الفکر الأسطوري فى الفن المصري القديم کمنطلق لإثراء التعبير في التصوير المعاصر

نوع المستند : مقالات علمیة محکمة

المؤلفون

1 باحثة دکتوراه

2 أستاذ ورئيس قسم التصوير- کلية الفنون الجميلة جامعة الأسکندرية

3 أستاذ الرسم والتصوير المساعد کلية التربية النوعية جامعة المنصورة

المستخلص

الملخص العربي :
 يتناول البحث الفکر الأسطوري في الفن المصري القديم وما بيه من سمات مميزة لهذه الحضارة ، من خلال دراسة الأسطورة وبنيتها وعلاقتها بالفلسفة والتاريخ والطقس والدين ،والفن وصولا إلى دراسة الأسطورة بالفن المصرى القديم بداية من أسطورة الخلق ، ثم يتطرق البحث إلى دراسة الأسطورة الأساسية : أسطورة ايزيس وأوزوريس وتحليلها فى رواية بلوتارخ**** ونصوص الأهرام ، ومنه إلى تناول الأسطورة الأوزورية بکتب العالم الآخر ، وعدد من المعابد المصرية والمقابر ، ثم يتطرق البحث إلى دراسة الفن المصرى کمصدر لاتجاهات الفنية الحديثة ، من خلال شرح الأعمال الفنية للمصري القديم ، وطرح سؤال هل الفنان المصرى القديم وصل لبعض الأساليب الفنية الحديثة ، کالتکعيبية والرمزية؟ ويتم الإجابة على التساؤل من خلال عرض لبعض أعمال بعض الفنانين المعاصرين ، لعرض اثر الفن المصرى فى إثراء الجانب التعبيرى فى التصوير المعاصر وصولا للتجربة الذاتية للبحث ، ومنه لعرض بعض النتائج والتوصيات التى توصل البحث لها.



****ولد فى بلدة خيروينا فى شمال إقليم بويوتيا فى بلاد اليونان ، ويعد بلوتارک من المؤرخين القدامى واهتم بالعقائد المصرية .. احمد امين سالم : فى تاريخ الشرق الادنى القديم ، مصر وسورية ، دار النهضة بيروت ، 1989 ،؃ 19.

الموضوعات الرئيسية


خلفية البحث:

" يعد التراث المصري القديم من أهم مصادر الاستلهام والإبداع ، واحد منابع الرؤية التشکيلية للمصور الحديث ، حيث يسجل لنا تاريخ الفن کثيراً من الفنانين المبدعين الذين استلهموا أعمالهم من التراث الفني المصري وفى هذا البحث تسعى الباحثة لاستخلاص القيم التعبيرية وتأکيدها والاستفادة منها وخاصة القيم التعبيرية فى الأساطير المصرية. يقول فى ذلک "ثروت عکاشة " " منذ کانت الأسطورة ومنذ عرفت فهي فکرة وخيال : للخيال فيها حظ اکبر يکاد يطغى على حظ الفکرة ، والأسطورة على هذا النحو ، نوع من الإبداع الفکري فى ثوب خيالي . (([1]في تعريفات الأسطورة يذهب البعض إلى أن أساطير العالم القديم تمثل واحده من أعمق انجازات الروح الإنسانية ، وهو الملهم لعقول شاعرية خيالية موهوبة سليمة لم يفسدها تيار الفحص العلمي " . ([2]) "وبنفس المعنى يعرف البعض الأسطورة بأنها شکل قديم جداً ولکنه حيوي للغاية ، من أشکال الخيال الخلاق ، وهى سمة مسيطرة في الثقافة الروحية لدى المجتمعات البدائية وکذلک إلى حد ما في المجتمعات القديمة ".([3] ) وکثير من العلماء اعتبروا الأسطورة في منشئها حادثة أو مجموعة من الأحداث التاريخية الهامة التي تحولت في مخيلة الإنسان القديم إلى أحداث خارقة للمألوف، وربطت بالدين ، ومن ثم خلع أبطالها ردائهم البشرى وباتوا آلهة . فالأسطورة بنشأتها أمر مجسد يظهر مضمون السلوک والوقائع والأبطال ومصيرهم ،إن الأسطورة ليس لها مکان خاص فى النصوص ولکن عن طريق التناقل الشفوي يکون تحقيق النص هو استيعاب قصة ثابتة وأحيانا يظهر تماثل فى العلاقة بين الأسطورة والتلاوات والقصص .الأسطورة ليست بنية علمية ، ولا هي على وجه التحديد بنية علمية بدائية ، إنما هي علاقة حيه ذاتيه موضوعية متبادلة تتضمن فى ذاتها حقيقة علمية خاصة بها ، حقيقة أسطورية خالصة کما تملک مصداقيتها الخاصة وبنيتها الخاصة وشرعيتها المبدئية التي تخصها وحدها ويقول "مرسيا الياد " فى تعريف الأسطورة " إن من الصعب إيجاد تعريف للأسطورة ، يقبله جميع العلماء والباحثين ، ويکون فى الوقت ذاته فى متناول المتخصصين فالأسطورة واقعة ثقافية شديدة التعقيد يمکن مباشرتها وتفسيرها من منظورات متعددة يکمل بعضها بعضاَ".([4])

" وأکثر ما جاءت الأساطير القديمة لتعالجه هو تلک القضايا التي کانت تشغل الناس من حولهم ، وتملأ عليهم بيئتهم وتثر فيهم السؤال والرغبة فى الاستفسار ، فجاءت الأساطير لتجيب عن هذا کله وتبسطه للناس ، لذا کانت الأساطير تدور حول معايير مختلفة من تحبيذ للصدق وتنفير من الباطل وحث على کل خير ، ثم امتلأت بعد هذا حين خطا الإنسان الأول خطوة إلى معرفة الوجود ، وعلى هذا فلأسطورة المصرية القديمة وان بدت فى مظهرها إنها خيال فقط کانت فى باطنها تعبيراً عما يضطرب فى النفوس من رأى وفکر وتجربة " . ( ([5] تنوعت الأساطير القديمة ، وکان لتنوعها استجابة لنمو وتطور الحياة الاجتماعية والاقتصادية والعقائدية والسياسية للمجتمع المصري القديم وکان لکل أسطورة فلسفتها واتجاهها کوسيلة ومدخل إلى تفسير الحياة المصرية القديمة وقام الفنان المصري بتجسيد تفاصيل هذه الأساطير المختلفة على جدران المعابد والمقابر حيث کانت الأعمال الفنية من نحت بارز وتصوير لتجسيد الملحمة الأسطورية کانعکاس للفکر الخيالي المصري القديم.وقد ارتبطت الأسطورة الازورية بتجسيد صور رمزية لنمط الحياة الذي يتحقق بالموت والإنجاب والميلاد

 

 أسطورة انتصار الخير على الشر ( الأسطورة الاوزورية ) :

