أثر بعض الخصائص الجرافيکية لمحرکات بحث الصور الرقمية في تنمية الاتجاه نحو الوصول الرقمي للأعمال الفنية والتفکير الابتکاري لدى طلاب التربية الفنية

نوع المستند : مقالات علمیة محکمة

المؤلف

مدرس تحليل فنون الأطفال والبالغين ـ قسم التربية الفنية ـ کلية التربية النوعية ـ جامعة عين شمس

المستخلص

الملخص
استهدف البحث الحالي تحديد أثر بعض الخصائص الجرافيکية لمحرکات بحث الصور  الرقمية في تنمية الاتجاه نحو الوصول الرقمي للأعمال الفنية والتفکير الابتکاري لدى طلاب التربية الفنية. تم استخدام التصميم التجريبي ذو المجموعتين: الضابطة (تستخدم محرکات البحث التقليدية) والتجريبية (تستخدم محرکات البحث الجرافيکية). تکونت عينة البحث من (60) طالبًا من طلاب کلية التربية النوعية بجامعة عين شمس تم توزيعهم عشوائيًا على المجموعتين الضابطة والتجريبية، اعتمد البحث على أداتين أساسيتين هما اختبار للتفکير الابتکاري، وکذلک مقياس لاتجاهات نحو الوصول الرقمي للأعمال الفنية. تم استخدام اختبار T-test للمقارنة بين المجموعات وتحديد دلالة الفروق، وکذلک معادلة Gay لحساب حجم الأثر.أسفرت النتائج عن فاعلية الخصائص الجرافيکية لمحرکات بحث الصور الرقمية في تنمية الاتجاه نحو الوصول الرقمي للأعمال الفنية والتفکير الابتکاري، وذلک بالمقارنة بمواقع الإنترنت التعليمية التقليدية.

الموضوعات الرئيسية


المقدمة:

على الرغم من أن محرکات بحث الصور الرقمية تُعد امتداداً طبيعياً ومنطقياً للتقدم التکنولوجى الحادث في مجال الويب، إلا أن هذه المحرکات قد حققت قفزة نوعية بوصفها واحدة من أهم مصادر الوصول للأعمال الفنية الرقمية، حيث تستطيع أن تعطي المتعلم فرصه حقيقية للاستکشاف القائم على التفاعل، وهو ما کان له تأثير کبير في تشجيع العديد من المجتمعات والمؤسسات التعليمية على توظيف هذه المحرکات في التغلب على مشکلات الواقع التعليمي التقليدي، والاعتماد عليها کمصدر له القدرة على إتاحة الفرصة للمتعلم للوصل إلى عدد کبير ومتنوع من الأعمال الفنية.

وتُعد الصورة الرقمية التي تعبر عن العمل الفنى أحد أشکال مصادر التعلم التى تأثرت بالتکنولوجيا الرقمية، حيث تنمو عمليات معالجة الصور بسرعة متزايدة متأثرةً بالتقدم التکنولوجي في مجال التصوير الرقمي، ومعالجات الکمبيوتر، ووسائط التخزين، وعمليات النشر والاسترجاع، ولاشک فى أن کل هذا التقدم التکنولوجي قد ساهم فى توافر الصور الرقمية الفنية وبأعداد کبيرة عبر عديد من صفحات الويب وقواعد البيانات، وغيرها من الأنظمة الأخرى کالمکتبات والمتاحف، مما يعنى أن الويب أصبح المستودع الرئيسى للصور الرقمية الفنية، إلا أن المشکلة الرئيسية تکمن في کيفية وصول المتعلم إلى صور محددة من بين هذا الکم الهائل من الصور ومن خلال عمليات الاسترجاع التى تحدث باستخدام محرکات البحث؛ فمحرکات بحث الصور الرقمية تعتبر أداة لجرد الصور الرقمية المخزنة عبر الويب جردًا آليا وإعادة عرضها کنتائج على صفحات المحرک وذلک تبعًا لمواصفات الاسترجاع التى يحددها المستخدم فى أثناء عملية البحث (Sharma, N., et al, 2011).

وترى " نمريکو وآخرون" (Numerico& et al, 2005) أنه من الممکن اعتبار البحث والتصفح عبر الويب تجربة مماثلة لزيارة متحف للأعمال الفنية وذلک لوجود العديد من المواقف التى يتم من خلالها اتخاذ قرارات متماثلة ويظهر ذلک جلياً عند اتخاذ قرارات خاصة برؤية بعض الأعمال الفنية وفحصها أو تجاوزها وعدم الالتفات إليها، حيث يحدث ذلک بداخل المتاحف وکذلک يحدث مع الکثير من الموضوعات التى يتم البحث عنها عبر الويب عندما يتم التوقف أمام بعض الأعمال الفنية وفحصها أو تجاوزها وعدم الاهتمام بها وترى " نمريکو" أنه کما فى المتاحف توجد عديد من الأدوات تساعد الزائرين على تنظيم زيارتهم فإن الويب تحتوى على محرکات بحث متنوعة تيسر للمستخدم الوصول للأعمال الفنية الرقمية.

وقد أشارت کثير من الأدبيات إلى وجود نوعين أساسيين من محرکات البحث يمکن الاعتماد عليهما فى عمليات البحث عن الصور الرقمية الفنية عبر الويب، النوع الأول من المحرکات وهو المحرکات النصية التى تعتمد على استرجاع الصور الممثلة للأعمال الفنية، وهو ما يُطلق عليه الاسترجاع القائم على النص (TBIR) Text Based Image Retrieval حيث يقوم المتعلم بإدخال مجموعة من الکلمات المفتاحية النصية الخاصة بالصورة أو مواصفاتها أو ما يتعلق بها أو بمکوناتها داخل محرک البحث وبناءاً على ذلک يقوم محرک البحث باستدعاء الصور الرقمية التي تعبر عن هذه المدخلات النصية، بينما النوع الثانى من المحرکات فهو محرکات بحث الصور الرقمية التى تعتمد على مجموعة من الخصائص الجرافيکية يسترجع من خلالها المتعلم الصور والأعمال التى يبحث عنها، وهو ما يُطلق عليه الاسترجاع القائم على المحتوى الجرافيکي (CBIR) Content Based Image Retrieval ويقصد بالمحتوى الجرافيکي الخصائص الجرافکية للصورة نفسها حيث يتم البحث عن أي صورة ببنيتها (Texture) بلونها (Color) أو الحجم (Size) أو الشکل (Shape) أو (Layout) أو البحث بما يسمى بالمتشابهات للصورة کلها کوحدة واحدة وهو ما يسمى Search by Similar (Daoudi, I.& Idrissi, K., 2011, 53-64; Rahmani, R., et al, 2008, 1902-1912 ; Datta, R., et al, 2008, 11).

ويمکن القول أن البحث عن الأعمال الفنية والوصول إليها رقميًا عبر محرکات بحث الصور الرقمية القائمة على الخصائص الجرافيکية يمثل طفرة في مجال التربية الفنية تم من خلالها التغلب على کثير من العقبات التي تعترض عملية الوصول للأعمال الفنية عبر محرکات البحث التقليدية، حيث کان هناک الکثير من العقبات منها (Numerico& et al, 2005):

1. محرکات البحث التقليدية في الغالب تبحث عن الصفحات فقط وليس قواعد البيانات أو أى نوع آخر منظم من البيانات ما لم تکن هناک وصلة فائقة مباشرة إلى المصدر، کذلک فإن بعض من تلک الصفحات التى تصل إليها محرکات البحث قد يصعب الوصول إليها.

2. بسبب الکمية الکبيرة من الصور الرقمية المتاحة عبر الويب فإن هناک العديد من النتائج لکل استفسار بحثي، من الصعب استعراضها جميعاً، لذا فإن النتائج الأصلية فقط للأعمال الفنية تصنف على قمة النتائج.

3. يضاف يومياً إلى الويب ما يقرب من (7.5) مليون وثيقة تأخذ الکثير من الوقت حتى يتم ترتيبها وتصنيفها مما يعنى أنه من الصعب أن تکون کل النتائج حديثة جداً.

4. الاتجاه التجاري لمعظم محرکات البحث والذى يعطى رتبة عالية High Rank إلى المصادر التى تدفع اشتراکات لتلک المحرکات أو المصادر التى لها محتوى متوافق مع رؤية تلک المحرکات أو المسئولين عنها.

وعلى ذلک يمکن القول أن محرکات بحث الصور الرقمية ذات الخصائص الجرافيکية جاءت لتساعد المتعلم في مجال التربية الفنية على تخطى الإحباط الذى يمکن أن يواجهه فى حال عدم وصوله إلى الأعمال الفنية التى يبحث عنها عبر محرکات البحث التقليدية، والتي تبحث عن الأعمال الفنية بطريقة نمطية تتشابه إلى حد کبير مع ما قد يحدث مع المتعلم عندما يتجه إلى إحدى المکتبات العامة للبحث عن صورة عمل فني (Addis, M, 2005). ويرى البعض أن محرکات بحث الصور الرقمية ذات الخصائص الجرافيکية أحد أهم أدوات التعليم الإلکترونى التي لا يمکن تجاهلها بل يجب توظيفها فى خدمة المقررات التعليمية - ومن بينها بالطبع مقررات التربية الفنية - من أجل تعزيز عمليات الوصول الرقمي للمصادر التعليمية (Dooley, KE, et al, 2005, 187.).

وفي إطار آخر يرى " بوتر" (Potter, ML, 2010, 14-16) أن توظيف محرکات بحث الصور الرقمية في البحث عن الأعمال الفنية له قيمه تربوية کبيرة، حيث تساعد هذه المحرکات ومن خلال خصائصها الجرافيکية على تعزيز نظام التعلم البصرى، وتسهيل المقارنات بين العديد من المواد البصرية، وتوفير بيئة تفاعلية تمکن المتعلم من خلال ذلک التفاعل مع الصورة أو العمل الفنى، ورؤية الصورة بأکثر من حجم، والتعليق عليها، وإرسالها إلى صديق، بالإضافة إلى فرز وتصنيف الصور وفقاً لملامح الصورة مثل اللون والشکل والحجم، وهو ما يدعم بشکل کبير أهمية توظيف محرکات بحث الصور الرقمية في عملية التعلم، ولا سيما في ضوء هذا النمو الکبير من الصور الرقمية عبر الويب.

ويمکن القول أن کل ما سبق شکل دافعاً قوياً لدى الباحث نحو التوجه لدراسة فاعلية الخصائص الجرافيکية لمحرکات بحث الصور الرقمية فى تنمية اتجاهات المتعلمين نحو عمليات الوصول الرقمي للأعمال الفنية فضلاً عن توظيف هذه المحرکات في تنمية التفکير الابتکارى لدى الطلاب المعلمين بقسم التربية الفنية بکلية التربية النوعية بجامعة عين شمس.

