الخداع البصرى (ماهيته وأهم فنانيه)

المقدمة :-

فن الخداع البصرى او الفن البصرى (Optical Art-op.art) هو فن يقوم على الايهام الحرکى وظهر فى النصف الثانى من القرن العشرين على يد مجموعة من الفنانين مثل فيکتور فازاريللى وسوتو وجوزيف آلبير وبريد جت ريللى وغيرهم وکان لکل منهم مذهب خاص فى استخدام الخداع البصرى.

فمثلاً:- فيکتور فازاريللى اعتمد فى استخدامه للخداع البصرى على لونين هم الأبيض والأسود ويعتبر فازاريللى من أهم الفنانين الذين تزعموا الفن البصرى والذى يعتبر من أبرز الاتجاهات الفنية الحديثة فى التصوير التى تفرغت من مذهب التجريد الهندسى وذلک بعد الحرب العالمية الثانية واهتم فيکتور فازاريللى على عنصر الحرکة فى التصوير ومنذ عام 1940 کرس فازاريللى جهوده لدراسة النظريات المتعلقة بالإدراک والايحاءات الخاصة بالآلوان.

وأيضاً کان هناک جوزيف آلبير قام بدراسة الفن فى عدة مدارس وکان ختام دراسته فى مدرسة الباوهاوس وکان يعمل مدرساً بها وتميزت أعمال آلبير بالبساطة المتناهية فقد استعمل عدداً محدوداً من الأشکال ذات الصيغ المباشرة الا أنه أخرج فيها تنوعات لا حد لها.([1])

وکان اتجاه جوزيف آلبير هو عبارة عن امتداد لنفس اتجاه فازاريللى فى استخدام الاشکال الهندسية المجرده والايحاء بالحرکة والألوان التى تعطى الاحساس بالحرکة وتظهر جمال التصميم.

وبعد ذلک :-

فکر آلبير فى ان يطلق على أعماله "التصوير الحسى الإدراکى" "Perceptual Painting" قبل ان ينتشر الفن البصرى فهو من الرواد فى تبنى التجريد الإدراکى الذى اتبعه فازاريللى.([2])

ويقوم الخداع البصرى على الايهام الحرکى ولکن هى ليست حرکة حقيقية وانما يقوم على خداع العين عن طريق المعلومات الخاطئة التى تقوم بجمعها العين ومعالجتها وترجمتها عن طريق المخ فإن النتيجة الظاهرة تکون غير مطابقة للواقع او المصر وهذه الخدع تقوم على أوهام فسيولوجية.

وتتنوع الأشکال المحدثة والتراکيب المبدعه عقلياً وفقاً لمبادئ تنظيميه دقيقة کالأنتشار الهندسى المتوازن وديناميکية العناصر الزخرفية وسعه عنصرى السالب والموجب وتوازن الکتل، ويتم الاعتماد فى تحريک هذه المبادئ داخل رقعه منتظمه على الآتى([3]) :-

1.   توظيف أشکال تجريدية هندسية.

2.   البعد عن الرمزيات والأشکال ذات الطبيعة العضوية.

3.   اتباع أساليب المعاوده والتکرار وفق نسقيه هندسية دقيقة.

4.   إتزان الفراغات والمملوئات.

5.   خلق التأثيرات المرئية المحتدمه والبراقة التى تنشأ نتيجة تفاعل المشاعر مع العمل الفنى.

6.   خلق حرکات ايهامية تصعب الفصل بين الموضوع والخلفية.

7.   استعمال مفهوم التضاد بين الألوان والأشکال داخل ايقاعات تراکبات ديناميکية – تموجات.

وفيما يلى سيتم التعرف على فن الخداع البصرى وأهم فنانيه من خلال المحاور الآتيه:-

أولاً : الخداع البصرى :

1- تعريف الخداع البصرى.                    2- أنواع الخداع البصرى.