" تعد هذه الأسطورة من اعرق الأساطير المصرية التي کانت محببة لديهم ، فقد تضمنت من بين معانيها معان إنسانية واجتماعية وخلقية وتاريخية وهى کما تدل محتوياتها قد مثلت فى بداية التاريخ المصري نبراساً يستنير بها کل معاملاته الاجتماعية والدينية .أخته المقدسة قد حمته ، وهى التي أقصت العدو ، ومنعت عنه أعمال الشر بالتعاويذ التي نطق بها . ايزيس فاعلة الخير التي حمت أخاها ، والتي بحثت عنه والتي اخترقت الأرض حزينة ولم تذق طعم الراحة حتى عثرت عليه وهى التي أمدته بالظل بريشها وبأجنحتها أوجدت الهواء وهى التي صاحت عليا من الفرح وجاءت بأخيها إلى الأرض وهى التى أنعشت صاحب القلب المتعب والتي قد أخذت نطفته وولدت له ولداً والتي أرضعت الطفل فى عزلة فى مکان لم يکن معروفاً لأحد . وهى التي أحضرته إلى قاعة ( جب ) حينما اشتد ساعده وقد ابتهج التاسوع لذلک ، تعالى يا حور يا بن أوزير يا بن ايزيس ووارث أوزوريس وقد اجتمعت من اجله محکمة العدالة التى احتشد لها التاسوع وأرباب الحق وهم اللذين ولوا ظهورهم للباطل ". ( ([6]

مشکلة البحث:

تعد الأسطورة الوعاء الفکري الذي ضم خلاصة أفکار المصريين القدماء عن تفسير قوى الطبيعة وتصورهم لعالم الخلود، ومن اجل ذلک قدم لنا المصريين عدة أساطير عن أصل العالم ونشأته. ولم تقتصر الأسطورة على الرواية فقط ولکنها عولجت تشکيلياً ، فهناک ارتباط أساسي بين الأسطورة على مر العصور .والنصوص والتصورات الأسطورية في الفن المصري القديم محملة بالرموز والدلالات التي تعد مصدراً حيوياً للفن المصري القديم عامة ، وفن التصوير خاصة ومثيراً موحياً لفنانيه وبشکل خاص فيما يتعلق بأسطورة ايزيس وأوزوريس .

وترکز هذه الدراسة على الجانب الفني الذى استطاع فيه الفنان أن يجسد التصورات الأسطورية لقصة ايزيس وازوريس وتحويلها إلى صورة العالم المرئي والذي لم يحظ حتى الآن بقدر کاف من الدراسة والتحليل ، فسوف نرى فى تصوير هذه النصوص أن الفنان لم يعرف المستحيل ، ونرى أن الفنان ينفتح فى إبداعه للصور والتکوينات المجسدة ويزيد من القيمة الرفيعة للفن المصري القديم ومنزلته العالية بينه وبين الفنون التى أبدعها على مر العصور . ويرى بعض العلماء أن التصور الأسطوري فى مجموعة هو محاولة للتفسير والتعبير عن عبارات بشرية عن کائن ، أو حادث أو عدة أحداث تبدو منتمية الى العالم الآلهى بينما يرى البعض أنها روايات خرافية وهمية ويفسرها علماء النفس أنها تکشف عن العقل الباطن للإنسان. ولما کان للخيال الأسطوري ما له من مدلولات يمکن أن تفيد فى إبداع أعمال تصويرية جديدة کان لازماً على الباحثة فى تناولها لهذا الموضوع الإجابة على التساؤلات التالية والتي تمثل مشکلة البحث وهى :

1. کيف يمکن الإفادة من التراث المصرى فى إبداع أعمال تصويرية تحمل سمة
الأصالة والمعاصرة؟

2.  کيف يمکن الاستفادة من فلسفة تلک الأساطير فى إبراز الجانب التعبيري لدى الباحثة ؟

3. کيف يمکن أن تصبح الأسطورة مصدراً غنياً مفعماً بالأحداث الدرامية يمکن أن يثرى الجانب الخيالي للباحثة وإنتاج أعمال تصويرية تجمع بين الأصالة والمعاصرة ؟

أهداف البحث:

1.   الإفادة من الفکر الأسطوري فى الفن المصرى القديم لإثراء الخيال التعبيري لدى الباحثة .

2. إيجاد حلول غير تقليدية لتناول مفردات اللوحة من خلال الفکر الأسطوري فى الفن
المصرى القديم .

فروض البحث:

1- تفترض الباحثة إن هناک ارتباطا بين الفکر الأسطوري فى الفن المصري القديم وبنائية اللوحة فى الفن المعاصر.

2- الأسطورة المصرية القديمة تعد مدخلاً لصياغات تصويرية معاصرة .

أهمية البحث :

  • · دراسة جانب مهم من تراث الفن المصري القديم المتعلق بالمشاهد الأسطورية (دراسة تاريخية تحليلية ) بغرض کشف النقاب عن نظمها التشکيلة وأسلوب فلسفتها المتميز .
  • ·   إيجاد صياغات فنية لبناء اللوحة فى التصوير المعاصر.
  • ·   تناول الفنون التراثية بشکل معاصر.

حدود البحث :

  • ·   يتناول البحث المشاهد الأسطورية المصورة فى أعمال الفن المصري القديم فى بعض المعابد المصرية القديمة .
  • ·   تناول أسطورة ايزيس وازوريس تفصيلياً والوقوف على القيم التعبيرية والتشکيلية فيها.

منهجية البحث:

منهج تاريخي وصفى تجريبي

سوف يستند البحث إلى

  • ·   المنهج التاريخي : وذلک من خلال تناول وتتبع التطور التاريخي للأساطير المصورة فى الفن المصري القديم.
  • ·   المنهج الوصفي التحليلي : وذلک من خلال الدراسة الوصفية التحليلية لنماذج من المشاهد الأسطورية فى المعابد المصرية .
  • ·   المنهج التجريبي: وفيه تقوم الباحثة بعمل تجربة ذاتية للتأکد من صحة الفروض وتحقيق أهداف البحث.

أدوات البحث:

  • ·   تصميم استمارة استبانه .
  • ·   تحکيم الإعمال عن طريق السادة الخبراء المتخصصين في المجال من خلال تلک الإستبانة التي أعدتها الباحثة مسبقا وتم تحکيم محاورها .

نظرة على الأسطورة:

يقول " ليفى شتراوس" " الناس فى عصرنا ينظرون إلى الأسطورة کأحداث متخيلة ، أو ملفقة ، بينما کان ينظر إليها فى المجتمعات القديمة بجد ، وکأنها تاريخ حقيقي ، ونموذج يتحتذى ، وينظر إليها بأعلى درجات التقدير لما تتصف به من قداسة ووقار مشبعة بالمعاني والرموز" . فالأسطورة عند شتراوس کائن لغوى ، مکونة من وحدات مؤلفة شبيهة بالوحدات الصوتية فى اللغة.والوحدات المؤلفة هذه لا تکتسب وظيفة إلا بطريقة ترکيبها مع باقي الوحدات الداخلة فى ترکيب الأسطورة ". ([7]) إذ أن تراکب عناصر الأسطورة وأحداثها وشخوصها تکشف لنا المعنى الکامن بالفکر المصري القديم . " تقدم الأسطورة قصة تجرى حوادثها فى الزمان والمکان وتعبر بلغة رمزية عن أفکار فلسفية ودينية وعن تجارب روحية ينطوي فيها المعنى الحقيقي للأسطورة ". ([8]) "فالأسطورة وصفت بأنها نتيجة لفعل لاشعوري ، وبأنها نتيجة لانطلاق مخططاً . فهى لا تظهر عشوائياً . أنها أشياء مصنوعة قد صنعها صناع مهرة إلى أبعد حد " . ([9]) ومن هنا يتعرض البحث لتعريف الأسطورة من جهات نظر مختلفة.

