش المصرى ودوره فى حسم الاحتجاجات فى مصر ، وأيضاً لأهمية ودور الجيش المصرى فى المنطقة، باعتباره من أقوى الجيوش فى العالم، کما اهتم موقع النيويورک تايمز بابراز إطار الأسباب حيث جاء فى المرتبة الثالثة ، حيث حاول موقع النيويورک تايمز لإبراز الأسباب- والتى هى کلها أسباب سلبية – التى أدت إلى قيام ثورة 25 يناير 2011 فى مصر، حيث رکز موقع النيويورک تايمز على الأسباب الاقتصادية والاجتماعية والفقر وارتفاع الأسعار، فى حين لم يبرز بشکل قوى الأسباب السياسية والحريات والديمقراطية، وکأنها محاولة خفية لتبرئة مبارک من قضية الحريات والديمقراطية، حتى ينجوا أنفسهم فى النهاية من أنهم تستروا على ديکتاتور ومستبد ، على اعتبار أنهم أصحاب الديمقراطية والحريات وهم أول من نادوا بالحريات المدنية والسياسية فى العالم، حيث أکدت تغطية النيويورک تايمز فى کثير من الأحيان على دور الولايات المتحدة فى نشر الديمقراطية فى العالم، وإن تعرضت بالنقد فى بعض الأحيان لسياسة الولايات المتحدة الخارجية وأنهم ينادون بالديمقراطية وفقاً لمصالحهم وليس من أجل نشر الديمقراطية فى العالم. فى حين أبرز موقع الجارديان إطار الاحتجاج فى المرتبة الرابعة ، فى محاولة من جانب الموقع لإبراز الجوانب السلبية فى الاحتجاجات من عنف واشتباکات، وعنف المحتجين، وحرقهم لمقار الشرطة ومقرات الحزب الوطنى الديمقراطى الحاکم، وغيرها من أعمال الشغب والفوضى فى البلاد، مع العلم أن موقع الجارديان کان أکثر سلبية فى تناوله لأحداث الثورة من موقع النيويورک تايمز. کما جاء إطار شيطنة الاسلاميين فى مرتبة متأخرة فى موقعا الدراسة، وهذا قد يرجع إلى طبيعة المرحلة ، وإلى حالة التعاون والروح الوطنية السائدة فى البلاد، وحالة التکاتف، والتجمع على هدف واحد ، وهو خروج مبارک، بالاضافة إلى عدم رفع شعارات محددة، ولکن کان الشعار السائد" الشعب يريد إسقاط النظام"، کل هذه الأسباب أدت إلى عدم جرأة موقعا الدراسة على إبراز إطار شيطنة الاسلاميين فى مرحلة متقدمة بين الأطر، ولکن حاول موقعا الدراسة إحداث حالة من الشک کبداية لحالة الانقسام، وهى التشکيک فى نوايا الاسلامين ، والاعتماد على أطر مرجعية تاريخية فى الاستدلال على شيطنة الاسلاميين، بالرجوع إلى الثورة الايرانية الاسلامية، واحتمال تکرار نفس الشئ فى مصر، کل ذلک أدى إلى انتشار حالة التشکک فى نوايا الاسلاميين ، ومن ثم بروز إطار شيطنة الاسلاميين وإن جاء فى مرتبة متأخرة.

5- کما لم يظهر على الاطلاق إطار " الاهتمامات الانسانية " فى موقع النيويورک تايمز، وإن جاء على استحياء فى موقع الجارديان، حيث جاء بنسبة 0.9%، مع أن الأحداث کانت مليئة بالمشاهد الانسانية التى تستدعى بروز إطار الاهتمامات الانسانية فى التغطية الصحفية فى موقعا الدراسة، وهذه النتيجة قد ترجع إلى أن موقعا الدراسة لم يريدوا إظهار حالة التعاطف العالمية مع الأحداث فى مصر ، حيث أن کل من الولايات المتحدة وبريطانيا کانوا رافضين للثورة فى مصر من البداية، کما أنهم کانوا رافضين بشکل قاطع خروج مبارک الفورى من السلطة، فأرادا موقعا الدراسة إهمال " إطار الاهتمامات الانسانية" حتى لا تلفت نظر العالم للحالات الانسانية التى نتجت عن عنف الشرطة والحکومة المصرية فى التعامل مع محتجين يرفضون الاستبداد ويطالبون بالحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية.

6- کما رکز موقع الجارديان على " إطار الاخوان المسلمين" أکثر من ترکيز موقع النيويورک تايمز، حيث جاء هذا الاطار فى معظمه سلبى بالترکيز على سلبيات الاخوان ونواياهم السيئة للوصول إلى السلطة من خلال الديمقراطية، ثم يقومون بعد ذلک بالقضاء على الديمقرطية، فى حين حاول موقع النيويورک تايمز أن يکون أکثر موضوعية من الجارديان، حيث أبرز دور الاخوان المسلمين فى الثورة ، وخاصة فى يوم " جمعة الغضب"، ودورهم أيضاً فى اليوم الذى عُرف إعلامياً " بموقعة الجمل"، کما أن هذا لم يمنع موقع النيويورک تايمز أن يرکز على سلبيات الاخوان وطمعهم منذ زمن طويل فى الوصول إلى السلطة. تتفق هذه النتائج إلى حد کبير مع دراسة ( 2011  ,Kelsey Glover ) (153) والتي توصلت إلى أن شبکتي CNN و Fox News قد اعتمدتاعلى الأطر السلبية في تأطيرها لجماعة
الإخوان المسلمين.