ثانياً : فنانى الخداع البصرى :

1- فيکتور فازاريللى.                           2- جوزيف ألبير.

3- بريدجت رايللى.

أولاً :الخداع البصرى :-

يعتبر فن الخداع البصرى من أهم الاتجاهات الفنية الحديثة والتى شهدتها السنوات العشر التالية للحرب العالمية الثانية حيث اهتمت بالأثارات والاحساسات البصرية حيث اهتم فنانى هذا النوع من الفن على دراسة النظريات البصرية والإدراک ونظريقة الجشطالت والتى أسفرت على أن الاحساس بالأشکال يتم عن طريق عملية الادراک الکلى او الجزئى حسب طبيعة المجال الذى يحيط بها وايضا اهتم فنانى الخداع البصرى بدراسة وتحليل اللون والشکل.

فالخداع البصرى هو الاحساس الحرکى المتغير الذى يعتمد على ايهام الرؤية ، وهذا الاحساس بصرى ميکانيکى فى عملية الادراک ذاتها ، وما ينتج عنها من ذبذبات الرؤية التى تحدث بدورها نوعا من الحرکة ، وهو يهاجم شبکية العين ليحدث حيرة ذهنية فى لحظات سريعة ، وقد تسيطر هذه الحيرة فى بعض الحالات لتؤکد نفسها کحقيقة وهذه الحيرة هى الاختلاف الموجود بين الخبرة البصرية وبين ادراک الصفات الفيزيائية الحقيقية للشئ ، اى الاختلاف الواضح بين المعلومات الشخصية والحقائق الموضوعية. ([4])

ويقوم فن الخداع البصرى على إثارة الحواس البصرية وذلک لأنه يعتمد على علم الحرکة والبصريات ولکن هى حرکات غير حقيقية اى انها حرکات ايهامية تعطى احساس بتحرک الاشکال رغم انها اشکال ثابتة وعلم البصريات لانه يعتمد على المعلومات الخطأ التى تبعثها العين للمخ فيقوم بترجمتها بطريقة خاطئة.

فبدأ الفنانين مجادلاتهم الأولى والتى اقتصرت على استخدام اللونين الأبيض والأسود ففى عام 1955 م قام فازاريللى بتقديم نظرياته الفنية عن الحرکة فى التشکيل وکان فازاريللى مدرکاً خلاص نظرياته بالتأثيرات البصرية للونين الأبيض والأسود حيث اقتصر فى کثير من أعماله على هذين اللونين ، وذلکلأن شدة التباين بين هذين اللونين يؤدى إلى تفاعل تلک المساحات المتقابلة فيشعر المشاهد بالحرکة ، ثم بعد ذلک تطورت هذه المحاولات فقام الفنانين لتحقيق ذلک الإيهام البصرى والحرکى باستخدام الألوان البارده والحاره.

"وکان جوزيف آلبير طالباً واستاذاُ فى مدرسة الباهاوس وکانت له کثير من الأعمال التى تتعلق بالبصريات ، وقد قدم خلال أعماله فى التصوير سلسلة تحية المربع (Home Of The Square) والتى تعتبر من الدراسات الهامة فى اللون ، وقد قدم أيضاً مجموعة کبيرة من الأعمال التى استخدم فيها اللونين الأبيض والأسود.

کان ألبيرز يفکر فى إطلاق اسم " التصوير الحسى الإدراکى " قبل أن يعرف الفن البصرى.