" وقبل التعرض للتعريفات المختلفة للأسطورة يجب التمييز بين مصطلحي الميثولوجيا Mythologyو الأسطورة Mythy فأنه بالنسبة لمصطلح الميثولوجيا ، فإنه يشير إلى شيئين أولهما دراسة الأسطورة ذاتها ، وثانيهما مجموع الأساطير التى تميز حضارة ما کالميثولوجيا المصرية . فالميثولوجيا تعنى دراسة وتفسير الأساطير( Mytho) تعنى حکاية تقليدية عن الآلهة والأبطال ، أما الشق الثاني ( logy) فيعنى علم أما مصطلح Mythy فالمقصود به الأسطورة ذاتها " .([10]) وللتعرف على معنى الأسطورة لابد من طرق أبواب بعض العلوم المختلفة مثل علم النفس وعلم الانثروبولوجيا ، وکذلک معرفة آراء بعض المفکرين المهتمين بدراسة الأسطورة فيعرفها " قاموس أکسفورد" أنها مجرد قصة خيالية تتضمن أشخاصاً خارقين للطبيعة وأفعالا وأحداثاً ، وتجسد فکرة شعبية ما بخصوص تاريخ طبيعي أو ظواهر تاريخية " ([11] ) .أما " دائرة المعارف البريطانية " " فتعرفها بأنها عبارة عن حقيقة ثقافية معقدة أشد التعقيد يمکن تناولها وتفسيرها من وجهات نظر مختلفة ، بمعنى آخر أن الأسطورة تحکى کيف ظهرت الحقيقة إلى حيز الوجود من خلال أعمال الکائنات الخارقة للطبيعة" .([12])

وظيفة الأسطورة :

يرى " ليفى ستراوش" " إن مسألة البحث عن وظيفة الأسطورة ومضمونها وطبيعتها ومنشئها لم ير النور إلا منذ نهاية القرن الثامن عشر قبل ذلک کان يسود التفسير التمثيلي للأسطورة الذي يعتبرها محض ابتداع ، يراد منه استرجاع حوادث جرت عن طريق الخيال التمثيلي" . ([13]) وهنا رأت الباحثة انه إذا ما طبقنا ذلک القول على الفن المصري القديم نجده بمسرحية الآلام بأبيدوس الراوية لأحداث أسطورة ايزيس وأوزوريس ، التي کان لها اثر کبير على الفکر
المصري القديم .

فالأسطورة من أقدم المؤثرات وأعظمها أثرا على الحضارة الإنسانية لا تنفصل عن اللغة والشعر والفن والفکر والتاريخ . ويقول فى ذلک " ارنست کاسيرر" " إن اللغة والفن والدين والأسطورة موجودات خلقت منعزلة ، إنما هي مرتبطة برباط مشترک ، هي رابطة الوظيفة ".([14])

الأسطورة واللغة :

 " الصلة بين اللغة والأسطورة ليست مجرد صلة وثيقة ، فإن ما بينهما هو توافق فعلى ، ولو تسنى لنا فهم طبيعة هذا التوافق ، فإننا سنکون اهتدينا إلى مفتاح العالم الأسطوري فالأسطورة مظهر من مظاهر اللغة .ولکن العقل الصانع للأساطير کان يتميز بأنه يستطيع التعبير لا بالألفاظ المنطقية ، بل من خلال الصور ". ([15]) فهنا ترى الباحثة أن المصري القديم يحول اللغة الکتابية إلى لغة مصورة. فالکتابة المصرية تعتبر رموزاً مستقلة عن اللغة المنطوقة ، فهي لغة ترکيبية تعتمد على النظر والتفکير محولة العالم حولها إلى مجموعة من الرموز والصور لتکون فکراً أسطوريا.

الأسطورة والتاريخ :

 " تعود الأسطورة فى أصولها إلى أزمان سحيقة سابقة للتاريخ المکتوب . فقبل أن يتعلم الإنسان الکتابة استخدم الأسطورة لنقل الأحداث عبر الأجيال ". ([16]) فأساطير الخلق وأساطير رع وأوزوريس هذه الأساطير وتکرارها لدى معظم الشعوب ، دلالة على تجارب وخبرات الإنسان القديم فى مطلع حياته تناولها ولکن ليس على أساس أنها نتاج الخيال ولکن على أساس أحداث جرت بالفعل وهنا اخلص إلى أن الأساطير فى انتقالها عبر التاريخ کانت تروى تاريخاً وتسجل أحداثه بالتصاوير والکتابات المختلفة ومن هنا ترتبط الأسطورة بالتاريخ فالأسطورة هى المحصلة التاريخية لخبرات الإنسان التي کونت معارفه .

الأسطورة والدين :

وفى هذا يقول " اليکسى لوسيف" " الأسطورة ليست ديناً ولکن الدين إبداع أسطوري فى الحياة ، الدين بلا أسطورة من شأنه أن يکون مجرد توکيد شخصي للذات بلا أى تعبير ، أو ظهور ، أو عمل وظيفي للشخصية . الأسطورة ليست تکويناً دينياً خاصاً أو شکلاً دينياً ، " وفى نهاية حديثه يقول" الدين – نوع أسطورة وبالتحديد ، حياة أسطورية ، ومن اجل توکيد الذات فى الأبد ، وبالتالي الأسطورة ليست ديناً ، فالأسطورة تحيط بأوساط أخرى مختلفة إضافة إلى الدين . يمکن للأسطورة أن تکون فى العلم والفن کما فى الدين".([17]) وهنا ترى الباحثة " أن الفکر الدينى يتجلى خلال أساطير الکون وإبداعات المصري القديم فى رسم السماء منحنية على الأرض والفکر المبدع بأسطورة ايزيس وأوزوريس فالأسطورة هنا أکثر استعداداً للتطور عن الدين لان کلاهما شکلاً من أشکال الوعي الفکري. " وهنا أخلص إلى أن الأسطورة مرتبطة بالدين والعقيدة وتفقد کل شئ إذا انهار النظام الديني ، وتتمتع الأسطورة بالسيطرة عقول الناس فى زمنهم فأحداث الأسطورة تجرى فى زمن مقدس لذا فهى بالنسبة للقدماء رواية صادقة والشک لا يتطرق إلى نفسه فأوزير رمز الخير وست رمز الشر وهنا اخلص إلى تعريف الأسطورة بأنها فلسفة فکرية تصورية متعمقة بالعقيدة والوجود وحياة الإنسان ومماته يقدمها ليحيا حياته ومماته . وهنا لابد للبحث أن يتطرق للفکر الأسطوري لدى المصري القديم وسماته .