مشکلة البحث:

يحتاج طالب التربية الفنية في أثناء دراسته الجامعية إلى مشاهدة ودراسة کثير من الأعمال الفنية التي تمثل مدارس مختلفة، إلا أن الوصول إلى عدد کبير ومتنوع من هذه الأعمال بالطرق التقليدية يشکل عائقاً کبيراً نحو تلبية متطلبات هذه المقررات الدراسية، ونظراً لأن الويب أصبح بمثابة مستودع فني کبير تختزن بداخلها التراث الرقمى للأعمال الفنية، لذا فإن توظيفها في دعم تدريس مقررات التربية الفنية من الأمور الضرورية، إلا أن هذا التوظيف يتطلب الاعتماد على محرکات بحث قادرة على تلبية متطلبات المتعلم، بحيث تضع بين يديه الصور الرقمية التي تمثل الأعمال الفنية التي يبحث عنها، ونظراً لأن محرکات بحث الصور الرقمية أحد المستحدثات التکنولوجية الجديدة التى ظهرت على الساحة التربوية، وتمتاز عبر خصائصها الجرافيکية المتنوعة بقدرتها على تحقيق العديد من الأهداف التعليمية ذات العلاقة بمجال التربية الفنية؛ لذا فقد أصبحت الحاجة إلى دراستها أمراً ملحاً للتعرف على کيفية استخدام الخصائص الجرافيکية لمحرکات بحث الصور الرقمية في تنمية بعض نواتج التعلم الفنية لدى بعض طلاب کلية التربية النوعية بجامعة عين شمس والمتمثله في الاتجاه نحو الوصول الرقمى للأعمال الفنية، وکذلک التفکير الابتکاري لدى المتعلمين.

وعلى ذلک وللتصدي إلى مشکلة الوصول الرقمي للأعمال الفنية يحاول البحث الحالي الإجابة عن السؤال الرئيس التالي:

"ما  أثر بعض الخصائص الجرافيکية لمحرکات بحث الصور الرقمية في تنمية الاتجاه نحو الوصول الرقمى للأعمال الفنية والتفکير الابتکاري لدى طلاب التربية الفنية؟

ويتفرع من هذا السؤال الأسئلة الفرعية التالية:

1.  ما محرکات بحث الصور الرقمية التي يمکن الاعتماد عليها في مجال التربية الفنية؟

2.  ما الخصائص الجرافيکية لمحرکات بحث الصور الرقمية؟

3.  ما  أثر الخصائص الجرافيکية لمحرکات بحث الصور الرقمية في تنمية الاتجاه نحو الوصول الرقمي للأعمال الفنية؟

4.  ما  أثر الخصائص الجرافيکية لمحرکات بحث الصور الرقمية في تنمية التفکير الابتکاري؟

أهداف البحث:

يهدف البحث الحالي التعرف على:

1.  محرکات بحث الصور الرقمية التي يمکن الاعتماد عليها في مجال التربية الفنية.

2.  الخصائص الجرافيکية لمحرکات بحث الصور الرقمية.

3.  أثر الخصائص الجرافيکية لمحرکات بحث الصور الرقمية في نحو الوصول الرقمي للأعمال الفنية؟

4.  أثر الخصائص الجرافيکية لمحرکات بحث الصور الرقمية في تنمية التفکير الابتکاري؟

فروض البحث:

سعى البحث الحالي نحو التحقق من صحة الفروض التالية:

1. يوجد فرق دال إحصائياً عند مستوى (0.05) بين متوسط درجات أفراد المجموعة الضابطة التي تستخدم ( الطريقة التقليدية: محرکات البحث النصية)، ومتوسط درجات أفراد المجموعة التجريبية التي تستخدم ( محرکات بحث الصور القائمة على الخصائص الجرافيکية) في القياس البعدى لمقياس الاتجاه نحو الوصول الرقمي لصالح المجموعة التجريبية.

2. يوجد فرق دال إحصائياً عند مستوى (0.05) بين متوسط درجات أفراد المجموعة الضابطة التى تستخدم ( الطريقة التقليدية: محرکات البحث النصية)، ومتوسط درجات أفراد المجموعة التجريبية التي تستخدم ( محرکات بحث الصور القائمة على الخصائص الجرافيکية) في القياس البعدى لاختبار التفکير الابتکارى لصالح المجموعة التجريبية.

أهمية البحث:

قد يسهم البحث الحالي في:

1. تقديم حلول علمية متطورة لمشکلات التعليم التقليدى المرتبطة بإيجاد حلول لتنمية اتجاهات المتعلمين نحو الوصول الرقمي، فضلاً عن تنمية تفکيرهم الابتکاري.

2.    توجيه اهتمام العاملين في مجال التربية الفنية نحو أحد المستحدثات التکنولوجية الفنية التى يمکن الاعتماد عليها فى تنمية بعض نواتج التعلم.

3. إثراء المجال البحثى في مجال التربية الفنية بمتغيرات بحثية جديدة تضع أسساً علمية لتوظيف المستحدثات الرقمية فى تنمية نواتج التعلم ذات العلاقة بالتربية الفنية.

حدود البحث:

اقتصر البحث الحالي على:

1.   بعض طلاب قسم التربية الفنية بکلية التربية النوعية بجامعة عين شمس بالفرقة الثانية.

2.   الخصائص الجرافيکية لمحرکات بحث الصور الرقمية المرتبطة بـ ( الحجم، اللون، النوع، البحث بالمتشابهات).

خطوات البحث:

للقيام بإجراءات البحث قام الباحث بالخطوات التالية:

أولاً: تحديد الخصائص الجرافيکية لمحرکات بحث الصور الرقمية، حيث تم تحديد هذه الخصائص من خلال الإطار النظرى للبحث والذى تم على النحو التالى:

1.  إجراء دراسة مسحية تحليلية للأدبيات المرتبطة بالخصائص الجرافيکية لمحرکات بحث الصور الرقمية.

2.  تحديد طبيعة کل خاصية جرافيکية لمحرکات بحث الصور الرقمية.

3.  تحليل بعض نماذج لمحرکات بحث الصور الرقمية عبر الويب.

ثانيًا: توظيف الخصائص الجرافيکية لمحرکات بحث الصور الرقمية في مواقف تعليمية فنية:

1. مرحلة التحليل وتتضمن: تحليل المشکلة وتقدير الحاجات، تحليل المهمات التعليمية، تحليل خصائص المتعلمين، تحليل الموارد والقيود، اتخاذ القرار النهائى بشأن الحلول التعليمية الأکثر مناسبة للمشکلات.

2. مرحلة التصميم وتتضمن: تصميم الأهداف التعليمية، تصميم أدوات القياس، تصميم المحتوى واستراتيجيات تنظيمه، تصميم استراتيجيات التعليم والتعلم، تصميم سيناريو استراتيجيات التفاعل، تحديد نمط التعليم وأساليبه المناسبة، تصميم إستراتيجية التعليم العامة، اختيار مصادر التعلم المتعددة، وصف المصادر، اتخاذ القرار بشأن الحصول على المصادر أو إنتاجها.

3. مرحلة التطوير وتتضمن: تصميم الأنشطة المتعلقة بالبحث عن الأعمال الفنية، والتأکد من صلاحية الخصائص الجرافيکية لمحرک البحث الذى تم تحديده للمعالجة التجريبية وتوافقه مع الأنشطة الفنية التي تم تصميمها.

4.  مرحلة التقويم النهائي وتتضمن: إعداد أدوات التقويم، الاستخدام الميدانى، تطبيق الأدوات، المعالجة الإحصائية، تحليل النتائج ومناقشتها.

ثالثًا: تحديد أثر الخصائص الجرافيکية لمحرکات بحث الصور الرقمية في تنمية الاتجاه نحو الوصول الرقمى والتفکير الابتکارى:

1.   تحديد منهج البحث والتصميم التجريبي.

2.   تحديد عينة البحث الأساسية وتوزيعها على المجموعات التجريبية عشوائياً.

3.   التطبيق القبلي لمقياسي الاتجاه واختبار التفکير الابتکاري.

4.   تنفيذ تجربة البحث الأساسية.

5.   التطبيق البعدي لمقياسي الاتجاه واختبار التفکير الابتکاري.

6.   تحليل النتائج ومناقشتها على ضوء تساؤلات البحث وفروضه.

مصطلحات البحث:

1. محرکات بحث الصور الرقمية: يعرفها الباحث إجرائياً بأنها " أداة يتم من خلالها تجميع الصور الرقمية المتاحة عبر الويب وفهرستها على ضوء مطابقتها لما يبحث عنه المستخدم".

2. الخصائص الجرافيکية لمحرکات بحث الصور الرقمية عبر الويب: يعرفها الباحث إجرائياً بأنها " خصائص العمل الفني من اللون، والحجم، والنوع، والملمس التي يستخدمها المتعلم بديلاً للکلمات أو بالإضافة إليها للبحث عن الصور الرقمية عبر الويب"

3. الوصول الرقمي للأعمال الفنية: العملية التي يقوم من خلالها المستخدم بالبحث عن عمل فنى محدد عبر الويب من خلال محرکات البحث، والتى يکون نتيجتها الحصول على نتائج بحثية تعرض العمل الذى يبحث عنه المستخدم أو بدائل مشابهه له.

4. الاتجاه نحو الوصول الرقمي للأعمال الفنية: المقصود به فى هذا البحث مجموع درجات استجابات الطلاب الإيجابية والسلبية التى تعرض عليهم فى صورة مثيرات لفظية والمرتبطة بعملية الوصول الرقمى للأعمال الفنية عبر محرک البحث.

5. التفکير الابتکاري: يعرف " سيد خيرالله" (1981، 5) التفکير الابتکاري بأنه " قدرة الفرد على الإنتاج إنتاجًا يتميز بأکبر قدر ممکن من الطلاقة الفکرية والمرونة التلقائية، والأصالة وبالتداعيات البعيدة، وذلک کاستجابة لمشکلة أو موقف مثير"، ويرتکز البحث الحالي في قياسه للتفکير الابتکاري على عوامل الطلاقة، والمرونة، والأصالة، ويعبر المجموع الکلي لـ (الطلاقة + المرونة + الأصالة) عن قدرة التفکير الابتکاري لدى الطلاب محل البحث الحالي وذلک من خلال الاختبار الذي سوف يتم إعداده لقياس التفکير الابتکاري.

الإطار النظري

استهدفت الباحث من إعداد الإطار النظري تحديد ما يلي:

  • ·   مفهوم محرکات بحث الصور الرقمية وخصائصها.
  • ·   الخصائص الجرافيکية لمحرکات بحث الصور الرقمية.
  • ·   الاتجاه نحو الوصول الرقمي للأعمال الفنية.
  • ·   التفکير الابتکاري ومحاوره.