7- کما أبرز موقع النيويورک تايمز إطار" تأثيرات الثورة على بلدان الشرق الأوسط"، فى حين أهمل موقع الجارديان هذا الاطار ، وهذا قد يرجع إلى الخوف الأمريکى من وصول الثورة إلى بلدان الشرق الأوسط، ومن ثم تهديد الديکتاتوريين التابعين لهم والمحافظين على أمن إسرائيل فى المنطقة، والداعمين لمواقف أمريکا ضد إيران وسوريا فى المنطقة، ومن ثم کان خوف أمريکا أکبر من تأثيرات ثورة مصر – باعتبارها البلد الأکبر فى منطقة الشرق الأوسط، وباعتبار رئيسها من أعتى وأقوى وأقدم الروساء فى المنطقة- على بلدان الشرق الأوسط، وهذه النتيجة تتفق مع الفرض الأساسى لنظرية الأطر الاعلامية.

8- کما اهتم موقع الجارديان بابراز إطار " المسئولية" أو " اللوم" بشکل أکبر من اهتمام موقع النيويورک تايمز، وهذا قد يرجع إلى ترکيز موقع الجارديان بشکل أکبر على الأطر السلبية والتى منها إطار المسئولية، حيث ألقت الحکومة المصرية أکثر من مرة على أياد أجنبي، أو على الصحفيين الأجانب، أو على قناة الجزيرة، وأخيرة ألقت اللوم على جماعة الاخوان المسلمين فى نشر حالة الفوضى فى البلاد ، وهذا ما رکز عليه موقع الجارديان بشکل أکبر من موقع النيويورک تايمز.

9- کما أبرز موقع النيويورک تايمز إطار " الحلول" أکثر من اهتمام موقع الجارديان، وإن جاء الاثنان بصفة عامة فى مرتبة متأخرة نوعاً ما، وهذا يرجع إلى محاولة موقع النيويورک تايمز أن يکون أکثر موضوعية، وهذه النتيجة أيضاً تؤکد عدم اهتمام موقعا الدراسة بإطار " الحلول" وکأن الولايات المتحدة وبريطانيا، لا يريدان أن يصلان لحل المشکلة وانهاء الاحتجاجات فى مصر، أو أنهما لا يريدان أن يبرزا مقترحات وحلول القوى المعارضة والمحتجين فى مصر .

10- جاء الاطار السلبى فى المرتبة الأولى فى موقعا الدراسة فى تغطيتهما لثورة 25 يناير 2011، وإن جاء بنسبة أعلى فى موقع الجارديان منه فى موقع النيويورک تايمز، وهذه النتيجة تؤکد التوجه السلبى تجاه ثورة 25 يناير 2011، على الرغم من بعض المقولات التى تدعم الثورة، وتؤيدها، فالغرب ينظرون إى العر بعموماً على أنهم لا يستحقون الديمقراطية ولا الحرية. تتفق هذه النتائج إلى حد کبير مع دراسة کل من ( 2011  ,Kelsey Glover ) (154) ودراسة ( أيمن بريک 2013) (155) والتي توصلت إلى أن شبکتي CNN و Fox News قد اعتمدتاعلى الأطر السلبية في تأطيرها لجماعة الإخوان المسلمين.

11- جاءت الأطر المرجعية التاريخية فى مرتبة متقدمة فى موقعا الدراسة فى تغطيتهما لثورة 25 يناير 2011، وجاء فى المرتبة التالية " ألاطار السياسى"، وهذه النتيجة تؤکد أيضاً التوجه السلبى فى موقعا الدراسة تجاه أحداث الثورة فى مصر ، حيث جاءت الأطر التاريخية فى معظمها سلبية حيث أصلت للنية السيئة للاسلاميين، وامکانية تحول ثورة 25 يناير 2011 إلى ثورة إسلامية تقضى على الحريات والديمقراطيات، کما أبرز موقعا الدراسة الاطار السياسى أيضاً والذى جاء فى معظمه سلبياً أيضاً بسبب إدانة بعض النظم لتخليها عن مبارک، وإن جاءت  النسبة الأکبر فى عدم اعتماد موقعا الدراسة على أطر مرجعية، ويرجع ذلک إلى أن معظم الموضوعات کانت عبارة عن مواد إخبارية تسرد الأحداث اليومية للثورة دون الاستناد إلى أطر مرجعية.

12- أوضحت نتائج الدراسة بروز إطار الاحتجاج فى المرتبة الأولى من بين أطر الصورة التى اعتمد عليها موقعا الدراسة فى تغطية أحداث ثورة 25 يناير 2011، وجاء إطار الجيش فى المرتبة الثانية فى موقع النيويورک تايمز، فى حين جاء إطار الصراع فى المرتبة الثانية فى موقع الجارديان، وتتفق هذه النيجة مع نتائج تحليل الأطر الخاصة بالمواد التحريرية، وتؤکد هذه النتيجة أيضاً على إبراز التوجه السلبى لأحداث ثورة 25 يناير 2011، مع الاختلاف فى الدرجة بين موقعا الدراسة لصالح موقع الجارديان البريطانى.، وإن ظهر إطار الاهتمامات الانسانية فى أطر الصورة ولکنه ظهر بنسب قليلة.

13- أبرزت نتائج تحليل الأطر ، وجود تناغم بين أطر النص وأطر الصورة بنسبة کبيرة، وهذه النتيجة تؤکد حرص موقعا الدراسة على إبراز وجهة النظر الغربية فى أحداث ثورة 25 يناير 2011، من خلال استخدام کافة الوسائل المقروءة والمرئية ، ومن خلال الاعتماد على نسبة کبيرة من کتاب المقالات الغربيين للتأکيد على وجهة النظر الغربية والتى جاءت فى معظمها سلبية.