التفکير الأسطوري :

 هو رد فعل ذهني تلقائي على کافة التساؤلات التى يثيرها الوجود الإنساني ، ومحاولة أولية لتعقل المثيرات الحسية الناتجة عن تفاعل الإنسان مع محيطه الاجتماعي عامة والطبيعي خاصة .فالأسطورة انعکاس فکرى لما تحتويه العلاقات الاجتماعية من أشکال التعبير السحرية والطقسية .([18]) فالفکر الاسطورى تطاول ليستولى على منافذ الوعي الاجتماعي واتجاهاته على حساب لغة الحياة العملية التى أکدت نفسها فى المجتمعات البدائية .([19]) وللفکر الأسطوري منطقه الخاص وأشکاله الرمزية ، فهو يتجلى من خلال دلائل لغوية وأخرى غير لغوية ، ويتجلى ذلک بالکتابات الفرعونية بالمعابد والمقابر ، کما يتراءى عبر الصور المنحوتة مثل تماثيل ايزيس الحامية ، ويتجلى من خلال الرموز الحيوانية الأسطورية للإله حورس بشکل الصقر . فالأساطير والفکر الاسطورى قد لا يتصل بالماضي فقط بل لعله يکون جزءاً لا يتجزأ من کيان البشر يتجلى فى ثنايا ما يقدم من نماذج ورؤى فنية وخيالية تربط الخيال بالفکر ، لتنتج إبداع عقلي فکرى أدبي يترجم إلى رسوم الجداريات بالمعابد والمقابر .إن بدايات الفکر الأسطوري ترجع إلى عصور بدائية حيث کانت النظرة فيها إلى عالم الظواهر کمحاوله لتفسير الکون من حوله ، ويقول فى ذلک " رندل کلارک " " إن محاولة تتبع التطور الفکرى للإنسان القديم منذ مرحلة التکوين فى مصر القديمة إلى مرحلة النضوج الفکرى فى الدولة الحديثة ، يعتمد على المتون التى وجدت منقوشة على جدران أهرامات الدولة القديمة والنصوص التى کتبت على التوابيت على التوابيت وأوراق البردي فى عصر الدولة الوسطى ، والکتب الدينية التى تزين جدران المقابر الملکية فى وادي الملوک فى الدولة الحديثة ، فهي مصدر غنى للأفکار الدينية والتأملات شبه الفلسفية فى أمور الکون وأحوال المصرى القديم . " ([20]) "واحتوت النصوص الدينية والأدبية المصرية على أفکار ومضامين فلسفية ، فلا نستطيع أن نفصل بين الفلسفة والأدب ، فإن المضامين والأفکار الفلسفية المصرية التى احتوتها النصوص الدينية تنتسب للفلسفة دون اى تحرز ، فقد کانت هذه النصوص أدبا خلاقاً دينياً وفلسفياً فى آن واحد " .([21])

 " فإن الطابع الفلسفي للأساطير المصرية يعلن عن نفسه بوضوح ، حتى ، إن صراع الخير والشر فى أسطورة إيزيس وأوزوريس – باعتباره الدلالة للأسطورة – أصبح أمراً مفهوماً ، ومسلما به بين أوساط علماء المصريات " .( [22]) "فالأسطورة فى حياة المصرى القديم کانت بمثابة المنهج الفکرى الذى استخدمه ليعبر عن نظرته للکون وبدء الخليقة .. والصراع الأزلي بين الخير والشر ، ويطرح تساؤلاته عما يراه من تناقضات بحياته " .([23]) وهنا وجدت الباحثة انه إذا أمعنا النظر بأفکار المصرى القديم نجد أن أفکاره ذات صلة بالفکر الأسطوري ، فهو ينظر إلى المعرفة على أنها قوى من قوى الحياة ، کما ينظر إلى الحياة على أنها البحث عن الخلاص. وهذا يعنى انه مندمج بکل فکرة فى هذا الکون ، ومن هنا کان تشبع الفکر المصرى القديم بالفکر الاسطورى . ونجد أن الفکر الأسطوري يرجع إلى ارتباط الإنسان بالطبيعة يستوحيها ويستلهمها وان الفلسفة قد جاءت لتحرر الإنسان من هذا الارتباط .وفى هذا يقول " دکتور ثروت عکاشة " " وان أية نظرة عميقة إلى أية أسطورة من تلک الأساطير القديمة لتکشف عن اثر الفکر والرأي فيها. وأکثر ما جاءت الأساطير القديمة لتعالجه هو تلک القضايا التي تشغل الناس من حولهم , وتثير فيهم السؤال والرغبة في الاستفسار فجاءت الأساطير لتجيب عن هذا کله وتبسط للناس هذا کله. عاش المصري أسيرا" لقوة مختلفة يخاف شرها ويرجو خيرها ولا يدرى کنهها واتخذها آلهة ولا غرابة في أن نجد للديانة المصرية طابعاً خاصاً تميزت بيه عن غيرها من الديانات الأخرى ." ([24]) وهنا سوف أتطرق إلى عرض بعض الأساطير المصرية ومنها أسطورة الخلق وصولاً إلى أسطورة ايزيس واوزويريس.

 

أسطورة الخلق :

 " الکون المصري عبارة عن عالم يتألق فيه الآلهة ، خلق إله اکبر هو خالق کل شئ ، مرتبط تماماً بدورة الحياة والموت وعودة الحياة مرة أخرى للبعث ، ومرتبط أيضاً بفکرة التجدد المتمثل فى دورة اليوم والسنة ودورة حکم الإله المتجسد فى صورة فرعون ". ([25]) وهنا سأعرض أسطورة الخلق من المحيط الأزلي وانفصال السماء عن الأرض وهلاک البشر .

المحيط الأزلي :

 يقول النص: " يستريح الإله فى قارب الصباح . والآلهة التى تحيطه " والى أسفل يقف الأرباب وهم جب ( الأرض) وتوت وحکا وتحمل ايزيس ونفتيس الجعران . أى أن الشمس يصحبها جب وأربعة من الأرواح البدائية التى لها شأن بالخليقة ونرى فى هذه الصورة نون المحيط يخرج بنصفه الأعلى من المياه حاملاً الشمس فى زورقه فوق رأسه . بينما يدفع الجعران والذراعان الممتدتان على حد سواء ن وتعلوهما شخصيتان مقلوبتان ، أکبرهما تمثل أوزوريس وهو محيط بالعالم السفلى ، وينحني أوزوريس فى دائرة بحيث تلمس قدماه رأسه ن فهو النهر السماوى. حيث استعدت الشمس للقيام بمهمتها فى النهار التالى . وعليه تستقر نوت ( السماء) التى تتناول الشمس بذراعيها وهذا المشهد مصدره کتاب البوابات فى أواخر الدولة الحديثة " .([26])

انفصال السماء عن الارض:

 " کان العالم الذى برز من الماء الأزلي لا يزال مضطرباً إذ لم تکن السماء قد انفصلت عن الأرض وکانت آلهة السماء " نوت " مستلقية فوق زوجها إله الأرض " جب " ولکن أباها " شو " إله الهواء زج بنفسه بينهما ورفع السماء إلى أعلى ، إذ انه منذ انفصال اله السماء عن الأرض عين اله الأرض حاکماً عليها وهکذا حکم جب الآلهة فوق الأرض ، کما استلقت نوت بالسماء فمدت سلطانها على الآلهة " .([27]) هنا المشهد يصور ربة السماء نوت امرأة عملاقة مستلقية کقوس لتشکل قبو السماء ، ويرفعها شو وشاع تمثيل المنظر على توابيت الأسرتين الحادية والثانية والعشرين .