1- محرکات بحث الصور الرقمية:

محرک البحث هو أداة لجرد الموارد المعلوماتية المخزنة عبر الويب جرداً آلياً، سواء کانت هذه الموارد نصية، أو مصورة أو فى أى نمط من أنماط الوسائط المتعددة، وقد تعددت التعريفات لمحرکات البحث، ومن التعريفات التي وضعت: أنها عبارة عن أداة تقوم بالبحث فى و/ أو عن مصادر المعلومات عبر الويب، والمصادر يقصد بها هنا المعلومات على المواقع وتخزين عناوينها على مرصد البيانات الخاص بها، ثم تقوم بإتاحتها للمستفيدين کل حسب المصطلح أو المصطلحات المستخدمة في البحث، ومن ثم تمکن المستفيدين من الوصول إلى مصادر المعلومات المختلفة، ويتم تجميع هذه المصادر إما بطريقة آلية أو بطريقة بشرية بواسطة الإنسان (خالد رياض، 1999، 139).

ويرى " زين عبدالهادي" (2002، 10) أن محرکات البحث في البيئة العربية تعمل من خلال استراتيجيات بحث محددة المنطق أو استراتيجيات بحث مفتوحة، وذلک للبحث فى حقول أو وثائق نصية، والأکثر من ذلک أنها تبحث عن أشياء کالمادة المصورة والخرائط والأشکال الأخرى في بيئة محددة هى شبکة الإنترنت، وذلک يعني انها تبحث في ملايين المواقع، ومليارات الکلمات فى وقت محدد وتتميز بسرعة الاستجابة وعادة ما تکون إجاباتها إما مواقع على الإنترنت تتوافر فيها کل المصطلحات التى تم البحث عنها أو بعضها، أو مواقع محددة سلفاً من خلال ما يعرف بأدلة البحث.

وتأتي محرکات بحث الصور الرقمية ضمن أحد أهم أنواع محرکات البحث المتاحة عبر الويب والتي يُطلق عليها محرکات بحث الوسائط المتعددة، وتُعرف محرکات بحث الصور الرقمية بأنها أداة بحث يتم من خلالها تجميع وفهرسة الصور الرقمية من مواقع متعددة عبر الشبکة ليتم إتاحتها للمستخدم للتفاعل معها بالشکل الذي يرغبه (Wang, S., et al, 2007, 587)، وتوجد نماذج متنوعة لمحرکات بحث الصور الرقمية عبر الويب منها على سبيل المثال وليس الحصر: Google, Yahoo, Corbis, Bing, Lycos, Alamy.

ويمکن القول أن لمحرکات بحث الصور الرقمية ملامح مميزة عن نظيرتها من محرکات البحث العادية، وهذه الملامح تترکز حول أن محرکات بحث الصور الرقمية تسمح بـ (سيد ربيع، 2007، 82):

  • ·   البحث عن المادة المصورة باستخدام الکلمات المفتاحية واستخدام عناصر المادة المصورة مثل التاريخ والمحتوى والفنان.
  • ·   البحث بالخصائص الجرافيکية لعناصر المادة المصورة من لون، وشکل، وحجم، وملمس، وغيرها من العناصر الأخرى.
  • ·   البحث داخل قواعد بيانات المواقع المختلفة عبر الويب.
  • ·   عرض المادة المصورة کجزء من النتائج المسترجعة.
  • ·   عرض حقوق النشر وحقوق الاستخدام وملکية المادة المصورة.

وإنشاء محرک بحث للصور الرقمية الفنية عبر الويب يجابه عديد من التحديات منها على سبيل المثال وليس الحصر(Li,Z., et al, 2007, 34; Jing,Y. & Baluja.S, 2008, 307):

  • · المفردات Vocabulary: وهنا تظهر تساؤلات يجب الإجابة عليها مثل: ما ملامح أو خصائص الصورة الفنية التى يجب استخدامها ضمن أدوات المحرک، کيف يتم تحديد الکلمات التي تصف هذه الصورة.
  • · الاستفسارات أو الاستعلامات الطويلة Long query: حيث کفاءة النصوص فى استرجاع المادة المصورة قد تکون أکثر فاعلية من الاستعلام بالمتغيرات البصرية، حيث الکلمات القصيرة قد تسهم فى استرجاع الصورة المطلوبة، بينما الخصائص الجرافيکية إن لم تکن محددة بدقة فقد تأتى بنتائج عکسية.
  • · جودة المحتوى Content quality: من الصعب الحصول على تقييم جودة للمحتوى المصور أو ما يسمى بالترتيب rank حيث غالبية التقديرات أو التقييمات لوثيقة أو صفحة کاملة، ونادراً ما يتم تقييم الصورة عبر رابط خاص بها، وهو ما يؤثر على ترتيب الصور عبر صفحة نتائج المحرک.
  • · تقييم الصلة Relevance ranking: مقياس التشابه بين صورتين يختلف تماماً عن النص، لذلک کيف يمکن ترجيح أفضلية صورة فنية عن أخرى عبر الکلمات التى تصف هذه الصورة.

 

2- الخصائص الجرافيکية لمحرکات بحث الصور الرقمية:

تُعد الخصائص الجرافيکية لمحرکات بحث الصور الرقمية هي المتغير الرئيس للبحث الحالي، ويُطلق على هذه الطريقة کثير من المسميات منها استرجاع الصور القائم على المحتوى Content-based image retrieval (CBIR)، أو الاستفسار بواسطة محتوى الصورة query by image content (QBIC)، کما يُطلق عليها أيضًا اسم استرجاع الخصائص البصرية القائم على المحتوى content-based visual information retrieval (CBVIR)، ويُقصد بالخصائص الجرافيکية المواصفات الفنية من حيث اللون والحجم والملس الخاص بکل عمل فنى، والتي يمکن استخدامها کمتغيرات بحثية يمکن الاستناد عليها فى الوصول إلى العمل الفنى عبر محرک البحث بدلاً من الاعتماد على الکلمات فقط، فعلى سبيل المثال عندما يبحث المستخدم عن عمل فنى لـ " بول کلى " فإنه عبر الطريقة التقليدية للبحث فإن المستخدم يکتب کلمة " بول کلى " أو اسم العمل فى محرک البحث ومن ثم تظهر له آلاف الصفحات التى تحمل نتيجة العمل الفنى، بينما عن طريق استخدام الخصائص الجرافيکية فإن المستخدم عبر المحرک يقوم بتحديد النص الواصف للعمل الفنى ثم تحديد متغيرات جرافيکية ذات علاقة بالعمل مثل اللون الغالب على العمل، أو ملمس العمل الفنى بل أنه يمکن إذا کان يقتنى صورة للعمل الفني فإنه يقوم بتحميلها عبر المحرک ومن ثم يقوم المحرک بالبحث عن الصور المماثلة لهذا العمل، فإن لم يجد فإنه يمکن اقتطاع أى جزء من صورة قد تظهر له ومن ثم إعادة البحث عن الجزء المشابه من الصورة التي يبحث عنها، وذلک حتى يصل إلى النتيجة المرغوبة، وهو ما تتميز به محرکات بحث الصور الرقمية عن نظيراتها من محرکات البحث التقليدية (Vijay, K.& Anitha, R., 2008, 15; Vani, V.& Raju, S., 2010, 204).

وبذلک فإن عملية البحث عن الأعمال الفنية الرقمية عبر الويب باستخدام الخصائص الجرافيکية يمکن أن تحدث من خلال المتغيرات التالية (Vijay, K.& Anitha, R., 2008, 15; Rao, m., et al, 2011, 2890; Sakhare, S.V.& Nasre, V.G., 2011, 58 ):

  • · البحث باللون Search by color: حيث يستخرج محرک البحث فقط الصور والأعمال الفنية التى تتضمن الألوان التي يحددها المستخدم عبر محرک البحث.
  • · البحث بالملمس Search by texture: حيث يستخرج محرک البحث فقط الصور والأعمال الفنية التي لها ملمس محدد على سبيل المثال خشن، ناعم، ...، ويحدد المحرک هذا الملمس عبر من خلال تحليله للکثافات اللونية الموجودة بکل عمل فني.
  • · البحث بالحجم أو الحدود Search by size or shape: حيث يستخرج محرک البحث فقط الصور حسب الأحجام التي يحددها المستخدم (کبيرة، صغيرة، رمز،...) أو أى حجم يحدده المستخدم.
  • · البحث بالنوع Search by type: حيث يستخرج محرک البحث فقط الصور والأعمال الفنية على ضوء النوع الذي يحدده المستخدم (رسم يدوي، قصصات فنية، وجوه، ...).
  • · البحث بالمتشابهات Search by similar: وفيها يقوم المستخدم بتحميل صورة لديه عبر موقع المحرک، ومن ثم يقوم المحرک بتحليل الصورة إلى کثافاتها اللونية المختلفة، ثم استرجاع الصور التي تشابه الصورة التي تم رفعها.

وفي تجربة قام بها " أديس وآخرون" (Addis, M& et al, 2005) لإنشاء محرک بحث يمکن من خلاله البحث عن الأعمال الفنية والقطع الأثرية عبر الويب، تم استخدام عديد من الخصائص الجرافيکية للبحث عن المواد المصورة الرقمية، يمکن عرض بعضها على النحو التالي:

  • · البحث باللون: حيث يقوم المستخدم کما هو موضح بشکل (1) التالي بالبحث عن کرسى أثرى إلا أنه حدد فقط اللون الأحمر، لذا فإن النتائج التي تظهر على صفحة النتائج  الموضحة بشکل (2) تضمنت فقط الکراسي التي تتميز باللون الأحمر.

 

       
       

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

شکل (1): نموذج لمحرک بحث عن الصور باستخدام اللون         شکل (2): صفحة نتائج البحث طبقًا للون

  • · البحث بالمتشابهات: حيث يقوم المستخدم کما هو موضح بشکل (3) بتحميل صورة لأحد الأعمال الأثرية التي يبحث عنها، ومن ثم يقوم المحرک بتحليل الصورة المشابهة للصورة التى تم تحميلها وعرضها بصفحة النتائج الموضحة بشکل (4).

 

       
       

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

شکل (3): نموذج لمحرک بحث عن الصور بالمتشابهات

شکل (4): صفحة نتائج البحث طِبقًا للمتشابهات

  • قاطع الصورة Image cropper: ويستخدم لقطع وقص الصور إذا کان ضرورى قبل تنفيذ عملية البحث عن صورة أو عمل فني. 
  • ·  سلة الاستفسارات Query Basket: تستخدم لتلخيص کل المکونات الحالية لمکونات الاستفسار البحثي.
  • · تاريخ الاستفسارات Query history: حيث يسمح بالفحص والتعرف على عمليات البحث والاستفسارات السابقة وکذلک الإطلاع على النتائج الخاصة بتلک الاستفسارات.

3- الاتجاه نحو الوصول الرقمي للأعمال الفنية:

الاتجاه مجموعة استجابات القبول أو الرفض التي تتعلق بموضوع  جدلى معين، وبالتالى فإن الاتجاه يتضمن حالة تأهب أو استعداد لدى صاحبة يستجيب بطريقة سريعة دون تفکير أو تردد، إزاء موضوع معين، وهذا الموضوع يرتبط عادة بشعور داخلي لدى الفرد، أى أن الاستجابة تنتمى إلى التکوين الانفعالى للشخص، وأن يتم التعبير عنها قولاً (أحمد زکي صالح، 1972، 1983).

