فاعلية برنامج تدريبي في تنمية الذکاءين اللغوي والموسيقي لدى طالبات تخصصي تربية الطفل ومعلم الصف

نوع المستند : مقالات علمیة محکمة

المؤلف

تخصص طفولة - دراسات نفسية واجتماعية أستاذ مشارک قسم العلوم التربوية - کلية الأميرة عالية الجامعية جامعة البلقاء التطبيقية

المستخلص

الملخص:
صممت هذه الدراسة للکشف عن درجتي الذکاءين اللغوي والموسيقي، وعن الفروق في هذين الذکاءين التي تعزى للبرنامج والتخصص والتفاعل بينهما لدى طالبات تربية الطفل ومعلم الصف. وأظهرت النتائج الآتي:
1.  کانت درجات الذکاءين الموسيقي واللغوي في القياس القبلي متوسطة، وفي القياس البعدي مرتفعة.
2.  توجد فروق دالة إحصائياً في الذکاءين اللغوي والموسيقي (وبُعديهما الإبداع والتذوق) تعزى للبرنامج التدريبي.
3.  لا توجد فروق دالة إحصائياً في الذکاءين اللغوي والموسيقي (وبُعديهما الإبداع والتذوق) تعزى للتخصص والتفاعل بين التخصص والبرنامج.

الموضوعات الرئيسية


المقدمة:

إن طلبة الجامعة من الفئات المهمة التي يقع على عاتقها مستقبلاً مسؤوليات کثيرة منها تربية الأطفال والمساهمة في تنمية مجتمعاتهم وأوطانهم اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً، لهذا من الأهمية بمکان رعايتهم بکل الوسائل الممکنة لتأهيلهم وتنشئتهم بما يکفل لهم القيام بالواجبات المنوطة بهم، وبما يجعلهم أکثر بهجة وسعادة وشجاعة ومبادرة وإحساساً بالجمال وقدرة على الإبداع.

ومن أساليب رعاية طلبة الجامعة تنمية الذکاء لديهم ومن ذلک الذکاءين اللغوي والموسيقي لما لهما من آثار إيجابية على نموهم العقلي والعاطفي والاجتماعي والجسمي أيضاً.

وينتمي الذکاء اللغوي، والموسيقي لنظرية الذکاءات المتعددة التي نادى بها "جاردنر"، وأوضح أنها تقوم على أسس عدة منها أن هذه الذکاءات يمکن صقلها بالمشارکة في نوع من النشاط تقدره الثقافة، وأن النمو الفردي في مثل هذا النشاط يتبع نمطاً نمائياً، فقد کان "موزارت" في الرابعة من عمره عندما بدأ التأليف الموسيقي، وازدادت خبرته وقدراته مع تقدم السن، وعلى الرغم من ذلک يبدو أن الخبرة أو الکفاية في الرياضيات ذات مسار مختلف فهي لا تظهر في وقت مبکر کالقدرة على التأليف الموسيقي، وکثير من الأفکار الرياضية والعلمية ظهرت على مراهقين کما هو الحال بالنسبة لباسکال، ويمکن القول أيضاً، أن الفرد يمکن أن يصبح روائياً ناجحاً عند سن الخمسين، بل وبعد ذلک، ويرى "جاردنر" أن الذکاءات المتعددة تعمل منعزلة عن بعضها، فقد يتفوق شخص ما في مهارة محددة کالقراءة ويفشل في الرياضيات مثلاً، فکل قدرة من القدرات المعرفية خاصة بذکاء معين، أي أن الناس يستطيعون إظهار مستويات مختلفة من الکفاية والبراعة عبر الذکاءات المتنوعة (حسين، 2006).

وأوضح "جاردنر" أن أنماط الذکاءات المتعددة تترکز في مناطق محددة من الدماغ، وتتميز بقدرتها على العمل باستقلالية بشکل منفرد، أو مجتمعة حسبما تقتضي الحاجة لذلک، وأن معظم الناس قادرون على تطوير ذکاءاتهم إلى مستوى عالٍ من الذکاء إذا توفر لهم التشجيع المناسب (العمري، 2009).

وبناءً على ما سبق فإنه يمکن تنمية الذکاءات المتعددة لدى الأفراد ومن ذلک الذکاءين اللغوي والموسيقي، ونظراً لقلة الدراسات (حسب علم الباحثة) التي ترکز على الذکاءين اللغوي والموسيقي بأبعادهما: التذوق والإبداع، جاءت هذه الدراسة التي هدفت إلى تنمية هذين الذکاءين لدى طالبات تخصصي تربية الطفل ومعلم الصف في جامعة الإسراء.

مشکلة الدراسة:

   على الرغم من أهمية الدراسات التي تناولت الذکاءات المتعددة إلا أن القليل منها رکز على الذکاءين الموسيقي واللغوي معاً، والقليل منها أيضاً تناول هذا الموضوع في إطار علم النفس، يضاف لذلک أن اهتمام الباحثة وتخصصها في مجال الطفولة وقلة الاهتمام بالذکاء الموسيقي على وجه الخصوص، دفعها للقيام بهذه الدراسة، وعليه تحددت مشکلة الدراسة الحالية بالکشف عن فاعلية برنامج تدريبي يستند إلى نظرية الذکاءات المتعددة في تنمية الذکاءين اللغوي والموسيقي لدى طالبات تربية الطفل ومعلم الصف.

أسئلة الدراسة:

تحاول هذه الدراسة الاجاية عن الاسئلة الاتية :

1.   ما درجات الذکاءين اللغوي والموسيقي لدى الطالبات قبل تطبيق البرنامج وبعده.

2.   هل توجد فروق دالة إحصائياً عند مستوى الدلالة (0.05) في الذکاء اللغوي تعزى للبرنامج التدريبي والتخصص والتفاعل بينهما.

3.   هل توجد فروق دالة إحصائياً في الإبداع اللغوي تعزى للبرنامج التدريبي والتخصص والتفاعل بينهما.

4.   هل توجد فروق دالة إحصائياً في التذوق اللغوي تعزى للبرنامج التدريبي والتخصص والتفاعل بينهما.

5.   هل توجد فروق دالة إحصائياً في الذکاء الموسيقي تعزى للبرنامج والتخصص والتفاعل بينهما.

6.   هل توجد فروق دالة إحصائياً في الإبداع الموسيقي تعزى للبرنامج والتخصص والتفاعل بينهما.

7.   هل توجد فروق دالة إحصائياً في التذوق الموسيقي تعزى للبرنامج والتخصص والتفاعل بينهما.

أهداف الدراسة:

تهدف هذه الدراسة إلى:

  • ·   الکشف عن درجات الذکاءين اللغوي والموسيقي لدى الطالبات قبل التطبيق وبعده.
  • ·   الکشف عن الفروق الدالة إحصائياً في الذکاء اللغوي وبعديه الإبداع والتذوق التي تعزى للبرنامج التدريبي والتخصص والتفاعل بينهما.
  • ·   الکشف عن الفروق الدالة إحصائياً في الذکاء الموسيقي وبعديه الإبداع والتذوق التي تعزى للبرنامج التدريبي والتخصص والتفاعل بينهما.

أهمية الدراسة:

تعود أهمية الدراسة للآتي:

  • · أهمية الموضوع: فالبحث في الذکاءين الموسيقي واللغوي حديث العهد، وبما أن الذکاء اللغوي يکمن في النصف الأيسر من المخ بينما يوجد کل من الذکاء الموسيقي والمکاني والاجتماعي في النصف الأيمن من المخ (حسون، 2010) فإن تنمية الذکاءين اللغوي والموسيقي تساهم في زيادة کفاءة المخ البشري.
  • · أهمية الفئة المستهدفة: ذلک أن طلبة الجامعة يمرون بمرحلة المراهقة المتأخرة التي تعد مرحلة انتقالية لمرحلة الرشد والإقبال على الحياة الأسرية والعملية وتحمل أعبائها، يضاف لذلک أن مرحلة المراهقة مهمة لذاتها ففيها ينمو الفرد عقلياً وانفعالياً واجتماعياً وجسمياً (ملحم، 2004).
  • · الأهمية العلمية والتطبيقية: يمکن أن تضيف هذه الدراسة ولو معلومات متواضعة للأدب النظري في المجال، کما يمکن لهذه الدراسة أن تلفت نظر المربين لأهمية الذکاءين اللغوي والموسيقي، وضرورة استخدام البرامج التدريبية لتنميتهما، کذلک  تمثل هذا الدراسة دافعاً للباحثين لإجراء دراسات عدة في مجال الذکاءين اللغوي والموسيقي لدى فئات عمرية أخرى.

حدود الدراسة:

   تتحدد هذه الدراسة بموضوعها والأفراد الذين طبقت عليهم الدراسة، کما تتحدد بالأداة التي تم التأکد من صدقها وثباتها، والزمن الذي أجريت فيه وهو العام 2010-2011.