 

 
   

 

 

 

 

 

 

 

شکل رقم1 بردية شو بقاعة البرديات بالمتحف المصري  قاعة 32 رقم g. 42211g ([28])

 

 
   

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 شکل رقم2 بردية شو مصورة على تابوت بالمتحف المصري ([29])  تابوت رقم 208083 قاعة 37

 

 
   

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

شکل رقم 3 زورق الشمس بالمتحف البريطاني ([30])

أسطورة إنقاذ البشر من الهلاک:

 " عرفت أيضاً بثورة البشر ضد الخالق الذى يقرر القضاء عليهم عملاً بمشورة مجلس الآلهة . وذلک حين أرسل عينه إلى الأرض على هيئة الآلهة " حتحور" کمبعوثة الغضب الآلهى. وفى يوم واحد افترست حتحور جزءاً من البشر ثم استلقت لتنام . ورأى " رع " أن يکتفى بهذه العقوبة ، فقام خلال الليل يسکب الجعة التى اختلطت بمياه النيل لتصبح فى لون الدم . وعندما استيقظت الآلهة أخذت تلعق الشراب حتى ثملت ، وهکذا نجت البشرية . ولکن بعد أن خاب ظن رع فيها قرر الانسحاب إلى السماء ، فاستقر فوق البقرة السماوية التى يرفعها الإله" شو ". وسلم الأرض " " لتحوت " کما سلم الثعابين رموز الملکية إلى اله الأرض " جب ". وهکذا تم الفص بين الآلهة والبشر فصالاً لا رجعة فيه " . ([31])

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

    شکل رقم4 الآلهة حتحور بالمتحف المصرى( [32]) قاعة تحتمس الثالث

 

 

 

 

 
   

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

شکل رقم5 البقرة السماوية بمقبرة "ستى الأول .(1)

 

 
   

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

شکل رقم6 الإله تحوت بمعبد الرامسيوم بالأقصر(2)

أسطورة ايزيس وأوزوريس :

 تعد الأسطورة الأوزورية واحده من أعظم الأساطير المصرية، إن معالمها الجوهرية توجد منذ عصر نصوص الأهرام ، وتناولها بلوتارخ بالتحليل وهنا سأعرض الأسطورة من خلال تحليل بلوتارخ ومن خلال نصوص الأهرام محاولة البحث فى الأسطورة الأوزورية من خلال رموزها التشکيلية والفنية محاولة صياغة فنية خاصة بى .

مولد أوزير :

 أيها التاسوع العظيم الذى يقيم فى " هليوبوليس " .أيا " آتوم " ، أيا " شو " و " تفنوت " ، أيا " جب " و" نوت " ، أيا " أوزيريس " و " أيزيس" ، أيا " ست " و " نفتيس " الذين أنجبهم " آتوم " بينما قلبه مفعم بالسعادة بسبب أولاده .

" شو" " وتفنوت " قد کونا أول زوجين بالعالم فقد أنجبا " جب " إله الأرض" ونوت " آلهة السماء وبتزاوجهما أنجبا أوزوريس ، وايزيس ، وست ، ونفتيس .(1)

 

 

 
   

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

شکل رقم 7 أوزير بالمتحف المصرى بقاعة الآلهة ([33] )  قاعة 19S.B 9- 321

 

 

 

 

 

 

 
   

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

شکل رقم 8 ايزيس بقاعة الآلهة بالمتحف المصرى  قاعة 19 رقم التمثال C.393212 ([34])

 

 
   

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

شکل رقم 9 الآلهة نفتيس بالمتحف المصرى ([35])  رقم 421

الأسطورة :

 " القصة هى أن أوزوريس الابن الأکبر للآلهة السماء نوت وإله الأرض جب ، وملک مصر الذى حکم البلاد فى أزمنة خارج الذاکرة البشرية ، وقد أعتلى أوزوريس العرش بمساعدة آلهة الحکمة تحوت ، وعلم المصريين زراعة الحقول ومداواة الأمراض وتربية الحيوانات ، وأعطاهم الشرائع ، والعدل . لکن ست إله الصحارى وشقيق أوزوريس الأصغر ، ملأ الحسد قلبه وعزم على قتل أوزوريس بالحيلة ، فأقام وليمة واعد تابوت مطعم بالحجار الثمينة وکان ست قد أخذ مقاسات أوزوريس من قبل وأعده لمن يتوافق معه ، ولما جاء دور أوزوريس أغلقوا الغطاء ورموه فى النيل " .( [36]) وعندما علمت إيزيس بأن أوزيريس قد اغتيل بدأت تبحث عن جثمانه بحثاً طويلاً مليئاً بالحوادث ، حتى عثرت عليه فى النهاية، وقد کان صوت النحيب يعمل دائماً على إيقاظ الإله .

 " ومن نصوص الأهرام : " إنهما تبکيان عليک " أوزير الملک " لکى تجعلاک تقوم "

 " وفى نصوص التوابيت " لقد جعلت " إيزيس ونفتيس أوزير " يقوم بالنداء المتکرر : " عش يا " أوزير " إذ يجب أن تقوم أيها المجهد العظيم من جانبه فأنا ايزيس " وأنا " نفتيس " هکذا قالت " نفتيس " للمتوفى وذک حسب ما ورد بنصوص الدولة الحديثة .

 " أنا أصرخ دائماً ، أنا بجانبک ، أرفع من شأنک يومياً کما فعلت لأجلى أخى " . وذکرت نصوص الأهرام أن " نفتيس " اشترکت فى الحزن مع أختها " إيزيس " فقد لعبت نفتيس دوراً هاماً ورئيسياً فى الاعتناء بأوزير." أنا نفتيس " جئت أمسکک وأعطيک قلب جسدى " ([37]) وتظهر النصوص أن نصر أوزير کان بمساعدة الباکيات إيزيس ونفتيس المقدستان لأن أوزير المتوفى يحتاج عناية مثلما يعطى الطفل الصغير . " تقول النصوص : " أنا أختک التى تحبک " إيزيس " تقول ، ونفتيس " تقول " نحن نندبک ، أنت تطهرت بواسطة " إيزيس " وتطهرت بواسطة " نفتيس " . فالأختين لم يبحثا عن أخيهما فقط من أجل الحماية ، ولکن من أجل إعادة الحياة فإيزيس تمنحه الحياة ،" قم يا أوزير " قم قم من الممات يجب ألا تموت ، يجب ان تعيش " .([38])

 وکانتا ايزيس ونفتيس تسميان السيدتان الحاميتان وکانتا لا يفترقان منذ مأساة موت الإله أوزير . وهکذا أصبح نحيب " إيزيس ونفتيس " هو التعبير المقدس على الحزن العام المعروف لدى المصري القديم.وهنا أمر الإله رع أنوبيس بتحنيط أوزير ، ورفرفت ايزيس بجناحيها لإعادة الحياة له بعد أن تحولت لطائر وحملت من روحة حورس([39]) .