کان من أهم أعمال جوزيف ألبيرز مجموعة من اللوحات تحمل اسم ( تحية المربع ) (Home to The Square)([5])

1- تعريف الخداع البصرى :

هناک الکثير من التعريفات التى تتعلق بفن الخداع البصرى والتى يمکن أن
نستخلص منها:-

• · ان الخداع البصرى هو عبارة عن ظاهرة تحدث للمشاهد نتيجة لاثاره حاسة الابصار عنده بمجموعة من المتغيرات فتسبب فى الاحساس بالحرکة فى مجال الرؤية سواء ذات البعدين او الثلاثة ابعاد ، وهکذا يتضح ان الحرکة البصرية هى جوهر الفن البصرى ، کما ان الخداع هو احد انواع هذا الفن الذى يهدف الى ابتکار رؤية متنوعة ومتغيره فى صورة واحده على الرغم من استاتيکية الأشکال ذاتها عن طريق تنظيم الأشکال ، وکيفية التأثير عليها اما ايحاءاً بالعمق او بالمسافة او باستخدام الظل والضور فما نراه شکلاً بارزاً فى لحظة معينة نراه فى لحظة أخرى فراغاً أجوفاً.([6])
• · وبصيغة أخرى :- فإن الخداع البصرى هو ان يخيل لک انک تظن نفسک  ترى اشياء حالة معينة بينما الحقيقة مخالفة تماماً لما رأيت. وهذا يعود الى (الخطئ التحليلى) لماهيه وحقيقة الصور أى أنه لا يوجد توافق بين ما تم تحليله فى الادراک وحقيقة الشئ.
• · الخداع البصرى هو الاحساس الحرکى المتغير الذى يعتمد على ايهام الرؤية ، وهذا الاحساس بصرى ميکانيکى فى عملية الادراک ذاتها ، وما ينتج عنها من ذبذبات الرؤية التى تحدث بدورها نوعا من الحرکة ، وهو يهاجم شبکية العين ليحدث حيرة ذهنية فى لحظات سريعة ، وقد تسيطر هذه الحيرة فى بعض الحالات لتؤکد نفسها کحقيقة وهذه الحيرة هى الاختلاف الموجود بين الخبرة البصرية وبين ادراک الصفات الفيزيائية الحقيقية للشئ ، اى الاختلاف الواضح بين المعلومات الشخصية والحقائق الموضوعية. ([7])
• · وايضا هو :-احد الاتجاهات الفنية الحديثة فى القرن العشرين وينتمى الى عائلة الفنون الحرکية المجردة وله علاقة مباشرة بالعين وتأثيره ينتج عن الاحساس الفورى بالرؤية. ([8])
• ·  وخلاصة التعريف :-

فإن مصطلح الخداع البصرى يطلق على کل فعل يخدع النظام البصرى للانسان بدئاً من العين حتى الدماغ ويجعل الاشياء المرئية مخالفة لحقيقتها.

(2) أنواع الخداع البصرى

ينقسم الخداع البصرى الى عدة أنواع منها :-

أ) خدع متعلقة بتحريک الصور – (الخدعة الثلاثية الأبعاد ذات الصورة المتحرکة) :-

لو قمنا بالتحديق فى مرکز الشکل رقم (11) ثم قمنا بتحريک رؤوسنا الى الأماما ثم الى الخلف مرات عديده لشاهدنا ان الحلقتين تدوران الواحده بعکس اتجاه الاخرى ويمکننا التأکد من ذلک بأن نعيد التجربة کاملة محدقين فى الدائرتين دون المرکز فسنرى ايهما فى سکون تام وترجع هذه الخدعة الى نظرية الجشطالت وهى ادراک العنصر ککل.

ب) خدع متعلقة بالهندسة (خدعة "روجر بانروز") :-

يدعى هذا الشکل بمثلث "بانروز" نسبة الى عالم الرياضيات "روجر بانروز" الذى رسم هذا الشکل والذى يظهر فى الشکل رقم (12) ونشره فى الجريدة البريطانية لسنة 1958 ان هذا الشکل الهندسى لا يمکن تحقيقه الا عن طريق الرسم على الورق ببعدين هندسيين اثنين ويستحيل تجسيده فى الواقع بثلاثة ابعاد فهو شکل من أشکال الخدع الهندسية.