مصطلحات الدراسة والتعريفات الإجرائية:

   يرى ابراهيم (2011) أن الذکاء اللغوي هو ذکاء الکلمات والقدرة على القراءة والکتابة والتحدث ورواية القصص.

ويعرف الذکاء اللغوي إجرائياً بأنه القدرة على الکتابة الأدبية، والحکم عليها، ويعبر عنه بالدرجة التي تحصل عليها الطالبة على مقياس الذکاء اللغوي الذي تم إعداده لتحقيق أهداف هذه الدراسة، ويضم الذکاء اللغوي بعدين هما:

  • ·  الإبداع اللغوي: وهو القدرة على إنتاج اللغة والأدب مثل القدرة على کتابة القصة والمقالة والمسرحية والقصيدة.
  • ·  التذوق الأدبي: وهو القدرة على الإحساس بجمال اللغة والحکم عليها.

الذکاء الموسيقي: ويشير إلى قدرة الفرد على التفکير الموسيقي، وعلى تمييز مختلف الألحان الموسيقية وکذا القدرة على معالجة الأصوات والأنغام لتوليد لحن موسيقي (الشربيني وصادق، 2002).

ويعرف الذکاء الموسيقي إجرائياً بأنه القدرة على التأليف والعزف والغناء، وعلى الإحساس بالموسيقا والحکم عليها، ويعبر عن ذلک بالدرجة التي تحصل عليها الطالبة على مقياس الذکاء الموسيقي الذي تم إعداده لتحقيق أهداف هذه الدراسة.

وکما الذکاء اللغوي فإن الذکاء الموسيقي يشتمل على بعدين هما:

  • ·  الإبداع الموسيقي: ويشير إلى قدرة الفرد على التأليف والتعبير الموسيقي.
  • ·  التذوق الموسيقي: وهو القدرة على الإحساس والتحليل والتمييز الموسيقي.

التخصص: ويقصد به نوع الدراسة بالجامعة ويحدد بطالبات تربية الطفل اللواتي يؤهلن لتعليم رياض الأطفال، وطالبات معلم الصف المنوط بهن بعد التخرج تعليم الصفوف الثلاثة الأولى من المرحلة الأساسية.

الإطار النظري:

   تناول العلماء الکفايات الذهنية للإنسان منذ فترة طويلة، وتوصلوا إلى نظريات عدة مثل نظرية "سبيرمان" التي ترى أن الناس يختلفون في مدى ما يمتلکون من طاقة ذهنية، لکن "جاردنر" رأى أن النظريات التقليدية للذکاء لا تقدر الذکاء الإنساني بطريقة مناسبة من خلال مقاييس الذکاء التقليدية، لأنها تعتمد على نسبة قليلة من القدرات العقلية (حسون، 2010). وقد توصل "جاردنر" إلى إعداد نظرية جديدة في الذکاء أسماها نظرية الذکاءات المتعددة وتشمل:

1- الذکاء المنطقي الرياضي: وهو القدرة على تنظيم العلاقات واستخدام الأرقام والرموز المجردة بمهارة والقدرة على التفکير الناقد (ابراهيم، 2011).

2- الذکاء البصري المکاني: وهو القدرة على إدراک وتحليل العالم البصري بدقة،
والتعرف على الاتجاهات والأماکن وإدراک التفاصيل، وتکوين صور ذهنية للأشياء
(Armstrong, 1999).

3- الذکاء الاجتماعي (بين الأشخاص): وهو القدرة على فهم الآخرين وتکوين علاقات معهم، والعمل ضمن الأجواء الاجتماعية (فارس، 2006).

4- الذکاء الجسمي والحرکي: وهو القدرة على استخدام الجسم بطرق بارعة وکثيرة التنوع، ويتضمن مهارات جسمية مثل التآزر والتوازن والسرعة (ابراهيم، 2011).

5- الذکاء الشخصي الداخلي: ويشير إلى قدرة الفرد على إدراک ذاته وانفعالاته وأهدافه، واتخاذ قراراته بناءً على فهمه لذاته (Moran, Cornhaber, and Gardner, 2006).

6- الذکاء اللغوي: وهو ذکاء الکلمات الذي يظهر من خلاله سهولة التعامل مع اللغة والقراءة والکتابة والتحدث، ويبدو في القدرة على إنتاج اللغة بسهولة والإحساس بالفرق في الکلمات، ويظهر بشکل واضح لدى الکتاب والشعراء والخطباء (ابراهيم، 2011، Khamis, 2005).

ومن مؤشرات الذکاء اللغوي: قراءة وکتابة القصص، أو إعادة عرضها، والذاکرة الجيدة، والاستمتاع بألعاب الکلمات، والاستماع للمتحدث، واکتساب مفردات جديدة بسرعة (شنيکات، 2011).

ووفقاً لما بينته الأبحاث البيولوجية فإن مقر الذکاء اللغوي في منطقة تدعى "بروکا" في الدماغ والتي تقوم بتشکيل الجمل وترکيبها بأسلوب سليم (عدس،1997).

ويعد الذکاء اللغوي أکثر أنواع الذکاء انتشاراً على الأرجح لأن کل سکان الأرض يعرفون الکلام والعديد منهم يعرفون القراءة والکتابة. وترى الثقافات الشرقية والغربية أن الذکاء اللغوي أفضل أنواع الذکاء لأن الأفراد يتأثرون بالأشخاص الذين يملکون ثروة لغوية کبيرة (سکر وغانم، 2011).

أما بالنسبة لاستراتيجيات تدريب الطلبة على الذکاء اللغوي، فتضم: الترديد والتکرار، والکتابة والتأليف، والمطالعة وسرد القصص، والتسجيل الصوتي وألعاب الکلمات، والخطب والعصف الذهني (حسين، 2005).

7- الذکاء الموسيقي: يذکر جابر (2003) أن هذا الذکاء يعبر عن نفسه من خلال القدرة على تشخيص النغمات الموسيقية والإحساس بالمقامات الموسيقية، وجرس الأصوات وإيقاعها.

   ومن المهارات المتضمنة في هذا الذکاء قدرة الفرد على عزف آلة أو آلات موسيقية مع التنويع في العزف من حيث السرعة والإيقاع واللحن، کما أن هذا الذکاء ينطوي على إمکانية إنتاج الإيقاعات والنغمات والاستمتاع بالتعبيرات الموسيقية المتنوعة (الشربيني وصادق، 2002).

   ويرى حسين (2003) أن الذکاء الموسيقي هو القدرة على الإدراک والتحليل الموسيقي مثل الناقد الموسيقي، والقدرة على التعبير الموسيقي مثل العازف.

ويمکن اکتشاف هذا النوع من الذکاء عن طريق تعريض الفرد لسماع الإيقاعات الموسيقية أو الأغاني، ومن أساليب تنشيط الذکاء الموسيقي امتلاک أنماط مختلفة من الأنشطة الموسيقية، وترديد النغمات الموسيقة والقدرة على تحليل أصوات الآخرين، وتغيير ترددات صوتهم (حسين، 2006)، ويضاف إلى ما سبق، القدرة على تذکر الألحان والرغبة في وجود خلفية موسيقية أثناء الدراسة ، والميل إلى جمع الأسطوانات والنقر الإيقاعي (Armstrong, 2003).

ويختلف هذا الذکاء عن الذکاء اللغوي بأن الأخير يسکن في الجانب الأيسر من المخ بينما يوجد الذکاء الموسيقي في الجانب الأيمن منه، کما أنه يحتاج إلى تدريب متواصل ومکثف، وقليل من الأفراد يحققون فيه مهارة عالية (العنيزات، 2006).

ويجمع الذکاءين اللغوي والموسيقي سمات مشترکة، فالموسيقا عنصر من عناصر النص الأدبي (أبو لبن، 2011)، کما يتضمن کلا الذکاءين مهارة الاستماع (بکري، 2006، العناني، 2007).

وثمة استراتيجيات عدة للتدريب على الذکاء الموسيقي مثل: ترديد الأغاني والأناشيد، والألعاب الموسيقية، وابتکار ألحان جديدة للمفاهيم والکلمات (شنيکات، 2011).

ويمکن تنمية هذا الذکاء عن طريق القصص الموسيقية والارتجال في مجال الموسيقا والغناء والعزف (العناني، 2007).