 

 

 

 
   

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

شکل رقم 10 إيزيس مجنحة قاعة 19 المتحف المصرى رقم S.4. 39313([40])

 

 
   

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 شکل رقم 11 الإله حورس بالمتحف المصرى قاعة 19 رقم 261 n.2 ([41])

 

 

 

 

 

 

 

 

 

    شکل رقم 12 أنوبيس بالمتحف المصرى رقم G. 38524 ([42])

وهنا ترى الباحثة أنه کان للأسطورة الأوزورية أکبر الأثر فى نواحى الحياة المصرية القديمة وکانت من أسباب ترسيخ المعتقدات والطقوس لدى المصرى القديم معتبراً أن الموت هو إتحاد مع أوزير بالطقوس الجنائزية التى تتمثل فى حمل الجثمان بالمرکب الجنائزى بالنيل .فالأسطورة بمثابة دستور أخلاقي يؤکد معانى الوفاء بالنسبة للمرأة المصرية وبر الابن بأبيه بالنسبة لحورس وانتصار الحق فى النهاية على الشر .فهى مغامرة من مغامرات الخيال حيث يحيط من کل جانب کائنات لا يمکن أن ينتجها إلا فکر سريالى تجريدى يجعل من الصقور کائنات وأبطال الملحمة أشخاص أسطوريه سواء على الأرض أو بالعالم السفلى ، کائنات لها إرادة وفکر وقدرة خيالية . هنا الأسطورة عالم مملوء بالأسرار فحورس خاض المعارک من أجل أبيه وأنوبيس يشرف على التحنيط وإيزيس تتخذ أشکالاً مختلفة حتى أنها أصبحت بأجنحة لتأکد مغزى الفکر المصرى القديم الأسطورى .

 

 

 

 

 

 

 

شکل رقم 13 مرکب جنائزى بقاعة المومياوات بالمتحف المصرى رقم 32891 ([43])

 

 

 

 

 

 

 

 

شکل رقم 14 تابوت رقم 216 قاعة 17 قطعة رقم 4277 الأسرة 20

يوضح تحنيط أوزير بواسطة أنوبيس بالمتحف المصري ([44])

 

 
   

 

 

 

 

 

 

  

 

 

شکل رقم 15 تفصيلة من الصورة السابقة ([45])

 وهنا تخلص الباحثة إلى أن الفن المصرى القديم اوجد نوعاً من الثقافة الفنية لدى جميع الفنانين فالتأثر بالفن المصرى القديم أخذ أشکالاً متنوعة من قبل الفنانين منهم من تأثر بالجانب الأسطورى والبعض بطبيعة المکان والبعض بالشکل الهرمي والبعض باللون . ويختلف التعبير عن المعنى الأسطورى بما يتناسب مع ذاتية کل فنان حيث أن الفنان بتعبيره عن الفکر الأسطورى يلتمس الهوية المصرية الأسطورية. ومنهم من تأثر بالرمز المصرى فهنا لا نبحث عن الفن بوصفه رموز وإشارات إلى أشياء أو أفکار محددة ولکن نبحث عن الرمز لأنه شکل من أشکال الفن ونقوم بتفهم العلاقة بين الشکل والمضمون. وهنا يقول " رمسيس يونان " إن المضمون هو ما يقصد إليه الفنان حيث ينشئ لوحته ، أي حين يختار الموضوع ويرسم الخطوط والألوان. ما المکنون فإنه يتجاوز حدود القصة والتدبير، إذ نحس کأنه يشع من بؤرة خفيه فى النفس ،أغلب الظن أنها هى التى کانت منبع الأساطير فى القدم " .([46])

 وهنا ترى الباحثة أن الفنان حين يبدأ عمله يحرک طاقاته مسترشداً بمعارفه وخبرات رؤيته السابقة مستلهم تجاربه الحسية والوجدانية ، حيث تسعى الباحثة إلى استخلاص القيم التعبيرية فى الفکر الأسطورى بالفن المصرى القديم والاستفادة من الرموز الأسطورية من خلال التعبير عن العمق الفکري لتلک الرموز مؤکده من خلالها على الأصالة الفنية .

 وهنا لن أتقيد بمنطق الواقع فى الظل والنور بل سيتم التعامل من خلال إضفاء جو أسطوري على المنظر من خلال الجمع بين الرمزية والتعبيرية . فالعمل الفنى ليس بالشئ الذي يقرأ أو يسمع ، بل هو شئ يتم تخيله ولذلک لا يوجد العمل الفنى إلا من خلال خيال الفنان ، وخيال المتلقى لاستيعاب التجربة حيث يستخدم المتلقى القدرة التخيلية داخلة . فالفن لا يصدر عن التفکير الواعي وحده ، بل يستمد من عالم اللاشعور مختزن اللاوعي مکتسب تجارب سابقة من الفنون القديمة تعزز لدى الفنان الإبداع .

 ومن هنا کان تکوين الفکر الأسطورى لدى الباحثة من خلال الخبرات السابقة لإعمال الفنانين المستمدة أعمالهم من التراث المصرى القديم والاعتماد فى المقام الأول بتنمية الرؤية البصرية من خلال الرسوم المقبرية والتي ساهمت فى تنمية الوعي الفنى لدى الباحثة ، من خلال استيعاب أعمال المصور المصرى القديم وتحليل کيف کرر الحرکة الواحدة مع التنويع للحصول على الإيقاع مع تبسيط الخطوط وتجريد الأشکال ووضع الفراغ فى اللوحات . وهنا لا يتطلب الأمر من الباحثة تکرار التراث وإنما الإضافة والتجديد والمعاصرة للفن المصرى .مع الاهتمام بدراسة مقاييس الجمال فى العمل الفنى ودراسة الاتجاهات الفنية المعاصرة وکيفية اهتمام المصورين بالظل والنور والبناء فى صياغة العمل الفنى والابتعاد عن التکلف .

البناء التصورى لأعمال الباحثة :

 العمل رقم 1 : يحتوى العمل الأول على مجموعة من الخطوط على هيئة فروع الأشجار بأسلوب خيالي ، حيث تعبر الباحثة عن فکر المصري القديم فى تجسيده للشجرة على هيئة بشرية ، ذات فروع بينما تتحول فروع الشجرة إلى مجموعة من الوجوه . وهنا استخدمت الباحثة تأثيرات الملامس بقلم الرابيدو جراف ،وهنا عبرت الباحثة عن الفکر الاسطورى مستلهمة مفرداتها من الفن المصري القديم .

 العمل رقم 2: يحتوى العمل رقم 2 على مجموعة من التقاسيم الهندسية ، لتکون شکل جداريه تعبر عن ساعة من ساعات المصرى القديم فى تخيله لعالم الموتى ، وهنا عبرت الباحثة عن ساعة موت وبعث أوزوريس من الموت عن طريق رسمه على سرير الموت ومرة أخرى بجواره أنوبيس وهو ينهض من سريره ، واحتوى العمل على مجموعة من الأيدي تحمل سرير أوزير والقرد تحوت رمز الحکمة والذى کان له دور فى محاکمة أوزير ومجموعة النائحات الباکيات بجواره وايزيس على شکل طائر تحلق حول أوزير . وهنا استخدمت الباحثة مفرداتها من الأسطورة الأوزورية وأحداثها من موت أوزير لبعثه مستخدمه اللون الأبيض والأسود بقلم الحبر .