ويعتمد نجاح تطبيق أى تکنولوجيا جديدة إلي حد کبير فى العملية التعليمية علي اتجاهات المتعلمين نحو هذه التکنولوجيا، حيث تؤثر اتجاهات المتعلمين فى مدى إقبالهم عليها، وبالتالى فإن الاتجاهات تؤثر بشکل أساسى فى کفاءة عمل أى نظام تکنولوجى جديد، وعلى ذلک  فإن مدى نجاح أو فشل محرکات بحث الصور الرقمية القائمة على الخصائص الجرافيکية في تحقيق أهدافها المرتبطة بتسهيل مهمة طلاب التربية الفنية في الوصول إلى الأعمال الفنية عبر الويب يتوقف بشکل کبير على اتجاهات المتعلمين، وقد تکون الاتجاهات من الأسباب الرئيسية الدافعة إلى تأييد أو مقاومة التجديد وبالتالي مقاومة استخدام تطبيقات التکنولوجيا في العملية التعليمية، لذا تظهر أهمية التعرف على اتجاهات المتعلمين نحو عمليات الوصول الرقمي باعتبارها أحد العوامل الرئيسية فى توظيف هذا الأنظمة المستحدثة، وخاصة أن استخدام محرکات بحث الصور الرقمية القائمة على الخصائص الجرافيکية لطلاب التربية الفنية فى فترة إعدادهم، قد تؤثر على اتجاهاتهم نحو استخدامها فى المواقف التعليمية فى أثناء الخدمة وبعد تخرجهم من الکلية وعملهم فى الحقل التعليمي.

وفي هذا الإطار يشير " مصطفى عبدالسميع " (1998، 215) إلى أن عدم إيمان المعلم بالقيمة التعليمية للمستحدثات التکنولوجية – ومن بينها محرکات بحث الصور الرقمية-، وبالتالى افتقاره لمهارات استخدامها واختيارها بطريقة فعالة يرجع إلى أنه لم تسمح له الفرصة للتعرف على قيمتها والتدريب على استخدامها فى أثناء إعداده لمهنة التدريس. وعلى ذلک يرى الباحث أن استخدام محرکات بحث الصور الرقمية في التدريس لطلاب التربية الفنية في أثناء فترة إعدادهم بکليات التربية النوعية قد تؤثر على اتجاهاتهم نحو استخدامها في التدريس في أثناء الخدمة.

وأهم ما يميز الاتجاهات عن غيرها من المتغيرات النفسية الأخرى أنها مکتسبة، ومتعلمة بواسطة البيئة المحيطة، حيث أنها ليست وراثية، کما أنها متعددة ومتنوعة، وتختلف وفق المتغيرات المتجددة، تتکون وترتبط بمتغيرات ومواقف اجتماعية، کذلک يمکن تغييرها وتعديلها رغم اتصافها بالثبات النسبي، وأخيراً فهى نتاج للخبرات السابقة، وترتبط بالسلوک الحاضر، وتوقع السلوک في المستقبل (حامد زهران، 2000، 174)

4- التفکير الابتکاري:

تناولت عديد من الدراسات العلمية تعريف التفکير الابتکاري، ومن خلال هذه الدراسات ترکز مفهوم الابتکار في أربعة عناصر رئيسية هي: الابتکار کعملية، حيث ترکز هذه الفئة من التعريفات على  العملية الابتکارية أو الکيفية التى يبتکر به المبتکر عمله، والابتکار کناتج حيث ترکز هذه الفئة من التعريفات على المواصفات والخصائص المميزة التي يتصف بها ناتج العملية الابتکارية، وکذلک الابتکار کسمة شخصية، حيث تنصب هذه الفئة من التعريفات على السمات الشخصية للمبتکرين على افتراض أن هذه الخصائص أو السمات تُعد بمثابة صيغ نفسية فى ظلها يبتکر المبتکرون عملهم، وأخيرًا الابتکار کبيئة حيث تنصب على مجموعة الشروط والضوابط التي يترتب على وجودها أو توافرها حدوث وإتمام وتشجيع وتنمية تحسين الابتکار.

ويجب الوضع فى الاعتبار أن التفکير الابتکارى لا يعنى إنتاج شئ من لا شئ أو إنتاج شيء من العدم، ولکن الابتکار مشروط بالخبرة الکلية لدى الفرد، ومن ثم فإن جوهر الابتکار يکمن فى قدرة الفرد على إعادة تنظيم الخبرات السابقة، وفى إنتاج نماذج أصيلة جديدة من معلومات وعناصر سابقة، فالابتکار سلوک بشرى راقى يمکن وصفه وتحديد عناصره وشروطه الداخلية والخارجية (يوسف السيد عبد الجيد، 1992، 60).

ويعتمد البحث الحالي في قياسه للتفکير الابتکارى على عوامل الطلاقة، والمرونة، والأصالة، والتي أشار إليها " سيد خيرالله " (1981، 5) على النحو التالي:

  • ·   الطلاقة الفکرية Ideational Fluency: القدرة علي استدعاء أکبر عدد ممکن من الأفکار المناسبة في فترة زمنية محددة لمشکلة أو مواقف مثيرة.
  • · المرونة التلقائية Spontaneous Flexibility: القدرة علي إنتاج استجابات مناسبة لمشکلة أو مواقف مثيرة، استجابات تتسم بالتنوع واللانمطية وبمقدار زيادة الاستجابات الفريدة الجديدة تکون زيادة المرونة التلقائية. 
  • · الأصالة Originality: القدرة على إنتاج استجابات أصيلة أي قليلة التکرار بالمعنى الإحصائي داخل الجماعة التى ينتمي إليها الفرد، أى أنه کلما قلت درجة شيوع الفکرة ذادت درجة أصالتها.

5- تعقيب حول الإطار النظري:

ساهم الإطار النظرى للبحث الحالى وبشکل کبير فى تحديد مفهوم محرکات بحث الصور الرقمية عبر الويب وتحديد خصائص هذه المحرکات التى تتمرکز حول استخدام النصوص والخصائص الجرافيکية معاً في البحث بدلاً من استخدام النصوص فقط، کما أسهم الإطار النظرى للبحث فى تحديد الخصائص الجرافيکية لمحرکات بحث الصور الرقمية والتى ترتکز على البحث باللون color، البحث بالحجم size or shape، البحث بالنوع type، البحث بالمتشابهات similar، کذلک ساهم الإطار النظرى فى عرض نماذج واضحة لاستخدام الخصائص الجرافيکية في عمليات بحثية عن أعمال فنية محددة، کذلک من خلال الإطار النظرى تم تحديد أهمية اکتساب الطلاب لاتجاهات إيجابية نحو عمليات الوصول الرقمى للأعمال الفنية انطلاقاً من أن طالب اليوم سوف يصبح معلم تربية فنية غداً ويقع عليه عبء توظيف المستحدثات التکنولوجية في تدريس التربية الفنية، وأخيراً تم تحديد العوامل المؤثرة فى تنمية القدرة على التفکير الابتکارى لدى الطلاب والمتمثلة فى الطلاقة، المرونة، الأصالة.

الإجراءات المنهجية للبحث:

نظرًا لأن هذا البحث يُعد من البحوث شبه التجريبية، فقد اتبع الباحث الإجراءات التالية:

  • ·  أولاً: منهج البحث.
  • ·  ثانياً: عينة البحث.
  • ·  ثالثاً: تصميم المعالجات التجريبية وتطويرها.
  • ·  رابعاً: أدوات البحث:
  • ·  خامساً: إجراءات تجربة البحث وجمع البيانات.
  • ·  سادساً: المعالجة الإحصائية للبيانات.
  • ·  سابعاً: نتائج البحث.

أولاً: منهج البحث: اعتمد البحث الحالي على المنهجين التاليين:

1.  المنهج الوصفي: لدراسة الخصائص الجرافيکية لمحرکات بحث الصور الرقمية عبر الويب.

2. المنهج شبه التجريبي: وذلک بغرض دراسة العلاقة السببية بين المتغيرات المستقلة والمتغيرات التابعة، وقد تم استخدام المنهج شبه التجريبى فى البحث الحالى للکشف عن العلاقة بين المتغيرات التالية:

  • ·  المتغير المستقل : Independent variableالخصائص الجرافيکية لمحرکات بحث الصور الرقمية.
  • ·  المتغير التابع :Dependent variableالاتجاه نحو الوصول الرقمى، والتفکير الابتکارى.

   استخدم الباحث التصميم التجريبي ذو المجموعتين الضابطة والتجريبية حيث تدرس المجموعة التجريبية باستخدام الخصائص الجرافيکية لمحرکات بحث الصور الرقمية، وتدرس المجموعة الضابطة باستخدام محرکات البحث النصية العادية، ويوضح جدول (1) التصميم التجريبي للبحث.

 

جدول: (1): التصميم الجريبي للبحث

مجموعتي البحث

المتغير المستقل

المتغيرات التابعة

المجموعة التجريبية

الخصائص الجرافيکية لمحرکات بحث الصور الرقمية

- الاتجاه نحو الوصول الرقمي.

- التفکير الابتکارى.

 

المجموعة الضابطة

محرکات البحث النصية

ثانياً: عينة البحث:

تکونت عينة البحث من (60) طالباً تم اختيارهم من بين عدد (77) طالباً شارکوا فى استطلاع الرأى الخاص باستخدام محرکات بحث الصور الرقمية، وقد تم توزيع الطلاب على مجموعتين المجموعة الأولى وهى المجموعة الضابطة التى تستخدم محرکات البحث النصية، والمجموعة الثانية وهى المجموعة التجريبية والتى تستخدم محرکات بحث الصور الرقمية التى تعتمد على بعض الأدوات والخصائص الجرافيکية.

ثالثًا: تصميم المعالجة التجريبية وتطويرها:

لتصميم المعالجة التجريبية للبحث وفق المتغير المستقل والمتغيرات التابعة تم إتباع مراحل التصميم التعليمي التالية:

1- مرحلة التحليل: وقد اشتملت هذه المرحلة على الخطوات التالية:

1-1 تحليل المشکلة وتقدير الحاجات:  ينطلق البحث الحالى فى جوهره من أن محرکات بحث الصور الرقمية التى ظهرت فى الآونة الأخيرة لها من القدرات والخصائص ما يمکن أن يساعد فى حل کثير من مشکلات التعليم التقليدى التى يواجه فيها طلاب التربية الفنية صعوبات متعلقة بوصولهم إلى مصادر متنوعة للأعمال الفنية التى يحتاج الطلاب إلى دراستها وتوظيفها فى مواقف التعلم المتنوعة، ولما کانت محرکات بحث الصور الرقمية لها من الخصائص الجرافيکية ما يجعلها قادرة على تنويع متغيرات البحث ذات العلاقة بالأعمال الفنية مثل اللون color، والحجم size، والقوام texture  فإن البحث الحالى يأتى کمحاول لتحديد فاعلية هذه الخصائص الجرافيکية في تنمية الاتجاه نحو الوصول الرقمى، والتفکير الابتکاري لدى طلاب التربية الفنية.