أهمية الذکاءين اللغوي والموسيقي في تنمية الفرد:

يرى "جاردنر" أن الذکاء اللغوي مهم لأنه يساعد الفرد على استخدام اللغة المکتوبة أو الشفهية لهدف عملي کالتعليم والأخبار والتسلية وتهذيب الفکر وتغيير الأفکار والسلوک (سکر وغانم، 2011). من ناحية أخرى يعد الأدب من الفنون الجمالية التي تُـشعر الفرد بالجمال، وتسهم في تنمية الذوق الإنساني، والتذوق والإبداع معاً يساهمان في نمو الفرد وفي التغيير الاجتماعي، فللروايات وقصص الأطفال والأشعار والخطب أثر کبير في التأثير على الأفراد وتغيير المجتمع، "وثمة نظريات عدة حاولت تفسير العلاقة بين المجتمع و الفنون عموماً ومنها الأدب" (انغلز وهوغسون، 2007).

واللغة هي المادة الرئيسة الأولى لفن الأغنية والمسرحية، وکلاهما يضيفان الکثير من الفرح والسعادة على نفوس المستمعين، والمشاهدين، ومن خلالهما تذوت القيم الإيجابية والماجدة لديهم،وإذا کانت اللغة هي المادة الرئيسة الأولى لفن الأغنية والمسرحية فإن الموسيقا هي المادة الرئيسة الثانية لهما، إذا جاز التعبير، ويرى "ويلسون" (2000) أن نمط الموسيقا ونوعها يؤثران على دقات القلب ويحدثان تغييرات في کيمياء المخ، ومثلما للموسيقا طبيعة بيولوجية فإن لديها طبيعة اجتماعية، فجذور الغناء وجدت في الطقوس الدينية، کما أن الموسيقا عکست الحياة الاجتماعية بإيقاعاتها المختلفة، وعليه، وجدت أغاني الصيد والحداد والحرب والحب وأغاني الحصاد وهدهدة الأطفال.

إن للموسيقا قدرة على إثارة الذکريات، وتحريک المشاعر وتشکيل المزاج وترتبط بسيکولوجية المتلقي، ذلک أن الفرد يسقط ما بداخله على الموسيقا، وقد يکسبه هذا الأمر راحة، من ناحية أخرى تساعد الموسيقا على الإبداع والتقمص، ويمکن أن نلاحظ أثرها على أداء الممثل، وکما الذکاء اللغوي إن الذکاء الموسيقي ببعديه الإبداع والتذوق ينعکس إيجابباً على الصحة النفسية للفرد والمجتمع.

الدراسات السابقة:

   يتناول هذا الفصل الدراسات السابقة في مجال الذکاء اللغوي والذکاء الموسيقي وتلک المرتبطة بهما.

أولاً: الدراسات المرتبطة بالذکاءين اللغوي والموسيقي معاً:

   قام لانديو وويسلر (Landua and Weissler, 1998) بدراسة أشار إليها ابراهيم (2011) وهدفت إلى الکشف عن العلاقة بين الذکاءات المتعددة والإبداع، تکونت العينة من (220) طفلاً وطفلة تم اختيارهم من صفوف التعليم الابتدائي في کاليفورنيا الجنوبية، وتوصلت الدراسة إلى أن الأطفال مرتفعي الذکاء المتعدد: اللغوي والمکاني والموسيقي والجسمي والطبيعي، أکثر إبداعاً من الأطفال متوسطي ومنخفضي الذکاء المتعدد.

   وهدفت دراسة عفانة والخازندار (2004) الکشف عن مستويات الذکاءات المتعددة لدى طلبة مرحلة التعليم الأساسي بغزة وعلاقتها بالتحصيل والميول نحوها. اشتملت العينة على (1387) طالباً وطالبة من الصف العاشر الأساسي بالمدارس الحکومية بغزة، وأوضحت النتائج أن العينة تمتلک ذکاءاً متعدداً بدرجات مختلفة، وأن الإناث تفوقن على الذکور في الذکاءين اللغوي والموسيقي بينما تفوق الذکور على الإناث في الذکاءين المنطقي الرياضي والجسمي الحرکي، ومن النتائج أيضاً أن الذکاء اللغوي جاء في المرتبة الثانية للأطفال، والثالثة للمراهقين، بينما جاء الموسيقي في المرتبة السادسة.

   وأجرى الشويقي (2005) دراسة هدفت إلى الکشف عن مستويات الذکاءات المتعددة لدى طلبة جامعة المنصورة. تألفت العينة من (171) طالباً تم اختيارهم من کلية المعلمين، ومن النتائج التي توصلت إليها الدراسة، أن أعلى مستوى للذکاءات المتعددة کان للذکاء الشخصي، وأقل مستوى کان للذکاء الموسيقي، وأن الترتيب التنازلي للذکاءات المتعددة لدى الطلاب جاء کالآتي: الشخصي، الجسمي، الاجتماعي، اللغوي، المکاني، المنطقي، الطبيعي، الموسيقي.

وقام الفضلي (2006) بدراسة هدفت إلى تطوير قائمة رصد لقياس الذکاءات المتعددة، تکونت العينة من (236) طالباً وطالبة في المرحلة الابتدائية بالکويت، وبينت النتائج: أن الذکاء اللغوي احتل المرتبة الأولى بينما جاء الذکاء الموسيقي في المرتبة الأخيرة.

واهتمت دراسة کل من باستشيک وشبتون وونر ووايز (Buschik, Shipton, Winner and Wise, 2007) بالکشف عن أثر الذکاءات المتعددة في زيادة دافع القراءة لدى (133) طالباً من الصفوف الثاني حتى الثامن . وأظهرت النتائج أن عدم وجود دافع للقراءة أمر شائع بين الطلاب، وأن أکثر الذکاءات شيوعاً کان اللغوي وبين الأشخاص وأقلها شيوعاً هو الشخصي والطبيعي، ومن أبرز النتائج التي تم التوصل إليها زيادة في دافعية القراءة لدى الطلبة.

وأجرت جونکا (Gonca, 2009) دراسة هدفت الکشف عن أثر القصة على الأطفال وذکاءاتهم. تکونت العينة من (18) طفلاً من مدينة أنقرة، وأظهرت النتائج فاعلية البرنامج التدريبي في تنمية الذکاءات المتعددة الثمانية لدى الأطفال.

وهدفت دراسة ابراهيم (2011) إلى قياس مستوى کل نوع من أنواع الذکاءات المتعددة لدى الطلبة المتميزين والاعتياديين لدى (250) متميزاً، و (250) اعتيادياً في مدارس مدينة بغداد. وأسفرت النتائج عن وجود فروق دالة إحصائياً في الذکاءات المتعددة لصالح الطلبة المتميزين، وحصول الذکاء اللغوي على درجات أفضل من درجات الذکاء الموسيقي حيث حصل الأخير على أقل الدرجات.

ثانياً: الدراسات المرتبطة بالذکاء اللغوي:

   هدفت دراسة عجيز (1985) المشار إليها في محمود ومحمود (2009) إلى تنمية التذوق الأدبي لدى طلبة المرحلة الثانوية بمصر. بلغت العينة (480) طالباً وطالبة تم توزيعهم على ثلاث مجموعات اثنتين تجريبيتين والثالثة ضابطة، واستمر تدريب الطلبة لمدة عام کامل. ومن النتائج التي تم التوصل إليها أن معظم الطلبة غير قادرين على ممارسة التذوق الأدبي، وأن البرنامج التدريبي أدى إلى تحسين مستوى المجموعتين التجريبيتين بنسبة 30.33%.

   وأجرى شحاته (1994) دراسة هدفت إلى تنمية مهارات التذوق الأدبي لدى تلاميذ الصف الخامس الابتدائي في مصر. تکونت العينة من (60) طالباً وطالبة من الصف الخامس الابتدائي بمدينة القاهرة، وأسفرت النتائج عن وجود فروق دالة إحصائياً في درجات البنين والبنات في الاختبار البعدي للمهارات التذوقية.

   وهدفت دراسة صالح (1999) إلى تعرف أثر تلخيص المشاهدات التلفازية في الأداء التعبيري لدى طلبة الصف الخامس الأدبي في بغداد. شملت العينة (116) طالباً وطالبة وتوصلت النتائج إلى تفوق المجموعة التجريبية في الأداء التعبيري، ولم توجد فروق دالة إحصائياً تعزى للجنس في درجات الأداء التعبيري لدى طلبة المجموعة التجريبية.

   وأهتم التميمي (2001) بالکشف عن مستوى التذوق الأدبي لدى طلبة أقسام اللغة العربية في محافظة بغداد. تألفت العينة من (250) طالباً وطالبة تم اختيارهم من ثلاث کليات للتربية، وتوصلت النتائج إلى وجود ضعف في مستوى الطلبة في التذوق الأدبي، وإلى عدم وجود فروق دالة إحصائياً في التذوق الأدبي تعزى لجنس الطالب، أو الجامعة التي ينتمي إلها.