ج) خدع متعلقة بالأحجام والقياسات (خدع "ميلار ليار")([9]) :-

لو أخذنا المثال الذى يظهر فى الشکل رقم (أ) و (ب) فاننا نرى ان الخط الذى بشکل الرسم الذى على يسارنا شکل (ب) أطول من الخط الذى بشکل الرسم الذى من جهة اليمين شکل (أ) غير ان الحقيقة عکس ذلک :-

فالخطين متساويان تماماً ويمکننا التحقق من ذلک بعملية القياس إن الاسهم التى تحد طرفى القطعتين المستقيمين توحى لأعيننا أن احد القطعتين أطول من الأخرى وهو تحليل خاطئ للدماغ ناتج عن الخداع البصرى.

ومعنى ذلک أن زاوية العين أو زاوية الرؤية نفسها يمکن ان تقوم هى بخدعه البصر وظلال البصر يسمى بالخداع البصرى بمعنى ان الأشکال الهندسية والقياسات والأحجام تلعب جزءاً هاماً من الخداع البصرى والعين والرؤية والناحية التى تم بها النظر تقوم بالجزء الآخر من الترجمة التى يقوم بها الدماغ او المخ البشرى من عملية متصلة حتى يتم ادراک الأشياء .

ولکن هذه الخدعة او هذه الحرکة هى حرکة غير حقيقية وانما هى ايهام حرکى يحدث عن طريق المعلومات الخاطئة التى تصل الى المخ عن طريق العين ويشارک فى ذلک العناصر التى يتم استخدامها مثل زاوية الرؤية شأنها فى ذلک شأن الألوان والأحجام والقياسات فجميع النظريات البصرية التى قام بدارستها فنانين الخداع البصرى کانت تهدف فى الأساس إلى دراسة ومعرفة کيفية إحداث أيهام حرکى للعين البشرية وکيفية خداع المخ وترجمة هذه المعلومات الخاطئة على أنها حرکة حقيقية باستخدام هذه العناصر.

ثانياً : فنانى الخداع البصرى

فن الخداع البصري أو الفن البصري هو فن يقوم على الإيهام الحرکي و ظهر فى النصف الثاني من القرن العشرين على يد مجموعة من الفنانين مثل ( فيکتور فازيللى وسوتو و جوزيف آلبيرز و بريد جيت ريلى  و غيرهم و کان لکل منهم مذهب فى استخدام الخداع البصري فمثلا فيکتور فازاريللى اعتمد على لونين هما الأبيض و الأسود فى أعماله و يعتبر فيکتور فازاريللى هو الذي تزعم الفن البصري و الذي يعتبر من أبرز الاتجاهات الفنية الحديثة  فى التصوير التي تفرعت من مذهب التجريد الهندسي بعد الحرب العالمية الثانية و اهتم فيکتور فازاريللى بعنصر الحرکة فى التصوير منذ عام 1940 م کرس فازاريللى جهوده إلى النظريات المتعلقة بالإدراک و الاتجاهات الخاصة بالألوان و کيفية إدراکها و نظرياتها فى الإيهام الحرکي کما قام الفنان جوزيف آلبيرز بدراسة الفن فى عدة مدارس و کان دراسته فى مدرسة ألبا و هاوس  و کان يعمل مدرسا به و تميزت أعماله بالبساطة المتناهية فقد استعمل عددا محددا من الأشکال ذات الصيغ المباشرة إلا أنه تخرج منها تنوعات
لا حد لها . ([10])

قام فن الخداع البصرى على يد مجموعة من الفنانين والذين کان لهم الفضل فى اثراء هذا النوع من الفن والذى کان لهم نظره مختلفة للفن حيث قاموابدراسة مجموعة کبيرة من النظريات والدراسات العلمية للون والتصميم وغيرها.

فکثير من هذه الألوان والأدوات والأساليب ساعدتهم على ظهور الحرکات الايهامية والتى هى سر جمال الخداع البصرى وذلک بجانب دراستهم العديده للنظريات العلمية والألوان وغيرها فلم يکتف هؤلاء العلماء على مواهبهم الفنية فقط.