 العمل رقم 3: يحتوى العمل رقم 3 على مجموعه من الوجوه متخذه الوضعة الجانبية للوجوه والأرجل والعنصر المنحنى والمحتوى لأشخاص اللوحة هو نوت ربة السماء منحنية لتصل بأيديها وأرجلها لطرفى اللوحة ، وهنا حاولت الباحثة عدم التقيد بالشکل الإنساني فجعلت الأيدى بأوضاع مختلفة والأرجل بأعداد مختلفة ، ولم تتقيد بالحجم المثالي لإنسان هنا ، معبرة عن ايزيس تحمل جسد أوزير وتحمل نفتيس بکف يديها ونوت تحتوى المشهد واستخدمت الباحثة التأثيرات المختلفة لقلم الرابيدو جراف حتى تجعل جسد نوت يختلف عن أشخاص اللوحة .

 العمل رقم 4: فى هذا العمل حاولت الباحثة أن تعبر عن الأسطورة الاوزورية بکل مراحلها محللة لوحة الجورنيکا لتجعلها جورنيکا مصرية: أوزير أسفل اللوحة مستلقى بجسده وفوقه انوبيس وشمال اللوحة البقرة حتحور وتحتها النائحة وبوسط اللوحة وضعت العين لترمز لحورس يمين اللوحة عبرت الباحثة عن النائحات متداخلات لتصل لوسط اللوحة لکائن اسطورى منتهى بجسد ثعبان ليعبر عن الشر بالأسطورة متخذة تقنيات الأبيض والأسود.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

العمل رقم 1

 

 

 عمل رقم 2

 

 
   

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 عمل رقم 3

 

 

 

 عمل رقم 4

النتائج والتوصيات :

أولاً النتائج :

  • ·  الأسطورة وعاء فکرى مثمر له دور عظيم فى إثراء الفکر الإبداعي لدى الفنانين .
  • ·  تتوقف ذاتية الفنان بما يتوافق مع مغزاه الأسطورى وفکره من خلال تميزه اللونى أو الفکرى أو الخيالى .
  • ·  الفن المصرى فن ملئ بالقيم الجمالية والتعبيرية التى تسهم فى إثراء القيم التعبيرية لدى المصور الحديث .
  • · الأسطورة الأوزورية بها من القيم التعبيرية والرموز الأسطورية المصورة على جدران المقابر والمعابد الفرعونية والبرديات التى بدورها تستطيع ان تشکل جانب إبداعي يحمل طابع الأصالة والمعاصرة لدى المصور الحديث عن تشبعه بفکرها الإبداعي.

ثانياً التوصيات :

  • ·  إتاحة الفرصة لأعمال التى تتصف بالفکر الأسطورى من العرض بمتحف خاص بالفکر الأسطورى .
  • ·  ضرورة تدريس الفن المصرى القديم بجوانبه الفکرية العقائدية والأسطورية بالکليات الفنية.
  • · إتاحة الفرصة للباحث فى تصوير المقابر الفرعونية المغلقة لتنمية رؤيته البصرية والفکرية فالمشاهدة الحية تعطى حياة لونية وفکرية للفنان المستلهم من التراث وتنمى وعيه الفکري والإبداعي ليصل لإبداعه الفکرى .
  • · الفن المصرى القديم فن مازال يحتاج إلقاء الضوء على جوانب فنية منه ومازال ينبض بالعديد من الأسرار الفنية فالأسطورة الأوزورية مازالت تحتاج إلى البحث فى جوانبها الدرامية والفنية المختلفة والتى بدورها تستطيع ان تشکل خيال إبداعي ينتج لوحات تحمل طابع الأصالة.
  • · حتى الآن لم تحظى الأسطورة بتسجيلها فنياً بلوحات تسرد القصة فقط الاستلهام الفنى للفکر المصرى وکمثال لکتاب دکتور ثروت عکاشة فن الهوى وکم الأعمال الفنية المستوحاة من الأساطير الإغريقية وهنا ادعوا إلى الاهتمام بتسجيل الأسطورة فنياً.
  • · لم تحظى الأسطورة الأوزورية بکتاب شامل لکل أحداثها ورموزها بالمعابد والمقابر الفرعونية وکتب ونصوص العالم الآخر وهنا أوصى المختصين بعلم الآثار والفنون بتسجيل الأسطورة بکتاب شامل يضم کل رمز وفکر الفنان المصرى القديم.


1- ثروت عکاشة : الفن المصري القديم : الجزء الاول ، الهيئة العامة المصرية للکتاب ، 1999 ،ﺼ 178.

2- صموئيل نوح کريمر : أساطير العالم القديم ، ، ترجمة احمد عبد الحميد يوسف ، مراجعة عبد المنعم ابو بکر ، القاهرة1974 , ص 7.

3– احمد ذکى کمال : الأساطير, الهيئة العامة المصرية للکتاب , 1985 ص 35 .

4- مرسيا الياد : مظاهر الأسطورة ، ، ترجمة نهاد خياطه ، دار کنعان للدراسات والنشر ، دمشق ، 1991 , ص9 .

1)- ثروت عکاشة : الفن المصري القديم : الجزء الأول مرجع سبق ذکره ، 178.

2)- سليم حسن : موسوعة مصر القديمة الأدب المصري القديم : الجزء الثامن عشر ، مکتبة الأسرة ، 2000 ، 90

1 – ليفى شتراوس : الانثروبولوجيا البنيوية ، ترجمة مصطفى صالح ، وزارة الثقافة السورية ، دمشق ، 1977، ؃ 46.

2 - اريش فروم : الحکايات والأساطير والأحلام ، ترجمة د. صلاح حاتم ، دار الحوار للنشر والتوزيع ، الطبعة الأولى 1990 ، ؃ 145.

3- ارنست کاسير : الدولة والأسطورة ، ترجمة د. احمد حمدى محمود ، مراجعة احمد خاکى ، الهيئة المصرية العامة للکتاب 1975 ، ؃ 372.

4 - ماکس س . شابيروورد أ هندرريکس : معجم الأساطير ، ترجمة حنا عبود ، دار الکندى للترجمة والنشر والتوزيع ، عمان ، 1989 ،؃ 7.

 O xford Dictionary , London university press – 1925 – p. 728. - 5

 Encyclopedia Britannica – London- 1973, p. 1132.-1

2ليفى شتراوس : الانثروبولوجيا البنيوية ، مرجع سبق ذکره ، ؃ 46.

3- ارنست کاسيرر : فى المعرفة التاريخية ، ترجمة احمد حمدى محمود ، مراجعة على ادهم ، المؤسسة المصرية العامة للطباعة والنشر ،؃ 135.

4 – ارنست کاسيرر : اللغة والاسطورة ، ترجمة سعيد الغامنى ، هيئة ابو ظبى للثقافة والتراث ، 2009،؃ 174.

5- G.s .Kirk : Greek Myths , pelican book , 1977 . p. 29 .

1- اليکسى لوسيف : فلسفة الأسطورة ، ترجمة د. منذر بدر لحود ، دار الحوار للنشر والتوزيع سورية 2000، ؃ 164.