   وهدفت دراسة بکري (2006) إلى التعرف على فاعلية برنامج مقترح في نظرية الذکاءات المتعددة في علاج صعوبات التعبير الکتابي لدى واحدة من شعب الصف الثاني الإعدادي في مصر. وتمت تنمية التعبير الکتابي في المجالين الوظيفي والإبداعي. وتوصلت الدراسة إلى وجود فروق دالة إحصائياً في التعبير الکتابي والذکاء اللغوي لصالح التطبيق البعدي.

   وأجرى محمد (2006) دراسة هدفت إلى معرفة فاعلية برنامج تدريبي في تنمية بعض مهارات التذوق الأدبي لدى طفل الروضة من خلال فن القصة. بلغت العينة (70) طفلاً وطفلة تم اختيارهم من الصف الثاني بمرحلة الرياض في عمر (5-6) سنوات. وکشفت النتائج عن وجود فروق دالة إحصائياً في درجات التذوق السمعي والتذوق الأدبي تعزى للبرنامج التدريبي.

وهدفت دراسة الأحمدي (2007) إلى تنمية مهارات التفکير الإبداعي والتعبير الکتابي وذلک من خلال برنامج تدريبي يستند إلى أسلوب العصف الذهني. تألفت العينة من (40) طالبة من طالبات الصف الثالث المتوسط بمدينة تبوک، وبعد تطبيق البرنامج أشارت النتائج إلى حدوث تحسن کبير لدى الطالبات في التعبير الکتابي والتفکير الإبداعي.

واهتمت دراسة الجاغوب (2008) بالکشف عن فاعلية برنامج تدريبي في تنمية مهارات التذوق الأدبي لدى طلبة المرحلة الثانوية في دولة الإمارات. تکونت العينة من (122) طالباً وطالبة، وأظهرت النتائج وجود فروق دالة إحصائياً في التذوق الأدبي تعزى للبرنامج التدريبي.

وهدفت دراسة محمود ومحمود (2009) إلى معرفة أثر تلخيص موضوعات الأدب والنصوص في التذوق الأدبي لدى طالبات الصف الخامس الأدبي. بلغ أفراد العينة (50) طالبة من العراق، وبينت النتائج أن هناک فروقاً دالة إحصائياً في التذوق الأدبي لصالح المجموعة التجريبية.

وأجرت مدکور (Madkor, 2009) دراسة نوعية على (20) معلماً استخدموا نظرية الذکاءات المتعددة لتحسين اللغة الانجليزية کلغة ثانية في مصر. وأکدت نتائج الدراسة أهمية الذکاءات المتعددة لاکتساب اللغة الانجليزية.

وأجرى سکر وغانم (2011) دراسة هدفت إلى التعرف على الذکاء اللغوي لدى طلبة المرحلة الإعدادية والفروق التي تعزى لمتغير التخصص. بلغ أفراد العينة (400) طالباً وطالبة من مدارس مدينة بغداد. وأظهرت النتائج أن عينة البحث تتمتع بذکاء لغوي متوسط، وأنه لا توجد فروق دالة إحصائياً في هذا الذکاء تعزى للجنس، کما وجدت فروق دالة إحصائياً تعزى للتخصص لصالح التخصص الأدبي.

ثالثاً: الدراسات المرتبطة بالذکاء الموسيقي:

هدفت دراسة منصور (1993) إلى وضع طريقة مبتکرة للتعليم الموسيقي في رياض الأطفال. تکونت العينة من صفين دراسيين متکافئين تقريباً في سن خمس سنوات تم اختيارهما من مدرسة الزهرات بمصر الجديدة، وقد أمکن التوصل إلى طريقة مبتکرة أسهمت في تعليم طفل الروضة الموسيقا.

وهدفت دراسة الملاح (1997) إلى تنمية القدرة الإبداعية لدى طفل الروضة بمصر من خلال تفهم الجانب الإيقاعي والجانب اللحني للموسيقا. بلغت العينة (16) طفلاً وطفلة، وأوضحت النتائج وجود ارتباط دال إحصائياً بين الطلاقة والمرونة والأصالة بالنسبة للعينة الکلية، وتبين من القياس البعدي أن نسبة التغير في الطلاقة والمرونة أکبر لدى البنين في حين کانت الأصالة أعلى لدى البنات.

وهدفت دراسة تاي (Tai, 2006) الى تنمية النمط الإيقاعي لدى (285) طفلاً من تايوان، باستخدام الأناشيد والأغاني والرسم، وأثبت البرنامج فاعليته في تنمية العنصر الإيقاعي لدى الأطفال.

واهتم الملاح (2006) بالتعرف على أثر برنامج تدريبي في تنمية بعض المفاهيم الموسيقية لطفل الروضة باستخدام العرائس. تکونت العينة من (30) طفلاً وطفلة، وأوضحت النتائج أن البرنامج کان فعالاً في تنمية بعض المفاهيم الموسيقية لدى الأطفال.

وصمم حسن (2006) دراسة للکشف عن فاعلية برنامج تدريبي في تنمية بعض المهارات العقلية ومستوى الأداء العزفي على آلة البيانو، بلغت العينة (20) طالبة من کلية التربية النوعية بجامعة المنوفية، وقد أثبت البرنامج فاعليته من حيث تنمية القدرة على الاسترخاء والتصور العقلي وترکيز الانتباه والقدرة على العزف ومواصلته.

وهدفت دراسة طلب (2010) إلى الکشف عن فاعلية برنامج تدريبي في التربية الموسيقية قائم على التعلم الذاتي في التحصيل المعرفي وتنمية بعض المهارات الموسيقية والتذوق الموسيقي لدى طالبات الفرقة الرابعة شعبة رياض الأطفال بکلية التربية بسوهاج. وباستخدام المنهج شبه التجريبي أوضحت النتائج أن هناک فروقاً دالة إحصائياً في التحصيل، وفي العزف والغناء والاستماع والتذوق الموسيقي تعزى للبرنامج التدريبي.

وأجرى المومني والحموري ويونس والقرعان (2011) دارسة هندفت إلى الکشف عن العلاقة بين مستوى القدرات الموسيقية والتحصيل الأکاديمي لدى الطلبة المتفوقين. بلغت العينة (42) طالباً وطالبة تم اختيارهم من الصف التاسع الأساسي من مدارس الملک عبد الله الثاني للتميز في مدينة الزرقاء بالأردن. وأشارت النتائج إلى أن أداء الطلبة على اختبار القدرات الموسيقية جاء مرتفعاً في مجالات: تذکر الألحان، والإيقاعات، واختبار الزمن، ويعود ذلک إلى وجود مضامين أساسية في برامج المدارس تؤکد على اکتساب الطلبة للقدرات الموسيقية، کما أوضحت النتائج أنه لا توجد فروق دالة إحصائياً في القدرات الموسيقية تعزى للجنس.

التعقيب على الدراسات السابقة:

- تناولت بعض الدراسات السابقة العلاقة بين الذکاءات المتعددة وبعض المتغيرات الأخرى مثل التحصيل (عفانة والخازندار، 2001).

- کشفت بعض الدراسات السابقة عن درجات الذکاءات المتعددة مثل دراسات: عفانة والخازندار (2004) والشويقي (2005) وابراهيم (2011).

- استخدم العديد من الدراسات السابقة المنهج شبه التجريبي للکشف عن أثر استخدام برامج تدريبية في تنمية الإبداع والتذوق الموسيقي مثل دراسات: الملاح (1997)، وحسن (2006)، وطلب (2010).

- استخدم العديد من الدراسات المنهج شبه التجريبي للبحث عن قدرة البرامج التدريبية في تنمية الإبداع الأدبي والتذوق في مجال الأدب واللغة عموماً مثل دراسات: عجيز (1985) وصالح (1999) وبکري (2006) ومحمد (2006) والأحمدي (2007) والجاغوب (2008) ومحمود ومحمود (2009).

- أشارت بعض الدراسات السابقة إلى ضعف مهارات الذکاء الموسيقي لدى الطلبة مثل دراسات: عفانة والخازندار (2004) والشويقي (2005) وابراهيم (2011).

- جاءت نتائج الدرسات السابقة حول درجة مهارات الذکاء اللغوي متضاربة، حيث أشارت دراستي ابراهيم (2011) والفضلي (2006) إلى أن درجة هذا الذکاء کانت مرتفعة، بينما أوضحت دراسة عفانة والخزندار (2004) أن درجات مهارات الذکاء اللغوي کانت متوسطة.

- أجرى العديد من الدراسات السابقة باحثون متخصصون في مجال التربية الموسيقية أو الأدب العربي، وندر تناول مثل هذه الدراسات من قبل باحثين في مجال تربية الطفل أو علم النفس.

- أفادت الباحثة من نتائج الدراسات السابقة في الإطار النظري والمقاييس المستخدمة.