فکل منهم کان له مذهبه الخاص الذى اعتمد عليه فى الخداع البصرى ولکن هذا لم يمنع أنهم قاموا بالکثير من التطلع والتطور والابتکار فى اعمالهم.

الفنان فيکتور فازاريللى (V.Vasarely)

هو من فنانين مدرسة الباوهاوس ودرس الفن فيها على يد "ألکسندر بوتينيک" الذى کان من تلامذة "ألبيرز" و "ماهولى ناجى" وهو من أبرز الفنانين الذين کان لهم الفضل فى ظهور فن الخداع البصرى.

وهو فنان مجرى الأصل ولد عام 1903 فى مدينة بتيشه واستقر في باريس عام 1930 حيث عمل فى مجال الدعاية والاعلان وبدأ فى تکوين شخصيته الفنية.([11])

بدأ فازاريللى ممارسة الفن فى فترة الثلاثينات بعمل لوحات تخطيطيه حره ، ثم بدأ تجاربه مع التأثيرات الخداعية فى فترة الأربعينات وأخرج مجموعة من اللوحات مثل الحمر الوحشية والمهرجون بملابسهم الملونة .. إلخ حيث قام بتقديم فراغ حجمى مختلف عن الاستاتيکية المتوفرة فى لوحات الحامل ذات البعدين ، ومنذ عام 1947 اقتصرت أعمال فازاريللى على اللوحات ذات الموضوعات الفراغية ففى هذا العام کان قد ذهب فى رحلة الاستجمام ، واکتشف ما يسميه بالهندسة الداخلية للطبيعة ، وأخرج هندسية تتسم بالاتزان والوقار والرشاقة ، وتعتبر هذه اللوحات هى أولى مراحل الاستخلاص للوصول إلى التجريد ويقول فازاريللى فى هذا الصدد "لم تظهر لى واقعية وحقيقة الفن التشکيلى حتى عام 1937 حيث بدأت أقتنع بأن کلا من الشکل واللون النقى فى استطاعتها التعبير عن العالم".([12])

وفى عام 1950 أراد فازاريللى أن يضيف عنصر الحرکة الى لوحاته ، واستلزم ذلک لغة تعبير مناسبة وکانت هذه اللغة هى "الفن البصرى" الذى بناه نتيجة خلاصة تجاربه الشخصية فى مدرسة الباوهاوس وفن  الاعلان وتأثير الأشکال والألوان على العين ، وملاحظته الدقيقة لأعمال موندريان البصرية الأخيرة ، فأخرج فازاريللى لوحاته المنظومه من مجموعة الأشکال والألوان المتباينة ، التى تثير احساساً بالتذبذب الدائم للعين ويتحرر سطح اللوحة من ثباته وثقله.

الفنان جوزيف ألبيرز "Josef Albers"

الفنان جوزيف ألبيرز هو من أهم فنانين الخداع البصرى (الفن البصرى) وکان من اهم فنانين مدرسة الباوهاوس ايضاً حيث کان تلميذاً و أستاذاً بها غير أنه درس فى عديد من المدارس مثل مدرسة الفنون الملکية فى برلين ثم مدرسة الفنون التطبيقية بأسن ثم أکاديمية الفنون بميونخ.

هو فنان ألمانى الأصل ولد عام 1988. کانت اعمال ألبيرز تتميز بالشفافية فمثلا کان يستخدم فى اللوحة الخلفية حمراء والشکل أزرق أو أخضر فيطعى نتيجة تميل الى اللون البنى وکان السبب الاساسى فى اقتباسه لهذه التقنية الفنية الى عمله المسبق للرسم على الزجاج وهى ما ميزت أعماله فى شد انتباه العقل الى لوحاته مما ينتج عن إثارة ذهنية وذلک لمحاکاته للفراغ داخل اللوحة.