1-2 تحليل المهمات التعليمية: ارتکز البحث الحالي على بعض المهمات التعليمية التى حددها المقرر الدراسي الخاص بفنون الأطفال والبالغين لطلاب الفرقة الثانية قسم التربية الفنية بکلية التربية النوعية، حيث ارتکز البحث الحالى على دراسة بعض الأعمال الفنية لکبار الفنانين الأجانب والمصريين التى استلهمت من فنون الأطفال واتسمت أعمالهم بسمات تعبيرية لفنون الأطفال، ومحاولة الوصول إلى هذه الأعمال عبر محرکات بحث الصور الرقمية.

1-3 تحليل خصائص المتعلمين: الطلاب عينة البحث الحالي من طلاب قسم التربية الفنية بکلية التربية النوعية الفرقة الثانية بالعام الدراسي 2013/2014، وقد تمت مقابلة هؤلاء الطلاب لمناقشتهم فى بعض الموضوعات التى لها علاقة بتطبيق البحث الحالى والخاصة باستخدامهم الکمبيوتر والإنترنت وکذلک محرکات بحث الصور الرقمية، وقد أشارت نتائج هذه المقابلات إلى أن الطلاب يجيدون استخدام الکمبيوتر بنسبة (97.23%)، کما أجمعوا بنسبة (88%) على اقتنائهم لأجهزة کمبيوتر شخصية متصلة بالإنترنت، وأن (92%) منهم يستخدم محرکات البحث عبر الويب، وأکثر المحرکات استخداماً هو محرک (Google) بنسبة 100%، إلا أن غالبية الطلاب وبنسبة 87% لا يستخدمون الخصائص الجرافيکية لمحرکات بحث الصور الرقمية.

1-4 تحليل الموارد والقيود في البيئة التعليمية: نظراً لوجود صعوبات فنية ومادية تتعلق بتطوير الباحث لمحرک بحث رقمى خاص للتجربة يمکن من خلاله البحث عن الأعمال الفنية باستخدام الخصائص الجرافيکية، فقد اتجه الباحث نحو استخدام محرک البحث (Google) الذى يوفر إمکانية البحث عن الصور بالنص، وباللون، وبالحجم، وبالنوع، وبالمتشابهات.

2- مرحلة التصميم: وقد اشتملت هذه المرحلة على الخطوات التالية:

2-1 إعداد قائمة الأهداف السلوکية: الهدف السلوکي نتاج تعليمى يُکتسب بعد المرور بخبرة معينة، والنتاج المطلوب من المتعلم إتقانه بعد مروره بخبرة الخصائص الجرافيکية لمحرکات بحث الصور الرقمية هو تنمية الاتجاه الإيجابى نحو الوصول الرقمى للأعمال الفنية، وکذلک تنمية التفکير الابتکارى المتعلق بتوظيف واستخدام محرکات بحث الصور الرقمية فى حل عديد من المشکلات التربوية ذات العلاقة بتدريس التربية الفنية، وعلى ضوء ذلک تم إعداد قائمة بالأهداف التعليمية تم فيها مراعاة الشروط والمبادئ التي ينبغى مراعاتها فى صياغة الأهداف التعليمية، وتم عرضها على السادة المحکمين، ثم تعديلها على ضوء ما أبدوه، وقد بلغ عدد الأهداف (10) أهداف.

2-2 تصميم إستراتيجية تنظيم المحتوى وتتابع عرضه: لا تتضمن تجربة البحث الحالى محتويات تعليمية مباشرة، بل تتضمن التجربة بعض الأنشطة التى يمارس من خلالها الطالب عمليات بحث متنوعة من أجل الوصول إلى أعمال فنية متنوعة، وقد تم تقسيم هذه الأنشطة بناء على السمات التعبيرية المتنوعة لفنون الأطفال، والبحث عن الأعمال الفنية ذات العلاقة بکل سمة فنية.

2-3 تصميم أدوات البحث القائمة على الخصائص الجرافيکية: تم تحديد محرک البحث Google image ليتم توظيفه في البحث عن الأعمال الفنية عبر المعالجة التجريبية الخاصة بالبحث الحالي، ومن خلال هذا المحرک الذى تم تحديده تم تحديد الأدوات التالية:

  • · البحث باللون Search by color: حيث يستخرج محرک البحث فقط الصور والأعمال الفنية التي تتضمن الألوان التي يحددها المستخدم عبر محرک البحث، وذلک کما هو موضح بشکل (5).

 

 

 

 

 

 

شکل (5): استخدام متغير البحث الخاص باللون في الوصول إلى أعمال فنية

  • · البحث بالحجم أو الحدود Search by size or shape: حيث يستخرج محرک البحث فقط الصور حسب الأحجام التي يحددها المستخدم (کبيرة، صغيرة، رمز،...) أو أى حجم يحدده المستخدم، وذلک کما هو موضح بشکل (6).

 

 
   

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

شکل (6): استخدام متغير البحث الخاص بالحجم في الوصول إلى أعمال فنية

  • · البحث بالنوع Search by type: حيث يستخرج محرک البحث فقط الصور والأعمال الفنية على ضوء النوع الذي يحدده المستخدم (رسم يدوي، قصصات فنية، وجوه، ...)، وذلک کما هو موضح بشکل (7).

 

 

 

 

 
   

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

شکل (7): استخدام متغير البحث الخاص بالنوع  في الوصول إلى أعمال فنية

  • · البحث بالمتشابهات Search by similar: وفيها يقوم المستخدم بتحميل صورة لديه عبر موقع المحرک، ومن ثم يقوم المحرک بتحليل الصورة إلى کثافاتها اللونية المختلفة، ثم استرجاع الصور التي تشابه الصورة التي تم رفعها، وذلک کما هو موضح بشکل (8).

 

 
   

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

شکل (8): استخدام متغير البحث الخاص بالمتشابهات  في الوصول إلى أعمال فنية

2-4 تحديد طرائق واستراتيجيات التعليم والتعلم: فيما يخص استراتيجيات التعليم اعتمد البحث الحالى على إستراتيجية الاستکشاف من خلال السماح للمتعلم باستخدام محرکات بحث الصور الرقمية واستخدام الخصائص الجرافيکية الخاصة بالمحرک من أجل الوصول إلى الأعمال الفنية التي يبحث عنها والتى لها علاقة مباشرة بالأعمال الفنية التى يقوم بدراستها، ويتم تنفيذ هذه الإستراتيجية عبر عمليات متنوعة من المقارنة والتحليل والاستنتاج، واقتصر دور الباحث على تقديم المساعدة والتوجيه المرتبط باستکشاف الأعمال الفنية عبر محرکات البحث، أما فيما يخص استراتيجيات التعلم فقد تم الارتکاز على مجموعة من الاستراتيجيات التي تسهم فى تنمية الاتجاه والتفکير الابتکاري، ومنها إستراتيجية معالجة المعلومات والتى تتضمن استراتيجيات فرعية منها إستراتيجية التکامل والتى تم توجيه الطلاب نحو تنفيذها بهدف تکامل المعلومات الجديدة مع المعلومات السابقة، وإستراتيجية التنظيم التى تم من خلاله حث الطلاب بناء مخططات وخرائط معرفية للمفاهيم والمهمات المرتبطة بالأعمال الفنية، وکذلک إستراتيجية التخطيط والتنظيم الذاتى التي ترکز على مساعدة الطلاب على السير المنظم في العملية التعليمية وحل المشکلات التى تواجههم، إستراتيجية توليد الأسئلة الذاتية التى توجه الطلاب نحو توليد الأسئلة الذاتية ذات المستوى العالى فى التفکير وکذلک الإجابة عليها، إستراتيجية اتخاذ القرار التى تساعد على زيادة قدرة المتعلمين في التوجه نحو خيارات بحثية متنوعة.

2-4 تصميم سيناريو استراتيجيات التفاعلات التعليمية: على ضوء طبيعة البحث الحالى بالإضافة إلى طبيعة محرک البحث الذى تم تحديده لتنفيذ المعالجة التجريبية للبحث الحالى وهو محرک Google ؛ فقد تم تحديد طبيعة التفاعلات التعليمية القائمة على تفاعل المتعلم مع المحتوى والمتمثل فى الصور الرقمية التى يصل إليه الطالب، هذا بالإضافة إلى تفاعل الطالب مع واجهة التفاعل الخاصة بمحرک البحث.

2-5 تصميم نمط التعليم وأساليبه: في ضوء تصميم سيناريو استراتيجيات التفاعلات التعليمية، فقد اعتمد اکتساب الأهداف التعليمية ضمن محرک البحث محل التجربة الحالية على نمط التعليم الفردي المستقل.

2-6 تصميم إستراتيجية التعليم العامة: تم تصميم الإستراتيجية العامة للتعليم على النحو التالي: استثارة الدافعية والاستعداد للتعلم للطلاب عن طريق عرض أهم خصائص محرکات البحث، وعرض أهداف موضوع التعلم کمنظمات تمهيدية متقدمة، مع ربطها بموضوعات التعلم السابق لتحقيق التهيئة المناسبة لبدء عملية البحث عبر المحرکات، ثم تشجيع مشارکة الطلاب وتنشيط استجاباتهم، وتقديم أساليب التعزيز والرجع المناسبة فور تقديم أعمال فنية رقمية لها علاقة بموضوع التعلم، ثم قياس الأداء عن طريق الاختبار المحاکى، وأخيراً ممارسة التعلم وتطبيقه فى مواقف جديدة.


3- مرحلة التطوير: اشتملت هذه المرحلة على الخطوات التالية:

3-1 التطوير (الإنتاج) الفعلي: يتم تنفيذ تجربة البحث الحالى على محرک بحث جاهز وهو المحرک Google لذلک فإنه لم تکن هناک عمليات تطوير فنية لمحرک البحث بل تم تطوير بعض الأنشطة التي سوف يمارسها الطلاب عبر المحرک، حيث تم إعداد (5) أنشطة ذات علاقة بالأعمال الفنية التى تتسم بالسمات التعبيرية لفنون الأطفال، بحيث يقوم الطالب عبر کل نشاط باستخراج أهم الأعمال التى تتسم بالسمات التعبيرية لفنون الأطفال.

3-2 عملية التقويم البنائي: تم عرض الأنشطة وکذلک عرض الخصائص الجرافيکية لمحرک البحث محل التجربة على بعض الخبراء في التربية الفنية للتأکد من صلاحية الأنشطة للتطبيق، وأنها قد جاءت متوافقة مع الخصائص الجرافيکية لمحرکات البحث، وقد أسفرت هذه العملية عن بعض التوجيهات التى أشار إليها المحکمون مثل تعديل بعض مکونات الأنشطة، وتقديم تلميحات وتوجيهات مباشرة للطلاب حول کيفية الوصول للأعمال الفنية.