- ما يميز هذه الدراسة أنها بحثت في الذکاءين الموسيقي واللغوي معاً، ودراسة بعديهما الإبداع والتذوق لدى فئة مهمة لذاتها وللمجتمع وللأطفال الذين يسعى الآباء والمربون والدول والمنظمات المحلية والدولية إلى تنشئتهم بأسلوب سليم ومن جميع النواحي.

الطريقة والإجراءات:

منهج الدراسة:

   للإجابة عن أسئلة الدراسة تم استخدام المنهج شبه التجريبي وتصميم المجموعة الواحدة، حيث تم قياس الذکاءين اللغوي والموسيقي لدى أفراد الدراسة من الطالبات. وبعد تعريفهن بالبرنامج التدريبي، أجبن على فقرات المقياسين، ثم طبق البرنامج عليهن، وحسب الفرق بين التطبيق القبلي والبعدي لمعرفة مدى تأثير البرنامج التدريبي على ذکاء الطالبات اللغوي والموسيقي.

متغيرات الدراسة:

  • ·  المتغير المستقل: وتمثل في التخصص والبرنامج التدريبي الذي يستند إلى استراتيجيات الذکاءات المتعددة في تنمية الذکاءين اللغوي والموسيقي.
  • ·  المتغيرات التابعة وتشمل: الذکاء اللغوي ببعديه التذوق والإبداع اللغوي والذکاء الموسيقي ببعديه التذوق والإبداع الموسيقي.

أفراد الدراسة:

   تم اختيار أفراد الدراسة بالطريقة القصدية، حيث تألفت العينة من الطالبات اللواتي لديهن رغبة للتعرض للبرنامج التدريبي وعددهن (52) طالبة، والجدول رقم (1) يوضح توزيع الطالبات وفق تخصصهن.

جدول (1) أفراد الدراسة وفق التخصص

التخصص

العدد

النسبة المئوية %

تربية الطفل

29

56

معلم الصف

23

44

المجموع

52

100

أدوات الدراسة:

   تم استخدام ثلاث أدوات وهي: مقياس الذکاء اللغوي، ومقياس الذکاء الموسيقي والبرنامج التدريبي المستند إلى استراتيجيات الذکاءات المتعددة، کما تم إعداد الأدوات وفقاً لطبيعة الدراسة وأهدافها، وبعد مراجعة الأدب النظري والاستنارة بالمقاييس السابقة في موضوعي الذکاء اللغوي، والموسيقي.

مقياسا الدراسة:

   تضمن مقياسا الذکاءين اللغوي والموسيقي معلومات عن تخصص الطالبة، کما اشتمل مقياس الذکاء اللغوي على (28) فقرة، وضم مقياس الذکاء الموسيقي (26) فقرة، وتراوحت الإجابة عن جميع الفقرات بين أوافق (3 درجات) وأوافق إلى حد ما (درجتان) ولا أوافق (درجة واحدة). ولتقدير درجتي الذکاء اللغوي والموسيقي اعتمدت المتوسطات الحسابية الآتية:

3-2.34    يشير إلى  درجة مرتفعة من الذکاء.

2.33-1.67  يشير إلى درجة متوسطة من الذکاء

1.66 وأقل    يشير إلى درجة منخفضة من الذکاء.

صدق المقياسين:

وتم عن طريق الآتي:

  • صدق المحتوى: حيث تم مراجعة الأدب النظري وتحليل المحتوى في مجال الذکاءين اللغوي والموسيقي.
  • · صدق المحکمين: حيث تم عرض المقياسين على (10) محکمين في مجال علم النفس والطفولة واللغة العربية وذلک للاستئناس برأيهم في المقياسين، وقد تکون مقياس الذکاء اللغوي من (27) فقرة في صورته الأولية، وتم إضافة فقرة وتعديل فقرات أخرى اقترحها بعض المحکمين، أما مقياس الذکاء الموسيقي فقد تکون من (26) فقرة، عدّلت بعضها بناءً على آراء المحکمين.
  • ·  الصدق الظاهري: حيث أظهر الشکل العام للفقرات، وصياغتها ومناسبتها لما وضعت لقياسه أن المقياسين يتمتعان بالصدق الظاهري.

ثبات المقياسين:

تم التأکد من ثبات المقياسين عن طريق:

  • ·  معامل "کرونباخ ألفا ": حيث بلغ (81.3) للذکاء اللغوي و (89.5) للذکاء الموسيقي.
  • · إعادة التطبيق: حيث تم تطبيق المقياس على عينة من الطالبات بلغت (20) طالبة وباستخدام معامل ارتباط "بيرسون" بلغ معامل الثبات للذکاء اللغوي (0.847) وللذکاء الموسيقي (0.871) وهذه القيم تعد مناسبة من الناحية العلمية.

 

البرنامج التدريبي:

تم إعداد البرنامج التدريبي بأنشطته المتعددة بهدف تنمية الذکاءين اللغوي والموسيقي لدى الطالبات، وفيما يأتي عرض لأهم ملامح هذا البرنامج.

التعريف بالبرنامج: يقدم هذا البرنامج لطالبات تخصصي تربية الطفل ومعلم الصف، وهو عبارة عن أنشطة عدة تنمي الذکاء اللغوي من خلال مهارات التحدث والاستماع والتذوق والکتابة الإبداعية وکتابة الملخصات والتقارير والطرائف.

   أما الأنشطة التي تنمي الذکاء الموسيقي فهي: الاستماع والتذوق، والارتجال الموسيقي في التأليف والعزف والغناء والتدريب على صولفيج بعض أغاني الأطفال وعرض القصص الموسيقية والحکم عليها.

فلسفة البرنامج: تقوم هذه الفلسفة على أهمية دور الجامعة في التعليم والتثقيف والتدريب، فهي ليست مکاناً لتعلم المقررات الدراسية فقط، إنها بيئة صالحة لتنمية المهارات المختلفة، وعلى وجه الخصوص، تلک التي لا يتم الترکيز عليها في مناهج تربية الطفل ومعلم الصف. کما تستند هذه الفلسفة إلى کون الأستاذ الجامعي قادر على التأثير في طلبته وتدريبهم على المهارات المتعددة، وتوفير بيئة مناسبة للتعلم والتدريب، وعن طريق وضع الأهداف التربوية التي يتم ترجمتها إلى أنشطة غير منهجية تتخذ طابع اللعب والمرح في کثير من الأحيان، الأمر الذي يجعل خبرات التعلم أکثر جذباً وتأثيراً في المتدربات، کما تقوم فلسفة البرنامج على أهمية دور الذکاءات المتعددة في تقديم أنماط جديدة للتعلم ونماذج تدريبية قادرة على إشباع حاجات الطلبة ورعايتهم حتى يصبحوا أکثر کفاءة وفاعلية في المجالين العلمي والعملي.

التخطيط للبرنامج: ويشمل تحديد الخبرات التعليمية، وتحليل محتواها إلى مفاهيم رئيسة تتضمن المهارات المطلوب تنميتها لدى الطالبات من خلال أهداف عامة ثم أهداف سلوکية تترجم إلى مواقف تربوية وأنشطة، کذلک يتم في هذه المرحلة تحديد استراتيجيات التعلم والتدريب، والوسائط التعليمية اللازمة لتحقيق الأهداف.

وقد تم إعداد هذا البرنامج بعد الاطلاع على أدبيات الذکاءات المتعددة والدراسات السابقة، وعرض البرنامج على (5) محکمين من ذوي الخبرة والاختصاص الذين أبدوا بعض الملاحظات التي حرصت الباحثة على أخذها بعين الاعتبار.

الأهداف العامة للبرنامج، وتتضمن:

  • ·   تنمية الإبداع اللغوي.
  • ·   تنمية التذوق اللغوي.
  • ·   تنمية الإبداع الموسيقي.
  • ·   تنمية التذوق الموسيقي.

وتتحقق هذه الأهداف من خلال تنمية قدرة الطالبة على الاستماع والتحدث والحکم الجمالي، والتأليف اللغوي والموسيقي والعزف والغناء، والتلخيص والإلقاء، وأداء صولفيج بعض أغاني الأطفال.

محتوى البرنامج: وتضمن (62) نشاطاً اعتمدت على الخبرة العلمية والعملية والأنشطة اللازمة لتنمية الذکاءين اللغوي والموسيقي مثل: تنمية مهارات التذوق وکتابة القصة والشعر والإلقاء والارتجال في الحرکة والصوت، والعصف الذهني لتوليد  الأفکار، والتدريب على تقديم القصص الموسيقية، کما حرصت الباحثة على تصميم أنشطة جماعية ومجموعات صغيرة، وفردية حسب مضمون البرنامج وحاجة الطالبات، کما راعت استخدام وسائل تعليمية ووسائط متعددة مثل الجرائد والمجلات، والقصص، ودواوين الشعر، وسير المبدعين، وبعض الآلات الموسيقية. وقد تراوح الزمن المستغرق لکل نشاط بين (40-50) دقيقة في حين استغرق تنفيذ البرنامج ککل خمسة أشهر.