2- فراس السواح : مغامرة العقل الأولى ، دراسة فى الأسطورة ، دار الکلمة بيروت 1980 ، ؃ 15

3- عبد الحميد يونس : الفکر والميثولوجيا ، مجلة عالم الفکر ، عدد ،3 ، 1973،؃ 15.

1- رندل کلارک : الرمز والأسطورة فى مصر القديمة ، ترجمة احمد صليحه ، الهيئة المصرية العامة للکتاب ، 1988،؃ 4

 2- V. Ivasheva, the threshold of the twenty – first century : the technological revolu – tion and literature . op . cit, p 43.

3 - Lons,V eronica , Egyptian Mythology . London : Hamlyn , 1968.

4- رندل کلارک : الرمز والأسطورة فى مصر القديمة ، مرجع سبق ذکره ،؃ 4.

[24]- ثروت عکاشة : الفن المصري، الجزء الاول,مرجع سبق ذکره,ص178.

 1-Mackenzie Adonald : Egyptian myth and legend , u.s.a , bell publishing company – 1978 – p.24

[26]- رندل کلارک : الرمز والاسطورة فى مصر القديمة ، مرجع سبق ذکره ، ؃ 144 .

[27]– اودلف إرمان : ديانة مصر القديمة ، ترجمة د. عبد المنعم ابو بکر ، د. محمد أنور شکرى ، الهيئة المصرية العامة للکتاب ، 1997 ،؃ 74.

[28]- تصوير الباحثة بتصريح من المتحف المصرى .

2- تصوير الباحثة بتصريح من المتحف المصرى .

 1 – Richard .h. Wilkinson : the complete gods and goddesses of ancient Egypt , the American university press 2003, P. 117.

1- ياروسلاف تشرنى : الديانة المصرية القديمة ، ترجمة د . احمد قدرى ، مراجعة د . محمود ماهر طه ، دار الشروق، 1996 ،

؃ 59.

2- تصوير الباحثة بتصريح من المتحف المصرى .

1– Erik horning : the valley of the kings , cerman edition copright , 1982, p.85.

2– Erik horning : the valley of the kings, p.83.

[33]- تصوير الباحثة .

[34]- تصوير الباحثة .

- [35]تصوير الباحثة .

1- أ . ف . ابيديل : سحر الأساطير ، الاسطورة والحياة ، دراسة فى الاسطورة ، دار علاء الدين 2005 ،؃ 311.

G.H.Breasted: ancint record of Egypt , vol.l,lv , newyork , 1906,p.27.- 2

3 - G . Roeder, Mythen und lenenden un egyptische, and pharaen , die agyptishe reigion in texten and blden kamet .1998.p.216.

G.H.Breasted: ancint record of Egypt,p.27.- 4

[40]- تصوير الباحثة وبيانات التمثال من الداتا بيز بالمتحف المصرى .

[41]- تصوير الباحثة بتصريح من المتحف المصرى .

2– تصوير الباحثة .

1- تصوير الباحثة .

[44] - تصوير الباحثة.

2- تصوير الباحثة .

[46]- رمسيس يونان : دراسات فى الفن ، الهيئة المصرية العامة للکتاب ، 2011،؃ 217 .

المراجع :
أولاً المراجع العربية :
1-احمد ذکى کمال : الأساطير, الهيئة العامة المصرية للکتاب , 1985 .
2- ثروت عکاشة : الفن المصري القديم : الجزء الأول ، الهيئة العامة المصرية للکتاب ، 1999 .
3 -رمسيس يونان : دراسات فى الفن ، الهيئة المصرية العامة للکتاب ، 2011.
4- سليم حسن : موسوعة مصر القديمة الأدب المصري القديم : الجزء الثامن عشر ، مکتبة الأسرة ، 2000 .
المراجع المترجمة:
5– اودلف إرمان : ديانة مصر القديمة ، ترجمة د. عبد المنعم ابو بکر ، د. محمد أنور شکرى ، الهيئة المصرية العامة للکتاب ، 1997 .
 6-اليکسى لوسيف : فلسفة الأسطورة ، ترجمة د. منذر بدر لحود ، دار الحوار للنشر والتوزيع سورية 2000.
7 -أ . ف . ابيديل : سحر الأساطير ، الأسطورة والحياة ، دراسة فى الأسطورة ، دار علاء الدين 2005 .
8 -أريش فروم : الحکايات والأساطير والأحلام ، ترجمة د. صلاح حاتم ، دار الحوار للنشر والتوزيع ، الطبعة الأولى 1990 .
9-ارنست کاسيرر : فى المعرفة التاريخية ، ترجمة احمد حمدى محمود ، مراجعة على ادهم ، المؤسسة المصرية العامة للطباعة والنشر .
10– ارنست کاسيرر : اللغة والأسطورة ، ترجمة سعيد الغامنى ، هيئة ابو ظبى للثقافة والتراث ، 2009.
11-ارنست کاسير : الدولة والأسطورة ، ترجمة د. احمد حمدى محمود ، مراجعة احمد خاکى ، الهيئة المصرية العامة للکتاب 1975.
12-رندل کلارک : الرمز والأسطورة فى مصر القديمة ، ترجمة احمد صليحه ، الهيئة المصرية العامة
للکتاب ، 1988.
13-صموئيل نوح کريمر : أساطير العالم القديم ، ، ترجمة احمد عبد الحميد يوسف ، مراجعة عبد المنعم ابو بکر ، القاهرة 1974 .
14-فراس السواح : مغامرة العقل الأولى ، دراسة فى الأسطورة ، دار الکلمة بيروت 1980. 15 – ليفى شتراوس : الانثروبولوجيا البنيوية ، ترجمة مصطفى صالح ، وزارة الثقافة السورية ، دمشق ، 1977 .
16 -ماکس س . شابيروورد أ هندرريکس : معجم الأساطير ، ترجمة حنا عبود ، دار الکندى للترجمة والنشر والتوزيع ، عمان ، 1989 .
17-مرسيا الياد : مظاهر الأسطورة ، ، ترجمة نهاد خياطه ، دار کنعان للدراسات والنشر ، دمشق ، 1991 .
18-ياروسلاف تشرنى : الديانة المصرية القديمة ، ترجمة د . احمد قدرى ، مراجعة د . محمود ماهر طه ، دار الشروق، 1996 .
المجلات :
19- عبد الحميد يونس : الفکر والميثولوجيا ، مجلة عالم الفکر ، عدد 3 ، 1973.
المراجع الأجنبية :
20 - V. Ivasheva, the threshold of the twenty – first century : the technological revolu – tion and literature . op . cit
21- Lons,V eronica , Egyptian Mythology . London : Hamlyn , 1968. 22- Mackenzie Adonald : Egyptian myth and legend , u.s.a , bell publishing company – 1978.
23- Richard .h. Wilkinson : the complete gods and goddesses of ancient Egypt , the American university press 2003.
24- Erik horning : the valley of the kings , cerman edition copright , 1982.
25- G.H.Breasted: ancint record of Egypt , vol.l,lv , newyork , 1906.
26- G . Roeder, Mythen und lenenden un Egyptische, and pharaen , die agyptishe reigion in texten and blden kamet .1998
27- O xford Dictionary , London university press – 1925
28- Encyclopedia Britannica – London- 1973.
29 - G.s .Kirk : Greek Myths , pelican book , 1977