3-5 عملية التشطيب والإخراج النهائي للمعالجات: بعد الانتهاء من عمليات التقويم البنائى للمعالجة التجريبية للوقوف على ضبط المتغير المستقل موضع الدراسة والتأکد من خلو التجربة من الأخطاء فى التصميم، وتعديل ما يلزم بناء على آراء السادة الخبراء والمحکمين، وطبقاً لنموذج التصميم والتطوير التعليمى المتبع تم إعداد المعالجة فى صورتها النهائية، والتأکد من فاعلية عمل الخصائص الجرافيکية لمحرک بحث جوجل عبر الأجهزة المتاحة بمعمل الکلية، وأنها تعمل بدقة، بالإضافة إلى سهولة استخدامها من قِبل الطلاب عبر برامج التشغيل.

رابعاً: أدوات البحث:

1-مقياس الاتجاهات:

1.  تحديد الهدف من مقياس الاتجاهات: يهدف المقياس إلي قياس اتجاهات الطلاب نحو الوصول الرقمي للأعمال الفنية عبر الويب.

2. تحديد محاور مقياس الاتجاهات: تم تحديد محاور مقياس الاتجاهات علي ضوء خصائص محرکات بحث الصور الرقمية، بالإضافة إلي إطلاع الباحث علي أکثر من دراسة اهتمت بمقاييس الاتجاهات نحو الويب ومشتملاتها، ونتيجة لذلک تحددت محاور مقياس الاتجاهات في المحاور الرئيسية التالية: 

  • ·     المحور الأول: التفاعل والاستمتاع بمحرکات البحث.
  • ·     المحور الثاني: أهمية محرکات البحث في الوصول الرقمى.
  • ·     المحور الثالث: معوقات استخدام محرکات البحث فى الوصول الرقمى.

3. بناء المقياس: بعد تحديد المحاور السابقة قام الباحث بصياغة عبارات المقياس الخاصة بکل محور من المحاور السابقة لمقياس الاتجاهات، وقد اشتمل کل محور من تلک المحاور علي (10) عبارات (5) منها إيجابية، (5) أخري سلبية، وبلغ إجمالى عدد العبارات بالمقياس (30) عبارة.

4. قياس شدة الاستجابة: لاشک في أن طريقة " ليکرت " لتحديد معايير مقاييس الاتجاهات من أشهر الطرق المستخدمة لذلک، حيث يتم تقديم العبارات للفرد وأمام کل عبارة خمسة بدائل للاستجابة هى ( موافق بشدة، موافق، محايد، غير موافق، غير موافق بشدة)، وقد روعي فى تقدير الاستجابات تدرجها من (5-1) بالنسبة للعبارات الموجبة، وتتدرج من (1-5) بالنسبة للعبارات السالبة.

5. صدق المقياس: تم تقدير الصدق الظاهرى للمقياس بعرضه على مجموعة من المحکمين لأخذ آرائهم بالمقياس، وقد أشار السادة المحکمين إلى بعض التعديلات في الصياغة اللغوية لبعض بنود المقياس، وکذلک حذف بعض العبارات من بعض المحاور، وقد قام الباحث بتعديل المقياس وفق آراء المحکمين ليصبح عدد عباراته (24) عبارة، تتکون من (12) عبارة إيجابية، (12) عبارة سلبية.

6.  صدق الاتساق الداخلى: يقصد بصدق الاتساق الداخلى حساب صلاحية المقياس لقياس ما وضع لقياسه، ويتم ذلک بحساب معاملات الارتباط بين درجات المجموعة الاستطلاعية على کل عبارة، ودرجاتهم الکلية على المقياس ککل، وتراوحت قيم معامل الارتباط بين (0.60) إلي ( 0.81) وهي قيم دالة عند مستوى (0.01)، ولتحديد ما إذا کان کل مکون أو محور من محاور المقياس الثلاثة يقيس ما يقيسه المقياس ککل استلزم الأمر إيجاد معامل الارتباط بين کل محور والمقياس ککل، وقد تبين التالي:

  • ·    بالنسبة للمحور الأول الخاص بالتفاعل والاستمتاع بمحرکات البحث جاءت قيمة معامل الارتباط الخاص به 0.86
  • ·    بالنسبة للمحور الثاني الخاص بأهمية محرکات البحث فى الوصول الرقمى جاءت قيمة معامل الارتباط الخاص به 0.89
  • ·    بالنسبة للمحور الثالث الخاص بمعوقات استخدام محرکات البحث فى الوصول الرقمى جاءت قيمة معامل الارتباط الخاص به 0.83

7. شدة الانفعالية: تعتبر شدة الانفعالية مناسبة إذا کانت النسبة المئوية للذين استجابوا للبديل المحايد أقل من 25% من أفراد عينة البحث لکل مفردة وبعد حساب شدة الانفعالية تبين عدم حصول أى عبارة على الاستجابة المحايدة أکثر من 25%.

8. ثبات المقياس: لحساب الثوابت الإحصائية للمقياس تم تطبيقه علي عينة استطلاعية قوامها 15 طالباً، من طلاب الفرقة الثانية بقسم التربية الفنية بکلية التربية النوعية، وتم تصحيح أوراق الاستجابة ورصد الدرجات تمهيداً لحساب الثوابت الإحصائية للمقياس، باستخدام معادلة ألفا کرونباخ Crounbach وجاء ثبات المقياس مساويًا ( 0.81) وهي قيمة مناسبة للثبات تصلح کأساس للتطبيق.

9. زمن الاستجابة للمقياس:علي ضوء ما أسفرت عنه نتائج التجربة الاستطلاعية للمقياس، تم حساب الزمن المناسب له، وذلک بحساب متوسط الزمن الذى استغرقه الطلاب في الإجابة على کل المفردات، واتضح أن زمن تطبيق المقياس لا يتجاوز (20) دقيقة.

10. الصورة النهائية للمقياس: بعد حساب صدق وثبات المقياس أصبح المقياس فى صورته النهائية مکونًا من (24) عبارة، (12) عبارة منها إيجابية و(12) أخرى سلبية، وعلى ذلک فالدرجة الکلية للمقياس (120) درجة، وهى تعد أعلى درجة، أما أدنى درجة للمقياس (24) درجة، والدرجة المحايدة (72) درجة، وعلى ذلک تکون اتجاهات المفحوص إيجابية إذا حصل على درجات أکبر من (72) درجة وسلبية إذا حصل على اقل من (72) درجة، ومحايدة إذا حصل على (72) درجة.

2-اختبار التفکير الابتکارى:

1. تحديد الهدف من الاختبار: استهدف الاختبار قياس قدرة طلاب التربية الفنية بکلية التربية النوعية على إنتاج حلول ابتکارية عبر محرکات بحث الصور الرقمية لمواجهة بعض المشکلات التربوية ذات العلاقة بتدريس التربية الفنية، وذلک من خلال ثلاثة قدرات رئيسة وهي الطلاقة، والمرونة، والأصالة.

2. تحديد محتوي الاختبار: تم تحديد محتوي الاختبار بعد الإطلاع علي العديد من الأدبيات والبحوث التي تناولت بناء اختبارات التفکير الابتکارى والمرتبطة بمحتويات محددة، کما اطلع الباحث على بعض الاختبارات العامة للتفکير الابتکارى مثل اختبار تورانس للتفکير الابتکارى، حيث وضع الباحث هذه الاختبارات موضع الاعتبار عند بنائه لاختبار التفکير الابتکارى، وقد تکون الاختبار من (8) بنود راعى فيها الباحث عند صياغتها أن تکون في صورة لفظية، وأن تکون مفتوحة النهايات، وأن يقيس کل بند من بنود الاختبار مهارات التفکير الابتکارى الثلاثة الطلاقة الفکرية، المرونة، الأصالة ليشکل مجموعها قدرة الفرد على التفکير الابتکارى.

3. تحديد طريقة تصحيح الاختبار: لتصحيح الاختبار تم إعداد قائمة بالإجابات التى وردت بالمناقشات العامة مع الطلاب، واستبعاد الإجابات التي تم تسجيلها بالقائمة عند تصحيح الاختبار، مع استبعاد الأفکار غير المناسبة، وإعطاء درجة لکل إجابة بالنسبة للطلاقة والمرونة، ثم إحصاء تکرار الإجابات بالنسبة للأصالة، وأخيراً جمع درجات الطلاقة والمرونة والأصالة، لتشکل في مجموعها الدرجة الکلية لاختبار التفکير الابتکاري.

4. صدق الاختبار: لتحديد صدق الاختبار قام الباحث بعرض الاختبار علي مجموعة من المحکمين، وذلک بهدف أخذ رأيهم في مدى وضوح بنود الاختبار، ومناسبة الاختبار للهدف الذى وضع من أجله، وصلاحية الاختبار للتطبيق، وقد أکدت نتائج التحکيم ارتباط أسئلة الاختبار بالهدف منه، حيث بلغت نسبة إجماع المحکمين علي ارتباط الأهداف بالأسئلة أعلى من 80 % لکل هدف، وقد اقترح المحکمون بعض التعديلات فى صياغة بنود الاختبار، وقد قام الباحث بإجراء التعديلات التى اقترحها السادة المحکمون.

5. ثبات الاختبار: من خلال التجربة الاستطلاعية تم حساب معامل ثبات اختبار التفکير الابتکارى، وقد بلغ معامل ثبات الاختبار (0.76)، وهو معامل ثبات مناسب، مما أکد علي صلاحية الاختبار للاستخدام في البحث الحالي.

6. زمن الاختبار: تم تحديد زمن الإجابة على الاختبار عن طريق حساب متوسط الزمن الذي استغرقه (15) طالب هم قوام العينة الاستطلاعية، فى الإجابة على الاختبار حيث بلغ إجمالي الزمن (80) دقيقة موزعة على بنود الاختبار بواقع (10) دقائق لکل بند من البنود.

خامساً: إجراءات تجربة البحث وجمع البيانات: مرت التجربة الأساسية بالمراحل التالية:

1.  التطبيق القبلي لمقياس الاتجاه واختبار التفکير الابتکارى على مجموعتى البحث، للتأکد من تجانس المجموعات في مدخلاتهم.

2.  عقد لقاء موسع مع أفراد المجموعة التجريبية والضابطة وبيان آليات تفاعلهم مع محرکات البحث.

3. تطبيق المعالجات التجريبية بالتزامن على مدى أسبوعين بالفصل الدراسى الأول من العام الجامعي 2013/2014 في الفترة من 12/10/2013 وحتى 24/10/2013.