تقويم البرنامج: تم تقويم البرنامج من خلال: تطبيق مقياسي الذکاء اللغوي والموسيقي وملاحظة الطالبات أثناء أداء الأنشطة.

إجراءات الدراسة:

تضمنت الإجراءات ما يأتي:

  • ·   الاطلاع على الأدب النظري والدراسات السابقة.
  • ·   إعداد مقياسي الدراسة.
  • ·   إجراء الدراسة الاستطلاعية للتحقق من صدق المقياسين وثباتهما.
  • ·   اختيار أفراد الدراسة وإجراء القياس القبلي.
  • ·   تطبيق البرنامج على أفراد الدراسة.
  • ·   إجراء القياس البعدي.
  • ·   إدخال البيانات لجهاز الحاسوب واستخدام برنامج (SPSS) لاستخراج النتائج.

المعالجات الإحصائية:

  • ·   المتوسطات الحسابية لمعرفة درجتي الذکاء اللغوي والموسيقي.
  • ·   تحليل التباين الثنائي لمعرفة الفروق الدالة إحصائياً التي تعزى للبرنامج والتخصص والتفاعل بينهما.
  • ·   معامل "کرونباخ ألفا " ومعامل "بيرسون" للکشف عن ثبات المقياسين.

نتائج الدراسة:

نتائج السؤال الأول: ما درجات الذکاءين اللغوي والموسيقي لدى الطالبات قبل تطبيق البرنامج التدريبي وبعده؟

للإجابة عن هذا السؤال تم استخدام المتوسطات الحسابية والجدول (2) يوضح ذلک:

 

جدول (2)

درجات الذکاءين اللغوي والموسيقي قبل تطبيق البرنامج وبعده

الذکاء

المتوسط الحسابي للقياس القبلي

الدرجة

للقياس القبلي

المتوسط الحسابي للقياس البعدي

الدرجة للقياس

البعدي

اللغوي

الإبداع

2.21

متوسطة

2.57

مرتفعة

التذوق

2.32

متوسطة

2.51

مرتفعة

الدرجة الکلية للذکاء اللغوي

2.27

متوسطة

2.53

مرتفعة

الموسيقي

الإبداع

1.86

متوسطة

2.60

مرتفعة

التذوق

2.29

متوسطة

2.65

مرتفعة

الدرجة الکلية للذکاء الموسيقي

2.08

متوسطة

2.61

مرتفعة

   يلاحظ من الجدول (2) أن جميع درجات الذکاءين الموسيقي واللغوي في القياس القبلي جاءت متوسطة، کما حاز الإبداع الموسيقي على أقل الدرجات. وجاءت درجات الذکاءين بعد تطبيق البرنامج مرتفعة، وحصل التذوق الموسيقي على أعلى الدرجات.

نتائج السؤال الثاني: هل توجد فروق دالة إحصائياً عند مستوى الدلالة (α 0.05)  في الذکاء اللغوي تعزى للبرنامج التدريبي والتخصص والتفاعل بينهما؟

للإجابة عن هذا السؤال تم استخدام تحليل التباين، والجدول (3) يوضح ذلک:

جدول (3)

نتائج تحليل التباين الثنائي لدرجات الذکاء اللغوي

مصدر التباين

مجموع المربعات

درجة الحرية

متوسط المربعات

قيمة "ف"

مستوى الدلالة

البرنامج

0.816

1

0.816

16.21

0.000*

التخصص

0.000

1

0.000

0.004

0.953

البرنامج×التخصص

0.002

1

0.002

0.034

0.855

الخطأ

2.415

48

0.050

 

 

المجموع

3.25

51

 

 

 

* دالة إحصائية عند مستوى (α 0.05).

 يلاحظ من الجدول (3) أنه لا توجد فروق دالة إحصائياً في الذکاء اللغوي، حيث بلغت قيمة "ف" (16.21)، وبلغ مستوى الدلالة (0.000). وبالعودة إلى المتوسطات الحسابية في الجدول (2) يتبين أن هذه الفروق لصالح القياس البعدي. ولم توجد فروق دالة إحصائياً في الذکاء اللغوي تعزى للتخصص أو التفاعل بينه وبين البرنامج التدريبي.

نتائج السؤال الثالث: هل توجد فروق دالة إحصائياً عند مستوى الدلالة (α 0.05) في الإبداع اللغوي تعزى للبرنامج التدريبي والتخصص والتفاعل بينهما؟

للإجابة عن هذا السؤال تم استخدام تحليل التباين الثنائي، والجدول (4) يوضح ذلک:

جدول (4)

نتائج تحليل التباين الثنائي لدرجات الإبداع اللغوي

مصدر التباين

مجموع المربعات

درجة الحرية

متوسط المربعات

قيمة "ف"

مستوى الدلالة

البرنامج

1.47

1

1.47

23.20

0.000*

التخصص

0.03

1

0.03

0.410

0.526

البرنامج×التخصص

0.02

1

0.02

0.30

0.590

الخطأ

2.78

44

0.06

 

 

المجموع

4.42

47

 

 

 

* دالة إحصائية عند مستوى (α 0.05).

يتبين من الجدول (4) أن هناک فروقاً دالة إحصائياً في الإبداع اللغوي حيث بلغت "ف" (23.20) وبلغ مستوى الدلالة (0.000)، کما يوضح الجدول (2) أن الفروق کانت لصالح القياس البعدي، ولم توجد فروق دالة إحصائياً تعزى للتخصص أو لتفاعل التخصص مع البرنامج.

نتائج السؤال الرابع: هل توجد فروق دالة إحصائياً عند مستوى الدلالة (α 0.05) في التذوق اللغوي تعزى للبرنامج والتخصص والتفاعل بينهما؟

للإجابة عن هذا السؤال تم استخدام تحليل التباين الثنائي، والجدول (5) يوضح ذلک:

جدول (5)

نتائج تحليل التباين الثنائي لدرجات التذوق اللغوي

مصدر التباين

مجموع المربعات

درجة الحرية

متوسط المربعات

قيمة "ف"

مستوى الدلالة

البرنامج

0.482

1

0.482

9.83

0.003*

التخصص

0.009

1

0.009

0.189

0.666

البرنامج×التخصص

0.006

1

0.006

0.114

737

الخطأ

2.31

47

0.05

 

 

المجموع

2.81

50

 

 

 

* دالة إحصائية عند مستوى (α 0.05).

يلاحظ من الجدول (5) أن هناک فروقاً دالة إحصائياً في درجات التذوق اللغوي. حيث بلغت "ف" (9.83) وبلغ مستوى الدلالة (0.003)، ولصالح القياس البعدي کما اتضح في الجدول (2)، ولم توجد فروق دالة إحصائياً تعزى للتخصص أو لتفاعل التخصص مع البرنامج.

نتائج السؤال الخامس: هل توجد فروق دالة إحصائياً عند مستوى الدلالة (α 0.05) في الذکاء الموسيقي تعزى للبرنامج والتخصص والتفاعل بينهما؟

للإجابة عن هذا السؤال تم استخدام تحليل التباين الثنائي، والجدول (6) يوضح ذلک:

جدول (6)

نتائج تحليل التباين الثنائي لدرجات الذکاء اللغوي

مصدر التباين

مجموع المربعات

درجة الحرية

متوسط المربعات

قيمة "ف"

مستوى الدلالة

البرنامج

3.39

1

3.39

49.08

0.000*

التخصص

0.06

1

0.06

0.89

0.35

البرنامج×التخصص

0.02

1

0.02

0.27

0.60

الخطأ

3.25

47

0.07

 

 

المجموع

6.87

50

 

 

 

* دالة إحصائية عند مستوى (α 0.05).

   يتضح من الجدول (6) أن هناک فروقاً دالة إحصائياً في الذکاء الموسيقي، حيث بلغت قيمة "ف" (49.08) وبلغ مستوى الدلالة (0.000) ولصالح القياس البعدي کما تبين من الجدول (2)، ولم توجد فروق دالة إحصائياً تعزى للتخصص أو للتفاعل بين التخصص والبرنامج.

نتائج السؤال السادس: هل توجد فروق دالة إحصائياً عند مستوى الدلالة (α 0.05) في الإبداع الموسيقي تعزى للبرنامج والتخصص والتفاعل بينهما؟

للإجابة عن هذا السؤال تم استخدام تحليل التباين الثنائي، والجدول (7) يوضح ذلک:

جدول (7)

نتائج تحليل التباين الثنائي لدرجات الإبداع الموسيقي

مصدر التباين

مجموع المربعات

درجة الحرية

متوسط المربعات

قيمة "ف"

مستوى الدلالة

البرنامج

6.61

1

6.61

71.16

0.000*

التخصص

0.006

1

0.006

0.060

0.807

البرنامج×التخصص

0.02

1

0.02

0.239

0.627

الخطأ

4.18

45

0.09

 

 

المجموع

10.98

 

 

 

 

* دالة إحصائية عند مستوى (α 0.05).