کان ألبيرز يفکر فى إطلاق اسم "التصوير الحسى الادراکى" قبل أن يعرف الفن البصرى.([13])

وکانت من أهم أعمال جوزيف ألبيرز مجموعة من اللوحات تحمل اسم (تحية المربع) (Homage to the square) کما يظهر فى الشکل رقم (25)

وهى مجموعة من اللوحات يظهر فيها الخداع البصرى عن طريق محاکاة الفراغ والمساحه بالتأثيرات اللونية وبالشفافية اللونية مما ينتج عنه ايهام حرکى يصل عدد هذه اللوحات الى أکثر من مائة لوحة ، وهى لوحات زيتية فيها أبعاد نفسية وابداعية من خلال استخدام العمق والحرکة والتداخل بين المربعات والألوان.([14])

ورغم أنه من مواليد العام 1888 فإن موضوعاته الجريئة في عشرينيات القرن العشرين جعلت منه أستاذاً لرعيل المجردين الجدد . وتعتبر لوحته التي حملت عنوان (تحية للمربع) دراسة لونية ولوحة بصرية فتح عبرها النوافذ نحو فن -الأوب آرت- الذي اعتمد على زغللة الرؤية .

فيما اعتمد البيرز کلياً على التحول الرباعي للون الأصفر في لوحته المرسومة بالزيت على الخشب .

الفنانة بريدجيت رايللى "Bridget Riley"

فنانة انجليزية ولدت عام 1931 وحصلت على الدرجة العلمية عام 1955 بعد دراستها بالأکاديمية الملکية وانضمت بأعمالها الفنية الى معرض موما عام 1965 وسمى هذا المعرض (العين المستجيبة) ونهجت رايللى نهج سائر الفنانين فى هذا المجال وخاصة فازاريللى فقد تأثرت به جداً ويظهر ذلک فى استخدامها للاشکال الهندسية البسيطة مثل المربع والمستطيل والمثلث والخط وغيرها ولکن کان هدف فازاريللى هو الايهام الحرکى فى لوحاته أما رايللى کان هدفها الدراما والمشاعر فهى کانت تهتم بإبراز الحرکة داخل اللوحة.

وهناک أوجه شبه بين لوحات فازاريللى ورايللى يظهر فى طريقة ابتکار التشکيلات البعدية من خلال ترابط الشکل والفراغ الا ان طبيعة الاعمال عند رايللى تتجلى فيها الخطوط فى بساطة مع حرکة تکاملية لا تهدأ حيث انها کانت تهتم بتحقيق الابعاد الفراغية الحرکية.([15])

اهتمت رايللى بدراسة اللون مثل فازاريللى واهتمامها بالتعبير الدرامى والمشاعر عن طريق الألوان حيث کانت تهتم بالتنقيطية فى فنها واهتمامها بسطح اللوحة بما فيها من تدرجات لونية فنية جميلة ولکن لم يکن من اهتمام بريدجيت رايللى الاهتمام بالخلفية بقدر اهتمامها بالاشکال وما أبهر الجميع بفنها هى الحرکة التکاملية والاهتمام بالفراغ والاشکال والألوان مما يحدث الاهتزازات البصرية عن طريق الاهتمام بتوظيف العنصر.

بالنسبة للفراغ فى اعمال رايللى لم يکن کبير ومفتوح وهو ما يميز اعمالها عن باقى الفنانين مما اثار موقف الحرکة ولم يصف لوحاتها بالثبات لأن النشاط فيها نشط ويوحى بالاهتزاز.

وقد استخدمت رايللى فى لوحاتها الابيض والاسود ببراعة فى بداية الستينات وتدريجياً بدأت فى إدخال الألوان قرب أواخر الستينات باستخدام الرمادى والفضى ثم الألوان الکاملة حيث ثم اثراء اللوحان عن طريق النزف البصرى للون. ([16])