4. قامت عملية التطبيق على تقديم الأنشطة التعليمية للمتعلمين النشاط تلو الأخر وإتاحة الفرصة للطلاب بمعمل الکلية لتنفيذ الأنشطة التى تم توجيههم إليها عبر محرک بحث الصور الرقمية محل المعالجة التجريبية للبحث، وقد تم توجيه الطلاب نحو التجول بالمحرک واستخدام الخصائص الجرافيکية من اجل الوصول إلى مزيد من الأعمال الفنية.

5. قام الباحث بعدد متنوع من الأدوار في أثناء فترة التطبيق منها:متابعة الطلاب خلال استخدامهم للمحرک، تشجيع الطلاب على الاستمرار فى التجول بکل محرک، مراقبة تطبيق الأنشطة من کل طالب على حدة.

6.  التطبيق البعدى لمقياس الاتجاه واختبار التفکير الابتکاري.

7.  رصد درجات التطبيق البعدي تمهيداً لإجراء المعالجات الإحصائية.

سادساً: المعالجة الإحصائية للبيانات:

لاختبار فروض البحث استخدمت حزمة البرامج الإحصائية للعلوم الاجتماعية "SPSS" لإجراء المعالجات الإحصائية، حيث استخدمت الأساليب الإحصائية التالية:

1. تم استخدام اختبار T-Testللتأکد من تکافؤ المجموعات وکذلک للمقارنة بين المجموعتين الضابطة والتجريبية فى التطبيق البعدى لکل من مقياس الاتجاه نحو الوصول الرقمى واختبار التفکير الابتکاري.

2. کذلک تم استخدام معادلة "Gay" لحساب حجم الأثر للمتغير المستقل موضع البحث الحالى (محرک البحث ذو الخصائص الجرافيکية) على المتغيرات التابعة موضع البحث الحالي. حيث يمثل حجم التأثير مؤشراً إحصائياً مکملاً لاختبارات الدلالة الإحصائية، والتى توفر دليلاً حول وجود أو عدم وجود تأثير للمتغير المستقل على المتغير التابع، ويعتبر حجم الأثر الذي تصل قيمته (0.20) حجم صغير للأثر، وحجم الأثر الذى تصل قيمته (0.50) حجم متوسط للأثر، وحجم الأثر الذى تصل قيمته إلى (0.80) يُعد حجم کبير للأثر. (على ماهر خطاب، 2007، ص 641-644)

سابعاً: نتائج البحث:

1-عرض النتائج الخاصة بمقياس الاتجاه نحو الوصول الرقمي:

(1-1) تکافوء المجموعة الضابطة مع المجموعة التجريبية فيما يتعلق بمقياس الاتجاه:

لحساب تکافوء المجموعتين من خلال درجات مقياس الاتجاه في القياس القبلى للمجموعتين الضابطة والتجريبية، تم حساب المتوسط الحسابى، والانحراف المعيارى، وقيمة "ت" لدرجات أفراد المجموعتين الضابطة والتجريبية فى القياس القبلي لمقياس الاتجاه، والجدول التالي يوضح ذلک:

جدول (2) المتوسط الحسابى والانحراف المعيارى وقيمة "ت" لمتوسطات درجات

أفراد المجموعتين الضابطة والتجريبية في التطبيق القبلى لمقياس الاتجاهات

المجموعة

العدد

المتوسطات

الانحراف المعياري

قيمة t المحسوبة

درجات الحرية

مستوى الدلالة

الضابطة

محرک بحث عادي

30

44.32

2.50

0.960

58

غير دالة

عند (0.05)

التجريبية

محرک بحث بالخصائص الجرافيکية

30

42.35

3.25

وقد أشارت نتائج المعالجة الإحصائية کما هي مبينة في الجدول السابق إلي أن قيمة "ت" (0.960) وهي غير دالة إحصائيا عند مستوي دلالة (0.05)، وهذا يعني عدم وجود فروق دالة إحصائيا بين المجموعتين، مما يشير إلي تکافوء اتجاهات الطلاب نحو الوصول الرقمى باستخدام محرکات بحث الصور الرقمية قبل إجراء التجربة، وبالتالى يمکن اعتبار أن المجموعات متکافئة فيما بينها قبل التجربة، وأن أية فروق تظهر بعد التجربة فى مقياس الاتجاهات ترجع إلي الاختلافات فى متغيرات التجربة المستقلة، وليس إلى اختلافات موجودة بالفعل قبل إجراء التجربة بين المجموعات.

(1-2) عرض النتائج الخاصة بمقياس الاتجاه:

من خلال النتائج الخاصة بمقياس الاتجاه سعى البحث الحالي نحو التحقق من صحة الفرض الأول والذي ينص علي: "يوجد فرق دال إحصائياً عند مستوى (0.05) بين متوسط درجات أفراد المجموعة الضابطة التي تستخدم ( الطريقة التقليدية: محرکات البحث النصية)، ومتوسط درجات أفراد المجموعة التجريبية التي تستخدم ( محرکات بحث الصور القائمة على الخصائص الجرافيکية) في القياس البعدى لمقياس الاتجاه نحو الوصول الرقمى لصالح المجموعة التجريبية".

وللتحقق من صحة الفرض الأول الخاص بالمقارنة بين المجموعة التجريبية التى استخدمت محرک بحث الصور الرقمية ذو الخصائص الجرافيکية، والمجموعة الضابطة التى استخدمت محرک البحث التقليدى القائم على النص، وذلک فيما يتعلق بمقياس الاتجاه نحو الوصول الرقمي، تم استخدام اختبار "ت" للتعرف على دلالة الفروق بين المجموعة التجريبية والمجموعة الضابطة، ويوضح جدول (3) نتائج اختبار "ت" لأفراد مجموعتى البحث الضابطة والتجريبية.

جدول (3) المتوسط الحسابى والانحراف المعيارى وقيمة "ت" لمتوسطات درجات

 أفراد المجموعتين الضابطة والتجريبية في التطبيق البعدى لمقياس الاتجاه نحو الوصول الرقمى

المجموعة

العدد

المتوسطات

الانحراف المعياري

قيمة t المحسوبة

درجات الحرية

مستوى الدلالة

الضابطة

محرک بحث عادي

30

82.45

3.50

16.32

58

دالة

عند (0.05)

التجريبية

محرک بحث بالخصائص الجرافيکية

30

112.60

1.25

باستقراء النتائج في جدول (3) يتضح أن هناک فروق دالة إحصائيًا عند مستوى (0.05) فيما بين متوسطي درجات طلاب المجموعة التجريبية التى استخدمت محرک البحث ذو الخصائص الجرافيکية، وطلاب المجموعة الضابطة التي استخدمت محرک البحث التقليدى لصالح المجموعة التجريبية حيث بلغ متوسط درجات طلاب المجموعة التجريبية (112.60)، بينما بلغ متوسط درجات طلاب المجموعة الضابطة (82.45)، وبلغت قيمة "ت" المحسوبة (16.32).

وبالتالي يتم  قبول الفرض الأول أى أنه "يوجد فرق دال إحصائيًا عند مستوى (0.05) بين متوسط درجات أفراد المجموعة الضابطة التي تستخدم ( الطريقة التقليدية: محرکات البحث النصية)، ومتوسط درجات أفراد المجموعة التجريبية التي تستخدم ( محرکات بحث الصور القائمة على الخصائص الجرافيکية) فى القياس البعدى لمقياس الاتجاه نحو الوصول الرقمى لصالح المجموعة التجريبية "

وقد تم حساب حجم الأثر وتبين أن قيمة حجم تأثير الخصائص الجرافيکية لمحرک بحث الصور الرقمية على الاتجاه نحو الوصول الرقمى قد بلغت 8.61 وهي تدل على وجود حجم للأثر کبير جداً.

(1-3) تفسير نتائج الفرض الأول ومناقشتها:

ويُرجع الباحث هذه النتيجة إلى أن الخصائص الجرافيکية لمحرکات بحث الصور الرقمية أعطت للطالب المرونة فى الوصول إلى الأعمال الفنية المختلفة مما أکسب الطلاب اتجاهات إيجابية نحو عملية الوصول الرقمى، ونظراً لتنوع خيارات البحث التى يمکن أن يستخدمها المتعلم فقد يبحث باللون أو الحجم أو النوع أو المتشابهات؛ فقد ساهم ذلک فى وجود نوعاً من الدقة في نتائج البحث التى قد يصل إليها الطالب وهو ما ساعد على نمو الاتجاهات الإيجابية نحو عملية الوصول الرقمى باستخدام محرکات البحث، ولاشک فى أن نجاح الطالب فى تنفيذ الأنشطة التعليمية التى تطلب منه الواحد تلو الآخر والمرتبطة بالوصول الرقمى إلى أعمال فنية متنوعة عبر الويب؛ قد ساعد على زيادة دافعية الطالب وممارسة عمليات بحثية متنوعة معظمها قد کُلل بالنجاح، وهو ما أسهم في زيادة نمو الاتجاهات الإيجابية التي تأثرت أيضاً بجاذبية الخصائص الجرافيکية ذاتها وتوافقها مع الطبيعة الفنية للطلاب الذين يهتمون بالأساس بالعناصر الجرافيکية لأي عمل فني.

2- عرض النتائج الخاصة باختبار التفکير الابتکاري:

(2-1) تکافوء المجموعة الضابطة مع المجموعة التجريبية فيما يتعلق باختبار التفکير الابتکاري:

لحساب تکافوء المجموعتين من خلال درجات اختبار التفکير الابتکارى فى القياس القبلى للمجموعتين الضابطة والتجريبية، تم حساب المتوسط الحسابى، والانحراف المعيارى، وقيمة "ت" لدرجات أفراد المجموعتين الضابطة والتجريبية فى القياس القبلى لاختبار التفکير الابتکاري، والجدول التالي يوضح ذلک:

جدول (4) المتوسط الحسابى والانحراف المعياري وقيمة "ت" لمتوسطات درجات

أفراد المجموعتين الضابطة والتجريبية في التطبيق القبلى لاختبار التفکير الابتکارى

المجموعة

العدد

المتوسطات

الانحراف المعياري

قيمة t المحسوبة

درجات الحرية

مستوى الدلالة

الضابطة

محرک بحث عادي

30

12.22

3.66

0.420

58

غير دالة

عند (0.05)

التجريبية

محرک بحث بالخصائص الجرافيکية

30

11.35

2.88

وقد أشارت نتائج المعالجة الإحصائية کما هي مبينة في الجدول السابق إلي أن قيمة "ت" (0.420) وهى غير دالة إحصائيا عند مستوي دلالة (0.05)، وهذا يعني عدم وجود فروق دالة إحصائيا بين المجموعتين، مما يشير إلي تکافوء التفکير الابتکاري للطلاب قبل إجراء التجربة، وبالتالى يمکن اعتبار أن المجموعات متکافئة فيما بينها قبل التجربة، وأن أية فروق تظهر بعد التجربة في اختبار التفکير الإبتکارى ترجع إلى الاختلافات فى متغيرات التجربة المستقلة، وليس إلى اختلافات موجودة بالفعل قبل إجراء التجربة بين المجموعات.