يتضح من الجدول (7) أن هناک فروقاً دالة إحصائياً في درجات الإبداع الموسيقي تعزى للبرنامج التدريبي، حيث بلغت قيمة "ف" (71.16) وبلغ مستوى الدلالة (0.000)، ولصالح القياس البعدي کما اتضح من الجدول (2)، ولا توجد فروق دالة إحصائياً في هذه الدرجات تعزى للتخصص أو لتفاعل التخصص مع البرنامج.

نتائج السؤال السابع: هل توجد فروق دالة إحصائياً عند مستوى الدلالة (α 0.05) في التذوق الموسيقي تعزى للبرنامج والتخصص والتفاعل بينهما؟

للإجابة عن هذا السؤال تم استخدام تحليل التباين الثنائي، والجدول (8) يوضح ذلک:

جدول (8)

نتائج تحليل التباين الثنائي لدرجات التذوق الموسيقي

مصدر التباين

مجموع المربعات

درجة الحرية

متوسط المربعات

قيمة "ف"

مستوى الدلالة

البرنامج

1.49

1

1.49

16.93

0.000*

التخصص

0.03

1

0.03

0.38

0.541

البرنامج×التخصص

0.01

1

0.01

0.16

0.691

الخطأ

3.77

43

0.09

 

 

المجموع

5.34

46

 

 

 

* دالة إحصائية عند مستوى (α 0.05).

يتبين من الجدول (8) أن هناک فروقاً دالة إحصائياً في درجات التذوق الموسيقي، حيث بلغت "ف" (16.93) وبلغ مستوى الدلالة (0.000)، ولصالح القياس البعدي کما يوضح الجدول (2)، ولم توجد فروق دالة إحصائياً تعزى للتخصص أو للتفاعل بينه وبين البرنامج.

تفسير نتائج الدراسة:

أوضحت نتائج السؤال الأول أن جميع درجات الذکاءين اللغوي والموسيقي جاءت مرتفعة بعد تطبيق البرنامج، وهذا يشير إلى أثر البرنامج التدريبي الذي اهتم بکافة أبعاد الذکاءين اللغوي والموسيقي، واستطاع أن يثير دافعية الطالبات للتعلم. وفي الوقت الذي حاز فيه الإبداع الموسيقي على أقل الدرجات في الاختبار القبلي حاز التذوق الموسيقي على أعلى الدرجات في الاختبار البعدي، وقد يعود ذلک إلى کون الإبداع يرجع في جانب منه إلى تدريب وتمرين وإلى اکتشاف، فقد تکون الموهبة موجودة ولکن غير ظاهرة بسبب البيئة المحيطة مثل الآباء والمدرسين أو عدم توافر الآلات التي تنمي الإبداع الموسيقي، کما أن التذوق الموسيقي من الممکن تنميته بالتدريب وبتغيير الاتجاهات نحو الموسيقا وتذوقها، وهذا ما حدث بالفعل واتضح أثره في حصول التذوق الموسيقي على (2.65) درجة.

وأظهرت النتائج أن هناک فروقاً دالة إحصائياً في الذکاءين اللغوي والموسيقي وأبعادهما لصالح القياس البعدي. وتعود هذه النتيجة إلى البرنامج التدريبي المستخدم في هذه الدراسة والذي احتوى على أنشطة متنوعة وممتعة، لأنها اتخذت طابع اللعب والمرح في معظم الأحيان، مثل الکتابة، والارتجال في التأليف والعزف والغناء وعرض القصص الموسيقية الحرکية ونقدها. کما تعزى هذه النتيجة إلى الاستراتيجيات المستخدمة في تقديم البرنامح مثل: التکرار والارتجال وسرد القصص، وألعاب الکلمات والعصف الذهني حيث ساهمت هذه الاستراتيجيات في توليد الأفکار والسلوک الإبداعي، والنقدي ذو الأهمية للحکم الجمالي. کما تعود هذه النتيجة إلى الوسائل المتعددة التي استخدمت في البرنامج مثل الحاسب، والآلات الموسيقية کالأورغ، وبعض الوسائل البصرية والسمعية کالجرائد والمجلات ولوحات العرض والأسطوانات والأشرطة.

وکان الوقت المحدد لتطبيق البرنامح مناسباً لتحقيق أهداف الدراسة والوصول إلى هذه النتيجة، وهي تنمية الذکاءين اللغوي والموسيقي لدى الطالبات، ولا بد من الإشارة هنا أن الهدف من البرنامج ليس الاحتراف والإتقان ولکن تنمية الإبداع والتذوق إلى حد ملائم يساعد الطالبات على توظيف مهاراتهن المکتسبة في التعلم الذاتي، وتنمية الذکاءين اللغوي والموسيقي لدى الأطفال الصغار سواء کان ذلک في الروضة والمدرسة أو في البيت.

وتعود هذه النتيجة في جزء منها إلى المکان الذي طبق فيه البرنامح والذي تميز بالاتساع والبعد عن الضوضاء وغرف الدراسة، وإلى العلاقة بين الباحثة والطالبات والتي اتسمت بالحرية والتقبل، وتشجيع الارتجال والمبادرة، الأمر الذي ساهم في تنمية دافعيتهن لتنمية معارفهن الإبداعية والتذوقيه وتوظيفها في الأداء العملي وتنفيذ الأنشطة.

وتتفق هذه النتيجة من حيث فاعلية البرنامج في تنمية الإبداع اللغوي مع دراسات: جونکا (Gonca, 2009)، وصالح (1999) وبکري (2006) والأحمدي (2006) ومدکور (Madkor, 2009). کما تتفق هذه النتيجة من حيث فاعلية البرنامج في تنمية التذوق الأدبي مع دراسات: الجاغوب (2008) ومحمود ومحمود (2009) وشحاتة (1994) ومحمد (2006)، واتفقت جزئياً مع دراستي: باستشيک وآخرون (2007) وعجيز (1985) المشار إليها في محمود ومحمود (2009) والتي أوضحت أن البرنامج کان فعالاً بنسبة 33% فقط.

وتتفق هذه النتيجة من حيث فاعلية البرنامج في تنمية الذکاء الموسيقي وبعديه الإبداع والتذوق مع دراسة کل من الملاح (2006) وطلب (2010) وجونکا (Gonca, 2009)، کما تتفق هذه النتيجة من حيث فاعلية البرنامج في تنمية الإبداع الموسيقي مع دراستي الملاح (1997) وحسن (2006)، کما تتفق هذه النتيجة جزئياً مع دراسة تاي (Tai, 2006). وبالنظر إلى الدراسات السابقة في مجال الذکاء الموسيقي وبعديه فالحاجة ماسة لإجراء دراسات أخرى في هذا المجال.

وأشارت النتائج إلى عدم وجود فروق دالة إحصائياً في الذکاءين اللغوي والموسيقي وأبعادهما تعزى للتخصص، وتعود هذه النتيجة للتشابه الکبير بين تخصصي تربية الطفل ومعلم الصف، وإلى انتماء الطالبات إلى بيئة ثقافية متشابهة، ولأن کلا التخصصين تعرضا لنفس البرنامج، ولم يتم تقديم أنشطة يمکن اعتبارها ذات صلة بتخصص معين.

وأوضحت النتائج أيضاً أنه لا توجد فروق دالة إحصائياً في الذکاءين اللغوي والموسيقي تعزى لتفاعل التخصص مع البرنامج. وقد تعود هذه النتيجة لضعف الفروق في الذکاء التي تعزى للتخصص، کما أن الحاجة ماسة لإجراء دراسات أخرى في مجال التخصص وتفاعل التخصص مع البرنامج للتوصل إلى معلومات تؤکد أو تنفي النتيجة التي أوضحتها هذه الدراسة.

التوصيات والبحوث المقترحة:

  • ·   العمل على الاهتمام بالتربية الموسيقية، والتربية الجمالية عموماً في المناهج التعليمية منذ الطفولة المبکرة.
  • ·   الترکيز على تعليم اللغة العربية وفنونها بأسلوب مشوق حتى يرغب الطلبة في تعلمها والإبداع في مجالها.
  • ·   التأکيد على تنمية الإبداع وتذوق الجمال لدى الطفل منذ الطفولة المبکرة وذلک عن طريق البيت والروضة والمدرسة ووسائل الإعلام.
  • ·   إجراء بحوث شبه تجريبية لتنمية الذکاءين اللغوي والموسيقي لدى أطفال الروضة ومن الجنسين.
  • ·   إجراء بحوث شبه تجريبية لتنمية الذکاءين اللغوي والموسيقي لدى الطلبة من الجنسين وفي التخصصات المختلفة (علمي، أدبي).
المراجــع
المراجع العربية:
- ابراهيم، نبيل (2011). الذکاء المتعدد، عمان: دار صفاء.
- انغليز، ديفيد، وهغسون، جون. (2007). سيسيولوجيا الفن، ترجمة ليلى الموسوي، الکويت، عالم المعرفة، عدد 341.
- أبو لبن، وجيه. (2011). مفهوم التذوق وطبيعته من : Kenana online.com.
- الأحمدي، مريم. (2007). استخدام أسلوب العصف الذهني في تنمية مهارات النفکير الإبداعي وأثره على التعبير الکتابي لدى طالبات الصف الثالث المتوسط، کلية التربية جامعة تبوک من: www.qk.org.sa/vb/showthread php?t=9990
- بکري، أيمن. (2006). فعالية برنامج مقترح في ضوء نظرية الذکاءات المتعددة في علاج صعوبات التعبير الکتابي لدى تلاميذ الصف الثاني الإعدادي، دکتوراة، کلية البنات، جامعة عين شمس.
- البصري، حميد. (2007). حديث عن الموسيقا (3)، في: معکم، ثقافية، اجتماعية، الکترونية.
- التميمي، ضياء. (2001). قياس مستوى التذوق الأدبي لدى طلبة أقسام اللغة العربية في کليات التربية في محافظة بغداد، دکتوراة غير منشورة، جامعة بغداد.
- جابر عبد  الحميد. (2003). الذکاءات المتعددة والفهم، القاهرة، دار الفکر العربي.
- الجاغوب، محمد. (2008). فاعلية برنامج تعليمي قائم على نظرية النظم الجرجاني في تنمية مهارات التذوق الأدبي لدى طلبة المرحلة الثانوية في دولة الإمارات العربية، من: http://meerad.com.
- حسن، ميرفت. (2006). برنامج لتدريب بعض المهارات العقلية وأثره على مستوى الأداء العزفي على آلة البيانو، ماجستير غير منشورة، کلية التربية النوعية بجامعة المنوفية.
- حسون، سناء. (2010). دراسة مقارنة في الذکاءين المنطقي والمکاني لدى طلبة ثانويات المتميزين وأقرانهم العاديين. مجلة الفتح، 45، 112-136.
- حسين، محمد. (2005). الاکتشاف المبکر لقدرات الذکاءات المتعددة بمرحلة الطفولة المبکرة، عمّان: دار الفکر.
- حسين، محمد. (2003). قياس وتقييم قدرات الذکاءات المتعددة، عمّان: دار الفکر.
- حسين، محمد. (2006). نظرية الذکاءات المتعددة، عمّان: دار الأفق للنشر.
- سکر، حيدر، وغانم، هله. (2011). الذکاء اللغوي لدى طلبة المرحلة الإعدادية، مجلة البحوث التربوية والنفسية، 31، 143-170.
- شحاتة، حسن. (1994). أدب الطفل العربي دراسات وبحوث. القاهرة: الدار المصرية اللبنانية.
- شنيکات، فريال (2010). بناء مقياس للکشف عن أطفال الروضة الموهوبين والتحقق من فاعليته في عينة أردنية، رسالة دکتوراة غير منشورة، الجامعة الأردنية.
- الشربيني، زکريا، وصادق، يسرية. (2002). أطفال فوق القمة، القاهرة: دار الفکر العربي.
- الشويقي، أبو زيد. (2005). الذکاءات المتعددة وعلاقتها بالتحصيل لدى عينة من طلاب الجامعة، مجلة کلية التربية، جامعة المنصورة، 2، 59، 426-445.
- صالح، رحيم. (1999). أثر تلخيص المشاهدات التلفازية في الأداء التعبيري لطلبة المرحلة الإعدادية، بغداد: ابن رشد.
- طلب، نجلاء. (2010). فاعلية برنامج تدريبي مقترح في التربية الموسيقية قائم على التعلم الذاتي في التحصيل المعرفي وتنمية بعض المهارات الموسيقية والتذوق الموسيقي لدى طالبات الفرقة الرابعة شعبة رياض الأطفال، دکتوراة غير منشورة، کلية التربية بجامعة سوهاج.
- عدس، محمد. (1997). الذکاء من منظور جديد، عمّان: دار الفکر.
- عفانة، عزو، الخزندار، نائلة. (2004). مستويات الذکاء المتعدد لدى طلبة مرحلة التعليم الأساسي بغزة وعلاقتها بالتحصيل في الرياضيات والميول نحوها، مجلة الجامعة الإسلامية (سلسلة الدراسات الإنسانية) 12، 2، 323، 366.
- العمري، جعفر. (2009). الذکاءات المتعددة والکفاءة الذاتية لدى الطلبة الموهوبين في مدرسة اليوبيل، رسالة ماجستير غير منشورة، جامعة البلقاء التطبيقية بالأردن.
- العناني، حنان. (2007). الموسيقا في تربية الطفل، عمّان: دار الفکر.
- العنيزات، صباح. (2009). نظرية الذکاءات المتعددة وصعوبات التعلم، عمّان: دار الفکر للنشر.
- فارس، ابتسام. (2006). فاعلية برنامج قائم على الذکاءات المتعددة في تنمية التحصيل الدراسي ومهارات ما وراء المعرفة لدى طلاب المرحلة الثانوية في مادة علم النفس، دکتوراة غير منشورة، معهد الدراسات التربوية، جامعة القاهرة.
- الفضلي، محمد. (2006). تطوير قائمة رصد لقياس الذکاءات المتعددة على طلبة المرحلة الابتدائية في دولة الکويت کما يدرکها المعلمون، ماجستير غير منشورة، جامعة عمّان العربية.
- محمد، أم هاشم. (2006). فاعلية برنامج مقترح في تنمية بعض مهارات التذوق الأدبي لدى طفل الروضة من خلال فن القصة، دکتوراه غير منشورة، کلية البنات بجامعة عين شمس.
- محمود، خالد، ومحمود، عدنان. (2009). أثر تلخيص موضوعات الأدب والنصوص في التذوق الأدبي لدى طالبات الصف الخامس الأدبي، مجلة الفتح، 43، 75-91.
- ملحم، سامي. (2004). علم نفس النمو، عمّان: دار الفکر.
- منصور، أميرة. (1993). طريقة مبتکرة للتعليم الموسيقي في رياض الأطفال بجمهورية مصر العربية، بحث مکمل لدرجة الدکتوراة، کلية التربية الموسيقية بحلوان.
- الملاح، أحمد. (2006). برنامج مقترح لتنمية بعض المفاهيم الموسيقية لطفل الروضة باستخدام العرائس، ماجستير غير منشورة، کلية التربية النوعية بجامعة القاهرة.
- الملاح، تفيدة. (1997). التربية الموسيقية وتنمية القدرات الإبداعية لدى الطفل، مجلة کلية التربية، جامعة الزقازيق، 28.
- المومني، مأمون، الحموري، خالد، يونس، نجاتي، والقرعان، جهاد. (2011). العلاقة بين مستوى القدرات الموسيقية والتحصيل الأکاديمي لدى الطلبة المتوفقين أکاديميا ،  المجلة الأردنية للفنون، 4، 1، 29-43.
- ويلسون، جلين. (2000). سيکولوجية فنون الأداء، ترجمة شاکر عبد الحميد، الکويت: عالم المعرفة، المجلس الوطني للثقافة والفنون، عدد 258.
المراجع الأجنبية:
- Armstrong, T. (1999). 7 Kind of smart: Identifying and developing multiple intelligences, N. Y: New American Library.
- Armstrong, T. (2003). Multiple Intelligences in the classroom, Association for prevision and curriculum, Michigan. U.S.A.
- Buschik, M, Shipton, T, Winner, L, and Wise, M. (2007). Increasing reading motivation in elementary middle school students through the use of multiple intelligences, from: ebscohost.com.
- Gonca, K. (2009). Multiple short story activities for very young learners with multiple tastes, E K e v Academic Review, 13, 40, 51-86.
- Khamis, M. (2005). The effect of multiple intelligences based teaching program on Jordanian upper basic stage students' paragraph writing ability, PhD., Arab University for Graduate Studies, Amman.
- Madkor, M. (2009). Multiple intelligences and English as a second Language, Exploration in Language acquisition, Ed. D, University of Phoenix from: Proquest. DAI-A 71/03(2010).
- Moran, S, cornhaber, M and Gardner, H. (2006). Orchestrating multiple intelligences, Educational leadership, 64, 1, 22-27.
- Tai, S. (2006). The development, Implementation and interpretation of children rhythmic activities using the theory of multiple intelligences, Ed. D, Colombia University, from: Proquest UMI. DAI-A, 7/07 (2007).