(2-2) عرض النتائج الخاصة باختبار التفکير الابتکاري:

من خلال النتائج الخاصة باختبار التفکير الابتکاري سعى البحث الحالي نحو التحقق من صحة الفرض الثانى والذى ينص على: "يوجد فرق دال إحصائياً عند مستوى (0.05) بين متوسط درجات أفراد المجموعة الضابطة التى تستخدم ( الطريقة التقليدية: محرکات البحث النصية)، ومتوسط درجات أفراد المجموعة التجريبية التى تستخدم ( محرکات بحث الصور القائمة على الخصائص الجرافيکية) فى القياس البعدي لاختبار التفکير الابتکاري لصالح المجموعة التجريبية"

وللتحقق من صحة الفرض الثانى الخاص بالمقارنة بين المجموعة التجريبية التى استخدمت محرک بحث الصور الرقمية ذو الخصائص الجرافيکية، والمجموعة الضابطة التى استخدمت محرک البحث التقليدى القائم على النص، وذلک فيما يتعلق باختبار التفکير الابتکاري، تم استخدام اختبار "ت" للتعرف على دلالة الفروق بين المجموعة التجريبية والمجموعة الضابطة، ويوضح جدول (5) نتائج اختبار "ت" لأفراد مجموعتى البحث الضابطة والتجريبية.

جدول (5) المتوسط الحسابى والانحراف المعيارى وقيمة "ت" لمتوسطات درجات

أفراد المجموعتين الضابطة والتجريبية فى التطبيق البعدى لاختبار التفکير الابتکارى

المجموعة

العدد

المتوسطات

الانحراف المعياري

قيمة t المحسوبة

درجات الحرية

مستوى الدلالة

الضابطة

محرک بحث عادي

30

35.92

4.22

18.24

58

دالة

عند (0.05)

التجريبية

محرک بحث بالخصائص الجرافيکية

30

56.33

3.22

باستقراء النتائج في جدول (5) يتضح أن هناک فروق دالة إحصائيًا عند مستوى (0.05) فيما بين متوسطى درجات طلاب المجموعة التجريبية التى استخدمت محرک البحث ذو الخصائص الجرافيکية، وطلاب المجموعة الضابطة التى استخدمت محرک البحث التقليدى لصالح المجموعة التجريبية حيث بلغ متوسط درجات طلاب المجموعة التجريبية (56.33)، بينما بلغ متوسط درجات طلاب المجموعة الضابطة (35.92)، وبلغت قيمة "ت" المحسوبة (18.24).

وبالتالي يتم  قبول الفرض الثاني أي أنه يوجد "يوجد فرق دال إحصائياً عند مستوى (0.05) بين متوسط درجات أفراد المجموعة الضابطة التي تستخدم ( الطريقة التقليدية: محرکات البحث النصية)، ومتوسط درجات أفراد المجموعة التجريبية التي تستخدم ( محرکات بحث الصور القائمة على الخصائص الجرافيکية) في القياس البعدي لاختبار التفکير الابتکارى لصالح المجموعة التجريبية"

وقد تم حساب حجم الأثر وتبين أن قيمة حجم تأثير الخصائص الجرافيکية لمحرک بحث الصور الرقمية على تنمية التفکير الابتکارى قد بلغت 4.84 وهى تدل على وجود حجم للأثر کبير جداً.

(2-3) تفسير نتائج الفرض الثاني ومناقشتها:

   ويُرجع الباحث هذه النتيجة إلى أن الخصائص الجرافيکية لمحرکات بحث الصور الرقمية وفرت للطلاب عينة البحث بدائل متنوعة ساعدت الطلاب على الوصول إلى أفکار متنوعة يمکن ترجمتها إلى مواقف حقيقة من الأداء الذي يعبر عن ابتکارات لمهنة معلم التربية الفنية، ولأن المادة المصورة بشکل أساسي لها دور کبير في تنمية التفکير الابتکارى بشکل عام فإن تعامل الطالب مع نظام بصرى متکامل سواء من خلال متغيرات البحث المرتبطة باللون أو الحجم أو النوع أو الصور المتشابهة أو من خلال نتائج البحث التي يمکن أن يُعيد المتعلم تصفيتها فإن کل ذلک أسهم في تنمية التفکير الابتکاري للمتعلم ومنحه خيرات متعددة فتحت أمامه مجالات وآفاق مختلفة للتفکير، کذلک فإن استخدام خصائص محددة کاللون أو الحجم جعلت الطالب يقوم بممارسة عمليات متنوعة من التفکير البصرى (الملاحظة، الإدراک، التفسير،...) من خلال مقارنة العناصر البصرية التي حددها کمدخلات في محرک البحث والصور التى تظهر عبر صفحة النتائج، وهو ما أدى إلى تفکير الطالب في بدائل متنوعة وفرت له نتاجات بحثية کثيرة، کل منها جاء بمثابة التمهيد لتطبيق جديد في مجال التربية الفنية.

توصيات البحث:

في ضوء نتائج البحث الحالي يوصى الباحث بما يلى:

1. الاعتماد على محرکات بحث الصور الرقمية في تدريس بعض مقررات التربية الفنية.

2. تدريب أعضاء هيئة التدريس على استخدام وتوظيف الخصائص الجرافيکية لمحرکات بحث الصور الرقمية في مواقف تعليمية متنوعة.

3. ضرورة اهتمام مراکز التعليم الإلکتروني بالجامعات بتنفيذ استراتيجيات متنوعة لتطوير محرکات بحث فنية والاستفادة منها في المواقف التعليمية المتنوعة.

4. مقترحات ببحوث مستقبلية:

5. على ضوء ما توصل إليه البحث من نتائج يمکن طرح بعض البحوث المقترحة کما يلي:

6. نموذج مقترح لمحرکات بحث الصور الرقمية الفنية عبر الويب.

7. قياس أثر الخصائص الجرافيکية لمحرکات بحث الصور الرقمية على نواتج تعلم مختلفة.

8. استحداث أعمال فنية رقمية عبر الخصائص الجرافيکية لمحرکات بحث الصور الرقمية.

9. تطوير مستودع رقمى للأعمال الفنية وفاعليتها في تنمية التعبير الفني لدى طلاب التربية الفنية.

مراجع البحث
1.يوسف السيد عبد الجيد (1992). أثر بعض طرق التدريس على کل من التحصيل الأکاديمي وتنمية القدرات الابتکارية بجانبيها المعرفي والعاطفي في الکيمياء. رسالة دکتوراه ، کلية التربية، جامعة طنطا.
2.سيد خيرالله (1981). اختبار القدرة علي التفکير الابتکارى. القاهرة، عالم الکتب.
3.حامد عبدالسلام زهران (2000). علم النفس الاجتماعى. القاهرة، عالم الکتب.
4.أحمد زکي صالح (1972). علم النفس الاجتماعى. القاهرة، مکتبة النهضة.
5.مصطفى عبدالسميع محمد (1998). مقدمة في الاتصال والوسائل التعليمية: قراءات أساسية للطلاب والمعلمين. القاهرة، مرکز التنمية البشرية والمعلومات.
6.سيد ربيع (2007). محرکات بحث الصور الثابتة على الإنترنت "دراسة تحليلية". مکتبة الملک فهد الوطنية، الرياض.
7.خالد محمد رياض (1999). أدلة ومحرکات بحث شبکة الإنترنت: دراسة مقارنة- الاستراتيجيات العربية الموحدة للمعلومات في عصر الإنترنت ودراسات أخرى، الاتحاد العربي للمکتبات والمعلومات، تونس، أکتوبر.
8.زين عبدالهادي (2002). محرکات البحث على شبکة الإنترنت: دراسة تجريبية مقارنة. مجلة المکتبات والمعلومات العربية، ع2، إبريل.
9.Rao, m., Rao, p., Govardhan, a. (2011). Content Based Image Retrieval using Dominant Color, Texture and Shape, International Journal of Engineering Science and Technology (IJEST), 3(4), apr, 2887-1896.
10.Sakhare,S.V.& Nasre,V.G. (2011). Design of Feature Extraction in Content Based Image Retrieval (CBIR) using Color and Texture, International Journal of Computer Science & Informatics, 1(2), 57-61.
11.Vani,V.& Raju,S. (2010). A detailed survey on query by image content techniques, ICNVS'10 Proceedings of the 12th international conference on Networking, VLSI and signal processing, World Scientific and Engineering Academy and Society (WSEAS), Wisconsin, USA, 204-205.
12.Vijay, K.& Anitha, R. (2008). A Content-Based Approach to Image Database Retrieval, Journal of Computer Applications, Vol 1 (4), Oct – Dec, 15-17.
13.Wang, S., Jing, F.,He, J.,Du, Q.& Zhang. L. (2007). IGroup: Presenting Web Image Search Results in Semantic Clusters, Proceedings (CHi: 2007) Computer/Human Interaction (Web Usability), San Jose, CA, USA, April 28-May 3, 587-596.
14.Li,Z., Xie,x., Zhang,l.& Ma,Wei-Ying. (2007). Searching One Billion Web Images by Content: Challenges and Opportunities, MCAM'07 Proceedings of the 2007 international conference on Multimedia content analysis and mining, LNCS 4577, 33-36.
15.Jing,Y. & Baluja.S (2008). PageRank for Product Image Search, WWW '08 Proceedings of the 17th international conference on World Wide Web, Beijing, China, April 21–25, 307-315.
16.Potter, M.L. (2010).  From Search to Research: Developing Critical ThinkingThrough Web Research Skills, Microsoft Corporation. 1-39.
17.Daoudi,I.& Idrissi,K. (2011). A Semi-Supervised Metric Learning for Content-Based Image Retrieval, International Journal of Computer Vision and Image Processing (IJCVIP), 1 (3), 53-64.
18.Rahmani, R., Goldman, S., Zhang, H., Cholleti, S. & E. Fritts, J. (2008). Localized Content Based Image Retrieval, IEEE Transactions on Pattern Analysis and Machine Intelligence, Special Issue, 30 (11), November, 1902-1912.
19.Datta, R., Joshi, D., Li, J. & Wang, J.Z. (2008). Image retrieval: Ideas, influences, and trends of the new age, ACM Computing Surveys , 40(2), 1-60/ article 5.
20.Addis, M. et al. (2005). New ways to search, navigate, and use multimedia museum collection over the web. The nine annual conference: Museums and the Web, Vancouver, British Columbia, Canada, April 13-17, 2005
21.Numerico, T., et.al (2005). Search Engines and On-line Museum Access on the Web.The nine annual conference: Museums and the Web, Vancouver, British Columbia, Canada, April 13-17.
22.Sharma, N., Rawat, P.& Singh, j. (2011). Efficient CBIR Using Color Histogram Processing, Signal & Image Processing : An International Journal(SIPIJ), 2 (1), March, 94-112.